الصورة الذهنية لدى طلبة جامعة القصيم نحو دراسة الصم الأکاديمية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية ، جامعة القصيم ، المملکة العربية السعودية

المستخلص

هدف البحث إلى معرفة الصورة الذهنية لدى طلبة جامعة القصيم نحو دراسة الصم الأکاديمية. سعى الباحث لمعرفة طبيعية الصورة الذهنية لدى هؤلاء الطلبة، وهل تختلف الصورة الذهنية باختلاف متغير الجنس، ونوع الکلية، ومستوى الدراسة. استخدم الباحث المنهج الوصفي القائم على وصف آراء طلبة جامعة القصيم نحو دراسة الصم الأکاديمية. اُستخدمت الاستبانة کأداة لجمع المعلومات والبيانات. وشملت على 21 عبارة، ترکّزت هذه العبارات على الجانب الأکاديمي وموضوعاته المتفرعة عنه مثل المنهج، الواجبات والتکليفات الدراسية، التفاعل مع أستاذ المقرر، معلومات أستاذ المقرر، مهارات القراءة والکتابة، واللغة. شارک في هذا البحث 891 طالباً وطالبة من کليات مختلفة، واقتصرت عينة البحث على الطلبة في مرحلة البکالوريوس. أظهرت النتائج فروقاً ذات دلالة إحصائية لصالح الطالبات، وکذلک أظهرت النتائج فروقاً إحصائية لصالح طلبة السنة الأولى في الجامعة. وتوصي الدراسة باستثمار هذه الصورة الذهنية الإيجابية لدى الطلبة وسن تشريعات تخدم الصم ودراستهم وتمکنهم من الدمج الأکاديمي والاجتماعي، لأن هذا مما يسهم في تغيير النظرة السلبية والتأخر الدراسي عند الصم في مراحلهم الدراسية.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

                                     کلية التربية

        کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

 

 

 

 

 

 

الصورة الذهنية لدى طلبة جامعة القصيم

نحو دراسة الصم الأکاديمية

 

 

إعــــــــــداد

د/ ذيب بن تريحيب الجبرين المطيري

استاذ التربية الخاصة المساعد ، قسم التربية الخاصة ،

 کلية التربية ، جامعة القصيم ، المملکة العربية السعودية

 

 

 

}     المجلد السابع والثلاثون– العدد السابع –  يوليو 2021م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

ملخص البحث

هدف البحث إلى معرفة الصورة الذهنية لدى طلبة جامعة القصيم نحو دراسة الصم الأکاديمية. سعى الباحث لمعرفة طبيعية الصورة الذهنية لدى هؤلاء الطلبة، وهل تختلف الصورة الذهنية باختلاف متغير الجنس، ونوع الکلية، ومستوى الدراسة. استخدم الباحث المنهج الوصفي القائم على وصف آراء طلبة جامعة القصيم نحو دراسة الصم الأکاديمية. اُستخدمت الاستبانة کأداة لجمع المعلومات والبيانات. وشملت على 21 عبارة، ترکّزت هذه العبارات على الجانب الأکاديمي وموضوعاته المتفرعة عنه مثل المنهج، الواجبات والتکليفات الدراسية، التفاعل مع أستاذ المقرر، معلومات أستاذ المقرر، مهارات القراءة والکتابة، واللغة. شارک في هذا البحث 891 طالباً وطالبة من کليات مختلفة، واقتصرت عينة البحث على الطلبة في مرحلة البکالوريوس. أظهرت النتائج فروقاً ذات دلالة إحصائية لصالح الطالبات، وکذلک أظهرت النتائج فروقاً إحصائية لصالح طلبة السنة الأولى في الجامعة. وتوصي الدراسة باستثمار هذه الصورة الذهنية الإيجابية لدى الطلبة وسن تشريعات تخدم الصم ودراستهم وتمکنهم من الدمج الأکاديمي والاجتماعي، لأن هذا مما يسهم في تغيير النظرة السلبية والتأخر الدراسي عند الصم في مراحلهم الدراسية.

کلمات مفتاحية: الصورة الذهنية، دراسة الصم، المهارات الأکاديمية، طلبة جامعة القصيم.

 

 

Abstract

This research aims to explore the mental image of Qassim university students towards academic study of the Deaf. The researcher identified the nature of this mental image for those students, and to ascertained whether or not this image differs according to variables of gender, level of study, and type of college where a student belongs to. Descriptive approach was used in this study, which is based on collecting and describing the opinions of Qassim university students towards Deaf academic study. A questionnaire was used in this research, it contained 21 items that are divided on academic topics such as curriculum, tasks and assignments, interaction with the lecturer, reading and writing skills, and language. 891 students participated in this research from different colleges of Qassim university. The participants were limited to bachelor stage. The results demonstrated statistical differences for female students. Also, the data showed statistical differences for those who study in the first year. The research suggests to invest this positive image amongst Qassim university. It demands for legislations that serve the Deaf and contribute in social and academic inclusion. This research suggests that these procedures would change negative image and academic delay in Deaf study.

Keywords: mental image, Deaf study, academic skills, Qassim university students.

 

مقدمة

تعد الصورة الذهنية من الأمور المهمة التي تؤثر على الاعتقادات الداخلية وکذلک على السلوکيات التطبيقية. تتشکّل الصورة الذهنية عند أي شخص من عدة عناصر مثل المحيط المنزلي، أو الحاضنة التعليمية، أو العادات الاجتماعية، أو البيئة الثقافية والمجتمعية. ولذا فإن دراسة ومعرفة الصورة الذهنية لأي مجتمع حول موضوع معين تعدُّ معرفةً لواقع ومستقبل هذا الموضوع. الصورة الذهنية لدى السامعين نحو دراسة الصم الأکاديمية متأثرة بأمور ربما منها فقدان حاسة ضرورية (حاسة السمع) والتي هي مدخل مهم من مداخل المعرفة، أو البيئة الاجتماعية التي نشأ فيها الطالب، أو الدعم الجامعي، أو الوعي داخل المجتمع. هدفت         الدراسة الحالية إلى تقصّي ومعرفة الصورة الذهنية لدى طلبة[1] جامعة القصيم نحو دراسة      الصم الأکاديمية.

مصطلحات البحث

الصورة الذهنية

التعريف الاجرائي للباحث "هي الفکرة التي يحملها طلبة جامعة القصيم نحو دراسة الصم في الجامعة وإمکانية مواصلتهم التعليم الجامعي واندماجهم في المجتمع الجامعي".

الأصم

يُعرّف الأصم على أنه الشخص الذي يعاني من عجز سمعي يعيقه عن المعالجة الناجحة للمعلومات اللغوية من خلال السمع باستعمال السماعة الطبية أو بدون استعمالها (الخطيب، 2009). وتعرف (WHO, 2020) الأصم على أنه ذلک الشخص الذي لديه صمم حاد أو صمم کلي.

إجرائياً، استخدم الباحث کلمة "الصم" -بغض النظر عن معناها الطبي أو الاجتماعي أو الثقافي - للإشارة إلى أي أصم لديه أي درجة من درجات الفقدان السمعي، حيث أنه ليس من أهداف هذا البحث الحالي التفريق في مدلولات المصطلحات المتعلقة بدرجة الفقدان السمعي (کالصم أو ضعاف السمع)، أو المعنى اللغوي أو الطبي للصمم. ومن أراد الاستزادة حول هذه المصطلحات فليبحث عنها في مظانها وتصنيفاتها الطبية والتربوية.

طلبة جامعة القصيم

المقصود بطلبة جامعة القصيم في هذا البحث هم الذين يدرسون في مرحلة البکالوريوس على اختلاف جنسهم (ذکوراً أو إناثاً)، أو تخصصاتهم الأدبية النظرية،          والعلمية، والطبية وغيرها. وسيکون هذا البحث مقصوراً على طلبة البکالوريوس دون طلاب الدراسات العليا.

الدراسة الأکاديمية

هي تلک الدراسة النظامية المنهجية التي تأتي بعد المرحلة الثانوية، ويتخصص فيها الطالب أو الطالبة في أي تخصص شاء. هذه الدراسة تتيحها الجامعات السعودية لتأهيل کوادر بشرية تخدم المجتمع السعودي، وتساعد على تقدمه وتنميته.

الأدبيات والدراسات السابقة:

يستعرض الباحث في هذا السياق جملة من الدراسات السابقة التي تشکّل الإطار النظري لموضوع الصورة الذهنية نحو دراسة الصم الأکاديمية. يتناول الباحث أدبيات ومتغيرات الدراسة في إطار جامع ليوضح أن الصورة الذهنية للسامعين نحو الصم لها أثر کبير في نجاح أو فشل الدراسة الأکاديمية للصم. حيث أن دراسة الصورة الذهنية تعد مؤشرا قويا في العملية الأکاديمية ومواصلة التعليم الجامعي.

