نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
کلية التربية جامعة طنطا
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
کلية التربية
کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم
إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)
=======
تحليل المسار للعلاقات بين الشخصية المظلمة وکل من مفهوم الذات وتقديرها والرضا عن الحياة لدى مستويات مختلفة من القيادات التربوية.
دراسة مقارنة تنبؤية .
إعــــــــــداد
د/ سارة أحمد فؤاد
مدرس الصحة النفسية بقسم الصحة النفسية
کلية التربية جامعة طنطا
} المجلد السابع والثلاثون– العدد العاشر – أکتوبر2021م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
ملخص الدراسة
هدفت هذه الدراسة إلى بحث العلاقة السببية بين الشخصية المظلمة بابعادها المختلفة وکل من : تقدير الذات ومفهومها والرضا عن الحياة ، وکذا اختبار النموذج النظري حيال مکونات وأبعاد الشخصية المظلمة لدى عينات من القادة التربويين في مستويات مختلفة من الإدارة وتکونت العينة من 200 من القادة في الميدان التربوي (معلمين ، ووکلاء مدارس ، ومديريها ، وموجهي المواد)، واستعين بکل من :مقياس التوجه في الحياة لقياس الشخصية المظلمة، ومفهوم الذات ، والرضا عن الحياة ، ومقياس تقدير الذات ، وأظهرت النتائج أنه : يوجد عامل واحد يقف وراء مکونات الشخصية المظلمة لدى القادة التربويين ، و يوجد معامل ارتباط سالب بين درجات الشخصية المظلمة ودرجات تقدير الذات لدى القادة التربويين، ولا يوجد معامل ارتباط بين درجات الشخصية المظلمة ودرجات مفهوم الذات لدى القادة التربويين، کما يوجد معامل ارتباطسالب بين الرضا عن الحياة لدة القادة التربويين ، توجد فروق ذات دلالة إحصائية فى مستوي السيکوباتية لصالح عينة الوکلاء ، کما توجد فروق ذات دلالة إحصائية فى الرضا عن الحياة لصالح عينة الوکلاء، وأخيرا يمکن التنبؤ بالشخصية المظلمة من خلال کل من تقدير الذات والرضا عن الحياة
الکلمات المفتاحية :الشخصية المظلمة -مفهوم الذات – الرضا عن الحياة – تقدير الذات – القادة التربويين – التحليل العاملي – العلاقة السبببية .
Abstract:
This study attempted to investigate the causal relationship between the dark traits including its various dimensions and each of the following: the concept of self-esteem, the self-concept and life satisfaction. In addition, the study aimed at examining the theoretical model in terms of the components and dimensions of the dark traits among samples of educational leaders at different administrative levels. The sample consisted of 200 leaders in the educational field (Teachers, school heads, deputy heads and mentors of subjects). The following measurements were exploited: life orientation measurement to measure the dark traits, self-concept, and life satisfaction, and the self-esteem scale. The results manifested that there is one factor that constitutes the components of dark traits among the educational leaders. Plus, there is a negative correlation coefficient between the scores of dark traits and the scores of self-esteem among educational leaders. There is no correlation coefficient between the scores of dark traits and the scores of self-concept of educational leaders. There is also a negative correlation between satisfaction of the psychological life among educational leaders. There are statistically significant differences in the level of psychopathy in favor of the sample of deputy heads only. There are also statistically significant differences in life satisfaction and psychological reassurance in favor of the deputy heads. Finally, the dark traits can be predicted via self-esteem and life satisfaction.
Keywords: dark traits - self-concept – life satisfaction- self-esteem - educational leaders - factor analysis - causation.
مقدمة:
يُعد مجال البحث فى الشخصية الإنسانية أحد أهم الموضوعات التى تستحوذ على اهتمام وجهود الباحثين فى الصحة النفسية خصوصاً والمصلحين والفلاسفة عموماً. وفيما يتعلق بالصحة النفسية ؛ فإن البحث في سمات الشخصية المميزة ، وأثر العوامل الوراثية ، والبيئة الاجتماعية عليها کان ومازال محط اهتمام کبير ، وقد أسفر ذلک على جملة من الدراسات والبحوث والمؤلفات أثمرت کلها فى وضع أطر نظرية ، وبناء أدوات ومقاييس ، وتقديم أساليب وطرق علاجية أو إرشادية.
على مدار السنوات الـ 15 الماضية أجريت سلاسل من البحوث حول الشخصية المظلمة Dark Trait وما يرتبط بها من معتقدات وسلوکيات فى المجالات: الاجتماعية ، والقيمية والدينية ، ولکن هناک إجماع على أن جوهر الشخصية المظلمة وقلبها هو: الاستراتيجيات المعادية للمجتمع ، والمستويات المرتفعة من القسوة ، وخداع الآخرين مع اعتبار أن الذات فوق الجميع. وعلى الرغم من کثرة الأدبيات کماً وکيفاً التى عنيت بدراسة سمات الشخصية المظلمة ، والتى يرفضها أى مجتمع سوىّ إلاّ أنه مازال هناک حاجة الى مزيد من البحوث حول الشخصية المظلمة وعلاقتها ببعض المتغيرات النفسية والاجتماعية ، وذلک لما للشخصية المظلمة من انعکاسات سالبة خطيرة على الفرد ، وعلى جماعته ، وعلى مجتمعه بالتبعية ومن هنا کان الاهتمام بدراستها فى مقابل الشخصية السوية ، ومن خلال رضا وقبول وثناء جماعة الفرد ومجتمعه بالتبعية (Kaufman, Jaden, Hyde & Tuskayama, 2019).
لقد قدم بولوس ووليامز(2002) وتم تطويره في (2012) نموذجهما عن الشخصية المظلمة ثلاثية الأبعاد ( النرجسية والميکافيلية والسيکوباتية ) والتى تجمعها سمات مشترکة تتمثل فى: النفور الاجتماعى، وإعلاء قيمة الذات ، والبرودة العاطفية، والعدوانية ، هذه الصفات لم تصل إلى درجة التطابق التام فى کلٌ منهم وبنفس الدرجة. وهذا يفسر إلى حدٍ ما التناقضات فى نتائج البحوث حول عدد تلک السمات المظلمة(Rogoza & Cieciuch, 2018) ، ومنذ ذلک الحين والبحوث تتوالى حولها فى علاقتها بالعدوان والعنف (Pailing et al., 2014; Dinic & Wertag, 2018; Knight et al., 2018) وکذا: التعاطف الوجدانى (Wai & Tilipovols, 2012; Jonason & Kroll, 2014; Pajevic et al., 2015; Lee et al., 2013; Jonson & Ferrell, 2016). ثم السلوکات المضادة للمجتمع والتنمر بالآخرين فى مجال العمل (Spurk et al., 2015; Jonson et al., 2014-2018) ثم علاقتها بميکانزمات الدفاع غير التوافقية (Richardson & Boag, 2018) إلاّ إن النتائج فى کل الدراسات السابقة على سبيل المثال لم تفسر بشکل کاف مظاهر الشخصية المظلمة أو السوداوية الکارهة للمجتمع إلاّ إن الخلاصة هى إن هذه الشخصية المظلمة قد ارتبطت بالخطايا السبع على نحو ما قرره کلٌ من (Veselka et al., 2014; Jonason et al., 2017) فى الوقت الذى أسهمت نتائج البحوث فى تنامى وتزايد فهمنا وتفسيرنا للجانب المظلم فى الشخصية الإنسانية وإظهار جانب خفىّ محير فى الطبيعة البشرية ،إلاّ إن تضارب النتائج وتناقضها أسهم وبذات الدرجة فى غموض هذا الجانب ، وسوء فهمه .
على الرغم من التداخل بين الأبعاد الثلاثة التي أظهرها النموذج الثلاثي وهي : المکيافيلية والسيکوباتية والنرجسية إلاّ إنها عوامل – بالأحرى – مستقلة ولذا فإنه من المنطقى بناء على هذا أن يکون الشخص مرتفع الدرجة على أحد هذه الأبعاد بينما يکون منخفض الدرجات فى الأثنين الآخرين.
لقد أثارت هذه القضية عددا من الأسئلة بالغة الأهمية ؛ فمثلاً: ما أبعاد الشخصية المظلمة؟
إن الحديث عن أحادية العامل أم ثلاثية العوامل فيما يتعلق بالشخصية المظلمة مازال قيد البحث ولم يحسم حتى الآن ، وفى ظل التوجه الأحادى فإن: الأبحاث تشير إلى أن الأفراد الذين لديهم درجات مرتفعة فى واحد من العوامل الثلاثة المظلمة فإنها ترتبط بأنماط مختلفة من الشخصية ؛ فمثلاً فإن:
- السيکوباتيين: هم استغلاليين ومتلاعبين بالآخرين مع ميل للإشباع الفورى السريع وأکثر اندفاعية.
- المکيافيليين: هم أکثر ميلاً لاستخدام التخطيط الاستراتيجى فى تحقيق مصالح حتى ولو باستغلال الآخرين مع التريث وعدم المخاطرة.
- النرجسيين: هم أکثر ميلاً للتلاعب بالآخرين لتحقيق ذواتهم بغض النظر عما يتضرر من البشر جراء هذا العمل.
لقد أظهرت نتائج دراسات عدة أن الشخصية المظلمة هذه تتضافر مکونات ثلاثة فى رسم صورة کاملة عنها ، وهذه العوامل الثلاثة هى بالترتيب: السيکوباتية ، والميکافيلية ، والنرجسية.
(Jones & Figueredo, 2013; Glenn & Selbom, 2015: Muris et al., 2017)
إلاّ إن البحوث التالية أظهرت أن العوامل الثلاثة ليست متجانسة ولا متداخلة معاً بدرجات واحدة؛ إذ أظهرت نتائج دراسة ( إبراهيم الشافعي إبراهيم ، 2020) أنه ومن خلال التحليل العاملى التوکيدى أن الشخصية المظلمة ثلاثية الأبعاد ، في حين أظهر تحليل نتائج تطبيق مقياس (SD3) على عينات مختلفة العمر أن هناک عاملين فقط وليس ثلاثة عوامل ، وأن: السيکوباتية والمکيافيلية يجمعهما معاً عاملٌ واحد فى حين أن النرجسية عامل مستقل تماماً ؛ بل إن هناک دراسات أخرى أظهرت أن الشخصية الثلاثية المظلمة يجب قصرها على عاملين فقط هما السيکوباتية والمکيافيلية ، وأن النرجسية ليست عاملاً متداخلاً معهما (Johnes &Poulhus, 2010) .ولقد تباينت نتائج الدراسات إلى حدّ کبير فيما يتعلق بعدد هذه العوامل مع التسليم بأن هذه الشخصية ليست أحادية ؛ بل مرکبة ومتعددة الجوانب ، و من هنا فقد أظهرت نتائج دراسات عديدة أن الشخصية المظلمة ثلاثية الأبعاد هى: السيکوباتية ، المکيافيلية والنرجسية على نحو ما أظهرت نتائج دراسات (( Jones & Figueredo, 2013; Glenn & Selbom, 2015) فى حين أن هناک عدد لا يستهان به من الدراسات أظهرت نتائجها أن الشخصية المظلمة رباعية الأبعاد وهى: الثلاثة السابقة ويضاف لهم: السادية (Buckeles et al,2014 ; Dinic et al , 2019) .
وفى سياق متصل فإن المراجعة النقدية لنتائج مئات الدراسات التى عنيت بدراسة الشخصية المظلمة لم تؤد إلى الفهم لها بدرجة کافية ؛ فمازال هناک جوانب في تلکم الشخصية لم يدرس دراسة متأنية أو حتى على هامش أى دراسة مع متغيرات أخرى کمفهوم الذات وتقديرها والرضا عن الحياة والسعادة ونحوهم.
من المهم أن يتم انتهاج أساليب وطرق حديثة فى التعامل مع البيانات المتراکمة حيال کثير من القضايا النفسية ومنها عوامل الشخصية ، وقد اقترح بعض الباحثين بعد إعمال الفحص والنقد أن يتم الاعتماد على ما يُسمى نمذجة الأبنية الهيکلية والمعادلات الاستکشافية (Exploratory Structural Equations Moodeling: ESM) وهى طريقة لتحليل البيانات تعتمد على الخصائص الرئيسة مع توفير تحليل أکثر مرونة للارتباطات والبواقى من التحليلات التى تبلغ درجة الدلالة ويهملها الباحثون کما فى مصفوفة البواقى فى التحليل العاملى، والعوامل التى لم تصل جذورها الکامنة محک کايزر المقبول ، وکذا ما يتبقى من تحليل الانحدار المتعدد بطريقة Stepws ، ومن ثَّم التحرر من القيود الصارمة فى علم الإحصاء.
