درجة ممارسة الإدارات الجامعية لمبادئ القيادة الاستراتيجية وعلاقة ذلک بالتميز التنظيمي في الجامعات الأردنية

                                     کلية التربية

        کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

«درجة ممارسة الإدارات الجامعية لمبادئ القيادة الاستراتيجية وعلاقة ذلک بالتميز التنظيمي في الجامعات الأردنية»

إعــــــــــداد الباحثان

أسماء ناصر محمد جالودي           الدکتور/ وائل محمد ياسين الشرمان

        جامعة آل البيت                                      جامعة آل البيت

}     المجلد السابع والثلاثون– العدد التاسع –  سبتمبر2021م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

الملخص

      هدفت هذه الدراسة إلى الکشف عن “درجة ممارسة الإدارات الجامعية لمبادىء القيادة الإستراتيجية، وعلاقة ذلک بالتميز التنظيمي في الجامعات الأردنية”، واستخدامت الباحثة المنهج الوصفي الارتباطي، والعينة العشوائية البسيطة، جمعت معلومات الدراسة من  خلال بناء     استبانه مقسمة الى قسمين  رئيسيين  هما  القيادة الاستراتيجية والمتمثلة في الأبعاد الآتية:               (القيادة الاستراتيجية، البعد الإداري، الأنظمة والقرارات ، البعد الأخلاقي). والتميز التنظيمي المتمثل في الأبعاد الآتية: (القيادة، الموارد البشرية، الاستراتيجية، الثقافة التنظيمية، البعد المالي)، وقد أظهرت نتائج الدراسة أن درجة ممارسة الإدارات الجامعية لمبادىء القيادة الاستراتيجية من وجهة نظر العاملين في الجامعات الأردنية جاءت بدرجة متوسطة، وأن مستوى التمير التنظيمي من وجهة نظر العاملين في الجامعات الأردنية جاء بدرجة متوسطة، وأسفرت النتائج أيضًا إلى وجود علاقة ارتباطية إيجابية بين درجة ممارسة الإدارات الجامعية لمبادىء القيادة الاستراتيجية ومستوى التميز التنظيمي في الجامعة. وحددت الدراسة مجموعة من التوصيات أهمها: عقد دورات او ندوات او مؤتمرات في الجامعات الاردنية لنشر وتعزيز معنى القيادة الاستراتيجية وأهميتها في تطوير الأداء الإداري والوظيفي في الجامعات ومدى تأثيرها على المستوى التنظيمي فيها.

الکلمات المفتاحية: الإدارات الجامعية، القيادة الاستراتيجية، التميز التنظيمي.

ABSTRACT

      This study aimed to reveal “the degree to which university administrations practice the principles of strategic leadership, and its relationship to organizational excellence in Jordanian universities.” The researcher used the correlative descriptive approach, and the simple random sample. The following dimensions: (strategic leadership, administrative dimension, systems and decisions, ethical dimension). And organizational excellence represented in the following dimensions: (leadership, human resources, strategy, organizational culture, financial dimension). The results of the study showed that the degree to which university administrations practice the principles of strategic leadership from the point of view of employees in Jordanian universities came to a medium degree, and that the level of organizational leadership from The viewpoint of employees in Jordanian universities came to a medium degree, and the results also resulted in a positive correlation between the degree of university administrations' practice of strategic leadership principles and the level of organizational excellence at the university. The study identified a set of recommendations, the most important of which are: Holding courses, seminars or conferences in Jordanian universities to disseminate and enhance the meaning of strategic leadership and its importance in developing administrative and job performance in universities and its impact on the organizational level.

Keywords: university administrations, strategic leadership, organizational excellence.

مُقدمة:

غدت الجامعة غاية للشعوب الجادة في التطور لتحقيق تطلعاتها، حيث باتت الحلقة الرئيسية التي من خلالها تعبر جسر التقدم  الذي يحقق لها الکرامة، والجامعة في ظل التطور التکنولوجي باتت منخرطة في بيئتها بعد أن کانت تتخذ لنفسها مکانًا معزولاً عن المجتمع، لقد باتت مؤسسة مجتمعية تؤثر وتتأثر بکل الظروف المحيطة بها، بل باتت مرآة للمجتمع. والقيادة الاستراتيجية لها دور کبير في النهوض بالجامعات لتحقيق أهدافها الإستراتيجية وإعطائها القدرة على اثبات نفسها وبقائها ونموها، واعطائها المرونة لتکون قادرة على التکيف في ظل أية مستجدات. لا يمکن للجامعات أن تتطور إلا إذا کان هناک قادة استراتيجيون يتمتعون بوضوح ودقة. تشير القيادة الاستراتيجية إلى إمکانات القائد للتعبير عن رؤية استراتيجية للمؤسسة، وتحفيز الموظفين وجعلهم يستوعبون هذه الرؤية لتحقيق الأهداف المرسومة. إنها القدرة في التأثير على الهياکل التنظيمية وتنفيذ التغيير التنظيمي.

لقد أصبحت القيادة الاستراتيجية أحد معايير التميز التنظيمي في الجامعات، وقد ذکر بعض الباحثين أن نجاح الخطة الاستراتيجية في الجامعات تتأثر تأثرًا کبيرًا بنوعية القيادات الإدارية فيها من حيث الکفاءة،  فوجود استراتيجية دون قيادة أمر لا يحقق التميز وکذلک وجود قيادة من غير استراتيجية أمر غير مجدٍ أيضًا(محاسنه، 2018).

