نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلفون
1 کلية التربية الأساسية الهيئوة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب
2 کلية التربية الأساسية الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
کلية التربية
کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم
إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)
=======
خدمات مکتبات السجون ودورها في تثقيف وإعادة تأهيل نزلاء المؤسسات الإصلاحية
إعــــــــــداد
د/مها محمد عقيل سيد علي
أستاذ مشارک
کلية التربية الأساسية
الهيئوة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب
د/ محمد علي العجمي
أستاذ مشارک
کلية التربية الأساسية
الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب
} المجلد السابع والثلاثون– العدد التاسع – سبتمبر2021م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
المستخلص:
هدفت الدراسة النظرية إلى التعرف على الخدمات المکتبية التي توفرها مکتبات السجون، ودورها في إعادة تأهيل نزلاء المؤسسات الإصلاحية. واعتمدت الدراسة اعتماداً رئيسياً على المنهج الوثائقي للتنظير في المصادر العربية والأجنبية المتوافرة في هذا المجال، لتحقيق هدف الدراسة في إطار منهجي نظري عن مکتبات السجون حول العالم والتعرف على أهم الخدمات والمصادر التي يجب توافرها لتثقيف وإعادة تأهيل رواد هذا النوع من المکتبات.
تناقش الدراسة مدى المساهمة الفعّالة لخدمات مکتبات السجون في تثقيف وتأهيل السجناء، وما المصادر التي يجب توافرها في مکتبات السجون لخدمة المستفيدين من نزلاء المؤسسات الإصلاحية.
وقد خلصت الدراسة إلى عدد من المقترحات والتوصيات التي يمکن للمسؤولين عن مکتبات السجون في دولة الکويت والدول العربية المجاورة والتي تسمح سياساتها الحکومية بوجود مکتبات في السجون، مع الأخذ بالمعايير الدولية واعتماد خدمات فعالة في تثقيف وإعادة تأهيل نزلاء المؤسسات الإصلاحية.
الکلمات المفتاحية: مکتبات السجون - المؤسسات الإصلاحية – الکويت.
Abstract:
The theoretical study aimed at identifying the services provided by prison libraries and their role in the rehabilitation of the inmates of correctional institutions. The study relies mainly on the documentary approach to theorization in Arabic and foreign sources available in this field in order to achieve the objective of the study within a theoretical framework about prison libraries around the world and identify the most important services and rsources that should be made available to educate and rehabilitate the people who frequent this type of libraries.
The study discusses the effective contribution of the services provided by prison libraries to the education and rehabilitation of prisoners, and the sources that should be made available at prison libraries to serve the inmates of correctional institutions. The study camne up with some suggestions and recommendations that will be benefitional to the officials in charge of prison libraries in the State of Kuwait and neighboring Arab countries whose governmental policies sanction the presence of libraries in prisons, taking international standards into account, and putting in place effective services to educate and rehabilitate the inmates of correctional institutions.
Key Words: Prison libraries – rehabilitation – correctional institutions – Kuwait
المقدمة:
ارتفع معدل الجريمة في السنوات العشرين الأخيرة، حيث اکتظت السجون والمؤسسات الإصلاحية بالمحکومين والموقوفين على ذمة التحقيق عربياً وعالمياً. وهناک مطالبات کثيرة من قبل الأمم المتحدة وحماية حقوق الانسان والجمعيات الأهلية المساندة بدعم نزلاء السجن داخل السجون من النواحي النفسية والمعنوية. وقد کانت أولها المادة 40 من معايير الأمم المتحدة للمعاملة الدنيا للسجناء في سنة 1955 والتي نصّت على أن "کل مؤسسة يجب أن تمتلک مکتبة يستخدمها جميع فئات السجناء مزودة بما يکفي من الکتب الترفيهية والتعليمية ويجب تشجيع السجناء على الاستفادة الکاملة منها" Lehmann & Loccke, 2005: p5)) حيث تسمح بإعادة تأهيل نزلاء السجون نفسياً وتعديل سلوک بعضهم حتى يتم دمجهم في المجتمع بعد انتهاء مدة حجزهم. وقد أکدت دراسات أخرى أن التدخل التعليمي يقلل من فرص عودة السجناء إلى السجن بعد الإفراج عنهم .( Buke & Vivian, 2001; Asher, 2006)
ومن هذا المنطلق فإننا نجد أن للمکتبات ومراکز المعلومات دوراً رئيسياً وأساسياً في إعادة تأهيل وتثقيف مجتمع المستفيدين بشکل عام وبشکل خاص داخل السجون، لذلک فإن وجود مکتبات داخل السجون قد يساعد بشکل کبير في إعادة تأهيل وتطوير سلوک الافراد. وقد حثت منظمة اليونسکو على توفير مکتبات داخل السجون مما لها من منافع في توفير فرص للتعلم مدى الحياة، وتحسين فرص السجناء في إعادة الإدماج بنجاح بعد الإفراج عنهم وعدم العودة إلى الإجرام مما يؤدي الى فوائد مجتمعية کبيرة (UIL, 2020 ).
ذکرت ليهمان ( ,1999 (Lehmann أنه يمکن لمکتبات السجون أن تلعب دورا کبيرا في التعليم وإعادة تأهيل المسجونين والتي تکون عن طريق تلبية احتياجات کل النزلاء وموظفي السجون. کما حددت زيبيرت (Zybert , 2011 ( عددا من الطرق التي يمکن للمکتبات أن تسهم في تعليم السجناء في سجون بولندا مثل إعداد: برامج التأهيل وإعادة الادماج، برامج ثقافية وفنية، الترويج العام للقراءة والتي من شأنها رفع مستويات محو الأمية وتسهيل التحصيل المعرفي. ولکن فينلي Finlay (2018) قالت إن مکتبات السجون قد تواجه عوائق وتحديات متعددة مثل قلة الموظفين وقلة مصادر المعلومات والتي غالبا ما تکون عليها رقابة على نوعية المصادر، وأيضاً وجود نقص في المصادر المطلوبة والتي تؤدي إلى الندرة في الحصول على المصادر التي يحتاجها نزلاء المؤسسات الإصلاحية (السجون). لذلک أوصى سيميونک وآخرونSimunic et al., 2016) ) بأهمية وجود تشريعات وقوانين تدعم مکتبات السجون وتطويرها والتعاون مع المکتبات العامة وبناء معايير وطنية تتماشى مع المعايير العالمية لمکتبات السجون.