لقد تزايد الاهتمام بالجوانب الموجبة فى الشخصية فى مقابل الجوانب السالبة أو المرضية فقد بدأ الباحثون فى دراسة متغيرات على الضفة الأخرى من النهر مثل:
- المشاعر الإيجابية (Fredrckon, 2001).
- الرضا عن الحياة (Diener et al., 1999).
- الإيثار Altruism (Ricard, 2016; Keltner, 2009).
- الامتنان Gratitude (Emmons & Crampler, 2000).
- المغفرة/ التسامح Forgiveness (Witvliet & Luna, 2018).
والعلاقات الرومانسية ، والکفاءة الذاتية ، والثقة بالنفس ، والتحکم الذاتى ، والسمو الروحى ، والروحانية ، والأصالة ، والتوافق الناضج (e.g. Yaden et al., 2016-2017; Langer & Ngnaumen, 2018; Pawelski, 2018)
لقد قرر ماسلو (1962) ، ومن قبله روجرز (1961)، ومن بعدهما سليجمان (2012) أنه لا يجوز قصر الاهتمام على جانب واحد من جوانب الشخصية الإنسانية ؛بل لابد من البحث فى جميع جوانبها سواء الموجب منها ، أو السالب أو المظلم. (Kaufman et al., 2019)؛ فالتناول الجزئى يشوه الشخصية والقدرات الإنسانية ولا يعبر عن الصورة الحقيقية لها ومن ثَّم فإنه من المهم إجراء بحوث تجريبية ومسحية ووصفية للجانب المظلم للشخصية جنباً إلى جنب وبذات الأهمية مع جوانب أو مظاهر تعبر عن نقص التوافق، وانخفاض التکيف وکذا جوانب الشخصية الموجبة من قبيل : الرضا عن الحياة، وتقدير الذات ومفهومها.
ومن هنا فإن مشکلة الدراسة الحالية تتمثل فيما يلي :
أهداف الدراسة: تهدف هذه الدراسة إلى:
أهمية الدراسة: تتمثل أهمية الدراسة الحالية فيما يلى:
الإطار النظري والدراسات السابقة :
النموذج ثلاثى الأبعاد:
لقد احتلت قضية بحثية غاية فى الأهمية مؤخراً موقع الصدارة فى ميدان الدراسات النفس اجتماعية ، وهذه القضية تتعلق بالشخصية المظلمة أو السوداوية لانعکاساتها المؤثرة سلباً بالتأکيد على الفرد صاحب هذه الشخصية وعلى محيطه الأسرى إذا أصبح رب أسرة مسئولاً عنها مما ينعکس على أساليب تربية الأبناء حيث تسود القسوة ، وينتشر والإهمال، والإساءة فى شتى صورها، أو الإساءة للزوجة والاعتداء البدنى والنفسى عليها ، ومروراً بالمرؤوسين فى ميدان العمل إذا وَسَد إليه أمر الإدارة العليا ، ثم على مستوى الدولة إذا کُتب لصاحب هذه الشخصية أن يکون قائداً أو رئيساً.
ومنذ أن اقترح بولس ووليامز (2002) جمع کل من "المکيافيلية والسيکوباتية والنرجسية " هذه السمات الثلاث تحديداً فى نموذج ثلاثى يعبر عن هذه الشخصية والبحوث تتوالى فى هذا المضمار ، ونتائج البحوث فى هذا الصدد متعددة ، ومتنوعة ، ومتناقضة فى أحيان کثيرة.
إن العلاقات المتبادلة والقوية بين هذه السمات الثلاثة: النرجسية، والميکافيلية، والسيکوباتية تدعم ما يراه کثير من الباحثين من أن هذه السمات الثلاثة يجمع بينها عامل عام واحد يبرر تماماً وصف هذه السمات الثلاثة بالشخصية المظلمة ثلاثية الأبعاد أو الشخصية المظلمة وعُرفت اختصاراً SD3 ومن ثَّم وُضع لها أداة موحدة لقياس هذه الثلاثة سوف نعرض لها فى حينه.إن هذه السمات الثلاثة متداخلة إلى حد کبير من الأساس ؛ فعلى الرغم من أنها على مدار سنوات طويلة تم فصلها عن بعضها کصفات مستقلة إلاَ أن ما يجمعها هو أکثر مما يباعد بينها. إن هذه الثلاثة هم حلفاء الشر" إذا تجمعوا معاً کانت الشخصية المظلمة، ومن ثم فمن المنطقى تماماً أن تدرس معاً وفى وقت واحد وفى سياق السلوک العدائى المعادى للمجتمع. (Muris et al., 2017)
هذه الصفات الثلاثة لها صفات مشترکة متداخلة أحياناً، ومتباعدة أحياناً ، فمثلاً فإن ما يجمع بين هذه الثلاثة هو:
أما ما يفترقون حياله فهو کما يراه (Kowalski et al., 2018): فالنرجسيون يتصفون تحديدًا بالغرور، والکبر، والشعور الزائف بالجدارة،أما الميکافيليون هم مصلحيون ، وبراجماتيون ، و قساة، في حين أن السيکوباتييين فهم قساة جداً ، وساديون ، ومعادون للمجتمع ولديهم ميول للجنوح وارتکاب الجرائم بلا اکتراث للعواقب.
ويرى (Szabo& Jones, 2019) أن ما يجمع بين هذه السمات الثلاثة هو : نقص التعاطف مع الآخرين ، وانخفاض قيم الصدق والتواضع مع الترکيز على تحقيق الإشباع للدوافع قصيرة المدى ، وتحقيق مکاسب سريعة فى أمد قصير؛ فى حين يرى (Rauthmann & Kolor, 2012) أن الصورة المرضية لکل من: النرجسية والميکافيلية والسيکوباتية يجمع بينها: التمرکز حول الذات ، والبلادة العاطفية ، والتلاعب والاستغلال وهذا افتراض نظرى أکدته عدة دراسات،ويتفق هذا الطرح مع ما أظهرته نتائج دراسة قام بها (Lyons, 2019) من أن هناک جملة من الصفات تجمع هذه الأبعاد الثلاثة تتمثل فى: عدم الأمانة ، والتلاعب بالبشر ، مع انخفاض الحسّ الإنسانى حيث تسود البلادة فى المشاعر لتسوغ استغلال الآخرين والحط من ذواتهم.
لقد درس کلٌ من (بولس ، ووليامز) هذه الصفات أو السمات الثلاثة فى إطار عينات : من العاديين ، وکلينيکية کالمجرمين ، والجانحين وخلصا إلى أن هذه الصفات متداخلة بشکل واضح ومن الخطأ فصلها عن بعضها ، ومن ثَّم فنحن جميعاً لدينا درجات متباينة على الأقل من هذه الثلاثة: فنحن نرجسيون ، وميکيافيلون وسيکوباتيون ولکن بدرجات.وإنطلاقاً من دراستهما الأولى فقد أجريت سلاسل من البحوث فى هذا الموضوع ، وعام بعد عام تزداد البحوث وتعد الفترة من 2012- 2015 هي الفترة الذهبية للاهتمام بدراسة الشخصية المظلمة حتى إن 33% من البحوث التى عُنيت بالشخصية المظلمةتمت ما بين عامى 2012-2015 تحديداً. إن السمة المميزة التى تربط الثلاثة هو: کره الآخرين ممزوج بحب الذات. (Kaufman, 2014)، وعند البحث عن تجميع الصفات المميزة للشخصية والتى تتکامل فيها هذه الصفات الثلاثة سنجد أن القاسم المشترک هو إعلاء المصلحة الذاتية والسلوک المناهض للمجتمع وقيمه ، وذلک لبلوغ أهداف ذاتية فردية لاسيما فى المجال المهنى. (Jonaso& O’Conner, 2017).نخلص من ذلک إلى إن :
العلاقات المتداخلة بين هذه الأبعاد الثلاثة:
لقد أسهم الطرح النظرى ووجهات نظر تم تطويرها إلى ظهور نماذج نظرية أسهمت فى تکريس وجهة النظر عن تکامل هذه الأبعاد الثلاثة معاً ليرسموا صورة متکاملة عن شخصية ظلامية ولکن البحوث التى أجريت لاختبار هذه الرؤية أسفرت نتائجها عن:
وعلاوة على ذلک تم فحص العلاقات التفاضلية بين الصفات الثلاث المظلمة وکل من الآثار النفسية والاجتماعية لهم وتم تبويب النتائج فى هيئة فئات مختلفة وهى:
لقد تم إجراء تحليل إحصائى متقدم للعلاقة بين السمات الثلاثة ، وحجم التأثير ، وکذلک العلاقات المتبادلة بين هذه السمات الثلاث من ناحية ، ومع المتغيرات الأخرى من ناحية أخرى، وکذلک الفروق بين الجنسين فى تلک المتغيرات.
لقد أظهرت النتائج فى معظم الدراسات:
على الرغم مما سبق تقريره بشأن التداخل الکبير بين هذه السمات الثلاث ، فإن هناک عدداً من الباحثين لا يمکن إهمالهم يرون أن لکل واحدة منهن ما تمتاز به وتنفرد به عن السمات الأخرى وهذا الاتجاه مثله کلٌ من (Jones & Figueredo, 2013; Glenn & Selbom, 2015) وهنا يبرز هذا الاحتمال الذى تؤکده النظرة الفاحصة لتلک العلاقة وهو: (أن هناک تنظيماً هرمياً له قمة تهيمن على القاعدة ، والأطراف وهذه القمة هى السيکوباتية وهى السمة المهيمنة على کل من النرجسية والمکافيلية ، وهذا الافتراض تدعمه العلاقات الارتباطية بينها من جهة ومع السمتين الأخريين من جهة أخرى.
لقد أظهرت نتائج دراسة حديثة جداً قام بها (Jonason et al., 2020) أن هناک عاملا واحدا يربط بين أبعاد أو سمات الشخصية المظلمةالثلاثية ، وأن هذه السمات تُسهم بدرجات في تکوين هذه الشخصية يستوى فى ذلک: الصفات المتعلقة بالعظمة والغرور ، والتمرکز حول الذات (النرجسية) ، أو التلاعب بالآخرين ، واستغلالهم (المکافيلية)، أو القسوة والاندفاعية (السيکوباتية) هذه الصفات تتجمع معاً وتشکل جوهر الشخصية المظلمة والسوداوية.
التمايز بين الأبعاد الثلاثة:
أظهرت توجهات الباحثين ، ومواقفهم من العلاقات المتبادلة بين الأبعاد الثلاثة أن هذه الثلاثة ليسوا سواء ، وأن هناک بعدين أساسيين هما النواة المشترکة بين العوامل الثلاثة ، ورسم الصورة الکلية للشخصية ثلاثية الأبعاد المظلمة .لقد أکدت النتائج أن: المکافيلية، والسيکوباتية هما العاملان المهمان والأکثر تأثيراً فى الشخصية ثلاثية الأبعاد المظلمة .
هذا الاستخلاص ليس معناه إهمال أو حذف أو استبعاد البعد الثالث: النرجسية ، إن غاية ما تم تقريره أن هذين البعدين: المکافيلية ، والسيکوباتية هما الأولى بالاهتمام لما لهما من تأثير قوى فى الشخصية المظلمة .
منذ أن قدم النموذج النظرى للشخصية ثلاثية الأبعاد على يد بوليس ووليامز (2002)، والبحوث تتوالى عليها لآثارها السلبية على المجتمع، ولکن من المسلم به أنه لم يتم اختيار وانتقاء هذه الثلاثة بالذات بناء على معايير صارمة ، بل لوجود بعض السمات المشترکة بينها ممثلة فى: النفور الاجتماعى، وإعلاء قيمة الذات ، والبرودة العاطفية، والعدوانية. هذه الصفات بداهة مشترکة بين کل من: السيکوباتية ، والمکافيلية ، والنرجسية ، ولکن لم تصل إلى درجة التطابق التام فى کلٌ منهم وبنفس الدرجة. وهذا يفسر إلى حدٍ ما التناقضات فى نتائج البحوث حول عدد تلک السمات المظلمة،وقد أفترض (Rogoza & Cieciuch, 2018) افتراضا مؤداه أن الميکافيلية والسيکوباتية ترتبطان ارتباطاً وثيقاً وقوياً.
