نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
السعودية
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
کلية التربية
کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم
إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)
=======
دور المدرسة الابتدائية في حماية الطفل المعنف
"تصور مقترح"
إعـــــــــــــداد
د/ سـالم بن ثلاب بن سالم القحطاني
} المجلد السابع والثلاثون– العدد الثاني عشر – ديسمبر2021م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
ملخص الدراسة
هدفت الدراسة الحالية إلى الوقوف على دور منسوبي المدرسة الابتدائية في الکشف المبکر عن العنف ضد الأطفال، والتعرف على دور المدرسة في حماية ومساندة الطفل المعنف، وکذلک التعرف على واقع الإجراءات التنظيمية التي تنظم العلاقة بين المدرسة والجهات ذات العلاقة بحماية ومساندة الطفل المعنف، بالإضافة إلى التعرف على ما إذا کان هنالک فروق بين متوسط استجابات عينة الدراسة نحو دور المدرسة الابتدائية في حماية الطفل المعنف تبعا لمتغيرات (المؤهل، عدد سنوات الخبرة، العمل الحالي)، ومن ثم تقديم تصور مقترح لدور المدرسة في حماية الطفل المعنف، وتم استخدام المنهج الوصفي المسحي، واستخدم الباحث ثلاث أدوات تمثلت في (الاستبانة، المقابلة، مجموعات الترکيز)، وبعد التأکد من صدق الأدوات وثباتها طبقت الاستبانة على عينة عشوائية طبقية مکونة من (892) من قادة المدارس والمعلمين والمرشدين الطلابيين ورواد النشاط الطلابي في المدارس الابتدائية الحکومية بنين بمدينة الرياض، وطبقت المقابلة على عينة عشوائية عنقودية مکونة من (30) قائداً من قادة المدارس الابتدائية الحکومية بنين بمدينة الرياض، کما استخدمت مجموعات الترکيز لجمع المعلومات حول دور المدرسة الابتدائية في حماية الطفل المعنف عن طريق جلسات مناقشة منظمة مع (8) مجموعات بؤرية مکونة من منسوبي المدرسة الابتدائية.
وکان من أبرز النتائج ما يلي: إن هناک موافقة بدرجة متوسطة بين أفراد الدراسة على دور المدرسة الابتدائية في الکشف المبکر عن حالات العنف الموجه ضد الأطفال، وأن هناک تأکيداً من القيادات المدرسية على دور المدرسة الابتدائية في الکشف المبکر عن حالات العنف الموجه ضد الأطفال، وأن هناک موافقة بدرجة عالية بين أفراد الدراسة على دور المدرسة الابتدائية في مساعدة الطفل المعنف، وأن هناک تأکيداً من القيادات المدرسة على دور المدرسة الابتدائية في مساعدة الطفل المعنف، وأن هناک موافقة بدرجة عالية بين أفراد الدراسة على الإجراءات التنظيمية لعلاقة المدرسة الابتدائية بالمؤسسات المعنية بحماية ومساندة الطفل المعنف، وأن هناک موافقة من القيادات المدرسية على الإجراءات التنظيمية لعلاقة المدرسة الابتدائية بالمؤسسات المعنية بحماية ومساندة الطفل المعنف، کما تبين وجود فروق بين متوسطات استجابات أفراد الدراسة حول کل من (دور المدرسة الابتدائية في الکشف المبکر عن حالات العنف الموجه ضد الأطفال - الإجراءات التنظيمية لعلاقة المدرسة الابتدائية بالمؤسسات المعنية بحماية ومساندة الطفل المعنف) باختلاف متغير المؤهل العلمي، وذلک لصالح أفراد الدراسة ممن مؤهلهم العلمي دبلوم، کما تبين وجود فروق بين متوسطات استجابات أفراد الدراسة حول دور المدرسة الابتدائية في مساعدة الطفل المعنف باختلاف متغير سنوات الخبرة؛ وذلک لصالح أفراد الدراسة ممن خبرتهم (30) سنه فأکثر، کما تبين وجود فروق بين متوسطات استجابات أفراد الدراسة حول کل من (دور المدرسة الابتدائية في الکشف المبکر عن حالات العنف الموجه ضد الأطفال - دور المدرسة الابتدائية في مساعدة الطفل المعنف - الإجراءات التنظيمية لعلاقة المدرسة الابتدائية بالمؤسسات المعنية بحماية ومساندة الطفل) باختلاف متغير العمل الحالي؛ وذلک لصالح أفراد الدراسة من القيادات المدرسية.
وفي ضوء هذه النتائج، تم وضع بعض التوصيات منهـا:
- تطبيـق التصـور المقترح ودراسـة جـدوى فاعليتـه
- إعداد دليل تنظيمي واجرائي لحماية الطفل المعنف في المدارس، ينظم عمل منسوبي المدرسة کشفاً ومساعدة وتحويلاً لتقليل فرص الاجتهادات الفردية.
- إعداد تطبيق إلکتروني لحماية الطفل المعنف، يساهم في إيصال معاناة الطفل المعنف إلى الجهات ذات العلاقة بحماية الطفل.
- إلزام المرشد الطلابي في المدرسة بأخذ دورة تدريبية مکثفة في الکشف المبکر عن الأطفال المعنفين وکيفية مساعدتهم، وآلية التعامل معهم ونقلها إلى زملائه في المدرسة.
- إلزام المدارس برفع خطط لحماية الطفل المعنف في بداية کل فصل دراسي.
- عقد الدورات التدريبية وورش العمل لتثقيف منسوبي المدارس الابتدائية على الکشف المبکر، وکيفية مساعدة الطفل المعنف، واجراءات التعامل مع الأطفال المعنفين، داخل المدارس.
الکلمات المفتاحية : المدرسة الابتدائية - حماية - الطفل المعنف
Abstract
The current study aimed to identify the role of primary school employees in the early detection of violence against children and to identify the role of the school in protecting and supporting the abused child, it also aimed to identify the reality of organizational procedures that regulate the relationship between the school and those related to the protection and support of the abused children. In addition, the study aimed to determine whether there are differences between the average responses of the study population towards the primary school’s role in protecting the abused child according to the variables of (qualification, number of years of experience, current work), then the study is going to present a suggested proposal of the school’s role in protecting abused children. The descriptive survey approach was used. In the study, the researcher used three tools like (the questionnaire, the interview, the focus groups). After confirming the validity and reliability of the tools, the questionnaire was applied to a stratified random sample consisting of (892) school leaders, teachers, social workers and pioneers of student activity in government primary schools for boys in Riyadh, the interview was applied to a random cluster sample consisting of (30) leaders of government primary schools for boys in Riyadh. The focus groups were used to collect information about the role of primary schools in protecting abused children through structured discussion sessions with (8) focal groups of the elementary school staff.
