العلاقة بين الکفاءة الذاتية لدى طالبات المرحلة المتوسطة ومهارات التعبير الشفهي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

جامعة الملک سعود

المستخلص

    هدف هذا البحث إلى قياس مستوى الکفاءة الذاتية (تصورات فاعلية الأداء) ومهارات التعبير الشفهي لدى طالبات المرحلة المتوسطة في مدينة عنيزة، وکذلک الکشف عن العلاقة بين الکفاءة الذاتية ومهارات التعبير الشفهي، ومعرفة الفروق الدالة إحصائيًا والتي تُعزى إلى الصف الدراسي في مستوى الکفاءة الذاتية ومهارات التعبير الشفهي لدى طالبات الصف الأول، الثاني، والثالث المتوسط. ولتحقيق هذا الهدف اتبع الباحثان المنهج الوصفي الارتباطي لمناسبته للظاهرة المدروسة، واستخدما أداتين بحثيتين، الأولى: استبانة لقياس مستوى الکفاءة الذاتية، والثانية: بطاقة ملاحظة لقياس مهارات التعبير الشفهي، وقد طُبقت الاستبانة في الفصل الدراسي الأول من العام 1442هـ على عينة قوامها (347) طالبة في المرحلة المتوسطة (حکومي/ نهاري) بمدينة عنيزة تم اختيارها بطريقة عشوائية، کما طبقت بطاقة الملاحظة في الفصل نفسه على عينة مقدارها (30) طالبة من العينة السابقة تم أخذها بطريقة عشوائية کذلک؛ وذلک لقياس مهارات التعبير الشفهي وکشف العلاقة بينها وبين الکفاءة الذاتية، ومعرفة الفروق الدالة إحصائيًا والتي تعزى إلى الصف الدراسي، وأظهرت نتائج البحث الآتي:
1- کان مستوى إدراک طالبات المرحلة المتوسطة لکفاءتهن الذاتية بدرجة متوسطة.
2- لاحظ الباحثان عند قياس أبعاد مهارات التعبير الشفهي لأفراد الدراسة؛ أن النتيجة جاءت بدرجة متوسطة.
3- وجد الباحثان أن مهارات التعبير تتحسن بشکل کلي مع تحسن أبعاد الکفاءة الذاتية، وذلک لوجود علاقة رابطة بينهما.
4- توجد فروق في مستوى الکفاءة الذاتية ومهارات التعبير الشفهي لدى طالبات المرحلة المتوسطة تُعزى لمتغير الصف الدراسي، حيث حسبت هذه الفروق لصالح طالبات الصف الثالث مقارنة بالصفين الأول والثاني.
وفي ضوء النتائج السابقة أوصى الباحثان بالآتي:
1- تدريب الطالبات على مهارات التحدث في أوساط اجتماعية أکبر من خلال الأنشطة غير الصفية التي تتطلب مواجهة الجمهور.
2- الحاجة إلى تعزيز الجوانب النفسية والذاتية للطالبات التي تساعد في علاج نقص المهارات الشفهية.
3- إيجاد مواقف مختلفة للتحدث لإتقان مهارات التعبير الشفهي من خلال الفنون الأدبية مثل: الخطب، الحوار، وتمثيل القصص.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

                                     کلية التربية

        کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

 

 

 

 

 

 

العلاقة بين الکفاءة الذاتية لدى طالبات المرحلة المتوسطة ومهارات التعبير الشفهي

 

 

إعــــــــــداد الباحثين

منيفة ضيف الله العتيبي

طالبة دراسات عليا بجامعة الملک سعود تخصص مناهج وطرق تدريس اللغة العربية

د/ محمد بن عبدالله الشهري

أستاذ المناهج وتعليم اللغة العربية المساعد بکلية التربية -جامعة الملک سعود

 

 

 

}     المجلد السابع والثلاثون– العدد السابع –  يوليو 2021م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

ملخص الدراسة

    هدف هذا البحث إلى قياس مستوى الکفاءة الذاتية (تصورات فاعلية الأداء) ومهارات التعبير الشفهي لدى طالبات المرحلة المتوسطة في مدينة عنيزة، وکذلک الکشف عن العلاقة بين الکفاءة الذاتية ومهارات التعبير الشفهي، ومعرفة الفروق الدالة إحصائيًا والتي تُعزى إلى الصف الدراسي في مستوى الکفاءة الذاتية ومهارات التعبير الشفهي لدى طالبات الصف الأول، الثاني، والثالث المتوسط. ولتحقيق هذا الهدف اتبع الباحثان المنهج الوصفي الارتباطي لمناسبته للظاهرة المدروسة، واستخدما أداتين بحثيتين، الأولى: استبانة لقياس مستوى الکفاءة الذاتية، والثانية: بطاقة ملاحظة لقياس مهارات التعبير الشفهي، وقد طُبقت الاستبانة في الفصل الدراسي الأول من العام 1442هـ على عينة قوامها (347) طالبة في المرحلة المتوسطة (حکومي/ نهاري) بمدينة عنيزة تم اختيارها بطريقة عشوائية، کما طبقت بطاقة الملاحظة في الفصل نفسه على عينة مقدارها (30) طالبة من العينة السابقة تم أخذها بطريقة عشوائية کذلک؛ وذلک لقياس مهارات التعبير الشفهي وکشف العلاقة بينها وبين الکفاءة الذاتية، ومعرفة الفروق الدالة إحصائيًا والتي تعزى إلى الصف الدراسي، وأظهرت نتائج البحث الآتي:

1- کان مستوى إدراک طالبات المرحلة المتوسطة لکفاءتهن الذاتية بدرجة متوسطة.

2- لاحظ الباحثان عند قياس أبعاد مهارات التعبير الشفهي لأفراد الدراسة؛ أن النتيجة جاءت بدرجة متوسطة.

3- وجد الباحثان أن مهارات التعبير تتحسن بشکل کلي مع تحسن أبعاد الکفاءة الذاتية، وذلک لوجود علاقة رابطة بينهما.

4- توجد فروق في مستوى الکفاءة الذاتية ومهارات التعبير الشفهي لدى طالبات المرحلة المتوسطة تُعزى لمتغير الصف الدراسي، حيث حسبت هذه الفروق لصالح طالبات الصف الثالث مقارنة بالصفين الأول والثاني.

وفي ضوء النتائج السابقة أوصى الباحثان بالآتي:

1- تدريب الطالبات على مهارات التحدث في أوساط اجتماعية أکبر من خلال الأنشطة غير الصفية التي تتطلب مواجهة الجمهور.

2- الحاجة إلى تعزيز الجوانب النفسية والذاتية للطالبات التي تساعد في علاج نقص المهارات الشفهية.

3- إيجاد مواقف مختلفة للتحدث لإتقان مهارات التعبير الشفهي من خلال الفنون الأدبية مثل: الخطب، الحوار، وتمثيل القصص.

الکلمات المفتاحية : الکفاءة الذاتية - طالبات المرحلة المتوسطة - مهارات التعبير الشفهي .

 

Abstract

The study aimed to measure the level of perceived self-efficacy among middle school female students in Unaizah city and their oral expression skills. As well as to reveal the relationship between the perceived self-efficacy and the oral expression skills. In addition to find out if there are statistically significant differences in the level of perceived self-efficacy and oral expression skills due to grade among the female students of first, second, and third middle grades. To achieve this aim, the researchers used the relational descriptive approach due to its suitability of the nature of the research problem, and two research tools were used. The first tool was a scale to measure the level of perceived self-efficacy, while the second tool was an observation card to measure the oral expression skills. The scale was applied on a sample of (347) selected in a simple random way from the (public/daily) middle school female students in the first semester of the year 1442 Hijri in Unaizah city. The observation card was applied on a sample of (30) female students, which also was selected in a simple random way. Additionally, the aim measured oral expression skills in order to reveal the relationship between oral expression skills and perceived self-efficacy, and find out if there are statistically significant differences due to the "grade" variable. The results of the research showed that:

-       The study participants from middle school female students responded to "the level of perceived self-efficacy" with "somewhat agreed".

-       The researchers' observation of the study participants from middle school female students through the "Dimensions of Expression Skills" was (somewhat available).

-       There is a positive statistically significant relationship between perceived self-efficacy and the dimensions of oral expression skills as a whole for the sample from middle school female students.

-       There are statistically significant differences in the level of perceived self-efficacy and oral expression skills of middle school students.

In light of the previous results, the researchers recommended the following:

1-        Training female students on skills necessary for speaking in large group situations through extra-curricular activities that require meeting the public.

2-        The need to enhance the students' psychological and personal aspects that help in treating the lack of verbal skills.

3-        Finding different speaking situations to master the skills of oral expression through literary arts such as speeches, dialogue, and representing stories.

Keywords : self-efficacy - middle school students - oral expression skills .

 

المقدمة:

تعد الکفاءة الذاتية (Self-Efficacy) مفهومًا من مفاهيم علم النفس الاجتماعي، التي حظيت باهتمام الباحثين في السنوات الأخيرة في مختلف العلوم والمعارف خاصة التربوية منها، وذلک نتيجة لما يشهده التعليم من اهتمام متزايد في ضوء التطور المعرفي الذي فرض تحدياته في هذا المجال، حيث يشکل هذا المفهوم محورًا رئيساً من محاور النظرية المعرفية الاجتماعية التي وضعها العالم ألبرت باندورا Albert Bandura في العام (1977).

وتشير النظرية المعرفية الاجتماعية إلى ثلاثة أنواع من التوقعات: توقعات نتيجة الحال، وتوقعات نتيجة العمل، والکفاءة الذاتية ـــ موضوع البحث الحالي ــ التي ترى أن لدى الفرد القدرة على ضبط سلوکه نتيجة لما لديه من معتقدات، فالأفراد يمتلکون نظامًا من المعتقدات الذاتية (Self-Belief)، يمکِّنهم من التحکم في مشاعرهم وأفکارهم (Bandura, 1986).

وقد أشار شفارتزرSchwarzer (1995) إلى تلک الکفاءة على أنها بُعد من أبعاد الشخصية، متمثلة في قناعات ذاتية حول قدرة الفرد على التغلب على المهام والمشکلات الصعبة التي تواجهه من خلال توجيه سلوکه ثم ضبطه والتخطيط المناسب له، وخصوصًا المهام التربوية لکونها تؤثر في الکيفية التي يشعر ويفکر بها الأفراد عند أدائهم لتلک المهام.

أما على المستوى التحصيلي، فغياب المدرکات الإيجابية للکفاءة الذاتية لدى الطلبة قد تؤدي إلى انخفاض مستواهم الدراسي، وتدني أدائهم الأکاديمي؛ وذلک لأن انخفاضها يجعل قدرتهم على استعمال مهاراتهم الأکاديمية ضعيفة ومثابرتهم متدنية (Flores et al, 2014).