البحث الحالي رکز على الصورة الذهنية عند الطلبة السامعين لأنهم هم الذين يتعاملون مع الصم مباشرةً داخل القاعات الدراسية وفي المکتبة الجامعية وفي ممرات الجامعة، وفي کل أنحاء الجامعة. ولهذا يرى الباحث أن ترکيز العرض يجب أن يتم على عدة محاور رئيسة وهي: لماذا نبحث الصورة في أذهان الطلبة، مفهوم الصورة الذهنية بشکل عام، الصورة الذهنية نحو دراسة الأصم، العوامل التي تشّکل الصورة الذهنية، التواصل مع الصم ومعرفة لغتهم وثقافتهم، التخصصات الأکاديمية، خصائص الصم الأکاديمية، والصم واللغة.

لماذا نبحث الصورة الذهنية في أذهان الطلبة

أولا، الطالب -أو الطالبة- هو محورٌ أساسيٌ في العملية التعليمية، والتوجهات والتصورات التي يحملها في ذهنه من المحتمل أن تؤثر على جوانب من العملية التعليمية وأرکان منظومة التعلم، إذ أن ما يحمل في الأذهان من التصورات غالبا يؤثر على الممارسات والسلوکيات والتطبيقات، فلا يمکن للتطبيق أن يجري بعملية سليمة صحيحة إلا أذا صحت الفکرة -وخليت من العيوب- ابتداءاً في ذهن الحامل. فمثلا، تنعکس التصورات على سلوک الطالب وأساليب تدريسية واعتقاداته وصداقاته واجتماعاته، والتي لها اتصال وثيق بدراسة الصم. إن مفهوم الصورة الذهنية يسمى بالنظرية العضوية في المعرفة إذ يعد بولدنغ من أبرز من أسسوا وأصلوا للمفهوم، فهو يرى أن السلوک هو انعکاس للصورة الذهنية وليس فقط استجابة لمثير أو محفز وبدون فهم الصورة الذهنية لن نستطيع إدراک بعض السلوکيات (الجبوري، 2010).

ثانيا، يتأثر الصمُ بما يُحمل عنهم من اعتقادات وتصورات، وخاصة في هذه المراحل الحساسة من التعليم، حيث أن ما يغرس في أذهان الطلبة في هذه المرحلة سيکون له أثر في مراحل لاحقه من حياة الصم مثل الوظائف والتجارة واللقاءات الاجتماعية وغيرها. التأثير سيکون ممتد نحو الجوانب النفسية للصم، ومن الصعب جدا لأي شخص أن يعيش أو يدرس مع أقران لا يتقبلونه فکرياً، أو يحملون عنه تصورات فکرية غير صائبة.

ثالثا، أنَّ دراسة الصورة الذهنية هي بالضرورة دراسةٌ لمسببات هذه الصورة وأسباب نشوؤها، ومعرفة عناصر تشکّلها، وبالتالي يمکن التأثير والسيطرة من خلال دراسة الصورة الذهنية على جذورها العميقة.

مفهوم الصورة الذهنية بشکل عام

من خلال الاطّلاع على أدبيات الصورة الذهنية والدراسات السابقة المتعلقة بها، وجد الباحثُ أن هناک عناصر متداخلة ومتشابهة في مفهوم الصورة الذهنية. فبعض الدراسات تبيّن أن الصورة الذهنية تختلف عن الصورة النمطية، حيث أن بعض الباحثين يرى أن الصورة الذهنية تمثل الجانب الإيجابي من أي شيء، بينما الصورة النمطية ترکّز أو تستدعي الجانب السلبي منه. وبالرغم من احتمالية وجود جوانب إيجابية للصورة النمطية، إلا أنها سلبية في المقام الأول، وهذا الذي يتبادر إلى أذهان البشر غالباً، فهم قادرون على إنتاج صور نمطية سلبية أکبر بکثير من الصور الإيجابية إذا ما أُريد منهم ذلک، لکن الخطورة تکمن في أن الصورة النمطية السلبية لا تحکم على الأشخاص من خلال ما يتميّز به کل شخص وما يحمل من قدرات عقلية أو جسدية، أو فوارق تميزه عن غيره، وإنما من خلال المجتمع الذي ينتمي إليه هذا الفرد، فربما حُکم على الشخص الصالح وغير الصالح بأنهما سيئين بسبب هذه الصورة النمطية (سلمان، 2019). وفي هذا المعنى إشارة إلى خطورة الصورة النمطية وذلک أنها تنظر إلى الأشياء أو الأشخاص أو الأحداث جملة واحدة، دون أي تفصيل، وهذه نظرة ربما تتنافى وتتعارض مع الموضوعية في الحکم على الأشياء. هذه الأحکام مؤثرة على الانطباعات والاتجاهات والأفکار والسلوکيات والتطبيقات وهذا عنصر آخر من عناصر الخطورة. بمعنى آخر، أن هذا الحکم لا يکون فقط داخل حامله أو أن تأثيره محدود، بل هو ممتد بامتداد تفاعل البشر ومعايشتهم ودراستهم مع بعضهم.

     وهناک من يرى أن مفهوم الصورة النمطية متسق مع فکرة الأحکام المسبقة بناء على تعريف الباحث الألماني ايريل ديفيس للأحکام المسبقة الذي يرى بأنها أفعال رافضة أو سلبية ضد أشخاص أو جماعات، هذه الأفکار تعطي قوالب وصفات سائدة يمکن أن تُصنف بسبب الجمود والمواقف الانفعالية حتى لو حصلت تجربة تعارض الانطباعات المسبقة (الجبوري، 2010).

وتُعرّف الصورة النمطية على أنها "أحکام إيديولوجية عامة تطلق على مجموعة من الناس والتي يمکن أن تصنف على حسب الجنس أو العرق أو الدين أو السن أو أية تصانيف أخرى وتعتبر الصفات المميزة للمجتمع الذي أُطلق عليه الصورة النمطية کأنما توجد بشکلٍ متساوٍ في کل فرد من أفراده فهذه الأحکام العامة تتجاهل الاختلافات والتنوّع الذي يمکن أن يميّز أفراد المجتمع الواحد فيما بينهم" (سلمان، 2019، صفحة 437).

أما الصورة الذهنية فيعرّفها قاموس ويبستر بأنها "التقديم العقلي لأي شيء لا يمکن تقديمه للحواس بشکل مباشر. أو هي محاکاة لتجربة حسية ارتبطت بعواطف معينة نحو شخصية معينة أو نظام ما أو فلسفة ما أو أي شيء آخر. وهي أيضاً استرجاعٌ لما              اختزنته الذاکرة أو تخيّل لما أدرکتهُ حواس الرؤية أو الشمّ أو السمع أو اللمس أو التذوق" (Webster, 2017, p. 230).

وتُعرّف الصورة الذهنية على أنها "وحدة معرفية يستخدمها الفرد لتمثّله للعالم الخارجي، وقد تبدأ بمجموعة من الملامح تُنتزع من الشيء وتُرتَب في الذاکرة طويلة المدى بحيث تُعبِر عن الواقع بقدر الامکان وتصبح أداة الفرد للتعرف على ذلک الشيء لو عُرِض عليه مجدداً، وکما تکون الصورة الذهنية لشخص تکون لحدث، إذ يقوم العقل بترتيب المعلومات ويخزنها في الذاکرة طويلة المدى لحين الحاجة" (المصري، 2001، صفحة 35). إذن هذا التعريف تضمّن عناصراً تشکّل مفهوم الصورة الذهنية. العنصر الأول هو الترکيز على الجانب المعرفي، والعنصر الثاني هو ربط هذه المعرفة بالواقع. العنصر الثالث هو أنه لم تقتصر الصورة الذهنية على معرفة أو توقع الأشخاص فقط، وإنما امتدت لتشمل الأحداث أيضاً. العنصر الرابع أن هذه المعلومات تبقى في الذاکرة لا يطويها النسيان، وتستدعى وقت الحاجة للتعبير عن المعرفة الداخلية.

أيضاً، يقول الفلاسفة العرب والأصوليون واللغويون أن الصورة الذهنية هي المعنى، ولفهم هذا المعنى لا بد من إدراک العالم الخارجي، وإذا نظرت إلى التصور الذهني من ناحية المفهوم والمضمون فإنه يدل على أنه "عملية عقلية يقوم بها الذهن لإدراک المعاني المجردة أو تکوينها" (مخلوف، 2010، صفحة 136). أما المنطقيون العرب فيرون أن التصوّر الذهني هو مرتبة من مراتب وجود الشيء، تبنى مرتبة على أخرى (مخلوف، 2010). أکّد على هذه المراتب الغزالي حين قرر أن الشيء له أربع مراتب، والمرتبة الثانية من هذه المراتب هي ثبوت مثال له في الذهن (طاهر، 1992).

ويقدم ستيوارت. أي. سکوت تعريفه للصورة الذهنية في إطار النظريات الإدراکية فيقول الصورة الذهنية (أو أي شيء أخر) تتشکل من مجمل الخصائص التي يدرکها الفرد أو (يتخيلها) وهي محتوى لثلاثة مظاهر تحليلية، الأول والأساس هو مجموعة الخصائص المعرفية "الإدراکية" التي يفهم المرء بها بطريقة عقلانية. والثاني المکون التأثيري "العاطفي" متمثلاً بتفضيل أو عدم تفضيل الشيء المعني. وثالثاً وأخيراً المکون الحرکي "السلوکي" الذي يضم مجموعة الاستجابات العملية التي يعتقد المرء أنها ملائمة للشيء المدرکة صفاته مسبقاً" (الجبوري، 2010).