إن الإدارات الجامعية المؤهلة والطريقة التي تسلکها في المؤسسة، هي مفتاح النجاح وأداة للتطوير والتجديد، من هنا جاءت العلاقة بين أداء الإدارات الجامعية للقيادة الاستراتيجية وعلاقة ذلک بالتميز التنظيمي للجامعة (عياصرة، 2006).

تزداد التحديات التي تواجه الجامعات من حيث التعقيد والشدة والتغير السريع في البيئة الداخلية والخارجية للجامعة، الجميع يتنافس من أجل البقاء في ظل الصراعات التي تشهدها هذه الجامعات، سواء خشية منها على ديمومتها أو رغبتها بالبقاء في المقدمة، الأمر الذي يحتاج إلى مطالب جديدة ومتطورة باستمرار من الإدارات الجامعية، ادارات قادرة على التصور والإبداع والإبحار في المستقبل وقد أصبحت هذه المطالب حرجة مما استدعى ظهور برامج إعداد قيادية جديدة تتماشى مع التحديات الداخلية والخارجية للجامعات (المصري، 2015) .

فالجامعة منظومة متکاملة تتداخل عناصرها لتحقيق الأهداف المنشودة، والقائد الإداري الاستراتيجي  هو ذلک الشخص القادر على جعل کل العناصر في انسجام تام بينها لتتمکن من أداء وظائفها على الوجه الأکمل على الصعيد الحالي والصعيد المستقبلي، لتحقق الأهداف المنشودة (العميان ، 2018).

مشکلة الدّراسة:

وفي خضم التطورات التي تشهدها الجامعات الأردنية في الآونة الأخيرة، بين الإقبال المتزايد على الجامعات الأردنية بسبب الأوضاع السياسية من جهة، وبين التحديات الاقتصادية التي تواجهها الجامعات الأردنية من جهة أُخرى، نحتاج لأن نتعرف على درجة ممارسة الإدارات الجامعية للقيادة الاستراتيجية ومدى قدرتها على ضبط المتغيرات التي تشهدها والسيطرة الايجابية على هذه التحديات بما تملک من امکانات، وعلاقة القيادة الاستراتيجية بمستوى التميز التنظيمي في الجامعات الأردنية.

 ومماسبقيمکنناصياغةمشکلةالبحثفيالسؤالالتالي:

-  مادرجةممارسةالإداراتالجامعيةلمبادئالقيادةالاستراتيجيةوعلاقةذلکبالتميزالتنظيميفيالجامعاتالأردنية؟

أسئلة الدّراسة:

1. ما درجة ممارسة الإدارات الجامعية لمبادئ القيادة الاستراتيجية في الجامعات الأردنية؟
2. ما مستوى التميز التنظيمي في الجامعات الأردنية؟
3. ما العلاقة بين درجة ممارسة  الإدارات الجامعية لمبادئ القيادة الاستراتيجية ومستوى التميز التنظيمي في الجامعات الاردنية؟

أهداف الدّراسة:

• الکشف عن واقع الإدارات الجامعية ومدى تطبيقها لمبادئ القيادة الاستراتيجية من وجهة نظر موظفيهم.
• الکشف عن واقع التميز التنظيمي في الجامعات الأردنية من وجهة نظر موظفيهم.

أهمية الدراسة

تتضح أهمية الدراسة الحالية من خلال ما يلي:  

• تبين هذه الدراسة واقع إدارات الجامعات الأردنية الحکومية والخاصة من زاوية مدى تطبيقها لمبادئ القيادة الاستراتيجية.
• تقدم هذه الدراسة معلومات عن مستوى التميز التنظيمي في الجامعات الأردنية الحکومية والخاصة.
• نأمل أن تستفيد الجامعات الأردنية الحکومية والخاصة من نتائج هذه الدراسة، بإلقاء الضوء على جوانب القوة والضعف التي تحيط بالمستوى التنظيمي للجامعات.

حدودالدراسة:

• الحدود الموضوعية:  الحدود الموضوعية:"«درجة ممارسة الإدارات الجامعية لمبادئ القيادة الاستراتيجية وعلاقة ذلک بالتميز التنظيمي في الجامعات الأردنية»
• الحدود المکانية: تشتمل الدراسة على الجامعات الأردنية (الجامعة الأردنية، الجامعة الهاشمية، الجامعة العربية المفتوحة، جامعة الزرقاء الأهلية).
• الحدود الزمانية: ستطبق أداة البحث في الفصل الدراسي الثاني من سنة 2019-2020 م.

مصطلحاتالدراسةوالتعريفاتالإجرائية

الإدارات الجامعية:

هي مفهوم شامل عام يشتمل على کل المنظمات الإدارية التعليمية في الجامعة التي تخص الطالب والموظف والأستاذ، حيث تعمل على تنظيم الإتصالات ذات العلاقة بمصلحة الجامعة بشکل منظم سلس يضمن سير الجامعة بالوجه الصحيح لتحقيق نجاحها ومصالحها (الحارثي، 2020).

