نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلفون
1 کلية التربية، جامعة القصيم
2 کلية التربية ، جامعة القصيم
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
کلية التربية
کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم
إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)
=======
متطلبات تفعيل الدور التربوي لأندية مدارس الحي من وجهة نظر القادة والمشرفين
إعــــــــــداد
هزاع بن فالح العنزي
ماجستير أصول التربية، کلية التربية، جامعة القصيم
391100333@qu.edu.sa
أحمد بن عبد الله السويکت
أستاذ أصول التربية المساعد ،کلية التربية ، جامعة القصيم
a.alsewiket@qu.edu.sa
} المجلد السابع والثلاثون– العدد الثامن – أغسطس2021م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
المستخلص:
هدفت الدراسة إلى اکتشاف المعوقات التي تَحدّ من تفعيل الدور التربوي لأندية مدارس الحيّ، والتوصُّل إلى معرفة المتطلبات اللازمة لتفعيل الدور التربوي من وجهة نظر قادة الأندية ومشرفيها. اعتمدت هذه الدراسة على المنهج النوعي، وتم توظيف المقابلة لجمع البيانات، وتکوَّن مجتمع الدراسة من جميع قادة ومشرفي أندية مدارس الحي للبنين، وقد تم اختيار عينة قصدية تکوَّنَت من (14) مشارکًا.
توصَّلَت الدراسة إلى عدّة نتائج: وجود عدد من المعوقات التي تحدّ من تفعيل الدور التربوي لأندية مدارس الحي وتنوَّعَت ما بين: معوقات مادية، ومعوقات بشرية، ومعوقات متعلقة بالبرامج والأنشطة، ومعوقات متعلقة بالجوانب المجتمعية. کما کشفت الدراسة عن عدد من المتطلبات اللازمة لتفعيل الدور التربوي، وتنوَّعَت کذلک ما بين: متطلبات مادية، ومتطلبات بشرية، بالإضافة إلى متطلبات تتعلق بالبرامج والأنشطة، ومتطلبات تتعلق بالجوانب المجتمعية.
وقد خلَصَت الدراسة بعدّة توصيات، من أهمها: زيادة الدعم المادي لأندية مدارس الحي، والعمل على توفير شراکات مجتمعية مع القطاعات الحکومية والخاصة، وأهمية إنشاء مجالس استشارية تساعد على تطوير الخدمات وشراکاتها المجتمعية لأندية مدارس الحي، وأهمية مشارکة وسائل الإعلام في رَفْع الوعي المجتمعي حول الأندية وبرامجها.
الکلمات المفتاحية: أندية مدارس الحي، الدور التربوي، مُتطلَّبَات.
Abstract:
The study aimed to identify the obstacles that limit the activation of the educational role of the neighborhood school clubs. It sought to determine the requirements necessary to activate the educational role from club leaders and supervisors’ perspectives. It used the qualitative approach. The interview was employed to collect data. The study population consisted of all the leaders and supervisors of neighborhood school clubs for boys. A purposeful sample of (14) participants was selected. The study came up with a number of results. There is a number of obstacles that limit of activation the educational role of the neighborhood school clubs. The obstacles are varied: financial, human, related to programs and activities, and related to societal aspects. The study also revealed that there are a number of requirements needed to activate the educational role. They also are varied: financial, human requirements, related to programs and activities, and related to societal aspects. The study concluded with some recommendations. There is a need for increasing financial support for neighborhood school clubs, working to provide community partnerships with government and private sectors. It is important to establish advisory councils that help develop services and community partnerships for neighborhood school clubs. It is vital for the media to participate in raising community awareness about clubs and their programs..
Key Words: Neighborhood school clubs , Educational role, Requirements.
المقدمة:
تعمل المؤسسات التربوية جنبًا إلى جنب لتحقيق هذه الأهداف التربوية، وخصوصًا في ظلّ ما يمرّ به العالم من تغيُّرات متسارعة وتَطوُّر هائل في جميع المجالات؛ وهذا ما جَعَل من الإصلاح التربوي والتجديد فيه أمرًا مُلحًّا لضمان مواکبة التغيُّر الحاصل على المستوى الاجتماعي والثقافي والحياتي، وضرورة إجراء عمليَّة تطوير شاملة للعمليّة التربويّة والتعليميّة وتحقيق متطلباتها، وهذا لا يشمل فقط المدارس والمناهج التعليمية، وإنما يجب أن يتضمَّن بيئات مجتمعيّة تربويّة مساندة؛ لضمان تعزيز القيم الإيجابية، وتنمية الاتجاهات والميول.
ولعل من أهم الإصلاحات الممکنة للمؤسسات التربوية دعم وتعزيز البرامج والأنشطة بجميع مجالاتها، حيث تظهر أهمية الأنشطة في التوجهات التربوية الحديثة ودورها الکبير في إشباع حاجات وميول الطلاب، وصقل مهاراتهم وتطوير قدراتهم واستثمار أوقات فراغهم، وتنمية بعض السمات الشخصية کالثقة بالنفس وتحمُّل المسؤولية والقيادة والاستقلالية، وتعزيز العديد من القيم والاتجاهات الإيجابية کالتعاون واحترام الآخرين والتوجه نحو العمل والإنتاجية، کما تُقَدِّم الأنشطة العديد من الخبرات والمواقف التي تُهِيِّئ الطلاب لمواجهة مواقف الحياة المختلفة (الحربي، 2007: 8).
ونظرًا لأهمية دور المؤسسات التربوية وما تُقدِّمه من برامج وأنشطة في تنمية العديد من الجوانب الشخصية؛ فقد دعمت وزارة التعليم برامج الأنشطة بجميع مجالاتها، وذلک بغرض تطويرها وتفعيل دورها التربوي، وتوفير جميع متطلباتها لکي تُحقِّق أهدافها التربوية؛ حيث عمِلَت على تهيئة مراکز تربوية ترويحية تفتح أبوابها في الفترة المسائية لخدمة جميع فئات المجتمع، وتُقدِّم العديد من البرامج التعليمية والثقافية والاجتماعية والرياضية، وتهدف إلى تنمية القيم، وتستثمر أوقات فراغ الشباب ليکونوا سواعدَ بناءٍ لوطنهم ومجتمعهم، وتتمثَّل هذه المراکز بأندية مدارس الحي (وزارة التعليم A ، 2016: 6).
ويأتي مشروع أندية مدارس الحي في إطار برنامج التحول الوطني 2020، ويهدف الوصولَ بعدد الأندية إلى (2000) نادٍ للبنين والبنات لتغطية کافة إدارات التعليم على مستوى المملکة، وأندية مدارس الحي عبارة عن مدارس حکومية داخل الأحياء السکنية تُمَارَس فيها الأنشطة التعليمية والثقافية والاجتماعية والرياضية في الفترة المسائية، ويتم تجهيزها وتهيئتها لهذا الغرض، وتستهدف جميع أفراد المجتمع -خصوصًا الطلاب والطالبات-، وقد تکون هذه الأندية أندية نموذجية مستقلة تُنْشَأ وتُجَهَّز لتکون أکثر شمولًا واستعدادًا لتحقيق رغبات وميول جميع المستفيدين، وتُقَدِّم هذه الأندية خدماتها خارج أوقات الدوام الرسمي، حيث يلتقي فيها الشباب لتنمية مهاراتهم وممارسة هواياتهم واستثمار أوقات فراغهم وتکوين صداقات واعية، وتُسْهِم هذه الأندية في تکامل شخصية الفرد؛ لتحقيق التوافق الاجتماعي والاستقرار النفسي في بيئة تربوية مُشوِّقة وآمنة (شرکة تطوير للخدمات التعليمية، 2020).
مما سبق يتضح أهمية مشروع أندية مدارس الحي، ودوره التربوي، باعتباره مشروعًا وطنيًّا استراتيجيًّا مُهمًّا يُسْهِم في خدمة أبناء المجتمع من خلال ما يُقدِّمه من برامج وأنشطة تربوية متنوعة؛ مما يؤدي في مُجمله دورًا تربويًّا جوهريًّا؛ حيث إن أندية مدارس الحي تسعى إلى توعية وتثقيف المجتمع وتعزيز الروابط الاجتماعية وتنمية مهارة الشباب واستثمار طاقاتهم وتلبية جميع احتياجاتهم، ومثل هذه المشروعات تحتاج إلى المزيد من الدراسات والتطوير والعمل على توفير احتياجاتها، ومراعاة العديد من المتطلبات التي من أهمها: المتطلبات المادية والبشرية، ومتطلبات تصميم وتنفيذ ومتابعة البرامج والأنشطة، وکذلک المتطلبات المتعلقة بالجوانب المجتمعية؛ حيث تأتي هذه المتطلبات لضمان وصول هذه الأندية إلى أهدافها وتحقيق دورها التربوي، وهذا ما تسعى الدراسة الحالية إلى تحقيقه.
مشکلة الدراسة:
تُعَدّ أندية مدارس الحي إحدى المبادرات المهمة التي أطلقَتْها وزارة التعليم، وتنوَّعَتْ برامجها وأهدافها ومجالاتها لتُلبِّي ميول واتجاهات کافة أفراد المجتمع، إلا أن هناک بعض جوانب القصور في هذه الأندية التي تحتاج إلى المزيد من الدراسات، وهذا ما أوصت به الجهات المسؤولة عن أندية مدارس الحي، وذلک کما ورد في الدليل التنظيمي لبرنامج أندية مدارس الحي؛ حيث أوصت العاملين في المجال التربوي والباحثين بضرورة إجراء الأبحاث والدراسات الميدانية واستطلاع آراء المسؤولين والعاملين والمستفيدين منها لمعرفة مدى تحقيقها لأهدافها، والوقوف على متطلباتها وتطوير برامجها لتفعيل دورها التربوي (وزارة التعليم A، 2016: 7).
وهذا من مُنْطلقٍ أن وجود الفکرة وحدَها لا يضمن سلامة التطبيق، حيث إن عملية تحقيق الدور التربوي لأندية مدارس الحي وما تُقدِّمه من خدمات تعتمد بصورة أساسية على عملية التخطيط، وتوفير مجموعة من المتطلبات، سواء أکانت متطلبات مادية أم بشرية، والتي تُشکِّل عوامل مهمة لضمان تحقيق أندية مدارس الحي لدورها التربوي. ومن خلال مراجعة بعض إلى الدراسات السابقة التي تناولت أندية مدارس الحي يُلاحَظ أنَّ بعض الدراسات بيَّنَت نتائجُها قصورًا في بعض الجوانب حول هذه الأندية؛ حيث توصَّلَت دراسة الحنيشل (2016) إلى بعض جوانب القصور في التخطيط لبرامج وأنشطة أندية مدارس الحي، وضعف إشراک المستفيدين في عملية اختيار البرامج والتخطيط لها وتنفيذها، وکذلک قصور في تطوير مهارات القائمين على هذه البرامج والأنشطة، بالإضافة إلى قصور في تفعيل دورها التربوي في القضايا الاجتماعية. کما أشارت نتائج دراسة القرعاوي (2020) إلى بعض المعوقات التي تواجه أندية مدارس الحي، مثل: ضعف الإمکانات المادية، وعدم توفر مواصلات، وضعف الجانب الإعلامي. کما أشارت دراسة المويجد (2016) إلى عدم کفاية مرافق أندية مدارس الحي، ونقص في بعض منشآتها. وأيضًا وضَّحَت نتائج دراسة المانع (2014) وجود عزوف من الطلاب عن الالتحاق ببرامج أندية مدارس الحي بسبب قلّة البرامج والأنشطة الإلکترونية التي تُلبِّي رغبات وميول جميع الفئات. کما أشارت دراسة الدخيل (2018) إلى وجود قصور في البرامج المتعلقة بالثقافة البيئية تتطلَّب المزيد من الاهتمام والتطوير؛ لتنعکس على سلوک وممارسات المستفيدين.