Among the most prominent results were the following: There is an average degree of approval among the study population on the role of primary school in the early detection of cases of violence against children, school leaders have recognized the role of primary school in the early detection of cases of violence against children. There is a high degree of approval among the study population on the role of the primary school in assisting the abused children. The school leaders recognized the role of primary schools in helping the abused children. There is a high degree of agreement among the study population on the organizational procedures of the relationship between the primary school and the institutions concerned with protecting and supporting the abused children. School leaders highly agree on those organizational procedures. It was found that there were differences between the averages of the study population responses on both (the role of the primary school in the early detection of cases of violence against abused children and the organizational procedures of the relationship between primary school and the institutions concerned with the protection and support of a abused child) as per the difference in the educational qualification variable in favor of the study population whose scientific qualification is just a school diploma. It was found that there are differences between the averages of the study population responses concerning the primary school’s role in assisting the abused children as per differences in the variable of years of experience in favor of the participants with (30) years of experience or more. It was found that there are differences between the averages responses of the study population concerning (the primary school’s role in the early detection of cases of violence directed against Children, the role of primary school in helping abused children and the organizational procedures of the relationship between the primary school and the institutions concerned with the protection and support of the abused children) according to the variable of current work, in favor of the school leaders.
In light of these results, some recommendations were made, including:
- Applying the proposed vision and studying its feasibility
- Preparing an organizational and procedural guide to protect abused children in schools. This guide organizes the work of the school staff in relation to the assistance and transfer of the abused children to reduce the chances of individual opinion.
- Preparing an electronic application to protect the abused children, this contributes to communicating the suffering of the abused children to the authorities concerned with child protection.
- Giving the school social worker an intensive training course on the early detection of abused children, how to help them and the mechanism of dealing with them. The social worker must transfer the training course to his schoolmates.
- Making schools submit plans to protect abused children at the beginning of each semester.
- Holding training courses and workshops to educate the primary schools employees on the early detection of the abused children, how to help them and the procedures of dealing with those children inside schools.
Keywords: primary school - protection - abused child
المقدمة:
إن المدرسة الابتدائية هي المؤسسة الثانية التي يقضي فيها الطالب کثيراً من وقته، فلم يعد دورها تقليدياً يرکز على صب المعلومات واستذکارها فقط، بل تعدى ذلک إلى الاهتمام بالطالب من جميع النواحي النفسية والاجتماعية والخلقية والعقلية والجسمية وتوفير الأمن واکتشاف ما يتعرض له الطالب من حالات عنف (المنيف، 1435ه، ص299-305).
وقد أطلقت وزارة التعليم مجموعة من البرامج مثل: برنامج خفض العنف (رفق) الذي يقتضي حماية الطلاب من العنف، وعُمِّم على جميع إدارات التعليم، وکافة المکاتب التابعة لکل إدارة، ومن ثم عمم على جميع المدارس للمرحلة الابتدائية والمتوسطة لتنفيذه (الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد، 1437ه).
ومهما بُذل من جهود دون قيام منسوبي المدرسة بدورهم في حماية ومساندة الطفل المعنف، فلن تکتمل تلک الجهود؛ لأن منسوبي المدرسة هم أکثر المهنيين التصاقا وتفاعلاً مع الأطفال، فهناک ما يقارب من (537147) معلم ومعلمة يتفاعلون بشکل مباشر ووجها لوجه مع ما يقارب من (6230108) طالب وطالبة (التقرير السنوي لوزارة التعليم،1440)، وبمعدل لا يقل عن (1000 ساعة) سنوياً (السويلم،1436،ص:70)، وهي فرصة کبيرة لرصد الأعراض والمؤشرات التي تظهر على الأطفال المعنفين، وتقديم الحماية والمساندة لهم في وقت مبکر.
وقد أکد نظام حماية الطفل الصادر بقرار مجلس الوزراء على مسؤولية الجهة التي تتراخى في حماية ومساندة الطفل المعنف؛ حيث ورد في لائحته التنفيذية في المادة الثانية والعشرين في الفقرة الرابعة ما يلي نصه: "تکون جهة العمل التي يبلغها أحد العاملين فيها عن المخالفة، أو حالة إيذاء أو إهمال الطفل مسؤولة عما يترتب على تراخيها، أو عدم قيامها بالإبلاغ عن الحالة، وتطال تلک المسؤولية الأشخاص الطبيعيين الذين يمثلونها وقت حدوث المخالفة أو واقعة الإيذاء، ولا ينفي أو يخفف من مسؤوليتهم کونهم لم يعودوا ممثلين لها وقت المساءلة لأي سبب کان".
والمدرسة هي من أهم تلک المؤسسات، التي يجب عليها دق جرس الإنذار حينما تظهر مؤشرات العنف وأعراضه الأولية على أي من أطفالها، ويجب ألا تنتظر حتى تتحول هذه المشکلة إلى جريمة يمکن منع حدوثها في حال تفعيل المدرسة لدورها في حماية ومساندة الطفل المعنف.
مشکلة الدراسة:
أصدرت المملکة العربية السعودية نظامين هما: نظام الحماية من الإيذاء، ونظام حماية الطفل؛ لمواجهة العنف ضد الأطفال، ورغم ذلک إلا أن تقارير الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان تشير إلى تفاقم هذه الظاهرة (موقع الجمعية الوطنية لحقوق الانسان،1438).
وذکرت الکعبي (2010م) بأن العنف المدرسي من المشکلات التي تحتل مرتبة متقدمة في المدرسة ضمن المشکلات الاجتماعية والسلوکية وقد أشارت دراسات (الطيار،2010م)، و(الغامدي ،2010م)، و(السويطي،2012م) إلى تفشي ظاهرة العنف ضد الأطفال.
وأکدت دراسة (المطيري،2012م) أن من أغلب قضايا العنف الأسري التي وردت إلى هيئة حقوق الإنسان في منطقة الرياض کانت مرتبة على التوالي: العنف الجسدي، ثم العنف النفسي، ثم العنف الجنسي.
کما أن "مؤتمر طفل نحو مستقبل أفضل" الذي عقد في کلية العلوم الاجتماعية في جامعة الکويت، في الفترة من: (2-4يونيو 2015م) أوصى بالاهتمام بتفعيل دور مؤسسات المجتمع باکتشاف حالات العنف ضد الأطفال (شبکة ضياء للمؤتمرات والدراسات، 1439ه).