ونظرًا لأهمية کفاءة الذات نفسيًا واجتماعيًا؛ تتزايد الحاجة إليها في ظل متطلبات الحياة المعاصرة التي تقوم على التواصل بين أفراد المجتمع، بهدف تبادل الآراء، وقضاء المصالح العامة والخاصة بکل کفاءة، وتحقيق النجاح للأفراد والمجتمع فالحاجة أيضًا تتزايد إلى القدرة على التواصل الاجتماعي الذي يحقق ذلک کله من خلال مهارة التعبير الشفهي، والتي يتم من خلالها إنشاء المعنى ونقله، کونها القالب الذي تصب فيه الأفکار، والتعبير عن المشاعر والأحاسيس ((Ali, 2019.

ونتيجة لما سبق اتضح للباحثين أهمية الکفاءة الذاتية في بناء شخصية الفرد، من جميع الجوانب الفکرية والانفعالية، والسلوکية، والقدرة على زيادة المهارات التي يمتلکها الفرد وتمکنه من التعامل مع ما حوله بوسائل التواصل المختلفة، وقد يکون في مقدمتها القدرة على التعبير الشفهي نظراً لما تسهم به المهارات الشفهية في تقدم الطالب من خلال کسب المعرفة، والتعبير عن المواقف العملية في الحياة، وقضاء الحاجات الضرورية التي تتطلب الفصاحة والقدرة على الارتجال.

 وقد رأى الباحثان تحديد المرحلة المتوسطة باعتبارها مرحلة يجري فيها تثبيت وتوسيع ما حقَّقته المرحلة الابتدائية من تکوين المهارات والمعارف الأساسية، إضافة إلى ما يطرأ على هذه المرحلة من تغيرات نفسية وجسدية وانفعالية قد تؤثر بشکل أو بآخر على الأبعاد الشخصية لطالبات هذه المرحلة والتي تتصف بـ  "عدم الثبات الانفعالي والتناقض الوجداني، والشعور بالقلق والاستعداد لإثبات الذات، الصراع حيث يعاني الناشئ من بعض أنواع الصراع بين رغبات وميول يريد أن يحققها، أو رغبات مادية أو معنوية تحول دون تحقيق هذه الرغبات أو تلک الميول" (عقل، 1419، ص92).

مشکلة الدراسة:

يحتل التعبير الشفهي مکانة وأهمية تربوية بين المهارات اللغوية الأخرى، وبالرغم من هذه الاهمية فقد ظهرت مؤشرات قصور في هذه المهارات الشفهية بين طالبات المرحلة المتوسطة، وهو ما لاحظه الباحثان في عملهم في الميدان التربوي، وما توصلوا إليه من طرح عدد من المعلمين والمعلمات لهذه المشکلة في أحاديثهم، التي تتمثل في: إحجام الطلاب عن الحديث، مع عدم القدرة على ترتيب الأفکار وعرضها ببساطة وعدم الجرأة في الطرح أثناء الحديث، وهذا ما أوضحه العيسوي (1999) حيث ذکر عددًا من هذه المواقف التي يتضح فيها هذا الضعف منها: "انصرافهم عن مواقف الحديث، ونفورهم منها، وإحجامهم عن المشارکة فيها، وإذا تحدث أحدهم لا يکاد يفهم کلامه ولا مراده، وإذا ألقى سؤالاً فإنه يستغرق وقتاً طويلاً في الکلام، ومع ذلک لا يفهم منه شيء" (ص199).

ونظرًا لأن المرحلة المتوسطة مرحلة انتقالية، ورابطة بين المرحلة الابتدائية التي تم فيها تعلم المهارات اللغوية اللازمة، والمرحلة الثانوية التي يحتاج فيها الطلبة إلى التعبير عن أنفسهم بکل ثقة في کثير من المواقف اليومية التي يتعرضون لها، وبلغة سليمة خالية من الغموض، فقد تم اختيار هذه المرحلة بصفوفها الثلاثة (الأول، الثاني، والثالث) مجتمعًا للبحث، وانطلاقاً کذلک من المکانة والأهمية التي تحتلها کفاءة الذات في العلوم التربوية الحديثة، وما قد يسهم رفعها في رفع مستوى مهارات التعبير الشفهي؛ ذلک لأن التعبير الشفهي يؤثر ويتأثر بالأبعاد النفسية للطالب(Khatib & Maarof, 2015; Desmaliza, 2018) ، فقد جاءت فکرة هذا البحث لدراسة العلاقة بين هذين المتغيرين. ومما يدعم الحاجة إلى البحث الحالي، قلة الدراسات التي تهتم بقياس أداء طلبة المرحلة المتوسطة لمهارات التعبير الشفهي وربطها بالجوانب النفسية لهم.

 أهداف الدراسة:

1-       قياس إدراک طالبات المرحلة المتوسطة لأبعاد کفاءتهن الذاتية.

2-       قياس درجة امتلاک طالبات المرحلة المتوسطة لمهارات التعبير الشفهي.

3-       کشف العلاقة بين الکفاءة الذاتية لدى طالبات المرحلة المتوسطة ومهارات التعبير الشفهي.

4-       کشف الفروق في مستوى الکفاءة الذاتية لدى طالبات المرحلة المتوسطة ومهارات التعبير الشفهي باختلاف الصف الدراسي (الأول، الثاني، والثالث).

تساؤلات الدراسة:

1-        ما مدى إدراک طالبات المرحلة المتوسطة لأبعاد کفاءتهن الذاتية؟

2-        ما درجة امتلاک طالبات المرحلة المتوسطة لمهارات التعبير الشفهي؟

3-        ما علاقة الکفاءة الذاتية لدى طالبات المرحلة المتوسطة بمهارات التعبير الشفهي؟

4-    هل توجد فروق دالة إحصائياً والتي تعزى إلى الصف الدراسي في مستوى الکفاءة الذاتية ومهارات التعبير الشفهي لدى طالبات الصف الأول، الثاني، والثالث المتوسط؟

أهمية الدراسة:

1-    الأهمية النظرية:

  • بيان أهمية التعبير الشفهي وتأثيره المباشر وغير المباشر على أداء الطالبات، المرتبط بتعويدهن على التفکير المنطقي، وترتيب الأفکار، والتعبير عما يدور حولهن، وفي وجدانهن، وإکسابهن الثقة بالنفس، والتلقائية والطلاقة في التعبير من غير تکلف.
  • إثراء الأدب التربوي بمزيد من الدراسات التي تتناول الأبعاد النفسية المؤثرة على مهارات التعبير الشفهي لدى طالبات المرحلة المتوسطة وتسليط الضوء تجاه الاهتمام بتنميته على أسس تربوية حديثة.
  • · مواکبة الاتجاهات العلمية الحديثة التي تهتم بالعوامل النفسية المؤثرة في العملية التربوية.
  • · کما تأتي أهمية هذا البحث في کونه أحد البحوث العربية القليلة التي تناولت الکفاءة الذاتية ومهارات التعبير الشفهي، وأولها ـ على حد علم الباحثين ـ التي تناولاها على عينة من المرحلة المتوسطة.

2-   الأهمية التطبيقية:

  • إمکانية الإفادة من نتائجه في تقديم استبانة لکفاءة الذات المناسبة لطالبات المرحلة المتوسطة، بما يساعد المعلمات والمرشدات الطلابيات والباحثين في المجال التربوي لما هو مناسب من أجل دعمه وزيادة الترکيز عليه.
  • مد مطوري المناهج بأحد المتغيرات الحاسمة في تنمية التعبير الشفهي التي يجب وضعها في الاعتبار عند القيام بتصميم المناهج.
  • تعريف المعلمين والمعلمات بمدى تأثر جوانب التعبير الشفهي المختلفة بالعوامل الذاتية للطلاب لتصبح تنمية الکفاءة الذاتية إحدى طرق رفع مهارات التعبير الشفهي لديهم.
  • إعطاء جميع الطالبات فرصة لتقييم أنفسهن ومعرفة نواحي القصور لديهن والعمل الذاتي لتطويرها دون التفريق بين ذوات التحصيل العالي أو المتدني.
  • خدمة الباحثين في المجال التعليمي التربوي من خلال تقديم اقتراحات لدراسات ميدانية مستقبلية لتنمية مهارات التعبير الشفهي، واستراتيجياته، وربطه بجوانب نفسية أخرى، ومتغيرات مختلفة.

حدود الدراسة:

1-  الحدود الموضوعية: يرکز هذا البحث على أبعاد الکفاءة الذاتية، ومهارات التعبير الشفهي.

2-  الحدود البشرية: طالبات المرحلة المتوسطة.

3-  الحدود الزمانية: طبق هذا البحث في الفصل الدراسي الأول من العام 1442هــ.

4-  الحدود المکانية: المدارس الحکومية نهاري في مدينة عنيزة.

مصطلحات الدراسة:

1. الکفاءة الذاتية (Self-Efficacy) اصطلاحًا: "عرف لويس دينوا Louis Denois الکفاءة الذاتية بأنّها: "مجموعة سلوکيّات اجتماعيّة، ووجدانيّة، ومهارات نفسيّة، وحسّية، وحرکيّة تسمح بممارسة دور ما، أو وظيفة، أو نشاط بشکل فعّال" (وثق في عبد القادر، 2011، ص51). وإجرائيًا: يعرف الباحثان الکفاءة الذاتية بأنها نظرة الطالبات لأنفسهن نظرة فاعلة، تستثير قدراتهن، واستعداداتهن الفطرية والمکتسبة للتعامل مع مهام الحياة بصفة عامة والتعليمية بصفة خاصة.

2. مهارات التعبير الشفهي(Oral Expression Skills)  اصطلاحًا: عرفه جود Good ((1973, p.383 في قاموس التربية بأنه: "اختيار وترتيب وتنمية الأفکار والتعبير بصيغ مناسبة کلاماً أو کتابة"،وإجرائيَا: يعرف الباحثان مهارات التعبير الشفهيبأنها: تلک المهارات التي يُطلب من طلاب المرحلة المتوسطة إتقانها من خلال نقل ما يدور في أذهانهم ووجدانهم من أفکار ومشاعر باستخدام اللغة وما يدعمها من إشارات وإيماءات وتعبيرات جسدية، وذلک من خلال تعريض الطلاب لمواقف تعليمية لقياس جوانب التعبير الشفهي. ومما سبق من تعريفات يمکن استنتاج تعريف خاص بالکفاءة الذاتية في التعبير الشفهي بأنها: إدراک الطالبات لقدراتهن الذاتية في التعبير الشفهي لأداء مهارات تعبيرية معينة کالقدرة على تحديد الفکرة الرئيسة للموضوع، واستخدام الکلمات المناسبة والفصيحة مع ضبطها الضبط الصحيح، والنطق السليم للکلمات وإخراجها من مخارجها الصحيحة، وکذلک القدرة على التنويع في الإشارات والإيماءات الجسدية التي تخدم الموضوع ومحاولة التغلب على أي مشکلة تعترضهم أثناء التحدث.

