نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
جامعة الطائف
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
کلية التربية
کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم
إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)
=======
أثر التحول البرامجي لجامعة الطائف 20/30 على
مستوى الطموح وقلق المستقبل لدى طالبات الجامعة.
إعــــــــــداد
د/ وصال عزالدين بوغطاس
أستاذ علم النفس الرياضي المساعد بجامعة الطائف
د/ صفاء عيد الأحمدي
أستاذ علم النفس الاجتماعي والشخصية المساعد
بجامعة الطائف
} المجلد السابع والثلاثون– العدد السادس – يونية 2021م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
الملخص:
هدفت الدراسة إلى التعرف على أثر التحول البرامجي لجامعة الطائف 20/30 على مستوى الطموح ومستوى قلق المستقبل وذلک من خلال دراسة العلاقة بين التخصص الدراسي (قديم و حديث) لدى طالبات جامعة الطائف, وقد تکونت عينة البحث من (345) بواقع (171) طالبة ينتمين إلى تخصصات حديث بجامعة الطائف (علوم رياضة، اعلام، علم النفس) و(174) طالبة ينتمين إلى تخصصات قديمة (تاريخ، لغة عربية، رياض أطفال), وقد استخدمت الباحثتان النسخة السعودية من مقياس قلق المستقبل (زواهرة، 2014) ومقياس مستوى الطموح (بکر، 2018)، وأظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية لصالح طالبات التخصصات الحديثة على مستوى قلق المستقبل ومستوى الطموح، کما أظهرت النتائج وجودعلاقة ارتباطية بين قلق المستقبل ومستوى الطموح لدى طالبات التخصصات الحديثة.
الکلمات المفتاحية: التحول البرامجي لجامعة الطائف، قلق المستقبل، مستوى الطموح.
Abstract :
The study aims to identify the impact of Programmatic transformation of Taif University 20/30 on level of aspiration and level of future anxiety among Taif University students. This was done by the comparison between old and new specialisation among Taif University students. The research sample consisted of 345 students by 171 students from recent majors at Taif University (sports sciences, media, and psychology) and 174 students from old majors (history, Arabic language, and kindergarten). The two researchers used the Saudi version of the future anxiety scale (Zawahra, 2014) and the level of ambition scale (Backr, 2018). The results of this study showed that there are significative differences for the benefit of students of modern majors on the level of future anxiety and the level of ambition. The results also showed a correlation between future anxiety and the level of aspiration among students of modern majors.
Key words: Programmatic transformation of Taif University, future anxiety, level of aspiration.
مقدمة الدراسة:
تعد المرحلة الجامعية من المراحل الهامة التي يسعى فيها الشباب والشابات إلى وضع الرؤى الواضحة لمستقبلهم وأهدافهم وطموحاتهم التي يسعون إلى تحقيقها خاصة تلک التي تتعلق بالجانب العلمي والمهني، حيث يبدأ في هذه المرحلة هاجس اختيار التخصص المناسب ومن ثم تبدأ رحلة المثابرة والاجتهاد والانجاز في سبيل الوصول إلى المستوى الذي يحقق الطموح المنشود.
لذا يعتبر مستوى الطموح من أهم الأبعاد التي تلعب دوراً بارزاً في حياة الأفراد فهو من محددات الشخصية والذي يمکن من خلاله أن يتضح نمط تعامل الفرد مع ذاته ومع بيئته ومع مجتمعه، حيث يعتبر الطموح بمثابة الدافع الذي يوجه السلوک، وفي هذا الصدد يشير الأطرش، إلى أن مستوى الطموح هو عبارة عن محصلة وعي الفرد بذاته وقدراته ومن خلاله يستطيع تحديد ما يريده وما يتوقعه عن اداءه مستقبلاً (الأطرش، شتا، 2016: 3) کما ذکر أحمد أن مستوى الطموح هو أحد سمات الشخصية التي يشترک فيها جميع الأفراد بنسب متفاوتة وهي التعبير الذي يستخدمه الفرد ويظهر من خلاله التطلع إلى أهداف قريبة أو بعيدة تتعلق بالمستقبل (أحمد، 2013: 521 ).
فالطموح هو الدافع والمحرک الذي يجعل الفرد يمضي متجهاً نحو أهدافه بشغف، کما أنه يعتبر من سمات الشخصية الضرورية من اجل السير نحو المستقبل، وقد يکون مستوى الطموح سبباً في تحلي الأفراد ببعض السمات النفسية مثل المثابرة والصبر وارتفاع القدرة على التحمل وقد اشارت نتائج دراسة الزواهرة إلى ارتباط مستوى الطموح بالصلابة النفسية (الزواهرة، 2014: 70)، کما أشارت النتائج إلى وجود علاقة دالة بين مستوى الطموح وأبعاد التوافق النفسي (البعد الانفعالي، والاجتماعي والأسري) (جابري، عبد الرزاق 2019: 114).
ومن جهة أخرى فإن ما يواجهه طلبة الجامعة من صعوبات وتحديات، بدء من اختيار التخصص ووصولا إلى الرغبة في التميز الاکاديمي والکفاءة الأکاديمية والرغبة في وضع الخطط المستقبلية بناء على الفرص الوظيفية وما هو مطلوب في سوق العمل وتحقيق الأهداف المنشودة کل ذلک قد يؤدي إلى انخفاض مستوى الطموح ( الزين، 2019: 264)، کما أن هذه الضغوط قد تکون سبباً في ارتفاع نسبة القلق بشکل عام وقلق المستقبل بشکل خاص، ويظهر ذلک جلياً حين يکون مستوى الطموح أعلى من قدرات الفرد وامکاناته، أو حين تواجه الفرد بعض العقبات والتحديات في طريقه لتحقيق طموحه، وقد اشارت (عبد الفتاح ،2007: 13 ) إلى أنه کلما کان مستوى الطموح قريب من مستوى الفرد وإمکاناته کلما قلت نسبة الضغوط التي يتعرض لها الفرد والعکس حينما يکون هناک فجوة بين مستوى الطموح ومؤهلات الفرد وقدراته.
ويتضح لنا، مما سبق، أن احساس الطالب بوجود فجوة بين مستوى طموحه وبين واقعه الذي يعيشه وعدم قدرته على ايجاد التوازن المطلوب من اجل تحقيق أهدافه المنشودة قد يکون سبباً في اضطرابه حيث يزداد لديه الشعور بالتوتر والاحباط والاحساس بالضيق وعدم الکفاءة والقلق ونحن ندرک أن القلق حين يزداد عن المستوى الطبيعي فإنه يتحول إلى اضطراب قد يعيق تقدم الفرد في حياته، وينبغي أن نوضح إلى إن قلق المستقبل لا يتضمن القلق الذي يشعر به الطالب تجاه مستقبله الدراسي فحسب وإنما يمتد ويتوسع ليشمل أغلب جوانب حياته المستقبلية کالقلق حول الأهداف والتطلعات والمستقبل الوظيفي.
وقد أشارت Hijazi إلى أن القلق هو تشويه معرفي وسوء فهم للذات وللمستقبل وفشل في إدراک الأحداث وتفسيرها Hijazi et al)، (258 : 2013، وعرف ًZaleski (1994) قلق المستقبل بأنه حالة من عدم اليقين والخوف والقلق بشأن التغييرات المستقبلية والتغيير بشکل عام، کما ذکر أن الأشخاص الذين يعانون من قلق المستقبل يتصفون ببعض الخصائص ومنها الانتظار السلبي لما يتوقعه من أحداث الحياة و تجنب الإقبال على الحياة والتمسک بنمط معين من السلوک وکثرة استخدام الحيل الدفاعية السلبية، صعوبة الفکاهة والشعور بعدم الفاعلية في التعامل مع مواقف الحياة 2016:282),Kaya &Avci). کما أشار Almatarneh,altrawnen, إلى أن قلق المستقبل قد يکون بسبب عدة عوامل منها الظروف المادية والقيم المجتمعية والتغييرات المتکررة والسريعة في العمل والدراسة وکثرة الاحتياجات والمتطلبات والمخاوف التي تنشأ بسبب الظروف السياسية والاقتصادية، فکل ما سبق قد يکون له تأثير کبير على الأفراد وبالأخص فئة الشباب خاصة إذا لم يکن لديهم المهارات اللازمة التي تساعدهم على التکيف مع مثل هذه الظروف والتحديات altrawnen ,2014: 180) (Almatarneh.
ومن جهة أخرى، أکد الزواهرة (2014: 50) بأن قلق المستقبل هو نتيجة حتمية للصراعات والضغوط والاضطرابات التي يواجهها الشباب في الحياة العامة والحياة الجامعية بشکل خاص، کما أشار أيضاً إلى ضرورة اهتمام الجامعات بتوفير البرامج الدراسية التي من شئنها توعية الطلاب بقلق المستقبل وکيفية التعامل معه والبرامج التي تساعد على رفع مستوى الطموح لدى الطلاب بما يتناسب مع قدراتهم وامکاناتهم ويتوافق مع سوق العمل.