وفي ضوء ما سبق: فإن مشکلة الدراسة الحالية تتمحور حول معرفة واکتشاف المعوقات التي تواجهها أندية مدارس الحي، ومن ثم معرفة المتطلبات اللازمة لتفعيل الدور التربوي لهذه الأندية.
أسئلة الدراسة:
تسعى هذه الدراسة إلى الإجابة عن الأسئلة التالية:
- ما المعوقات التي تَحدُّ من تفعيل الدور التربوي لأندية مدارس الحي من وجهة نظر القادة والمشرفين؟
- ما مُتطلَّبات تفعيل الدور التربوي لأندية مدارس الحي من وجهة نظر القادة والمشرفين؟
أهداف الدراسة:
تسعى هذه الدراسة إلى محاولة تحقيق الأهداف: معرفة واکتشاف المعوقات التي تَحدُّ من تفعيل الدور التربوي لأندية مدارس الحي، ومن ثم معرفة المتطلبات اللازمة لتفعيل الدور التربوي لأندية مدارس الحي من وجهة نظر القادة والمشرفين.
أهمية الدراسة:
تکمن أهمية الدراسة في أهمية الموضوع الذي تعالجه، وهو "مُتطلَّبات تفعيل الدور التربوي لأندية مدارس الحي وما تُقدِّمه من برامج وأنشطة"؛ لکون هذا الموضوع متعلقًا ببناء الشخصية المتکاملة للفرد، من خلال تنمية القيم والاتجاهات، وتعزيز الانتماء الوطني والأمن الفکري، وشغل أوقات فراغ الشباب بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالخير والفائدة، في ظلّ ما تبذله وزارة التعليم من جهود کبيرة من خلال برامجها وأنشطتها ومشروعاتها، وهي تُعتبر ضرورة من الضروريات؛ لأنها تنعکس على ممارسات وسلوکيات أفراد المجتمع بشکل عام، کما أن هذه الدراسة قد تُسهِم على المستوى التطبيقي بما تتوصل إليه من نتائج في تقديم بعض المقترحات والتوصيات التي من شأنها أن تُنبّه المسؤولين عن أندية مدارس الحي لبعض جوانب القصور والمعوقات التي تواجهها هذه الأندية من أجل معالجتها، ومن ثم تتمکّن هذه الأندية من أداء دورها التربوي وتُحقِّق الأهداف المرجوَّة المرسومة لها.
مصطلحات الدراسة:
- المتطلبات: تُعَرَّف المتطلبات بأنها هي الضروريات والحاجات والاشتراطات التي ينبغي توافرها في أيّ نظام أو مؤسسة کي تُحِقِّق أهدافها، وقد تکون هذه المتطلبات ماديّة أو بشريّة أو مجتمعيّة أو تنظيميّة أو غير ذلک (محمد، 2017: 359)
ويُعَرِّف الباحث المتطلبات إجرائيًّا بأنها: الحاجات والضروريات المادية والبشرية والاجتماعية التي ينبغي توفُّرها في أندية مدارس الحي کي تُحَقِّق الأهداف المرجوَّة منها.
- الدور التربوي: جاء مصطلح الدور في معجم مصطلحات التربية أنه "مجموعة من الأنماط المرتبطة أو الأطر السلوکية التي تُحَقِّق ما هو مُتوقَّع في مواقف مُعيَّنة، وتترتب على الأدوار إمکانية التنبؤ بسلوک الفرد في المواقف المختلفة" (فليه، الزکي، 2004: 165).
کما يُعَرَّف الدور التربوي بأنه: "مجموعة من الأفعال والواجبات التي يتوقّعها المجتمع من هيئاته وأفراده ممن يشغلون أوضاعًا معينة في مواقف معينة" (زهران، 2003: 130).
ويُعرِّف الباحث الدور التربوي إجرائيًّا بأنه: الجهود التي تقوم بها أندية مدارس الحي من خلال البرامج والأنشطة؛ بغرض تحقيق أهدافها التربوية، لتساعد في بناء أجيال واعية فکريًّا تسهم في خدمة الدين والوطن والأمة.
- أندية مدارس الحي: هي عبارة عن مدارس حکومية داخل الأحياء السکنية تُمَارَس فيها الأنشطة المختلفة في الفترة المسائية، ويتم تجهيزها وتهيئتها لهذا الغرض، وتستهدف جميع أفراد المجتمع وخصوصًا الطلاب والطالبات، ويمکن أن تکون أندية نموذجية مستقلة تُنْشَأ وتُجَهَّز لتکون أکثر شمولًا واستعدادًا لتحقيق رغبات وميول جميع المستفيدين، وتُقدِّم هذه الأندية خدماتها خارج أوقات الدوام الرسمي، حيث يلتقي فيها أفراد المجتمع لتنمية مهاراتهم، وممارسة هواياتهم واستثمار أوقات فراغهم، وتکوين صداقات واعية، وتسهم هذه الأندية في تکامل شخصية الفرد لتحقيق التوافق الاجتماعي والاستقرار النفسي في بيئة تربوية مُشوِّقة وآمنة (الدليل التنظيمي لأندية مدارس الحي، 2016: 6).
حدود الدراسة:
الحدود الموضوعية: تقتصر هذه الدراسة على التعرف على المعوقات التي تَحدُّ من تفعيل الدور التربوي لهذه الأندية، وکذلک تحديد أهم متطلبات تفعيل الدور التربوي لأندية مدارس الحي.
الحدود المکانية: طُبِّقت هذه الدراسة على أندية مدارس الحي للبنين التابعة لإدارة التعليم بمنطقة القصيم.
الحدود البشرية: اقتصرت الدراسة على قادة الأندية ومُشرفِيها، والمشرفين المتابعين بقسم النشاط الطلابي المسؤولين عن هذه الأندية في إدارة التعليم بمنطقة القصيم.
الإطار النظري:
أندية مدارس الحي:
النشأة والتطور:
شَهِدَت المملکة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملک عبدالله -رحمه الله- العديد من المنجزات التنموية العملاقة في مختلف القطاعات، وخاصةً قطاع التعليم، ويتجسَّد ذلک في الميزانيات الضخمة التي کانت تُخصَّص للتعليم؛ مما شکَّل دعمًا قويًّا وانطلاقة نحو المنافسة العالمية من خلال تطوير قطاع التعليم بکل أبعاده ومستوياته المختلفة، وذلک من خلال تأسيسه ودعمه المستمر لمشروع الملک عبدالله لتطوير التعليم، حيث تم بناء العديد من المبادرات والمشروعات والبرامج النوعية التي تُمثِّل منطلقًا رئيسًا لتحقيق الرؤية المستقبلية لتطوير التعليم، ويأتي في مقدمة هذه المشروعات الاستراتيجية برنامج أندية مدارس الحي الذي يأتي بالتعاون بين وزارة التعليم وشرکة تطوير للخدمات التعليمية (زيلع، 2016).
وقد انطلقت أندية مدارس الحي في صيف عام 1433هـ (2012م)، وکان الافتتاح على مراحل متتالية وبشکل تدريجي، حيث شَمِلَ جميع إدارات التعليم على مستوى المملکة، وفي نهاية عام (2013م) بلغ عدد الأندية التي تم افتتاحها (198) نادي حي للبنين والبنات، وخلال العامين (2014-2015م) تم استکمال خطة تجهيز وافتتاح الأندية ليبلغ عددها (400) نادٍ موزعةً على مختلف الإدارات التعليمية (تطوير للخدمات التعليمية، 2017: 21).
وحسب آخر الإحصائيات الصادرة عن وزارة التعليم لعام (2020م) فقد بلغ عدد الأندية (1480) ناديًا في مختلف الإدارات التعليمية؛ منها (1000) نادٍ تم تشغيلها وتُقدّم خدماتها للمستفيدين بواقع (533) ناديًا للبنين و(467) ناديًا للبنات، بالإضافة إلى (480) ناديًا جديدًا في طور الإعداد والتجهيز، وقد تم تنفيذ أکثر من 270 ألف برنامج ونشاط في جميع أندية مدارس الحي استفاد منها أکثر من (1.4) مليون مستفيد (وزارة التعليم، 2020).
ويستهدف البرنامج تهيئة وإعداد (2000) نادي حي للبنين والبنات حتى نهاية العام 2020م، وقد حرصت شرکة تطوير للخدمات التعليمية على تجهيز المدارس وتهيئتها وتوفير کافة المتطلبات لإنجاح هذا المشروع، کما اهتمت بتأهيل وتدريب العاملين في هذه الأندية من خلال دورات وحقائب تدريبية متطورة يقوم عليها مُدرِّبون محترفون في هذا المجال، بالإضافة إلى إعداد دليل تنظيمي کمرجع أساسي يساعد في رسم السياسات وتنظيم العمل (جريدة الرياض، 2017).
رؤية ورسالة أندية مدارس الحي:
تنطلق أندية مدارس الحي من رؤية ورسالة واضحة ومحددة تسعى إلى تحقيقها، حيث تُمثِّل رؤيتها "أندية مدارس حي جاذبة لمجتمع واعد"، وتتمثل رسالتها في "الإسهام في تنمية التفاعل الاجتماعي، باستثمار أوقات فراغ أفراد المجتمع -خاصةً الطلاب والطالبات- ببرامج ترويحية وتربوية وتنموية جاذبة؛ لبناء الشخصية، وصَقْل الموهبة، وتعزيز القيم داخل أندية مدارس حي نموذجية، وذلک من خلال کوادر بشرية متميزة، وأنشطة نوعية، وبيئة آمنة وجاذبة" (وزارة التعليم B، 2016: 9).
أهداف أندية مدارس الحي:
حدَّد الدليل التنظيمي لأندية مدارس الحي أهدافًا واضحة تسعى الأندية إلى تحقيقها (وزارة التعليم A، 2016: 10)، وهي:
1- "أهمية الاعتزاز بالدين الإسلامي والولاء للمليک والانتماء للوطن.
۲ - التأکيد على المبادئ والقيم الوطنية لأفراد المجتمع.
۳- استثمار أوقات فراغ النشء والشباب بممارسة أنشطة تعليمية وترويحية تُلبِّي الاحتياجات النفسية، وتُنمِّي شخصياتهم في الجوانب الاجتماعية والعقلية.
4- إيجاد بيئة جاذبة وآمنة داخل الأحياء لجذب الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم وسکان الحي.
5- جذب القطاع العام والخاص للاستثمار في أندية مدارس الحي (الشراکة المجتمعية).
6- استثمار المرافق والمنشآت المدرسية داخل الأحياء السکنية وإقامة أندية مدارس حي في الفترة المسائية".
وبالنظر إلى هذه الأهداف نجد الدقة والتنوع ومراعاة جميع الجوانب، حيث اشتملت على القيم الإسلامية والأخلاق النبيلة، کما اشتملت على الجوانب التربوية والتعليمية، بالإضافة إلى النواحي الجسمية والصحية والترويحية.
البرامج والأنشطة المقدَّمة في أندية مدارس الحي:
يعتمد تحديد واختيار أنشطة وبرامج أندية مدارس الحي بالدرجة الأولى على تحقيق الرغبات والميول الشخصية للمستفيدين وفقًا للإمکانات والتجهيزات المتوفرة، وبشکل عام يتم تقديم البرامج والأنشطة التعليمية والثقافية والترويحية والمجتمعية في عدّة مجالات (وزارة التعليم B، 2016: 10)، وهي:
1- مجال التنمية البشرية المستدامة والتربية على المواطنة من خلال تعزيز المواطنة فکرًا وعملًا واعتزازًا بخصوصيتنا، وکذلک تقديم البرامج المَعنيَّة بتطوير الذات وصناعة الأعمال.
2- مجال الصحة والأنشطة البدنية والترويحية وما يُقدَّم من خلاله من برامج تعزيز الصحة والأنشطة البدنية.
3- مجال البيئة والأنشطة العلمية وما يُقدَّم من خلاله من برامج تهتم بالبيئة من حولنا، وبالمحافظة على ثرواتنا الطبيعية والصناعية.