مشکلة الدراسة وتساؤلاتها:
يُهيأ للکثيرين أن السجون مکان لعقاب الأفراد الذين صدرت بحقهم أحکام قضائية والتي تکون لأسباب مختلفة، ومع مرور السنوات تمت تسمية السجون بالمؤسسات الإصلاحية والعقابية وذلک لوعي المجتمع بأهمية دور الإصلاح والتأهيل لمساعدة المساجين في التقليل من فرص عودتهم لذات الجرم وجعلهم أفراداً مساهمين بطريقة إيجابية لتطوير المجتمع والدمج معهم بعد الإفراج ويرى کثير من الباحثين أن أنشطة القراءة في بيئة السجن ستشکل عنصراً جديداً في فلسفة الأحکام بالسجون والتي تعکس تعريفا أکثر إنسانية لماهية السجن، ويرون أيضاً أن القراءة کأداة ليست فقط لاکتساب المعرفة، ولکنها أيضاً مسار للتحسين الأخلاقي والإثراء المادي والنفسي (Pulido, 2010; Fabiani, 1998). کما ذکر فساي وفلورنسو (Fasae & Folorunso, 2020) أن مکتبات السجون أنشئت لدعم إصلاح السجناء وتأهيلهم وإدماجهم في المجتمع من خلال توفير المرافق والخدمات اللازمة داخل المکتبة. وهنا يؤکد دور المکتبات في السجون للمساهمة في إعادة تأهيل وتثقيف مجتمع المستفيدين من نزلاء المؤسسات الإصلاحية. ولذلک حاولت الدراسة الإجابة عن الأسئلة التالية:
التساؤل الاول: ما خدمات مکتبات السجون التي تساعد على تثقيف وإعادة تأهيل نزلاء المؤسسات الإصلاحية؟
التساؤل الثاني: ما المصادر التي توفرها مکتبات السجون للمستفيدين من نزلاء المؤسسات الإصلاحية؟
التساؤل الثالث: ما التوصيات التي تساعد في تطوير خدمات مکتبات السجون لتثقيف وإعادة تأهيل المستفيدين من نزلاء المؤسسات الإصلاحية؟
أهداف الدراسة:
هدفت الدراسة الى التعرف على الدراسات في مجال مکتبات السجون من أجل معرفة الخدمات والمصادر التي يجب توافرها في مکتبات السجون، وذلک لوضع توصيات متکاملة من أجل تثقيف وإعادة تأهيل المستفيدين من نزلاء المؤسسات الإصلاحية.
أهميــة الدراسة:
تستمد أهمية هذه الدراسة من دور المکتبات في خدمة المجتمع من الناحية الثقافية والتعليمية والتي لها تأثير على تغيير السلوک الإنساني، وحيث إن السجون تعتبر من المؤسسات الإصلاحية التي تسعى الي اصلاح وبناء الافراد وتقويم سلوکهم. فانه من المهم السعي والتطرق إلى دراسات باللغة العربية لنشر الوعي عن مکتبات السجون وضرورة تطويرها في المؤسسات الإصلاحية والعقابية وذلک لتوفير خدمات تتناسب مع متطلبات التعليم وإعادة التأهيل في السجون، وأيضاً خلق تعاون مع المکتبات الأخرى في المجتمع. والأهمية الثانية للدراسة، هي أنها ستثري الدراسات في اللغة العربية حيث إنه وجد القليل جدا من الدراسات التي تطرقت لهذا الموضوع (مالک ،2019 ; بن سليم والبوسعيدية،2018 ;الغفيلي ،2005 ; طه ،2003).
منهجية الدراسة:
اعتمدت هذه الدراسة النظرية في تحقيق أهدافها على المنهج الوثائقي والذي يرکز على استنباط الأدلة والبراهين من الوثائق التي تجيب عن أسئلة البحث وتنتهج هذه الدراسة أيضاً المنهج الوصفي عن طريق جمع المعلومات والمصادر حول ما کتب عن موضوع الدراسة " مکتبات السجون"، وذلک بالتحليل الشامل للوثائق والدراسات السابقة التي تسمى بمرحلة مراجعة الإنتاج الفکري بهدف الوصول الى إجابات لأسئلة البحث في هذه الدراسة، ومن ثمّ التوصل إلى توصيات تساعد على بناء وتطوير الخدمات المکتبية في المؤسسات الإصلاحية لإعادة تأهيل النزلاء وتثقيفهم في الدول العربية. وقد وجد الباحثان العديد من الدراسات في مجال مکتبات السجون والتي اعتمدت على المنهج النظري الوثائقي ( ,Fasae & Folorunso, 2020 Khumalo, Mugwisi & Jiyane, 2019 ( Pulido, 2010; Simunic et al., 2016; Garner, 2017;. وقد تم محاولة تغطية الدراسات السابقة حول العالم منذ سنة 2000 الى وقت عمل هذه الدراسة. وقد عرض موضوع الدراسة وهدفه على أساتذة من المتخصصين في مجال المکتبات والمعلومات بهدف أخذ الملاحظات بعين الاعتبار عند إعدادها.
مصطلحات الدراسة:
السجون أو المؤسسات الإصلاحية:
السجن اصطلاحاً هو مکان " لاحتجاز شخص بموجب حکم قضائي أو قرار إداري من سلطة يستند إما الى قانون ينص على عقاب الشخص لکونه ارتکب جريمة أو لمجرد قرار تقديري من سلطة مخولة باحتجاز الأشخاص إجراء وقائيا تقوم به إدارة الأمن بوصفها سلطة عامة" (عبدالله، 2015: ص 21). وقد تطور مصطلح السجون عبر مختلف الأزمنة من فکرة الانتقام والعقاب الى الاصلاح والتأهيل مما أدى الى تحول النظرة للإصلاح وإعادة ادماجهم الى المجتمعات بعد انتهاء فترة الحجز (لبشر وبکارة ،2018). وقد نجد عدة مسميات للسجون مثل: المؤسسات العقابية- المؤسسات الإصلاحية – مؤسسة أو دار إعادة التربية أو دار التهذيب (Suzanlegend, 2014).
مکتبات السجون:
مکتبات السجون تعتبر أحد أنواع المکتبات العامة کما وصفها مالک (2019) فمکتبات السجون تعتبر مؤسسات ثقافية داخل مؤسسات إعادة التربية والتي تساهم في إعادة التوازن للنزلاء ودمجهم مع المجتمع من جديد (عفيف، 2019: ص 467). ويعرف سيد حسب الله مکتبات السجون في کتابه المعجم الموسوعي لمصطلحات المکتبات والمعلومات ( 1988: ص 904) على أنها "مکتبة يديرها سجن لخدمة النزلاء. وقد تحتوي على مواد عامة أو مواد مساندة لبرامجها الثقافية وبعض الموضوعات القانونية".