وعلى اعتبار أن المدرسة يقع على عاتقها العديد من الأدوار التي تتمثل في تنمية جميع جوانب شخصية الفرد الاجتماعية والتعليمية والتربوية، وکذلک توفير الجو الآمن والمناسب لتربية وتعليم النشء وحمايته من کل ما يحدق به من خطر، ويحد من فعالية هذا الفرد الذي هو اللبنة الأساسية في المجتمع، فالمدرسة الابتدائية هي من أهم مؤسسات المجتمع، وهي البوابة التي يمر من خلالها أفراد المجتمع؛ لذلک عليها دور کبير في کشف الأطفال المعنفين وحمايتهم، وقيام المدرسة بهذا الدور المنوط بها يحتوي المشکلة قبل تفاقمها وتحولها إلى جريمة.
ولأن الأطفال بحاجة ماسة لمزيد من الحماية والمساندة والتکامل بين المدرسة والجهات ذات العلاقة بحماية الطفل، جاءت الحاجة لهذه الدراسة.
ويمکن بلورة مشکلة الدراسة في السؤال الرئيس التالي:
ما دور المدرسة الابتدائية في حماية الطفل المعنف کما يراها منسوبو المدارس الابتدائية بالرياض ؟
أسئلة الدراسة:
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية إلى ما يلي:
أهمية الدراسة: تکمن أهمية البحث في الآتي:
أ- الأهمية النظرية:
ب- الأهمية التطبيقية:
حدود البحث:
أ- الحدود الموضوعية:
يرکز هذا البحث على بناء تصور مقترح لدور المدرسة الابتدائية في حماية الطفل الذي وقع عليه العنف أياً کان مصدره؛ حيث ترکز على الإجراءات البعدية والطرق والأساليب والآليات التي يقوم بها منسوبو المدرسة الابتدائية لحماية ومساندة الطفل المعنف بشکل يضمن سلامته.
ب- الحدود المکانية: طبق هذا البحث في المدارس الحکومية الابتدائية بنين بمدينة الرياض.
ج- الحدود الزمنية: الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 1440ه-1441ه.
د- الحدود البشرية: طبق هذا البحث على القادة والمعلمين والمرشدين الطلابيين ورواد النشاط في المدارس الابتدائية الحکومية في تعليم مدينة الرياض.
مصطلحات الدراسة:
تعريف دور: لغة: المهمة أو الوظيفة.
اصطلاحا: "ما يقوم به کل فرد من وظائف ومهام منوطة به، باعتباره عضوا في أي تنظيم له أدوار محددة، يجب أن يقوم بها" (درادکه،2014م، ص:89).
التعريف الإجرائي للدور: هو ما يجب أن يقوم به کل فرد من منسوبي المدرسة (قيادة، ومعلمين، ومرشدين طلابيين، ورواد نشاط) من مهام وإجراءات من أجل کشف الطفل المعنف، وتقديم الخدمة والمساندة له، والمتابعة لحالته؛ منعا لتفاقم المشکلة.
تعريف حماية الطفل:
حماية لغة: من الفعل حمى يحمي، احم، حمياً وحماية، ويقال: "حمى الشر عنه": أي "منعه ودفعه عنه"، ويقال حمى المريض بمعنى: "منعه ما يضره"(مجمع اللغة العربية،2004م)
اصطلاحا: هي: "الإجراءات والأطر اللازمة لمنع حدوث والرد على إساءة المعاملة، والإهمال والاستغلال، والعنف التي تؤثر على الأطفال"(المعهد الوطني لحقوق الانسان، 1439ه)
التعريف الإجرائي لحماية الطفل: مجموعة من الإجراءات والوسائل والأساليب والعمليات التي يقدمها منسوبو المدرسة للطفل الذي تعرض لأي نوع من أنواع العنف من أجل ضمان سلامته، وتخفيف أثر العنف عليه وتأهيله؛ ليصبح فرداً متوافقاً مع نفسه ومجتمعه.
الإطار النظري:
المبحث الأول: النظريات المفسرة للعنف ضد الأطفال
النظريات المفسرة للعنف ضد الأطفال:
نظرية التعلم الاجتماعي:
تعتبر هذه النظرية من النظريات التي استندت عليها الدراسة الحالية، ورائد هذه النظرية ومؤسسها هو العالم باندورا Bandora، وهذه النظرية من أکثر النظريات شيوعا في تفسير العنف، ويرى أصحاب هذا الاتجاه أن العنف لا يتم إلا من خلال محيط اجتماعي، ويتم من خلال ملاحظة وتقليد الطفل للکبار(وفاء ،ومحمد،2012).
ويمکن الربط بين نظرية التعلم الاجتماعي ودور المدرسة في حماية ومساندة الطفل المعنف فيما يلي:
المبحث الثاني العنف ضد الأطفال:
مفهومه:
تعريف العنف في اللغة: من الفعل عنف به وعليه، أي: أخذه بشدة وقسوة ولامه لذا فهو عنيف.
واصطلاحا: جاء في معجم العلوم الاجتماعية أنه:" استخدام الضغط أو القوة استخداما غير مشروع أو غير مطابق للقانون من شأنه التأثير على إرادة فرد ما" (الکعبي، 2010، ص:22).
التعريف الإجرائي للعنف ضد الطفل: کل شکل من أشکال الاستغلال، أو إساءة المعاملة الجسدية أو النفسية، أو الجنسية، أو التهديد به، أو الإهمال، يرتکبه شخص تجاه تلميذ المرحلة الابتدائية متجاوزاً بذلک حدود ما له ولاية عليه أو سلطة أو مسؤولية أو علاقة إعالة أو کفالة أو وصاية أو تبعية معيشية.
مفاهيم مرتبطة بالعنف:
العنف والعدوان:يعرف العدوان بأنه "سلوک مقصود يرمي إلى إلحاق الأذى والضرر بالشخص الآخر عن قصد وعمد" (حسين، 2008، ص:19). ومنها: العدوان الصريح، وهو: العدوان الذي يکون بصورة مقصودة وواضحة، وعدوان رمزي، مثل: ازدراء الآخرين والتهکم والسخرية بهم، فالعنف هو: النتيجة النهائية للعدوان.
العنف والغضب: ويعرف الغضب بأنه: "ثوران في النفس يحملها على الرغبة في البطش والانتقام نتيجة حالة نفسية انفعالية تصيب الإنسان" (الدويلة، 2017، ص: 18)
العنف والإساءة:حيث عرف (حسين، 2008، ص:21) الإساءة بأنها " سلوک وأفعال مستهجنة غير مرغوب فيها، يقوم بها الفرد المعتدي عن قصد بهدف إلحاق الضرر والأذى الجسمي أو النفسي أو الجنسي للضحية.
