نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
کلية التربية – جامعة الطائف
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
کلية التربية
کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم
إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)
=======
إدارة الوقت وعلاقته بالضغوط الاکاديمية وقلق الاختبار
لدى طالبات جامعة الطائف
إعــــــــــداد
أمجاد عباد مسلم القرشي
ماجستير علم نفس تربوي
کلية التربية – جامعة الطائف
} المجلد السابع والثلاثون– العدد السادس – يونية 2021م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
الملخص:
يهدف البحث إلي التعرف على العلاقة بين درجات طالبات جامعة الطائف على مقياس إدارة الوقت ودرجاتهن على مقياس الضغوط الأکاديمية ، و التعرف على العلاقة بين درجات طالبات جامعة الطائف على مقياس إدارة الوقت ودرجاتهن على مقياس قلق الاختبار ، والکشف عن الفروق بين متوسطي درجات طالبات جامعة الطائف في مقياس إدارة الوقت وفقًا للتخصص، وللتوصل الي هذه الدراسة تم الاعتماد على المنهج الوصفي الارتباطي المقارن، وتم استخدامه لأنه يتناسب مع أهداف هذا البحث وإجراءات تطبيقه ، وتکونت العينة الأساسية من (280) طالبة بالمستوى السادس منهم (140) طالبة بکليتي العلوم والحاسبات، و(140) طالبة بکليتي الآداب والشريعة ، وتوصلت النتائج الي وجود علاقة ارتباطية سالبة دالة إحصائيًا بين إدارة الوقت والضغوط الأکاديمية لدى طالبات جامعة الطائف ، وتوجد علاقة ارتباطية سالبة دالة إحصائيًا بين إدارة الوقت وقلق الاختبار لدى طالبات جامعة الطائف ، وعدم وجود فروق دالة إحصائيًا في مستوى إدارة الوقت وفقًا للتخصص الأکاديمي (علمي- أدبي).
الکلمات المفتاحية:إدارة الوقت – الضغوط الاکاديمية – قلق الاختبار.
Abstract
The study aimed to identify the relationship between the degrees of students of Taif University on the scale of time management and their degrees on the scale of academic pressures, and to identify the relationship between the grades of students of Taif University on the scale of time management and their degrees on the scale of academic pressures, and to identify the relationship between the degrees of students of Taif University on the scale of time management, and to reach this study was based on the comparative correlation descriptive method, and was used because it is commensurate with the objectives of this research and the procedures of its application, and consisted of the basic sample of (280) students at the sixth level (140) students in the faculties of science and computers, and (140) students in the faculties of arts and sharia. Results showed a statistically negative correlation between time management and academic pressures among students of Taif University, and there is a negative correlation statistically significant between time management and test anxiety among taif university students, and the absence of statistically significant differences in the level of time management according to academic specialization (scientific-literary).
Key words: Time Management - Academic Stress - Test Anxiety.
المقدمة:
الوقت هو أغلى ما يملک الفرد وقد أدى اکتشاف العالم المصري أحمد زويل وحدة الفيمتو ثانية Femtosecond لقياس الزمن إلى الدخول في حلقة جديدة من الصراع الزمني، الذي يحتاج إلى دقة متناهية في إدارته، وفِي الإجراءات الواجب اتخاذها نحو الاستفادة من کل ثانية تمر من الوقت، والحرص عليها واستغلالها فيما يفيد (الرشيدي،174،2011).
وتؤثر إدارة الفرد لوقته على ذاته والأسرة والمجتمع؛ لأن الوقت من أهم عناصر الإنتاج الرئيسة، وتعتبر اتجاهات الأفراد في أي مجتمع نحو الوقت وأهميته وکيفية استغلاله أحد العناصر الداعمة للبيئة الثقافية، کما أنه من الممکن قياس مدى التقدم الحضاري لمجتمع ما من خلال اتجاهات أفراده نحو الوقت ومدى تقديرهم له، فالوقت هو الحياة وهو الوعاء الذي يتفاعل فيه الجهد البشري مع معطيات الوجود المختلفة (أحمد وحافظ، 2003، 187).
وتساعد مهارات إدارة الوقت على القيام بالمهام والأعمال والأنشطة المختلفة المرغوب فيها والمطلوب القيام بها، وکذلک الشعور بالتحسن بشکل عام في الحياة وإنجاز الأهداف والطموح والتخفيف من ضغوط الحياة المختلفة، فإذا لم تقمِ بإدارة الوقت فلن تستطيع إدارة شيء آخر فمعظم أفکار إدارة الوقت بديهية ولکنها ليست شائعة، فالإدارة الجيدة للوقت تزيد الإنتاجية والأداء العام، ويمکنها أيضًا أن تحسن من الحالة النفسية للطلاب وغيرهم وتزيد من رضاهم عن الدراسة (فضل،289،2014).
هذا ويتعرض طلبة الجامعة إلى أنواع مختلفة من الضغوط مثل: الضغوط الأکاديمية والاقتصادية والاجتماعية والشخصية والأسرية، وتأتي الضغوط الأکاديمية في مقدمة هذه الضغوط، حيث يکون مطلوبًا منهم إنجاز العديد من المهام والتکليفات وتسليمها في مدة زمنية محددة ((Konig & Kleinmann , 2006,197 ، فالطلبة الذين يعانون من ضعف مهارات إدارة الوقت يکونون أقل قدرة على حل المشکلات،والسيطرة والتحکم في مجريات أمورهم ومعالجة الضــــغوط التي يتعرضـــــون لها ،وهم أقل کفــــــــــاءة وفعـــــاليـــــة في إدارة المهـــــــام التي يکلـــــــــفون بهــــا
.(Misra & Mckean, 2000,43; Abdin & Omer ,2010,14)
ويعد القلق أحد متغيرات الشخصية المهمة وهناک اعتقاد ساد لفترة طويلة بأن للجوانب غير المعرفية کالوجدانية والاجتماعية دورًا في عمليات التعلم، ولکن بعد الدراسة والبحث؛ وجد أنه لا يمکن فصل الجوانب المعرفية عن غير المعرفية في التعلم، حيث أن الجوانب غير المعرفية ترتبط بوظيفة الدماغ، وتعمل کقوة شاحنة ونشطة ومحرکة للخطط المعرفية والبنية الفکرية کما أن السلوک الظاهر الذي يختلف باختلاف الأشخاص مع تساويهم في الجانب المعرفي يعتبر دليلًا على دور الجوانب غير المعرفية في التعلم والسلوک (الجغيمان،2011، 204).
وقلق الاختبار أحد أنواع القلق ويمثل أهم المشکلات التي يواجهها الطلاب، والتي تظهر في أي وقت من العام الدراسي کلما أعلن المعلمون عن اختبار ما، فالطلاب الذين يکون قلقهم من مواقف الاختبار مرتفعًا يميلون إلى إدراک المواقف التقويمية على أنها مهددة (سايحي، 2004، 65).
يتضح مما سبق أهمية إدارة الوقت للطلبة بوجه عام ولطالبات الجامعة بوجه خاص، کما يتضح الأثر السلبي للضغوط الأکاديمية ولقلق الاختبار على الأداء الأکاديمي وعلى مجمل جوانب الشخصية.
مشکلة البحث:
لإدارة الوقت أهمية کبيرة وتترکز إدارة الوقت على کيفية استغلاله بکفاءة، حيث ينتج عن قصور إدارة الوقت خاصة لدى الطلاب عواقب سلبية متعددة کالتحصيل الأکاديمي المتدني، والغياب المستمر عن المحاضرات الدراسية، إضافة إلى ظهور آثار انفعالية کالشعور بالتوتر وعدم الکفاءة، وضعف القدرة على الوفاء بالالتزامات والمسؤوليات والمهام.
ويشکو الکثير من الأفراد من عدم إنجاز الأعمال الموکلة إليهم في وقتها المحدد، ومن کثرة الأعمال الملقاة على عواتقهم، ويرجعون سبب ذلک إلى ضيق الوقت، ويعتبر هذا شکوى عــــــــــامة لدى الکثيرين، لذا کان دراســـــــــــــــة إدارة الوقــــــت وحسن إدارته، من الموضوعــــــــــات المهمـــــــة الجديرة بالبحث والدراسة في مجال التربية وعلم النفس (الشمري،92،2010).
