نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلفون
1 کلية التربية- جامعة أسيوط
2 وعميد کلية التربية(السابق)- جامعة المنوفية
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
کلية التربية
کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم
إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)
=======
رؤية مقترحة لتطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين في ضوء متطلبات الثورة الصناعية الرابعة
إعــــــــــداد
أ.د/ جمال علي خليل الدهشان. (رحمه الله) |
د/ هناء فرغلي علي محمود |
أستاذ أصول التربية |
مدرس أصول التربية |
وعميد کلية التربية(السابق)- جامعة المنوفية |
کلية التربية- جامعة أسيوط |
} المجلد السابع والثلاثون – العدد الحادي عشر – نوفمبر2021م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
الملخص:
هدف البحث إلى وضع رؤية مقترحة لتطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين في ضوء متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، وتم عرض الإطار المفاهيمي للتنمية المهنية للمعلمين، والثورة الصناعية الرابعة، واستعانت الدراسة بالمنهج الوصفي مستخدمة الاستبانة وسيلة لجمع بياناتها التي تم إعدادها وتقنينها وتطبيقها على عينة من المعلمين بمحافظة أسيوط، والبالغ عددهم (710) معلمًا؛ للتعرف على آرائهم حولدرجة أهمية المتطلبات اللازمة لتطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة.
وتوصل البحث إلى أن المتطلبات اللازمة لتطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة، والتي أشار أفراد العينة إلى أنها مهمة بدرجة کبيرة، تمثلت في ثلاثة جوانب وهي: المتطلبات الخاصة بأهداف التنمية المهنية للمعلمين، والمتطلبات الخاصة بمحتوى برامج التنمية المهنية للمعلمين، والمتطلبات الخاصة بأساليب التنمية المهنية للمعلمين في ضوء الثورة الصناعية الرابعة، کما أشارت الدراسة إلى أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات آراء أفراد العينة تبعًا لمتغير النوع عدا البعد الخاص بـــــالمتطلبات الخاصة بفهم الثقافات المتعددة حيث کانت الفروق لصالح الذکور عند مستوى دلالة (0.05)، کما أشارت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة احصائية عند مستوى دلالة (0.01) بين متوسطات استجابات المعلمين حول درجة أهمية المتطلبات اللازمة لتطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين لصالح معلمي المرحلة الثانوية تبعًا لمتغير المرحلة الدراسية، ولصالح حاملي مؤهل الماجستير والدکتوراه تبعًا لمتغير المؤهل العلمي.
وقدم البحث في نهايته رؤية مقترحة لتطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين في ضوء متطلبات الثورة الصناعية الرابعة متضمنة منطلقاتها، ومکوناتها، ومراحل وآليات تنفيذها، ومعوقات تنفيذها، وکيفية التغلب عليها، ومؤشرات نجاحها.
الکلمات المفتاحية:
الثورة الصناعية الرابعة- متطلبات الثورة الصناعية الرابعة- التنمية المهنية للمعلمين- تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين.
Abstract:
The research aimed to develop a proposed vision for developing the professional development programs for teachers in the light of the requirements of the Fourth Industrial Revolution, the researcher presented the conceptual framework of the professional development for teachers and the fourth industrial revolution. The research used the descriptive approach, using a questionnaire as a mean to collect its data which was prepared, codified and applied to a sample of teachers in Assiut Governorate with a total of (710), in order to identify the teachers' views on the degree of the importance of the requirements that needed to develop the professional development programs for teachers to keep pace with the Fourth Industrial Revolution.
The research reached that the requirements needed to develop the professional development programs for teachers to keep pace with the fourth industrial revolution, where the sample members indicated that they are highly important, represented in three aspects which are: the first aspect is the requirements related to the goals of the professional development for teachers, while the second aspect is the requirements related to the content of the professional development programs for teachers, and the third aspect is the requirements that related to the styles of the professional development for teachers in the light of the fourth industrial revolution, as well as the results of the study indicated that there are no statistically significant differences between the average opinions of the sample members according to the gender variable, except the aspect related to the requirements of understanding multiple cultures, where the differences were in favor of males at the level of significance (0.05), the results of the study also indicated that there are statistically significant differences at the level of significance (0.01) between the average responses of teachers in favor of secondary school teachers and the holders of masters and PhD qualifications .
At the end, the research presented a proposed vision to develop the professional development programs for teachers in the light of the requirements of the fourth industrial revolution, including its premises, its components, its stages and procedures of implementation, obstacles of its implementation, how to overcome it and the indicators of its success.
Key words: Fourth Industrial Revolution, Fourth Industrial Revolution Requirements, Professional Development for Teachers, Developing Professional Development Programs for Teachers.
أولاً- الإطار العام للبحث:
مقدمة:
يعيش العالم الآن حقبة مثيرة من التقدم الإنساني، نتيجة للتطورات العلمية والتکنولوجية المذهلة، والتي أدت إلى نمو کثيف ومتسارع في إنتاج المعرفة العلمية والتکنولوجية وتوظيفها، ولقد کان لهذه التطورات الکثير من التداعيات على کافة الأصعدة، والکثير من المطالب التي تتمثل في وجود مواطنين يمتلکون قدرات عقلية ومهارات تکنولوجية متقدمة؛ حتى يکونوا قادرين على استيعاب هذه المتغيرات ومواکبتها والإسهام في صنعها.
ونحن اليوم بصدد ثورة صناعية رابعة، تستمد وقودها من الثورة الثالثة؛ إنها الثورة الرقمية التي تتسم بمزيج من التقنيات التي تتجاوز الخطوط الفاصلة بين المجالات المادية والرقمية والبيولوجية.( حمدي، 2020، 116). ثورة ستغير جذريًا الطريقة التي نحيا بها ونعمل، هذا التحول الذي تعد به الثورة الصناعية الرابعة سيکون فريدًا من نوعه في تاريخ البشرية، سواء من ناحية حجم التغيير أو تعقيده، والحقيقة أننا لا نعرف بالضبط کيفية هذا التحول؛ لأننا نعيش زخمه العارم لحظة بلحظة، لکننا نعرف على وجه اليقين أنه لکي ننجح في مواکبة الدول المتقدمة فإن استجابتنا لهذه التغيرات يجب أن تکون شاملة ومتکاملة وتضم جميع الأطياف. (الدهشان(ب)، 2020، 4)
وهي ثورة تختلف عما سبقها من ثورات کبرى في عمق تأثيراتها، وفي درجة تشابکاتها وتعقداتها، إنها ثورة سوف تجتاح بتکنولوجياتها الرقمية أساليب الإنتاج وعلاقات العمل، ثورة سوف يکون لها تأثيرها الکبير على التعليم والتعلم بحيث سنشهد في أهدافه وأنماطه ومحتواه وأساليبه، ثورة جديدة تعصف بکل بنى التعليم التي شادتها الإنسانية. ( حسن، 2019 ،2907)
إنها ثورة رقمية تتميز بمزيج من التکنولوجيا التي تؤثر على کل جانب من جوانب الحياة کيف نعمل، وکيف نعيش، وکيف نعلم ونتعلم؟ ثورة أسهمت وستسهم في توفير العديد من الفرص، وکذلک العديد من التهديدات، ثورة جعلت المعارف والمهارات التي تعلمناها في التعليم الرسمي غير ذات صلة مباشرة بمتطلبات تلک الثورة.( الدهشان (أ)، 2019 ، 3160)
وقد أکد مختصون وخبراء عالميون، أن الثورة الصناعية الرابعة وسيلة لتحقيق الاستدامة، وشددوا على أهمية العمل بخطوات استباقية؛ لمواکبة المتغيرات المعقدة التي يشهدها العالم، وابتکار حلول علمية تستفيد مما توفره تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتعزيز الوعي بالقدرات والإمکانات التي تقدمها، وأن الدول تتنافس على تبني تطبيقات ومبتکرات الثورة الصناعية الرابعة. ( حسن، 2019، 2907)
وأشار ((Salmon إنه بدءًا من عام 2019 فصاعدًا ستصبح القوى التکنولوجية هي القوى القادرة على إعادة تشکيل الحياة والاقتصاد والصناعات والوظائف في جميع أنحاء العالم، وسيصبح هذا العالم المستقبلي والمتغير والمعاد تشکيله تکنولوجيًا هو المکان الذي يرغب فيه طلاب التعليم بالاستفادة منه والمشارکة فيه. (Salmon, 2020, 95)
وبالتالي فهناک ضرورة لأن يستوعب النظام التعليمي أفاق تلک الثورة والتوافق والتکيف مع معطياتها بمنظومة تعليمية متکاملة، وبسلم تعليمي مرن ومتنوع، بحيث يفتح أمام الأجيال أبواب التعليم المستمر، ويستکشف معهم آلاف التخصصات الدقيقة التي يحفل بها العصر الجديد، ويصل بهم إلى آلاف فرص العمل التي تتيحها لهم الآفاق العلمية والعملية المرتبطة بتلک الثورة، وکذلک ضرورة أن تتضافر الجهود بين القائمين على التعليم والعاملين في مجال تطوير التکنولوجيا؛ لتوظيف منتجاتها لتخدم العملية التعليمة، بإضافة التشويق والفضول لعناصر البيئة التعليمية من مناهج دراسية، وفصول الدراسة، ووسائل تواصل فاعلة بين المعلم والمتعلم؛ بحيث تلبي الاحتياجات الفردية لکل طالب. ( الدهشان (أ)، 2019، 3161-3162)
وإذا کانت مقولات الفکر التربوي أکدت على أن أي جهود تبذل لإصلاح وتطوير منظومة التعليم لا يمکن أن تحقق أهدافها وتؤتي ثمارها إلا إذا کان المعلمون هم محور هذا الإصلاح ورکيزته الأساسية، وأن أي مساعي للتطوير والتجديد التربوي يجب أن تستند إلى جهود المعلمين، وأن أفضل الکتب والمقررات والوسائل والأنشطة المدرسية – بالرغم من أهميتها- إلا أنها لن تحقق الأهداف التربوية المنشودة إلا إذا کان هناک معلم ذو کفايات تعليمية يکسب طلابه الخبرات المتنوعة. ( أحمد، 2019، 456-457)
ولذلک لا يمکن الحديث عن إصلاح التعليم بمعزل عن إصلاح المعلم، کونه يمثل أهم مدخلات النظام التعليمي، ويناط به مهام حيوية بالغة الأهمية. فالمعلمون أحد أهم الأرکان الأساسية التي يقوم عليها بنيان أي مجتمع يتمتع بالقوة والمنعة تمتعًا طويل الأجل، إذ يعمل المعلمون على تزويد الأطفال والشباب والکبار بالمعارف والمهارات اللازمة للانتفاع بقدراتهم وطاقتهم الکامنة على أکمل وجه، ومن ثم يصبح من الضروري تمتعهم بما يکفي من الحرية والدعم والتمکين للاضطلاع بعملهم بالصورة التي تنعکس على طلابهم، وعلى المجتمع ککل، وتمکينهم من الانتفاع بفرص التأهيل العالي الجودة، ومن الانتفاع المتواصل بفرص تنمية مهاراتهم المهنية، ومزاولة مهنتهم في أجواء آمنة تضمن سلامتهم إبان التحولات التکنولوجية والمعلوماتية، وما صاحبتها من ثورات تقنية وصناعية هائلة وشاملة.(الدهشان(أ)، 2020، 6)
ومن هنا تضاعفت مسئولية المعلمين الذين أصبح لزامًا عليهم التعامل مع التطور العلمي والتکنولوجي الهائل، ولتحقيق هذا أصبح المعلم في سباق مع الزمن، فقد نشأت أدوار جديدة للمعلم يجب إعداده لها وتدريبه عليها. (الدهشان (أ)، 2019، 3157-3158)
فمسئولية المعلم اليوم ليست نقل معارف أو معلومات، بل أصبحت تتجاوز دوره التقليدي التلقيني؛ لبناء أجيال تواکب متطلبات تلک الثورة، فيجب على المعلم أن يعمل کباحث، وأن يکون ذا صلة مستمرة بکل ما هو جديد حتي يستطيع مساعدة طلابه على مواجهة تلک التغيرات والمستجدات، وأن يصبح نموذجًا لطلابه في تطوير نفسه باستمرار، أي أن مهمة المعلم أصبحت مزيجًا من مهام المربي والقائد والناقد والمستشار والمصمم للبرامج التربوية، والضابط لبيئة التعلم، والباحث المجدد، والمقوم للمخرجات التعليمية، والمساعد على الإبداع والابتکار، والمتمکن من التعامل مع معطيات التکنولوجيا المعاصرة وتسخيرها لخدمة العملية التعليمية؛ حتى يمکن طلابه من متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
وإذا کانت الثورة الصناعية الرابعة مقبلة لا محالة، ويجب التعامل معها على أنها حتمية تکنولوجية وأمر لا مفر منه، فإن الأمر يستوجب علينا ضرورة أن يکون المعلم مستعدًا وجاهزًا لهذه الثورة بکل فرصها وبکل مخاطرها، متمکنًا من أدواتها وتطبيقاتها؛ حتي يستطيع تأهيل وتمکين طلابه من متطلبات تلک الثورة.(الدهشان(أ)،2020، 4)
ومن هنا فإن إعداد المعلم وتأهيله قد شغل حيزًا کبيرًا من اهتمام وتفکير المربين، وأصبح محورًا للمناقشة والدراسة في المؤتمرات والندوات ومراکز البحوث والجامعات سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي باعتبار أن تکوين المعلم يشکل نسقًا رئيسيًا من أنساق النظام التعليمي، وأن النقاش يدور حول تحديد أفضل الأساليب والبرامج لإعداد المعلم بحيث يصبح مؤهلاً للقيام بأدواره ومسئولياته المختلفة في ظل ما يشهده هذا العصر من ثورات صناعية وتکنولوجية.( الدهشان(أ)، 2019، 3159)
ويرى الباحثان أن برامج إعداد المعلمين مهما کانت على درجة عالية من الجودة فلا يمکنها في عصر يحفل بالتطورات والتغيرات المستمرة والثورات الصناعية أن تمکن المعلم من أداء دوره بفاعلية؛ لأن ذلک يحتاج إلى تنمية وتدريب مستمر للمعلم، فإعداد المعلم قبل الخدمة، وتدريبه أثناء الخدمة عمليتان متصلتان متکاملتان لا غنى لإحداهما عن الأخرى.
ومن ثم فبقاء المعلم في ميادين العلم، بات مرتبطًا بتطوير مهاراته المهنية والتقنية، وتعليم الغد بحاجة إلى معلم رقمي، يحاکي بقدراته التطور التکنولوجي ومجيء الثورة الصناعية الرابعة، خاصة وأن معظم المعلمين يفتقرون لخبرة التعامل مع التکنولوجيا، وسبل توظيفها في العملية التعليمية، وبالتالي لابد أن تکون عملية التنمية المهنية للمعلم على أرض صلبة ترکز على تنمية وتطوير المعلم؛ ليواکب عصر الثورة الصناعية الرابعة.( إبراهيم، 2018، 1-2)
ويعد الاهتمام بالتنمية المهنية للمعلم وتطوير أشکالها وطرق تقديمها من الاتجاهات التربوية الحديثة التي تسود مختلف دول العالم حاليًا؛ وذلک لأن التنمية المهنية للمعلم تمثل في حد ذاتها أحد جوانب تطوير المنظومة التعليمية ککل وليس المعلم فحسب، فضلاً عن أنها ضرورة، لمواکبة تطورات العملية التعليمية وتغيراتها. ( حسن، 2019، 2906)
وقد أشارت بعض الدراسات العربية والأجنبية إلى أهمية التنمية المهنية للمعلمين، وأکدت على ضرورة وضع وتطوير برامج التنمية المهنية لهم؛ وذلک بهدف تنمية کفاياتهم ومهاراتهم المهنية عن طريق تفعيل برامج التدريب والتنمية المهنية لمواکبة التغيرات والثورات الصناعية کدراسة (الشمري، 2019)، ودراسة (حسن، 2019)، ودراسة (عبد السلام، 2019) ودراسة (الزهراني،2018)، ودراسة ( XiaoYao, 2019) .
فالتنمية المهنية للمعلم حجر الأساس في التطوير، وتأتي تنمية المجالات الأخرى بعدها، خاصة وأن المستقبل التربوي يکون مغايرًا لصورة الواقع الذي تعيشه التربية اليوم، ومن الواضح أن الثورة الصناعية الرابعة توجد بيئات تعليمية متجددة ( الزهراني، 2018، 415).
وهذا يتطلب تعليمًا وتدريبًا من نوع جديد، يستوعب تحديات ومتطلبات تلک الثورة التي أصبحت جزءًا من الحياة الاجتماعية، ولکي يزود المعلم طلابه بعقلية واعية قادرة على مواکبة الثورة الصناعية الرابعة، ومن هنا فإن التنمية المهنية للمعلم مطلبًا مهمًا في ظل المسؤوليات والأدوار الجديدة للمعلم، وفي ظل الثورة الصناعية الرابعة؛ ليکون أکثر استجابة للمستجدات العلمية والتکنولوجية التي تفرضها تلک الثورة، وبما يضمن قدرته على أداء دوره بفاعلية، ورفع کفايته الإنتاجية إلى حدها الأقصى، فليس من المقبول أن تظل التنمية المهنية للمعلمين بمنأى عن تأثيرات هذه الثورة.
مشکلة الدراسة وأسئلتها:
أحدثت الثورة الصناعية الرابعة تغييرًا في أسس التعليم ومفاهيمه، وفرضت واقعًا جديدًا لم تعد النظريات والأساليب التقليدية المتبعة حاليًا قادرة وحدها على تلبية متطلبات تلک الثورة، بل يتطلب الأمر إيجاد طرق جديدة لمواکبتها، فقدرة النظام التعليمي المصري على التکيف مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة هي التي ستحدد بقاءه من عدمه، فإذا أثبت أنه قادر على احتضان متغيرات هذه الثورة، فإنه سيستمر، أما إذا لم يتمکن من التطور وتخطى العقبات، فإنه سيواجه کثير من المتاعب والأزمات.
فدخول عصر الثورة الصناعية الرابعة ينبغي أن تقابلها ثورة في التعليم، وليس مجرد تطوير أو تغيير، وهذه الثورة سيکون رکيزتها المعلمون، إذ أن مفرداتها تفرض تأهيل المعلم تکنولوجيًا، وتمکينه تقنيًا بوصفة الورقة الرابحة في المستقبل الرقمي؛ لبناء أجيال تواکب لغة العصر الجديد الذي رسمت ملامحه تلک الثورة. (إبراهيم، 2018، 1)
ومن ثم فإن تطوير منظومة التعليم لا يمکن أن تنجح دون أن يکون على رأسها المعلم، لکن مع تغيير أدواره من حيث قدرته على استخدام التکنولوجيا وإدارتها وتوظيفها في العملية التعليمية، وامتلاکه مهارات القرن الحادي والعشرين؛ ليتمکن من مساعدة طلابه في مواجهة المتغيرات العصرية ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
هذا المعلم في حاجة إلى تأهيل وتدريب مستمر بلا توقف؛ ليتمکن من تحقيق التواصل مع طلابه، وأن يحول العملية التعليمية من طرف ملقن وطرف متلقِ إلى عملية تفاعل مستمر وتعلم جماعي، وتلعب التکنولوجيا دورًا حاسمًا في معاونة المعلم على هذا، فإذا کان الطلاب بارعين في استخدام التقنيات الرقمية فمن الصواب أن ندخلها في صميم العملية التعليمية؛ لجذب انتباههم، وخلق الرغبة لديهم في المزيد من المعرفة.( الدهشان (أ)، 2020، 10)
ولقد أکدت دراسات ومؤتمرات عديدة أنه يوجد ارتباط وثيق بين التعليم والتدريب والبحث العلمي ومواکبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، وقد طالبت تلک الدراسات والمؤتمرات بضرورة الترکيز على تغيير أدوار المعلم وأن يتجاوز دوره - الدور التقليدي التلقيني-؛ ليکسب طلابه المهارات التي تمکنهم من التعامل مع متطلبات تلک الثورة، والذى يمکن أن يساعد فى توفير العمالة المدربة والمؤهلة لاستخدام التکنولوجيا فى کافة مجالات الحياة. (الدهشان(أ)، 2020، 9)
ومن هنا تأتي أهمية وضرورة أن يتغير دور المعلم الذي يعد أهم مکونات منظومة التعليم، والمحور الرئيس لصناعة أجيال الغد، بتفاصيله واتجاهاته، وإعداد کوادر بشرية قادرة على مواکبة متطلبات تلک الثورة، فإن قيامه بهذا الدور يتطلب أن يکون المعلم مؤهلاً للقيام بذلک من خلال برامج إعداد وتدريب تتفق وطبيعة ذلک الدور، فإعداد القاعدة البشرية المسلحة بالعلوم التطبيقية والتقنية، أهم شروط مواکبة العصر المعرفي الذکي، وبناء الاقتصاد المعرفي المبني على تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة والذکاء الاصطناعي، وهو ما يتطلب ضرورة إعادة النظر في مقررات وبرامج إعداد وتدريب المعلمين؛ حتى تواکب متطلبات تلک الثورة، وتمکن المعلم من إعداد طلابه لذلک. (الدهشان(أ)، 2019، 3162)
وعلى الرغم من تأکيد العديد من الدراسات على أهمية تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين لکنها لم ترق للتغير المنشود، ولا تحقق أهداف التطوير التعليمي الذي يواکب مراحل التطوير وعصر الثورة الصناعية الرابعة، فقد أسفرت دراسة (شبانة؛ الدهشان؛ بدوي، 2021) عن وجود قصور في برامج التنمية المهنية للمعلم في ضوء متطلبات العصر الرقمي، ودراسة (النجدي وآخرون، 2018) التي توصلت إلى سيادة النمط التقليدي في التنمية المهنية للمعلم بمصر بما لا يتناسب مع الأدوار الجديدة للمعلم، ودراسة ( إمام، 2019 ) التي أشارت إلى أن التنمية المهنية تقتصر على کيفية التوصيل الجيد للتلاميذ، وأن أهدافها تنحصر من أجل الترقي، ودراسة (عبد السلام، 2019) التي أشارت إلى أن البرامج التدريبية التي تقدم للمعلم بوضعها الحالي لا تلبي الاحتياجات التدريبية الفعلية للمعلمين، ودراسة (سرور وآخرون، 2017) التي أشارت إلى ضعف ربط برامج التنمية المهنية بالتکنولوجيا، ودراسة (عبد القادر، 2014) التي أکدت على ضرورة إعادة توجيه التنمية المهنية للمعلم في ضوء مهارات القرن الحادي والعشرين.
وقد أکد ذلک مقابلة الباحثين لعدد من المعلمين والمعلمات بمدارس التعليم العام بمحافظتي المنوفية وأسيوط، حيث اتضح شکوى المعلمين والمعلمات من برامج التنمية المهنية، وأنه يغلب عليها الجانب النظري، ولا تستهدف توفير المتطلبات التدريبية التي يحتاجها المعلم؛ لتطبيق المناهج المطورة التي بنيت وفقًا لبعض الاتجاهات التربوية الحديثة ( الکتاب الالکتروني، استخدام التکنولوجيا "التابلت" في التعليم، بنک المعرفة المصري، التعلم الذاتي، دوره کمرشد وموجه، الامتحانات الالکترونية، التصحيح الالکتروني، والنظام التراکمي في التقويم)، مما يتطلب وجود مهارات لدى المعلم تمکنه من ممارسة دوره بکفاءة وفاعلية.
ولعل ذلک يدعونا أن نسأل أنفسنا أولاً: هل معلم اليوم بمقوماته ومهاراته المتاحة يستطيع أن يبني أجيالاً تعي أبعاد تلک الثورة وأهميتها؟ وهل برامج الإعداد والتدريب التي يتلقاها المعلم تعينه فعليًا على إعداد أبنائنا لتلبية متطلبات الثورة الصناعية الرابعة؟ وهل هو شخصيًا مؤهل للتعامل معها ومکوناتها التکنولوجية المتنوعة؟ وکيف يمکن تنمية وتطوير المعلم؟ وما متطلبات تحقيق ذلک حتي يتمکن من تأهيل وتمکين طلابه في عصر الثورة الصناعية الرابعة؟
وانطلاقًا من ذلک أشارت دراسات عديدة إلى ضرورة إعادة النظر في برامج تکوين المعلم (إعدادًا وتدريبًا)؛ کي يستطيع أن يؤدى عمله بصورة جيدة ويقوم بالأدوار المتوقعة منه في ظل ما تتطلبه تلک الثورة، وبما يمکنه من تمکين نفسه وطلابه من تلک الثورة وتقنياتها، وهو ما أکدته دراسة ( الدهشان (أ) ، 2019) التي حاولت تطوير برامج الإعداد، ودراسة ( الدهشان (أ)، 2020) عن تمکين المعلم في عصر الثورة الصناعية کمدخل لتمکين الطفل العربي، ودراسة(مالک وعاصم، 2019) حيث أکدت على تضمين احتياجات المعلمين ومهارات القرن الحادي والعشرين والثورة الصناعية الرابعة في مجتمعات التعلم المهني، ودراسة (Priya, 2019) التي أکدت على ضرورة تنمية المهارات التي تتناسب وعصر الثورة الصناعية الرابعة.
ولذلک تحاول هذه الدراسة التعرف على أبرز ملامح تلک الثورة وانعکاساتها على نظمنا التعليمية، وعلى المعلم بوجه خاص، وتحديد المتطلبات اللازمة؛ لتمکينه منها بالشکل الذي يمکنه من إعداد وتهيئة طلابه وتمکينهم من مقومات تلک الثورة وجاهزيتهم لها، وتقديم رؤية مقترحة لتطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين؛ لمواکبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
وانطلاقًا من أهمية الموضوع، والحاجة إلى دراسته، فقد تناولته دراسات عديدة أمکن تصنيفها إلى محورين:
المحور الأول: تناول الدراسات المتعلقة بالتنمية المهنية للمعلمين ومنها:
دراسة (بدر، 2021) والتي هدفت إلى تحديد الاحتياجات التدريبة للمعلم الرقمي، ودراسة (شبانه؛ الدهشان؛ بدوي، 2021) وهدفت إلى تقديم تصور لتطوير التنمية المهنية في ضوء متطلبات العصر الرقمي، ودراسة (الشمري، 2019) وهدفت إلى الکشف عن دور التعلم الرقمي في التنمية المهنية للمعلمين، ودراسة (حسن، 2019) هدفت إلى وضع سيناريوهات مقترحة لمتطلبات التنمية المهنية الإلکترونية للمعلم في ضوء الثورة الصناعية الرابعة، ودراسة (عبد السلام، 2019) هدفت إلى وضع تصور مقترح لتطوير برامج التنمية المهنية للأکاديمية المهنية للمعلمين لتلبية متطلبات الترخيص المهني، ودراسة (XiaoYao, 2019) هدفت الکشف عن طرق التطوير المهني الفعالة لأعضاء هيئة التدريس في القرن الحادي والعشرين، ودراسة (الزهراني، 2018) استهدفت الکشف عن أهمية التنمية المهنية الإلکترونية لأعضاء هيئة التدريس والتعرف على أساليبها ومعوقاتها في ضوء معطيات العصر الرقمي.
ودراسة (Jawarneh& Al Azam, 2017 ) هدفت إلى الکشف عن الاحتياجات التدريبة لمعلمي التربية المهنية وفقًا لنموذج بوريش في تحديد الاحتياجات التدريبية، ودراسة (السيد، 2017) سعت للکشف عن واقع التنمية المهنية في المعاهد الأزهرية، ودراسة ( صلاح الدين، 2017) استهدفت التوصل إلى اجراءات مقترحة لتطوير برامج الإنماء المهني للمعلمين في ضوء متطلبات التنمية المستدامة، ودراسة (عاشور والسلنتي، 2017) استهدفت وضع بعض المعايير التي يمکن الأخذ بها في تصميم وتنفيذ البرامج التدريبية المقدمة للمعلمين، ودراسة ( et al., 2016 Campbell) هدفت وضع تصور لکيفية توظيف وسائل الإعلام الاجتماعي في تدريب خريجي علم النفس في الجامعات الکندية،ودراسة (عبد القادر، 2014) سعت إلى إعادة توجيه التنمية المهنية للمعلم في ضوء مهارات القرن الحادي والعشرين،ودراسةYilmazel, 2010) ) سعت إلى تحليل ومقارنة سبعة نماذج لتطوير أعضاء هيئة التدريس من أجل دمج التکنولوجيا بفعالية في دورات تطوير أعضاء هيئة التدريس.
أما دراسات المحور الثاني فتناولت الثورة الصناعية الرابعة ومنها:
دراسة (زيدان، 2021) وهدفت إلى إعداد قائمة بمهارات سوق العمل الواجب توافرها لطلاب المدارس الثانوية الفنية الصناعية بمصر على ضور الثورة الصناعية الرابعة ومتطلبات تنميتها، ودراسة ( الدهشان؛ ومصطفى، 2020) وهدفت إلى تقديم سيناريوهات للتنبؤ بمستقبل منظومة التعليم العالي في ضوء تحديات الثورة الصناعية الرابعة، ودراسة (الدهشان(أ)، 2020) التي هدفت إلى تقديم تصور مقترح لمتطلبات تمکين المعلم في عصر الثورة الصناعية کمدخل لتمکين الطفل العربي، ودراسة (الدهشان(ب)،2020) عن التداعيات التربوية والأخلاقية للثورة الصناعية الرابعة وکيفية التعامل معها، ودراسة ( الدهشان والسيد، 2020) والتي قدمت رؤية مقترحة لتحويل الجامعات المصرية إلى جامعات ذکية في ضوء مبادرة التحول الرقمي، ودراسة (الدهشان(ج)،2020) عن المعضلات الأخلاقية لتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، ودراسة (Brahim, 2020) والتي سعت إلى تقديم الثورة الصناعية الرابعة من خلال محتوياتها وأصولها وآفاقها المستقبلية، ودراسة (Pauline, 2020) والتي سعت إلى مناقشة نموذجين مهمين يجب أن يکونا موجودين؛ لتغذية البيئة الرقمية وهما: تغيير الأدوار التي يجب أن يقوم بها المعلمين، والنظام البيئي للمؤسسات التعليمية.
ودراسة (أبو لبهان، 2019) وهدفت إلى وضع تصور مقترح للانتقال بالجامعات المصرية إلى جامعات الجيل الرابع للتکيف مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، ودراسة (الدهشان (أ)، 2019) التي هدفت إلى التعرف على جوانب التطوير التي ينبغي أن تحدث في برامج إعداد المعلمين؛ لتخريج معلمين قادرين على إعداد طلابهم لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة، ودراسة ( الدهشان (ب)، 2019) عن مجالات توظيف انترنت الأشياء کأحد تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة في التعليم، ودراسة (الشهري، 2019) التي سعت إلى البحث عن واقع العلاقة بين الثورة الصناعية الرابعة بالتعليم، وتقديم توصيات يمکن أن تسهم في مواکبة مخرجات التعليم للثورة الصناعية الرابعة، ودراسة (عبد الرازق، 2019) والتي سعت إلى وضع سيناريوهات بديلة لتطوير سياسات الجامعات الحکومية المصرية استجابة لتحديات الثورة الصناعية الرابعة، ودراسة ( المزروعي، 2019) واستهدفت الکشف عن أثر تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في تطوير التعليم التقني والتدريب المهني وذلک لمواجهة التحديات التي تواجه الشباب العماني في سوق العمل، ودراسة (مالک وعاصم، 2019) وهدفت تحديد کفايات الإدارة وتکنولوجيا التعليم اللازمة لأعضاء فرق مجتمعات التعلم في ظل مهارات القرن الواحد والعشرين، ومرتکزات الثورة الصناعية الرابعة، ودراسة (Devi,2019) هدفت إلى تحليل نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات والبيئة الداخلية والخارجية في مجال التعليم العالي بالعاصمة الإندونيسية جاکرتا؛ استجابة لعصر الثورة الصناعية الرابعة، ودراسة (Priya, 2019) هدفت إلى تعرف تحديات الثورة الصناعية الرابعة وکيفية مواجهتها، ومتطلبات تطوير منظومة التعليم في عصر الثورة الصناعية الرابعة، ودراسة (Rasika, 2019) هدفت تعرف نقاط القوة والضعف في برنامج التعليم 4.0 (برنامج تعليمي يتماشى مع الثورة الصناعية الرابعة) في التعليم الماليزي، ودراسة (Salmon, 2019 ) استهدفت إلقاء النظر إلى الوراء عبر الطرق السائدة في تقديم التعليم العالي في الماضي حتى الوقت الحاضر، ثم التطلع إلى الوضع المستقبلي للتعليم العالي، ابتداءً من الثورة الأولى إلى الثورة الصناعية الرابعة.
ودراسة ( Aida, 2018) وهدفت إلى تعرف ما يحدث في النظام التعليمي في عصر الثورة الصناعية الرابعة بماليزيا، والتحديات التي تواجه الدول النامية في ظل التطورات المتسارعة، ودراسة (Meylinda, 2018) سعت إلى التحقق من أثر الثورة الصناعية الرابعة على التعليم الفني العالي في ماليزيا، والتعرف على الخطوات التي اتبعتها الحکومة الماليزية لإعادة تصميم نظام التعلم الفني العالي وفقًا للثورة الصناعية الرابعة، ودراسة ( Ali, Abdulkadir, 2017) هدفت إلى الاطلاع على الدور الحيوي الذي تقوم به الثورة الصناعية الرابعة في المدارس الصناعية والمهنية بترکيا، ودراسة (Makridakis, 2017 ) هدفت إلى التأکد من فرضية أن الثورة الصناعية الرابعة والذکاء الاصطناعي والاختراعات الکثيرة الناتجة عنه ستحدث تغييرات واسعة النطاق في جوانب الحياة جميعها.
يتضح من عرض الدراسات السابقة أنها رکزت على ما يأتي:
- معظم الدراسات السابقة التي تم تناولها في هذا البحث رکزت على المعوقات التي تحول دون تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين بما تعود فائدته على تحقيق أهداف التعليم والتعلم، والمتمثلة في: قلة توفير البرامج التدريبية الإلکترونية للمعلمين، وعدم الحرص على أهمية هذه البرامج التي تعد من أهم متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، وزيادة العبء التدريسي الذي يتطلب من المعلمين القيام به (حسن، 2019؛ الزهراني، 2018)، وأن محتوى البرامج التدريبية لا ينمي القيم المهنية للمعلم، وأن هناک قصور في إدارة هذه البرامج وفي الکوادر التدريبية وفي الوسائل المستخدمة ، وفي نظم تقويم هذه البرامج (عبد السلام، 2019).
- تناولت دراسات قليلة فعالية برامج التنمية المهنية من حيث أثرها على فاعلية المعلم؛ حيث أشارت دراسة (محمد، 2019) إلى أن برامج التنمية المهنية تسهم في إثراء المعارف لدي المعلمين وإکسابهم خبرات ومهارات جديدة، وعلى تغيير المکانة الاجتماعية للمعلمين، وأشارت دراسة (الزهراني، 2018) إلى أن التنمية المهنية تسهم في تزويد أعضاء هيئة التدريس بالمستجدات، مما ينعکس إيجابًا على الأداء التدريسي والبحثي.
- أشارت دراسات أخرى إلى الاحتياجات التدريبية اللازمة للمعلمين، والتي تمثلت في مهارات التفکير العليا والمهارات الحياتية ومهارات التعامل مع أنظمة التعلم LMS ومهارات التعامل مع المحتوى الالکتروني، ومهارات إدارة اللقاءات الافتراضية ومهارات التعامل مع أساليب التقويم الالکتروني (بدر،2021) وتدريب المعلمين على کيفية التعامل مع التعلم الرقمي (الشمري،2019) واستخدام تقنيات تکنولوجيا المعلومات(حسن،2019)، والعمل على ادخال أنماط تدريبية جديدة، والعمل على ربطها بمتطلبات المجتمع ( السيد، 2017)، وتطوير المناهج، وأساليب التقويم، والعلوم والتکنولوجيا.( عاشور؛ السلنتي، 2017).
