التحديات التي تواجه المتحررين من الأمية في مدينة الرياض

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

جامعة الملک سعود

المستخلص

هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على التحديات التي تواجه المتحررين من الأمية في مدينة الرياض، وقد رکزت على أهم التحديات التي تواجه المتحررين من وجهة نظر الفئات المعنية وهي: التحديات الوظيفية، والتحديات الاجتماعية، والتحديات الاقتصادية، وأبرز التوصيات والمقترحات لتخطي تلک التحديات. وشملت العينة (12) فرداً من المتحررين من الأمية في مدينة الرياض وقد تم اختيارهم بطريقة العينة القصدية، واستخدمت المقابلة کأداة للدراسة وکان منهج الدراسة هو المنهج الوصفي. وأشارت نتائج الدراسة إلى أن هناک مجموعة من التحديات التي تواجه المتحررين من الأمية وهي: تحديات وظيفية ومنها: ضيق الوقت وطول ساعات العمل اليومية، وعدم وجود مهارات وبرامج تساعد المتحررين من الأمية من تطوير وضعهم في مجال وظيفتهم، وعدم وجود حوافز تشجعهم على مواصلة الدراسة وتطوير أنفسهم.
    وتحديات اجتماعية منها: کثرة المسئوليات الاجتماعية على کاهل المتحررين من الامية، وتأثير الظروف الاجتماعية المحيطة بالمتحررين وانعکاسها على رغبتهم في اکمال دراستهم، وضعف الدعم والتحفيز في مواصلة التعليم من قبل الآخرين.
      وتحديات اقتصادية منها: قلة البرامج المهارية المتنوعة المقدمة للمتحررين من الأمية والتي تتغير وفق تسارع المعرفة، ووجود أنظمة لا تسمح للمتحررين من العمل الإضافي، ووجود أنظمة تمنع المتحررين الجمع بين الوظيفية والمشاريع التجارية.
 The current study aimed to identify the challenges facing the emancipated from illiteracy in the city of Riyadh, and focused on the most important challenges facing the emancipated from the viewpoint of the concerned groups, namely: job challenges, social challenges, economic challenges, and the most prominent recommendations and proposals to overcome those challenges. The sample included (12) individuals who were emancipated from illiteracy in the city of Riyadh. They were chosen by the intentional sampling method. The interview was used as a tool for the study, and the study method was the descriptive one. The results of the study indicated that there are a set of challenges facing the literate, which are: Job challenges, including: lack of time and long daily working hours, the lack of skills and programs that help the literate to develop their position in their field of employment, and the lack of incentives to continue studying and develop themselves. And social challenges, including: the large number of social responsibilities on the shoulders of the literate, the impact of the social conditions surrounding the liberated and their reflection on their desire to complete their studies, and the lack of support and motivation to continue education by others. And economic challenges, including: the lack of various skill programs offered to the literate, which change according to the acceleration of knowledge, the existence of systems that do not allow the liberated to work overtime, and the existence of systems that prevent the liberated from combining employment and commercial projects.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

                                     کلية التربية

        کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

 

 

 

 

 

التحديات التي تواجه المتحررين من الأمية

 في مدينة الرياض

 

 

إعداد الباحثون

د/ موسى سليمان الفيفي

أستاذ تعليم الکبار والتعليم المستمر المشارک بجامعة الملک سعود

نوير بنت عويد العنزي              وفاء بنت سعيد القحطاني

        محمد بن شالح القحطاني               منى بنت صالح المفرج

طلبة دراسات عليا بجامعة الملک سعود

 

 

 

}     المجلد السابع والثلاثون– العدد الحادي عشر –  نوفمبر2021م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic


ملخص الدراسة:

     هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على التحديات التي تواجه المتحررين من الأمية في مدينة الرياض، وقد رکزت على أهم التحديات التي تواجه المتحررين من وجهة نظر الفئات المعنية وهي: التحديات الوظيفية، والتحديات الاجتماعية، والتحديات الاقتصادية، وأبرز التوصيات والمقترحات لتخطي تلک التحديات. وشملت العينة (12) فرداً من المتحررين من الأمية في مدينة الرياض وقد تم اختيارهم بطريقة العينة القصدية، واستخدمت المقابلة کأداة للدراسة وکان منهج الدراسة هو المنهج الوصفي. وأشارت نتائج الدراسة إلى أن هناک مجموعة من التحديات التي تواجه المتحررين من الأمية وهي: تحديات وظيفية ومنها: ضيق الوقت وطول ساعات العمل اليومية، وعدم وجود مهارات وبرامج تساعد المتحررين من الأمية من تطوير وضعهم في مجال وظيفتهم، وعدم وجود حوافز تشجعهم على مواصلة الدراسة وتطوير أنفسهم.

    وتحديات اجتماعية منها: کثرة المسئوليات الاجتماعية على کاهل المتحررين من الامية، وتأثير الظروف الاجتماعية المحيطة بالمتحررين وانعکاسها على رغبتهم في اکمال دراستهم، وضعف الدعم والتحفيز في مواصلة التعليم من قبل الآخرين.

      وتحديات اقتصادية منها: قلة البرامج المهارية المتنوعة المقدمة للمتحررين من الأمية والتي تتغير وفق تسارع المعرفة، ووجود أنظمة لا تسمح للمتحررين من العمل الإضافي، ووجود أنظمة تمنع المتحررين الجمع بين الوظيفية والمشاريع التجارية.

الکلمات المفتاحية: معوقات – ما بعد الأمية – المتسربين من الأمية.

 

 

 

 

 

 

Study summary:

 The current study aimed to identify the challenges facing the emancipated from illiteracy in the city of Riyadh, and focused on the most important challenges facing the emancipated from the viewpoint of the concerned groups, namely: job challenges, social challenges, economic challenges, and the most prominent recommendations and proposals to overcome those challenges. The sample included (12) individuals who were emancipated from illiteracy in the city of Riyadh. They were chosen by the intentional sampling method. The interview was used as a tool for the study, and the study method was the descriptive one. The results of the study indicated that there are a set of challenges facing the literate, which are: Job challenges, including: lack of time and long daily working hours, the lack of skills and programs that help the literate to develop their position in their field of employment, and the lack of incentives to continue studying and develop themselves. And social challenges, including: the large number of social responsibilities on the shoulders of the literate, the impact of the social conditions surrounding the liberated and their reflection on their desire to complete their studies, and the lack of support and motivation to continue education by others. And economic challenges, including: the lack of various skill programs offered to the literate, which change according to the acceleration of knowledge, the existence of systems that do not allow the liberated to work overtime, and the existence of systems that prevent the liberated from combining employment and commercial projects.

Keywords: Barriers - post-illiteracy - dropouts from illiteracy.

 


المقدمة:

        کان ومازال وستظل المعرفة على رأس بناء الأوطان وتقدمها، ولهذا فقد أولت قيادتنا جل اهتمامها نحو التعليم وسياساته کي يکون قاطرة تعبر المجتمع نحو التقدم والتنمية ، ولتغير  المجتمعات على مر الوقت ، تشير الدراسات إلى أن الکثير من الحضارات مرت خلال فترات وعصور بمراحل تقدم ومراحل تأخر لظروف عدة سواء کانت اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية ،ولعل الأمية بجانبيها ( الحضاري ،الأبجدي) أحد أسباب هذا التأخر حيث أنها تلقي بظلالها على الأوضاع السائدة في البلد کما تعد من العوامل التي تعرقل تطور المجتمع وتنميته ،لذا فإن تعليم وتأهيل الأميين التعليم الجيد يعد صيانة للهوية الوطنية ولعقول النشء (کاظم، 2019).

         إن نجاح العملية التعليمية يتوقف على وصول الدارسين الأميين إلى المستوى الثقافي والتعليمي الذي يمکنهم من اتقان ما اکتسبوه من خبرات ومهارات في مواصلة الاطلاع والاستفادة منه في شتى مجالات الحياة لصالح مجتمعهم، وتعتبر مرحلة ما بعد محو الأمية هي الحلقة الأکثر ضعفاً في تعليم الکبار حيث يرتد عدد کبير من المتحررين من الأمية الأمر الذي يحدث فجوة وتزايد احتمالية تخلّيهم عن مواصلة تعليمهم ورجوعهم الى الأمية مرة أخرى، إذ لابد           أن ترتبط بإمدادات حقيقية لصقل وتطوير المهارات الأساسية التي اکتسبوها في تعليمهم  (مغاوري، 2016).

        لم يعد الانطلاق من محو الأمية حلا لمشکلات التنمية، إذا لم تحاول الدولة الاهتمام بتکوين المجتمع المتعلم الذي يستمر أفراده في العلم والتعلم، الجانب الذي يقتضي المزيد من الاهتمام وبذل الجهد للتعليم والاستمرار فيه، کذلک المتحررين من الأمية فإن عدم المتابعة والوفاء باحتياجاتهم تجعل من ذلک سببا في ارتدادهم للأمية مرة أخرى، لذا فإن التطوير المستمر لقدراتهم بما يوفر مقومات عدم الارتداد للأمية هي إحدى مهام ومتطلبات تعليم الکبار التي تنشد مواصلة تعليمهم طوال حياتهم حتى يستطيعوا أن يواکبوا العصر الذي يعيشونه بمتغيراته ويتمکنوا من استشراف المستقبل والاستعداد لاحتمالاته (حواله، مشرف،2009 ) .