وفي ضوء ما سبق يتضح أن هناک حاجة لدراسة إدارة الوقت وعلاقته بالضغوط الاکاديمية وقلق الاختبار لدى طالبات الجامعة؛ فعملية التعلم تتطلب جهدًا کبيرًا من الطلبة وتعتبر ميدانًا خصبًا لتحقيق التنمية الشاملة لهم، ويجب توفير کل مقومات هذا النمو وجعل التعليم قطبًا جاذبًا للطلاب؛ فإنه إذا ارتبط التعلم بالقلق من الاختبارات والتعرض للضغوط الأکاديمية فإن ذلک يعد ظاهرة تستدعي التحري والدراسة والعمل على بحثها في ضوء علاقتها بإدارة الوقت، وبناءً على ذلک تتحدد مشکلة البحث الحالي في السؤال الرئيس التالي:
ما العلاقة بين إدارة الوقت وکل من الضغوط الاکاديمية وقلق الاختبار لدى طالبات جامعة الطائف؟
ويتفرع من هذا السؤال الرئيس الأسئلة الفرعية التالية:
أهداف البحث:
يسعى البحث إلى تحقيق الأهداف الآتية:
أهمية البحث:
تتضح أهمية البحث الحالي فيما يلي:
الأهمية النظرية:
- تنبع أهمية البحث من أهمية متغيراته المتمثلة في إدارة الوقت والضغوط الأکاديمية وقلق الاختبار ومحاولة إثراء الميدان البحثي لهذه المتغيرات بمزيد من البحث والدراسة، حيث أنهم من أهم المتغيرات التي تؤثر على الفرد في مختلف مجالات الحياة.
- يرکز البحث على أهمية بحث المتغيرات النفسية في ضوء مفهوم العلاقة وبيان الفروق نظرًا لأن السلوک الإنساني بطبيعته متشابک ومتداخل.
- أهمية المرحلة العمرية التي يتناولها البحث وهي المرحلة الجامعية والتي تعتبر مرحلة مهمة في حياة الطالبات، وهن فئة مهمة لرفعة وتقدم المجتمع ينبغي رعايتها، بما يحقق لهن نموًا متکاملًا وشخصية متوافقة في جميع جوانبها.
الأهمية التطبيقية:
- تأتي أهمية البحث الحالي من أهمية ما تم التوصل إليه من نتائج من شأنها الإسهام في إرشاد طلبة الجامعة، ومساعدتهم على تحقيق نتائج أفضل فيما يتعلق بإدارة الوقت والتغلب على الضغوط الأکاديمية وقلق الاختبار.
- قد تفيد نتائج هذا البحث في تقديم تصور عن البرامج المناسبة لطالبات الجامعة والتي تسهم في تنمية کفاءتهن وفعاليتهن فيما يتعلق بإدارة الوقت والضغوط الأکاديمية وقلق الاختبار.
- يقدم البحث الحالي إضافة متواضعة لمقاييس المکتبة النفسية العربية وهي: مقياس إدارة الوقت ومقياس الضغوط الأکاديمية ومقياس قلق الاختبار، من إعداد الباحثة.
مصطلحات البحث:
- إدارة الوقت :Time Management
تعرف الباحثة إدارة الوقت بأنها: القدرة على المحافظة على الوقت وتحديد الأهداف والأولويات وإدراک مفهوم ضبط الوقت وآليات تنظيمه، ومراقبة الاستخدام الفعال للوقت وتتبع الأداء ومراجعة إجراءات الحد من هدر الوقت.
- الضغوط الأکاديمية : Academic Stress
تعرف الباحثة الضغوط الأکاديمية بأنها: شعور الطالبــــــــــة بالضيق والتوتر نتيجة إدراکهــــــا التناقــــــض بين المتطلبـــــات الأکاديميـــــة وقدراتهــــــا وإمکاناتهـــا الداخليــة والخارجية.
- قلق الاختبارTest Anxiety:
تعرف الباحثة قلق الاختبار بأنه: انفعال غير سار مرتبط بمثير الاختبار يؤدي إلى استجابات غير مناسبة تجاه المواقف الاختبارية.
حدود البحث:
تشمل حدود البحث ما يلي:
الإطـــار الــنظري:
اولًا : إدارة الوقت:
وأوضح الجريسي (54،2006) أنه عند دراسة إدارة الوقت فإننا لا ننطلق إلى تغييره ولا إلى تعديله بل إلى کيفية استثماره بشکل فعال ومحاولة التقليل من الوقت الضائع دون فائدة حقيقية.
وتحتاج الحياة إلى تنظيم الأعمال والأوقات، وعن طريق الإدارة الفعالة للوقت يمکن لکافة الطلاب بمختلف المراحل التعليمية التغلب على ضيق الوقت وتعدد المهام؛ ومن ثم تحقيق أعلى معدلات الإنجاز الدراسي ومقاومة المشتتات.
تعريف إدارة الوقت:
يعتبر مفهوم إدارة الوقت من المفاهيم المتکاملة والشاملة لأي زمان ومکان، فإدارة الوقت لا يقتصر تطبيقها على مکان أو زمان دون آخر وتتعدد تعريفات إدارة الوقت ومنها ما يلي:
- يعرف الشيراري إدارة الوقت بأنها (17،2004) تنظيم العمل والسيطرة على مجرياته وفق محدد زمني.
- ويعرفها أبو ناصر (41،2008) بأنها الطرق والوســـــائل التي تعين الطـــــــــالب على الاســــــــــتفادة القصوى من وقتـــــــــــــــه في تحقيق أهدافــــــه وخلق الــــــــــتوازن في حياته ما بين الواجبـــــــات والرغبـــــــــات والأهداف.
- ويعرفها أبو شيخة (14،2009) بأنها إدارة الذات للحصول على النتائج المرغوبة في الوقت المحدد.
مهارات إدارة الوقت:
ثلاث مهارات لإدارة الوقت هي: Xiting & Zhijie (2001,338)ذکر
1-الشعور بقيمة الوقت: وتتضــــــمن قيمــــة الوقـــــت ذات التوجيه الاجتماعي وقيمة الوقت ذات التوجيه الفردي.
2-الشعور بالتحکم والسيطرة على الوقت: وتتضمـــــن إعداد الأهـــــــداف والتخــــــطيط والأولويات وتخصيص الوقت والتغذية الراجعة.
3-الشعور بکفاءة الوقت: وتتضمن فعالية سلوکيات إدارة الوقت.
أهمية إدارة الوقت:
تعد إدارة الوقت من المفاهيم واسعة الانتشار في جميع مجالات الحياة، وهي إحدى مصادر القدرة على التکيف مع ظروف الحياة وما فيها من مطالب تؤثر على الرفاهية النفسية والصحة الجسدية والعقلية؛ فمن مقومات السعادة التقدير الدقيق لقيمة الوقت واستغلاله في الأعمال الأکثرأهمية وبأفضل وسيلة، کما أنها أساس الأداء والإنتاج وتحقيق الجودة الشاملة (فضل،289،2014).
کما أشارت الدراسات إلى أن الوقت هو أحد العوامل المسببة لشعور الطلاب بالضغوط الدراسية، وأن الطلاب ذوي المهارات المرتفعة في إدارة الوقت يکون لديهم قدرة فائقة على التحکم في الوقت، وترشيده؛ مما يسهم في اختزال الشعور بالضغط
يتضح مما سبق أن الوقت من أهم وأندر الموارد التي يمتلکها الإنسان في الحياة، ونظرًا لهذه الخاصية التي يمتاز بها الوقت وجب على کل فرد أن ينظر إلى هذا المورد بعين الاهتمام، والعمل على استغلاله بشکل أفضل من خلال الحرص على کفاءة إدارته، وترى الباحثة أنه لکي يحقق طلاب الجامعة التفوق والتميز عليهم إدراک أهمية الوقت، وضرورة المحافظة عليه وتنظيمه, والتخطيط له، وجدولة المهام بتحديد الأولويات للمهام الضرورية والمهام الأکثر أهمية ثم التي تليها في الأهمية، کما ينبغي مقاومة مضيعات الوقت التي تعرض الطلبة للاضطرابات والضغوط والتوتر وتنعکس سلبًا على أدائهم الدراسي .
مضيعات الوقت:
وهناک مضيعات عديدة للوقت يمکن إيجازها فيما يلي:
- غياب التخطيط: يعد التخطيط من أهم تقنيات إدارة الوقت وهو يرتبط بشکل أساسي مع کفاءة إدارة الوقت، فمن مقومات الخطة الناجحة أن تکون محددة بفترة زمنية معينة سواء کانت طويلة أو متوسطة أو قصيرة الأجل، ولا بد من تحديد أهداف معينة تتميز بالوضوح الکمي والزمني وخالية من أي تعارض، وتکون مرنة بحيث تأخذ في الحسبان التغيرات المحتملة.
- سوء التنظيم والتنسيق: يعد الوقت موردًا حيويًا، ولهذا فإن استغلال هذا المورد بشکل سليم يستدعي قدرًا مرتفعًا من التنظيم والتنسيق؛ فتنظيم الوقت ينطوي على إنشاء هيکل مقصود للأدوار والواجبات، عن طريق تمييز وتحديد النشاطات اللازمة لتحقيق الأهداف؛ وذلک لأنه في غياب التنظيم سيصبح من الصعب الوصول للأهداف المرجوة.