وفي هذا السياق، تهتم هذه الدراسة بتسليط الضوء على برنامج التحول البرامجي لجامعة الطائف 20/30 الذي أتى ضمن رؤية الجامعة المستقبلية لتطوير البرامج الأکاديمية والخطط الدراسية بحيث تحقق متطلبات الاعتماد الأکاديمي وتکون مواکبة لخطط الدراسة بالجامعات الرائدة والعمل على استحداث اقسام حديثة تحقق الموائمة لسوق العمل واحتياجات التنمية الوطنية کل ذلک لينصب في العنصر الأهم والذي هو الاستثمار في العنصر البشري، حيث تم استحداث برامج دراسية عديدة مستوحاة من احتياجات سوق العمل الحديثة بالمملکة العربية السعودية و نذکر منها على سبيل المثال تخصص علوم الرياضة للطالبات، الاعلام و علم النفس...الخ. وقد شهدت هذه التخصصات اقبالاً کبيراً منذ انشائها وهذا يدل على آمال الطالبات ومستوى طموحهن المرتفع نحو تحقيق النجاح في الحياة المهنية مستقبلا.
ومما سبق يتضح لنا أن مشروع التحول البرامجي بجامعة الطائف قد يکون عاملاً فاعلاً يسهم في رفع مستوى طموح الطالبات وخفض مستوى قلق المستقبل لديهن، واستناداً إلى أهمية الموضوع دعت الحاجة إلى تقصي العلاقة بين مستوى الطموح وقلق المستقبل لدى طالبات جامعة الطائف وذلک عن طريق اجراء دراسة مقارنة بين طالبات التخصصات الحديثة والتي تم فتحها في ضوء رؤية 2030 والتي منها (علم النفس، الإعلام، علوم الرياضة) والتخصصات القديمة والمتمثلة في (اللغة العربية، التاريخ، رياض الأطفال).
مشکلة الدراسة:
يمثل مستوى الطموح عاملاً مؤثراً في حياة الأفراد بصفة عامة، فهو يسهم في تحديد خططهم المستقبلية ويزودهم بالدافعية التي من شأنها أن تکون عاملاً يمدهم بالشغف لتحقيقها وتحويلها إلى واقع ملموس ، فالعديد من إنجازات الأفراد التي تساعد في دفع مجتمعاتهم لمزيد من التقدم تعتمد بشکل أساسي على مستوى طموحهم، وبالتالي فإن دراسة هذه السمة عاملاً مهماً للتعرف على العوامل التي يمکن أن تساعد على زيادة مستوى الطموح والعوامل التي تحد منه أو تتسبب في خفضه، ومن جهة أخرى، يعتبر القلق المستقبل من الملامح الرئيسية التي بدأت تظهر مؤخراً في حياة الأفراد نتيجة للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها المجتمعات، ويعتبر طلاب وطالبات الجامعة أکثر فئة تتأثر بهذه العوامل، مما قد يؤثر سلباً على اختيارهم لتخصصاتهم الدراسية وعلى إنجازهم بشکل عام ، حيث أن الطلاب يبحثون دائما على تخصص يضمن لهم مستقبل مهني وفرص توظيف سريعة وسهلة، وبالتالي کلما کان التخصص مناسب لإمکاناتهم کلما کان ذلک عامل مساعداً في خفض نسبة القلق لديهم بشکل عام وفي خفض قلقهم تجاه مستقبلهم بشکل خاص هذا من جهة، ومن جهة أخرى فقد يؤدي ذلک إلى الرفع من مستوى طموحهم وتغيير نظرتهم تجاه ذواتهم واهدافهم، ومن هذا المنطلق، رأت الباحثتان أن التحول البرامجي لجامعة الطائف والذي يعتمد أساساً على استحداث مجموعة برامج دراسية حديثة تتماشى مع متطلبات سوق العمل قد يکون عاملاً مؤثراً في مستوى تطلع الطالبات إلى افاق تعليمية و مهنية افضل و بالتالي رفع مستوى الطموح لديهن و تقليل الضغوطات المتعلقة بالمحيط الدراسي و الحياتي ،ومن هنا جاءت هذه الدراسة للتعرف على مدى تأثير التحول البرامجي لجامعة الطائف 20/30 على مستوى الطموح وقلق المستقبل لدى الطالبات.
وقد قامت الباحثتان بطرح الأسئلة التالية:
- هل يوجد فروق ذات دلالة احصائية في مستوى الطموح بين الطالبات المنتسبات للتخصصات الحديثة (والتي تندرج ضمن مشروع التحول البرامجي لجامعة الطائف) والطالبات المنتسبات للتخصصات القديمة؟
- هل يوجد فروق ذات دلالة احصائية في مستوى قلق المستقبل بين طالبات التخصصات الحديثة وطالبات التخصصات القديمة؟
- ما هي طبيعة العلاقة بين مستوى الطموح ومستوى قلق المستقبل لدى الطالبات وفق التخصص الدراسي (قديم / حديث)؟
أهداف الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى:
- التعرف على الفروق في مستوى الطموح بين الطالبات المنتسبات للتخصصات الحديثة (والتي تندرج ضمن مشروع التحول البرامجي لجامعة الطائف) والطالبات المنتسبات للتخصصات القديمة.
- التعرف على الفروق في مستوى قلق المستقبل بين طالبات التخصصات الحديثة وطالبات التخصصات القديمة.
- التعرف على طبيعة العلاقة بين مستوى الطموح ومستوى قلق المستقبل لدى الطالبات وفق التخصص الدراسي (قديم / حديث).
أهمية الدراسة:
أهمية الدراسة النظرية:
- تکمن أهمية البحث الحالي في أهمية متغيراته حيث أنها تعتبر من المتغيرات الهامة والحديثة والتي تساعد على رفع مستوى التوافق النفسي والصحة النفسية لدى الأفراد بصفة عامة ولدى الطلاب بصفة خاصة.
- إثراء المکتبة العربية من خلال تقديم إطار نظري حول موضوع مستوى الطموح وقلق المستقبل، وتحديد العلاقة بينهما لدى الطالبات.
- تقصي العلاقة بين مستوى الطموح والتخصص الدراسي والذي قد يسهم في الاستفادة من نتائج الدراسة الحالية في تطوير بعض التخصصات بما يتناسب مع رؤية (20/30) ومتطلبات سوق العمل.
أهمية الدراسة التطبيقية:
- مساعدة المتخصصين والمرشدين النفسيين في الجامعات بتقديم دراسة توضح أثر التخصص في مستوى طموح الطلبة وفي مستوى ونسبة قلق المستقبل لديهم.
- مساعدة الطلبة برفع مستوى الوعي لديهم عن طريق اقامة البرامج التدريبية التي توضح أهمية الطموح وکيفية تبني مستوى طموح يتناسب مع قدراتهم واستعداداتهم.
- مساعدة الطلبة برفع مستوى الوعي لديهم عن طريق اقامة البرامج الارشادية التي توضح کيفية التعامل مع القلق بشکل عام وقلق المستقبل بشکل خاص.
مصطلحات الدراسة:
مستوى الطموح:
تتبنى الدراسة تعريف بآظة (2004) لمستوى الطموح حيث عرفه بأنه " الأهداف التي يضعها الفرد لذاته في مجالات تعليمية أو مهنية أو أسرية أو اقتصادية، ويحاول تحقيقها ويتأثر بالعديد من المؤثرات الخاصة بشخصية الفرد أو قبوله البيئة المحيطة به.
وإجرائياً هو الدرجة التي تحصل عليها الطالبة على مقياس قلق المستقبل المستخدم في الدراسة الحالية.
قلق المستقبل:
تتبنى الدراسة الحالية تعريف معدة المقياس حيث عرفت قلق المستقبل بأنه اضطراب نفسي المنشأ يحدث بسبب خبرات غير سارة مع وجود تشويه معرفي وإدراکي للواقع وللذات مما يجعل الفرد في حالة من التوتر وفي شعور مستمر بعدم الأمن والعجز، مما يدفعه إلى تعميم الخبرات الفاشلة وتدمير الذات وتوقع الکوارث (شقير، 2005: 5)
وإجرائياً هو الدرجة التي تحصل عليها الطالبة على مقياس قلق المستقبل المستخدم في الدراسة الحالية.
حدود الدراسة:
الحدود الزمانية: تم تطبيق هذه الدراسة في الفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي (1440-1441هـ)
الحدود المکانية: تقتصر حدود هذه الدراسة على طالبات جامعة الطائف بکلية التربية وکلية الآداب.