      ويؤکد (إبراهيم، 2018) أن تجديد رؤية التعلم مدى الحياة في ضوء رؤية متجددة للتنمية المستدامة، الإنسانية والبيئية والاجتماعية ضرورة لتکوين أفراد منتجين يمتلکون المعارف والکفايات والمهارات ليکونوا أکثر اندماجا في سوق العمل وفي حال لم يقدم لهم برامج جديدة للتعلم والارتقاء بأهدافهم فلن يکون لديهم القدرة على تجديد هذه الکفايات، بالإضافة إلى أن هناک عوامل اقتصادية وثقافية واجتماعية يتأثر بها الأفراد داخل المجتمع مما ينتج عنها حالة من اللامساواة التي يعيشها   أغلب المجتمعات.

      وبذلک تشير التحديات التي تواجه المتحررين من الأمية بعد اعتبار الفرد متعلماً إلى أحد مظاهر الهدر الاقتصادي التي تؤثر سلباً على المجتمع وتعيق إعداد خطط محو الأمية وبالتالي لجهود التنمية، مما اتضح لدى الباحثون أهمية دراسة هذه التحديات والوقوف على ما يکمن وراءها (مغاوري،2016).

       وقد أشارت بعض الدراسات إلى بعض هذه التحديات التي تواجه المتحررين من الأمية وتلک الدراسات، دراسة (رحاب، 2018) هدفت الدراسة إلى التعرف على معوقات الاستمرار في التعليم مدى الحياة للمتحررين من الأمية، وقد استخدمت الباحثة المنهجين الوصفي والسردي، وکانت الأداة الاستبيان، وقد أجريت على عينة عددها (60) داخل کلية القاهرة، وأکدت النتائج أن المتحررين من الأمية بحاجة إلى توعيتهم بأهمية التعلم مدي الحياة.

دارسة (إبراهيم،2002) نحو استراتيجية لتنمية مرحلة ما بعد محو الأمية، هدفت الدارسة لرصد بعض القضايا والإشکاليات التي تؤثر على المؤسسات العاملة في هذا المجال لتعظيم دورها التنموي والاجتماعي، وقد توصلت إلى عدد من التوجهات الاستراتيجية لمرحلة ما بعد محو الأمية، ورؤية مستقبلية للمؤسسات التي تقدم برامج لمرحلة ما عبد الأمية، والمجالات التي ترغب المؤسسات التوسع فيها وکذلک رغبة هذه المؤسسات في القيام بدور أکبر في المستقبل.

    دراسة (شراب، 2008) هدفت الدراسة إلى خطة تربوية لتمکين المتحررين حديثاً من الأمية من بعض مهارات اللغة العربية، وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي والاستبانة کأداة لجمع المعلومات، وتکون مجتمع الدراسة من المتحررين حديثاً من الأمية والبالغ عددهم (141) والمعلمين القائمين على فصول المتحررين حديثاً من الأمية والبالغ عددهم (30)، وقد توصلت هذه الدراسة إلى وجود ضعف لدى المتحررين من الأمية حديثا في المهارات اللغوية بنسبة (73%) من أفراد العينة وخاصة في القراءة والکتابة.

     وتعتبر التحديات التي تواجه المتحررين من الأمية من الإشکاليات التي تواجه المجتمع نحو التطور والنمو؛ فهي تقف عائقاً أمام المتحررين من الأمية في مواصلة دارستهم مما يسبب عودتهم إلى أميتهم، وجعلهم طاقات معطلة لا يمکنهم مواکبة مجتمعهم الذين ينتظر منهم المشارکة في تطوره وتنميته.  

    من هنا جاءت ضرورة وأهمية البحث في التحديات والصعوبات التي تواجه المتحررين من الأمية، وطرق مواجهتها وإيجاد حلول لها، ومساعدة کل من يرغب في الاستمرار في التعليم.

مشکلة البحث:

     عندما يبذل الفرد والمجتمع والدولة جهودا کبيرة وأموال طائلة في سبيل التحرر من الأمية نجد فئة من هؤلاء المتحررين يرتدون إلى الأمية بسبب ما يواجهون من صعوبات وتحديات في مجالات عدة تکون عائق لهم في مواصلة تعليمهم فتذهب کل هذه الجهود والأموال هباء منثورا بسبب هذه التحديات والصعوبات فلا بد لنا من دراسة أسباب هذه التحديات وإيجاد حلول مناسبة لها للقضاء على هذه المشکلة.

     فقد أشارت دراسة (مغاوري، 2016) إلى أن العوامل التعليمية ليست هي السبب الرئيس في ارتداد المتحررين حديثا إلى الأمية، ولکنها ترجع إلى مجموعة العوامل الأخرى الاقتصادية والاجتماعية والشخصية. کما أشارت إلى أن العوامل الشخصية المتمثلة في (فاعلية الذات والدافعية للإنجاز) لدى الدارس المتحرر من الأمية لها تأثير کبير على إقباله على عملية التعلم وإمکانية الاستمرارية فيه ومواصلته.

       وأشارت دراسة (إبراهيم، 2018) إلى ضرورة وضع استراتيجيات وإتاحة برامج تناسب المتحررين من الأمية؛ لأن حصولهم على شهادة محو الأمية لا يعني أنهم تمکنوا من المهارات الأساسية، ولا يعني أنهم اندمجوا في المجتمع بشکل کامل، ولا يعني أنهم لا يعانون من عقبات. کما أوصت الدراسة باستکمال البحث وعمل المزيد من الدراسات حول المعيقات التي تواجه المتحررين من الأمية من أجل تخطي المعوقات والتحديات ومد يد العون إلى کل راغب في أن يتعلم ويستمر في التعلم.

       ويؤکد الباحثون من خلال خبرته الشخصية وعمله الميداني في مجال محو الأمية  أن عدداً من الدارسين قد أنهوا برنامج محو الأمية سابقاً إلا أنهم ما زالوا يعانون من الأمية ، و عادوا للالتحاق ببرامج محو الأمية مرة أخرى ، و من خلال مناقشتهم عن أسباب عدم نجاح البرامج السابقة معهم استنتج أن عدم إتاحة الفرصة لهم لمواصلة تعليمهم أحد الأسباب التي جعلتهم يعودون للأمية مرة أخرى ، کذلک لم يکن هناک دافع أو حافر يجعلهم أثر فاعلية أثناء التعليم أو بعده ، أضف إلى ذلک ذکر بعض الدارسين أن هناک فجوة بين الدارسين و المعلمين مما سبب عدم إيصال المعلومة بالشکل الجيد ، و أن التناغم بين المعلم و المتعلم يکاد أن يکون مفقوداً في بعض الأحيان.

وعلى ذلک يمکن صياغة مشکلة البحث في السؤال الرئيسي التالي:

ماهي التحديات التي تواجه المتحررين من الأمية؟

أسئلة البحث:

حاولت الدراسة الإجابة عن التساؤل الرئيس الآتي:

ما التحديات التي تواجه المتحررين من الأمية بمدينة الرياض؟ ويتفرع منه التساؤلات التالية:

  1. ما التحديات الوظيفية التي تواجه المتحررين من الأمية؟
  2. ما التحديات الاجتماعية التي تواجه المتحررين من الأمية؟
  3. ما التحديات الاقتصادية التي تواجه المتحررين من الأمية؟

 الأهداف:

سعت الدراسة إلى تحقيق عدد من الأهداف أهمها:

  1. التعرف على التحديات التي تواجه المتحررين من الأمية في المجال الوظيفي.
  2. التعرف على التحديات الاجتماعية التي تواجه المتحررين من الأمية.
  3.  التعرف على التحديات الاقتصادية التي تواجه المتحررين من الأمية.

أهمية البحث:

      تنبثق أهمية الدراسة من حيث أهمية الموضوع، والتي تسعى إلى التعرف على التحديات التي تواجه المتحررين من الأمية، وإبراز أهمية التعلم مدى الحياة، والتخلص من الأمية وعدم الرجوع لها مرة أخرى.

     ومما يکسب هذه الدراسة أهمية کبيرة هو قلة الدراسات العربية التي تناولت موضوع التحديات التي تواجه المتحررين من الامية، وتسعى هذه الدراسة إلى أن تکون مرجعاً بحثياً لدراسات مستقبلية من خلال النتائج والتوصيات.

      وتعمل هذه الدراسة على مساعدة أصحاب القرار من المسؤولين عن التعليم بالوقوف على أسباب ومعوقات استمرار التعليم لدى المتحررين من الأمية والتحديات التي تواجههم.

