دور المدرسة الابتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية " دراسة تحليلية"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية- جامعة أسيوط

المستخلص

هدفت الدراسة إليإلقاء الضوء مفهوم المواطنة الرقمية ومجالاتها، بيان التغيرات المعاصرة التي دعت إلى الإهتمام بالمواطنة الرقمية لدى التلاميذ، الوقوف على الواقع الحالي لدور المدرسة الابتدئية في غرس قيم المواطنة الرقمية لدى التلاميذ، تقديم تصور مقترح لتفعيل دور المدرس الإبتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية لدى التلاميذ، وناقشت الدراسة عدة تساؤلات منها ما المقصود بالمواطنة الرقمية ومجالاتها وأهميتها؟ ما التغيرات المعاصرة الداعية إلى الإهتمام بالمواطنة الرقمية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية؟ ما الواقع الحالي لدور المدرسة الإبتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية؟ ما التصور المقترح لتفعيل دور المدرسة الإبتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية لدى تلاميذها؟
فرضت طبيعة البحث على الباحثة استخدام المنهج الوصفي التحليلي على التعرف على مفهوم المواطنة الرقمية وعناصرها وأهميتها، وتحديد دواعي أهميتها لدى تلاميذ اليوم، أکثر من أي وقت مضى، وکذلک على التعرف على واقع دور المدرسة الإبتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية لدى التلاميذ، حتى يمکن الخروج بتصور مقترح لتحسين وتطوير دور المدرسة الإبتدائية في غرس المواطنة الرقمية لدى تلاميذها. اقتصر البحث الحالي على تناول دور المدرسة الابتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، يمر المجتمع في الأونة الأخيرة بالعديد من التغيرات المتسارعة والمتلاحقة مثل : الثورة المعرفية والمعلوماتية، والتقدم العلمي والتکنولوجي المذهل، والثورة الديموقراطية، هذا بالاضافة إلى ثورة الاتصال والثورة الرقمية والإعلام، وهذا کله أدى إلى بروز ظاهرة العولمة التي حولت العالم إلى قرية صغيرة، ولم تعد هناک أي حدود أو فواصل بين الدول وهذا بالاضافة إلى انتشار الأخذ بالمنهج العلمي، وتطور النظريات التربوية وتنامي الوعي بحقوق الإنسان .
وقد نتج عن هذه التطورات العصرية استراتيجيات تدعو لأهمية غرس قيم المواطنة الرقمية في نفوس الطلاب والقضاء على المشکلات المتعلقة بمواقع التواصل الاجتماعي والثورة الرقمية المتزايدة، وتزويد الطلاب بالمعلومات والمعارف الإيجابية للثورة المعلوماتية .
ولذا أصبح على المدرسة أن تغرس قيم المواطنة الرقمية لدى الطلاب وأن المدرسة تلعب دور حاسم في مواجهة المشکلات والتحديات التي تواجه المجتمع وأفراده ومن أبرزها الغزو الرقمي والمتوغل في کل مناحي الحياة، لذا أصبح على المدرسة غرس قيم المواطنة الرقمية للطلاب وتعريفهم بالتکنولوجيا الرقمية وإيجابياتها وسليباتها.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

                                     کلية التربية

        کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

 

 

 

 

 

  دور المدرسة الابتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية

  " دراسة تحليلية" 

 

 

إعــــــــــداد

إيمان عبد الوهاب هاشم سيد

مدرس أصول التربية

کلية التربية- جامعة أسيوط

 

 

 

}     المجلد السابع والثلاثون– العدد العاشر –  أکتوبر2021م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

ملخص الدراسة :

هدفت الدراسة إليإلقاء الضوء مفهوم المواطنة الرقمية ومجالاتها، بيان التغيرات المعاصرة التي دعت إلى الإهتمام بالمواطنة الرقمية لدى التلاميذ، الوقوف على الواقع الحالي لدور المدرسة الابتدئية في غرس قيم المواطنة الرقمية لدى التلاميذ، تقديم تصور مقترح لتفعيل دور المدرس الإبتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية لدى التلاميذ، وناقشت الدراسة عدة تساؤلات منها ما المقصود بالمواطنة الرقمية ومجالاتها وأهميتها؟ ما التغيرات المعاصرة الداعية إلى الإهتمام بالمواطنة الرقمية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية؟ ما الواقع الحالي لدور المدرسة الإبتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية؟ ما التصور المقترح لتفعيل دور المدرسة الإبتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية لدى تلاميذها؟

فرضت طبيعة البحث على الباحثة استخدام المنهج الوصفي التحليلي على التعرف على مفهوم المواطنة الرقمية وعناصرها وأهميتها، وتحديد دواعي أهميتها لدى تلاميذ اليوم، أکثر من أي وقت مضى، وکذلک على التعرف على واقع دور المدرسة الإبتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية لدى التلاميذ، حتى يمکن الخروج بتصور مقترح لتحسين وتطوير دور المدرسة الإبتدائية في غرس المواطنة الرقمية لدى تلاميذها. اقتصر البحث الحالي على تناول دور المدرسة الابتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، يمر المجتمع في الأونة الأخيرة بالعديد من التغيرات المتسارعة والمتلاحقة مثل : الثورة المعرفية والمعلوماتية، والتقدم العلمي والتکنولوجي المذهل، والثورة الديموقراطية، هذا بالاضافة إلى ثورة الاتصال والثورة الرقمية والإعلام، وهذا کله أدى إلى بروز ظاهرة العولمة التي حولت العالم إلى قرية صغيرة، ولم تعد هناک أي حدود أو فواصل بين الدول وهذا بالاضافة إلى انتشار الأخذ بالمنهج العلمي، وتطور النظريات التربوية وتنامي الوعي بحقوق الإنسان .

وقد نتج عن هذه التطورات العصرية استراتيجيات تدعو لأهمية غرس قيم المواطنة الرقمية في نفوس الطلاب والقضاء على المشکلات المتعلقة بمواقع التواصل الاجتماعي والثورة الرقمية المتزايدة، وتزويد الطلاب بالمعلومات والمعارف الإيجابية للثورة المعلوماتية .

ولذا أصبح على المدرسة أن تغرس قيم المواطنة الرقمية لدى الطلاب وأن المدرسة تلعب دور حاسم في مواجهة المشکلات والتحديات التي تواجه المجتمع وأفراده ومن أبرزها الغزو الرقمي والمتوغل في کل مناحي الحياة، لذا أصبح على المدرسة غرس قيم المواطنة الرقمية للطلاب وتعريفهم بالتکنولوجيا الرقمية وإيجابياتها وسليباتها.

الکلمات المفتاحية : المدرسة الابتدائية - المواطنة الرقمية .

 

 

Study Summary:                                                       

The study aimed to shed light on the concept of digital citizenship and its fields. A statement of the contemporary changes that called for attention to digital citizenship among students. Identifying the current reality of the primary school’s role in instilling the values ​​of digital citizenship among students. Presenting a proposed vision to activate the role of the primary teacher in instilling the values ​​of digital citizenship among Students. The study discussed several questions, including what is meant by digital citizenship, its fields and its importance? What are the contemporary changes calling for attention to digital citizenship among primary school students? What is the current reality of the primary school’s role in instilling the values ​​of digital citizenship? What is the proposed scenario for activating the role of the primary school in instilling the values ​​of citizenship among its students                          

The nature of the research imposed on the researcher to use the descriptive analytical method to identify the concept of digital citizenship, its elements and importance, and to determine the reasons for its importance for today's students. More than ever, as well as to identify the reality of the primary school’s role in instilling the values ​​of digital citizenship among students, so that it can come up with a proposed vision for improvement and development of the primary school’s role in instilling digital citizenship among its students. Digital citizenship for primary school students. Society has recently been going through many rapid and successive changes such as: the knowledge and information revolution, the amazing scientific and technological progress, the democratic revolution, in addition to the communication revolution, the digital revolution and the media, and all of this led to the emergence of the phenomenon of globalization that turned the world into a small village, and there is no longer there Any borders or breaks between countries and this is in addition to the spread of the scientific method, the development of educational theories and the growing awareness of human rights.

These modern developments have resulted in strategies calling for the importance of instilling the values ​​of digital citizenship in the hearts of students, eliminating problems related to social networking sites and the growing digital revolution, and providing students with information and positive knowledge of the information revolution.

Therefore, the school has to instill the values ​​of digital citizenship in students, and that the school plays a crucial role in facing the problems and challenges facing the community and its members, most notably the digital invasion and penetrating in all aspects of life.

Keywords: primary school, digital citizenship.

 

مقدمة :

يعيش العالم حالياً منعطفاً مهماً وحاسماً وسريعاً في تاريخه کله، إنه يتجه نحو نمط حضاري جديد، عبر تبني ثقافة الانترنت الامبراطورية الرقمية، وقد فرض هذا التطور العلمي والتکنولوجي المتلاحق تغيراً وتبدلاً في الطريقة التي يعيش بها الإنسان في شتى أنحاء العالم وأصبح العالم في ظل هذه الثورة المعلوماتية والرقمية أمام ملامح تغيير عميق فيما يتعلق بنظم الاتصال وتبادل المعلومات ليس فقط بين الدول والمؤسسات المختصة وإنما على المستوى الشخصي أيضاً، الأمر الذي أدى إلى ظهور ممارسات عديدة وأطر جديدة تتبع ذلک التغيير .

ومع ثورة الاتصالات الرقمية وما وفرته من تسهيل وسرعة في عمليات التواصل والوصول إلى مصادر المعلومات ومع ما تحمله هذه الثورة من نتائج ذات آثار إيجابية على الطالب والمجتمع إذا تم استغلال وسائل الاتصال والتقنية الحديثة على الوجه الأمثل، فإن آثارها السلبية  تبرز مع التمرد على القواعد الأخلاقية والضوابط القانونية والمبادئ الأساسية التي تنظم شئون الحياة الإنسانية .

وفي ظل العصر الرقمي وانتشار التکنولوجيا اتخذت المواطنة أشکالاً وصوراً جديدة، أخذت فيه حقوق وواجبات المواطن شکلاً جديداً يتفق ومطالب العصر الرقمي الذي نعيشه، کما دفع ظهور الرقمية إلى إعادة النظر في مناقشة مفاهيم المواطنة، فالتقدم السريع في تکنولوجيا المعلومات والاتصالات له تأثير کبير على قضايا المواطنة، والهوية الثقافية وقواعد السلوک وتنامي العنف وتفکک العلاقات، مما زاد الاهتمام بموضوع المواطنة على مستوى عالمي.           ( Mossberg ,et al , 2011 )

إن ما وفرته ثورة الاتصالات الرقمية من تسهيل وسرعة في الحصول على مصادر المعلومات ولجميع شرائح المجتمع ومع ما تحمله هذه الثورة من إيجابيات إذا أحسن استغلالها بطريقة رشيدة ومن عواقب ومخاطر إذا لم تستغل بالطريقة الرشيدة، فما أوجدته الرقمية من ممارسات، کالجرائم الالکترونية التي انتشرت بين الشباب، وأصبحت هاجساً يؤرق العالم، أضف إلى ذلک تلک الممارسات المخدرات الرقمية والإرهاب الالکتروني، وغير ذلک من ممارسات نتيجة للاستخدام غير الرشيد للرقمية .( Thompson , 2013 )

ومن هنا تأتي أهمية تعليم الطلاب الاستخدام الملائم للتکنولوجيا، والعمل المشترک           لدعم السلوک المسؤول ، حيث يقع على عاتق قائدي المدارس الإيمان بالرسالة الاجتماعية للمدرسة بأن التربية عملية إجتماعية وأن المدرسة جزء من المجتمع وبالتالي فلابد أن يکون          لها دورها في تنمية بيئتها ومجتمعها وهذا يقتضي من القائمين على أمر هذه المدراس معرفة أساليب الربط بين المدرسة والبيئة واقتراح الحلول لها مع المعلمين، مع التخطيط لإشتراک         أفراد المجتمع المحلي في العمل المدرسي وخدمة البيئة ، تکمن أهمية التعاون بين المدرسة والمجتمع المحلي في أن الطلاب هم محور الاهتمام المشترک بينهما وبحاجة إلى تنسيق الجهود وإقامة أشکال التعاون المستمر بينهما من أجل تحقيق النمو الکامل والمتوازن لهم وحتى           تتحقق الأهداف التربوية المنشودة لإعدادهم للمستقبل وکذلک فإن الطلبة هم الذين يحافظون  على بقاء مجتمعهم متماسکاً ومتميزاً بتراثه وحضارته وهم الذين يقع على عاتقهم تطويره .           ( مشاعل عسير العتيبي، 2018، ص 37 )

وتعد المواطنة الرقمية لها علاقة وطيدة بالتعليم لأنها الوسيلة التي تساعد الطالب والمعلم وولي الأمر لفهم ما يجب فهمه من أجل الاستخدام الأمثل للتکنولوجيا فهي وسيلة لإعداد الطالب بالمشارکة في خدمة وطنه من خلال الاستخدام الأمثل لها، إن مصطلح "التربية على المواطنة الرقمية" يعني إعداد مواطن رقمي فعال من خلال تربية تسهم في إکساب الطالب مهارات لاستخدام  التقنيات بشکل إيجابي، إلى جانب إکساب الطلاب مهارات التفکير الناقد للمحتوى الرقمي، ومهارات اجتماعية أخلاقية للتفاعل مع الآخرين من خلال تحصينه بنسيج متين يحميه من أخطارالتقنية.  ( هند سمعان إبراهيم ،2017، ص176 )

کما تعد المواطنة الرقمية صمام الأمان في عصر رقمي أصبحت فيه تقنيات التعامل الاجتماعي تتطور وتتجدد بصورة متسارعة داعمة ودافعة لتنامي القوة التواصلية بين المواطنين، کل المواطنين دون استثناء الغني والفقير، والرجل والمرأة والکهل والشاب فهي نمط حياة يسهم في اکتشاف الحواجز والحدود التي يجب أن تحترم في التعامل مع التقنيات الرقمية، واستيعاب الآثار المحتملة، وتعبر المواطنة الرقمية عن القواعد والضوابط والمعايير والأعراف المتبعة في الاستخدام الأمثل للتکنولوجيا والتي يحتاجها المواطنون صغاراً وکباراً من أجل المساهمة في رقي الأوطان والمجتمعات . ( السيد علي السيد ، إيمان  الشحات ،2019، ص2)

کما أن المواطنة الرقمية تصنع الحدود والعقبات لأولئک الذين يستخدمون التکنولوجيا للقيادة والسيطرة على المجتمع بطريقة تتعارض مع قيم الحرية والعدالة والحقوق الاجتماعية وحقوق الإنسان وترکز على إيجاد الطريقة الصحيحة لتوجيه وحماية جميع المستخدمين، خاصة الأطفال والمراهقين وتشجيع السلوکيات المرغوبة، ومنع السلوکيات المنبوذة في المعاملات الرقمية، فالمواطن الرقمي الحقيقي يحب بلده ويسعى جاهداً لتقديم صورة ممتازة للمواطن الرقمي . (Abdullah , 2017 , 102 )

ومن هنا تتضح دور المدرسة کمؤسسة تربوية على کافة المراحل الدراسية بما تملکه من أدوات وآليات وکوادر بشرية قادرة على تشکيل الجانب القيمي والسلوکي للطالب، وذلک لأن المدرسة هي المسؤولة عن وضع أسس المواطنة وإعداد الأفراد تربوياً واجتماعياً فقد کان لزاماً عليها القيام بدورها الحيوي في إمداد الطلاب بالقيم والسلوکيات المثلى کمواطنين رقميين وهذا هو محور الدراسة الحالية .

وأن نشر ثقافة المواطنة الرقمية في مجتمعنا من خلال التربية والمناهج التعليمية في المدرسة أصبح من أساسيات الحياة وضرورة ملحة يجب أن تتحول إلى مشاريع وبرامج تربوية بالتعاون مع مبادرات المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية حتى تتمکن من حماية مجتمعاتنا من الآثار السلبية للتکنولوجيا وتحفيز الاستفادة المثلى منها للمساهمة في بناء الاقتصاد الرقمي الوطني . ( Froehlich,D , 2012 )

مشکلة الدراسة :

مع انتشار الاستخدام السيئ للتطبيقات الرقمية المختلفة تأثرت شخصية الطلاب وتکوينهم الأخلاقي والعلمي في ظل عالم رقمي خالي في أغلب الأحيان من القواعد المرتبطة بالسلوکيات السلبية الإيجابية للمواطن الرقمي ، مما يعکس حاجة ملحة لوضع رؤية واضحة للمؤسسة التربوية ترسخ الممارسات المثلى للمواطنة الرقمية .

شهد العالم في الآونة الأخيرة تطوراً هائلاً في تکنولوجيا المعلومات والاتصالات وانتشرت شبکات  التواصل الاجتماعي وأصبح من الضروري توظيف هذه التکنولوجيا في خدمة الإنسان وفي کافة الأغراض ومع زيادة انتشار شبکات التواصل الاجتماعي من قبل الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة زادت معها المخاطر والمشکلات التي قد يتعرضوا لها منها : التنمر الالکتروني، انتشار الشائعات، وسرقة الهوية، وإدمان الانترنت، وانتحال الشخصية ....إلخ .

وتکمن خطورة التعرض لهذه المشکلات في الأضرار التي قد تلحق بالطلاب من فقدان الثقة بالنفس والاصابات الجسيدية والعزلة والتعرض للاکتئاب، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى الانتحار، ونتذکر الطفلة "ريبکة آن سيدک Rebecca Ann Sedwicki" التي وقعت ضحية للتنمر الالکتروني بإحدى المدارس في ولاية فلوريدا الأمريکية، ولأنه لم يتم التعامل مع هذه المشکلة بالقدر المناسب سواء من جانب الطفلة نفسها، أو من جانب المدرسة وأسرته، أقدمت الطفلة على الأنتحار عن طريق القفز من أحد الأبراج في الولاية وفقدت حياته.                                                 ( أحمد محمد عبد الرؤوف، 2019 ،ص 409 )

ومن الجوانب الأخرى أيضاً لاستخدام التکنولوجيا الرقمية معاملات الطلاب المالية عبر الشبکة وعمليات الشراء والبيع والدور الذي تلعبه التجارة الالکترونية في حياتهم، لذلک هم بحاجة إلى فهم جميع جوانب هذه المعاملات والمواقع الآمنة التي يمکن من خلالها الشراء والبيع ، لکي لا يتعرضوا للاحتيال أو الأذي، أو سرقة الهوية، أو تراکم الديون، ومع هذه المشکلات التي يتعرضوا لها الطلاب عند استخدام التکنولوجيا الرقمية ليس أمام المؤسسات التعليمية في مصر سوى أن تکسبهم قواعد ومهارات التعامل مع التکنولوجيا الرقمية المختلفة بشکل أمن وأخلاقي وقانوني وهذا ما تهدف إليه المواطنة الرقمية .

( أحمد محمد عبد الرؤوف 2019 ص 410 )

ولا شک أن نشر ثقافة المواطنة الرقمية في مجتمعاتنا من خلال التربية والمناهج التعليمية في المدرسة أصبح من أساسيات الحياة وضرورة ملحة يجب أن تتحول إلى مشاريع وبرامج تربوية بالتعاون مع مبادرات المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية حتى تتمکن من حماية مجتمعاتنا من الآثار السلبية للتکنولوجيا وتحفيز الاستفادة المثلى منها للمساهمة في بناء الاقتصاد الرقمي الوطني .

  ومما يسهم في زيادة مسؤلية مؤسسات التعليم وتعدد أدوارها ووظائفها والحاجة إلى مواکبة التغيرات والتحديات التي فرضتها متطلبات المجتمع المتجددة من اتساع نطاق تکنولوجيا المعلومات شکل ذلک عبئاً کبيراً على التعليم حيث  توجب على وزارة التربية والتعليم إلى جانب مسئوليتها في إعداد الناشئة بتبني مداخل إدراية جديدة تقوم على منهجيات تنظيمية وعلمية واضحة وبالتالي تحقيق الإصلاح والتطوير الاداري لتتأهل للمنافسة العالمية وتتمکن من تحقيق التفاعل بين التعليم العام والتحديات والمتغيرات المحلية والعالمية .

                                          ( مشاعل عسير العتيبي، 2018 ، ص38 )

ويؤکد هذا نتائج  عديد من الدراسات العربية والأجنبية منها دراسة ( هالة حسن بن سعد، 2014 ) ودراسة ( حنان عبد العزيز عبد القوي ، 2016 ) ودراسة ( باسم صبري محمد سلام ،2016) ، ودراسة ( هند سمعان ابراهيم الصماوي ، 2017) ودراسة ( السيد علي السيد ، وإيمان الشحات ، 2019 ) ودراسة ( جمال علي خليل الدهشان ، 2015 )  ودراسة (Thompson ,2013 ) ودراسة Mossberg ,2011)  )

لذا فنحن في أمس الحاجة إلى سياسة وقائية وتحفيزية وقائية ضد أخطار التکنولوجيا وتحفيزية للاستفادة المثلى من إيجابياتها سياسة جديدة تتضمن توعية أبناءنا مجموعة من الحقوق التي ينبغي أن يتمتعوا بها ويستفيدوا منها وهو يتعاملون مع تلک التکنولوجيا وکذلک الالتزامات والواجبات التي ينبغي أن يلتزموا بها ويؤدوها وهم يتعاملون معها ، والتي تعرف الأن في دول العالم – بالمواطنة الرقمية .

                                                     ( Digital Citizenship )

إن الاستخدام والتعامل غير الرشيد للتکنولوجيا أصبح مشکلة رئيسية تواجه أبناءنا وهم يتعاملون مع معطيات الحياة في العصر الرقمي ، وأصبحت هذه المشکلة مثار حديث وجدل على الصفحات الرسمية للأخبار في الصحف المختلفة تحت عناوين " الاستخدام السيئ للأطفال للکمبيوتر والأجهزة المحمولة "، " التکنولوجيا تتحدى المعلمين في المدارس والآباء في البيوت "، " المخدرات الرقمية" ، "إدمان جديد يهدد الشباب " ،" والأدمان الرقمي حرب إلکترونية جديدة تداهم الشاب " .

                                       (جمال علي خليل الدهشان، ،2015 ،ص 6)

ولما کانت المدرسة وخاصة المدرسة الابتدائية إحدى المؤسسات التربوية المسئولة عن تکوين وبناء أهم الشخصيات الحرة لمواکبة التطورات العصرية والتکنولوجية الرقمية، وذلک من خلال تنمية قدرات الأطفال الفکرية والعملية والابداعية التي تجعل هذا الطفل قادراً على التعامل الايجابي مع الثورة الرقمية ، وتدريب هؤلاء الطلاب على مهارات التکنولوجيا الرقمية بحيث يتعلمون کيف يتعاملون ويتعلمون في ظل مجتمع رقمي، ولذا فإن المواطنة الرقمية تقوم على تعليم وتثقيف الطلاب بأسلوب جديد يتناسب مع متغيرات العصر، من هنا برزت أهمية البحث وأصبح من الضروري تناول الدور الذي يمکن أن تقوم به المدرسة الابتدائية والمتمثل في المعلم والأهداف والمقررات الدراسية وطرق التدريس والأنشطة والتقويم في تنمية قيم المواطنة         الرقمية للطلاب .

وبناءاً على ما سبق تتلخص مشکلة البحث في کيفية بيان واقع دور المدرسة الابتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية ووضع تصور مقترح لتفعيل هذا الدور .

أهمية البحث :

     يکتسب هذا البحث أهميته من خلال تناوله لقضية من أهم القضايا العصر، ألا وهي المواطنة الرقمية، وذلک من خلال مفهومها ومکوناتها ، وتحديد مبررات توسيع درجة ممارستها لدى الطلاب في الوقت الحاضر، ثم بيان دور عناصر العملية التعليمية في تنمية قيم المواطنة الرقمية وأبعادها لدى تلاميذ المدرسة الابتدائية وما يتطلبه هذا الدور من إجراءات تعين على زيادة فعاليتها في تنمية قيم المواطنة الرقمية لدى التلاميذ .

    ومن هذا المنطلق تعتقد الباحثة بأن بحثها له أهمية نظرية تتمثل فيما يضيفه للمکتبة العربية من مفاهيم ، ومعارف تتصل بالمواطنة الرقمية وأبعادها ، ودواعي تنمية قيم المواطنة الرقمية لدى التلاميذ، کما تعتقد أيضاً بأن بحثها له أهمية تطبيقة تتمثل في التصور المقترح لتفعيل دور المدرسة الابتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية لدى تلاميذها . تأتي الدراسة استجابة للتوجهات التربوية المعاصرة، کما أنها متزامنة مع الجهود المبذولة من وزارة التعليم، وقد تفيد نتائجها المسؤولين والمخططين التربويين للتعرف على واقع إسهام المدرسة فى تحقيق المواطنة الرقمية ووضع الخطط اللازمة للإرتقاء بمخرجات مؤسسات التعليم لضمان ممارسات رقمية وفکرية سليمة لدى طلابنا. لتواکب المتطلبات الرقمية التنموية لتحقيق رؤية 2030، وتجاوز التحديات الحالية والمستقبلية.