- ترک المهام قبل إتمامها: أن ترک المهام قبل إتمامها والدخول في مهام جديدة يعد من أخطر مضيعات الوقت.
- البعد الواقعية: فقبل أن يبدأ الفرد بالتخطيط يجب أن يکون واقعيًا في تحديد أهدافه ومخططاته، مع توفير الوقت الکافي لإنجاز کل عمل.
- عدم توفر الموارد اللازمة: إن غياب وعدم توفر کل الموارد اللازمة لإتمام العمل يعد أحد مضيعات الوقت (الهاشمي وآسية،8،2016).
التصورات النظرية المفسرة لإدارة الوقت:
- نظرية التحليل النفسي:
أن الفکرة المحورية التي قام عليها التحليل النفسي أن الإنسان رهين ماضيه البعيد, ولا بد من الرجوع للماضي باعتباره مصدر کل شيء, ولأنه المرد الرئيس الذي يحل کل مشکلات ومعضلات الحاضر والمستقبل, وأن الحاضر هو نتاج الماضي والمنبئ بالمستقبل, کما أن السنوات الأولى في حياة الفرد هي التي تحکم الحاضر والمستقبل وتجعلها قدرًا محتومًا, وهذا کله دليل على أن الزمن هو وعاء الأحداث والمواقف, وأن محاولة الفرد التوافق مع صراعات الحياة يعد ضمنيًا تعاملًا مع الزمن والتحکم فيه وتنظيمه في ضوء معطيات الماضي وتطلعًا إلى مستقبل أفضل يزدهر بالعطاء والإنتاج, وبذلک يکون الزمن هو حلقة الوصل بين الأنا والآخر، وأن إدارة الوقت تنشأ من التنظيم بين الخبرات الماضية والواقع ومعطيات المستقبل، مما يمکن أن نطلق عليه ثلاثية الوقت (الماضي والحاضر والمستقبل) (مصطفى،2006، 61).
- النظرية السلوکية:
استخدمت النظرية السلوکية الزمن کمقياس للتعلم، کما حدث في تجارب المتاهة والتجارب التي قدمها ثرونديک في نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ، کما يظهر الزمن في قياس القدرة اللغوية أو اللفظية وذلک من خلال عدد الکلمات في وحدة الزمن، کذلک استخدم الزمن في دراسة نسبة التعزيز عند سکينر حيث قام بقياس عدد التعزيزات التي تقدم للکائن الحي في وحدات زمنية ثابتة أو متغيرة (عثمان، 2000، 64).
ومن وجهة نظر النظرية السلوکية فإنها ترى بمبدأ بريماک للتعلم Premack Principle والذي يقوم على ترتيب معطيات الموقف بحيث يجعل الشيء الذي له صفة المکافأة أو التدعيم بالنسبة للفرد يأتي بعد السلوک المطلوب تعديله, ويعتمد هذا المبدأ على مقدار الزمن الذي يستغرقه الفرد, وعلى ترتيب معطيات الموقف, وهذا يعد من مهارات إدارة الوقت, فالأرکان الثلاثة الکبرى للسلوکية هي( الاستجابة لمثير, والتجريب, والملاحظة والقياس) وهذا يتطلب وقتًا, فالزمن إذن أحد العوامل الرئيسية للملاحظة والقياس والتعلم, لأن الفرد القادر على تنظيم وتحديد وقته هو ذلک الفرد الذي يستطيع أن يشاهد ويلاحظ ويتعلم أکثر (مصطفى،2006, 62).
وأوضح حسن (11،2006) أن العلاقة بين الإنسان والوقت علاقة سيکولوجية وتعتمد على عوامل ذاتية تتباين من شخص لآخر من حيث الإدراک والاستجابة، لذلک تبقى مشکلة الوقت دائمًا مرتبطة بوجود الإنسان، حيث يختلف مفهومها بين الأفراد باختلاف ثقافاتهم وحاجاتهم وطبيعة الوظائف، وتتعاظم هذه المشکلة في المجتمعات النامية أکثر من المتقدمة، حيث أن سلوک الانسان تجاه الوقت مکتسب من البيئة الاجتماعية ومن القيم السابقة التي تکونت لديه عن التعامل مع الوقت، کما تؤثر العادات والتقاليد في سلوک الأفراد مثل القدرية وعدم التخطيط .
ثانيًا: الضغوط الإکاديمية:
تتفق الآراء على أن التعرض للضغوط أمرًا حتميًا لا مفر منه فواقع الحياة محفوف بالعقبات والصعوبات وأشکال الفشل؛ مما يؤثر تأثيرًا سلبيًا على الجوانب المعرفية والانفعالية والسلوکية للأفراد، ولقد اهتم الباحثون بدراسة المشکلات المتعلقة بالضغوط وکيفية مواجهتها والحد منها مستقبلًا.
تعريف الضغوط:
تعبر الضغوط عما يحدث للفرد عندما يتعرض لمواقف تتضمن مثيرات يصعب عليه مواجهة متطلباتها، وبالتالي يتعرض لردود فعل انفعالية، ومعرفية، وعضوية تتضمن مشاعر سلبية وأعراض فيسيولوجية تدل على تعرضه للضغوط، فهي مجموعة أعراض تتزامن مع التعرض لموقف ضاغط وهي مجموعة من المواقف والأحداث أو الأفکار التي تفضي إلى الشعور بالتوتر، وتستشف عادة من إدراک الفرد بأن المطالب المفروضة عليه تفوق قدراته وإمکانياته (دخان والحجار،372،2006).
مصادر الضغوط الأکاديمية لدى طلبة الجامعة:
توصلت دراسة عبد الرحيم (114،2001) إلى أنه من أهم العوامل التي تسبب الضغوط الأکاديمية لطلبة الجامعة: کثرة الواجبات الدراسية والأبحاث المطلوب منهم تسليمها في وقت محدد، وعدم ملائمة أوقات بعض المحاضرات لظروف الطلاب، وطول انتظار الکتاب المقرر مع اقتراب وقت الامتحان.
آثار الضغوط الأکاديمية:
وأشارت دراسة Hussain et al., (2008, 72)إلى أن الضغوط الأکاديمية تؤدي إلى قصور شديد في التوافق الدراسي، وينتج عنها العديد من الأعراض الجسدية المرضية حيث تؤثر سلبًا على الصحة العامة للطلاب فيصابون بالأمراض کالصداع وارتفاع ضغط الدم ..الخ، کما تؤثر على صحتهم النفسية فنجدهم يعانون الاکتئاب والقلق والرغبة في ترک الدراسة وتدني الثقة بالنفس وتکوين مفهوم ذات سلبي نتيجة ضعف التحصيل والعجـــــــز عن مواجهة متطلبات الدراسة
.(Conner et al., 2012,55)
التصورات النظرية المفسرة للضغوط:
-نظرية يرکس دودسون:
تعد أول نظرية شائعة في الضغوط وظهرت عام 1908 وهي معروفة باسم قانون يرکس دودسون، ويقترح هذا القانون أن العلاقة بين الأداء والضغوط عکسية، فالمستوى المنخفض من الضغوط يزيد من الأداء، والمستوى المرتفع من الضغوط يقلل من الأداء، وإذا طبقنا هذا المبدأ على خبراتنا اليومية، نلاحظ أننا نحتاج أن نعالج الضغوط حتى نستطيع أن نتعامل مع تحديات الحياة اليومية، ويوضح الشکل التالي العلاقة بين الضغط والأداء.
- المنحى الفسيولوجي (نظرية سيلي):
ينظر سيلي للضغط على أنه استجابة لعامل ضاغط، ويميز الشخص ويصفه على استجابته للبيئة الضاغطة وأن هناک استجابة أو أنماطًا معينة من الاستجابات يمکن الاستدلال منها على أن الشخص يقع تحت تأثير مزعج (موقف ضاغط)، وتعتبر هذه الاستجابة ضغطًا فعليًا، کما يعد حدوثها مصحوبًا بأعراض تمثل بالفعل حدوث ضغط، وقدم سيلي مفهوم نمط التکيف العام للأعراض المزمنة General Adaptation Syndrome (GAS)، وقد بدأ عمله مهتمًا بالکشف عن تأثيرات الهرمونات على الأداء الفسيولوجي, ثم أصبح مهتمًا بالتأثير الضاغط للتدخلات التي استخدمها في تجاربه، والتي عرض فيها الفئران لضواغط شتى ومستمرة – مثل التعب أو البرد الشديد – ولاحظ استجابات الفئران الفسيولوجية, حيث لاحظ أن کل الضغوط أدت إلى تمدد القشرة الأدرينالينية، وتقلص أو انکماش الغدة الصعترية والغدد الليمفاوية وتقرح المعدة والاثنا عشر (يوسف،9،2007).