التعريف الإجرائي:

هم الموظفون في الجامعات الأردنية الذين يستوفون الشروط اللازمة التي تؤهلهم لاستلام عمليات إدارية معينة بميزات معينة کرئيس جامعة أو رئيس قسم حيث يقومون بالعمليات الإدارية التي تحتاجها الجامعة لتسيير أمورها بشکل منظم.

القيادة الاستراتيجية:

هي القدرة على التأثير على الآخرين ليتسنى لها أخذ  قرارات طوعية تعزز من نجاح المؤسسة على المدى الطويل يترافق ذلک الحفاظ على الاستقرار المؤسسي على المدى القصير (Stumf & Bleak, 2019)

التعريف الإجرائي:

تعني الدرجة الکلية على ابعاد استبانة القيادة الاستراتيجية التي، قامت الباحثة بتطويرها واستخراج دلالات الصدق والثبات لها.

التميز التنظيمي:

هـــو الطريق الذي يُسلک به للعمـــل الناجح والذي يقود إلـــى الرضـــا المتـــوازن لکـــل الموارد البشرية الداخلية والخارجية الذين يتعاملون مع المؤسسة -الموظفين والمجتمع-  وبالتالي            زيادة استمرارية النجاح على المدى الطويل، حيث القوة والتمکين وسط باقي المؤسسات.            (بن سالم، 2018)

ويعتبر جيفن (Mahmood, 2019) التميز التنظيمي بمثابة تکامل ناجح بين التکنولوجيا والإدارة بکافة مستوياتها والموظفين. يواصل التميز التنظيمي التقدم إذا کانت جميع مستويات المؤسسة في التحسين المستمر.

التعريف الإجرائي:

تعني الدرجة الکلية على ابعاد استبانة التميز التنظيمي, التي قامت الباحثة بتطويرها واستخراج دلالات الصدق والثبات لها.

الدراسات السابقة:

قام  الشمري (2019) بدراسة هدفت التعرف إلى لدرجة فاعلية مدراء المدارس في قيادة التغيير اللازمة للتطوير الإداري في المدارس في دولة الکويت من وجهات نظرهم،  أظهرت النتائج وجود فروق ذات مؤشر إحصائية على محور الثقافة التنظيمية تعود لمتغير الجنس لصالح الذکور دون الإناث، ولسنوات الخبرة کانت من صالح من هم أقل من (5) سنوات،  ولا يوجد فروق ذات مؤشر إحصائية تعزى لمتغير المرحلة التدريسية والمؤهل العلمي. 

وفي دراسة أجراها الزهراني (2018) بدراسة "القيادة الاستراتيجية وأثرها في تطوير قدرات التعلم التنظيمي “دراسة ميدانية بجامعة أم القرى”: أشارت الدراسة لأبعاد القيادة الاستراتيجية (البعد التحويلي، الاداري، السياسي، الاخلاقي)، ومدى تأثير هذه الأبعاد على التعلم التنظيمي، بنوعيه الاستکشافي والتوليدي وأظهرت نتائج الدراسة أن القيادة الاستراتيجية تمارس بدرجة         کبيرة وقدرات التعلم الاستکشافي والتوليدي متوسطة، وکان للبعد التحويلي  الأثر الأکبر على القيادة الاستراتيجية.

الإطار النظري:

أولاً: القيادةالاستراتيجية:

يعرف الزهراني (2018) القيادة الاستراتيجية في مؤسسات التعليم العالي؛ بأنها القدرة على فهم البيئة الداخلية والخارجية للجامعة، وتظفير جهود الموظفين بکافة الأقسام الجامعية نحو  الأهداف الاستراتيجية التي تتصورها الجامعة للحاضر والمستقبل والاستفادة من الاتجاه التحويلي في القيادة الاستراتيجية لمتابعة المتغيرات والمستجدات بغية الوصول للتميز التنظيمي.

 ويرى أدلرAdler, 2002)  ) أنها القدرة على التأثير على الأفراد العاملين وتنفيذ التغيير التنظيمي. يقوم القادة الاستراتيجيون بإنشاء هيکل تنظيمي وتخصيص الموارد والتعبير عن الرؤية الاستراتيجية. ويمکن القول أن الهدف الرئيسي للقيادة الاستراتيجية هو الإنتاجية الاستراتيجية. کما يرى العبدو(2019) أن الهدف الآخر للقيادة الاستراتيجية هو تطوير بيئة يتوقع فيها الموظفون احتياجات المؤسسة في سياق وظائفهم الخاصة. وحيث يشجع القادة الاستراتيجيون الموظفين في المؤسسة على اتباع أفکارهم . والقيادة الاستراتيجية الوظيفية تدور حول الإبداع والتصور والتخطيط لمساعدة الفرد في تحقيق أهدافه وغاياته. تتطلب القيادة الاستراتيجية القدرة على التنبؤ ببيئة العمل وفهمها.

أهميةالقيادةالاستراتيجية:

تزيد القيادة الاستراتيجية الالتزام والتعاون وترسخ النموذج القيمي الاخلاقي في العلاقات المؤسسية الداخلية، وتعتبر حلقة وصل حسن بين المجتمع الداخلي للجامعة والمجتمع الخارجي، وتسهم القيادة الاستراتيجية في بناء ثقافة تنظيمية فعالة قابلة للتغيير والتبديل (2013، pinar).