حدود الدراسة:

تحددت الدراسة بالحدود الآتية:

الحدود الموضوعية:

      رکزت الدراسة على مجموعة من التحديات التي تواجه المتحررين من الأمية وهي التحديات: الوظيفية، والاجتماعية، والاقتصادية.

الحدود المکانية:

مدينة الرياض بالمملکة العربية السعودية.

الحدود الزمانية:

تم تطبيق المقابلة على عينة الدراسة في مارس 2020.

الحدود البشرية:

      تم التطبيق على مجموعة من المتحررين من الأمية في مدينة الرياض لوجد الباحثين فيها.

مصطلحات الدراسة:

مفهوم الأمية:

       هي الدرجة التي تصل بالفرد إلى عدم معرفة الرموز وإتقان شکلها المکتوب (الرواف، 2002).

مفهوم الأمية إجرائياً:

 هي عدم القدرة على القراءة والکتابة والحساب.

مفهوم التحديات:

      هناک العديد من التعريفات المقدمة لهذا المفهوم، حيث لا يوجد تعريف واحد متفق عليه يصلح ان يکون جامعاً وشاملاً لمفهوم التحديات ويعود ذلک لاختلاف تناول کل باحث لهذا المفهوم.

     ووردت کلمة التحديات في اللغة على أنها جمع تحد، يقال "حداه وتحداه" أي تعمده. وتحديت فلانا ً: إذا باريته في فعل ونازعته الغلبة (ابن منظور، ١٩٧٩).

      ويحدد البعض معنى التحدي بأنه: "قوة خلاقة باعثة للتجديد والتغيير الاجتماعي والثقافي"، أو هو: "إشکالية وثغرة تحتاج إلى مواجهة وحل" (غلوم، ١٩٩٩).

      وذهب البعض إلى أنه: " کل تغير أو تحول – کمي أو کيفي-، يفرض متطلبا ً أو متطلبات محددة، تفوق إمکانات المجتمع فيه، بحيث يجب عليه مواجهتها واتخاذ الإجراءات الکفيلة بتحقيقها (سالم، ١٩٩٨).

     وأشار (نويري،237،2014) أن هناک تعريف آخر للتحديات:" تطورات، أو متغيرات، أو مشکلات، أو صعوبات، أو عوائق نابعة من البيئة المحلية أو الإقليمية أو العالمية وهي قد تکون ذات صبغة ثقافية، أو إعلامية، أو دينية، أو اجتماعية، أو سياسية، أو اقتصادية، أو عسکرية، أو صحية، أو بيئية".

مفهوم التحديات إجرائياً: کل أمرٍ يقف أمام تحقيق الهدف، أو يصعب مهمة تحقيقه.   

مفهوم المتحررين من الأمية:

    ونقلاً عن دراسة (رحاب، 2018) فإن المتحررين من الامية يقصد بهم: الأفراد الذين حصلوا على شهادة القرائية وأصبحوا يمتلکون المهارات الأساسية، ويقدرون على القراءة والکتابة وإجراء العمليات الحسابية، ولکنهم بحاجة إلى مهارات وکفايات أخرى تساعدهم على تحقيق الأهداف التعليمية والوظيفية بهدف مساعدة أسرهم ولتأهليهم لسوق العمل المتغير، ولديهم القدرة على التفاعل بشکل إيجابي في المجتمع.

      ويعرفهم (مغاوري، 2016): بأنهم خريجو فصول محو الأمية الذين أتموا الدراسة         بتلک الفصول طبقاً للبرنامج الدراسي بها واجتازوا الامتحان بنجاح وحصلوا على شهادة         محو الأمية.

       مفهوم المتحررين من الأمية إجرائياً: هو الذي يستطيع القراءة والکتابة، ولکنه لم يصل إلى درجة الجودة في القراءة والکتابة بمهارة عالية، والمتحرر من الأمية إذا لم يواصل دراسته ربما يفقد ما تعلمه من القراءة والکتابة.

الإطار النظري:

التحديات التي تواجه المتحررين من الأمية:

     سيتناول الباحثون في هذا المبحث تعريف الأمية، وتعريف التحديات، والتعرف على التحديات الوظيفية، والتحديات الاجتماعية، والتحديات الاقتصادية.

مفهوم الأمية:

     لغة: هي نسبة إلى الأم أو الأمة، ومعناها الغفلة والجهالة، وفي اللغة الإنجليزية تعني Lutracy السقطة الأدبية، بمعنى أن الأمي (غير المهذب – غير المثقف) (الرواف، 2002).

     اصطلاحاً: أشار (عيسى، 2011) إلى تعريف اليونسکو للأمية: عجز الفرد عن تو999ظيف مهارات القراءة والکتابة أو إنه کل سلوک يتعارض طبيعة ووجوداً مع نظام الحضارة المعاصر، ومع أسلوب إنتاجها، ومع نمط الارتقاء بها، ومع فلسفتها السياسية والاجتماعية.

الامي: تعرفه اليونسکوهو الشخص الذي لا يعرف أن يقرأ أو يکتب بيانا بسيطاً أو موجزاً عن حياته اليومية (اللامي، 2019).

     الأمي من الناحية الوظيفية: کل شخص لا يستطيع ممارسة جميع الأنشطة التي تتطلب معرفة القراءة والکتابة أو يقتضيها حسن سير الأمور في جماعته ومجتمعه، ولا يستطيع استخدام القراءة والکتابة والحاسب من أجل تنمية مستقبلة وتنمية المجتمع (المصدر السابق).

التحديات:

لغة: تحدَّى يَتحدَّى، تَحَدَّ، تَحَدّيًا، فهو مُتحدٍّ، والمفعول مُتحدًّى، تحدَّى فلانٌ الشَّيءَ: جابهه دون خوفٍ (عمر، 2008).

اصطلاحاً: التحديات هي تطورات، أو متغيرات، أو مشکلات، أو صعوبات، أو عوائق نابعة من البيئة المحلية أو الإقليمية أو الدولية(فتحي، 2005، 15- 17).

جهود المملکة العربية السعودية في مکافحة الأمية:

      لقد اهتمت المملکة العربية السعودية بتعليم الکبار ومحو الأمية کما اهتمت بالعليم النظامي وذلک لحرصها على بناء المجتمع السعودي في شتى المجالات.   

ولقد مرت جهود المملکة العربية السعودية في سبيل مکافحة الأمية وتعليم الکبار بالعديد من المراحل، يمکن تقسيمها إلى:

1. المرحلة الأولى: الجهود الفردية.

     وهي الجهود التي بذلها نفر من المعلمين بالقرى والمدن، من خلال تخصيص حلقات بالمساجد، أو حجرة أو بيت المعلم، يدرس به مجموعة من الصغار والکبار، لتعليم أساسيات القراءة والکتابة، ومع الوقت تطورت تلک الجهود وأخذت طابعاً أکثر تنظيماً ومن تلک الجهود مدرسة النجاح الليلية بمکة المکرمة، تأسست عام 1350هـ لإتاحة الفرصة لمن حرموا التعليم النهاري لظروف خاصة بهم، وکانت تسير وفق منهج المدرسة الابتدائية الحکومية.

    وکانت هناک مدارس التشجيع الليلية بمکة المکرمة عام 1358هـ، والتي أوجدت بناءً          على طلب الأهالي لمديرية المعارف لتکوين لجنة لتشجيع المدارس الليلية ولمساعدتها         مالياً وإدارياً، ومدارس الشيخ/ عبد الله القرعاوي بجنوب غرب المملکة العربية السعودية، وقد شارکت المدارس الأهلية القديمة بجهود في هذا المجال ومنها: الصولتية (1291هـ) ، الفلاح              (جده 1323هـ، مکة 1330هـ)، الفخرية العثمانية، دار الحديث ( 1353هـ) ، مدرسة العلوم الدينية ( 1353هـ) وکانت الدولة تمد تلک المدارس بالعون.

2. جهود الدولة قبل عام 1369هـ.

     افتتحت مديرية المعارف العمومية عام 1335هـ قسم ليلي بالمعهد العلمي السعودي لتعليم الموظفين الذين لديهم الرغبة ولا تساعدهم ظروفهم، وهي أول الجهود للتعليم الليلي ويمکن اعتبارها أول الجهود لتعليم الکبار ومحو الأمية، وفي رجب 1356هـ افتتحت مدرسة لتعليم اللغة الانجليزية، وفي عام 1368 هـ افتتحت مدرسة لتحسين الخطوط والآلة الکاتبة، وفي عام 1369هـ افتتحت مدرسة المعلمين الليلية وکانت تصرف لکل طالب 60 ريالاً.

3. جهود الدولة بعد عام 1369هـ..