الدراسات السابقة :

 (1) دراسة السيد على السيد ، إيمان الشحات سيد (2019 ) :

  هدفت الدراسة الحالية للتعرف على مستوى وعي طلبة کلية التربية بجامعة الزقازيق بالمواطنة الرقمية ، وأبعادها الفرعية ، وتحديد أثر الجنس على مستوى وعي طلبة کلية التربية بجامعة الزقازيق بمتطلبات المواطنة الرقمية ، والکشف عن أثر السنة الدراسية على مستوى وعي طلبة کلية التربية بجامعة الزقازيق بالمواطنة الرقمية .

واستخدمت الدراسة الحالية المنهج الوصفي التحليلي لإعداد الإطار النظري وتم إعداد مقياس المواطنة الرقمية لقياس مستوى وعي طلبة کلية التربية بجامعة الزقازيق بالمواطنة الرقمية . وتوصلت الدراسة للنتائج التالية : وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات طلبة کلية التربية جامعة الزقازيق ومتوسطات حد الکفاية المحددة بنسبة 75 % في مقياس المواطنة الرقمية ککل لصالح حد الکفاية وهذا يدل على قلة وعي الطلبة بأبعاد المواطنة الرقمية ويرجع ذلک إلى عدم تضمين أبعاد المواطنة بالمناهج الدراسية وعدم أهتمام وسائل الإعلام بذلک.

ويوصي الباحثان بتفعيل دور کليات التربية في تنمية المواطنة الرقمية، وضرورة تضمين أبعاد المواطنة الرقمية بالمناهج التعليمية، وعقد دورات تدريبية للطلبة لزيادة وعيهم بالمواطنة الرقمية .اهتمام وسائل الإعلام بتوضيح أبعاد المواطنة الرقمية لجموع المواطنين نظرا" للإنتشار المتزايد لاستخدام وسائل التواصل الرقمي في مجالات الحياة المختلفة، الإهتمام ببيان أهمية إلتزام الأفراد بأخلاقيات التعامل الرقمي.

(2) دراسة معجب بن أحمد معجب الزهراني ( 2019) :

هدفت الدراسة الحالية إلي التأصيل النظري لمفهوم المواطنة الرقمية، ومجالاتها، ودواعي تحقيقها لدي الطلاب. وبيان إسهامات عناصر العملية  التعليمية کالمعلم، والقائد التربوي، والمنهج والبيئة في تنمية المواطنة الرقمية وتحقيق وتعزيز قيمها لدي الأجيال في ظل التحديات المعاصرة. وتم استخدام المنهج الوصفي الذي يتناسب مع طبيعة البحث ويحقق أهدافه. وتوصلت الدراسة إلي النتائج التالية:

-          للمعلم دور في غرس قيم المواطنة الرقمية وتنميتها بتوظيف التقنية وتفعيل استراتيجيات التعلم النشط القائم على التفکير الناقد والابتکاري.

-          تساهم المناهج في تحقيق المواطنة الرقمية ببث قيمها ومفاهيمها وأهميتها ومجالاتها وتحدياتها المعاصرة عبر المراحل التعليمية المختلفة والمقررات الدراسية المتنوعة.

-          يساهم تکامل الأدوار بين عناصر العملية التعليمية بالمدرسة فى قيادة مسار التحول الرقمي وتشکيل شخصية المواطن الرقمي الواعي بالاستخدام الرشيد للتقنيات الرقمية .

     وتوصي الدراسة بوضع السياسات التي تتعلق بالمواطنة الرقمية فى المدارس وآليات تنفيذها، وأدوار ومسئوليات عناصر العملية التعليمية فى عمليات التنفيذ . وإجراء دراسة عن دور الجامعات فى المملکة العربية السعودية فى تحقيق المواطنة الرقمية.

(3) دراسة أشرف شوقي صديق أبو حجر ( 2019) :

  هدفت الدراسة إلي الارتقاء بمستوي المواطنة الرقمية لدى طلاب الجامعات المصرية في ضوء التحديات التکنولوجية المعاصرة، واستخدم الباحث المنهج الوصفي، واستخدم الاستبانة کأداة للدراسة، وقد تألف المجتمع الأصلي الذي اشتقت منه عينة الدراسة من طلاب جامعة المنوفية في العام الدراسي 2018/2019، والبالغ عددهم (72820) طالب وفق احصاءات الجامعة، وتم اختيار عينة بالطريقة العشوائية العنقودية، وبلغت ( 854) طالب وطالبة من بعض الکليات النظرية والعملية، ومن أهم نتائج التي توصل إليها : اعتبر طلاب الجامعة أنه من الضروري التواصل بين الأساتذة والطلاب عبر الإنترنت فهذا يفيد الطلاب بدرجة فوق متوسطة وهم يحتاجون إلي المزيد من هذا النوع  من التواصل، وعبر الطلاب عن توافر أجهزة حاسب آلي متصلة بالانترنت، وأن مدي توافر المصداقية في عملية التجارة الإلکترونية تتحقق بدرجة متوسطة من وجهة نظر الطلاب وهذا يدل على تخوف الطلاب من عمليات الشراء الإلکتروني، يقر الطلاب بأن استخدام الإنترنت بکثرة يؤدى إلي ادمانه بدرجة فوق متوسطة، وأن هناک آثار نفسية ناتجة عن استخدام التکنولوجيا بدرجة فوق متوسطة .

وفي ضوء نتائج الدراسة قدم الباحث تصورا" مقترحا" للارتقاء بمستوى المواطنة الرقمية لدي طلاب الجامعات المصرية في ضوء التحديات التکنولوجية المعاصرة تضمن: منطلقات، ومکونات، وإجراءات .  

(3) دراسة مشاعل عسير العتيبي ( 2018 ) :

هدفت الدراسة إلى تحديد دور قائدات المدارس في تدعيم المواطنة الرقمية لدى الطلاب من وجهة نظرهن والتعرف على المعوقات التي تواجه قائدات المدارس في تفعيل المواطنة الرقمية والکشف عن المعوقات التي تواجه قائدات المدارس في تفعيل قيم المواطنة الرقمية          لدى الطالبات ثم تقديم مجموعة من المقترحات لتفعيل دور قائدات المدارس في تدعيم قيم             المواطنة الرقمية.

استخدمت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي ، ولتحقيق أهداف الدراسة تم تطبيق استبيان من أعداد الباحثة مکون من ( 45) فقرة ، والتي تم تطبيقها على عينة عشوائية بسيطة اشتملت على (70 ) مديرة من مجتمع الدراسة البالغ (191 ) قائدة وتوصلت الدراسة للنتائج التالية :

تقدير عينة البحث من القائدات التربويات لدور قائدات في تنمية المواطنة الرقمية لدى المتعلمات ، وأن الصعوبات التي تواجه القائدات في تفعيل قيم المواطنة الرقمية تکمن في تعدد أدوار ومهام القائدة التربوية داخل المدرسة ، وتوصلت الدراسة إلى: أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 05. فأقل في إجابات أفراد مجتمع الدراسة حول محاور الدراسة الثلاث وذلک فيما يخص سنوات الخبرة والدورات التدريبية ثم تم تقديم مقترحات لتفعيل المواطنة الرقمية بأن تتضمن المقررات الدراسية والمناهج المدرسية سبل تعزيز المواطنة لدى الطالبات ، وبناءاً على نتائج الدراسة قدمت الباحثة بعض التوصيات للرفع من مهارات قائدات المدارس في تفعيل المواطنة الرقمية لدى الطالبات .

(4) دراسة أحمد عيد براک ( 2018) :

هدف البحث الحالي إلي التعرف على دور المدرسة فى تعزيز قيم المواطنة الرقمية لدي طلاب المرحلة المتوسطة بمدينة مکة المکرمة، ولتحقيق هدف البحث تم استخدام المنهج الوصفي المسحي، وتم إعداد أداة البحث اشتملت علي (15) فقرة، وتکونت عينة البحث من (300) من معلمين وإداريين ومشرفين بالمرحلة المتوسطة، اختيروا بطريقة العينة المنتظمة العشوائية من إدارة تعليم مکة المکرمة، وقد أظهرت نتائج البحث أن للمدرسة دورا" مهم جدا" في تعزيز قيم المواطنة الرقمية لدي طلاب المرحلة المتوسطة بمدينة مکة المکرمة، فقد بلغ متوسط التقديرات الکلية لأفراد العينة (25و4)، حيث حصلت (11) فقرة على تقديرات مرتفعة جدا"، وحصلت (3) فقرات على تقديرات مرتفعة، وذلک أظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائيةالعملية، وأوصي البحث بضرورة الإرتقاء بدور المدرسة من تعزيز قيم المواطنة الرقمية من خلال إتاحة مصادر التعليم ومعامل الحاسب الآلي للطلاب، بهدف الوصول إلي العالم الرقمي بشکل مفيد، يستطيع الطلبة من خلاله التعرف على فوائد التقنيات کمصادر للتعلم المستمر والتعلم الذاتي . 

(5) دراسة روان يوسف السليحات، وروان فياض (2018) :

هدفت هذه الدراسة إلي التعرف بدرجو الوعي بمفهوم المواطنة الرقمية لدي طلبة مرحلة البکالوريوس في کلية العلوم التربوية بالجامعة الإردنية وتحديد فيما إذا کانت تقديرات أفراد العينة متفاوتة تبعا" للجنس أو العمر أو مکان السکن أو درجة استخدام الانترنت. اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي، واستخدمت استبانة تم تطويرها بالرجوع إلي الدراسات السابقة، وتألفت عينة الدراسة من (230) طالب وطالبة تم اختيارهم بطريقة عشوائية . وبعد التحقق من صدق وثبات الاستبانه وجمع البيانات وتحليلها الطرق الإحصائية المناسبة باستخدام برنامج spss وتوصلت الدراسة إلي أن درجة وعي الطلبة بمفهوم المواطنة الرقمية دلالة إحصائية في تقديرات أفراد العينة تعزي للجنس الدراسة بضرورة توعية الطلبة بالأساليب المتقدمة في الحماية من مخاطر المشارکة في مجتمع الانترنت مثل التعامل مع حالات الإختراق الإلکتروني .

(6) دراسة أمل بنت علي بن سعد الموازن (2018) :

هدفت الدراسة الحالية إلي التعرف علي مدي انتشار مفهوم المواطنة الرقمية بين الطالبات الجامعيات وکذلک تحديد درجة تمثلهن لقيم المواطنة الرقمية أثناء تعلمهن وتواصلهن عبر شبکات التواصل الإجتماعية کأحدي البيئات التعليمية الإلکترونية الأکثر استخداما" في العملية التعليمية اليوم وما يتبع هذا الهدف من أهداف فرعية تتعلق بمدي تأثير درجة التمثل هذه في تحقيق الأمن الفکري لدي الطالبات الجامعيات مما يؤدي إلي ترسيخ الولاء الوطني بشکل عام وما يتعلق بجميع ذلک من متغيرات لهذا البحث کطبيعة الکلية التي تنتمي إليها الطالبة أو مستواها الدراسي، وقد استخدمت الدراسة منهج البحث الوصفي التحليلي کونه الأنسب لطبيعتها وأهدافها وطبق علي عينة طبقية قوامها 89) طالبة من طالبات الکليات الإنسانية بجامعة الأميرة نوره بنت عبد الرحمن بالرياض، توصلت الدراسة الى ان درجة تمسل الطالبات لقيم المواطنة الرقمية وفقا لدرجة تطبيقهن لما يتضمن کل محور من المحاور التسعة کانت بدرجة کبيرة         لکل من المحاور: ( الإتصالات الرقمية، القوانين الرقمية، الأمن الرقمي " الحماية الذاتية")،           في حين کانت درجة تمثل الطالبات لقيم المواطنة الرقمية وفقا" لدرجة تطبيقهن لما يتضمنه           کل محور من المحاور التسعة کانت بدرجة متوسطة لکل من المحاور التسعة المتبقية وهي :            ( الوصول الرقمي، التجارة الرقمية، محو الأمية الرقمية، اللياقة الرقمية، الحقوق والمسئوليات الرقمية، الصحة، والسلامة الرقمية) ، وبناءا"علي ما توصلت إليه الدراسة من نتائج فقد قدمت رؤية مقترحة لما ينبغي أن تقوم به الجامعة لتعزيز مفاهيم المواطنه الرقميه لدى الطالبات الجامعيات، کما قدمت مجموعة من التوصيات والمقترحات في نهايتها ترتبط  بمفهوم المواطنة الرقمية ما يتضمنه من قيم وسبل تعزيزها.   

(7) دراسة سعاد محمد عمر(2017) :

    هدف البحث إلى تقديم تصور مقترح فى ضوء متطلبات التعلم الذکي والمواطنة الرقمية لتنمية قيم التسامح لدى الطالب المعلم بکلية التربية، وطبق البحث على عينة من الطلاب المعلمين قوامها (74) طالب وطالبة، ولتحقيق غرض البحث تم إعداد مقياس لقيم التسامح واستبانة لمتطلبات التعلم الذکي والمواطنة الرقمية، وأظهرت نتائج البحث أنه لا يوجد فرق فى  قيم التسامح تبعا" لمتغير الجنس، کما أظهرت نتائج البحث أنه يوجد فرق دال إحصائيا" بين متوسط درجات الطلاب فى متطلبات التعلم الذکى والمواطنة الرقمية تبعا" لمتغير السنة الدراسية، کما أظهرت أنه لا يوجد فرق دال احصائيا" بين متوسط درجات الطلاب فى متطلبات التعلم الذکي والمواطنة الرقمية تبعا" لمتغير الجنس، وأنه توجد علاقة إيجابية بين التعلم الذکي والمواطنة الرقمية وتنمية قيم التسامح لدى الطلاب المعلمين. وتوصى الدراسة بالتجديد والتطوير المستمر لمحتوى مقررات إعداد المعلم وفق التعلم الذکى والتربية على المواطنة الرقمية بصفة خاصة، لمواجهة متغيرات وتحديات العصر الرقمى بما يتفق والخصوصية الثقافية للمجتمع. تضمين مقررات الإعداد موضوعات تنمى قيم التسامح والتعايش مع  الآخر لدى الطالب المعلم مثل: مبادئ الحوار والواجبات والحقوق السياسية والحرية الشخصية وإستقلال الذات، وقبول الآخر، والمشارکة والتعاون والعمل التطوى وغيرها من المفاهيم .

(8) دراسة هند سمعان ابراهيم (2017)  :

هدفت الدراسة إلى معرفة تصورات طلبة جامعة القصيم نحو المواطنة الرقمية  حيث قامت الباحثة بتطبيق أداة الدراسة على عينة مکونة من (374) طالب وطالبة عشوائياً .

استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي القائم على جمع البيانات لمناسبته       لأغراض الدراسة .

وتکون مجتمع الدراسة من جميع طلاب وطالبات البکالوريوس في جامعة القصيم والمنتظمين بالدوام الرسمي للسنة الدراسية 2015 -2016 والتي بلغ عددها (374)              طالب وطالبة .

وأسفرت نتائج الدراسة على أن تصورات نحو المواطنة الرقمية جاءت بدرجة متوسطة ،وأن موضوع التجارة الالکترونية مازال موضوعاً حديثاً يحتاج الطلبة إلى توعية کافية ومن أهم التوصيات الدراسية .

- ضرورة اجراء المزيد من الدراسات المکثفة الکمية أو النوعية حول موضوع المواطنة الرقمية .

- ضرورة توفير الوصول الرقمي للجميع بلا استثناء داخل المؤسسات التعليمية .

- ضرورة تضمين المناهج التعليمية بمفاهيم المواطنة الرقمية وأساليب تفعيلها على أرض الواقع.

- ضرورة عقد دورات تدريبية لطلبة ومعلميهم تستهدف زيادة وعيهم بحقوقهم وواجباتهم الرقمية .

(9 ) دراسة حنان عبد العزيز عبد القوي (2016):

هدفت الدراسة إلى تحديد المقصود بالمواطنة الرقمية، ورصد التحديات المعاصرة التي تفرض الاهتمام بتربية المواطنة الرقمية والکشف عن واقع المواطنة الرقمية لدى الطالبات المعلمات بکلية البنات جامعة عين شمس، ووضع تصور مقترح لتحقيق التربية على المواطنة الرقمية لطالبات الکلية واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي لتحليل المقصود بالمواطنة الرقمية والتحديات التي تفرض الاهتمام بها .وتوصلت الدراسة إلى بعض النتائج من أهمها إن معرفة الطالبات المعلمات بحقوق الملکية الفکرية وتطبيقاتها في التکنولوجيا الرقمية، واحترمهن لتلک الحقوق لم يصل إلى نسبة يمکن أن تکون مقبولة .

- إن الطالبات المعلمات حريصات على إفادة زميلاتهم بنفس الفرقة الدراسية، ومشارکتهن ما يمکن أن يفيدهن .

- على مستوى المجتمع الأوسع فنسبة مشارکة الطالبات المعلمات في تطويره وتنميته بإستخدام فيس بوک ضعيفة ما يمکن القول بأن فيس بوک لم تعد له أهمية تذکر بالنسبة لهن في مجال المشارکة المدنية لخدمة المجتمع .

-تقديم تصور مقترح لتحقيق التربية على الموانة الرقمية لطالبات الکلية .

 (10) دراسة باسم صبري محمد سلام (2016):

هدف البحث إلى تحديد أبعاد المواطنة الرقمية التي يمکن تضمينها بمنهجي التربية الوطنية بالمرحلة الثانوية وتحديد مدى توافر أبعاد المواطنة الرقمية بمنهجي التربية  الوطنية بالمرحلة الثانوية ، وتحديد أداوت البحث في قائمة بأبعاد المواطنة الرقمية .وتحدت اجراءات البحث في إعداد قائمة بأبعاد المواطنة الرقمية  التي يمکن تضمينها بمهجي التربية الوطنية بالمرحلة الثانوية ، وتحليل أهداف ومحتوى مناهج التربية الوطنية في ضوء قائمة أبعاد المواطنة الرقمية . اتبع البحث المنهج الوصفي وتم التوصل إلى نتائج التي تمثلت في أن مناهج التربية الوطنية بالمرحلة الثانوية بها قصور من حيث تضمين أهدافها ومحتوها لأبعاد المواطنة الرقمية و في ضوء تلک النتائج تم وضع مجموعة من التوصيات من أهمها :

- تطوير مناهج التربية الوطنية بالمرحلة الثانوية وتضمين محتوى علمي في ضوء أبعاد المواطنة الرقمية .

- أن تتضمن برامج إعداد معلمي التربية الوطنية تدريبات على تنمية المواطنة الرقمية لديهم .

- إدخال موضوعات المواطنة الرقمية ومجالاتها المختلفة في بعض المقررات بمراحل التعليم المختلفة على أن يکون إدخالها من زوايا مختلفة .

 (11) دراسة عبد العاطي حلقان أحمد(2016) :

هدفت الدراسة إلي محاولة الإستفادة من التجربة الأوروبية في تعليم المواطنة الرقمية في المدارس المصرية خاصة ما يتعلق بالسلامة على الإنرنت، وصياغة بعض التوصيات التي قد تسهم فى تحسين ممارسات التلاميذ أثناء تجولهم الإفتراضي على شبکة الإنترنت. وقد تم تحديد مشکلة الدراسة الحالية فى محاولة الإجابة عن التساؤل التالي: کيف يمکن تطوير تعليم المواطنة الرقمية والسلامة على الإنرنت فى المدارس المصرية من خلال الإستفادة من الخبرات الأوروبية فى هذا المجال، وبما يتناسب مع ظروف المجتمع المصري.

واقتصرت الدراسة الحالية على تناول عملية تعليم السلامة على الانترنت فى المدارس من خلال تعرف التجربة الأوروبية والمصرية فى هذا المجال، وقد استخدم الباحث المنهج المقارن الذى يعد أنسب المناهج المستخدمة، وأکثرها شمولا" للمناهج الفرعية، کما أنه المنهج المناسب لهذه الدراسة.

وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها :

-      تشابهت التجربتان فى الاهتمام بتدريس موضوعات وقضايا المواطنة الرقمية والسلامة على الإنترنت فى المناهج الدراسية فى مصر ومعظم الدول الأوروبية .

-      اختلفت التجربتان فى أن المدارس الأوروبية تتحمل مسئولية تخصيص عدد من الساعات لقضايا المواطنة الرقمية والسلامة على الإنترنت ووضع ترتيبات محددة لتوزيع المحتوى ما بين المقررات، أما فى مصر فتتحمل هذه المسئولية الجهات العليا التى تشرف على التعليم .

-      تشابهت التجربتان فى تناول موضوعات محددة خاصة بالمواطنة الرقمية والسلامة على الإنترنت وتضمينها فى المناهج الدراسية، مثل: التعدي الإلکتروني على الإنترنت، قواعد الإسخدام الآمن على الانترنت، ووسائل الحماية على الإنترنت، وقضايا الخصوصية عبر الإنترنت وقضايا التحميل وحقوق التأليف والنشر والتواصل مع الغرباء على الشبکة.

(12) دراسة جمال علي خليل الدهشان ( 2015):

هدفت الراسة إلى التعرف على المواطنة الرقمية وأهم محاور المواطنة الرقمية ، وأساليب تعليمها وتوضيحها والمبررات التي تقف وراء الدعوى إلى تدريس المواطنة الرقمية  لأبنائنا .

  وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها :

- العمل على وضع مناهج دراسية للصفوف المدرسية الأولى تتناول سلبيات وإيجابيات الإتصال الرقمي .

- تعريف الأبناء في المراحل العمرية المختلفة بطرق عمل التقنيات الرقمية الحديثة واستخداماتها وتأثيراتها عليهم وعلى الأخرين .

- السعي إلى وضع آليات لضمان توفير آليات وتقنيات الوصول الرقمي إلى الجميع بلا استثناء والعمل على توفير الحقوق الرقمية المتساوية ودعم الوصول الالکتروني لأفرده .

- إدخال موضوع المواطنة الرقمية ومجالاتها المختلفة في بعض المقررات بمراحل التعليم المختلفة .

  ويوصي الباحث بضرورة أن يسعي الأباء والمعلمين وأعضاء هيئة التدريس، بل وکافة أفراد المجتمع إلى تدعيم ثقافة الاستخدام الرشيد والمفيد للقنيات الرقمية لدى الأبناء وتدريبهم على ممارستها کافة جوانب المواطنة الرقمية من خلال کافة العمليات التربوية .

(13) دراسة عبد المجيد خليفة الکوت ، ( 2015) :

هدفت الدراسة إلى التعرف على مفهوم المواطنة وعناصرها ومکوناتها، والتعرف على المواطنة الرقمية، المواطنة الإلکترونية والفضاء الافتراضي وأدواته وآلياته، وعرض القيود والتحديات والمصاعب التي تواجه مفهوم وفکرة المواطنة الرقمية والتعرف على آثارها وإيجابياتها وسلبياتها .

ويعتمد الباحث على استخدام المنهج الوصفي التحليلي وتم التوصل إلى مجموعة من النتائج أهمها:

- مفهوم المواطنة الرقمية مفهوم قديم لکنه متطور ودينامي ويخضع لمتطلبات العصر واستحقاقاته .

- التطور الرهيب في مجال الاتصالات والمعلومات أدي إلى تحولات في مفهوم المواطنة وصار الحديث رائجاً عن مفهوم المواطنة الرقمية .

- فکرة المواطنة الرقمية فکرة تواجه بتحديات ومصاعب عدة هي تحديات تتعلق بالجوانب الثقافية التي تطرح مسألة الخصوصيات الثقافية والحضارية کما تطرح أيضاً ما يمکن أن نطلق عليه " ثقافة التکنولوجيا " .

(14) دراسة لمياء ابراهيم المسلماني (2014) :

هدفت الدراسة في السعي نحو توضيح مفهوم المواطنة الرقمية، ومدى الحاجة إليه في هذا العصر الذي يتميز بالإقبال الشديد على استخدام التکنولوجيا في مختلف المجالات، مع السعي نحو تقديم رؤية مقترحة لدعم دور التعليم في غرس قيم المواطنة الرقمية في نفوس الطلاب بهدف التغلب على ما قد يترتب على الاستخدام السيئ للتکنولوجيا من مشکلات تنعکس بصورة سيئة علي شخصيات الطلاب في المستقبل .

استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وذلک لمناسبته لطبيعة موضوع الدراسة . کما تتطلب الدراسة استخدام استبانة للکشف عن اتجاه طلاب التعليم الثانوي في مصر نحو استخدام التکنولوجيا الرقمية .

وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها :

- عدم إلمام الطلاب بمعايير السلوک الصحيح والمقبول والمرتبط باستخدام التکنولوجيا ، مما ينعکس بدوره سلبياً على الطلاب في هذه المرحلة ويجعلهم غير مؤهلين للتعامل مع مجتمع التکنولوجيا والتکيف مع معطياته الإيجابية والسلبية .

- وتم وضع تصور مقترح لدعم دور التعليم في غرس قيم المواطنة الرقمية في نفوس الطلاب .

 (15) دراسة هالة حسن بن سعد الجزار (2014) :

هدفت الدراسة إلى الوقوف على مفهوم المواطنة الرقمية وأبعادها المختلفة، ورصد مخاطر الثورة الرقمية والجوانب السلبية على أفراد المجتمع المصري وتقديم إطار مقترح للدور الذي يمکن أن تقدمه المؤسسة التربوية لمواجهة مخاطر الثورة الرقمية وغرس قيم المواطنة الرقمية لدى أفراد المجتمع المصري .

واستخدمت الباحثة المنهج الوصفي لدراسة وتحليل مفهوم المواطنة الرقمية وأبعاده المختلفة .

وتوصلت الدراسة بعد تحليل الدراسات السابقة في المجال ومسح الأدبيات ذات العلاقة بالمجال إلى تصور مقترح لدور المؤسسات التربوية في غرس قيم المواطنة الرقمية . يتضمن العمل على ثلاث محاور أساسية :

المحور الأول : تطوير البيئات التعليمية الداعمة للتکولوجيا الرقمية وتشکيل المجتمعات الافتراضية، المحور الثاني : وضع ضوابط ومعايير التعامل الرقمي، المحور الثالث : تعظيم الدور التربوي للمدرسة .

وعلى الرغم من تنوع الدراسات التي تناولت قضية المواطنة الرقمية من جوانب مختلفة ، إلا أن الدراسات التي تناولت المواطنة الرقمية ودور المدرسة الابتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية تکاد تکون نادرة ، على حد علم الباحثة ومن ثم فإن البحث الحالي يختلف عن الدراسات السابقة في تناوله لموضوع جديد لم تتناوله الدراسات السابقة، حيث أنه يسعى لتقديم رؤية واضحة لدور المدرسة الابتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية لدى التلاميذ ، وقد استفادت الباحثة من خلال تصفح الدراسات السابقة في تحديد مشکلة البحث وتحليل متغيراته ووضع تصوره المقترح

الدراسات الأجنبية :

1-      دراسة (Cristol, Glassman, Choi, 2017):

هدفت الدراسة إلي تطوير مقياس يتمتع بالصدق والثبات لقياس المواطنة الرقمية ، قام الباحثون بتطوير استبانة وتطبيقها على عينة مکونة من (508) طالبا" جامعيا" من طلاب المرحلة الجامعية والدراسات العليا فى جامعة ميدويسترن فى الولايات المتحدة  الأمريکية، ومن أبرز النتائج وجود موثوقية جيدة لمقياس المواطنة الرقمية، وهناک علاقة متقاربة مع کفاءة الإنترنت مع الخوف منه .

2-     دراسة جونز وميتشل ( (Jones,Mitchell,2016:

 هدفت الدراسة إلي تعريف وقياس المواطنة الرقمية بين الشباب، استخدمت الدراسة الاستبانة لجمع البياتات من عينة تکونت من ( 979) فردا" ضمن الفئة العمرية (11-17) سنة من طلبة المدارس في الولايات المتحدة. وتوصلت الدراسة إلي تعريف المواطنة الرقمية          بأنها مزيج من السلوک المحترم الطيب في التعامل مع الآخرين وممارسة الأنشطة المدنية،           مثل تشارک المهارات ومساعدة الشباب الآخرين، کما بينت نتائج الدراسة ارتفاع درجة الإحترام الرقمي في أثناء استخدام الوسائل التکنولوجية وارتفاع درجة المشارکة الرقمية للشباب،  وانخفاض درجة تعرض الشباب المشارکين في المجتمع الرقمي للآثار السلبية مثل الاختراق الرقمي للخصوصية.

3-     دراسة دوتيرر وآخرون (Dotterer and Other 2016) :

وهدفت الدراسة التشجيع على ممارسة المواطنة الرقمية فى مجالات التعليم المختلفة بالولايات المتحدة، وقد استخدم الدراسة المنهج الوصفي وتوصلت إلى الدراسة إلى أن تدريس المواطنة الرقمية يساعد على محو الأمية الرقمية، وعلى منح الشباب إطار أخلاقي للتعامل مع التکنولوجيا، کما يزيد من قدرتهم على التفاعل مع الفضاء الرقمي.

وأوصت الدراسة بضرورة تطوير برنامج التکنولوجيا في المدارس بحيث تکون المواطنة الرقمية جزءا" أساسيا" فيه، وأن تتاح الفرصة لأولياء الأمور للمشارکة في تطوير                  المناهج الدراسية . 

4-     دراسة اسمان وأوزلم (Isman,Ozlem,2014):

هدفت الدراسة إلي تطوير مقياس لتقييم المواطنة الرقمية، تکون مجتمع الدراسة من (4395) طالبا" وطالبة من طلبة البکالوريوس في کلية التربية في إحدي الجامعات الترکية المسجلين في العام الدراسي (2012-2013)، واعتمدت الدراسة علي الأدب النظري في تکوين مجموعة من العوامل المستخدمة في قياس المواطنة الرقمية، وبعد التحقق من صدق وثبات الأداة المقترحة .

  توصلت الدراسة إلي إمکانية قياس المواطنة الرقمية باستخدام تسعة عوامل: الأمية الرقمية، القانون الرقمي، الواجبات والمسؤوليات الرقمية، الاتصالات الرقمية، الأمن الرقمي، التجارة الرقمية، والوصول الرقمي، والقواعد الرقمية.

5-     دراسة ريبل ( Ribble 2014):

هدفت الدراسة إلى بيان أهمية المواطنة الرقمية في المدارس، وأهمية توظيف التکنولوجيا بالمدرسة، وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفي، ووصلت إلى أن المواطنة الرقمية تساعد على فهم الطبيعة المعقدة للتکنولوجيا وتحمي الفرد والمجتمع من أخطارها، وأن المعطيات تشير إلى التکنولوجيا سوف تعاظم استخدامها في المدارس مستقبلا"، مما يتطلب وضع خطة لتدريس المواطنة الرقمية فى المدارس لمساعدة الطلبة على التعامل مع المستقبل الرقمي .

أهداف البحث :

تسعى الباحثة من خلال اجراء هذا البحث إلى تحقيق الاهداف التالية :

1- إلقاء الضوء مفهوم المواطنة الرقمية ومجالاتها .

2- بيان التغيرات المعاصرة التي دعت إلى الاهتمام بالمواطنة الرقمية لدى التلاميذ .

3- الوقوف على الواقع الحالي لدور المدرسة الابتدئية في غرس قيم المواطنة الرقمية لدى التلاميذ .

4-      تقديم تصور مقترح لتفعيل دور المدرس الابتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية            لدى التلاميذ .

أسئلة البحث :

1- ما المقصود بالمواطنة الرقمية ومجالاتها وأهميتها ؟

2- ما التغيرات المعاصرة الداعية إلى الاهتمام بالمواطنة الرقمية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية؟

3- ما الواقع الحالي لدور المدرسة الابتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية ؟

4- ما التصور المقترح لتفعيل دور المدرسة الابتدائية في غرس قيم المواطنة لدى تلاميذها ؟

منهج البحث :

فرضت طبيعة البحث على الباحثة استخدام المنهج الوصفي التحليلي على التعرف على مفهوم المواطنة الرقمية وعناصرها وأهميتها ، وتحديد دواعي أهميتها لدى تلاميذ اليوم . أکثر من أي وقت مضى ، وکذلک على التعرف على واقع دور المدرسة الابتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية لدى التلاميذ ، حتى يمکن الخروج بتصور مقترح للتحسين وتطوير دور المدرسة الابتدائية في غرس المواطنة الرقمية لدى تلاميذها .

حدود البحث :

   اقتصر البحث الحالي على تناول دور المدرسة الابتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية .

مصطلحات البحث :

يرد في هذا البحث بعض المصطلحات التي تحتاج إلى تعريف اجرائي أهمها :

1-  الدور :

    هو مجموعة من العمليات والممارسات التي تتم داخل المنظومة التعليمية                    ( الأهداف – المقررات الدراسية – طرق التدريس – الأنشطة – التقويم – المعلم ) للمدرسة الابتدائية ، بهدف غرس قيم المواطنة الرقمية في شخصيات التلاميذ .

2- المواطنة :

   هي صفة المواطن والتي تتحدد حقوقه وواجباته الوطنية ، ويعرف الطالب حقوقه ويؤدي واجباته عن طريق التربية الوطنية ، تتميز المواطنة بنوع خاص من ولاء المواطن لوطنه وخدمته في أوقات السلم والحرب ، والتعاون مع المواطنين الأخرين عن طريق العمل المؤسسي الرسمي والتطوعي في تحقيق الأهداف التي يصبو إليها المجتمع وتوحد من أجلها الجهود وترسم الخطط والموازنات .

المواطنة هي "الرابطة الاجتماعية القانونية" بين الأفراد ومجتمعهم السياسي الديموقراطي، وهي المؤسسة الرئيسية التي تربط الأفراد ذوي الحقوق بمؤسسات الحماية للدولة ، وعليه فهي عنصر رئيسي للديمقراطية ، ومن ثم تستلزم واجبات ومسئوليات مهمة تصبح الديمقراطية عاجزة عن دونها .وتتضمن تلک الواجبات :

دفع الضرائب، الخدمة في القوات المسلحة ، إظهار الولاء للمجتمع للنظام السياسي ، والمشارکة في الحياة المدنية والسياسية . ( عثمان العامر 2003 ص23)

3) المواطنة الرقمية :

     هي مجموعة من القواعد والضوابط والمعايير والأفکار والمبادئ المتبعة في الاستخدام الأمثل والقويم للتکنولوجيا ، وهي باختصار توجيه وحماية، توجيه نحو منافع التقنيات الحديثة وحماية من أخطارها ، أي أنها تعني تعامل الذکي مع التکنولوجيا .

خطوات السير في البحث :

  لمعالجة مشکلة البحث، والاجابة عن أسئلته، وتحقيق أهدافه ، تم السير في البحث وفقاً للخطوات الأتية :

أولاً  : مفهوم المواطنة الرقمية وعناصرها .

ثانياً : التغيرات المعاصرة الداعية إلى الاهتمام بغرس قيم المواطنة الرقمية لدى التلاميذ المرحلة الابتدائية .

ثالثاً : واقع دور المدرسة الابتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية لدى التلاميذ .

رابعاً : نتائج البحث والتصور المقترح لتفعيل دور المدرسة الابتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية لدى تلاميذها.

أولاً : مفهوم المواطنة الرقمية :

لتحديد مفهوم هذا المصطلح ينظر إلى تعريفه باعتبارين :

الاعتبار الأول : کونه مرکباً إضافياً يتکون من کلمتين الأولى " المواطنة " والثانية کلمة " الرقمية " ولکل واحدة من هاتين الکلمتين معنى في اللغة وأخر في الاصطلاح .

الاعتبار الثاني : باعتباره مصطلحاً مضافاَ لکلمة المواطنة .

تعريف المواطنة : Citizenship

إن الأصل اللغوى لکلمة Citizenship)) والتى تعود إلى الحضارة الغربية، هو مدي مناسبة لفظ المواطنة فى العربية للدلالة على مصطلح Citizenship))، وطبقا لمعجم الوجيز فإن المواطنة مأخوذة من " وطن بالمکان- يطن وطنا" أقام به، ( أوطن ) البلد: اتخذه وطنا"، (وطن) نفسه على الأمر:حملها عليه، توطن: أقام ويقال توطنت نفسه على الشئ: تهيأت له وتمهدت و(الموطن): کل مکان أقام به الإنسان، و(الوطن): مکان إقامة الإنسان ومقره، ولد به أم لم يولد، وجمعه أوطان. ( أميرة عبد السلام، 2011، ص 34)

ويتضح مما سبق أن المواطنة لغة مشتقة من (وطن) أو (وطن بالمکان) أي أقام به، وأوطنه على الأمر أي أضمر فعله معه ووافق عليه ( مجمع اللغة العربية، 2004،               ص 1042)

المواطنة citizenshipهي صفة المواطن والتي تحدد حقوقه وواجباته الوطنية.

  ظهر مصطلح المواطنة الرقمية کنمط حياة لإکتشاف الحواجز والحدود، التى يجب أن تحترم فى التعامل مع   التقنيات الرقمية، وإستيعاب الآثار المحتملة على أنفسهم وعلى الآخرين، حيث عرف الکثير من المهتمين بمصطلح المواطنة الرقمية بأنها القواعد والأفکار والمبادئ فى استخدام التکنولوجيا، التى يحتاجها الصغار والکبار للمساهمة فى رقي الوطن، وتوجيه ما             ينفعنا من التقنيات الحديثة والحماية من أخطارها، أو هي التعامل الذکي مع التکنولوجيا.              ( محمد شوقي شلتوت، 2016، 104) 

والمواطنة ممارسة حية يمارسها المواطن، يؤدي ما عليه من واجبات مقابل حصوله على حقوقه التى يکفلها له الدستور والقانون، والتى تعبر عن الارتباط والالتزام بينه وبين الدولة، بحيث يندمج فى المجتمع ويشارک مشارکة إيجابية فعالة على المستويات الإنسانية والمجتمعية کافة، مدفوعا" بقوة انتمائه لهذا الوطن وولائه وحبه له، وأن المواطنة الفعالة تتعلق بالعمليات الاجتماعية والممارسات المجتمعية، وتتصل بشکل کبير بالمؤسسات الاجتماعية النظامية وغير النظامية مثل المدرسة والأسرة، وغير الرسمية مثل وسائل الإعلام ومجموعات الرفاق والجيران، وتتضمن المواطنة قيام الأفراد بأدوار مرکبة بوصفهم منتجين للبضائع والخدمات ومستهلکين لها مع الإسهام فى الاقتصاد والتنمية الثقافية،مع الإهتمام أيضا بالتنمية الإجتماعية والشخصية وتطوير الحياة العملية للأفراد.

                                          ( هديل مصطفى الخولى، 2012، ص 27) 

المواطنة هي الالتزامات المتبادلة بين الفرد والدولة في إشارة لحقوق الفرد والدولة وواجباتهم، وهي مکانة أو علاقة إجتماعية تقوم بين فرد ومجتمع سياسي وهي علاقة بين فرد ودولة کما يحددها قانون تلک الدولة، تتضمن واجبات وحقوق لکليهما. 

      (حنان عبد العزيز عبد القوي، 2016 ص 399)

وبتحليل هذه التعريفات يتضح ما يأتي :

-      تقوم المواطنة على أساس ارتباط الفرد بمجتمع سياسي ما ، قد يکون دولة أو کياناً سياسياً من عدة دول .

     هذا الارتباط تحکمه حقوق للفرد في مقابل واجبات عليه تجاه المجتمع السياسي الذي  ينتمي إليه.

-      يحکم القانون في هذا المجتمع السياسي الارتباط بين الفرد ومجتمعه وبالتالي فالحقوق والواجبات قد تختلف باختلاف المجتمع السياسي .

أما کلمة رقمي Digital ، فبالرجوع لتعريفها في القواميس الانجليزية وجد أنها تشير إلى ما يأتي :

- ما يستخدم تکنولوجيا الکمبيوتر أو يتميز به .

- ما يعزى إلى المعلومات المخزنة في صورة رقمية (أي باستخدام النظام الثنائي الرقمي ) کالمستخدم في الکمبيوتر ) ( قاموس ) .

ويعرفها " هلال وأخرون من منظور نفس بأنها الشعور بالانتماء والولاء للوطن والقيادة السياسية والتي هي مصدر الاشباع للحاجات الاساسية وحماية الذات من الأخطار المصيرية ( هلال، 2000، ص 25) .

    إن البعض يعتقد أن المواطنة تعنى أن يکون المواطن عضوا" في مجتمع سياسي معين أو دولة معينة، وعادة ما تکون "رابطة الجنسية" معيارا" أساسيا" فى تحديد من هو المواطن، وبموجب ذلک ينال مختلف الحقوق المدنية والإجتماعية والإقتصادية، مقابل واجبات معينة يؤديها لصالح مجتمعه ودولته، ومن يراها مرتبطة بالإنتماء الوطنى، وهو يمس قضية سيکولوجية مهمة هى الشعور بالإنتماء للوطن وليس مجرد الإقامة فيه،وهناک من يربطها بالجانب الاجتماعى الذى يشير إلى حق کل مواطن فى الحصول على فرص متساوية لتطوير جودة الحياة التى يعيشها، هذا هو المفهوم السياسى للمصطلح حيث تجد المواطنة السياسية تعبيرها من خلال مضمونها القانونى، ويترتب عليها أن للمواطنين الحق في سن القوانين، والحصول على الوظائف،کما لهم حرية التحدث والکتابة وطباعة الآراء ونشرها.

( جيدور حاج بشير، 2016، ص 722)    

  وللمواطنة أبعاد عديدة منها البعد القانوني والبعد الثقافي البعد السلوکي والبعد الاجتماعي ونوجزها فيما يلي :

                                      ( هالة حسن بن سعد الجزار 2014 ص 401)

- البعد القانوني :

  وهو يشير إلى مجموعة من حقوق وحريات يجب أن يتمتع بها المواطن دون قيود غير التي يفرضها المجتمع ، فالمواطنة قانونياً تعني علاقة المواطن بالدولة کحقيقة جغرافية وسياسية تحددها وتحکمها النصوص الدستورية والقانونية والتي تحدد على قاعدة المساواة الحقوق المختلفة للأفراد والواجبات التي عليهم تجاه المجتمع والوسائل التي يتم من خلالها التمتع بالحقوق والإيفاء بالواجبات وعادة ما تکون رابطة الجنسية معياراً أساسياً لتحديد من هو المواطن وبناءاً عليه تترتب الحقوق والواجبات السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية .

- البعد الاجتماعي :

      إن نقطة تحديد الفرد بالموطن هي الانتماء إلى لمجموعة من الأفراد في رقعة جغرافية محددة ومتعارف بها داخلياً وخارجياً والانتماء محاولة لتشکيل الهوية ومن ثم الولاء تبعاً لفهم تلک الهوية وکنيتها .

- البعد الثقافي – السلوکي :

     حيث أن ممارس مبدأ المواطنة على أرض الواقع مرتبط بمنظومة الثقافة السائدة داخل المجتمع فالعادات والقيم والتقاليد والأعراف الاجتماعية، تعمل بشکل لا وعي على اندماج الذات بالحياة الاجتماعية، وفق شروط خاصة تحددها الجماعة وبالتالي تحدد الحقوق والواجبات وممارساتها على أرض الواقع .

- البعد السياسي :

       تبدو المواطنة اليوم أقرب إلى النمط السلوکي المدني وإلى مشارکة نشطة ويومية في حياة المجتمع أکثر مما هي وضع قانوني مرتبط بمنح الجنسية، فالمواطن الصالح يشارک في الحياة العامة بکل تفاصيلها ، وهذا الوضع يشمل حرية تشکيل الاحزاب، حق التظاهر الاعتصام ، المساهمة في تشکيل النظام السياسي .

2- المواطنة الرقمية :

ومفهوم المواطنة الرقمية من المفاهيم المعاصرة، والتى ظهرت تزامنا"  مع شبکات التواصل الإجتماعي، وهناک عوامل کثيرة تؤثر في المواطنة الرقمية باعتبارها مجموعة مقومات يجب تنميتها لدى الطلبة في التعليم، وتتأثر مقومات المواطنة الرقمية بالأدوات الرقمية بصفة عامة وشبکات التواصل الإجتماعي بصفة خاصة، وأهمية التزود بمقومات الأمن التقني، والتحصين الفکري، والمهارات الأساسية عند استخدام الأدوات الرقمية، والتمکن من مهارات الحوار، ودعم التفاهم والتسامح، والعزوف عن الشائعات، ومکافحة الجريمة، والابتعاد عن الأفکار المنحرفة. ( عثمان بن علي القحطاني، 2018، ص 86) 

  إن مصطلح المواطنة الرقمية من المصطلحات الحديثة نسبياً لذا فليس مستغرباً أن تنقل کثيراً من الدراسات تعريف MIKE RIPPLE وزملاءه للمواطنة الرقمية على أنها :

" قواعد السلوک في استخدام التکنولوجيا "، ولقد عرفها أيضاً بعد أربع سنوات من التعريف السابق تعريفاً أخر للمواطنة الرقمية وهو :

" فهم الطلاب للقضايا الانسانية والثقافية والاجتماعية ذات الصلة بالتکنولوجيا وممارسة سلوک قانوني وأخلاقي حيالها "

                                      (RIPPLE , MIKEk, 2004 ,PP 6-7)

    تعرف المواطنة الرقمية بأنها : " تعليم الطلاب وکل مستخدمي التکنولوجيا کيفية استخدامها بصورة ملائمة، وهذا يشمل استخدام التکنولوجيا بفعالية، وعدم الاضرار بالاخرين، وهذا التعريف يؤکد على محورية التعليم في الوصول إلى الاستخدام الملائم للتکنولوجيا الذي يوازن بين الحقوق والواجبات .

                                  ( حنان عبد العزيز عبد القوي، 2016 ، ص 400)

    ويعرف MOSSBER , GERGET AL2008)) المواطنة الرقمية بأنها استخدام المصادر التکنولوجيا في انجاز الأعمال والمهام المرتبطة بالشخص والمتعلقة بالوطن والمواطن الرقمي هو الشخص القادر على قراءة وکتابة وفهم والإبحار في المعلومات المتاحة عبر الوسائل التکنولوجية الحديثة .

     وتعرف المواطنة الرقمية أيضاً بأنها : " مجموعة من المعايير والمبادئ والأساليب التي يجب على الفرد أن يمتلکها أثناء تفاعلها مع غيره باستخدام الأدوات والوسائط الرقمية،  مثل البريد الالکتروني والمدونات الالکترونية وشبکات المعلومات کالفيس بوک والتويتر والواتس أب وغيرها .

                     (EDMONTON CETHOLI , SCHOOLS , 2012)

    ومن التعريفات الشائعة للمواطنة الرقمية أنها استخدام المصادر الالکترونية في إنجاز الأعمال،  کما تعني القدرة على المشارکة في المجتمع الشبکي وتعبر عن الاستخدام المسئول والأخلاقي والأمان من جانب الأفراد لتکنولوجيا المعلومات والاتصالات کأعضاء في المجتمع القومي وکمواطنين في المجتمع العالمي ، ويشير إليها على أنها أسلوب يساعد المعلمين والقادة على فهم ما الذي يجب أن يعرفه الطلاب حتى يستخدموا التکنولوجيا الاستخدام الأمثل، فبدلاً من الترکيز على عملية الاتصال الرقمي بالمعلومات يتم الاهتمام بالأخلاقيات والمسئوليات بالإستخدام الرقمي للمعلومات.   ( لمياء ابراهيم المسلمي 2014 ص 23 )

إذا کانت المواطنة الفعلية هي في جوهرها جملة من الحقوق للمواطن في مقابل جملة من الواجبات على الدولة، وإذا کانت المواطنة تتخذ أشکالاً وصوراً عديدة، انطلاقاً واتفاقاً من طبيعة کل عصر ومتغيراته فإنه في ظل طبيعة ومتغيرات العصر الرقمي وظهور وانتشار تکنولوجيا المعلومات والاتصالات اتخذت المواطنة شکلاً جديداً وصوراً أخرى . واتخذ حقوق وواجبات أشکال تتفق وطبيعة الحياة ومطالب المواطن في ذلک .

   ويمکن تعريف المواطنة الرقمية وفقا" لتعريف الموسوعة الاجتماعية بوصفها: بأنها قواعد السلوک المعتمدة في استخدامات التکنولوجيا المتعددة، مثل استخدامها من أجل التبادل الإلکتروني للمعلومات، والمشارکة الإلکترونية الکاملة في المجتمع، وشراء وبيع البضائع عن طريق الإنترنت، وتعرف أيضا" بأنها القدرة على المشارکة فى المجتمع عبر شبکة الإنترنت، کما أن المواطن الرقمي هو المواطن الذي يستخدم الإنترنت بشکل منتظم وفعال، والمواطنة الرقمية هى تفاعل الفرد مع غيره باستخدام الأدوات والمصادر الرقمية مثل الحاسوب بصورة  المختلفة وشبکة المعلومات کوسيط للاتصال مع الآخرين، باستخدام العديد من الوسائل أو الصور، مثل: البريد الإلکتروني، والمدونات، والمواقع، ومختلف شبکات التواصل الأجتماعي.