الحدود الموضوعية: تقتصر هذه الدراسة على تقصي العلاقة بين مستوى الطموح وقلق المستقبل لدى طالبات جامعة الطائف.
الإطار النظري والدراسات السابقة:
أولاً: مفهوم مستوى الطموح:
يقصد بمستوى الطموح الأهداف التي يضعها الفرد لذاته والتي تتعلق بعدة مجالات في الحياة (عبد السميع،2004: 157) وعرفه (محمد وعبد العظيم، 2005: 3) على أنه "مقدرة الفرد على التفاؤل ووضع الأهداف وتقبل کل ما هو جديد وتحمل الفشل والإحباط. ويؤکد (الزواهرة ،2014: 59) على أن مستوى الطموح هو نتيجة تفاعل وعي الفرد بذاته وقدرته على مواجهة نفسه، ومن ناحية أخرى تطرقت عديد من الدراسات لمستوى الطموح باعتباره سمة من سمات الشخصية وجاء ذلک في نتائج دراسة (حمزة، 78:2004) حيث أشار إلى أن مستوى الطموح يعد وسيلة تشخيصية تنبئ بسلوک الفرد ومدى توافقه النفسي وصحته النفسية، کما يعتبر مستوى الطموح مؤشراً للتوجه المستقبلي للفرد من خلال تحديد الفرد لأهدافه المستقبلية بناء على قدراته وامکاناته (ستوتز،2004، Stutze).
ويعد مستوى الطموح من المواضيع الهامة والتي ترتبط برؤية الفرد لذاته وإمکاناته وتعکس مدى قدرته على وضع خططه المستقبلية وسعيه إلى تحقيقها، فالطموح سمة تظهر لدى الأفراد فنجدهم يتصفون بالعديد من الخصائص والتي منها عدم الرضا بالمستوى الراهن الذي يعيشون فيه ، وعدم ايمانهم بالجظ فهم يرون أن المستقبل يعتمد على عمل الفرد وسعيه المستمر نحو تحقيق أهدافه ، مبادرين في أغلب الأوقات فهم لا يخشون المغامرة والمنافسة ولا يحبطون سريعاً في حال عدم تحقيق أهدافهم أو في حال عدم رؤيتهم لنتائج جهودهم سريعاً وهذا بسبب نظرتهم المتفائلة للحياة وميلهم للکفاح والاعتماد على النفس ( سرحان 1993: 114)
ونجد أن العديد من الدراسات تناولت هذا المفهوم بالبحث والتقصي ومنها دراسة (منسي، 2003: 37) والتي أجريت على عينة من طلبة الثانوية بالأردن لبيان تأثير الجنس والتخصص الدراسي على مستوى الطموح وأوضحت النتائج أن مستوى الطموح لدى الذکور أعلى من الإناث، لدى التخصص العلمي أعلى من التخصص الإنساني، وانا المستوى العلمي للوالدين يؤثر مباشرة على مستوى الطموح لدى الطلبة.
وقامت (الجبوري،2002: 23) بدراسة مستوى الطموح لدى عينة من طلبة الجامعة بالأردن وأظهرت نتائج الدراسة ارتفاع مستوى طموح لدى الطالبات، کما أظهرت نتائج دراسة الزين بوجود علاقة بين مستوى الطموح والسعادة النفسية ووجود فروق على مستوى الطموح والسعادة النفسية لصالح الطالبات ( الزين، 2019: 251)، وجاء في نتائج الدراسة التي أجراها ( المومني، 2013: 150) وجود علاقة بين مستوى الطموح والضغوط النفسية لدى طلاب المرحلة الثانوية، کما تبين من خلا لنتائج دراسة (عزيز، صالح ، 2019: 250) والتي اجريت على عينة من طلاب الجامعة بتکريت وجود فروق دالة في مستوى الطموح لدى الطلاب لصالح الذکور ووجود فروق دالة في مستوى الطموح بناء على التخصص الدراسي لصالح طلاب التخصصات العلمية.
کما أجرت (الجباري، الدوري، 2019: 426) دراسة على عينة من طلاب کلية التربية بجامعة تکريت تبين من خلال نتائجها وجود علاقة موجبة بين مستوى الطموح وقلق الامتحان ووجود فروق في مستوى الطموح لصالح الطلاب الإناث.
ثانياً: مفهوم قلق المستقبل:
يعتبر القلق أحد الانفعالات التي تؤثر على صحة الفرد وتوافقه النفسي ، ويعد قلق المستقبل أحد أنواع هذا القلق والذي يلعب دورا کبيرا في تحديد نظرة الفرد المستقبلية نحو الحياة، ويمکن القول أن هذا المصطلح أثار اهتمام العديد من المختصين في مجال علم النفس وقد تم تعريفه بناء على النظرية التي يتبناها الباحث والمنحى العلمي الذي يستند إليه في دراسته لهذا الاضطراب وفي هذا السياق نجد أن مجموعة من الباحثين يؤيدون وجهة النظر التي ترى بأن قلق المستقبل هو جزء أو نوع من أنواع القلق بصفة عامة ومنهم (المشيخي، 2009: 57) حيث يرى أن قلق المستقبل هو أحد أنواع القلق والذي يشکل عقبة في حياة الفرد تتمثل في خوفه من المجهول الناجم من خبرات ماضية وحاضرة يعيشها الفرد وتجعله يشعر بعدم الأمن و توقع الخطر وعم الاستقرار، کما وضح (خير الله ،2010: 174) أن قلق المستقبل هو أحد أنواع القلق المرتبطة بالتوقع السلبي للأحداث المستقبلية، ويعرفه أيضاً (البدران ،2011: 1124) بأنه جزء من القلق العام والذي يعممه الفرد على المستقبل .
ومن جهة أخرى تبنى مجموعة من الباحثين وجهة نظر مختلفة في تعريف قلق المستقبل والتي تعتمد على تعريف هذه الحالة کشعور أو حالة انفعالية نحو المستقبل (الجبر،7:2012)، واتفق مع هذا الرأي کلّ من (النجار ،7:2011) حيث ذکر أنه عدم ارتياح نفسي وجسمي يظهر على شکل قلق وخوف وتوقع حدوث کارثة، وأشار (سعود ،49:2005) إلى أن قلق المستقبل عبارة عن إطار لمختلف العمليات المعرفية والمواقف الانفعالية والتي تجعل الفرد ينظر بطريقة سلبية لمستقبله، وذکر (الحسيني ،25:2011) أن قلق المستقبل هو خبرة انفعالية غير سارة تجعل الفرد يشعر من خلالها بخوف غامض نحو ما يحمله الغد من تحديات وعقبات صعوبات.
ومن خلال التعريفات السابقة يتضح لنا أنه مهما تعددت الاتجاهات التي فسرت قلق المستقبل فإنها جميعها اتفقت على أن قلق المستقبل يظهر من خلال تبني الفرد لمجموعة من الأفکار السلبية المعممة والتي ينتج عنها توقع لأحداث سلبية مستقبلية مما يؤثر على الفرد وعلى الطريقة التي يرى بها واقعه ومستقبله.
وقد تطرقت عديد من الدراسات إلى تناول موضوع قلق المستقبل فمنها من اهتم بأسباب القلق کدراسة (الغامدي،2012 ؛ جبر ،2012) ، بينما تطرقت بعض الدارسات الأخرى إلى اثار قلق المستقبل على طلاب الجامعة کدراسة (السفاسفة، 2016؛ وادة، 2019؛ شقير،2005)، فيما تناولت بعض البحوث مستوى قلق المستقبل في ضوء بعض المتغيرات کالمستوى الدراسي والتخصص الأکاديمي (الزواهرة، 2014؛ المومني ونعيم، 2013 ؛ السبعاوي،2008) کما تناولت بعض الدراسات علاقة قلق المستقبل ببعض الظواهر النفسية الأخرى مثل مستوى الطموح وفاعلية الذات وتقدير الذات، ودافعية الإنجاز (الحربي،2018؛ الزواهرة،2014؛أحمد،2013 ؛ حنتول ،2012 ).
وقد أجرى الغامدي (2012) دراسة على عينة من طلاب المرحلة الثانوية بالمملکة العربية السعودية بهدف التعرف على أسباب قلق المستقبل في ضوء بعض المتغيرات، وأظهرت نتائجها أن السبب الرئيس لقلق المستقبل هو الخوف الزائد من المستقبل الذي يعيق التفکير بصورة إيجابية، أما دراسة (جبر،2012) فقد اهتمت بدراسة قلق المستقبل لدى طلبة الجامعات الفلسطينية وکشفت النتائج أن الأسباب الرئيسة لقلق المستقبل هي التفکير الغير العقلاني الذي يتبناه الفرد والذي يتمثل غالباً في المبالغة في تضخيم أحداث الحياة.