- هناک الکثير من الدراسات التي تناولت متغير الثورة الصناعية الرابعة من حيث المفهوم والخصائص والمتطلبات (الدهشان ومحمد،2020؛ والدهشان (أ)، 2020؛ Brahim, 2020؛أبو لبهان، 2019؛ الدهشان(أ)،2019؛ عبد الرازق، 2019)، وأشارت دراسات أخرى إلى أهمية الثورة الصناعية الرابعة وضرورة مواکبة تحدياتها والاستيفاء بمتطلباتها ( الدهشان(أ)، 2020؛ Pauline, 2020 ، الدهشان (أ)، 2019؛ الشهري، 2019؛ المزروعي، 2019؛ مالک وعاصم، 2019، Salmon, 2019، Priya, 2019).
ويخلص من القراءة التحليلية للدراسات السابقة إلى وجود تشابه واختلاف بين الدراسة الحالية والدراسات السابقة، وکذلک أوجه استفادة، حيث:
تتشابه الدراسة الحالية مع الدراسات السابقة في تناولها بعض الأطر النظرية عن الثورة الصناعية الرابعة، وکذلک انعکاساتها على التعليم (الدهشان ومصطفى،2020) التي تناولت تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتحدياتها، وتحديد متغيرات منظومة التعليم العالي التي يمکن من خلالها مواجهة تلک التحديات، ودراسة (الدهشان(أ)، 2020) التي هدفت إلى تقديم تصور مقترح لمتطلبات تمکين المعلم في عصر الثورة الصناعية کمدخل لتمکين الطفل العربي، ودراسة (الدهشان(أ)، 2019) التي تناولت برامج إعداد المعلم في ضوء الثورة الصناعية الرابعة، ودراسة (عبد الرازق، 2019) التي تناولت تطوير السياسات الحکومية في مصر، ودراسة (الشهري، 2019) التي تناولت العلاقة بين الثورة الصناعية الرابعة والتعليم، ودراسة (حسن، 2019) التي تناولت التنمية المهنية الإلکترونية للمعلم کجزء من المنظومة التعليمية، ودراسة (Priya, 2019) التي تحديات الثورة الصناعية الرابعة وکيفية مواجهتها، ومتطلبات تطوير منظومة التعليم في عصر الثورة الصناعية الرابعة، والوقوف على ايجابيات التطوير بالنسبة للطلاب والمعلمين والإدارة، ودراسة (عبد السلام، 2019) في تناولها مفهوم التنمية المهنية للمعلم، ومبرراتها، وأهدافها، والتعرف على الواقع الحالي لبرامج التنمية المهنية.
کما تتشابه الدراسة الحالية مع الدراسات السابقة في أهمية التنمية المهنية للمعلم (الشمري، 2019؛ حسن، 2019؛ عبد السلام، 2019؛ الزهراني،2018)، وأن برامج التنمية المهنية تؤثر إيجابًا على منظومة التعليم (حسن، 2019؛ عبد السلام، 2019؛ محمد، 2019؛ الزهراني،2018؛ صلاح الدين، 2017)، وأهمية تطوير برامج التنمية المهنية لتطوير الإداء المهني للمعلمين ( حسن، 2019؛ الزهراني، 2018؛ XiaoYao, 2019)
وتختلف الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة في کيفية تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، کما أن الدراسات السابقة تناولت کل متغير على حدة دون تأثير کل منهما على الآخر، ولم تطرق الدراسات السابقة إلى تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين في ضوء الثورة الصناعية الرابعة، وانفردت هذه الدراسة عن غيرها بأنها ستقدم رؤية مقترحة لتطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة.
واستفاد الباحثان من هذه الدراسات في بناء الإطار النظري للبحث، ووضع أدوات الدراسة لتعرف جوانب ومتطلبات تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين في ضوء الثورة الصناعية الرابعة، وفي تفسير نتائج البحث.
يتضح مما سبق إنه لا توجد دراسات تناولت تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين في ضوء متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، وهو ما تسعى الدراسة الحالية إلى تناوله، من خلال محاولة الإجابة عن السؤال الرئيس التالي:
ما الرؤية المقترحة لتطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة؟ وتتطلب الإجابة عن السؤال الإجابة عن الأسئلة الفرعية التالية:
1- ما المقصود بالتنمية المهنية للمعلم وما أبرز جوانبها والمبررات التي تدعو إلى ضرورة تطويرها ؟
2- ما المقصود بالثورة الصناعية الرابعة والأدوار التي ينبغي أن يقوم بها المعلم لتلبية متطلباتها ؟
3- ما المتطلبات اللازمة لتطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة؟
4- ما درجة أهمية متطلبات تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين في ضوء الثورة الصناعية الرابعة من وجهة نظر المعلمين بمحافظة أسيوط؟
5- هل توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطات درجات أفراد العينة حول درجة أهمية متطلبات تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين في ضوء الثورة الصناعية الرابعة تبعًا لبعض المتغيرات؟
6- ما ملامح الرؤية المقترحة لتطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين في ضوء متطلبات الثورة الصناعية الرابعة؟
أهداف الدراسة:
هدفت الدراسة الحالية إلى تقديم رؤية مقترحة لتطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين في محافظة أسيوط في ضوء متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، من خلال استعراض المقصود بالثورة الصناعية الرابعة والأدوار التي ينبغي أن يقوم بها المعلم لتلبية متطلباتها، والتعرف على مفهوم التنمية المهنية للمعلم والمبررات التي تدعو إلى ضرورة تطويرها في ضوء الثورة الصناعية الرابعة، والتعرف على آراء المعلمين حول متطلبات تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين في محافظة أسيوط، إضافة إلى الفروق بين متوسطات درجات آرائهم تبعًا لعدد من المتغيرات؟
أهمية الدراسة:
تتمثل أهمية الدراسة في النقاط التالية:
- تناولها لموضوع الثورة الصناعية الرابعة الذي يعد من القضايا المهمة والملحة التي تفرض نفسها بقوة على المؤسسات التربوية؛ لضمان بقائها ومسايرتها للمتغيرات القومية والعالمية.
- أن الثورة الصناعية الرابعة جعلت النظام التعليمي نظامًا أکثر تخصصًا وذکاءً، وقابل للانتقال إلى جميع أنحاء العالم، وهو ما يتطلب ضرورة الاستفادة منها ومن تقنياتها في تحري الأساليب الجديدة الإبداعية؛ لرفع مستوى النظام التعليمي في التعلم في المستقبل وفقًا لمتطلبات الثورة الصناعية الرابعة من خلال الاستفادة من تقنياتها في التنمية المهنية للمعلمين.
- استجابة لتوصيات الکثير من البحوث والمؤتمرات الدولية والمحلية بضرورة تنمية المعلم مهنيًا في مختلف المجالات، وتوضيح أهمية التنمية المهنية للمعلمين؛ لرفع کفاءتهم، ولتقديم تعليم يتوافق ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة، ومن ثم النهوض بتربية الأجيال وتعليمهم، وبالتالي بناء المجتمع وتقدمه.
- أهمية دور المعلم وأهمية تکوينه في عصر الثورة الصناعية الرابعة في تأهيل وتمکين طلابه من متطلبات تلک الثورة.
- توجيه أنظار مخططي برامج التنمية المهنية إلى المردود الإيجابي الذي يمکن أن يترتب على تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين؛ لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة مثل: التغلب على المشکلات الحالية ببرامج التنمية المهنية، وتحقيق التحسين المستمر في مخرجات التنمية المهنية، وضمان أداء أفضل للمعلمين.
- إمکانية الاستفادة من البحث في معرفة احتياجات التنمية المهنية للمعلمين؛ لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة.
- يمکن أن يسهم البحث في النهوض بمستوى المنظومة التعليمية بکافة عناصرها، خاصة مخرجات التعليم من خلال ما تقدمه التنمية المهنية للمعلمين من مضامين جديدة تسهم في مواکبة هذه المخرجات للثورة الصناعية الرابعة.
منهج الدراسة وأداتها:
اعتمدت الدراسة الحالية على المنهج الوصفي في جمع وتحليل واستخلاص کل ما يتعلق بالتنمية المهنية للمعلمين والثورة الصناعية الرابعة، کما أن الدراسة اعتمدت على أحد أدوات المنهج الوصفي وهو الاستبانة؛ للتعرف على آراء المعلمين حول متطلبات تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة.
مجتمع الدراسة والعينة:
تکون مجتمع الدراسة من المعلمين بمحافظة أسيوط، أما العينة فقد تم اختيارها بطريقة عشوائية من ذلک المجتمع، وسوف يتم تناول تفاصيل ذلک في الجزء الخاص بالدراسة الميدانية.
حدود الدراسة:
اقتصرت الدراسة في حد الموضوع على التنمية المهنية للمعلم من حيث مفهومها، وأهدافها، والمبررات التي تدعو إلى ضرورة تطويرها، واتجاهاتها الحديثة، والمعوقات التي تحول دون تحقيق أهدافها، ومفهوم الثورة الصناعية الرابعة، والأدوار التي ينبغي أن يقوم بها المعلم؛ لتلبية متطلباتها، ومتطلبات تطوير برامج التنمية المهنية لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة، واقتصرت الدراسة في حدودها المکانية والبشرية على عينة ممثلة من معلمي مدارس التعليم بمحافظة أسيوط، أما الحدود الزمنية فقد حددت بزمن تطبيق أداة الدراسة في العام الدراسي 2020/2021م.
مصطلحات البحث الإجرائية:
الثورة الصناعية الرابعة: The Fourth Industrial Revolution
يقصد بها الثورة التي تستند إلى الثورة الرقمية، والتي تمثل طرقًا جديدة تصبح فيها التکنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من المجتمعات التعليمية، وتتميز باختراق التکنولوجيا الناشئة في عدد من المجالات، بما في ذلک الذکاء الاصطناعي، والروبوتات، والحوسبة السحابية، وتکنولوجيا النانو، والتکنولوجيا الحيوية، وإنترنت الأشياء، والطباعة ثلاثية الأبعاد.
التنمية المهنية للمعلمين: Professional Development for Teachers
عملية منظمة ومستمرة وشاملة تهدف تطوير کفايات المعلمين؛ لتکون أکثر کفاءة وفاعلية؛ لمقابلة احتياجات محددة حالية أو مستقبلية يحتاجها المجتمع والمدرسة والمعلمين أنفسهم؛ لمواجهة متطلبات المهنة، وما يستحدث في هذا المجال من تطورات ومستجدات.
برامج التنمية المهنية: Professional Development Programs
مجموعة من الأنشطة والدورات التدريبية والفعاليات المتنوعة التي تستهدف المعلمين في حياتهم المهنية في سبيل الارتقاء بأدائهم، وتطوير مهاراتهم وکفاياتهم الأکاديمية، وتمکينهم من مواکبة التطورات الحديثة وتنميتهم من الناحية التقنية؛ لتحسين عمليتي التعليم والتعلم، وفق حاجات المجتمع المتغيرة.
متطلبات تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين:
Requirements for Developing Professional Development Programs for Teachers.
جملة العناصر والإجراءات التي ينبغي تلبيتها أو توفيرها في برامج التنمية المهنية للمعلمين، والمتمثلة في: الأهداف، والمحتوى، والأساليب، بهدف تزويد المعلمين بالمعارف والمهارات التي تمکنهم من مواکبة الثورة الصناعية الرابعة.
إجراءات الدراسة:
تمثلت إجراءات الدراسة فيما يلي:
- مراجعة الأدبيات التربوية فيما يتعلق بالتنمية المهنية للمعلم، والثورة الصناعية الرابعة، من أجل إعداد الإطار النظري للدراسة، حيث اشتمل على ثلاث مباحث المبحث الأول خاص بالتنمية المهنية للمعلمين، والمبحث الثاني خاص بالثورة الصناعية الرابعة، والمبحث الثالث خاص بمتطلبات تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين؛ لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة.
- إجراء الإطار الميداني وتحديد الهدف منه.
- إعداد الدراسة الميدانية وتقنينها.
- اختيار عينة الدراسة وتطبيق أداة الدراسة عليها.
- جمع البيانات وإجراء المعالجات الإحصائية عليها.
- عرض نتائج الدراسة وتفسيرها.
- وضع ملامح ومکونات الرؤية المقترحة لتطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
ثانيًا- الإطار النظري للبحث:
المبحث الأول: التنمية المهنية للمعلمين:
يعد الاهتمام بالتنمية المهنية للمعلم من الاتجاهات الحديثة التي تسود مختلف دول العالم؛ وهي ضرورة لمواکبة التغيرات والتطورات، بالإضافة إلى أن تطوير التنمية المهنية للمعلم أحد المحاور الأساسية لتطوير منظومة التعليم.
1- مفهوم التنمية المهنية للمعلم:
يرکز معظم المؤلفين داخل الأوساط البحثية بشکل مباشر على تنمية وتطوير المعلمين، ويرکز البعض الآخر على التغييرات في الفصول الدراسية التي تنتج من التنمية المهنية للمعلمين، کما أن آخرين يرکزون على نتائج المخرجات التعليمية، وبذلک فإن التنمية المهنية هي عن تعلم المعلمين، وتعليمهم کيف يتعلمون، وتحويل المعرفة إلى واقع ملموس لصالح نمو متعلميهم، وهي عملية معقدة، تتطلب تدخلاً معرفيًا وعاطفيًا من المعلمين، کما تتطلب منهم قدرة واستعدادًا للتعلم. ( Bautista & Ortega-Ruíz, 2015, 243 )
ويعرف (الحميداوي، 2017، 31) التنمية المهنية للمعلم بأنها مجموعة إجراءات يتم وضعها مسبقًا من قبل المسئولين، والتي تهدف إلى تزويد المعلم بالمعارف والمهارات والإجراءات التي تحسن أدائه في جوانب العملية التعليمية جميعها، وبما يلبي حاجات المجتمع ومتطلباته.
ويرى (بصفر وآخرون، 2010، 101) أن التنمية المهنية للمعلم بمفهومها الدقيق عملية مستمرة ومتراکمة يشترک فيها المعلمون طوعًا؛ لکي يتعلموا کيف يقومون بتوجيه تدريسهم على أفضل وجه لاحتياجات تعلم متعلميهم، وهي عملية مستمرة؛ لکشف الذات، والتأمل، والنمو المهني الذي يقدم أفضل نتائجه عندما يستدام لفترة في مجتمعات الممارسة.
ويعرفها (Kampen, 2019, 2) بأنها نوع من جهود التعليم المستمر للمعلمين، وإحدى الطرق التي يمکن للمعلمين من خلالها تحسين مهاراتهم، وبالتالي تعزيز نتائج طلابهم.
ويشير (العمار، 2016، 769) إلى أن التنمية المهنية للمعلم هي العملية التي يتم من خلالها تدريب المعلمين على کافة الأعمال المنوطة بوظيفتهم ومسئولياتهم بما يتوافق مع ما تتطلبه أدوارهم کمعلمين من ضرورة التأکيد على أهمية استمرار تدريبهم على کل المستحدثات؛ لمسايرة التغيرات العالمية المعاصر.
وعرف (الشمري، 2019، 28) التنمية المهنية للمعلمين بأنها الحلقات الدراسية والنشاطات التدريبية التي يشترک فيها المعلم بهدف زيادة معلوماته وتطوير قدراته؛ لتحقيق تقدمه المهني، ورفع کفاءته، وحل مشکلاته التي تمکنه من المساهمة في تحسين العملية التعليمية.
ويؤکد (صلاح الدين؛ المسکرية، 2017، 565) أن التنمية المهنية للمعلم مجموعة البرامج والفعاليات المتنوعة، بهدف إکساب المعلمين المعارف والمهارات اللازمة والقيم والاتجاهات؛ لأداء أدوارهم بکفاءة؛ تحقيقًا للأهداف المنشودة.
ويشير (أبو لبن، 2017، 144) بأنها زيادة فعالية المعلم أثناء الخدمة عن طريق تحسين مهاراتهم لاستخدام المستحدثات التکنولوجية، ورفع مستوى أدائهم، وتنمية قدراتهم وإمکاناتهم، وتجديد خبراتهم؛ لمواجهة التطور التکنولوجي في المواقف التعليمية، واستثمار أدوات التکنولوجيا؛ لتحقيق الأهداف المرجوة.
ومن هنا تعددت تعريفات التنمية المهنية، ومن خلال تحليل هذه التعريفات يمکن القول أنه تم تناولها من منطلقين مختلفين أولهما: أن التنمية المهنية تمثل مجموعة برامج وفعاليات وأنشطة تدريبية تستهدف تطوير المعلم في جوانب مختلفة، وثانيهما: أن التنمية المهنية مفهوم شامل ومتوازن في جوانبه وأهدافه؛ لتطوير أداء المعلم؛ لتلبية حاجات المجتمع وطلابه، وبرغم هذا فإنها تتفق جميعها في أنها تستهدف المعلم بالتطوير والتحسين المستمر؛ لتحقيق فعاليته، ومن ثم جودة المخرجات، وأنها عملية مستمرة ومتواصلة للمعلم، وشاملة لجوانب العملية التعليمية جميعها، کما تراعي مختلف جوانب المعلم، وعملية مخطط لها وهادفة، وتسهم في تطوير المنظومة التعليمية وبالأخص المعلم والطالب، ومواکبة التغيرات المعرفية والتکنولوجية.
وعليه فإنه يمکن تعريف التنمية المهنية للمعلم على أنها عملية منظمة ومقصودة وشاملة وطويلة المدى تقوم على فکرة التعلم مدى الحياة، تستهدف تطوير أداء المعلم في مختلف الجوانب، وتمده بکل ما هو جديد في مجال تخصصه، وتؤهله لمواکبة متطلبات العصر بصفة عامة ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة بصفة خاصة، وتهيئه لأدوار جديدة تقتضيها متطلبات التطوير والتجديد، بغض النظر عن أعمار المعلمين وخبراتهم.
2- أهمية التنمية المهنية للمعلمين:
يشهد العالم طفرة علمية وتقنية وتنموية أدت إلى ظهور مفاهيم تربوية جديدة مثل مفهوم التعلم مدى الحياة، والتعلم عن بعد، والتعلم الإلکتروني، حيث أثرت هذه التغيرات وغيرها على التربية، وفرضت تحديات عليها أدت للتغير في دور المؤسسات التعليمية، مما انعکس على أدوار المعلمين، الأمر الذي يستوجب الاهتمام بالتنمية المهنية وتحديث برامجها وتطويرها. (الحميداوي، 2017، 32-33)
ويواجه المعلم تحديات متعددة تجعل من التنمية المهنية أمرًا ملحًا بالنسبة له؛ فالمعرفة التي اکتسبها في بداية حياته العملية، تصبح بالية ومهجورة مع التقدم، والانفجار المعرفي، والثورة التکنولوجية، ولکي يستمر المعلم في مهامه وأدواره، لا يمکن أن يعتمد على معرفته الأکاديمية والمهنية المبدئية خاصة في ظل الثورة الصناعية الرابعة، فلا يفقد صلته بالمعرفة الجديدة أو بالتکنولوجيا الحديثة؛ لذا کان لزامًا على المهتمين بالتربية أن يسهموا في إتاحة الفرصة من أجل استيعاب تلک التطورات والتغيرات، وأن يشارکوا في التنمية المهنية للمعلم بطريقة واعية. (أحاندو؛ الزامل، 2015 ، 275)
ومن ثم باتت التنمية المهنية للمعلمين ضرورة ملحة حيث تسهم بدور بارز في تمکين المعلمين من القيام بمهامهم المتجددة والمتطورة؛ ليستطيعوا العطاء لطلابهم؛ فهو المعني الأول بتخريج الأجيال، وإعدادهم بشکل متوازن وفاعل، الأمر الذي يتطلب نموًا مستمرًا يواکب التطور المتسارع؛ ليتمکن من القيام بدوره على أکمل وجه.
فعندما يتمکن المعلمون من فرص التنمية المهنية يکونون مجهزين بشکل أفضل ليصبحوا معلمين جيدين، لا سيما إذا کان لدى طلابهم احتياجات تعليمية، أو کان أدائهم أقل من مستوى الصف الدراسي أو أعلى منه. (Kampen, 2019, 3)
والتنمية المهنية في الوقت الحاضر أمرًا متطلبًا وملحًا بظهور الثورة الصناعية الرابعة التي بدأ تأثيرها يتضح في کافة الأنشطة الحياتية ومنها التعليم، مما انعکس على أدوار المعلم، فلم يعد المعلم ناقلاً للمعرفة، بل أصبح موجهًا وميسرًا ومرشدًا ومحفزًا وباحثًا ومستخدمًا للتقنية بشکل فعال، ومن ثم بات ضروريًا تأهيل المعلمين وتنميتهم مهنيًا بطريقة تمکنهم من مواکبة متطلبات تلک الثورة، وبما يمکنهم من إعداد طلابهم؛ للوفاء بمتطلباتها.
ومما سبق يتضح أن التنمية المهنية للمعلم ليست لرفع الأداء المهني فحسب، بل تتعدى ذلک لتصل إلى العملية التعليمية بأکملها، فمن خلال التنمية المهنية يُزود المعلم بما قد ينقصه من مهارات أساسية لم يتطرق لها خلال فترة الإعداد، وکذلک يتم الاستفادة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة التي يتطلبها تخصصه، ويتم التخلص من الطرق التقليدية.
3- مبررات الاهتمام بالتنمية المهنية ودواعي تطويرها في ضوء الثورة الصناعية الرابعة:
توجد مبررات عديدة تجعل من الضروري السعي نحو تطوير برامج التنمية المهنية للمعلم خاصة في ظل ما يشهد العصر الحالي من تقدم تکنولوجي بلغ زروته مع ظهور الثورة الصناعية الرابعة وتقنياتها، وتتمثل تلک المبررات فيما يلى:
▪ التطور التقني وانعکاساته على العملية التعليمية: من حيث توظيف تقنيات المعلومات والاتصال وتقنيات التعليم والتعلم، فلقد أثرت على نظم التعليم وأساليبه؛ مما تطلب زيادة الاهتمام بالتنمية المهنية؛ بغية تحسين فعالية المخرجات التعليمية. (المزروعي، 2018، 422)، وعلى المعلم مواکبة هذه التطورات، وعلى مؤسسات تدريب المعلم وتنميته مهنيًا ضرورة القيام بمراجعة أهدافها ومحتواها وأساليبها والقائمين عليها؛ لتمکين المعلم من المهارات التي تتطلبها أدواره الجديدة في عصر الثورة الصناعية الرابعة.
▪ ظهور أنماط تربوية حديثة مستقبلية: هناک العديد من المظاهر والأنماط التربوية الحديثة التي برزت في السنوات الأخيرة، والتي استدعت بدورها الاهتمام بالتنمية المهنية للمعلم، ومن بين هذه الأنماط: التربية المستمرة، والتعلم مدى الحياة، والتربية من أجل الإبداع، والتربية من أجل الاعتماد على الذات، وکل هذه الأنماط والتطورات تحتاج نوعًا متميزًا من التنمية المهنية للمعلم تتسم بالتجديد والتطوير، وتهتم بتوظيف التکنولوجيا؛ وصولاً بهذا المعلم إلى المستويات القياسية المطلوبة التي تمکنه من قيادة العمل التربوي والتعليمي، والقدرة على التعامل مع التطورات المستقبلية.( وهبة، 2015، 40)
فالثورة الصناعية الرابعة تفرض على المعلمين التعلم مدى الحياة، وبما يمکنهم من اکتساب خبرات جديدة، وأفکار جديدة، ومهارات جديدة، وآليات جديدة؛ للتعامل معها بنجاح، فهي تحتاج لمعلم مبدع ومبتکر.
▪ قصور برامج التدريب الحالية: فقد توصل الباحثين إلى ملاحظات مهمة حول واقع برامج التنمية المهنية للمعلم من أهمها: عجز هذه البرامج عن تزويد المعلم بمهارة التعلم الذاتي، الأمر الذي يجعله غير قادر على متابعة التغيرات التي تطرأ نتيجة التقدم العلمي والتکنولوجي، وأن الجانب العلمي التطبيقي لا يحظى بالاهتمام الکافي، إضافة إلى استخدام الأساليب التقليدية في تقديمها.(عسيري، 2017، 155)، وعدم تقدير الاحتياجات التدريبية بشکل منظم. (الطاهر، 2010، 25)، فعلى الرغم من أهمية وضرورة تحديد الاحتياجات الفعلية للمعلمين إلا أن کثيرًا من مؤسسات التدريب لا تبني برامجها على التحديد العلمي والواقعي لاحتياجات المعلمين، وإسنادها لغير المتخصصين.(الدهشان(ب)، 2017، 35)
▪ تمکين المعلم من الأدوار المتجددة: فتطور تقنيات الاتصال، وتعدد مصادر التعلم أديا إلى احداث تغييرات جوهرية في متطلبات الموقف التعليمي من حيث وسائل نقل المعرفة، وأدوار المعلمين التي تحولت من الأدوار التقليدية التي تعد المعلم مجرد ناقل للمعرفة إلى ميسر لها ومرشد لطلابه.(حسن، 2019، 2928)، فالثورة الصناعية الرابعة فرضت على المعلم تغيير أدواره، وقيامه بهذه الأدوار يتطلب ضرورة أن يکون مؤهلاً للقيام بذلک من خلال برامج تنمية مهنية تتفق وطبيعة ذلک الدور، وهذا يتطلب من القائمين على التنمية المهنية للمعلم ضرورة تطوير برامجها وتوجيهها؛ لمساعدة المعلم على القيام بکل هذه الأدوار والمسئوليات؛ لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة.
▪ التوجه نحو المدرسة الإلکترونية والتعليم الإلکتروني والتعليم الافتراضي: وذلک لتطوير المنظومة التعليمية، وهذا يمثل نقلة نوعية مهمة بالنسبة لعملية التنمية المهنية للمعلم وتوجهاتها المستقبلية. (وهبة، 2015، 40)، ومن ثم بات من الضروري أن تساير التنمية المهنية للمعلم هذه الأنماط والأشکال التعليمية الجديدة. إن تحقيق التنمية المهنية يتطلب تنظيم برامج تنمية مهنية للمعلمين باختلاف مستوياتهم وتخصصاتهم، هنا تصبح المؤسسات المسئولة عن التنمية المهنية للمعلم عاجزة عن توفير برامج مستمرة ذات کفاءة عالية، لذا تصبح التنمية المهنية الالکترونية قادرة على تقديم برامج متنوعة ومتجددة ومستمرة، وهنا يمکن الاستفادة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتوظيفها في برامج التنمية المهنية.
▪ ظهور بعض القضايا في عمليات الإعداد والتنمية المهنية: مثل التأکيد على الاحتياجات المستقبلية مقابل الاحتياجات الحالية، والموضوعية مقابل الذاتية، والتقييم العالمي مقابل التقييم المحلي، والممارسة الإبداعية مقابل الممارسة الحالية.(المزروعي، 2018، 423)
▪ مواکبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة: فقد جلب عصر الثورة الصناعية الرابعة عددًا من التحديات الجديدة، مما يؤکد على المعلم أن يتعلم طرقًا وأساليبًا جديدة للتعلم، وأن يمتلک المهارات، ويستخدم التقنية، ويفجر طاقتها الکامنة، ويدرس طلابه التفکير الإبداعي، ويقود طلابه خلال تطويرهم مهارات مماثلة.
يتضح مما سبق أنه يقف وراء الدعوة إلى تطوير التنمية المهنية للمعلمين مبررات عديدة من أبرزها الثورة الصناعية الرابعة؛ ليکون المعلم أکثر استجابة للمستجدات المعرفية والتکنولوجية التي تفرضها الثورة الصناعية الرابعة، فتطوير برامج التنمية المهنية للمعلم مطلبًا مهمًا في ظل تلک الثورة، والتي ترکز على الارتقاء بالأداء المهني للمعلم، بحيث يسمح للمعلم بالمنافسة، والترکيز على کل ما هو جديد ومبتکر يعتمد على التکنولوجيا المتطورة؛ للوفاء بمتطلباتها، ومساعدة طلابه على مواکبة هذه الثورة.
4- أهداف التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة:
تهدف التنمية المهنية للمعلم إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، ترتبط بأدواره ومسؤولياته في عصر الثورة الصناعية الرابعة، وتتمثل في مواکبة المستجدات في مجال التخصص، وتطبيق کل ما هو جديد ومستجد، وترسيخ مبدأ التعلم المستمر، والتعلم مدى الحياة، والاعتماد على أساليب التعلم الذاتي الالکترونية، وتعميق الالتزام بأخلاقيات مهنة التعليم والتعلم والتقيد بها، وتحديث معلومات المعلمين ومهاراتهم وفق متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، وتنمية مهارات توظيف تقنيات التعليم المعاصرة واستخدامها في العملية التعليمية بفاعلية، والتغلب علي مواطن الضعف في برامج التنمية المهنية التقليدية، وأساليبها، وإعداد وتطوير المعلمين للحياة في عصر الثورة الصناعية الرابعة، وتمکين المعلم من مهارات استخدام مصادر المعلومات والبحث عن کل ما هو جديد، وتطوير کفايات ومهارات التقويم بأنواعها، وخصوصًا مهارات التعلم الذاتي. (الزهراني، 2018، 419- 420)
ومن خلال هذه الأهداف يستنتج الباحثان بأن التنمية المهنية للمعلمين تساعدهم في تجديد وتطوير أدائهم المهني، وأيضًا في خلق بيئة تعليمية وتثقيفية تفاعلية بينهم من خلال تبادل الخبرات والمهارات والمناقشات الهادفة للتنمية المهنية فيما بينهم.
5- أساليب التنمية المهنية للمعلمين في ظل الثورة الصناعية الرابعة:
تتعدد أساليب التنمية المهنية للمعلمين ما بين تدريبات أثناء الخدمة وما بين التطوير الذاتي، ويتضح ذلک من خلال:
▪ التنمية المهنية من خلال برامج التدريب والتطوير باستخدام الأساليب النظرية (المحاضرة، حلقة النقاش، العصف الذهني)، والأساليب العملية :( التدريس المصغر، تمثيل الأدوار، الورش التعليمية) (الأسمري، 2017، 230-231)، والتنمية المهنية من خلال برامج التدريب والتطوير الالکترونية. (المزروعي، 2018، 421)
▪ التنمية المهنية من خلال آليات التنمية والتطوير الذاتي.(وهبة، 2015، 55-56)، والتعليم المبرمج ويشمل برمجيات الحاسب، التعليم الالکتروني، التعليم عن بعد.(المزروعي، 2018، 422)
وأشار ( Lemke, 2010, 7-9) إلى: مجتمعات الممارسة الافتراضية: (Online Communities of Practice (OCoP: وهذه المجتمعات توفر بيئات افتراضية للمعلمين الذين لديهم اهتمامات مماثلة، وغالبًا ما يسعى المعلمون للخروج والانضمام بأشکال ووسائط متعددة إلى هذه المجتمعات استنادًا إلى اهتماماتهم واحتياجاتهم المهنية ومهام التدريس المتعلقة بهم، کما توفر هذه المجتمعات الزمالة عبر الإنترنت، والتوجيه، والتدريب، وتقديم المشورة، وتبادل الأفکار، ومناقشة القضايا المختلفة، والتعلم الافتراضي: Virtual Learning يمکن من خلاله تقديم العديد من الدورات وورش العمل رسميًا عبر الانترنت، فمن خلالها يسمح للمعلمين التسجيل على الانترنت، وتسجيل الدخول إلى دورات تدريبية تتناسب واختياراتهم واحتياجاتهم المهنية، کما تتوفر فيها حرية الاختيار الزمني (التزامن -عدم التزامن)، والتعليم المدمج: Blended Learning عبارة عن تطوير مهني هجين يتضمن التعلم وجهًا لوجه (F2F) والتعلم عبر الإنترنت، ويشمل جلسات المؤتمرات ومکتبات التعلم عن طريق الفيديو متزامنة مع البث المباشر لانعقادها.
وأضاف (حسن، 2019، 2930- 2934):
▪ توظيف تکنولوجيا المعلومات والاتصال في التنمية المهنية للمعلمين: فقد أصبحت التکنولوجيا جزءًا متکاملاً من عملية التعليم والتدريب في عم ومساندة المعلمين مهنيًا، ولابد من تضافر کافة العناصر في التعليم والتدريب:
- الرؤية المشترکة: تتسـم بالقيادة الإيجابية والدعـم الإداري من النظام التعليمي بالکامل.
- إتاحة التکنولوجيا: التقنيات الحالية والبرامج وأدوات الاتصال متاحة لاستخدام المعلمين.
- مهارات المعلم: يمتلک المعلمون مهارات توظيف التکنولوجيا في العملية التعليمية.
- التنمية المهنية: متاحة بشکل مستمر للمعلمين؛ دعمًا لاستخدام التکنولوجيا في التعلم.
- الدعم الفني: متاح للمعلمين من أجل الاستخدام والحفاظ على استمرارية التکنولوجيا.
- معايير محتوى المنهج: يمتلک المعلمون معرفة بمعايير المحتوى والمنهجية.
- التقييم: التقييم المستمر لفعالية استخدام التکنولوجيا في العملية التعليمية.
- دعم المجتمع وسياسات المساندة لدعم التکنولوجيا التعليمية.
▪ المؤتمرات عن بُعد: وهذه الآلية تتيح التفاعل بين المعلمين وزملائهم ومدربهم، ويمکن من خلالها الالتقاء بالخبراء والاستشاريين، وتزود المعلم بالتغذية الراجعة الفورية، واللحاق بالتطور العلمي والتکنولوجي واستخدام التعلم عن بعد.
▪ التدريب الالکتروني: عبارة عن الأنشطة والبرامج التدريبية التي تقدم للمعلمين خلال توظيف الوسائل التکنولوجية والمعلوماتية والاتصالية المتاحة مثل: الحاسب الآلي، الانترنت، الأقراص المدمجة، البرمجيات التدريبية، البريد الالکتروني. (وهبة، 2015، 124-125)، والتدريب الالکتروني له العديد من الخصائص التي تميزه عن غيره من حيث سهولة تطوير وتحديث محتويات البرامج التدريبية، والتفاعلية بين العناصر الثلاثة في عملية التدريب الالکتروني، المدرب، والمتدربين، والبرنامج التدريبي، وسهولة الوصول والحصول على التدريب بنظام 7/ 24، والاستمرارية في التدريب الالکتروني، وتجاوز عاملي الزمان والمکان، والمرونة. (الدهشان (ج)، 2019، 5- 6)
وعلى هذا فإن أساليب التنمية المهنية للمعلمين متنوعة ومتعددة، وهذا التنوع مفيد في تنمية وتطوير معارف ومهارات وقدرات المعلمين، کما تلعب دورًا کبيرًا في تحديد احتياجات المعلمين وتمکنهم من مواکبة التطورات، ويجب على القائمين على برامج التنمية المهنية ضرورة التنويع بينها من أجل تنمية مهنية فاعلة للمعلم.