الإطار النظري

أولًا: الکفاءة الذاتية: للکفاءة الذاتية أهمية کبیرة لدى المربین باعتبار أن العمل على جعل الطلاب یرون أنفسهم بصورة إیجابیة وکفاءة عالیة، یسهم في استنهاض قدراتهم التعليمية، واستعداداتهم السلوکية، حيث يعرفها أوحيدة (2007، ص50) بأنها تعني "بلوغ مستوى يتجاوز حد الکفاية، لأن الکفاية تعني القدرة على إنجاز نشاط أو تمرين له مستوى متوسط بطريقة مرضية على العموم، وعلى ذلک يمکن القول إن الکفاية درجة دون الکفاءة فالتلميذ المتوسط له کفاية لا کفاءة، بينما التلميذ الممتاز له کفاءة"، وقد ظهر مفهوم الکفاءة الذاتية على يد باندورا Bandura (1977) عندما نشر مقالة له بعنوان" کفاءة الذات نحو نظرية تعديل السلوک"، مؤکدًا في مقاله على أهمية الکفاءة الذاتية کونها تُعد عاملاً وسيطاً لتعديل السلوک، ومؤشراً على التوقعات حول قدرة الشخص في التغلب على مهمات مختلفة وأدائها بصورة ناجحة والتخطيط لها بصورة واقعية متمثلة في الإدراک لحجم القدرات الذاتية التي تمکنه من تنفيذ سلوک معين بصورة مقبولة، ومدى التحمل عند تنفيذ هذا السلوک" (کرماش،2016، ص530). "کما أنها تؤثر بشکلٍ مباشرٍ في أنماط السلوک والتفکير، بحيث يُمکن أن تکون إيجابية أو سلبية، فالأفراد الذين لديهم شعور إيجابي بکفاءتهم الذاتية يميلون في تفکيرهم نحو تحليل المشکلات محاولين التوصل إلى حلول منطقية مما يؤثر في سلوکهم بشکلٍ فعّالٍ" (Bandura,1986, p.90).

خصائص الکفاءة الذاتية:

  • ·      أولاً: خصائص الکفاءة الذاتية المرتفعة: أصحاب الکفاءة الذاتية المرتفعة يمتازون بمعرفتهم الدقيقة بإمکاناتهم الذاتية ولديهم مقدرة على تحمل المسؤولية، وأنهم لا يستسلمون للفشل ويتحکمون في أنفسهم وانفعالاتهم، ولديهم القدرة على مواجهة العقبات التي تعترضهم، وتقل حالات القلق والضغط والتعرض للاکتئاب لديهم.
  • ·      ثانيًا: خصائص کفاءة الذات المنخفضة: في المقابل أصحاب الکفاءة الذاتية المنخفضة يتوقعون الفشل في القيام بأي نشاط، وأفکارهم سلبية فهم يشککون في قدراتهم أمام المهام الصعبة وطموحهم ضعيف، ويستسلمون بسرعة وليس لديهم الرغبة في تجديد المحاولة، فهم يرکزون على المعيقات والموانع أکثر من ترکيزهم على النجاح.

أبعاد الکفاءة الذاتية:

  1. البعد الانفعالي: أول هذه الأبعاد للکفاءة الذاتية هو البعد الانفعالي الذي يمثل الجوانب الوجدانية والعاطفية ومدى السيطرة عليها فهو "اعتقاد الفرد بقدرته على التحکم بمشاعره وانفعالاته" (أبو عليان، 2011، ص2339)، أما المغربل (2016) فترى أن البعد الانفعالي للکفاءة الذاتية يتمثل في التحکم في المشاعر والانفعالات واعتقاد الفرد في قدرته على السيطرة على مشاعره، واعتقاده بأن لديه الإمکانية للتخلص من المشاعر السوداوية والتحکم في تصرفاته عند الغضب، واعتقاده في قدرته على التغلب على الشعور بالقلق والتعامل مع الضغوط الحياتية التي تواجهه. ويتضح مما سبق للباحثين أن البعد الانفعالي هو ما يعتقده الشخص تجاه قدرته على السيطرة على مشاعره وانفعالاته المختلفة الإيجابية منها أو السلبية، وکذلک التخلص من المشاعر السيئة التي قد تعتريه في المواقف المختلفة کالغضب ونحوه.
  2. البعد الاجتماعي: يعتبر البعد الثاني الذي يتعلق بالوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه الفرد ومدى قدرته على التعاطي مع هذا الوسط فهو "اعتقاد الفرد بقدرته على بناء العلاقات والمحافظة عليها" (أبو عليان، 2011، ص2339)، وتشير المغربل (2016) إلى أنه يتضمن اعتقاد الفرد أن أصدقاءه ينظرون إليه بإعجاب، وأنه لا يجد صعوبة في الکلام مع الآخرين، أو في تکوين صداقات مع الآخرين، وأن أصدقاءه يحدثونه عن مشکلاتهم، وأنه يستمتع بالعمل والتعاون معهم، وأنه يجيد التعامل مع الناس، وأنه يسامح الآخرين عندما يسيئون إليه، وأن علاقته مع أقاربه حميمة. ويرى الباحثان أن البعد الاجتماعي هو ذلک البعد الذي يعتقد الفرد من خلاله على قدرته على إقامة علاقات اجتماعية والاستمرار فيها، ومنها أيضاً اعتقاده الإيجابي تجاه نظرة أصدقائه إليه، وتبادل الثقة معهم، ومع جميع الناس، وقدرته على التعامل الجيد معهم.
  3. البعد الأکاديمي: قد يکون هذا البعد من أهم الأبعاد التي يهتم بها البحث فهو "يشير إلى اعتقاد الفرد بقدراته الدراسية والأکاديمية" (أبو عليان، 2011، ص2339)، وترى المغربل (2016) أنه يتضمن اعتقاد الفرد أنه ذکي، وأنه لا يجد صعوبة في تحضير دروسه، وأن سمعته بين زملائه أنه ناجح دراسياً، وأن المعلمين يعاملونه على أساس أنه من الطلاب الجيدين. ويتضح مما سبق أن البعد الأکاديمي هو ما يتعلق بتصور التلميذ حول قدرته على التحصيل الدراسي، وما يعتقده من الصفات التي تجعله ناجحًا دراسيًا، وما يعتقده کذلک من النظرة الإيجابية له من قبل معلميه، وقد أشارت إليه المغربل بأنه اعتقاد الفرد أنه ذکي، وهو ما يخالفه الباحثان بأن الذکاء قد لا يکون معيارًا دقيقًا في التحصيل الدراسي، فقد يحقق الفرد تفوقًا دراسيًا وهو أقل ذکاءً من زملائه، وهو في قرارة نفسه ونظرته لذاته يؤمن بأنه لا يمتلک مستويات عالية من الذکاء، إضافة إلى أن الذکاء لا يکون أکاديميًا فقط، فهناک أنواع أخرى من الذکاء کالذکاء الاجتماعي، والعاطفي، وغيره کثير، وبناء على ذلک فقد تم استبعاد محور الذکاء من البعد الأکاديمي في الاستبانة التي تم تطويرها من دراسة المغربل (2016) لقياس الکفاءة الذاتية.
  4. بُعد الثقة بالذات: يعد هذا البعد من أهم أبعاد الکفاءة الذاتية والذي يمثل دافعًا قويًا في وجود الأبعاد السابقة، حيث إنه يدفع صاحبه للاعتماد على قدراته ومهاراته الذاتية، فهو يشير إلى "اعتقاد الفرد بقدرته وامتلاکه مهارات تخوله الاعتماد على نفسه" (أبو عليان، 2011، ص2339)، في حين ترى المغربل (2016) أنهما يعتقده الفرد عن نفسه ومستقبله، وما يمتلکه من مهارات حياتية، وقرارات صائبة، وتذليل أي عقبة في حياته، وتقبله لنفسه في قوته أو ضعفه، والاعتماد على نفسه في اتخاذ القرارات الصائبة. حيث يتضح للباحثين أن بعد الثقة للأفراد يتمثل في اعتقادهم حول أنفسهم ومستقبلهم، وحول امتلاکهم لتلک المهارات الحياتية التي تکون عاملًا مساعدًا لهم في تذليل العقبات التي تعترض طريقهم، وقدرتهم في الاعتماد على أنفسهم لتخطي تلک العقبات.
  5. بعد الإصرار والمثابرة: يمثل هذا البعد عجلة التقدم للکفاءة الذاتية والتي تدفع بصاحبها إلى المضي قدمًا، وإعادة المحاولة لإنجاز مهمة ما دون استسلام، حيث يشير هذا البعد إلى "اعتقاد الفرد بقدرته على عدم اليأس والاستسلام، والمثابرة على إنجاز المهام" (أبو عليان، 2011، ص2339)، فهو يتضمن اعتقاد الفرد في قدرته على تنفيذ الخطط التي يضعها للقيام بشيء ما، وعلى تحقيق أهدافه، وعدم ترک المهام أو الأعمال قبل إتمامها، وأن الفشل يدفعه للعمل باجتهاد أکبر (المغربل، 2016).
  6. البعد المعرفي: ترى المغربل (2016) أنه يتضمن اعتقاد الفرد أن معلوماته العامة واسعة، وقدرته على التعامل مع الأشياء بسرعة، واعتقاده بأن الکتاب خير جليس. في حين يرى الباحثان أن البعد المعرفي هو ذلک البعد الذي يتشکل لدى الفرد حول معلوماته وثقافته إن کانت واسعة، وتصوراته الإيجابية تجاه الأوعية الثقافية، وقدرته على التعامل معها.

ثانيًا: التعبير الشفهي:

1-      مفهوم التعبير الشفهي: يعد التعبير الشفهي عنصرًا مهمًا في عملية التواصل، التي يتم من خلالها نقل الأفکار والمعاني، وترجمتها بصورة صوتية مناسبة، حيث يرى عيد (2011، ص132) بأنه "إفصاح المرء بالحديث، أو الکتابة عن أحاسيسه الداخلية ومشاعره، وأفکاره ومعانيه بعبارات سليمة". أما معجم المصطلحات التربوية فيعرفه بأنه: "ترجمة للأفکار والمشاعر الکامنة داخل الطالب بطريقة منتظمة، ومنطقية مصحوبة بالأدلة، والبراهين، التي تؤيد أفکاره وآراءه تجاه موضوع معين أو مشکلة معينة" (اللقاني والجمل، 2000، ص68). ويستخلص الباحثان مفهومًا للتعبير الشفهي بأنه قدرة الفرد على نقل أفکاره ومشاعره المختلفة، وصياغتها في قالب شکلي مناسب، وإشارات ملمحية معبرة، من خلال سياق منظم.

2-   العوامل المؤثرة في التعبير الشفهي: هناک مجموعة من العوامل التي تؤثر بشکل مباشر أو غير مباشر على قدرة الطالب في التحدث، حيث يصنف ليونغ وأحمدي Leong & Ahmadi (2017) تلک العوامل إلى: لغوية ونفسية، فاللغوية قد تمنع الطلاب من المشارکة في المحادثات مثل: الأخطاء النحوية، ونقص المفردات، والنطق الخاطئ. أما العوامل النفسية فتتضمن الدافع والثقة بالنفس والقلق. من جانب آخر يرى الخمايسة (2012) أن هناک مجموعة من العوامل المؤثرة في القدرة التعبيرية لدى الطلاب کاختيار الموضوعات الملائمة، وانتقاء الأساليب والطرائق الجيدة لتناولها في الصف. ويمکن للباحثين استنتاج العوامل المؤثرة في التعبير الشفهي وتشمل: الطالب، المعلم، الموضوعات المختارة، وطريقة التدريس المناسبة، وبتفاعلها جميعًا يتحدد مقدار التأثير في مهارات التعبير الشفهي.