                                           ( تامر المغاوري الملاح، 2017،ص 25)        

  فالمواطنة الرقمية حسب تعريفها العام هي مجموعة الأفکار والمبادئ والبرامج والأساليب التي يحتاج الأباء والمعلمون والمربون والمشرفون على استخدام التکنولوجيا أن يعرفوها حتى يستطيعوا توجيه الأبناء والطلاب ومستخدمو التکنولوجيا عموماً، حيث تسعى المواطنة الرقمية، لإيجاد الطرق المثلى التي تحمي المراهقين والأطفال دون الوصول إلى حالة التحکم الحاد وخاصة أنه عملياً أصبح من المستحيل التحکم فيما يطلع عليه الأطفال والمراهقون على شبکة الانترنت ومن خلال الموبايل وغيره من الأجهزة المحمولة .

                                        (جمال على خليل الدهشان ، 2015 ص 12)

 وفي ضوء ما تقدم من تعريف المواطنة الرقمية يمکن تحديد أهم ما تضمنه هذا المفهوم فيما يلي :

- الوعي بالعالم الرقمي ومکوناته .

- امتلاک مهارات الممارسة الفعالة والمناسبة في استخدامات العالم الرقمي بآلياته المختلفة .

- اتباع القواعد الخلقية التي تجعل السلوک التکنولوجي للشخص يتسم بالمقبولية الاجتماعية في التفاعل مع الآخرين .

- المواطنة الرقمية تتضمن مجموعة من الحقوق والواجبات والالتزامات فيما يتعلق بالتقنيات الرقمية .

- أن نشر ثقافة المواطنة الرقمية في مجتماعنا من خلال التربية المنزلية والمناهج التعليمية في المدرسة أصبح من أساسيات الحياة وضرورة ملحة يجب أن تتحول إلى مشاريع وبرامج تربوية بالتعاون مع مبادرات المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية حتى تتمکن من حماية مجتماعتنا الآثار السلبية المتزايدة للتکنولوجيا وتحفيز الاستفادة المثلى للمساهمة في تنمية مجتمع المعرفة وبناء الاقتصاد الرقمي الوطني .

ثانياً : أهداف تنمية المواطنة الرقمية :

 حدد (عبد الرؤوف اسماعيل 2018 ص 93-94) أهداف تنمية المواطنة الرقمية فيما يلي:

1- تنمية المجالات الأخلاقية والإجتماعية والبيئية وفقاً للأنماط الإلکترونية الإجتماعية الحديثة.

2- نشر ثقافة التعامل الحضاري مع التکنولوجيا المتطورة والأبعاد القانونية لاستخدامها .

3- الترکيز على الجانب الإيجابي للثورة الرقمية التي تفتح أمال عريضة في منظور المستقبل للمواطن .

4- الاندماج في الحياة الرقمية للمشارکة في الأنشطة الاجتماعية والتعليمية والثقافية والاقتصادية.

5- تعزيز احترام مفاهيم الخصوصية وحرية التعبير في العالم الرقمي وربطها بالهوية الوطنية .

6- تسخير التکنولوجيا ومهارات التواصل والعمل الرقمية الحديثة واستخدامها بأمان في عصر المعلومات للإفادة القصوى منها مهنياً وعلمياً واجتماعياً وثقافياً وروحياً لتعظيم فرص نجاح المجتمعات في مختلف جوانب الحياة .

7- تبني سياسة وقائية ضد أخطار التکنولوجيا وتحفيزية للافادة المثلى من إيجابياتها.

وإضافة لم سبق فإن أهداف المواطنة الرقمية تتضمن ما يلي :

1- توجيه الطلبة للاستفادة المثلى من إيجابيات العالم الرقمي، وفق برامج ومناهج متخصصة .

2- حماية الطلبة من أخطار التقنيات الحديثة .

3- تنمية الوعي بالحقوق والواجبات والمسئوليات في العالم الرقمي .

4- إعداد الطلبة لمواجهة تحديات العالم الرقمي بثقة وکفاءة وبطرق مبتکرة .

5- المشارکة الايجابية والفعالة في العالم الرقمي من أجل المساهمة في رقي المجتمع .

6-   التعليم والتعلم باستخدام التقنيات الرقمية .

ثالثاً : مبادئ المواطنة الرقمية :

   يمکن تحديد مبادئ المواطنة الرقمية في ضوء ما حدده کل من مجلس أوروبا (council of Europe , 2017  ، 12-14، ومنظمة نتسف Net Safe،2018 ،13)

کما يأتي :

- الوصول إلى التکنولوجيا الرقمية وتوفير مهارات وأدوات التواصل .

- الشباب عناصر نشطة في تنفيذ المواطنة الرقمية .

- الترابط بين البيت والمدرسة أمر أساسي لتنمية المواطنة الرقمية .

- توافر البنية التحتية والتقنية الآمنة التي تمکن المواطنين من جميع الأعمار من المشارکة في أنشطة العالم الرقمي .

- الإلمام بمهارات القراءة والکتابة الرقمية، والمعرفة بحقوق ومسئوليات ومصادر المعلومات الموثوقة .

- المنهج المتبع في تصميم وتنفيذ المواطنة الرقمية يجب أن يکون شاملاً وسريع الاستجابة ومنصفاً .

- الشراکة والتعاون وترابط النظم، ومهارات المشارکة المعرفية والعلمية، والتفکير المرن وحل المشکلات.

عناصر أساسية لتنمية المواطنة الرقمية :

- التقييم والاستقصاء يدعمان التصميم المستمر لمناهج المواطنة الرقمية .

ويمکن إضافة المبادئ الأتية :

-      تکافؤ الفرص الرقمية لجميع أفراد المجتمع .

- الالتزام بالأخلاقيات والسلوکيات الرقمية السليمة .

- توفير فرص التعليم والتعلم باستخدام التقنيات الرقمية .

 - حماية حقوق الفرد وتحقيق الأمن والرقمي لهم .

 - المشارکة الايجابية والفعلية في العالم الرقمي .

رابعاً : معايير المواطنة الرقمية للطلاب :

   وضعت الجمعية الدولية للتکنولوجيا في التعليم انترناشونال (International society for technology in education ,2016,4)

معايير للمواطنة الرقمية لدى الطلاب کما يلي :

                           (السيد شهده د إيمان الشحات 2019 ، ص14 – 15)

- يدرک الطلبة حقوق ومسئوليات وفرص المعيشة والتعلم والعمل في العالم الرقمي المترابط .

- يظهر الطلبة فهماً للدور الذي تلعبه الهوية في العالم الرقمي .

- يمارس الطلبة سلوکاً ايجابياً وآمناً وقانونياً وأخلاقياً عند استخدام التکنولوجيا .

- يظهر الطلبة فهماً واحتراماً لحقوق والتزامات المشارکة في الملکية الفکرية .

- يدير الطلبة بياناتهم الشخصية للحفاظ على الخصوصية والأمان الرقميين في العالم الرقمي .

ويضيف الباحثان المعايير الأتية :

- يشارک الطالب بثقة وفاعلية في العالم الرقمي .

- يستطيع الطالب التواصل والتعاون بفاعلية مع الآخرين، وممارسة الابداع لحل المشکلات .

- يمارس الطالب التفکير النقدي للمعلومات في العالم الرقمي .

خامساً : مجالات المواطنة الرقمية :

حددت منظمةinternational society of education ,Ist E                   (خالد منصر، 2019، ص ص 210-211 ) تسعة مجالات عامة تشکل المواطنة           الرقمية وهي :

1- الوصول أو النفاذ الرقمي : Digital Acess

      وتعني المشارکة الالکترونية الکاملة في المجتمع ، حيث تعمل المواطنة الرقمية على تکافؤ الفرص أمام جميع الأفراد فيما يتعلق بالوصول إلى الکتولوجيا واستخدامها وتوفير الحقوق الرقمية المتساوية، دعم الوصول الالکتروني، ونبذ مبدأ الاقصاء الالکتروني الذي يحول دون تحقيق النمو والإزدهار وتقلص الفارق الرقمي ( الفجوة بين أولئک الذين يستطيعون الوصول إلى أشکال التکنولوجيا المختلفة واستخدامها بين أولئک الذين لا تتوافر لديهم تلک الفرصة ).

2- التجارة الرقمية : Digital Commerce

  بيع البضائع وشراءها الکترونياً إذ أن القسم الأکبر من اقتصاد السوق اليوم يتم عن طريق التکنولوجيا وقنواتها المختلفة والمواطنة الرقمية تثقف الفرد بالقضايا المتعلقة بهذه القوانين واللوائح المتعلقة باستخدام التکنولوجيا ولا سيما الأمن والآمان أو تلک المتعلقة بقوانين الدولة ، وعلى الرغم من مزايا التجارة الالکترونية العديدة لابد من أخذ الحيطة والحذر بمن يريد أن يبيع أو يشتري الکترونياً .

3- الاتصالات الرقمية : Digital Communication

التبادل الالکتروني للمعلومات ، فمن أبرز تطورات التکنولوجيا الحديثة تطور في           مجال الاتصالات بجميع أشکالها وتقنياتها، إذ يفصلها تحويل العالم إلى قرية صغيرة،           وأصبحت الفرصة متاحة أمام الجميع للاتصال والتعاون مع أي فرد أخر في أي بقعة من العالم وفي أي وقت .

4- محو الأمية الرقمية : Digital Literacy

   عملية تعليم وتعلم التکنولوجيا واستخدام أدواتها، فقد أصبح مقياس الأمية حديثاً مرتبطاً بقدر الفرد على استخدام التکنولوجيا، لذا فإن المساهمة في محو الأمية الرقمية هي مسئولية فردية وجماعية .

5- الاتيکيت الرقمي : Digital Etiquette

     المعايير الرقمية للسلوک والاجراءات، فکلنا يحرص على أن نکون على قدر من اللياقة عندما نتعامل مع الآخرين والبعض يحتاج إلى تدريب لاکتساب المهارة لأنها تخضع إلى معايير واجراءات إذ تهتم المواطنة الرقمية بنشر " ثقافة الاتيکيت " الرقمي بين الأفراد وتدريبهم ليکونوا مسؤلين في ظل مجتمع رقمي جديد .ليتصرفوا بتحضر مراعين القيم والمبادئ ومعايير السلوک الحسن .

6- القوانين الرقمية Digital Laws

       المسئولية الاجتماعية على الاعمال والأفعال، وهي تلک القوانين في المجتمع الرقمي التي تعالج مسألة الأخلاقيات الرقمية، لمعاقبة الاستخدام غير الأخلاقي للتکنولوجيا أو ما يسمي الجرائم الرقمية أو الالکترونية، لحماية حقوق الفرد وتحقيق الأمن والآمان له رقمياً، حيث توجد قوانين عدة وضعها المجتمع الرقمي لابد من الانتباه لها، وکل مخالف يقع تحت طائلة هذه القوانين، القانون الرقمي يعالج أربع قضايا أساسية : (حقوق التأليف والنشر – الخصوصية – القضايا الأخلاقية – القرصنة ) والمواطن الرقمي يحترم القوانين الرقمية وينشرها ويشجع غيره للالتزام بها وقد حدد (Mike ) أبعاد ومحاور المواطنة الرقمية لثلاثة فئات وهي : الأبعاد ولمساعدة المعلمين وقادة التکنولوجيا على فهم کيفية الترابط بين هذه الأبعاد المختلفة وتم تجميعها في ثلاث فئات ترتبط بالبيئة المدرسية کما يلي ( Mike ,2015 ,55 )

- أبعاد تؤثر مباشرة على تعليم الطلاب والأداء الأکاديمي (التواصل الرقمي – محو الأمية الرقمية – الوصول الرقمي) .

- أبعاد تؤثر على البيئة المدرسية العامة وسلوک الطلاب ( الحقوق المسؤوليات – الآداب الرقمية – الأمن الرقمي ).

- أبعاد تؤثر على حياة الطلاب خارج البيئة المدرسية ( القانون الرقمي – التجارة الرقمية – الصحة والعافية الرقمية )

7- الحقوق والمسئوليات الرقمية : Digital Rights , Responsibilities        وهي الحريات التي يتمتع بها الجميع في العالم الرقمي ، حيث أن الدولة حددت لمواطنيها حقوقهم في دستورها فإن المواطن الرقمي يتمتع بحزمة من الحقوق مث الخصوصية وحرية التعبير وغيرها ، ولابد من فهم هذه الحقوق بالشکل الصحيح في ظل العالم الرقمي ، ومع هذه الحقوق تأتي الواجبات والمسئوليات فهما وجهان لعملة واحدة لا ينفصلان ، لابد للمواطن الرقمي أن يتعرف على کيفية الاستخدام اللائق للتکنولوجيا حتى يصبح منتجاً وفعالاً.

8- الصحة والسلامة الرقمية : Digital Health , Wellness

الصحة النفسية والبدنية في عالم التکنولوجيا الرقمية ، إذ يرافق استخدام التکنولوجيا بشکل غير سليم مشاکل بدنية ونفسية تؤثر في الفرد ، وهذا أدى إلى ظهور علم هندسة العوامل البشرية ، والذي يعني بالملائمة الفيزيائية والنفسية بين الألات بأشکالها والبشر الذين يتعاملون معها ويستخدمونها فالمواطنة الرقمية تهتم بنشر الوعي والثقافة حول الاستخدام الصحي             والسليم للتکنولوجيا .

9- الأمن الرقمي الحماية الذاتية :Digital security Self .protection

     وهي تتعلق باجراءات ضمان الوقاية والحماية الرقمية، إذ لا يخلو أي مجتمع من أشخاص يمارسون أعمالاً مخالفة للقانون مثل السرقة التشويه ، وکذلک المجتمع الرقمي ، لذا لابد من اتخاذ التدابير اللازمة بهذا الخصوص لضمان الوقاية والحماية والأمان للأفراد، لابد من تطبيق اجراءات مشابهة في المجتمع الرقمي، مثل عمل نسخ احتياطية من البيانات ، وتثبت برامج مکافحة للفيروسات والأختراق وغيرها من الأجراءات في العالم، فالمواطن الرقمي المسئوول لابد له من أن يتخذ الاحتياطات الأمنية لحماية بياناته وخصوصيته من أي غزو خارجي .

سادساً : أهمية المواطنة الرقمية :

     إن التکنولوجيا يجب أن تعمل لصالح الجميع، ولهذا السبب ينبغي السعي نحو تحقيق أقصى استفادة منها من خلال المواطنة الرقمية حيث تکمن أهميتها ليس في أنها تضع قائمة بالسلوکيات الصحيحة والخاطئة المرتبطة باستخدام التکنولوجيا بمختلف أشکالها، بل في کونها أداة تساعد في إدراک ما هو صحيح وما هو خاطئ وهي تساعد المعلمين على الإشتراک مع الطلاب في حوارات ومناقشات مرتبطة بمواقف حقيقية في الحياة، لذلک للمواطنة الرقمية أهمية قصوى في المناهج الدراسية وبرامج تنمية المعلمين، فطلاب اليوم هم رجال المستقبل والعادات التي يکتسبها الفرد في الصغر تستمر معه في الکبر .

                                               ( Baileg , Mike ,2007 ,p.7)

   وعلى ذلک تتضح أهمية المواطنة الرقمية جلياً فيما تلعبه من دور في إعداد مواطن قادر على تفهم القضايا الثقافية والاجتماعية والإنسانية المرتبطة بالتکنولوجيا مثال ذلک :

                                 ( لمياء ابراهميم المسلماني 2014 ص 37-38 )

- الممارسة الآمنة والاستخدام المسئول والقانوني والأخلاققي للمعلومات والتکنولوجيا .

- إکتساب السلوک الإيجابي لاستخدام التکنولوجيا والذي يتميز بالتعاون والتعلم والانتاجية.

- تحمل المسئولية الشخصية عن التعلم مدى الحياة .

  والمواطنة الرقمية بهذه الصورة لا تتوقف عند حد المدرسة، بل تتخطى ذلک لتصبح سلوکاً يلازم الطالب في أي مکان وزمان، بما يسهم في إعداد أفراد قادرين على المشارکة الإيجابية والفعالة في بناء ونهضة المجتمع .

يجب الاهتمام بالمواطنة الرقمية فى الفترة الحالية والقادمة وذلک للأسباب التالية:

                                  ( تامر المغاورى الملاح، 2017، ص ص 42-43)

-          ازدياد معدلات الجرائم المرتبطة باستخدام أجهزة التکنولوجيا الحديثة، مثل اختراق لحساب البنوک، والتطرف والإرهاب الإلکتروني، والجاسوسية عن طريق التکنولوجيا .

-          ظهور بعض العادات السلبية المرتبطة باستخدام وسائل الاتصال الحديثة، مثل السير باستخدام المحمول، استخدام المحمول في أماکن غير مخصصه لاستخدامه.

-          ابتعاد المستخدمين عن الإطار الأساسي لاستخدام الأجهزة التکنولوجية الحديثة، مثل المخدرات الرقمية، الإدمان الإلکتروني، إهمال المهام الاجتماعية.

-          ظهور بعض الأمراض العضوية مثل " جفاف العينين، وآلام في المفاصل من الجلوس الخطأ"، والنفسية مثل " الانطواء والعزلة" على المستخدمين المغالين في استخدام أجهز التواصل الحديثة.

-          الإدمان الإلکتروني، بما جعل التکنولوجيا هي التي تحرکنا بل وتحرک الرأي العام أجمع.

-          ضياع معظم الوقت أمام الشاشات الإلکترونية، مما أثر على الناتج العام.

سابعاً : المواطنة الرقمية وخصوصية المعلومات :

    يعيش الفرد کونه مواطناً رقمياً حالة من التشارکية في المعلومات التي يتعامل بها أو يتداولها مع آخرين ، حيث تلعب أجهزة الحاسوب وشبکة الانترنت دور الجاسوس التقليدي من خلال استراق السمع وجمع البيانات الرقمية عن الأطراف الأخرى، ولهذا قامت الکثير من الدول بإنشاء مراکز وبرمجيات مهمتها التجسس الآلي على الشبکات للحصول على المعلومات سواء کانت تلک الشبکات خاصة بالبيانات أو الاتصالات لذا وجب على المؤسسات التربوية غرس قيمة المعلومه لدى الأفراد، والقواعد التي تحکم تداولها وحدود وخصوصية بعض المعلومات وخاصة الشخصية .

  ويمکن تصنيف المعلومات المتداولة عبر العوالم الافتراضية إلى ( هالة بن سعد الجزار ، 2014 ، ص 404-405 )

- المعلومات الاجتماعية : إن بنية أي مجتمع وترکيبته الاجتماعية والطبقية تعد غاية بالأهمية ويمکن استغلالها لإثارة الحساسيات والصراعات بين فئات المجتمع ، فجمع المعلومات الخاصة بمجتمع معين کاتجاهاته السياسية والدينية ومتسوياته التعليمية، والأوضاع الصحية وبنية الأقليات العرقية والدينية ومعلومات عن حقوق الإنسان تعد غاية بالأهمية وتعتبر خاصة بهذا المجتمع فقط .

- المعلومات الفکرية والسياسية : وتتمثل بمعلومات عن النخب السياسية والفکرية المؤثرة         في المجتمع کالقيادة السياسية والوزراء وقادة وأعضاء الأحزاب والحرکات السياسية         والکتاب والإعلاميين، فمن يمتلک تلک البيانات ويستغلها يستطيع حرف مسار تلک النخب الفکرية والسياسية بالاتجاه الذي يريده وبالطريقة التي يريدها، وبالتالي التأثير على مسار الدولة وتوجيهاتها .

- المعلومات الاقتصادية والخدمية : وتضم معلومات متعلقة بالأوضاع الاقتصادية والخدمية ، والتعليم والصحة والبنوک ومعلومات جمرکية ، وبيانات عن سوق الاوراق المالية، البناء والإسکان وبيانات السجل التجاري ومرکز الاستثمار وهي معلومات تعد عصب الدولة وشريان الحياة لها .

- المعلومات العلمية والبحثية : وتتمثل بمعلومات عن البحوث الأکاديمية وأنشطة التطوير والابتکارات والاختراعات في شتى القطاعات والمجالات ، وما تحويها من نظريات وأفکار وأساليب وأدوات جديدة في العمل والانتاج والتفکير ، وکذلک بيانات عن العلماء والباحثين وأوضاعهم العلمية والمعيشية وطموحاتهم واتجاهاتهم إضافة إلى بيانات خاصة بمواقع مرکز الأبحاث والصناعات المهمة .

- المعلومات العسکرية والأمنية :

    بيانات تهتم بالتنظيم العسکري، وهيکلته القوات وعدد أفرادها، والمؤهلات التدريبية والعملية، حجم ونوع التسليح وتوزيع القوات وانتشارها ، خططها بيانات عن الأمن الداخلي، المباحث والمخابرات وغيرها من الأجهزة الأمنية .

ثامناً : المواطنة الرقمية :

    أصبحت مواقع التواصل الإجتماعي من ضروريات ذلک العصر وإحدي السمات الأساسية له، کما أن التليفونات الذکية وما عليها من تطبيقات أصبحت جزء لا يتجزأ من حياة الأفراد الشخصية والعملية على حد سواء خاصة الشباب، وبالرغم من انشار هذه المواقع وسهولتها إلا إنه لابد من التعرف على مهارات الشباب عند استخدامهم لمواقع التواصل الإجتماعي ومدي استفادة الشباب من هذه المواقع فى تطوير مهاراتهم الإنتاجية والإبداعية، ومع ظهور التکنولوجيا وما نتج عن مواقع التواصل الإجتماعي والمدونات وغيرها، کان لا بد من الإهتمام بالتربية الرقمية وخاصة بسبب انتشار استخدام هذه المواقع والتطبيقات بين جميع          فئات المجتمع وخاصة الشباب، وسهولتها وسرعتها واستخدامها فى جميع مناحي الحياة.           ( ريهام سامي حسين، 2019، 197) 

رغم ما يفرضه الفضاء الافتراضي من فرص ومناخات متاحة لتحقيق وتجسيد مقومات " المواطنة الرقمية " إلا أ، فکرة المواطنة الرقمية تواجه تحديات ومصاعب عدة على صعيد الممارسة والتطبيق وهي تحديات تتوزع على مکونات معنوية وثقافية ومادية يمکن توضحيها فيما يلي : ( عبد المجيد خليفة الکوت، 2015 ص 71 -72)

- تحديات معنوية وثقافية : وهي تحديات نابعة من حقيقة أن طبيعة المواطنة الرقمية بقدر ما توفر مناخاً للتعدد والتنوع فهي تقضي أحياناً إلى نوع من الاختلاف والتصارع النابع من طبيعة الاختلافات الثقافية والحضارية التي تفرز نفسها في العالم الافتراضي ذلک إن من سمات العالم المعاصر أن يظهر الناس أکثر تماثلاً وأکثر اختلافاً في الوقت نفسه بسبب قوى الحداثة والعولمة . ويتصل بعائق المکون الثقافي ما يمکن أن نطلق عليه تحدي "ثقافة التکنولوجيا " ومدة توفرها وانتشارها في المحيط الوطني وما مدى أهمية الوعي بها، ويمکن أن تعبر الفجوة الرقمية عن حقيقة وطبيعة هذا التحدي، والتي تعبر عن الفروقات ما بين العالم المتقدم والعالم النامي في الاستخدام الکمي والنوعي بإستخدام وسائل وتقنيات الاتصالات والمعلومات .

- تحديات مادية : وهي تحديات تتصل بمدى توفر البنية التحتية اللازمة لتوفر البيئة المناسبة لوسائل الاتصال والمعلومات الحديثة ومدى انتشارها أفقياً وعمودياً وطبيعة الشرائح التي تتعامل مع الشبکة المعلوماتية ومهاراتها وقدراتها .

    ويمکن القول أن أغلب دول العالم النامي تفتقر إلى البنية التحتية والأساسية اللازمة التي يمکن أن تستقطب أعداد هائلة من المواطنين والسکان في التعامل مع وسائل الاتصال والمعلومات الحديثة، وهو أمر يتصل بموضوع الفجوة الرقمية من ناحية أخرى، کما أن سعي الحکومات إلى ضبط ومراقبة مقاهي النت " نت کافيه " وبصفة خاصة في دول العالم النامي يؤدي في العادة إلى عزوف المواطن عن الانخراط في العملية وعدم الاقبال عليها . علاوة على افتقاد أعداد کبيرة منهم للمهارات اللازمة للتعامل مع الشبکة المعلوماتية ومع أجهزة الکمبيوتر ، إضافة إلى افتقارها إلى اللغة المناسبة للتخاطب والتواصل مع الأخرين .