الحقيقة عندما نقرر أن الميکافيلية والسيکوباتية وجهان لعملة واحدة ، وهذا الافتراض وجد ما يدعمه من نتائج کثير من الدراسات إلا إن النتائج أظهرت بعداً آخر وهو النرجسية کانت أقل ارتباطاً مع کل واحدة من تلک السمتين منفردة، مما حدا بالبعض ، وبناء على هذه النتيجة إبعاد النرجسية من المفهوم الثلاثى. (Egan et al., 2014; Kowalski et al, 2016; Rogoza&Cieciuch, 2017) .وفى السياق ذاته وبناء على استبدال التصور الثلاثى بالتصور الجديد الذى يعتمد على هاتين السمتين فقط وهما: السيکوباتية والميکافيلية سعى بعض الباحثين إلى إضافة بُعد جديد إلى هذين البعدين أو السمتين ألا وهو: الاندفاعية والمخاطرة. (Glenn &Sellbom, 2015)
إن التشابه بين الميکافيلية والسيکوباتية يتخلص فى:
من الواضح أن الميکافيلية والسيکوباتية معاً هما الأکثر ارتباطاً والأقوى تداخلاً مقارنة بالبعد الثالث من الشخصية المظلمة وهو النرجسية ، لکن التأمل النقدى للعلاقة بين هذين المکونين: السيکوباتية والميکافيلية سيجد أنهما ليسا متطابقين ؛ بل هما سمتان منفردتان على نحو ما ، فعلى سبيل المثال: السيکوباتى لديه حساسية مفرطة للاستفزاز ، بينما الميکافيلى ليس کذلک (Jones &Paulhus, 2010) ، وکذا فإن الميکافيلى يستخدم تکنيکات قاسية ، أو ناعمة ، والمحدد الأساسى لأيهما هو تحقيق هدفه ولو کان بالتلاعب بالآخرين إلاّ إن السيکوباتى يلجأ إلى التکنيکات القاسية فقط. (Jonason, Lueuano& Adams, 2012).وهذه النقطة قد شغلت العديد من الباحثين لحل هذه المعضلة: ونعنى التداخل أو التباعد بين مکونات الشخصية الثلاثية المظلمة بما يسمح بوضع أداة موحدة ، وتتمتع بالکفاءة السيکومترية لقياس وتشخيص هذه الشخصية فى إطار النموذج النظرى المطروح عن هذه الشخصية.
وفى منحى آخر فقد عُنى بعض الباحثين بالبحث عن التحقق من الأهمية النسبية لکل عامل أو بُعد أو سمة من السمات الثلاث ، ثم الأربع ، ثم الخمسة فى التحليل والتحديث الأخير للشخصية ثلاثية الأبعاد المظلمة، وقد أدى إلى هذا النقاش التداخل فى بعض الصفات بين السيکوباتية والميکافيلية ؛ فبعض المختصين يعتقدون أن الميکافيلية بناء على أدوات القياس الحالية لا لزوم لها ويکفى السيکوباتية کمفهوم أوسع وأکثر أثراً على سبيل المثال انظر (e.g. McHoskey, Worzel & Szyarto, 1998; Vize, Lynam, Collison & Miller, 2018)
وفى المقابل هناک باحثون آخرون يرون أن هذه السمات متداخلة ، ولا يصلح الاستغناء عن أحدها ، وحتى الخصائص المميزة لکل واحد من تلک الأبعاد ليست خالصة له ؛ بل إن المدقق يجد أن هذه الصفات موجودة فى کل واحد من هذه الأبعاد بما فيها: الحساسية للاستفزاز ، والاستغلال والتلاعب بالآخرين فهذه السمة الأکثر ارتباطاً بالسيکوباتية هى موجودة ولکن بدرجات متفاوتة فى کلٍ من: النرجسية، والميکافيلية، والسادية. انظر أيضاً (e.g. Koehn, Okan & Jonason, 2018)
ويؤکد هذا التوجه أن هناک نتائج لبعض الدراسات تظهر أن السيکوباتية هى السمة الأشد خبثاً ، وأشد ضرراً مقارنة بالعوامل الأخرى ، وأنها هى السمة الغالبة على نموذج SD3، SD5 وهى التى تقف وراء التباين الواضح فى الآثار النفسية الاجتماعية لهذه الشخصية المظلمة ؛ فمثلاً: عند حساب نسبة التباين العاملية لمقياس SD3 نجد أن النسبة الأکبر هى من نصيب السيکوباتية: بعض الدراسات قدرتها 66% ، ويتبقى 34% للميکافيلية والنرجسية معاً ولو افترضنا جدلاً أنه تم استبعاد أو تنحية السيکوباتية جانباً فإن المتبقى من التباين لا يعبر حقيقة عن الشخصية المظلمة . (Lynam, Hyatt & Hiller, 2017) وحتى عندما تم إضافة السادية إلى النموذج لم تتغير النتائج کثيراً ؛إذ ظلت السيکوباتية تمثل ما مقداره 64% من نسبة التباين العاملية.
وفى منحى نقدى جديد له وجاهته وقيمته تمت مراجعة أدوات وأساليب قياس الشخصية المظلمة، وکذلک الخصائص السيکومترية ، والأساليب الإحصائية المستخدمة فى التعامل على مع لأدوات ، حيث أظهرت تلک المراجعات النقدية مخاطر، وأخطاء ، وعيوب فى کل هذه المراحل ويضاف إلى ذلک مشکلة المتغيرات الوسيطة أو المتداخلة التى لها أثر ولکن لم يتم التعامل معها بالعزل أو التحييد. (Sleep et al., 2017)
لقد أظهرت المراجعة للدراسات ما يلى:
وفى العموم فإن هذه الأبنية الثلاثة ترتبط فيما بينها ما بين معتدل القوة ، وشديد القوة ، حيث کان معامل الارتباط بين:الميکافيليةa النرجسية = 0.35.، والنرجسية aالسيکوباتية= 0.38 ، والسيکوباتيةaالميکافيلية = 0.52. (Vize, Lyman, Collison& Miller, 2018)
إن التفسير المنطقى لهذا الترابط هو أن هذه الشخصيات الثلاثة يجمع بينها أنها تتصف بأساليب غير شريفة فى تعاملاتها مع الآخرين ، والتمرکز حول ىالذات وتعتمد هذه الأساليب کمنهج لحياتها.(Hodson et al., 2018; Moshagen, Hilbig&Zettler, 2018)
لقد قدمت المراجعة النقدية للبحوث التى عنيت بدراسة النموذج الذى قدمه بولس ووليامز 2002 عن الشخصية المظلمة ثلاثية الأبعاد ، وفى ظل التزايد المطرد فيها فإن الملاحظات تشير إلى أن هذه البحوث تعج بالمشکلات المفاهيمية ، والمنهجية والتى کثيراً ما لا يتم الإقرار بها وفى الأغلب يتم تجاهلها ، نحن هنا أمام خمسة مخاوف هى:
ما يهمنا هنا هو الإجابة عن هذا السؤال المهم : ما أسباب ظهور هذه الشخصية المثيرة للجدال والخلاف؟
بالطبع لن نجد جواباً واحداً کافياً ؛ بل هناک وجهات نظر متعددة فى بيان أسباب حدوث هذه الظاهرة ، وتکوين هذه الشخصية وفيما يلى بسط لهذه القضية؛فيرى فريق من الباحثين أن العوامل البيئية والظروف المجتمعية ، وعوامل التنشئة الاجتماعية، وسمات الشخصية کلها عوامل تسهم فى نمو وإزدهار الشخصية السوداوية، وهي الثمرة النهائية لتفاعل تلک العوامل معا ، وهي وإن کانت ثمرة سوداء فإنها قد تثمر ثماراً أخرى أکثر سوادا وأشد مرارة ؛ فيرى (Muris et al., 2017) أن السلوک المعادى للمجتمع على سبيل المثال هو نتاج للعوامل البيئية ، وأن هؤلاء الأفراد المعادين للقيم والمجتمع لديهم ظروف أحاطت بهم جعلتهم يرفضون الالتزام بالقواعد والمعايير الاجتماعية ، ويصبح الخروج عليها وعلى القانون طبع لهم ، وشغلهم الشاغل ، فى حين أن غيرهم وربما إخوتهم الأشقاء يسلکون وفق ما هو متعارف عليه ، ولا يکادون يخالفون العرف والقانون ، ويؤکد هذا کلٌ من (Simons & Burt, 2001) حيث يتفقان مع هذا الطرح ويعممانه على الشخصية السيکوباتية، والميکافيلية ولا ينسحب من وجهة نظرهما على النرجسية.
وبناء على نظرية تاريخ الحياة (Wilson, 1975) فإنه ومن قديم فإن هناک نظريات ونماذج فلسفية ونظرية ذات طابع اجتماعى عن مظاهر الشر، و ومازالت أصداؤها تتردد في العصر الحديث عن الشخصية المظلمة فى إطار النموذج الاجتماعى. إن هذا النموذج معروف بهذا الاسم (Standard Social Science Model) وبناء على ما طرحه (Tooby & Cosmides, 1992) والذي بني على أساس الرؤى الفلسفية التى قدمها "جون جاک روسو" الذى رأى أن النُّبل لدى البشر أفسده التوجس المجتمعى ، وهذه الرؤية مازال لها بقايا فى علم النفس المرضى الحديث ، وعلم النفس الاجتماعى. يضاف إلى ذلک الحتمية البيئية؛ حيث يعتبر السياق البيئى والثقافى محددا أساسيا لفهم السلوک البشرى مضافاً لکل ذلک: العوامل الظرفية الآنية المصاحبة للسلوک والتى قد تکون هي السبب الظاهر وراء تلک السلوکيات ، والقيم الشخصية والمجتمعية بما فى ذلک تلک المعادية للمجتمع. (Koehn et al., 2018)
بالتأکيد هناک محاولات لرفض أو على الأقل التهوين من دور الوراثة ، ومعطيات علم الأحياء ، والجوانب الفسيولوجيا للسلوک الإنساني بعيداً عن النظرة الدونية الشهوانية المرتبطة بالحيوان ، وبالتأکيد هناک من الباحثين من يتبنى هذا التوجه الوراثى البيولوجى لتفسير عدم وجود ظروف بيئية محيطة تؤدى إلى السلوک المرضى مما يرجعه فى التحليل الأخير إلى تلک العوامل ،وفى المقابل هناک من يُعلى من دور العوامل الاجتماعية والبيئية على حساب العوامل الوراثية مُعللاً وجود هذه الشخصية المظلمة ککل، أو کأبعاد فردية بعضها أهم من البعض الآخر کنتيجة لتجارب ،وخبرات الطفولة السيئة ، أو نمذجة السلوک السئ کما طرحه باندورا عام (1971) م.
المؤکد هنا أن الشخصية المظلمة هى:
إن شدة تلک الاستجابات غير التوافقية لن تکون مفيدة إلاّ إذا توافر شرط وهو أن يتاح أمامها فرصة حقيقية للتعبير عنها وتعديلها وإلاّ فإن هذه الاستجابات المتکررة ستصبح مزمنة ومکثفة مع مجابهتها بالرفض الاجتماعى المستمر بلا مسامحة ومن ثم تؤثر سلباً على الأنظمة الحيوية الأخرى: مثل الجهاز المناعى البيولوجى وجهاز الممانعة النفسي .
إن غياب التعلق الآمن باستمرار فى مرحلة الطفولة، وکذا "التعلق التجنبى" يجعل من الاستبعاد ، والعزلة الاجتماعية أمراً معيارياً وقانوناً يدرکه الطفل فى حين أن "التعلق الشديد" فى الطفولة يشير إلى إن فرص إشباع دافع الانتماء الاجتماعى لن تکون متوقعة.ويرى (Chester et al., 2012) أن الأفراد ذوى التعلق التجنبى يظهرون استجابة صريحة للرفض الاجتماعى ، فى حين أن الأفراد ذوى التعلق الشديد لديهم قلق شديد وخوف من الرفض الاجتماعى،و يشعر کل منهما: بغياب المعززات الاجتماعية ، والشعور بالألم ، وقمع الجهاز المناعى مع وجود عدد قليل جداً من فرص الاندماج الاجتماعى.