4- المجال الثقافي والاجتماعي وما يُفعَّل من خلاله من الأنشطة المهنية والفنية، وما يشمله مِن حِرف وفنون، وکذلک الفعاليات المجتمعية، والمسابقات والأنشطة المسرحية والإلقاء والخطابة، والأيام العالمية والمبادرات التطوعية.
ولکي تُنفَّذ هذه البرامج والأنشطة بصورة صحيحة وتُحقِّق أهدافها تحتاج إلى حزمة من المتطلبات الأساسية لتنفيذها، منها: تهيئة مرافق تعليمية قائمة وتجهيزها، وإضافة ما تحتاج إليه من مبانٍ وصالات متعددة الأغراض مع توفير کافة احتياجاتها ومتطلباتها، وکذلک توفير ميزانية تشغيلية کافية لتغطية التکاليف اللازمة، مع تأهيل کوادر مُدرَّبة ومُؤهَّلة للعمل في هذه الأندية، وکذلک ضرورة إعداد اللوائح والتشريعات التنظيمية اللازمة لتنفيذ هذه البرامج.
الإدارة والإشراف على أندية مدارس الحي:
يتولَّى الإشراف على برنامج أندية مدارس الحي نخبة من المتخصصين والمؤهَّلين لإدارة مثل هذه البرامج، حيث تشمل تقسيمات الهيکل التنظيمي الإدارية والفنية ثلاثة مستويات -وذلک کما جاء في الدليل التنظيمي لبرنامج أندية مدارس الحي (وزارة التعليم A، 2016: 13)- وهي:
1- المستوى التشريعي (اللجنة التوجيهية): ويُمثِّله وزارة التعليم، ومشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم العام.
2-المستوى الإشرافي (شرکة تطوير للخدمات التعليمية): ويُمثِّله برنامج أندية مدارس الحي.
3- المستوى التنفيذي (إدارات التعليم): ويُمثِّله إدارات التعليم وأندية مدارس الحي في جميع المناطق والمحافظات.
النظريات المُفسِّرة للدراسة:
1- نظرية الدور:
ظهرت هذه النظرية في مطلع القرن العشرين، وتُعتبر من النظريات الحديثة في علم الاجتماع، وبدأت ملامح ظهورها مع عمل لينتون (1936)، ولکن لم يتم إضفاء الطابع الرسمي إلى هذه النظرية حتى ظهرت کتابات بارسونز وشيلز (1951) "النسق الاجتماعــي"، ، وبشکل عام رکَّزَت نظرية الدور على سلوکيات الأشخاص الذين يشغلون مناصب اجتماعية ضِمْن نظام اجتماعي مستقر، وتنظر النظرية إلى "الأدوار" على أنها التوقعات المعيارية المشترکة التي تُحدِّد وتشرح هذه السلوکيات (Biddle, 1986: 69).
وتنطلق فکرة نظرية الدور من أن المجتمع يتکوَّن من مراکز اجتماعية مترابطة مع بعضها، ويشغل هذه المراکز أفرادٌ يمارسون أدوارًا اجتماعية مختلفة، وتتکامل هذه الأجزاء وتترابط من خلال أدوارها الاجتماعية لتکوّن شبکة من العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع، وتعتمد هذه النظرية على مفهوم التوقعات حيث تنظر إلى الأدوار على أنها التوقعات التي تُحدِّد تصرفات وسلوکيات الأفراد وفقًا لأدوارهم الاجتماعية التي يُحدِّدها البناء الاجتماعي (بخيت وآخرون، 2010: 54).
ويمکن توظيف نظرية الدور في تحديد وتطوير الدور التربوي لأندية المدارس، حيث إن هذه الأندية تقوم بأدوار مهمة ومؤثرة في أنماط الأفراد وسلوکياتهم من خلال الأنشطة والبرامج التي تُقدِّمها وتمارسها مع الطلاب من خلال توزيع الأدوار بشکل مناسب حيث يتوافق دور الفرد في النشاط مع خصائص شخصيته النمائية والنفسية والاجتماعية؛ مما يساعدهم على فهم أدوارهم، فينعکس ذلک على المجتمع ککل کونهم جزءًا من هذا المجتمع، حيث إن فهمهم للدور المنوط بهم يؤثر إيجابيًّا في حياتهم من حيث ممارسة هواياتهم، وتطوير مهاراتهم، وإکسابهم خبرات جديدة، وتعزيز انتمائهم إلى مجتمعهم.
2-نظرية التبادل الاجتماعي:
بدأ ظهور نظرية التبادل الاجتماعي في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، حيث قام "کيلي" و"ثيبوت"، وهما من أبرز روّاد هذه النظرية، بنَشْر کتابهما "علم النفس الاجتماعي للجماعات" عام (1959م)، وکذلک "جورج هومنز" الذي نشر کتابه "السلوک الاجتماعي وأشکاله الأولية" في العام ذاته، حيث وضعوا المبادئ الأساسية، والمنطلقات الفکرية التي تقوم عليها نظرية التبادل الاجتماعي، والتي تعتمد على تبادُل المنفعة والأخذ والعطاء (الداهري، 2011: 394).
وترى هذه النظرية أن الحياة الاجتماعية ما هي إلا عملية تفاعُل اجتماعي مستمرّ، وأن الفرد داخل مجتمعه يشترک في عدّة عمليات تبادلية مستمرة يسعى من خلالها إلى الحصول على العديد من المنافع، وفي الوقت نفسه يُقلِّل من التکلفة، وليس شرطًا أن تکون المنفعة مادية، بل يدخل فيها الجوانب الاجتماعية والنفسية کالاحترام والتقدير والقبول الاجتماعي وزيادة المکانة الاجتماعية، ونتيجةً لهذا التفاعل سواء بين الأفراد والجماعات أو بين المؤسسات أو بين المجتمعات يتحقق التبادل الاجتماعي ويستفيد کلٌّ من الآخر، ونتيجةً للتبادل والأخذ والعطاء بين الطرفين المتفاعلَيْن يؤدي ذلک إلى استمرار هذه العلاقة التفاعلية وتقويتها (الغريب، 1432: 375).
ومن خلال ما سبق: يتضح أن نظرية التبادل الاجتماعي تعني أن الحياة الاجتماعية عبارة عن عملية تبادل موارد وتحقيق منافع بين أفراد المجتمع ومؤسساته، ويمکن تحقيق ذلک في أندية مدارس الحي بتفعيل الشراکة المجتمعية بين الأندية والمجتمع المحيط بأفراده ومؤسساته؛ فيستطيع کل فرد من أفراد النادي أن يُحقِّق منافع للجميع، وذلک عن طريق إنشاء علاقات اجتماعية ودية بين أفراد المجتمع من خلال المشارکة في البرامج والأنشطة المتنوعة التي تُقدِّمها أندية مدارس الحي والتي تعمل على بناء علاقات إيجابية بين أفراد المجتمع.
الدراسات السابقة:
جاءت دراسة القرعاوي (2020) حول مدى الاستفادة من البرامج المقدَّمة في أندية مدارس الحي بمدينة الرياض. وهدفت الدراسة إلى التعرف على واقع البرامج المعزِّزَة للقيم التربوية والاجتماعية، ومدى تعزيزها لهذه القيم، والتعرف على المعوقات التي تَحدّ من الاستفادة من هذه البرامج. واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي، وتَکَوَّن مجتمع الدراسة من مشرفي ومشرفات أندية مدارس الحي بمدينة الرياض، وکذلک طلاب وطالبات هذه الأندية، وطُبِّقَت الاستبانة على عينة عشوائية تکوَّنَت من (120) مشرفًا ومشرفة و(291) طالبًا وطالبةً من مستفيدي الأندية في المرحلة الابتدائية. وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج، من أهمها: أن أفراد عينة الدراسة يتفقون على تطبيق البرامج المعزِّزَة للقيم التربوية والعلاقات الاجتماعية مثل توفُّر البرامج الثقافية والرياضية، وعمل دورات وبرامج تربوية في مختلف المجالات، وغرس القيم التربوية. کما توصلت الدراسة إلى وجود معوقات تَحُول دون تطبيق هذه البرامج والأنشطة، منها: ضعف الإمکانات المادية، وعدم توفُّر مواصلات للمستفيدين، وضعف الشراکة المجتمعية مع القطاعات الأخرى. وانتهت الدراسة ببعض التوصيات، منها: ضرورة دعم الأندية في کافة المجالات وتحقيق جميع متطلباتها کي تُحقِّق أهدافها، والعمل على تفعيل البرامج والأنشطة التي تستثمر أوقات وطاقات الشباب بشکل فعلي، والحرص على توفير وسائل مواصلات لهذه الأندية، وکذلک ضرورة الاهتمام بالدعاية والإعلان لبرامج وأنشطة أندية مدارس الحي.
فيما هدفت دراسة الصلوي (2018) إلى معرفة مدى الاستفادة من الخدمات والبرامج المتوفرة في أندية مدارس الحي من وجهة نظر مرتاديها في مدينة الرياض، والتعرف على نوعية البرامج المقدَّمة، ونوع النشاط الرياضي المفضَّل، ومعرفة مدى رضا المستفيدين عن البرامج المقدَّمة لهم. واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي، وطُبِّقت الاستبانة على عينة عشوائية طبقية بلغت (250) مستفيدًا. وکانت أهم نتائج الدراسة: أنه يوجد رضا نسبي من قِبل المستفيدين على البرامج المقدَّمة في أندية مدارس الحي، وأن الأنشطة الرياضية هي الأنشطة المفضَّلة لدى المستفيدين، وقد ظهرت رغبة أندية مدارس الحي في تشجيع أفراد المجتمع على الالتحاق بها، کما کشفت الدراسة عن بعض التحديات التي تواجهها أندية مدارس الحي مثل: عدم توفر منشآت نموذجية خاصة بأندية مدارس الحي تتوفر فيها کافة التجهيزات والخدمات، وقلة الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، وعدم تغطية وسائل الإعلام لأنشطة وبرامج أندية مدارس الحي بشکل کافٍ.
وجاءت دراسة الدخيل (2018) للتعرُّف على دور برامج التعليم المستمر في أندية مدارس الحي في تنمية الثقافة الصحية والبيئية وثقافة اللياقة البدنية لأفراد المجتمع من وجهة نظر المشرفات والمستفيدات، والکشف عن أهم الصعوبات التي تُوَاجِه برامج التثقيف الصحي. واتبعت الدراسة المنهج الوصفي المسحي بنوعَيْه الکيفي والکمي، واستخدمت الدراسة المقابلة أداةً لجمع البيانات، وطُبِّقَتْ على جميع المشرفات وعددهن (30) مشرفةً، وکذلک تم تطبيق الاستبانة على عينة عشوائية مقدارها (188) مستفيدة. وتوصلت الدراسة إلى عدّة نتائج، من أهمها: أن برامج أندية مدارس الحي لها دور کبير في تنمية الثقافة الصحية وأسهمت في زيادة الوعي الصحي، وأن البرامج التوعوية المتعلقة باللياقة البدنية تحظَى بقبول أکثر من البرامج المتعلقة بالثقافة الصحية الغذائية والبيئية، في حين تتطلَّب البرامج المتعلقة بالثقافة البيئية اهتمامًا أکبر بنوعية البرامج المقدَّمة لتُحقِّق المزيد من التوعية؛ کي تتحوّل إلى سلوک يُمارَس عمليًّا، کما أظهرت الدراسة أنّ من أبرز العوائق قلة الدعم المادي والبشري لهذه الأندية؛ مما حال دون قيامها بالدور التوعوي على الوجه المطلوب لأفراد المجتمع. وخلصت الدراسة إلى بعض التوصيات، منها: الاهتمام والعناية بالتکثيف النوعي لبرامج التوعية الصحية، وضرورة الدعم المادي والبشري لأندية مدارس الحي، وتشجيع العمل التطوعي في هذه الأندية، وتفعيل برامج الشراکة المجتمعية.