3-   مهارات وجوانب التعبير الشفهي: يهدف تعليم اللغة العربية إلى الاستخدام الفعّال للغة من قبل الطالب، وذلک من خلال تطوير مهاراته اللغوية، وزيادة قدرته التعبيرية عن أفکاره ومشاعره، وتمکينه من المهارات الأساسية للغة وهي: الاستماع والتحدث والقراءة والکتابة، وقد تناول الحوامدة والسواعدة (2015)، الخمايسة (2012)، دحلان (2014)، السمان (2018) والشنطي (2016) تصنيفات عدة لتلک المهارات، اتفقت جميعها في أربعة جوانب، جاءت کالتالي:

أ‌.          الجانب المعنوي (الفکري): أول الجوانب التي تمثل مهارات التعبير الشفهي، هو ذلک الجانب الذي يبرز قدرة الطالب على تنظيم أفکاره الدالة على المعنى، وکذلک قدرته على تنظيم وسرد تلک الأفکار والمعاني التي يريد إيضاحها للمتلقي، وهو ما قصده الحوامدة والسواعدة (2015) بأنه قدرة الطالب على أن يستهل کلامه بمقدمة مشوقة ويعبر عن حاجاته ومشاعره وأفکاره، ويقدم أدلة متنوعة لتدعيم أفکاره، ويبدي رأيه في أحداث شاهدها أو استمع إليها. لذلک يرى الباحثان أن الجانب المعنوي (الفکري) يلاحظ من خلال قدرة الطالب على البدء باستهلال مناسب ومشوق، وتحديد فکرته، وتوليد أفکار فرعية منها، والاستدلال بالأدلة والبراهين، وتسلسل الأفکار وترابطها، حتى يخلص إلى نهاية الحديث.

ب‌.       الجانب اللغوي: يعد هذا الجانب الرکن الذي يحدد قدرة الطالب على الاستخدام الصحيح للغة وتوظيفها توظيفًا مناسبًا، وهو ما يشير إليه الحوامدة والسواعدة (2015، ص51) بقولهم "قدرة الطالب على استخدام کلمات مناسبة للسياق، والتعبير بکلمات محددة الدلالة، واستخدام جمل صحيحة في تراکيبها، واستخدام أنماط لغوية متنوعة، وجمل معبرة، وتوظيف الصور البلاغية خدمة للمعنى، واستخدام عبارات السلام والشکر والتحية". ومن ذلک يتضح للباحثين أنه يتمثل في الاختيار المناسب للکلمات مع الضبط الصحيح لها، وترکيب الجمل وصياغتها بطريقة سليمة خالية من العبارات العامية، واستخدام الصور البلاغية المختلفة، مع توظيف أدوات الربط المناسبة.

ج.  الجانب الصوتي: يعد الجانب الصوتي هو الجانب الناقل الذي يتصل فيه المتحدث مع المستمع وينقل ما بداخله من أفکار ومعانٍ، وهو ما أشار إليه الحوامدة وسواعدة (2015) بأنه قدرة الطالب على الحديث بصوت واضح، وبثقة في النفس ودون ارتباک، واستخدام طبقة صوتية مناسبة، والتحدث بالسرعة الملائمة مراعياً مواطن الفصل والوصل.

د‌.         الجانب الحرکي (الملمحي): يمثل الجانب الحرکي جانبًا مهمًا من جوانب التعبير الشفهي باعتباره الجانب الذي يتفاعل فيه المتحدث مع المستمعين ويتضح ذلک في إشارات وإيماءات جسمه، وهو ما بينته دحلان (2014) بأن الجانب الملمحي لمهارات التعبير الشفهي هو قدرة الطالب على أن يتحدث دون ارتباک، وأن يستخدم تعبيرات الوجه الملائمة للمعنى، وأن يوظف الإشارات والحرکات بما يتفق مع المعنى، وأن يقدم وقفة مناسبة. ويرى الباحثان أنه يشير إلى قدرة الطالب على التحکم بحرکاته الجسدية والتعبيرية، والقدرة على مواجهة المستمعين دون ارتباک، ويستخدم الإشارات والايماءات المناسبة.

ثالثاً: علاقة التعبير الشفهي بالکفاءة الذاتية:

عند تحدث أي لغة لابد أن يتوفر لدى التلاميذ إيمانٌ قوي بإمکاناتهم وقدراتهم على فعل ذلک؛ حيث إن لهذا الإيمان تأثير عميق على سلوکهم، فالتردد وضعف الثقة يؤدي إلى إضعاف محاولة الشخص في تحقيق هدفه في تحدث تلک اللغة، کما وتضعف قدرته على الإقناع والتأثر والتأثير فيمن حوله لأن "معتقدات الکفاءة الذاتية تتأثر بالإقناع الذي يتلقاه الفرد من بعض الأشخاص الموثوق بقدرتهم على أداء مهمة ما" (العلوان والمحاسنة، 2011، ص400). وعند أداء مهارات التعبير الشفهي في وسط اجتماعي تنبع تلک الأهمية من حقيقة أن ما يعتقده التلاميذ عن أنفسهم يدفعهم ويمدهم بالثقة في أدائهم، وبالتالي تقديم مزيد من النجاح في    التحدث، ومزيد من فاعلية الذات حيث إن "النجاح يؤدي أيضًا إلى تقدير جيد للذات" (الفقي،2007، ص11)، والعکس صحيح، فالتلاميذ الذين لا يتمتعون بکفاءة ذاتية عالية حول ذواتهم، لن تتوفر لديهم الشجاعة الکافية التي تحفزهم على الأداء الشفهي الجيد، فالعلاقة الرابطة بينهما علاقة طردية، کلما ارتفعت کفاءة الشخص ارتفعت قدرته على التحدث، وإذا انخفضت انخفض معها الأداء الشفهي. وکذلک کلما کان لدى الفرد قدرة على التحدث والاتصال الشفهي زادت کفاءته ونظرته لما يعتقده حول نفسه، وإن تدنت تلک القدرة الشفهية تدنت معها کفاءته.

الدراسات السابقة

4-1 دراسات تناولت الکفاءة الذاتية:

1: دراسة ميدون وأبي مولود (2014): هدفت هذه الدراسة إلى التحقق من الأهداف المتمثلة في الکشف عن مستوى کل من الکفاءة الذاتية والتوافق الدراسـي لـدى عينة من تلاميذ مرحلة التعليم المتوسط، ولتحقيق أهداف الدراسة قام الباحثان باتباع المنهج الوصفي حيث وأظهرت نتائج الدراسة أن مستوى کل من الکفاءة الذاتية والتوافق الدراسي مرتفع لدى تلاميذ مرحلة التعليم المتوسـط، ووجـود علاقة طردية بين الکفاءة الذاتية والتوافق الدراسي لديهم. وأن هناک فروقًا جوهرية بين التلاميذ والتلميذات في توافقهم الدراسي وهو لصالحهن. بالإضافة إلى وجود فروق في التوافق الدراسي بين التلاميذ المعيدين والتلاميذ غير المعيدين ولصـالح التلاميـذ غير المعيدين.

2: دراسة المغربل (2016): هدفت هذه الدراسة إلى تحسين الکفاءة الذاتية المدرکة لدى طلاب الصف الأول ثانوي من خلال إعداد برنامج معرفي سلوکي يستند إلى نظرية باندورا، ولتحقيق هدف الدراسة استخدمت المغربل المنهج شبه التجريبي، وتوصلت نتائج الدراسة إلىوجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد المجموعة التجريبية ومتوسط درجات أفراد المجموعة الضابطة بعد تطبيق البرنامج الإرشادي (القياس البعدي) لصالح أفراد المجموعة التجريبية، وکذلک جود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد المجموعة التجريبية في القياس القبلي ومتوسط درجاتهم في القياس البعدي، على استبانة الکفاءة الذاتية المدرکة، ولا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد المجموعة التجريبية في القياس البعدي ومتوسط درجاتهم في القياس المؤجل، على استبانة الکفاءة الذاتية المدرکة.

4-2 دراسات تناولت التعبير الشفهي:

1: دراسة الفيومي (2012): هدفت هذه الدراسة إلى معرفة أثر أنشطة الاتصال اللغوي في تنمية مهارات التعبير الشفوي لدى طلاب الصف التاسع الأساسي في مدارس مديرية التربية والتعليم بمنطقة عمان الثانية في الأردن، ولتحقيق هدف الدراسة اتبع الباحث المنهج التجريبي، وأظهرت الدراسة في نتائجها تفوق المجموعة التجريبية على المجموعة الضابطة في مهارات التعبير الشفوي بفروق دالة إحصائيًا، تعزى إلى فعالية النشاطات اللغوية في تدريس موضوعات التعبير الشفوي.

2: دراسة السمان (2018): هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على مدى امتلاک تلاميذ الصف الثاني الإعدادي بمدرسة محمد عبده الإعدادية للبنين بإدارة عين شمس التعليمية لمهارات کل من التعبير الشفهي والقراءة المکثفة والکتابة التفسيرية؛ ولتحقيق هدف الدراسة اتبع الباحث المنهج التجريبي، وقد توصل البحث في نتائجه إلى: وجود قصور في مهارات التعبير الشفهي، مهارات القراءة المکثفة، ومهارات الکتابة التفسيرية.

4-3 دراسات تناولت العلاقة بين الکفاءة الذاتية ومهارات التعبير الشفهي:

1: دراسة خطيبا ومعروف Maarof&Khatiba (2015): هدفت هذه الدراسة إلى کشف العلاقة بين الکفاءة الذاتية المدرکة، والقدرة على التواصل الشفهي بين الطلاب الدارسين للغة الإنجليزية کلغة ثانيه ولغة أجنبية، حيث حاولت الدراسة ربط الکفاءة الذاتية المدرکة لدى الطلاب الدارسين للتقنية ومقررات اللغة الإنجليزية کلغة ثانية ولغة أجنبية، بتعدد ثقافتهم وقدرتهم على التواصل الشفهي باستخدام اللغة الإنجليزية داخل الفصول الدراسية الجامعية، ولتحقيق أهداف الدراسة اتبع الباحثان المنهج الوصفي التحليلي، وقد توصلت نتائج الدراسة إلى أن: مستوى الکفاءة الذاتية المدرکة لدى عينة الدراسة کانت منخفضة، وارتبط معها قدرة منخفضة على التواصل باللغة الإنجليزية، حيث أثبتت نتائج الدراسة أن: الأبعاد الثلاثة للکفاءة الذاتية وهي الکفاءة، وإدراک طبيعة النشاط، والطموح کانت مرتبطة بمستوى متدنٍ من القدرة على التواصل الشفهي داخل فصول الدراسة، مما تسبب في ضعف إتقان استخدام اللغة الإنجليزية کلغة أجنبية في فصول الدراسة.