أنشأت وزارة المعارف إدارة خاصة بتعليم الکبار ومحو الأمية عام 1374هـ أطلق عليها إدارة الثقافة الشعبية، ربطت بإدارة التعليم الابتدائي، وبلغ عدد مدارس محو الأمية وتعليم الکبار 13 مدرسة عام 1375هـ، وفي عام 1378هـ انفصلت وأصبحت إدارة مستقلة بذاتها، عرفت باسم إدارة الثقافة الشعبية، وفي عام 1392هـ صدرت الموافقة الکريمة على نظام تعليم الکبار ومحو الأمية، وعدل اسم الإدارة عام 1397هـ إلى الإدارة  العامة  لتعليم الکبار ومحو الأمية، ليتناسب مع طبيعة عملها وأنشطتها، وفي عام 1405هـ أصبح أسمها الأمانة العامة لتعليم الکبار ومحو الأمية، وبلغ عدد مدارس محو الأمية وتعليم الکبار 88 مدرسة عام 80/1381هـ.

     وحرصاً من وزارة المعارف - التربية والتعليم حالياً- على تعليم الکبار ومکافحة الأمية تم تشکيل اللجنة العليا لمحو الأمية وتعليم الکبار، برئاسة معالي وزير المعارف وعضوية کل من وکيل الوزارة عضواً ونائباً عن الرئيس، وأمين عام تعليم الکبار ومحو الأمية عضواً ومقرراً، وعضوية وزارة الدفاع والطيران والمالية، ووزارة الثقافة والإعلام ورئاسة الحرس الوطني والرئاسة العامة لتعليم البنات - سابقاً- ولقد تضمنت سياسة التعليم السعودية في الفصل السابع من الباب الخامس عدد من المواد حول مکافحة الأمية وتعليم الکبار هي:

180- تهتم الدولة بمکافحة الأمية وتعليم الکبار، وتدعم هذا النوع من التعليم فنياً وإدارياً ومالياً، وذلک تحقيقاً لرفع مستوى الأمة، وتعميم الثقافة بين أفرادها.

181- تستهدف مکافحة الأمية وتعليم الکبار تحقيق الأمور الأساسية التالية:

 أ- تنمية حب الله وتقواه في قلوبهم وتزويدهم بالقدر الضروري من العلوم الدينية.

ب- تعليم القراءة والکتابة ومبادئ الحساب.

ج- التوعية العامة في شؤون الحياة.

ويوضح المنهج مستوى الدراسة والخطة التفصيلية والمواد التدريسية.

182- توضع من قبل الجهات التعليمية المختصة خطة زمنية قائمة على الإحصاء لاستيعاب الأميين، والقضاء على الأمية، وتتعاون في تنفيذها الوزارات والمصالح المعنية.

183- تکون فترة المکافحة والتعليم على مرحلتين:

أ- المرحلة الأولى: وتنتهي بالحصول على شهادة محو الأمية.

ب- المرحلة الثانية: المتابعة لنيل الشهادة الابتدائية.

184- تسم وسائل الإعلام في التوعية العامة التي تشعر الأميين بأهمية التعليم، وتساعدهم بالبرامج التعليمية الممکنة.

185- يشجع الأفراد والجماعات على الإسهام في مکافحة الأمية وتعليم الکبار تحت إشراف الجهات المختصة.

186- تسهم المدارس الأهلية في هذا النوع من التعليم، ولا تصرف إعاناتها إلا إذا بنصيبها المقرر فيه وفقاً لنظام التعليم الأهلي.

187- تتولى الجهات المختصة محو الأمية بين النساء وفق إمکانياتها، وتکيف برامجها بما يحقق الأهداف الخاصة بتعليم المرأة وفقاً لأحکام الإسلام (وزارة التعليم، 2021).

      وغالبا ما يکون حجم التحديات عاملاً رئيسياً في تحديد مدى الأضرار على الوضع الذي تستهدفه، وبعض التحديات قد تمثل خطراً حقيقياً لشدة تأثيرها بينما بعضها الآخر يکون محدود التأثير أو افتراضي فنوعية المواجهة أو طريقة التصدي تحدد بناءً على نوع التحدي ومدى أثره ومن التحديات التي تواجه المتحررين من الأمية: تحديات وظيفية، وتحديات اجتماعية، وتحديات اقتصادية.

أولاً: التحديات الوظيفية:

        يحتاج التطور الوظيفي الذي نعيشه اليوم والذي يفرضه المجتمع الحالي والمستقبل القريب إلى وضع استراتيجيات وإتاحة برامج تناسب المتحررين من الأمية، لذا إن حصولهم على شهادة محو الأمية لا يعني تمکنهم من المهارات الأساسية واندماجهم الکامل في المجتمع کما لا يعني أنهم لا يعانون من عقبات الأمر الذي توصلت إليه الأبحاث ومنه لابد من وضع هذه الفئة تحت الاهتمام عند الاستعداد للمستقبل(أحمد،2018).

الأمية الوظيفية:

 "    هي عدم قدرة الشخص على القيام بجميع الأعمال التي تتطلب إلماماً بالقراءة والکتابة التي يقتضيها حين سير الأمور في جماعته ومجتمعه، وحتى يستمر في القراءة والکتابة والحساب من أجل تنمية شخصيته وتنمية مجتمعه"(أحمد، 2018).

     إن مساعدة الفرد على ممارسة مهارات التعليم المستمر مدى الحياة يوضح الأهمية الکبرى لبرامج محو الأمية الوظيفية والتي من خصائصها:

  • التوجه وبانتقائية إلى الفئات التي تعاني من الأمية في المجتمع والتي يعتبر لها دور أساسي
  • في تحقيق التنمية الاقتصادية.
  • الطموح في اکساب الفئة المستهدفة مهارات ومعارف تقنية تمکنهم من الاستجابة لمتطلبات النمو الاجتماعي والاقتصادي.
  • الاستجابة لإعداد مشاريع مخصصه للفئة المستهدفة بدلاً من المشاريع العامة.
  • توظيف تنظيم زمني لهذه الأنشطة يساير التنظيم الزمني للمهن بدلا من التنظيم الزمني للمدرسة.
  • الاعتماد على العمل الجماعي.
  • المساهمة في تحقيق النمو الاقتصادي في المجتمع من خلال الأنشطة التي يقترحها البرنامج
  • وترتبط بعضوية الفئة المستهدفة (محمود،2015).

     وأضاف(فنيط،2008) أن من مميزات برامج محو الأمية الوظيفية أنها تسعى إلى تحسين الکفايات الإنتاجية للأفراد العاملين أو الناشطين اقتصاديا سواء کانوا مزارعين أو عمال وجعلهم أفراد قادرين على إدارة شؤون أسرهم وتنمية مجتمعهم، کذلک تحسن من مردودهم في العمل حيث ترکز برامج محو الأمية على الأعمال والمهارات التي تتصل بالأعمال التي يمارسها الأميين.

    وذکرت (الرواف، 2014) أن من أضرار الأمية التأثير السلبي على الدخل فالأميون الذين قضوا ست سنوات من الدراسة تنتهي حياتهم المهنية بمتوسط دخل ثابت مماثل أو أعلى بقليل مقارنة ببداية حياتهم العملية کما يستمر دخل الفرد بنفس المستوى لمدة طويلة.

ثانياً: التحديات الاجتماعية:

       تعرف التحديات الاجتماعية: بأنها الممارسات والضغوط التي تستهدف فکر وسلوک وقيم وحياة الإنسان وعلاقاته الاجتماعية داخل بيئته الأسرية ومجتمعه بقصد إضعافه والسيطرة علية (توفيق، 2000).               

        وتواجه التحديات الاجتماعية للمتحررين من الأمية دورا حاسما للتفاعل في نطاق الحياة الأسرية والمجتمعية والتعلم معا، فلا ينبغي معالجة تحديي تعليم الأطفال والکبار کحقلين منفصلين نظرا لتشابکهما، وتعمل الأسرة - بمعناها الأوسع – على إرساء أسس التعلم مدى الحياة.

    وجدير بالذکر أن المتحررين من الأمية ليسوا "نموذجا" حديث العهد في العالم الغربي والشمالي، بل هو مبني على عدد من الممارسات الثقافية والتعليمية التقليدية المتجذرة – بشکل أو بآخر - في کل المجتمعات، ولذلک فإن التحديات الحالية لتحرر من الأمية تحتاج إلى أن تعالج بواسطة نهج متکامل يتناسب مع هذه الممارسات ويعزز فرص التعلم مدى الحياة للجميع، وجدير بالذکر أن برامج التحرر من الأمية القائمة على أساس المجتمع لا تقدم في الأساس حلا نهائيا للتحديات الضخمة التي تواجههم في مجال التنمية التعليمية والاجتماعية والاقتصادية، إلا أنها تتصدى بشکل فعال لمثل هذه التحديات وتسهم في التغيير الاجتماعيHanemann, 2011) & Elfert).

ثالثاً: التحديات الاقتصادية:

    يمکن تعريف التحديات الاقتصادية بأنها" تطورات، أو متغيرات، أو مشکلات، أو صعوبات، أو عوائق اقتصادية، أو ذات بعد اقتصادي نابعة من البيئة المحلية أو الإقليمية أو الدولية، وتشکل تهديداً أو خطراً على مستقبل النمو والتنمية الاقتصادية بالدولة" (محمد، 2015).