وتناولت دراسة الخثعمي (2016) أندية مدارس الحي في المملکة العربية السعودية في ضوء خبرة الولايات المتحدة الأمريکية، حيثهدفت الدراسة إلى التعرف على واقع مراکز التعليم المجتمعي في الولايات المتحدة الأمريکية وواقع أندية مدارس الحي في المملکة العربية السعودية، وبيان أوجه التشابه والاختلاف بينهما. واستخدم الباحث المنهج المقارن التحليلي. وتوصلت الدراسة إلى بعض النتائج، من أبرزها: أن الرؤية الأمريکية لمراکز التعليم المجتمعي تعتمد على إيجاد تمويلات مستدامة من الهيئات والمؤسسات الخاصة ورجال الأعمال ولا تعتمد فقط على ما يُقَدَّم من الحکومة الفيدرالية، وأن أندية مدارس الحي في المملکة العربية السعودية بحاجة إلى عقد شراکات مجتمعية مع المؤسسات الحکومية والخاصة لضمان استمراريتها وعدم الاعتماد على التمويل الحکومي فقط. وأوصى الباحث بأهمية التوسع في افتتاح أندية مدارس الحي في جميع المدارس، وضرورة تنوُّع مصادر الدَّخْل لهذه الأندية وتفعيل الشراکة المجتمعية.
وهدفت دراسة الحنيشل (2016) إلى التعرف على الدور الإداري لروّاد النشاط في تطوير برامج أندية مدارس الحي للبنين بمدينة الرياض، والتعرف على أهم المعوقات التي تُواجِه روّاد النشاط في تطوير برامج هذه الأندية. واستخدم الباحث المنهج الوصفي المسحي، ووَظَّفَ الاستبانة أداةً لجمع البيانات، وکانت عينة الدراسة مکوَّنة من جميع مديري أندية مدارس الحي بمدينة الرياض وعددهم (16) مديرًا ومن جميع مشرفي أندية مدارس الحي البالغ عددهم (112) مشرفًا. وتوصلت الدراسة إلى العديد من النتائج، من أهمها:أن أفراد عينة الدراسة موافقون بدرجة کبيرة على الدور الإداري لروّاد النشاط في تطوير برامج أندية مدارس الحي، وأن من أهم العوائق تأخُّر صرف مکافآت العاملين في الأندية، وطول عدد ساعات العمل. وأوصت الدراسة بضرورة متابعة أندية مدارس الحي للقضايا الاجتماعية والمساهمة في حلّها من منطلق المسؤولية الاجتماعية لهذه الأندية، وضرورة العمل على تطوير البرامج والأنشطة والتخطيط لها بصورة جيدة، مع ضرورة إشراک المستفيدين في اختيار البرامج والتخطيط لها، ومنح الحوافز المادية والمعنوية التشجيعية للعاملين المميزين، والعمل على تطوير مهاراتهم، وکذلک دعم الشراکة المجتمعية مع القطاع الخاص لرعاية برامج أندية مدارس الحي.
في حين هدفت دراسة أبو عباة (2016) إلى التعرّف على دور قيادات أندية مدارس الحي للأنشطة التعليمية والترويحية في تنمية قيمة الانتماء الوطني لدى الشباب السعودي بمدينة الرياض. واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، واستخدم الباحث الاستبانة لجمع البيانات بالإضافة إلى المقابلة، وتکوَّنَت عينة الدراسة من (107) مشرفين من العاملين بأندية مدارس الحي، وتم مقابلة (18) قائدًا. وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج، أهمها: أن درجة موافقة عينة الدراسة على واقع تطوير قيادات أندية مدارس الحي في تنمية قيمة الانتماء الوطني جاءت في المرتبة الأولى، وأن من أبرز الصعوبات التي تواجه تطوير قيادات أندية مدارس الحي قلة الدعم المادي المخصَّص للأنشطة. وکان من أهم توصيات الدراسة: ضرورة اختيار قيادات يتم إعدادها لتولِّي مسؤولية قيادات الأندية من خلال حصولهم على تدريب نوعي بعد الجامعة، ومراعاة التخطيط الجيد لبرامج الأنشطة لتلبية حاجات الشباب، وکذلک زيادة الدعم المادي للأنشطة وإشراک القطاع الخاص في الدعم.
وجاءت دراسة المويجد (2016) حول مدى استفادة الطلاب من برامج وأنشطة أندية مدارس الحي التابعة لإدارة التعليم بمحافظة المجمعة، حيث هدفت الدراسة إلى التعرف على الأنشطة والبرامج التي تُقدِّمها هذه الأندية، ومدى رضا الطلاب عنها من حيث تلبية رغباتهم وميولهم. وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي المسحي، وطبَّق الباحث استبانة على عينة اختارها بطريقة عمدية تکوَّنَت من (176) طالبًا. وکان من أهم نتائج الدراسة: رضا عينة الدراسة عن الأنشطة والبرامج المقدَّمة لهم حيث يتم التسجيل بکل يُسر وسهولة وبدون أيّ رسوم مالية مقابل الاستفادة من جميع الخدمات، وأن الأنشطة الرياضية من أکثر الأنشطة المرغوبة. وتوصلت الدراسة إلى بعض المقترحات والتوصيات، من أهمها: الاهتمام بتطوير المرافق الرياضية في أندية مدارس الحي مثل توفير ملاعب وصالات رياضية مناسبة ومسابح، وضرورة زيادة تفعيل الأنشطة والبرامج التعليمية والثقافية والتربوية والرياضية، والعمل على تعزيز المشارکة المجتمعية.
أمّا دراسة المانع (2014) فهدفت إلى التعرف على مدى إسهام الأنشطة الإلکترونية في إقبال طلاب المرحلة الابتدائية على أندية مدارس الحي بإقليم الوشم، ومعرفة أسباب عزوف الطلاب عن ممارسة الأنشطة في هذه الأندية، ومدى إسهام الأنشطة الإلکترونية في زيادة الإقبال على هذه الأندية. واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي المسحي، وتکوَّن مجتمع الدراسة من المشرفين العاملين في الأندية، وطلاب المرحلة الابتدائية المترددين على الأندية، وتم تصميم استبانة للمشرفين وعددهم (35) مشرفًا، واستبانة أخرى للطلاب وعددهم (100) طالب. وتوصلت الدراسة إلى بعض النتائج، من أهمها: أن من أبرز أسباب عزوف الطلاب عن ممارسة الأنشطة في أندية مدارس الحي عدم توفر أنشطة إلکترونية تُناسب جميع الفئات، وأن من أبرز الأنشطة الإلکترونية التي تزيد من إقبال الطلاب على أندية مدارس الحي المسابقات الإلکترونية الجماعية. وقد أوصت الدراسة بضرورة تطوير الأنشطة من خلال التعرف على احتياجات الطلاب ووَضْع برامج وأنشطة تتناسب مع ميولهم واتجاهاتهم وقدراتهم العقلية، وإقامة الدورات التدريبية والندوات التي تهدف إلى التوعية بأهمية الأنشطة الإلکترونية ومدى تأثيرها الإيجابي في تطوير شخصية الفرد في کافة المجالات.
التعليق على الدراسات السابقة والفجوة العلمية:
تختلف الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة في المنهج المستخدَم، وأدوات جَمْع البيانات؛ حيث اعتمدت الدراسة الحالية على المنهج النوعي، واستخدمت المقابلة لجمع البيانات بالإضافة إلى تحليل الوثائق، في حين استخدمت بعض الدراسات السابقة المنهج الکمي، وبعضها استخدم المنهج المختلط کدراسة الدخيل (2018) ودراسة أبو عباة (2016). في ضوء نتائج الدراسات السابقة نجد أن معظم هذه الدراسات أشارت إلى بعض جوانب القصور في أندية مدارس الحي، کما توصَّلَت إلى بعض المعوقات التي تواجه أندية مدارس الحي، والدراسة الحالية تهدف بعد اکتشاف المعوقات التي تحدّ من تفعيل الدور التربوي لأندية مدارس الحي إلى تحديد المتطلبات اللازمة لتفعيل الدور التربوي ورَدْم الفجوة العلمية في هذا الجانب.
منهج الدراسة:
اعتمدت الدراسة الحالية على المنهج الوصفي بمدخله النوعي لدراسة متطلبات تفعيل الدور التربوي لأندية مدارس الحي، والبحث النوعي نوع من الأبحاث العلمية التي تعتمد على دراسة السلوک والمواقف الإنسانية في سياقها الطبيعي، ويرکِّز عادةً على وَصْف الظواهر والأحداث وفَهْمها بشکل أعمق، ويعتمد في جمع المعلومات والبيانات على مجموعة من الوسائل، من أهمها: المقابلة والملاحظة، وتحليل الوثائق (قنديلجي والسامرائي، 2010: 33).
مجتمع الدراسة وعينتها:
اشتمل مجتمع الدراسة على جميع قادة ومشرفي أندية مدارس الحي للبنين التابعة لإدارة التعليم بمنطقة القصيم بالإضافة إلى المشرفين المتابعين لهذه الأندية، حيث بلغ عدد القادة (20) قائدًا، في حين بلغ عدد المشرفين العاملين في الأندية (83) مشرفًا، وبلغ عدد المشرفين المتابعين (10) مشرفين متابعين بواقع مشرف لکل ناديَيْن، وبذلک يبلغ مجتمع الدراسة (113) فردًا (الإدارة العامة للتعليم بمنطقة القصيم، 2020)، حيث تم اختيار عينة مقصودة تکونت من (14) من قادة ومشرفي أندية مدارس الحي للبنين، ومن المشرفين المتابعين لهذه الأندية في قسم النشاط الطلابي التابع لإدارة التعليم بمنطقة القصيم التعليمية. وقد تم التوصُّل إلى مرحلة التشبُّع بعد المقابلة الثانية عشرة، حيث بدأت تتکرَّر المعلومات.
أدوات الدراسة:
المقابلة:
المقابلة من أهم أدوات البحث العلمي التي يستخدمها الباحث لجمع البيانات التي يحتاجها لدراسته، وتساعد المقابلة الباحث في الإجابة عن تساؤلات الدراسة أو اختبار فروضها، ويتم فيها مقابلة الباحث للمبحوث وجهًا لوجه وطرح الأسئلة التي يرغب في الحصول على إجاباتها من المبحوث بشکل مباشر (العساف، 2016: 411).
اعتمدت الدراسة على المقابلة شبه المقننة، وهي التي تکون الأسئلة فيها محددة مسبقًا ولکن قد يتم تعديلها أو إعادة صياغتها أو الإضافة عليها حسب ما يقتضيه الموقف (غباري وآخرون، 2015: 265).
وقد مرَّت إجراءات المقابلة بعدّة خطوات، ويمکن توضيحها کما أشار إليها (المحسن، 2016: 8):
1- قبل تصميم أداة الدراسة تم إعداد وکتابة الإطار النظري والدراسات السابقة بشکل کامل والتعمق فيها.
2- تحديد الهدف من المقابلة من خلال ترجمة أسئلة البحث الرئيسة إلى أهداف يمکن قياسها، ومن ثم تحويل کل هدف إلى عدد من الأسئلة التي تقيس بدقة مدى تَحقُّق هذه الأهداف؛ لتکون هي أسئلة المقابلة بشکلها النهائي، مع الاهتمام بمراجعة الإطار النظري والدراسات السابقة، وأهداف وتساؤلات الدراسة.
3- مراجعة الأسئلة والتعديل عليها، والتأکد من صياغتها بشکل صحيح، وعلاقتها بمشکلة الدراسة وأهدافها.
4- مراعاة تنوُّع أنماط أسئلة المقابلة، وأن تکون لغة الأسئلة واضحة ومحددة وغير متداخلة مع أسئلة أخرى، ومفهومة للمشارکين.