أما دراسة السفاسفة (2016) فقد اهتمت ببيان أثر قلق المستقبل على کفاءة الطلبة الخريجين لجامعة مؤتة، و أظهرت النتائج ارتفاع مستوى قلق المستقبل لدى الخريجين ووجود علاقة دالة بين قلق المستقبل وبين الأهداف المدرکة، کما أشارت نتائج الدراسة إلى تأثير قلق المستقبل على بناء الأهداف والخطط المستقبلية لدى الطلاب (السفاسفة، 2016: 9)، وأظهرت نتائج دراسة (شقير،2005) إلى أن قلق المستقبل يؤدي الى حالة من الخوف والتشاؤم من المستقبل ، أکدت ذلک نتائج دراسة وادة (2019) حيث أشارت إلى التأثير السلبي لارتفاع مستوى قلق المستقبل عند الطلاب وخاصة الخريجين حيث أن ارتفاعه يؤدي إلى انخفاض فاعلية الذات وتبني افکار غير عقلانية تجاه الحياة بشکل عام وتجاه المستقبل بشکل خاص (وادة ، 2019: 88).
ومن جهة أخرى ذکر الزواهرة (2014)، في دراسة تم تطبيقها على طلبة جامعة حائل أن مستوى قلق المستقبل يتأثر بالتخصص الدراسي، و جاءت دراسة (السفاسفة،2016) لتؤيد هذه النتيجة والتي تم تطبيقها على عينة من طلبة جامعة مؤتة، حيث أظهرت النتائج أن طلاب الکليات العلمية أقل قلقاً على مستقبلهم وأکثر قدرة على بناء اهدافهم من طلبة الکليات الإنسانية (السفاسفة، 2016: 9)، في المقابل، تطرقت السبعاوي (2008) إلى مستوى قلق المستقبل وعلاقته بالنوع والتخصص الدراسي لدى عينة من طلبة الجامعة وأظهرت نتائج عکسية للنتائج السابقة ، حيث تبين وجود علاقة ارتباطية غير دالة بين قلق المستقبل والتخصص الدراسي.
من خلال ما سبق يتبين لنا أثر التخصص ودورة الکبير الذي يلعبه في التأثير على مستوى الطموح وقلق المستقبل لدى الطلاب وعلى الرغم من تضارب نتائج الدراسات حول هذا الأمر، إلا أن أظهرت العديد من الدراسات الأثر الذي يترتب وأنه کلما کان التخصص الدراسي واضح الملامح، وله مستقبل مهني مضمون کلما کان مستوى قلق المستقبل أقل والعکس وفيما يلي عرض للدراسات التي تناولت العلاقة بين مستوى الطموح وقلق المستقبل.
ثالثا: الدراسات التي تناولت مستوى الطموح بقلق المستقبل:
أجرت الحربي دراسة بعنوان قلق المستقبل وعلاقته بتقدير الذات ومستوى الطموح لدى طالبات المرحلة الثانوية في مدينة الرياض، أوضحت نتائجها عن وجود علاقة عکسية ذات دلالة احصائية بين قلق المستقبل وتقدير الذات على بعد (المشکلات الحياتية وقلق الصحة والقلق الذهني واليأس من المستقبل، والخوف من الفشل) کما تبين وجود علاقة موجبة ذات دلالة احصائية بين قلق المستقبل ومستوى الطموح (الحربي، 2018: 83).
وأظهرت دراسة أحمد نتيجة محايدة حيث تبين عدم وجود علاقة ذات دلالة احصائية بين قلق المستقبل ومستوى الطموح، کما أنه لا توجد فروق بين متوسط درجات (مرتفعي، منخفضي) قلق المستقبل ومتوسط درجاتهم على مقياس مستوى الطموح، کما اظهرت النتائج أن قلق المستقبل لا يسهم في التنبؤ بمستوى الطموح لطلبة الجامعة (أحمد،2013: 519)، وقد أکدت هذه النتيجة دراسة وله kadder حيث تبين من نتائج دراستهما انخفاض قلق المستقبل لدى طلاب التربية البدنية وعدم وجود علاقة دالة بين قلق المستقبل ومستوى الطموح لدى افراد العينة (Mouloud&Abdel kadder,2018:328).
من خلال ما سبق يتضح لنا مدى التضارب في نتائج الدراسات فبعضها أکد على وجود علاقة عکسية دالة وبعضها اظهرت نتائجها عن وجود علاقة موجبة دالة والبعض الآخر اظهر نتائج محايدة، مما دفع الباحثتان إلى الرغبة في التقصي عن طبيعة العلاقة بين مستوى الطموح وقلق المستقبل لدى طالبات جامعة الطائف خاصة في ضوء التغييرات الحديثة التي أجرتها الجامعة تمشياً مع رؤية 20/ 30، حيث أن مشروع التحول البرامجي يهدف إلى تطوير البرامج الأکاديمية والخطط الدراسية بحيث تحقق متطلبات الاعتماد الأکاديمي وتکون مواکبة لخطط الدراسة بالجامعات الرائدة والعمل على استحداث اقسام حديثة تحقق الموائمة لسوق العمل واحتياجات التنمية الوطنية کل ذلک لينصب في العنصر الأهم والذي هو الاستثمار في العنصر البشري.
فرضيات الدراسة:
- يوجد فروق ذات دلالة احصائية في مستوى الطموح لدى الطالبات المنتسبات للتخصصات الحديثة (والتي تندرج ضمن مشروع التحول البرامجي لجامعة الطائف) ومستوى الطموح لدى الطالبات المنتسبات للتخصصات القديمة.
- يوجد فروق ذات دلالة احصائية في مستوى قلق المستقبل بين طالبات التخصصات الحديثة وطالبات التخصصات القديمة.
- يوجد علاقة ذات دلالة احصائية بين مستوى الطموح ومستوى قلق المستقبل لدى الطالبات وفق التخصص الدراسي (قديم / حديث).
منهج الدراسة:
خلال هذه الدراسة، تم استخدام المنهج الوصفي الارتباطي وذلک لتقصي أثر التحول البرامجي لجامعة الطائف على مستوى الطموح ومستوى قلق المستقبل لدى طالبات الجامعة.
مجتمع الدراسة:
يتمثل مجتمع الدراسة في الطالبات السعوديات الملتحقات بجامعة الطائف في العام الجامعي (1440-1441) والمنتسبات إلى مختلف التخصصات (الحديثة والتي تشمل علوم الرياضة، علم النفس، الإعلام) والتخصصات (القديمة والتي تشمل اللغة العربية، التاريخ، الطفولة المبکرة) بکلية التربية وبکلية الآداب.
عينة الدراسة:
لتحقيق اهداف الدراسة، اختارت الباحثتان الاعتماد على عينة عشوائية من مختلف اقسام کلية التربية وکلية الآداب شملت التخصصات الحديثة التي تندرج ضمن التحول البرامجي لجامعة الطائف 20/30 (علوم الرياضة، علم النفس، الاعلام) وبعض التخصصات القديمة (لغة عربية، تاريخ، رياض أطفال)، وتکونت عينة البحث من (345) طالبة تراوحت اعمارهنّ من (18 إلى 22) سنة بمعدل (20.7) سنة، والجدول التالي يوضح توزيع افراد العينة على التخصصات الدراسية.
جدول 1: توصيف افراد عينة الدراسة
النسبة |
عدد الطالبات |
الفئة |
المتغير |
50.5% |
174 |
تخصص قديم (رياض أطفال-تاريخ – لغة عربية) |
التخصص |
49.5% |
171 |
تخصص حديث (التحول البرامجي 20/30 بجامعة الطائف) (علوم رياضة-علم النفس-الاعلام) |
|
345 |
مجموع افراد العينة |
أدوات الدراسة:
شملت أدوات الدراسة استبانة جمع معلومات عامة، مقياس مستوى الطموح ومقياس قلق المستقبل.
1- استبانة جمع المعلومات العامة.
تم بناء هذه الاستبانة لغرض الدراسة حيث تضمنت قسمين أساسيين: القسم الأول خاص بالبيانات الأساسية للطالبة مثل الکلية والقسم والمستوى الدراسي والعمر وسنة الالتحاق بالجامعة، أما القسم الثاني فهو خاص ببعض الأسئلة عن التخصص الدراسي مثل "على أي أساس اخترت التخصص " و "هل ترين أن التحاقک بهذا التخصص خطوة جيدة في بناء مستقبلک المهني"، وتهدف هذه الأسئلة إلى أخذ فکرة عن الطريقة التي اختارت بها الطالبة تخصصها الدراسي ومدى اقتناعها به.
2- النسخة السعودية لمقياس مستوى الطموح"عبد الفتاح،2007"،(بکر،2018).