ويرى أنصار نظرية تاريخ الحياة أن مسارات النمو للکائنات الحية ، وردود أفعالهم تجاه الأحداث الاجتماعية والبيئية يتم تشکيلها عن طريق الانتقاء لإنتاج العدد الأمثل من النسل القابل للحياة (Brumbach, Figueredo & Ellis, 2009 ) بمعنى أن الجهد والتوقيت للتزايد والنمو والتطور يتأثران بعوامل أساسية مثل: الموارد المتاحة ، والظروف الاجتماعية ، وتعکس الفروق الفردية هذه العوامل فيما يسمى باستراتيجيات تاريخ الحياة.وفى إطار هذه النماذج فإن التحريف المعرفى أو ما يعرف حديثاً بالتحيز المعرفى Cognitive Biases هو أساس سلوکيات الشخصية المظلمة، وهذه التحيزات تتمثل فى: الميل للعمل المنظم إذا کان هذا يلبى دوافع الميکافيلى للسيطرة مثلاً ، أو رد الفعل غير المتناسب مع الحدث ، أو تصور العالم بطريقة معينة تتفق مع ميول الفرد السيکوباتية على سبيل المثال .
هذه التحيزات المعرفية هى التفسير المحدد والواضح للفروق الفردية لاسيما فى الصراع بين دوافع حفظ النوع ودوافع حفظ الحياة ،وهى التى تحدد الاستراتيجية التى تتبعها الشخصية مما يظهر على هيئة: عدوان ،أو نشاط جنسى ، أو انخفاض قيم التعاطف وتلاشي المشاعر الإنسانية على نحو ما يظهر لدى الشخصية المظلمة . ويقاس على هذا کل السلوکيات غير المرغوب فيها.
وبالرجوع إلى خصائص شخصية ذوى الشخصية المظلمةبأبعادها المحدودة: الثلاثية أو المتوسطة الرباعية السابقة مضافاً إليها السادية فى ضوء نظرية تاريخ الحياة ؛ فإن هذه الشخصية تؤمن بأن الأهداف القريبة ، والنتائج السريعة هى محل اهتمام النرجسيين والسيکوباتيين على خلاف الميکيافيلين الذين يرومون إلى بلوغ الأهداف البعيدة المدى ويستسهلون کل صعب لبلوغ أهدافهم الاستراتيجية.إن ذوى الشخصية المظلمةهم أشخاص يُسَخّرون کل ما يملکون ، وما لا يملکون من خلال استغلال الآخرين والتلاعب بهم بلا رحمة لتحقيق مآربهم حتى ولو کانت غير مشروعة ، وکانت مضادة للمجتمع، ومن المهم استصحاب الدوافع والحاجات البيولوجية: حفظ الحياة ، وحفظ النوع ، والظروف المقاومة ، أو المناوئة التى تعوق إشباعها وخبرات الطفولة فى تکامل يفرز هذه الشخصية بسوداويتها.
فروض الدراسة:
في ضوء کل من الطرح النظري والنتائج العامة للدراسات السابقة وقناعة الباحثة الشخصية فإن فروض الدراسة تتمثل فيما يلي :
منهج الدراسة:
اعتمدت الباحثة في هذه الدراسة على المنهج الوصفي الارتباطي ثم المقارن ،وأخيرا تحليل المسار والتنبؤ لتحقيق أهداف الدراسة واختبار فروضها .
عينة الدراسة :
أدوات الدراسة:
1- قائمة الشخصية المظلمة ثلاثية الأبعاد( التوجه في الحياة ) إعداد Jones, D. N., & Paulhus, D. L (2014) و تعريب الباحثة (2021) : و هو مقياس مکون من 27 عبارة تقيس ثلاثة أبعاد أو مکونات فرعية للشخصية المظلمة أو السوداوية وضعه کل من جونس وبولس عام 2014 وهذه الأبعاد الثلاثة هي: المکيافيلية والسيکوباتية والنرجسية ولکل بعد 9 عبارات بعضها في الاتجاه الموجب وبعضها في الاتجاه السالب ، وقد بنى المقياس بناء على النموذج النظري الذي طرحه لأول مرة کل من وليامز وبولس عام 2002م ، وقد حظي المقياس بقبول جارف على مستوى العالم وجرت عليه دراسات متعددة في کثير من بلاد العالم لا مجال لسردها هنا ونکتفي باستعراض ما قامت به الباحثة من جهد فيما يتعلق بتعريب المقياس والتحقق من صدقه وثباته في البيئة المصرية لأول مرة في حدود علمها .ولتعريب المقياس : قامت الباحثة بترجمة النص الإنجليزي إلى العربية ، ثم تم ضبط الترجمة لغويا حسب قواعد اللغة العربية ،ثم تم عقد جلسة مع اثنين من المتخصصين في اللغة الإنجليزية وعرض عليهم ما يتصل بالشخصية المظلمة ثلاثية الأبعاد وطلب منهما کلا على حدة بترجمة النص العربي إلى اللغة الإنجليزية ، ثم عرض عليهما النص الإنجليزي الأصلي والنص الذي ترجماه والنص العربي وبعد مناقشة تم التحقق من التقارب بين النص العربي والنص المترجم ترجمة عکسية في ضوء النص الأصلي.
أولا التماسک الداخلى : تم التحقق من تمتع المقياس بالتماسک الداخلى ( الاتساق الداخلى ) على عدة مستويات :
المستوى الأول : تم حساب معاملات الارتباط بين درجة العبارة والدرجة الکلية للمقياس بعد حذف درجة العبارة ، وقد تراوحت قيم معاملات الارتباط ما بين 32.، و 76. وهى معاملات ذات دلالة عند مستوى أکبر من 01. حيث ( ن = 294) .
المستوى الثانى : تم حساب معاملات الارتباط بين درجة العبارة ، ودرجة البعد الذى تنتمى اليه العبارة ، والأبعاد هنا ثلاثة أبعاد بناء على الطرح النظرى للشخصية المظلمة الذى تبنته الباحثة ،وتم صياغة المقياس على أساسه ، وقد أظهرت النتائج أن معاملات الإرتباط بين درجة العبارة ودرجة البعد الذى يحتويها بعد حذف درجة العبارة تراوحت ما بين 12. ، و 67. وهى قيم ذات دلالة إحصائية عند مستوى أکبر من 01. حيث ( ن =294) .
المستوى الثالث : تم حساب معاملات الارتباط بين درجة الأبعاد الثلاثة مع بعضها البعض ومع الدرجة الکلية على المقياس بعد حذف درجة البعد ، حيث أظهرت النتائج أن قيم معاملات الإرتباط تتراوح ما بين ( 23. ، 76. ) وهى قيم ذات دلالة عند مستوى أکبر من 01. حيث (ن =294) . والجداول أرقام (1) ، (2) تعرض ما تم التوصل إليه من نتائج.
جدول ( 1 )
قيم معاملات الارتباط بين درجة کل عبارة مع درجة البعد الذى يحتويها
على مقياس التوجه نحو الحياة ( الشخصية المظلمة )
العبارة |
1 |
2 |
3 |
4 |
5 |
6 |
7 |
8 |
9 |
الميکافيلية |
4. * |
39. * |
54. * |
55. * |
67. ** |
51. ** |
65. ** |
34. ** |
17. * |
العبارة |
10 |
11 |
12 |
13 |
14 |
15 |
16 |
17 |
18 |
السيکوباتية |
13. * |
24. ** |
12. * |
17. * |
23. ** |
17. * |
19. ** |
13. * |
14. * |
العبارة |
19 |
20 |
21 |
22 |
23 |
24 |
25 |
26 |
27 |
النرجسية |
3. ** |
16. * |
58. ** |
13. * |
17. * |
17. * |
16. * |
16. * |
15. * |
** دال عند مستوى أکبر من 001. ( ن =294) . * دال عند مستوى 0,05
من الجدول ( 1 ) يتبين أن جميع قيم معاملات الارتباط ذات دلالة إحصائية عند مستوى اکبر من 01. و 05. وذلک بين قيم کل درجة على العبارة مع درجة البعد الذى يحتويها لمقياس التوجه نحو الحياة .
جدول ( 2 )
قيم معاملات الارتباط بين الأبعاد الفرعية لمقياس التوجه نحو الحياة ( الشخصية المظلمة )
مع بعضها البعض ومع الدرجة الکلية
العبارة |
1 |
2 |
3 |
4 |
الميکافيلية |
- |
33. ** |
23. ** |
72. ** |
السيکوباتية |
33.** |
- |
35. ** |
76. ** |
النرجسية |
23. ** |
35. ** |
- |
71. ** |
الدرجة الکلية |
72. ** |
76. ** |
71. ** |
- |
** دال عند مستوى أکبر من 001. ( ن =294) .
من جدول (2) يتبين أن جميع قيم معاملات الارتباط بين الأبعاد الفرعية المکونة لمقياس التوجه نحو الحياة مع بعضها البعض ، ومع الدرجة الکلية ذات دلالة إحصائية عند مستوى أکبر من 01. من خلال المستويات الثلاثة السابقة من الاتساق الداخلي يمکن القول أن مقياس الشخصية المظلمة يتمتع بدرجة عالية من التماسک الداخلى ( الإتساق الداخلى ) .
ثانيا:الصدق: تم التحقق منه من خلال التحليل العاملى الاستکشافى وبطريقة المکونات الأساسية لهوتلنج والتدوير المائل وقد أسفر التحليل عن وجود عامل واحد يجمع بين الأبعاد الثلاثة التي بنى عليها المقياس کأساس نظري وهذا العامل له جذر کامن أکبر من الواحد الصحيح ويفسر ما نسبته أکبر من56% من نسبة التباين العاملي وسوف يتم عرض هذه النتيجة تفصيليا غععند عرض الفرض الأول في النتائج ؛إذ إنه احد أهداف وفروض البحث الحالي .
ثالثا : الثبات :تم التحقق من ثبات المقياس من خلال حساب معاملات الارتباط بين درجات أفراد عينة التحقق من الثبات (ن = 294) بين مرتى التطبيق بفاصل زمنى 4 أسابيع فکانت قيمة (ر = 88. ) وهو معامل دال عند 000. حيث (ن = 294) وهو معامل دال قوى .کما تم حساب الثبات أيضا عن طرق ألفا کرونباخ ، وکان معامل ألفا کرونباخ = 61. حيث ( ن = 294 ) . وبمعادلة جوتمان أظهرت النتائج أن معاملات الثبات تتراوح مابين 4. و 61. وبمعادلة التجزئة النصفية کان معامل الثبات = 55.4 وبعد التصحيح بمعادلة سبيرمان – براون أصبح معامل الثبات = 71.
2- مقياس تقدير الذات Rosenberg's Self- Esteem Scale(1986) تعريب إبراهيم الشافعي ( 2010م) يعتبر هذا المقياس من أکثر مقاييس تقدير الذات استخداما من قبل الباحثين على المستوى العالمي ويتألف من عشرة أسئلة وفق طريقة ليکرت (موافق بشدة – موافق – غير موافق بشدة – غير موافق) ، ويتألف المقياس من عشرة عبارات خمسة منها إيجابية وهي العبارات ذات الأرقام ( 1- 3 – 4 – 6 – 9 ) وخمسة سلبية وهي العبارات ذات الأرقام ( 2 – 5 – 7 – 8 – 10 ). وفيما يتعلق باحتساب الدرجات فإنها تمنح وفقا لسلم تنازلي رباعي التدرج ( 3 – 2 – 1 – 0 ) بالنسبة للعبارات الإيجابية في حين تحتسب درجات العبارات السلبية وفقا لسلم تصاعدي رباعي التدرج ( 0 – 1 – 2 – 3 ) وبالتالي فإن النهاية العظمى للمقياس تبلغ 30 درجة أما الدنيا فتبلغ صفرا ). وقد أعد المقياس عام 1975 بواسطة موريس روزنبيرج الأستاذ بجامعة ماريلاند ومنذ وفاته في العام1992 تتولى فلورانس روزنبيرج بالتعاون مع جامعة ماريلاند بإعطاء الأذون للراغبين باستخدام المقياس للأغراض التربوية والبحثية. وبذلک تکون أعلى درجة هي 40 درجة وتعبر عن مفهوم ذات موجب ، وأدنى درجة هي 10 درجات وتعبر عن مفهوم سالب للذات وقد مرّ إعداد المقياس في صورته العربية بعدة خطوات لا مجال لذکرها هنا.وفي مجال التحقق من الخصائص السيکومترية للمقياس تم حساب الصدق من خلال :
3 -مقياس مفهوم الذات لتنسي ( الصورة المختصرة ) :Tennessee Self Concept Scale (TSCS) إعداد صفوت فرج و عبد الفتاح القرشى (1999): يهدف المقياس الي تقدير هوية الفرد و سلوکه ورضائه عن نفسه عبر عدة مجالات، حيث يقيس جوانب مختلفة من شخصية الفرد، فهو يشتمل علي نوعان من المقاييس الفرعية هى مقاييس الذات و المقاييس الإکلينيکية و کلايهما يتضمن أبعاداً مختلفة.