     من المتعارف عليه أن هناک علاقة بين الاقتصادية والتعليم، فکما أن التعليم له دور في زيادة الدخل المادي سواءً على مستوى الأفراد أو المجتمعات أو حتى الدول، وهذا مشاهد وملموس فالدول المتقدمة في التعليم نجدها متقدمة تعليمياً، وکذلک الأفراد والمجتمعات.

       فالنمو في التعليم يصاحبه تطور اقتصادي، فالتعليم يساهم في تطوير رأس المال البشري الذي يحول الموارد الطبيعية إلى موارد اقتصادية. (خليل، 2010)

      و بما أن التعليم يؤثر على الاقتصاد ، فإن الحالة الاقتصادية أيضاً تؤثر على التعليم، فنجد أن أغلب الدارسين الذين أکملوا دراستهم کانوا لا يعانون من صعوبة في المعيشة ، و أن حالتهم المادية کانت جيدة ، بعکس من کانت حالتهم المادية متدنية فنجد منهم من التحق بالدراسة و لم تمکنه ظروفه الاقتصادية من مواصلة دراسته و ذلک بحثا عن العمل ؛ کي يحصل على ما يؤمن به عيشه و عيش عائلته ، و کذلک نجد أن هناک فئة من المجتمع لم يلتحقوا بالدراسة بسبب الظروف الاقتصادية الخاصة التي تمر بها الأسرة التي ينتمي لها هذا الطفل أو الطفلة مما کان سبباً مباشراً في أميتهم .

       ولو نظرنا إلى بعض المتحررين من الأمية لو جدنا منهم من کان سبب عودته للأمية الظروف الاقتصادية، والتي کانت عائقاً أمامه في عدم مواصلته لدراسته، فمنهم من کانت المدارس بعيدة عن مقر سکنه ولا يجد وسيلة المواصلات التي تمکن من الحضور للمدرسة، أو لم يستطع الحصول على منزل قريب من المدرسة، أضف إلى ذلک أن بعض الدرسين أبتعد عن مواصلة الدراسة بحثا عن الوظيفة والتي بدورها لم تمکنه من العودة لمقاعد الدراسة.  

منهجية الدراسة وإجراءاتها:

منهج وأداة الدراسة:

     اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي في جمع المعلومات وتحليلها، وذلک لملاءمته لطبيعة الدراسة، واستخدمت المقابلة شبة المفتوحة کأداة لجمع المعلومات، حيث کانت المقابلات فردية، تکونت عينة الدراسة من 12 متحرر من الامية، وکانت العينة من مدينة الرياض، وتم طرح مجموعة من الأسئلة على المتحررين أثناء المقابلة يبلغ عددها 14 سؤال.

مجتمع الدراسة:

      يشمل مجتمع الدراسة المتحررين من الامية في مدينة الرياض.

عينة الدراسة:

      تم اختيار عينة قصدية من المتحررين من الامية بلغ عددهم اثنا عشر فرداً من مدينة الرياض.

صدق أداة الدراسة:

       لتحقيق صدق المقابلة، فقد عرضت على مجموعة من المحکمين والخبراء من المختصين أو المهتمين في مجالات القياس والتقويم ومحو الأمية وتعليم الکبار. وتمت الاستفادة من ملاحظات المحکمين ومقترحاتهم المتعلقة بمدى شمول الأبعاد وما تضمنته من فقرات، ومدى ارتباطها وملاءمتها لموضوع الدراسة، وقد عدلت صياغة بعض فقرات المقابلة بناء على اقتراحات المحکمين وإضافتهم.  

وللتحقق من ثبات الأداة:

        اعتماداً على ما توصل إليه (العبد الکريم، 2012) في دراسته حول قياس الصدق والثبات في البحوث النوعية، استخدم الباحثون بعضا من تلک المعايير وهي:

1-  تقديم معلومات کافية عن المشارکين في البحث (عينته) وميدانه ليتمکن القارئ من الحکم على مدى تطابق نتائج البحث على الأوضاع التي لديه.

2-  على الباحثين استخدام أساليب جمع معلومات مناسبة وأساليب تحليل عميقة لإظهار جدية البحث وإقناع القارئ أن النتائج التي توصل إليها البحث ذات مصداقية.

3-  يجب على الباحث أن يعرض اتساقا بين البيانات والنتائج من خلال بعض الأساليب کجدول التتبع وتعدد الطرق والمذکرات الانعکاسية. 

     کما حرص الباحثون على استخدام منهجية وتحليل عميق للنتائج لکي تجيب النتائج عن أسئلة الدراسة.

نتائج الدراسة وتفسيراتها:

      کشفت استجابات المشارکين عن عدد من التحديات التي يوجهونها بعد تحررهم من الامية وتدور تلک التحديات بشکل عام حول ثلاث موضوعات رئيسية هي: التحديات الوظيفية والاقتصادية والاجتماعية.

ماهي التحديات التي تواجه المتحررين من الأمية في مدينة الرياض؟ 

     أظهرت نتائج تحليل المقابلات عدة تحديات واجهت المتحررين من الأمية وکانت أهم هذه التحديات هي التحديات الوظيفية والتحديات الاجتماعية، والتحديات الاقتصادية، وفيما يلي سيتم عرض أبرز هذه التحديات:

أولاً: التحديات الوظيفية التي تواجه المتحررين من الأمية: وتلخصت في التالي:

الأمور التي تمنع المتحرر من مواصلة دراسته، کان سبب طول ساعات العمل اليومية وسبب عدم قبولهم في الجامعات هي أکثر الأسباب التي اتفقت عليها العينة المشارکة حيث قال أحدهم: " طول ساعات العمل اليومية في الوظيفة" وقال الآخر عن عدم قبوله في الجامعات:" لا توجد جامعت تقبل من هم في سني وايضا معدلي  الدراسي لا يناسب شروط الجامعات"، فيما تساوى العدد بين سبب الاستقرار الوظيفي وسبب عدم توفر مدارس قريبة وسبب الظروف العائلية، حيث قال أحدهم:" وضعي في وظيفتي کان جيد وحتى لو أکمل دراستي لن أحصل على تميز کبير فلست بحاجة للدراسة" وقال الآخر:" حصولي على مرتب مناسب نوعا ما فالشهادة لا تؤثر کثيرا في زيادة الراتب" وعن سبب عدم توفر مدارس قريبة قال أحدهم:"             عدم وجود مدرسة قريبة من مقر إقامتي"، وکان سبب عدم الرغبة في الدراسة وظروف السفر هي الأقل.

الأسباب التي تحول بين المتحرر من الأمية وبين تطوير نفسه في مجال وظيفته والصعود في سلم الترقيات، عبرت غالبية العينة أن السبب الذي يحول بينهم وبين تطوير أنفسهم هو عدم وجود حافزى يشجعهم على مواصلة الدراسة وتطوير أنفسهم حيث قال أحدهم:" السبب هو عدم وجود حافز من قبل الوظيفة والشهادة لا تعطي ترقيات تستحق السعي وراها"، بينما عبر آخر أن من  الأسباب هو عدم وجود ترقيات، وأشار أحدهم أنه  لا توجد رغبة لدي و لا توجد أسباب، وذکر أحدهم:" بعد حصولي على شهادة المرحلة الثانوية لم تکن هناک عوائق با لنسبة للترقيات والعمل قام بتوفير الدورات التدريبية المناسبة لنا"، وذکرت بعض الأسباب  الأخرى منها: سيطرت الأجانب على العمل و وثبات الراتب وتغير أوقات الدوام والتنافس وحصول من لهم مؤهلات عالية على الوظائف.

 المهارات التي يحتاج إليها المتحرر من الأمية لتطوير وضعه في مجال وظيفته، فيما يتعلق بهذا الجانب کانت (الحاجة إلى دورات في نفس مجال العمل) هي الاغلب فقال أحدهم:" احتاج إلى دورات في مجال عملي فهذه هي التي استفيد منها کثيرا" وقال آخر:" في بداية التحاقي في مجال الوظيفة کان من الأفضل اکمال دراستي لتطوير وضعي ، بالنسبة لوضعي الحالي أحتاج دورات في مجال العمل" وقال الثالث:" احتاج إلى دورات في مجال وظيفتي" وجاءت مهارة تعلم اللغة الإنجليزية  ومهارة التعامل مع الجمهور في المرتبة الثانية قال أحدهم:" التعامل مع الجمهور بحکم ارتباط عملي بمواجهة الجمهور التعامل مع الرئيس بشکل جيد وکسب ثقة الزملاء" ومن المهارات التي ذکرتها العينة مهارة استخدام الحاسب الآلي ومهارات لتطوير الذات.

       مدى الرضى الوظيفي بعد التحرر من الأمية، أظهرت نتائج المقابلات أن غالبية العينة کانوا في رضى عن وضعهم الوظيفي بينما ذکر اثنان أنهم متوسطي في الرضا، وأثنان أخران راضين جداً عن وضعهم.