تم الاعتماد، في هذه الدراسة، على مقياس مستوى الطموح (عبد الفتاح، 2007) والمکون من (77 )عبارة تتوزع على سبعة محاور (النظرة إلى الحياة، الاتجاه إلى التفوق، تحديث الأهداف والخطط ، الميل الى الکفاح، تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس، المثابرة، الرضا بالوضع الحاضر والايمان بالحظ)، وتکون الإجابة عن کل عبارة عن طريق بديلين (نعم، لا)، وقد قام محمد حسين بکر (2018) بتقنين المقياس والتأکد من ثباته وصدقه على عينة من المجتمع السعودي تتمثل في (100) طالب وطالبة من جامعة الجوف، وتحصل الباحث على معاملات صدق وثبات مرتفعة حيث بلغت معامل الفا کرو نباخ، 0.85 .
3- النسخة السعودية لمقياس قلق المستقبل "شقير 2005"(الزواهرة 2014).
اعتمدت الباحثتين خلال هذه الدراسة على مقياس قلق المستقبل الذي أعدته زينب شقير (2005) والذي تم بناؤه وتقنينه على عينة من طلاب کلية التربية من جامعة کفر الشيخ، مصر، ويتکون المقياس من (28) عبارة، تکون الإجابة عليها من ثلاث بدائل (لا ينطبق، أحيانا، تنطبق). کما تتوزع هذه العبارات على خمسة محاور أساسية وهي: (القلق المتعلق بالمشکلات الحياتية، قلق الصحة وقلق الموت، القلق الذهني، اليأس من المستقبل والخوف من الفشل في المستقبل)، ويتمتع المقياس بشکل عام بمعاملات صدق وثبات مرتفعة، وقد تم تقنين المقياس والتأکد من ثباته وصدقه على عينة من المجتمع السعودي تتمثل في (400) طالب وطالبة من جامعة حائل (الزواهرة، 2014، ص65)، وقد تراوحت معامل الصدق للمحاور الخمسة للنسخة السعودية من مقياس قلق المستقبل بين (0.67) و (0.93) وهي مؤشرات صدق دالة احصائياً، کما سجل الباحث معاملات الفا کرو نباخ مرتفعة (0.82) وهي درجة دالة إحصائياً (الزواهرة، 2014، ص66).
المعالجة الإحصائية:
تم استعمال (t-test) وذلک لمقارنة مستوى الطموح ومستوى قلق المستقبل لعينة البحث بالاعتماد على متغيرات الدراسة (التخصص)، أيضا تم الاعتماد على اختبار معامل الارتباط بيرسون (Person test) وذلک لتحليل الترابط بين مستوى الطموح ومستوى قلق المستقبل لدى عينة الدراسة، کما تم استعمال الاحصائيات النوعية (النسبة المئوية) وذلک لتحليل البيانات النوعية المتحصل عليها من استبانة جمع المعلومات العامة.
نتائج الدراسة ومناقشتها:
1- النتائج المتعلقة بالفرضية الأولى والتي تنص على أنه يوجد فروق ذات دلالة احصائية في مستوى الطموح لدى الطالبات المنتسبات للتخصصات الحديثة ومستوى الطموح لدى الطالبات المنتسبات للتخصصات القديمة.
لاختبار مدى صحة الفرضية تم اجراء اختبار(ت) لحساب الفروق بين المتوسطات الحسابية لدرجة الطالبات بالاعتبار التخصص (قديم/ حديث) على مقياس مستوى الطموح بصفة عامة کمرحلة أولية ثم على مستوى المحاور الفرعية للمقياس في مرحلة ثانية وقد جاءت النتائج کما هو مبين في الجدول رقم (3).
أوضحت نتائج الاحصائيات الخاصة بالفرضية الأولى أن هناک فروق ذات دلالة إحصائية على مقياس مستوى الطموح بشکل عام تعزى لمتغير التخصص لصالح طالبات التخصصات الحديثة حيث أظهر طالبات هذه التخصصات مستويات مرتفعة في مستوى الطموح مقارنة بطالبات التخصصات القديمة.
ومن ناحية آخري، أظهرت المقارنة بين التخصص القديم والحديث على مستوى المحاور الأساسية لمقياس مستوى الطموح وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات إجابات الطالبات لصالح طالبات التخصصات الحديثة على جميع المحاور، ما عدا محور "الميل للکفاح" ومحور "المثابرة" حيث لم يتم تسجيل فروق ذات دلالة إحصائية لدى طالبات التخصصات الحديثة والقديمة.
جدول 3: نتائج اختبار "ت" للعينات المستقلة والفرق في مستوى الطموح حسب متغير التخصص (قديم/ حديث)
المقياس/المتغير |
التخصص |
العدد |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
ت |
مستوى الدلالة |
مستوى الطموح |
حديث |
171 |
0.37 |
0.106 |
0.84 |
0.00*** |
قديم |
174 |
0.36 |
0.105 |
|||
النظرة إلى الحياة |
حديث |
171 |
0.45 |
0.24 |
4.61 |
0.00*** |
قديم |
174 |
0.35 |
0.16 |
|||
الاتجاه إلى التفوق |
حديث |
171 |
0.41 |
0.27 |
2.98 |
0.00*** |
قديم |
174 |
0.34 |
0.17 |
|||
تحديث الأهداف والخطط |
حديث |
171 |
0.50 |
0.23 |
2.96 |
0.00*** |
قديم |
174 |
0.44 |
0.15 |
|||
الميل إلى الکفاح |
حديث |
171 |
0.38 |
0.22 |
1.16 |
0.260 |
قديم |
174 |
0.35 |
0.15 |
|||
تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس |
حديث |
171 |
0.37 |
0.13 |
3.12 |
0.050* |
قديم |
174 |
0.34 |
0.17 |
|||
المثابرة |
حديث |
171 |
0.42 |
0.16 |
0.70 |
0.483 |
قديم |
174 |
0.43 |
0.21 |
|||
الرضا بالوضع الحاضر والإيمان بالحظ |
حديث |
171 |
0.45 |
0.24 |
4.84 |
0.00*** |
قديم |
174 |
0.35 |
0.16 |
مستوى الدلالة: *=0.05، **=0.01، *** =0.000
وفي ضوء النتائج السابقة، ترى الباحثتين أن التخصص الدراسي "الحديث" يؤثر على مستوى الطموح بصفة عامة، بطريقة إيجابي وهذا ما اشارت له دراسة کلاً من Sharma (2010)، الرفاعي (2010) بخصوص تأثر مستوى الطموح بالتخصص الدراسي. وقد يعزى تميز طالبات التخصصات الحديثة عن طالبات التخصصات القديمة لطبيعة هذه التخصصات الحديثة وما تمنحه لها من دافعية تساعدها المضي قدما نحو مستقبلا واضح المعالم. ويأتي ذلک من خلال التصور العام لجامعة الطائف من خلال رؤيتها 20/30 لهذا التخصصات التي ترتبط مباشرة بالاحتياجات المستقبلية لسوق العمل وتمنح خريجاتها فرص أکثر للعمل وتحقيق الذات.
في المقابل، تشير النتائج الى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0،05) بين متوسطات إجابات الطالبات على مستوى المحاور الفرعية " المثابرة " و " الميل للکفاح". وتعزو الباحثتان هذه النتيجة الى أن مستوى الطموح يلعب دورًا هامًا في تحديد أولويات الطالبة في الحياة الجامعية وأنه مهما کان التخصص الذي اختارته الطالبة فذلک لا يؤثر على مثابرتها وکفاحها للنجاح.
ولمزيد من التعمق في هذه النتائج وفهمها أکثر، قامت الباحثتين بطرح مجموعة من الأسئلة الإضافية على الطالبات المشارکات في الدراسة، تمثلت في ثلاث أسئلة: کيف تم اختيارک للتخصص؟ هل تعتبرين أن اختيارک للتخصص جيد، ولماذا؟
جدول 4: البيانات الإحصائية لاستبانة المعلومات الخاصة بالتخصص
کيف تم اختيار التخصص |
||||
التخصص |
العائلة |
شخصي |
الصديقات |
الجامعة |
قديم |
2.9% |
60.9% |
2.3% |
33.9% |
حديث |
0.6% |
91.2% |
8.2% |
0% |
هل هو اختيار جيد |
||||
|
نعم |
لا |
||
قديم |
94.7 |
5.3 |
||
حديث |
79.3 |
20.7 |
||
لماذا اختيار جيد/ سيء |
||||
|
||||
قديم |
معلمة |
توظيف سهل |
لا مستقبل وظيفي للتخصص |
لم اتقبل الدراسة بالتخصص |
45.8% |
33.5% |
18.4% |
2.3% |
|
حديث |
وظائف المستقبل /رؤية 20/30 |
مطلوب وظيفيا |
فرص وظائف عليا أکثر |
|
79.5% |
16.7% |
5.8% |
ويتبن لنا من خلال الجدول السابق، أن 91% من الطالبات اللاتي اخترن التخصصات الحديثة کان اختيارهنّ شخصي، في المقابل نجد أن 34% من طالبات المنتسبة للتخصصات القديمة تم توجيههن لها من قبل الجامعة، ولعل هذا ما يفسر الفرق الذي سجل عند بعد " تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس"، وهذا يعني أن الطالبات المنتسبات للتخصصات الحديثة تحملن مسؤوليتهن في اختيار التخصص الدراسي وبناء على ذلک وضعن خططهن وأهدافهن المستقبلية، وبالتالي نجد أن 95% يعتبرن أن هذا اختيار جيد ويعللن ذلک بأن هذه التخصصات مطلوبة وظيفياً وهي ضمن المهن المستقبلية التي تندرج ضمن رؤية المملکة العربية السعودية 20/30.