●إعداد المقياس : وضع وليم فيتس الصورة الأصلية للمقياس عام (1965)، و ترجمه وقننه في البيئة المصرية کلاً من (صفوت فرج، سهير کامل ، 1985)، و يتکون المقياس الأصلي من (100) عبارة، ثم قام کلاً من (صفوت فرج، عبد الفتاح القرشي ،1999) بإعداد صورة مختصرة لمقياس تنسي، و تتکون الصورة المختصرة من (60) عبارة منها (31) عبارة موجبة و(29) عبارة سالبة، حيث أجريا عدداً من التعديلات في الصورة الأصلية و تم حذف بعض البنود و أعيد صياغتها باللغة العربية المبسطة لتلائم الفئات العمرية من (12- 86) عام .
● تعليمات المقياس : يقوم الشخص بقرأة کل عبارة بدقة ثم يختار مابين ( صحيحة تماماً- صحيحة غالباً - بين بين – غير صحيحة غالباً – غير صحيحة تماماً ) و ذلک بوضع علامة ( √) في الخانة التي تعبر عن مدي موافقة العبارة لسلوک الفرد ، لا توجد إجابة صحيحة و إخري غير صحيحة، وليس هناک زمن محدد للإجابة، مع ضرورة عدم ترک سؤال بدون إجابة .
● تصحيح المقياس : تتراوح الإستجابة علي کل عبارة من عبارات المقياس بين (صحيحة تماماً- صحيحة غالباً - بين بين – غير صحيحة غالباً – غير صحيحة تماماً ) وتعطي الدرجات (5، 4، 3، 2، 1) علي الترتيب و ذلک بالنسبة للعبارات الموجبة أما العبارات السالبة تعطي الدرجات ( 1، 2، 3، 4، 5) لتقابل ( صحيحة تماماً- صحيحة غالباً - بين بين – غير صحيحة غالباً – غير صحيحة تماماً )، و تتراوح الدرجة الکلية للمقياس ما بين (60- 300) درجة، حيث تشير الدرجة المرتفعة الي مفهوم ذات إيجابى والعکس صحيح و تصحح المقايس (العصاب ، سوء التوافق ، الذهان، إضطرابات الشخصية) تصحح مقلوبة بمعني أن الدرجة المرتفعة تعني إنخفاض العصاب وسوء التوافق والذهان وإضطراب الشخصية .
4 - مقياس الرضا عن الحياة إعداد: إبراهيم الشافعي إبراهيم( 2009): وهو مقياس مکون من 30 عبارة نصفها في الاتجاه الموجب والنصف الآخر في الاتجاه السالب ويجاب عنها من خلال مدرج خماسي (تنطبق تماماً , تنطبق غالباً , تنطبق أحياناً , لا تنطبق غالباً , لا تنطبق نهائياً ) وتدور هذه العبارات حول : الرضا عن الذات والرضا عن الناس ، والقناعة وعدم التطلع لما لدى الآخرين . وحب الخير للناس . والتحرر من الشعور بالذنب ، والإقبال على الحياة . وتم التحقيق من صدق المقياس من خلال : الصدق التجريبي حيث تم حساب معامل الارتباط بين درجات 200طالب وطالبة من طلاب جامعة الملک خالد بالسعودية على کل من المقياس الحالي ومقياس الأمن النفسي من إعداد ماسلو و تعريب أحمد عبد العزيز سلامة (1978) وکان معامل الارتباط يساوي 0.84 وهو معامل دال على مستوى >0.000 کما تم التحقق من الصدق العاملي الاستکشافي بطريقة المکونات الأساسية والتدوير المائل Obleman وتم الاحتکام لکلاً من: محک"کايزر" ، ومحک "حليفور" لتحديد العوامل والتشبعات المقبولة. وأظهرت النتائج وجود خمسة عوامل جذورها الکامنة >1.00 وتشبعات ≥ ±3 , 0 والعوامل هي : القناعة , والرضا عن الذات والآخرين , والتحرر من مشاعر الشعور بالذنب وتأنيب الضمير , والتفاؤل والإقبال على الحياة , والتسليم بالقضاء والقدر. وتم التحقق من التماسک الداخلي لعبارات المقياس وتراوحت قيم معاملات الارتباط بين درجة کل عبارة والدرجة الکلية ما بين 0.64 و 0.92 وهي قيم دالة عند مستوى > 0.000 , وتم التحقق من الثبات من خلال إعادة التطبيق بفاصل زمني مقداره 4 أسابيع وتم حساب معامل الارتباط بين درجات الطلاب (ن=200) في مرتي التطبيق وبعد استبعاد من تغيبوا عن التطبيق في المرة الثانية (ن=184) فکان معامل الارتباط = 0.92 وهو معامل دال عند مستوى >0.000 , کما تم حساب معامل الارتباط بين العبارات الفردية والزوجية وبعد التصحيح بمعادلة "سيبرمان-براون" کان معامل الارتباط = 0.89, کما تم التحقق من الثبات من خلال حساب معامل ألفا"کرونباخ" فکان =0.82 وهو معامل يدل على ثبات مرتفع.
الأساليب الإحصائية :استعانت الباحثة بعدد من الأساليب الإحصائية بواسطة برنامج SPSS V.21 وهي :
نتائج الدراسة ومناقشتها وتفسيرها :
الفرض الأول : لا يوجد عامل عام واحد يجمع أبعاد الشخصية المظلمة الثلاثة : الميکافيلية والسيکوباتية والنرجسية . ولاختبار صحة الفرض الأول قامت الباحثة بإجراء تحليل عاملى توکيدى بطريقة المکونات الأساسية لهوتلنج وبالتدوير المتعامد والجداول ( 3 ) ، ( 4 ) تعرض ما تم التوصل إليه من نتائج
جدول ( 3 )
قيم الارتباطات والإشتراکات بين العوامل المکونة لمقياس التوجه نحو الحياة بطريقة المکونات الأساسية
المتغير |
الإشتراکات |
الميکافيلية |
554. |
السيکوباتية |
621. |
النرجسية |
516. |
من الجدول ( 3 ) يتبين أنه توجد تشبعات ذات دلالة للعوامل الثلاثة وهى الميکافيلية والنرجسية والسيکوباتية. وللتحقق من ثبات واستقرار هذه العوامل وتجمعها فى عامل واحد أو أکثر لاختبار صحة الفرض الأول فإن الجدول ( 4 ) يعرض ما تم التوصل إليه من نتائج :
جدول ( 4 )
قيم الجذر الکامن ، ونسب التباين العاملية لأبعاد مقياس التوجه نحو الحياة
المحتوى والمجموع |
نسبة التباين |
1.691 |
56.135 |
713. |
23.77 |
596. |
19.875 |
من الجدول ( 4 ) يتضح وجود عامل واحد فقط أکبر من الواحد الصحيح حسب محک کايزر ، ويفسر بمفرده ما نسبته 56.35% من التباين الکلى . وهذه النتيجة تؤدى الى قبول الفرض الذى ينص على أنه يوجد عامل واحد يقف وراء مکونات الشخصية المظلمة حسب التوجه النظرى الذى ارتضته الباحثة والذى على أساسه تم تصميم المقياس. وقد أظهرت نتائج دراسة حديثة قام بها ( Jonason et al. , 2020 ) أن هناک عاملا واحدا يربط بين أبعاد وسمات الشخصية المظلمة الثلاثية ، وأن هذه السمات تسهم بدرجات متفاوتة فى تکوين هذه الشخصية ويستوى فى ذلک : الغرور والعظمة ، والتمرکز حول الذات ( النرجسية ) ، أو التلاعب بالآخرين ، واستغلالهم ( الميکافيلية ) ، أو القسوة والاندفاعية ( السيکوباتية ) هذه الصفات تتجمع معا وتشکل جوهر الشخصية المظلمة . وتفسر الباحثة ذلک بأن هذه السمات الثلاثة متداخلة الى حد کبير من الأساس ، فما يجمعها أکثر مما يباعد بينها . ومما يجمع بين هذه السمات الثلاثة : الميول والدوافع نحو التسلق على أکتاف الغير ، وازدواجية المعايير فما يتعلق بالذات له معيار ، وأما ما يتعلق بالآخرين فله معايير أخرى ؛ وکذلک فإن العواطف والمشاعر والتعاطف مع الآخرين لا مجال لها ولا تأثير لها على المواقف لاسيما العدوانية نحو الآخرين .إن الحديث عن الشخصية في سوادها ممثلة في هذه الأبعاد الثلاثة التي تم التواضع عليها بين الباحثين والتي أظهرته نتيجة الدراسة الحالية هو تجميع لثلاث صفات سالبة في الشخصية يجمع بينها صفات وخصائص تتمرکز حول انتقاص الأخرين وإعلاء قيمة الذات مع استغلال الآخرين لتحقيق مآرب شخصية ذاتية مهما تغلفت بغلاف من الإنسانية الظاهرة إلا إنها غالبا ما تکون غلالة شفافة تنقضي بانقضاء المصلحة .ويتفق هذا الطرح مع ما أظهرته نتائج دراسة قام بها (Lyons,2019) من أن هناک جملة من الصفات تجمع هذه السمات الثلاثة تتمثل فى الأمانة ، والتلاعب بالبشر ، مع انخفاض الحس الإنسانى حيث البلادة فى المشاعر لتسوغ استغلال الآخرين والحط من ذواتهم . کما يتفق أيضاً مع ( Rauthmann & Kolor , 2012 ) والذى يرى أنه يجمع بين هذه السمات الثلاثة : التمرکز حول الذات والبلادة العاطفية والتلاعب والاستغلال. کما يرى ( Szabo & Johnes , 2019 ) أن ما يجمع بين هذه الصفات الثلاثة هو : نقص التعاطف مع الآخرين وانخفاض قيمة الصدق والتواضع وتحقيق مکاسب سريعة فى أمد قصير .
الفرض الثانى : لا يوجد معامل ارتباط بين درجات الشخصية المظلمة ودرجات تقدير الذات لدى القادة التربويين ، ولاختبار صحة الفرض الثانى قامت الباحثة بحساب معامل الارتباط بين درجات الشخصية المظلمة کأبعاد فرعية وکدرجة کلية من ناحية ودرجات تقدير الذات لدى أفراد العينة ، والجدول ( 5 ) يعرض ما تم التوصل إليه من نتائج
جدول ( 5 )
معاملات الارتباط بين درجات الشخصية المظلمة کأبعاد وکدرجة کلية مع درجات تقدير الذات
البيان |
تقديرالذات |
مستوى الدلالة |
العدد |
الميکافيلية |
269.** |
001. |
144 |
السيکوباتية |
29.** |
001. |
144 |
النرجسية |
26.** |
001. |
144 |
الدرجة الکلية |
34.** |
001. |
144 |
يتضح من الجدول (5) وجود معامل ارتباط قوى عند مستوى دلالة ( 001. ) بين درجات الشخصية المظلمة کأبعاد وکدرجة کلية مع درجات تقدير الذات ، وهو ما يؤدى الى رفض الفرض الثانى الذى ينص على أنه لا يوجد معامل ارتباط بين درجات الشخصية المظلمة ودرجات تقدير الذات لدى القادة التربويين . وتتفق نتائج هذه الدراسة مع نتائج دراسة (Kaufman , 2019 والتى أوضحت وجود ارتباط إيجابى بين الثالثوث المظلم فى الشخصية ( وتقدير الذات . يتفق ذلک مع ما يراه ( Vazire , 2008 ) و ( Chatterjee & Hambrick , 2001 ( (Stenason, 2014 ) والذين يروا أن النرجسيين لديهم تقدير جيد للذات وواثقين من أنفسهم ومنسقين بشکل جيد ، بل ويشعرون بالإحباط إذا لم تقدر وتُعتبر ذواتهم بالقدر الذى يرضون عنه . وتختلف هذه النتائج عما توصلت اليه دراسة (Skobkareva, 2020 ) والتى ترى أن النرجسية کبعد للشخصية المظلمة ترتبط ارتباطا عکسيا بتقدير الذات . . کما تتفق نتائج الدراسة مع(Broermann et al. , 2013 ) والذى يرى أن السيکوباتيين لديهم تقديرذات مرتفع ، ويحفزون أنفسهم لبلوغ الأهداف ، وهم حساسون للمکافآت . وتختلف نتائج الدراسة مع دراسة Stenason, 2014) ( والتى أوضحت نتائجها عدم وجود علاقة بين السيکوباتية وتقدير الذات ، وکذلک عدم وجود علاقة بين الميکافيلية وتقدير الذات .