المکتبات بشکل عام تحتاج إلى وجود التکنولوجيا ووجود مصادر إلکترونية والدخول إلى شبکات الإنترنت، ولکن بالنسبة للمکتبات داخل السجون فإن هذا الأمر يعتبر من أصعب القضايا التي تواجهها في کيفية الوصول إلى تکنولوجيا الحاسوب والشبکات، وليس فقط للتشغيل الداخلي للمهام، ولکن أيضا لأغراض التعلم والمعلومات (Lehmann, 2011)، وذلک بسبب الأنظمة والطبيعة الأمنية للمؤسسة الإصلاحية التي قد تمنع استخدام أجهزة الحاسوب أو التکنولوجيا وهذا يعتمد على قوانين السجون في کل دولة أو ولاية مما يشکل عقبات رئيسية أمام الوصول إلى الإنترنت والمرافق الببلوغرافية، ونظم إدارة المکتبة المشترکة، والوصول إلى مصادر الويب المختلفة. بالرغم من ذلک فقد حرصت إرشادات "افلا" لسنة 2005 لمکتبات السجون على أن توصي على أهمية السماح لنزلاء السجن من الوصول لشبکات الانترنت لأغراض تعليمية فقط وتکون تحت رقابة السجن (Lehmann & Locke, 2005). وقد أوضحت بوليدو (Pulido, 2010) في دراستها مدى أهمية استخدام تکنولوجيا المعلومات للتعلم وذلک لإعادة تأهيل السجناء مع المجتمع.
وقد حددت ليهمان (Lehmann, 2011:497) أن لمکتبات السجون عدة أدوار متوقعة ومحتملة والتي ظهرت وفقا لعملية التخطيط التي قامت بها ريا (Rhea, 1997) لمکتبات السجون في عام 1992 وهي على النحو التالي:
من منطلق الوعي لدور المکتبة وما تلعبه في التأثير على تثقيف وتعليم وتربية السجناء فقد قامت المديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج التابعة لوزارة العدل الجزائرية بدعم دور مکتبات السجون في إعادة تربية وتنمية قدرات المسجونين وإدماجهم اجتماعياً عن طريق نشر الثقافة والتعليم وتجسد ذلک في إنشاء مجلة ثقافية يشارک في إعدادها نزلاء السجن والموظفين وعرض إنتاجاتهم الثقافية والأدبية، بالإضافة الى وضع تدابير متعددة لذات الغرض في مکتبات السجون، منها: تکريم السجناء المنجزين لأفضل قصة قصيرة أو شعر أو رسم، وتمکين المحبوسين من الوصول للکتب ومصادر المعلومات التعليمية والقيام بالإعارة الداخلية والخارجية لمصادر المعلومات. والمشارکة في المعارض المنظمة من مديريات الثقافة. بالإضافة الى توفير عربات متنقلة لعرض الکتب على السجناء في الساحات وتنظيم زيارات للمکتبة المتنقلة والأنشطة الثقافية على مستوى المؤسسات العقابية في الجزائر (المديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، 2020). وفي السودان أعرب وزير الثقافة السوداني عن أن السجن يعتبر فترة استثنائية لذلک يجب أن يتلقى السجين برامج إصلاحية تساعده على الادماج في المجتمع لذلک فقد اتجهت السودان لأنشاء مکتبات ثقافية داخل السجون القومية لتنمي المهارات الأدبية والفنية والأنشطة الثقافية والرياضية في تلک المؤسسات الإصلاحية (العين الإخبارية،2016).
الإطار النظري والدراسات السابقة:
فيما يلي يتم عرض الدراسات السابقة باللغتين العربية والأجنبية ذات العلاقة بموضوع هذه الدراسة:
ناقشت دراسة قام بها فساي وفولورنسو Fasae & Folorunso, 2020) ) حالة مکتبات السجون وخدماتها المقدمة إلى نزلاء السجون في نيجيريا من خلال البحث عن الوثائق و الدراسات التي تعطي لمحة على تعاون دائرة السجون النيجيرية مع الجامعة الوطنية المفتوحة في نيجيريا والمنظمات غير الحکومية. وتم بحث المشاکل التي تعوق تطوير خدمات مکتبات السجون في نيجيريا، مثل: عدم کفاية التمويل والمساحة، والصعوبات في الحصول على المواد الإعلامية، وضعف البنية التحتية، وسوء إدارة المصادر والتي کانت من قبل غير المهنيين. کما نوقشت أدوار مکتبات السجون في إدماج نزلاء السجون في المجتمع. وقد أوصى الباحثون لأجل تحسين خدمات المکتبات في السجون النيجيرية، بأن هناک حاجة إلى التمويل المناسب لمکتبات السجون النيجيرية من جانب الحکومة والمنظمات غير الحکومية، وأن تحسن سياسات تطوير المجموعات المکتبية. کما شددت على أنه يجب على أمناء المکتبات تسهيل الوصول إلى جميع المواد الإعلامية المتاحة، إلى جانب تطوير إدارة مکتبة السجون والذي يعتبر جزءاً من الحلول لمساعدة السجناء لإعادة ادماجهم في المجتمع النيجيري.
دراسة أخرى في نيجيريا ( (Onyebuchi et al, 2020هدفت إلى الکشف عن أهمية مصادر المکتبة وخدماتها ومدى مساهمتها في حياة نزلاء السجون. تم استخدام الملاحظة وحلقات المناقشة على عينة مکونة من 30 نزيلاً. أظهرت النتائج تحسناً في مستوى الإلمام بالقراءة والکتابة ومهارات الکتابة الإبداعية والکوميدية للمشارکين. ولذلک أوصت الدراسة بتشجيع أنشطة محو الأمية بين النزلاء لتزويدهم بالمهارات التي تمکنهم من أن يصبحوا متعلمين مستقلين وأفرادا أفضل في المجتمع.
دراسة قام بها مالک (2019) هدفت الى تسليط الضوء على واقع مکتبات السجون في بسکرة بالجزائر لمعرفة ما تقدمه من خدمات والتعرف على مکانة المکتبة بالنسبة لنزلاء السجون ومن ثم اقتراح الحلول المناسبة لتحسين الخدمة المکتبية. وقد تم استخدام المنهج التحليلي من خلال توزيع استبانة على عينة مصغرة مکونة من 30 نزيلاً فقط وذلک بسبب طبيعة السجن الإدارية والامنية والعوائق التي يمکن أن تحصل مع هذا النوع من المؤسسات. ومن أهم النتائج التي ظهرت بهذه الدراسة أن دور المکتبة في السجن يساعد على تلطيف الحياة في السجن وتبعد السجناء عن المشاکل والملل. أظهرت النتائج أيضا ضرورة وجود المکتبة في المؤسسات العقابية حيث إن لها أهمية في تهذيب النزلاء وتسهل لهم وسائل إدماج وتأهيل. لذلک فقد أوصت الدراسة على ضرورة توضيح أهمية دور المکتبة في المؤسسات العقابية وأن مکتبات السجون يجب أن تکون تحت اشراف أهل الاختصاص بالإضافة إلى ضرورة توفير الوسائل السمعية البصرية والتقنيات الحديثة وتدريبهم عليها وتکبير مساحة المکتبة.