6- الاتجاهات الحديثة في التنمية المهنية للمعلمين:
لقد ظهرت في السنوات القليلة الماضية کثير من الاتجاهات الحديثة في التنمية المهنية للمعلم، ويأتي ظهور هذه الاتجاهات نتيجة تفاعل المؤسسات القائمة على تنمية المعلم مهنيًا مع متغيرات العصر ومتطلباته من المعلم، وکذلک نتيجة السعي لتوفير المعلم المواکب لکل زمان ومکان في ظل ثورة التکنولوجيا والمعلومات، وتوفير الخدمة التربوية اللازمة للمعلم، وتزويده بالمستجدات وکل ما هو جديد في النمو المهني، وانطلاقًا من أهمية هذه الاتجاهات في التنمية المهنية للمعلم نستعرض أهم هذه الاتجاهات:
▪ الاتجاه نحو التنمية المهنية المخططة والمبرمجة مستقبلاً: فهذا الاتجاه يرکز على أن تولي التنمية للمعلم اهتمامًا شديدًا بالبعد المستقبلي سواء في فلسفتها أو أهدافها أو برامجها أو تنظيماتها أو أساليبها، فالتخطيط للتنمية المهنية للمعلم لابد أن يحاکي وضع مکانة المعلم مستقبلاً باعتباره سيواجه تحديات مستقبلية تأخذ فترة أمام تشکيلها، وعلى المعلم أن يواجهها بوعي وقدرة على الاستفادة منها. (وهبة، 2015، 67-68).
▪ الاتجاه نحو الترکيز على الأدوار الجديدة والمتغيرة للمعلم: فالمعلم في عمره الوظيفي يواجه متغيرات شتى لا يمکنه مواکبتها إلا بالتزود بالخبرات التي تؤهله لذلک، فالعلوم تتغير والأبحاث تضيف إليها کل يوم جديد، والتقنية تتابع خطاها إلى المستجدات والمبتکرات، والمتعلم يتأثر بهذه المتغيرات کلها لتغير حاجاته وطموحاته ونظرته إلى المستقبل.(السيد، 2017، 307)
▪ الاتجاه نحو الاعتماد الأکاديمي لبرامج ومدربي التنمية المهنية للمعلم: فالاعتماد لبرامج ومدربي التنمية المهنية للمعلم يسهم في جودتها واستمرار تحسين العمل بها، ويعزز سمعتها، فالاعتماد يعني الاعتراف باستيفاء هذه البرامج لشروط ومعايير الجودة المطلوبة، وبأنها قادرة على تحقيق أهدافها، وأنها تستطيع الاستمرار في النمو والتطوير في التنمية المهنية للمعلمين.(وهبة، 2015، 73-75)، فالتغيرات في أدوار المعلم ومسئولياته أصبحت تفرض ضرورة توفير نوع جديد ومتميز من التنمية المهنية المستدامة للمعلم.
▪ الاتجاه نحو تطبيق نظام الترخيص للمعلم لمزاولة المهنة: فلم يعد يکفي للمعلم للعمل في مهن التدريس الحصول على الدرجة الجامعية، وإنما لابد من جودته وأهليته وقدرته على الاستمرار والتوافق مع متغيراتها، ومن ثم تم الاتجاه لتطبيق نظام الترخيص للمعلم، ويقصد بالترخيص لمزاولة المهنة الآلية التي يضمن من خلالها النظام التعليمي امتلاک المعلم الحد الأدنى من المهارات والمعارف والصفات اللازمة للعمل بمهنة التعليم. (عبد السلام، 2019، 25)
▪ الاتجاه نحو الترکيز على المدرسة کوحدة للتنمية المهنية للمعلم: تعتبر المدرسة وحدة أساسية للتنمية المهنية للمعلمين، ويتم تدريب المعلمين داخلها، فالمدرسة بوصفها مجتمعا معلمًا ومتعلمًا في آن واحد قادرة على تحديد الاحتياجات التدريبية للمعلمين، بحيث تفي برامج التدريب بتلک الاحتياجات. (أبو طالب وآخرون، 2017، 275).
▪ الاتجاه نحو استخدام نماذج جديدة في مجال التنمية المهنية للمعلم: توجد عديد من النماذج الجديدة للتنمية المهنية للمعلم والتي شاع استخدامها في الفترة الأخيرة في کثير من دول العالم، ومن أهم هذه النماذج: النموذج المتمرکز حول المعلم، والنموذج الموجه ذاتيًا، ونموذج القيادة للمعلمين، ونموذج التنافس، ونموذج الخطوات المتعاقبة، والنموذج الجماعي المشترک. (السيد، 2017، 308- 309).
▪ الاتجاه نحو استخدام البحوث الإجرائية کمدخل للتنمية المهنية للمعلم: وتقوم فلسفة البحوث الإجرائية کمدخل للتنمية المهنية للمعلم على أساس ارتباط تلک البحوث الإجرائية بالممارسة التفکيرية لحل المشکلات، وأولى الناس بحل المشکلات التربويين والمعلمين، وهو ما يتطلب امتلاکهم المهارات والخبرات للقيام بالبحث الإجرائي. ( ضحاوي؛ حسين، 2009 ،86). والمعلم هنا هو المعلم القادر على التحليل والتفکير المنطقي والابداعي، والقادر على تکوين المهارات المعرفية والبحثية للطلاب اللازمة للقرن الحادي والعشرين.
▪ الاتجاه نحو استخدام نظم التدريب من بعد والتدريب الالکتروني: ويقوم هذا الاتجاه على أساس توفير التنمية المهنية لکل معلم راغب فيه، والاهتمام بتوظيف تکنولوجيا المعلومات والاتصالات في توفير فرص التنمية المهنية لجميع المعلمين بغض النظر عن العمر أو مکان الإقامة أو الظروف الاقتصادية.( شعبان، 2018، 120-121). وهذا الاتجاه له العديد من المزايا التي تجعل من المعلم متجددًا، وأحد الخيارات المطلوبة لتدريب المعلم في ظل التغيرات التکنولوجية، ووسيلة لا يمکن الاستغناء عنها مستقبلاً لتوسيع فرص التنمية المهنية للمعلمين.
▪ الاتجاه إلى الترکيز على القدرات الإبداعية وتحقيق التميز: فالترکيز على القدرات الإبداعية وتحقيق التميز لدى المعلم أحد الاتجاهات الحديثة في التنمية المهنية للمعلم يساعد على الابداع في ترتيب وتنظيم الأنشطة الصفية والابداع في السلوک والتدريب الصفي والإبداع في التقويم وتقديم البرامج العلاجية والتعزيزية.( السيد، 2017، 311). ويأتي أهمية هذا الاتجاه في أن المعلم لا يستطيع أن ينمي لدى طلابه التفکير الابداعي وهو نفسه لا يمتلک التفکير الابداعي.
▪ الاتجاه نحو التنمية المهنية الذاتية: وهو ما يقوم به المعلم من تطوير لقدراته ومهاراته ومعارفه عن طواعية واختيار شخصي، ويجب أن تعتمد برامج التنمية المهنية للمعلم على مبدأ التعلم الذاتي، وهذا الاتجاه في نمو مطرد بسبب التطور التکنولوجي والتقني. ( شعبان، 2018، 110).
في ضوء کل هذه الاتجاهات الحديثة في مجال التنمية المهنية للمعلم يظهر مدى الحاجة إلى ضرورة إعادة النظر في برامج التنمية المهنية الحالية للمعلم، والعمل على وضع خطط وسياسات متطورة بما يساعد في تنمية قدرات المعلم الذي يستطيع التعامل مع متغيرات العصر.
7- المعوقات التي تحول دون قيام برامج التنمية المهنية بدورها لمواکبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة:
رغم أهمية التنمية المهنية، إلا أن هناک عدد من المعوقات التي تحول دون قيام برامج التنمية المهنية بدورها لمواکبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة وتتمثل هذه المعوقات في: أن مؤسسات التنمية المهنية تعاني من قصور في المباني الذکية اللازمة للتدريب الالکتروني، وقصور في التجهيزات المادية والتکنولوجية، وعدم وجود حوافز للمعلمين المبدعين رقميًا، وضعف المشارکة المجتمعية في دعم برامج التنمية المهنية ماليًا، ومحدودية أماکن التدريب لتنفيذ برامج التنمية المهنية، وضعف مراعاة برامج التنمية للمعلمين للاحتياجات التدريبية الالکترونية التي يحتاجها المعلمون، وضعف مواکبة المحتوى التدريبي للتغيرات التکنولوجية الحديثة، کما أن برامج التنمية المهنية لا يتم تحديثها باستمرار في ضوء معطيات عصر الثورة الصناعية الرابعة. (شبانة؛ الدهشان؛ بدوي، 2021،355- 356).
وقد أکد(عبد السلام، 2019، 21- 22) إلى أن من أهم المعوقات ضعف مستوى برامج التنمية المهنية ذاتها، وغياب الرؤية المستقبلية، والخوف من التغيير ومعارضته لما يحمله من تهديدات، وضعف الرغبة في العمل الجماعي. کما يؤکد (العمار، 2016، 778- 779) على أن من أهم المعوقات ضعف العلاقة بين مؤسسات الإعداد والتدريب وکليات التربية، وشکلية تقويم البرامج وافتقارها إلى المتابعة، وبرامج التدريب قديمة لا تصلح لإعداد معلمي المستقبل.
يتضح مما سبق أن التنمية المهنية للمعلم مفهوم واسع وشامل ويتسم بالاستمرارية، وأن عملية التنمية المهنية ضرورة حتمية فرضتها متطلبات العصر، ومطلب أوجدته الرغبة في تقديم الأفضل من أجل تحسين الأداء التعليمي؛ لبناء جيل قادر على النجاح والتفاعل مع معطيات الثورة الصناعية الرابعة، وأن التنمية المهنية للمعلم أخطر بکثير من إعداده، وذلک لأن الإعداد قبل الخدمة ما هو إلا البداية لسلسلة مستمرة من التنمية، وما دامت هناک تطورات وتقنيات جديدة فإن التنمية المهنية تصبح أمرًا ضروريًا من أجل معلم متجدد ومتطور؛ کي يواکب التطورات التقنية المتزايدة التي ولدت فجوة بينه وبين طلابه، فمن المعروف أن المعلم هو حجر الزاوية للعملية التعليمية، فمتى ما أحسن إعداده وتطويره فستتحسن کفاءة التعليم وجودته.
المبحث الثاني: الثورة الصناعية الرابعة والأدوار التي ينبغي أن يقوم بها المعلم لتلبية متطلباتها:
1- نشأة الثورة الصناعية الرابعة:
بدأت الثورة الصناعية الرابعة رسميًا مع بداية الألفية الجديدة، وتشير إلى تلک الثورة التي أتت بعد الثورة الأولى التي اعتمدت على البخار، والثانية التي بدأت بعد اکتشاف الکهرباء، والثالثة قد انطلقت على سکة الحوسبة والمعلوماتية. (الدهشان (أ)، 2019، 3166)، وقد انطلقت من الإنجازات الکبيرة التي حققتها الثورة الثالثة، خاصة شبکة الانترنت وطاقة المعالجة الهائلة، والقدرة على تخزين المعلومات، والإمکانات غير المحدودة للوصول إلى المعرفة، فهذه الإنجازات تفتح اليوم الأبواب أمام احتمالات لا محدودة من خلال الاختراقات الکبيرة لتکنولوجيات ناشئة في مجال الذکاء الاصطناعي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، والمرکبات ذاتية القيادة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتکنولوجيا النانو، والتکنولوجيا الحيوية، والحوسبة السحابية، وسلسلة الکتل، وغيرها. (العملية، 2019، 139)
إن الثورة الصناعية الرابعة تمثل الرقمنة الإبداعية القائمة على مزيج من الاختراقات التقنية المتفاعلة، کما تتميز بدمج التقنيات التي تطمس الخطوط الفاصلة بين المجالات المادية والرقمية والبيولوجية، فعلى الرغم من اعتماد الثورة الرابعة على البنية التحتية وتقنيات الثورة الصناعية الثالثة إلا أنها تقدم طرقًا جديدة تمامًا بحيث أصبحت التکنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من المجتمع.
ويعد "کلاوس شواب Klaus Schwab "– رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي ( World Economic Forum) ومؤسسه- أول من استخدم مفهوم " الثورة الصناعية الرابعة" بصورة علمية، وأول من أصله في المنتديات العالمية، ووظفه في مراکز البحوث العلمية. لقد طرح کلاوس شواب" الثورة الصناعية الرابعة" موضوعًا وعنوانًا للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في دافوس ( Davous) في دورته السادسة والأربعين عام 2016، وقد توسم هذا المفهوم أيضًا کتابه المثير للجدل بعنوان " الثورة الصناعية الرابعة The Fourth Industrial Revolution" الذي نشرت طبعته في العام نفسه، ويرى "کلاوس" أن الثورة الرابعة تنطلق من معطيات الثورة الصناعية الثالثة وتؤسس على نحو فارق طفري، وهي ثورة الحوسبة الرقمية، التي انطلقت في خمسينات القرن الماضي، ووصلت إلى ذروتها وتطبيقاتها في الذکاء الصناعي الرقمي والتکنولوجيا الحيوية وتلک المماثلة في عبقرية تکنولوجيا التواصل الاجتماعي، ويرى "کلاوس شواب" أن هذه الثورة تمثل على الحلقة الأخيرة من سلسلة الثورات الصناعية المتعاقبة، ويصفها شواب بقوله"إننا نقف اليوم على أعتاب الثورة الصناعية الرابعة التي ستغير جذريًا الطريقة التي نحيا بها ونعمل، وسيشمل هذا التحول الجبار جميع مناحي حياتنا،وسيکون فريدًا من نوعه في تاريخ البشرية،سواء من ناحية حجم التغيير أو تعقيده". ( Schwab, K, 2017, 12)
وقد وصف المشارکون في المنتدى العالمي في "دافوس " الثورة الصناعية الرابعة بأنها "تسونامي جبار" وهو من هذا النمط الذي سيعصف بالمجتمعات الإنسانية؛ ليحدث انقلابًا جذريًا في مختلف مظاهر ومعالم وتفاصيل الحياة الإنسانية برمتها، وقد عبر بعض المشارکين عن مخاوفهم إزاء هذه الثورة، ولا سيما فيما يتعلق بدور الإنسان ومصيره الاغترابي في دائرة التفاعل الرقمي داخل الفضاء السيبراني، وأن تکنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة لم تعد مجرد وسائل تغيير أو أدوات تعتمد في عملية تنوير المجتمع وتغيير ملامحه فحسب. (الدهشان(أ)، 2020، 21)، بل " أصبحت قوى بيئية وأنثروبولوجية واجتماعية وتفسيرية، تخلق وتشکل واقعنا الفکري والمادي، کما تربطنا بذواتنا، وتُحسن من کيفية تفسيرنا للعالم من حولنا، وکل هذا يجري بصورة واسعة الانتشار، وبعمق، وبلا هوادة" ( فلوريدي، 2017، 10)
فالثورة الصناعية الرابعة تتناغم مع نموذج جديد فارق للحضارة الإنسانية يختفي فيه مختلف عناصر الصناعة التقليدية التي عرفناها إبان الثورات الصناعية الثلاث السابقة، کما ستختفي معه مظاهر الحياة الاجتماعية والعلمية التي عرفتها الإنسانية في مراحلها التاريخية السابقة.( وطفة، 2013، 7)
إن الثورة الصناعية الرابعة تختلف عن الثورات السابقة في شدتها وتعقيدها واتساع نطاقها، بحکم استنادها إلى التحول الرقمي، الذي يحدث تقارب ابداعي، حيث تقترن مجموعة کبيرة من التکنولوجيات لتوجد نظامًا بيئيًا يتيح استفادة متبادلة بين مختلف أنواع التکنولوجيات بحيث تستفيد کل واحدة من الأخرى وتساهم في تطويرها. (مؤسسة محمد بن راشد آل مکتوم للمعرفة، 2019، 3)
يتضح مما سبق أن الثورة الصناعية الرابعة بدأت معالمها ترتسم منذ مطلع هذه الألفية وستشکل ثورة عارمة في الحياة الإنسانية، وستکون قادرة على تغيير العالم الإنساني بفضاءاته الواسعة، وتعتمد على الثورة الرقمية والتي تشکل فيها التکنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من المجتمع، وحلقة وصل بين العالم المادي والرقمي والبيولوجي، وتتميز باستخدام التکنولوجيا المتقدمة في مختلف المجالات، وهي تقوم على المزج بين عدة تکنولوجيات.
2- المقصود بالثورة الصناعية الرابعة:
يعد مصطلح الثورة الصناعية الرابعة رديفًا لما يطلق عليه الثورة الرقمية، ولا يمکن بأية حال من الأحوال تجاوز ثلاث مفردات أساسية على التوالي: الثورة وهي الکلمة التي تعکس التطور الهائل والسريع والتغيير الکبير، والصناعية التي تضع الإطار العام لمجال هذه الثورة، أما لفظة الرابعة فللتأکيد على اعتراف هذه الثورة بسابقاتها والإفادة من منجزاتها. ( المياحي، 2020، 475)، ويعرف مفهوم الثورة الصناعية الرابعة على أنه التغير الثوري الذي يعتمد على التقنيات الحديثة والمتنوعة. ( Lee, et al, 2018, 2)
وتعرف بأنها استغلال إمکانيات التکنولوجيا الجديدة ومنها إنترنت الأشياء، ودمج العمليات التقنية بالمؤسسات، والخرائط الرقمية والمحاکاة الافتراضية للعالم الحقيقي، والمصنع الذکي الذي يشمل وسائل ذکية للإنتاج الصناعي، والمنتجات الذکية بهدف تخفيض التکاليف وزيادة الربح، وتقليل وقت تسويق المنتجات الجديدة، وبيئة عمل أکثر مرونة مع الاستخدام الأکثر کفاءة للموارد الطبيعية والطاقة. (Rojko, 2017, 80-81)
کما تُعرف بأنها ثورة صناعية مرتکزة على الثورة الرقمية تتميز بانصهار جميع التقنيات وتداخل العلوم الفيزيائية والرقمية والبيولوجية معتمدة على التکنولوجيا، ويقودها عدة محرکات مثل: إنترنت الأشياء، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والذکاء الاصطناعي، والروبوتات، والتکنولوجيا الحيوية، وتخزين الطاقة.(علي، 2020، 509)
وهي نهج تفاعلي متکامل بين الإنسان والآلات باستخدام عدة قوى منها النظم الفيزيائية السيبرانية والحوسبة السحابية والذکاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتکنولوجيا النانو وغيرها؛ لتطوير الإنتاج وزيادة کفاءته ومرونته بشکل أسرع، والذي أحدث تغيرات جذرية في هيکلة وطبيعة الإنتاج والاستهلاک والتعلم والتوظيف إلى غير ذلک من مختلف مجالات الحياة. (أبو لبهان، 2019، 373).
وهي عصر صناعي يشتمل على الکيانات الموجودة يمکن أن تکون فيها تبادل التواصل في الوقت الحقيقي وفي أي وقت بناء على استخدام تکنولوجيا الإنترنت ونظام السيبرانية المادية من أجل تحقيق قيمة جديدة أو تحسين القيم الحالية. (Prasetyo & Sutopo, 2018, 19 )
وهي التحول في الإنتاج الصناعي الناتج عن دمج عدد من التقنيات في العمليات الصناعية کالروبوتات والذکاء الاصطناعي وتقنية النانو والحوسبة الکمية والتقنية الحيوية وانترنت الأشياء والطباعة الثلاثية الأبعاد والمرکبات الذاتية القيادة. (زيدان، 2021، 288)
في ضوء ما سبق يتضح أن الثورة الصناعية الرابعة تعتمد على الثورة الرقمية، والتي تشکل فيها التکنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من المجتمع، وحلقة وصل بين العالم المادي والرقمي والبيولوجي، وتتميز باستخدام التکنولوجيا المتقدمة في مختلف المجالات، وهي تقوم على المزج بين عدة تکنولوجيات من أهمها: الذکاء الاصطناعي، والروبوتات، وتکنولوجيا النانو، وإنترنت الأشياء، والتکنولوجيا الحيوية، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والحوسبة السحابية، وغيرها.
ويمکن تعريف الثورة الصناعية الرابعة بأنها ثورة صناعية مرتکزة عل الثورة الرقمية تجعل التکنولوجيا جزء لا يتجزأ من المجتمع التعليمي، باختراقها کافة المجالات وتطويرها عبر العديد من الوسائل مثل: إنترنت الأشياء، والذکاء الاصطناعي، والواقع المعزز، وتکنولوجيا النانو، والحوسبة السحابية، والروبوتات.
3- خصائص الثورة الصناعية الرابعة:
في ضوء تعريفنا للثورة الصناعية الرابعة يتضح لنا أنها تتسم بخصائص عديدة، وذلک بسبب: السرعة: فهذه الثورة تسير بمتوالية هندسية تضاعفية وليست بمتابعة حسابية خطية، والتأثير الممتد: فحجم تأثيرها على کافة مجالات الحياة متسع وعميق، فهي لا تغير فقط من آلية عمل الأشياء، بل تغير الطريقة التي ننظر بها إلى أنفسنا، والنظام التعددي: فمن شأن هذه الثورة أن تغير النظام القائم سواء بين أو داخل الدول والشرکات والمجتمع ککل، وأن تلقي بظلالها على کافة مجالات الحياة ، وأن تغير الطريقة التي تتعامل بها القوى الکبرى مع الدول الصغرى، کذلک سوف تؤثر تلک الثورة على بيئة المجتمع وهيکلته وطبقاته. ( معهد التخطيط القومي، 2019، 2-3)، وقد أکد (الدهشان(أ)، 2019، 3169) أنها تتميز عن غيرها من الثورات السابقة بالتعقيد(Complexly)، والسرعة(Rapidity )، والشمول ( (Inclusiveness کما أنها تتميز بتأثيرها بصورة قوية على النظم القائمة عليها، والتي من بينها التعليم.
ويرى (حدادة، 2019، 2) أنها تتميز بدمج التقنيات المادية والرقمية والبيولوجية، وطمس الخطوط الفاصلة بينها، وابتکار طرق جديدة بحيث تصبح التکنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من المجتمع وحتى من أجسامنا البشرية کأفراد، مثل: المدن الذکية، وارتباط حرکة الفرد والمجتمع بالشبکة وتکنولوجيا الفضاء الخارجي، والأشکال الجديدة للذکاء الاصطناعي، ومقاربات جديدة للحوکمة تعتمد على طرق تشفير مبتکرة مثل سلسلة الکتل، وسيصبح المستثمرون الذين يتبنون ويستخدمون هذه التقنيات في الحياة اليومية شرکاء في صنعها وتطويرها.
وأشار (بدران، 2018، 17 ) إلى مزايا أخرى حددها في احتلال الروبوتات مکانة متقدمة إلى درجة أن العديد من الأعمال والمنتجات تنفذ من خلال الأنظمة الذکية، وأن الذکاء الاصطناعي بدأ يحل محل الإنسان في کثير من الأعمال، والارتباط بين المصانع والأکاديميات؛ حيث أصبح کلاهما مدرسة للآخر ومختبرًا للتعليم والإبداع المشترک، وأصبح التواصل المجتمعي ونقل وتخزين وتداول المعلومات والبيانات منفتحًا بدون حدود، وتطور العالم الافتراضي.
4- التقنيات الرقمية والمعززة للثورة الصناعية الرابعة:
تقوم الثورة الصناعية الرابعة على عدد من التقنيات المتکاملة التي تدعم انتشار وتطور هذه الثورة الجديدة، ويتوقع في المستقبل أن تزداد تلک التقنيات، ويوضح الشکل التالي أبرز تقنيات الثورة الصناعية الرابعة:
شکل رقم(1) تقنيات الثورة الصناعية الرابعة
Source: PWC, 2016, P.6
▪ إنترنت الأشياء: Internet of Things( IOT)
هو مفهوم متطور لشبکة الإنترنت، يعتمد على سيناريو تفاعل الأشياء عبر الإنترنت؛ لتوفير أفضل الخدمات الإنسانية، بمعنى امتلاک کل الأشياء في حياتنا القدرة على التواصل مع بعضها البعض أو مع شبکة الانترنت؛ لأداء وظائف خاصة بها، أو نقل البيانات بين بعضها البعض من خلال بعض المستشعرات الخاصة المرتبطة بها. (الدهشان(ب)، 2019، 53-55)
وتوظيف انترنت الأشياء في التعليم والتدريب سيکون له العديد من المميزات، من بينها إنها ستساعد على تنوع الوسائل التعليمية، وزيادة کفاءة التدريب العملي على المعدات والأجهزة، ومن خلاله يتمکن الخبراء في أي مجال من تدريس المحاضرات أو إجراء التدريبات في أي مکان في العالم، وتبادل المعلومات فما بينهم عن طريق لقطات الفيديو الحية، کما إنه يعطي أهمية کبيرة للتغذية الراجعة. (المزروعي، 2019 ،124-125)
ويمکن الاستفادة من تطبيقات إنترنت الأشياء في برامج التنمية للمعلمين من خلال توفير العديد من برامج للتنمية المهنية بحيث تتلائم مع رغبات المعلمين وظروفهم واحتياجات کل منهم على رابط مخصص لهذه الخدمة، کما يمکن من خلاله مساعدة المعلم على التطوير والتنمية بصورة جيدة، حيث يمکن للمعلم استخدام هاتفه الذکي؛ للحصول على مزيد من التوضيح حول محتوى موضوع ما يحتاج إليه، وذلک من أي مکان وفي أي وقت.
▪ الذکاء الاصطناعي: Artificial Intelligence
والذکاء الاصطناعي يتعلق بدراسة کيف تجعل الحواسيب تفعل الأشياء التي يفعلها الناس وبصفة أفضل.( الخفاف؛ العتيبي، 2012، 166)، ويعني التصرف بعقلانية أو التفکر والتصرف کإنسان.(أبو لبهان، 2019، 376). إن الذکاء الاصطناعي من خلال تقنياته المختلفة يمکن أن يوفر البرمجيات التي يمکن أن تساعد في ترقية برمجيات ومنصات التعليم والتدريب عن بعد، بما يجعلها أکثر فاعلية، ويوفر مزيدًا من الفرص للتفاعل بين المعلم والمتعلم، وتقديم أنماط من التعليم والتعلم الکيفي الذي يتناسب وطبيعة وقدرات کل متعلم.(الدهشان(د)، 2020 ، 35)، کما يشجع الطالب على التقدم نحو أهدافه بأسلوبه وقدراته ومعدلات تقدمه. (حسن، 2020، 246-248)
ويمکن توجيه الذکاء الاصطناعي في خدمة التنمية المهنية للمعلمين وتدريبهم من خلال تقديم برامج قائمة على الواقع الافتراضي أو الواقع المعزز، کما يمکن عمل منصات تتضمن عددًا من برامج التنمية المهنية عن بعد، وخاصة في ظل ما نعيشه الآن من انتشار فيروس کورونا المستجد وما يفرضه من التباعد الجسدي بين البشر، کما يمکن استخدام تقنيات الذکاء الاصطناعي؛ لتحديد الفجوات في معارف ومهارات المعلمين اللازمة لممارسة أدوارهم الحالية والمستقبلية، وتصميم برامج تدريبة يمکن للمعلمين الوصول إليها في أي وقت، کما يمکن من خلال تقنيات الذکاء الاصطناعي تکييف البرامج التدريبية لاحتياجات کل معلم، ومساعدته على العمل وفقًا لقدرات ومهارات کل معلم.
▪ الروبوتات: Robots
وهي آلة کهروميکانيکية قادرة على القيام بأعمال مبرمجة سلفًا إما بإنجاز وسيطرة من الإنسان أو برامج حاسوبية، ولديها القدرة على تعزيز إحساسها وذکائها. ( Brahim, 2020, 6)، وسوف تغير الروبوتات الأساليب التي يتم فيها تعليم الطلاب، سيتمکن الطلاب من طرح الأسئلة على الروبوت، والمساعدة في حل المشاکل والمسائل، وسيجعل من المعلمين "رسل تکنولوجيا" يوجهون طلابهم للاستفادة القصوى من هذه الثقافة. ( أبو غزالة، 2018، 30). ويمکن استخدام الروبوتات في التنمية المهنية للمعلمين من خلال استخدامها کبديل للمدربين باستخدام تقنيات الذکاء الاصطناعي، وتقديم برامج تدريبية خاصة خلال تطبيق التباعد الاجتماعي وتقليل المخاطر الصحية.
▪ الحوسبة السحابية: Cloud Computing
تعرف على أنها تقنية خدمية تتيح للمستخدم تخزين ملفاته وبياناته على خوادم الحوسبة السحابية في صورة ملفات يمکنه الوصول لها عن طريق الإنترنت من أي مکان وفى أي زمان دون أن يهتم بالکيفية التي تعمل بها هذه الخدمة، فهي "تقنية نقل عملية المعالجة من جهاز المستخدم إلى أجهزة خادمة عبر الإنترنت وحفظ ملفات المستخدم هناک؛ ليستطيع الوصول إليها من أي مکان وأي جهاز، ولتصبح البرامج مجرد خدمات وليصبح کمبيوتر المستخدم مجرد واجهة أو نافذة رقمية.( الدهشان(أ)، 2017، 31)
ويمکن استخدام تقنية الحوسبة السحابية في التنمية المهنية للمعلمين من خلال عمل منصات سحابية تتضمن عددًا من البرامج التدريبية التي يحتاج إليها المعلمون في عصر الثورة الصناعية الرابعة بحيث تمکن المعلم من الحصول على کافة المعلومات والمعارف والمهارات التي يريدون الحصول عليها، کما يمکن إنشاء سحابة الکترونية لمجموعة من الأبحاث المرتبطة باحتياجات المعلمين وتکون متوفرة ومخزنة يمکن للمعلم تصفحها في أي وقت، کما يمکن من خلالها عمل حسابات لکثير من المعلمين بحيث يتم التواصل معهم باستمرار، وتقديم برامج تدريبية حسب احتياجاتهم خلال السنوات الدراسية وتقديم التغذية الراجعة لهم.
کما يمکن من خلالها استخدام تطبيق الفصول الافتراضية وهو تطبيق يدعم مؤتمرات الفيديو والمؤتمرات الصوتية حيث يتم إلقاء محاضرات وإدارة الحوار بين المعلمين ومدربيهم، کما يمکن من خلالها تقديم استشارات للمعلمين عبر البريد الالکتروني، ويمکن من خلالها إنشاء تطبيق الکتروني مثل Google form يتم من خلاله التعرف على احتياجات المعلمين لتنميتهم مهنيًا من فترة لأخرى، کما يمکن عمل منصة للتدريب الصيفي عن بعد للمعلمين ويتم توفير عدد من البرامج التدريبية للمعلمين وفقًا لاحتياجاتهم کتدريبهم على الأساليب التکنولوجية، والجديد في الأساليب التربوية.
▪ الواقع المعزز: Augmented Reality
هو تکنولوجيا التصور البصري التي تدمج الواقع الحقيقي مع الواقع الافتراضي في نفس الوقت لإضفاء مزيد من الواقعية، کنظارات الرؤية الافتراضية والفيديوهات والأشکال ثلاثية الأبعاد، مما يجعل الفرد يتفاعل مع المحتوى الرقمي. (Chih-Ming, C., & Yen Nung, T., 2012, P. 649)
ويمکن استخدام تقنية الواقع المعزز في عقد دورات وبرامج للتنمية المهنية للمعلمين، حيث يمکن المعلم من الاتصال بالمحتوى الرقمي، کما يمکن للمعلم الدخول في الموقف التدريبي والتدرب عليه بمهارة وواقعية؛ مما يزيد من تحسين الأداء، وتطوير مهاراته التربوية والتقنية.
▪ الطابعات ثلاثية الأبعاد: 3D Printers
تستخدم الطابعات ثلاثية الأبعاد في إنتاج طبقات بدلاً من أساليب التصنيع التقليدية حيث أنها تحول الواقع الافتراضي إلى واقع مادي بسيط. (MaMaster, 2018, P.139)، وتهدف إلى طباعة الأشياء في شکل طبقات ومواد تعتمد على نماذج رقمية. (Brahim,2020,36) ، ويکمن توظيف الطابعات ثلاثية الأبعاد في التعليم من خلال توفير مجسمات کوسائل تعليمية أکثر واقعية، وتطوير أجزاء الروبوتات، وطباعة نماذج للتصاميم الهندسية، وطباعة ترکيبات لجزئيات المواد وأجزاء الجسم والأعضاء، وتجسيد المعادلات الرياضية. (المزروعي، 2019، 131)، ويمکن للطابعات ثلاثية الأبعاد أن تسهم في تدريب المعلمين وتنميتهم مهنيًا لإطلاق أفکارهم الإبداعية والحصول على المزيد من الخبرات العملية.
▪ البلوکشين: Blokchain
منصة رقمية عامة لامرکزية تعمل کدفتر حساب لجميع عمليات تداول العملات الرقمية، وتنمو هذه العمليات باستمرار في هيئة کتل مکتملة تُسجل وتُضاف إلى المنصة وفق ترتيب زمني. وتتيح المنصة أيضًا للمشارکين في السوق تعقب عمليات تداول العملة الرقمية دون حفظها في سجل مرکزي.(دائرة الشئون الخارجية والاتصالات،2019،10)، ومن أهم استخداماتها في التعليم إنها تمکن من حفظ سجلات الطلاب وعلاماتهم واختباراتهم وشهادتهم العلمية في سلاسل خاصة، مما يزيد من کفاءة المؤسسات التعليمية.(الشاطر، 2018،12-13)
ويمکن تطبيق البلوکشين في التنمية المهنية للمعلمين من خلال إنشاء منصات لتسجيل وتوثيق برامج التنمية المهنية التي يحتاج إليها المعلمون حاليًا ومستقبلاً، ويمکن من خلالها التقاء المعلمين والمدربين معًا، ويساعد المعلم في الحصول على الدورات المسجلة من قبل المؤسسات المختصة.
▪ مرکبات ذاتية القيادة: Autonomous vehicle
وسائل نقل تعمل من دون سائق مستعينة بالروبوتات، وقد تحتاج إلى تدخل بشري محدود أو تستغني عنه تمامًا. ( دائرة الشئون الخارجية والاتصالات، 2019، 8).
▪ الطاقة المتجددة: Sustainable Energy
من خلال توليد الطاقة من مصادر قابلة للتجديد لتقليل التأثير الضار على الإنسان. (Brahim,2020,36)، فالمستقبل يتوقف إلى حد کبير على مصادر الطاقة المتجددة التي سوف تکون مدعمة بالتقدم التکنولوجي في کافة المجالات. ( أبو غزالة، 2018، 70)
يتضح مما سبق أن للثورة الصناعية الرابعة تقنيات عديدة، وأن توظيفها في برامج التنمية المهنية للمعلمين له أهمية کبرى حيث يسهم في رفع مستوى المعلم أکاديميًا ومهنيًا وتقنيًا، وتعمق من مستوى فهمه وأدائه لأدواره المتطورة؛ إذا تزوده بإطار واسع من المهارات التقنية والعقلية المهمة کحل المشکلات، وتحليل وترکيب المعرفة، ومهارات التفکير الإبداعي والناقد، ومهارات استخدام التقنيات الحديثة وتوظيفها، وأن للثورة الصناعية الرابعة العديد من المزايا في مجال التنمية المهنية للمعلم من خلال توظيف تقنياتها في إعداد محتوى برامج التنمية المهنية للمعلمين الکترونيًا بشکل أکثر کفاءة وأقل استنزافًا للوقت، وکذلک في تطور مجال البحث للمعلمين باستخدام تقنية البيانات الضخمة وتقديم برامج رقمية، کما تساعد المعلم على التعلم الذاتي، وزيادة کفاءة نظم تدريب المعلمين.