أما فيما يخص الطالبات المنتسبات للتخصصات القديمة فنجد أن نسبة 79% فقط مقتنعات بتخصصهن وتعتبر نسبة کبيرة منهن أن هذا التخصص أسهل طريق للعمل کمعلمة أو للتوظيف السهل، بينما الطالبات اللاتي يعتبرن أن اختيار التخصص الدراسي هو اختيار سيء فيعللن ذلک بأن التخصص ليس له مستقبل وظيفي، وهذه الإجابات توضح وتفسر لنا انخفاض مستوى الطموح لدى طالبات التخصصات القديمة خاصة على مستوى بعد "الاتجاه إلى التفوق" وبعد "تحديث الأهداف والخطط"، إذ يتضح لنا أن طموح الطالبات مرتبط بالقدرة على تحقيق الأهداف وعلى القدرة على وضع الأهداف الشخصية والعمل على تحقيقها، وبالتالي فإن عدم القدرة على وضع خطط مستقبلية وتخطي الصعوبات والتحديات المتعلقة بالحياة الجامعية يرجع إلى افتقار الطالبات للطموح.
2- النتائج المتعلقة بالفرضية الثانية والتي تنص على أنه يوجد فروق ذات دلالة احصائية بين مستوى قلق المستقبل بين طالبات التخصصات الحديثة وطالبات التخصصات القديمة.
لاختبار مدى صحة الفرضية تم حساب معدل الإجابات لکل من الأبعاد الأساسية لمقياس قلق المستقبل على حسب التخصص (قديم/ حديث) ومن ثم مقارنة مستويات القلق بينهم، ثم المقارنة بينها بشکل کلي کمرحلة أولى ومن ثم المقارنة على مستوى الأبعاد الأساسية للمقياس في مرحلة ثانية، وقد جاءت النتائج کما هو مبين في الجدول 2.
تشير نتائج الإحصائيات الخاصة بالفرضية الثانية إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية على مستوى (0،05) بين متوسط درجات الطالبات بالاعتبار التخصص على مستوى قلق المستقبل بصفة عامة أو على مستوى جميع الأبعاد الأساسية للمقياس وذلک لصالح طالبات التخصصات الحديثة (علوم الرياضة، الإعلام، علم النفس)، التي سجلت معدلات قلق مستقبل أقل من معدلات طالبات التخصصات القديمة (لغة عربية، تاريخ، رياض أطفال).
جدول 2: نتائج اختبار "ت" للعينات المستقلة والفرق في مستوى قلق المستقبل لدى الطالبات حسب متغير التخصص (قديم / حديث).
المقياس/محاور |
التخصص |
العدد |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
ت |
مستوى الدلالة |
قلق المستقبل |
حديث |
171 |
1.96 |
0.23 |
5.32 |
0.00***
|
قديم |
174 |
2.11 |
0.25 |
|||
القلق المتعلق بالمشکلات الحياتية |
حديث |
171 |
1.76 |
0.53 |
2.77 |
0.05** |
قديم |
174 |
1.92 |
0.49 |
|||
قلق الصحة وقلق الموت |
حديث |
171 |
1.69 |
0.38 |
5.09 |
0.00*** |
قديم |
174 |
1.91 |
0.42 |
|||
القلق الذهني |
حديث |
171 |
1.94 |
0.31 |
3.62 |
0.00*** |
قديم |
174 |
2.06 |
0.33 |
|||
اليأس من المستقبل |
حديث |
171 |
2.19 |
0.32 |
3.39 |
0.01** |
قديم |
174 |
2.30 |
0.30 |
|||
الخوف من الفشل في المستقبل |
حديث |
171 |
2.26 |
0.23 |
3.65 |
0.00*** |
قديم |
174 |
2.37 |
0.28 |
مستوى الدلالة: *=0.05، **=0.01، *** =0.000
وتفسير الباحثتان هذه النتائج من منطلق أن التفکير في المستقبل المهني وضغوطات الدراسة والحياة من العوامل التي قد ترفع مستوى القلق لدى الطالبات ، وباعتبار أن التخصصات الحديثة والتي تندرج ضمن " برنامج التحول البرامجي لجامعة الطائف20/30" تم استحداثها بناء على متطلبات سوق العمل الحديث بالمملکة مما يترتب عليه توفير فرص عمل أکثر لخريجاتها نجد أن الطالبات الملتحقات بهذه التخصصات أقل قلقاً مقارنة بالطالبات المنتسبات للتخصصات القديمة والتي توفر مجال توظيف ضيق أو محدود قد يتطلب فترة انتظار کما أنه يقتصر في الغالب على (معلمة، موظفة في مجال التعليم).
ومن جهة أخرى، فإن التخصصات القديمة هي تخصصات إنسانية بحتة تعتمد في الغالب على التلقين وقدرة الطالبات على الحفظ وهذا من شأنه رفع مستوى الضغوط الدراسية وبالتالي مستوى قلق المستقبل لدى الطالبات، عکس التخصصات الحديثة المعتمدة في هذه الدراسة فعلى الرغم من أنها أيضا تخصصات إنسانية، إلا أنها توفر محتوى دراسي شيق مثل المقررات العملية في تخصص علوم الرياضة، والاعلام وعلم النفس، وبالتالي فهي تعطي فرصة للطالبة لتطوير ثقتها بنفسها وقدراتها على تخطي الصعاب والاعتماد على النفس
وتأتي نتائج هذه الفرضية لتؤيد نتائج دراسة کلّا من الحريبي واخرون (2020) والمشيخي (2009) والزواهرة (2014) التي تأکد وجود علاقة ارتباطية بين قلق المستقبل والتخصص الدراسي. في المقابل، لا تتفق نتائج الدراسة الحالية مع نتائج دراسة السبعاوي (2008) ودراسة الرشيدي (2017) حيث أظهرت نتائجه وجود علاقة ارتباطية غير دالة احصائيًا بين قلق المستقبل والتخصص الدراسي.
3- النتائج المتعلقة بالفرضية الثالثة والتي تنص على أنه يوجد علاقة ذات دلالة احصائية بين مستوى الطموح وبين مستوى قلق المستقبل لدى الطالبات.
نصت الفرضية الثالثة على وجود علاقة دالة إحصائيا بين مستوى قلق المستقبل ومستوى الطموح لدى طالبات جامعة الطائف، وللتحقق من صحة الفرضية تم استخدام معامل الارتباط بيرسون للکشف عن نوع العلاقة بين المتغيرين ومن خلال تحليل البيانات تم التوصل إلى النتائج المفصلة في الجدول التالي:
جدول 5: قيم معامل ارتباط بيرسون بين مستوى الطموح وقلق المستقبل
المتغير |
التخصص |
العدد |
معامل الارتباط |
مستوى الدلالة |
الاستنتاج |
مستوى الطموح/ قلق المستقبل |
قديم |
174 |
-0.018 |
0.811 |
ارتباط سلبي غير دال احصائيا |
حديث |
171 |
-0.248** |
0.00*** |
ارتباط سلبي قوي دال احصائيا |
مستوى الدلالة: *=0.05، **=0.01، *** =0.000
نلاحظ من خلال النتائج المذکورة في الجدول السابق أن هناک علاقة ارتباطية سلبية غير دالة بين الدرجة الکلية لمستوى الطموح ولمستوى قلق المستقبل لدى الطالبات المنتسبات للتخصصات القديمة، ويعني ذلک وجود علاقة ضعيفة بين قلق المستقبل ومستوى الطموح لدى الطالبات أي أن مستوى الطموح لديهن لا يتأثر بمستوى قلق المستقبل، وباعتبار أن مستوى الطموح هو سمة من سمات الأفراد فهذا يعني أنه على الرغم من ارتفاع مستوى القلق لدى الطالبات المنتسبات للتخصصات القديمة إلا أن ذلک لم يؤثر سلباً أو إيجابياً على عزيمتها وطموحها في تحقيق أهدافها، وتتوافق هذه النتائج مع دراسة حبيب (2014) والتي أجريت على عينة من طلاب جامعة البصرة واثبتت وجود علاقة غير دالة بين قلق المستقبل ومستوى الطموح.