الصورة الذهنية نحو دراسة الأصم

على الرغم من أن الاتجاهات نحو الصم دُرستْ على أکثر من نطاق وفي أکثر من جهة، إلا أن الصورة الذهنية في أذهان طلبة الجامعات نحو دراسة الصم الأکاديمية لم يتم دراستها بشکل کاف -في حدود علم الباحث- وخاصة في منطقة القصيم والتي تعد من المناطق المرکزية المهمة في المملکة العربية السعودية، والخدمات التعليمية التي تقدم فيها تؤثر بشکل أو بآخر على المناطق المجاورة. ولذا يمکن القول إن الصورة الذهنية هي معرفة رأي شخص معين حول دراسة الأصم وهذا الرأي يرتبط بتوقعاته حول القدرات العقلية، السمعية، والأکاديمية، والمعرفية التي يتمتع بها الصم.

الصورة الذهنية کما ذکرنا آنفا يمکن أن تأتي على ترادف مع مفردات أخرى کالتصور العقلي، أو الفکرة المسبقة، أو الانطباعات، أو الاتجاهات. عُرفت الاتجاهات على أنها هي التي يحملها السامعون نحو الصم واندماجهم في المجتمع ويمکن أن تؤثر على قدرات الصم وإدراکاتهم، وإذا کانت هذه الاتجاهات سلبية فإنها تعتبر من المعوقات التي تحول دون تقدم الصم في مجال التعليم والعلاقات (Alrayes, 2004).

العوامل التي تشکل الصورة الذهنية

هناک مجموعة عوامل يمکن أن تؤثر على الصم وحياتهم ودراستهم، وتختلف هذه العوامل باختلاف حالة الأصم مثلا، أو التنشئة الأسرية، أو حدة الفقدان السمعي، أو الدور الأساسي التي تقوم به المدرسة، أو أساليب التدريس المتّبعة. هذه أمثلة من العوامل المتغيرة وغيرها کثيرة. في هذه الجزئية من البحث سنتناول عوامل کالتواصل مع الصم ومعرفة لغتهم وثقافتهم، وتأثير التخصصات الأکاديمية، وخصائص الصم، والصم واللغة.

التواصل مع الصم ومعرفة ثقافتهم ولغتهم

کشفت الأدبيات السابقة عن بعض العوامل التي ساهمت في تشکيل الصورة الذهنية نحو الصم ودراستهم. فمثلا أشارت دراسات أن حجم الاتصال مع الأفراد الصم والتعليم يسهم في تشکيل الصورة الذهنية. ( Hoang, LaHousse, Nakaji, & Sadler, 2011). وأظهرت دراسة (Cooper, Rose, & Mason, 2003) أن الاتصال المتکرر والتفاعلات مع الأشخاص الصم ساهمت في تحويل الاتجاهات من سلبية إلى إيجابية.

کذلک، المعرفة بثقافة الصم ولغتهم واحتياجات الصم مکّنت من تشکيل صورة ذهنية حسنة نحو الصم. قاما (Nikolaraizi & Makri, 2005) بدراسة الاتجاهات حول الصم، أظهرت نتائج دراستهما أن المسجلين في دورات وتدريبات عن لغة الإشارة أقدر على إظهار توجهات إيجابية من أولئک الذين لم يسجلوا في مثل هذه البرامج.

التخصصات الأکاديمية

کشفت نتائج لبعض الأبحاث أن بعض التخصصات الأکاديمية تلعب دورا هاماً في تغيير الاتجاهات والصور الذهنية. فدراسة ( Hoang, LaHousse, Nakaji, & Sadler, 2011) بيّنت أن الطلاب الدارسين في مجالات الطب يحملون معارف متقدمة عن ثقافة الصم، وکذلک يظهرون اهتمامات لمجتمعات الصم. بينما أجريا (Schwartz & Armony-Sivan, 2001) دراسة ضمّت طلاباً جامعيين من تخصصات مختلفة، شملت: الخدمة الاجتماعية، القانون، العلوم الطبيعية، والعلوم الاجتماعية، وأظهرت دراستهما أن الطلاب المدرجين في تخصص الخدمة الاجتماعية حملوا أفکاراً ايجابية أکثر من المدرجين في التخصصات الأخرى. ومثلها کشف التقصي عن دراسة أجريت بواسطة (Hunt & Hunt, 2000) ، قارنت هذه الدراسة بين اتجاهات الطلاب الجامعيين في تخصصين مختلفين هما التأهيل وإدارة              الأعمال، فبيّنت دراسة الباحثين أن الدارسين في حقل التأهيل کشفوا عن ميول إيجابية نحو الأشخاص المعاقين.

خصائص الصم الأکاديمية

دراسة الصم الأکاديمية متأثرة بعوامل مختلفة وهو أمر متوقع إذ أن الأذن تعتبر من القنوات الأساسية للتعلم واستقبال المعلومات، وهي مدخل أساسي من مداخل المعرفة، فإذا کان هذا المدخل فيه عطب أو خلل فإن المخرجات، ومن ضمنها الدراسة الأکاديمية، ستکون متأثرة بهذا الخلل.

لکن أموراً أخرى يمکن اتّباعها لتعويض النقص الأکاديمي، فمثلاً يأتي دور الأسرة والبيت ومدى تعاونهم في رفع مستوى الأداء الأکاديمي. في دراسة أجريت بواسطة                 (هالاهان و کوفمان، 2008) خلصت نتائجها إلى أن مستوى الأصم ربما يتعزز ويرتفع إذا التزمت الأسرة ببعض التوجيهات والأمور ومنها: إذا کانت العائلة فعّالة، وإذا سعت نحو الحصول على المعلومات والإرشادات المتعلقة بالصمم، وإذا شجّعت ابنها الأصم، وعاملته معاملة طبيعية، وکذلک إذا اشترکت العائلة مع مجتمع الصم. 

الصم واللغة

هناک ارتباط وثيق بين الصمم واللغة، ذلک أن الفقدان السمعي يؤثر على تطور النطق والکلام، فإذا حصل فقدان سمعي فإن هذا يعني فقدان مدخل أساسي من هذا التطور والنمو اللغوي. يرى (قنديل، 1995) أن أسوأ شيء يترتب على فقدان السمع هو فقدان النطق والکلام. وترى (شقير، 2001) أن هناک علاقة بين التطور اللغوي عند المعاق سمعيا وبين حدّة         الإعاقة السمعية.

من الاستعراض الأدبي أعلاه يمکن الاستنتاج أن الطلاب الذين لهم اتصال مباشر وتفاعلات مع مجتمع الصم، أو درسوا في مجال الخدمة الاجتماعية أو في تخصص التأهيل، بمعنى آخر في تخصصات لها ارتباط بخدمة المعاقين والصم أو المجتمع بشکل عام، هؤلاء أقربَ لتکوين صورة ذهنية إيجابية نحو الصم ودراستهم الأکاديمية.

بالرغم من الموضوعات المرتبطة بقضايا الصم، إلا أن هناک -وفي حدود علم الباحث- ندرة في الدراسات التي تناولت الصورة الذهنية لدى طلبة الجامعات وتحديدا في هذه المنطقة الجغرافية، القصيم. وحتى تاريخ هذا البحث لا يوجد دراسات استعرضت أثر التخصص على الصورة الذهنية، وأثر التقدم الدراسي في المستويات الجامعية على الصورة المحمولة عند الطالب الجامعي، ومن هنا جاءت هذه الفجوة البحثية لتبيّن أهمية هذه الدراسة.

مشکلة البحث وتساؤلاته

دراسة الصورة الذهنية يعد من الأمور المهمة في المجالات والميادين التربوية، ولن يکتب لأي عملية تعليمية النجاح والتطور ما لم يتم دراسة واکتشاف الصورة الذهنية حول هذه العملية. دراسة الأصم في الجامعة -وتحديدا في المملکة العربية السعودية- هو أمر جديد نسبياً على الساحة التعليمية والمجتمعية، وحتى کتابة هذا البحث – وفي حدود علم الباحث- لم يسمح للصم في السعودية بإکمال الدراسة الجامعية إلا في جامعتين فقط، هما جامعة الملک سعود والجامعة العربية المفتوحة. ومن هنا تأتي جدية هذا البحث وأصالته.

وتأتي مشکلة هذه الدراسة أيضاً من أن جامعة القصيم جامعة حيوية وتشق طريقها نحو مستقبلها وتطورها بقوة، ولها اسهامات جليلة في خدمة المجتمع، فکان هذا الهاجس البحثي محل اهتمام الباحث حول تمکين الصم من الدراسة الأکاديمية في جامعة القصيم والجامعات المحلية، ولعلَّ هذه الدراسة تکون سبباً في اقناع مسؤول أو صانع قرار. سوف تعطي هذه الدراسة الانطباعات الأولية وتساعد في نقل الصور الذهنية لدى الطلبة السامعين للمسؤولين في جامعة القصيم تحديداً -والمسؤولين عن التعليم بشکل عام- عن مدى تقبّل الطلبة السامعين لأقرانهم الصم في الجامعة. وبالتالي ربما يکون من الممکن وضع برامج إدارية أو دراسية مستقبلية لعموم الطلاب والطالبات (السامعين والصم).