العنف والإرهاب:يتضمن الإرهاب صفة التخويف والترهيب والفزع والذعر وبثه في نفوس الآخرين، ويرتبط الإرهاب غالباً بالطبيعة الفکرية والعاطفية والاستمرار في القلق والتوتر في المناخ العام.
العنف نحو الذات:ويقصد به السلوک الذي يقوم به الفرد بهدف توجيه الإيذاء نحو نفسه، ومن أمثلة ذلک: الانتحار، أو قطع اليد أو حرق النفس بالنار.
العنف الموجه نحو الآخرين:ويقصد به العدوان الموجه نحو الآخرين والخروج على القوانين والنظم المتعارف عليها والمعمول بها في التعامل بين الناس، کضرب الآخرين أو شتمهم.
العنف الرمزي:ويقصد به الاعتداء غير المباشر الذي يمارس فيه سلوکاً يرمز إلى الاحتقار أو يؤدي إلى توجيه الانتباه إلى الإهانة، ومن أمثلته مقاطعة الشخص وتجاهله، والامتناع عن السلام أو النظر إليه.
العنف نحو الممتلکات:ويقصد به إلحاق الضرر المادي بالممتلکات الخاصة بالفرد أو المجتمع، ومن أمثلة ذلک: التخريب، وکسر الأبواب والکراسي والطاولات وتهشيم النوافذ وإحراق السيارات، وإلقاء الأشياء بعنف وغير ذلک من تلک الممارسات.
العنف الإلکتروني:ويقصد به: "کل أشکال السلوک غير المشروع الذي يرتکب باستخدام الحاسب الآلي أو شبکات المعلومات والاتصالات ويسبب أضرارا أو تهديداً مادياً أو معنوياً للغير"(الرشيدي،2011).
ويتخذ العنف الإلکتروني أشکالاً وأنماطاً مختلفة ومن أهم صوره ما يلي:
المبحث الثالث: دور المدرسة في حماية الطفل المعنف:
حماية الطفل في الإسلام:
مرحلة الطفولة من المراحل المهمة والأساسية في تکوين شخصية الفرد، وقد أولى الإسلام اهتماما کبيراً بهذه المرحلة، وقرر أن لهؤلاء الأطفال حقوقاً وواجبات لا يمکن إغفالها أو التغاضي عنها، وذکر السحيباني (2012) أن الشريعة الإسلامية اهتمت بالطفل اهتماماً شاملاً يبدأ قبل تکوينه، فقد أمر الإسلام الوالدين بحسن اختيار کلا منهما الآخر، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تُنکح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداک" (البخاري:5090)، وقد حرم الإسلام إهمال الطفل في حياته الأولى، فقال تعالى: ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ کَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَکِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ لَا تُکَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ ۚ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِکَ ۗ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَکُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْکُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ (البقرة:233)، کما کفل الإسلام حياة الطفل وأوجب له الحماية، وراعى أن يکون له حق أصيل في الحياة، وأوجب أن يکفل بقاءه إلى أقصى حد ممکن، فلا يجوز قتله لأنه معوق أو مشوه، وحرم وأد البنت لأنها أنثى وحرم الإجهاض، فقال تعالى:﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ﴾(التکوير:9)، وقال تعالى:﴿ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ ۚ قَدْ ضَلُّوا وَمَا کَانُوا مُهْتَدِينَ﴾(الأنعام:140)، وقد اعتنى الإسلام بحق الطفل في الاسم باعتباره شرطاً أساسياً ولازماً، فقد قال صلى الله عليه وسلم:"إِنَّکُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِکُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِکُمْ فَأَحْسِنُوا أَسْمَاءَکُمْ" (صحيح ابن حبان:5818)، وقد راعى الإسلام أن تکون مصلحة الطفل هي المقدمة على کل شيء ولذلک حرم قتل الأطفال مخافة الفقر فقال تعالى:﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَکُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاکُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ کَانَ خِطْئًا کَبِيرًا﴾(الإسراء:31) وهو ما يسمى بحق البقاء والنمو والوقاية (محمد، 2015).
دور المدرسة في حماية الطفل المعنف:
يقع على عاتق جميع العاملين في المدرسة دور کبير في حماية الطفل المعنف بحسب ما نص عليه نظام حماية الطفل في لائحته التنفيذية، وکذلک ميثاق مهنة التعليم، واللوائح والأنظمة في وزارة التعليم، وفيما يلي عرضا لدور کل من المعلم ورائد النشاط والمرشد الطلابي وقائد المدرسة:
دور المعلم في حماية الطفل المعنف:
يعتبر المعلم هو أکثر العاملين في المدرسة الذي يقضي وقتا کبيراً مع الطالب؛ لذلک فهو يستطيع أن يتعرف على کل ما يطرأ من تغيير على الطالب نتيجة مقابلاته المتکررة مع الطالب، والمعلم الناجح هو الذي يستطيع أن يکيف فکره ومادته وطرق تدريسه ووسائله التعليمية لتحقيق أهدافه التي يجب أن يکون من أولها حماية الطالب، فمن خلال حواره للطلاب وتعامله بلين ورفق معهم وملاحظته للتغييرات النفسية والجسمية للطالب أثناء الحصة الدراسية، ومن خلال مشارکة الطالب أو عدم المشارکة، يستطيع المعلم کشف العنف إذا کان الطفل قد تعرض لذلک.
الکشف المبکر عن العنف ضد الأطفال:
تعريفه:يمکن تعريف الکشف المبکر عن العنف ضد الأطفال إجرائياً بأنه: عملية تهدف إلى التعرف السريع على الأطفال ضحايا العنف، من خلال بعض العلامات التي تظهر عليهم أو تطرأ على سلوکهم.