في دراسة أخرى مماثلة لهدف دراسة مالک (2019) والتي أجريت في الجمهورية الباکستانية ((Hussain et al.,2019 قصدت أيضاً إلى معرفة واقع مکتبات السجون ودورها وخدماتها ومصادرها والمشاکل الرئيسية التي تواجهها. وقد تم جمع البيانات عن طريق أداة المقابلة والملاحظة مع مسؤولي ثلاث مکتبات بسجن في منطقة لاهور. وأکدت نتائج الدراسة أن أغلب نزلاء السجن تدور استفساراتهم المعلوماتية في مکتبات السجن حول موضوعات تتعلق معظمها بالمسائل القانونية. ومن الخدمات الهامة التي تقدمها مکتبات السجون الباکستانية هي مساعدة السجناء في تعليمهم، وأن الدور الرئيسي الذي يقوم به القائم بأعمال المکتبة هو تثقيف وتقديم برامج إعادة التأهيل. وقد أوصت الدراسة بأن الدفع إلى المزيد من التفاعل مع أنشطة المکتبات وإمکانية الوصول إلى الکتب الذي من شأنه أن يعزز الإيجابية لدى نزلاء السجن مما يقلل من الأعمال الإجرامية وغير الأخلاقية. وأن مصادر المعلومات في مکتبات السجون يجب أن تکون وفق الاحتياجات المعلوماتيه الخاصة بالسجناء لأنهم هم المستخدمون المحتملون للمجموعة المکتبية في مکتبات السجون.
قام کومالو وموجسويسي وجيان (Khumalo, Mugwisi & Jiyane, 2019 ) بدراسة نظرية الغرض منها توضيح مدى أهمية مکتبات الخدمات الإصلاحية لدعم وإعادة تأهيل السجناء وإدراجهم اجتماعياً في المؤسسات الإصلاحية. وتوضح الدراسة کيفية تعميم خدمات مکتبات الإصلاحية لتحقيق الأهداف الإصلاحية والإنمائية للسجناء في المراکز الإصلاحية في جنوب أفريقيا. وقدمت الدراسة رؤى لصانعي السياسات بشأن دور مکتبات الخدمات الإصلاحية في تشکيل حياة السجناء وتنميتهم. وأخيرا خلص الباحثون إلى أهم العوائق التي تواجه مکتبات السجون مثل: الاکتظاظ ونقص التمويل، وأن التحدي الرئيسي الذي يواجه هذا النوع من المکتبات هو الرقابة والبيئة المنظمة للغاية وهذا يشمل الموظفين الذين يتعين الالتزام بمهنية أمين المکتبة وفي نفس الوقت الالتزام بقواعد المرافق وأنظمة السلامة داخل السجون. وعلاوة على ذلک، فقد أصر الباحثين على أنه لا يمکن تجاهل إهمال الحکومة وهيکل LIS نحو احتياجات المعلومات من نزلاء السجن وأن عدم وجود تفويض من الحکومة بشأن من سيدير ويمول مکتبات الخدمات الإصلاحية سيؤثر على عملية إعادة تأهيل السجناء وإعادة إدماجهم وتعليمهم. ولذلک فإنه من المهم إعطاء الأولوية للخدمات في مکتبات المؤسسات الإصلاحية لتقوم بدور إيجابي يساهم في تطوير الدولة.
في الهند (2019 Maravathi,) أجريت دراسة سلطت الضوء فيها على مصادر المکتبة والخدمات والمرافق المادية المتاحة لنزلاء السجن المرکزي في بانقلور وذلک لمعرفة مدى رضاهم عن تلک المصادر وخدماتها. استخدم فيها أداة الاستبانة والتي تم توزيعها على 250 نزيلاً. دلت الدراسة على وجود 4000 مصدر من کتب وقصص وروايات، وکتب خيالية وصحف ومجلات. وأظهرت النتائج رضى عالياً جداً للصحف والمجلات بنسبة 98% تليها کتب القصص والخيال والروايات ثم الکتب المرجعية والتي کانت أقل رضى من مجموع المصادر المتوفرة في مکتبة السجن. وکان أغلب نزلاء السجن يرتادون المکتبة لقراءة الکتب الدينية والقصص بنسبة 63%. أما بالنسبة لرضى النزلاء عن المرافق المادية فقد کانت من نصيب ترتيب المقاعد في المکتبة وأنهم لم يکونوا راضين عن عدم توفر الماء للشرب في المکتبة. وقد اقترح نزلاء السجن توفير المزيد من کتب القصص الأخلاقية والمواد السمعية والبصرية وتوفير بعض المجلات الأسبوعية. واقترحوا أيضاً زيادة عدد الموظفين في المکتبة وقليل من السجناء اقترحوا أيضاً توفير بعض کتب الاختبارات التنافسية. وقد استنتج الباحث أن مکتبات السجون وتوفير المصادر الملائمة لاحتياجاتهم سيکون لها الدور الکبير في إعادة تأهيل وإصلاح حياة السجناء بعد الإفراج عنهم.
أجرت بن سليم والبوسعيدية (2018) دراسة هدفت الى معرفة واقع مکتبات سجون النساء في سلطنة عمان والکشف عن دور مکتبة السجن في تأهيل النزيلات والاطلاع على الخدمات والأنشطة والفعاليات الثقافية في السجن المرکزي بولاية سمائل. تم استخدام أداة المقابلة والتي أدت إلى التوصل بأن سجن النساء من التنظيمات الإدارية التي تم التخطيط لها وذلک تنفيذا لتشريعات اللوائح القانونية لتنظيم السجن رقم 48 لعام 1998، والذي نص على تولي إدارة السجون بناء المکتبة ودعمها ماليا وبناء عليه فقد أدت الى أن المکتبة نهضت بدورها بطريقة فعالة في الخدمة المکتبية وتم تأهيل النزيلات بجدارة. وأظهرت النتائج أيضا أن للمکتبة وخدماتها دوراً مهماً في إعادة تأهيل السجينات حيث إن مکتبة السجن قد ساعدت الکثير من النزيلات في الانتماء لأصدقاء المکتبة والتي ساعدت في التقليل من حدة التفکير في العودة الى بيوتهن ونظرة المجتمع لهن. من خلال هذا الدراسة يتبين أن للقرارات السياسية أهمية کبرى لإصدار قانون تنظيمي ينص على ضرورة انشاء مکتبات للسجون بما يتوافق على المعايير الإرشادية لخدمات المکتبات والذي يساعد کثيراً في البرامج الإصلاحية داخل السجون.
في دراسة أجراها جارنر (Garner ;2017) والتي اتبعت المنهج الوثائقي وعرضت الدراسات السابقة عن مکتبات السجون في استراليا والدول المجاورة للممارسات المستمرة لتوفير المصادر وخدمات المکتبات، أظهرت وجود دراسات عن تاريخ مکتبات السجون والممارسات المعاصرة والمعايير والإرشادات، وتعليم السجناء والحاجة للمعلومات. وبينت الدراسة أيضاً قلة وجود دراسات التي تأخذ برأي السجناء وأن الدراسات التي تأخذ رأي المستفيدين في مکتبات السجون تعتبر محدودة.