يکمن البحث الحالي في السؤال الرئيس التالي "ما هي الصورة الذهنية لدى طلبة جامعة القصيم عن دراسة الصم الأکاديمية؟" ويتفرع منه الأسئلة الفرعية التالية:

1)        ما هي طبيعة الصورة الذهنية عن دراسة الأصم لدى طلبة جامعة القصيم؟

2)        هل تختلف الصورة الذهنية عن دراسة الأصم باختلاف متغير الجنس (ذکور أو إناث) لدى طلبة جامعة القصيم؟

3)        هل تختلف الصورة الذهنية عن دراسة الأصم باختلاف متغير مستوى الدراسة لدى طلبة جامعة القصيم؟

4)        هل تختلف الصورة الذهنية عن دراسة الأصم باختلاف متغير مجال الدراسة            (تربوي، شرعي، اجتماعي، طبي .... وغيرها) لدى طلبة جامعة القصيم؟

هدف البحث

يهدف البحث إلى التعرّف على الصورة الذهنية التي يحملها طلبة جامعة القصيم عن دراسة الصم في الجامعة، ومدى تأثر هذه الصورة النمطية بعوامل متغيرة مثل جنس الطبة، ومجال تخصصاتهم، ومستوياتهم الدراسية. کذلک يهدف البحث إلى تقديم توصيات ومقترحات يمکن أن تفيد صناع القرار سواء على مستوى جامعة القصيم أو على مستوى وزارة التعليم فيما يقدمونه من خدمات وتسهيلات وإجراءات تعود بالنفع على دراسة الصم في الجامعات السعودية.

أهمية البحث

تکمن أهمية البحث في أنه يعتبر من أول الأبحاث التي تناولت هذه القضية الحساسة حول الصورة الذهنية التي تشکّلت عن الصم ومستوياتهم الدراسية ومدى قدرتهم على مواصلة التعليم الجامعي. کذلک تبنّت الدراسة مقياساً -صممه الباحث- عن الصورة الذهنية يمکن أن يتخذه الباحثون الآخرون أداةً لجمع المعلومات المرتبطة بمثل هذه المواضيع في الأبحاث المستقبلية. التعرف على الصورة النمطية يساعد في عمليات التخطيط، وأيضاً يساعد في دراسة العوامل التي أسهمت في تشکيل نوع هذه الصورة الذهنية.

منهجية البحث وأدواته

استخدم الباحث المنهج الوصفي القائم على توصيف وتقصّي الصورة الذهنية عند طلبة جامعة القصيم وسؤالهم عن آراءهم ووجهات نظرهم حول دراسة الصم في الجامعة، وربط هذه الآراء ووجهات النظر ببعض المتغيرات مثل الجنس، نوع الکلية التي يدرس بها الطالب أو الطالبة، ومستواه الدراسي.

صدق المقياس

قام الباحث بإرسال المقياس إلى ثمانية[2] من زملاء التخصص للتحقق ما إذا کانت الاستبانة تحتوي على أية عبارات غامضة، أو أسئلة غير مناسبة، أو غير مرتبطة. کان المقياس يحتوي على خمسة محاور (المحور الاجتماعي، المحور النفسي، المحور التعليمي/الأکاديمي، المحور اللغوي، ومحور الأنظمة والقوانين). وبعد ردود المحکمين تبين أن غالبيتهم يرون استبعاد بعض المحاور مثل المحور القانوني لأنه لا يتناسب مع مرحلة الطلبة، ولأن الطلبة غير قادرين على الإجابة عن موضوعات لا يملکون الخلفية عنها کهذه. ويرى بعضهم أن يفرد لها دراسات خاصة.

ثلاثة من المحکمين أيضاً رأوا أن استبعد المحور النفسي والمحور الاجتماعي، وذکروا أن هذين المحورين غير مرتبطين بشکل مباشر مع صلب الموضوع (الصورة الذهنية نحو الدراسة الأکاديمية). ولهذا السبب، اعتقد الباحث أنه من الأفضل أن يتم الترکيز والتعمق في الجوانب الأکاديمية للبحث فقط، لأنه أکثر صلة بموضوع الدراسة. علّق المحکمون على العبارات الغامضة، وکذلک العبارات والبنود التي لا ترتبط مباشرة ببعض المحاور. وکذلک اقترحوا إضافة أسئلة وبنود لبعض المحاور. المقياس في صورته الأولى کان 57 عبارة، مقسمة على خمسة محاور، ثم بعد آراء المحکمين، وبعد الحذف والدمج والإضافة استقر المقياس على 21 عبارة، هذه العبارات ترکّزت على الجانب الأکاديمي فقط بموضوعاته المتفرعة عنه مثل المنهج، الواجبات والتکليفات الدراسية، التفاعل مع أستاذ المقرر، معلومات أستاذ المقرر، مهارات القراءة والکتابة، واللغة وغيرها.

العينة

تکوّنت عينة البحث في نسختها النهائية من 891 طالباً وطالبة موزعين على کليات جامعة القصيم (الکليات الشرعية، الکليات التربوية، الکليات الإدارية، الکليات العربية، الکليات العلمية، الکليات الهندسية، الکليات الصحية، الکليات الزراعية، کليات المجتمع، وبرنامج السنة التحضيرية). وفي الجداول التالية وصف لعينة البحث.

جدول 1 توصيف عينة الدراسة

م

متغيرات الدراسة

العدد

النسبة

1

الجنس

ذکور

176

19.8%

إناث

715

80.2%

2

 

 

 

 

نوع الکلية

شرعية

216

24.2%

تربوية

251

28.2%

إدارية

45

5.1%

علمية

168

18.9%

هندسية

21

2.4%

صحية

98

11%

زراعية

14

1.6%

عربية

56

6.3%

کليات المجتمع

7

0.8%

السنة التحضيرية

15

1.7%

3

السنة الدراسية

الأولى

107

12%

الثانية

144

16.2%

الثالثة

226

25.4%

الرابعة

240

26.9%

الخامسة

77

8.6%

السادسة

96

10.8%

4

الاتصال بالصم

نعم

416

46.7%

لا

475

53.3%

5

وجود أقارب أو أصدقاء صم

نعم

155

17.4%

لا

736

82.6%

التحقق من الکفاءة السيکومترية:

تم التحقق من الکفاءة السيکومترية من خلال تطبيقة على مجموعة مماثلة للعينة الأساسية للدراسة والتي بلغت (100) فرد، وذلک على النحو التالي:

أولا: صدق الأداة

1- الاتساق الداخلى للمفردات:

وذلک من خلال درجات عينة التحقق من الکفاءة السيکومترية بإيجاد معامل ارتباط بيرسون (Pearson) بين درجات کل مفردة والدرجة الکلية للاستبانة والجدول (1) يوضح ذلک:

جدول (1)

معاملات الارتباط بين درجات کل مفردة والدرجة الکلية للاستبانة (ن = 100)

رقم العبارة

معامل الارتباط

رقم العبارة

معامل الارتباط

1

0.514**

12

0.432**

2

0.589**

13

0.213*

3

0.624**

14

0.521**

4

0.214*

15

0.539**

5

0.532**

16

0.493**

6

0.525**

17

0.671**

7

0.471**

18

0.662**

8

0.591**

19

0.506**

9

0.541**

20

0.514**

10

0.632**

21

0.422**

11

0.508**

 

 


** دال عند مستوى دلالة (00..01)             * دال عند مستوى دلالة (0.05)

يتضح من جدول (1)أنَّ کل مفردات الأداة معاملات ارتباطه موجبة ودالة إحصائيًّا، عند مستويين (0.01، 0.05) أي أنَّها تتمتع بالصدق والاتساق الداخلي.

2- المقارنة الطرفية:

تم استخدام المقارنة الطرفية لمعرفة قدرة الاستبانة على التمييز بين الأقوياء والضعفاء في الصفة التي يقيسها، وذلک بترتيب درجات عينة التحقق من الکفاءة السيکومترية في الدرجة الکلية للمقياس تنازلياً على أنها محک داخلي لصدق المقارنة الطرفية، وتم حساب دلالة الفروق بين متوسطي درجات الإرباعي الأعلى وهو الطرف القوي، والإرباعي الأدنى والجدول (2) يوضح ذلک.

جدول (2)

صدق المقارنة الطرفية للاستبانة (ن = 100)

الإرباع الأعلى ن = 25

الإرباع الأعلى ن = 25

قيمة ت

مستوى الدلالة

المتوسط الحسابي

الانحراف المعيارى

المتوسط الحسابي

الانحراف المعيارى

87.40

4.11

53.28

7.34

20.264

0.01

يتضح من الجدول (2) أن الفرق بين الميزانين القوي والضعيف دال إحصائياً عند مستوى (0.01) وفى اتجاه المستوى الميزاني القوي مما يعني تمتع الأداة بصدق تمييزي قوي.