ولاحظ سيلي أن الأشخاص الذين تقع عليهم الضغوط يمرون في ثلاث مراحل مختلفة لا بد منها، وقد أطلق عليها الأعراض العامة للضغوط:
المرحلة الأولى: الإنذار، وفيه يظهر الجسم تغيرات واستجابات تتميز بها درجة التعرض المبدئي للضاغط ونتيجة لهذه التغيرات تقل مقاومة الجسم، ويوضح سيلي أنه في حالة أن يکون الضاغط شديدًا فإن مقاومة الجسم تنهار وتکون الوفاة.
المرحلة الثانية: المقاومة، وتحدث هذه المرحلة عندما يکون التعرض للضاغط متلازمًا مع التکيف، وهنا تختفي التغيرات التي ظهرت على الجسم في المرحلة الأولى, وتظهر تغيرات واستجابات أخرى تدل على التکيف.
المرحلة الثالثة: الإرهاق، وهي مرحلة تعقب المرحلة الثانية ويکون فيها الجسم قد تکيف، غير أن الطاقة الضرورية تکون قد استنفذت وأنه إذا کانت الاستجابات الدفاعية شديدة ومستمرة لفترة طويلة فإنه قد ينتج عنها أمراض التکيف التي تحدث عندما يتعدى مصادر الجهاز الفسيولوجي (الرشيدي،51،1999).
إدارة الوقت والضغوط الأکاديمية:
في ضوء مراجعة الباحثةلإدارة الوقت والضغوط الأکاديمية يتضح ضرورة مراعاة مهارة طلاب الجامعة في إدارة وقتهم واستغلاله في تحسين وضعهم الدراسي والتغلب على الضغوط الأکاديمية، فالبيئة الجامعية بجوانبها الاکاديمية والنفسية والاجتماعية تمثل مصادر للضغوط يتعرض لها الطلاب في هذه المرحلة، وتفرض تطورات الحياة ودينامياتها الکثير من التحديات التي تظهر فى الفرد أفضل ما لديه من جوانب تميز وأداء فاعل وسلوک تکيفى ، ولکن إذا فاقت هذه التطورات قدرته على تحملها تحولت إلى أحداث ضاغطة، تعبر عن نفسها بمجموعة من الأعراض منها الشعور بالضغوط.
فالطالب غير المتحکم في مهارات إدارة الوقت يعاني من تراکم الواجبات والتکليفات؛ مما يسهم في تعرضه للضغوط النفسية التي قد تکون سببًا في زيادة التوتر والأرق، واضمحلال البناء الاجتماعي، وکثرة المشاکل النفسية، وغير ذلک من الأمور التي تعوق تقدم الأداء، وتقلل منالإيجابية والرغبة في التطور(Morgan,2004,4053).
ثالثًا : قلق الاختبار:
يعد القلق من الموضوعات المهمة التي مازالت تحتل مکانة کبيرة في البحوث النفسية والتربوية، ولقد ترکزت العديد من أبحاث القلق حول القلق العام، إلا أنه قد ظهر نوعًا من الاهتمام النسبي بأنواع أخرى من القلق وأهمها قلق الاختبار (سايحي، 2004، 11).
نسبة انتشار قلق الاختبار:
القلق هو أکثر حالات العصاب شيوعًا، ومن أکثر الاضطرابات النفسية عمومًا، فهم يمثل من 30%-40% من الاضطرابات العصابية، وهو أشيع لدى الإناث منه لدى الذکور، وهو أشيع في الطفولة والمراهقة وسن القعود والشيخوخة (زهران، 2005، 485) .
تعريف قلق الاختبار:
قلق الاختبار حالة انفعالية تتواجد عند کل الأفراد الذين يخبرون المواقف الإمتحانية، وهي في حدودها المتوسطة تعتبر دافعًا للإنجاز والتحصيل وبذل مزيدًا من الجهد، من هنا يعتبره بعض علماء النفس محرضًا للإنجاز، أما إذا تجاوز القلق الحدود المتوسطة؛ فإنه يؤدي إلى ظهور اضطرابات وأعراض نفسية متنوعة ويعيق الفرد عن العمل والإنجاز، وهنا ينظر للقلق باعتباره حالة مرضية (عبد الله، 2004، 473).
أسباب قلق الاختبار:
نتيجة لکون أي اختبار يجتازه الإنسان سوف يقرر مصيره في جانب معين من جوانب حياته، مثل النجاح في الدراسة، القبول في وظيفة معينة..إلخ؛ فإن هذه الاختبارات تحظى لدى البعض بهالة من الإثارة والتضخيم والتهويل وذلک يعود إلى أسباب عدة منها ما وضحه کمال (2006، 216) أن شعور الطلاب بالقلق اثناء الدراسة قد يکون له ما يبرره مثل:
1- شعور الطالب بأنه ضعيف في إحدى المواد العلمية وخوفه من الرسوب.
2-حدة المنافسة على الکليات، وميل الوالدين إلى المقارنة بين وضع أبنائهم ووضع أبناء الأقارب والمعارف.
3-تکدس الطلاب في الفصول الدراسية مما يقلل من قدرتهم على التحصيل.
4-المناهج المطولة التي قد يقف الکثير من الطلاب حيالها موقف المتفرج وينتهي بهم الأمر للرسوب.
5- سبب خارجي بسبب متطلبات النمو: في بعض الأحيان يکون السبب خارج عن نطاق السيطرة کمرور الطلاب بمرحلة المراهقة بما فيها من معاناة، فينعکس قلق المراهق على علاقاته بأقرانه وبأسرته وبمعلميه کما يؤثر في تحصيله الدراسي وقدراته .
التصورات النظرية المفسرة للقلق:
– نظرية التحليل النفسي:
لقد کان فرويد أول من اقترح دورًا حاسمًا للقلق في الشخصية، فهو يرى أن القلق هو الظاهرة الأساسية والمشکلة المرکزية في الاضطراب النفسي، وقد عرفه بأنه: انفعال ما يشعر به الإنسان أو حالة انفعالية نوعية غير سارة لدى الکائن العضوي، ويتضمن مکونات ذاتية وفسيولوجية وسلوکية ويرى فرويد أن الأنا Ego هي دائمًا موطن القلق، ولا يؤدي الکبت إلى القلق وإنما يعمل القلق على کبت العامل الذي أثاره وعلى استخدام سائر الآليات الدفاعية (أحمد،2004, 78).
ويرى فرويد أن القلق ما هو إلا نوع من الانفعال المؤلم يکتسبه الفرد ويکونه خلال المواقف التي يصادفها، فهو يختلف عن بقية الانفعالات غير السارة (کالشعور بالإحباط أو الغضب، أو الغيرة) لما يسببه من تغيرات جسمية داخلية يشعر بها الفرد، وأخرى خارجية تظهر على ملامحه وجسمه بوضوح (الخالدي، 2002، 116).
- النظرية السلوکية:
يلخص السلوکيون القلق فيما يلي:
- القلق هو اتجاه انفعالي وشعور مزعج، ويتميز بتناوب وامتزاج مشاعر الخوف والإحباط.
- ينتج القلق من الإحباط أو الضغوط النفسية التي يتعرض لها الفرد.
- بمجرد المرور بخبرة مؤلمة فإنها تتحول إلى استجابة مشروطة ترتبط عن طريق التعميم بمواقف أخرى أقل شدة وإحباطًا وإحداثًا للضغط النفسي.
- يتم تعلم القلق من خلال التوحد بالوالدين، أو تقليد أنماط القلق الخاصة بهما.
- يرتبط القلق بالمؤثرات الطبيعية الخارجية المخيفة مثل الخوف من الحوادث أو التعرض لها، ثم ينقل من خلال مثير آخر من خلال الفعل الشرطي فيؤدي ذلک إلى ظهور الفوبيا ؛لذا لا عجب أن نجد القلق هو المنطلق الأساس خلف کافة أنواع الاضطرابات العصبية (مصطفى,2011، 334).
الدراسات السابقة:
المحور الأول: بحوث ودراسات تناولت إدارة الوقت والضغوط الأکاديمية:
استهدفت دراسة راضي (2002) التعرف على أثر متغيرات الجنس، التخصص، والفرقة الدراسية والتفاعل بينها على درجات الطلاب على مقياس مهارات إدارة الوقت، وکذلک التحقق من وجود فروق فى کل من التحصيل الدراسى والقدرة على التفکير الابتکارى والشعور بالضغوط النفسية بين الطلاب المرتفعين والمنخفضين فى مهارات إدارة الوقت، تکونت عينة الدراسة من (1874) طالبًا في کلية التربية بجامعة المنصورة، موزعين بالتساوي ( ذکور وإناث)، وقد أشارت نتائج تحليل التباين إلى أن الإناث قد حصلن على متوسط درجات أعلى فى مقياس مهارات إدارة الوقت مقارنة بالذکور، کما حصل الطلبة فى الفرق الدراسية الأعلى على متوسطات درجات أکبر فى مهارات إدارة الوقت مقارنة بالطلاب فى الفرق الدراسية الأدنى، بينما لم يتضح وجود فروق دالة إحصائيًا فى مهارات إدارة الوقت بين الطلاب فى التخصص العلمى والأدبى، وأشارت النتائج إلى وجود أثرًا دالًا إحصائيًا لتفاعل متغيرات الجنس والتخصص والفرقة الدراسية على درجات الطلاب على مقياس مهارات إدارة الوقت، وأن الطلاب المرتفعين فى مهارات إدارة الوقت قد حصلوا على متوسط درجات أقل فى مقياس الضغوط النفسية مقارنة بالطلاب المنخفضين فى مهارات إدارة الوقت.