وتساهم في التسامي بالموارد البشرية من خلال تنميتهم وتطويرهم وتقديم التحفيز، بأساليب قيادية حديثة تنشر الثقافة التنظيمية التي تتماشى مع مستجدات العصر ومطالبه وتساعدهم على شغل وظائفهم بالشکل الذي مخرجاتهم الوظيفية تجاه الأهداف. إن ما يجعل مؤسسة متميزة عن مؤسسة أخرى؛ هو القيادة الاستراتيجية الفاعلة والحکمة.

القيادة الاستراتيجية بما تحمله من ثقافة ومعرفة وقدرة على التصور، تعتبر مصدرًا ملهمًا للإبداع، الذي بدوره يجعل المؤسسة أکثر لمعانًا في سماء مليئة بالنجوم، بالبيئة التنافسية الخصبة. کما تهتم القيادة الاستراتيجية بجذب الکفاءات الإدارية والأکاديمية لديها، من إيمانها أن الإدارات هي القادرة الوحيدة على تنسيق جهود الجماعة وتوجيه طاقتها. کما يعتبر السلوک القيادي العامل الرئيس في نجاح المؤسسات أو فشلها، لما للقيادي أو الإداري من دور حاسم في توجيه سلوک الأفراد.

ثانيًا: التميزالتنظيمي

 التميز التنظيمي على أنه الجهود المستمرة من التنظيم لإنشاء إطار داخلي للمعايير والعمليات التي تهدف إلى إشراک الموظفين وتحفيزهم على تقديم الخدمات والعمليات الانتاجية التي تلبي متطلبات العملاء ضمن توقعات العمل. ويحدث ذلک من خلال القرارات الاستراتيجية التي قد رُسمت، وتکون عادة المخرجات في التميز التنظيمي تتجاوز الأهداف أو التوقعات أو الاحتياجات. کـ  فرحة العملاء الکبيرة، والحصول على نتائج عالية من الرؤية والتخطيط الاستراتيجي، وخلق ثقافة من القيم الخاصة بالمؤسسة. وتعظيم الأداء کأن تفخر المؤسسة بجميع مدخلاتها، کقياس للتقدم المستمر (سالم، 2018).

تأثيرالقيادةالاستراتيجيةعلىالتميزالتنظيمي:

من خلال الأدبيات والدراسات السابقة التي اطلعت عليها الباحثة ترى أنّ التميز التنظيمي ليس وليد العشوائية، بل يأتي من الممارسة الفعالة للقيادة الاستراتيجية والتي تتمثل في (2015، Ingram) :

-  تؤثر القيادة الاستراتيجية على التميز التنظيمي من خلال بعد القيادة:  حيث تعتبر القيادة الاستراتيجية القوة  التي تقود إلى التميز والميزة التنافسية للمؤسسة.

-  تؤثر القيادة الاستراتيجية على التميز التنظيمي من  خلال بعد الموارد البشرية: فتسخير الموارد البشرية المتاحة للمؤسسة في مصلحة المؤسسة يحتاج إلى قيادة استراتيجية فعالة لما يعکس ذلک على النهوض بأدائها التنظيمي، وقد لا تمتلک المؤسسة ما تمتلک من موارد، لکن وبتفکيرها الاستراتيجي تصنع المعجزات من الأشياء التي في حوزتها، کما رأينا في اليابان الدولة الشحيحة بالموارد المادية، التي أنتجت عقول حولت التراب إلى ذهب.

 -تؤثر القيادة الاستراتيجية على التميز التنظيمي من خلال بعد الاستراتيجية: من خلال تحديد صورة کاملة للخطة الاستراتيجية، فالقرارات الاستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي والتفکير الاستراتيجي والغاية والرؤية، ما هي إلا تطلعات لما تسعى المؤسسة أن تکون عليه           في المستقبل.

 -تؤثر القيادة الاستراتيجية على التميز التنظيمي من خلال بعد الثقافة التنظيمية: الثقافة التنظيمية هي نظام من الافتراضات والقيم والمعتقدات التي تنتشر في المؤسسة، والتي تحکم کيفية تصرف الموظفين في المؤسسة. هذه القيم المشترکة لها تأثير قوي على الموظفين،  وتملي کيف يرتدون ملابسهم ويتصرفون ويؤدون وظائفهم. کما تتضمن الثقافة التنظيمية توقعات المؤسسة وخبراتها وفلسفتها، وکذلک القيم التي توجه سلوک الأعضاء، ويتم التعبير عنها في الصورة الذاتية للأعضاء، والأعمال الداخلية، والتفاعلات مع العالم الخارجي، والتوقعات المستقبلية.

-تؤثر القيادة الاستراتيجية على التميز التنظيمي من خلال البعد المالي: فأحد العوامل التي تساهم في تميز المؤسسة البعد المالي، الذي يدار بقيادة استراتيجية حکيمة، للحفاظ على سلامة النظام، الأمر الذي يتطلب توجيه واعي لرأس مال المؤسسة، فالاستقرار المالي يعطي المؤسسة ثقة عند المستفيدين، ولا شک أن قيمة ما تملکه المؤسسة من عوائد وأرباح يعتبر مؤشر للنجاح والتميز، حيث من خلال هذه العوائد تستطيع المؤسسة تقديم             خدمات فريدة.