5- إعداد دليل للمقابلة يحتوي على عنوان الدراسة وأهدافها، کما يحوي البيانات الأولية للمقابلة، وکذلک البيانات الأساسية للمشارکين، وأسئلة المقابلة الأساسية علمًا أن الدليل تم تعديله وتطويره عدّة مرات، وإضافة عدد من الأسئلة وتعديل بعضها نتيجةً لتنامي المعلومات وظهور مفاهيم جديدة من خلال استجابات المشارکين في المقابلات السابقة، کما وضَّح الدليل حقوق المشارک کالتعهد بسرية المعلومات، والتأکيد على حقه في التوقف عن المشارکة في أيّ وقت، والتنويه بأن المقابلة مُسجَّلة لغرض الرجوع إليها لاحقًا، وأخذ الموافقة من المشارک بذلک، وقد تم إرسال الأسئلة المتوقَّعة للمقابلة لجميع المشارکين إلکترونيًّا قبل إجراء المقابلة للاطّلاع عليها وتهيئة المشارک لتنظيم أفکاره وإجاباته.
6- تم تنفيذ مقابلة تجريبية مع اثنين من المشارکين، ومن ثم طُلب منهما تقييم المقابلة، وتوضيح رأيهما وملاحظاتهما حول المقابلة ومدى مناسبتها لأهداف الدراسة.
7- بعد مراجعة دليل المقابلة والتأکد من صلاحيته تم البدء بإجراء المقابلات مع المشارکين، حيث تم إجراء المقابلة مع عدد (3) من المشارکين بشکل مباشر، في حين أُجريت المقابلة مع الباقين وعددهم (11) مشارکًا عن طريق الاتصال الهاتفي، وتم التسجيل الصوتي لجميع المقابلات، وتراوحت مدة المقابلات بين (45-55 دقيقة)، وبعد الانتهاء من کل مقابلة تم تفريغها نصيًّا، وقد تم إرسال المقابلات إلى المشارکين بعد تفريغها کتابيًّا للتحقق من صحة المعلومات ودقتها.
إجراءات تحليل المقابلة:
بعد تفريغ المقابلات نصيًّا تم البدء بعملية تحليل کل مقابلة على حِدَة، وقراءة کل مقابلة عدّة مرات وترميزها بالکامل، وتمت هذه العملية مع بداية جمع البيانات، وقد مرَّت عملية تحليل البيانات بعدّة مراحل کما أشار إليها العبد الکريم (2019: 185) ، وهي:
1- تنظيم البيانات وترتيبها لسرعة الرجوع إليها والتعامل معها بسهولة عند التحليل، حيث تم تفريغ المقابلات نصيًّا وإعطاء کل مقابلة رقم وحِفْظها في ملف وورد.
2- ترميز البيانات بعد قراءتها عدّة مرات والمرور على کل جزئية منها وإعطاؤها رمزًا أو عنوانًا، وهو ما يُسمَّى "الترميز المفتوح"، وهو عبارة عن إعطاء رموز وعناوين لبعض الجزئيات التي تکون لها دلالة ومعنى وتسجيل الملاحظات حولها، وقد تکون هذه الجزئيات کلمة أو عبارة أو جملة أو فقرة، وتُسمَّى هذه الجزئيات (جذاذة)، ونتج عن هذه المرحلة مجموعة من الرموز الأساسية والفرعية، وبناءً على ذلک تم تصنيف هذه الجزئيات إلى فئات أکبر من خلال إيجاد العلاقات وعمل المقارنات، حيث ضمَّت کل فئة مجموعة من الرموز وهو ما يعرف بالترميز المحوري، وتم ذلک بطريقة استقرائية وهي الانطلاق من الجزئيات إلى الکليات.
3- صياغة النتائج والتحقق منها، وذلک بعد ترميز وتصنيف البيانات وتکوين الفئات من خلال الترميز المحوري والربط بين هذه الفئات والتحقق من العلاقة بينها والتعمق فيها، ومن ثم صياغة نتائج الدراسة، ومناقشتها وتفسيرها.
4- التحقق من النتائج من خلال قراءة ما تم جمعه من بيانات، والرجوع إلى الإطار النظري والدراسات السابقة للتحقق من صحة ما تم التوصل إليه من نتائج، ومناقشتها وتفسيرها، والتأکد من عدم مناقضتها لما تم جَمْعه من بيانات أساسية حول موضوع الدراسة.
ضمان جودة البيانات (موثوقية الدراسة):
جاء في العبد الکريم (2019: 95) أن لنکلن وجوبا (Lincoln & Guba,1985) يريان أن ضمان موثوقية الدراسة في البحث النوعي من أهم العوامل التي تساعد في ضمان جودة البيانات وصحة النتائج، وقد حدَّدَا أربعة معايير لضمان الموثوقية Trustworthiness))، وهي: المصداقية، والاعتمادية، والانتقالية، والتطابقية؛ ويمکن توضيح هذه المعايير في سياق هذه الدراسة على النحو التالي:
أولًا- المصداقية:"يستخدم مصطلح المصداقية مقابلًا لمصطلح الصدق الداخلي في البحث الکمي، والذي يعني أن يقيس الاختبار ما وُضع لقياسه"، ولتحقيق المصداقية تمَّت الإجراءات التالية:
ثانيًا- الاعتمادية: يُستخدم مصطلح الاعتمادية في البحوث النوعية، وهو يقابل مصطلح الثبات في البحوث الکمية، والثبات يعني أن الاختبار سيعطي نفس النتائج لو تم تطبيقه مرة أخرى في نفس الظروف؛ ولتحقيق الاعتمادية في هذه الدراسة حرص الباحث على توضيح تصميم الدراسة وإجراءات تنفيذها وطرق التحليل بشکل مُفصَّل، وذلک من خلال تقديم شرح مُفصَّل لطريقة تصميم الدراسة، وإجراءات تنفيذها وتطبيقها، وکذلک وصف مُفصَّل لمجتمع الدراسة، وطريقة اختيار المشارکين وکيفية التواصل معهم، وتوضيح لأدوات الدراسة وعمليات جمع البيانات، وإجراءات التحليل، کما تم عَرْض نتائج الدراسة الأولية على بعض المشارکين للاطلاع والتعليق عليها، وقد أکد المشارکون أن نتائج الدراسة مناسبة، وأنها تُعبِّر عن وجهات نظرهم.
ثالثًا- الانتقالية: وهي تقابل "الصدق الخارجي" في البحث الکمي أو إمکانية التعميم، وتعني في البحث النوعي إمکانية الاستفادة من نتائج الدراسة ونقلها إلى حالات أخرى مشابهة؛ وفي سياق هذه الدراسة تم تقديم وصف مُفصَّل لإجراءات الدراسة والعينة وأدوات الدراسة وکيفية جمع البيانات وتحليلها، وما توصلت إليه من نتائج، ولکن يجب على مَن يرغب الاستفادة من هذه الدراسة التأکد من إمکانية نقل النتائج والاستفادة منها.
رابعًا- التطابقية: وتُسمَّى القابلية للتأکيد، وهي تقابل "الموضوعية" في البحث الکمي، وفي سياق هذه الدراسة تم توضيح خطوات وإجراءات جمع البيانات وأساليب التحليل، وکذلک إيراد اقتباسات مباشرة وشواهد من إجابات المشارکين أثناء عَرْض وتفسير نتائج الدراسة بهدف التأکيد على أن النتائج تستند إلى إجابات وأقوال المشارکين کما تحدّثوا بها دون تَدخُّل من الباحث.
تحليل نتائج الدراسة ومناقشتها:
إجابة السؤال الأول: ما معوقات تفعيل الدور التربوي لأندية مدارس الحي من وجهة نظر القادة والمشرفين؟
أشار المقابلون إلى عدّة معوقات شأنها أن تَحدّ من تفعيل الدور التربوي لأندية مدراس الحي؛ وفيما يلي توضيح لها:
1- المعوقات المادية:
1-عدم کفاية الميزانية التشغيلية لأندية مدارس الحي وضعف المخصصات المالية للصيانة، وخصوصًا أن أندية مدارس الحي تعتمد بشکل کامل على الدعم الحکومي في ظلّ قلة الدعم من قطاعات المجتمع الأخرى الحکومية والأهلية؛ وهذا يتفق مع ما جاءت به دراسة أبو عباة (2016) التي أکدت أن من أهم المعوقات التي تواجهها أندية مدارس الحي ضعف الدعم المادي، ودراسة القرعاوي (2017) التي أشارت إلى قلة الإمکانات المادية الداعمة لأندية مدارس الحي مما يَحُول دون تحقيق دورها التربوي.
2-تأخّر صرف الميزانية التشغيلية لأندية مدارس الحي وکذلک تأخّر صرف مکافآت العاملين في الأندية؛ مما ينعکس على جودة البرامج والأنشطة المقدَّمة، وقد يتسبَّب ذلک في إلغاء بعض الأنشطة المهمة التي تحتاج إلى مصاريف عالية. وفي هذا السياق ذکر بعض المشارکين أنه نتيجة لتأخر الميزانية التشغيلية والذي يصل في بعض الأحيان إلى ستة أشهر يتم اللجوء إلى تقليل عدد الأنشطة وإلغاء بعضها، وأحيانًا يتم دفع مبالغ مالية من حسابهم الشخصي لتغطية تکاليف الأنشطة، کما أدَّى تأخُّر صرف المکافآت إلى عزوف الکثير من المشرفين المتميزين عن العمل في أندية مدارس الحي.
3-عدم توفير وسائل نقل کافية لخدمة المستفيدين في أندية مدارس الحي، وخصوصًا أن أکثر المستفيدين هم من فئة الطلاب الذين قد يصعب على بعضهم الحضور بشکل يومي والاستفادة من خدمات النادي بسبب بُعد المسافة، وأن البند المخصَّص للنقل ضعيف ولا يغطي تکلفة توفير سائقين ووسائل نقل للمستفيدين؛ وهذا يتفق مع دراسة الحنيشل (2016) التي أکدت على أن من أبرز المعوقات التي تواجه أندية مدارس الحي افتقاد وسائل نقل للمستفيدين، کما تتفق مع دراسة المويجد (2016) التي أشارت إلى ضرورة توفير وسائل نقل للمستفيدين للاستفادة من خدمات أندية مدارس الحي.
4-عدم توفر حوافز تشجيعية للعاملين المتميزين في أندية مدارس الحي، وکذلک قلة الدعم المخصَّص للجوائز لتشجيع المستفيدين؛ مما يؤثر سلبًا في الدور التربوي لأندية مدارس الحي، حيث ذکر المشارکون أن الحوافز التشجيعية للعاملين في الأندية تکاد تکون معدومة مع أن وجودها ضروري، وهي روح التميز والإبداع وتزيد من التنافس في العمل، ومِن الملاحَظ أن المخصَّصات المالية في الميزانية التشغيلية لا تضمّ أيّ بند مُخصَّص لتوفير حوافز تشجيعية للمشرفين المتميزين في أندية مدارس الحي؛ مما يؤکد ضرورة توفر حوافز مادية ومعنوية مجزية.
2- المعوقات البشرية:
1-نقص عدد المشرفين العاملين في أندية مدارس الحي؛ حيث إن طاقم العمل لا يتجاوز (5) مشرفين، وقد اتفقت وجهات نظر المقابلين أن هذا العدد من المشرفين غير کافٍ، وخصوصًا أن عدد المستفيدين قد يتجاوز (200) مستفيد في اليوم، ومن فئات عمرية مختلفة؛ مما يزيد من صعوبة السيطرة عليهم ومراقبتهم، ويزيد من ضغوط العمل لدى المشرفين.
2-عدم توفر مشرفين متخصصين لذوي الاحتياجات الخاصة؛ حيث ذکر معظم المقابلين أنهم يواجهون صعوبة في التعامل مع بعض فئات ذوي الاحتياجات الخاصة وليس لديهم الخبرة في الطرق الصحيحة للتعامل معهم وطرق إشباع حاجاتهم ورغباتهم نتيجةً لعدم وجود متخصِّصين في هذا المجال؛ مما أدَّى إلى عزوف أفراد هذه الفئة عن الحضور؛ وهذا يتفق مع دراسة الصلوي (2018) التي أشارت إلى وجود إهمال واضح في الخدمات المقدَّمة لذوي الاحتياجات الخاصة في أندية مدارس الحي.