2: دراسة ألتونکايا  Altunkaya(2017): هدفت هذه الدراسة إلى قياس فاعلية التعبير الشفهي القائم على الأنشطة في تنمية الکفاءة الذاتية لدى طلاب کليه التربية في جامعة غرب ترکيا، ولتحقيق هدف الدراسة اتبع الباحث المنهج الوصفي التحليلي، وقد توصلت الدراسة إلى النتائج الآتية: اختلاف درجات الطلاب في کلا الاختبارين لصالح التطبيق البعدي، بما يفيد أن ممارسة الأنشطة في التعبير الشفهي داخل حجرات الدراسة تساعد الطلاب في تبني تجارب مباشرة وغير مباشرة للتعبير الشفهي، تساعدهم فيما بعد في تکوين خبرة تجاه مهارات التحدث داخل الصفوف الدراسية. کما اثبتت نتائج الدراسة أن التعبير الشفهي القائم على ممارسه الأنشطة يساعد في تبني القدرة على الإقناع اللفظي لدى الطالب، ويؤدي إلى خلق حالة مزاجية يستطيع من خلالها دعم الکفاءة الذاتية لديه تجاه استخدام التعبير الشفهي داخل وخارج فصول الدراسة. کما أظهرت نتائج الدراسة أن الطلاب اعتبروا دورة التعبير الشفهي القائم على الأنشطة مفيدة لجميع مصادر معتقدات الکفاءة الذاتية.

3: دراسة ديزماليزا Desmaliza ((2017: هدفت هذه الدراسة إلى کشف العلاقة بين الکفاءة الذاتية للطلاب وقدرتهم على إتقان مهارة التحدث والتواصل الشفهي في فصول الصف السابع في إحدى المدارس بمدينة تانجيرانج باندونيسيا. کما هدفت إلى ربط أبعاد الکفاءة الذاتية وهي (الاتجاه والقدرة والعمومية ونمذجة الأدوار والمشارکة) بقدرة الطلاب على استخدام مهارة التحدث. ولتحقيق أهداف البحث اعتمد الباحث في دراسته على المنهج الوصفي التحليلي، وقد توصلت الدراسة في نتائجها إلى وجود ارتباط کبير بين الکفاءة الذاتية للطالب ومهارة التحدث لدى الطلاب في الصف السابع.

منهج الدراسة وإجراءاتها

أولاً: منهج الدراسة: اعتمد الباحثان المنهج الوصفي الارتباطي لتحقيق أهداف البحث         وذلک من خلال جمع المعلومات اللازمة لبيان العلاقة الارتباطية بين الکفاءة الذاتية ومهارات التعبير الشفهي.

ثانيًا: مجتمع وعينة الدراسة: تکون مجتمع البحث من جميع طالبات المرحلة المتوسطة (حکومي/ نهاري) في مدينة عنيزة والبالغ عددهن (3495) حسب إحصائية إدارة          التعليم بعنيزة (إدارة التخطيط والتطوير بمدينة عنيزة). للعام 1438-1439هـ.              (وزارة التعليم، https://www.moe.gov.sa/).

ثالثًا: عينة الدراسة: بهدف قياس مستوى الکفاءة الذاتية، ومهارات التعبير الشفهي، والکشف عن العلاقة بين الکفاءة الذاتية ومهارات التعبير الشفهي لطالبات المرحلة المتوسطة في مدارس مدينة عنيزة الحکومية نهاري، وکذلک معرفة الفروق الدالة إحصائيًا والتي تعزى إلى الصف الدراسي (الأول، الثاني، الثالث) فقد تم اختيار عينة عشوائية، والمکونة تقريباً من (346) طالبة من طالبات المرحلة المتوسطة في مدارس مدينة عنيزة (حکومي/ نهاري)، وذلک حسب جدول مورغان Morgan وکريس Krejcie لحساب العينات (Morgan & Krejcie, 1970). وذلک بهدف تطبيق استبانة الکفاءة الذاتية، وقياس أبعادها، للإجابة عن السؤال الأول والثاني من البحث. بعد ذلک تم اختيار (30) طالبة من العينة السابقة بطريقة عشوائية لتطبيق بطاقة الملاحظة لقياس العلاقة بين الکفاءة الذاتية ومهارات التعبير الشفهي، والکشف عن الفروق الدالة إحصائيًا والتي تعزى إلى الصف الدراسي (أول، ثاني، ثالث)، وذلک للإجابة عن السؤال الثالث والرابع من البحث. وتم تعريض (30) طالبة ـ التي تم اختيارها سابقًا- لمواقف تعليمية مختلفة، حيث تم عرض ست صور على کل طالبة وترکت لها حرية اختيار ثلاث صور من بين هذه الصور لتتحدث عنها من وجهة نظرها، وذلک لتقييم جوانب التعبير الشفهي (المعرفي، اللغوي، الصوتي، التفاعلي)، وتم استخدام بطاقة الملاحظة لقياس مدى تمکن الطالبات من هذه المهارات من قبل المعلمة بحضور الباحثة من خلال منصة مدرستي.

رابعًا: أدوات الدراسة:

الأداة الأولى: عبارة عن استبانة لأبعاد الکفاءة الذاتية حيث استفاد الباحثان من أداة دراسة (المغربل، 2016) والتي استمدتها من دراسة (الشبول، 2002) التي استخدمها لقياس الکفاءة الذاتية لطلبة الصف الأول الثانوي، وتم تطوير تلک الأداة من قبل الباحثين بما يتناسب مع عينة الدراسة، حيث أعيدت صياغة عباراتها، واعتماد التدرج الثلاثي بدلًا من التدرج الخماسي. واشتملت الاستبانة على ستة محاور جاءت کالتالي: البعد الانفعالي ويضم أربع فقرات، البعد الاجتماعي ويضم خمس فقرات، البعد الأکاديمي ويضم أربع فقرات، بُعد الثقة بالذات ويضم أربع فقرات، بُعد الإصرار والمثابرة ويضم خمس فقرات، البعد المعرفي ويضم ثلاث فقرات.

الأداة الثانية: بطاقة ملاحظة لمهارات التعبير الشفهي، والتي تبناها الباحثان من دراسة (الفيومي، 2012)، وهي عبارة عن قائمة ملاحظة لتقييم مهارات التعبير الشفهي لدى طلاب الصف التاسع في منطقة عمان بالأردن والذي أعده بدعم من جامعة الأردن، حيث تم أخذ الأذن من الدکتور: خليل الفيومي، وجامعة الأردن، وجامعة البحرين باعتبارها الجهة الناشرة للبحث، وتم قياس الصدق الخارجي للأداة وثباتها. وتتکون بطاقة الملاحظة من أربعة محاور رئيسة وهي کالآتي: الجانب المعرفي: ويشتمل على ثلاث فقرات، الجانب اللغوي: ويشتمل على أربع فقرات، الجانب الصوتي: ويشتمل على أربع فقرات، الجانب الملمحي: ويشتمل على ثلاث فقرات.

عرض النتائج ومناقشتها

السؤال الأول: ما مدى إدراک طالبات المرحلة المتوسطة لأبعاد کفاءتهن الذاتية؟

للإجابة عن هذا السؤال، ولمعرفة مستوى الکفاءة الذاتية لدى طالبات المرحلة المتوسطة، تم حساب التکرارات، والنسب المئوية، والمتوسطات الحسابية، والانحرافات المعيارية، والرتب لاستجاباتهن، وجاءت النتائج کما يبيّنها الجدول الآتي:

جدول رقم (1)

استجابات أفراد الدراسة على أبعاد الکفاءة الذاتية

الأبعاد

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

الترتيب

درجة الموافقة

البعد الانفعالي

2,25

0,30

1

موافقة إلى حد ما

البعد الاجتماعية

1,97

0,35

6

موافقة إلى حد ما

البعد الأکاديمي

2,21

0,45

2

موافقة إلى حد ما

بُعد الثقة بالذات

1,98

0,48

5

موافقة إلى حد ما

بُعد الإصرار والمثابرة

2,07

0,54

3

موافقة إلى حد ما

البعد المعرفي

2,00

0,40

4

موافقة إلى حد ما

المتوسط العام لإجمالي مستوى الکفاءة الذاتية لدى طالبات المرحلة المتوسطة

2,08

0,34

موافقة إلى حد ما

          يتضح من الجدول السابق أن استجابات أفراد الدراسة من طالبات المرحلة المتوسطة على مستوى الکفاءة الذاتية جاءت بدرجة (موافقة إلى حد ما)، حيث بلغ المتوسط العام للاستبانة ککل (2,08 من 3)، وجاءت موافقة أفراد الدراسة على جميع أبعاد المحور بدرجة (موافقة إلى حد ما) أيضًا، حيث جاء "البعد الانفعالي" في المرتبة الأولى بمتوسط (2,25 من 3)، کما جاء "البعد الأکاديمي" في المرتبة الثانية بمتوسط (2,21 من 3)، أما بُعد "الإصرار والمثابرة" فجاء في المرتبة الثالثة بمتوسط (2,07 من 3)، أما "البعد المعرفي" فجاء في المرتبة الرابعة بمتوسط (2,00 من 3)، في حين جاء بُعد "الثقة بالذات" بالمرتبة الخامسة بمتوسط (1,98 من 3)، وجاء "البعد الاجتماعي" بالمرتبة السادسة بمتوسط (1,97 من 3).

السؤال الثاني: ما درجة امتلاک طالبات المرحلة المتوسطة لمهارات التعبير الشفهي؟

للإجابة عن هذا السؤال، ولقياس درجة امتلاک طالبات المرحلة المتوسطة لمهارات التعبير الشفهي، فقد تم حساب التکرارات، والنسب المئوية، والمتوسطات الحسابية، والانحرافات المعيارية، والرتب لنتائج ملاحظة الباحثين لأفراد الدراسة، وجاءت النتائج کما يبيّنها            الجدول الآتي:

جدول رقم (2)

نتائج ملاحظة الباحثين لأفراد الدراسة من خلال أبعاد مهارات التعبير الشفهي

الأبعاد

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

الترتيب

درجة التوافر

الأداء المعنوي

2,23

0,53

2

متوافر إلى حد ما

الأداء اللغوي

2,23

0,30

1

متوافر إلى حد ما

الأداء الصوتي

2,22

0,36

3

متوافر إلى حد ما

الأداء الحرکي

1,64

0,40

4

غير متوافر

المتوسط العام لإجمالي مستوى مهارات التعبير الشفهي لدى طالبات المرحلة المتوسطة

2,08

0,33

 

متوافر إلى حد ما

          يتضح من الجدول السابق أن ملاحظة الباحثين لأفراد الدراسة من طالبات المرحلة المتوسطة من خلال أبعاد مهارات التعبير جاءت بدرجة (متوافر إلى حد ما) حيث بلغ المتوسط العام لبطاقة الملاحظة ککل (2,08 من 3)، وجاءت نتيجة ملاحظة أفراد الدراسة على أبعاد المحور کما يلي: جاء بُعد "الأداء اللغوي" في المرتبة الأولى، بمتوسط (2,23 من 3) وبدرجة (متوافر إلى حد ما)، کما جاء بُعد "الأداء المعنوي" في المرتبة الثانية، وبنفس المتوسط           (2,23 من 3) وبدرجة (متوافر إلى حد ما)، أما بُعد "الأداء الصوتي" فقد جاء في المرتبة الثالثة  بمتوسط (2,22 من 3) وبدرجة (متوافر إلى حد ما)، في حين أن بُعد "الأداء الحرکي" جاء في المرتبة الرابعة بمتوسط (1,64 من 3) وبدرجة (غير متوافر).