إلا أن دور المعلم في الثورة الصناعية الرابعة أصبح أکثر صعوبة من السابق، فالمعلم هو جوهر العملية التعليمية، ويواجهه تحدٍ ثقافي واجتماعي وتکنولوجي يستوجب عليه أن يکون منفتحًا على کل ما هو جديد، ويتمتع بمرونة تمکنه من الإبداع والابتکار، وقدرة على التواصل وتوظيف التقنيات الحديثة في خدمة العملية التعليمية؛ ليکون قادرًا على مجابهة التحديات والوقوف أمام متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.( على ، 2019، 3112)
5- تحديات الثورة الصناعية الرابعة:
▪ تبني سياسة التعلم مدى الحياة:
إن التعليم في عصر الثورة الصناعية الرابعة سوف يتاح في أي وقت وفي أي مکان وعلى أي حال، ويستطيع کل من المعلمين والمتعلمين الوصول إلى ما يرغبون فيه من دورات بشکل أسرع من خلال المنصات الالکترونية التفاعلية. (الدهشان؛ مصطفى، 2020، 62)، ويشير ألفين توفلر في کتابه "Future Shock" "أن الأميون لن يکونوا في القرن الحادي والعشرين هم أولئک الذين لا يستطيعون القراءة والکتابة، بل أولئک الذين لا يستطيعون التعلم مدى الحياة". فلم يعد بالإمکان إنهاء التعليم المنظم بعد مغادرة المدرسة أو الکلية، بل يجب أن يصبح التعليم مسعى مدى الحياة. (الدهشان(أ)، 2019، 3178)، فالتعلم مدى الحياة أحد أهم مفاتيح الألفية الثالثة، فلم يعد العصر الحاضر أو المستقبل القادم يأخذ بمفاهيم التربية التي تقدم للمتعلم مرة واحدة في مرحلة عمرية واحدة، بل لابد من تدريب مستمر وتحويلي وتدريب على التعلم المستمر، وحاجات المجتمع المتجددة، وحاجات سوق العمل المتغيرة. ( العصامي، 2020، 318)
ومن هنا لابد من تبني سياسة التعلم مدى الحياة للمعلم، وتطوير البنية التحتية التي تمکنه من التعلم المستمر، وجعل التنمية المهنية ممکنة في أي وقت، کسبيل لمواکبة وفهم متغيرات عصر الثورة الصناعية الرابعة، واکتسابه خبرات جديدة تساعده على النجاح في عمله وإتقانه، خاصة وأن الواقع يشير إلى عدم استمرارية التنمية المهنية، مع تباعد الفترات الزمنية للبرامج التدريبية التي يلتحقون بها، ومن هنا لا من ربط التعلم مدى الحياة ببرامج التنمية المهنية للمعلمين، وکذلک العمل على التحديث المستمر لبرامج التنمية المهنية للمعلمين من منظور التعلم مدى الحياة، بحيث تتجاوز هذه البرامج مجرد التدريب على إتقان مهارات التدريس وإعداد المواد التعليمية إلى آفاق أوسع من التنمية المهنية، وتدريبهم على کيفية تطوير أنفسهم بأنفسهم؛ فالاستمرارية في تنمية المعلمين تيسر عملية مواکبة کل جديد، وتقلل الرهبة في مواجهة الوسائل التکنولوجية، وتجعل المعلمين يجربون ويوظفون بکل حرية وإبداع.
▪ تأهيل کوادر بشرية قادرة على التعامل مع تکنولوجيا العصر الرقمي:
فعصر الثورة الصناعية الرابعة يفرض تحديًا أمام الکوادر البشرية وضرورة امتلاکها المهارات الرقمية التي تتطلب مزيجًا من العقلية الرقمية التي تشمل الأجهزة والبرامج والمعلومات والنظم والابتکار، والمعرفة التي تشمل النظريات والفهم والتحليل والکفاءات المهارية والاتجاهات التي تشمل القيم والمعتقدات ومنها الإبداع، والاستقلالية، والإدارة ، والفردية، والثقة، والتعاون، والتکامل، ويشمل هذا المهارات التقنية الصعبة اللازمة لتشغيل الأجهزة الرقمية والبرمجيات والنظم، والمهارات المعرفية والناعمة للعمل في بيئة البيانات والمعلومات ومصادرها وأنواعها، والمهارات الأخلاقية المتعلقة بالأمن والمهارات الاستراتيجية لحل المشکلات في البيئة الرقمية. (Gekara, Molla, Snell, Karanasios, & Thomas, 2017,pp.12-13)
وهي- أيضًا- تمثل تحديًا بالنسبة للمعلمين، حيث لابد من أن تتغير أدوار المعلم التقليدية التي کانت ترکز على التلقين وتعتبره المصدر الرئيس للمعلومات، إلى أدوار جديدة تتناسب والثورة الصناعية الرابعة، ومن هنا تنبع أهمية إکساب المعلمين المهارات الرقمية؛ کي يکونوا قادرين على القيام بمتطلبات تلک الثورة، والتي ينبغي على مؤسسات التنمية المهنية للمعلمين أن تضعها في الاعتبار في برامج التطوير بما يؤدي إلى تمکنهم منها بشکل أفضل.
▪ تغيير أهداف التعليم:
في ضوء الثورة الصناعية الرابعة فإن أهداف التعليم يجب أن تتطور بحيث تساعد المتعلمين على التکيف والتجاوب مع متغيرات وتطورات هذا العصر، والبحث عن تنمية مهارات التفکير النقدي لدىهم، إضافة إلى مهارات القرن الحادي والعشرين أو المهارات المطلوبة في العام 2030 وما تتطلبه من کفايات.( OECD, 2010, 1-3)
وفي ضوء ذلک فإن المعلم التقليدي لم يعد له مکان في العملية التعليمية وسط هذه التغيرات والتطورات، وحتى يحقق طلابنا النجاح فنحن بحاجة إلى معلم يتمکن من مواکبة التطورات التکنولوجية وتوظيفها مع طلابه، معلم يتميز بالتعاون والتواصل والتوجه والطلاقة الرقمية والابتکار وحل المشکلات والإبداع والاستمرار في التعليم والتفکير الناقد. وبناء عليه فلابد من تطوير وتحديث برامج التنمية المهنية وتجاوزها للأهداف والبرامج التقليدية إلى أخرى تتماشى مع أهداف التعليم الجديدة ومهارات القرن الحادي والعشرين والثورة الصناعية الرابعة.
▪ تبني برامج ومناهج تعليمية جديدة:
فتبني برامج تعليمية جديدة أصبح تحديًا يواجه مؤسساتنا التعليمية في عصر الثورة الصناعية الرابعة، ولابد من إعادة هيکلة البرامج التعليمية بدراسة المقررات التي تناسب الطالب وقدراته مع تعزيز التعليم البيني، ودمج المهارات الحياتية في المناهج الدراسية من خلال التواصل مع الأطراف المهنية ومنها الصناعة والمجتمع والشبکات الريادية. (أبو لبهان، 2019، 406)
وبالتالي فإن المعلم لابد أن ينظر للمنهج الدراسي على إنه نقطة انطلاق نحو المعرفة وليس معرفة نهائية أو مطلقة، وألا ينظر إلى الکتاب المدرسي ويعتبره المصدر الوحيد للمعرفة، ويراعى أن هناک مصادر عديدة للتعلم تساند الکتاب ويمکنها أن تضيف أبعادا وآفاقاً لا حصر لها في عالم المعرفة، وأن يعمل جاهدًا على تطويع المناهج الدراسية وربطها بمهارات العصر، وبناء أنشطة لتنمية هذه المهارات لدى طلابه، وأن ينظر إلى هذه المهارات على أنها جزء لا يتجزأ من المناهج التعليمية. ولن يتأتى ذلک إلا من خلال برامج التنمية المهنيةح وذلک من خلال توفير برامج لتدريب المعلمين على تنمية هذه المهارات من قبل الجهات المسئولة، کذلک يمکن اطلاق برامج تدريبية رقمية عن بعد للمعلمين؛ لمواکبة هذه المتطلبات، ومن ناحية أخرى يجب تطوير برامج تدريب وتنمية المعلم مهنيًا من خلال تضمينها برامج تتلاءم مع مستجدات الثورة الصناعية الرابعة والخاصة بمجالات الذکاء الاصطناعي، وتوظيف تطبيقاته في خدمة عمليتي التعليم والتعلم، وتطبيقات إنترنت الأشياء في التعليم، وغيرها من الفرص العديدة التي تتيحها الثورة الصناعية الرابعة.
▪ توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في النظام التعليمي:
تهدف الثورة الصناعية الرابعة إلى إعداد مواطنين قادرين على استثمار تقنيات الاجهزة المحمولة والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء وغيرها من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، ويتم ذلک في بيئة تقنية بهدف تحسين جودة التعلم والتدريب في أي مکان ووقت، فالحوسبة السحابية مثلاً تسهم في التعلم بشکل أسرع وأکثر کفاءة، کما تسهم في تطوير مهارات الطلاب، وتعزيز الابتکار مع تقييم أقوى الحوافز، ويقتضي التعليم کخدمة طرقًا تعليمية أحدث وأکثر تقدمًا للتعامل مع التطورات والتغيرات المستمرة. (Xing & Marwala, 2017, 8. ولأجل هذا فإننا في حاجة إلى معلم رقمي يواکب التقدم التکنولوجي والانفجار المعرفي في کافة التخصصات والعلوم والمعارف، مما يجعل عملية التنمية المهنية للمعلمين تحديًا کبيرًا، إذا لابد من تصميم مواد تدريبية تتناسب مع تدريبات استخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في النظام التعليمي.
▪ تبني طرائق تعليمية تتناسب مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة:
ستفرض الثورة الصناعية طرقًا تعليمية مختلفة؛ لتتناسب واحتياجات الطلاب وأهداف التعلم، وتنمية مهارات القرن الحادي والعشرين، ومن هذه الطرق التعلم القائم على المشروعات، والتعلم التعاوني، والتعلم عن طريق اللعب، والتعلم الالکتروني، والتعليم المختلط، والتواصل الرقمي، حيث إن البيئة الرقمية توفر قيمة تعليمية کبيرة في عملية الوصول إلى المعرفة بتکاليف أقل بالإضافة إلى تعزيز المشارکة التفاعلية علاوة على أن التعلم المباشر يسهم في تطوير التعبيرات التحليلية، وحل المشکلات، وتنمية المهارات الاجتماعية والإبداعية، بالإضافة إلى التعلم الافتراضي من خلال منصات للدورات التعليمية المفتوحة، کما يمکن اجراء تقييمات عدة مرات علاوة على التمکن من التعلم في أي وقت ومدى الحياة.(أبو لبهان، 2019، 383)
ومن ثم فإن المعلم لابد أن يتخلى عن طرائق التعلم التقليدية، وأن يقلل من التعليم اللفظي، والخروج عن الجو التقليدي، والتنويع في الطرائق والأساليب التعليمية، وابتکار طرائق لتعليم الطلاب کيف يتعلمون مدى الحياة، ومن ثم يجب على المعلمين تطوير أنفسهم حتى يتمکنوا بدورهم من تعليمهم للطلاب، وذلک من خلال برامج التنمية المهنية، وفي ضوء ذلک لابد من الاتجاه نحو استخدام أساليب وطرائق حديثة في التنمية المهنية للمعلم، بحيث تتناسب والثورة الصناعية الرابعة.
▪ بناء ثقافة مدرسية تشجع الإبداع والابتکار وريادة الأعمال:
ينبغي على النظام التعليمي في عصر الثوة الصناعية الرابعة أن يضع الإبداع والابتکار وريادة الأعمال في مقدمة أهدافه من أجل البقاء، فالثورة الصناعية الرابعة ترتکز على الأفکار المبتکرة، والمهارات البشرية، وفي ظل تولي الروبوتات والبرمجيات المتطورة الکثير من الوظائف البشرية، يحتاج البشر إلى دعم ما يُميزهم عن الآلات؛ وهو الإبداع والابتکار. ففي المستقبل تصبح المواهب أکثر أهمية من رأس المال، ويصبح الأشخاص الذين يمثلون المورد الأکثر ندرة من يمتلکون أفکارًا. (الدهشان؛ مصطفى، 2020، 31)
وهنا يأتي دور المعلم الذي لم تعد مسؤوليته نقل المعرفة إلى طلابه فحسب، بل تغير دوره إلى معلم مبدع ومبتکر، يسهم في تشکيل اتجاهات طلابه، والعناية بالإمکانات العقلية لديهم؛ لمواجهة المشکلات المحيطة بهم من خلال تحويل صفه الدراسي إلى ورشة کبيرة لصناعة الإبداع والابتکار والأفکار الريادية فهي مفتاح المستقبل، واشراک الطلبة في عملية التعلم بدلاً من أن يکونوا مجرد متلقين للمعرفة، وتعزيز مهارة التفکير النقدي لدى الطلاب، وتنمية قدرتهم على التواصل والتعبير بحرية عن أفکارهم وآرائهم وتدربهم على فن استماع الرأي الآخر وتقبله أو نقده بإيجابية والاستفادة من تجارب الآخرين، وتشجعيهم على البحث عن المعرفة والعمل على تحليلها وتطويرها، وطرح الأسئلة المحفزة للتفکير، وتوظيف التکنولوجيا في خدمة ذلک.
ولا يستطيع المعلم أن يقوم بتلک الأدوار إلا إذا أحسن تدريبه وتنميته مهنيًا، الأمر الذي يتطلب إحداث تغييرات جذرية على جميع المستويات في برامج التدريب والتنمية المهنية للمعلمين لتنمية هذه المهارات، ووضع برامج مکثفة للتنمية المهنية للمعلم معتمدة على مهارات العصر.
▪ الارتقاء بمستوى المعلم رقميًا وتکنولوجيًا:
سواء تم ذلک من خلال عملية إعداده أو ما يتم معه من برامج تدريب، وبرامج بعد التحاقه بالخدمة، خصوصًا بتنميته مهنيًا وتقنيًا، ولا سيما أن المستقبل يتطلب معلمًا يعي أهمية التکنولوجيا وکيفية توظيفها في التعليم.(الدهشان(أ)، 2020، 54). وبالتالي لابد من تطوير برامج تدريب المعلم وتنميته مهنيًا وتکنولوجيًا من خلال الاهتمام بتدريب المعلمين على مهارات التفکير الناقد والتعلم المستمر، واستخدام التقنية الحديثة ومواکبة التحول الرقمي والثورة الصناعية الرابعة، بما يسهم في تحديث العقل العربي ومواکبته للعالمية في إطار تربية شاملة، لا تکتفي بدور المتلقي للرقمية دون المشارکة في تفعيلها.(الدهشان(أ)، 2020، 57-58)
▪ تدويل البرامج التعليمية:
إن عصر الثورة الصناعية الرابعة يفرض تحديًا أمام الکوادر البشرية وضرورة امتلاکها عقلية عالمية، لذا يجب على المدارس والمعلمين تکييف التعلم لأخذ ذلک في الاعتبار. (الدهشان(أ)، 2019، 3179)، فالثورة الصناعية الرابعة تقتضي إقامة أنواع مختلفة من الروابط المؤسسية على المستويين المحلي والدولي لتقديم برامج تعليمية أکثر تنوعًا، کبرامج التوأمة، وبرامج الامتياز، ونظام الدرجات المشترکة أو المزدوجة، والتعليم المختلط مثل التعلم الإلکتروني، والتعلم عبر الانترنت، والتعلم عبر المواقع. (Xing & Marwala, 2017, pp.8-9)
ومن هنا لابد من الاستفادة من الخبرات العالمية في تطوير برامج تدريب المعلمين وتنميتهم مهنيًا لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة والاستفادة من تطبيقاتها، مع الاهتمام بالمعايير الدولية لبرامج تکوين المعلم والموائمة بينها وبين البرامج العربية. (الدهشان(أ)، 2020، 58)
کما يمکن تطوير برامج تدريب وتنمية المعلمين مهنيًا من خلال برامج التعليم التبادلي للمعلمين، کما يمکن الاستعانة بالخبراء الأجانب في تطوير برامج التنمية المهنية، ومنح فرص للمعلمين لحضور مؤتمرات ودورات تدريبية دولية، وإيجاد قنوات للتواصل بين المعلمين المحليين والمعلمين في الدول المتقدمة والاستفادة من مقترحاتهم في تطوير هذه البرامج بشکل يتواکب مع الثورة الصناعية الرابعة.
▪ التشديد على أهمية الأخلاق في العصر الرقمي:
فقد أصبحت تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة محل شک وقلق من تدمير الحياة البشرية، وتثير العديد من المشاکل الأخلاقية والقانونية. (الدهشان(ج)،2020،63)، فالتقنيات الجديدة تفتقر إلى قدرة التفکير الأخلاقي الذي يحد من القدرة على اتخاذ قرارات أخلاقية في المواقف المعقدة. (Xu, David, & Kim, 2018,94)
ومن هنا لابد من التأکيد على البعد الأخلاقي والقيمي في برامج تدريب المعلم وتنميته مهنيًا، فالتنمية المهنية للمعلم يجب ألا تقتصر على تطوير کفاءته في التدريس فقط، بل يجب أن تشمل جوانب عمل المعلم جميعها، الذي أصبح منوطًا بأدوار جديدة وعديدة فرضتها الثورة الصناعية الرابعة من بينها تمکين الطلاب من ضبط وتنظيم أنفسهم في ضوء القيم والأخلاقيات؛ مما يتوجب الاهتمام بالتنمية المهنية الأخلاقية، فتنمية القيم والأخلاق الداعمة لعمل المعلم وسلوکه لابد أن تکون من بين أهداف التنمية المهنية في عصر الثورة الصناعية الرابعة، وذلک حتى يستطيع المعلم المشارکة في تحقيق الضوابط الأخلاقية لدى طلابه في ظل تلک الثورة، وکذلک تضمينها أخلاقيات استخدام التقنيات الحديثة في عصر الثورة الصناعية الرابعة، والاستخدام الآمن لها حتي يستطيع تنميتها لدى طلابه.
وقد انعکست الثورة الصناعية الرابعة وما جاءت به من تقنيات جديدة وما صاحبها من تحديات على التعليم، وذلک على النحو التالي:
6- الثورة الصناعية الرابعة وانعکاساتها على منظومة التعليم:
انطلاقًا من أن التعليم هو البوابة الملکية الرئيسة لدخول هذا العصر الذي يمثل التحدي الأکبر في القرن الحادي والعشرين والتمکين فيه، فإن الثورة في التعليم وليس مجرد التطوير والتغيير هو سبيلنا لدخول عصر الثورة الصناعية الرابعة، إذ أن مفرداتها تفرض تأهيل المعلم تکنولوجيا، وتمکينه تقنيًا، فهو يعد الورقة الرابحة في المستقبل الرقمي؛ لبناء أجيال تواکب متطلبات تلک الثورة. (إبراهيم، 2018، 1)
إن تطوير منظومة التعليم لتواکب الثورة الصناعية الرابعة أصبح احتياجًا ضروريًا ملحًا؛ لتحقيق إصلاح التعليم، وخصوصًا بعد الانتقال القائم على المعرفة إلى الاقتصاد القائم على الذکاء الاصطناعي، الذي هو أحد محرکات ومخرجات الثورة الصناعية الرابعة حتى تتمکن المجتمعات من استيعاب التحولات الاقتصادية والاجتماعية والتکنولوجية في العصر الرقمي؛ مما يلقي المسئولية على منظومة التعليم بضرورة تزويد الطلاب والمعلمين بمهارات العلوم والتکنولوجيا والهندسة والرياضيات ومهارات الذکاء الاصطناعي التي سيزيد الطلب عليها مع تنامي الاعتماد على الروبوتات، مما ينعکس ذلک على أنه سيکون هناک احتياج ملح إلى تغييرات جوهرية في مناهج العلوم والتکنولوجيا؛ لتطوير قدرات الطلاب في المجالات الناشئة مثل الجينوم والنانو تکنولوجي والبيو تکنولوجي وکذلک الروبوتات، مما يستوجب إعادة النظر في المناهج التقليدية. (الدهشان (أ)، 2019، 3174)
إننا بحاجة إلى إعادة اختراع التعليم على نحو کامل، فالنموذج القديم للتقدم الخطي الصارم هو من النماذج التي سوف تصبح بالية تمامًا، وسوف يصبح التعلم مدى الحياة بمثابة ضرورة اقتصادية.( سراج الدين، 2015، 25)، فالتغيير الذي تحدثه الثورة الرقمية في المجتمع، يصبح من الضروري التساؤل ما هو الدور الذي ستضلع به المؤسسات التعليمية مستقبلاً؟ في الوقت الذي تقوم فيه الآلات الذکية ليس بطرح الأسئلة فحسب، بل والإجابة عليها!
ففي ظل التحديات التي فرضتها الثورة الصناعية الرابعة ومستحدثاتها أيضًا أصبحت المدرسة مطالبة بالتعامل مع المتغيرات التي تحدث داخل أسوارها وخارجها؛ ولأن ما يتسم اليوم بالجودة من المحتمل أن يعد غير ذلک في الغد بسبب تغير المعرفة وتجدد احتياجات وتطلعات المستفيدين. (الهلالي، 2019، 6)
ونتيجة لما سبق ذکره وجب الاهتمام بأهداف التعليم ونوعيته ليصبح هدف التعليم ليس رفع مستوى الوعي الاجتماعي والثقافي فقط، بل توظيف وبرمجة المعرفة على أسس تنافسية ملموسة، إضافة إلى عرض البرامج والمبادرات الناجحة ذات الصلة بالثورة الصناعية الرابعة، وإنشاء مراکز ومختبرات للروبوت، وإدراج مفاهيم وتقنيات الثورة في المناهج والمقررات، واعتماد طرائق التدريس على التقنيات والإمکانات التي تتيحها تلک الثورة، والتأکيد على أخلاقيات وقيم الثورة الصناعية الرابعة، وما يجب مراعاته نحو الالتزام بتلک الأخلاقيات في ظل ما نشهده من ممارسات يمکن أن تشکل خطرًا للبشرية کلها، وتطوير البنية التکنولوجية والمعلوماتية لمؤسساتنا المجتمعية والتعليمية خاصة. (الدهشان(أ)، 2020، 27).
وقد أشار المؤتمر الدولي للثورة الصناعية الرابعة الذي نظمته" تعليمية شمال الباطنة" بسلطنة عمان عن کيفية التعامل مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة وتطبيقاتها خاصة على التعليم إلى ضرورة الآتي: (توصيات مؤتمر تعليمية شمال الباطنة، 2019).
صياغة استراتيجية مشترکة على مستوى الدولة تراعي التغيّرات المتوقعة في مختلف المجالات في ظل الثورة الصناعية الرابعة، ومواکبة النظام التعليمي لتوجهات الثورة الصناعية الرابعة وذلک بتطوير جميع عناصر المنظومة التربوية، وتطوير برامج إعداد المعلمين في مؤسسات التعليم العالي، إضافة إلى تبني وزارة التربية والتعليم خطة تدريبية متکاملة تهدف إلى تصميم برامج تعليمية وتدريبية تتلاءم وطبيعة المرحلة القادمة، وتوجيه العاملين في الحقل التربوي على التنمية الذاتية المستدامة، بما يؤهلهم لمواکبة العمل بمتطلبات هذه الثورة، وتزويد البيئة المدرسية بتقنياتها ومحرکاتها، وتنمية وعي الطلبة بمتطلبات التعلم في عصر الثورة الصناعية الرابعة من خلال مختلف الفعاليات التربوية، ودعم العاملين في الحقل التربوي عبر تزويدهم بأدوات الابتکار والبحث العلمي للارتقاء بمهاراتهم في تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وإعداد برامج إعلامية هادفة لنشر ثقافة الثورة الصناعية الرابعة، وتوظيف تقنية النانو في العملية التعليمية، وإدخال محرکات هذه الثورة في المناهج التعليمية، وتدريب المعلمين على تقنياتها، وأيضا الترکيز على البعد القيمي والاجتماعي والأخلاقي لمواجهة آثارها، وأن على مؤسسات التعليم الترکيز على المهارات التي تواکب متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، ومواءمة مخرجات التعليم مع حاجة سوق العمل في ظل هذه الثورة، وتوظيف تقنيات ومحرکات الثورة الصناعية الرابعة في مناهج وطرائق التدريس، وأن على المدارس التحول التدريجي من البيئة المدرسية التقليدية إلى البيئة المدرسية المواکبة لمتطلبات هذه الثورة .
والواقع إن تطوير برامج التعليم بشکل يواکب التطورات التکنولوجية المعاصرة، إنما يعنى تغييرًا جذريًا في أهداف التعليم ومناهجه وبيئات التعلم وبرامج تکوين وإعداد المعلم؛ لتکون مغايرة عما هي عليه الآن حتى تستوعب المستحدثات التکنولوجية الجديدة، وهذا يتوقف على توفير البنية الفوقية أولاً لدى القائمين على شئون تلک المنظومة التعليمية، يليها إمعان النظر في تهيئة البنية التحتية من حيث تزويدها بالأجهزة والإمکانات التکنولوجية؛ لتتلاءم مع هذا التطوير والتجديد في العصر الرقمي.( الدهشان(أ)، 2019، 3186)
وفي ضوء ما تم عرضه عن العلاقة الواضحة بين التعليم وضرورة تکييفه مع الثورة الصناعية الرابعة، وفي ضوء التأکيد على الدور المهم للمعلم طالبت العديد من الدراسات والمؤتمرات بضرورة الترکيز على تغيير أدوار المعلم، وأن يتجاوز دور التقليدي التلقيني ليکسب طلابه المهارات التي تمکنهم من التعامل مع متطلبات تلک الثورة، وذلک على النحو التالي:
7- الأدوار التي ينبغي أن يؤديها المعلم لتهيئة طلابه لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة:
يواجه المعلمون تحديات جسيمة تتمثل في کيفية العمل على تقديم تعليم قادر على إعداد خريجين وتأهيلهم لمستقبل متقلب ومعقد وغامض بشکل متزايد، لا سيما مع طبيعة الطلاب الذين سهلت لهم التکنولوجيا الوصول إلى المعرفة المتجددة عبر أجهزتهم الإلکترونية والمحمولة فباتوا أکثر دراية، وأکثر استفهامًا، وأکثر تنافسية، وأکثر تقبلًا من معلميهم، وهذا جعل دور المعلم أکثر صعوبة، إذ أصبح المعلم في العصر الرقمي الآخذ بالتغير بحاجة إلى التوازن الفعال بين المعرفة النظرية والعملية؛ لتوفير أساس متين لتعليمهم في الوقت الراهن، کما أن نطاق مسئولياتهم توسع ليشمل إضافة إلى أدوارهم التقليدية مسئوليات جديدة تتمثل في مواکبة التقنيات المتغيرة، والتغير في بيئات التعلم التعليمية.( اليامي، 2020، 27)
ففي المجتمع القائم على المعرفة، والرقمنة، والذکاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء يواجه التعليم التحدي الهائل المتمثل في الانتقال من التعليم التقليدي إلى الابتکار المنهجي، ومن ثم يصبح دور المعلمين في القرن الحادي والعشرين معقدًا في عالم سريع التغير؛ حيث المعرفة لا حصر لها تقريبًا، وهذا يفرض طلبًا کبيرًا على احداث تحولاً کبيرًا في أدوار المعلمين، يجب أن يکون المعلمون موجهين نحو التکنولوجيا ومسؤولين ليس فقط عن التدريس، ولکن أيضًا عن التعلم، يجب أن يأخذوا في الاعتبار احتياجات کل طالب في فصل دراسي غير متجانس، وخلق بيئة تعليمية ترکز على الطالب التي تعزز الإبداع والفضول والدافع للتعلم، کما يجب أن يکون تفکير المعلم وتدريسه بعيدًا عن طريقة التفکير التقليدية، أولاً وقبل کل شيء، مرکزًا على تنمية التفکير النقدي والابتکار والإبداع لدى طلابه، وعلى أسلوب التعلم لديهم، بأن يکون دليلاً ومحفزًا؛ لمساعدتهم على توجيه أنفسهم في التعلم والابتکار. (الدهشان(أ)، 2020، 37-38)
ومن هنا فإن دور المعلم في ظل الثورة الصناعية الرابعة أصبح أکثر صعوبة من السابق من حيث کونه مطالبًا بإعداد جيل يتواکب ومتطلبات تلک الثورة، واکتسابه مهارات جديدة تمکنه من القيام بالأدوار والمسئوليات التي تفرضها الثورة الرقمية. (على، 2019، 3108، 3112)
ومن ثم يجب الانتقال من أساليب التنمية المبنية المعتمدة على نقاط العجز إلى مداخل مبنية على الکفاءة، وسيساعد هذا المدخل في أن يتحول المعلمون نحو التنمية المهنية والاعتماد على الذات، والانتقال من التکرار إلى التفکر، سيؤدي هذا المدخل التفکيري إلى شحذ مهارات المعلمين في حل المشکلات وتحديد احتياجات الطلاب، ومن التعلم بشکل منفصل إلى التعلم معًا، ومن معلمين يعتقدون أن عقول الطلاب ما هي إلا أوعية فارغة عليهم ملؤها بمعلومات يوفرها المعلم إلى معلمين ييسرون للطلاب بناء المعرفة ويؤدون دور الميسر، ومن اعتبار المعلم منتجًا مکتملاً إلى اعتبار المعلم طالب علم مدى الحياة.( الهويش، 2018، 259-260)، ويتطلب هذا التحول أن يتمکن المعلمون من مواجهة مهامهم الجديدة بطريقة أکثر مرونة واستعداد لأدوارهم الجديدة، التي تتغير ولا زالت تتغير. ( اليامي، 2020،27-28)
فإذا کان دور المعلم في ظل الثورة الصناعية الرابعة يتمثل في إعداد کوادر بشرية قادرة على مواکبة الثورة ومتطلباتها، فإن قيامه بهذا الدور يتطلب ضرورة أن يکون مؤهلاً لذلک، من خلال برامج تکوين تتفق مع طبيعة هذا الدور. ومن أجل التکيف مع الثورة الصناعية الرابعة يحتاج الطلاب إلى أن يکونوا مجهزين بقدرات مبتکرة، والتعلم مدى الحياة، والوصول إلى التکنولوجيا الرقمية؛ من أجل الاندماج والاستجابة بنجاع للعمل في المستقبل، ولذلک يجب على المعلمين تزويد الطلاب بالمهارات الخمس التالية: (الدهشان(أ)، 2019، 3187-3190)
التفکير الإبداعي Thinking Creativity : وسيساعد الطلاب على إيجاد حلول مرنة تناسب ظروف التشغيل التي تخدم احتياجات الفرد على أفضل وجه.
مهارات التعاون Collaboration Skills: وهذه مهارة مهمة في التعامل، ويجب على الطلاب معرفة التعاون والتفاعل بين الإنسان والإنسان، وبين الإنسان والآلات الذکية؛ من أجل البقاء على قيد الحياة، واللعب وتطوير وتحقيق الأهداف المشترکة.
التواصل :Communicationستکون القدرة على التواصل في العصر الرقمي هي المفتاح لتمکين الطلاب من الوصول بسرعة إلى مخزن المعرفة والتفاعل مع الناس لتحقيق أهدافهم.
التفکير الناقد :Critical thinking وهو القدرة على التحليل والفهم والتلخيص والتفکير في الذات؛ لتوسيع المعرفة وتحسين قدرة التفکير والتکيف مع الأفضل.
التعلم المستمرContinuous learning: التعلم مدى الحياة( تعلم التعلم، وتعلم العمل، وتعلم العيش) سيساعد الطلاب على أن يکونوا مستعدين لتلقي والوصول إلى قدرات ابتکارية جديدة، وکذلک القدرة على التفکير في أنفسهم والوصول إليها.
فالمعلم في ظل الثورة الصناعية ثورة 4.0 يفهم أن التغيير أمر حيوي ويجب قبوله ويجب أن يکون مستعدًا للتنمية.
وقد أشار Craig Kemp في إجابته على السؤال التالي: أي نوع من المعلمين سوف تستمر في الازدهار في الثورة الصناعية الرابعة؟ What kind of teachers will continue to flourish in the Fourth Industrial Revolution? إلى أن أفضل خمس مهارات يحتاج المعلمون للاستمرار في الازدهار في الثورة الصناعية الرابعة وهي: (Craig Kemp, 2019,4)
احتضان التغير بإيجابية Embrace Change with Positivity: فمن الأهمية بمکان أن يکون المعلمون مستعدين للتعلم والتغيير مع تطور التکنولوجيا ودخولها مجال التعليم. کن إيجابيًا، کن مستعدًا للتعلم والتکيف، وکن على استعداد لمشارکة نجاحاتک وإخفاقاتک.
التعاون، التعاون، التعاون Collaborate, Collaborate, Collaborate: تعد الرغبة في التعاون والتعلم مع الآخرين ومنهم مهارة بالغة الأهمية في عالم اليوم وفي المستقبل؛ نظرًا لأننا أصبحنا أکثر ارتباطًا من أي وقت مضى، لم يعد هناک أعذار لک لعدم التعاون مع الآخرين للتعلم والنمو. احصل عليه!
کن مبدعًا وقم بالمخاطرة :Be Creative and take risksفالإبداع أحد المهارات في "قوائم المهارات المستقبلية"، ونحن بحاجة إلى تصميم نموذج للإبداع واستخدامه لحل المشکلات الأصيلة بشکل خلاق. فکر خارج الساحة في کيفية دمج الإبداع في روتينک اليومي وتحمل المخاطر في القيام بذلک، فالأخطاء هي الخطوة الأولى في التعلم وتذکر الفشل (المحاولة الأولى للتعلم) إلى الأمام!
التحلي بروح الدعابة Have a Sense of Humor: فالضحک والفکاهة مهارة بالغة الأهمية للمساعدة في تطوير العلاقات وللحفاظ على عقلانيتک في العالم الذي نعيش فيه الآن. فهي تقلل من التوتر والإحباط ويمنح الناس فرصة للنظر إلى ظروفهم من وجهة نظر أخرى. عندما أفکر في المعلمين المفضلين لدي من المدرسة، فإنهم هم الذين جعلوني أضحک!
التدريس بشکل کلي :Teach Holistically مع ظهور أساليب التدريس وأساليب التعلم ونغمة التعلم الشخصي التي تظهر بشکل متکرر، أصبح من المهم أکثر من أي وقت مضى تعليم الطفل بشکل کلي، مع مراعاة الاختلافات الموجودة. تعرف على طلابک وعائلاتهم وکيف يتعلمون!
إن الثورة الصناعية الرابعة تتطلب توافر عدد من المهارات هدفها جعل المعلمين قادرين على مجاراة هذه الثورة، ومن أهمها مهارة حل المشکلات، ومهارة الإبداع، ومهارة التفکير النقدي، وإدارة الناس، والتنسيق مع الآخرين، والذکاء الوجداني، والتمکن من صنع القرار، وتوجيه الخدمة، ومهارة التفويض، والمرونة المعرفية. (حسين، 2021، 47)
8- معلم الثورة الصناعية الرابعة (المعلم 4.0)
إن ثورة التجديد التربوي التي تمثلت في ادخال تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة في الثالثة لا يمکن أن تنجح دون أن يکون على رأسها المعلم، فتکنولوجيا التعليم لا تعني التقليل من أهمية المعلم وإذا کان هذا شأن الثورة الصناعية الثالثة، فإن الثورة الصناعية الرابعة تؤکد أن المعلم سيکون موجودًا جنبًا إلى جنب مع الروبوت في بيئة التعلم الذکية، وکلاهما يساهم في إدارة الموقف التعليمي. (الدهشان(أ)، 2019، 3191)
وفي هذا الإطار ظهر مصطلح جديد أطلق عليه المعلم 4.0( (Teacher 4.0 حيث تم تکييف هذا المفهوم لمعلمي المستقبل القادرين على التعامل مع التکنولوجيا الجديدة ومن ينفذونها مع طلابهم، حيث يتعين على معلمي الثورة الصناعية الرابعة التعامل بذکاء مع متطلبات هذه الثورة، الأمر الذي يفرض على مؤسسات إعداد المعلم تقديم دورات تدريبية لهؤلاء المعلمين؛ لتنميتهم تکنولوجيًا أثناء الخدمة، وإتاحة الفرصة لکيفية استخدامها بطريقة تقنية، وتوظيفها بطريقة صحيحة وفعالة في المواقف التعليمية. Abdelrazeq, 2016, 2))
ويشير (اليامي، 2020، 30-31) إلى حاجة المعلمين لتنمية مهاراتهم، خاصة وأن الطلاب لم يعدوا يستجيبون للتعليم التقليدي المتمرکز حول المعلم، فطلاب اليوم منغمسون في عالم متقدم تقنيًا، ويمتلکون فترات اهتمام قصيرة تدوم لبضع ثوان فقط، لهذا السبب يحتاج المعلم اليوم إلى إضافة مهارات جديدة إلى خبرته في العصر الرقمي، ومجموعة من السمات التي ينبغي على المعلمين امتلاکها؛ للنجاح في مهنتهم في العصر الرقمي، تتلخص في:
- معلمو العصر الرقمي لا يخافون من التکنولوجيا، ولا يخافون أبدًا من تعلم شيء جديد، بل أنهم يقدمون على تعلم مختلف التقنيات بدرجة عالية من الکفاءة تضاهي مبتکريها.