3-قلة الدورات التدريبية والتأهيلية للمشرفين في أندية مدارس الحي؛ مما انعکس على جودة البرامج والأنشطة المنفَّذة، حيث أکد جميع المقابلين أن الدورات المقدَّمة لهم قليلة جدًّا، وأنهم يعانون من صعوبة في الالتحاق ببعض الدورات بسبب عدم توفر الوقت الکافي لديهم، وأنهم خاضعون لنظام شرکة تطوير ومطالبون بالحضور يوميًّا ولا يُسمَح لهم بحضور الدورات أثناء فترة عمل النادي؛ مما يُشکِّل عائقًا أمام العاملين في الأندية نحو تطوير قدراتهم ومهاراتهم واکتساب خبرات جديدة.
4-عدم وجود مشرفين مفرغين للعمل في أندية مدارس الحي؛ مما يُشکِّل ضغوطًا في العمل على العاملين في الأندية بحکم أنهم مرتبطون بأعمال في الفترة الصباحية بالإضافة إلى عملهم في النادي في الفترة المسائية، وهذا يزيد من الضغوط بسبب طول ساعات العمل وقلة أيام الإجازات، ويشعرهم بالملل والتعب، ويؤثر في مستوى الأداء لديهم؛ مما يسهم في عزوف بعض العاملين المتميزين عن العمل في أندية مدارس الحي؛ وهذا يتفق مع دراسة القرعاوي (2020) التي أکدت أن من أهم معوقات الاستفادة من البرامج في أندية مدارس الحي عدم وجود مشرفين مفرغين للعمل في الأندية.
3- المعوقات المتعلقة بالبرامج والأنشطة:
1-ضعف عنصر الجاذبية والتشويق في بعض أنشطة وبرامج أندية مدارس الحي، وغياب التجديد والابتکار في طرق التنفيذ؛ مما أدّى إلى عزوف بعض أفراد المجتمع عن الأندية، وقد أشار بعض المقابلين إلى أن الإقبال على الأندية کان کبيرًا في بداية تأسيسها، أما في السنوات الأخيرة فقد بدأ الإقبال يقلّ عليها نتيجةً لعدم التجديد والابتکار في طرق التنفيذ، وظهور نوع من التقليدية في البرامج والأنشطة المقدَّمة، بالإضافة إلى تکرار العديد من الأنشطة سنويًّا؛ مما يُسبِّب الملل والجمود لدى المستفيدين.
2-قلة البرامج والأنشطة المقدَّمة لذوي الاحتياجات الخاصة؛ حيث أکد جميع المقابلين أنه لا يوجد أنشطة مُخصَّصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وإنما يتم العمل على إشراکهم ودمجهم مع باقي المستفيدين في ممارسة الأنشطة التي تُناسب ظروفهم وقدراتهم. وقد تباينت وجهات نظر المقابلين حول أسباب قلة الأنشطة والبرامج المقدَّمة لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث ذکر بعض المقابلين أن سبب ذلک هو عدم انتظام أفراد هذه الفئة بشکل يومي في الحضور، بالإضافة إلى أن عدد الحضور قليل جدًّا؛ ولذلک من الصعب وَضْع برامج خاصة بهم، وإنما يتم إشراکهم مع باقي المستفيدين. فيما ذکر البعض الآخر من المقابلين أن السبب في قلة حضور ذوي الاحتياجات الخاصة هو عدم توفر برامج وأنشطة خاصة بهم تعمل على إشباع حاجاتهم وميولهم وتُحقِّق رغباتهم، بالإضافة إلى عدم توفُّر کوادر بشرية متخصصة لرعايتهم والاهتمام بهم؛ ممَّا أدّى إلى عزوفهم عن أندية مدارس الحي.
3-محدودية البرامج والأنشطة في المجالات العلمية والفنية والمهنية؛ مما أدَّى إلى ضعف الإقبال عليها خاصة من فئة الشباب، وحسب وجهة نظر بعض المشارکين فإن الإقبال على البرامج العلمية والمهنية والفنية قليل جدًّا، وقد أشار بعض المقابلين إلى أنه عند إعداد الخطط يتم مراعاة الجوانب العلمية والمهنية والفنية ولکنّ کثيرًا من هذه الأنشطة تکون تکلفتها عالية والإقبال عليها دون المتوقَّع؛ ونتيجة لذلک يتم تقليل هذا النوع من الأنشطة وبعضها يتم إلغاؤه لارتفاع تکلفته وعدم تَحقُّق الاستفادة المأمولة منه؛ مما يُشکِّل عائقًا في تنفيذ مثل هذه البرامج.
4-تأخر إجراءات أَخْذ الموافقات اللازمة عند القيام ببعض البرامج والأنشطة الخارجية کالزيارات الخارجية والرحلات؛ فقد أکد بعض المشارکين أن الرحلات والزيارات الخارجية قليلة مع أنها تُعتبر من أهم الأمور التي يحرص کل مستفيد على المشارکة فيها، وهي من الأنشطة الجاذبة والمُشوِّقة لکن إجراءاتها الإدارية تأخذ وقتًا طويلًا؛ حيث تمرّ بعدّة مراحل ومخاطبات حتى يتم الحصول على موافقة رسمية وتوفير وسائل لنقل المستفيدين، مما يستدعي التخطيط لها بشکل مبکر وتسريع إجراءات الموافقة لهذه الزيارات.
4- المعوقات المتعلقة بالجوانب المجتمعية:
1-قلة وعي أفراد المجتمع وقطاعاته نحو أهداف أندية مدارس الحي وأدوارها التربوية وما تُقدِّمه من برامج وأنشطة في مختلف المجالات لخدمة أفراد المجتمع؛ حيث إن الکثير من أفراد المجتمع يجهل أهمية وفوائد أندية مدارس الحي، وهم بحاجة إلى المزيد من التوعية والتواصل معهم لتتضح الصورة حول أندية مدارس الحي، وفي هذا الجانب أکد بعض المشارکين أن الکثير من أفراد المجتمع يعتقد أن أندية مدارس الحي أماکن للترفيه وممارسة الرياضة فقط، ويجهل الجوانب الأخرى الثقافية والاجتماعية والعلمية والمهنية؛ ولهذا أحيانًا تتکوَّن صورة سلبية عند بعض أفراد المجتمع حول أندية مدارس الحي.
2-قلة التواصل بين أندية مدارس الحي والمؤسسات التربوية کالأسرة والمدرسة، وضعف التعاون فيما بينهما لمعالجة بعض السلوکيات الخاطئة عند بعض المستفيدين، وکذلک في الکشف عن الموهوبين والمتميزين في جميع المجالات ورعايتهم والتواصل مع أسرهم لتنمية وصقل مواهبهم؛ حيث أکد بعض المقابلين أن التواصل بين النادي وبين الأسرة والمدرسة ضعيف، والسبب في ذلک هو عدم وعي المجتمع بشکل کافٍ حول أهداف أندية مدارس الحي، وکذلک قصور من بعض العاملين في الأندية بالطرق الفعالة للتواصل مع الأسرة و المدرسة؛ وهذا يتطلَّب فتح قنوات أکبر للتواصل بين هذه المؤسسات التربوية والتکامل فيما بينها لتفعيل أدوارها التربوية.
3-ضعف تفعيل الشراکة المجتمعية بين أندية مدارس الحي وبين القطاعات الحکومية والقطاعات الأهلية في تقديم الدعم المادي والمعنوي والتعاون فيما بينها والتواصل لرعاية ودعم البرامج والأنشطة، والعمل على تقديم فرص استثمارية لهذه القطاعات والاستفادة من خدماتها لتطوير العمل في أندية مدارس الحي؛ حيث أکد جميع المقابلين أن الشراکة المجتمعية بين أندية مدارس الحي وبين القطاعات الحکومية والقطاعات الأهلية بشکل خاص لم تکن بالصورة المأمولة، ولم يتم تفعيلها بالشکل المطلوب، بالرغم من أن الشراکة المجتمعية أحد الأهداف الرئيسة التي تسعى أندية الحي إلى تحقيقها، ويرجع ذلک إلى عدّة أسباب؛ منها ما يتعلق بالمسؤولين عن أندية مدارس الحي، ومنها ما يتعلق بالقطاعات والمؤسسات الخاصة؛ ومن أهم هذه الأسباب: نقص الخبرة الإدارية والتسويقية لبعض قيادات أندية مدارس الحي في جذب مؤسسات القطاع الخاص وتقديم فرص استثمارية حقيقية، وفي دعوة رجال الأعمال وتوعيتهم حول أندية مدارس الحي وما يُقدَّم فيها من برامج وأنشطة تربوية تخدم کافة فئات المجتمع؛ مما يُوجِب عليهم المشارکة في الدعم المادي والمعنوي لخدمة المجتمع وتحقيق مبدأ المسؤولية المجتمعية، ومن الأسباب کذلک طول الإجراءات الإدارية وسلسلة الموافقات التي يجب على أندية مدارس الحي اتباعها والحصول عليها لاعتماد الشراکة المجتمعية مع أيّ قطاع أو مؤسسة يتم الاتفاق معها لتقديم شراکة مع النادي؛ مما قد يُفوِّت على النادي بعض المشارکات المجتمعية، وکذلک من أسباب ضعف الشراکة المجتمعية قلة الوعي بأندية مدارس الحي من قِبل قطاعات المجتمع ومؤسساته، وکذلک النظرة الاستثمارية المادية من قِبل بعض مؤسسات القطاع الخاص التي تُرکِّز على العوائد المادية فقط دون النظر إلى العوائد الأخرى؛ مما يجعل کثيرًا من مؤسسات القطاع الخاص تتجنّب هذا النوع من الشراکات لضعف مردودها المادي بالنسبة لها؛ وهذا ما أکدته بعض الدراسات کدراسة الخثعمي (2016) ودراسة المويجد (2016) ودراسة الحنيشل (2016) حول ضرورة تفعيل الشراکات المجتمعية لتوفير الدعم المادي لأندية مدارس الحي.
إجابة السؤال الثاني: ما متطلبات تفعيل الدور التربوي لأندية مدارس الحي من وجهة نظر القادة والمشرفين؟
بعد التعرف على أبرز المعوقات التي تَحدّ من تفعيل الدور التربوي لأندية مدارس الحي؛ هدفت الدراسة إلى التعرف على المتطلبات اللازمة من أجل تفعيل هذا الدور، وقد وضّح المشارکون عدّة متطلبات کما يلي:
1- المتطلبات المادية:
1- زيادة الميزانية التشغيلية لأندية مدارس الحي، وبالتالي زيادة المخصصات المالية لجميع بنود الميزانية، وکذلک إضافة بنود جديدة مثل زيادة المخصصات المالية لصيانة الأدوات والأجهزة، وکذلک إضافة بند لتوفير ما يحتاج إليه النادي من وسائل وتجهيزات؛ حيث أکد المشارکون أن الميزانية التشغيلية لا تُغطِّي کافة التکاليف، وأنها بحاجة إلى المزيد من الدعم، مع إضافة بنود تُغطِّي کافة احتياجات النادي من جميع الجوانب، وکان من أهم المتطلبات في هذا الجانب أن يتم تقدير الميزانية التشغيلية لکل نادٍ بناءً على إنجازاته وما يُحقِّقه من معايير الجودة والتميز ومدى جاذبيته لأفراد المجتمع، وهذا يُحقِّق مبدأ التنافس بين الأندية ويُسهم في تحقيق أهدافها، مع ضرورة إلغاء نظام رَبْط الميزانية بفئة النادي.