واقع الکشف المبکر للأطفال المعنفين في المدارس:
إن منسوبي المدرسة من معلمين ورواد نشاط ومرشدين وقادة في المدارس الابتدائية هم الأشخاص المهنيون الذين يتفاعلون مع الأطفال في مدارسهم لفترات طويلة تزيد عن ألف ساعة في السنة الواحدة (السويلم:1436،ص:70)، مما يجعل فرص الاکتشاف سانحة لهم بشکل متکرر إن من أهم احتياجات الطفل المعنف أن يتم اکتشاف العنف والتعرف عليه، لذا يعتبر الکشف المبکر نقطة الانطلاق في حماية الطفل المعنف والعمل معه، ويبدأ الاکتشاف المبکر للأطفال المعنفين من خلال النظرة الواعية المتفحصة للمظهر الخارجي للطفل أو سلوکه وأدائه، سواء کان ذلک في الاصطفاف الصباحي أو داخل الفصل أو في فناء المدرسة، وتکون هذه المشاهدة بهدف اکتشاف أي تغيرات قد تطرأ على الأطفال تثير القلق حول تعرضه للعنف ويعتمد الکشف المبکر على الحرص والرغبة الداخلية من منسوبي المدرسة لحماية الأطفال من العنف، ويعتمد على مهاراتهم في التعرف والتحقق من المؤشرات الدالة على تعرض الطفل للعنف بأنواعه المختلفة وطرق الکشف عنها، کما يعتمد على مدى إلمام منسوبي المدرسة بالاتفاقيات والأنظمة واللوائح المتعلقة بحقوق الطفل، واحتياجات الأطفال الکفيلة بنموهم وتطورهم ولذلک أصبح من الضروري تبصير منسوبي المدارس باحتياجات الأطفال الأساسية وکيفية رعايتهم، ورفع مستوى الوعي لديهم في أنواع العنف ضد الأطفال والمؤشرات الدالة على تعرضهم لأي نوع منها، وکيف يستطيع التعامل والتدخل مع الأطفال المعنفين ورغم الجهود المبذولة من وزارة التعليم في هذا الشأن، إلا أن الحاجة لا زالت ملحة لدفع منسوبي المدرسة من قادة ومرشدين ومعلمين ورواد نشاط لتطوير أنفسهم، ورفع مستوى الوعي لديهم بأهمية الکشف المبکر للأطفال المعنفين، وقيامهم بدورهم، وتذليل الصعوبات التي قد تحول بين منسوبي المدارس وتحقيق الکشف المبکر للعنف ضد الأطفال، ولا يزال هناک حاجة لوجود مدرب في کل مدرسة، لنقل المعلومات والمهارات لمنسوبي المدرسة وتنمية مهاراتهم المعرفية والسلوکية في التدخل والإحالة والمعالجة المبکرة لنتائج العنف التي تظهر على الأطفال المعنفين.
إن منسوبي المدارس يواجهون مجموعة من التحديات في حماية الطفل المعنف، وتحديدا في الاکتشاف المبکر للعنف، وتعود تلک التحديات إلى طبيعة العنف المعقدة، التي تشمل مجموعة واسعة من الممارسات والاعتداءات على الأطفال، وتعدد المعتدين وعلاقتهم بالطفل المعنف، وکذلک الاختلاف في درجات العنف ونوعه ومدى تکراره، وعدم وجود مرجعية متفق عليها في المدارس ومعتمدة في تحديد نوع ودرجة الخطورة الواقعة أو المحتملة، کما يقوم بعض منسوبي المدارس بإصدار قرارات اجتهادية في اکتشاف الأطفال المعنفين بعضها قد يکون خاطئا.
مؤشرات العنف ضد الأطفال:
هناک بعض المؤشرات التي تثير ظنون الأشخاص المهنيين الذين يتفاعلون مع الأطفال بأنه ثمة عنف وقع على طفل ما، ويجب أن يتنبه لها کل منهم وأن يتحقق جيداً من هذه المؤشرات، وفيما يلي بعض العلامات والمؤشرات التي يمکن أن تنبئ عن احتمال وقوع العنف، وخصوصاً إذا اجتمعت تلک المؤشرات، والجدير بالذکر أن هناک مؤشرات عامة قد تحدث مع أي نوع من أنواع العنف، وهناک مؤشرات تخص کل نوع، وفيما يلي تفصيلها:
المؤشرات العامة:
عندما يتعرض الأطفال لأي نوع من أنواع العنف قد تظهر عليهم بعض هذه المؤشرات:
دور رائد النشاط في حماية الطفل المعنف:
الأنشطة الطلابية: هي حزمة من البرامج التربوية الجاذبة التي تنظمها المدرسة وفقاً لخطتها، وتستهدف کافة المتعلمين في بيئة محفزة يختار منها رائد النشاط ما يناسب ميول واهتمامات التلاميذ؛ ليحقق نمو واتساع خبراتهم الشخصية على نحو يتکامل مع البرنامج التعليمي (الإدارة العامة للنشاط الطلابي،2016).
دور القيادة المدرسية في حماية الطفل المعنف:
يمکن تعريف القيادة بأنها: "قدرة الفرد على التأثير في شخص أو جماعة وتوجيههم وإرشادهم لنيل تعاونهم وتحفيزهم للعمل بأعلى درجة من أجل تحقيق الأهداف المرسومة"(القبلي،2015، ص:15).
ويرى السيد (2015) أهمية دور القيادة المدرسية في حماية الطفل من العنف ودوره البارز للتصدي لها، کما أنها تقوم بتنشئة جيل قادر على المساهمة في تنمية المجتمع، وهي الأقدر على إحداث التغيير في حياة الأفراد والمجتمعات، کما يرى أن تفاقم مشکلة العنف يفرض على القيادة المدرسية مسؤوليات إضافية، فيتعين على قائد المدرسة التخطيط لبرامج وقائية وإشراک جميع العاملين في المدرسة في تنفيذ هذه الخطط، وعدم ترک المسؤولية على المرشد الطلابي فقط.
وللقيادة التربوية دور بارز وفعال في توفير البيئة المناسبة والآمنة للطلاب حتى يتلقوا تعليمهم بأمان، وممارسة المدرسة لدورها التربوي والاجتماعي.
دور المرشد الطلابي في حماية الطفل المعنف:
يوجد في کل مدرسة من مدارس المملکة مرشد طلابي سواء کان مفرغا للإرشاد، أو مکلفاً تکليفاً داخلياً من قائد المدرسة للقيام بمهام العمل الإرشادي، ويعتبر وجود المرشد الطلابي في المدرسة ضرورة ملحة، وخصوصاً أن له دور اکبير في مساعدة وحماية الأطفال المعنفين من خلال ما يقوم به من أعمال، فهو المتخصص أکثر من غيره في هذا المجال.
الدراسات السابقة
الدراسات العربية:
دراسة: القحطاني (2019): بعنوان: العنف ضد الأبناء وانعکاساته على الأمن الاجتماعي من وجهة نظر الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين العاملين بمراکز الحماية الاجتماعية بمدينة الرياض.