ثانياً: التحديات الاجتماعية التي تواجه المتحررين من الأمية: وتلخصت في التالي:

      تعامل المتحرر من الامية مع المجتمع من حوله نحو التقدم في التعليم، عبّرت غالبية العينة أنه کان هناک دعم من قبل الآخرين فقال أحدهم:" کانوا يقومون بالدعم لي"، وذکر آخر: “کانوا داعمين لي بشکل جيد" فيما أشار آخرون أن تعاملهم أصبح أفضل مما سبق مما جعلهم يرغبون في مواصلة التعليم حيث قال أحدهم:" کانت هناک محاولات لإکمال التعليم مقارنة بمن حولي"، وأوضح أحدهم عدم مبالاته بآراء من حوله فيما إن کانت سلبية حيث قال:" لم ألتفت إليهم رغم وجود کل من يثبطني عن اکمال التعليم"، وذکر أحدهم أنه لم يکن هناک تحفيز لمواصلة التعليم فقال: " کنت حريص في البداية على اکمال التعليم لکن المجتمع ومن حولي لم يکونوا داعمين فتأثرت بهذا المجتمع"، وذکر آخر:" کنت أنصح أبنائي ومن حولي بالتعليم وأُوضّح لهم أهميته وکيف أني خسرته في بداية عمري والآن قتلني التسويف والانشغال بالتجارة". 

تعامل المتحرر من الأمية مع الداعمين له نحو التقدم في التعليم، في هذا الجانب ذکرت مجموعة کبيرة من أفراد العينة أنه کان هناک تجاوب للداعمين لهم فأشار أحدهم:" کنت أستمع لهم وأؤيدهم" ، وذکر آخرون أن الدعم کان من قبل الوالدين حيث ذکر أحدهم:" أستمع إليهم وبالذات الوالدة " وقال الآخر:" کنت أشکرهم على الدعم وأخبرهم بکل ما هو جديد لدي "، وفيما يتعلق بوجود الداعمين أو عدم وجودهم فمنهم من عبّر :" لا يوجد داعمين"، وکذلک قول أحدهم :" نسبة الداعمين قليلة" ،وآخر " کان لهم تأثير إيجابي حول اکمال تعليمي لکن لم تسمح لي الفرصة".       

تعامل المتحرر مع السلبيين نحو التقدم في التعليم، اتفقت غالبية العينة في عدم التأثر برأي السلبيين بل کانت ردة الفعل من قبلهم هي الإصرار والمقاومة ، فعبّر أحدهم "السلبيين دائماً متشائمون وأنا أعتبرهم أعداء النجاح فکنت أتجنبهم قدر الإمکان وأنظر للمتفائلين والناجحين کي يعطونني طاقة إيجابية"، وقال الآخر:" کنت اتعامل معهم بالمقاومة والإصرار وعدم الانصات لهم"،  فيما ذکر اثنان فقط من المتحررين أنهم تأثروا بتلک الآراء مما جعلهم يشعرون بالندم لاحقاً فقال أحدهم: "للأسف تأثرت بهم وهم الذين کان لهم الأثر في عدم اکمالي للدراسة ، حيث کانوا يقنعونني بأن الشهادة لن تنفعني في مجال عملي".

تعامل المتحرر من الأمية مع بعض العبارات التي يرددها المجتمع ضد الدراسين الکبار مثل (بعد ما شاب ارسلوه للکتاب) "، أجمعت مجموعة من المتحررين من الأمية على التأثر بعبارات ضد تعليم الکبار ومواصلتهم للتعليم فذکر أحدهم:" واجهتها وکانت تؤثر على رغبتي في التعليم وربطها بعائق الأسرة والأطفال" ،بينما ذکر آخرون على عدم مواجهتهم لمثل هذه العبارات فقال أحدهم:" المجتمع جيد معي ولم أسمع کلمات تؤذيني "، وفيما يخص التصدي لمثل هذه العبارات أشار أحدهم " طبعاً التحقت بتعليم الکبار وأنا لم أتجاوز الثانية عشرة وسمعت کثيراً  وکانت للأسف من بعض المعلمين ومن تلک الأمثلة: التعليم في الصغر کالنقش على الحجر لکني تعاملت مع مثل هذه العبارات أني قادر ووضعت أمامي هدف وهو انهاء المرحلة الثانوية وتم تحقيقه". المهارات والمعارف التي يحتاج إليها المتحرر من الأمية للتفاعل مع المشکلات والقضايا الاجتماعية، أظهرت نتائج المقابلة أن مهارة استخدام التکنلوجيا ومهارة اللغة الإنجليزية هي الأکثر احتياجا حيث کانت النتائج فقال أحدهم:" احتاج إلى مهارة التقنية من هاتف ذکي وحاسبة وغيرها" ، وذکر الأخر:" احتاج إلى مهارة الحاسب الألى واستخدام التکنلوجيا بشکل عام"، وذکر ثالث:" احتاج إلى مهارة تعلم اللغة الإنجليزية التي أصبحت لغة العصر"  ومن المهارات التي ظهرت في النتائج مهارة استخدام الحاسب الآلي فقال أحدهم:" احتاج إلى مهارة الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية" وأشار الآخر:" احتاج إلى المزيد من مهارة الحاسب الآلي"، أيضا من المهارات مهارة فن الحوار فقال أحدهم:" احتاج إلى مهارة فن الحوار" وذکر آخر:" من المهارات التي احتاجها مهارة التواصل مع الآخرين" ، ومن المهارات مهارة تربية الأبناء فقد ذکر أثنان من العينة أنهم بحاجة لهذه المهارة فأشار أحدهم بقوله:" احتاج إلى مهارة کيفية تهيئة الأبناء للمستقبل" وقال الآخر:" احتاج إلى دورات في المجال التربوي".

ثالثاً: التحديات الاقتصادية التي تواجه المتحررين من الأمية وتلخصت في التالي:

        البرامج التي يحتاج إليها المتحرر من الأمية لتحسين وضعه الاقتصادي، فقد بينت النتائج إلى أن أغلب العينة يحتاجون إلى الاستثمار في المشاريع التجارية لتحسين وضعهم الاقتصادي فذکر أحدهم:" أحتاج إلى دعم في إنشاء مشروعي الخاص"، وأشار الآخر:" يجب إتاحة الفرصة للموظفين للاستثمار في المشاريع ودعمهم" ، وقال الثالث:" احتاج إلى مشروع تجاري لتحسين وضعي الاقتصادي"، وأشارت مجموعة من العينة انهم بحاجة إلى دورات في اللغة الإنجليزية لتحسين وضعهم الاقتصادي فقال أحدهم :" اللغة کانت هي المعيقة لي في تحسين وضعي الاقتصادي واحتاج إلى تطويرها" وقال الآخر:" أخذت دورات سابقة في العمل وأحتاج دورات في اللغة"، ومن البرامج التي ذکرتها العينة هي العمل في وظيفة أخرى حيث ذکر أحدهم:" احتاج إلى وظيفة أخرى أو التجارة " وقال الآخر:" احتاج إلى وظيفة أخرى لتحسين وضعي"، ومن البرامج أيضا الحاجة إلى دورات في مجال العمل فأشار أحدهم بقوله:" احتاج إلى دورات في مجال عملي لأنها هي الوسيلة للترقية وبالتالي تحسين وضعي الاقتصادي"، وقال الأخر:" احتاج إلى دورات في العمل تساعدني في سلم الترقيات"، بينما أحدهم قد ذکر أنه يحتاج إلى إتاحة الفرصة للمتقاعدين ، للتعاقد مع الشرکات ، وکان رائي شخص آخر بأنه بحاجة إلى برامج توعوية للموظفين بأهمية الادخار ،وذکر آخر من افراد العيينة أن وضعه الاقتصادي ممتاز جداً ، ولکن يحتاج إلى برامج تؤهلنه لطريقة التعامل مع السوق الالکتروني.

     البرامج التدريبية التي تخص الجوانب الاقتصادية، ومدى استفادة المتحرر من الأمية منها، کانت غالبية إجابات العينة أنهم لم يلتحقوا بأي برنامج من هذه البرامج فذکر أحدهم :" لم يسبق لي الالتحاق بهذه البرامج" وأشار الأخر:" لم سيبق لي التسجيل بالبرامج التدريبية" وذکر البعض الآخر من أفراد العينة أنه لم يکن هناک أي برامج فقال أحدهم: " أنه لا يوجد أي برامج "  وقال الآخر:" لم التحق بأي برنامج من هذه البرامج"، و هناک بعض من أجريت لهم المقابلة ذکر أن الاستفادة منها قليلة حيث قال "  استفادة بسيطة " وأشار الآخر بقوله:" حصلت على القليل منها في مجال يخص عملي" وهناک من المشارکين من ذکر أن هناک برامج تخص العمل لکن ليس منها فائدة مادية فقال الأول:" لم استفد منها بالشکل الذي يحسن  من وضعي" وقال الآخر:" استفدت فقط من البرامج التي تخص مجال عملي.