ثانياً: ثبات الأداة

2- طريقة معامل ألفا ـ کرونباخ:

تعتمد هذه الطريقة على فحص أداء الأفراد على کل بند من بنود الاستبانة على حدة، أي أن الثبات هنا يتعلق بمدى استقرار استجابات المفحوص على المفردات واحدة تلو الأخرى، وبقدر شمول الاتساق بين هذه المفردات نحصل على تقدير جيد لثبات القائمة، ويتم حساب معامل الثبات بهذه الطريقة من خلال تحليل التباين (ع2) من خلال معادلات مثل: معادلة کودر- رتشاردسون، ومعادلة ألفا- کرونباخ.

وقد اعتمد الباحث في حساب معامل الثبات على معادلة ألفا-کرونباخ مع استبعاد المفردة باستخدام البرنامج الإحصائي (SPSS)، ويوضح جداول (3) معاملات ثبات الأداة باستخدام معادلة ألفا - کرونباخ.

جدول (3)

يوضح معاملات ألفا - کرونباخ للاستبانة

معامل الفاکرونباخ للأداة قبل الاستبعاد= 0.763

رقم المفردة

معامل الفاکرونباخ

الحالة

رقم المفردة

معامل الفاکرونباخ

الحالة

1

0.762

لا تستبعد

12

0.757

لا تستبعد

2

0.757

لا تستبعد

13

0.762

لا تستبعد

3

0.758

لا تستبعد

14

0.752

لا تستبعد

4

0.763

لا تستبعد

15

0.759

لا تستبعد

5

0.750

لا تستبعد

16

0.757

لا تستبعد

6

0.759

لا تستبعد

17

0.753

لا تستبعد

7

0.762

لا تستبعد

18

0.758

لا تستبعد

8

0.760

لا تستبعد

19

0.751

لا تستبعد

9

0.757

لا تستبعد

20

0.759

لا تستبعد

10

0.752

لا تستبعد

21

0.755

لا تستبعد

11

0.755

لا تستبعد

 

 

 

يتضح من الجداول (3) أن معامل ألفا لـ کرونباخ في حالة حذف کل عبارة من عباراته أقل من أو يساوي معامل ألفا العام الذي تنتمي إليه العبارة، أي أن تدخل العبارة لا يؤدي إلى انخفاض معامل ثبات الاستبانة التي تنتمي إليها العبارة، وأن استبعادها يؤدي إلى خفض هذا المعامل، وهذا يدل على ثبات جميع عبارات الاستبانة.

3- طريقة التجزئة النصفية:

قام الباحث بتطبيق الاستبانة على عينة التحقق من الکفاءة السيکومترية، وتم تصحيح القائمة، ثم تجزئتها إلى قسمين، القسم الأول اشتمل على المفردات الفردية، والثاني على المفردات الزوجية، وذلک لکل فرد على حدة، وتم حساب معامل الارتباط بطريقة بيرسون (Pearson) بين درجات المفحوصين في المفردات الفردية، والمفردات الزوجية، فکانت قيمة مُعامل سبيرمان – براون، ومعامل جتمان العامة للتجزئة النصفية مرتفعة، حيث تدل على أنَّ الأداة تتمتع بدرجة عالية من الثبات، وبيان ذلک في الجدول (4):

جدول (4)

معاملات ثبات الاستبانة باستخدام التجزئة النصفية

معامل ألفا في الجزء الأول

0.769

عدد المفردات في الجزء الأول

11

معامل ألفا في الجزء الثاني

0.517

عدد المفردات في الجزء الثاني

11

معامل الارتباط بين الجزئيين

0.679

سيبرمان ـ براون عند تساوي الطول

0.809

سيرمان براون عند عدم تساوي الطول

0.809

جتمان

0.684

يتضح من جدول (4) أنَّ معاملات ثبات الأداة الخاصة بطريقة التجزئة النصفية سبيرمان ـ براون متقاربة مع مثيلتها طريقة جتمان، مما يدل على أن الأداة تتمتع بدرجة عالية من الثبات في قياسها للسمة التي وضعت من أجلها.

الصورة النهائية للأداة

وهکذا، تم التوصل إلى الصورة النهائية للاستبانة، والصالحة للتطبيق، وتتضمن (21) مفردة، کل مفردة تتضمن خمس استجابات (أوافق بشدة – أوافق – محايد – لا أوافق – لا أوافق مطلقا) على أن يکون تقدير الدرجات (5 – 4 – 3 – 2 – 1)، وأقل درجة يحصل عليها المفحوص هي (21) وأعلى درجة هي (105).

نتائج الدراسة وتحليلها ومناقشتها

النتائج المتعلقة بالسؤال الأول:

تمثل السؤال الأول في العبارة الآتية "ما هي طبيعة الصورة الذهنية عن دراسة الأصم لدى طلبة جامعة القصيم؟" وللإجابة على هذا التساؤل قام الباحث بحساب النسب المئوية، والتکرارات، والمتوسط الحسابي، والانحراف المعياري. وقد جاءت النتائج موضحة کما في الجدول (5) أدناه.

جدول (5)

التکرارات والنسب المئوية والمتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية على مقياس الصورة الذهنية لطلبة جامعة القصيم عن دراسة الصم الأکاديمية

رقم العبارة

العبارات

التکرارات  والنسب

درجة الاستجابة

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

الترتيب

أوافق بشدة

أوافق

محايد

لا أوافق

لا أوافق مطلقا

1

يستطيع الطلبة الصم أن يکملوا مشوارهم التعليمي الجامعي بنجاح مثل أقرانهم السامعين.

ت

476

295

78

37

5

4.34

0.84

2

٪

53.4

33.1

8.8

4.2

0.6

2

يستفيد الطلبة السامعون من وجود زملاءهم الطلبة الصم داخل القاعة الدراسية.

ت

260

312

226

78

15

3.81

1.00

12

٪

29.2

35.0

25.4

8.8

1.7

3

يستطيع الطلبة الصم مواکبة الأقران السامعين في متابعة متطلبات المقرر، مثل الواجبات والتکليفات الدراسية.

ت

369

344

108

62

8

4.12

0.93

4

٪

41.4

38.6

12.1

7.0

0.9

4

يناسب المقرر المصمم مستوى وخصائص الطلبة الصم.

ت

158

123

186

153

60

3.31

1.14

17

٪

17.7

26.3

32.1

17.2

6.7

5

تراعي توصيفات المقررات احتياجات وخصائص الطلبة الصم.

ت

166

209

248

187

81

3.21

1.22

18

٪

18.6

23.5

27.8

21.0

9.1

6

يستطيع الطلبة الصم التفاعل مع أستاذ المقرر في أداء المهمات الدراسية.

ت

243

317

277

40

14

3.82

0.93

11

٪

27.3

35.6

31.1

4.5

1.6

7

يستطيع الطلبة الصم الاستفادة من معلومات أستاذ المقرر.

ت

269

339

214

45

24

3.87

0.98

7

٪

30.2

38.0

24.0

5.1

2.7

8

يستطيع الطلبة الصم مشارکة زملاءهم السامعين في التکليفات الدراسية الجماعية.

ت

315

346

146

62

22

3.97

1.00

6

٪

35.4

38.8

16.4

7.0

2.5

9

يحتاج الطلبة الصم إلى تقييم خاص يراعي خصائصهم.

ت

502

271

82

27

9

4.38

0.85

1

٪

56.3

30.4

9.2

3.0

1.0

10

يستطيع الطلبة الصم أداء الاختبارات مثل أقرانهم السامعين.

ت

401

291

116

67

16

4.11

1.01

5

٪

45.0

32.7

13.0

7.5

1.8

11

في التقييم، يراعي الاستاذ الجامعي الطلبة الصم نظرا لفقدانهم السمعي وخصائصهم.

ت

315

277

202

68

29

3.87

1.07

8

٪

35.4

31.1

22.7

7.6

3.3

12

يحتاج الطلبة الصم التنوع في وسائل التقييم، مثل إعطاء وقت أکثر في الاختبار أو تسليم الواجب.

ت

348

247

146

107

43

3.84

1.20

9

٪

39.1

27.7

16.4

12.0

4.8

13

يتأخر الطلبة الصم عن أقرانهم السامعين في جانب التحصيل الأکاديمي.

ت

74

137

296

255

129

2.74

1.13

20

٪

8.3

15.4

33.2

28.6

14.5

14

يؤخر الطلبة الصم سير العملية التعليمية وانسيابية المحاضرة إذا کانوا داخل القاعة الدراسية مع السامعين.

ت

70

130

264

255

172

2.63

1.17

21

٪

7.9

14.6

29.6

28.6

19.3

15

يحتاج الطلبة الصم دروس إضافية في اللغة العربية.

ت

120

196

363

144

68

3.17

1.09

19

٪

13.5

22.0

40.7

16.2

7.6

16

يتقن الطلبة الصم مهارة القراءة.

ت

205

260

310

87

29

3.58

1.04

15

٪

23.0

29.2

34.8

9.8

3.3

17

يتقن الطلبة الصم مهارة الکتابة.

ت

361

333

168

25

4

4.14

0.85

3

٪

40.5

37.4

18.9

2.8

0.4

18

يستطيع الطلبة الصم التواصل بأي لغة بشکل سليم.