تاسعاً : مخاطر الثورة الرقمية على أفراد المجتمع المصري :

کشفت بعض الدراسات العلمية لإحصائيات تفيد أن معدل استخدام الاطفال والمراهقين لأجهزة التقنية ( المکتبية أو المحمولة ) قد يصل لثماني ساعات، مما يقلل من إحتمالية جلوسهم مع والديهم، وبالتالي قد يکون تأثير هذه الأجهزة سلبياً أو إيجابياً عليهم، فمن ايجابيات التقنية: أنها سهلت  کثير من التعاملات للناس ، کاجراء الخدمات الحکومية بسرعة وسهولة، والتواصل مع الأًصدقاء مهما بعدت المسافة وفتح المجالات للتوظيف، والربح المادي والتعليم، أما السلبيات فإن التقنيات يمکن أن تسبب أخطار عند التعامل غير الصحيح معها کالتواصل مع الغرباء خلف هذه الأجهزة في بقعة ما حول الکرة الأرضية، والتعامل مع مواد غير ملائمة أخلاقياً أو التعرض لسرقة بطاقة الائتمان أو التصنت على المستخدمين الأخرين، وغيرها من الأخطار الکثيرة التي تحملها التقنيات الحديثة . 

                                  ( فؤاد فهيد الدوسري 2017 ص 110 -111 )

في أي مجتمع من المتوقع أن يتفاعل المواطنون بأسلوب محدد وفقاً للمعايير والقواعد الحاکمة لهذا المجتمع ، إلا أن هذا لا يحدث عادة في المجتمعات الافتراضية حيث انتشرت ظاهرة الاستخدام السيئ لمختلف تطبيقات التکنولوجيا وقد انعکس ذلک بصورة سلبية علي شخصية الطلاب الذين سيقودون عجلة التنمية والتقدم في المجتمع المصري، وعلى الجانب الأخر فالعالم الرقمي لا ينطوي إلا على القليل من القواعد الخاصة المنظمة لتعامل الطالب مع معطيات هذا العالم، نتج عن تلک المواجهة بين الطالب والعالم الرقمي العديد من المخاطر والتي تستدعي وضع استراتيجيات محکمة تقلل من تلک المخاطر وتزيد من وعي الطالب بالثقافة التکنولوجية والتعاملات الأمنة مع البيئات الافتراضية.

 ( Bekkers , Victor , 2009 ,p7)

 اهتمت الدراسات التربوية برصد أبرز المخاطر الناتجة عن تعامل الطلاب مع الثورة الرقمية ومعطياتها المختلفة وما انتجته من عوالم افتراضية بهدف بحث آليات المواجهة والحد من السلبيات الناتجة عنها .

ومن مخاطر وسلبيات الثورة الرقمية :  ( هالة حسن بن سعد 2014 ص 406-407 )

1- تعددية الأدوار وتبادلها الدائم بين الطلاب المتفاعلين :

 فجميع العلاقات الافتراضية تخرج عن السيطرة فعبر شبکات التواصل الاجتماعي على سبيل المثال : لا يوجد سلطة مرکزية توجه الحديث فکل فرد يستطيع أن يکون مرکز الجماعة في أحيان کثيرة ، وکل فرد يستطيع أن يقود الحوار مرة أو مرات فالمجتمعات الافتراضية کلها تتسم باللامرکزية فمن الممکن أن يکون المجتمع الافتراضي أکثر من مرکز في موضوع الاهتمام الواحد وهذا المرکز ليس حکراً على فرد مهيمن ولکن يخضع للتبادل حسب رغبة الطلاب المتداخلين في الحوار .

2- التخفي في کيانات وهمية :

 حيث أن الطالب الذي ينخرط في هذه التفاعلات له الحق أن يخفي نفسه تحت مسميات مختلفة أو ينفصل من هويته، وأحياناً يدخل التفاعلات باسم وهمي وأحياناً يدخل الذکور بأسماء الإناث والعکس، فهوية الطالب أو شخصيته تختفي في ظل هذه التفاعلات بل وتتباين في قوالب عديدة فلا يستطيع الداخل في هذه التفاعلات أن يعرف من الذي يتحدث إلى من .

3- الإنعزالية :

إن الإنخراط المستمر في المجتمعات الافتراضية فيها يؤدي إلى قطعية على المستوى الاجتماعي ، فهذه العلاقات الافتراضية تؤدي إلى انقطاع العلاقة مع الأصدقاء، جار السکن بل مع الأسرة وتستهلک وقت الطالب في علاقات تخرج به عن إطار العلاقات الفيزيقية لتسبح بالطالب في فضاء جديد هو الفضاء الرمزي ، فينعزل عن السياق الاجتماعي المحيط، فالطالب المنخرط في التفاعلات الافتراضية يعاني نوع من أنواع الاغتراب يفصله عن واقعه الحقيقي .

4- الإضرار بالعلاقات الطبيعية بين الطلاب :

     إنتشار الواقع الافتراضي وعوالمه أدى إلى تفکيک العلاقات الطبيعية بين الطلاب – فتشکل الفضاء الرمزي أفرز بنوع جديد من أنواع العلاقات الاجتماعية على المستوى الافتراضي، تشير الدلائل الواقعية أن هناک مزيداً من الاتجاه نحو التفاعلات الافتراضية وخاصة في ظل التحديات الطارئة على الواقع، وأشار بورجمان (Borgman 2000) إلى أن هذه المجتمعات الافتراضية لا ترتبط بهوية بذاتها أو قومية معينة ولکنها تجمع بين أفراد ينتمون إلى هويات مختلفة وقوميات متعددة کل ما يجمعهم فقط هو اهتمامات مشترکة .

5- الحرية والتمرد على الواقع :

      فقد أتاحت تلک العوالم الافتراضية مساحة کبيرة للتمرد والحرکات الثورية والتحررية، حيث يستطيع الطالب أن يعبر ما يريد خارج الضوابط التقليدية للمجتمعات وخاصة في المجتمعات السلطوية، فقد فتح العالم الافتراضي مجالاً جديداً للعلاقات تقوم على الحرية وتخرج عن القيد، فقد أصبح الانترنت وتجمعاته الافتراضية يشکل آلية رئيسية تساهم في تقارب المسافات والاهتمامات والاتفاق على مناهضة بعض القضايا أو المطالبة ببعض الحقوق.

عاشراً : دور المدرسة في غرس قيم المواطنة الرقمية :

في ظل التوغل الرقمي وإنخراط الطلاب المتزايد في المجتمعات الافتراضية أصبحت هناک حاجة ملحة لإحداث تغييرات مماثلة في طبيعة وملامح البيئة التعليمية بالمؤسسة، الأمر الذي أدى إلى ظهور مفاهيم وأنماط جديدة في التربية تتناسب مع تلک الثورة أطلق عليها البعض مصطلح " التربية الرقمية " يسعى إلى تکوين مواطن رقمي فعال مدعوم بقيم أخلاقية تؤمن له الحماية من مخاطر الفضاء الرقمي وأصبح الهدف الحالي من التربية في ظل هذه الثورة هو تمکين الطلاب من التعامل مع ما أنتجته من أدوات ووسائط رقمية ومجتمعات افتراضية، وإمدادهم بإطار معرفي يؤهلهم لفهم تأثيرات الثورة الرقمية في حياتهم ومجتمعاتهم، وکييف يستفيدون منها بطريقة صحيحة وآمنة ، کما توفر لهم فرص التدريب على مهارات استخدام تقنياتها وتصفح الشبکات الرقمية، وکذلک تنمية مهارات التفکير الناقد لما يتعاملون معه من محتويات وکيانات رقمية .

    وفي هذا الإطار أکدت منظمة اليونسکو على أن قدرة النظم التعليمية في نشر وتنمية ثقافة المواطنة معياراً هاماً في الحکم على جودتها، ولذا أصبحت تربية المواطنة هدفاً استراتيجياً للنظم التربوية لمساعدة النشئ على تطوير قدارتهم وطاقاتهم لأقصى مدى ممکن ليکونوا مواطنين صالحين في المجتمع، منتجين ومساهمين ومسئولين ومهتمين بشئون مجتمعاتهم وقضاياه وهمومه وأولياته، ومحافظين على نسيجه وهويته .

                                                   ( جمال درهم أحمد ، 2006 ص )

   والمدرسة وغيرها من المؤسسات التربوية والإجتماعية تمثل أداة المجتمع في تحقيق أهدافه التربوية التي تضمن فلسفة التربية بأبعادها الاقتصادية والنفسية والاجتماعية وتعمل على تنمية شخصية التلاميذ الإدراکية والإنفعالية والوجدانية والجسمية، وکذلک غرس قيم ومعتقدات المجتمع في نفوسهم وتکوين اتجاهات إيجابية تجاهها بالاضافة إلى العمل على نقل التراث الثقافي وتجديده وأيضاً غرس الانتماء وقيمه في نفوسهم .

    والواقع هناک بعض المبررات عديدة تبرز دور المؤسسة التعليمية في تربية المواطنة بصفة عامة والمواطنة الرقمية بصفة خاصة وأهم هذه المبررات ما يلي: 

      ( صبحي شعبان علي وآخرون ، 2014 ، ص )

- أن المؤسسة التعليمية تمثل بيئة إجتماعية ووسطاً ثقافياً له تقاليده وأهدافه وفلسفته، وقوانينه التي وضعت لتتماشي مع ثقافة وأهداف وفلسفة المجتمع الکبير التي هي جزء منه تتفاعل فيه ومع وتؤثر فيه وتتأثر به، بهدف تحقيق أهدافه السياسية والاجتماعية والاقتصادية .

- أن المقررات الدراسية إلزامية يدرسها کافة التلاميذ، ولذلک تعتبر أداة هامة لتحقيق التواصل الفکري والتماسک الاجتماعي في المجتمع .

- تعد المدرسة في المؤسسات الرسمية التي توظفها السلطة السياسية في سبيل نشر القيم العليا التي تبتغيها لدى التلاميذ .

- إحتوائها للفرد فترة زمنية طويلة سواء أکان ذلک بالنسبة لليوم الدراسي أم بالنسبة للعام الدراسي أو بالنسبة لعمر المتعلم فتؤثر فيه وتعدل من سلوکه إضافة إلى إکسابه المعلومات المختلفة التي تساعده على حياته .

    وتمثل المدرسة الإبتدائية مؤسسة تعليمية لها الدور الأکبر في تربية المواطنة عند الأطفال منذ الصغر وتغرس فيهم الانتماء للوطن والولاء له، وأيضاً لها دور کبير في غرس قيم المواطنة الرقمية، وتوضيح للتلاميذ ما تمثله من مخاطر على المجتمع إذا لم يتم التعامل معها بشکل سليم وتجنب سلبياتها، وتوضح لهم أيضاً کيفية التعامل مع التقنيات الحديثة سواء کان محمول أو کمبيوتر، واستخدامه بشکل صحيح ومفيد لهم للحصول على المعرفة والمعلومات وليس فقط وسيلة للتسلية وقضاء أوقات الفراغ ، ومن هنا فإن المدرسة مسئولة عن بث قيم المواطنة الرقمية عند التلاميذ وإرشادهم إلى کل ما هو نافع لهم ولمجتمعهم .

  ويمکن للمؤسسة التعليمية تأهيل الطلاب معرفيا" ومهاريا" ووجدانيا" وأخلاقيا" للتعامل کمواطنين رقميين وبناء البيئات الداعمة عبر عدة أبعاد: 

                   (محمد زين العابدين عبد الفتاح، 2018، ص ص 155-156)

البعد الأول: توظيف وسائط التواصل المتنوعة، وخاصة الشبکات المعلوماتية من أجل تشجيع التلاميذ على مواکبة التغييرات والمستجدات التى تطرأ في حقول المعرفة وغيرها.

البعد الثاني: تدريب الطالب أن يتعلم ويقرأ ويکتب ويشاهد ويسمع ويتحاور ويرسم ويصور ويؤلف، من خلال الوسيط الرقمي بصورة کلية، مما يجعل الطلاب أسياد أنفسهم، بل يصبحون أساتذة وخبراء، ويقتصر دور المعلم على متابعتهم والتدخل بناء على طلبهم، وينتقل الطالب من متلق للمعرفة إلي صانع لها، ويتحول المعلم من ملقن إلي مشرف وموجه.

البعد الثالث: إعتماد أسلوب الحوار والنقاش في تعليم التلاميذ مهارات التواصل، وتزويدهم بمهارات احترام آراء وأفکار الآخرين، ومهارات الإصغاء النشط، ويتطلب هذا إتاحة الفرصة أمام التلاميذ للاشتراک في الملتقيات والمنتديات، وجلسات النقاش التى تنتجها شبکات التواصل الاجتماعي عبر شکبة الانترنت، التى تدور حول قضايا تهم التلاميذ في حاضرهم وبناء مستقبلهم.

البعد الرابع: توفير الامکانات والتقنيات ووضع الآليات اللازمة لتحقيق الاتصال الدائم بين الطلاب والاساتذة والجامعة أو المدرسة التى ينتمون إليها باستخدام مواقع الانترنت، وأن توفر تلک الآليات مناخ فعال لتکنولوجيا المعلومات يسمح لجميع الأطراف أن يتواصلوا بالمواقع الالکترونية على الانترنت وذلک لتبادل المعلومات فيما بينهم.

البعد الخامس: ضرورة أن تنتقل المؤسسة التعليمية بکل أجهزتها وعناصرها ومناهجها إلي الفضاء الإلکتروني، ويدرس الطلاب برنامجا" عالميا" موحدا"، من خلال تواصلهم على الشبکة العنکبوتية .  

البعد السادس: تعزيز قيم المواطنة لدى التلاميذ يتم تعزير يتم عادة تعزيز قيم المواطنة في معظم الأنظمة التربوية من خلال ثلاث زوايا للمواطنة :

-      التربية عن المواطنة:Education about Citizenship

    من خلال تزويد الطلاب ثقافة وتاريخ النظام السياسى للدولة، ويکون بصورة مباشرة عن طريق التلقين.

-      التربية من خلال المواطنة: Education through Citizenship

     وذلک عبر المشارکة المباشرة بالأنشطة التعليمية المختلفة سواء داخل المؤسسة التعليمية  أو خارجها.

-      التربية من أجل المواطن:Education for Citizenship

عن طريق بناء برامج وأنشطة مختلفة تراعى احتياجات کل متعلم ويکون الترکيز هنا على الجوانب المهارية والوجدانية والمعرفية، بمعنى برامج شاملة لا تقتصر علي جانب محدد.

    يتضح مما سبق حاجة أبنائنا إلى العديد من الأمور المتعلقة بثقافة رقمية جديدة تمکمنهم من الممارسة الآمنة والقانونية والاستخدام المسئول والرشيد للتقنيات الرقمية الحديثة ، حتى يتمکنوا من الحياة بکفاءة وأمان في العصر الرقمي أو المجتمع الرقمي، متمتعاً بکافة حقوق ومؤدياً لواجباته ومسئوليات المواطن في ذلک العصر وهو ما يطلق عليه "المواطن الرقمي" ، کما اتضح ذلک من خلال " مدخل المواطنة الرقمية " في مساعدة أبنائنا على الحياة في العصر الرقمي من خلال التوجيه المخطط من قبل أولياء الأمور والمعلمين والتلاميذ للاستخدام الفعلي للمصادر والتقنيات الرقمية بهدف تنمية المهارات والسلوکيات التي تمکنهم بأن يصبحوا مواطنين رقميين . يتفاعلون مع الآخرين عبر الاتصال في ضوء معايير وقواعد واضحة ، وذلک من خلال : (اليونسکو، 2004)

- العمل على وضع مناهج دراسية للصفوف المدرسية الأولى تتناول سلبيات وإيجابيات الاتصال الرقمي وکيفية الاستفادة منه، وآداب التعامل مع هذه الوسائل، وتدريس مفهوم المسئولية الالکترونية وحدود الفرد في الفضاء الرقمي، بغرض الاستخدام الأفضل للتکنولوجيا، ولتعليم الطلاب الأساليب والطرائق التي يمکن من خلالها توجيههم نحو استخدام أمثل للانترنت بهدف حمايتهم من أضرار وسلبيات الثقافة الرقمية .

- تعريف الأبناء في المراحل العمرية المختلفة بطرق التقنيات الرقمية الحديثة واستخداماتها وتأثيراتها عليهم وعلى الآخرين، وإکسابهم المهارات اللازمة لاستخدامها بأمان وتنمية معارفهم سواء الأبناء وأولياء الأمور بالحقوق والالتزامات والواجبات الرقمية، إضافة إلى تنمية وعيهم ومعارفهم بالمشکلات التي يمکن أن تترتب على الاستخدام غير الرشيد للقتينات الرقمية وطرق وأساليب التغلب عليها.

- إدخال موضوع المواطنة الرقمية ومجالاتها المختلفة في بعض المقررات بمراحل التعليم المختلفة ، والتعليم الابتدائي بصفة خاصة .

وتشير الدراسات إلى وجود تسعة محاور يجب أن يتضمنها أي منهج أو برنامج تعليمي يستهدف تعزيز قيم المواطنة الرقمية، ويمکن تقسيم هذه المحاور إلى ثلاثة مجموعات وهي :            ( دلال عبد الرزاق، محمد حمد، 2018 ،ص 420-421 )

أولاً: محاور مرتبطة بتعليم التلاميذ وتحصيلهم الدراسي :

1) التمکين الرقمي : (Digital Access  )

  ويبين هذا المحور دور المدرسة والمعلمين في تذليل کافة العقبات التي قد تعيق المتعلمين من الإنخراط في المجتمع الرقمي وذلک من خلال العمل على توفير مصادر التکنولوجيا سواء في المنزل أو في المدرسة، ومراعاة کافة الظروف الاجتماعية والاقتصادية والجغرافية للمتعلمين ومعالجتها، مع الأخذ في الاعتبار المتعلمين ذوي الاحتياجات الخاصة .

2) المعرفة الرقمية:  (  Digital Literacy)

    يناقش هذا المحور الدور الذي يجب أن تلعبه المناهج الدراسية في تعريف وتدريب المتعلمين على کيفية استخدام مصادر التکنولوجيا المختلفة وذلک من خلال اعتبارها جزءاً أساسياً من المنهج، وخاصة في ظل الانتشار المتزايد للتعليم عن بعد وما يتطلبه من مهارات          تکنولوجية متنوعة .

3) التواصل الالکتروني : ( DigitaL Communication)

    يتطرق هذا المحور إلى دور المدرسة والمنهج الدارسي في مساعدة المتعلمين على معرفة کيفية التواصل الإلکتروني المناسب والمقبول من الناحية الإجتماعية والأخلاقية وذلک من خلال توضيح الأعراف والتقاليد الالکترونية .

ثانياً : محاور مرتبطة بالبيئة المدرسية وسلوک المتعلمين :

4) السلوک الرقمي ( Digital Etiquette )

   يتضمن هذا المحور تعليم وتدريب المتعلمين على قواعد أو معايير السلوک الإلکتروني المقبول ، وبالرغم من عدم وجود نماذج سلوکية کثيرة متفق عليها إلا أن هناک العديد من الجوانب المهمة التي ينبغي أن يتم تدريسها للمتعلمين مثل الألفاظ المقبولة استخدامها الوقت المناسب لاستخدام التکنولوجيا ، وعدم التعدي على الآخرين ومسئولية الفرد عند الاستخدام السيئ وعقوبات  ذلک .

5) الحقوق والمسئوليات الالکترونية:(Digital Responsibilities and Rights )

    يتطرق هذا المحور إلى دور المناهج الدراسية في توعية المتعلمين بحقوقهم الإلکترونية سواء الحقوق الفکرية مثل نشر صور أو مقالة أو أي مادة الکترونية أو الحقوق المدنية مثل حق التعبير عن الرأي وغيرها، بالاضافة إلى تعريف المتعلمين بمسئولياتهم في عدم تجاوز القانون مثل تجاهل سياسة بعض الشرکات الإلکترونية أو إساءة استخدام بعض الخدمات الالکترونية .

6) الأمن الالکتروني : ( Digital security )

   يوضح هذا المحور دور المناهج الدراسية في تعريف المتعلمين بالوسائل التي يمکنهم من خلالها حماية معلوماتهم الشخصية مثل استخدام برامج الحماية من الفيروسات وأنواعها وطرق استخدامها والاختراق الالکتروني وکيفية عمل نسخ احتياطية للمعلومات .

ثالثاً : محاور مرتبطة بالحياة المدرسية :

7) التجارة الالکترونية ( Digital Commerce )

    يبين هذا المحور الدور الذي يجب أن تلعب المناهج في توفير الثقافة اللازمة للمتعلمين والتي تمکنهم من القيام بالتسوق الالکتروني الآمن وذلک من خلال التعرف على عمليات البيع والشراء الالکتروني الآمنة وعدم الوقوع کضحايا للاحتيال أو السرقة وغيرها من جوانب أصبحت ضرورة معاصرة للمواطن الرقمي الناجح والفعالة ومن هنا تبرز أهمية دور المدرسة في إعداد المستهلک الألکتروني الذکي المطلع على کافة جوانب ومشاکل التسوق الالکتروني .

8) القانون الرقمي : ( Digital Law )

    يشير هذا المحور إلى الدور الذي يجب أن تلعبه المناهج في توعية المتعلمين بمسئولياتهم القانونية إلکترونياً مثل القيام ببعض الأفعال التي قد تجلب العقوبات کانتهاک قانون حقوق الملکية الفکرية عند تحميل أو تنزيل الأفلام والأغاني أو بعض البرامج بطريقة غير قانونية ، وکذلک القيام ببعض الجرائم الأخرى مثل تبادل مواد ذات محتوى غير لائق مثل أفلام إباحية أو أفلام تحرض على العنف أو العنصرية .

9) الصحة والسلامة الرقمية : ( Digital Health and Wellness )

     ويتناول هذا المحور دور المدرسة في توعية المتعلمين بضرورة استخدام  مصادر التکنولوجيا بطريقة مسئولة وذلک من خلال توعيتهم بالأذي البدني أو النفسي الذي قد يتعرضون له نتيجة استخدامهم التکنولوجي بشکل خاطئ کإصابات الظهر أو الرقبة نتيجة لفترات طوية، وإدمان الانترنت ، وضرر العين نتيجة مشاهدة الشاشات لفترات طويلة وضعف وتشتت الانتباه الذي قد ينتج من استخدام بعض الألعاب الالکترونية .

حادي عشر: الأخطار المحتملة لقلة وعي التلاميذ بمهارات المواطنة الرقمية:

   من الأخطار المحتملة التى قد  تظهر نتيجة قلة وعي التلاميذ بمهارات المواطنة الرقمية:

                                 ( عبدالعال عبد الله السيد، 2018،ص ص 17-18)

-      ظهور إعلانات فيها محتوى أو صور مسيئة فى مواقع التواصل الإجتماعي أو أثناء تصفح الإنترنت بشکل عام.

-      اختراق البريد الإلکترونى أو أحد الحسابات في مواقع التواصل الإجتماعى.

-      إرسال أحد الفيروسات إلى الأجهزة عن طريق رسالة مزيفة

-      التعرف على أشخاص عبر الإنترنت تم إکتشاف أن شخصيته وهمية .

-      شراء بعض المنتجات من الإنترنت من مواقع غير موثوقة ولم تصل.

-      التعرض لمحاولة ابتزاز من مجهول ( نشر صور خاصة أو معلومات سرية) .

-      حفظ بعض الصور الخاصة التى يشارکها الأصدقاء مع أصدقائهم من قبل مجهولين .

-      تأثير التکنولوجيا بشکل سلبى على المستوى الدراسي للطلبة .

-      نشر عبر الحسابات أفکار منحرفة وسيئة عبر مواقع التواصل الإجتماعي .

 

ثاني عشر : واقع دور المدرسة الابتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية :

  يتمثل دور المدرسة الابتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية في عدة محاور أساسية وهي : الأهداف ، والمقررات الدراسية ( المحتوى الدراسي )، طرق التدريس، الأنشطة التقويم، المعلم ،وترى الباحثة أن هناک علاقة متبادلة بين هذه المحاور، وهناک توازن وتکامل مع بعضها البعض، ويؤثر ويتأثر کل منها بالآخر، وينعکس أثره على غرس قيم المواطنة الرقمية لدى الطلاب کما هو مبين بالشکل التخطيطي التالي :

 

  ويتبين من الشکل السابق أن الأهداف هي نقطة البداية في العمل التربوي، وهي ترسم معالم الطريق للعالمية التعليمية بجميع أبعادها، ففي ضوء الأهداف يتم اختيار محتوى الخبرات والأنشطة التعليمية ( المنهج – المقررات الدراسية ) ويتم اختيار طرق التدريس المناسبة، کما يتم اختيار وسائل وأساليب التقويم التي يمکن من خلالها التعرف على مدى تحقق الأهداف ـ ويقع على عاتق المعلم مهمة تنفيذ کل ذلک من خلال تزويد المتعلم بالمعارف والمهارات وتقويمه ، ودفعه لممارسة الأنشطة التربوية المختلفة .