الفرض الثالث : لا يوجد معامل ارتباط بين درجات الشخصية المظلمة ودرجات مفهوم الذات لدى القادة التربويين ، ولاختبار صحة الفرض الثالث قامت الباحثة بحساب معاملات الارتباط بين درجات الشخصية المظلمة کأبعاد فرعية وکدرجة کلية من ناحية ودرجات مفهوم الذات لدى أفراد العينة ، والجدول ( 6 ) يعرض ما تم التوصل إليه من نتائج .
جدول ( 6 )
معاملات الارتباط بين درجات الشخصية المظلمة کأبعاد وکدرجة کلية مع درجات مفهوم الذات
البيان |
مفهوم الذات |
مستوى الدلالة |
العدد |
الميکافيلية |
0,07 - |
غير دال |
144 |
السيکوباتية |
089-. |
غير دال |
144 |
النرجسية |
168.- |
غير دال |
144 |
الدرجة الکلية |
064. - |
غير دال |
144 |
ويتضح من الجدول( 6 ) السابق وجود معامل ارتباط غير دال بين درجات الشخصية المظلمة کأبعاد وکدرجة کلية ودرجات مفهوم الذات ، وهذا يؤدى الى قبول الفرد الثالث أى انه لا يوجد معامل ارتباط بين درجات الشخصية المظلمة ومفهوم الذات لدى القادة التربويين .هذه النتيجة تعنى أن مفهوم الفرد لاسيما من يشغل منصبا قياديا لم يکن له علاقة ذات بال بسمة الشخصية المظلمة لديه ومهما اختلفت مستويات القيادة التربوية : من وکيل مدرسة أو مديرها أو موجه لمواد دراسية لم يکن هناک أرتباط بين درجة وعي الفرد بذاته وصورتها العقلية والمعرفية وبين درجة المکيافيلية والنرجسية والسيکوباتية أو حتى على صعيد الدرجة الکلية .إن هذه النتيجة لا تتفق مع الدراسات القليلة التي عنيت بالبحث عن العلاقة بين مفهوم الذات وسمة الشخصية المظلمة التي أظهرت وجود علاقة موجبة بين مفهوم الذات والشخصية المظلمة .ويمکن تفسير هذه النتيجة في الدراسة الحالية بأن معظم إن لم يکن کل من يتولى منصبا قياديا أو تنفيذيا في المؤسسات التربوية إنما يخضع لمعايير إدارية وبيروقراطية لا تأخذ بعين الاعتبار الکفاءة الشخصية أو الذاتية وتمتع الشخص بالسمات القيادية ناهيک أن يکون باختيار المرؤسين .إن هؤلاء القادة التربويين يکاد ينطبق عليهم وصف المدير التنفيذي التقليدي أکثر من کونهم قادة تربوييين تتضافر لديهم سمات القائد وخصائصه .
الفرض الرابع : لا يوجد معامل ارتباط بين درجات الشخصية المظلمة ودرجات الرضا عن الحياة لدى القادة التربويين ، ولاختبار صحة الفرض الرابع قامت الباحثة بحساب معامل الارتباط بين درجات الشخصية المظلمة کأبعاد فرعية وکدرجة کلية من ناحية ودرجات الرضا عن الحياة لدى أفراد العينة ، والجدول ( 7 ) يعرض ما تم التوصل إليه من نتائج .
جدول ( 7 )
معاملات الإرتباط بين درجات الشخصية المظلمة کأبعاد وکدرجة کلية مع درجات الرضا عن الحياة
البيان |
الرضا عن الحياة |
مستوى الدلالة |
العدد |
الميکافيلية |
24.** - |
001. |
144 |
السيکوباتية |
23.** - |
001. |
144 |
النرجسية |
29 .** - |
001. |
144 |
الدرجة الکلية |
83.** - |
001. |
144 |
من الجدول السابق( 7 ) يتضح وجود معامل ارتباط قوى بين درجات الشخصية المظلمة کأبعاد وکدرجة کلية مع درجات الرضا عن الحياة ، وهو ما يؤدى الى رفض الفرض الرابع والذى ينص على لا يوجد معامل ارتباط بين درجات الشخصية المظلمة والرضا عن الحياة لدى القادة التربويين . وتتفق هذه النتائج مع نتائج دراسة ( Kaufman et al. , 2019 ) أنه يوجد علاقة ارتباطية سلبية بين الثالوث المظلم فى الشخصية ويبن الرضا عن الحياة والطمأنيينة النفسية. وتتفق جزئيا مع نتائج دراسة (Aghababaei , 2019) ) والتى أظهرت نتائجها ارتباط النرجسية بشکل إيجابى بالطمأنينة النفسية وجودة الحياة ، بينما ارتباط الميکافيلية والسيکوباتية بمستويات منخفضة من الطمأنينة النفسية وجودة الحياة . کما أظهرت دراسة (- Wertag & Hanzek ( 2013) أن الذکور ذوى الرضا العالى عن الحياة والطمأنينة النفسية يکونون أقل فى الميکافيلية وأقل فى النرجسية ، بينما الاناث الراضيات عن الحياة لديهم مستويات مرتفعة من النرجسية . کما أظهرت دراسة ( Kaufman et al. , 2019) ارتباط النرجسية ايجابيا بالرضا عن الحياة ،حيث يميلون الى تصور حياتهم على أنها ممتعة ، وعلى النقيض السيکوباتية ترتبط سلبا بالرضا عن الحياة ، والميکافيلية ليس لها علاقة بالرضا عن الحياة.
الفرض الخامس :توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين مستويات القيادة التربوية فى کل من الشخصية المظلمة کأبعاد وکدرجة کلية . ولاختبار صحة الفرض الخامس قامت الباحثة بتحليل التباين أحادى الإتجاه ، والجداول (8) ، ( 9) ، ( 10) ، ( 11 )، (12) تعرض ما تم التوصل إليه من نتائج :
جدول ( 8 )
نتائج تحليل التباين الأحادى للتباينات فى الميکافيلية لدى المستويات المختلفة من القيادة التربوية
البيان |
مجموع المربعات |
درجات الحرية |
متوسط مجموع المربعات |
قيمة ف |
التباين بين المجموعات |
128.262 |
2 |
64.131 |
1.344 غير دال |
التباين داخل المجموعات |
7110.363 |
149 |
47.721 |
|
التباين الکلى |
7238.625 |
151 |
من الجدول ( 8 ) يتبين أن مستويات القيادة التربوية لم تختلف درجة المکيافيلية لديهم ؛ إذ لا توجد فروق بين :وکلاء المدارس والمديرين وموجهي المواد في درجة الميکيافيلة کبعد من أبعاد الشخصية المظلمة ثلاثية الأبعاد
جدول ( 9 )
نتائج تحليل التباين الأحادى للتباينا ت فى السيکوباتية لدى المستويات
المختلفة من القيادة التربوية
البيان |
مجموع المربعات |
درجات الحرية |
متوسط مجموع المربعات |
قيمة ف |
التباين بين المجموعات |
208.060 |
2 |
104.030
29.603 |
3.514 دالة عند مستوى 05.
|
التباين داخل المجموعات |
4410.828 |
149 |
||
التباين الکلى |
4618.888 |
151 |
|
من الجدول ( 9 ) يتبين أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين مستويات القيادة التربوية في درجات السيکوباتية ولتحديد موقع الفروق في اي من مستويات القيادة :الوکلاء والمديرين وموجهي المواد تم تطبيق اختبار (شيفيه) لدلالة الفروق بين المتوسطات في السيکوباتية بين مستويات القيادة التربوية المختلفة والجدول ( 10 ) يعرض ما تم التوصل إليه من نتائج .
جدول ( 10 )
قيم شفيه لدلالة الفروق بين متوسطات المستويات المختلفة من القيادة التربوية في السيکوباتية
(I) الوظيفة |
(J) الوظيفة |
Mean Difference (I-J) |
Std. Error |
Sig. |
95% Confidence Interval |
|
Lower Bound |
Upper Bound |
|||||
1.00 |
2.00 |
-4.54902-* |
1.72476 |
.033 |
-8.8136- |
-.2844- |
3.00 |
-2.39587- |
1.41705 |
.243 |
-5.8996- |
1.1079 |
|
2.00 |
1.00 |
4.54902* |
1.72476 |
.033 |
.2844 |
8.8136 |
3.00 |
2.15315 |
1.22480 |
.217 |
-.8752- |
5.1816 |
|
3.00 |
1.00 |
2.39587 |
1.41705 |
.243 |
-1.1079- |
5.8996 |
2.00 |
-2.15315- |
1.22480 |
.217 |
-5.1816- |
.8752 |
يتبين من الجدول ( 10 ) أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات المعلمين والوکلاء في درجات السيکوباتية لصاالح الوکلاء ، کما لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المعلمين والموجهين في درجات السيکوباتية ،لا توجد فروق بين :مديري المدارس وموجهي المواد في السيکوباتية ، في حين توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات کل من الوکلاء من جهة ومديري المدارس وموجهي المواد من جهة أخرى لصالح وکلاء المدارس أي أن الوکلاء کانوا أکثر سيکوباتية من کل من مديري المدارس وموجهي المواد .
هذه النتيجة يمکن تفسيرها بأن من يحتلون المکانات الدنيا في سلم القيادة التربوية في المدارس والمؤسسات التربوية يقابلهم في المؤسسات الأخرى الاجتماعية والاقتصادية المدراء التنفذيون الذين يناط بهم تنفيذ القرارات تنفيذا حرفيا بدون اقتناع أو أن يؤخذ برأيهم ولا حق لهم في رسم السياسات العامة .وهؤلاء المديرون التنفيذيون هم من يتفاعل عن قرب وبطريقة مباشرة مع المرؤسين في المؤسسات التربوية ممثلين في : العمال ، والإداريين ، والمعلمين .إن هؤلاء الوکلاء (المديرين التنفيذيين ) يقعون بين فکي الرحى: بين أوامر وقرارات القائد أو أعلى مسئول وهنا يمثل هؤلاء مديري المدارس ومن فوقهم وبين رضا أو رفض المرؤسين في ذيل الهرم الوظيفي ، والوکلاء يعانون من تسلط من فوقهم ، ومقاومة من دونهم ومن ثم يکون الرفض الذاتي وعدم التقبل والصراع بين التوفيق بين رغبات علية الإدارة ومتدنيها للخروج من الموقف بسلام إلا إنه ينعکس على شعوره بالرفض والميل للسلوک المفرط في الشدة وقد يتوحدون مع المرؤسين فينقلب عملهم إلا صدام مع المديرين وتأليب المرؤسين عليهم فيما يشبه ثورة الجماهير منحازين لهم في مواجهة المديرين لا عن رغبة ولا عن قناعة ولکن نکاية فيهم وإشباعا لرغبتهم في أن يکونوا هم في موقع الصدارة بيلا مناسبا تفرضه مشاعر رضا المرؤسين لرغبتهم في ان يکونوا هم في موقع الصدارة بيلا مناسباً تفرضه مشاعر رضا المرؤسين الرافضين للمدير ليحل الوکيل محل المدير .قد يغذي هذا الشعور السيکوباتي لدى الوکيل سمته الشخصية الرافضة للوقوف في منطقة وسطى بين المرؤسين والمدراء وشعور الوکيل بأن العبء الکبر في العمل يقع على عاتقه هو في الوقت الذي يجنى اللوم عند اي تقصير ويحظى المدير بالوجاهة والحصول على المدح والمکافأة عند تحقيق إنجاز لم يقم هونفسه بدور مهم في مقابل ما يقوم به الوکيل من وجهة نظر الوکيل الشخصية .