في نيجيريا أجريت دراسة هدفت الى تحديد الاحتياج المعلوماتي للسجناء (Sambo, Usman & Rabiu, 2017 ) عن طريق دراسة وصفية مسحية، وتم استخدام أداة الاستبانة والمقابلة في 4 سجون. أظهرت النتائج أن غالبية الاحتياجات المعلوماتية للسجناء تدور حول المواضيع الصحية والمالية وتليها الروحية والأخلاقية والحياة ما بعد السجن ومعلومات قانونية. کما أظهرت النتائج أن حالة المکتبات في السجون الأربعة معيبة حيث إن غالبية السجناء يلجأون الى المسجد أو الکنيسة لتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. واستخلصت الدراسة أهمية تسليط الضوء على الاحتياجات المعلوماتية للسجناء وذلک من خلال توفير الدعم اللازم وغرف للقراءة. أوصت الدراسة بوضع برامج تدريبية لشرطة السجون لمعرفة الاحتياجات المعلوماتية للسجناء ووضع برامج مهنية وتعليمية لمساعدة السجناء للبحث عن عمل مناسب بعد الخروج من السجن. کما أوصت أيضا بوضع وقت للسجناء لاستشارة المکتبة واستخدام خدماتها وأنشطتها. ويجب وضع إرشادات لخدمات مکتبات السجون في نيجيريا من قبل مسؤولي السجون وجمعية المکتبات وأخيرا المطالبة بعمل تشريع في نيجيريا يساند ما صرحت به الأمم المتحدة من قانون رقم 40 بشأن حق الحصول على المعلومات للسجناء.
أجرى سيميونک وآخرونSimunic et al., 2016) ) دراسة لمقارنة وضع مکتبات السجون في جمهورية کرواتيا مع الدراسات السابقة والإرشادات والمعايير التوجيهية لخدمات مکتبات السجون. تم استخدام الاستبانة وتوزيعها بالبريد على 23 سجناً بکرواتيا. وأظهرت النتائج أن مکتبات السجون في کرواتيا أخفقت في الوفاء بالمعايير الدولية المتعلقة بالموظفين والخدمات والمجموعات المکتبية. لذلک فقد أوصت الدراسة بوجوب التعديل الفوري للتشريعات والدعم وتطوير التعاون مع المکتبات العامة وخلق معايير محلية تتماشى مع المعايير الدولية لخدمات مکتبات السجون. وقد حث الباحثون في هذه الدراسة على وجوب تضافر الجهود لدعم ودمج أمناء مکتبات السجون في المناهج المعتمدة لعلوم المکتبات والمعلومات وبرامج التطوير المهني.
في بلجيکا، يحق للسجناء أثناء فترة احتجازهم الحصول على الخدمات الاجتماعية والثقافية مثل: المکتبة، الرياضة، الأنشطة، التعليم، التدريب المهني، الأنشطة الثقافية والصحة العقلية ومن هذا المنطلق فقد قام بروسنس وآخرون ( Brosens et al, 2015) بدراسة هدفت الى الکشف عن معدلات مشارکة السجناء في هذا النوع من الخدمات والبرامج المختلفة ، تم استخدام أداة الاستبانة على 432 رجلاً و54 امرأة وکانت أکثر من 50% من الاستجابات للفئة العمرية الأقل من 30 سنة. وقد وضح الباحثون أن إدارة السجن لم يألفوا کثيرا على طريقة عمل هذه الأبحاث واستخدامهم لهذه الأداة للسجناء. وأظهرت النتائج أن 92 ٪ منهن قد شارکوا على الأقل في نشاط واحد، وقد کانت المکتبة الأعلى مشارکة من قبل السجناء في نسبة 85% والتي تشير إلى أن المکتبة قد تکون بمثابة جسر للمشارکة في برامج التعلم مدى الحياة.
في إندونيسيا، قام رحمي وباتريک ( Rahmi and Patrick, 2015 ) ببحث يهدف إلى دراسة الوضع والممارسات التي تم تقوم بها مکتبتان مختلفتان للسجون في إندونيسيا، ودورهما في معالجة مختلف القضايا الاجتماعية والترفيهية والتعليمية والنفسية لدى سجن الاحداث. هذه الدراسة تعتبر ذات أهمية لممارسة مديري المکتبات الخاصة وموظفي السجون والأخصائيين الاجتماعيين والمربين الذين يحتاجون إلى العمل مع الأحداث. تم استخدام أداة المقابلة مع مديري مکتبات سجن الأحداث والتي بينت النتائج أن موظفي مکتبات سجن الاحداث لم يکونوا من المتخصصين في مجال المکتبات والمعلومات وأن الوظائف الموکلة لهم ليست فقط داخل المکتبة وإنما لديهم أعمال أخرى وذلک بسبب قصور في عدد الموظفين داخل السجن. وأن المکتبة تخدم الاحداث وموظفي السجن. ولا يسمح للأحداث باستعارة الکتب المطبوعة خارج المکتبة وذلک بسبب التلف الذي يمکن أن يحدث لهذه المصادر من خلال تقطيع الورق واستخدامها في لف السجائر. کما أظهرت نتائج المقابلة أن هناک قائمة من الأنشطة التي يشرف عليها موظفو المکتبة مثل: الأنشطة الرياضية، الفنون الشعرية، القراءة، نادي الدراما، الفرق الموسيقية، والأنشطة الاجتماعية. يتضح من هذه الدراسة أن عمل أمناء المکتبات في سجون الأحداث أنه لا يتوقف عند حد المکتبة، ولکن أحيانا من واجباته أيضاً الإشراف على أعمال أخرى تساند نزلاء السجون نفسيا، ومعنويا، واجتماعيا، وتعليميا.
قام کونراد ( Conrad, 2012 ( بدراسة للکشف عن کيفية بناء وتنمية سياسة المجموعات المکتبية لدعم هدف و دور مکتبات السجون والکشف أيضا عما اذا کان الوصول الى سجلات التداول يؤثر على خصوصية السجناء. ولهذا الغرض فقد تم استخدام أداة الاستبانة لسبعة عشر من موظفي وأمناء مکتبات في 10 ولايات بالولايات المتحدة الأمريکية. وبينت النتائج أن 24% من المکتبات لا تحتوي على سياسة رسمية لتنمية المجموعات المکتبية، بالإضافة الى أن 53% من المکتبات تحت الدراسة لم تشتمل على بيان لسياسة التداول. حيث إن المکتبات تخضع للسياسات المحلية والإجرائية للمؤسسات الإصلاحية وأن مکتبات السجون تعتبر بيئة صعبة. في هذا السياق أوصى الباحث باتباع الإرشادات القائمة وأفضل الممارسات التي تقترحها جمعية المکتبات الامريکية وغيرها وتأسيس بيان واضح للسياسة الأخلاقية التي تساعد المکتبات لدعم حاجات وحقوق نزلاء السجون بشکل فعال.