   ولکي يتضح لنا دور کل محور من المحاور الأساسية، نري أنه يجب أن نقدم في البداية وصفاً لواقع کل محور من هذه المحاور .

1- بالنسبة للأهداف :

إن الأهداف لا تأتي من فراغ وإنما تشتق من مصادر مختلفة تتمثل في فلسفة المجتمع وحاجاته ومشکلاته، وفلسفة التربية، والنظام التعليمي ومنطلقاته، والمتعلم وقدراته وحاجاته وميوله، کما تعد بمثابة موجهات واضحة للعملية التعليمية کاملة ، فالأهداف التعليمية هي           التي تزود الطالب بالمفاهيم والمعارف والمعلومات التخصصية والتربوية والثقافية التي             تساعده في ممارسة عملية تنشئة الصغار وتربيتهم، وکذلک تزويده بمهارات التفکير المستقل، والتخطيط، وحل المشکلات، واتخاذ القرار، وکذلک استخدام التقنيات التربوية الحديثة بصفة    عامة وفي مجال التعليم بصفة خاصة، وکذلک توجيه الطالب إلى کيفية الاستفادة من             المعارف واستثمارها في المواقف التعليمية من خلال أنشطة عملية ودراسات نظرية .             (محمد  متولي غنيمه  2010 ص 168 – 169)

   وعلى الرغم من تعدد أهداف العملية التعليمية إلا أنها لازالت بعيدة عن حيز التنفيذ الفعلي، لعدم وجود فلسفة واضحة لإعداد الطالب، وبعدها عن ظروف واحتياجات العمل التربوي بها، والترکيز على الأهداف المعرفية في مستوياتها الدنيا، وتترک تحقيق الأهداف الانفعالية والمهارية  ذات الصلة الوثيقة بتنمية الإنسان الحر في تفکيره والناقد المتواصل مع متغيرات   بيئته وعصره .

2- بالنسبة للمقررات الدراسية ( المحتوى الدراسي ) :

   تعتبر المواد الدراسية والکتب والمناهج الوسيلة التي يستطيع من خلالها تحقيق الأهداف، ولذا لابد أن يکون محتوى المقررات الدراسية مرتبطاً بالأهداف، وأن يتضمن معلومات حديثة ودقيقة، وأن يتناول المبادئ والمفاهيم والأفکار والتطبيقات المناسبة لميول وحاجات وقدرات الطلبة .

وبالرغم من أهمية دور المناهج في تعليم وغرس قيم المواطنة الرقمية، إلا أن دورها ضعيف ولا ترکز على قيم المواطنة الرقمية، ولا تتناول سلبيات الاتصال الرقمي، وکيفية الاستفادة منه، وآداب التعامل مع هذه الوسائل التقنية  الحديثة، الأمر الذي يلزم  توظيف شبکات التواصل الرقمي والاجتماعي في التعليم ، وهو يتطلب معه أن يخصص جزء من المناهج لتناول موضوع التوصل الرقمي بشکل ملائم يتناسب  مع المتغيرات المعاصرة .

وبالرغم من عدم وجود قواعد أومعايير للسلوک الالکروني المقبول، إلا أن هناک مسلمات يقتضي تدريسها للمتعلمين کمحافظة على الخصوصية والألفاظ والسلوکيات المقبولة وغير المقبولة في العالم الرقمي وأن موضوع السلوک الرقمي لم يخط بالاهتمام الکافي من قبل  واضعي المنهج .

3- بالنسبة لطرق التدريس :

    تعتبر طرق التدريس من أهم العوامل التي تساعد على تنمية شخصية المتعلم، وذلک من خلال عرض الموضوعات المقرر الدراسي من قبل المعلم، وتتنوع طرق وأساليب التدريس المتبعة في التعليم ، فهناک أسلوب المناقشة أسلوب الإلقاء والحفظ .

   ويجب على المعلم أن يهتم بتدريب الأطفال على أسلوب الحوار والمناقشة لتنمية مهارات التواصل الاجتماعي ومهارات احترام آراء وأفکار الآخرين ومهارات الإصغاء النشط، ويتطلب هذا أن تتاح الفرصة للطلاب للاشتراک في الحوار وجلسات النقاش التي تتيحها شبکات التواصل الاجتماعي غير شبکة الانترنت التي تدور حول قضايا التلاميذ والقضايا المجتمعية .

   ويجب أيضاً على المعلم الاهتمام باستخدام الطرق والوسائط التعليمية وتقنيات الاتصال الحديثة، والاعتماد على التکنولوجيا الحديثة في التدريس .

4- الأنشطة التربوية :

    يجب على المؤسسة التعليمية الاهتمام بصقل شخصية الطالب وتزويده بالمهارات والقدرات التي تمکنه من مواجهة متطلبات الحياة ومتغيرات العصر، وهذا يتطلب إلى جانب الوظيفة التعليمية الاهتمام بالأنشطة الفکرية والثفافية والاجتماعية والفنية والرياضية المختلفة وتنمية القدرات العقلية للطلاب، لإعداد جيل قادر على التفکير والابداع، وتحمل المسئولية عن فهم وعي ومن هنا فالأنشطة التربوية لها دور مهم في العملية التعليمية لأنها تسهم بدور کبير في تحقيق هذه الأهداف . ( حسين کامل بهاء الدين ، 2008 ، ص 93 )

    والطالب باعتباره أحد المحاور الأساسية في العملية التعليمية وهو الهدف من هذه العملية برمتها کما أنه المتسهدف في الأساس من عملية تطوير التعليم ، يعد الاهتمام بتربيته تربية صحيحة استثماراً للمستقبل الأمر الذي يستوجب الاهتمام المتزايد بالانشطة الطلابية باعتبارها الجزء المکمل للتربية المتکاملة، فالأنشطة هي الأداة التي تستخدمها المدرسة في تنشئة طلابها، إذ ليس الغرض الأساسي من الأنشطة تمکين الطلاب من  مزاولة الأنشطة التي يرغبونها، إنما الغرض منها باعتبارها احدى الوسائل الفعالة التي تتبعها المدرسة لتحقيق الوظيفة الاجتماعية والتربوية وهو تنمية وصقل خبرات الطلاب وتدريبهم أثناء ممارستهم الأنشطة المتنوعة على العادات والسلوک الاجتماعي .  ( عصام توفيق، 2008 ، ص 14 ) .

وإن إحداث هذه التغييرات يتطلب تغيير في مسار الحياة الدراسية التي ينبغي أن تتضمن الممارسات العملية لکافة ظروف الحياة في المجتمع، ويمکن أن يتأتي ذلک من خلال ممارسة العديد من ألوان الأنشطة الطلابية، ذلک أن الحياة المدرسية ينبغي أن تکون حياة متکاملة، فالمدرسة ليست معارف ودروس علمية فحسب وإنما يجب أن تستهدف التکوين المتکامل للطلاب، والعناية بنمو بشخصياتهم، وهذا يقتضي قيام أنواع مختلفة من الأنشطة.

   وعلى الرغم من أهمية الأنشطة المدرسية إلا أنها لا تستطيع تقديم کافة الخدمات الخاصة بالطلاب وفق الأسس العلمية وفي إطار تربوي وعدم معاونتهم على تحقيق الاندماج السليم في المجتمع عن طريق اللقاءات المنظمة بينهم وبين إخوانهم في المدارس الأخرى داخل وخارج المجتمع وبما يحقق التعارف و تبادل الخبرات البناءة ، وعدم تحقيق الإيجابية في حياة الطلاب بحيث تتوازن شخصية بين التحصيل الدراسي والنشاط اليومي ، عدم القدرة على معرفة معرفة الطلاب بمجتمعهم وتأکيد انتمائهم لوطنهم وأمتهم .

5- بالنسبة للتقويم :

    التقييم هو عملية جمع معلومات عن الطلاب، عما يعرفونه ويستطيعون عمله، وهناک طرق کثيرة لجمع هذه المعلومات، ملاحظة الطلاب وهم يتعلمون، وبفحص ما ينتجونه، أو باختبار معرفتهم ومهاراتهم.

                                              ( جابر عبد الحميد، 2002، ص 13 ).

  إن التقويم وأساليبه يؤثر على مسار جهود المعلم عند تنفيذ المنهج وتشکل أدوار کلا من المعلم والمتعلم فإذا کانت أهداف المنهج ترکز على المادة العلمية ومدى التمکن منها، يصبح الکتاب هو المصدر الوحيد للمعرفة، ويصبح الالقاء والتدريس هو أسلوب التدريس المستخدم، ويصبح دور المتعلم إستيعاب تلک المعارف وحفظها وتذکرها في الأمتحان ومن هنا إذا أدرک المعلم أن هناک امتحانات غير تقليدية ترکز على العمليات العقلية العليا ، وأساليب أخرى لتقويم مدى تعلم طلابه ، فسيسعى إلى تطوير أدائه في التدريس ويستخدم أساليب تدريسية أخرى لتقويم تدريسه وأنشطة تعليمية ووسائل تخدم مفهوم التقويم وأساليبه المتنوعة .

                                         ( عبد السلام مصطفى، 2000، ص 299 )

    ونجد أن التقويم داخل المدرسة يقتصر على تقييم الجوانب المعرفية مع إغفال الجوانب الوجدانية والمهارية، ولا يستخدم المعلم أساليب متطورة في التقييم التي ترکز على إعادة صياغة الأفکار واستخدام المقرر الدراسي لحل المشکلات المرتبطة بالمجتمع، لذلک يجب في عملية التعليم عدم الترکيز على تحصيل المعلومات فقط وتقييمها ولکن يجب أن يرکز على تنمية الإتجاهات والقيم .

6- المعلم :

      أدى التطور السريع لاحتياجات المجتمع خلال السنوات الأخيرة إلى ضرورة تطوير مفهوم التعليم ومحتواه ، وهذا سيتلزم تطوير المقررات الدراسية وأساليب التدريس وإعداد المعلم، والأدوات والتجهيزات والمباني المدرسية، وغيرها، فاحتياجات المجتمع المتغيرة والمتزايدة تستلزم تطويراً مستمراً لعناصر العملية التعليمية ، مما يترتب عليه تغيير مهام ومسئوليات المعلم لأداء أداوره المختلفة على المستوى التخطيط والتنفيذي للمنهج، ويعمل المعلم في مهنته في إطار عدد من العوامل التي تؤثر على مستوى أدائه في تلک المهنة والعوامل التي تؤثر على المعلم دائمة التغيير بسبب حرکة المجتمعات وتطورها .

                             ( عبد السلام مصطفى  2000 ، ص 295 – 299 )

    يعتبر المعلم أهم عنصر في العملية التعليمية، فهو الذي يلقي على عاتقه تنفيذ جميع محاور العملية التعليمية السابقة من خلال تزويد المتعلم بالمعارف وتقويمه ودفعه في مجال الأنشطة المختلفة، کما يعد المعلم العمود الفقري الذي لا غنى عنه في صياغة العملية التعليمية الصياغة المناسبة للطلاب بحيث تعطي أفضل النتائج وأقومها في إعداد المواطن الکفء القادر على مواجهة التحديات بمختلف أنواعها .

                                        ( عبد الفتاح أحمد جلال ، 2002 ، ص 51)

   ومن ثم فان للمعلم خصوصاً أهمية کبيرة في نجاح العملية التعليمية، وکذلک له الأثر الأکبر في سلوک الطلاب وأفکارهم التي يتشربوها عن طريق القدوة فالطلاب يکتسبون المعارف والقيم والمبادئ وأساليب التفکير من البيئة التي يعيشون فيها، ومن خلال تصرفات الأفراد البارزين فيها، وتطوره يتوقف في المقام الأول على المعلم ومدى قدرته على مسايرة التقدم والتطور والتغييرات السريعة والمتلاحقة .

       ويتفق المربون على أن وظيفة المعلم الأساسية في العصر الحالي الذي يتسم بالثورة المعرفية والمعلوماتية والتکنولوجية الهائلة والمتسارعة هي تعليم الطلاب أساليب ومناهج الحصول على تلک المعرفة التي لا يمتلکها المعلم وحده، ولا يحتفظ بها الکتاب الدراسي، ولکنها معرفة متاحة وعامة ومتجددة، کما أن وظيفته تکمن في التوجيه وليس إلقاء المعلومات، والحوار والجدل والنقاش بين المعلم والمتعلم، وکذلک تعليم الطلاب عدم الاعتماد بشکل  کلي على الکتاب الدراسي في المعرفة وحل المشکلات الواقعية، بل يجب تعليمه أن هناک مصارد أخرى للمعرفة کالرحلات والزيارات والبحوث ومن ثم فإن دوره کمعلم  في هذا العصر تحول من دور الملقن للمعلومات إلى دور الموجه المرشد وترک الحرية للطلاب للحصول على المعارف بأنفسهم وتعليمهم أنفسهم بأنفسهم .

                                        ( شبل بدران،  2000 ،ص 154- 155 )

    وبإلقاء نظرة على دور المعلم حالياً في بناء شخصية الطالب، يلاحظ ما يقوم به المعلم لا يصلح لتکوين  الاسنان في مجتمع المعلوماتية والرقمية، لأن العلاقة بين المعلم والطالب تقوم على أن المعلم يعلم ويحفظ الطلاب المعلومة فالطلاب يستقبلون هذه المعلومات دون فهم أو استيعاب، فالمعلم وحده هو يعرف کل شئ والطلاب لا يعرفون أي شئ، المعلم يفعل والطلاب لا يفعلون، فالمعلم هو يختار البرنامج والمواد الدراسية والطلاب عليهم أن يتأقلمون مع اختيار المعلم دون أن يؤخذ رأيهم، المعلم يملک المعرفة والطلاب عليهم الانصياع وراء آوامره وتعليماته، المعلم يصدر القرارات والطلاب ينفذونها دون مناقشة، فالمعلم أساس العملية التعليمية وحده ولا يشجع الطلاب على التعلم الذاتي والحصول على المعلومة بنفسه .

  وفيما يلي عرض مجموعة من الأدوار للمعلم والتي يمکن أن تسهم في                 وقاية الطلاب من الانحراف الفکري المرتبط  بالتفاعل مع وسائل الاتصال الرقمية الحديثة              ( صالح بن عبد العزير التويجري، 2017، ص 118) :

-تنمية الجوانب الدينية: من خلال تنمية العقيدة الصحيحة في نفوس الطلاب ومتى تشرب الطالب العقيدة الصحيحة کانت له أمانا" نفسيا" وقائيا" مصدره الطمأنينة والسکينة  .

- ترسيخ انتماء الطلاب لدينهم والاعتزاز به من خلال إظهار وسطية الدين الإسلامى وصلاحيته لکل زمان ومکان واعتداله وتوازنه في جميع نواحي الحياة فلا غلو ولا تفريط ولا إفراط.

- الشعور بکونه قدوة حسنة لطلابه فما يشاهده الطالب من معلمه من سلوکيات لها أثر کبير فيه، لذا يجب على المعلم الاعتدال في طرحه وتقبله للطالب کما هو أي بکل ما فيه من قصور ومحاورته، کما يجب على المعلم التزامه بقيم الدين الإسلامي وإظهار انتمائه          لوطنه والتأکيد على ما يقود إلي هذه القيم.

- تدريب الطلاب إلي الطرق التى يتحرون فيها مصداقية ما يتعرضون له في الاتصال الرقمي سواء کان ذلک خبرا" أو معلومة وتوضيح کيفية التعامل معه .

- حث الطلاب على إظهار ما لديهم من تساؤلات وتشجيعهم على ذلک، وإعطائهم فرصة إظهار قناعاتهم دون خوف أو رهبة، والتعامل مع ذلک بالإقناع والتوجيه والتحفيز .  

ثانياً عشر : نتائج البحث والتصور المقترح لتفعيل دور المدرسة في غرس قيم المواطنة الرقمية لدى الطلاب :

أ) نتائج البحث :

     من کل ما سبق يتبين لنا أن المدرسة الإبتدائية غير قادرة على غرس وتنمية قيم المواطنة الرقمية، وذلک يعود بالدرجة الأولى إلى طبيعة المعرفة المقدمة للطلاب، وإلى اعتماد التعليم التقليدي القائم على حشو الأذهان بمعارف وعلوم لا علاقة بينها وبين الواقع، ولا يناقش الواقع من قضايا ومشکلات وثورة معلوماتية ورقمية ويکون الواقع مغايراً تماماً لما يقدم لطلابنا من خلال مناهجنا الدراسية وإلى ما يقوم به المعلم من إبداع للمعلومات في عقول طلابه لوقت الحاجة إليها، وهو وقت الامتحان ، حيث يسترجع المتعلم کل المعلومات التي سبق  أن تلقاها وخزنها في عقله دونما تفاعل معها، إضافة إلى أن عملية تقويم الطلاب رغم تنوع أساليبها وأدواتها ترکز على قياس الجوانب المعرفية، والقدرة على الحفظ والاستظهار لدى الطلاب، وتهمل قياس باقي الجوانب الأخرى کالتفکير والفهم والتحليل والتفسير والإبداع، وإلى ضعف ممارسة الطلاب للأنشطة التربوية نظراً لإنشغالهم بدراسة المقررات الدراسية وقلة احتواء برامج الأنشطة على موضوعات تثير تفکيرهم .

ب) التصور المقترح لتفعيل دور المدرسة الابتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية لدى طلابها :

اتضح من عرض البند السابق ضعف دور المدرسة الابتدائية في غرس قيم المواطنة الرقمية لدى طلابها، وهذا يستدعي وضع تصور مقترح لغرس قيم المواطنة الرقمية لدى الطلاب يتضمن بجانب الفلسفة الذي يؤسس عليها ومرتکزاتها الأهداف التي يتم السعي من أجل تحقيقها والاجراءات المحققة لهذه الأهداف ، وکذلک الضمانات التي يجب أخذها في الاعتبار لنجاح هذا التصور في تحقيق أهدافه وذلک على النحو التالي :

1- فلسفة التصور المقترح ومرتکزاته :

     يمر المجتمع في الأونة الأخيرة بالعديد من التغيرات المتسارعة والمتلاحقة مثل : الثورة المعرفية والمعلوماتية، والتقدم العلمي والتکنولوجي المذهل، والثورة الديموقراطية، هذا بالاضافة إلى ثورة الاتصال والثورة الرقمية والإعلام، وهذا کله أدى إلى بروز ظاهرة العولمة التي حولت العالم إلى قرية صغيرة، ولم تعد هناک أي حدود أو فواصل بين الدول وهذا بالاضافة إلى انتشار الأخذ بالمنهج العلمي، وتطور النظريات التربوية وتنامي الوعي بحقوق الإنسان .

  وقد نتج عن هذه التطورات العصرية استراتيجيات تدعو لأهمية غرس قيم المواطنة الرقمية في نفوس الطلاب والقضاءعلى المشکلات المتعلقة بمواقع التواصل الاجتماعي والثورة الرقمية المتزايدة، وتزويد الطلاب بالمعلومات والمعارف الإيجابية للثورة المعلوماتية .

ولذا أصبح على المدرسة أن تغرس قيم المواطنة الرقمية لدى الطلاب وأن المدرسة تلعب دور حاسم في مواجهة المشکلات والتحديات التي تواجه المجتمع وأفراده ومن أبرزها الغزو الرقمي والمتوغل في کل مناحي الحياة، لذا أصبح على المدرسة غرس قيم المواطنة الرقمية للطلاب وتعريفهم بالتکنولوجيا الرقمية وإيجابياتها وسليباتها .

   وتلعب المدرسة دوراً فعالاً في غرس المواطنة الرقمية باعتبارها الأهم في تشکل الوعي وذلک من خلال ما يلي : (لمياء ابراهيم المسلماني 2014 ، ص 85 -86 )

- إلمام المدرسة بدورها في إعداد المواطن الرقمي .

- تنمية وعي الطلاب بمتغيرات العصر الحديث، وکيفية مسايرتها والتعامل معها، والاستفادة من إيجابياتها وتلافي آثارها السلبية .

- تنمية قدرة الطلاب على إقامة علاقات إيجابية مع الآخرين .

-  تنمية قدرة الطلاب على التفکير الناقد والذي يمکنهم من التمييز بين ما هو صالح وما هو  طالح .

- الاهتمام باللغة العربية وتشجيع الطلاب على التمسک بها .

- الاهتمام بباب النقاش والحوار بين الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور والإعلاميين والمشرعيين والرعاة وغيرهم ، والبحث في کيفية الربط بين المنزل والمدرسة ، والمجتمع لتحقيق الهدف المنشود .

- الاهتمام بترسيخ القيم الدينية والأخلاقية في نفوس الطلاب .

- تحديد عملية اتصال الطلاب بأجهزتهم الشخصية داخل المدرسة بحيث تکون تحت الرقابة .

- تحديد عملية الطلاب بالانترنت  في المدرسة، بحيث تکون قاصرة على ما يخدم العملية التعليمية .

- عقد ندوات ولقاءات لأولياء الأمور وأعضاء المجتمع لتعريفهم بالمواطنة الرقمية وأهميتها وکيفية القيام بدروهم في التنشئة الأولى للطفل .

- توفير مصادر للمعلمين لمساعدتهم في فهم أسس وإستراتيجيات تدريس المواطنة الرقمية، جنباً إلى جنب مع مصادر لتعليم الوالدين، ومن الأمثلة على ذلک إنشاء مواقع متخصصة على شبکة الانترنت، نشر بعض المعلومات على الموقع الرسمي للمدرسة، عمل کتيبات تعريفية، عمل ملصقات، وعمل مؤتمرات باستخدام الفيديو کونفرانس .

- توفير خدمات الإرشاد النفسي داخل المدرسة، والتي تسهم بدورها في توجيه الطلاب إلى الطريق الصحيح وتصحيح مسارهم .

   وفي ضوء ما سبق يمکن تحديد فلسفة التصور المقترح في أن ما يتعرض له المجتمع من تغييرات وتطورات سريعة ومتلاحقة تتمثل في الثورة المعرفية والمعلوماتية والتکنولوجية، وثورة الاتصالات والمواصلات والثورة الرقمية ، والثورة المعرفية والعلمية، وکل هذا يفرض على المدرسة ضرورة تفعيل عناصر العملية التعليمية لغرس قيم المواطنة الرقمية لدى طلابها، حتى يکونوا أفراد قادرين على التعامل مع متغيرات العصر، وحتى نبني شخصيات قادرة على التکيف مع الثورة الرقمية ومعرفة آثارها ونتائجها .

    وطبقاً لمعالم هذه الفلسفة يؤسس التصور المقترح على عديد من الدعائم والمرتکزات التي تتضمن الشمولية في تطوير کافة عناصر العملية التعليمية بالمدرسة الابتدائية، والتکامل بين أهداف المجتمع، وأهداف التربية، وحاجات الطلاب ومتغيرات العصر، وبين مکونات العملية التعليمية وبين جوانب الشخصية الجسمية والعقلية والانفعالية، وأن  يراعي التنوع في موضوعات المقررات الدراسية .

    ويمکن للمدرسة تأهيل الطلاب معرفياً ومهارياً وجدانياً وأخلاقياً للتعامل کمواطنين رقميين وبناء البيئات الداعمة عبر عدة أبعاد :

- البعد الأول :

   توظيف وسائط التواصل المتنوعة، وبخاصة الشبکات المعلوماتية من أجل تشجيع التلاميذ على مواکبة التغيرات والمستجدات في حقول المعرفة وغيرها، وخاصة في هذا العصر الذي يتصف بالسرعة في التدفق المعلوماتي، ( التوظيف الفعال للانترنت والبريد الالکتروني و غيرها من وسائل التواصل ) .

- البعد الثاني :

   تدريب الطالب أن يتعلم ويقرأ ويکتب ويشاهد ويسمع ويتجاوز ويرسم ويصور ويؤلف، ومن خلال الوسيط الرقمي بصورة کلية ، بما يجعلهم الطلاب أسياد أنفسهم ، بل يصبحوا أساتذة وخبراء في حين يقتصر دور المعلم على مواکبتهم والتدخل بناءاً على طلبهم وينتقل الطالب من متلق العلم إلى صانع به ويتحول المعلم من ملقن إلى موجه، فلابد من تدريب کل أعضاء المجتمع المدرسي على إستخدام هذه التقنيات الحديثة .

- البعد الثالث :

    توظيف أسلوب الحوار والنقاش لتعليم التلاميذ مهارات التواصل ومهارات احترام آراء وأفکار الآخرين ومهارات الإصغاء النشط ويتطلب هذا أن تتاح الفرصة للتلاميذ للاشتراک في المنتديات والمدونات وجلسات النقاش التي تتيجها شبکات التواصل الاجتماعي عبر شبکة الانترنت، التي حول حول قضايا تهم التلاميذ في حاضرهم ومستقبلهم، وأن تعمل المدرسة على تصميم موقع إلکتروني للمدرسة يقيم جميع فعاليات العملية التعليمية، ويسمح للطلاب بالتعبير عن آرائهم حولها وأن يتم نشره في المدرسة وتعريف الجميع به ليتمکن الطلاب والمعلمين من خلال التواصل الاجتماعي مع بعضهم البعض ومع معلميهم والإدارة بل وتواصل أولياء الأمور مع کل تلک الفئات .