وهدفت هذه الدراسة إلى التعرف على أکثر أنماط العنف ضد الأبناء، وأکثر المتغيرات الاجتماعية المسؤولة عن انتشار العنف، وتحديد دور مراکز الحماية الاجتماعية في الحد من العنف ضد الأبناء.
واستخدمت الدراسة المنهج المسحي، واعتمد الباحث على الاستبانة في جمع البيانات والمعلومات، وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية:
- موافقة أفراد الدراسة على أن من أکثر أنماط العنف انتشاراً الصراخ عليهم والتهجم، وإحداث کسور وکدمات، وأن تعاطي المخدرات والضغوط الحياتية والاقتصادية الخانقة من أکثر المتغيرات المسؤولة عن انتشار العنف ضد الأبناء.
- ووافق أفراد الدراسة على أن التدخل السريع في حالات الإيذاء والعنف الشديد والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة من أهم أدوار مراکز الحماية الاجتماعية في الحد من العنف ضد الأبناء.
وأوصى الباحث بمجموعة من التوصيات، أهمها: وضع قوانين رادعة تتضمن تعريف الأبناء بحقوقهم، وکيفية اللجوء إلى الحماية إذا تعرضوا لأي عنف من أولياء الأمور، وإعداد برامج توعوية موجهة حول حقوق الأبناء، وبرامج موجهة للآباء حول أفضل الأساليب التربوية.
دراسة: الدويلة (2017): بعنوان: دور المعلم في الحد من العنف المدرسي بين طلاب المرحلة الثانوية، هدفت الدراسة إلى التعرف على دور المعلم في الحد من العنف المدرسي بين طلاب المرحلة الثانوية، کما هدفت إلى التعرف على أشکال العنف المدرسي بين الطلاب في المدارس الثانوية بمحافظة الأفلاج، والأساليب التربوية التي يقوم بها المعلم للحد من العنف المدرسي بين طلاب المرحلة الثانوية.
واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي المسحي، والاستبانة أداة لجمع البيانات والمعلومات، وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية:
- أن المتوسط العام لاستجابات أفراد مجتمع الدراسة أن أبرز أشکال العنف المدرسي بين طلاب المرحلة الثانوية في محافظة الأفلاج العنف اللفظي، يليه العنف النفسي، يليه الجسدي، يليه العنف ضد الممتلکات، ويأتي العنف الجنسي بدرجة أقل.
- من أبرز الأساليب التربوية في الحد من العنف المدرسي أن يکون المعلم قدوة لطلابه.
وأوصت الدراسة بضرورة التواصل بين المعلم وولي الأمر لمعالجة سلوک الطالب داخل المدرسة.
دراسة: ويزه (2017): بعنوان: العنف ضد الطفل في التعليم الابتدائي وإطاره التشريعي.
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على رأي المعلم حول العنف ضد الطفل في المرحلة الابتدائية، ومدى اطلاعه على التشريعات المدرسية الخاصة بهذا الموضوع ببعض المدارس بولاية بومرداس.
واستخدمت هذه الدراسة المنهج الوصفي، واستخدم الباحث فيها الاستبانة، حيث طبقت على (80) معلماًمن الجنسين في المرحلة الابتدائية في ولاية بومرداس، وخلصت الدراسة إلى النتائج التالية:
- يرفض المعلم العنف ضد الأطفال في المحيط المدرسي بنسبة 76.25%.
- اطلاع المعلم على القوانين والتشريعات التي تمنع العنف المدرسي بنسبة 88.75%.
وأوصت هذه الدراسة بالاهتمام بالجانب النفسي للتلميذ المعنف، وتقديم خدمات إرشادية بشکل مستمر، کما أوصت بأهمية استخدام الأساليب العلمية في تعديل سلوک الطفل نحو الأفضل، وإعداد دورات تدريبية وورش عمل لأعضاء الجماعات التربوية في المؤسسات التربوية في مجال العنف
دراسة کليک وتاباک (Çalık, Tabak & Tabak, 2018) بعنوان " العنف المدرسي: وجهات نظر مديري المدارس وطرق الحل في ترکيا".
هدفت إلى تحديد الطرق التي يحل بها مديري المدارس في التعليم الابتدائي أحداث العنف.
أجريت الدراسة في ترکيا، واستخدمت المنهج النوعي، إذ تم جمع البيانات من خلال نموذج مقابلة شبه منظمة، أعدها الباحث لمديري المدارس، کما تم جمع البيانات المتعمقة فيما يتعلق بالطرق التي يحلون بها مشاکل العنف، وتم تقييم المحتوى الذي شکلته البيانات التي تم الحصول عليها عن طريق تحليل وصفي منهجي.
وتوصلت نتائج الدراسة إلى:
-لتحديد مشکلة العنف في المدرسة، يتجه مديرو المدارس غالباً إلى التعرف على آراء المعلمين والطلاب حول أسباب العنف، فضلاً عن تسجيل الفيديو والصوت للتعرف على هذه المشاکل،
-أن مديري المدارس يلجؤون في حل مشاکل العنف إلى تدريب الأسرة والأم خصوصاً لتعليم أبنائها السلوکيات المستحبة والبعيدة عن العنف التي يجب أن يتحلوا بها.
- بينت الدراسة أن مديري المدارس لم يقدموا أي حلول ملموسة وسريعة لحل المشکلة.
دراسة فولونجز وجودمان (Volungis & Goodman, 2017) بعنوان "منع العنف المدرسي إقامة المعلمون علاقات مع الطلاب باستخدام استراتيجيات الإرشاد".
هدفت هذه الدراسة إلى التحقيق في الآليات المستخدمة في منع العنف المدرسي من خلال إقامة المعلمين علاقات ودية وطيبة مع الطلبة باستخدام استراتيجيات الإرشاد التربوي.
أجريت الدراسة في الولايات المتحدة الأمريکية، واستخدمت المنهج التحليلي، إذ تم الاعتماد على الأدبيات والدراسات السابقة في جمع بيانات الدراسة وتحليل أسئلتها وتوصلت نتائج الدراسة إلى النتائج التالية:
-أن أحد العوامل في الحد من العنف هو جودة العلاقات بين الطلاب والمعلمين.
-أن العلاقة بين المعلم والطالب ومهارات التواصل تسهم في منع العنف المدرسي بشکل ملحوظ.