الطريقة والإجراءات

منهجالدراسة ومجتمعه وعينته:

من أجل تحقيق أهداف الدراسة استخدمت الباحثة المنهج الوصفي الارتباطي،             وتکون مجتمع الدراسة من جميع العاملين في الجامعات الأردنية والتي تتضمن                   (الجامعة الاردنية، والجامعة الهاشمية، وجامعة الزرقاء الاهلية، والجامعة العربية المفتوحة)، بما فيها (قسم أعضاء هيئة التدريس، وقسم المحاسبة، وقسم الموارد البشرية، وقسم تکنولوجيا المعلومات، وقسم الإرشاد الطلابي، وقسم السکرتاريا)  خلال الفصل الدراسي الثاني للسنة الدراسية 2019/2020 والبالغ عددهم (5070) بين إدارريين وعاملين، وذلک حسب إحصائيات وزارة التعليم العالي الاردنية للعام الدراسي (2019/2020). قامت الباحثة بتطبيق هذه الدارسة على عينة تم اختيارها بالطريقة العشوائية البسيطة من مجتمع الدراسة والمؤلفة من (500) موظف وموظفة من العاملين في الجامعات الأردنية (الجامعة الاردنية، والجامعة الهاشمية، وجامعة الزرقاء الاهلية، والجامعة العربية المفتوحة)، خلال العام الدراسي 2019/2020. وقد تم توزيع الاستبانات بشکل عشوائي عليهم، وکانت (460) إستبانة منهم قابلة للتحليل والترميز وهم يمثلون ما نسبة (9.07%) من المجتمع الأصلي للدراسة.

أداةالدراسة

     بعد الاطلاع على الأدب النظري والدراسات السابقة حول موضوع الدراسة قامت الباحثة ببناء أداة الدراسة على شکل استبانه للکشف عن درجة ممارسة الإدارات الجامعية لمبادئ القيادة الاستراتيجية وعلاقة ذلک بالتميز التنظيمي في الجامعات الأردنية من وجهة نظر العاملين فيها، وقد تکوَّنت أداة الدراسة بصورتها الأوَّلية من (61) فقرة موزعة على قسمين رئيسيين هما القيادة الاستراتيجية والتميز التنظيمي.

صدق أداة الدراسة

أ. صدق المحتوى لأداة الدراسة

     قامت الباحثة بالتحقق من الصدق الظاهري للأداة، حيث تم عرضها على احدى عشر عضواً من أعضاء هيئة التدريس من ذوي الاختصاص والخبرة من المحکمين المختصين في الإدارة التربوية تمّ الأخذ بکافة ملاحظات المحکمين.

ب. صدق البناء لأداة الدراسة

  وللتحقق من صدق البناء تم تطبيق أداة الدراسة على عينة استطلاعية مکونة من (50) موظف وموظفة من العاملين في الجامعات الأردنية من خارج عينة الدراسة المستهدفة من أجل التعرف على مدى صدق الاتساق الداخلي للأداة ومدى إسهام الفقرات المکونة لها، وذلک بحساب معامل ارتباط بيرسون (Pearson)؛ بين الفقرات والمجال الذي تنتمي اليه، وقيم معامل ارتباط الفقرة بالدرجة الکلية للأداة.

ثبات أداة الدراسة:

للتأکد من ثبات أداة الدراسة، تمَّ حساب معامل الاتساق الداخلي للفقرات باستخدام معادلة کرونباخ ألفا (Cronbach–Alpha) إذ يقيس مدى التناسق في إجابات أفراد عينة الدراسة على الفقرات الموجودة في الاستبانة، حيث تم تطبيق أداة الدراسة على مجموعة من خارج عينة الدراسة مکوّنة من (50) موظف وموظفة من العاملين في الجامعات الأردنية من غير الإداريين للتأکد من ثباتها.

معيار تصحيح أداة الدراسة

تم اعتماد مقياس ليکرت الثلاثي التدريج لتصحيح أداة الدراسة المکونة من (57) فقرة، حيث تعطى کل فقرة من فقراته درجة واحدة من بين درجاته الثلاث (مرتفعة، متوسطة، منخفضة)، وهي تمثل رقميًا (3،2،1) على الترتيب، وقد تم اعتماد المقياس الآتي لأغراض تحليل النتائج کما هو موضح من خلال استخدام المعادلة التالية:

عدد المستويات =3 

الحد الأعلى للبدائل- الحد الأدنى للبدائل=

1-3=.66             

المدى الأول : (1 + 0.66 = 1.66)، وعليه يصبح التقدير(1.00 – 1.66) مؤشرًا منخفضًا.

المدى الثاني: (1.66+ 0.66=2.33)، وعليه يصبح التقدير(1.67 – 2.33) مؤشرًا متوسطًا.

المدى الثالث: (2.33+ 0.66 =3.00)، وعليه يصبح التقدير(2.34 – 3.00) مؤشرًا مرتفعًا.

اشتملت الدراسة على المتغيرات الآتية:

1 - المتغيرات الرئيسية وهي:

- درجة ممارسة الإدارات الجامعية لمبادئ القيادة الاستراتيجية في الجامعات الأردنية.

- درجة مستوى التميز التنظيمي في الجامعات الأردنية.