- البعد الرابع :

    توفير الإمکانات والتقنيات ووضع الآليات اللازمة لتحقيق الاتصال الدائم بين الطلاب والأساتذة والمدرسة التي ينتمون إليها بإستخدام مواقع الانترنت وأن توفر تلک الآليات مناخ فعال لتکنولوجيا المعلومات يسمح لجميع الأطراف أن يتواصلوا بالمواقع الالکترونية على الانترنت وذلک لتبادل المعلومات فيما بينهم، ومن خلال بناء شبکة تعليمية لکل المدراس، وتصميم موقع على الانترنت .

- البعد الخامس :

      ضرورة أن تنتقل المدرسة بکل أجهزتها وعناصرها  ومناهجها إلى الفضاء الالکتروني، ويدرس الطلاب برنامجاً عالمياً موحداً ومن خلال تواصلهم على الشبکة العنکبوتية ويتجاوزن فواصل الزمان والمکان، من دون قيود تحد من حرياتهم ولا رقابة على تصرفاتهم وإنما توجيه وإرشاد، ويحولون مواضيع الدراسة إلى مسائل يستکشفونها عبر تقنيات رقمية تنمي فيهم روح المغامرة والابداع، ومواکبة العصر ويعملون بأدوات من نتاج الثورة التکنولوجية المعاصرة کالکمبيوتر والانترنت والشاشة التي تعمل باللمس والفأرة السحرية والکاميرا الرقمية ومشغل الموسيقى وغيرها من الأدوات التي تضحي بديلاً من الکتب والأوراق والأقلام وغيرها .

2- أهداف التصور المقترح:

     من خلال العرض السابق لفلسفة التصور المقترح ومرتکزاته يمکن تحديد أهداف التصور على النحو التالي :

أ- تنمية قدرات ومهارات التلاميذ في المرحلة الإبتدائية بالاستخدام الأمثل للتکنولوجيا الرقمية في الدخول على الانترنت .

ب- تمکين التلميذ من الثقافة القانونية المتعلقة بالحقوق والواجبات الخاصة بالمواطنة الرقمية وتمکينهم أيضاً من مهارة التفکير العلمي والناقد .

ج- تحديد المهام والأدوار التي ينبغي أن يقوم بها کل عنصر من عناصر العملية التعليمية في المدرسة، لتنمية

 أ) تحديث أهداف العملية التعليمية تحديثاً يسهم في تزويد الطالب بالقدرات والمهارات الأتية:

وغرس قيم المواطنة الرقمية لدى التلاميذ .

د- معالجة أوجه القصور في بعض جوانب العملية التعليمية في المدرسة والتي تتمثل في إنخفاض کفاءة المقررات الدراسية وطرق التدريس، والأنشطة وأساليب التقويم والمعلمين ودورهم في غرس قيم المواطنة الرقمية لدى التلاميذ .

3- إجراءات التصور المقترح :

يتطلب تحقيق أهداف التصور المقترح من المسئولين عن المدارس القيام بالاجراءات التالية  :

- القدرة على التعامل بوعي وفهم مع متغيرات العالم الذي يعيش فيه .

- امتلاک مفاتيح وأدوات المعرفة ليصبح قادراً على التعلم الذاتي .

- القدرة على حل المشکلات  وإتخاذ القرار .

- القدرة على جمع المعلومات من مصادرها المختلفة وتحليلها وتفسيرها بموضوعية .

- القدرة على النقاش والجدال والحوار مع الآخرين .

- القدرة على التفکير الحر والمستقل عن الآخرين .

- القدرة على العمل مع الفريق في إطار روح التعاون، والمشارکة والمبادرة والابداع .

- القدرة على التعامل مع تکنولوجيا المعلومات واستخدامها في البحث عن المعارف .

- القدرة على انتاج المعرفة بدلاً من تلقينها جاهزة .

- القدرة على تحمل المسئولية عن نفسه وتعليمه وتفکير بدلاً من الأعتماد على الآخرين .

ب- تحديث المقررات الدراسية ، بحيث تسهم في غرس المواطنة الرقمية للتلاميذ، وذلک من خلال :

- أن يحتوي المقرر على جانب قانوني عن حقوق وواجبات المواطنة بشکل عام، کما يحددها القانون المصري، ثم حقوق وواجبات المواطنة الرقمية کما يحددها القانون المصري والدولي ومنها حقوق الملکية الفکرية ما يترتب على انتهاکها .

- أن يحتوي المقرر على جانب تکنولوجي عملي، يقوم بتدريسه المتخصصون في            تکنولوجيا التعليم، بحيث يتم في هذا الجانب تدريب التلاميذ على استخدام التکنولوجيا  (الکمبيوتر والهواتف الذکية ) في الدخول على قواعد البيانات العلمية، والبحث فيها، کما يتم فيها التدريب على الاستخدام الصحيح للتکنولوجيا، مع إعطاء تدريبات عملية للتلاميذ للإستخدام الصحيح  والخاطئ للتکنولوجيا .

- أن يحتوي المقرر على  جانب يتعلق بتعليم التفکير الناقد، يقوم بتدريبه المعلمون المتخصصون، وبحيث يکون الجزء الأکبر من هذا الجانب عملياً على عينة مما يتم تداوله باستخدام التکنولوجيا الرقمية عبر الانترنت .

- مراعاة المرونة وعدم الجمود في المناهج والمقررت الدراسية، بحيث يعطي فرصة للمعلم والمتعلم التفاعل الحقيقي، وبذلک تصبح طريقة التفکير والبحث العلمي المنطقي، وتسلسل الأفکار والفهم الصحيح هو المهم لمعظم المقررات الدراسية .

- الاهتمام بربط المقررات الدراسية بقضايا المجتمع المعاصر، والاسهام في إيجاد حلول لها .

- تطوير المقررات الدراسية بحيث تخدم التوجيه نحو التعلم الذاتي والتعلم التعاوني والابتکار الذي يرکز على مشارکة المتعلم ونشاطه الفکري في العملية التعليمية .

ج- تطوير طرق التدريس :

- عقد ورش للتلاميذ لتعريفهم بسلبيات وإيجابيات التکنولوجيا الرقمية، أي أن يتعلم التلاميذ معلومات عن تلک التکنولوجيا .

- استخدام أساليب وأدوات تدريس متعددة، تتمثل في المناقشة والحوار، وأسلوب حل المشکلات، والتدريبات العملية على الحاسوب والتعلم التعاوني والتعلم الذاتي وغيرها .

- التأکيد على استخدام الطريقة الحوارية في التدريس بدلاً من الطريقة التلقينية .

- الإکثار من تکليف التلاميذ أثناء العملية التعليمية ببعض الأبحاث الإلکترونية لقضية مرتبطة بالمنهج الدارسي ، لتعويدهم على النظر إلى المعرفة على أنها عملية بحث وليست عملية تلقين ولتدريبهم على مهارات الحاسب والهواتف الذکية.

د- تطوير أساليب التقويم، بحيث تسهم في قياس القدرات المختلفة لدى التلاميذ من خلال :

- الترکيز في عملية التقويم على جعل المتعلم في موضع الباحث أمام قضايا تطرح عليه .

- تنويع نظم الامتحانات ووسائل اختيار الطلاب، بحيث لا تقتصر على قياس قدرة الطالب على التذکر والحفظ فقط، وإنما تمتد إلى جميع قدراته العقلية مثل التحليل والتفسير والابداع.

- القيام بتقديم تغذية راجعة للطالب بعد تقويمه والتي يتحقق في ضوئها تحسين وتطوير قدرات التلاميذ المختلفة. 

ه- زيادة الاهتمام بممارسة الأنشطة التربوية الهادفة :

- عقد لقاءات لتنمية وعي الطلاب والمعلمين والمديرين وجميع العاملين بالمدرسة بأهمية المواطنة الرقمية .

- عمل برامج تدريبية للتلاميذ  في ضوء اختبار يحدد مستوى تمکنهم من مهارات استخدام التکنولوجيا .

- تدريب الطلاب على الاستفادة من وسائل التواصل الالکترونية في الاتصال بين المعلم والتلاميذ على سبيل المثال إرسال التلاميذ لأنشطة معينة أو تکليفات للحصول على        درجات معينة .

- تنظيم العديد من الندوات التثقيفية عن الجوانب القانونية الرقمية وما يترتب عليها من انتهاکها من عقوبات .

و- تجديد دور المعلم، لکي يسهم في غرس قيم المواطنة لدى التلاميذ من خلال القيام        بما يلي:

- تدريب المعلم للتلاميذ على المعايير الأخلاقية المرتبطة باستخدام التکنولوجيا، وکيف يتسنى لهم استخدام الآمن ، وکيفية التحقق مما ينشر على الانترنت، وکيفية التحقق من مصداقية المواقع التي يدخلون عليها .

 - تدريب المعلم للتلاميذ على توظيف التکنولوجيا وخاصة تکنولوجيا المعلومات والاتصالات في شتى مجالات الحياة .

- تعزيز قدرة التلاميذ على الحوار والنقاش الهادف وتقبل آراء الآخرين .

- تنمية قدرة التلاميذ على إنتاج المعرفة والتحول من ثقافة النقل إلى ثقافة العقل .

- تدريب التلاميذ على استخدام أساليب التعلم الذاتي .

- تنمية التفکير الناقد، والتفکير المستقل والتفکير الإبداعي لدى التلاميذ .

- تشجيع التلاميذ على التعبير عن آرائهم بحرية وتقبل وجهات النظر الأخرى .

4) الضمانات التي تؤخذ في الاعتبار لنجاح التصور المقترح :

يتوقف  نجاح التصور المقترح في تحقيق أهدافه على توافر بعض الضمانات، أهمها :

- وضع التشريعات والسياسات التي تتعلق بالمواطنة الرقمية في المدارس، والتي تتضمن الهدف منها، وآليات تنفيذها وأدوار ومسئوليات المشارکين في عملية التنفيذ .

- تنظيم لقاءات تضم کافة المهتمين بالموضوع من العاملين بحقل التعليم، والتربويين، ورجال الإعلام، وأولياء الأمور والطلاب لتعريفهم بالموضوع .

- قيام کل مدرسة بتقييم الوضع الراهن بها، وتحديد احتياجاتها وکيف يمکن الربط بين القواعد والتنظيمات وما يتعلمه الفرد، وهل يستم إدراج موضوعات المواطنة الرقمية في مختلف المناهج الدراسية، أم سيخصص لها منهج مستقل .

- عمل برنامج للمواطنة الرقمية بالمدرسة يکون هدفه الأساسي هو تدريب الطلاب على أن يديروا أنفسهم من خلال ما سيتم اکتسابه من قيم المواطنة الرقمية من خلال هذا البرنامج يتم تدريب الطلاب علي العناصر التسعة للمواطنة الرقمية ويشمل ذلک ما يلي :

1- تعريف الطلاب بجوهر المواطنة الرقمية والذي يرتکز على کونها أداة تساعدهم على أن يصبحوا مواطنين عالميين .

2- تنمية قدرة الطلاب على استخدام التکنولوجيا الرقمية، ومعرفة متى وکيف يمکن استخدامها وتدريبهم على التحکم في سلوکياتهم عند الاستخدام .

3- تعريفه بکيفية کتابة رسائل بريد إلکتروني موجزة وخالية من أخطاء اللغة منعاً لسوء الفهم من قبل المستقبل .

4- تدريب الطلاب على کيفية الحصول على المعلومات بمختلف أنواعها وبطرق شرعية وأخلاقية .

5- تنمية وعي الطلاب بأهمية التفکير فيما ينشر على الانترنت وماله من آثار وکيفية التحقق  من مصداقية المواد المنشورة .

6- توخي الحذر عند نشر أي معلومات خاصة .

7- تعريف التلاميذ بعناصر الأمن والسلامة البدنية والنفسية المرتبطة بإستخدام التکنولوجيا وتوعيتهم بالمخاطر الناجمة عن الاستخدام الغير صحيح .

8- تعريف الطالب بالاتصال  الرقمي وأنواعه ومميزاته وعيوبه کل نوع .

9- الإلمام بالمفاهيم الأساسية للاتصال الشرعي والأخلاقي والقيمي وعواقب استغلال التکنولوجيا في القيام بأعمال إجرامية .

10- تدريبهم على کيفية حماية أنفسهم من لصوص الانترنت من خلال فهم الهندسة الاجتماعية أي کيفية التعامل مع مستخدمي الانترنت من الأذکياء .

11- تعريف الطلاب بمخاطر التحدث مع الأخرين وبخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي .

12- تنمية وعي الطلاب بأهمية الحفاظ على هوياتهم الشخصية وکلمة السر الخاصة بالامتناع عن نشرها بين الأصدقاء، عدم ترک جهاز الکمبيوتر إلا بعد التأکد من تسجيل الخروج من الموقع وکذلک عدم اختراق خصوصيات الغير .

13- توعيتهم بمخاطر الإدمان الخاصة بالانترنت وما لذلک من آثار خطيرة تتمثل في  الإنعزال عن المجتمع والاکتفاء ببناء مجتمع افتراضي .

14- اطلاق برنامج تدريبي تشرف عليه وزارتا التربية والتعليم والاتصالات وتکنولوجيا المعلومات لإکساب الطلاب مهارات وقيم التعامل مع التکنولوجيا الرقمية، ويحصل من يجتاز البرنامج شهادة " المواطن الرقمي" .

15- أن يکون من أهداف تدريس مقرر الاستخدام الآمن للانترنت غرس أخلاقيات وقيم المواطنة الرقمية وتدريب الطلاب على السلوک الإيجابي، وإرشادهم إلى الاستخدام الآمن للانترنت .

16- تضمين المناهج التعليمية مفاهيم المواطنة الرقمية وأساليب تفعيلها على أرض الواقع .

17- تدريس موضوعات السلامة على الانترنت في کل المراحل التعليمية وفي کل السنوات الدراسية وعدم اقتصارها على مرحلة أو سنة دراسية معينة .

18- التعاون بين المدرسة والأسرة لتعزيز قيم المواطنة الرقمية .

5) معوقات تنفيذ التصور المقترح :

بعض المعوقات التي تواجه تنفيذ التصور المقترح وتتمثل في الأتي :

- قلة الوعي بأهمية التکنولوجيا الرقمية وتوظيفها في التعليم .

- ضعف البنية التحتية للتکنولوجيا الرقمية .

- عدم توفر مصدر تمويل للبرامج التدريبية التي تقدم للطلاب والمعلمين .

6) سبل التغلب على المعوقات :

بعض سبل التغلب على المعوقات الخاصة بتنفيذ  التصور وتتمثل فيما يلي :

- تطوير البنية التحتية وذلک عن طريق : توفير شبکة إنترنت فائقة السرعة بالمدارس وتجهيز معامل کمبيوتر بکل مدرسة .

- التنسيق بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الاتصالات وتکنولوجيا المعلومات لتوفير خبراء في مجال  التکنولوجيا لتدريب المعلمين على الاستخدام الآمن للانترنت والتجارة الرقمية ومکافحة الجرائم الإلکترونية وذلک لتعزيز المواطنة الرقمية لدى الطلاب .

- أن تقدم شرکات القطاع الخاص  والجمعيات الأهلية دعماً مادياً لتجهيز معامل الکمبيوتر بالمدارس .

*الإهتمام بغرس قيم المواطنة الرقمية :

واقترح ريبيل ( Ribble,2014,88) نموذجاً لتدريس المواطنة الرقمية في الفصل الدراسي للصفوف في الروضة حتى الصف 12، واقترح أن يتم تدريس مفاهيم ومهارات وقيم المواطنة الرقمية في کل المراحل الابتدائية والاعدادية والثانوية، واقترح أن يتم الترکيز في المرحلة الابتدائية على قواعد السلوک، والتواصل والحقوق والمسئوليات وأن يتم الترکيز في المرحلة الاعدادية على الوصول ومحو الأمية، والسلامة والأمن، وأخيراً يتم الترکيز في المرحلة الثانوية على القانون والتجارة والصحة والرعاية ومن هذه القيم :

 (أماني عبد القادر محمد ،2018،ص ص 91-93)

1- قيم الاحترام ( احترم نفسک/ احترم الآخرين ) .

   وتشير هذه القيم إلى العناصر التني تعزز مبادئ الاحترام لدى الفرد، بحيث تمثل قواعد السلوک المقبول والناتج عن القيم والمبادئ التي يحملها المواطن الرقمي، کما تشير إلى أهمية تمکين جميع الفئات في المجتمع من استخدام التقنيات الرقمية، ويمکن تعزيز قيم الاحترام عن طريق ما يلي :

- إحترام الحريات الشخصية .

- الإعتدال في إستخدام التقنية .

- إحترام القوانين المصاحبة لأية تقنية .

- ضرورة ذکر مصدر المحتوى الرقمي عند الاستفادة أو الاقتباس منه .

- توضيح مخاطر المواقع الالکترونية المحظورة .

- التفريق بين ما هو إيجابي وما هو سلبي .

- التعريف بالإستخدام غير القانوني ( اختراق الأجهزة) .

2- قيم التعليم ( علم نفسک – تواصل مع الآخرين ) :

    وهي تشير إلى الجوانب التعليمية المهمة لتشکيل المواطن الرقمي، والتبادل الالکتروني للمعلومات کما تشمل جوانب التجارة الرقمية المتمثلة في عمليات البيع والشراء           عبر الانترنت .

ويمکن تعزيز قيم التعليم عن طريق ما يلي :

- الالتزام بالآداب الإسلامية في المجتمعات الرقمية .

- إکساب مهارات الإستماع الجيد في التواصل الرقمي .

- إکساب مهارات إستخدام المتصفحات الرقمية بالطرق السليمة.

- استخدام اللغة العربية عند التواصل مع الآخرين .

- تعزيز آداب المحادثة مع الآخرين عبر الإنترنت .

- تقييم المصادر عبر الإنترنت .

- التبادل الإلکتروني للمعلومات .

- إستخدام مواقع التواصل الاجتماعي الإيجابي .

- التعريف بقواعد التجارة الالکترونية .

- بيان وسائل أمان الشراء عبر الانترنت .

3- قيم الحماية ( احم نفسک / احم الآخرين )

    وهي تشيل إلى عناصر الحماية، وتشمل الحماية الجوانب الشخصية والنفسية والصحية فالمواطن الرقمي يعرف ما له من حقوق وما عليه من واجبات مثل هويته الشخصية وحرية  التعبير، وما عليه من واجبات مثل احترام آراء الآخرين، يعرف أيضاً طرق الحفاظ على معلوماته الخاصة حتى لا يقع في عمليات الإبتزاز الإلکتروني، کما يعرف المخاطر الصحية للتکنولوجيا .

ويمکن تعزيز قيم الحماية عن طريق ما يلي :

 - التعريف بطرق المحافظة على الهوية الشخصية والخصوصية الرقمية .

- تعزيز قيم الإحترام لحقوق ملکية الآخرين .

-  تعزيز قيم ( الصدق – الموضوعية ) .

- المساعدة في نشر ثقافة الإستخدام الآمن .

- التعريف بطرق حجب المواقع الرقمية والبرامج غير الآمنة .

- متابعة الأمن الشخصي .

- إکساب  کيفية التعامل مع الرسائل السلبية الواردة عبر التقنيات الرقمية .

- التعريف بآثار المخاطر الجسدية والنفسية الضارة عند الاستخدام .

 

المراجع العربية:

1-  أحمد عيد براک (2018)، دور المدرسة في تعزير قيم المواطنة لدي طلاب المرحلة المتوسطة بمدنية مکة المکرمة، جامعة عين شمس، کلية التربية، مجلة الجمعية التربوية للدراسات الاجتماعية، عدد(99)، 2018، 127-153.

2-  أحمد محمد عبد الرؤوف شرف الدين(2019)، المواطنة الرقمية الوقاية والحل، کلية التربية، دراسات في التعليم الجامعي، مرکز تطوير التعليم الجامعي، جامعة عين شمس، عدد (45)، 407-412 .

3-  أشرف شوقي صديق أبو جحر، تنمية المواطنة الرقمية لدي طلاب الجامعات المصرية في ضوء التحديات التکنولوجية المعاصرة، دراسة ميدانية بجامعة المنوفية، رسالة دکتوراه، کلية التربية: جامعة مدينة السادات، 2019، ص 1-162.

4-  أماني عبد القادر محمد( 2018)، رؤية مقترحة لتعزيز قيم المواطنة الرقمية لطلاب التعليم قبل الجامعي في ضوء الاتجاهات العالمية المعاصرة، المرکز العربي للتعليم والتنمية، مجلد (25 )،عدد ،(114)، 73-132 

5-  أمل بنت علي بن سعد الموازن(2018)، درجة تمثل طالبات الکليات الإنسانية بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن لقيم المواطنة الرقمية مع تصور لدور الجامعة في تعزيز قيمها، مجلة العلوم التربوية : جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عدد (17)، 167-342.

6-  أميرة عبد السلام زايد(2011)، المرأة والتعليم والوعى بحقوق المواطنة" قضايا مرکزية فى تربية المواطنة"، الأسکندرية: دار الوفاء، ص 34.

7-  السيد علي السيد شهده، إيمان الشحات سيد أحمد(2019)، مستوى وعي طلبة کلية التربية بجامعة الزقازيق بأبعاد المواطنة الرقمية، مجلة کلية التربية بالزقازيق، العدد (105) ،الجزء الثاني، أکتوبر 2019، 1-37

8-  اليونسکو: التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع، ( التعليم للجميع ضرورة ضمان الجودة ) باريس 2004

9-  باسم صبري محمد سلام(2016)، أبعاد المواطنة الرقمية بمناهج التربية الوطنية بالمرحلة الثانوية، دراسة تقويمية مجلة العلوم التربوية جامعة جنوب الوادي کلية التربية بقنا، عدد (29) ،مجلد ( 28)، ديسمبر 2016، 372-420

10-                                             تامر المغاوري الملاح(2017)، المواطنة الرقمية، القاهرة: دار السحاب للنشر والتوزيع، 2017، ص 25.

11-                                             جابر عبد الحميد(2002)، اتجاهات وتجارب معاصرة في اداء التلميذ والمدارس القاهرة: دار الفکر العربي، 2002 ص 13 .

12-                                             جمال درهم أحمد سعيد زيد(2006)، برنامج مقترح لتنمية مهارات معلمي المرحلة الثانوية، في مجال استخدام تکنولوجيا التعليم الرقمية بالجمهورية اليمنية، رسالة ماجستير، مصر: أکاديمية السادات للعلوم الادارية، 2006 .

13-                                             جمال علي خليل الدهشان(2015)، المواطنة الرقمية مدخلاً لمساعدة أبنائنا على الحياة في العصر الرقمي، مجلة کلية التربية جامعة المنوفية ، 2015، 1-42 .

14-                                             جيدور حاج بشير(2016)، أثر الثورة الرقمية والاستخدام المکثف لشبکات التواصل الإجتماعى فى رسم الصورة الجديدة لمفهوم المواطنة من المواطن العادى إلى المواطن الرقمى، العدد( 15)، جامعة قاصدى مرباح ورقله: کلية الحقوق والعلوم السياسية، 720-735.

15-                                             حسين کامل بهاء الدين(2008)، التعليم والمستقبل، ط2 ،القاهرة ، دار المعارف، 2008.

16-                                             حنان عبد العزيز عبد القوي(2016)، المواطنة الرقمية لدى طلاب الجامعة بمصر، کلية البنات جامعة عين شمس نموذجاً، مجلة البحث العلمي في التربية، جامعة عين شمس، العدد (17) ،المجلد( 5)، 387-440 .

17-                                             خالد منصر(2019)، الفضاء العمومي في ظل الثورة الرقمية وأثره على المواطنة، مجلة الباحث في العلوم الانسانية والاجتماعية، جامعة قاصدي مرباح، الجزائر ، مجلد (11) ،عدد( 4)، ديسمبر 2019، 205-216 .

18-                                             دلال عبد الرزاق عمار ،محمد حمدالعتل،(2018)، دور المناهج الدراسية في تعزيز المواطنة الرقمية في دولة الکويت من وجهة نظر الطلاب في ضوء بعض المتغيرات، مجلة البحث العلمي في التربية ، جامعة عين شمس، عدد (19 ) مجلد (8)، ص 413-443 .