وأجرى Agolla & Ongori (2009) دراسة لتقييم الضغوط الأکاديمية لدى طلاب الجامعة ومعرفة العلاقة بين الضغوط الأکاديمية وإدارة الوقت، وبلغت العينة (320) طالبًا بجامعة بوتسوانا، وتم استخدام مقياس إدارة الوقت، ومقياس الضغوط الاکاديمية وتم تطبيق المقياسين أثناء المحاضرات، وتوصلت النتائج إلى وجود علاقة سالبة دالة إحصائيًا بين الضغوط الأکاديمية وکل من مهارات إدارة الوقت والمشکلات الدراسية، وأنه من أسباب الضغوط الأکاديمية لدى طلاب الجامعة کثرة الأعمال الدراسية وعدم وجود وقتًا کافيًا لإنجازها، وضعف الدافعية، وقصور بعض المقررات الدراسية، والفجوة بين ما يدرس في الجامعة وسوق العمل، وعدم ضمان الحصول على وظائف بعد التخرج، وأوصت الدراسة بضرورة وضع برنامج لتخفيف الضغوط الأکاديمية لدى طلاب الجامعة.
وهدفت دراسة الغراز وآخرون (2009) إلى التعرف على إسهام مهارات إدارة الوقت (الوعي– التخطيط – الرقابة – مضيعات الوقت) في التنبؤ بالضغوط الأکاديمية والتوجهات الدافعية، وتکونت عينة الدراسة من (384) طالبًا وطالبة بکلية التربية ببورسعيد، وأعد الباحثون مقياس إدارة الوقت، وتم استخدام مقياس الضغوط الاکاديمية ومقياس التوجهات الدافعية اعداد بدوي 2004، وأظهرت النتائج أن مهارتي الوعي بالوقت ومراقبة الوقت غير منبئة بالضغوط الأکاديمية، وتبين قوة إسهام باقي مکونات إدارة الوقت في التنبؤ بالضغوط الأکاديمية، وأن القضاء على مضيعات الوقت يسهم بنسبة 57% في التنبؤ بالتوجهات الدافعية.
المحور الثاني: بحوث ودراسات تناولت إدارة الوقت والقلق:
هدفت دراسة Kelly (2003) إلى التعرف على العلاقة بين القلق وإدارة الوقت، وتکونت عينة الدراسة من (130) طالبًا بجامعة جورج فوکس، واستخدم الباحث مقياس القلق من إعداد Davey et al.,1992 , ومقياس سلوک إدارة الوقت من إعداد Macan et al.,1990 واستفتاء بنية الوقت من إعداد Bond & Feather,1988 ، وتوصلت النتائج إلى وجود علاقة ارتباطية عکسية بين مجموع درجات مقياس إدارة الوقت وثلاثة من عوامله المتمثلة في (الإحساس بالهدف، التوجه الحالي، والمثابرة) ، ولم ترتبط سلوکيات إدارة الوقت بالقلق، وأن إدراک کيفية المحافظة على الوقت مفيدًا في خفض القلق.
وهدفت دراسة Sansgiry & Sail (2006) إلى معرفة العلاقة بين إدراک الطلاب لعبء الدراسة وإدارة الوقت وقلق الاختبار، وتکونت العينة من (198) طالبًا من طلبة السنوات الأربعة بکلية الصيدلة بجامعة هيوستن بتکساس شارکوا متطوعين بالدراسة، وأظهرت النتائج ارتباط قلق الاختبار ارتباطًا إيجابيًا ذو دلالة إحصائية بتصورات الطلاب عن الحمل الدراسي وسلبًيا بقدرتهم على إدارة الوقت، ووجدت فروقًا دالة في قلق الاختبار لصالح طلبة الفرقة الثانية کما کانوا أکثر تصورًا للحمل الدراسي، ووجدت فروقًا دالة في إدارة الوقت لصالح طلبة الفرقة الرابعة .
واستهدفت دراسة Kearns & Gardiner (2007) الکشف عن العلاقة بين سلوکيات إدارة الوقت والفعالية المدرکة والروح المعنوية والقلق المرتبط بالعمل, وبلغت العينة (269) من أعضاء هيئة التدريس وطلاب جامعة، وتم استخدام الاستبيان للحصول على البيانات، وأشارت النتائج إلى أنه لا يوجد تأثيرًا دالًا لسلوکيات إدارة الوقت والروح المعنوية المرتبطة بالعمل على القلق المرتبط بالعمل، ولکن يوجد تأثير للفعالية المدرکة في العمل, کما يوجد عنصرين من خمس عناصر للتخطيط وتحديد الأولويات (جدولة الوقت والعمل حتى المواعيد النهائية ووضع القوائم) ارتبطا إيجابيًا بالروح المعنوية المرتبطة بالعمل، کما أن العمل حتى المواعيد النهائية يرتبط بالقلق, کما يوجد (ثلاثة) عناصر من (خمسة) عناصر لتجنب المقاطعات وتشتيت الانتباه (تجنب التأجيل، وقول لا عندما نکون تحت الضغط, وتجنب شغل الوقت على المهام غير المهمة) ارتبطت سلبيًا مع القلق.
المحور الثالث: بحوث ودراسات تناولت إدارة الوقت والضغوط والقلق:
هدفت دراسة Misra & McKean (2000) الکشف عن إمکانية التنبؤ بالضغوط الأکاديمية من خلال إدارة الوقت والقلق والرضا عن أنشطة الترفيه داخل الجامعة، وتکونت العينة من (249) طالبًا وطالبة يدرسون بجامعة الغرب الأوسط بتکساس، وتم استخدام مقياس الضغوط الاکاديمية اعداد Student 1991 ، ومقياس الرضا عن أنشطة الترفيه بالجامعة اعداد Ragheb & McKinney 1993 ، ومقياس ادارة الوقت اعداد Macan et al., 1990 ، ومقياس حالة القلق العام اعداد Spielberger 1980، وأشارت النتائج أن إدارة الوقت لها تأثيرًا دالًا في الضغوط الأکاديمية أکثر من الشعور بالرضا عن أنشطة الترفيه فکلما کان هناک تحکم بالوقت قلت الضغوط الاکاديمية، وتفوقت الطالبات على الطلاب تفوقًا دالًا إحصائيًا في مهارات إدارة الوقت وکنَ أيضًا أکثر شعورًا بالضغوط الأکاديمية والقلق من الطلاب، ووجدت علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائيًا بين القلق والضغوط الأکاديمية، وباستخدام تحليل الانحدار المتعدد أمکن التنبؤ بالضغوط الأکاديمية من خلال إدارة الوقت بنسبة تباين 14% ، وتوصلت الدراسة إلى أن تقليل القلق والإدارة الفعالة للوقت بالاقتران مع الأنشطة الترفيهية استراتيجية فعالة للحد من الضغوط الأکاديمية لدى طلبة الجامعات.
وأجرى الديب والسيد (2016) دراسة هدفت إلى عدة أهداف منها التعرف على مدى إسهام إدارة الوقت والضغوط وقلق الاختبار في التنبؤ بالتلکؤ الأکاديمي لدى طلاب الجامعة، وتکونت العينة من (547) طالبًا بکلية التربية في جامعة الأزهر بالقاهرة، منهم (255) طالبًا من الشعب العلمية و(292) طالبًا من الشعب الأدبية، واستخدم الباحثان مقياس إدارة الوقت ومقياس الضغوط، ومقياس قلق الاختبار، وتوصلت النتائج إلى وجود علاقة ارتباطية طردية دالة إحصائيًا بين کلًا من الضغوط وقلق الامتحان وبين التلکؤ الأکاديمي، ووجدت علاقة ارتباطية عکسية دالة إحصائيًا بين إدارة الوقت والتلکؤ الأکاديمي، کما أظهرت النتائج انخفاض درجة قلق الامتحان ودرجة إدارة الوقت لدى العينة، وأنه يمکن التنبؤ بالتلکؤ الأکاديمي من خلال درجة الضغوط وقلق الامتحان وإدارة الوقت على الترتيب.