- دراية جيدة بعلم الأعصاب الذي يدرس کيفية تعلم الإنسان، ويستخدمون أبحاثًا تعليمية قائمة على الدماغ؛ لمساعدة طلابهم على الوصول إلى إمکاناتهم.
- يتعلم المعلمون التکنولوجيا الجديدة من منظور الطالب أولاً، وذلک عندما يفکرون في استخدام تقنية جديدة في الفصل الدراسي، مما يعطي المعلمين أفکار مبتکرة حول کيفية استخدامها؛ لتلبية احتياجات طلابهم ومساعدتهم على النمو أکاديميًا.
- يستخدم المعلمون المنهج بطريقة مسئولة وانتقائية، يقررون ما هو مهم، وما هي الأدوات الرقمية لدمجها، وکيفية قياس التقدم المتحقق.
- يتقبل المعلمون التباين في احتياجات جميع المتعلمين وثقافتهم وخلفياتهم.
- يهتم المعلمون بالتشغيل والنقل الآمن والسلس للبيانات والمعلومات بين التطبيقات والتقنيات المختلفة.
- يتسمون بالمثابرة والمرونة في الحياة، وينقلونها بدورهم لطلابهم.
- يعرفون کيفية إدارة الضغوط وتجاوزها باعتبار التعليم وظيفة مرهقة للغاية.
وعليه فإن تلک التحولات التکنولوجية أدت إلى إحداث تغييرات في مسؤوليات المعلم، فلم يعد باني المعرفة في أذهان الطلاب، ولا مفککًا النص لإبراز المسکوت عنه، ولا ممارسًا متأملاً وباحثًا إجرائيًا ولا فيلسوفًا، ولکن في ظل الثورة الصناعية الرابعة سيکون المعلم(4.0) منسقًا ومساعدًا للطلاب في ظل بيئة التعلم الذکية التي يديرها الروبوت بمساعدة المعلم، فالتدخل البشري هنا مطلوب بصفة دائمة، فلا ينبغي التضحية بما هو إنساني على مذبح التکنولوجيا.(الدهشان(أ)، 2020، 41)
لقد أصبح المعلم مکلفًا بالکثير من الأدوار التي لها صفة المستقبلية، والتي ترتبط بطبيعة العصر وتطوراته حاضرًا ومستقبلاً، بجانب أدواره التقليدية المعتادة، ومن بين هذه الأدوار ما يلي: تقني، ومساعد في تنمية التفکير، ومکتشف لطلابه، وناقد إيجابي، ومحفز، ومجدد في عمله، ومدرب لطلابه، ومشارک في تحقيق الضوابط الأخلاقية، ومرشد، وباحث، ومخطط ومتخذ قرار، وخبير في أساليب التعلم، ووسيط بين الطلاب ومصادر المعرفة، ورائد اجتماعي، ومقوم لطلابه. (وهبة، 2015، 42-44)
وبالتالي سيکون المعلم (4.0) في ظل الثورة الصناعية الرابعة منسقًا ومساعدًا للتلاميذ في ظل بيئة التعلم الذکية التي يديرها الروبوت بمساعدة المعلم البشري، وأن يکون قادرًا على استخدام التکنولوجيا وإدارتها وتوظيفها في العملية التعليمية، إذ سيتحول من ممارسة أدواره التقليدية إلى الشعور بمحتوى الموضوع، وعليه سيستخدم المعلم (4.0) المهارات الأکثر ملاءمة لتناسب احتياجات الطلاب وتحقيق أهدافهم التعليمية، وإذا کانت الثورة الصناعية الرابعة فرضت مجموعة من المهارات أهمها: القدرة على التفکير الناقد، وتنمية مهارات التفکير العليا، واستخدام وإدارة التکنولوجيا؛ فإن ذلک أدعى إلى تجديد أدوار المعلم بما يؤدي إلى تنمية تلک المهارات لدى الطلاب. (الدهشان(أ)، 2019، 3192)
فالمعلمون في العصر الرقمي أصبحوا يتحملون المسئولية في إعداد طلابهم، وتزويدهم ليس فقط بالمعرفة والفهم للتقنيات، ولکن أيضًا المهارات اللازمة لاتخاذ القرارات المهنية الصحيحة والازدهار في العمل في ظل تلک التقنيات، حيث تقدم الثورة الصناعية الرابعة مجموعة من التحديات التي يحتاج المعلمون إلى معالجتها من أجل الاستمرار في تقديم التعليم المناسب لطلاب اليوم.( ORT, 2018,3)
ويحتاج المعلمون إلى إعادة تعلم وتجهيز أنفسهم بأدوات رقمية لمواکبة؛ عصر الثورة الصناعية الرابعة، وأن يجهزوا أنفسهم بهذه المهارات وهي: حل المشکلات المعقدة، والتفکير الناقد، والإبداع، والتعاون، والذکاء العاطفي، والقدرة على اتخاذ القرار، والإرشاد، والتفاوض، والمرونة المعرفية.( Hussin, 2018, 94 )
وبهذا سيکون المعلمون قادرين على مساعدة الطلاب في تطوير المهارات غير المعرفية کالثقة والإبداع.. وغيرها، وسيکون دور المعلم إرشاديًا، حيث سيقتصر دوره في توزيع أدوات التعلم على التلاميذ، وسيکون ميسرًا حيث يقوم بدعم وتوجيه المتعلم ومطالبته بطرح الأسئلة بدلاً من طلب الأجوبة، وإرشاده إلي سبل تعلم المستقبل. وفي هذا الإطار ينبغي أن نشير إنه إذا کانت التکنولوجيا تستطيع أن تدعم التعليم والتعلم بشکل فعال إلا أنها لا تستطيع الحلول محل المعلم؛ لأن دور المعلم في ظل هذه الثورة أصبح مراقبة أداء المتعلم أثناء الموقف التعليمي ومتابعته مع التدخل إذا لزم الأمر، مما يؤکد أنه لا يمکن الاستغناء عن المعلم البشري. (الدهشان(أ)، 2019، 3192)
وهذا يتطلب ضرورة تغيير وتطوير برامج تکوين وإعداد وتدريب المعلمين؛ وفقًا لمتطلبات الثورة الصناعية الرابعة من خلال إضافة تخصصات فرعية جديدة، واستبدال مقررات تقليدية بأخرى حديثة واقتراح برامج جديدة؛ سعيًا إلى إکسابه مجموعة من المهارات؛ ليتمکن من التعامل مع التقنيات الحديثة التي تتعلق بتعليم العصر الرقمي، بتقديم دعم إضافي للطلاب لمساعدتهم على تعلم مهارات التفکير العليا، والإبداع والابتکار، کما أن ظهور بعض القضايا في عمليات الإعداد والتدريب مثل التأکيد على الاحتياجات المستقبلية والموضوعية، والاتقان والتقييم العالمي، والممارسة الإبداعية کل ذلک أدى ضرورة تغيير برامج إعداد وتدريب المعلمين. (الدهشان(أ)، 2020، 42)
وفي ضوء ما تم عرضه من أدوار جديدة وعديدة للمعلم وأهمية تغيير أدواره التقليدية في ظل الثورة الصناعية الرابعة يتطلب الأمر وبصورة عاجلة إعادة النظر في برامج التنمية المهنية للمعلمين حتى تتلاءم مع مستجدات الثورة الصناعية الرابعة والخاصة بمجالات الذکاء الاصطناعي وتطبيقاته، وأخلاقيات الروبوت، وإنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية وغيرها.
المبحث الثالث: متطلبات تطوير برامج التنمية المهنية لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة:
نظرًا لثراء المستجدات التربوية وسرعة تطورها في عصرنا هذا، فإن المعلم لابد أن يکون ملمًا بکل جديد، وأن يکون قادرًا على التعامل مع المستجدات التربوية، وهذا يؤکد أهمية وضرورة أن تکون برامج التنمية المهنية للمعلم متوافقة مع تلک المستجدات، بما يضمن قدرته على أداء دوره بفاعلية، وتتسم عملية التنمية المهنية بأنها عملية تشارکية مستمرة، تعنى بها جميع الأطراف، وتؤثر في جميع مکوناتها، مما يجعل المعلم في حالة استعداد معرفي ومهاري دائم، بل ينطلق به في بناء المعرفة وتطوير الممارسات التدريسية من خلال انخراطه في برامج التطوير المهني المبنية وفق الاتجاهات الحديثة. (الدهشان(أ)، 2019، 3193)
وحتى تحقق برامج التنمية المهنية أهدافها، وتکون ذات أثر واضح على فاعلية المعلمين، فلابد من تطويرها بما يتواکب مع الثورة الصناعية الرابعة، وهذا يتطلب حدوث تغير في أهدافها، ومحتواها، وطرق وأساليب تقديمها، وتغير في أدوار القائمين على تنفيذها، وطرق أساليب تقويمها.
وفي ضوء ذلک فإننا نرى أن أبرز جوانب التطوير التي ينبغي أن تتم في برامج التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، وتتمثل فيما يلي: (الدهشان(أ)، 2019، 3194)
إعادة النظر في المخرج والمستهدف من برامج التنمية المهنية للمعلمين بحيث تکسب المعلم المهارات والتقنيات التي تتعلق بتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وتطويره وتنميته مهنيًا بما يتناسب مع التحديات التي يفرضها العصر بصفة عامة، والثورة الصناعية بصفة خاصة، ومن ثم تتمثل الأهداف التي ينبغي أن تسعى برامج تدريب المعلم وتنميته مهنيًا إلى تحقيقها؛ لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة فيما يلي: مواکبة المستجدات في مجال نظريات التعليم والتعلم والعمل على تطبيقها، ومواکبة المستجدات في مجال التخصص وتطبيق کل ما هو جديد ومستجد، وترسيخ مبدأ التعلم مدى الحياة والاعتماد على أساليب التعلم الذاتي، واکساب وتدريب المعلمين على المهارات الجديدة المطلوبة لعصر المعلومات والعيش في القرن الحادي والعشرين، واکسابهم مهارات المستقبل، والتعامل بأمان وفاعلية مع تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وتعميق الالتزام بأخلاقياتها، والربط بين النظريات والتطبيق في المجالات التعليمية، وتنمية مهارات توظيف تقنيات التعلم المعاصرة واستخدامها في إيصال المعلومة للمتعلم بشکل فاعل، وتمکين المعلم من مهارات استخدام مصادر المعلومات والبحث عن کل ما هو جديد ومتطور، والمساهمة في تکوين مجتمعات تعلم متطورة تقدم خدمات فاعلة للمجتمع، والمساهمة بشکل فاعل في معالجة القضايا التعليمية بأسلوب علمي ومتطور، وتطوير کفايات ومهارات التقييم بأنواعها وخصوصًا مهارات التقييم الذاتي.
کمايجب أن تکون برامج التنمية المهنية للمعلمين متجددة ومتنوعة ومواکبة للثورة الصناعية الرابعة، ومتطلبات القرن الحادي والعشرين، وأن تعمل على تنمية المعلم مهنيًا وتکنولوجيًا وذلک من خلال: (الدهشان(أ)، 2019، 3194- 3195)
وأکد (الهويش، 2018، 264) على المهارات الواجب توافرها في المعلم وتتمثل في: الابتکار والإبداع، والتفکير الناقد وحل المشکلات، والثقافة المعلوماتية والتکنولوجية، والاتصال، والتعاون والقيادة والمسئولية، المرونة والتکيف، والتوجيه الذاتي والانتاجية، وأشار (الدهشان؛ سمحان، 2020، 55) إلى مهارات التعلم والإبداع، ومهارات الثقافة الرقمية، ومهارات الحياة والعمل، ولکل منها مجموعة من المهارات الفرعية.
وأشار (علام؛ شوقي، 2020، 319) إلى نوعين من المهارات للمعلم في عصر الثورة الصناعية الرابعة وهما: المهارات الدائمة: وهي المهارات المعرفية وغير المعرفية اللازمة للانخراط في بيئة العمل والتفاعل والتکيف معها، وتتميز بکونها ذات فاعلية عالية في الوظائف عبر قطاعات متعددة، کما أنها تستمر مدى الحياة، والمهارات التقنية: وهي التي تتعلق بالوظائف أو وظيفة محددة، مع محدودية فاعليتها في الانتقال من وظيفة إلى أخرى.
وفي ضوء ما سبق يمکن اقتراح مجموعة من برامج التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة، وتتمثل في: مجال المعارف والمهارات رقمية، والمعارف والمهارات الخاصة بالثقافة المعلوماتية، والمعارف والمهارات الخاصة بالتفکير الناقد وحل المشکلة، والمعارف والمهارات الخاصة بالابتکار والإبداع، والمعارف والمهارات الخاصة بالاتصال والتشارکية، المعارف والمهارات الخاصة بالحياة والمهنة، والمعارف والمهارات الخاصة بفهم الثقافات المتعددة.
کذلک لابد من الاهتمام بأساليب وطرائق التنمية المهنية، وخاصة تلک التي تعتمد على فعالية المعلم، وتهتم بدمج التقنية، وذلک من خلال استخدام أساليب متطورة ومتنوعة وشيقة للمعلمين في تقديم برامج التنمية المهنية، وبما يتواکب مع الثورة الصناعية الرابعة، ويجب أن تخرج عن الإطار التقليدي وتدخل التکنولوجيا الحديثة، والاهتمام ببرامج التنمية المهنية الموجهة ذاتيًا من خلال روابط تحيل المعلم إلى مواقع ومراکز تدريبية مع استخدام التطبيقات الحديثة مثل: الواقع المعزز، والحوسبة السحابية، والذکاء الاصطناعي، وتطبيقات حل المشکلات، والتعلم القائم على المشاريع، ويمکن الربط بين عدة أساليب بحيث يدعم کل منها الآخر.
وکذلک الارتقاء بمستوى القائمين على تنفيذ برامج التنمية المهنية، بحيث يتسمون بالمهارة والإلمام بمهارات وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وکيفية استخدامها مع المعلمين، مع الإلمام الکامل بإدارة برامج التنمية المهنية، وکيفية الاستعانة بالتقنيات الحديثة، وکذلک إلمامهم بطرق التقويم الحديثة، وخاصة تلک التي تعتمد على استخدام التکنولوجيا في إجرائها، مع اهتمامهم بإجراء التقويم المستمر للمعلمين ومتابعة مدى تقدمهم في البرنامج التنموي، ومن ثم تقديم التغذية الراجعة لهم بناء على هذا التقويم. ( حسن، 2019، 2942)، وأن يراعي القائمون على برامج التنمية المهنية للمعلمين حداثة المحتوى، ومواکبته للتطورات العصرية بصفة عامة والثورة الصناعية الرابعة بصفة خاصة، وأن يتم طرحها بطريقة جذابة وعملية، کذلک امتلاکهم لمهارات إدارة الوقت، ومهارات التواصل الفعال، والقدرة على إدارة الحوار، والتمکن من مادة البرنامج.
هذا ومن الضروري تنوع أساليب التقويم بحيث تشمل جميع عناصر البرنامج التنموي للتأکد من تحقيق أهدافها، سواء لتقويم المدربين، أو المتدربين، أو تقويم البرنامج، وأن تتم عملية التقويم بطريقة موضوعية، وأن تکون قائمة على التعاون والاستمرار، وألا تقتصر على التشخيص بل تتعداه إلى التطوير والتحسين في برامج التنمية المهنية، ويمکن الاستعانة بوسائل مثل استبانات توزع على المعلمين المشارکين في برامج التنمية المهنية، واختبارات، ومقابلات، وتقارير، ويمکن الاستعانة بأساليب متطورة في عملية التقويم، ويمکن إجراء عملية التقويم إلکترونيًا من خلال البريد الالکتروني والانترنت؛ لتوفير الوقت والجهد.
ثالثًا- الجانب الميداني للدراسة:
يتضمن هذا الجانب استعراض أهداف الجانب الميداني للدراسة، وأداة الدراسة، وکيفية إعدادها، وعينة الدراسة، والأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة، وعرض نتائجها ومناقشتها.
1- أهداف الجانب الميداني للدراسة:
يهدف الجانب الميداني للدراسة إلى تعرف آراء عينة الدراسة من المعلمين في مراحل التعليم العام ( ابتدائي- إعدادي- ثانوي) بمحافظة أسيوط حول درجة أهمية المتطلبات اللازمة لتطوير برامج التنمية للمعلمين في ضوء متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
2- أداة الدراسة:
قام الباحثان بإعداد استبانة؛ للتعرف على آراء عينة من المعلمين بمحافظة أسيوط حول متطلبات تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين؛ لمواکبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
2-1 بناء أداة الدراسة:
مرت عملية إعداد الاستبانة بالمراحل التالية:
المحور الأول: المتطلبات الخاصة بأهداف التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة، ويندرج تحت هذا المحور (14) عبارة.
المحور الثاني: المتطلبات الخاصة بمحتوى برامج التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة، ويندرج تحت هذا المحور (77) عبارة موزعة على سبع فئات، وهي:
- الأولى: المتطلبات الرقمية، وتضمنت (14) عبارة.
- الثانية: المتطلبات الخاصة بالثقافة المعلوماتية، وتضمنت (12) عبارة.
- الثالثة: المتطلبات الخاصة بالتفکير الناقد وحل المشکلة، وتضمنت (10) عبارات.
- الرابعة: المتطلبات الخاصة بالابتکار والإبداع، وتضمنت (10) عبارات.
- الخامسة: المتطلبات الخاصة بالاتصال والتشارکية، وتضمنت (10) عبارات.
- السادسة: المتطلبات الخاصة بالحياة والمهنة، وتضمنت (11) عبارة.
- السابعة: المتطلبات الخاصة بفهم الثقافات المتعددة، وتضمنت (10) عبارات.
المحور الثالث: المتطلبات الخاصة بأساليب التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة، وتضمنت (12) عبارة.
2-2 تقنين أداة الدراسة:
وذلک من خلال التأکد من صدقها وثباتها على النحو التالي:
1- صدق الاستبانة:
تم التحقق من صدق الاستبانة من خلال صدق المحکمين؛ حيث عرضت الاستبانة في صورتها الأولية على عدد(15) من المحکمين من أساتذة کلية التربية بجامعة أسيوط؛ لمعرفة وجهة نظرهم والاستفادة من ملاحظاتهم فيما احتوته الاستبانة من عبارات، ومدى ملاءمتها لتحقيق أهداف البحث الميدانية، ومدى ارتباط ومناسبة کل عبارة للمحور الذي تنتمي إليه، وبناءً على الآراء التي تقدم بها السادة المحکمين تم تعديل بعض العبارات، وحذفت العبارات التي قلت عن نسبة 90 % اتفاق.
2- ثبات الاستبانة:
تم حساب معامل الثبات عن طريق استخدام "معامل ألفا کرونباخ" Cronbach's Coefficient Alpha؛ للتحقق من ثبات جميع محاور الاستبانة والاستبانة ککل، حيث کانت النتائج کما في الجدول التالي:
جدول رقم (1)
معاملات ثبات الاستبانة باستخدام "معامل ألفا کرونباخ"
محاور الاستبانة |
الأبعاد |
عدد العبارات |
معامل ألفا کرونباخ |
المحور الأول: المتطلبات الخاصة بأهداف التنمية المهنية للمعلمين في ضوء الثورة الصناعية الرابعة. |
|
14 |
.89 |
المحور الثاني: المتطلبات الخاصة بمحتوى برامج التنمية المهنية للمعلمين في ضوء الثورة الصناعية الرابعة. |
المتطلبات الرقمية |
14 |
.86 |
المتطلبات الخاصة بالثقافة المعلوماتية |
12 |
.79 |
|
المتطلبات الخاصة بالتفکير الناقد وحل المشکلة |
10 |
.83 |
|
المتطلبات الخاصة بالابتکار والإبداع |
10 |
.67 |
|
المتطلبات الخاصة بالاتصال والتشارکية |
10 |
.86 |
|
المتطلبات الخاصة بالحياة والمهنة |
11 |
.79 |
|
المتطلبات الخاصة بفهم الثقافات المتعددة |
10 |
.79 |
|
المحور الثالث: المتطلبات الخاصة بأساليب التنمية المهنية للمعلمين في ضوء الثورة الصناعية الرابعة. |
|
12 |
.77 |
الاستبانة ککل |
|
103 |
.91 |
المصدر: تم الاعتماد على مخرجات برنامج SPSS.V.22
ويتضح من الجدول السابق أن معامل ألفا "ألفا کرونباخ" الکلى للاستبانة بلغ (.91 )، وهو معامل مرتفع ومناسب لغرض البحث، کما تعتبر معاملات ألفا کرونباخ لکل محور مرتفعة أيضًا، ومناسبة لغرض البحث، وبذلک أصبحت الاستبانة في صورتها النهائية صالحة للتطبيق، بحسب مقياس نانلي والذي اعتمد 0.70 کحد أدنى للثبات. (Nunnally & Bemstein, 1994, 264-265)
3- مجتمع الدراسة وعينتها:
تألف المجتمع الذي اشتقت منه عينة الدراسة من المعلمين بمحافظة أسيوط في العام الدراسي 2020/ 2021م، حيث تم التطبيق على (محافظة اسيوط، مرکز القوصية، مرکز أبنوب، مرکز الفتح)، والتي بلغت (800) معلمًا، بواقع تمثيل (3.5%) من المجتمع الأصلي للمعلمين والبالغ (22859) معلمًا في العام الدراسي (2020/ 2021) م، وقد بلغ عدد الاستبانات الصالحة للتفريغ والتحليل الاحصائي (710) بنسبة (3%)، ولقد تم الحصول على نسبة إعداد المعلمين في محافظة أسيوط من خلال إحصائية بأعداد المعلمين وذلک من خلال مديرية التربية والتعليم من مرکز الإحصاء وذلک من خلال (اجماليات عامة لمحافظة أسيوط للمراحل التعليمية 2020/ 2021م، ويوضح الجدول رقم (2) حجم وخصائص عينة الدراسة.
المتغير |
العدد |
النسبة المئوية% |
|
نوع الجنس |
ذکر |
363 |
51 |
أنثى |
347 |
49 |
|
المرحلة الدراسية |
ابتدائي |
220 |
31 |
اعدادي |
130 |
18 |
|
ثانوي |
360 |
51 |
|
المؤهل العلمي |
بکالوريوس |
380 |
54 |
دبلوم |
200 |
28 |
|
ماجستير ودکتوراه |
130 |
18 |
|
المجموع |
|
710 |
100% |
جدول رقم (2)
عدد أفراد العينة والنسبة المئوية موزعين وفق متغير النوع والمرحلة الدراسية والمؤهل العلمي
4- المعالجة الإحصائية:
بعد تطبيق الاستبانة على أفراد العينة تم استخدام أساليب الإحصاء الوصفي،وذلک باستخدام برنامج الحزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS. V. 22) حيث تم الاعتماد على ما يلي:
أ- مقاييس الإحصاء الوصفي Descriptive Statistic Measures : وذلک من أجل الإجابة على أسئلة الدراسة، وترتيب متغيرات الدراسة حسب أهميتها بالاعتماد على المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية.
ب- اختبار Cronbach's Alpha لمعرفة ثبات عبارات الاستبانة.
ج- اختبار(T)، Anovaلمعرفة ما إذا کان هناک فروق ذات دلالة احصائية في إجابات أفراد عينة الدراسة وفقًا لمتغير( النوع- المرحلة الدراسية- المؤهل العلمي).
5 - نتائج الدراسة الميدانية وتفسيرها:
بعد إجراء المعالجات الإحصائية لبيانات الدراسة، تم عرض النتائج وفق تساؤلاتها وأهداف الجانب الميداني منها، وذلک على النحو التالي:
أولاً- النتائج الخاصة بآراء أفراد العينة حول المتطلبات الخاصة بأهداف التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة.
ثانيًا- النتائج الخاصة بآراء أفراد العينة حول المتطلبات الخاصة بمحتوى برامج التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة، وسوف يتم عرض النتائج وفق مستويين الأول عرض نتائج المحور ککل، والثاني يعرض النتائج الخاصة بالأبعاد.
ثالثًا- النتائج الخاصة بآراء أفراد العينة حول المتطلبات الخاصة بأساليب التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة.
رابعًا- النتائج الخاصة بدلالة الفروق بين متوسطات درجات أفراد العينة من المعلمين حول درجة أهمية المتطلبات اللازمة في برامج التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة، وفيما يلي عرض لهذه النتائج:
أولاً- النتائج الخاصة بآراء أفراد العينة حول المتطلبات الخاصة بأهداف التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة:
م |
العبارة |
التکرارات والنسب المئوية |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعيارى |
الترتيب |
درجة الأهمية |
||
کبيرة |
متوسطة |
ضعيفة |
||||||
1 |
مواکبة ما يستجد من نظريات التعليم والتعلم وتطبيقها. |
14 |
468 |
228 |
1.699 |
.500 |
14 |
متوسطة |
2.0 |
65.9 |
32.1 |
||||||
2 |
مواکبة المستجدات في مجال التخصص وتطبيقها. |
208 |
478 |
24 |
2.259 |
.509 |
12 |
متوسطة |
29.3 |
67.3 |
32.1 |
||||||
3 |
تزويد المعلم بالمستجدات في المجال التقني. |
654 |
56 |
0 |
2.921 |
.269 |
1 |
مرتفعة |
92.1 |
7.9 |
0 |
||||||
4 |
تنمية الإبداع وتشجيع الطلاب على متابعة اهتماماتهم. |
604 |
82 |
24 |
2.816 |
.466 |
4 |
مرتفعة |
85.1 |
11.5 |
3.4 |
||||||
5 |
ترسيخ مبدأ التعلم المستمر والتعلم مدى الحياة والاعتماد على أساليب التعلم الذاتي. |
530 |
168 |
12 |
2.729 |
.481 |
7 |
مرتفعة |
74.6 |
23.7 |
1.7 |
||||||
6 |
التعامل بأمان وفاعلية مع تقنيات الثورة الصناعية الرابعة. |
570 |
128 |
12 |
2.785 |
.449 |
5 |
مرتفعة |
80.3 |
18.0 |
1.7 |
||||||
7 |
تعميق الالتزام بأخلاقيات التعامل مع تقنيات الثورة الصناعية الرابعة. |
562 |
124 |
24 |
2.757 |
.501 |
6 |
مرتفعة |
79.2 |
17.5 |
3.4 |
||||||
8 |
الربط بين النظرية والتطبيق في المجالات التعليمية. |
50 |
618 |
42 |
2.011 |
.360 |
13 |
متوسطة |
7.0 |
87.0 |
5.9 |
||||||
9 |
تمکين المعلم من مهارات استخدام مصادر المعلومات والبحث عن کل ما هو جديد ومتطور. |
464 |
246 |
0 |
2.653 |
.476 |
8 |
مرتفعة |
65.4 |
34.6 |
0 |
||||||
10 |
المساهمة في تکوين مجتمعات تعلم متطورة تقدم خدمات فاعلة للمجتمع. |
346 |
340 |
24 |
2.453 |
.562 |
9 |
مرتفعة |
48.7 |
47.9 |
3.4 |
||||||
11 |
تطوير کفايات ومهارات التقييم خصوصًا مهارات التقييم الذاتي. |
614 |
96 |
0 |
2.864 |
.342 |
2 |
مرتفعة |
86.5 |
13.5 |
0 |
||||||
12 |
تنمية مهارات التعامل مع بيئات التعلم الافتراضي والتعلم الالکتروني. |
612 |
98 |
0 |
2.862 |
.345 |
3 |
مرتفعة |
86.2 |
13.8 |
0 |
||||||
13 |
القدرة على فهم التغيرات المستمرة في مجتمع المستقبل. |
254
|
432 |
24 |
2.323 |
.535 |
11 |
متوسطة |
35.8 |
60.8 |
3.4 |
||||||
14 |
إيجاد بيئة تعليمية تقوم على تحقيق مهارات التعلم التکيفي. |
220 |
464 |
26 |
2.383 |
.551 |
10 |
مرتفعة |
41.7 |
54.9 |
3.4 |
||||||
المحور ککل |
2.537 |
.184 |
مرتفعة |
جدول رقم (3)
المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية ودرجة الأهمية لآراء أفراد العينة حول المتطلبات الخاصة بأهداف التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة
جاءت استجابات أفراد العينة على عبارات محور" أهداف التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة" بدرجة مرتفعة، حيث بلغ المتوسط الحسابي (2.537) بانحراف معياري.184) )، وهذا يؤکد على قيمة هذه الأهداف وأهميتها کأهداف أساسية ينبغي أن تسعى برامج التنمية إلى تحقيقها، بحيث تتکيف هذه البرامج وتستجيب للثورة الصناعية الرابعة، کما تؤکد على شعور المعلمين بالحاجة إلى التنمية المهنية؛ لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة، وهذا يدل على حرصهم على التغيير والتطوير، ويمکن تفسير ذلک إلى العصر الذي نعيشه الذي يوصف بالرقمية، ويعتمد على الاستخدام الواسع للتکنولوجيا من حيث الأدوار الجديدة للمعلمين، والمهارات الرقمية، وأساليب التقويم الذاتي، وتنمية الإبداع والابتکار، والأمان، وأخلاقيات التعامل مع تقنيات العصر، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة ( حسن، 2019) التي أکدت على أهمية التنمية المهنية للمعلمين في ضوء الثورة الصناعية الرابعة.
وجاءت العبارة (3) " تزويد المعلم بالمستجدات في المجال التقني" في المرتبة الأولى بدرجة مرتفعة من الأهمية بمتوسط حسابي (2.921) وبانحراف معياري (0.269) مما يؤکد الحاجة الملحة للمعلمين في تزويدهم بالمستجدات في المجال التقني؛ وهذا يعني أن تنمية المعلمين مهنيًا لابد أن يسهم في تزويدهم بکل ما هو جديد ومتطور في مجال التقنيات؛ لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة ، وهذا ما أکدته دراسة ( حسن، 2019) التي أکدت على ضرورة تزويد المعلم بالمستجدات في المجال التقني؛ لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة، ودراسة ( الزهراني، 2018) التي أکدت على ضرورة تزويد المعلم بکل ما هو جديد ومتطور في مجال التقنيات، کما جاءت العبارة (11) " تطوير کفايات ومهارات التقييم خصوصًا مهارات التقييم الذاتي"، في المرتبة الثانية بمتوسط حسابي (2.864) وبانحراف معياري (.342)، واحتلت العبارة (12) "تنمية مهارات التعامل مع بيئات التعلم الافتراضي والتعلم الالکتروني" في المرتبة الثالثة بمتوسط حسابي (2.862 ) وبانحراف معياري (.345)، وذلک يؤکد حاجة المعلمين إلى مهارات التقييم الذاتي، والمهارات التکنولوجية لما لذلک من أهمية کبيرة في تحسين الأداء الفردي لهم بما يعود بالنفع على العملية التعليمية، وهذا يتفق مع دراسة ( حسن، 2019) في حاجة المعلمين لمهارات التقييم الذاتي ومهارات تکنولوجيا التعليم للمعلمين، ودراسة (Pauline, 2020) والتي أکدت على أهمية تغذية البيئة الرقمية من خلال تغيير أدوار المعلمين.
وجاءت العبارة (4) "تنمية الإبداع وتشجيع الطلاب على متابعة اهتماماتهم" في المرتبة الرابعة بدرجة مرتفعة من الأهمية بمتوسط حسابي (2.816) وبانحراف معياري(.466)، وهذا يؤکد على أهمية الإبداع وحرص المعلمين على تنميته لدى طلابهم، ويمکن تفسير ذلک إلى أنه لا يمکن للمعلم أو الطلاب مواکبة الثورة الصناعية الرابعة بالاعتماد على نظم التعليم التقليدية، وإنما يجب أن يتم تغيير ذلک إلى الإبداع والابتکار، وجاءت العبارة (1) "مواکبة ما يستجد من نظريات التعليم والتعلم وتطبيقها" في المرتبة الأخيرة بدرجة متوسطة من الأهمية بمتوسط حسابي(1.699) وبانحراف معياري(.500) وهذا يتطلب من برامج التنمية المهنية أن تواکب ما يستجد من نظريات التعليم والتعلم وتطبيقها.
ثانيًا-النتائج الخاصة بآراء أفراد العينة حول المتطلبات الخاصة بمحتوى برامج التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة، وسوف يتم عرض النتائج وفق مستويين الأول عرض نتائج المحور ککل، والثاني يعرض النتائج الخاصة بکل بعد.
أ- عرض النتائج الخاصة بالمحور ککل، حيث تم حساب المتوسطات والانحرافات المعيارية والترتيب ودرجة الأهمية لأبعاد المتطلبات الخاصة بمحتوى برامج التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة، وکانت النتائج على النحو التالي:
جدول رقم (4)
المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية ودرجة الأهمية لآراء أفراد العينة حول أبعاد المتطلبات الخاصة بمحتوى برامج التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة
م |
محتوى برامج التنمية المهنية للمعلمين في ضوء الثورة الصناعية الرابعة |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
الترتيب |
درجة الأهمية |
1 |
المتطلبات الرقمية. |
2.764 |
.160 |
1 |
مرتفعة |
2 |
المتطلبات الخاصة بالثقافة المعلوماتية |
2.589 |
.190 |
4 |
مرتفعة |
3 |
المتطلبات الخاصة بالتفکير الناقد وحل المشکلة |
2.577 |
.212 |
5 |
مرتفعة |
4 |
المتطلبات الخاصة بالابتکار والإبداع |
2.693 |
.230 |
2 |
مرتفعة |
5 |
المتطلبات الخاصة بالاتصال والتشارکية |
2.473 |
.188 |
6 |
مرتفعة |
6 |
المتطلبات الخاصة بالحياة والمهنة |
2.612 |
.216 |
3 |
مرتفعة |
7 |
المتطلبات الخاصة بفهم الثقافات المتعددة |
2.464 |
.316 |
7 |
مرتفعة |
المجموع |
2.605 |
.154 |
|
مرتفعة |
ويتضح من الجدول السابق رقم (4) أن آراء أفراد العينة من المعلمين حول درجة أهمية المتطلبات الخاصة بمحتوى برامج التنمية المهنية للمعلمين؛ لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة ککل جاءت بدرجة کبيرة، حيث بلغ المتوسط الحسابي لاستجابات أفراد عينة الدراسة (2.605) وهو متوسط يقع ضمن الفئة الأولى لمقياس ليکرت الثلاثي ( 2.34-3) وهي الفئة التي تشير إلى الاستجابة الکبيرة، حيث حصلت على المرتبة الأولى "المتطلبات الرقمية" بينما جاءت في المرتبة الثانية "المتطلبات الخاصة بالابتکار والإبداع"، وجاءت في المرتبة الثالثة "المتطلبات الخاصة بالحياة والمهنة"، وفي المرتبة الرابعة " المتطلبات الخاصة بالثقافة المعلوماتية" وفي المرتبة الخامسة " المعارف والمهارات الخاصة بالتفکير الناقد وحل المشکلة"، وفي المرتبة السادسة "المتطلبات الخاصة بالاتصال والتشارکية"، وفي المرتبة السابعة والأخيرة" المتطلبات الخاصة بفهم الثقافات المتعددة "، ويشير الجدول کذلک أن المتوسطات الحسابية لدى عينة الدراسة قد تراوحت ما بين (2.764- 2.464 )، وکلها جاءت بدرجة أهمية کبيرة.