إجراءات الدراسة

قامت الباحثة بالعديد من الإجراءات خلال القيام بالدراسة، وهي کالآتي:

- تحديد مشکلة الدراسة وأسئلتها والهدف منها.

- تحديد مجتمع وعينة الدراسة، وطريقة إجراء الاستبانة.

- بناء أداة الدراسة، والتأکد من صدقهما وثباتهما ومدى جاهزيتها للتطبيق، بعرضها على مجموعة من المحکمين أصحاب الاختصاص.

- التحقق من صدق المحتوى لأداة الدراسة (الاستبانة) في صورتها الأوَّلية.

- بعد الانتهاء من تطبيق الدراسة تم تخزين البيانات على الحاسب الآلي، وذلک بهدف المعالجة الإحصائية لها باستخدام برنامج الرزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS).

المعالجة الإحصائية

تمت المعالجات الإحصائية لبيانات الدراسة باستخدام الرزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS)، وذلک على النحو الآتي:

 للإجابة عن السؤال الأول، تمّ استخراج المعدلات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتب لفقرات أداة درجة ممارسة الإدارات الجامعية لمبادئ القيادة الاستراتيجية في الجامعات الأردنية الحکومية والخاصة.

للإجابة عن السؤال الثالث، تمّ استخراج المعدلات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتب لفقرات أداة درجة مستوى التميز التنظيمي في الجامعات الأردنية الحکومية والخاصة من وجهة نظر المعلمين.

 للإجابة عن السؤال الخامس، تمّ استخدام معامل ارتباط بيرسون (Pearson) لإيجاد العلاقة الارتباطية بين درجة ممارسة الإدارات الجامعية لمبادئ القيادة الاستراتيجية على مستوى التميز التنظيمي في الجامعات الأردنية الحکومية والخاصة من وجهة نظر المعلمين.

تمّ استخدام معادلة کرونباخ ألفا (Cronbach– Alpha) لإيجاد معامل الاتساق الداخلي، ومعامل ارتباط بيرسون (Pearson) لإيجاد معامل صدق الاتساق الداخلي لأداة الدراسة.

النتائج المتعلقة بالسؤال الأول: “ما درجة ممارسة الإدارات الجامعية لمبادئ القيادة الاستراتيجية في الجامعات الأردنية ؟ “

جدول (1): المعدلات الحسابية والانحرافات المعيارية لمجالات أداة ممارسة الإدارات الجامعية لمبادئ القيادة الاستراتيجية في الجامعات الأردنية

يبين من جدول (7) أنَّ التقييم لدرجة ممارسة الإدارات الجامعية لمبادئ القيادة الاستراتيجية في الجامعات الأردنية قد جاء بدرجة (متوسطة)، بمتوسط حسابي (2.22)، وقد جاءت مجالات ممارسة الإدارات الجامعية لمبادئ القيادة الاستراتيجية في الجامعات الأردنية من وجهة نظر العاملين فيها وفقًا للترتيب الآتي: مجال البُعد الأخلاقي في المرتبة الأولى ضمن تقييم (متوسطة)، بمتوسط حسابي (2.27) بانحراف معياري (0.73)، ومجال القيادة الاستراتيجية في المرتبة الثانية بمتوسط حسابي (2.27) بانحراف معياري (0.68)،ثم مجال البُعد الأداري في المرتبة الثالثة ضمن تقييم (متوسطة)، بمتوسط حسابي (2.26)، ثم مجال الأنظمة والقرارات في المرتبة الرابعة والأخيرة ضمن تقييم (متوسطة)، بمتوسط حسابي (2.10).

وتعزى هذه النتيجة إلى الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والأزمات التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط، التي يشکل الأردن جزءًا منها، والجامعات الأردنية ليست بمعزل عن هذه الصراعات، الأمر الذي أدى إلى توليد بعض الأزمات الجامعية سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي للجامعة. کما کان لتزايد أعداد الطلبة بنسبة غير مناسبة للبينة التحتية والضغط على بعض التخصصات وشح في الموارد والأوضاع المادية التي تعاني منها بعض الجامعات دور في ذلک.کما أشارت لذلک دراسة العرم (2020) حيث هدفت دراستها إلى استکشاف التحديات التي تواجه التعليم العالي وأساليب حلها من منظور القيادات الأکاديمية في الجامعات الأردنية. حيث أوضحت نتائج درلستها وجود درجة عالية من التحديات التي تواجه التعليم العالي من وجهة نظر الأکاديميين في قادة الجامعات الأردنية ، وأبرزها الإنفاق على المجتمع وخدمة البحث والدراسات التطبيقية الهادفة إلى تعظيم کفاءة برامج التعليم وغيرها.

النتائج المتعلقة بالسؤال الثاني: « ما مستوى التميز التنظيمي في الجامعات الأردنية ؟”

للإجابة عن السؤال الأول تمّ حساب المتوسطات الحسابية، والانحرافات المعيارية، والتقدير، والرتب لمستوى التميز التنظيمي في الجامعات الأردنية بشکل عام، ولکل مجال من مجالات الدراسة. وذلک کما هو مُبيَّن في جدول ( 15).