في النرويج، قام کل من رجودال ورا (Ljodal and Ra, 2011) بدراسة نظرية يعرضون فيها تطور مکتبات السجون خلال ثلاثين سنة ماضية والتي أعطت لمحة عامة عن تطوير وتشغيل خدمات مکتبة السجون في الدول الإسکندنافية. أظهرت النتائج على أن مکتبات السجون تعتبر جيدة على الرغم من وجود بعض التحديات التي تبقى بسبب طبيعة المؤسسات الإصلاحية وأن مکتبات السجون تعمل في إطار تشريعي محدد وواضح وأن هناک تمويلاً للخدمات والمجموعات المکتبية في تلک المکتبات. بالإضافة الى أن المکتبة الوطنية هي من تدير خدمات مکتبة السجن نيابة عن وزارة الثقافة وأنه على مدى ثلاثين عاماً من عمر هذا الهيکل، فإن جودة مکتبة السجون قد تحسنت إلى حد کبير.
دراسة أخرى اعتمدت على المنهج الوثائقي ( Costanzo and Montecchi, 2011 ) تناولت الخدمات المکتبية في السجون في إيطاليا بحيث تم تسليط الضوء على التطورات الوطنية والإقليمية خلال اخر 25 إلى 30 سنة والتي تطرقت إلى: تاريخ مکتبات السجون، هيکل وتنظيم مکتبات السجون، اعتبارات إدارة السجن ودعم وزارة العدل الإيطالية، دور الجامعة وجمعية المکتبات الإيطالية وأخيراً مکتبات سجون الاحداث و المشاريع المستقبلية. استنتجت الدراسة أن حالة مکتبات السجون الإيطالية هي بالتأکيد في حاجة إلى مزيد من التطوير حيث إن هناک عدم تکافؤ في الخدمات وذلک لعدم وجود نظام موحد لجميع مکتبات السجون في إيطاليا فقد وجدت مکتبات عالية التطور ومستقلة عن باقي المکتبات ولا توجد معلومات عن قصص نجاحها وذلک بسبب عدم مشارکتها على نطاق واسع في الدولة. بالإضافة الى أنه لا توجد وکالة تقوم بجمع بيانات عن مکتبات السجون، مجموعاتها ووظائفها ولا توجد سياسة مرکزية لتطوير وتداول المجموعات المکتبية ومع ذلک فقد طور عدد قليل من المکتبات بيانات داخلية توضح عدد العمليات المکتبية، وقد قدم الباحثان مثالاً على مکتبة سجن تعتبر جيدة نسبياً حيث وجد في منشأة مونزا أن أمين المکتبة يحتفظ بإحصائيات لبناء المجموعة المکتبية. وأن هناک مبالغ سنوية تقدم لمکتبات السجون والتي بدأت بتوفير 11 ألف مصدر معلوماتي تمت فهرستها وإعطاء تدريب على إدارة المکتبة لمن يرغب من النزلاء. بالإضافة الى تطوير سياسات وإجراءات الشراء والتبرع. وقد تبين أن هناک اهتماماً خاصاً لشراء احتياجات السجناء الأجانب بحيث تم توفير کتب باللغة العربية والألبانية والرومانية. کما نظم السجن أنشطة تعليمية وثقافية تتضمن فصول التعليم المدني وعروض أفلام ومناقشتها.
أجرى نکان ( Nakane, 2011) دراسة مسحية على سبع منشآت إصلاحية في اليابان ليناقش الوضع الحالي لمکتبات السجون ومدى إمکانية الوصول الى الکتب و المواد المقروءة في مکتبات السجون. فقد تبين أن المکتبات لا تدار من قبل متخصصين وأن طريقة الحصول على الکتب والمجلات الشخصية للنزلاء تکون إما عن طريق الشراء أو الهدايا. وأن إدارة السجن توفر عدداً معيناً من المواد المقروءة في مواقع مختلفة داخل السجن ومع ذلک فإنها لا تفي باحتياجات النزلاء. ولهذا فقد ناقش الباحث الإطار القانوني الذي يحدد حق السجناء في القراءة والحصول على المواد المقروءة بالإضافة على القيود المفروضة عليها. فقد أوصى الباحث بأهمية النظر إلى توصيات النقابات والجمعيات المهنية التي تساعد في تحسين وضع مکتبة السجن وتطوير مجموعاتها وذلک لتعزيز التعاون بين مرافق المؤسسات الإصلاحية والمستفيدين من مکتبات السجون.
في إسبانيا، قامت بوليدو (Pulido, 2010) بدراسة نظرية رکزت فيها على سلسلة من الدراسات والنتائج التي توثق فعالية القراءة والکتابة کأداة لإعادة تأهيل الفئات المحرومة، بمن في ذلک السجناء. وقد وجدت الباحثة بعد تحليل الدراسات أمثلة لأفضل الممارسات، والمنهجيات والابتکارات في البرامج المعمول بها في بيئة السجن الخاصة مثل: مشروع" مدونين من السجن"
" Bloggers from Prison" والذي يسمح للنزلاء من عمر 18-24 للتعبير عن أنفسهم من خلال البلوق، والذي لاقى صدى عالياً في برشلونة وتبين أن لهذا النشاط له تأثيراً على نزلاء السجن من ناحية التعليم وإعادة التأهيل والدمج مع المجتمع.
في المملکة العربية السعودية، هدفت دراسة (الغفيلي، 2005) هدفت إلى الکشف عن دور مديري السجون في برامج دعم البرامج الدينية داخل السجون ودعم برامج التدريب والتعليم داخل السجون باستخدام المنهج الوصفي المسحي للضباط العاملين في الإصلاحيات الرئيسية في سجون المملکة العربية السعودية. أظهرت الدراسة عدة نتائج أهمها أن مديري السجون يقومون بدعم البرامج الدينية وحضور أنشطة تحفيظ القرآن وأنهم يقومون بتوفير مواد التدريب وتسهيل مهمة الدارسين والمدرسين وتزويد مکتبة السجون بالمصادر اللازمة من الکتب.
في جمهورية مصر العربية، قامت طه (2003) بدراسة هدفت الى معرفة واقع مکتبات السجون في القاهرة الکبرى والتعرف على آراء أخصائيين في عشر مکتبات سجون. أظهرت النتائج أن أعداد نزلاء السجون لا تناسب حجم المکتبة، حيث إن المساحة صغيرة مقارنة بالأعداد. کما تبين ضعف المجموعات المکتبية ووجود خلل بالتوازن الشکلي والموضوعي واللغوي لهذه المجموعات. کما أوضح مديرو هذه المکتبات العشر أن 7 من مکتبات السجون تحت الدراسة تقدم خدمة الاطلاع الداخلي والمکتبات الثلاث الأخرى کانت لديها قصور في التجهيزات اللازمة، بالإضافة إلى أن جميع المکتبات العشر تقدم خدمات إرشادية للقراء والإعارة الخارجية. وقد تبين للباحثة أن الکتب التي يقرأها نزلاء السجن تؤثر فيهم إلى حد کبير والتي أدت الى حدوث تغيرات في وجهات نظرهم تجاه موضات معينة. هذه الدراسة تؤکد أن المصادر التي تقدمها مکتبات السجون بإمکانها التأثير على سلوک الافراد وإمکانية إعادة تأهيلهم.