19-                                             روان يوسف السليحات، خالد علي عوض السرحان،(2018)، درجة الوعي بمفهوم المواطنة الرقمية لدي طلبة مرحلة البکالوريوس في کلية العلوم التربوية بالجامعة الأردنية، مجلة دراسات العلوم التربوية، مؤتمر کلية  العلوم التربوية " التعليم في الوطن العربي نحو نظام تعليمي متميز" المجلد (45)، عدد(3)، 19-33.

20-                                             ريهام سامي حسين يوسف، مهارات التربية الإعلامية الرقمية لدي طلاب الجامعات: " دراسة کيفية"، المجلة العربية للبحوث الإعلام والإتصال، عدد(26)، 2019، 196- 215.

21-                                             سعاد محمد عمر(2017)، تصور مقترح فى ضوء متطلبات التعلم الذکى والمواطنة الرقمية لتنمية قيم التسامح لدي الطالب المعلم بقسم الفلسفة بکلية التربية الإجتماعية، الجمعية التربوية لدراسات الاجتماعية، مجلد(1)،479-513.

22-                                             شبل بدران(2000)، التعليم وبناء الذات الإنسانية الحرة، الحرية الفکرية والاکاديمية في مصر، القاهرة: دار الأمين.

23-                                             صالح بن عبد العزيز عبدالله التويجري، دور معلم المرحلة الثانوية في وقاية الطلاب من الانحراف الفکري في ضوء المواطنة الرقمية من وجهه نظر المشرفين التربويين: دراسة ميدانية بمدينة الرياض،مجلد(26)، عدد(67)، مايو 2017، ص 101-149.

24-                                             صبحي شعبان علي شرف الدين، محمد السيد أحمد الدمرداش(2014)، معايير التربية على المواطنة الرقمية تطبيقاتها في المناهج الدراسية المؤتمر السنوي السادس" أنماط التعليم ومعايير الرقابة على الجودة فيها " المنظمة العربية لضمان الجودة في التعليم،المنعقد في سلطنة عمان في الفترة من  10- 11 ديسمبر.

25-                                             عبد الرؤوف محمد اسماعيل، المدينة الذکية طموح ايديولوجي عربي- استراتيجية دعم التحول الرقمي وإدارة البنية الذکية لدول المنطقة في تحقيق الإزدهار وجودة الحياة نحو مجتمعات متقدمة، القاهرة :دار روابط النشر والتوزيع ، 2018، ص 94 .

26-                                             عبد السلام مصطفى عبد السلام(2000)، أساسيات التدريس والتطوير المهني للمعلم، القاهرة: دار الفکر العربي.

27-                                             عبد العاطي حلقان أحمد(2016)، تعليم المواطنة الرقمية فى المدارس المصرية والأوروبية ( دراسة مقارنة)، المجلة التربوية، جامعة سوهاج: کلية التربية، مجلد(44)، 427- 573.

28-                                             عبد العال عبدالله السيد(2018)، أثر إختلاف نمطى الأنفوجرافيک الثابت والمتحرک فى تنمية مهارات المواطنة الرقمية لدى طلبة المعاهد العليا للحاسبات، تکنولوجيا التربية، دراسات وبحوث: الجمعية العربية لتکنولوجيا التربية، العدد(35)،1-53.

29-                                             عبد الفتاح أحمد جلال(2002)، تجديد العملية التعليمية في جامعة المستقبل، القاهرة: جامعة القاهرة، 2002 م .

30-                                             عبد المجيد خليفة الکوت(2015)، المواطنة الرقمية: التحديات والتجليات، مجلة الجامعي، العدد ( 22)، أکتوبر 2015 ، 65-76.

31-                                             عثمان العامر(2003)، المواطنة في الفکر الغربي المعاصر: دراسة نقدية من منظور اسلامي، مجلة جامعة دمشق المجلد التاسع عشر، العدد الأول، ص 79-98 .

32-                                             عثمان بن علي القحطاني(2018)، فاعلية برنامج قائم على شبکات التواصل الإجتماعى ومقومات المواطنة الرقمية فى تنمية مکونات الأمن التقني والفکرى لدى السنة التحضيرية بجامعة تبوک، المجلد ( 39)، العدد (150)، رسالة الخليج العربي: مکتب التربية العربى لدول الخليج، 2018، 79-98.

33-                                             عصام توفيق قمر(2008)، الأنشطة التربوية في مواجهة المشکلات السلوکية للطلاب ( الأسباب – المظاهر – العلاج ) القاهرة : المکتب الجامعي الحديث، 2008 ،ص14 .

34-                                             فؤاد فهيد شائع الدوسري(2017)، مستوى توافر معايير المواطنة الرقمية لدى معلمي الحاسب الألي مجلة دراسات  في المناهج وطرق التدريس، جامعة الملک فهد، العدد (219)، 2017 ،ص 11-111 .

35-                                             لمياء ابراهيم المسلماني، التعليم والمواطنة الرقمية (2014)، رؤية مقترحة عالم التربية : المؤسسة العربية للاستشارات العلمية وتنمية الموارد البشرية، العدد (47) ،المجلد، ( 15) ،يوليو 2014 ، 15-94 .

36-                                             محمد شوقي شلتوت، المواطنة الرقمية: ترف فکري أم ضرورة ؟ ، مجلة فکر، الرياض:مرکز العبيکان للنشر،2016، 104- 105. 

37- محمد زين العابدين عبد الفتاح(2018)، دور جامعة الأزهر في استخدام المستحدثات التکنولوجية في تعزيز قيم المواطنة الرقمية لدى طلابها من وجهه نظر أعضاء هيئة التدريس، کلية التربية: جامعة جنوب الوادي، العدد( 36)، 137-196

 38- محمد متولي غنيمة(2010)، سياسات وبرامج إعداد المعلم العربي وبنية العملية التعليمية، ط2 ،القاهرة: الدار المصرية.

39- مشاعل عسير العتيبي(2018)، دور قائدات المدارس في تبني مشروع المواطنة الرقمية، مجلة العلوم التربوية والنفسية ، العدد (14) المجلد 2، مايو 2018، 37-56.

40- معجب بن أحمد معجب الزهراني(2019)، إسهام المدرسة في تحقيق المواطنة الرقمية لدى طلابها في ظل التحديات المعاصرة، المجلة التربوية،کلية التربية، جامعة سوهاج، العدد(68)، ديسمبر،393 - 422.

41- هالة حسن بن سعد الجزار(2014)، دور المؤسسة التربوية في غرس قيم المواطنة الرقمية : تصور مقترح دراسات عربية في التربية وعلم النفس : رابطة التربويين العرب، العدد (56 ) ، ديسمبر 2014، 385-418.

 42- هديل مصطفى الخولي(2012)، التعليم والمواطنة" رؤية مستقبلية"، القاهرة: المکتبة الأکاديمية، 2012.

43- هلال فتحي وآخرون، تنمية المواطنة لدى طلاب المرحلة الثانوية الکويت، مرکز البحوث التربوية والمناهج بوزارة التربية .

44- هند سمعان ابراهيم الصماوي(2017)، تصورات طلبة جامعة القصيم نحو المواطنة الرقمية، دراسة ميدانية على  عينة من طلبة جامعة القصيم، مجلة دراسات نفسية وتربوية، عدد (18)، ص 266-285.

 

المراجع الاجنبية :

1) Mossberg .k. Tolbert , C.J.Mcneal , R.s.(2011) Digital Citizenship : the Internet society ,and participation , the Mit press , Cambridge , Massachusetts London England .

2) Thompson p.(2013) The digital natives as Learners : Technology use palterns and approaches to Learning Computers , Education , 65 (1) ,12-33 .

3) Abdullah Al qahtani , Fatimah Alqahtani Mohammed Alqurashi ,the Extent of comprehension and Knowledge with Respect to Digita; Citizenship Among Middle Eastern and us student at "UNC" Journal of Education and praclice 8 (9 ) , 96-102 .

4) Retrieved from ; www.oxford dictionaire . Com/ definition / English digital on 615 / 2020 .

5) Ribble Mike ; Bailey , Gerald and Ross , Tweed ; Digital Citizenship " Addressing Appropriate technology Behavior " learning and leading with technology , Vol ,32 No 1 , Sep 2004, pp6-7 Retried from ; www .eric .ed gov / fulltext /Ej 695788 pdf .on 7/5/2020 .

6) Mossberg ,Tolbert ,C Mcneal ,R( 2008) .Digital citizenship the internet ,society ,and participation Massachusetts London the MIT press , Cambridge .

7) Edmonton catholic schools ,(2002) , Digital citizenship , administrative policy , available at : www . iste .org . retrieved 7/5/2020 .

8) Froehlich D,(2012 ) NCTA web 2.0 passport to digital  citizenship participant Manual North Carolina Teacher . Academy .

9) netsafe .from literacy to fluency to citizenship ; Digital citizenship in education , ( 2nd Ed) wellington Newzealand ; Netsafe . 2018 .

10) Council of Europe . " Empowering digital citizens " digital citizenship education working Conference , Agora Building strasbourge france , 21-22 september . 2017 .

11) Mike Ribble , Digita; citizenship in Schools ; Nine Elements All  students should Know , ( 3nd ed) , Washing ton ; international society for technology in education .

12) Bekkers , Victor , virtual policy Communities and responsive governance ; Redesigning on – line debates , In formation polity (9) IOS press p . 7 .

13) Choi, M,and Glassman, M, Cristol,D(2017),what it means to be acitizen in the internet age: Development of are liable and valid digital citizenship scale .computers, Education, 100-112.

14)Jones,l.and Mitchell,k(2016),Defining and measuring Youth digital Citizenship,New media, Society,18(9),2063-2079.

15)Isman, A.and Canan Gungoren,(2014),Digital Citizenship.Turkish on line Journal of Educational Technology. TOJET,13(1), 73-77.

16) Ribble(2014),Nine Themes of Digital Citizenship. Available at: digitalcitizenship.net/ Nine Elements.html.  Retrieved on 1 August 2014.

17) Dotterer, George, Hedges, Andrew, Parker, Harrison(2016), Fostering Digital in the Classroom, Education Digest Journal, vol.82,No.3, Vilnius, Lithuania.

 

المراجع العربية:
1-  أحمد عيد براک (2018)، دور المدرسة في تعزير قيم المواطنة لدي طلاب المرحلة المتوسطة بمدنية مکة المکرمة، جامعة عين شمس، کلية التربية، مجلة الجمعية التربوية للدراسات الاجتماعية، عدد(99)، 2018، 127-153.
2-  أحمد محمد عبد الرؤوف شرف الدين(2019)، المواطنة الرقمية الوقاية والحل، کلية التربية، دراسات في التعليم الجامعي، مرکز تطوير التعليم الجامعي، جامعة عين شمس، عدد (45)، 407-412 .
3-  أشرف شوقي صديق أبو جحر، تنمية المواطنة الرقمية لدي طلاب الجامعات المصرية في ضوء التحديات التکنولوجية المعاصرة، دراسة ميدانية بجامعة المنوفية، رسالة دکتوراه، کلية التربية: جامعة مدينة السادات، 2019، ص 1-162.
4-  أماني عبد القادر محمد( 2018)، رؤية مقترحة لتعزيز قيم المواطنة الرقمية لطلاب التعليم قبل الجامعي في ضوء الاتجاهات العالمية المعاصرة، المرکز العربي للتعليم والتنمية، مجلد (25 )،عدد ،(114)، 73-132 
5-  أمل بنت علي بن سعد الموازن(2018)، درجة تمثل طالبات الکليات الإنسانية بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن لقيم المواطنة الرقمية مع تصور لدور الجامعة في تعزيز قيمها، مجلة العلوم التربوية : جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عدد (17)، 167-342.
6-  أميرة عبد السلام زايد(2011)، المرأة والتعليم والوعى بحقوق المواطنة" قضايا مرکزية فى تربية المواطنة"، الأسکندرية: دار الوفاء، ص 34.
7-  السيد علي السيد شهده، إيمان الشحات سيد أحمد(2019)، مستوى وعي طلبة کلية التربية بجامعة الزقازيق بأبعاد المواطنة الرقمية، مجلة کلية التربية بالزقازيق، العدد (105) ،الجزء الثاني، أکتوبر 2019، 1-37
8-  اليونسکو: التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع، ( التعليم للجميع ضرورة ضمان الجودة ) باريس 2004
9-  باسم صبري محمد سلام(2016)، أبعاد المواطنة الرقمية بمناهج التربية الوطنية بالمرحلة الثانوية، دراسة تقويمية مجلة العلوم التربوية جامعة جنوب الوادي کلية التربية بقنا، عدد (29) ،مجلد ( 28)، ديسمبر 2016، 372-420
10-                                             تامر المغاوري الملاح(2017)، المواطنة الرقمية، القاهرة: دار السحاب للنشر والتوزيع، 2017، ص 25.
11-                                             جابر عبد الحميد(2002)، اتجاهات وتجارب معاصرة في اداء التلميذ والمدارس القاهرة: دار الفکر العربي، 2002 ص 13 .
12-                                             جمال درهم أحمد سعيد زيد(2006)، برنامج مقترح لتنمية مهارات معلمي المرحلة الثانوية، في مجال استخدام تکنولوجيا التعليم الرقمية بالجمهورية اليمنية، رسالة ماجستير، مصر: أکاديمية السادات للعلوم الادارية، 2006 .
13-                                             جمال علي خليل الدهشان(2015)، المواطنة الرقمية مدخلاً لمساعدة أبنائنا على الحياة في العصر الرقمي، مجلة کلية التربية جامعة المنوفية ، 2015، 1-42 .
14-                                             جيدور حاج بشير(2016)، أثر الثورة الرقمية والاستخدام المکثف لشبکات التواصل الإجتماعى فى رسم الصورة الجديدة لمفهوم المواطنة من المواطن العادى إلى المواطن الرقمى، العدد( 15)، جامعة قاصدى مرباح ورقله: کلية الحقوق والعلوم السياسية، 720-735.
15-                                             حسين کامل بهاء الدين(2008)، التعليم والمستقبل، ط2 ،القاهرة ، دار المعارف، 2008.
16-                                             حنان عبد العزيز عبد القوي(2016)، المواطنة الرقمية لدى طلاب الجامعة بمصر، کلية البنات جامعة عين شمس نموذجاً، مجلة البحث العلمي في التربية، جامعة عين شمس، العدد (17) ،المجلد( 5)، 387-440 .
17-                                             خالد منصر(2019)، الفضاء العمومي في ظل الثورة الرقمية وأثره على المواطنة، مجلة الباحث في العلوم الانسانية والاجتماعية، جامعة قاصدي مرباح، الجزائر ، مجلد (11) ،عدد( 4)، ديسمبر 2019، 205-216 .
18-                                             دلال عبد الرزاق عمار ،محمد حمدالعتل،(2018)، دور المناهج الدراسية في تعزيز المواطنة الرقمية في دولة الکويت من وجهة نظر الطلاب في ضوء بعض المتغيرات، مجلة البحث العلمي في التربية ، جامعة عين شمس، عدد (19 ) مجلد (8)، ص 413-443 .
19-                                             روان يوسف السليحات، خالد علي عوض السرحان،(2018)، درجة الوعي بمفهوم المواطنة الرقمية لدي طلبة مرحلة البکالوريوس في کلية العلوم التربوية بالجامعة الأردنية، مجلة دراسات العلوم التربوية، مؤتمر کلية  العلوم التربوية " التعليم في الوطن العربي نحو نظام تعليمي متميز" المجلد (45)، عدد(3)، 19-33.
20-                                             ريهام سامي حسين يوسف، مهارات التربية الإعلامية الرقمية لدي طلاب الجامعات: " دراسة کيفية"، المجلة العربية للبحوث الإعلام والإتصال، عدد(26)، 2019، 196- 215.
21-                                             سعاد محمد عمر(2017)، تصور مقترح فى ضوء متطلبات التعلم الذکى والمواطنة الرقمية لتنمية قيم التسامح لدي الطالب المعلم بقسم الفلسفة بکلية التربية الإجتماعية، الجمعية التربوية لدراسات الاجتماعية، مجلد(1)،479-513.
22-                                             شبل بدران(2000)، التعليم وبناء الذات الإنسانية الحرة، الحرية الفکرية والاکاديمية في مصر، القاهرة: دار الأمين.
23-                                             صالح بن عبد العزيز عبدالله التويجري، دور معلم المرحلة الثانوية في وقاية الطلاب من الانحراف الفکري في ضوء المواطنة الرقمية من وجهه نظر المشرفين التربويين: دراسة ميدانية بمدينة الرياض،مجلد(26)، عدد(67)، مايو 2017، ص 101-149.
24-                                             صبحي شعبان علي شرف الدين، محمد السيد أحمد الدمرداش(2014)، معايير التربية على المواطنة الرقمية تطبيقاتها في المناهج الدراسية المؤتمر السنوي السادس" أنماط التعليم ومعايير الرقابة على الجودة فيها " المنظمة العربية لضمان الجودة في التعليم،المنعقد في سلطنة عمان في الفترة من  10- 11 ديسمبر.
25-                                             عبد الرؤوف محمد اسماعيل، المدينة الذکية طموح ايديولوجي عربي- استراتيجية دعم التحول الرقمي وإدارة البنية الذکية لدول المنطقة في تحقيق الإزدهار وجودة الحياة نحو مجتمعات متقدمة، القاهرة :دار روابط النشر والتوزيع ، 2018، ص 94 .
26-                                             عبد السلام مصطفى عبد السلام(2000)، أساسيات التدريس والتطوير المهني للمعلم، القاهرة: دار الفکر العربي.
27-                                             عبد العاطي حلقان أحمد(2016)، تعليم المواطنة الرقمية فى المدارس المصرية والأوروبية ( دراسة مقارنة)، المجلة التربوية، جامعة سوهاج: کلية التربية، مجلد(44)، 427- 573.
28-                                             عبد العال عبدالله السيد(2018)، أثر إختلاف نمطى الأنفوجرافيک الثابت والمتحرک فى تنمية مهارات المواطنة الرقمية لدى طلبة المعاهد العليا للحاسبات، تکنولوجيا التربية، دراسات وبحوث: الجمعية العربية لتکنولوجيا التربية، العدد(35)،1-53.
29-                                             عبد الفتاح أحمد جلال(2002)، تجديد العملية التعليمية في جامعة المستقبل، القاهرة: جامعة القاهرة، 2002 م .
30-                                             عبد المجيد خليفة الکوت(2015)، المواطنة الرقمية: التحديات والتجليات، مجلة الجامعي، العدد ( 22)، أکتوبر 2015 ، 65-76.
31-                                             عثمان العامر(2003)، المواطنة في الفکر الغربي المعاصر: دراسة نقدية من منظور اسلامي، مجلة جامعة دمشق المجلد التاسع عشر، العدد الأول، ص 79-98 .
32-                                             عثمان بن علي القحطاني(2018)، فاعلية برنامج قائم على شبکات التواصل الإجتماعى ومقومات المواطنة الرقمية فى تنمية مکونات الأمن التقني والفکرى لدى السنة التحضيرية بجامعة تبوک، المجلد ( 39)، العدد (150)، رسالة الخليج العربي: مکتب التربية العربى لدول الخليج، 2018، 79-98.
33-                                             عصام توفيق قمر(2008)، الأنشطة التربوية في مواجهة المشکلات السلوکية للطلاب ( الأسباب – المظاهر – العلاج ) القاهرة : المکتب الجامعي الحديث، 2008 ،ص14 .
34-                                             فؤاد فهيد شائع الدوسري(2017)، مستوى توافر معايير المواطنة الرقمية لدى معلمي الحاسب الألي مجلة دراسات  في المناهج وطرق التدريس، جامعة الملک فهد، العدد (219)، 2017 ،ص 11-111 .
35-                                             لمياء ابراهيم المسلماني، التعليم والمواطنة الرقمية (2014)، رؤية مقترحة عالم التربية : المؤسسة العربية للاستشارات العلمية وتنمية الموارد البشرية، العدد (47) ،المجلد، ( 15) ،يوليو 2014 ، 15-94 .
36-                                             محمد شوقي شلتوت، المواطنة الرقمية: ترف فکري أم ضرورة ؟ ، مجلة فکر، الرياض:مرکز العبيکان للنشر،2016، 104- 105. 
37- محمد زين العابدين عبد الفتاح(2018)، دور جامعة الأزهر في استخدام المستحدثات التکنولوجية في تعزيز قيم المواطنة الرقمية لدى طلابها من وجهه نظر أعضاء هيئة التدريس، کلية التربية: جامعة جنوب الوادي، العدد( 36)، 137-196
 38- محمد متولي غنيمة(2010)، سياسات وبرامج إعداد المعلم العربي وبنية العملية التعليمية، ط2 ،القاهرة: الدار المصرية.
39- مشاعل عسير العتيبي(2018)، دور قائدات المدارس في تبني مشروع المواطنة الرقمية، مجلة العلوم التربوية والنفسية ، العدد (14) المجلد 2، مايو 2018، 37-56.
40- معجب بن أحمد معجب الزهراني(2019)، إسهام المدرسة في تحقيق المواطنة الرقمية لدى طلابها في ظل التحديات المعاصرة، المجلة التربوية،کلية التربية، جامعة سوهاج، العدد(68)، ديسمبر،393 - 422.
41- هالة حسن بن سعد الجزار(2014)، دور المؤسسة التربوية في غرس قيم المواطنة الرقمية : تصور مقترح دراسات عربية في التربية وعلم النفس : رابطة التربويين العرب، العدد (56 ) ، ديسمبر 2014، 385-418.
 42- هديل مصطفى الخولي(2012)، التعليم والمواطنة" رؤية مستقبلية"، القاهرة: المکتبة الأکاديمية، 2012.
43- هلال فتحي وآخرون، تنمية المواطنة لدى طلاب المرحلة الثانوية الکويت، مرکز البحوث التربوية والمناهج بوزارة التربية .
44- هند سمعان ابراهيم الصماوي(2017)، تصورات طلبة جامعة القصيم نحو المواطنة الرقمية، دراسة ميدانية على  عينة من طلبة جامعة القصيم، مجلة دراسات نفسية وتربوية، عدد (18)، ص 266-285.
 
المراجع الاجنبية :
1) Mossberg .k. Tolbert , C.J.Mcneal , R.s.(2011) Digital Citizenship : the Internet society ,and participation , the Mit press , Cambridge , Massachusetts London England .
2) Thompson p.(2013) The digital natives as Learners : Technology use palterns and approaches to Learning Computers , Education , 65 (1) ,12-33 .
3) Abdullah Al qahtani , Fatimah Alqahtani Mohammed Alqurashi ,the Extent of comprehension and Knowledge with Respect to Digita; Citizenship Among Middle Eastern and us student at "UNC" Journal of Education and praclice 8 (9 ) , 96-102 .
4) Retrieved from ; www.oxford dictionaire . Com/ definition / English digital on 615 / 2020 .
5) Ribble Mike ; Bailey , Gerald and Ross , Tweed ; Digital Citizenship " Addressing Appropriate technology Behavior " learning and leading with technology , Vol ,32 No 1 , Sep 2004, pp6-7 Retried from ; www .eric .ed gov / fulltext /Ej 695788 pdf .on 7/5/2020 .
6) Mossberg ,Tolbert ,C Mcneal ,R( 2008) .Digital citizenship the internet ,society ,and participation Massachusetts London the MIT press , Cambridge .
7) Edmonton catholic schools ,(2002) , Digital citizenship , administrative policy , available at : www . iste .org . retrieved 7/5/2020 .
8) Froehlich D,(2012 ) NCTA web 2.0 passport to digital  citizenship participant Manual North Carolina Teacher . Academy .
9) netsafe .from literacy to fluency to citizenship ; Digital citizenship in education , ( 2nd Ed) wellington Newzealand ; Netsafe . 2018 .
10) Council of Europe . " Empowering digital citizens " digital citizenship education working Conference , Agora Building strasbourge france , 21-22 september . 2017 .
11) Mike Ribble , Digita; citizenship in Schools ; Nine Elements All  students should Know , ( 3nd ed) , Washing ton ; international society for technology in education .
12) Bekkers , Victor , virtual policy Communities and responsive governance ; Redesigning on – line debates , In formation polity (9) IOS press p . 7 .
13) Choi, M,and Glassman, M, Cristol,D(2017),what it means to be acitizen in the internet age: Development of are liable and valid digital citizenship scale .computers, Education, 100-112.
14)Jones,l.and Mitchell,k(2016),Defining and measuring Youth digital Citizenship,New media, Society,18(9),2063-2079.
15)Isman, A.and Canan Gungoren,(2014),Digital Citizenship.Turkish on line Journal of Educational Technology. TOJET,13(1), 73-77.
16) Ribble(2014),Nine Themes of Digital Citizenship. Available at: digitalcitizenship.net/ Nine Elements.html.  Retrieved on 1 August 2014.
17) Dotterer, George, Hedges, Andrew, Parker, Harrison(2016), Fostering Digital in the Classroom, Education Digest Journal, vol.82,No.3, Vilnius, Lithuania.