ويعزى ذلک إلى کون جميع المتطلبات ذات أهمية في برامج التنمية المهنية للمعلمين في القرن الحادي والعشرين وعصر الثورة الصناعية الرابعة، وهذا يؤکد على أن أفراد العينة يجمعون على أهمية وضرورة إکسابهم هذه المعارف والمهارات، والعمل على تحديثها وتطويرها؛ لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة، وتتفق هذ النتيجة مع دراسة (الدهشان؛ سمحان، 2020) التي أکدت على ضرورة إمداد الخريجين بهذه المهارات في ظل متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، ودراسة (اليامي، 2020)التي أکدت على أهمية هذه المهارات للمعلمات بمؤسسات التعليم العام.
ب- عرض النتائج الخاصة باستجابات أفراد العينة حول درجة (أهمية) متطلبات تطوير محتوى برامج التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة الخاصة بعبارات کل بعد من الأبعاد السبعة، حيث تم حساب التکرارات والنسب المئوية والمتوسطات والانحرافات المعيارية و والترتيب ودرجة الأهمية للعبارات الخاصة بکل بعد، وسيتم عرض النتائج کما يلي:
ب-1- النتائج الخاصة بدرجة أهمية المتطلبات الرقمية.
ب-2- النتائج الخاصة بدرجة أهمية المتطلبات الخاصة بالثقافة المعلوماتية.
ب-3- النتائج الخاصة بدرجة أهمية المتطلبات الخاصة بالتفکير الناقد وحل المشکلة.
ب-4- النتائج الخاصة بدرجة أهمية المتطلبات الخاصة بالابتکار والإبداع.
ب-5- النتائج الخاصة بدرجة أهمية المتطلبات الخاصة بالاتصال والتشارکية.
ب-6- النتائج الخاصة بدرجة أهمية المتطلبات الخاصة بالحياة والمهنة.
ب-7- النتائج الخاصة بدرجة أهمية المتطلبات الخاصة بفهم الثقافات المتعددة.
ب-1- النتائج الخاصة باستجابات أفراد العينة حول درجة أهمية المتطلبات الرقمية، وجاءت النتائج على النحو الموضح بالجدول التالي:
جدول رقم (5)
مم |
العبارة |
التکرارات والنسب المئوية |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
الترتيب |
درجة الأهمية |
||
کبيرة |
متوسطة |
ضعيفة |
||||||
1 |
توظيف تطبيقات جوجل Google Apps في بيئة التعلم. |
220 |
464 |
26 |
2.273 |
.521 |
14 |
متوسطة |
31.0 |
65.4 |
3.7 |
||||||
2 |
توظيف تطبيقات الحوسبة السحابية Cloud Computing في بيئة التعلم. |
572 |
126 |
12 |
2.788 |
.448 |
9 |
مرتفعة |
80.6 |
17.7 |
1.7 |
||||||
3 |
استخدام تطبيقات المحاکاة والواقع المعزز في عملية التعليم والتعلم. |
622 |
88 |
- |
2.876 |
.329 |
3 |
مرتفعة |
87.6 |
12.4 |
- |
||||||
4 |
توظيف الذکاء الاصطناعي في بيئة التعلم. |
620 |
90 |
- |
2.873 |
.332 |
5 |
مرتفعة |
87.3 |
12.7 |
- |
||||||
5 |
التدريب على التعامل مع الروبوتات. |
606 |
104 |
- |
2.853 |
.353 |
7 |
مرتفعة |
85.4 |
14.6 |
- |
||||||
6 |
کيفية تثبيت واستخدام برمجيات إنترنت الأشياء. |
600 |
110 |
- |
2.845 |
.362 |
8 |
مرتفعة |
84.5 |
15.5 |
- |
||||||
7 |
توظيف الطباعة الثلاثية الأبعاد في عملية التعليم والتعلم. |
554 |
156 |
- |
2.780 |
.414 |
10 |
مرتفعة |
78.0 |
22.0 |
- |
||||||
8 |
امتلاک أدوات الملاحة الرقمية وترجمتها في سياق رقمي. |
622 |
88 |
- |
2.876 |
.329 |
3 |
مرتفعة |
87.6 |
12.4 |
- |
||||||
9 |
مهارات الطلاقة الرقمية. |
467 |
222 |
12 |
2.653 |
.510 |
12 |
مرتفعة |
67.0 |
31.3 |
1.7 |
||||||
10 |
التعامل مع النظم الخبيرة. |
492 |
206 |
12 |
2.676 |
.503 |
11 |
مرتفعة |
69.3 |
29.0 |
1.7 |
||||||
11 |
استخدام المنصات التعليمية. |
622 |
76 |
12 |
2.859 |
.393 |
6 |
مرتفعة |
87.6 |
10.7 |
1.7 |
||||||
12 |
إنشاء ملفات الإنجاز الالکترونية E-Protfolio. |
644 |
66 |
- |
2.907 |
.290 |
1 |
مرتفعة |
90.7 |
9.3 |
- |
||||||
13 |
استخدام أدوات التقييم الرقمي لإنشاء اختبارات الکترونية. |
630 |
80 |
- |
2.887 |
.316 |
2 |
مرتفعة |
88.7 |
11.3 |
- |
||||||
14 |
تصميم وإدارة المواقع الالکترونية. |
414 |
272 |
24 |
2.549 |
.561 |
13 |
مرتفعة |
58.3 |
38.3 |
3.4 |
||||||
المحور ککل |
2.764 |
.160 |
1 |
مرتفعة |
التکرارات والمتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والترتيب لآراء أفراد العينة حول درجة أهمية المتطلبات الرقمية
بالنظر إلى الجدول السابق رقم (5) يتضح أن "المتطلبات الرقمية" بما يحويه من معارف ومهارات فرعية حصل على المرتبة الأولى في محور المتطلبات الخاصة بمحتوى برامج التنمية المهنية للمعلمين؛ لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة بمتوسط حسابي ( 2.764) وبانحراف معياري ( .160) وبدرجة مرتفعة من الأهمية، وقد يعزى ذلک إلى أن المعلمين بحاجة ماسة إلى هذه المتطلبات الرقمية، وتوظيف الأدوات الرقمية في العملية التعليمية، وممارسة أساليب التقويم الالکتروني بصورة تسهم في التغلب على تحديات الثورة الصناعية الرابعة وتکسبهم مهارات التعامل معها، وهذا يؤکد على ضرورة أن يتم تنمية وتدريب المعلمين على المتطلبات الرقمية، وأنها من أهم متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، وأهم إفرازاتها في نفس الوقت، وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسة (أحمد، 2019)، ودراسة ( عبد القادر، 2014)، ودراسة (اليامي، 2020) التي أسفرت جميعها عن أن المعلمين في حاجة ماسة لتنميتهم مهنيًا وتدريبهم على المهارات الرقمية في مجال التعليم، وتتفق کذلک مع دراسة (الزهراني، 2018) التي أظهرت حاجة المعلمين للتدريب على مهارات التدريس الرقمي؛ ليتمکنوا من تقديم تعليم ملائم للطلاب، وأن عدم حصولهم على التدريب الکافي ينعکس على امتلاکهم لتلک المهارات وممارستهم لها.
کما يتضح من الجدول السابق رقم (5) أن العبارة (12) " إنشاء ملفات الإنجاز الالکترونية E-Portfolio" جاءت في المرتبة الأولى في درجة الأهمية، بمتوسط حسابي (2.907) وبانحراف معياري (.290)، وجاءت العبارة (13) " استخدام أدوات التقييم الرقمي لإنشاء اختبارات الکترونية" في المرتبة الثانية في درجة الأهمية، بمتوسط حسابي (2.887) وبانحراف معياري (.316 )، وهذا يؤکد على أن المعلمين يحتاجون إلى التدريب على المزيد من المهارات المتعلقة بالأساليب الالکترونية في تقويم تعلم الطلاب، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة (أحمد، 2019) التي توصلت إلى حاجة المعلمين إلى تنميتهم في مجال أساليب التقويم الالکترونية الحديثة، ودراسة (عبد القادر، 2014) في ضرورة اتقان المعلم لهذه المهارات، ودراسة (اليامي، 2020) التي أکدت على ضرورة تدريب المعلمات على استخدام التقنيات الرقمية کأداة تعلم (للبحث والتنظيم والتقويم)، ودراسة (بدر، 2021) التي أکدت على أن مهارات التعامل مع أساليب التقويم الالکتروني من أهم الاحتياجات التدريبية للمعلم الرقمي.
وجاءت العبارة رقم (3) " استخدام تطبيقات المحاکاة والواقع المعزز في عملية التعليم والتعلم"، والعبارة رقم (8) " امتلاک أدوات الملاحة الرقمية وترجمتها في سياق رقمي" في المرتبة الثالثة في درجة الأهمية، حيث کان المتوسط الحسابي (2.876) وبانحراف معياري (.329)، وجاءت العبارة رقم (4) "توظيف الذکاء الاصطناعي في بيئة التعلم" في المرتبة الخامسة بمتوسط حسابي ( 2.873) وبانحراف معياري (.332)، وجاءت العبارة (11) " استخدام المنصات التعليمية" المرتبة السادسة بمتوسط حسابي ( 2.859) وبانحراف معياري ( .393)، کما جاءت العبارة (5) "التدريب على التعامل مع الروبوتات" في المرتبة السابعة بمتوسط حسابي (2.853) وبانحراف معياري (.353)، واحتلت العبارة ((6 " کيفية تثبيت واستخدام برمجيات إنترنت الأشياء" المرتبة الثامنة بمتوسط حسابي ( 2.840) وبانحراف معياري (.362)، وکلها درجة أهمية کبيرة.
ويمکن تفسير ذلک بأن أفراد العينة يرون أن هذه المتطلبات الرقمية ضرورية وحتمية نتيجة للثورة الصناعية الرابعة، وهذا يؤکد ضرورة اتقان المعلم لمهارات استخدام التکنولوجيا في العملية التعليمية، بما يسمح بتطوعيها لخدمة المحتوى التعليمي بشکل عام، فهذه المتطلبات الرقمية مهمة للطلاب والمعلمين، ومن ثم يجب أن يتمکن المعلمين من هذه المهارات في ضوء تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، والتي تفرض التعامل مع تطبيقات ومجالات تکنولوجية مثل الواقع المعزز، والملاحة الرقمية، والذکاء الاصطناعي، والمنصات التعليمية في التدريس والتواصل مع الطلاب، والروبوتات وانترنت الأشياء، وغيرها، فامتلاک المعلم لهذه المهارات تسمح له بالتواصل بفاعلية مع أصحاب الرؤى والتخصصات الأخرى ، وأولياء الأمور بما يحقق نموًا متکاملاً في شتى مکونات العملية التعليمية، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة ( البيطار، 2020) في ضرورة تدريب المعلمين على تغير أساليب واستراتيجيات التدريس والتدريب التقليدية بأساليب توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، ودراسة (الدهشان؛ سمحان، 2020) التي أکدت على أن مهارات الثقافة الرقمية ضرورة حتمية؛ لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة بالنسبة لخريجي الجامعات.
کما يتضح من الجدول السابق أن العبارة رقم (1) " توظيف تطبيقات جوجل Google Apps في بيئة التعلم" في المرتبة الأخيرة في درجة الأهمية، بمتوسط حسابي (2.273) وبانحراف معياري (.521) وبدرجة أهمية متوسطة، ويمکن تفسير هذه النتيجة راجع إلى أنه لابد من وجود المعرفة الکافية للمعلمين بتوظيف هذه التطبيقات في بيئة التعلم، فهي أداة جيدة لإنجاز الکثير من الأنشطة التي يمارسها الإنسان في جوانب حياته جميعها خاصة في العصر الرقمي، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة ( البيطار، 2020) التي أکدت على توظيف تطبيقات جوجل Google Apps في بيئة التعلم من المهارات الرقمية للمعلمين في عصر الثورة الصناعية الرابعة.
ب-2- النتائج الخاصة باستجابات أفراد العينة حول درجة أهمية المتطلبات الخاصة بالثقافة المعلوماتية، وجاءت النتائج على النحو الموضح بالجدول التالي:
جدول رقم (6)
م |
العبارة |
التکرارات والنسب المئوية |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
الترتيب |
درجة الأهمية |
||
کبيرة |
متوسطة |
ضعيفة |
||||||
1 |
الوصول للمعلومات بفاعلية وکفاءة (المصادر والوقت). |
510 |
176 |
24 |
2.684 |
.532 |
7 |
مرتفعة |
71.8 |
24.8 |
3.4 |
||||||
2 |
إصدار الأحکام والمصداقية لمصادر معلوماتية محددة. |
154 |
530 |
26 |
2.180 |
.470 |
11 |
متوسطة |
21.7 |
74.6 |
3.7 |
||||||
3 |
متابعة المعلومات المتعلقة بالقضايا العلمية. |
208 |
478 |
24 |
2.259 |
.509 |
10 |
متوسطة |
29.3 |
67.3 |
3.4 |
||||||
4 |
مهارات تنظيم البيانات وترتيبها وإخراجها على شکل معلومات. |
44 |
632 |
34 |
2.014 |
.331 |
12 |
متوسطة |
6.2 |
89.0 |
4.8 |
||||||
5 |
مهارات الاتصالات والاستعداد لتعلم أشياء جديدة. |
514 |
184 |
12 |
2.707 |
.491 |
6 |
مرتفعة |
72.4 |
25.9 |
1.7 |
||||||
6 |
مهارات إدارة المعلومات وتنظيمها وتقييمها. |
264 |
422 |
24 |
2.338 |
.540 |
9 |
مرتفعة |
37.2 |
59.4 |
3.4 |
||||||
7 |
تحديد المواد الرقمية اللازمة في عملية التعليم والتعلم. |
650 |
48 |
12 |
2.898 |
.353 |
1 |
مرتفعة |
91.5 |
6.8 |
1.7 |
||||||
8 |
استخدام المعلومات بدقة وإبداع. |
400 |
268 |
24 |
2.529 |
.563 |
8 |
مرتفعة |
56.3 |
40.3 |
3.4 |
||||||
9 |
تنمية مهارات محو الأمية الرقمية. |
648 |
50 |
12 |
2.895 |
.356 |
2 |
مرتفعة |
91.3 |
7.0 |
1.7 |
||||||
10 |
فهم القضايا الأخلاقية والقانونية المتعلقة بتوظيف المعلومات. |
636 |
62 |
12 |
2.878 |
.374 |
3 |
مرتفعة |
89.6 |
8.7 |
1.7 |
||||||
11 |
أخلاقيات استخدام الأنظمة والتطبيقات الرقمية. |
628 |
70 |
12 |
2.867 |
.385 |
4 |
مرتفعة |
88.5 |
9.9 |
1.7 |
||||||
12 |
الأمان والخصوصية المعلوماتية. |
594 |
104 |
12 |
2.819 |
.426 |
5 |
مرتفعة |
83.7 |
14.6 |
1.7 |
||||||
المحور ککل |
2.589 |
.190 |
4 |
مرتفعة |
التکرارات والمتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والترتيب لآراء أفراد العينة حول درجة أهمية المتطلبات الخاصة بالثقافة المعلوماتية
بالنظر إلى الجدول السابق رقم (6) يتضح أن " المتطلبات الخاصة بالثقافة المعلوماتية" في المرتبة الرابعة بمتوسط حسابي ( 2.589) وبانحراف معياري ( .190) وبدرجة مرتفعة من الأهمية، ويمکن تفسير هذه النتيجة بأن أفراد العينة يرون أن المعارف والمهارات الخاصة بالثقافة المعلوماتية ضرورية؛ لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة، وقد يرجع ذلک إلى طبيعة العصر الذي نعيشه الآن حيث يتطلب ذلک أن يتعرف المعلم هذه المهارات مما يدعم تدريسه، کما يمکن تفسير ذلک أيضًا أن هناک ضعفًا في الثقافة المعلوماتية لدى المعلم، والذي لم تمکنه برامج الإعداد وبرامج التنمية المهنية من توظيفها بدرجة کبيرة، وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسة (عبد القادر، 2014) ودراسة (الهويش، 2018) التي أکدت على ضرورة تضمين برامج التنمية المهنية للمعلمين مهارات التعامل مع الثقافة المعلوماتية والإعلامية.
کما يتضح من الجدول السابق رقم (6) أن العبارة ((7 "تحديد المواد الرقمية اللازمة في عملية التعليم والتعلم" احتلت المرتبة الأولى بمتوسط حسابي (2.898) وبانحراف معياري (.353) وبدرجة مرتفعة من الأهمية، ويمکن تفسير ذلک بأنه لابد من وجود المعرفة والمهارة الکافية للمعلمين بتحديد المعلومات والمواد الرقمية اللازمة للعملية التعليمية، وقد يعود ذلک إلى التطورات السريعة في المعارف والمعلومات والتي ألقت بانعکاسها على العملية التعليمية، وهذا يؤکد على ضرورة أن يتم تدريب المعلمين عليها باعتبارها من أهم متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، وأهم إفرازاتها، وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسة (الحارثي، 2020)، ودراسة (أحمد، 2019) التي أکدت على ضرورة تضمين مثل هذه المهارات في برامج إعداد وتدريب المعلمين.
وجاءت العبارة رقم (9) "تنمية مهارات محو الأمية الرقمية" في المرتبة الثانية بمتوسط حسابي (2.895) وبانحراف معياري (.356) وبدرجة مرتفعة من الأهمية، ويمکن تفسير ذلک أن التعامل مع التکنولوجيا الحديثة أمر ضروري وحتمي؛ لمواکبة هذه العصر؛ مما يؤکد ضرورة الاهتمام بمحو الأمية الرقمية لدى المعلم أولاً، ثم تدريبه على کيفية تنمية محوها لدى تلاميذه، وتتفق هذه الدراسة مع دراسة (عبد القادر، 2014) التي أکدت على ضرورة العمل على تطوير برامج التنمية المهنية في ضوء التطبيقات التکنولوجية.
کما يتضح من الجدول السابق رقم (6) أن العبارة (10) "فهم القضايا الأخلاقية والقانونية المتعلقة بتوظيف المعلومات" في المرتبة الثالثة بمتوسط حسابي (2.878) وبانحراف معياري (.374)، وبدرجة مرتفعة من الأهمية، والعبارة ((11 " أخلاقيات استخدام الأنظمة والتطبيقات الرقمية." في المرتبة الرابعة بمتوسط حسابي (2.867) وبانحراف معياري (.385)، وهي مهمة بدرجة کبيرة کذلک، ويمکن تفسير هذه النتيجة بأن أفراد العينة يرون أهمية وضرورة توافر برامج تنمية مهنية تتعلق بتنظيم استخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة بشکل يحقق الجوانب الإيجابية وتجنب المخاطر بشکل مناسب، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة (الحارثي، 2020) التي أکدت على ضرورة تضمين القضايا الأخلاقية والقانونية المتعلقة بتوظيف المعلومات في برامج الإعداد التربوي للمعلم، ودراسة ( اليامي، 2020) التي أکدت على أن هذه المهارات من الاحتياجات التدريبية للمعلمات لتنمية مهارات العصر الرقمي، کما يتضح من الجدول السابق رقم (6) أن العبارة (4) "مهارات تنظيم البيانات وترتيبها وإخراجها على شکل معلومات" في المرتبة الأخيرة بمتوسط حسابي (2.014) وبانحراف معياري ( .331) وبدرجة أهمية متوسطة، ويمکن تفسير هذه النتيجة إلى طبيعة العصر الذي نعيشه من تفجر معرفي وثورة تقنية لم يعد الهدف المطلوب جمع المعلومات وحفظها، بل ترتيبها وتنظيمها وتطبيقها.
ب-3- النتائج الخاصة باستجابات أفراد العينة حول درجة أهمية المتطلبات الخاصة بالتفکير الناقد وحل المشکلة، وجاءت النتائج على النحو الموضح بالجدول التالي:
جدول رقم (7)
التکرارات والمتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والترتيب لآراء أفراد العينة حول درجة أهمية معارف ومهارات التفکير الناقد وحل المشکلة.
م
|
العبارة |
التکرارات والنسب المئوية |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
الترتيب |
درجة الأهمية |
||
کبيرة |
متوسطة |
ضعيفة |
||||||
1 |
تحليل المعلومات وتفسيرها. |
370 |
308 |
32 |
2.476 |
.583 |
8 |
مرتفعة |
52.1 |
43.4 |
4.5 |
||||||
2 |
توليد الأفکار لحل مشکلة ملحة. |
490 |
196 |
24 |
2.656 |
.541 |
3 |
مرتفعة |
69.0 |
27.6 |
3.4 |
||||||
3 |
مهارات تقييم الأفکار. |
218 |
468 |
24 |
2.273 |
.516 |
10 |
متوسطة |
30.7 |
65.9 |
3.4 |
||||||
4 |
مهارات اتخاذ القرار. |
358 |
340 |
12 |
2.487 |
.532 |
7 |
مرتفعة |
50.4 |
47.9 |
1.7 |
||||||
5 |
مهارات حل المشکلات. |
478 |
220 |
12 |
2.656 |
.509 |
3 |
مرتفعة |
67.3 |
31.0 |
1.7 |
||||||
6 |
استخدام الحلول للتنبؤ بحلول جديدة. |
504 |
206 |
- |
2.709 |
.454 |
2 |
مرتفعة |
71.0 |
29.0 |
- |
||||||
7 |
تحليل بدائل وجهات النظر المتنوعة. |
349 |
337 |
24 |
2.457 |
.562 |
9 |
مرتفعة |
49.2 |
47.5 |
3.4 |
||||||
8 |
مهارات التخطيط. |
462 |
236 |
12 |
2.633 |
.516 |
6 |
مرتفعة |
65.1 |
33.2 |
1.7 |
||||||
9 |
توظيف المعرفة العمية في المواقف الجديدة. |
556 |
142 |
12 |
2.766 |
.461 |
1 |
مرتفعة |
78.3 |
20.0 |
1.7 |
||||||
10 |
التأمل والنقد لکل ما يتعرض له من خبرات ومواقف. |
488 |
198 |
24 |
2.653 |
.542 |
5 |
مرتفعة |
52.4 |
44.2 |
3.4 |
||||||
المحور ککل |
2.577 |
.212 |
5 |
مرتفعة |
بالنظر إلى الجدول السابق رقم (7) يتضح أن " المتطلبات الخاصة بالتفکير الناقد وحل المشکلة" جاء في المرتبة الخامسة بمتوسط حسابي (2.577) وبانحراف معياري ( .212) وبدرجة مرتفعة من الأهمية، ويمکن تفسير هذه النتيجة بأن أفراد العينة يرون أن هذه المعارف والمهارات تعد أهدافًا أساسية للمواد الدراسية جميعها في عصر الثورة الصناعية الرابعة ومن أهم مهارات القرن الحادي والعشرين التي يجدر بالمعلم أن ينميها لدى تلاميذه، مما يؤکد ضرورة الاهتمام بتنميتها لدى المعلم أولاً، ثم تدريبه على کيفية تنميتها لدى تلاميذه، وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسة (عبد القادر، 2014) ودراسة (اليامي،2020) التي أکدت على ضرورة تضمين برامج التنمية المهنية للمعلمين المعارف والمهارات الخاصة بالتفکير الناقد وحل المشکلة.
کما يتضح من الجدول السابق رقم (7) أن العبارة رقم (9) "توظيف المعرفة العلمية في المواقف الجديدة" في المرتبة الأولى بمتوسط حسابي (2.766) بانحراف معياري (.461) وبدرجة مرتفعة من الأهمية، وجاءت العبارة رقم (6) "استخدام الحلول للتنبؤ بحلول جديدة" في المرتبة الثانية بمتوسط حسابي (2.709) وبانحراف معياري (.454)، وهي مهمة بدرجة مرتفعة، ويمکن تفسير ذلک بأن أفراد العينة يرون أن القدرة على توظيف المعرفة في الجانب الحياتي، وابتکار أفکار جديدة وتشجيع المبادرات والأفکار بعيدًا عن الروتين والتدريبات التي لا تتناسب مع متطلبات هذا العصر مهمة جدًا، وأنها من المهارات الواجب تنميتها لدى المعلم، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة (حسين،2020) على ضرورة توجيه تدريب المعلم على إنتاج المعرفة وتوظيفها.
وجاءت العبارة رقم (5) " مهارات حل المشکلات" والعبارة ( (2 "توليد الأفکار لحل مشکلة ملحة" في المرتبة الثالثة بمتوسط حسابي (2.656) وبدرجة مرتفعة من الأهمية، واحتلت العبارة ((10 "التأمل والنقد لکل ما يتعرض له من خبرات ومواقف" في المرتبة الخامسة، وهذا يؤکد على ضرورة اتقان المعلم لمهارات حل المشکلات وتوليد الأفکار والتفکير الناقد، لما لها من أثر کبير في التنمية المهنية للمعلم، والمساهمة في حل المشکلات المجتمعية بصفة عامة والمشکلات المدرسية بصفة خاصة بطرق ابتکارية، وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسة (أحمد، 2019)، ودراسة ( اليامي، 2020)، ودراسة (عبد القادر، 2014) التي أکدت على أن المعلمين في حاجة مستمرة وضرورية للتدريب على حل المشکلات والتعامل معها بفاعلية، والتفکير الناقد وتوليد المعرفة، وأنها من متطلبات التنمية المهنية المستمرة والمتصلة بتنمية مهارات القرن الحادي والعشرين.
کما يتضح من الجدول السابق أن العبارة (3) " مهارات تقييم الأفکار" في المرتبة الأخيرة بمتوسط حسابي (2.273) وبانحراف معياري (.516) وبدرجة أهمية متوسطة، ويمکن تفسير هذه النتيجة إلى طبيعة العصر الذي نعيشه عصر الانفجار المعرفي، ومن ثم لابد من وجود المعرفة الکافية للمعلمين بتقييمها حتي يمکن تنميتها لدى تلاميذه.
ب-4- النتائج الخاصة باستجابات أفراد العينة حول درجة أهمية المتطلبات الخاصة بالابتکار والإبداع، وجاءت النتائج على النحو الموضح بالجدول التالي:
جدول رقم (8)
م |
العبارة |
التکرارات والنسب المئوية |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
الترتيب |
درجة الأهمية |
||
کبيرة |
متوسطة |
ضعيفة |
||||||
1 |
تطوير رؤية جديدة للمعرفة. |
372 |
314 |
24 |
2.490 |
.563 |
9 |
مرتفع |
52.4 |
44.2 |
3.4 |
||||||
2 |
التفکير المستقبلي لاکتشاف آفاق المعرفة المطلوبة. |
546 |
164 |
- |
2.769 |
.421 |
4 |
مرتفع |
76.9 |
23.1 |
- |
||||||
3 |
مهارات التخطيط للدروس اليومية بطريقة إبداعية. |
600 |
98 |
12 |
2.828 |
.419 |
3 |
مرتفع |
84.5 |
13.8 |
1.7 |
||||||
4 |
تطبيق الاستراتيجيات في الفصل بطريقة إبداعية. |
620 |
88 |
2 |
2.870 |
.344 |
2 |
مرتفع |
87.3 |
12.4 |
0.3 |
||||||
5 |
تطوير الأنشطة الفصلية بطريقة إبداعية. |
620 |
90 |
- |
2.873 |
.332 |
1 |
مرتفع |
87.3 |
12.7 |
- |
||||||
6 |
تحويل الأفکار الابتکارية إلى مساهمات ملموسة ومفيدة. |
226 |
460 |
24 |
2.284 |
.521 |
10 |
متوسط |
31.8 |
64.8 |
3.4 |
||||||
7 |
القدرة على التخيل والتوقع. |
490 |
208 |
12 |
2.673 |
.504 |
8 |
مرتفع |
69.0 |
29.3 |
1.7 |
||||||
8 |
تنظيم المعلومات وفق أفکار جديدة. |
514 |
184 |
12 |
2.707 |
.491 |
6 |
مرتفع |
72.4 |
25.9 |
1.7 |
||||||
9 |
التدريب على کيفية دعم الأفکار الإبداعية. |
536 |
174 |
- |
2.754 |
.430 |
5 |
مرتفع |
75.5 |
24.5 |
- |
||||||
10 |
التدريب على دعم الاختراعات. |
498 |
200 |
12 |
2.684 |
.500 |
7 |
مرتفع |
70.1 |
28.2 |
1.7 |
||||||
المحور ککل |
2.693 |
.230 |
2 |
مرتفع |
التکرارات والمتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والترتيب لآراء أفراد العينة حول درجة أهمية المتطلبات الخاصة بالابتکار والإبداع.
بالنظر إلى الجدول السابق رقم (8) يتضح أن "المتطلبات الخاصة بالابتکار والإبداع" في المرتبة الثانية بمتوسط حسابي (2.693) وبانحراف معياري ( .230)، وبدرجة مرتفعة من الأهمية، وهذا يؤکد على أهمية تضمين هذه المعارف والمهارات في برامج التنمية المهنية للمعلمين، ويمکن تفسير ذلک بأن أفراد العينة يرون أن امتلاکهم لهذه المهارات تجعل من بيئتهم الصفية بيئة نشطة وفعالة من خلال تنمية هذه المهارات، وربما يعود إلى حداثة هذه المهارات، وضعف العلاقة بين برامج التنمية المهنية وبين هذه المهارات، وتتفق هذ النتيجة دراسة (الهويش، 2018) التي أکدت على ضرورة تضمين برامج التنمية المهنية للمعلمين مهارات التفکير الإبداعي، ودراسة ( الطوخي؛ عبد الغني، 2017) حيث أکدت على أهمية إعداد الإنسان القادر على التفاعل مع هذا العصر ومعطياته، ووصفت هذا العصر بأنه العصر التي أصبحت فيه المعرفة قوة، والقوة معرفة، وأضحت الثورة الحقيقة لأي مجتمع تتمثل في الإنسان المبدع المتکيف القادر على خوض غمار المنافسة في القرن الحادي والعشرين.
کما يتضح من الجدول السابق رقم (8) أن العبارة رقم (5) " تطوير الأنشطة الفصلية بطريقة إبداعية" في المرتبة الأولى بمتوسط حسابي (2.873) وبانحراف معياري(.332)، وجاءت العبارة رقم (4) " تطبيق الاستراتيجيات في الفصل بطريقة إبداعية" في المرتبة الثانية بمتوسط حسابي (2.870) وبانحراف معياري (.344)، واحتلت العبارة رقم (3) " مهارات التخطيط للدروس اليومية بطريقة إبداعية" في المرتبة الثالثة بمتوسط حسابي (2.828) وبانحراف معياري (.419)، وبدرجة مرتفعة من الأهمية، ويمکن تفسير هذا بأن المعلم أصبح في الوقت الراهن مکلفًا بأدوار کثير لها صفة المستقبلية وترتبط بطبيعة العصر وتطوراته حاضرًا ومستقبلاً، ومن بين هذه الأدوار الإبداع في کل ما يتعلق بالعملية التعليمية، وهذا يشير إلى ضرورة ترکيز برامج التنمية المهنية على تحويل دور من معلم تقليدي إلى معلم يمارس التفکير الإبداعي مع طلابه، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة (عبد القادر، 2014) التي أشارت إلى ضرورة الاهتمام بالأنشطة الإبداعية ببرامج التنمية المهنية للمعلمين، کما يتضح من الجدول أن العبارة رقم (6) " تحويل الأفکار الابتکارية إلى مساهمات ملموسة ومفيدة " في المرتبة الأخيرة بمتوسط حسابي (2.284) وبانحراف معياري (.251) وبدرجة أهمية متوسطة، ويمکن تفسير هذه النتيجة بأن الکثير من الناس لديهم الکثير من الأفکار ولکن لا يمکنهم تحويلها إلى واقع، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة(اليامي، 2020)التي أکدت على أن مهارة تدريب الطلاب على تنفيذ الابتکارات من تحويل أفکارهم إلى مساهمات ملموسة من أهم الاحتياجات التدريبية للمعلمات في العصر الرقمي.
ب-5- النتائج الخاصة باستجابات أفراد العينة حول درجة أهمية المتطلبات الخاصة بالاتصال والتشارکية، وجاءت النتائج على النحو الموضح بالجدول التالي:
جدول رقم (9)
التکرارات والمتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والترتيب لآراء أفراد العينة حول درجة أهمية المتطلبات الخاصة الاتصال والتشارکية.
م |
العبارة |
التکرارات والنسب المئوية |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
الترتيب |
درجة الأهمية |
||
کبيرة |
متوسطة |
ضعيفة |
||||||
1 |
استخدام وسائل وتقنيات وبرمجيات مختلفة بحرفية وأمان. |
562 |
144 |
4 |
2.785 |
.424 |
2 |
مرتفع |
79.2 |
20.3 |
0.6 |
||||||
2 |
مهارات التواصل المباشر والرقمي. |
44 |
606 |
60 |
1.977 |
.382 |
9 |
متوسط |
6.2 |
85.4 |
8.5 |
||||||
3 |
مهارات العرض الفعال. |
88 |
554 |
68 |
2.028 |
.468 |
8 |
متوسط |
12.4 |
78.0 |
9.6 |
||||||
4 |
مهارات العمل في فريق بفاعلية ومرونة. |
278 |
408 |
24 |
2.357 |
.545 |
7 |
مرتفع |
39.2 |
57.5 |
3.4 |
||||||
5 |
تقديم البيانات والمعلومات للمتعلمين باستخدام الوسائط التفاعلية. |
516 |
180 |
14 |
2.707 |
.496 |
5 |
مرتفع |
72.7 |
25.4 |
2.0 |
||||||
6 |
توظيف وسائل التواصل الرقمية في عملية التعليم والتعلم. |
560 |
148 |
2 |
2.785 |
.417 |
2 |
مرتفع |
78.9 |
20.8 |
0.3 |
||||||
7 |
التفاعل مع الاستفسارات والملاحظات من الادوات الرقمية المستخدمة في عملية التعليم والتعلم. |
594 |
104 |
12 |
2.819 |
.426 |
1 |
مرتفع |
83.7 |
14.6 |
1.7 |
||||||
8 |
التواصل والتعاون مع جميع أطراف العملية التعليمية. |
34 |
614 |
62 |
1.960 |
.356 |
10 |
متوسط |
4.8 |
86.5 |
8.7 |
||||||
9 |
تنظيم التعاون بين المعلمين في بيئة التعلم الرقمية. |
556 |
142 |
12 |
2.766 |
.461 |
4 |
مرتفع |
78.3 |
20.0 |
1.7 |
||||||
10 |
مهارات الدعم الجماعي (المشارکة بالمعرفة). |
418 |
258 |
34 |
2.540 |
.587 |
6 |
مرتفع |
58.9 |
36.3 |
4.8 |
||||||
المحور ککل |
2.473 |
.188 |
6 |
مرتفع |
بالنظر إلى الجدول السابق رقم (9) يتضح أن "المتطلبات الخاصة بالاتصال والتشارکية" في المرتبة السادسة بمتوسط حسابي ( 2.473) وبانحراف معياري ( .188) وبدرجة مرتفعة من الأهمية، وهذا يؤکد ضرورة تناول مهارات الاتصال والتشارکية خلال برامج التنمية المهنية للمعلم، بما يسمح إقامة علاقات اجتماعية ناجحة خلال حوار بناء ( مباشر، الکتروني) مع تلاميذهم يتناول مختلف القضايا العلمية والاجتماعية، وتقديم حلول لها، بما يسهم في تطوير العملية التعليمية، فممارسات المعلمين يجب أن تتوافق مع تغيرات العصر والمتطلبات التربوية المتجددة والتي تمکن الطلاب من العيش في عصر الثورة الصناعية الرابعة، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة (اليامي،2020) التي أکدت على ضرورة تضمين برامج التنمية المهنية للمعلمات المعارف والمهارات الخاصة بالاتصال والتشارکية، ودراسة (عبد القادر، 2014) التي أکدت على ضرورة الاهتمام بالأنشطة الإبداعية التي تنمي المهارات الاجتماعية لدى المعلمين من خلال برامج التنمية المهنية.