     التحديات التي تواجه المتحرر من الأمية لتحسين وضعه المادي، بينت النتائج أن من التحديات التي واجهت المتحررين هو أن الوظيفة لا تسمح بالعمل الإضافي حيث قال أحد المشارکين " النظام لا يسمح بالعمل الإضافي " ، وقال الأخر:" أن التحاقي بالعمل الحکومي لا يسمح لي بالعمل الإضافي"، وقال الثالث:" من أصعب ما يواجهني في تحسين وضعي الاقتصادي کوني عسکري هو أنه لا يسمح لي بامتلاک التجارة والعمل الإضافي و بينت النتائج  الأخرى أن من التحديات مکان السکن ممن يسکنون في القرى و الهجر فأشار أحدهم:" مکان السکن لا يوجد به شرکات أو مؤسسات نستطيع الالتحاق بها و أن الفرصة أمامهم للعمل ضعيفة ، و إذا أرادوا الانتقال للمدينة أصبحت هناک تکلفة في الايجارات وبين ذلک أحد الذين يعانون من هذه المشکلة بقوله " ارتفاع الايجارات " ، کما أن هناک تحديات أخرى منها اشتراط اللغة الانجليزية و عدم توفر رأس المال ، و کذلک کثرة الالتزامات المادية فقال الأول:" عندما أريد تغيير وظيفتي إلى أخرى أفضل منها يشترطون اللغة وهذا عائق لي" وقال الآخر:" من التحديات التي تواجهني عدم وجود رأس المال لفتح مشروع" ومن التحديات التي ذکرت تملک الأجانب للأعمال الحرة، وأيضا ذکر أحدهم :" أن الشهادة لا تعطي ترقية عالية وأيضا لا يعترف إلا بالدورات والتدريب الذي يخص مجال العمل.

      زيادة الدخل من خلال العمل الإضافي، وتجربته، ومدى تأثير العمل على الابتعاد عن التعليم، أجاب غالبية أفراد العينة  بأنه لم تکن لديهم تجربة حيث قال أحدهم " لم تکن لدي تجربة " ، وقال الآخر:" الدوام في القطاع الخاص 10 ساعات هذا من غير الوقت الذي يذهب في الطريق وبالتالي لن يبقى لدي وقت لعمل أضافي ، وقال الثالث:" لا أستطيع أن أعمل عمل إضافي کوني أعمل في القطاع العسکري، وأضاف بعض المشارکين أن العمل الإضافي يزيد من الدخل المادي، فأشار أحدهم بقوله :" لدي مشروع منزلي بسيط يزيد من دخلي بشکل جيد"، کما اتضح من خلال المقابلة أن العمل الإضافي يمنع بشکل کبير من مواصلة التعليم        حيث قال أحدهم " الارتباط بالعمل يمنع من مواصلة التعليم " ، و منهم من قال الارتباط بالعمل الحکومي لا يسمح بالعمل الإضافي ، و هناک أحد المشارکين ذکر أنه يعمل في التجارة            ( البيع و الشراء ) حيث قال:" أنصح الشباب بالعمل بالتجارة فهي کلها خير وأرى أن التجارة سبب للابتعاد عن مواصلة التعليم فليس لدي وقت للتوفيق بين العمل والدراسة .

     مستوى رضى المتحرر من الأمية عن وضعه الاقتصادي، کانت إجابات الاغلبية من العينة انهم متوسطو الرضى بماهم عليه بالوضع الاقتصادي حيث أجاب (6 أشخاص) بأنهم متوسطو الرضا عن وضعهم، وکان عدد الذين أجابوا:" راضي" (4 أشخاص)، وواحد من العينة کان (راضي جداً) عن وضعه اما الآخر فهو (غير راضي) عن مستواه الاقتصادي.

ملخص النتائج:

        أکدت نتائج الدراسة إلى أن هناک مجموعة من التحديات التي تواجه المتحررين من الأمية منها:

1-        تحديات وظيفية تواجه المتحررين من الأمية منها:

  • ضيق الوقت وطول ساعات العمل اليومية.
  • عدم وجود مهارات وبرامج تساعد المتحررين من الأمية من تطوير وضعهم في مجال وظيفتهم.
  • عدم وجود حوافز تشجعهم على مواصلة الدراسة وتطوير أنفسهم.

2-         تحديات اجتماعية تواجه المتحررين من الأمية ومنها:

  • کثرة المسئوليات الاجتماعية على کاهل المتحررين من الامية.
  • تأثير الظروف الاجتماعية المحيطة بالمتحررين وانعکاسها على رغبتهم في اکمال دراستهم.
  • ضعف الدعم والتحفيز في مواصلة التعليم من قبل الآخرين.

3-        تحديات اقتصادية تواجه المتحررين من الأمية ومنها:

  • قلة البرامج المهارية المتنوعة المقدمة للمتحررين من الأمية والتي تتغير وفق تسارع المعرفة.
  • وجود أنظمة لا تسمح للمتحررين من العمل الإضافي.
  •  وجود أنظمة تمنع المتحررين الجمع بين الوظيفية والمشاريع التجارية.


التوصيات:

في ضوء نتائج الدراسة نوصي بالتالي:

1-  التوسع في برامج التعليم المستمر والزيادة في عدد مراکزه في جميع مناطق المملکة.

2-  التخفيف من ساعات العمل لمن يريد مواصلة دراسته.

3-  نشر الوعي بأهمية التعليم المستمر.

4-  بناء شراکات استراتيجية بين مراکز تعليم الکبار والمؤسسات الأخرى بما يکفل حقوق المتحررين من الأمية ويحد من المعوقات التي تواجههم.

5-  الترکيز على الجوانب المهارية والتطبيقية أثناء العملية التعليمية وبما يحقق متطلبات سوق العمل.

6-  تنويع واستحداث برامج ترتبط أهدافها بمستجدات العصر وخطط التنمية الشاملة.

7-  منح المزيد من الحوافز والتسهيلات أمام الراغبين في مواصلة تعليمهم من قبل جهات العمل.

مقترحات:

      من خلال تناول الباحثين لموضوع" التحديات التي تواجه المتحررين من الأمية وما أسفرت عنه الدراسة من نتائج وما تم الاطلاع عليه من دراسات سابقة ونظريات، توصل الباحثين لعدد من المقترحات يؤمل الأخذ بها لسد بعض الفجوات البحثية في سياق الموضوع نفسه ومن هذه المقترحات:

1- هذا البحث قام بدراسة التحديات التي واجهت العينة المفحوصة تحديداً المتحررين في مدينة الرياض، وربما تظهر تحديات أخرى في حالة اختلاف المفحوصين في الزمان أو المکان وبالتالي اختلاف ظروفهم. وهذه دعوة للباحثين لمحاولة استکمال البحث والدراسة من أجل تخطي جميع العقبات والتحديات التي تواجه المتحررين من الأمية.

2- إجراء دراسة لمدى مساهمة المجتمع في تحقيق نجاح التحرر من الأمية وعدم الرجوع إليها مرة أخرى.

3- إجراء دراسة مقارنة حول البرامج التي تطبق للمتعلمين الکبار في المملکة العربية السعودية والبرامج التي تقدم في المؤسسات الأخرى عالمياً.

4- إجراء دراسة حول استقلالية مؤسسات تعليم الکبار وتنوع مصادر التمويل فيها وأثر ذلک في الحد من المعوقات أمام المتحررين من الأمية.

المراجع:

ابراهيم، رحاب أحمد (2018). معوقات الاستمرار في التعلم مدى الحياة للمتحررين من الأمية. مجلة العلوم التربوية، 26(4)، 522-562. مسترجع من   1009770/Record/com.mandumah.search://h

إبراهيم، محمد إبراهيم. (2002). نحو إستراتيجية لتنمية مرحلة ما بعد الأمية، القاهرة، مکتب اليونسکو بالقاهرة بالتعاون مع جمعية المرأة والمجتمع.

 ابن منظور. (١٩٧٩).  لسان العرب، القاهرة: دار المعارف. 

الأحمدي، روان عبد الرزاق. (2019). مؤشرات بطالة المتعلمين في المملکة العربية السعودية في ضوء رؤية المملکة 2030. المجلة التربوية الدولية المتخصصة.

توفيق، إنغام جلال. (2000). التحديات الاجتماعية للأسرة العراقية في مرحلة الحصار. مجلة الآداب، (50)، 248- 275. مسترجع من 648592/Record/com.mandumah.search://h

حوالة، إبراهيم؛ مشرف، سهير. (2009). دراسة تقويمية لدور الجمعيات الأهلية تجاه المتحررين من الأمية بمصر. رسالة دکتوراة غير منشورة. جامعة القاهرة. مصر.

خليل، فائزة محمد حسن (2010). دور التعليم في الاقتصاد بالترکيز على التعليم الجامعي. مجلة الاقتصاد والعلوم السياسية والاحصائية، جامعة أم درمان الإسلامية _ کلية الاقتصاد.

الرواف، هيا سعد (2002). تعليم الکبار والتعليم المستمر المفهوم.. الخصائص.. التطبيقات. الرياض: مکتب التربية العربي لدول الخليج.

الرواف، هيا سعد. (2014). التعليم وعلاقته بفرص الحصول على العمل. منشورات مجلة رابط التربية الحديثة.