منهجية الدراسة وإجراءاتها
منهج الدراسة: تحقيقاً لأهداف الدراسة فإن الباحث اعتمد في إجراء هذه الدراسة على المنهج الوصفي المسحي، الذي "يهدف إلى وصف واقع الظاهرة المراد دراستها بواسطة استجواب جميع أفراد مجتمع البحث أو عينة کبيرة منهم بصورة مباشرة (مقابلة) أو بصورة مباشرة وغير مباشرة (استبانة) "(العساف، 2012م، ص 171).ولا يقتصر المنهج الوصفي على وصف الظاهرة وجمع المعلومات والبيانات عنها بل لابد من تصنيف هذه المعلومات وتنظيمها والتعبير عنها کمياً وکيفياً بحيث يؤدي ذلک إلى الوصول إلى فهم لعلاقات هذه الظاهرة مع غيرها من الظواهر" (عبيدات؛ عبدالحق؛ عدس، 2014، 181).
مجتمع الدراسة: يتکون مجتمع الدراسة الحالية من جميع قادة المدارس والمعلمين والمرشدين الطلابيين ورواد النشاط الطلابي في المدارس الابتدائية الحکومية بنين بمدينة الرياض، والبالغ عددهم (10445)، وذلک بواقع (480) قائد مدرسة، و (9380) معلم، و (140) رائد نشاط، و (445) مرشد طلابي (إدارة تعليم الرياض،1440ه)،
عينة الدراسة:تکونت عينة الدراسة في الدراسة الحالية من الفئات التالية:
وفيما يتعلق بعينة الدراسة لمجموعات الترکيز، فهي تتکون من (8) مجموعات ترکيز مطبقة على منسوبي (8) من المدارس الابتدائية الحکومية بنين بمدينة الرياض، وقد استخدم الباحث العينة العشوائية العنقودية.
نتائج الدراسة:توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج نوجزها فيما يلي:
-أن هناک موافقة بدرجة متوسطة بين أفراد الدراسة على دور المدرسة الابتدائية في الکشف المبکر عن حالات العنف الموجه ضد الأطفال کما يراها منسوبو المدارس الابتدائية بالرياض، وذلک يتمثل في قيام المدرسة أحياناً بکل من:
-أن هناک تأکيد من القيادات المدرسية على دور المدرسة الابتدائية في الکشف المبکر عن حالات العنف الموجه ضد الأطفال، حيث أن هناک (29) قائد بنسبة (96.7%) يوافقون على أن المدرسة لديها قناعة بأهمية دورها في حماية الطفل المعنف، کما أن المدرسة تهتم بشکاوى الأطفال الذين يشتکون من العنف الواقع عليهم، کما أن هناک (28) قائد بنسبة (93.3%) يوافقون على أن المدرسة تتعاون في تسهيل عملية الاکتشاف المبکر للأطفال المعنفين، کما أن المدرسة تنتبه للأطفال الذين تظهر عليهم مؤشرات العنف، إضافة إلى أن المدرسة تُدرک خطورة التأخر في اکتشاف العنف ضد الطفل على حياته.
-أن هناک موافقة بدرجة عالية بين أفراد الدراسة على دور المدرسة الابتدائية في مساعدة الطفل المعنف کما يراها منسوبو المدارس الابتدائية بالرياض، وذلک يتمثل في قيام المدرسة غالباً بکل من:
- أن هناک تأکيد من القيادات المدرسة على دور المدرسة الابتدائية في مساعدة الطفل المعنف، حيث توضح النتائج أن هناک (30) قائد بنسبة (100.0%) يوافقون على أن المدرسة تتعامل بجدية مع شکاوي الأطفال المعنفين، کما أن المدرسة تُسهّل مهمة الأخصائي الاجتماعي الذي يُريد مقابلة الطفل المعنف، إضافة إلى أن المدرسة تفعّل دور لجنة التوجيه والإرشاد في دراسة حالات الأطفال المعنفين، کما أن هناک (29) قائد وبنسبة (96.7%)، يوافقون على أن المدارس الابتدائية تُشجع الأطفال المعنفين على الاندماج مع زملائهم، کما أن المدرسة تلتزم عند تعاملها مع الأطفال المعنفين بأحکام نظام حماية الطفل.
- أن هناک موافقة بدرجة عالية بين أفراد الدراسة على الإجراءات التنظيمية لعلاقة المدرسة الابتدائية بالمؤسسات المعنية بحماية ومساندة الطفل المعنف، ومن أبرز تلک الإجراءات:
- أن هناک موافقة من القيادات المدرسية على الإجراءات التنظيمية لعلاقة المدرسة الابتدائية بالمؤسسات المعنية بحماية ومساندة الطفل المعنف، حيث أن هناک (30) قائد بنسبة (100.0%) يوافقون على أن المدرسة تحيل المدرسة حالات الأطفال المعنفين غير الخطيرة إلى المرشد الطلابي لدراستها، وکذلک أن المدرسة تُراعي السرية التامة في حالات العنف الواقعة على طلابها، کما أن هناک (29) قائد وبنسبة (96.7%)، يوافقون على أن المدارس الابتدائية تُراعي مصلحة الطفل المعنف في إجراءات التعامل مع حالته، وکذلک أن المدرسة تقوم باستدعاء شخصاً له صلة بالطفل المعنف يمکن أن يُفيد في تحسين حالته.
-أن هناک فروقاً ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين متوسطات استجابات أفراد الدراسة حول کل من (دور المدرسة الابتدائية في الکشف المبکر عن حالات العنف الموجه ضد الأطفال کما يراها منسوبو المدرسة الابتدائية بالرياض - الإجراءات التنظيمية لعلاقة المدرسة الابتدائية بالمؤسسات المعنية بحماية ومساندة الطفل المعنف) باختلاف متغير المؤهل العلمي، وذلک لصالح أفراد الدراسة ممن مؤهلهم العلمي دبلوم.
-لا توجد هناک فروقاً ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات أفراد الدراسة حول کل من دور المدرسة الابتدائية في مساعدة الطفل المعنف باختلاف متغير المؤهل العلمي.
-لا توجد هناک فروقاً ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات أفراد الدراسة حول کل من (دور المدرسة الابتدائية في الکشف المبکر عن حالات العنف الموجه ضد الأطفال کما يراها منسوبو المدرسة الابتدائية بالرياض - الإجراءات التنظيمية لعلاقة المدرسة الابتدائية بالمؤسسات المعنية بحماية ومساندة الطفل المعنف) باختلاف متغير سنوات الخبرة.
- أن هناک فروقاً ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين متوسطات استجابات أفراد الدراسة حول دور المدرسة الابتدائية في مساعدة الطفل المعنف باختلاف متغير سنوات الخبرة؛ وذلک لصالح أفراد الدراسة ممن خبرتهم (30) سنه فأکثر.