جدول (2)

المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمجالات أداة مستوى التميز التنظيمي في الجامعات الأردنية

يبين من جدول (15) أنَّ تقييم لدرجة مستوى التميز التنظيمي في الجامعات الأردنية، جاء بدرجة (متوسطة)، بمتوسط حسابي (2.13)، وقد جاءت مجالات مستوى التميز التنظيمي في الجامعات الأردنية وفقًا للترتيب الآتي: مجال القيادة في المرتبة الأولى ضمن تقييم (متوسطة)، بمتوسط حسابي (2.19)، ثم مجال البعد المالي في المرتبة الثانية ضمن تقييم (متوسطة)، بمتوسط حسابي (2.13)، ثم مجال الموارد البشرية ومجال الثقافة التظيمية في المرتبة الثالثة ضمن تقييم (متوسطة)، بمتوسط حسابي (2.12)، ثم مجال الإستراتيجية في المرتبة الرابعة والأخيرة ضمن تقييم (متوسطة)، بمتوسط حسابي (2.08).

ويمکن عزو ذلک إلى مستوى إدراک الإدارات الجامعية أهمية القيادة الفاعلة في تحقيق الاستراتيجة المطلوبة، وإلى محاولة الجامعات الأردنية تسخير جميع مقدوراتها وامکاناتها في تطوير الجامعة حيث احتلت فقرة “يمتلک الإدراي رؤية ثاقبة متجددة” المرتبة الأولى ببعد القيادة وهذا يظهر إيمان الإدارات الجامعية بضرورة مرونة البيئة الجامعية لمساعدتها على حل المشکلات والتجديد والتغيير للأفضل، ومواجهة التحديات بإيجابية دون مقاومة، وإيمانها أن القيادة وأسلوبها الموقفي هو السبيل إلى الإصلاح والتطور. وقد جاءت بالمرتبة الأخيرة الفقرة “يحصل رؤساء الأقسام على تحفيز من الجامعة” وقد تعزى هذه النتيجة إلى حاجة رؤساء الأقسام إلى نوع من التحفيز کنوع من الإهتمام والاعتراف لما يقومون به من انجازات.

النتائج المتعلقة بالسؤال الثالث: «هل هناک علاقة بين درجة ممارسة الإدارات الجامعية لمبادئ القيادة الاستراتيجية على مستوى التميز التنظيمي في الجامعات الأردنية ؟»

للإجابة عن هذا السؤال تم حساب معامل الارتباط بيرسون بين درجة ممارسة الإدارات الجامعية لمبادئ القيادة الاستراتيجية على مستوى التميز التنظيمي في الجامعات الأردنية من وجهة العاملين فيها، والجدول (25) يوضح ذلک:

جدول (3)

معامل ارتباط بيرسون بين درجة ممارسة الإدارات الجامعية لمبادئ القيادة الاستراتيجية على مستوى التميز التنظيمي في الجامعات الأردنية.

** دالة إحصائيًا عند مستوى (α = 0.01 ).

يلاحظ من نتائج الجدول أن قيمة معامل الارتباط بيرسون بين درجة ممارسة الإدارات الجامعية لمبادئ القيادة الاستراتيجية على مستوى التميز التنظيمي في الجامعات الأردنية قد بلغت (0.93) بمستوى دلالة (0.000) وهذه القيمة دالة إحصائياً عند مستوى (α = 0.01 )، مما يشير الى وجود علاقة ارتباطية طردية قوية بين متغيرات القيادة الاستراتيجية ومستوى التميز التنظيمي في الجامعات الأردنية.  کما کانت قيم معاملات الارتباط بين مجالات ممارسة الإدارات الجامعية لمبادئ القيادة الاستراتيجية ومجالات مستوى التميز التنظيمي في الجامعات الأردنية جاءت جميعها مرتفعة مقولة وذات دلالة إحصائية، وهذا يعني وجود علاقة ارتباطية طردية ودالة إحصائياً بين جميع المجالات على أداتي الدراسة.

ويمکن عزو ذلک إلى أن:

- القيادة الاستراتيجية على التميز التنظيمي من خلال بعد القيادة:  حيث تعتبر القيادة الاستراتيجية القوة  التي تقود إلى التميز والميزة التنافسية للمؤسسة، وهذا ما تم اثباته في الدراسة والتي احتل فيها بعد القيادة الرتبة الأولى على مستوى أبعاد التميز التنظيمي.

- کما ترى الباحثة أن  القيادة الاستراتيجية تؤثر على التميز التنظيمي من  خلال بعد الموارد البشرية: فتسخير الموارد البشريةالمتاحة للمؤسسة في مصلحة المؤسسة يحتاج إلى قيادة استراتيجية فعالة لما يعکس ذلک على النهوض بأدائها التنظيمي، وقد لا تمتلک المؤسسة ما تمتلک من موارد، لکن وبتفکيرها الاستراتيجي تصنع المعجزات من الأشياء التي في حوزتها، کما رأينا في اليابان الدولة الشحيحة بالموارد المادية، التي أنتجت عقول حولت التراب             إلى ذهب.

- کما ترى الباحثة أن  القيادة الاستراتيجية تؤثر على التميز التنظيمي من  خلال بعد الاستراتيجية: من خلال تحديد صورة کاملة للخطة الاستراتيجية، فالقرارات الاستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي  والتفکير الاستراتيجي والغاية والرؤية، ما هي إلا تطلعات لما تسعى المؤسسة أن تکون عليه في المستقبل.