جدول ( 11 )
نتائج تحليل التباين الأحادى للتباينات فى النرجسية لدى المستويات
المختلفة من القيادة التربوية
البيان |
مجموع المربعات |
درجات الحرية |
متوسط مجموع المربعات |
قيمة ف |
التباين بين المجموعات |
58.224 |
2 |
29.112 |
1.031 غير دال |
التباين داخل المجموعات |
4205.355 |
149 |
||
التباين الکلى |
4263.579 |
151 |
28.224 |
من الجدول (11) يتبين أن مستويات القيادة التربوية لم تختلف درجة النرجسية لديهم ؛ إذ لا توجد فروق بين : وکلاء المدارس والمديرين وموجهي المواد في درجة النرجسية کبعد من أبعاد الشخصية المظلمة ثلاثية الأبعاد.وهذه النتيجة تعني أن المستويات المختلفة من القيادة التربوية لم تختلف في النرجسية التي هي أحد ابعاد الشخصية المظلمة ،وهذا مرده أن الوکلاء بما يتمتعون به من مکانة تعد ذات حيثية أعلى وظيفيا من المعلمين والإداريين الذين هم بمثابة المرؤسين ،أو التابعين ومثلهم من يشغلون منصب المدير أو الموجه هم أفراد لا يختلفون کثيرا في الشعور بالذات والرغبة في تلقي المدح والثناء والميل لأن يکون لديهم آخرون يرون فيهم اصحاب مقام ووجاهة وهذا الشعور إذا تمکن من شخص ما تحول لصفة سلبية تقربه من النرجسية التي تعلى من اعتبار الذات بالحق أو بالباطل کنصف الحقيقة ويکون النصف المکمل هو غمط الآخرين وافقلال من قدرهم لتحقيق رفعة زائفة للنرجسي وزهو أجوف لا يثبت امام الواقع الحقيقي . هذه النتيجة لا تعني أن القادة التربويين لديهم نرجسية فإذن هذا لم تظهره هذه النتيجة وإنما غاية ما في الأمر هو أن القادة التربويين على اختلاف مستوياتهم في القيادة لا توجد فروق بينهم في النرجسية التي هي بعد من أبعاد الشخصية المظلمة ثلاثية الأبعاد .
جدول ( 12 )
نتائج تحليل التباين الأحادى للتباينات فى الشخصية المظلمة کدرجة کلية لدى المستويات
المختلفة من القيادة التربوية
البيان |
مجموع المربعات |
درجات الحرية |
متوسط مجموع المربعات |
قيمة ف |
التباين بين المجموعات |
167.108 |
2 |
83.554 |
0.404 |
التباين داخل المجموعات |
30794.366 |
149 |
206.674 |
غير دالة |
التباين الکلى |
30961.474 |
151 |
|
|
من الجدول ( 12 ) يتبين أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في الشخصية المظلمة کدرجة کلية بين ذوي المستويات المختلفة من القيادة . وهذه النتيجة تتساوق مع التوجه العام للفروق بين المستويات التربوية المختلفة من القادة في أبعاد الشخصية المظلمة الثلاثة؛إذ إن الفروق لم تکن ذات دلالة في بعدين من الثلاثة وهنا يضم لهما الدرجة الکلية . هذه النتيجة تعنى أن وکلاء المدارس ومديريها ومعهما موجي المواد لا تختلف درجة الشخصية المظلمة لديهم باختلاف المستوى القيادي الذي يشغله الفرد ، وهذا مرده أن سمة الشخصية تنعکس على الوظيفة والمهنة وليس العکس وهذا يعني أن الشخص مهما کانت الوظيفة التي يشغلها فإن سمته الخاص وطبيعة شخصية هي هي لا تتبدل لمجرد احتلاله لمکانة ما أو تبوئه لمنزلة ما علت أو انخفضت .ربما تعنى هذه القضية الکثير ويکون لها منحى آخر لو کان هؤلاء القادة التربويين يختارون وفوق معايير حرة ومتحررة من القواعد الروتينية کالأقدمية وسنوات الخبرة ورضا الرؤساء في هذه المؤسسة التعليمية .إن جميع الدراسات التي تناولت شخصية القائد الظلامية واثرها على المرؤسين تثبت أن القادة الذين يتمتعون بخصائص القائد المختار بحرية کامة من المرؤسين مع توافر القدرات الإبداعية والقيادية هؤلاء تنعکس سمات شخصياتهم على المرؤسين وعلى المؤسسة ذاتها .
الفرض السابع : لا يوجد أثر لکل من النوع والعمر ومستوى القيادة منفردين أو متفاعلين على الشخصية المظلمة کدرجة کلية . ولاختبار صحة هذا الفرض قامت الباحثة بإجراء تحليل التباين ذي التصميم العاملي (2 .2.3) لبحث أثر کل من :النوع والعمر والمستوى القيادي منفردين أو متفاعلين ، والجدول ( 13 ) يعرض ما تم التوصل إليه من نتائج
جدول (13)
نتائج تحليل التباين ذي التصميم العاملي وقيم (ف) لأثر کل من النوع والعمر والمستوى القيادي في الدرجة الکلية للشخصية المظلمة
Source |
Type III Sum of Squares |
df |
Mean Square |
F |
Sig. |
Corrected Model |
5301.541a |
13 |
407.811 |
2.193 |
.013 |
Intercept |
198887.844 |
1 |
198887.844 |
1069.626 |
.000 |
النوع |
773.838 |
1 |
773.838 |
4.162 |
.043 |
العمر |
742.099 |
2 |
371.049 |
1.996 |
.140 |
الوظيفة |
394.486 |
2 |
197.243 |
1.061 |
.349 |
النوع * العمر |
436.641 |
2 |
218.321 |
1.174 |
.312 |
النوع * الوظيفة |
227.048 |
2 |
113.524 |
.611 |
.545 |
العمر * الوظيفة |
284.031 |
3 |
94.677 |
.509 |
.677 |
النوع * العمر * الوظيفة |
33.262 |
1 |
33.262 |
.179 |
.673 |
Error |
25659.933 |
138 |
185.942 |
|
|
Total |
1148970.000 |
152 |
|
|
|
Corrected Total |
30961.474 |
151 |
|
|
|
من الجدول (13) يتبين أن جميع قيم (ف) لأثر کل من النوع ومستويات العمر الثلاثة ومستويات القيادة الثلاثة لم يکن لها أثر ذي دلالة على الشخصية المظلمة کدرجة کلية وکذا لم يکن للتفاعلات الثنائية أو الثلاثية لهذه المتغيرات الديموجرافية أثر ذي دلالة على الدرجة الکلية للشخصية المظلمة . هذه النتيجة تؤدي إلى قبول الفرض السابع . هذه النتيجة تعنى أن النوع لم يؤثر على نمط الشخصية المظلمة التي تحتل موقعا في سلم القيادة التربوية أيا کان نوعها في بداية السلم القيادي کوکيل مدرسة أو في وسط السلم غلإداري کمدير مدرسة أو خارج هذا السام ولکن في مستوى مواز وربما أعلى من حيث التحرر من القيود الإدارية الملزمة المطبقة في المدرسة وإن اتسعت الدائرة والمرؤسين کما هو الحال مع موجهي المواد .وبنفس المعنى ونفس المنطق لم يکن للعمر الصغير (أقل من 35 سنة ) أو العمر الأوسط (ما بين 35 -45) او العمر الأکبر (من 45 -55 ) أو نوع الوظيفة (وکيل مدرسة أو مدير مدرسة أو موجه مادة ) أي اثر ذي دلالة على الشخصية المظلمة.
نتائج الفرض السادس : يمکن التنبؤ بالشخصية المظلمة من خلال کل من مفهوم الذات وتقديره والرضا عن الحياة.وللتحقق من صحة الفرض تم تطبيق تحليل التباين الإنحدارى والجداول ( 14 )، (15) توضح ما تم التوصل غليه من نتائج :
جدول ( 14 )
نتائج تحليل التباين الإنحدارى
النموذج |
مجموع المربعات |
درجات الحرية |
متوسط مجموع المربعات |
ف |
مستوى الدلالة |
|
1(تقدير الذات) |
التنبؤ الخطأ المجموع |
2642.979 25316.514 27959.493 |
1 142 143 |
2642.979 178.285 |
14.824 |
000. |
2(تقديرالذات ، الرضا) |
التنبؤ الخطأ المجموع |
3525.301 24434.192 27959.493 |
2 141 143 |
1762.651 173.292 |
10.172 |
000. |
جدول ( 15)
النموذج |
ثابت الإنحدار |
الخطأ المعيارى |
بيتا |
ت |
مستوى الدلالة |
1 (تقدير الذات) |
50.566 1.237 |
9.175 321. |
307. |
5.511 3.850 |
000. 000. |
2(تقديرالذات ، الرضا) |
41.649 939. 1 83. |
9.871 343. 081. |
233. 192. |
4.219 2.736 2.256 |
000. 007. 026. |
من الجدول ( 15 ) يمکن صياغة معادلة التنبؤ على النحو التالي :
س الشخصية المظلمة = ثابت الإنحدار+ ع ( تقدير الذات ) + ص (الرضا)
= 41.649 + 22 × 233. + 50×192.
هذه النتيجة تعني أن الشخصية المظلمة ثلاثية الأبعاد على النحو الذي أظهرته نتائج الدراسة الحالية مدعومة بالنموذج النظري الذي تبنته الباحثة والذي قدمه کل من وليامز وبولس (2002-2012) وتم تطويره بناء على جهودهما ثم جهود باحثين آخرين على نحو ما ورد في الإطار النظري للدراسة الحالية والذي دعمته معظم النتائج مع التسليم بوجود عدد من الدراسات ناقضت هذه الرؤية إلا إن الاتجاه العام أظهر ثلاثية هذه الأبعاد على اختلاف بينها في اسم ونوع البعد .هذه النتيجة تعني أنه يمکن التنبؤ بهذه الشخصية قبل أن تتجذر وتصبح طابعا عاما أو تظهر آثارها السلبية في المحيط الشخصي أو المحيط الأسري أو عندما تتسع الدائرة ليشغل صاحب هذه الشخصية مکانا أو منزلة کرب أسرة أو مسئول في مؤسسة أو قائدا لمجتمع من المجتمعات .وبناء على ما أظهرته النتيجة الحالية فإن تقدير الذات وليس مفهوم الفرد عن ذاته وکذا درجة رضاه عن حياته وشعوره بالطمأنينة النفسية کانا قادرين على التنبؤ بالشخصية المظلمة کدرجة کلية.
وبناء على هذه النتيجة فإنه من المهم أن يتم تشخيص الشخصية المظلمة من خلال قياس جوانب وأبعاد ومکونات شخصية :نفسية ومعرفية لکل من يتقدمون کمسئولين عن آخرين في أي عمل عام يتطلب تعاملا مع مرؤسين حتى لا تؤثر هذه الشخصية المظلمة وتلقي بکاهلها على هؤلاء المتبعوين ومن ثم فشل المؤسسة في تحقيق أهدافها .هذا السبب في فشل المؤسسات التي توافرت لها کل عوامل النجاح فإنه قد غاب عن فرق البحث في أساب الفشل أن يتم الانتباه لأثر شخصية القائد أو أعلى مسؤل هذه الشخصية المظلمة في مکيافيليتها وسيکوباتيتها ونرجسيتها قد تضافرت معا في إفشال المؤسسة في تحقيق أهدافها .
وقد أظهرت نتائج تحليل المسار للتحقق من صدق النموذج النظري الذي تبته الباحثة فيما يتعلق بکل من :العلاقات المتداخلة بين مکونات الشخصية المظلمة ثلاثية الأبعاد المؤلفة من :المکيافيلية والسيکوباتية والنرجسية مع بعضهم البعض ثم مع الدرجة الکلية للشخصية المظلمة ومدى مساهمة کل من هذه الأبعاد الثلاثة في تباين درجات ذوي الشخصية المظلمة . والشکل (1) يعرض ما تم التوصل إليه من نتائج.
الشکل (1) نتائج تحليل المسار للعلاقات بين المکيافيلية والسيکوباتية والنرجسية مع الشخصية المظلمة ومع بعضهم البعض.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن النتائج أظهرت أن المتغيرات المستقلة ممثلة في مفهوم الذات وتقديرها والرضا عن الحياة لهم ارتباطات متفاوتة مع الأبعاد الثلاثة المکونة للشخصية المظلمة انطلاقا من النموذج النظري الذي تبته الباحثة والشکل (2) يعرض ما تم التوصل إليه من نتائج
شکل (2)
نتيجة تحليل المسار للعلاقات بين المتغيرات المستقلة موضوع الاهتمام في الدراسة الحالية والشخصية المظلمة کدرجة کلية
ثم اعتبرت الباحثة هذه الأبعاد الفرعية الثلاثة للشخصية المظلمة بمثابة متغيرات وسيطة بين الدرجة الکلية للشخصية المظلمة وبعض المتغيرات المستقلة موضوع الدراسة في الدراسة الحالية وهم : مفهوم الذات وتقدير الذات والرضا عن الحياة ، وتم التحقق من صدق هذا النموذج من خلال تحليل المسار والذي اظهر أن العلاقات بين المتغيرات الوسيطة من ناحية (المکيافيلية والسيکوباتية والنرجسية ) والمتغيرات المستقلة موضوع الاهتمام في الدراسة الحالية (مفهوم الذات وتقدير الذات والرضا عن الحياة ) تشير إلى وجود هذه العلاقة أحادية القطب في اتجاه واحد وکانت معاملات الارتباط بين الدرجات على کل منهم سالبة وذات دلالة احصائية کما هو واضح في الشکل (3) .