ت

191

198

357

128

17

3.46

1.03

16

٪

21.4

22.2

40.1

14.4

1.9

19

يحتاج الطلبة الصم إلى التدريب اللغوي.

ت

202

321

311

48

9

3.73

0.90

14

٪

22.7

36.0

34.9

5.4

1.0

20

يفهم الطلبة الصم معاني ودلالات الکلمات.

ت

221

365

252

46

7

3.83

0.88

10

٪

24.8

41.0

28.3

5.2

0.8

21

يقوم الطلبة الصم بکتابة الأبحاث العلمية بطريقة لغوية صحيحة.

ت

240

291

312

35

13

3.79

0.93

13

٪

26.9

32.7

35.0

3.9

1.5

المتوسط العام

3.70

يتضح من الجدول (5) أن هناک تفاوت في الصورة الذهنية لطلبة جامعة القصيم عن دراسة الصم الأکاديمية، حيث تراوحت متوسطات استجاباتهم ما بين (2.63 – 4.38) وهذه المتوسطات تقع في المستوى المرتفع والمتوسط، حيث جاءت العبارة "يحتاج الطلبة الصم إلى تقييم خاص يراعي خصائصهم" في الرتبة الأولى بمتوسط حسابي بلغت قيمته (4.38)، يلي ذلک جاءت العبارة "يستطيع الطلبة الصم أن يکملوا مشوارهم التعليمي الجامعي بنجاح مثل أقرانهم السامعين" بالرتبة الثانية بمتوسط حسابي (4.34)، وفي الرتبة الثالثة جاءت العبارة "يتقن الطلبة الصم مهارة الکتابة" بمتوسط حسابي بلغت قيمته (4.14)، وجاءت العبارة "يتأخر الطلبة الصم عن أقرانهم السامعين في جانب التحصيل الأکاديمي" بالمرتبة قبل الأخيرة بمتوسط حسابي (2.74)، وجاءت العبارة "يؤخر الطلبة الصم سير العملية التعليمية وانسيابية المحاضرة إذا کانوا داخل القاعة الدراسية مع السامعين" بالمرتبة الأخيرة بمتوسط حسابي (2.63)، وهذه القيمة تشير أن درجات الصورة الذهنية لطلبة جامعة القصيم عن دراسة الصم الأکاديمية مرتفعة ومتوسطة في بعض الأحيان.

يتضح في العبارة التي حصلت على الرتبة الأولى عدة قضايا هامة من المهم أخذها بالحسبان لضمان عملية النجاح في دراسة الصم الأکاديمية. فمثلا أن الصم ليسوا کغيرهم من الطلبة العاديين في ناحية التقييم. فالتقييم مرتبط بالترقي والتدرج في سلم الدراسة. لذا يحتاج الصم إلى تقييم خاص بهم يراعي ظروفهم وإمکاناتهم. هناک تقييمات مخصصة للصم تعتمد على اختبارات الأداء، ولا تقتصر على الاختبارات اللفظية، وقد لا تتناسب مع قدرات الصم، أو يخفقون فيها بسبب اعتمادها على النطق واللغة.

العبارة التي حصلت على الرتبة الثانية تضمنت اعتقاداً مهماً عند الطلبة السامعين وهو إيمانهم أن الصم يستطيعون إکمال دراستهم الجامعية. ويعتقد الباحثُ أن هذا يمثّل تحولاً إيجابياً في الاتجاهات، وهو من الأمور المساهمة في نجاح فکرة الوصول الجامعي للصم، إذ لا يمکن لأي فکرة تربوية أو أکاديمية النجاح ما لم تحط باتجاهات ايجابية. هذه النظرة الإيجابية يمکن للمسؤولين في الجامعة استثمارها وبناء بعض القرارات عليها في جوانب البيئة الدراسية والمقررات والأساتذة والأنشطة التي تخص الطلبة خارج إطار القاعة الدراسية.

في المرتبة الثالثة حملت العبارة انطباعات طلبة الجامعة عن المهارات الأکاديمية مثل قدرة الصم على الکتابة. هذه النتائج جاءت معاکسة لنتائج دراسة أبو شعيرة (2012) عندما کشفت دراسته عن أخطاء الکتابة عند طلاب المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدينة جدة، وکانت هذه الأخطاء تبعا لمتغير المرحلة التعليمية وشدة الفقدان السمعي. مهارة الکتابة مهمة في الدراسات الجامعية لأنها أولا مرتبطة بمهارة أکاديمية أخرى وهي القراءة. ثانيا أن هذه المهارة، الکتابة، يقوم على اتقانها تقييمات عدة في المرحلة الجامعية مثل اختبارات منتصف الفصل والاختبارات النهائية وکذلک البحوث والتي غالباً ما ترتبط بالکليات الاجتماعية والتربوية والإنسانية. إذن هذه النظرة التي حملها طلبة جامعة القصيم نحو مهارة الصم في الکتابة قد تکون نافعة ومفيدة للصم أنفسهم بزيادة ثقتهم نحو المهارات الأکاديمية الأساسية التي تحتاجها          الدراسة الجامعية.

أما العبارة التي وردت في المرتبة قبل الأخيرة تمثّلت في تأخر الطلبة الصم عن أقرانهم السامعين في جانب التحصيل الأکاديمي. هذه النتائج تتفق مع دراسة (Traxler, 2000) التي أوضحت بشکل عام أن الطلبة الصم يتأخرون عن أقرانهم السامعين. وکذلک دراسة أجريت بواسطة (Allen, 1986) کشفت من خلالها أن الصم يقبعون خلف أقرانهم السامعين ممن هم في نفس العمر ونفس المستوى الدراسي. أيضا کشفت الأدبيات السابقة أن مستوى الأصم الذي يتخرج من المرحلة الثانوية يعادل طالب سامع في الصف الرابع الابتدائي في مهارات القراءة والکتابة (الصمادي، 2013). هذا التفاوت في الصورة الذهنية في الدراسة الحالية يتفق مع التفاوت الموجود في دراسة (محمد، 2013) والتي تناولت اتجاهات طلاب کلية التربية بجامعة الملک سعود نحو دمج الصم في التعليم العالي.

النتائج المتعلقة بالسؤال الثاني:

ينص السؤال الثاني على "هل تختلف الصورة الذهنية عن دراسة الأصم باختلاف متغير الجنس (ذکور أو إناث) بين طلبة جامعة القصيم؟ وقد جاءت النتائج موضحة کما في الجدول (6) أدناه.

جدول (6)

الفروق بين الذکور والإناث (ن = 891)

الذکور ن = 176

الإناث ن = 715

قيمة ت

مستوى الدلالة

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

76.22

10.56

78.23

8.47

2.683

0.01

يتبين من الجدول (6) أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات الذکور والإناث، حيث کانت قيمة ت = (2.683) وهي قيمة دالة إحصائيا عند مستوى دلالة (0.01).

والشکل (1) يوضح ذلک:

 

شکل (1)

الفروق بين الذکور والإناث

يتضح مما سبق أن هناک تبايناً في الصورة الذهنية عن دراسة الصم بين الذکور والإناث، حيث تشير البيانات السابقة أن الإناث يحملن تصوراً إيجابياً أکثر من الذکور. وهذه الإحصاءات تتفق مع ما ذکر في دراسة (Mark, 2009) حيث وجد أن الإناث يحملن تصورات أکثر إيجابية من الذکور نحو دراسة الصم. ويفسر هذه النتيجة ربما بعض الخدمات والتطورات التي حصلت عليها بعض الجامعات السعودية في مجال تعليم الصم. فمثلا، أشارت دراسة (الزهراني، 2010) أن جامعة الملک سعود قدمت خدمات جليلة لتسهيل دراسة الصم من ضمنها البرامج الدراسية والخدمات الأکاديمية التي تناسب قدراتهم وإمکانياتهم، وکذلک والتجهيزات التقنية. وعلى الرغم من الاختلافات في نتائج الدراسة طبقاً لمتغير الجنس فإن هذا يعد عنصراً هاماً في تکوين الصورة الذهنية لدى طلبة جامعة القصيم نحو دراسة الصم الأکاديمية.

النتائج المتعلقة بالسؤال الثالث:

ينص السؤال الثالث على "هل تختلف الصورة الذهنية لدى طلبة جامعة القصيم باختلاف متغير مستوى الدراسة لدى طلبة جامعة القصيم؟" وللإجابة على هذا السؤال قام الباحث بتحليل النتائج، فکانت کالتالي:

جدول (7)

الفروق لدى عينة البحث باختلاف متغير مستوى الدراسة (ن = 891)

مصادر التباين

درجات الحرية

مجموع المربعات

متوسط المربعات

قيمة ف

الدلالة الإحصائية

النوع

الخطأ

المجموع الکلى

5

885

890

1894.993

69501.734

71396.727

378.999

78.533

4.826

0.01

يتبيّن من الجدول (7) وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات أفراد البحث باختلاف متغير مستوى الدراسة، حيث کانت قيمة (ف) = (20.629)، وهي دالّة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.01).