کما يتضح من الجدول السابق رقم (9) أن العبارة رقم (7) "التفاعل مع الاستفسارات والملاحظات من خلال الادوات الرقمية المستخدمة في عملية التعليم والتعلم" في المرتبة الأولى بمتوسط حسابي (2.819) وبانحراف معياري (.426) وبدرجة مرتفعة من الأهمية، وهذا يؤکد ضرورة تدريب المعلم على مهارة التفاعل مع استفسارات وملاحظات طلابه من خلال الأدوات الرقمية المستخدمة في عملية التعليم والتعلم، واحتلت العبارة رقم(1) " استخدام وسائل وتقنيات وبرمجيات مختلفة بحرفية وأمان"، والعبارة رقم (6) " توظيف وسائل التواصل الرقمية في عملية التعليم والتعلم" المرتبة الثانية بمتوسط حسابي (2.785) ، وجاءت العبارة (9) "تنظيم التعاون بين المعلمين في بيئة التعلم الرقمية" في المرتبة الرابعة بمتوسط حسابي (2.766) وبانحراف معياري (.461)، وهي على درجة أهمية کبيرة جميعها، ويمکن تفسير ذلک بأن أفراد العينة يرون ضرورة ترکيز برامج التنمية للمعلمين بمتطلبات المعلم الرقمي، الذي يکون قادرًا على استخدام التقنيات والبرمجيات الحديثة وتوظيفها في العملية التعليمية، القادر على متابعة طلابه، والميسر والمسهل لعمليات التعلم، وکذلک إدارة المناقشات الالکترونية، ولا يستطيع المعلم اکتساب تلک المهارات إلا من خلال برامج التنمية المهنية للمعلمين، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة (شبانة وآخرون، 2021) التي أکدت على أهمية أن تقدم برامج التنمية المهنية للمعلمين تدريبات تمکنهم من التقنيات الرقمية وإدارة المشارکات الالکترونية، واستخدام التقنيات الحديثة في العملية التعليمية، وجاءت العبارة رقم (8) " التواصل والتعاون مع جميع أطراف العملية التعليمية" في المرتبة الأخيرة بمتوسط حسابي (1.960) وبانحراف معياري (.356) وبدرجة أهمية متوسطة، ويمکن تفسير ذلک إلى طبيعة العملية التعليمية التي تقوم على التواصل والتعاون بين المعلم وطلابه من ناحية، وبين الطلاب وبعضهم البعض من ناحية ثانية، وبين هؤلاء والمنهج من ناحية ثالثة، وبينهم وبين المجتمع الخارجي من ناحية رابعة، ومن ثم فإن برامج التنمية المهنية من الضروري أن تسهم في دعم مهارات التواصل والتعاون بين أطراف العملية التعليمية جميعها، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة (الحارثي،2020) التي أکدت على أن ضرورة دعم مهارات الاتصال والتعاون للمعلم، ودراسة (بدر، 2021) التي أکدت على أن مهارة إدارة اللقاءات الافتراضية من أهم الاحتياجات التدريبية للمعلم الرقمي.
ب-6- النتائج الخاصة باستجابات أفراد العينة حول درجة أهمية المتطلبات الخاصة بالحياة والمهنة، وجاءت النتائج على النحو الموضح بالجدول التالي:
جدول (10)
التکرارات والمتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والترتيب لآراء أفراد العينة حول درجة أهمية المتطلبات الخاصة بالحياة والمهنة.
م |
العبارة |
التکرارات والنسب المئوية |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
الترتيب |
درجة الأهمية |
||
کبيرة |
متوسطة |
ضعيفة |
||||||
1 |
المرونة والقابلية للتکيف مع الأدوار والمسئوليات الجديدة والمستقبلية. |
534 |
164 |
12 |
2.735 |
.478 |
4 |
مرتفعة |
75.2 |
23.1 |
1.7 |
||||||
2 |
التعلم من أجل التکيف مع التقنيات الجديدة. |
526 |
172 |
12 |
2.723 |
.483 |
5 |
مرتفعة |
74.1 |
24.2 |
1.7 |
||||||
3 |
مهارات التعلم الذاتي والتقييم الذاتي. |
622 |
76 |
12 |
2.859 |
.393 |
2 |
مرتفعة |
87.6 |
10.7 |
1.7 |
||||||
4 |
المهارات القيادية وتحمل المسئولية تجاه الآخرين. |
486 |
212 |
12 |
2.667 |
.506 |
6 |
مرتفعة |
68.5 |
29.9 |
1.7 |
||||||
5 |
مهارات إدارة الوقت. |
242 |
412 |
56 |
2.262 |
.592 |
11 |
متوسطة |
34.1 |
58.0 |
7.9 |
||||||
6 |
مهارات التعلم المستمر مدى الحياة. |
626 |
72 |
12 |
2.864 |
.388 |
1 |
مرتفعة |
88.2 |
10.1 |
1.7 |
||||||
7 |
تحديد أوليات العمل وإدارتها. |
328 |
338 |
44 |
2.400 |
.603 |
10 |
مرتفعة |
46.2 |
47.6 |
6.2 |
||||||
8 |
المهارات الريادية. |
586 |
112 |
12 |
2.808 |
.434 |
3 |
مرتفعة |
82.5 |
15.8 |
1.7 |
||||||
9 |
مهارات التعامل مع الضغوط. |
348 |
304 |
58 |
2.408 |
.636 |
9 |
مرتفعة |
49.0 |
42.8 |
8.2 |
||||||
10 |
التحلي بأخلاقيات المهنة. |
452 |
210 |
48 |
2.569 |
.617 |
7 |
مرتفعة |
63.7 |
29.6 |
6.8 |
||||||
11 |
الذکاء العاطفي. |
370 |
282 |
58 |
2.439 |
.640 |
8 |
مرتفعة |
52.1 |
39.7 |
8.2 |
||||||
المحور ککل |
2.612 |
.216 |
3 |
مرتفعة |
بالنظر إلى الجدول السابق (10) يتضح أن " المتطلبات الخاصة بالحياة والمهنة" في المرتبة الثالثة بمتوسط حسابي (2.612) وبانحراف معياري ( 0.216) وبدرجة مرتفعة من الأهمية، ويمکن تفسير هذه النتيجة بأن أفراد العينة يرون أن المعارف والمهارات الخاصة بالحياة والعمل من المهارات التي يسعى الکثير من الناس إلى اکتسابها في حياتهم، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة (عبد القادر، 2014) التي أکدت على الحاجة الملحة لضرورة امتلاک المعلم لمهارات الحياة والعمل من خلال برامج التنمية المهنية للمعلم.
کما يتضح من الجدول السابق أن العبارة رقم (6) " مهارات التعلم المستمر مدى الحياة" جاءت في المرتبة الأولى بمتوسط حسابي (2.864) وبانحراف معياري (.388) وبدرجة أهمية کبيرة، ويمکن تفسير هذه النتيجة إلى أن أفراد العينة يرون إنه مع تغير العصر ودخول العالم عصر الثورة الصناعية الرابعة ازدادت الحاجة إلى معلم متطور باستمرار مع تطور العصر؛ ليلبي حاجات طلابه ومجتمعه، وليواکب تغيرات العصر ومستجداته، وهذا يؤکد ضرورة تدريب المعلم على مهارات التعلم المستمر مدى الحياة بحيث يکون مطورًا باستمرار لممارساته المهنية، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة (عبد القادر، 2014) التي أکدت على ضرورة إتقان المعلم للعديد من السلوکيات التي تؤکد على المبادرة بالنمو المهني کالاطلاع على کل ما هو جديد بالنسبة لتخصصه، والاقبال على التعلم مدى الحياة، واحتلت العبارة رقم (2) "مهارات التعلم الذاتي والتقييم الذاتي" المرتبة الثانية بمتوسط حسابي ( 2.859) وبانحراف معياري (.393) وبدرجة أهمية کبيرة، ويشير ذلک إلى أن هناک ضرورة لتنمية وصقل مهارة التعلم الذاتي والتقييم الذاتي لديه، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة (أحمد، 2019)التي أکدت على ضرورة أن يتم تدريب المعلمين على مهارات التعلم الذاتي والتدريب على کيفية تنميتها لدى الطلاب، ودراسة (عبد القادر، 2014) التي أکدت على أن المعلم يجب أن يکون موجهًا ذاتيًا قادرًا على تحديد احتياجاته وأهدافه، لديه القدرة على الاستفادة من أوجه التقييم المقدمة من الجهات المختلفة ووضعها في الاعتبار؛ لتحديد نقاط قوته وضعفه؛ سعيًا إلى تحقيق رؤية تطويرية لذاته المهنية وللمؤسسة التعليمية بصورة کلية.
واحتلت العبارة رقم (8) " المهارات الريادية" المرتبة الثالثة بمتوسط حسابي (2.808) وبانحراف معياري (.434) وهي على درجة کبيرة من الأهمية، ويمکن تفسير هذه النتيجة إلى أن أفراد العينة يرون أن هناک حاجة ماسة إلى تنمية المهارات الريادية لدى المعلم خاصة في الفترة الأخيرة فمع کثرة التحديات، وسرعة وتيرة عولمة العالم وما تفرضه الحياة والعمل من مهارات جديدة يمسي معلم ريادة الأعمال هو طوق النجاة، ومن ثم فإن على المعلم صقل مهاراته ومعارفه الريادية حتى يمکنه اکسابها لطلابه، واحتلت العبارة (5) " مهارات إدارة الوقت" المرتبة الأخيرة بمتوسط حسابي (2.262) وبانحراف معياري (.592) وبدرجة أهمية متوسطة، ويمکن تفسير هذه النتيجة إلى أهمية مهارات إدارة الوقت للمعلم من تنظيم حصصه الدراسية وإدارة وقتها وتنظيم الدروس حتي يکون قدوة لتلاميذه في احترام الوقت، کما أن مهارات إدارة الوقت من أسس النجاح وتطوير الذات.
ب-7- النتائج الخاصة باستجابات أفراد العينة حول درجة أهمية المتطلبات الخاصة بفهم الثقافات المتعددة، وجاءت النتائج على النحو الموضح بالجدول التالي:
جدول (11)
التکرارات والمتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والترتيب لآراء أفراد العينة حول درجة أهمية المتطلبات الخاصة بفهم الثقافات المتعددة.
م
|
العبارة |
التکرارات والنسب المئوية |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
الترتيب |
درجة الأهمية |
||
کبيرة |
متوسطة |
ضعيفة |
||||||
1 |
فهم الثقافات والقيم المختلفة واحترام هذه الاختلافات. |
288 |
364 |
58 |
2.323 |
.618 |
6 |
مرتفعة |
40.6 |
51.3 |
8.2 |
||||||
2 |
المحافظة على الهوية الثقافية للمجتمع. |
312 |
374 |
24 |
2.405 |
.556 |
4 |
مرتفعة |
43.9 |
52.7 |
3.4 |
||||||
3 |
التفاعل الاجتماعي مع أصحاب الثقافات المتعددة. |
288 |
384 |
38 |
2.352 |
.579 |
5 |
مرتفعة |
40.6 |
54.1 |
5.4 |
||||||
4 |
الانفتاح المنضبط على ثقافات الآخرين. |
238 |
448 |
24 |
2.301 |
.527 |
7 |
متوسطة |
33.5 |
63.1 |
3.4 |
||||||
5 |
تعزيز قيم المواطنة الرقمية. |
638 |
60 |
12 |
2.881 |
.371 |
1 |
مرتفعة |
89.9 |
8.5 |
1.7 |
||||||
6 |
احترام وتقدير تنوع الفريق. |
588 |
100 |
22 |
2.797 |
.473 |
3 |
مرتفعة |
82.8 |
14.1 |
3.1 |
||||||
7 |
تقبل النقد من الآخرين. |
260 |
394 |
56 |
2.287 |
.602 |
8 |
متوسطة |
36.6 |
55.5 |
7.9 |
||||||
8 |
مراعاة حقوق الإنسان. |
198 |
434 |
78 |
2.169 |
.600 |
10 |
متوسطة |
27.9 |
61.1 |
11.0 |
||||||
9 |
مشارکة الآخرين فيما يتفق ويتناسب وقيمهم ومعتقداتهم. |
612 |
98 |
- |
2.862 |
.345 |
2 |
مرتفعة |
86.2 |
13.8 |
- |
||||||
10 |
الاستجابة بعقلية منفتحة لقيم وأفکار مختلفة. |
256 |
386 |
68 |
2.263 |
.621 |
9 |
مرتفعة |
36.1 |
54.4 |
9.6 |
||||||
المحور ککل |
2.464 |
.316 |
7 |
مرتفعة |
بالنظر إلى الجدول السابق (11) يتضح أن " المتطلبات الخاصة بفهم الثقافات المتعددة" في المرتبة السابعة والأخيرة بمتوسط حسابي (2.464)، وبانحراف معياري (.316 ) وبدرجة مرتفعة من الأهمية، ويمکن تفسير هذه النتيجة بأن أفراد العينة يدرکون أن معارف ومهارات فهم الثقافات المتعددة من المهارات الأکثر أهمية لتضمينها في برمج التنمية المهنية للمعلمين، وربما يعود إلى التطورات الکبيرة في مجال تکنولوجيا الاتصالات التي ساهمت في دمج العالم في قرية واحدة، ففهم الثقافات المتعددة يفتح آفاقًا لمواکبة القرن الحادي والعشرين وعصر الثورة الصناعية الرابعة، والتي يجدر بالمعلم أن ينميها لدى تلاميذه، مما يؤکد ضرورة الاهتمام بتنميتها لدى المعلم أولاً، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة (الحارثي، 2020) التي أکدت على مهارة فهم الثقافات المتعددة من المهارات الأکثر أهمية لتضمينها ببرامج الإعداد التربوي، ودراسة (عبد القادر، 2014) التي أکدت على ضرورة الاهتمام بالأنشطة الإبداعية التي تنمي المهارات عبر الثقافية لدى المعلمين من خلال برامج التنمية المهنية.
کما يتضح من الجدول أن العبارة رقم(5) "تعزيز قيم المواطنة الرقمية" احتلت المرتبة الأولى بمتوسط حسابي (2.881) وبانحراف معياري (.371) وبدرجة أهمية کبيرة، ويمکن تفسير هذه النتيجة إلى أن المواطنة الرقمية متطلب من متطلبات العصر؛ فالمواطنة الرقمية تساعد المعلمين على فهم ما يجب على طلابهم من مستخدمي التکنولوجيا کيفية استخدامها بشکل صحيح، فهي ليست مجرد أداة تعليمية، وإنما وسيلة لإعداد طلابهم من أجل مجتمع تعليمي تکنولوجي صحيح، تقوده ثقافة المعرفة والتعلم في بيئة آمنة.
واحتلت العبارة رقم (9) "مشارکة الآخرين فيما يتفق ويتناسب وقيمهم ومعتقداتهم" المرتبة الثانية بمتوسط حسابي (2.862) وبانحراف معياري (.345) وبدرجة أهمية کبيرة، ويمکن تفسير هذه النتيجة إلى التطورات الکبيرة في تکنولوجيا الاتصالات والتي ساعدت على فتح قنوات الاتصال، الأمر الذي يستدعي احترام وتقدير ثقافة وقيم الآخرين، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة (الدهشان؛ سمحان، 2020)التي أکدت على مشارکة الآخر فيما يناسبه ويتسق مع دينه ومعتقداته وقيمه استنادًا إلى أن التعرض لثقافات مختلفة يساعد على تقدير واحتضان الأشخاص المختلفين، وزاد احترامهم وتقديرهم، خاصة لأننا نعيش في عالم متعدد الثقافات، کما يتضح من الجدول أن العبارة رقم (8) "مراعاة حقوق الإنسان" احتلت المرتبة الأخيرة بمتوسط حسابي (2.169) وبانحراف معياري (.600) وبدرجة أهمية متوسطة، وهذا يؤکد على ضرورة تحلى المعلمين بمراعاة حقوق الإنسان وتنمية وعي طلابهم بها، ويتفق هذا دراسة (الحارثي، 2020) التي أکدت على ضرورة مراعاة حقوق الإنسان وتضمينها في برامج الإعداد التربوي.
ثالثًا- النتائج الخاصة بآراء أفراد العينة حول المتطلبات الخاصة بأساليب التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة:
جدول (12)
م |
العبارة |
التکرارات والنسب المئوية |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
الترتيب |
درجة الأهمية |
||
کبيرة |
متوسطة |
ضعيفة |
||||||
1 |
استراتيجيات التعليم والتدريب وجهًا لوجه( محاضرات، ندوات، ورش عمل،.....) |
566 |
110 |
34 |
2.749 |
.532 |
8 |
مرتفعة |
79.9 |
15.5 |
4.8 |
||||||
2 |
تصميم وإنشاء مواقع خاصة بالتدريب الرقمي يمکن للمعلم أن يدخل عليها ويتدرب على ما يريد من برامج التنمية وفق آلية معينة. |
610 |
78 |
22 |
2.828 |
.452 |
6 |
مرتفعة |
85.9 |
11.0 |
3.1 |
||||||
3 |
اعتماد نماذج التعلم والتدريب الافتراضي والمختلط. |
510 |
200 |
- |
2.718 |
.450 |
9 |
مرتفعة |
71.8 |
28.2 |
- |
||||||
4 |
إنشاء منصة رقمية لبرامج التنمية المهنية تشمل برامج ودورات وورش عمل وندوات ولقاءات لتنمية المهارات المطلوبة |
638 |
72 |
- |
2.898 |
.302 |
2 |
مرتفعة |
89.9 |
10.1 |
- |
||||||
5 |
إنشاء هيئة للتدريب الالکتروني للمعلمين ضمن الأکاديمية المهنية وعمل فروع لها في مراکز التدريب. |
650 |
60 |
- |
2.915 |
.278 |
1 |
مرتفعة |
91.5 |
8.5 |
- |
||||||
6 |
استثمار تکنولوجيا الحوسبة السحابية لنقل المعلومات والمهارات إلى المعلمين وربطها بالمدارس ووزارة التربية والتعليم . |
612 |
98 |
- |
2.862 |
.345 |
4 |
مرتفعة |
86.2 |
13.8 |
- |
||||||
7 |
تصميم برامج للتنمية المهنية باستخدام تقنيات الذکاء الاصطناعي. |
21.1 |
150 |
- |
2.788 |
.408 |
7 |
مرتفعة |
78.9 |
560 |
- |
||||||
8 |
تصميم برامج للتنمية المهنية باستخدام تقنية الواقع المعزز والافتراضي. |
592 |
118 |
- |
2.838 |
.372 |
5 |
مرتفعة |
83.4 |
16.6 |
- |
||||||
9 |
التدريب من خلال اللقاءات المفتوحة عبر شبکة الانترنت. |
450 |
214 |
46 |
2.569 |
.612 |
10 |
مرتفعة |
63.4 |
30.1 |
6.5 |
||||||
10 |
إنشاء منصة تدعم الروابط بين المعلمين من مختلف الأنحاء. |
616 |
94 |
- |
2.867 |
.339 |
3 |
مرتفعة |
86.8 |
13.2 |
- |
||||||
11 |
التواصل وتبادل الخبرات عبر شبکات التواصل الاجتماعي. |
74 |
578 |
58 |
2.022 |
.430 |
12 |
متوسطة |
10.4 |
81.4 |
8.2 |
||||||
12 |
تخصيص أيام محددة على مدار السنة للمعلمين مع مؤسسات التقنية في المجتمع للتعرف على أحدث التطبيقات التقنية، وأساليب توظيفها في العملية التعليمية. |
300 |
354 |
56 |
2.343 |
.619 |
11 |
مرتفعة |
42.3 |
49.9 |
7.9 |
||||||
المحور ککل |
2.699 |
.185 |
|
مرتفعة |
التکرارات والمتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والترتيب لآراء أفراد العينة حول المتطلبات الخاصة بأساليب التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة
بالنظر إلى الجدول السابق (12) جاءت استجابات أفراد العينة على عبارات محور " المتطلبات الخاصة بأساليب التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة " بدرجة مرتفعة، حيث بلغ المتوسط الحسابي ( 2.699) بانحراف معياري(.185)، وهذا يؤکد على أهمية هذه الأساليب بالنسبة للمعلمين؛ لتضمين معارف ومهارات الثورة الصناعية الرابعة في برامج التنمية المهنية للمعلمين، وهذا يؤکد على قيمة هذه الأساليب وأهميتها، ولم يحصل أي أسلوب من أساليب التنمية المهنية على درجة منخفضة مما يدل على أهمية هذه الأساليب.
وجاءت العبارة رقم (5) " إنشاء هيئة للتدريب الالکتروني للمعلمين ضمن الأکاديمية المهنية وعمل فروع لها في مراکز التدريب" في المرتبة الأولى بمتوسط حسابي (2.915) وبانحراف معياري (.278) وبدرجة أهمية کبيرة، ويعني ذلک أن من أهم أساليب التنمية المهنية للمعلمين هو إنشاء هيئة للتدريب الإلکتروني للمعلمين ضمن الأکاديمية المهنية وعمل فروع لها في مراکز التدريب، فمتغيرات العصر الحالي فرضت على المعلم الحاجة إلى تطوير ذاته في البرمجيات الخاصة بالتعامل مع الحاسوب؛ لتلبية متطلبات التعلم الرقمي، والتمکن من استخدام الأدوات والتقنيات الحديثة؛ لکي يتمکن المعلم من إيصال المعلومة على أکمل وجه وتحقيق تواصل فعال بينه وبين الطلاب من خلال بيئة إلکترونية جاذبة، کما أن ظروف الحجر المنزلي التي فرضتها علينا جائحة کورونا، وجد المعلم نفسه أمام أوقات الفراغ الطويلة التي کان لا بد وأن يستثمر ساعاتها الاستثمار الأمثل في عمليات التعلم المستمر وتطوير الذات، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة (الحجابي، 2019) التي أکدت على أن التدريب عبر الانترنت من أهم أساليب التطور المهني للمعلمين في العصر الرقمي، ودراسة (العنزي، 2017) التي أوصت بإنشاء مراکز تدريب المعلمين عن بعد في کل منطقة تعليمية.
وجاءت العبارة رقم (4) " إنشاء منصة رقمية لبرامج التنمية المهنية تشمل برامج ودورات وورش عمل وندوات ولقاءات لتنمية المهارات المطلوبة" في المرتبة الثانية بمتوسط حسابي (2.898) وبانحراف معياري (.302) وبدرجة أهمية کبيرة، وجاءت العبارة (10) "إنشاء منصة تدعم الروابط بين المعلمين من مختلف الأنحاء" في المرتبة الثالثة بمتوسط حسابي(2.867) وبانحراف معياري (.339) وبدرجة أهمية کبيرة، ويمکن تفسير هذه النتيجة إلى أن أفراد العينة يرون أن المنصات الرقمية للتطوير المهني تهدف إلى استدامة عمليات التنمية المهنية للمعلمين، ودفعهم لتحديث وتجويد مهاراتهم، وتحسين أدائهم المهني، ومواکبة التوجهات العالمية، وعدم التقيد بالزمان والمکان، مع المحافظة على جودة مخرجات برامج التنمية المهنية، کما أن هذه المنصات تساعد المعلمين على إقامة علاقات تواصلية مع آخرين من دول أخرى؛ للاستفادة من خبراتهم في المجال التعليمي، کالتواصل مع معلمين من داخل وخارج الوطن، وتبادل الخبرات مع غيره من التخصصات الأخرى لإحداث التکامل المعلوماتي، بما يسهم في تعزيز الأفکار لديهم ولدى طلابهم، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة (الحمود، 2021) التي أشارت إلى أهمية منصات تدريب المعلمين – منصة مدرستي الالکترونية- في تأهيل وتدريب المعلم أثناء الخدمة؛ کي يتناسب والدور الذي ينبغي أن يقوم به.
کما يتضح من الجدول السابق أن العبارة (11) " التواصل وتبادل الخبرات عبر شبکات التواصل الاجتماعي" احتلت المرتبة الأخيرة بمتوسط حسابي (2.022) وبانحراف معياري (.430) وبدرجة أهمية متوسطة، حيث إن التواصل بين المعلمين وبعضهم البعض يسهم في تنمية کثير من المهارات، ويتيح فرصًا کثيرة للنمو المهني، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة (حسن، 2019)، ودراسة (الزهراني، 2018) التي توصلت إلى أن التواصل وتبادل الخبرات عبر شبکات التواصل الاجتماعي من أساليب التنمية المهنية للمعلمين في ضوء معطيات العصر الرقمي، والثورة الصناعية الرابعة.
رابعًا- النتائج الخاصة بدلالة الفروق بين متوسطات درجات أفراد العينة من المعلمين، وذلک کما يلي:
1- الفروق حسب متغير النوع (ذکر/ أنثى).
2- الفروق حسب متغير المرحلة الدراسية ( ابتدائي/ اعدادي/ ثانوي).
3- الفروق حسب المؤهل العلمي ( بکالوريوس/ دبلوم/ ماجستير ودکتوراه).
4-1 الفروق حسب متغير النوع بين متوسطات أراء أفراد العينة حول متطلبات تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين ، وکانت نتائجه مبينة في الجدول التالي:
جدول (13)
المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية وقيم ت ودلالاتها للفروق بين متوسطات أراء أفراد العينة حول متطلبات تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين وفق متغير النوع
محاور الاستبانة |
الأبعاد |
العدد |
المتوسطات |
قيم ت |
القيمة الاحتمالية (Sig) |
الدالة الاحصائية |
||
ذکر |
أنثى |
ذکر |
أنثى |
|||||
المحور الأول: المتطلبات الخاصة بأهداف برامج التنمية المهنية للمعلمين في ضوء الثورة الصناعية الرابعة. |
|
363 |
347 |
2.524 |
2.550 |
1.840 |
.066 |
غير دالة |
المحور الثاني: المتطلبات الخاصة بمحتوى برامج التنمية المهنية للمعلمين في ضوء الثورة الصناعية الرابعة. |
المتطلبات الرقمية |
363 |
347 |
2.766 |
2.762 |
.348 |
.728 |
غير دالة |
المتطلبات الخاصة بالثقافة المعلوماتية |
363 |
347 |
2.592 |
2.586 |
.441 |
.659 |
غير دالة |
|
المتطلبات الخاصة بالتفکير الناقد وحل المشکلة |
363 |
347 |
2.581 |
2.572 |
.578 |
.563 |
غير دالة |
|
المتطلبات الخاصة بالابتکار والإبداع |
363 |
347 |
2.687 |
2.699 |
.667 |
.505 |
غير دالة |
|
المتطلبات الخاصة بالاتصال والتشارکية |
363 |
347 |
2.461 |
2.485 |
1.706 |
.088 |
غير دالة |
|
المتطلبات الخاصة بالحياة والمهنة |
363 |
347 |
2.604 |
2.621 |
1.038 |
.300 |
غير دالة |
|
المتطلبات الخاصة بفهم الثقافات المتعددة |
363 |
347 |
2.493 |
2.436 |
2.406 |
.017* |
دالة |
|
المحور ککل |
363 |
347 |
2.599 |
2.611 |
.994 |
.320 |
غير دالة |
|
المحور الثالث: المتطلبات الخاصة بأساليب التنمية المهنية للمعلمين في ضوء الثورة الصناعية الرابعة. |
|
363 |
347 |
2.693 |
2.706 |
.985 |
.325 |
غير دالة |
*الفرق بين المتوسطين دال إحصائيًا عند مستوى دلالة (0.05)
يتضح من الجدول السابق أن القيمة الاحتمالية (Sig) المقابلة لاختبار (T) لعينتين مستقلتين جاءت أقل من مستوى دلالة (0.05) لبعد "المتطلبات الخاصة بفهم الثقافات المتعددة" مما يؤکد وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات تقديرات عينة الدراسة تعزى إلى متغير النوع لصالح الذکور، وهذا قد يعود إلى أن الفرص المتاحة للذکور أکثر من الإناث ( ومن ذلک الخروج والسفر والتفاعل مع العالم الخارجي وجها لوجه أو عبر الوسائل الرقمية)، کما أنها ترتبط بصورة أکبر بظروف اجتماعية تتعلق بطبيعة المرأة والتي تفرض بعض القيود نتيجة العادات والتقاليد في المجتمع المحلي.
کما يوضح الجدول السابق أن القيمة الاحتمالية (Sig) أکبر من مستوى الدلالة (0.05) للمحور الأول، والمحور الثالث وأبعاد المحور الثاني عدا البعد السابع، وهو ما يعنى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات تقديرات عينة الدراسة حول هذه المحاور والأبعاد تعزى إلى متغير النوع، وهذا يعني أن جميع أفراد العينة الذکور والإناث قد اتفقوا على أهمية متطلبات تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين؛ لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة، ويتفق ذلک مع دراسة (عبد القادر، 2014) في أنه ليس هناک تأثير لمتغير النوع عن إعادة توجيه التنمية المهنية للمعلم في ضوء مهارات القرن الحادي والعشرين، ودراسة ( الحجابي، 2019) في أنه ليس هناک تأثير لمتغير النوع حول التطوير المهني للمعلمين في ظل العصر الرقمي بمدارس التطوير.
4-2الفروق حسب متغير المرحلة الدراسية بين متوسطات أراء أفراد العينة حول متطلبات تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين، وکانت نتائجه مبينة في الجدول التالي:
جدول (14)
الفروق حسب متغير المرحلة الدراسية بين متوسطات أراء أفراد العينة حول متطلبات تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين وقيم ف ودلالاتها
محاور الاستبانة |
الأبعاد |
مصدر التباين |
مجموع المربعات |
درجات الحرية |
متوسط مجموع المربعات |
قيمة "ف" |
القيمة الاحتمالية (Sig) |
الدلالة الاحصائية |
المحور الأول: المتطلبات الخاصة بأهداف برامج التنمية المهنية للمعلمين في ضوء الثورة الصناعية الرابعة. |
|
بين |
4.243 |
2 |
2.121 |
75.498 |
.000 |
دالة عند 0.01 |
داخل |
19.865 |
707 |
.022 |
|||||
المجموع |
24.108 |
709 |
|
|||||
المحور الثاني: المتطلبات الخاصة بمحتوى برامج التنمية المهنية للمعلمين في ضوء الثورة الصناعية الرابعة. |
معارف ومهارات رقمية |
بين |
2.359 |
2 |
1.79 |
52.669 |
.000 |
دالة عند 0.01 |
داخل |
15.832 |
707 |
.022 |
|||||
المجموع |
18.191 |
709 |
|
|||||
معارف ومهارات الثقافة المعلوماتية |
بين |
1.783 |
2 |
.891 |
26.419 |
.000 |
دالة عند 0.01 |
|
داخل |
23.857 |
707 |
.34 |
|||||
المجموع |
25.640 |
709 |
|
|||||
معارف ومهارات التفکير الناقد وحل المشکلة |
بين |
.703 |
2 |
.352 |
7.977 |
.000 |
دالة عند 0.01 |
|
داخل |
31.172 |
707 |
.044 |
|||||
المجموع |
31.876 |
709 |
|
|||||
معارف ومهارات الابتکار والإبداع |
بين |
2.369 |
2 |
1.184 |
23.749 |
.000 |
دالة عند 0.01 |
|
داخل |
35.261 |
707 |
.050 |
|||||
المجموع |
37.630 |
709 |
|
|||||
معارف ومهارات الاتصال والتشارکية |
بين |
3.532 |
2 |
1.766 |
57.459 |
.000 |
دالة عند 0.01 |
|
داخل |
21.729 |
707 |
.031 |
|||||
المجموع |
25.261 |
709 |
|
|||||
معارف ومهارات الحياة والمهنة |
بين |
.869 |
2 |
.448 |
9.837 |
.000 |
دالة عند 0.01 |
|
داخل |
32.189 |
707 |
.46 |
|||||
المجموع |
33.085 |
709 |
|
|||||
معارف ومهارات فهم الثقافات المتعددة |
بين |
6.007 |
2 |
3.004 |
32.602 |
.000 |
دالة عند 0.01 |
|
داخل |
65.138 |
707 |
.092 |
|||||
المجموع |
71.146 |
709 |
|
|||||
المحور الثالث: المتطلبات الخاصة بأساليب التنمية المهنية للمعلمين في ضوء الثورة الصناعية الرابعة. |
|
بين |
1.188 |
2 |
.594 |
18.116 |
.000 |
دالة عند 0.01 |
داخل |
23.173 |
707 |
.033 |
|||||
المجموع |
24.361 |
709 |
|
يتضح من الجدول (14) وجود فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطات استجابات المعلمين حول درجة أهمية المتطلبات اللازمة لتطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين تعزى لمتغير المرحلة التي يقوم المعلم بالتدريس لها (ابتدائي،اعدادي، ثانوي) في محاور الاستبانة ککل، حيث قيمة ف تتراوح بين (7.977) إلى (75.498) في درجة الأهمية، وهي قيم ذات دلالة احصائية عند مستوى دلالة 0.01، وهذا يعني أن درجة أهمية المتطلبات اللازمة لتطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين تختلف باختلاف المرحلة التي يدرس لها المعلم (ابتدائي، اعدادي، ثانوي)، وللکشف عن اتجاه الفروق تم استخدام اختبار شيفيه للمقارنات البعدية، واتضح وجود فروق ذات دلالة احصائية عند مستوى دلالة احصائية 0.01 نحو (المحور الأول، والمحور الثاني عدا البعد السادس، والمحور الثالث) لصالح معلمي المرحلة الثانوية، ويمکن تفسير ذلک بأن معلمي المرحلة الثانوية أکثر خبرة، فهم على وعي بأهمية المتطلبات اللازمة لتطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين، وأن تدريسهم لطلاب المرحلة الثانوية تطلب منهم أن يتعرفوا على متطلبات الثورة الصناعية الرابعة؛ لتنميتها لدى طلابهم، أما فيما يتعلق بالبعد السادس (معارف ومهارات الحياة والمهنة ) فکانت لصالح معلمي المرحلة الاعدادية، وتختلف هذه النتيجة مع دراسة (حسن، 2019) في عدم وجود فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطات استجابات المعلمين حول متطلبات التنمية المهنية الالکترونية للمعلمين في ظل الثورة الصناعية الرابعة باختلاف متغير المرحلة الدراسية.