التعقيب على الدراسات السابقة ومناقشتها:
يتضح من الدراسات السابقة وجود العديد من الدراسات باللغة الأجنبية، والتي هدفت الى معرفة واقع حالة مکتبات السجون، حيث تطرقت الدراسات إلى معرفة الخدمات المقدمة لنزلاء السجون والاطلاع على الأنشطة والبرامج المقدمة ومدى أهمية مصادر المکتبة والتي تساهم في مساندة النزلاء في فترة مکوثهم بالمؤسسات الإصلاحية وإعادة تأهيلهم بعد الخروج من الحجز. کما تناولت القليل من الدراسات الحاجات المعلوماتية لنزلاء السجن أنفسهم. وتطرق الباحثون إلى صعوبة تطبيق الدراسات في السجون بسبب الطبيعة الأمنية للمنشأة. وقد تبين أيضاً وجود القليل من الدراسات في اللغة العربية والتي تتطرق إلى موضوع مکتبات السجون بشکل عام.
کما تنوعت المنهجيات المستخدمة في الدراسات السابقة:
- حيث وجدث عدة دراسات استخدمت فيها المنهج الوثائقي والنظري والتي تطابق منهج الدراسة الحالية لحصر الأدلة والوثائق. فقد وجدت دراسات عن تطور مکتبات السجون على مر الزمن ودراسات أخرى لحصر الوثائق والدراسات عن خدمات مکتبات السجون وتبيان أهميتها ومقارنتها بالمعايير والأدلة الارشادية لبناء المکتبات بشکل صحيح داخل السجون وحصر أفضل الممارسات التي تساهم في تعديل سلوک نزلاء السجن. (Fasae & Folorunso, 2020; Khumalo, Mugwisi & Jiyane, 2019; Garner ;2017; Ljodal & Ra, 2011; Costanzo & Montecchi, 2011; Pulido, 2010 )
- وجدت دراسات استخدمت فيها المنهج الوصفي واستخدام الاستبانة لجمع البيانات من قبل نزلاء السجن. وقد کان من الواضح أن أغلب الباحثين وجدوا صعوبة في جمع أعداد کبيرة من النزلاء بسبب العوائق الإدارية والأمنية للسجن ( Brosens et al, 2015;, 2019, مالک; 2019 Maravathi,) بالإضافة إلى وجود دراسة واحدة استخدمت فيها الملاحظة و حلقات مناقشة مع نزلاء السجن (Onyebuchi et al, 2020).
- وجدت دراسات أخرى أستخدم فيها أداة المقابلة والملاحظة أو الاستبانة والتي کانت أغلبها مع المسؤولين أو مديري المکتبات (;Rahmi and Patrick, 2015 ; Hussain et al.,2019; بن سليم والبوسعيدية,2018 ; Conrad, 2012 ;طه, 2003)
تتفق أغلب نتائج الدراسات السابقة على عدم وجود متخصصين في مجال المکتبات والمعلومات بمکتبات السجون وأنه يجب تولية اختصاصات المکتبة للمتخصصين أو إعطاء الموظفين دورات تدريبية لمعرفة الاحتياجات المعلوماتية للنزلاء. وعلى ضرورة توفير المصادر المعلوماتية المتنوعة والمتوازنة والمتناسبة لاحتياجات المستفيدين في المکتبة. واتفقت الدراسات السابقة على أهمية دور المکتبات في إعادة تأهيل نزلاء السجون وأن أنشطة المکتبات والبرامج التي تشرف عليها لها دور في التأثير على الناحية التعليمية والتثقيفية والنفسية.
کما رکزت أغلب توصيات الدراسات السابقة على الحرص على إصدار قانون في کل دولة لإنشاء مکتبات السجون مع إعطاء حرية الحصول على المعلومات من قبل نزلاء المؤسسات الاصلاحية والتي تتوافق مع المعايير والإرشادات الدولية لخدمات هذا النوع من المکتبات بالإضافة إلى الانتباه الى توصيات الجمعيات المهنية وذلک لتحسين خدمات المکتبات وتطويرها.
خدمات المکتبات داخل السجون والمؤسسات الإصلاحية:
من خلال ما تم تحليله من الوثائق المتوافرة عن موضوع مکتبات السجون فقد توصل الباحثان إلى مجموعة من الخدمات والأنشطة التي ظهرت من توصيات ونتائج الدراسات السابقة ويمکن أن تساعد المسؤولين في الدول العربية لوضعها بعين الاعتبار عند تأسيس مکتبات داخل السجون، وجعلها مرکزاً لدعم المؤسسات الإصلاحية في تأهيل النزلاء من الناحية التعليمية والتثقيفية والنفسية ويمکن أن يتم تفعيل ذلک بعد وضع قانون أو تشريع يسمح بوجود مکتبات داخل السجون في تلک الدول والتي تفرض وجود خدمات متنوعة من اجل إعادة وتأهيل السجناء:
أنشطة وبرامج:
مصادر معلومات:
من خلال تحليل الدراسات السابقة, تبين أن المصادر التي توفرها مکتبات السجون غالباً ما تعتمد على وجود ميزانية أو دعم حکومي أو تبرعات لإثراء مکتبات السجون بالمصادر المعلوماتية المختلفة. أظهرت الدراسات السابقة أن المصادر التي يجب أن توفرها مکتبات السجون تعتمد على دراسة احتياجات المستفيدين من النزلاء، وبما أن هناک القليل من الدراسات التي غطت الاحتياج المعلوماتي لنزلاء السجون فانه تم الأخذ بتوصيات هذه الدراسات مع توصيات الأدلة الإرشادية للخدمات المکتبية للسجناء " افلا" (Lehmann, and Locke,2005) وهي:
التوصيات و المقترحات:
دراسات مقترحة:
1- الحاجة إلى دراسات يتم أخد رأي السجناء للاحتياجات المعلوماتية في السجون والمؤسسات الإصلاحية بالدول العربية.
2- الحاجة إلى دراسات تهدف إلى معرفة مدى فاعلية الخدمات والأنشطة والبرامج التي توفرها مکتبات السجون لغرض إعادة تأهيل السجناء على المدى القصير (داخل السجن) والمدى البعيد (خارج السجن) والمقارنة بينهما.
المراجع العربية :
بن سليم, نايفة والبوسعيدية, نادية ( 2018). واقع مکتبات السجون ومساهمتها في تأهيل النزلاء: مکتبة سجن النساء بالسجن المرکزي بولاية سمائل في سلطنة عمان أنموذجا. المجلة العربية للارشيف والتوثيق والمعلومات , ( 43). س 22.
سيدحسب الله, أحمد محمد الشامي.( 1988). المعجم الموسوعي لمصطلحات المکتبات والمعلومات. السعودية: دار المريخ.