شکل (3)
نتيجة تحليل المسار للعلاقات بين المتغيرات المستقلة والمتغيرات الوسيطة
کما أظهرت نتائج تحليل المسار – أيضا – أن المتغيرات المستقلة الثلاثة السابق ذکرها کانت لها معاملات ارتباط سالبة ذات دلالة مع الدرجة الکلية للشخصية المظلمة وهذه النتيجة أيضا تؤدي إلى إثبات صدق النموذج النظري الذي تبته الباحثة .
- 0.29
|
شکل (4)
ملخص نتائج تحليل المسار للعلاقات بين المتغيرات المستقلة والمتغيرات الوسيطة
والمتغير التابع
کما أظهر النتائج أن هناک ارتباط واضح وموجب بين مفهوم الذات وتقدير الذات من جهة والرضا عن الحياة من جهة أخري ، وأن المکيافيلية والسيکوباتية تحديدا بينهما ارتباط ثنائي القطب أو تنائي الاتجاه على عکس الحال مع النرجسية .وهذا يتفق مع ما أظهرته نتائج بعض الدراسات مثل دراسة (Jonason, Lueuano& Adams, 2012).التي بينت أن النرجسية ليس عاملا مستقرا أو متينا في الشخصية المظلمة ثلاثية الأبعاد على عکس المکونين الآخرين من مکونات الشخصية المظلمة في هذا النموذج الثلاثي تحديدا .وهذه النقطة تحديدا تسهم في إثارة اهتمام الباحثين للتثبت يقينا من ثبات هذا العامل لاسيما وأن هناک طرح نظري قدم السادية کبديل للنرجسية ضمن منظومة مکونات الشخصية المظلمة على نحو ما قدمه Curham, Richards, & Paulhus, (2013)
إن النتيجة التي تحققت هنا من خلال تحليل الانحدار ثم تحليل المسار تظهر أن الشخصية المظلمة قد تکون ثلاثية الابعاد ، وأن البعاد الثلاثة ليسوا متسقين تماما کما هو الحال مع النرجسية وان مفهوم الذات وتقديرها والرضا عن الحياة تعد بمثابة متغيرات مستقلة تسهم بدرجات متفاوتة في التنبؤ بالشخصيية المظلمة .
المراجـــع
-إبراهيم الشافعي إبراهيم (2020) . الشخصية المظلمة .تأصيلا وتنظيرا وتفسيرا .الإسکندرية ، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر .
Aghababaei , N. ( 2019) . The Relationship between the Dark Triad Traits and Subjective and Psychological Well-being among Iranian Students . International Journal of Behavioral Sciences. 13(3): 92-96.
Araujo,B.B., Costa ,A.R., Baptista,M.N.& Filho,N.H.( 2021) . Depressed or satisfied? The relationship between the dark triad traits, depression, and life satisfaction. Current Psychology. https://doi.org/10.1007/s12144-021-01726-3.
Back , M.D., Kufner , A., Dufner , M., Gerlach , T., Rauthmann , J. & Denissen , J.J. ( 2013 ). Narcissistic admirations and rivalry : Disentangling the bright and dark sides of narcissism . Journal of personality and social psychology , 105 , 1013 – 1037 .
Bicer,C. ( 2019) . The Darkest traits of personality narcissism , Machiavellianism and psychopathy : How toxic employees get their way at work places and how reduce their devastating effects? Ululerais 23 Nisan muttidisipliner, Calismalar, Kongeresi , Ankara, 20 – 23 , Nisan , 3225 – 3236.
Curham, A, Richards, S. & Paulhus, D. L. (2013). The Dark Triad of Personality: a 10 year Review. Social Personality Psychological Compass, 7, 199-216.
Diener , E ., Emmons , R ., Larsen,R. & Griffin , S. ( 1985 ) . The Satisfaction with life scale . Journal of Personality Assessment , 49 , 71 – 75 .
Dinic , B . Wertay , A . Tomasavic ,A.& Sckolovsra,V.(2019) . Centrality and Reduncy of the Dark treved traits. personality and individual differences , Doi : L01J. Paid , 2019 – 109621 .
Dinic, B. & Wertay, . (2018). Effects of Dark Triad and HEXA Co traits on Reactive / Proactive Aggression: exploring the Gender Differences. Personality Individual, Different, 123, 44-49.
Dinic, B. & Wertay, . (2018). Effects of Dark Triad and HEXA Co traits on Reactive / Proactive Aggression: exploring the Gender Differences. Personality Individual, Different, 123, 44-49.
Egan , V., Chan , S. & Shorter ,G. ( 2014 ) . The dark traid , Happiness and subjective well-being . Personality and individual Differences , 67 , 17 – 22 .
Furnham , A. , Richards , S., Rangel , L ., & Gones , D.N ( 2014 ) . Measuring Malevolenece : Quantitative Issues Surrounding the dark traid of personality . Personality and Individual Differences , 67 , 114 – 121 .
Johnes , D. & Paulhus,D. ( 2014 ) .Machiavellianism . ( In.) M.R. Leary .& R.H. Hoyle ( 6 ds ) . Handbook of Individual differences , in social behavior. pp 93 – 105 . New York : Guli ford , Press.
Johnes , D. & Paulhus,D. ( 2017 ) . Duplicity among the dark traid : three faces of deceit . Journal of Personality and Social Psychology , 113 , 329 – 342 .
Jonason , P ., Underhill,D.& Navarrate,C.(2020) . Understanding Prejudice in terms of approach tendencies : The dark triad traits , sex differences and political personality traits . Personality and individual differences , 153 , 7 , 1-6.
Jonason , P.K, Webster, G.D, Schmitt, D.P., Li,N.P & Crysel, L. (2014) . The Antihero in popular culture : Life history . Theory and the dark traid personality traits. Review of General Psychology , 16 , 12, 192 – 144.
Jonason, P. K. Luerano, V. X & Adams, H. M. (2012). How the Dark Traits Predict Relationship Choices Personality Individual Differences, 53, 180-189.
Jonason, P. K. Luerano, V. X & Adams, H. M. (2012). How the Dark Traits Predict Relationship Choices Personality Individual Differences, 53, 180-189.
Jones , D.N.& Paulhus, D.l. ( 2014). Introducing the short dark traid (SD3) : Abrief measure of dark personality traits . Assessment , 2,1,28 – 41 .
Jones, D. N. & Figueredo, A. (2013). The care of darkness : Uncovering the Heart of The Dark Triad. European, Journal Personality, 27, 521-531.
Jones, D. N. & Figueredo, A. (2013). The care of darkness : Uncovering the Heart of The Dark Triad. European, Journal Personality, 27, 521-531.
Jones, D. N. & Paulhus, D. L. (2017). Introducing the Short Dark Triad (SD3): a Brief Measure of Dark Personality Traits Assessment, 1328-41.
Jones, D. N. & Paulhus, D. L. (2017). Introducing the Short Dark Triad (SD3): a Brief Measure of Dark Personality Traits Assessment, 1328-41.
Kaufman, S. Jaden, D. Hyde, E. & Tsukayman, A. (2019). The Light VS Dark Triad of Personality Contrasting Two very Deferent Profiles of Human Nature original Research Article font psychological, 12, https://doi.org/103389/???.203 ???
Kaufman,S.B., Yaden,D.B., Hyde ,E. & Tsukayama,E. ( 2019). The Light vs. Dark Triad of Personality: Contrasting Two Very Different Profiles of Human Nature .Psychol., 12 March 2019 | https://doi.org/10.3389/fpsyg.2019.00467
Knight, N., M., Dahlen, E. R., Bullackyowell, E. & Madson, M.B. (2018). The HEXACO Model of Personality and Dark Triad in Relational Aggression, Personality Individual Differences, 22, 109-114.
Kohen, M., A., Okan, C. & Jonason, P.K. (2019). A primer on the Dark Triad traits. Australian Journal of psychology, (1), 7-15.
Koladich, S. J. & Atkinson, B.E. (2014). The Dark Triad and Relationship Preferences a Replication and extension. Personality individual differences, 94, 253-255.
Kowalski, C.M., Rogoza , R. Vernon , P.A & Schermer ,J.A ( 2018 ) . The Dark Triad and the self – presentation variables of Society desirable responding and self- Mentoring . Personality and Individual Differences , 120 , 234 – 237 .
Lee, K. , Ashton , M.c ., & Gallucci, A. ( 2013 ) . Sex Power , and Money : Prediction from the dark traid and honesty – humility . European. Journal of Personality , 27 , 169 – 184 .
Lynam, D. R. & Miller, J.D. (2012). Fearless Dominance and Psychopathy: A response to Lilienfeld et al. Personality Disorders; Theory, Research and Treatment, 3, 341-353.
Lyons , M ., Evans , K., & Helle , S. ( 2019 ) . Do " Dark Personality Features Buffer Against Adversity? The associations between cumulative life stress . SAGE Open , 9 , 21582440 , 18822383.
Maples, J. L., Lamkin, J. & Miller, J. D. (2014). A test of two Brief Measures of the Dark Triad: The Dirt Dozen and Short Dark Triad. Psychological Assessation, 26, 326-331.
Muris,P. Merckelbach , H ., Otgaar , H. & Meiger, E. (2017 ) . The Malevolent of human nature : Amata – Analysis and critical review of the literature on the dark traid ( Narcissism , Machiavellianism and Psychopathy). Perspectives on psychological science , 12 , 2 , 183 – 204
Personality and social psychology. Front. Psychol., 12 March, 2019. http://doi.org/10.3389/fpsyg.201900467.
Personality and social psychology. Front. Psychol., 12 March, 2019. http://doi.org/10.3389/fpsyg.201900467.
Raskin , R. & Hall , C.S. ( 1979 ) . A Narcissism personality Inventory . Psychological Reports , 45 , 2 , 590 – 593.
Rogoza, R. & Cieciuch, J. (2019). Structural Investigation of the she questionnaire in polish population current psychology, 38, 756-762.
Rosenberg,A. (1986) . The Rosenberg self steem scale. University of Maryland.
Routhmann , J.F. & Kolar , C.P. (2012 ) . How " Dark" are the Dark triad traits? Examing the perceived darkness of narcissism , Machiavellianism and psychopathy . Personality Individual differences , 53, 884-889.
Rushton , J.A., ( 2009 ) . No Evidence that the social Desir ability response , set explained the general factor of personality and its effective correlates . Twin Research and Human Gentics , 3 , 131 – 134 .
Skobkareva, A(2020) . "Aggression in Dark Personalities: The Role of Self-Esteem". Electronic Theses and Dissertations. 8483. https://scholar.uwindsor.ca/etd/8483
Stenason , L., ( 2014 ) . Implicit and Explicit Self-Esteem in Relation to the Dark Triad. Western Undergraduate. Psychology Journal, 2 (1). Retrieved from https://ir.lib.uwo.ca/wupj/vol2/iss1/12 .
Szabo , E.K. & Jones , D.N. ( 2019 ) . Gender Differences Moderate Machiavellianism , and Impulsivity , Implications for Dark traid research . Personality and Individual Differences , 141,160 – 165 .
Verman, P. A, Villani, V.C., Vickers L.C. & Harns, J. A. (2008). An behavioral genetic Investigation of the Dark Triad and the Bigs personality and individual differences, 44, 445-452.
Vize ,C.Collison,K., Miller , J.,& Lynan ,D.(2019) . Using Item _level Analyses to better understand the consequences of patriating procedures : An example using the Dark tried . (in) Vize et al., ( 2019) . Running Tread Item – Level Analysis of parent ailing, Journal of Personality ,
Volner , J., Koch,I., & Wolff,C.(2019) . Illuminating the dark core : Mapping global versus specific sources of variance across multiple measure of the dark traid . Personality and Individual Differences , 141 , 160 -165 .