سالم، محمد المصيلحي. (1998). وعي الطالب الجامعي ببعض التحديات التي تواجه المجتمع المصري في الآونة الراهنة. مجلة التربية، (75)، 1-177.

سليمان، فهد عبد الله. (2006). العوامل المؤثرة على تسريب الدراسين من المدارس الليلية بمنطقة الرياض في المملکة العربية السعودية (أطروحة دکتوراه غير منشورة)، معهد الدراسات التربوية، القاهرة.

 شراب، محمود علي. (2008). خطة تربوية لتمکين المتحررين من الامية من بعض مهارات اللغة العربية. مجلة آفاق جديدة في تعليم الکبار، 7، 465- 468. مسترجع من http\\search.mandumah.com\\record\59051

العبد الکريم، راشد حسين (2012). البحث النوعي في التربية. الرياض: النشر العلمي والمطابع- جامعة الملک سعود.

 عمر، أ، (2008). معجم اللغة العربية المعاصرة. مصر: عالم الکتب.

عيسى، رابح (2011). انعکاسات محو الأمية على الوظائف الاسرية والعلاقات الاجتماعية (رسالة ماجستير، غير منشورة). کلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، الجزائر.

غلوم، إبراهيم عبد الله. (1999، يناير). الثقافة في مجتمعات الخليج العربي: تحديات الشراکة والثقافة المصغرة. مجلة عالم الفکر، (27)3، 1-71

 فتحي، م، (2005). الإمارات إلى أين؟ استشراف التحديات والمخاطر على مدى 25 عاما. أبو ظبي: مرکز الإمارات للدراسات والإعلام.

فنيط، جمال. (2008). الحاجات اللغوية للکبار دراسة تطبيقية في مرکز محو الأمية في جيجل. رسالة ماجستير غير منشورة. جامعة منتوري قسنطينة.

اللامى، فائز جلال. (2019). الأمية مخاطرها وسبل مواجهتها. حوليات آداب عين شمس. 47. 298- 308. استرجعت من 9/Record/com.mandumah.search://htt

محمد، أ. (2015). الدول العربية والتحديات الاقتصادية. مرکز البناء الجزئي للدراسات الإستراتيجية، (2) 38، 1- 31. 10.12816/0016361doi:

محمود، أبو هاشم. (2015). برامج محو الأمية الوظيفية ودورها في تمکين المرأة تجارب عالمية. مصر. جامعة عين شمس-مرکز تعليم الکبار.

  معهد اليونسکو للتعلم مدى الحياة. الممارسات في مجال محو الأمية الأسرية.

مغاوري، عائشة عبد الفتاح. (2016). بعض عوامل ارتداد المتحررين حديثا إلى الأمية وکيفية مواجهتها. محافظة القليوبية.  مجلة المعرفة التربوية.

نويري، ابراهيم. (2014). أهم التحديات المعاصرة في طريق الدعوة الإسلامية: منشورات مجلة الجامعة الأسمرية الإسلامية.

وزارة التربية والتعليم بالمملکة العربية السعودية، تم استرداده بتاريخ ١٥ أکتوبر، 2018 https://www.moe.gov.sa/ar/about/aboutKSA/Pages/Geographical- Kingdom.aspx

وزارة التربية والتعليم بالمملکة العربية السعودية، تم استرداده بتاريخ ١٧ فبراير 2021

وکالة الأنباء السعودية، (٧ سبتمبر 2018) تقرير / المملکة تخفض نسبة الأمية بين الذکور والإناث إلى أقل من 5,6%، الرياض، واس. استرجعت من  https://www.spa.gov.sa/1811474       

 

 

 

 

 

 

 

ابراهيم، رحاب أحمد (2018). معوقات الاستمرار في التعلم مدى الحياة للمتحررين من الأمية. مجلة العلوم التربوية، 26(4)، 522-562. مسترجع من   1009770/Record/com.mandumah.search://h
إبراهيم، محمد إبراهيم. (2002). نحو إستراتيجية لتنمية مرحلة ما بعد الأمية، القاهرة، مکتب اليونسکو بالقاهرة بالتعاون مع جمعية المرأة والمجتمع.
 ابن منظور. (١٩٧٩).  لسان العرب، القاهرة: دار المعارف. 
الأحمدي، روان عبد الرزاق. (2019). مؤشرات بطالة المتعلمين في المملکة العربية السعودية في ضوء رؤية المملکة 2030. المجلة التربوية الدولية المتخصصة.
توفيق، إنغام جلال. (2000). التحديات الاجتماعية للأسرة العراقية في مرحلة الحصار. مجلة الآداب، (50)، 248- 275. مسترجع من 648592/Record/com.mandumah.search://h
حوالة، إبراهيم؛ مشرف، سهير. (2009). دراسة تقويمية لدور الجمعيات الأهلية تجاه المتحررين من الأمية بمصر. رسالة دکتوراة غير منشورة. جامعة القاهرة. مصر.
خليل، فائزة محمد حسن (2010). دور التعليم في الاقتصاد بالترکيز على التعليم الجامعي. مجلة الاقتصاد والعلوم السياسية والاحصائية، جامعة أم درمان الإسلامية _ کلية الاقتصاد.
الرواف، هيا سعد (2002). تعليم الکبار والتعليم المستمر المفهوم.. الخصائص.. التطبيقات. الرياض: مکتب التربية العربي لدول الخليج.
الرواف، هيا سعد. (2014). التعليم وعلاقته بفرص الحصول على العمل. منشورات مجلة رابط التربية الحديثة.
سالم، محمد المصيلحي. (1998). وعي الطالب الجامعي ببعض التحديات التي تواجه المجتمع المصري في الآونة الراهنة. مجلة التربية، (75)، 1-177.
سليمان، فهد عبد الله. (2006). العوامل المؤثرة على تسريب الدراسين من المدارس الليلية بمنطقة الرياض في المملکة العربية السعودية (أطروحة دکتوراه غير منشورة)، معهد الدراسات التربوية، القاهرة.
 شراب، محمود علي. (2008). خطة تربوية لتمکين المتحررين من الامية من بعض مهارات اللغة العربية. مجلة آفاق جديدة في تعليم الکبار، 7، 465- 468. مسترجع من http\\search.mandumah.com\\record\59051
العبد الکريم، راشد حسين (2012). البحث النوعي في التربية. الرياض: النشر العلمي والمطابع- جامعة الملک سعود.
 عمر، أ، (2008). معجم اللغة العربية المعاصرة. مصر: عالم الکتب.
عيسى، رابح (2011). انعکاسات محو الأمية على الوظائف الاسرية والعلاقات الاجتماعية (رسالة ماجستير، غير منشورة). کلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، الجزائر.
غلوم، إبراهيم عبد الله. (1999، يناير). الثقافة في مجتمعات الخليج العربي: تحديات الشراکة والثقافة المصغرة. مجلة عالم الفکر، (27)3، 1-71
 فتحي، م، (2005). الإمارات إلى أين؟ استشراف التحديات والمخاطر على مدى 25 عاما. أبو ظبي: مرکز الإمارات للدراسات والإعلام.
فنيط، جمال. (2008). الحاجات اللغوية للکبار دراسة تطبيقية في مرکز محو الأمية في جيجل. رسالة ماجستير غير منشورة. جامعة منتوري قسنطينة.
اللامى، فائز جلال. (2019). الأمية مخاطرها وسبل مواجهتها. حوليات آداب عين شمس. 47. 298- 308. استرجعت من 9/Record/com.mandumah.search://htt
محمد، أ. (2015). الدول العربية والتحديات الاقتصادية. مرکز البناء الجزئي للدراسات الإستراتيجية، (2) 38، 1- 31. 10.12816/0016361doi:
محمود، أبو هاشم. (2015). برامج محو الأمية الوظيفية ودورها في تمکين المرأة تجارب عالمية. مصر. جامعة عين شمس-مرکز تعليم الکبار.
  معهد اليونسکو للتعلم مدى الحياة. الممارسات في مجال محو الأمية الأسرية.
مغاوري، عائشة عبد الفتاح. (2016). بعض عوامل ارتداد المتحررين حديثا إلى الأمية وکيفية مواجهتها. محافظة القليوبية.  مجلة المعرفة التربوية.
نويري، ابراهيم. (2014). أهم التحديات المعاصرة في طريق الدعوة الإسلامية: منشورات مجلة الجامعة الأسمرية الإسلامية.
وزارة التربية والتعليم بالمملکة العربية السعودية، تم استرداده بتاريخ ١٥ أکتوبر، 2018 https://www.moe.gov.sa/ar/about/aboutKSA/Pages/Geographical- Kingdom.aspx
وزارة التربية والتعليم بالمملکة العربية السعودية، تم استرداده بتاريخ ١٧ فبراير 2021
وکالة الأنباء السعودية، (٧ سبتمبر 2018) تقرير / المملکة تخفض نسبة الأمية بين الذکور والإناث إلى أقل من 5,6%، الرياض، واس. استرجعت من  https://www.spa.gov.sa/1811474