کما يتبن وجود علاقة ارتباطية سلبية قوية دالة احصائيا عند مستوى (0.00) بين الدرجة الکلية لمستوى قلق المستقبل ومستوى الطموح لدى الطالبات المنتسبات للتخصصات الحديثة، وتعني هذه النتيجة وجود علاقة عکسية بين المتغيرين أي أن ارتفاع أو انخفاض أحد المتغيران (مستوى الطموح، قلق المستقبل) يعني بحتمية تغير المتغير الاخر بالاتجاه العکسي، وهذا ما تؤکده نتائج المقارنة بين مستوى الطموح وقلق المستقبل حيث تبين أن مستوى قلق المستقبل لدى الطالبات المنتسبة للتخصصات الحديثة منخفض فيما اتسم مستوى الطموح بالارتفاع.
ولمزيد من التعمق في نتائج العلاقة الارتباطية بين قلق المستقبل ومستوى الطموح، ارتأت الباحثتان دراسة العلاقة بين مختلف الأبعاد الأساسية لقلق المستقبل وبين الأبعاد الأساسية لمستوى الطموح وذلک من خلال استخدام معامل ارتباط بيرسون للکشف عن نوع العلاقة بين مختلف الأبعاد ومن خلال تحليل البيانات تم التوصل إلى النتائج الموضحة في الجدول التالي:
جدول 6: قيم معامل الارتباط بيرسون بين مختلف الأبعاد الأساسية لمستوى
الطموح ولقلق المستقبل
الرضا بالوضع الحاضر والايمان بالحظ |
المثابرة |
تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس |
الميل الى الکفاح |
تحديث الأهداف والخطط |
الاتجاه الى التفوق |
النظرة الى الحياة |
|
|
-,190* |
-,126 |
-,118 |
-,171* |
-,239** |
-,205** |
-,256** |
حديث |
القلق المتعلق بالمشکلات الحياتية |
,050 |
-,093 |
,121 |
,088 |
-,116 |
-,018 |
,018 |
قديم |
|
-,293** |
,034 |
-,025 |
-,160* |
-,181* |
-,155* |
-,169* |
حديث |
قلق الصحة وقلق الموت |
-,022 |
-,060 |
-,016 |
,011 |
-,075 |
-,079 |
-,109 |
قديم |
|
-,215** |
-,252** |
-,178* |
-,211** |
-,333** |
-,282** |
-,197** |
حديث |
القلق الذهني |
,029 |
,027 |
,000 |
,050 |
-,127 |
-,037 |
,042 |
قديم |
|
-,147* |
,187* |
,182* |
,022 |
,169* |
,043 |
-,152* |
حديث |
اليأس من المستقبل |
,128 |
,063 |
,036 |
-,013 |
-,015 |
,105 |
,027 |
قديم |
|
-,086 |
-,114 |
-,153* |
-,169* |
-,189* |
-,116 |
-,192* |
حديث |
الخوف من الفشل في المستقبل |
-,046 |
-,013 |
-,001 |
-,007 |
-,114 |
-,080 |
,085 |
قديم |
مستوى الدلالة: *=0.05، **=0.01، *** =0.000
يتبين لنا من خلال الجدول السابق نتيجتين عکسيتين: الأولى تخص الطالبات المنتسبات للتخصصات القديمة والتي تؤکد النتيجة التي سبق وتحصلنا عليها خلال دراسة الارتباط بين المستويات الکلية لقلق المستقبل ومستوى الطموح أي وجود علاقة ارتباطية سالبة غير دالة بين مختلف أبعاد المتغيرين، أما فيما يخص النتيجة الثانية فقد جاءت نتائج الاحصائيات متطابقة مع سابقتها أي وجود علاقة ارتباطية سالبة بين مختلف الأبعاد الأساسية لقلق المستقبل ومستوى الطموح، وتبين أيضاً أن بعد "القلق الذهني" هو أکثر الأبعاد ارتبطاً بمستوى الطموح.
وتعزى هذه النتيجة الى أن الطالبة التي تتسم بمستوى قلق مستقبل منخفض ترکز قدراتها ومهاراتها الدراسية في وضع اهداف وخطط واضحة في تحقيق طموحها وتجنب مشکلات الحياة الجامعية، وفي المقابل، نجد أن بعد الخوف من الفشل في المستقبل" هو أقل الأبعاد ارتباطاً بمستوى الطموح، ويرجع هذا الأمر إلى أن الطالبات المنتسبات للتخصصات الحديثة لديهن نسبة من الخوف من الفشل في التخصص خاصة وأنه تخصص حديث واعتمد لأول مرة في الجامعة على الرغم من أنهن يعتبرن أن تخصصهن المهني أو الدراسي مضمون بحکم أن هذه التخصصات "مطلوبة في سوق العمل" إلا أنهن يخفن من الفشل والاخفاق بحکم أن الالتحاق بهذا التخصص الحديث هو تحدي في حد ذاته مبني على الرغبة الشخصية للطالبة.
اجمالا، تتفق النتائج الخاصة بالفرضية الثالثة مع دراسات الدوسري (2012) وحنتول (2009)، الجبوري والتي تنص على وجود علاقة دالة احصائيا بين قلق المستقبل ومستوى الطموح، وعلى أنه کلما انخفض مستوى قلق المستقبل ارتفع مستوى الطموح. في المقابل تعارضت هذه النتائج مع نتائج دراسة کل من الجبوري (2013) والزواهرة (2014) والمشيخي (2009) والحربي (2018) والتي نصت على وجود علاقة ارتباطية موجبة بين قلق المستقبل ومستوى الطموح أي أن انخفاض أياً من المتغيران يترتب عليه انخفاض الاخر والعکس
توصيات الدراسة:
في ضوء نتائج الدراسة، توصي الباحثتين بالتالي:
- حث القائمين على العملية التربوية على نشر الوعي بمفهوم مستوى الطموح في البيئة التعليمية والاهتمام بإقامة البرامج التوعوية والتدريبية التي تهتم برفع مستوى الطموح لدى طلاب الجامعة.
- اجراء مزيد من الدراسات حول موضوع مستوى الطموح وقلق المستقبل على عينات مختلفة من طلاب جامعة الطائف.
- الاهتمام بإقامة البرامج التدريبية التي تساعد على توعية الطلاب بطرق التعامل مع قلق المستقبل.
- الاهتمام بعقد البرامج التدريبية التي تهتم بتوعية الطالبات بکيفية التخطيط للحياة الجامعية والمستقبل المهني.
المراجع:
أحمد، عمرو رمضان (2013). فاعلية برنامج قائم على القراءة للحد من قلق المستقبل لدى عينة من طلبة الجامعة وأثره على رفع مستوى الطموح لديهم. رسالة دکتوراه منشورة معهد الدراسات والبحوث التربوية -قسم الإرشاد النفسي والتربوي، جامعة القاهرة.
الأطرش، محمود. شتا، علاء الدين (2015). العلاقة بين مفهوم الذات ومستوى الطموح لدى اللاعبين المحترفين لکرة القدم في فلسطين، مجلة جامعة النجاح للأبحاث العلوم الإنسانية، المجلد (30)، العدد،1، جامعة النجاح الوطنية، نابلس، فلسطين.
باظــة، آمــال عبــد الســميع. (2004م). مقيــاس مســتوى الطمــوح للمراهقــين والشــباب. کراســة التعليــمات، القاهــرة، مـصـر: مکتبــة أنجلو المصرية.
البدران، عبد السجاد. (2011) قلق المستقبل لدى طلبة المدارس الإعدادية في مرکز محافظة البصرة، مجلة اداب البصرة. العدد 56 ص 231.
بکر، محمد السید حسین (2018). مستوى الطموح وعلاقته بدافعة الإنجاز لدى عينة من طلبة وطالبات جامعة الجوف. مجلة الإرشاد النفسی، 53(53-الجزء الثاني)، 1-28.
جابري، اسماعيل، عبد الرزاق (2019). التوافق النفسي وعلاقته بفاعلية الذات ومستوى الطموح لدى طلبة جامعة صحار بسلطنة عمان. المجلة الدولية للأبحاث العلمية، 6، (1).
الجباري، جنار، الدوري، بأن (2019). قلق الامتحان وعلاقته بمستوى الطموح الأکاديمي لدى طلبة کلية التربية للعلوم الإنسانية. مجلة جامعة تکريت للعلوم الإنسانية، العراق،26(4)، 449-426.
جبر، أحمد محمد. (2012) العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة وعلاقتها بقلق المستقبل لدى طلبة الجامعات الفلسطینیة بمحافظات غزة، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة – جامعة الأزهر بغزة.