السؤال الثالث: ما علاقة الکفاءة الذاتية بمهارات التعبير الشفهي لدى طالبات المرحلة المتوسطة؟

وللإجابة عن هذا السؤال تم استخدام معامل ارتباط بيرسون لحساب علاقة الکفاءة الذاتية بمهارات التعبير الشفهي لدى عينة من طالبات المرحلة المتوسطة، وفيما يلي توضيح ذلک:

العلاقة بين أبعاد الکفاءة الذاتية ومهارات التعبير الشفهي

جدول (3)

معاملات ارتباط بيرسون لاختبار العلاقة بين الکفاءة الذاتية ومهارات التعبير الشفهي

 

أبعاد الکفاءة الذاتية

مهارات التعبير الشفهي

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

القرار الاحصائي

البعد الانفعالي

0,484**

0,01

توجد علاقة طردية ودالة إحصائية

البعد الاجتماعي

0,630**

0,01

توجد علاقة طردية ودالة إحصائية

البعد الأکاديمي

0,678**

0,01

توجد علاقة طردية ودالة إحصائية

بُعد الثقة بالذات

0,757**

0,01

توجد علاقة طردية ودالة إحصائية

بُعد الإصرار والمثابرة

0,759**

0,01

توجد علاقة طردية ودالة إحصائية

البعد المعرفي

0,797**

0,01

توجد علاقة طردية ودالة إحصائية

الکفاءة الذاتية

0,865**

0,01

توجد علاقة طردية ودالة إحصائية

يتضح من الجدول السابق أنه توجد علاقة طردية ودالة إحصائية بين أبعاد الکفاءة الذاتية ومهارات التعبير الشفهي ککل لدى عينة من طالبات المرحلة المتوسطة في مدينة عنيزة، حيث بلغ مستوى الدلالة (0,01)، وقد بلغ معامل ارتباط بيرسون بين الکفاءة الذاتية ومهارات التعبير الشفهي ککل (0,865)، وهذا يدل على أن مهارات التعبير الشفهي تتحسن مع تحسن الکفاءة الذاتية لطالبات المرحلة المتوسطة، وهو ما يتوافق مع دراستي Khatib  & Maarof,  2015; Desmaliza, 2018) ) اللتين توصلتا إلى أن التعبير الشفهي يؤثر ويتأثر بالأبعاد النفسية للطالب.

السؤال الرابع: هل توجد فروق دالة إحصائيًا في مستوى الکفاءة الذاتية ومهارات التعبير الشفهي لدى طالبات المرحلة المتوسطة في مدينة عنيزة والتي تعزى إلى الصف الدراسي؟

أولًا: الفروق الدالة إحصائيًا في مستوى الکفاءة الذاتية لدى طالبات المرحلة المتوسطة والتي تعزى إلى الصف الدراسي:

تضمن الجزء الأول من السؤال الرابع معرفة الفروق الدالة إحصائيًا في مستوى الکفاءة الذاتية لدى طالبات المرحلة المتوسطة، فقد أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين جميع الأبعاد عند مستوى الدلالة (0,05)، في مستوى الکفاءة الذاتية لدى طالبات المرحلة المتوسطة تُعزى لمتغير الصف الدراسي، حيث بلغ مستوى الدلالة (0,01) وهي أقل من مستوى الدلالة (0,05)، وهي دالة إحصائيًا عند مستوى الدلالة (0,05)، وهذا يدل على وجود اختلافات في مستوى الکفاءة الذاتية لدى طالبات الصف الأول، الثاني، والثالث المتوسط، وقد تبين من خلال متوسطات الرتب أن هذه الفروق لصالح طالبات الصف الثالث، مما يعني أن مستوى الکفاءة الذاتية يزيد لدى طالبات الصف الثالث مقارنة بالصف الأول والثاني.

ثانيًا: الفروق الدالة إحصائيًا في مستوى مهارات التعبير الشفهي لدى طالبات المرحلة المتوسطة والتي تعزى إلى الصف الدراسي:

تضمن الجزء الثاني من السؤال الرابع معرفة الفروق الدالة إحصائيًا في مستوى مهارات التعبير الشفهي لدى طالبات المرحلة المتوسطة، فقد أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين جميع الأبعاد عند مستوى الدلالة (0,05)، في مهارات التعبير الشفهي لدى طالبات المرحلة المتوسطة تُعزى لمتغير الصف الدراسي، حيث بلغ مستوى الدلالة (0,01) وهي أقل من مستوى الدلالة (0,05)، وهي دالة إحصائيًا عند مستوى الدلالة (0,05)، وهذا يدل على وجود اختلافات في مهارات التعبير الشفهي لدى طالبات الصف الأول، الثاني، والثالث المتوسط، وقد تبين من خلال متوسطات الرتب أن هذه الفروق لصالح طالبات الصف الثالث، مما يعني أن مهارات التعبير الشفهي توجد بدرجة أعلى لدى طالبات الصف الثالث مقارنة بالصف الأول والثاني.

 

نتائج البحث وتوصياته ومقترحاته

أولًا: أهم النتائج:

ملخص نتائج السؤال الأول: ما مدى إدراک طالبات المرحلة المتوسطة لأبعاد             کفاءتهن الذاتية؟

من نتائج السؤال الأول تبين أن مستوى إدراک طالبات المرحلة المتوسطة لکفاءتهن الذاتية جاء بدرجة متوسطة، حيث جاء البعد الانفعالي في المرتبة الأولى، بينما جاء البعد الاجتماعي في المرتبة الأخيرة. فالبعد الانفعالي جاء بدرجة متوسطة، حيث تراوحت المتوسطات الحسابية لمفرداته من (2,08 إلى 2,34). وبذلک، يمکن التوصل إلى أن الطالبات يمتلکن نظرة إيجابية متوسطة نحو توازنهن النفسي الداخلي الذي يمکنهن من التعبير عن مشاعرهن بکل سلاسة، وقدرة على التحکم في مصادر القلق وتأثيراتها عليهن مما يجعلهن يتصفن بالهدوء عند التحدث مع الأخريات، ويتوافق مع الکفاءة الذاتية التي أشار إليه باندورا Bandura (1986) بأن الأفراد يمتلکون نظامًا من المعتقدات الذاتية (Self-Belief)، يمکنهم من التحکم في مشاعرهم وأفکارهم.

أما البعد الاجتماعي الذي جاء في المرتبة الأخيرة، فقد تراوحت المتوسطات الحسابية للطالبات في هذا البعد من (1,82 إلى 2,16)، من هنا، يمکن التوصل إلى أن الطالبات لديهن نظرة إيجابية نحو کفاءتهن الاجتماعية، فهن يمتلکن نوعًا من الألفة والمودة مع الأخريات، ويتحدثن معهن دون تلعثم، کما وأنهن لا يشعرن بالخجل أو التوتر في الوسط الاجتماعي في المناسبات اللاتي يحضرنها، ويحرصن على تکوين علاقات اجتماعية متوازنة قائمة على الاحترام، کما ولديهن القدرة على التقليل من حدة التوتر واحتواء الخلافات في الرأي بين زميلاتهن، وکذلک لديهن قناعة فيما يتخذن من قرارات مهمة بالنسبة لهن، وهذه تعتبر نقطة إيجابية - من وجهة نظر الباحثين- يمکن استغلالها من خلال تطوير لغة الطالبات واکسابهن مهارات تحدث من المجتمع الذي يتعايشن فيه، ذلک لأن البعد الاجتماعي عامل قوي في اکتساب اللغة، وهو ما أشار إليه التينر Ultanir (2012) بقوله "إن "للمحيط الاجتماعي دورًا بارزاً في اکتساب اللغة... وهذا ما أوضحه فيجوتسکي Vygotsky عندما أشار إلى أهمية البعد الاجتماعي کأساس لتعلم اللغة" (العبد الکريم، 2011، ص22).

بينما البعد الأکاديمي تراوحت المتوسطات الحسابية فيه من (2,05 إلى 2,36)، وتفسير ذلک أن الطالبات ينظرن إلى أنفسهن بدرجة متوسطة من حيث امتلاکهن للکفاءة في الإجابة الشفهية بدون صعوبة وهذا ما يجعلهن ناجحات دراسيًا، کما وأنهن يمتلکن الکفاءة لإبداء الرأي بوضوح حول الموضوعات التي تثير النقاش والنقد بمهارات تعبيرية استثنائية، وقد تختلف هذه النتيجة مع ملاحظة ومشاهدة الباحثين للطالبات في الميدان التربوي، وما توصلت إليه من آراء المعلمات اللاتي أکدن خجل الطالبات أثناء الإجابة وعدم التعبير بکل سلاسة مما ينعکس سلبًا على مستواهن الأکاديمي، تلک الملاحظة التي انطلقت منها مشکلة البحث الحالي، وهو ما أوضحه العيسوي (1999، ص199) حيث ذکر عددًا من هذه المواقف التي يتضح فيها هذا الضعف منها: "انصرافهم عن مواقف الحديث، ونفورهم منها، وإحجامهم عن المشارکة فيها، وإذا تحدث أحدهم لا يکاد يفهم کلامه ولا مراده، وإذا ألقى سؤالاً فإنه يستغرق وقتاً طويلاً في الکلام، ومع ذلک لا يفهم منه شيء".

أما بُعد الثقة بالذات فقد تراوحت المتوسطات الحسابية فيه من (1,87 إلى 2,10)، ومن ذلک يمکن التوصل إلى أن الطالبات ينظرن بدرجة متوسطة تجاه ثقتهن بأنفسهن وقدرتهن على جذب الانتباه، والمبادرة بطرح الأسئلة، وکذلک الحديث عن أنفسهن، والدفاع عن أفکارهن، وهذا يتوافق مع ما أشار إليه شفارتزرSchwarzer (1995) بأن الفرد لديه قناعات ذاتية حول قدرته على القيام بالمهام والتغلب على المشکلات الصعبة التي تواجهه من خلال توجيه سلوکه ثم ضبطه والتخطيط المناسب له، وخصوصًا المهام التربوية، من هنا يرى الباحثان أنه            يمکن استغلال هذه النظرة الإيجابية لدى الطالبات والعمل على رفع مهارات التعبير الشفهي            من خلالها.