وهدفت دراسة Heller & Cassady (2017)إلى عدة أهداف منها تحديد العلاقة بين إدارة الوقت کأحد مهارات إدارة الموارد والقلق ومواجهة الضغوط, ومعرفة ما إذا کانت إدارة الوقت تختلف وفقًا للسن، وتکونت عينة الدراسة من (885) طالبًا من طلاب الفرقة الأولى بکليات المجتمع المعرضين لخطر الفشل الأکاديمي بجامعة جنوب کارولينا, وأظهرت النتائج أن هناک علاقة عکسية دالة إحصائيًا بين مهارات إدارة الوقت والقلق، وبين مهارات إدارة الوقت والضغوط کما کشفت التحليلات عن اختلافات في العينة حيث أفادت أن الإناث الأکبر سنًا (اللواتي تتراوح أعمارهن بين 23 و27 عامًا) بأنهن يواجهن أعلى درجة من الضغوط، کما أظهرت هذه المجموعة انخفاض الإنجازات والتحصيل الدراسي ومهارات إدارة الوقت مقارنة بالطالبات الأقل سنًا.
تعقيب عام على البحوث والدراسات السابقة:
- يلاحظ قلة البحوث والدراسات - في حدود علم الباحثة- التي تناولت إدارة الوقت وعلاقته بالضغوط الاکاديمية وقلق الاختبار في دراسة واحدة.
- يتفق البحث الحالي مع دراسات والبحوث في تناولها لمتغيرات (إدارة الوقت- الضغوط الاکاديمية - قلق الاختبار).
- طبقت بعض البحوث والدراسات السابقة على طلاب وطالبات الجامعة، بينما اقتصر تطبيق البحث الحالي على طالبات الجامعة.
فروض البحث:
1- لا توجد علاقة ارتباطية دالة احصائيًا بين درجات طالبات جامعة الطائف على مقياس إدارة الوقت ودرجاتهن على مقياس الضغوط الأکاديمية.
2- لا توجد علاقة ارتباطية دالة احصائيًا بين درجات طالبات جامعة الطائف على مقياس إدارة الوقت ودرجاتهن على مقياس قلق الاختبار.
3- لا توجد فروق دالة احصائيًا بين متوسطي درجات طالبات جامعة الطائف في إدارة الوقت وفقًا للتخصص (علمي- أدبي).
المنهج والإجراءات
منهج البحث:
اعتمد البحث على المنهج الوصفي الارتباطي المقارن، وتم استخدامه لأنه يتناسب مع أهداف هذا البحث وإجراءات تطبيقه.
مجتمع البحث:
يتمثل مجتمع البحث في جميع طالبات المستوى السادس بجامعة الطائف في الحوية في العام الدراسي1439/1440ه، وبلغ عددهن (4073) طالبة، منهن (2345) طالبة بالکليات العلمية وتشمل کليات ( العلوم، الهندسة، الحاسبات وتقنية المعلومات، التصاميم والفنون التطبيقية) ، و( 1728) طالبة بالکليات الأدبية وتشمل ( التربية، الآداب، الشريعة والأنظمة، المجتمع، إدارة الأعمال) .
عينة البحث:
أ. العينة الاستطلاعية: تکونت من (60) طالبة من طالبات المستوى السادس بکليات (العلوم، والحاسبات وتقنية المعلومات، والآداب، والشريعة) بجامعة الطائف، بواقع (15) طالبة من کل کلية، وبلغ متوسـط أعمارهن الزمنية (21.29) عامًا بانحراف معياري (1.93) ، وتم الاستعانة بهذه العينة للتحقق من الخصائص السيکومترية لأدوات البحث.
ب. العينة الأساسية: تکونت من (280) طالبة بالمستوى السادس منهم (140) طالبة بکليتي العلوم والحاسبات، و(140) طالبة بکليتي الآداب والشريعة وبلغ متوسط أعمارهن الزمنية (21.73) عامًا بانحراف معياري (3.25).
الأساليب الإحصائية المستخدمة في تحليل البيانات:
تم استخدام الأساليب الإحصائية التالية:
- المتوسط الحسابي.
- والانحراف المعياري.
- معامل الارتباط بيرسون.
أدوات البحث:
(1) مقياس إدارة الوقت: إعداد الباحثة
هدف المقياس:
هدف المقياس إلى قياس إدارة الوقت لدى طالبات الجامعة.
خطوات إعداد المقياس:
- الإطلاع على بعض المقاييس التي تناولت إدارة الوقت مثل مقياس دراسات:
Konig & Kleinmann (2006) ، الزهراني (2010)، Cemaloglu &Filiz (2010)
، & Jefferson (2011) Tolchinsky ، علي (2012)، ابو شنب (2014)، محمد (2015)، Garzon, Rafael, & Francisco(2017) .
- تحديد أبعاد مقياس إدارة الوقت، ويتمثل تحديد الأبعاد في تحديد محاور إدارة الوقت وتم استخلاص ثلاثة أبعاد للمقياس هي: إدراک أهمية الوقت، التخطيط، مراقبة الاستخدام الفعال للوقت.
- صياغة المقياس في صورته الأولية المکونة من (52) عبارة موزعة على الثلاثة أبعاد (ملحق: 1) وتم تقدير الاستجابات وفق تدرج خماسي يتکون من البدائل (أوافق بشدة، أوافق، غير متأکد، أعارض، أعارض بشدة) وقد أعطي لهذا التدرج الدرجات ( 5،4، 3 ،2 ،1) على الترتيب للعبارات الموجبة، وفي حالة العبارات السالبة يتم عکس هذه الدرجات.
- حسابالخصائص السيکومترية للمقياس.
- اعداد المقياس في صورته النهائية المکونة من (34) عبارة.
(2) مقياس الضغوط الأکاديمية: إعداد الباحثة
هدف المقياس:
هدف المقياس إلى قياس الضغوط الأکاديمية لدى طالبات الجامعة.
خطوات إعداد المقياس:
-الإطلاع على بعض المقاييس التي تناولت الضغوط الأکاديمية مثل مقياس بدوي (2002)، حتاملة والعزاوي (2007) ، Yumba (2010)، الدعمس (2018).
- تحديد أبعاد الضغوط الأکاديمية، ويتمثل تحديد الأبعاد في تحديد محاور الضغوط الأکاديمية وتم استخلاص ثلاثة أبعاد للمقياس هي: البعد الأکاديمي، البعد الأسري، البعد الشخصي.
- صياغة المقياس في صورته الأولية المکونة من (92) عبارة موزعة على ثلاثة أبعاد (ملحق: 3) وتم تقدير الاستجابات وفق تدرج رباعي يتکون من البدائل (دائمًا, أحيانًا, نادرًا, أبدًا) , وقد أعطي لهذا التدرج الدرجات (4, 3 ,2 ,1) على الترتيب للعبارات الموجبة, وفي حالة العبارات السالبة يتم عکس هذه الدرجات.
- حسابالخصائص السيکومترية للمقياس.
- اعداد المقياس في صورته النهائية المکونة من (60) عبارة .
(3) مقياس قلق الاختبار: إعداد الباحثة
هدف المقياس:
هدف المقياس إلى قياس قلق الاختبار لدى طالبات الجامعة.
خطوات إعداد المقياس:
- الإطلاع على بعض المقاييس التي تناولت قلق الاختبار مثل : مقياس ابو عزب (2008)، ابو مسلم (2014) ، الرواشدة (2016) ، Campbell (2018)، Fleckenstein et al.,(2018).
- تحديد أبعاد قلق الاختبار، وتم استخلاص أربعة أبعاد للمقياس هي: المکون الإدراکي، المکون الوجداني، المکون الجسمي، المکون السلوکي.
- صياغة المقياس في صورته الأولية المکونة من (61) عبارة موزعة على أربعة أبعاد (ملحق: 5) وتم تقدير الاستجابات وفق تدرج رباعي يتکون من البدائل (دائمًا، أحيانًا، نادرًا، أبدًا), وقد أعطي لهذا التدرج الدرجات (4, 3 ,2 ,1) على الترتيب للعبارات الموجبة وفي حالة العبارات السالبة يتم عکس هذه الدرجات.
- حسابالخصائص السيکومترية للمقياس.
- اعداد المقياس في صورته النهائية المکونة من (48) عبارة .