الجبوري، محمد عبد الهادي (2016). قلق المستقبل وعلاقته بکل من فاعلية الذات والطموح الأکاديمي والاتجاه للاندماج الاجتماعي لطلبة التعليم المفتوح: الأکاديمية العربية المفتوحة بالدنمارک نموذجا. المجلة العلمية للمرکز الأکاديمي العربي الدنمارک (112)، 1-24.
حبيب، أسعد فاخر (2014). قلق المستقبل وعلاقته بمستوى الطموح لدى طلبة جامعة البصرة، مجلة أبحاث البصرة) العلوم الإنسانية مجلد (39)، العدد 4) العراق.
الحربي، تهاني محمد (2018). قلق المستقبل وعلاقته بتقدير الذات ومستوى الطموح. مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية، العدد (8)، المجلد، 68، ص.68-88، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، المملکة العربية السعودية.
الحریبی، فاطمة. بسیونی، سوزان (2020). قلق المستقبل وعلاقته ببعض خصائص الشخصية لدى طالبات جامعة أم القرى. مجلة کلیة التربية بأسيوط، 36(2)، 307-341.
حسين عبيد جبر. (2012) المناخ الدراسي وعلاقته بمستوى الطموح لدى طلبة کلية الفنون الجميلة. مجلة جامعة مرکز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية، العدد2.
الحسیني، عاطف مسعد. (2011) قلق المستقبل والعلاج بالمعنى، القاهرة، دار الفکر العربي.
حمزة، جمال مختار. (2004) تأثیر مستوى الطموح وفقا لمتغیر جنس الأطفال ومستوى تعلیم الأب، مجلة العلوم التربویة، العدد الأول، ٥٣ – ٨١.
حنتول، احمد موسى (2012). فاعلية برنامج إرشادي نفسي مقترح لتخفيف قلق المستقبل وأثره على دافعية الانجاز ومستوى الطموح لدى طالب کلية المجتمع بجامعة جازان، رسالة دکتوراه منشوره، کلية العلوم الاجتماعية، جامعة الامام محمد بن سعود.
خیر االله، هشام رشدي محمود على. (2010) تعرض الشباب الجامعي لأحداث العنف السیاسي في الصحف والتلیفزیون وعلاقته بقلق المستقبل لدیهم، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة النوعیة - جامعة المنوفیة.
الدوسري، فاطمة (2012). قلقل المستقبل وعلاقته بمستوى الطموح لدى طالبات کلية التربية بجامعة الاميرة نورة بالرياض. مجلة کلية التربية، جامعة بني يوسف.
الرشيدي، بنياني (2017). قلقل المستقبل وفعالية الذات لدى طلبة کلية المجتمع في جامعة حائل في ضوء بعض المتغيرات. مجلة کلية التربية، جامعة الأزهر، العدد: (471 الجزء الثاني).
الرفاعي، صباح (2010). مستوى الطموح وعلاقته بتقدير الذات لدى عينة من طالبات الدراسات العليا بجامعة الملک عبد العزيز بجدة. مجلة الارشاد النفسي، العدد 27.
الزواهرة، محمد خلف (2014). العلاقة بين الصلابة النفسية وقلق المستقبل ومستوى الطموح لدى طلبة جامعة حائل بالسعودية، مجلة،3، العدد (10) ص.47-80، جامعة حائل، المملکة العربية السعودية.
الزواهرة، محمد خلف. (2017). العلاقة بين الصلابة النفسية وقلق المستقبل ومستوى الطموح لدى طلبة جامعة حائل بالسعودية. مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات التربوية والنفسية، 3(10).
الزين، ممدوح (2019). السعادة النفسية وعلاقتها بمستوى الطموح لدى طلبة الجامعة الأردنية المتوقع تخرجهم، مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية، المجلد (28) العدد،2، ص. 251-269، الجامعة الأردنية، الأردن.
السبعاوي، فضيلة عرفات (2008). قلق المستقبل لدى طالبات کلية التربية وعلاقته بالجنس والتخصص الدراسي. مجلة العلم والتربية، جامعة الموصل، العراق: 15(2).
سرحان، نظمبة محمود (1993). العلاقة بين مستوى الطموح والرضا المهني للأخصائيين الاجتماعيين. مجلة علم النفس،7(28)،112-124.
سعود، ناهد شريف. (2005) قلق المستقبل وعلاقته بسمتي التفاؤل والتشاؤم، رسالة دکتوراه غير منشورة، جامعة دمشق، سوريا.
السفاسفة، محمد إبراهيم (2016). قلق المستقبل وعلاقته بالتوجهات الهدفية والکفاءة الذاتية المدرکة لدى الطلبة الخريجين في جامعة مؤته. مجلة البلقاء للبحوث والدراسات، العدد (2) المجلد،20، ص. 9-31، جامعة عمان، الأردن.
السفاسفة، محمد والمحاميد، شاکر. (2007) قلق المستقبل المهني لدى طلبة الجامعات الأردنية وعلاقته ببعض المتغيرات، مجلة العلوم النفسية والتربوية، البحرين، 8(3) ،127-142.
شقير، زينب محمود (2005): مقياس قلق المستقبل، مکتبة الأنجلو المصرية، القاهرة
عبد السميع مليجي، أمال. (2004) مقياس مستوى الطموح عند المراهقين والشباب. القاهرة: مکتبة أنجلو المصرية.
عبد الفتاح، کاميليا (2007). مستوى الطموح والشخصية، الرياض، دار الزهراء، ط4.
عزيز، أوان کاظم وصالح، عامر مهدي. (2019) التحيز المعرفي وعلاقته بمستوى الطموح لدى طلبة الجامعة. مجلة جامعة تکريت للعلوم الإنسانية، 26(10) 249- 272.
الغامدي، صالح بن یحیى الجار االله. (2012) اختبار القدرات العامة وعلاقته بقلق المستقبل في ضوء بعض المتغیرات لدى عینة من طلاب المرحلة الثانوية بالمملکة العربیة السعودیة، مجلة کلیة التربية ببنها، 124 –163، (90)23.
محمد، عبد التواب معوض وعبد العظیم، سید. (2005) مقیاس مستوى الطموح. القاهرة مکتبة أنجلو المصریة.
المشيخي، غالب -محمد (2009.) قلق المستقبل وعلاقته بکل من فاعلية الذات ومستوى الطموح لدى عينة من طلاب جامعة الطائف، رسالة دکتوراه غير منشورة، جامعة أم القرى، کلية التربية
المومني، فاطمة أحمد. (2013). قدرة مستوى الطموح بالتنبؤ بالضغوط النفسية في ضوء بعض المتغيرات لدى أسر طلبة الثانوية في مدينة أربد – الأردن. مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات، العدد (37)، ص. 150-176، الأردن.
المومني، محمد أحمد ونعيم، مازن محمود. (2013) قلق المستقبل لدى طلبة کلية المجتمع في منطقة الجليل، في ضوء بعض المتغيرات. المجلة الأردنية في العلوم التربوية، مجلد 9، عدد2، 173-185.
النجار، محمود محمد. (2011) قلق المستقبل وعلاقته بالصلابة النفسية ودافعية الإنجاز لدى طلاب الجامعة. رسالة ماجستير منشورة، کلية التربية، جامعة طنطا.
وادة، فتحي. (2019) قلق المستقبل وعلاقته بفاعلية الذات لدى عينة من طلبة جامعة الوادي، مجلة العلوم النفسية والتربوية، المجلد (4) العدد، 5، ص. 69-90، جامعة عبد الحميد مهري، قسنطينة، الجزائر.
Al Matarneh1, A, Altrawneh, A. (2014). Constructing a scale of future anxiety for the students at public jordanien university, International Journal of Academic Research, Part B; 6(5), 180-188.
Kaya, S., & Avci, R. (2016). Effects of cognitive-behavioral-theory-based skill-training on university students’ future anxiety and trait anxiety. Eurasian Journal of Educational Research, 66, 281-298.
Mohamed Kamal Hijazi, M., & El Den Abdel Razik Hawary, H. (2013). Sports Future Anxiety and its Relationship with Causal Attribution Types among some Combat Athletes. Assiut Journal of Sport Science and Arts, 113(1), 256-277.
Mouloud, K & Abd El-kadder, B. (2018). Future anxiety and its relationship to level of aspiration among physical education students, Physical Education and Sport Institute, Mostaganem University,13.328-338.
Sharma (2010). Level of aspiration among the students of professional and nonprofessional courses . Journal of Psychosocial Research. Vol. 5 (2), PP. 177-184.
Stutzer,A.(2004) The role of income aspiration in individual happiness. Journal of Economic Behavior and Organization, 54,(1),pp.89-109.
Zaleski, Z (1994): Personal future in hope and anxiety perspective, Psychology of future orientation, scientific society of the Catholic University of Lublin, 32, 173 – 194.