بينما بُعد الإصرار والمثابرة فقد تراوحت المتوسطات الحسابية للطالبات من               (1,93 إلى 2,27)، وتفسير ذلک أن الطالبة لديها درجة متوسطة من کفاءة الإصرار للوصول إلى هدفها حتى وإن تطلب الأمر المحاولة أکثر من مرة دون استسلام للفشل، وقدرة على الاسترسال في الحديث وأن التعثر يدفعها للنجاح أکثر، کما أنها تمتلک کفاءة الصبر لإيصال المعلومة التي تريد إيصالها، والقدرة على الانتقال من فکرة إلى أخرى بتأنٍ وإن استغرق ذلک وقتاً وجهدًا کبيرين، وهذا يتوافق مع مفهوم المغربل (2016) لهذا البُعد بأنه يتضمن اعتقاد الفرد في قدرته على تنفيذ الخطط التي يضعها للقيام بشيء ما، وعلى تحقيق أهدافه، وعدم ترک            المهام أو الأعمال قبل إتمامها، أخيرًا البعد المعرفي فقد تراوحت المتوسطات الحسابية فيه من (1,78 إلى 2,13)، وبذلک، يمکن التوصل إلى أن الطالبة تقيم کفاءتها المعرفية من خلال امتلاکها خلفية معرفية بدرجة متوسطة تساعدها على الحديث، وتوظيف المفردات والتراکيب الجديدة التي تحصل عليها من خلال القراءة والاطلاع، لذلک يرى الباحثان أنه من المهم تکثيف النصوص القرائية، والإثراء اللغوي لزيادة المعرفة لدى الطالبة ومن ثم توظيفها في حديثها.

ملخص نتائج السؤال الثاني: ما درجة امتلاک طالبات المرحلة المتوسطة لمهارات التعبير الشفهي؟

من نتائج السؤال الثاني تبين ومن خلال ملاحظة الباحثين لأفراد الدراسة من طالبات المرحلة المتوسطة أن درجة امتلاکهن لمهارات التعبير الشفهي جاءت بدرجة متوسطة، حيث بلغ المتوسط العام لبطاقة الملاحظة ککل (2,08 من 3)، فقد جاء بُعد "الأداء اللغوي" في المرتبة الأولى، أما بُعد "الأداء الحرکي" فجاء في المرتبة الأخيرة. فمن خلال ملاحظة بُعدالأداء المعنوي تبين أن الطالبات يمارسن مهارات هذا البعد بدرجة متوسطة بلغت (2,23 من 3)، کما تراوحت متوسطاتهن الحسابية من (1,83 إلى 2,50)، وبذلک نستنتج أن الطالبة لديها مهارات التعبير الشفهي في "الجانب المعنوي" من حيث التعبير عن الموضوع بأفکار واضحة ومتسلسلة بدرجة متوسطة، وقد يعود ذلک إلى عدم الاهتمام بحفظ الشواهد القرآنية والأدبية واستظهارها، الذي من شأنه أن يکوّن لديها قاعدة من المحفوظات التي تثري حديثها، وکذلک قلة تدريبها على أساليب الإقناع والحجج، أما بُعد الأداء اللغوي فمن خلال الملاحظة تبين أن الطالبات يمارسن مهارات هذا البعد بدرجة متوسط عام (2,23 من 3)، کما تراوحت متوسطاتهن الحسابية من (2,03 إلى 2,43)، وتفسير ذلک أن الطالبة قد وصلت إلى مرحلة استطاعت أن تکوّن فيها حصيلة لغوية لا بأس بها تمکنها من التعبير عن المواقف التعليمية التي تتعرض لها مع تطبيق القواعد النحوية _ إلى حدٍ ما_ التي تعلمتها بشکل تراکمي خلال السنوات الماضية، أما بُعد الأداء الصوتي فقد تبين أن الطالبات يمارسن مهارات هذا البعد بدرجة (متوافر إلى حد ما)، وذلک بمتوسط عام (2,22 من 3)، کما تراوحت متوسطاتهن الحسابية من (2,03 إلى 2,63) وهذه المتوسطات تشير إلى درجة موافقة (متوافر إلى حد ما/ متوافر) بالنسبة لأداة الدراسة.

فيلاحظ مما سبق أن الطالبة تتوفر لديها قدرة _إلى حدٍ ما_ في ضبط إيقاع حديثها الذي يساعد المتلقي على فهم أفکارها وما تريد أن تعبر عنه، وکذلک لديها القدرة على نطق الکلمات والجمل بما يتناسب وطبيعة الموقف التعليمي المستخدمة فيه، مراعية في ذلک السرعة المناسبة للمستمعين، بينما بُعد الأداء الحرکي فيبين أن الطالبات لا يمارسن مهارات هذا البعد بالشکل المطلوب، حيث جاءت نتيجة الملاحظة بدرجة (غير متوافر)، وذلک بمتوسط عام (1,64 من 3)، کما تراوحت متوسطاتهن الحسابية من (1,43 إلى 2,03) وهذه المتوسطات والتي تشير إلى درجة موافقة (غير متوافر/ متوافر إلى حد ما). وتفسير ذلک أن الطالبة تتوفر لديها قدرة على توظيف حرکاتها الجسمية التي تتلاءم مع حديثها، في حين أنها لا تمتلک مهارة التحدث المتواصل والمترابط، کما أنها لا تمتلک قدرة على جذب انتباه السامعين، وبما أن الطالبة قد توفرت لديها مهارات التعبير الشفهي في أبعاده الثلاثة الأولى ولکنها افتقدت إلى بعدين من أبعاد المهارات الحرکية فإن ذلک قد يعود إلى قلة المراس والتدريب على تلک المهارات من قبل المعلمات أثناء الحصص الدراسية، وکذلک قلة المشارکات في الأنشطة الصفية وغير الصفية التي تتطلب مواجهة الجمهور والعمل على جذب الانتباه، وذلک ما أشارت به الأدبيات التربوية إلى "وجوب تدرج المعلم في تدريب تلاميذه على مهارة التحدث وأساليبها، وذلک بتحديد المهارة أولًا في الموقف التعليمي، ثم فهم مکوناتها؛ کي تکون خطوات التدريب عليها سليمة، مع إتاحة الفرص الکافية لهم للتحدث عن خبراتهم ومشاهداتهم" (الحلاق، 2010، ص172). من النتائج السابقة لمهارات التعبير الشفهي مجتمعة نجد المستوى المتوسط لإتقان الطالبات لهذه المهارات، وقد يکون هذا عکس ما هو مأمول، وما تسعى إلى تحقيقه وزارة التعليم في ظل رؤية 2030 من التطوير والارتقاء بالمهارات اللغوية من خلال تطوير المناهج، والتنويع في الاستراتيجيات، والتدريبات المکثفة لإعداد معلم مؤهل للقيام بمهمة التدريس وفق طرق حديثة بعيدة عن التقليدية، إلا أن الباحثين وجدا هذه النتيجة جيدة _إلى حدٍ ما_، إلا أنها مغايرة للاستقراءات على أرض الواقع والتي انطلقت منها مشکلة البحث والتي يمکن تقييمها في مستويات أقل، وقد تعود تلک النتيجة المتوسطة إلى تطبيق أداة الملاحظة من خلال منصة مدرستي مما أتاح للطالبة التحدث بسهولة أکثر نظرًا لانتفاء شرط من شروط التحدث وهو مواجهة الجمهور، سواء معلمتها أو زميلاتها بالصف، الذي من شأنه أن يشعرها بالارتباک والخجل وعدم الثقة بالنفس کما هو في الواقع ويمنعها من التعبير بسلاسة وانطلاق.

ملخص نتائج السؤال الثالث: ما علاقة الکفاءة الذاتية بمهارات التعبير الشفهي لدى عينة من طالبات المرحلة المتوسطة؟

من نتائج السؤال الثالث تبين وجود علاقة طردية بين أبعاد الکفاءة الذاتية مجتمعة ومهارات التعبير الشفهي بجوانبها الأربعة: (المعنوي، اللغوي، الصوتي، والحرکي) والذي يوصلنا إلى أنه يمکن لمهارات التعبير الشفهي أن تتحسن مع تحسن أبعاد الکفاءة الذاتية، وهذه العلاقة هي ما أشار إليها کل من العلوان والمحاسنة (2011، ص400) من أن "معتقدات الکفاءة الذاتية تتأثر بالإقناع الذي يتلقاه الفرد من بعض الأشخاص الموثوق بقدرتهم على أداء مَهمة ما"، وهذا ما يتوافق مع نموذج الحتمية التبادلية الذي أشار إليها باندورا بأن السلوک الإنساني يتحدد تبادلياً بتفاعل ثلاثة مؤثرات هي: العوامل الذاتية، والعوامل السلوکية، والعوامل البيئية، فلو نظرنا إلى التواصل الشفهي بأنه سلوک إنساني يتم من خلال التفاعل في وسط بيئي متأثرًا بعوامل ذاتية، فإن هذا التفاعل يقتضي وجود علاقة إيجابية کانت أم سلبية بين هذه الأبعاد الثلاثة.

ملخص نتائج السؤال الرابع:هل توجد فروق دالة إحصائيًا في مستوى الکفاءة الذاتية ومهارات التعبير الشفهي لدى طالبات المرحلة المتوسطة في مدينة عنيزة والتي تعزى إلى الصف الدراسي؟

أولًا: الفروق الدالة إحصائيًا في مستوى الکفاءة الذاتية لدى طالبات المرحلة المتوسطة والتي تعزى إلى الصف الدراسي: يتضمن الجزء الأول من السؤال الرابع معرفة الفروق الدالة إحصائيًا في مستوى الکفاءة الذاتية لدى طالبات المرحلة المتوسطة، حيث اتضح أنه توجد فروق في مستوى الکفاءة الذاتية لدى طالبات المرحلة المتوسطة تُعزى لمتغير الصف الدراسي، حيث حسبت هذه الفروق لصالح طالبات الصف الثالث مقارنة بالصفين الأول والثاني.

ثانيًا: الفروق الدالة إحصائيًا في مستوى مهارات التعبير الشفهي لدى طالبات المرحلة المتوسطة والتي تعزى إلى الصف الدراسي: يتضمن الجزء الثاني من السؤال الرابع معرفة الفروق الدالة إحصائيًا في مستوى مهارات التعبير الشفهي لدى طالبات المرحلة المتوسطة حيث تبين وجود فروق في مستوى مهارات التعبير الشفهي لدى طالبات المرحلة المتوسطة تُعزى لمتغير الصف الدراسي، حيث حسبت هذه الفروق لصالح طالبات الصف الثالث مقارنة بالصفين الأول والثاني. وتفسير ذلک أن طالبات الصف الثالث أکثر ثقة بالنفس، وأکثر خبرة تعليمية في المرحلة المتوسطة مما يکسبهن مستوى عاليًا من الکفاءة الذاتية مقارنة بطالبات الصفين الأول والثاني، وقد يعود ذلک إلى تمکن طالبات الصف الثالث من مهارات التعبير الشفهي اللاتي تعلمنها في السنوات الماضية وتمکن منها، وکذلک وصولهن إلى مرحلة نمو أکثر اتزانًا             وکفاءة ذاتية.

 

توصيات الدراسة: من خلال نتائج الدراسة قدم الباحثان مجموعة من التوصيات، جاءت کالآتي:

1- تدريب الطالبات على مهارات التحدث في أوساط اجتماعية أکبر من خلال الأنشطة غير الصفية التي تتطلب مواجهة الجمهور.

2- الحاجة إلى تعزيز الجوانب النفسية والذاتية للطالبات التي تساعد في علاج نقص المهارات الشفهية.