2- صرف ميزانية الأندية بشکل شهري وفي مواعيدها المحدَّدة حتى تستطيع الأندية التخطيط لبرامجها وأنشطتها وتنفيذها بصورة جيدة، وکذلک صرف مکافآت العاملين بشکل منتظم حتى يؤدوا ما عليهم من واجبات ومسؤوليات بجِدّ وإخلاص؛ حيث اتفقت وجهات نظر جميع المقابلين على أن هناک عدم انتظام في صرف الميزانية ومکافآت العاملين، وقد تتأخر عدّة أشهر، وهذا يتنافى مع ما تطلبه الجهات المسؤولة من العاملين في أندية مدارس الحي من إبداع وتميُّز وابتکار في تنفيذ البرامج والأنشطة؛ مما قد يُسبِّب عدم استمرارية بعض العاملين في الأندية؛ وهذا يتفق مع دراسة الحنيشل (2016) التي أوصت بالحرص على صرف مکافآت العاملين في أندية مدارس الحي في وقتها وبشکل منتظم وعدم تأخيرها.
3-تجهيز مقرَّات نموذجية خاصة لأندية مدارس الحي تضمّ ملاعب ومسابح وصالات رياضية على أعلى مستوى، وإنشاء مکتبات وقاعات تعليمية ومعامل مُجهَّزة بأحدث التجهيزات والأدوات، ويمکن تحقيق ذلک من خلال عقد شراکات مجتمعية مع کبرى شرکات ومؤسسات القطاع الخاص، وتوفير فرص استثمارية في هذا المجال، وفتح المجال أمام رجال الأعمال وحثهم على المشارکة في تقديم الهبات والتبرعات لدعم أندية مدارس الحي، ويمکن الاکتفاء مبدئيًّا بتجهيز مقرّ نموذجي واحد في کل منطقة تعليمية تتوفَّر فيه کافة المرافق والمنشآت ومُجهَّز على أحدث مستوى لإقامة جميع الأنشطة والبرامج في مختلف المجالات بحيث تقوم جميع الأندية بزيارة هذا المقرّ والاستفادة من جميع خدماته وفق خطة عمل وتنسيق بين الأندية بما يضمن استفادة جميع الأندية من هذه المقرَّات؛ وهذا ما أوصت به دراسة الصلوي (2018)، ودراسة المويجد (2016) حول ضرورة تطوير مقرَّات أندية مدارس الحي، وتوفير مقرَّات نموذجية تتوفر فيها کافة المرافق والمنشآت لإقامة الأنشطة المتنوعة.
4-توفير وسائل نقل کافية للمستفيدين لإتاحة الفرصة أمام جميع أفراد المجتمع لتسهيل وصولهم إلى النادي، باعتبار أن وسائل النقل من المتطلبات المهمة والتي تساعد في زيادة الحضور والإقبال على أندية مدارس الحي، وخصوصًا أن معظم المستفيدين هم من الطلاب، ويمکن التغلب على هذه المشکلة من خلال الاستفادة من الحافلات المخصصة للنقل المدرسي بعد الاتفاق بين الجهات المسؤولة والشرکة المُشغّلة عن طريق زيادة المخصصات المالية للشرکة أو جَعْلها على شکل شراکة مجتمعية تُقدِّمها شرکة النقل لخدمة المستفيدين في أندية مدارس الحي.
5-منح حوافز تشجيعية مادية ومعنوية للعاملين المتميزين في أندية مدارس الحي وفق معايير الجودة والتميز؛ مما يساعد على تحفيز العاملين، وبثّ روح التنافس بينهم؛ لتقديم أفضل ما لديهم، وإبراز جهودهم المتميزة مما ينعکس على جودة البرامج والأنشطة المقدَّمة؛ حيث أکد جميع المقابلين أن العاملين في الأندية من قادة ومشرفين وإداريين بحاجة إلى الدعم والتحفيز لمواصلة التميز؛ إذ إن التشجيع والتحفيز يعمل على استثارة دافعية العاملين لأداء المهام والمسؤوليات المطلوبة منهم على أکمل وجه، کما يعمل على استثمار کافة طاقات العاملين وقدراتهم؛ وبناءً على ذلک يمکن وضع مجموعة من المعايير التي يتم تطبيقها للتأکيد على الجودة والتميز في العمل، مع تقديم مجموعة من الحوافز المادية والمعنوية للعاملين المتميزين في أندية مدارس الحي تشجيعًا لهم مثل: تقديم المکافآت المالية، وشهادات الشکر والتقدير، وإبراز أسماء العاملين المتميزين على مستوى إدارة التعليم أو الوزارة، کما يمکن منحهم عروضًا وتخفيضاتٍ على بعض الخدمات من قِبل القطاع الخاص کشراکة مجتمعية.
2-المتطلبات البشرية:
1-زيادة عدد العاملين في أندية مدارس الحي، وتوفير الکوادر البشرية المُؤهَّلة التي تسهم في تفعيل الدور التربوي لأندية مدارس الحي، على اعتبار أن قوة البرامج والأنشطة والتميز في تنفيذها يتوقفان على مدى امتلاک أندية مدارس الحي للعدد الکافي من الکوادر البشرية ذات الکفاءة العالية القادرة على تفعيل البرامج والأنشطة بصورة متميزة، وهذا يتطلَّب العناية الشديدة عند اختيار العاملين في الأندية ومدى امتلاکهم للعديد من المهارات في مختلف المجالات؛ حتى يتم اختيار قادة ومشرفين على قَدْر کبير من التميز وحُسن الإدارة.
2-توفير مشرفين متخصصين في أندية مدارس الحي قادرين على التعامل مع فئات ذوي الاحتياجات الخاصة وتفعيل البرامج الخاصة بهم ودمجهم مع أفراد المجتمع، وقادرين على التعامل مع أفراد هذه الفئة بتنوُّع إعاقاتهم واختلاف ظروفهم الصحية والنفسية وإشباع حاجاتهم ورغباتهم وتمکينهم من الاستفادة من الخدمات التي تُقدِّمها الأندية؛ وهذا ما تؤکد عليه نظرية الدور حول أهمية توزيع الأدوار بشکل مناسب بما يتوافق مع إمکانات ومؤهلات کل شخص حتى يستطيع فهم دوره وينعکس ذلک على أدائه لعمله.
3-العناية بالتدريب والتأهيل المستمر للعاملين في أندية مدارس الحي، وإکسابهم مختلف الخبرات والمهارات اللازمة لضمان نجاح وفاعلية ما يُقدَّم من برامج وأنشطة في أندية مدارس الحي؛ وذلک من خلال عَقْد دورات تأهيلية کمتطلب أساسي لجميع المرشحين الجُدد للالتحاق بالعمل في أندية مدارس الحي لتدريبهم وتطوير مهاراتهم وقدراتهم في هذا المجال، وکذلک إلحاق مَن هم على رأس العمل بدورات متخصصة تُکسبهم الخبرة، وتُنمِّي مهاراتهم في التخطيط للبرامج وتصميمها وطرق تنفيذها، وکذلک تبادُل الزيارات بين العاملين في الأندية، وتناقُل الخبرات فيما بينهم، والاستفادة من جوانب القوة والتميز عند بعض الأندية.
4-توفير متخصصين في مجال التوجيه والإرشاد والعلاج النفسي والاجتماعي في أندية مدارس الحي لتقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية ، ويمکن الاستفادة من بعض المختصِّين في هذا المجال والتعاون معهم لتقديم ما يلزم من استشارات لجميع أفراد المجتمع، کما يمکن الاستفادة من خدمات المتخصصين في الإرشاد الطلابي وتعيين مرشد طلابي ضِمْن أعضاء فريق العمل في أندية مدارس الحي ليتولى عملية التوجيه والإرشاد والتواصل مع أولياء الأمور ومعالجة المشکلات السلوکية عند بعض المستفيدين.
5-تأسيس مجالس استشارية لأندية مدارس الحي تتکوَّن من أعضاء من العاملين في الأندية ومن المستفيدين، وممثلين من أفراد الحي، وممثلين من القطاع الحکومي والقطاع الخاص ورجال الأعمال ليتشارک الجميع في التخطيط ودعم أندية مدارس الحي؛ حيث يقوم هذا المجلس بعَقْد اجتماعات دورية للمشارکة في تطوير أنشطة وبرامج أندية مدارس الحي ومعالجة ما تواجهه من صعوبات، وتقديم الحلول المالية وتوفير الشراکات المجتمعية والمشارکة في تصميم البرامج وفق احتياجات أفراد المجتمع المحلي.
3- المتطلبات المتعلقة بالبرامج والأنشطة:
1-التخطيط الجديد لأنشطة وبرامج أندية مدارس الحي، والعناية بعناصر الجذب والتشويق عند تنفيذ الأنشطة، وتفعيل دور المستفيدين وأولياء الأمور وأفراد المجتمع في اختيار الأنشطة حسب رغباتهم وميولهم، مع تفعيل مشارکتهم في تقييم البرامج والأنشطة المنفَّذة، وقياس مدى رضاهم عن الخدمات المقدَّمة لهم، وکذلک تدريب العاملين في الأندية على مهارات التخطيط والتنفيذ الجيد والتطوير المهني لهم من جميع الجوانب عن طريق إقامة الدورات والورش التدريبية وتبادُل الخبرات.
2-زيادة عدد البرامج والأنشطة المقدَّمة لذوي الاحتياجات الخاصة في أندية مدارس الحي، وتلبية کافة متطلباتهم، وتوفير برامج وأنشطة جديدة تُناسب إمکاناتهم البدنية والعقلية، وإکسابهم المهارات والقدرات اللازمة لاندماجهم مع بقية أفراد المجتمع؛ وهو الأمر الذي تفتقر إليه أندية مدارس الحي، مما يُوجِب على الجهات المسؤولة الاهتمام بهذه الفئة، وتوفير کافة احتياجاتهم؛ ليتمکنوا من الاستفادة من الخدمات التي تُقدِّمها الأندية، ومعرفة مدى رضاهم عمَّا يُقدَّم لهم من خدمات بصفتهم إحدى فئات المجتمع المهمة.
3-البحث بشکل دوري حول أسباب ضعف الإقبال على بعض البرامج والأنشطة في أندية مدارس الحي، وقلة عدد المشارکين، وسبل تطوير أندية مدارس الحي في جميع المجالات وإخضاعها للدراسات والبحث العلمي. ويمکن للمسؤولين في أندية مدارس الحي التعاونُ مع الباحثين من الجامعات وطلاب الدراسات العليا والاستفادة من نتائج وتوصيات دراساتهم ومحاولة تطبيقها على أرض الواقع لتشخيص المشکلة بشکل دقيق ومعرفة الأسباب وإيجاد الحلول المناسبة لها.
4- المتطلبات المتعلقة بالجوانب المجتمعية:
1-تکثيف التغطية الإعلامية لأندية مدارس الحي وما تُقدِّمه من خدمات، وخصوصًا من قِبل وسائل الإعلام والقنوات الرسمية نظرًا لأهمية التغطية الإعلامية في التعريف بالمؤسسات التربوية المتنوعة في المجتمع والتوعية بأهدافها وأدوارها التربوية. وقد ذکر بعض المشارکين أن أندية مدارس الحي تعاني من ضعف التوعية الإعلامية لبرامجها وأنشطتها، وخصوصًا في ظل ضعف المصادر المالية المخصَّصة للدعاية والإعلان؛ مما يستوجب دعم الأندية والتعريف بها على أعلى مستوى من خلال القنوات التلفزيونية والمواقع الرسمية، وعرض التقارير التلفزيونية والتغطية الإعلامية لما يتم تنفيذه من برامج وأنشطة، والاستفادة من برامج التواصل الاجتماعي والمؤثرين فيها، والعمل على نشر الوعي بين طلاب المدارس وأولياء أمورهم نحو أندية مدارس الحي وما تُقدِّمه من خدمات تربوية.