طه, داليا. (2003). "مکتبات السجون في القاهرة الکبرى" دراسة ميدانية". رسالة ماجستير. جامعة القاهرة: کلية الاداب.
عبدالله, مؤيد الدين يوسف علي (2015). سجن عمومي اتحادي. الخرطوم: جامعة الســـودان للعلوم والتکنولوجيا، کلية العمارة والتخطيط، بحث بکالوريوس.http://repository.sustech.edu/handle/123456789/11915
عفيف، غوار ( 2019). مکتبات السجون في الجزائر واقع و تحديات. المجلة الجزائرية للدراسات الإنسانية ، 1 (2). 463-484.
الغفيلي,سلطان ( 2005). دور مديري السجون في تفعيل البرامج الإصلاحية للنزلاء ( من وجهة نظر الضباط العاملين في السجون). رسالة ماجستير- جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
لبشر, أوبيش و بکارة , بوغرارة . (2018). المؤسسات العقابية و دورها في إعادة الادماج الاجتماعي للمحبوسين. رسالة ماجستير. الجزائر: جامعة قاصدي مرياح ورقلة.
مالک, جاب الله. ( 2019). واقع آفاق مکتبات السجون في الجزائر. رسالة ماجستير. جامعة محمد خيضر بسکره: الجزائر.
المراجع الأجنبية :
Asher, C. ( 2006). Interlibrary Loan Outreach to a Prison: Access Insidw. Journal of Interlibrary Loan, Document Delevery & Electronic Reserves, 16 (3),27-33.
Brosens, D., Donder, L., Dury, S., Vanwing, T. and Verte, D. (2015). Life Long Learning: The Prison Library As A Bridge To Participation. Procedia- Social and Behavioral Sciences, 191. 1496-1500.
Burke, L and Vivian, J. ( 2001). Effect of College Programming on recidivisim rates at the Hampden Country House of Correction: A 5 -year study. Journal of Corrections Education, 52 (4), 160-162.
Conrad, S. (2012). Collection Development and Circulation Policies in Prison Libraries: An Exploratory survey of Librarians in US Correctional institutions. The Library Quarterly, 82 (4), 407-427.
Costanzo, E. and Montecchi, G. (2011). Prison Libraries in Italy. Library Trends, 59 (3), 509-519.
Fabiani, J.L. ( 1998). Lire en prison: un etude sociologique. Paris: BPI, Centre Georges Pompidou.
القراءة في السجن: دراسة سوسيولوجية. باريس. مرکز جورج بوميدو .
Fasae, J and Folorunso, F. ( 2020). Prison Libraries and Services in Nigeria: An Overview. Library Philosophy and Practice. https://digitalcommons.unl.edu/libphilprac/4065/
Finlay, J. (2018). Rethinking the dichtotomy between libraries and prisons: Reflections from research in North Ireland. Journal of New Librarianship, (3), 115-119.
Garner, J. ( 2017). Australian Prison Libraries: A Study of Existing Knowledge and Recent Findings. Journal of The Australian Library and Information Association, 66 (4), 331-343.
Hussain, T., Batool, S. H., Soroya, S. H. and Warraich, N. F. ( 2019). Pakistani prison libraries: an assessment of services and challenges", Global Knowledge, Memory and Communication, 68 (1/2), 47-59.
Khumalo, M., Mugwisi, T, T. and Jiyane, G. (2019). Realising Rehabilitation and Social Inclusion Through Correctional Service Libraries in South Africa. Mousaion: South African Journal of Information Studies, 36(4), p. 15 pages. doi: 10.25159/2663-659X/5275.
https://www.upjournals.co.za/index.php/LIS/article/view/5275
Lehmann, V.( 1999). The Prison Library: A vital Link to Education, Rehabilitation, And Recreation. Education Libraries,24 (1).
Lehmann, V. ( 2011). Challenges and Accomplishments in U. S. Prison Libraries. Library Trends, 59,(3), 490-508.
Lehmann, V. and Locke, J. (2005). Guidelines for library services to prisoners. The Hague, IFLA Headquarters. https://www.ifla.org/publications/ifla-professional-reports-92.
Ljodal, H. K. and Ra, E. (2011). Prison Libraries the Scandinavian Way: An Overview of the Development and Operation of Prison Library Services. Library Trends, 59 (3), 473-489.
Maravathi, A, (2019). Survey on Central Prison library in Bangalore City: A Case study. Library Philosophy and Practice (e-journal). 2489
https://digitalcommons.unl.edu/libphilprac/2489/
Nakane, K. (2011). “Prison Libraries” in Japan: The Current Situation of Access to Books and Reading in correctional Institutions. Library Trends, 59 (3), 446-459.
https://www.ideals.illinois.edu/handle/2142/18744
Onyebuchi, G., Babarinde, E., Obim, I.. and Fagbemi ( 2020). From Library Services To Literacy Development Programme In Nsukka Prison Library: Our Experience. Library Philosophy and Practice ( e-journal). 4383. https://digitalcommons.unl.edu/libphilprac/4383/
Pulido, M. ( 2010). Programs Promoting Reading in Spanish Prisons. International Federation of Library Associations and Institutions. 36 (2). 131-137.
Rahmi, R. and Patrick, L. (2015). Youth Empowerment Through the Use of Prison Libraries: Case Studies of the Tangerang Juvenile Detention Center Library and Salemba Detention Center Library in Indonesia. JLIS.it. 6 (1), January. 183-206. ttps://www.jlis.it/article/view/10082
Rhea, Joyce Rubin. ( 1997). The Planning Process For Wisconsin Institution Libraries. Oakland, CA: Rubin Consulting.
Sambo, A., Usman, S. and Rabiu, N. ( 2017). Prisoners and Their Information Needs: Prison Libraries Overview. Library Philosophy and Practice ( e-journal ).1467.
Simunic, Z., Tanackovic, S., and Badurina, B. (2016). Prison Library Services in Croatia Need Improvement to Meet International Standards of Universal Rights to Access. Evidence Based Library and Information Practice. pp. 85-87.
UIL.( 2020). Policy Brief 11-How Prison Libraries Support Rehabilitation efforts. UNESCO Institute for Lifelong Learning.
https://uil.unesco.org/uil-policy-brief-11-how-prison-libraries-support-rehabilitation-efforts
United Nations standard minimal rules for the treatment of prisoners. (1995). New York: United Nations.
Zybert, E. (2001). Prison Libraries in Poland: Partners in Rehabilitation, Culture, and Educaiom. Library Trends, (54), 409-426.
المراجع الإلکترونية :
All accessed May 2021
Suzanlegendمکتبات السجون ( 2014 )
https://suzanlegend.blogspot.com/search/label/رسالة%20 الماجستير
العين الإخبارية (2016). في السودان ... مکتبات ثقافية لنزلاء السجون
http://al-ain.com/article/246511
المديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج ( 2020)