نتائج البحث ومناقشتها
نتائج الفرض الأول ومناقشتها:
ينص هذا الفرض على " لا توجد علاقة ارتباطية دالة احصائيًا بين درجات طالبات جامعة الطائف على مقياس إدارة الوقت ودرجاتهن على مقياس الضغوط الأکاديمية"وللتحقق من صحة هذا الفرض تم حساب معامل ارتباط بيرسون لمعرفة العلاقة بين إدارة الوقت والضغوط الأکاديمية لدى العينة وفيما يلي عرض النتائج:
جدول (1) نتائج حساب معامل الارتباط بيرسون بين إدارة الوقت
والضغوط الأکاديمية (ن=280)
المتغيرات |
العدد |
قيمة معامل الارتباط بيرسون( ر) |
مستوى الدلالة |
إدارة الوقت |
280 |
-0.285 |
0.01 |
الضغوط الأکاديمية |
يتضح من الجدول السابق وجود علاقة ارتباطية سالبة دالة احصائيًا عند مستوى (0.01) بين إدارة الوقت والضغوط الأکاديمية، حيث بلغت قيمة " ر" (- 0.285) ، وبهذا تتحقق عدم صحة الفرض الأول للبحث الحالي ونصه " لا توجد علاقة ارتباطية دالة احصائيًا بين درجات طالبات جامعة الطائف على مقياس إدارة الوقت ودرجاتهن على مقياس الضغوط الأکاديمية"، ويمکن تفسير هذه النتيجة في ضوء أن من لديها مهارات إدارة وقت مرتفعة يکون لديها ضغوط أکاديمية أقل؛ فالضغوط الأکاديمية يصاحبها عادة صعوبات ومشکلات شخصية ودراسية وأسرية کثيرة تفقد الطالبة القدرة على الترکيز، وتشعر معها بالإحباط والانزعاج وعدم الحماس وضعف الرغبة في الأداء؛ وينعکس کل هذا على شخصية الطالبة ويؤدي إلى عدم مقدرتها على إدارة وقتها أو تحقيق الإنجازات المستهدفة؛ فإدارة الوقت تساعد الطالبة في تحديد معايير محددة لتحقيق أهدافها المرحلية والقصيرة والبعيدة المدى والتي يتوقع أن تصل إليها عن طريق سعيها المتواصل في ضوء قدراتها وخبراتها المتراکمة واستمرار إدارتها لوقتها بکفاءة؛ والمعاناة من الضغوط الأکاديمية تعوق کل ذلک، ومن هنا فقد وجدت علاقة سالبة (عکسية) بين إدارة الوقت والضغوط الأکاديمية.
- نتائج الفرض الثاني ومناقشتها:
ينص هذا الفرض على " لا توجد علاقة ارتباطية دالة احصائيًا بين درجات طالبات جامعة الطائف على مقياس إدارة الوقت ودرجاتهن على مقياس قلق الاختبار" وللتحقق من صحة هذا الفرض تم حساب معامل ارتباط بيرسون لمعرفة العلاقة بين مهارات إدارة الوقت وقلق الاختبار لدى العينة والجدول التالي يوضح النتائج:
جدول (2 ) نتائج حساب معامل الارتباط بيرسون بين إدارة الوقت
وقلق الاختبار (ن=280)
المتغيرات |
العدد |
قيمة معامل الارتباط بيرسون( ر) |
مستوى الدلالة |
إدارة الوقت |
280 |
-0.200 |
0.01 |
قلق الاختبار |
يتضح من الجدول السابق وجود علاقة ارتباطية سالبة دالة احصائيًا عند مستوى (0.01) بين إدارة الوقت وقلق الاختبار، حيث بلغت قيمة " ر" (- 0.200) ، وبهذا تتحقق عدم صحة الفرض الثاني للبحث الحالي ونصه " لا توجد علاقة ارتباطية دالة احصائيًا بين درجات طالبات جامعة الطائف على مقياس إدارة الوقت ودرجاتهن على مقياس قلق الاختبار"، ويمکن تفسير هذه النتيجة في ضوء أن من لديها إدارة وقت جيدة تحسن أداء المهام الأکاديمية المکلفة بها وبالتالي يقل قلق الاختبار لديها، فقلق الاختبار يؤدي إلى إخفاقات متکررة وعدم القدرة على التغلب على هذا القلق أو تجاوزه تسبب متاعب کثيرة کفقدان الرغبة في التنظيم وترتيب الأولويات حيث ينشغل تفکير الطالبة في حالة التوتر والانزعاج من الاختبارات والتفکير في فقدان المکانة بسب احتمال الرسوب في الاختبار، وما يصاحب ذلک من انعکاسات فسيولوجية تضعف الطالبة وتزيد من قلقها من الاختبارات؛ الأمر الذي يؤثر بالطبع على إداراتها لوقتها ولتنظيم مهامها الدراسية والشخصية والأسرية، وهو ما يوضح ما توصلت إليه نتائج اختبار الفرض الثاني من البحث الحالي من وجود علاقة ارتباطية سالبة دالة احصائيًا بين إدارة الوقت وقلق الاختبار.
-نتائج الفرض الثالث ومناقشتها:
ينص هذا الفرض على " لا توجد فروق دالة احصائيًا بين متوسطي درجات طالبات جامعة الطائف في إدارة الوقت وفقًا للتخصص (علمي- أدبي) " وللتحقق من صحة هذا الفرض تم استخداماختبار "ت" لعينتين مستقلتين للتعرف على دلالة الفروق بين متوسطي درجات إدارة الوقت لدى طالبات جامعة الطائف وفق متغير التخصص (علمي- أدبي) والجدول التالي يوضح النتائج:
جدول (3) نتائج اختبار "ت" للفروق بين متوسطي درجات إدارة الوقت
لدى طالبات جامعة الطائف وفق متغير التخصص (علمي- أدبي) (ن =280)
المتغير |
التخصص |
العدد |
المتوسط |
الانحراف المعياري |
درجة الحرية |
قيمة ت |
مستوى الدلالة |
إدارة الوقت |
علمي |
140 |
126.80 |
14.86 |
278 |
1.05
|
غير دالة
|
أدبي |
140 |
128.65 |
14.42 |
يتضح من الجدول السابق عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات إدارة الوقت لدى طالبات جامعة الطائف تعزى إلى التخصص (علمي- أدبي) حيث بلغت قيمة "ت"(1.05) وهي قيمة غير دالة؛ ومن ثم تم قبول الفرض الثالث ونصه " لا توجد فروق دالة احصائيًا بين متوسطي درجات طالبات جامعة الطائف في إدارة الوقت وفقًا للتخصص (علمي- أدبي) "
ويمکن تفسير هذه النتيجة في ضوء أن إدارة الوقت والحرص عليها هي مهارة وثقافة في ذات الوقت؛ حيث التعامل مع الوقت کمورد ثمين ومهم على المستوى الفردي والمجتمعي، فالمجتمع السعودي يشهد تطورات سريعة ومتلاحقة في شتى مناحي الحياة؛ حيث يطبق به عددًا کبيرًا من المبادرات والرؤى التطويرية التي تحفز کافة فئات المجتمع على إنجاز ما تم التخطيط له في الفترة الزمنية المحددة، وطالبات الجامعة هن جزء من المجتمع، وهن أکثر احتياجًا من غيرهم لإدارة وقتهن بکفاءة، وتتميز الأقسام الأکاديمية بالجامعة - سواءً تخصصات علمية أو أدبية - بالجدية والارتباط بسوق العمل؛ مما شجع الطالبات خلال الحفاظ على وقتهن واستغلاله بمهارة، ويتضح ذلک من أن المتوسط الذي تم الحصول عليه هو متوسط مرتفع نسبيًا لدى کلا التخصصيين حيث بلغ (126.80) لطالبات القسم العلمي و(128.65) لطالبات القسم الأدبي وهي قيمة مرتفعة نسبيًا في ضوء أن الدرجة الکلية للمقياس تساوي (170) ، فالطالبة الجامعية لا غنى لها عن إدارة وقتها؛ خاصة وأنها وصلت لمرحلة عمرية تتسم بتحسن مستوى النضج النفسي والمعرفي والسلوکي؛ ومن هنا فلم تظهر فروقًا دالة إحصائيًا بين طالبات التخصصات العلمية والأدبية في إدارة الوقت.
ملخص نتائج البحث:
- توجد علاقة إرتباطية سالبة دالة إحصائيًا بين إدارة الوقت والضغوط الأکاديمية لدى طالبات جامعة الطائف.
- توجد علاقة إرتباطية سالبة دالة إحصائيًا بين إدارة الوقت وقلق الاختبار لدى طالبات جامعة الطائف.
- لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطي درجات إدارة الوقت لدى طالبات جامعة الطائف
تعزى إلى التخصص (علمي- أدبي) .
التوصيات:
في ضوء ما أسفرت عنه نتائج البحث الحالي، أمکن تقديم التوصيات التالية:
* ضرورة أن تتضمن مؤسسات التعليم الجامعي برامج للتدريب على إدارة الوقت، خاصة وأن نتائج البحث الحالي أشارت إلى عدم وجود فروقًا دالة إحصائيًا في إدارة الوقت وفقًا للتخصص الأکاديمي (علمي – أدبي) .
* تبصير طلبة الجامعة بأهمية مهارات إدارة الوقت، وتأثيرها في تحقيق أمنهم النفسي والفکري وخفض الضغوط الأکاديمية وقلق الاختبار لديهم خاصة وأن نتائج البحث الحالي أشارت إلى وجود علاقة ارتباطية سالبة دالة إحصائيًا إدارة الوقت والضغوط الأکاديمية وقلق الاختبار.
* تفعيل برامج الإرشاد النفسي بالجامعة بالتوازي مع برامج الإرشاد الأکاديمي.
* ضرورة عمل اختبارات قصيرة Quizzes دورية بهدف تحسين تعلم الطلاب ومناقشة نتائجها مع الطلاب ووضع خطط لتحسين مستويات الطلاب وإحرازهم تقدم في التعلم؛ الأمر الذي يسهم في خفض ضغوطهم الأکاديمية وقلق الاختبار لديهم.
- البحوث المقترحة:
1-إجراء دراسة مقارنة بين طلاب الجامعة وطلاب الدراسات العليا في مهارات إدارة الوقت وقلق الاختبار والضغوط الأکاديمية.
2-إجراء دراسات وصفية محلية وإقليمية لقياس درجة قلق الاختبار بالمراحل التعليمية المختلفة.
3-إجراء دراسات وصفية محلية وإقليمية لقياس درجة الضغوط الأکاديمية بالمراحل التعليمية المختلفة.
4-إجراء دراسات وصفية محلية وإقليمية لقياس درجة إدارة الوقت في المراحل التعليمية المختلفة.
5-فعالية برنامج تدريبي في تنمية مهارات إدارة الوقت لدى طلبة الجامعة.
6-فعالية برنامج إرشادي قائم على تنمية مهارات خفض الضغوط الأکاديمية لدى طلبة الجامعة.
7-فعالية برنامج إرشادي قائم على تنمية مهارات خفض قلق الاختبار لدى طلبة الجامعة.
المراجع
أولًا : المراجع العربية :
ابو شيخة، نادر أحمد (2009). مدخل إلى إدارة الوقت. عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع.
ابو ناصر، فتحي محمد (2008). مدخل إلى الإدارة التربوية: النظريات والمهارت. عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.
أحمد، حافظ فرج، وحافظ، محمد صبري (2003). إدارة المؤسسات التربوية. القاهرة: عالم الکتب.
أحمد، سهير کامل (2004). الصحة النفسية والتوافق. الاسکندرية: مرکز الاسکندرية للکتاب.
الجريسي، خالد عبد الرحمان (2006). إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري(ط3). الرياض: مؤسسة الجريسي للنشر والتوزيع.
الجغيمان، عبدالله محمد (2011). دراسة لبعض المتغيرات التنبؤية للتحصيل المرتفع والتحصيل المنخفض لدى عينة من الطلبة الموهوبين في المدارس الابتدائية. المجلة العربية للتربية، المنظمة العربية للتربية والثقافة، 31، 184- 225.
حسن، محمد عبد الغني (2006). مهارات إدارة الوقت والأولويات. القاهرة: مرکز تطوير الأداء.
الخالدي، أديب محمد (2002). المرجع في الصحة النفسية. طرابلس: الدار العربية.
دخان، نبيل کامل، والحجار، بشير ابراهيم (2006) . الضغوط النفسية لدى طلبة الجامعة الإسلامية وعلاقتهـا بالصلابة النفسية لديهم. مجلة الجامعة الإسلامية،4(2)،369-398.
الديب، محمد مصطفى، والسيد، نبيل عبد الهادي (2016). بعض المتغيرات النفسية المسهمة في التلکؤ الأکاديمي لدى طلاب کلية التربية. مجلة کلية التربية، جامعة طنطا، 62،1-111.
راضي، فوقية محمد (2002) . مهارات إدارة الوقت لدى طلاب الجامعة وعلاقتهما بالتحصيل الدراسي والقدرة على التفکير والابتکار والضغوط النفسية. مجلة کلية التربية، جامعةالمنصورة، 41، 3-43.
الرشيدي، أحمد کامل (2011). المشکلات المدرسية المعاصرة. القاهرة: المکتبة الأکاديمية.
الرشيدي، هارون توفيق (1999). الضغوط النفسية وطبيعتها ونظرياتها: برنامج لمساعدة الذات في علاجها. القاهرة: الأنجلو المصرية.
زهران، حامد عبد السلام (2005). الصحة النفسية والعلاج النفسي ( ط4). القاهرة: عالم الکتب.
سايحي، سليمة (2004). فاعلية برنامج إرشادي لخفض مستوى قلق الامتحان لدى تلاميذ السنة الثانوية. رسالة ماجستير غير منشورة، کلية الآداب، جامعة ورقلة.
الشراري، عبد الله رخوان (2004). إدارة الوقت لدى مديري المدارس في محافظة القريات في المملکة العربية السعودية. رسالة ماجستير غير منشورة، کلية الدراسات العليا، الجامعة الأردنية.
الشمرى، ذهب نايف (2010). إدارة الوقت المدرسي بمدارس البنات بمدينة حائل دراسة ميدانية.
عبد الرحيم، هالة شوقي (2001). مدى فاعلية برنامج إرشادي لخفض درجة الضغوط النفسية لدى الطالبات المستجدات بالمدن الجامعية بجامعة حلون. رسالة ماجستير غير منشورة، معهد الدراسات العليا للطفولة، جامعة عين شمس.
عبد الله، محمد قاسم (2004). مدخل إلى الصحة النفسية( ط2). عمان: دار الفکر.
عثمان، فاروق السيد (2000). سيکولوجية إدارة الوقت وبناء مهارات التفکير الإستراتيجي (ط2). القاهرة: دار المعارف.
الغراز، أشرف إبراهيم ؛ وهاشم، سامي محمد؛ وبدوي، زينب عبد العليم (2009). الضغوط الأکاديمية والتوجهات الدافعية وعلاقتهما بمهارات إدارة الوقت لدى طلاب الجامعة. مجلة کلية التربية، جامعة بور سعيد،3(6)،206-243.
فضل، أحمد ثابت (2014). التلکؤ الأکاديمى وعلاقته بمهارات إدارة الوقت والرضا عن الدراسة لدى عينة من طلاب الجامعة. دراسات عربية في التربية وعلم النفس،51،287-330.
کمال، طارق (2006). أساسيات في علم النفس التربوي. الاسکندرية: مؤسسة شباب الجامعة.
مصطفى، جمال السيد (2006). مهارات إدارة الوقت وعوامل الشخصية ونمط السلوک لدى عينة من طلاب الدراسات العليا. مجلة البحوث النفسية والتربوية، کلية التربية، جامعة المنوفية ،21 (3)، 53- 92.
الهاشمي، لوکية؛ وأسية، بوراس (2016). مضيعات إدارة الوقت واستراتيجيات التغلب عليها. عالم التربية،17(53)،3-24.
يوسف، جمعة سيد (2006). إدارة الضغوط. مطبوعات مشروع الطرق المؤدية إلى التعليم العالي، مرکز تطوير الدراسات العليا والبحوث، کلية الهندسة، جامعة القاهرة.
ثانيًا :- المراجع الأجنبية :
Abdin, Sh., & Omer, S. (2010). Managing time: A study among arab open university Tutors in Kuwait branch. College Teaching Methods and Styles Journal, 6 (1), 13-20 .
Agolla, J., & Ongori , H. (2009). An assessment of academic stress among undergraduate students: The case of university of Botswana. Education Reserch and Revien,4(2), 63-70.
Cassady, J., & Johnson, R. E. (2002). Cognitive test anxiety and academic performance. Contemporary Educational Psychology. 27, 270–295.
Conner, J., Pope, D., & Galloway, M. (2012). Success with less stress, Health and Learning, 67(4), 54-58.
Hussain, A., Kumar, A., & Husain, A. (2008). Academic stress and adjustment among high school students. Journal of the Indian Academy of Applied Psychology, 34, 70-73.
Kearns, H.& Gardiner, M. (2007). Is it time well spent ? The relationship between time management behaviours, perceived effectiveness and work-related morale and distress in a university context. Higher Education Research and Development, 26 (2), 235-247.
Konig,C,J. & Kleinmann ,M.(2006). Individual differences in the use of time management mechanics and in time discounting .Individual Differences Research, 4 ( 3). 194-207.
Misra.R., & McKean.M.(2000). College students' academic stress and Its relation to their anxiety, time management and leisure satisfaction. American Journal of Health Studies. 16(1),41 -51.
Morgan, C. (2004). The combined execution of stress and time management strategies to improve academic success : A program design. The Sciences and Engineering, 64 (88), 4053-4062.
Sansgiry ,S.,& Sail ,K.(2006). Effect of students' perceptions of course load on test anxiety. American journal of pharmaceutical,70 (2),26-33.
Xiting, H., & Zhijie, Z. (2001). The compiling of the adolescence time management disposition inventory. Acta psychologyica Sonica, 33 (4), 338-343.