ويوضّح الجدول (8) الفروق في متغير مستوى الدراسة من خلال حساب المتوسط الحسابي وذلک على النحو التالي:

جدول (8)

المتوسط الحسابي باختلاف متغير مستوى الدراسة (ن = 891)

السنة

العدد

المتوسطات الحسابية

الأولى

108

81.43

الثانية

144

77.45

الثالثة

226

77.49

الرابعة

240

76.78

الخامسة

77

76.67

السادسة

96

78.75

يتبيّن من الجدول (8) أنه توجد فروق في متغير مستوى الدراسة وذلک لصالح طلاب السنة الأولى.

والرسم البياني (2) يؤکد ذلک:

 

شکل (2)

المتوسط الحسابي باختلاف متغير مستوى الدراسة

النتائج المتعلقة بالسؤال الرابع:

ينص السؤال الرابع على "هل تختلف الصورة الذهنية لدى طلبة جامعة القصيم باختلاف متغير مجال الدراسة (تربوي، شرعي، اجتماعي، طبي ... وغيرها) لدى طلبة جامعة القصيم؟" وللإجابة على هذا السؤال قام الباحث بتحليل النتائج، فکانت کالتالي:

جدول (9)

الفروق لدى عينة البحث باختلاف متغير مجال الدراسة (ن = 891)

مصادر التباين

درجات الحرية

مجموع المربعات

متوسط المربعات

قيمة ف

الدلالة الإحصائية

النوع

الخطأ

المجموع الکلى

9

881

890

870.554

70526.173

71396.727

96.728

80.052

1.208

0.286

غير دالة

يتبين من الجدول (9) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات أفراد البحث باختلاف متغير مجال الدراسة حيث کانت قيمة (ف)=(1.208)، وهي قيمة غير دالة إحصائياً.

    ويوضّح الجدول (10) متوسط الفروق حسب نوع الکلية التي ينتمي إليها الطالب أو الطالبة:

جدول (10)

المتوسط الحسابي باختلاف متغير مجال الدراسة (ن = 891)

الکلية

العدد

المتوسطات الحسابية

تربوية

251

77.29

شرعية

216

77.93

صحية

98

76.46

هندسية

21

78.80

کلية المجتمع

7

80.00

الکليات العربية

56

79.55

علمية

168

78.93

إدارية

45

77.84

زراعية

14

74.35

برنامج السنة التحضيرية

15

76.60

يتبيّن من الجدول (10) أنه يوجد تقارب لدى عينة البحث على حسب اختلاف متغير مجال الدراسة.

والرسم البياني (3) يؤکد ذلک:

 

شکل (3)

المتوسط الحسابي حسب اختلاف متغير مجال الدراسة

فيما يتعلق باختلاف التخصصات جاءت نتائج الدراسة الحالية متوافقة مع نتائج دراسة (Brightman, 2013) والتي أکّدت أنه لا يوجد فروق بين من درسوا تخصصات مرتبطة بالصم مثل دورات لغة الإشارة وبين غيرهم. وفي مقابل هذا، جاءت نتائج الدراسة الحالية على عکس النتائج التي وردت في دراسة (Schwartz & Armony-Sivan, 2001) ، حيث أظهرت نتائج دراستهما أن الطلاب المنتمين للتخصصات الاجتماعية والإنسانية يحملون أفکاراً إيجابية عن الصم أکثر من المنتمين للتخصصات العلمية الأخرى. أيضاً جاءت نتائج هذا الفرض على خلاف نتائج دراستي (الزهراني، 2010) (أبو النور، 2009) والتي أظهرتا أن الطلاب المنتمين للکليات التربوية وخاصة أقسام التربية الخاصة أقدر على إظهار توجهات إيجابية أکثر من المنتمين لکيات أخرى. ربما يفسر نتيجة هذا الفرض هو سماح جامعة القصيم لبعض المعاقين بإکمال الدراسة، مثل المکفوفين والمعاقين حرکيا، في بعض الکليات الأخرى، فربما نشأ وعيٌ بين أوساط طلبة الجامعة أن الصم بحاجة لمثل هذه الفرص الأکاديمية.

محددات البحث والتوصيات

البحث ترکّز في منطقة واحدة (القصيم)، وأُجري في جامعة واحدة (جامعة القصيم)، ولذا فإن البيانات والمعلومات التي جمعت تظل محدودة في مؤسسة تعليمية واحدة، رغم اختلاف التخصصات الدراسية لدى المبحوثين. المحدد الآخر أن هذا البحث غلبت فيه عينة الطالبات الإناث على عينة الطلاب الذکور، وبالتالي فإن هذا البحث ربما کان متحيزاً من جهة الجنس، وربما ساهم هذا الميل -لصالح البنات- في إعطاء نتائج أکثر ايجابية لدراسة الصم الأکاديمية، ولا بد أن يؤخذ هذا بعين الاعتبار.

المحدد الثالث هو أن المشارکين في هذا البحث يظل عددهم قليل مقارنة بعدد الطلبة الکلي في جامعة القصيم، والذي يتجاوز 72 ألف طالب وطالبة، ولهذا فإن العدد الحالي للدراسة الحالية لا يعکس شريحة واسعة من مجتمع الجامعة، ولا بد من الاعتراف بهذا، ولکنها من الناحية العلمية تمثل عينة البحث. والسبب وراء هذا العدد القليل -نسبياً- هو أن البحث أجري في فترة الإجازة الصيفية، وصعب -إلى حد ما- التواصل مع أعداد أکبر من الطلاب والطالبات. ولفهم أعمق عن الصورة الذهنية في أوساط طلبة الجامعات السعودية، ينبغي أن تُوسِع الأبحاث المستقبلية نطاق أبحاثها لتشمل عدة جامعات من مناطق مختلفة حول المملکة العربية السعودية، وربما تقوم بهذا دراسات وطنية شاملة، أو يشترک مجموعة الزملاء الباحثين من مناطق مختلفة.

أيضا، هذه الدراسة لم تفعّل عنصر الخبرة، خبرة الاحتکاک مع الصم، والتي قد تؤثر على النتائج وعلى الصورة الذهنية. هذه الدراسة تبنت سؤالا واحد يمثل عنصر الاتصال مع الصم. هذا القيد يعطي إشارة وتنبيه للأبحاث المستقبلية لاعتماد عنصر الخبرة مع الصم والتعمّق فيه. أيضاً، لدراسة أعمق في المستقبل، ينصح الباحثُ الباحثينَ بتناول العوامل التي شکّلت الصورة الذهنية، وخاصة في مجال الدراسات النوعية التي تعتمد العمق في دراسة الظواهر، (الخطيب، 2009) لأن هذه العوامل تفتح المجال لاستکشاف عناصر وقضايا ومواضيع أخرى متعلقة بأسباب الصورة الذهنية وأثرها.

 

قائمة المراجع العربية

إرادة الجبوري. (2010). مفهوم الصورة الذهنية في العلاقات العامة. بغداد، العراق: کلية الإعلام، جامعة بغداد.

أسامة الصمادي. (1 12, 2013). مستوى المهارات القرائية لدى الطلبة المعاقين سمعياً في المملکة العربية السعودية. المجلة الدولية متعددة التخصصات للتعليم، 1(1043)، الصفحات 1 - 8.

تغريد المصري. (2001). أثر الإعلانات التجارية التلفازية في تعديل الصورة الذهنية للمرأة الأردينة. عمان، الأردن: رسالة ماجستير، الجامعة الأردنية، عمان.

جمال الخطيب. (2009). مقدمة في تعليم الطلبة ذوي الحاجات الخاصة. عمان، الأردن: دار الفکر للنشر والتوزيع.

حمزة طاهر. (1992). المستصفى من علم الأصول (المقدمات المنطقية/ الأحکام). المدينة المنورة: شرکة المدينة المنورة للطباعة والنشر.

دانيال هالاهان، و جيمس کوفمان. (2008). سيکولوجية الأطفال غير العاديين وتعليمهم. عمان، الأردن: ترجمة عادل عبدالله، دار الفکر للطبع والنشر والتوزيع.

زينب شقير. (2001). اضطربات اللغة والتواصل. القاهرة: النهضة المصرية.

سعيد محمد. (1 9, 2013). اتجاهات طلاب کلية التربية نحو دمج أقرانهم الصم في التعليم العالي وعلاقتها ببعض المتغيرات. مجلة التربية الخاصة والتأهيل، 1(1)، الصفحات 253 - 310.

سمير مخلوف. (2 8, 2010). الصورة الذهنية دراسة في تصور المعنى. مجلة جامعة دمشق، 1 - 2، الصفحات 56 - 77.

شاکر قنديل. (1995). سيکولوجية الطفل الأصم ومتطلبات إرشاده. المؤتمر الدولي الثاني لمرکز الإرشاد النفسي "الإرشاد النفسي لذوي الحاجات الخاصة" (الصفحات 1 - 12). عين شمس: جامعة عين شمس.

علي الزهراني. (1 9, 2010). اتجاهات طلاب کلية التربية بجامعة الملک سعود نحو قدرات الطلاب الصم وضعاف السمع في ضوء بعض المتغيرات. مجلة کلية التربية، جامعة بني سويف، الصفحات 1 -31.