3- إيجاد مواقف مختلفة للتحدث لإتقان مهارات التعبير الشفهي من خلال الفنون الأدبية مثل: الخطب، والحوار، وتمثيل القصص.

مقترحات لبحوث مستقبلية:

1-        إجراء دراسات حول الکفاءة الذاتية ومهارات التعبير (الکتابي/الشفهي) وربطها بمتغيرات أخرى کمتغير المسار التعليمي (خاص/ تحفيظ)، أو التحصيل الدراسي.

2-        إعداد دراسات تدور حول تنمية الذات، وربطها بمهارات لغوية، وعينات مختلفة.

3-        إجراء بحوث حول کفاءة الذات ومهارات التعبير وربطها بالاستراتيجيات المناسبة.

 

المراجع

أوحيدة، علي. (2007). التدريس الفعال بواسطة الکفاءات. مطبعة الشهاب.

الحلاق، علي سامي. (2010). المرجع في تدريس مهارات اللغة العربية وعلومها. المؤسسة الحديثة للکتاب.

الخمايسة، إياد. (2012). مدى امتلاک طلبة کلية التربية في جامعة حائل لمهارات التعبير الشفوي من وجهة نظرهم، والصعوبات التي تواجههم داخل المحاضرة، مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية، 20(1)، 219 –242.

  دحلان، بيان. (2014).  فاعلية برنامج قائم على الحکايات الشعبية في تنمية مهارات التعبير الشفوي لدى تلميذات الصف الرابع الأساسي، رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الإسلامية، غزة.

رؤية، (2030). تم الاسترجاع بتاريخ 26جمادى الآخرة 1442من الرابط https://www.vision2030.gov.sa/

الشنطي، دعاء. (2017). فاعلية برنامج مقترح قائم على أدب الأطفال في تنمية مهارات التعبير الشفوي لدى تلاميذ الصف الثالث الأساسي بغزة، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الأزهر، غزة.

عبد الحميد، جابر. (1994). مهارات التدريس، دار النهضة العربية، القاهرة.

عبد القادر، محمد خالد. (2018). أثر توظيف استراتيجية الرؤوس في تنمية مهارات التفکير البصري في الرياضيات والميل نحوها لدى طلاب الصف الرابع الأساسي في غزة، رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الإسلامية بغزة.

عبد القادر، هاملي. (2011). وظيفة تقييم کفاءات الأفراد في المؤسسة، رسالة ماجستير غير منشورة، الجزائر.

عقل، محمود عطا. (1419). النمو الإنساني: الطفولة والمراهقة. الرياض. دار الخريجي للنشر والتوزيع.

العبد الکريم، راشد حسين. (2011). النظرية البنائية الاجتماعية وتطبيقاتها التدريسية في المنهج، مرکز بحوث کلية التربية، جامعة الملک سعود، الرياض.

عليان، ربحي وغنيم، عثمان. (2004). أساليب البحث العلمي: الأسس والنظرية والتطبيق العملي، دار صفاء للنشر والتوزيع.

العلوان، أحمد والمحاسنة، رندة. (2011). الکفاءة الذاتية في القراءة وعلاقتها باستخدام استراتيجيات القراءة لدى عينة من طلبة الجامعة الهاشمية، المجلة الأردنية في العلوم التربوية، 7(4)، 399- 418.

عيد، زهدي. (2011). مدخل إلى تدريس مهارات اللغة العربية، دار صفاء للنشر والتوزيع.

العيسوي، عبد الرحمن. (1999). فن الإرشاد والعلاج النفسي، موسوعة کتب علم النفس الحديث، دار الراتب الجامعية.

الفقي، إبراهيم. (2007). الثقة والاعتزاز بالنفس. دار فري للنشر.

کرماش، حوراء عباس. (2016). الکفاءة الذاتية الأکاديمية المُدرکة لدى طلبة کلية التربية الأساسية في جامعة بابل، مجلة کلية التربية الأساسية للعلوم التربوية والإنسانية، جامعة بابل، (29)، 527- 544.

اللقاني، أحمد؛ الجمل، علي. (2003). معجم المصطلحات التربوية المعرفية في المناهج وطرق التدريس، عالم الکتب.

المغربل، بشرى محمد بشار. (2016). فاعلية برنامج إرشاد جمعي لتحسين الکفاءة الذاتية المدرکة لدى عينة من طلاب الصف الأول الثانوي العام في بعض مدارس مدينة حماة، رسالة دکتوراه غير منشورة، جامعة دمشق.

ميدون، مبارکة. (2014). الکفاءة الذاتية وعلاقتها بالتوافق الدراسي لدى تلاميذ التعليم المتوسط، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، (17)، 105_ 118..

وزارة التربية والتعليم. (1442هـ). لغتي الخالدة. الرياض. الإدارة العامة للمناهج.

Ali, K., Muayad, S., Rajakumar, G. & Yemmela, N. (2019). Attitudes of Saudi EFL Learners towards Speaking Skills. Arab World English Journal, (AWEJ), 10 (2), 1-12.

Bandura, A. (1986). Social foundations of thought and action: A social

                       cognitive theory. N J: print ice- Hall.

Bandura, A. (1997). Self – efficacy. The exercise of control. Stand ford university New York,W. H. Freeman and company

Desmaliza, D. & Septianib, T. (2018). Student’s Self- Efficacy And Their Speaking Skill At Lower Secondary School, Advances in Social Science, Education and Humanities Research, 115, 122-127.

Flores, F., Vega, D., Blanco, J. & Blanco, H. (2014). Perceived Self-Efficacy in Problem Solving and Scientific Communication in University Students. A Gender Study. Journal of Psychology, 5, 358- 364.

Khatib, F. Maarof, N. (2015). Self-efficacy Perception of Oral Communication Ability among English as a Second Language (ESL) Technical Students, Procedia - Social and Behavioral Sciences, 204 , 98-104.                 

Schwarzer, R. B. & et al. (1995). Efficacy Scale. Submitted for Publication. Berlin: Frerpsychologie. Publication.

 

 

 

أوحيدة، علي. (2007). التدريس الفعال بواسطة الکفاءات. مطبعة الشهاب.
الحلاق، علي سامي. (2010). المرجع في تدريس مهارات اللغة العربية وعلومها. المؤسسة الحديثة للکتاب.
الخمايسة، إياد. (2012). مدى امتلاک طلبة کلية التربية في جامعة حائل لمهارات التعبير الشفوي من وجهة نظرهم، والصعوبات التي تواجههم داخل المحاضرة، مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية، 20(1)، 219 –242.
  دحلان، بيان. (2014).  فاعلية برنامج قائم على الحکايات الشعبية في تنمية مهارات التعبير الشفوي لدى تلميذات الصف الرابع الأساسي، رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الإسلامية، غزة.
رؤية، (2030). تم الاسترجاع بتاريخ 26جمادى الآخرة 1442من الرابط https://www.vision2030.gov.sa/
الشنطي، دعاء. (2017). فاعلية برنامج مقترح قائم على أدب الأطفال في تنمية مهارات التعبير الشفوي لدى تلاميذ الصف الثالث الأساسي بغزة، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الأزهر، غزة.
عبد الحميد، جابر. (1994). مهارات التدريس، دار النهضة العربية، القاهرة.
عبد القادر، محمد خالد. (2018). أثر توظيف استراتيجية الرؤوس في تنمية مهارات التفکير البصري في الرياضيات والميل نحوها لدى طلاب الصف الرابع الأساسي في غزة، رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الإسلامية بغزة.
عبد القادر، هاملي. (2011). وظيفة تقييم کفاءات الأفراد في المؤسسة، رسالة ماجستير غير منشورة، الجزائر.
عقل، محمود عطا. (1419). النمو الإنساني: الطفولة والمراهقة. الرياض. دار الخريجي للنشر والتوزيع.
العبد الکريم، راشد حسين. (2011). النظرية البنائية الاجتماعية وتطبيقاتها التدريسية في المنهج، مرکز بحوث کلية التربية، جامعة الملک سعود، الرياض.
عليان، ربحي وغنيم، عثمان. (2004). أساليب البحث العلمي: الأسس والنظرية والتطبيق العملي، دار صفاء للنشر والتوزيع.
العلوان، أحمد والمحاسنة، رندة. (2011). الکفاءة الذاتية في القراءة وعلاقتها باستخدام استراتيجيات القراءة لدى عينة من طلبة الجامعة الهاشمية، المجلة الأردنية في العلوم التربوية، 7(4)، 399- 418.
عيد، زهدي. (2011). مدخل إلى تدريس مهارات اللغة العربية، دار صفاء للنشر والتوزيع.
العيسوي، عبد الرحمن. (1999). فن الإرشاد والعلاج النفسي، موسوعة کتب علم النفس الحديث، دار الراتب الجامعية.
الفقي، إبراهيم. (2007). الثقة والاعتزاز بالنفس. دار فري للنشر.
کرماش، حوراء عباس. (2016). الکفاءة الذاتية الأکاديمية المُدرکة لدى طلبة کلية التربية الأساسية في جامعة بابل، مجلة کلية التربية الأساسية للعلوم التربوية والإنسانية، جامعة بابل، (29)، 527- 544.
اللقاني، أحمد؛ الجمل، علي. (2003). معجم المصطلحات التربوية المعرفية في المناهج وطرق التدريس، عالم الکتب.
المغربل، بشرى محمد بشار. (2016). فاعلية برنامج إرشاد جمعي لتحسين الکفاءة الذاتية المدرکة لدى عينة من طلاب الصف الأول الثانوي العام في بعض مدارس مدينة حماة، رسالة دکتوراه غير منشورة، جامعة دمشق.
ميدون، مبارکة. (2014). الکفاءة الذاتية وعلاقتها بالتوافق الدراسي لدى تلاميذ التعليم المتوسط، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، (17)، 105_ 118..
وزارة التربية والتعليم. (1442هـ). لغتي الخالدة. الرياض. الإدارة العامة للمناهج.
Ali, K., Muayad, S., Rajakumar, G. & Yemmela, N. (2019). Attitudes of Saudi EFL Learners towards Speaking Skills. Arab World English Journal, (AWEJ), 10 (2), 1-12.
Bandura, A. (1986). Social foundations of thought and action: A social
                       cognitive theory. N J: print ice- Hall.
Bandura, A. (1997). Self – efficacy. The exercise of control. Stand ford university New York,W. H. Freeman and company
Desmaliza, D. & Septianib, T. (2018). Student’s Self- Efficacy And Their Speaking Skill At Lower Secondary School, Advances in Social Science, Education and Humanities Research, 115, 122-127.
Flores, F., Vega, D., Blanco, J. & Blanco, H. (2014). Perceived Self-Efficacy in Problem Solving and Scientific Communication in University Students. A Gender Study. Journal of Psychology, 5, 358- 364.
Khatib, F. Maarof, N. (2015). Self-efficacy Perception of Oral Communication Ability among English as a Second Language (ESL) Technical Students, Procedia - Social and Behavioral Sciences, 204 , 98-104.                 
Schwarzer, R. B. & et al. (1995). Efficacy Scale. Submitted for Publication. Berlin: Frerpsychologie. Publication.