- أن هناک فروقاً ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطات استجابات أفراد الدراسة حول کل من (دور المدرسة الابتدائية في الکشف المبکر عن حالات العنف الموجه ضد الأطفال - دور المدرسة الابتدائية في مساعدة الطفل المعنف - الإجراءات التنظيمية لعلاقة المدرسة الابتدائية بالمؤسسات المعنية بحماية ومساندة الطفل) باختلاف متغير العمل الحالي؛ وذلک لصالح أفراد الدراسة من القيادات المدرسية.
توصيات الدراسة:
في ضوء النتائج التي تم التوصل إليها، يوصي الباحث بما يلي:
- إعداد دليل تنظيمي واجرائي لحماية الطفل المعنف في المدارس، ينظم عمل منسوبي المدرسة کشفاً ومساعدة وتحويلاً لتقليل فرص الاجتهادات الفردية.
-إعداد تطبيق إلکتروني لحماية الطفل المعنف، يساهم في إيصال معاناة الطفل المعنف إلى الجهات ذات العلاقة بحماية الطفل.
- تثقيف المجتمع بدور المدرسة في حماية الطفل المعنف من خلال اللوحات الالکترونية والرسائل النصية.
-إلزام المرشد الطلابي في المدرسة بأخذ دورة تدريبية مکثفة في الکشف المبکر عن الأطفال المعنفين وکيفية مساعدتهم، وآلية التعامل معهم ونقلها إلى زملائه في المدرسة.
-إلزام المدارس برفع خطط لحماية الطفل المعنف في بداية کل فصل دراسي.
- تکليف أحد منسوبي المدرسة من المتخصصين کمنسق لحماية الطفل المعنف.
- إجراء مزيد من الدراسات في حماية الأطفال المعنفين.
-حرص المدرسة على وضع برامج تأهيلية مناسبة للأطفال المعنفين، بالتعاون مع المؤسسات المختصة بحماية الأطفال.
المراجع
القرآن الکريم
ابن عروس، حياة (2016). أشکال العنف في الوسط المدرسي وعلاقته بالتسرب المدرسي، دراسات اجتماعية. مرکز البصيرة للبحوث والاستشارات والخدمات التعليمية. ع19. 78-92.
الديوان الملکي، (1436)، نظام حماية الطفل (برقية)، السعودية: الرياض.
الأسعد، فاتن(2014)، العنف الأسري ضد الأطفال في الأسرة الأردنية: دراسة مسحية في مدينة اربد. جامعة اليرموک: کلية الآداب. رسالة ماجستير. الأردن:1-138
البستي، محمد بن حبان(1414). صحيح بن حبان بترتيب ابن بلبان، الطبعة الثانية، مؤسسة الرسالة، بيروت.
الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان (2017). التقرير السنوي الرابع عشر للجمعية. المملکة العربية السعودية: الرياض.
حسين، طه عبدالعظيم (2008). إساءة معاملة الأطفال النظرية والعلاج. ط1. دار الفکر. الأردن: عمان
الحقباني، سعد عبدالعزيز (2014). الإجراءات الجزائية في قضايا إيذاء الطفل، حلقة علمية من 18-20/1/1436هـ، الرياض.
خربيط، ريما (2009). العنف ضد الطفل وکيفية حمايته منه. ط1. دار القبس. سوريا: دمشق.
خضر، فخري رشيد (2010). ممارسة الوالدين للعنف الجسدي ضد الأطفال في الأردن. جامعة عين شمس. مجلة الإرشاد النفسي:ع27. 48-86
الخطيب، محب الدين (1400). الجامع الصحيح لأبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري، الطبعة الأولى، المکتبة السلفية، القاهرة.
داوود، نسيمة.(2007). علاقة مشاهدة العنف الأسري بالتوتر والاکتئاب والتحصيل الدراسي لدى الأطفال، مجلة الطفولة العربية. الجمعية الکويتية لتقدم الطفولة العربية. ج8.ع30 . 8-29.
درادکة، أمجد محمود. (2014م). دور مدير المدارس الثانوية في معالجة ظاهرة العنف المدرسي بمدينة الطائف، مجلة الثقافة والتنمية: 14: (80)، 79-130.
الدويلة، محمد عبدالله (2017) دور المعلم في الحد من العنف المدرسي بين طلاب المرحلة الثانوية، جامعة الملک سعود، رسالة ماجستير.
الرشيدي، محمود (2011). العنف في جرائم الإنترنت أهم القضايا: الحماية والتأمين. ط1. الدار المصرية اللبنانية. مصر: القاهرة.
الرميحي، محمد سالم (2012م). العنف الأسري وانعکاساته الأمنية. وزارة الداخلية. الأکاديمية الملکية للشرطة. رسالة ماجستير.
عبد الحميد، محمد. (2004م). البحث العلمي في الدراسات الإعلامية، ط2، القاهرة: عالم الکتب للنشر والتوزيع.
العساف، صالح محمد. (2012م). المدخل إلى البحث في العلوم السلوکية، الطبعة الثانية، دار الزهراء، الرياض.
فهمي، محمد سيد (2016). العنف الأسري التحديات وآليات المعالجة. ط2. المکتب الجامعي الحديث. مصر: الإسکندرية.
فهمي، نصيف (2009). أطفالنا في خطر، ط1، المکتب الجامعي الحديث. مصر
لورانس، آن (2007). مبادئ حماية الأطفال الإدارة والممارسة.ط1.مجموعة النيل العربية. مصر: القاهرة.
المليجي، إبراهيم، و حلاوة، محمد السيد (2010)، التدابير العلاجية لأطفال الشوارع الواقع والمأمول، الطبعة الأولى، مصر: بستان المعرفة.
محمد، ريبوار صابر (2015). حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية والاتفاقات الدولية. الطبعة الأولى، مکتبة الوفاء القانونية. الإسکندرية.
مسلم، عدنان، عبد الرحيم، امال (2011). دليل الباحث في البحث الاجتماعي. الرياض: العبيکان.
وزارة الشئون الاجتماعية، (1436). اللائحة التنفيذية لنظام حماية الطفل. السعودية: الرياض.
Çalık, T., Tabak, H., & Tabak, B. Y. (2018). School Violence: School Administrators’ Perspectives and Ways of Solution in TURKEY. International Electronic Journal of Elementary Education, 10(5), 611-620.
.Volungis, A. M., & Goodman, K. (2017). School violence prevention: teachers establishing relationships with students using counseling strategies. Sage open, 7(1), 2158244017700460.