محمد أبو النور. (2009). أثر برنامج الدبلوم المهني في التربية الخاصة على اتجاهات المعلمين نحو دمج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة . المؤتمر العلمي الثاني (حقوق الإنسان ومناهج الدراسات الاجتماعية). المجلد الثالث، الصفحات 262 - 283. مصر: المؤتمر العلمي الثاني (حقوق الإنسان ومناهج الدراسات الاجتماعية).

محمد سلمان. (5 10, 2019). الصورة النمطية وأثرها في فقدان الهوية الوطنية وسبل التخلص منها. مجلة جامعة تکريت للعلوم الإنسانية، الصفحات 437 - 446.

 

 

قائمة المراجع الأجنبية

Hoang, L., LaHousse, S., Nakaji, M., & Sadler, G. (2011, July 23). Assessing Deaf Cultural Competency of Physicians and Medical Students. Journal of Cancer Education, pp. 175–182.

Allen, E. (1986). Patterns of Academic Achievement among Hearing Impaired Students: 1974 and 1983. In A. Schildroth, & M. Karchmer, Deaf Children in America (pp. 161 - 206). Boston: Boston: Little Brown.

Alrayes, T. (2004). Attitudes of Lamar University Facluty Towrd Deaf Adults. Lamar, USA: A Dissertation Presented to the College of Graduate Studies. Lamar University.

Brightman, B. (2013). The Relationship Between Attitudes and Perspectives of American Sign Language University Students Towards Deaf People. South Florida: (Doctoral Dissertation) Univsersity of South Florida.

Cooper, A., Rose, J., & Mason, O. (2003, July 2). Mental Health Professionals' Attitudes Towards People who are Deaf. Community & Applied Social Psychology, pp. 314 - 319.

Hunt, B., & Hunt, S. (2000). Attitudes Toward People with Disabilities: A Comparison of Undergraduate Rehabilitation and Business majors. Rehabilitation Education, pp. 269 -283.

Mark, K. (2009). Faculty Attitudes Toward Students with Disabilities at Two Midwestern Universities. South Dakota: University of South Dakota. ProQuest Dissertations Publishing.

Nikolaraizi , M., & Makri, M. (2005, 8 5). Deaf and Hearing Individuals’ Beliefs About the Capabilities of Deaf People. American Annals of the Deaf, 5, pp. 404 - 414.

Schwartz, C., & Armony-Sivan, R. (2001, 7 1). Students' Attitudes to the Inclusion of People with Disabilities in the Community. Disability & Society , 3, pp. 403 - 413.

Traxler, C. (2000, September 1). The Stanford Achievement Test, 9th Edition: National Norming and Performance Standards for Deaf and Hard-of-Hearing Students. The Journal of Deaf Studies and Deaf Education, 5(4), pp. 337 - 348.

Webster. (2017). Webster's New World Dictionary of Media and Communication. New York: Webster New World.

WHO. (2020, 12 17). Deafness and Hearing Loss. Retrieved from World Health Organisation: https://www.who.int/en/news-room/fact-sheets/detail/deafness-and-hearing-loss

 

 

 

 



[1] کلمة "الطلبة" على امتداد البحث تشمل الجنسين (الذکور والإناث).

[2] الشکر للزملاء د. فاطمة الملحم، د. عبد الهادي العمري، د. غيثان العمري، د. فراج القرني (متخصصون في مجال الصم)، أ. عبد الله المطيري (باحث أصم ويحمل درجة الماجستير في دراسات الصم)، د. سليمان العثيم (متخصص وعضو عمادة القبول والتسجيل بجامعة القصيم). د. نايف الفريح (متخصص في التربية الخاصة بجامعة القصيم). أ. ابراهيم العبوش (متخصص في علم النفس والأبحاث الکمية).

قائمة المراجع العربية
إرادة الجبوري. (2010). مفهوم الصورة الذهنية في العلاقات العامة. بغداد، العراق: کلية الإعلام، جامعة بغداد.
أسامة الصمادي. (1 12, 2013). مستوى المهارات القرائية لدى الطلبة المعاقين سمعياً في المملکة العربية السعودية. المجلة الدولية متعددة التخصصات للتعليم، 1(1043)، الصفحات 1 - 8.
تغريد المصري. (2001). أثر الإعلانات التجارية التلفازية في تعديل الصورة الذهنية للمرأة الأردينة. عمان، الأردن: رسالة ماجستير، الجامعة الأردنية، عمان.
جمال الخطيب. (2009). مقدمة في تعليم الطلبة ذوي الحاجات الخاصة. عمان، الأردن: دار الفکر للنشر والتوزيع.
حمزة طاهر. (1992). المستصفى من علم الأصول (المقدمات المنطقية/ الأحکام). المدينة المنورة: شرکة المدينة المنورة للطباعة والنشر.
دانيال هالاهان، و جيمس کوفمان. (2008). سيکولوجية الأطفال غير العاديين وتعليمهم. عمان، الأردن: ترجمة عادل عبدالله، دار الفکر للطبع والنشر والتوزيع.
زينب شقير. (2001). اضطربات اللغة والتواصل. القاهرة: النهضة المصرية.
سعيد محمد. (1 9, 2013). اتجاهات طلاب کلية التربية نحو دمج أقرانهم الصم في التعليم العالي وعلاقتها ببعض المتغيرات. مجلة التربية الخاصة والتأهيل، 1(1)، الصفحات 253 - 310.
سمير مخلوف. (2 8, 2010). الصورة الذهنية دراسة في تصور المعنى. مجلة جامعة دمشق، 1 - 2، الصفحات 56 - 77.
شاکر قنديل. (1995). سيکولوجية الطفل الأصم ومتطلبات إرشاده. المؤتمر الدولي الثاني لمرکز الإرشاد النفسي "الإرشاد النفسي لذوي الحاجات الخاصة" (الصفحات 1 - 12). عين شمس: جامعة عين شمس.
علي الزهراني. (1 9, 2010). اتجاهات طلاب کلية التربية بجامعة الملک سعود نحو قدرات الطلاب الصم وضعاف السمع في ضوء بعض المتغيرات. مجلة کلية التربية، جامعة بني سويف، الصفحات 1 -31.
محمد أبو النور. (2009). أثر برنامج الدبلوم المهني في التربية الخاصة على اتجاهات المعلمين نحو دمج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة . المؤتمر العلمي الثاني (حقوق الإنسان ومناهج الدراسات الاجتماعية). المجلد الثالث، الصفحات 262 - 283. مصر: المؤتمر العلمي الثاني (حقوق الإنسان ومناهج الدراسات الاجتماعية).
محمد سلمان. (5 10, 2019). الصورة النمطية وأثرها في فقدان الهوية الوطنية وسبل التخلص منها. مجلة جامعة تکريت للعلوم الإنسانية، الصفحات 437 - 446.
 
 

قائمة المراجع الأجنبية

Hoang, L., LaHousse, S., Nakaji, M., & Sadler, G. (2011, July 23). Assessing Deaf Cultural Competency of Physicians and Medical Students. Journal of Cancer Education, pp. 175–182.
Allen, E. (1986). Patterns of Academic Achievement among Hearing Impaired Students: 1974 and 1983. In A. Schildroth, & M. Karchmer, Deaf Children in America (pp. 161 - 206). Boston: Boston: Little Brown.
Alrayes, T. (2004). Attitudes of Lamar University Facluty Towrd Deaf Adults. Lamar, USA: A Dissertation Presented to the College of Graduate Studies. Lamar University.
Brightman, B. (2013). The Relationship Between Attitudes and Perspectives of American Sign Language University Students Towards Deaf People. South Florida: (Doctoral Dissertation) Univsersity of South Florida.
Cooper, A., Rose, J., & Mason, O. (2003, July 2). Mental Health Professionals' Attitudes Towards People who are Deaf. Community & Applied Social Psychology, pp. 314 - 319.
Hunt, B., & Hunt, S. (2000). Attitudes Toward People with Disabilities: A Comparison of Undergraduate Rehabilitation and Business majors. Rehabilitation Education, pp. 269 -283.
Mark, K. (2009). Faculty Attitudes Toward Students with Disabilities at Two Midwestern Universities. South Dakota: University of South Dakota. ProQuest Dissertations Publishing.
Nikolaraizi , M., & Makri, M. (2005, 8 5). Deaf and Hearing Individuals’ Beliefs About the Capabilities of Deaf People. American Annals of the Deaf, 5, pp. 404 - 414.
Schwartz, C., & Armony-Sivan, R. (2001, 7 1). Students' Attitudes to the Inclusion of People with Disabilities in the Community. Disability & Society , 3, pp. 403 - 413.
Traxler, C. (2000, September 1). The Stanford Achievement Test, 9th Edition: National Norming and Performance Standards for Deaf and Hard-of-Hearing Students. The Journal of Deaf Studies and Deaf Education, 5(4), pp. 337 - 348.
Webster. (2017). Webster's New World Dictionary of Media and Communication. New York: Webster New World.
WHO. (2020, 12 17). Deafness and Hearing Loss. Retrieved from World Health Organisation: https://www.who.int/en/news-room/fact-sheets/detail/deafness-and-hearing-loss