- کما ترى الباحثة أن  القيادة الاستراتيجية تؤثر  على التميز التنظيمي من  خلال بعد الثقافة التنظيمية: الثقافة التنظيمية هي نظام من الافتراضات والقيم والمعتقدات التي تنتشر في المؤسسة، والتي تحکم کيفية تصرف الموطفين في المؤسسة. هذه القيم المشترکة لها تأثير قوي على الموظفين،  وتملي کيف يرتدون ملابسهم ويتصرفون ويؤدون وظائفهم. کما تتضمن الثقافة التنظيمية توقعات المؤسسة وخبراتها وفلسفتها، وکذلک القيم التي توجه سلوک الأعضاء، ويتم التعبير عنها في الصورة الذاتية للأعضاء، والأعمال الداخلية، والتفاعلات مع العالم الخارجي، والتوقعات المستقبلية.

وترى الباحثة أن الثقافة التنظيمية تبنى على المواقف والمعتقدات والعادات والقواعد المکتوبة وغير المکتوبة التي تم تطويرها مع مرور الوقت والتي تعتبر سمة للمؤسسة.

- وترى الباحثة أن  القيادة الاستراتيجية تؤثر على التميز التنظيمي من  خلال البعد المالي: فأحد العوامل التي تساهم في تميز المؤسسة البعد المالي، الذي يدار بقيادة استراتيجية حکيمة، للحفاظ على سلامة النظام، الأمر الذي يتطلب توجيه واعي لرأس مال المؤسسة، فالاستقرار المالي يعطي المؤسسة ثقة عند المستفيدين، ولا شک أن قيمة ما تملکه المؤسسة من عوائد وأرباح يعتبر مؤشر للنجاح والتميز، حيث من خلال هذه العوائد تستطيع المؤسسة تقديم خدمات فريدة.

التوصيات

بناء على ما تم تقديمه في الإطار النظري والدراسات السابقة وما توصلت إليه الدراسه من نتائج توصي الباحثة بما يأتي:

1. أن تقوم الجامعات الأردنية بعقد دورات وندوات ومؤتمرات لنشر وتعزيز معنى القيادة الاستراتيجية وأهميتها في تطوير الأداء الإداري والوظيفي في الجامعات ومدى تأثيرها على المستوى التنظيمي فيها.
2. أن تعزز الجامعات الأردنية دور العاملين في الجامعات بإعطائهم المزيد من الصلاحيات التي تتناسب مع حجم الأعمال الموکلة لديهم وذلک لينخروطوا قلبًا وقالبًا في الصالح العام للجامعات، لما يعزز ذلک من ثقتهم بنفسهم وحبهم للعمل.
3. إجراء دراسة تتعلق بالتحديات التي تواجه الجامعات الأردنية لندرة الدراسات التي تتناول هذا الموضوع.

المصادر والمراجع:

-     الزهراني، ابراهيم بن حنش سعيد (2018). القيادةالاستراتيجيةوأثرهافيتطويرقدرات التعلم التنظيمي -دراسة ميدانية بجامعة أم القرى، المجلة الدولية للأبحاث التربوية. جامعة الإمارات : المجلد 42، العدد 2، نيسان.

-     عياصرة، علي، وحجازين، عدنان موسى(2006). القرارات الإدارية في الإدارة التربوية، عمان: دار الحامد، الاردن.

-     المصري، محمد عادل(2015). دور القيادة الاستراتيجية في تفعيل عمليات إدارة المعرفة بوزارة الداخلية والأمن الوطني، رسالة ماجستير منشورة، فلسطين: جامعة الأقصى.

-     العميان، محمود سلمان (2018). السلوک التنظيمي في منظمات الأعمال، عمان: دار وائل، الاردن.

-     الحارثي، زايد بن عجير (2020). الإدارة في الجامعة فن وقيادة أم روتين وسيادة؟ مقالة، جريدة الجزيرة، السعودية.

-     بن سالم، عبد الحکيم (2018). أثر أساليب التميز التنظيمي على الأداء السياقي. دراسة حالة لصندوق الضمان الاجتماعي، جامعة بشارا : الجزائر.

-     الشمري، ناصر عطا عياد (2019).. درجة فاعلية مديري المدارس في قيادة التغيير اللازمة للتطوير الإداري في مدارس دولة الکويت من وجهة نظرهم، رسالة ماجستير، جامعة آل البيت: الأردن.

-    Fulmer, R., Stumpf, S., & Bleak, J. (2009). The strategic development of high potential leaders. Strategy & Leadership. Alliant International University

-    M. A.; Mahmood, R. B. (2014). A look into the underlying of the items that make up the organizational excellence and transformational leadership scales in higher education institutions in Nigeria. Journal of Management Policies and Practices, 2(2), 203-215.

-    Adler, P.S. , & Kwon, S-W. (2002). Social capital: Prospects for a new concept. Academy of Management Review, 2 7, 17-40.

-    pinar, musa (2013). Investigating the Impact of Organizational Excellence and Leadership on Achieving Business Performance. An Exploratory Study of Turkish Firms. Valparaiso University (USA)

-    Ingram, Richard (2015). Ten basic responsibilities of nonprofit boards (third ed.). Washington