2-تفعيل دور أندية مدارس الحي في معالجة بعض القضايا والمشکلات الاجتماعية المعاصرة التي يعاني منها المجتمع، وخصوصًا فئة الشباب، والتي تتمثل في بعض الانحرافات السلوکية والفکرية، وقضايا العنف والتنمر، وإدمان برامج التواصل الاجتماعي والألعاب الإلکترونية وتأثيراتها السلبية على الفرد والمجتمع، والسعي لإيجاد حلول لهذه القضايا من خلال التواصل مع الأسرة وأولياء الأمور وعقد المحاضرات والندوات واستقطاب شخصيات متخصصة ومؤثرة في هذا المجال، والعمل على زيادة الترابط الاجتماعي وتعزيز ثقافة الحوار والتواصل بين أفراد المجتمع.
3-عقد شراکات مجتمعية متميزة ومستمرة بين أندية مدارس الحي ومؤسسات القطاع الخاص، وفتح المجال للاستثمار أمام رجال الأعمال والشرکات لتقديم الدعم وتوفير احتياجات الأندية، والسعي إلى توفير أنشطة جديدة على مستوى عالٍ من التميز تعمل على جذب أفراد المجتمع؛ کأنشطة تعليم السباحة، ورکوب الخيل، وإنشاء أکاديميات رياضية تهتم بتطوير المهارات الأساسية في کرة القدم والکاراتيه ومختلف الألعاب تحت إشراف ومتابعة مدربين متخصصين، ويمکن أن يتم ذلک عن طريق الاستفادة من المساحات الخالية في المباني المدرسية واستثمارها لتوفير مرافق ومنشآت لما يتم استحداثه من أنشطة جديدة کإنشاء المسابح ومضمار لرکوب الخيل وملاعب لمختلف الأنشطة الرياضية ومعامل علمية، ويمکن فرض رسوم مناسبة يتم تحصيلها من المستفيدين مقابل الاستفادة من هذه الخدمات المتميزة؛ مما يُحقِّق لأندية مدارس الحي توفير التمويل الذاتي وعدم الاعتماد بشکل رئيس على الدعم الحکومي وهذا يتوافق مع أهداف رؤية المملکة 2030.
4-تفعيل الشراکة المجتمعية بين أندية مدارس الحي والقطاعات الحکومية، وعقد شراکات فيما بينهما من خلال المشارکة في تقديم مناشط وفعاليات متنوعة، والاستفادة من خبرة الکوادر البشرية المؤهلة في هذه القطاعات؛ مما يسهم في تحقيق الدور التربوي لأندية مدارس الحي، ومن أهم الجهات التي يمکن لأندية مدارس الحي عقد شراکات مجتمعية فاعلة معها: الأندية الرياضية والقطاعات الصحية للإشراف على الأنشطة الرياضية والصحية، وکذلک عقد شراکة مع وزارة الثقافة للإشراف على البرامج والمسابقات الثقافية، وعقد شراکات مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لتقديم برامج تدريبية ومهنية تساعد المستفيدين على الالتحاق بسوق العمل، بالإضافة إلى عقد شراکات مع الجامعات للاستفادة من خبرة الأساتذة الأکاديميين في مختلف التخصصات العلمية والتربوية لتقديم دورات وبرامج لجميع أفراد المجتمع، وتنظيم زيارات للاستفادة من مرافق الجامعات وخدماتها التعليمية والطبية والاجتماعية؛ وهذا يتفق مع نظرية التبادل الاجتماعي التي تؤکد على أن الحياة الاجتماعية عبارة عن عملية مستمرة من التفاعل والمشارکة وتبادُل الأخذ والعطاء لضمان تحقيق استمرارية تبادل المنفعة، واستثمار الموارد والإمکانات لتحقيق تنمية مستدامة (الغريب، 1432: 375). ويمکن أن يتحقق ذلک عن طريق عقد شراکات مجتمعية مع مختلف القطاعات؛ للمساهمة في توفير الدعم المالي والمعنوي، وتبادُل المنافع؛ مما يسهم في تحقيق الأهداف.
توصيات الدراسة:
- توفير الدعم المادي الکافي لأندية مدارس الحي، والانتظام في صرف الميزانية التشغيلية ومکافآت العاملين في وقتها المحدَّد دون تأخير، مع ضرورة منح حوافز تشجيعية مادية ومعنوية للعاملين المتميزين.
- العمل على إنشاء مقرّات نموذجية لأندية مدارس الحي تتوفر فيها کافة المرافق والخدمات، مع توفير وسائل نقل للمستفيدين.
- العمل على تأسيس مجالس استشارية لأندية مدارس الحي لتطوير خدماتها، وتحقيق متطلباتها، ودعم شراکاتها المجتمعية.
- الاهتمام بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير برامج مناسبة لهم، وتخصيص مشرفين مؤهَّلين قادرين على التعامل معهم ومراعاة حاجاتهم وظروفهم العقلية والبدنية.
- ضرورة تفعيل الشراکة المجتمعية في أندية مدارس الحي مع جميع القطاعات الحکومية والأهلية؛ للمساهمة في توفير مصادر دخل بديلة للوصول إلى مرحلة الاکتفاء الذاتي.
قصور الدراسة:
وتتمثل جوانب القصور في الدراسة الحالية في کونها تناولت متطلبات تفعيل الدور التربوي لأندية مدارس الحي، وتم تطبيقها على قادة ومشرفي أندية مدارس الحي للبنين بمنطقة القصيم التعليمية، واعتمدت على المنهج النوعي من خلال إجراء المقابلات مع المشارکين، وبما أن المنهج النوعي لا يسعى عادةً إلى تعميم النتائج؛ لذا قد تکون نتائج الدراسة وتوصياتها غير مناسبة لتطبيقها في مناطق أخرى نظرًا لاختلاف الظروف والاهتمامات، ومن جوانب القصور أيضًا في هذه الدراسة عدم التأکد من أن إجابات بعض المشارکين هي الإجابة الحقيقية لما يعتقدونه، أم أنهم أجابوا بها نظرًا لشعورهم بالملل وعدم رغبتهم في الخوض في تفاصيل أخرى قد تتطلَّب المزيد من الوقت.
مقترحات للدراسات المستقبلية:
- إجراء دراسة مماثلة على أندية مدارس الحي للبنات.
- إجراء دراسات مماثلة على مناطق مختلفة في المملکة، وعمل مقارنة بين نتائجها.
- إجراء دراسة مقارنة حول تفعيل الشراکة المجتمعية في أندية مدارس الحي في ضوء بعض التجارب العالمية.
- إجراء دراسة حول معوقات تفعيل الشراکة المجتمعية في أندية مدارس الحي، وسبل تطويرها.
المراجع:
أبو عباة، أنور عبد الله. (2016م). دور قيادات أندية مدارس الحي للأنشطة التعليمية والترويحية في تنمية قيمة الانتماء الوطني لدى الشباب السعودي. رسالة ماجستير غير منشورة، کلية الشرق العربي للدراسات العليا، الرياض.
الإدارة العامة للتعليم بمنطقة القصيم. (2020). https://home.qassimedu.gov.sa
الحربي، يحيى صالح. (2007م). النشاط الطلابي حجر الزاوية في التربية الحديثة. الرياض: دار الحضارة للنشر والتوزيع.
الحنيشل، عبد الله إبراهيم. (2016م). الدور الإداري لرواد النشاط في تطوير برامج أندية الحي للبنين بمدينة الرياض من وجهة نظر مديري الأندية ومشرفيها. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض.
الخثعمي، إبراهيم علي. (2016م) . أندية الحي في المملکة العربية السعودية في ضوء خبرة الولايات المتحدة الأمريکية. رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية، جامعة جدة.
الداهري، حسن. (2011م). أساسيات علم الاجتماع النفسي التربوي ونظرياته. عمان: دار الحامد للنشر والتوزيع.
الدخيل، أماني عبد الرحمن. (2018م). دور برامج التعليم المستمر في أندية مدارس الحي للبنات في تنمية الثقافة الصحية لأفراد المجتمع بمحافظة المجمعة. رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية، جامعة الملک سعود بالرياض.
الصلوي، عبد الإله أحمد. (2018). مدى الاستفادة من الخدمات والبرامج المتوفرة في أندية الحي من وجهة نظر المرتادين عليها في مدينة الرياض بالمملکة العربية السعودية (دراسة تقويمية). مجلة علوم الرياضة، جامعة بنما، کلية التربية الرياضية . 31 (ديسمبر 2018)، 1-40.
العساف، صالح حمد. (2016). المدخل إلى البحث في العلوم السلوکية. ط3، الرياض: دار الزهراء.
الغريب، عبد العزيز علي. (1432). نظريات علم الاجتماع. (ط3)، الرياض: دار الزهراء للنشر والتوزيع.
القرعاوي، أروى عبد الرحيم. (2020). واقع البرامج المقدَّمة في أندية مدارس الحي التابع لمشروع الملک عبد الله لتطوير التعليم في مدينة الرياض. رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية، جامعة الملک سعود بالرياض.
المانع، طه عبد الله. (2014م). مدى إسهام الأنشطة الإلکترونية في إقبال طلاب المرحلة الابتدائية على أندية الحي. رسالة ماجستير غير منشورة، کليات الشرق العربي للدراسات العليا، الرياض.
المحسن، محسن عبدالرحمن. (2016). منهجية بناء المقابلة العلمية في البحث التربوي. ورقة عمل مُقدَّمة في المؤتمر الدولي حول تطوير البحث العلمي والمنعقد في الفترة 11-13 يناير، الشارقة - الإمارات العربية المتحدة.
المويجد، فهد سعد. (2016م). مدى الاستفادة من برامج أندية الحي للأنشطة التعليمية والترويحية المقدَّمة للطلاب بإدارة التعليم بمحافظة المجمعة. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض.
بخيت، محمد؛ ومصطفى، علي؛ ومحمد، محمود؛ وحمزة، أحمد. (2010). التنشئة الاجتماعية. الرياض: مکتبة الرشد.
جريدة الرياض. (2017، 17 ديسمبر). برنامج أندية مدارس الحي .. رؤية طموحة لحلول تعليمية مبتکرة. http://www.alriyadh.com/1646946
زهران، حامد عبد السلام. (2003م). علم النفس الاجتماعي. (ط6)، القاهرة: عالم الکتب.
زيلع، يحيى. (2014، 27 يوليو). الملک يدعم التعليم بـ 80 مليارًا.. وانطلاقة العام الدراسي الجديد مؤشر للنجاح. جريدة الرياض. https://www.alriyadh.com/956032
شرکة تطوير للخدمات التعليمية. (2017م). أندية مدارس الحي الترفيهية والتعليمية انطلاقة تنموية برؤية وطنية. مشروع الملک عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم. https://www.yumpu.com/xx/document/read/59548273/andetalhai2
شرکة تطوير للخدمات التعليمية. (2020). https://t4edu.com/ar
غباري، ثائر؛ وأبو شندي، يوسف؛ وأبو شعيرة، خالد. (2015). البحث النوعي في التربية وعلم النفس. عمان: مکتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع.
فليه، فاروق عبده؛ والزکي، أحمد عبد الفتاح. (2004). معجم مصطلحات التربية. مصر: دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر.
قنديلجي، عامر إبراهيم؛ وإيمان، السامرائي. (2010). البحث العلمي الکمي والنوعي. عمان: دار اليازوري للنشر.
محمد، عاصم أحمد. (2017م). متطلبات تطبيق إدارة الجودة الشاملة في إدارات الإشراف التربوي بالمملکة العربية السعودية. المجلة التربوية، المجلة التربوية لکلية التربية، جامعة سوهاج، (48)، 353-392.
وزارة التعليم .A (2016). الدليل التنظيمي لبرنامج أندية مدارس الحي. شرکة تطوير للخدمات التعليمية، الرياض.
وزارة التعليم B. (2016). دليل برامج وأنشطة أندية مدارس الحي. شرکة تطوير للخدمات التعليمية، الرياض.
وزارة التعليم. (2020). https://www.moe.gov.sa/ar/news/pages/hy-2020iu7.aspx
- Biddle, B. J. (1986). Recent developments in role theory. Annual review of sociology, 12(1), 67-92