4-3 الفروق حسب متغير المؤهل العلمي بين متوسطات أراء أفراد العينة حول متطلبات تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين، وکانت نتائجه مبينة في الجدول التالي:
جدول (15)
الفروق حسب متغير المؤهل العلمي بين متوسطات أراء أفراد العينة حول متطلبات تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين وقيم ف ودلالاتها
محاور الاستبانة |
الأبعاد |
مصدر التباين |
مجموع المربعات |
درجات الحرية |
متوسط مجموع المربعات |
قيمة "ف" |
القيمة الاحتمالية (Sig) |
الدلالة الاحصائية |
المحور الأول: المتطلبات الخاصة بأهداف التنمية المهنية للمعلمين في ضوء الثورة الصناعية الرابعة. |
|
بين |
2.298 |
2 |
1.149 |
37.248 |
.000 |
دالة عند 0.01 |
داخل |
21.810 |
707 |
.031 |
|||||
المجموع |
24.108 |
709 |
|
|||||
المحور الثاني: المتطلبات الخاصة بمحتوى برامج التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة. |
معارف ومهارات رقمية |
بين |
3.056 |
2 |
1.528 |
71.378 |
.000 |
دالة عند 0.01 |
داخل |
15.135 |
707 |
.021 |
|||||
المجموع |
18.191 |
709 |
|
|||||
معارف ومهارات الثقافة المعلوماتية |
بين |
3.489 |
2 |
1.745 |
55.685 |
.000 |
دالة عند 0.01 |
|
داخل |
22.151 |
707 |
.031 |
|||||
المجموع |
25.640 |
709 |
|
|||||
معارف ومهارات التفکير الناقد وحل المشکلة |
بين |
1.292 |
2 |
.646 |
14.939 |
.000 |
دالة عند 0.01 |
|
داخل |
30.563 |
707 |
.043 |
|||||
المجموع |
31.876 |
709 |
|
|||||
معارف ومهارات الابتکار والإبداع |
بين |
4.127 |
2 |
2.063 |
43.544 |
.000 |
دالة عند 0.01 |
|
داخل |
33.503 |
707 |
.047 |
|||||
المجموع |
37.630 |
709 |
|
|||||
معارف ومهارات الاتصال والتشارکية |
بين |
2.667 |
2 |
1.334 |
41.663 |
.000 |
دالة عند 0.01 |
|
داخل |
22.594 |
707 |
.032 |
|||||
المجموع |
25.261 |
709 |
|
|||||
معارف ومهارات الحياة والمهنة |
بين |
1.318 |
2 |
.659 |
14.663 |
.000 |
دالة عند 0.01 |
|
داخل |
31.767 |
707 |
.045 |
|||||
المجموع |
33.085 |
709 |
|
|||||
معارف ومهارات فهم الثقافات المتعددة |
بين |
.834 |
2 |
.417 |
4.194 |
.015 |
دالة عند 0.05 |
|
داخل |
70.311 |
707 |
.099 |
|||||
المجموع |
71.146 |
709 |
|
|||||
المحور الثالث: المتطلبات الخاصة بآليات التنمية المهنية للمعلمين في ضوء الثورة الصناعية الرابعة. |
|
بين |
1.997 |
2 |
.999 |
31.567 |
.000 |
دالة عند 0.01 |
داخل |
22.364 |
707 |
.032 |
|||||
المجموع |
24.361 |
709 |
|
يتضح من الجدول (15) وجود فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطات استجابات المعلمين حول درجة أهمية المتطلبات اللازمة لتطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين تعزى لمتغير المؤهل العلمي (بکالوريوس، دبلوم، ماجستير ودکتوراه) في الاستبانة ککل، حيث قيمة ف تتراوح بين (4.194) إلى (71.378) في درجة الأهمية، وهي قيم ذات دلالة احصائية عند مستوى دلالة 0.01 عدا البعد السابع عند مستوى دلالة 0.05 وهذا يعني أن درجة أهمية المتطلبات اللازمة لتطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين تختلف باختلاف المؤهل العلمي (بکالوريوس، دبلوم، ماجستير ودکتوراه)، وللکشف عن اتجاه الفروق تم استخدام اختبار شيفيه للمقارنات البعدية، واتضح وجود فروق ذات دلالة احصائية بين متوسط درجات عينة الدراسة في محاور الاستبانة ککل عند مستوى دلالة احصائية 0.01 لصالح حاملي مؤهل الماجستير والدکتوراه باختلاف متغير المؤهل العلمي، ويمکن رد ذلک إلى أن الحاصلين على الماجستير والدکتوراه تکون تطلعاتهم أکبر؛ لتحقيق مستوى عالي من الفاعلية في تطويرهم مهنيا، والإلمام بما هو جديد من معارف ومهارات؛ لمواکبة عصر الثورة الصناعية الرابعة، وربما يعود ذلک إلى أنهم أکثر خبرة بأهمية المتطلبات اللازمة لتطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين، نتيجة للخبرات والتجارب التي مروا بها أثناء إعدادهم للماجستير أو الدکتوراه.
رابعًا- رؤية مقترحة لتطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة:
يهدف هذا الجزء من البحث الراهن إلى تقديم رؤية مقترحة لتطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين؛ لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة، وتقوم الرؤية المقترحة على عدد من المنطلقات والأسس، وتسعى إلى تحقيق عدد من الأهداف من خلال تنفيذ الإجراءات اللازمة، ومحاولة الوقوف على معوقات تنفيذ الرؤية وسبل التغلب عليها.
4-1 هدف الرؤية المقترحة:
تقديم رؤية مقترحة لتطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين؛ لمواکبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، حتى يکونوا قادرين على تمکين طلابهم في عصر هذه الثورة، وجاهزيتهم لها، وإجراءات تحقيق ذلک، ومعوقات تحقيقها، وکيفية مواجهتها.
4-2 منطلقات الرؤية المقترحة:
تستند الرؤية المقترحة على مجموعة من المنطلقات من بينها:
1- أن التقدم التکنولوجي الهائل والسرعة المذهلة التي يشهدها العالم اليوم، زادت من معدلات الحاجة إلى أجيال قادرة على مواکبة المستقبل، ومن هنا جاء الدور على نوعية المعلم ومستوى ما يقدمه لصناعة مثل هذه الأجيال.
2- أن الثورة الصناعية الرابعة أصبحت واقع تعيشه کل المجتمعات، ولابد من إعداد الطلاب لها وتزويدهم بالمهارات التي تمکنهم من التعامل معها ومع تطبيقاتها، ولن يتأتى ذلک إلا من خلال معلم قادر على الوفاء بمتطلباتها.
3- التأکيد على أن أثر تحديات الثورة الصناعية الرابعة يشمل المجتمع بأسره وعلى مقدمته مؤسساته التعليمية التي ينبغي النهوض بها من خلال النهوض ببرامج التنمية المهنية للمعلم.
4- أن تمکين المعلمين من المقومات التکنولوجية والثورة الصناعية الرابعة هو أحد المداخل الأساسية لمواکبة الثورة الصناعية الربعة وتلبية متطلباتها.
5- إن برامج التنمية المهنية بوضعها الحالي لم تعد تتناسب مع مقتضيات الثورة الصناعية الرابعة، نظرًا لما تعانيه من جوانب قصور.
6- إن تطوير برامج التنمية المهنية للمعلم أمر ضروري، وشرط لازم؛ لتلبية متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، والاستفادة من تطبيقاتها.
7- إن التنمية المهنية تتطلب إحداث تعديلات وتغييرات في اتجاهات وسلوکيات المعلمين بما يتفق مع مهامهم وأدوارهم المتجددة في ظل الثورة الصناعية الرابعة.
8- التأکيد على التمسک بمفردات الطبيعة البشرية، حيث لا ينبغي أن تتحول الحياة للمادية البحتة، فالقيم الإنسانية دومًا ما تعلو على کل ما هو مادي.
9- أنه على الرغم من کل ما يحمله المستقبل من تطورات تکنولوجية، يبقى العنصر البشري الأساس في معادلة استشراف مستقبل أفضل للتعليم.
4-3 خصائص الرؤية المقترحة:
کي تحقق الرؤية المقترحة هدفها، من المرجح أن تتصف بعدد من الخصائص تسهم في إنجاحها، وتجعلها أکثر فعالية، ومن هذه الخصائص:
- الرؤية: المساهمة في التطوير وملاحقة تطورات الثورة الصناعية الرابعة.
- الواقعية: إمکانية تطبيقها في ظل الظروف والموارد المتاحة.
- المشارکة: مشارکة جميع الأطراف المعنية بالتنمية المهنية للمعلمين عند التطبيق.
- المرونة: القدرة على تطبيقها في ظل المتغيرات والظروف الطارئة.
- الشمولية: محاولة التميز الشامل والمستدام لأدوار المعلم المختلفة.
- الاستمرارية: استمرارية متابعة کل ما هو جديد في مجال إکساب المعلمين المهارات اللازمة للتعامل مع الثورة الصناعية الرابعة.
4-4 مکونات ومتطلبات الرؤية المقترحة:
في ضوء ما أسفر عنه البحث الحالي في الجزء النظري، وما جاءت به نتائج الجانب الميداني من أهمية تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين؛ لمواکبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، فإنه يمکن تحديد أهم جوانب ومکونات الرؤية المقترحة التي ينبغي أن تتوافر في برامج التنمية المهنية للمعلمين متمثلة في الأهداف، والمحتوى، والأساليب، ولکل جانب منها له مجموعة من المتطلبات التي أکدت نتائج الدراسة على أهميتها، حيث أکد أفراد العينة من المعلمين أن تلک المتطلبات مهمة بدرجة کبيرة؛ لتطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين، وتتمثل هذه المتطلبات فيما يلي:
1- المتطلبات الخاصة بأهداف برامج التنمية المهنية للمعلمين في ضوء الثورة الصناعية الرابعة:
تقترح الرؤية المقترحة أن تتغير أهداف التنمية المهنية للمعلمين لتسعى إلى تزويد المعلم بالمستجدات في المجال التقني، وتطوير کفايات ومهارات التقييم خصوصًا مهارات التقييم الذاتي، وتنمية مهارات التعامل مع بيئات التعلم الافتراضي والتعلم الالکتروني، وتنمية الإبداع وتشجيعهم على متابعة اهتماماتهم، والتعامل بأمان وفاعلية مع تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وتعميق الالتزام بأخلاقيات التعامل مع تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وترسيخ مبدأ التعلم المستمر والتعلم مدى الحياة والاعتماد على أساليب التعلم الذاتي، وتمکين المعلم من مهارات استخدام مصادر المعلومات والبحث عن کل ما هو جديد ومتطور، والمساهمة في تکوين مجتمعات تعلم متطورة تقدم خدمات فاعلة للمجتمع، وإيجاد بيئة تعليمية تقوم على تحقيق مهارات التعلم التکيفي، وفهم التغيرات المستمرة في مجتمع المستقبل، ومواکبة المستجدات في مجال التخصص وتطبيقها، والربط بين النظرية والتطبيق في المجالات التعليمية، ومواکبة ما يستجد من نظريات التعليم والتعلم وتطبيقها.
2- المتطلبات الخاصة بمحتوى برامج التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة:
تقترح الرؤية ضرورة تغيير محتوى برامج التنمية المهنية للمعلمين؛ لتواکب متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، ويتم ذلک من خلال عدد من المتطلبات المتمثلة في المعارف والمهارات اللازمة؛ لتنمية وتطوير المعلمين مهنيًا في عصر الثورة الصناعية الرابعة، ومن أهم هذه المعارف والمهارات التي ينبغي أن يشتمل عليها محتوى برامج التنمية المهنية بحيث يتم تدريب المعلمين عليها؛ لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة بکفاءة وفعالية عالية ما يلي:
1- المتطلبات الرقمية: وتتمثل في المعارف والمهارات المتعلقةبمهاراتإنشاء ملفات الإنجاز الالکترونية E-Portfolio، وأدوات التقييم الرقمي لإنشاء اختبارات الکترونية، ومهارات الملاحة الرقمية وترجمتها في سياق رقمي، وتطبيقات المحاکاة والواقع المعزز في عملية التعليم والتعلم، ومهارات توظيف الذکاء الاصطناعي في بيئة التعلم، واستخدام المنصات التعليمية،والتعامل مع الروبوتات، وتثبيت واستخدام برمجيات إنترنت الأشياء، وتوظيف تطبيقات الحوسبة السحابية Cloud Computing والطباعة الثلاثية الأبعاد في عملية التعليم والتعلم، والتعامل مع النظم الخبيرة، وبمهارات الطلاقة الرقمية، وتصميم وإدارة المواقع الالکترونية، وتوظيف تطبيقات جوجل Google Apps في بيئة التعلم.
2- المتطلبات الخاصة بالابتکار والإبداع: وتتمثل في المعارف والمهارات المتعلقة بتطوير الأنشطة الفصلية بطريقة إبداعية، والاستراتيجيات التدريسية الحديثة؛ لتقديم مقرراته الدراسية ووضع المتعلم في مواقف تحتم عليه الإبداع والابتکار، ومهارات التخطيط للدروس اليومية بطريقة إبداعية، والتفکير المستقبلي، ودعم الأفکار الإبداعية، وطرق تنظيم المعلومات وفق أفکار جديدة، ودعم الاختراعات، والقدرة على التخيل والتوقع، وتطوير رؤية جديدة للمعرفة، وتحويل الأفکار الابتکارية إلى مساهمات ملموسة ومفيدة.
3- المتطلبات الخاصة بالحياة والمهنة: وتتمثل في المعارف والمهارات المتعلقةبمهارات التعلم المستمر مدى الحياة، ومهارات التعلم الذاتي والتقييم الذاتي، والمهارات الريادية، والمرونة والقابلية للتکيف مع الأدوار والمسئوليات الجديدة والمستقبلية، وتعزيز التعلم من أجل التکيف مع التقنيات الجديدة، والمهارات القيادية وتحمل المسئولية تجاه الآخرين، وتعريفهم على أخلاقيات المهنة وتدريبهم على مهارات الذکاء العاطفي، ومهارات التعامل مع الضغوط، في بيئة الصف، وتحديد أوليات العمل وإدارتها، ومهارات إدارة الوقت.
4- المتطلبات الخاصة بالثقافة المعلوماتية: وتتمثل في المعارف والمهارات المتعلقة بمهارات تحديد المواد الرقمية اللازمة في عملية التعليم والتعلم، ومهارات محو الأمية الرقمية، والقضايا الأخلاقية والقانونية المتعلقة بتوظيف المعلومات، وأخلاقيات استخدام الأنظمة والتطبيقات الرقمية، ومهارات الأمان والخصوصية المعلوماتية، ومهارات الاتصالات والاستعداد لتعلم أشياء جديدة، والوصول للمعلومات بفاعلية وکفاءة (المصادر والوقت)، وطرق استخدام المعلومات بدقة وإبداع، ومهارات إدارة المعلومات وتنظيمها وتقييمها، ومتابعة المعلومات المتعلقة بالقضايا العلمية، ومهارات إصدار الأحکام والمصداقية لمصادر معلوماتية محددة، ومهارات تنظيم البيانات وترتيبها وإخراجها على شکل معلومات.
5- المتطلبات الخاصة بالتفکير الناقد وحل المشکلة: وتتمثل في المعارف والمهارات المتعلقة بمهارات توظيف المعرفة العمية في المواقف الجديدة، وإعادة استخدام الحلول للتنبؤ بحلول جديدة، وطرق إنتاج وتوليد الأفکار بطرق إبداعية، وعرض العديد من المشکلات المختلفة، والاستراتيجيات المناسبة لإنتاج الحلول الإبداعية للمشکلات، ومهارات النقد لکل ما يتعرض له من خبرات ومواقف، ومهارات التخطيط وتنفيذها وتقويمها، ومهارات اتخاذ القرار من خلال عرض العديد من القضايا المجتمعية للحوار والمناقشة، وتحليل المعلومات وتفسيرها، وتحليل بدائل وجهات النظر المتنوعة، ومهارات تقييم الأفکار.
6- المتطلبات الخاصة بالاتصال والتشارکية: وتتمثل في المعارف والمهارات المتعلقة بمهاراتالتفاعل مع الاستفسارات والملاحظات من خلال الادوات الرقمية المستخدمة في عملية التعليم والتعلم، وتوظيف وسائل التواصل الرقمية في عملية التعليم والتعلم، ومهارات استخدام وسائل وتقنيات وبرمجيات مختلفة بحرفية وأمان، والتعاون بين المعلمين في بيئة التعلم الرقمية، ومهارات التشارک المعرفي، ومهارات العمل في فريق بفاعلية ومرونة من خلال تنظيم العمل الجماعي بينهم، ومهارات العرض الفعال في صورة فصول مصغرة کنموذج للفصل الحقيقي، ومهارات التواصل المباشر والرقمي، ومهارات التواصل والتعاون مع جميع أطراف العملية التعليمية.
7- المتطلبات الخاصة بفهم الثقافات المتعددة: وتتمثل في المعارف والمهارات المتعلقة بمهارات وقيم المواطنة الرقمية، ومشارکة الآخرين فيما يتفق ويتناسب وقيمهم ومعتقداتهم، واحترام وتقدير تنوع الفريق، وطرق المحافظة على الهوية الثقافية للمجتمع، والتفاعل الاجتماعي مع أصحاب الثقافات المتعددة، وفهم الثقافات والقيم المختلفة واحترام هذه الاختلافات، والانفتاح المنضبط على ثقافات الآخرين، وتقييم أداء المعلمين في المهارات الخاصة بتقبل النقد من الآخرين، والقدرة على التفاعل مع القيم والأفکار المختلفة، ومراعاة حقوق الإنسان.
ج- المتطلبات الخاصة بأساليب التنمية المهنية للمعلمين في ضوء الثورة الصناعية الرابعة:
تقترح الرؤية ضرورة تغيير أساليب برامج التنمية المهنية للمعلمين، ولتفعيل دورها؛ لمواکبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، ومن هذه الأساليب: إنشاء هيئة للتدريب الالکتروني للمعلمين ضمن الأکاديمية المهنية وعمل فروع لها في مراکز التدريب، وإنشاء منصة رقمية لبرامج التنمية المهنية تشمل برامج ودورات وورش عمل وندوات ولقاءات لتنمية المهارات المطلوبة، وإنشاء منصة تدعم الروابط بين المعلمين من مختلف الأنحاء، واستثمار تکنولوجيا الحوسبة السحابية لنقل المعلومات والمهارات إلى المعلمين وربطها بالمدارس ووزارة التربية والتعليم، وتصميم برامج للتنمية المهنية باستخدام تقنية الواقع المعزز والافتراضي، وتصميم وإنشاء مواقع خاصة بالتدريب الرقمي يمکن للمعلم أن يدخل عليها ويتدرب على ما يريد من برامج التنمية وفق آلية معينة، وتصميم برامج للتنمية المهنية باستخدام تقنيات الذکاء الاصطناعي، واستراتيجيات التعليم والتدريب وجهًا لوجه، واعتماد نماذج التعلم والتدريب الافتراضي والمختلط، والتدريب من خلال اللقاءات المفتوحة عبر شبکة الانترنت، وتخصيص أيام محددة على مدار السنة للمعلمين مع مؤسسات التقنية في المجتمع؛ للتعرف على أحدث التطبيقات التقنية، وأساليب توظيفها في العملية التعليمية، والتواصل وتبادل الخبرات عبر شبکات التواصل الاجتماعي.
4-5 مراحل تنفيذ الرؤية المقترحة:
تمر الرؤية المقترحة عند تنفيذها بمراحل أربعة وهي: الإعداد، والتخطيط، والتنفيذ، والتقويم، وتنفرد کل مرحلة بخطوات إجرائية تتکامل فيما بينها، وفيما يلي عرض موجز لتلک المراحل:
1- مرحلة الإعداد:
يستعان فيها بالمتخصصين وذوي الخبرة في ميدان التربية، والثورة الصناعية الرابعة، وتکنولوجيا التعليم، والمجال التقني، کما تتطلب توافر جهود الهيئات الرسمية وغير الرسمية؛ لتنفيذ آليات هذه الرؤية، ومنها:
- الأکاديمية المهنية للمعلمين والمنوطة بإعداد برامج التنمية المهنية للمعلمين وفقًا للخطط والسياسات ومتطلبات التنمية المهنية، بما يضمن تحقيق التنمية المهنية للمعلمين.
- خبراء کليات التربية على مستوى الجمهورية من خلال خطط بهدف إعادة صياغة برامج إعدادها في ضوء مهارات الثورة الصناعية الرابعة.
- وزارة التربية والتعليم والمديريات والإدارات التعليمية؛ لتوفير الاستشارات الفنية للتطوير.
- هيئة ضمان جودة التعليم والاعتماد بهدف دعم الوحدات التدريبية وتقويم المدارس؛ للارتقاء بالتنمية المهنية للمعلمين.
- شرکات الکمبيوتر؛ لتوفير الامکانات اللازمة لبرامج التنمية المهنية للمعلمين، وتوفير البرامج التقنية التي تسهم تفعيل العملية التعليمية؛ لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة.
- عقد الشراکة مع خبراء في المجال التقني؛ لتدريب المعلمين، والاستفادة من خبراتهم في هذا المجال.
- الهيئات التشريعية بالتعاون مع وزارة المالية؛ لرفع الميزانية العامة للتعليم قبل الجامعي، وتوفير الإمکانات المادية اللازمة للتطوير.
2- مرحلة التخطيط:
تتعاون الجهات المشار إليها في المرحلة السابقة معًا؛ لوضع خطط مستقبلية تتسم بالوضوح والإجرائية لإمکانية تنفيذها؛ لتحقيق أکبر قدر من الفاعلية بحيث تعود على کل من المعلم والمتعلم بالفائدة المرجوة، وتتبلور في:
- إعادة النظر في أهداف برامج التنمية المهنية للمعلمين بوضع أهداف تلبي احتياجات المعلمين وتتواکب مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
- تصميم برامج التنمية المهنية للمعلمين لمواکبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، في ضوء خطة زمنية محددة، وقائمة على الاستراتيجيات والتقنيات الحديثة.
- توفير وتطوير الأساليب والوسائل التعليمية المستخدمة في برامج التنمية المهنية الرابعة؛ لتتواکب مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
- تصميم أدوات تقويم؛ للوقوف على ما تم تحقيقه جراء برامج التنمية المهنية على المستوى المعرفي والمهاري في ضوء متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
- إنشاء هيئة للتدريب الالکتروني ومنصات لتدريب المعلمين توفر برامج متنوعة في أوقات متنوعة؛ حتي يسهل على المعلمين تطوير أدائهم المهني.
- الاهتمام بالتغذية الراجعة؛ لمعالجة القصور أو ما يظهر من مشکلات خلال تنفيذ هذه البرامج.
- تحديث هذه البرامج بما يتناسب والثورة الصناعية الرابعة ومهارات القرن الحادي والعشرين.
ج- مرحلة التنفيذ:
وتتمثل فيما يلي:
- حصر احتياجات ومتطلبات المؤسسات التعليمية من إمکانات مادية؛ کي تتواکب مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
- تعرف واقع التنمية المهنية للمعلمين في ضوء متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
- خطة استراتيجية واضحة محددة الأهداف يشترک في وضعها خبراء من کليات التربية، وتکنولوجيا التعليم، والأکاديمية المهنية للمعلمين؛ لوضع آليات تطوير التنمية المهنية للمعلمين؛ لمواکبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
- وضع خطة تنفيذية لبرامج التنمية المهنية للمعلمين قائمة على معارف ومهارات الثورة الصناعية الرابعة.
- تنفيذ برامج التنمية المهنية للمعلمين ومتابعتها من قبل الجهات المشارکة.
- تطوير أدوات التقويم بما يتناسب مع برامج التنمية المهنية للمعلمين والقائمة على معارف ومهارات الثورة الصناعية الرابعة.
د- مرحلة التقويم:
تعد هذه المرحلة مهمة؛ للتعرف على مواطن القوة والضعف المرتبطة بتنفيذ برامج التنمية المهنية للمعلمين، ويتم ذلک من خلال:
- التعرف على مدى توافر الامکانات البشرية والتکنولوجية التي تسهم في تفعيل برامج التنمية المهنية والقائمة على معارف ومهارات الثورة الصناعية الرابعة.
- قياس فاعلية برامج التنمية المهنية للمعلمين؛ للتعرف على مدي تحقق تنمية معارف ومهارات الثورة الصناعية الرابعة.
- قياس فاعلية تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في تنفيذ برامج التنمية المهنية للمعلمين.
- تقديم اقتراحات في ضوء ما يظهر من معوقات مرتبطة بتنفيذ هذه البرامج القائمة على معارف ومهارات الثورة الصناعية الرابعة.
4- 6 آليات تحقيق الرؤية المقترحة:
يتطلب نجاح تطبيق الرؤية المقترحة توافر بعض الآليات، من أهمها ما يلي:
▪ توافر المعرفة، وامتلاک المعلومات والبيانات حول الثورة الصناعية الرابعة وتقنياتها للمعلمين وطلابهم.
▪ تطوير منظومة التعليم وفلسفته من خلال رؤية فلسفية واضحة، وبالأخص تطوير المعلم والارتقاء بمستواه التکنولوجي بحيث يکون قادرًا على تکوين عقلية تتعامل مع تلک الرقمية، عقلية علمية مبدعة ناقدة فاهمة للمعرفة.
▪ بناء ثقافة مدرسية تشجع على الابتکار والإبداع والعمل الجماعي والدراسات البينية والتطبيقية وتقبل کل ما هو جديد.
▪ الاعتراف والقناعة التامة بأهمية العمل المستهدف ببرامج التنمية المهنية وهو المعلم والنظر إلى احتياجاته ومحاولة تلبيتها.
▪ الارتقاء بمستوى المعلم رقميًا وتکنولوجيًا، من خلال برامج التنمية المهنية والتدريب بعد التحاقه بالخدمة.
▪ اکتساب المعلمين مهارات لا تمتلکها الآلة مثل الاتصال والتواصل العاطفي ومهارات التفاوض.
▪ إدراج متطلبات الثورة الصناعية الرابعة في برامج التنمية المهنية للمعلمين، والبحث عن ما بعدها.
▪ تطوير المحتوى المعرفي لبرامج التنمية المهنية، وتحديد الاحتياجات التطويرية المطلوبة، وآلية تحديدها.
▪ توفير مدربين على درجة عالية من الکفاءة المعرفية والمهارية والتکنولوجية؛ للاشتراک في برامج التنمية المهنية للمعلمين؛ ليکونوا بمثابة عوامل جذب للمعلمين للالتحاق بهذه البرامج.
▪ توفير منظومة أخلاقية وتشريعية لتنظيم استخدم والتعامل مع الثورة الصناعية الرابعة.
▪ تطوير البنية التحتية والتقنية للمؤسسات التعليمية.
▪ ايجاد نوع من التنسيق والتعاون بين کليات التربية ومراکز التدريب التابعة لوزارة التربية والتعليم والأکاديمية المهنية للمعلمين في برامج قيادة مهارات الثورة الصناعية الرابعة للمعلمين.
▪ تشکيل فرق عمل قيادية على مستوى الإدارة التعليمية؛ لمتابعة الجهود المبذولة في سبيل غرس مهارات الثورة الصناعية الرابعة.
▪ زيادة وعي المجتمع المحلي بأهمية التفاعل الحقيقي مع تقنيات الثورة الصناعية الرابعة.
▪ إنشاء منصة رقمية واحدة تجمع المعلمين والقائمين على برامج التنمية المهنية للمعلمين؛ لسد فجوات المهارات والاستعداد للأدوار الجديدة للمعلم، وتشمل تقديم دورات تدريبية وورش عمل وندوات ولقاءات الکترونية للتوعية والتدريب على مهارات ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
▪ إنشاء منصة رقمية؛ لدعم الروابط بين المعلمين وبناء المهارات اللازمة للتقدم التکنولوجي.
▪ ابدال الطرق التقليدية بالطرق التکنولوجية، وتوظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في برامج التنمية المهنية للمعلمين وفي العملية التعليمية.
▪ التحول الرقمي لبرامج التنمية المهنية للمعلمين.
▪ إتاحة برامج التنمية المهنية الالکترونية والتفاعلية.
▪ توافر برامج تنمية مهنية الکترونية دولية تتفاعل مع التعددية الثقافية وتنوع المجتمعات.
▪ تطبيق إنترنت الأشياء والحوسبة السحابية في برامج التنمية المهنية للمعلمين .
▪ تطبيق معيار اتقان التکنولوجيا في نظام تقييم أداء المعلم في العملية التعليمية وفي عمليات الترقي.
▪ العمل على تذليل العقبات أمام تطبيق الثورة الصناعية الرابعة.
▪ تأصيل قيم التعامل الإلکتروني مع تقنيات الثورة الصناعية الرابعة.
▪ إعادة النظر في برامج تکوين وإعداد الطلاب المعلمين بکليات التربية وکذلک الکليات المناظرة من حيث:
- إتاحة مقررات الکترونية تفاعلية محلية وعالمية.
- دمج مهارات التفکير والإبداع والابتکار في المقررات والأنشطة الدراسية.
- وجود مقرر ثقافي عن الثورة الصناعية الرابعة وتقنياتها وآليات دمجها في البيئة التعليمية.
- توظيف انترنت الأشياء والحوسبة السحابية في البرامج والمقررات الدراسية.
- وجود مقرر دراسي الکتروني يجمع بين الجانبين الجانب النظري للمعرفة الرقمية لدى الطلاب المعلمين والجانب التطبيقي لها.
- وجود مقرر للإرشاد الأکاديمي الرقمي للطلاب المعلمين، ويکون شرطًا للنجاح الأکاديمي للطلاب المعلمين.
4-6 معوقات تطبيق الرؤية المقترحة:
قد يواجه تنفيذ الرؤية المقترحة بعض المعوقات منها:
▪ قلة الوعي بالثورة الصناعية الرابعة وتداعياتها على النظام التعليمي.
▪ انتشار الأمية الرقمية بين المعلمين.
▪ رضا المعلمين بالأوضاع الراهنة، ومقاومة کل جديد والخوف منه.
▪ قلة توافر التجهيزات المالية والمادية والتقنية اللازمة لتمويل برامج التنمية المهنية للمعلمين.
▪ الاعتماد على برامج التنمية المهنية التقليدية غير الملائمة للتطورات المصاحبة للثورة الصناعية الرابعة.
▪ محدودية برامج التنمية المهنية لدى المعلمين القائمة على معارف ومهارات الثورة الصناعية الرابعة.
▪ ضعف الدافع الداخلي لدى بعض المعلمين لاستدامة التنمية المهنية وتلقي المعارف والمهارات الجديدة في مهنتهم.
▪ تمسک بعض المعلمين بالأساليب التقليدية، والتي لا تواکب الثورة الصناعية الرابعة.
4-7 سبل مواجهة معوقات تنفيذ الرؤية المقترحة:
لمواجهة معوقات تنفيذ الرؤية المقترحة يستلزم الأخذ في الاعتبار:
▪ وضع خطة دائمة ومستمرة لتطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين؛ لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة.
▪ تطوير مصفوفة برامج التنمية المهنية للمعلمين بصفة دائمة ومستمرة بما يتلاءم مع التعليم في عصر الثورة الصناعية الرابعة.
▪ المشارکة الفعالة بين جميع المعنين والمهتمين بالتنمية المهنية للمعلمين في تطبيق هذه الرؤية.
▪ نشر الوعي لدى المعلمين بمتطلبات الثورة الصناعية الرابعة في مجال التعليم.
▪ ضرورة الاهتمام بعقد تدريبات للمعلمين قبل الخدمة، وفي خلالها يتم تدريبهم على مهارات الثورة الصناعية الرابعة، ومهارات القرن الحادي والعشرين.
▪ وضع خطط استباقية في مجال تدريب المعلم وتنميته مهنيًا؛ لمواکبة التطورات المستجدة لتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة من ذکاء اصطناعي، وانترنت الأشياء، وغيرها.
▪ تطبيق معيار اتقان التکنولوجيا في نظام تقييم أداء المعلم في العملية التعليمية وفي الترقي الوظيفي.
▪ توفير الدعم المادي والمالي لتطوير التنمية المهنية للمعلمين؛ لمواکبة الثورة الصناعية الرابعة.
▪ نشر مهارات الثقافة الرقمية بين المعلمين وطلابهم بالمؤسسات التعليمية.
▪ تبني لجان قطاع الدراسات التربوية؛ لتضمين مهارات الثورة الصناعية الرابعة بسياسات إعداد المعلمين.
▪ توفير قاعدة بيانات عن المعلمين بکافة تخصصاتهم ومؤهلاتهم واحتياجاتهم، وإعداد سجل مهني لکل معلم؛ لکشف البرامج التي التحق بها والاحتياجات التربوية الآنية والمستقبلية.
▪ تقديم برامج تدريبية إلزامية للمعلمين توضح کيفية التعامل مع الثورة الصناعية الرابعة.
4-8 مؤشرات نجاح الرؤية المقترحة:
إن نجاح الرؤية المقترحة يمکن الاستدلال عليه من خلال مؤشرات عديدة تتمثل في:
▪ التفاعل الرقمي بين المعلمين والقائمين على برامج التنمية المهنية.
▪ اکتساب المعلمين الکثير من المعارف والمهارات التي تضمنتها الرؤية المقترحة.
▪ انتشار الوعي بتلک المعارف والمهارات وأهميتها بين کل أعضاء المجتمع المدرسي من طلاب ومعلمين ومديرين وأولياء أمور.
▪ وجود قنوات وآليات جديدة للتنمية المهنية للمعلمين.
▪ تحول بيئة التعلم إلى بيئة إلکترونية ذکية.
▪ وجود أدلة ومؤشرات على حدوث تغييرات جوهرية في الأدوار التي يقوم بها المعلم.
▪ وجود ميثاق أخلاقي لاستخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة؛ للحد من آثارها السلبية.
وفي الخاتمة يمکن القول أنه إذا أمکن تطبيق الرؤية المقترحة فإنهه ستسهم بدور کبير في إثراء العملية التعليمية وزيادة فاعليتها ومواکبتها للثورة الصناعية الرابعة من خلال النهوض بالمستويات المعرفية والمهارية لعنصر مهم من مدخلات العملية التعليمية ألا هو المعلم.
مقترحات البحث:
- التوجه لإجراء المزيد من الدراسات عن الثورة الصناعية الرابعة لتعدد مجالاتها واتجاهاتها المستقبلية.
- إجراء دراسة حول البرامج التدريبية لأعضاء هيئة التدريس بکليات التربية في ضوء متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
- إجراء دراسة حول تطوير برامج إعداد المعلمين بکليات التربية في ضوء متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
- إجراء دراسة حول واقع تحقق متطلبات تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين في ضوء الثورة الصناعية الرابعة التي توصلت لها هذه الدراسة.
- إجراء دراسة حول معوقات تنفيذ متطلبات تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين في ضوء الثورة الصناعية الرابعة.
المراجـــــــــــــــــــع:
أولاً- المراجع العربية:
http://www.alkhaleej.ae/supplements/page/f833805e-d0af-46b4-8ced- .d7a8195739d2#sthash.X3CeQVBi.dpuf,
استرجع بتاريخ 13/8/2020
https://www.researchgate.net/publication/327651991_tqnyt_slslt_althqt_alblwkshyn_wtathyratha_fy_qta_altmwyl_alaslamy_drast_wsfyt استرجع في 17/8/2020 ,
file:///C:/Users/Resalae/Downloads/155-Article%20Text-230-1-10-20190716%20(1).pdf, استرجع في 14/8/2020
استرجع في 14/8/2020 http://www.ibrahimbadran.com
استرجع في 17/8/2020
http://watfa.net/%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%86%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9, استرجع في 8/8/2020
ثانيًا- المراجع الأجنبية:
أولاً- المراجع العربية:
http://www.alkhaleej.ae/supplements/page/f833805e-d0af-46b4-8ced- .d7a8195739d2#sthash.X3CeQVBi.dpuf,
استرجع بتاريخ 13/8/2020
https://www.researchgate.net/publication/327651991_tqnyt_slslt_althqt_alblwkshyn_wtathyratha_fy_qta_altmwyl_alaslamy_drast_wsfyt استرجع في 17/8/2020 ,
file:///C:/Users/Resalae/Downloads/155-Article%20Text-230-1-10-20190716%20(1).pdf, استرجع في 14/8/2020
استرجع في 14/8/2020 http://www.ibrahimbadran.com
استرجع في 17/8/2020
http://watfa.net/%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%86%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9, استرجع في 8/8/2020
ثانيًا- المراجع الأجنبية: