نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
قسم الأصول والإدارة التربوية – کلية التربية الأساسية الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب - دولة الکويت
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
کلية التربية
کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم
إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)
=======
معوقات المشارکة في العمل التطوعي لدى طلبة
کلية التربية الأساسية بدولة الکويت
إعــــــــــداد
د/ خالد محمد الفضاله
قسم الأصول والإدارة التربوية – کلية التربية الأساسية
الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب - دولة الکويت
} المجلد السابع والثلاثون– العدد الرابع – أبريل 2021م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
الملخص
هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على درجة معوقات المشارکة في العمل التطوعي لدى طلبة کلية التربية الأساسية من وجهة نظر الطلبة أنفسهم، ولتحقيق هدف الدراسة، قام الباحث بتصميم استبانة مکونة من (44) فقرة وموزعة على أربع مجالات لقياس درجة معوقات المشارکة في العمل التطوعي، وتطبيق الأداة على عينة عشوائية قوامها (811) طالباً وطالبةً من طلبة کلية التربية الأساسية بدولة الکويت. وأظهرت نتائج الدراسة أن معوقات المشارکة في العمل التطوعي لدى أفراد عينة الدراسة جاءت بدرجة عالية في مجال المعوقات المتعلقة بالبيئة الجامعية، ومتوسطة في مجال المعوقات المتعلقة بالطالب، ومجال المعوقات المتعلقة بمؤسسات العمل التطوعي، ومجال المعوقات المتعلقة بالمجتمع، وعلى الدرجة الکلية للأداة. کما أشارت نتائج الدراسة إلى وجود فروق دالة إحصائياً في درجة معوقات المشارکة في العمل التطوعي لدى أفراد عينة الدراسة في الدرجة الکلية للأداة، وفي جميع مجالات الدراسة، ما عدا مجال المعوقات المتعلقة بمؤسسات العمل التطوعي، تعزى لمتغير النوع ولصالح الإناث، ووجود فروق دالة إحصائياً في درجة معوقات المشارکة في العمل التطوعي في الدرجة الکلية للأداة، وفي جميع مجالات الدراسة، ما عدا مجال المعوقات المتعلقة بالمجتمع، تعزى لمتغير المشارکة في العمل التطوعي ولصالح غير المشارکين.
الکلمات المفتاحية: خدمة المجتمع، المجتمع المدني، التعليم العالي
Abstract
The study aimed at exploring the obstacles to participation in voluntary work among students of College of Basic Education in Kuwait from the point of view of students themselves. To achieve the objective of the study a questionnaire of (44) items was developed by the researcher, covering four domains to measure the degree of obstacles to participation in voluntary work. The questionnaire was distributed to a random sample of (811) students at the College of Basic Education. Results showed that the degree of obstacles related to the domain of university environment was high, while it was medium in the domain of obstacles related to students him/herself, the domain of obstacles related to volunteering institutions, the domain of obstacles related to society, and in the total score. Furthermore, results showed that there was statistically significant differences in the degree of obstacles to participation in voluntary work in all domains and in the total score, except for the domain related to volunteering institutions, attributed to sex and in favour of female, and there was statistically significant differences in the degree of obstacles to participation in voluntary work in all domains and in the total score, except for the domain related to socity, attributed to volunteering variable and in favour of students who didn’t volunteer.
Key words: community service, civil society, higher education
مقدمة
يعد العمل التطوعي أحد أقدم الممارسات الإنسانية تاريخياً، والتي ظهرت بظهور الإنسان على وجه الأرض، فطبيعة الإنسان واحتياجاته المتعددة فرضت عليه ضرورة التعايش والتعاون مع الآخرين بغية تلبية وسد احتياجاتهم المختلفة. وحتى بعد ظهور ما يسمى بالدول الحديثة أو الحکومات المرکزية والتي يوکل إليها التکفل برعاية مواطنيها وتوفير الخدمات لهم فإن الحاجة للعمل التطوعي لم تتوقف أو تنقطع وذلک بسبب عدم قدرة الخدمات الحکومية على تغطية وتلبية جميع الاحتياجات المستجدة التي ينشدها المواطن في مختلف المجالات الخدمية.
کما يعد العمل التطوعي أحد الشواهد البارزة لرقي المجتمعات وتقدمها وانعکاساً حقيقياً لمدى إيمان أفراد المجتمع ومساهمتهم في تدعيم النسيج الاجتماعي وتماسک أرکانه. فالمشارکة الفاعلة في العمل التطوعي في أي مجتمع من المجتمعات يعد تعبيراً جلياً عن مدى النضج والوعي الذي يمتلکه أفراد ذلک المجتمع، فانتشار العمل التطوعي ونمو حرکته يسهم بصورة کبيرة في تنمية الطاقات والکفاءات الموجودة فيه بالشکل الذي يخدم مسار التطور والتقدم المجتمعي (اليوسف، 2005).
وللعمل التطوعي أهمية ومکانة خاصة في جميع الأديان السماوية وخاصةً في الدين الإسلامي الذي أسس دعائم العمل التطوعي وأرسى بنيانه بأن جاء بنظام متکامل للرعاية الاجتماعية والتکافل الاجتماعي يقوم على حث المسلمين على البذل والعطاء والتعاون ومساعدة المحتاج وإغاثة الملهوف وإطعام المسکين (الشهراني، 2006). حيث يؤکد الشرباصي (1987، ص. 66) أنه "لو تأملنا روح القرآن الکريم لأدرکنا أن التطوع خلق من أخلاق القرآن الکريم، وصفة من صفات أهل الإيمان، وفضيلة من الفضائل التي أرشد إليها هدى الرسول عليه الصلاة والسلام"
ويعتمد نجاح العمل التطوعي في تحقيق أهدافه على العديد من العوامل ومن أهمها العنصر البشري، فالعمل التطوعي لکي يکون "فاعلاً ومؤثراً يستلزم أن يشارک الجميع في تنمية وإنماء العمل التطوعي، وألا يقتصر على شريحة دون أخرى، أو جنس دون آخر، بل يجب أن يشارک کل فرد في العمل الخيري والتطوعي بما يستطيع، وبما هو متاح" (اليوسف، 2005، ص 53).
ونظراً لکون الشباب ومن ضمنهم طلبة الجامعات يمثلون الوعاء السکاني الأکبر في أغلب المجتمعات، بالإضافة إلى ما تفرضه عليهم طبيعة المرحلة العمرية التي يعيشونها من حاجات يتوجب إشباعها کالحاجة إلى الحرکة والنشاط وتفريغ طاقاتهم المشحونة ومساعدة الآخرين (المهدلي، 2002)، ولکونهم الوقود الأساسي الذي يستند عليه العمل التطوعي، فإن معرفة الصعوبات والمعوقات التي تحول دون مشارکتهم في العمل التطوعي يعد أمراً بالغ الأهمية مما استدعى أن يکون هذا الموضوع هو محور الدراسة الحالية.
مشکلة الدراسة
تأکيداً على أهمية العمل التطوعي في دولة الکويت وحرصاً على استمراريته ونماءه، فقد أصدر أمير دولة الکويت في عام (2004) مرسوماً أميرياً بإنشاء مرکز العمل التطوعي وذلک لإيجاد آلية واضحة تُعنى بوضع وتنفيذ الأعمال والمشاريع التطوعية وتنسيق الجهود بين القائمين عليها. وعلى الرغم من عدم وجود بيانات ومعلومات دقيقة حول العمل التطوعي في دولة الکويت، من حيث عدد المتطوعين ونسبهم وعدد ساعات التطوع ومجالاته، إلا إنه وبحسب تقديرات الأمم المتحدة لعام (2018) فإنه يوجد (8,9) مليون متطوع في الدول العربية، أي بما لا يتجاوز (3%) من إجمالي عدد السکان، فيما يشکل المتطوعون حوالي (30%) من إجمالي السکان في المملکة المتحدة، وتقريباً (22%) في نيوزلندا (UN Volunteers, 2018). کما بين التقرير السنوي العاشر الصادر عن الشبکة العربية للمنظمات الأهلية والخاص بحالة التطوع في المنطقة العربية عن ضعف اهتمام الشباب العربي بالمشارکة في الأعمال التطوعية(الشبکة العربية للمنظمات الأهلية، 2011).
ويؤکد السلطان (2009) على الأهمية الکبيرة لفئة الشباب، فنظراً "لکونهم في مرحلة العطاء ويمتلکون القدرة الذهنية والبدنية العالية، فقد سعت الکثير من الدول إلى غرس ثقافة التطوع، وتنبع أهمية مشارکة الشباب في العمل التطوعي من دوره في تعزيز انتماء الشباب لأوطانهم، ومن تنمية قدرات ومهارات الشباب الفکرية، والفنية، والعلمية، والعملية" (ص. 4). کما أن عزوف الشباب من طلبة الجامعات عن المشارکة في الأعمال التطوعية قد يؤدى إلى "انغماس الشباب في ملذات الدنيا وانشغالهم بما سوف يجلب لهم الضرر والفساد، ويجعل من الشباب فريسة سائغة بين أنياب الفراغ القاتل، وعدم الشعور بالآخرين والوقوف عند همومهم ومشاکلهم، ويؤدى بالضرورة إلى قطع روابط الصلة بين الأفراد وعدم استتباب الأمن والاستقرار في المجتمع" (نجم ونجم، 2013، ص. 4).
کما أشارت العديد من الدراسات إلى الآثار الإيجابية العديدة للتطوع على المتطوع ذاته، فالمتطوعين من الشباب، مقارنةً بغير المتطوعين، يمتلکون قدراً أعلى في بعض المهارات والخصائص النفسية والاجتماعية کالقيادة، والثقة بالنفس، وتقدير الذات، ومهارات التفکير النقدي، ومهارات حل المشکلات، والشعور بالسعادة (البشر، 2013؛ Astin & Sax, 1998؛ Astin et al, 1999).
وفي ضوء ما تقدم، ولکون الباحث عضو هيئة تدريس في کلية التربية الأساسية، فقد لاحظ من خلال نقاشاته مع الطلبة ضعف اهتمامهم بالمشارکة في الأعمال التطوعية، ولذلک جاءت هذه الدراسة کمحاولة لتقصى المعوقات التي قد تحول دون مشارکة الشباب من طلبة وطالبات کلية التربية الأساسية في الأعمال التطوعية.
أسئلة الدراسة
1. ما درجة معوقات المشارکة في العمل التطوعي لدى طلبة کلية التربية الأساسية من وجهة نظر الطلبة أنفسهم؟
2. هل توجد فروق دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (α ≤0,05) في درجة معوقات المشارکة في العمل التطوعي لدى طلبة کلية التربية الأساسية من وجهة نظر الطلبة أنفسهم تعزى لمتغيرات النوع (ذکر، أنثى) والمشارکة في التطوع (مشارک، غير مشارک)؟
هدف الدراسة
هدفت الدراسة إلى التعرف على درجة معوقات المشارکة في العمل التطوعي لدى طلبة کلية التربية الأساسية من وجهة نظر الطلبة أنفسهم، بالإضافة إلى التعرف عما إذا کانت هناک فروق دالة إحصائياً في درجة معوقات المشارکة في العمل التطوعي تعزى لمتغيرات النوع والمشارکة في العمل التطوعي.
أهمية الدراسة
تتمثل أهمية الدراسة الحالية بالآتي:
1. أهمية الموضوع الذي تتناوله الدراسة الحالية، فالعمل التطوعي أصبح مطلباً ملحاً وحاجةً ضرورية تستند عليها الحکومات في تحقيق التنمية الشاملة وتحسين الخدمات.
2. أهمية الفئة التي تناولتها الدراسة الحالية والمتمثلة بالشباب الجامعي من طلبة کلية التربية، والذين سوف يقع على عاتقهم مستقبلاً مهمة غرس ثقافة العمل التطوعي لدى طلاب المدارس.
3. يمکن الاستفادة من نتائج البحث الحالي في معرفة أبرز معوقات المشارکة في العمل التطوعي لدى الشباب مما يتيح للجهات المعنية اتخاذ أفضل السبل للتغلب على هذه المعوقات أو التخفيف من شدتها.
مصطلحات الدراسة
معوقات: وتعرف بأنها "الصعوبات أو العراقيل أو الموانع أو العقبات أو الحواجز أو الکوابح التي تمنع أو تحول أو تعطل أو تسهم بشکل من الأشکال، سواء کان کبيراً أو صغيراً في هدم تحقيق أهداف مرسومة على الصفة المرغوب فيها" (عابد، 2019، ص 26).
العمل التطوعي: ويعرف بأنه "ذلک الجهد أو الوقت أو المال الذي يبذله الإنسان بدافع منه، لتحمل مسؤوليات مجتمعه، دون انتظار عائد مادي يقابل جهده المبذول" (المليجي، 2004، ص 68).
ويعرف الباحث معوقات العمل التطوعي إجرائياً: بأنها المشکلات أو الصعوبات التي تواجه الطالب الجامعي أو تحول دون مشارکته في المساهمة في إفادة أفراد المجتمع وتقديم يد العون لهم بالمال أو الفکر أو الجهد دون توقع أية عوائد مالية نظير مجهوداته.
حدود الدراسة
تتحدد الدراسة بالحدود الآتية:
- الحدود المکانية: تم تطبيق الدراسة الحالية في کلية التربية الأساسية بدولة الکويت.
- الحدود الزمانية: تم تطبيق الدراسة الحالية في الفصل الدراسي الصيفي من العام الأکاديمي 2019-2020.
- الحدود البشرية: اقتصرت الدراسة الحالية على طلبة کلية التربية الأساسية المسجلين في الفصل الصيفي من العام الأکاديمي 2019-2020.
- الحدود الموضوعية: اقتصرت الدراسة الحالية على کشف معوقات المشارکة في العمل التطوعي لدى طلبة کلية التربية الأساسية بدولة الکويت، من وجهة نظر الطلبة أنفسهم وذلک في المجالات الآتية: مجال المعوقات المتعلقة بالطالب نفسه، ومجال المعوقات المتعلقة بالبيئة الجامعية، ومجال المعوقات المتعلقة بمؤسسات العمل التطوعي، ومجال المعوقات المتعلقة بالمجتمع.
الإطار النظري
أولاً: مفهوم التطوع
التطوع في اللغة من "الطاعة، وتطوع کذا يعنى تحمله طوعاً، وتطوع له يعنى تکلف استطاعته حتى يستطيعه، والتطوع هو ما تبرع به الإنسان من ذات نفسه مما لا يلزمه وغير مفروض عليه، والتطوع يعنى الزيادة في العمل ويعنى التبرع بالشيء" (الأصفهاني، 1988، ص 312). ويعرف العمل التطوعي في قاموس علم الاجتماع بأنه "اصطلاح يصف الطرق النظامية التي تستعمل في تقديم يد العون والمساعدة للمحتاجين الذين لا يستطيعون بأنفسهم التغلب على المشاکل والأزمات الحياتية التي تواجههم" (دينکن، 1981، ص 41)، کما يعرف بأنه ذلک "الجهد الإنساني الذي يُبذل طواعيةً وبشکل اختياري، سواءً کان رسمياً أو غير رسمي، وبدون مقابل مادي لخدمة الآخرين من أفراد أو جماعات أو مؤسسات" (Wilson, 2000, p. 216). ويعرف العبيد (2013، ص 997) العمل التطوعي بأنه "مجموعة الجهود المبذولة التي يقوم بها أفراد المجتمع بصفة اختيارية بهدف تقديم خدمات إنسانية واجتماعية لأفراد المجتمع، إسهاماً منهم في تحمل المسؤولية دون انتظار الأجر المادي لذلک".
وبشکل عام فإن مفهوم التطوع يتشکل ضمن مجموعة ضوابط رئيسة (يعقوب والسلمي، 2005) وهي:
- عدم انتظار عائد مادي جراء التطوع.
- إن الدافع الإنساني وحب الخير ومساعدة الآخرين هو الموجه للمتطوع.
- إن التطوع قد يکون جهداً فردياً أو جماعياً ويستند إلى الرغبة في خدمة المجتمع.
- إن توافر الرغبة والدافع الذاتي الداخلي تعد بمثابة عوامل أساسية في التطوع.
ثانياً: أشکال العمل التطوعي وأنواعه
يميز علماء الاجتماع بين شکلين من أشکال العمل التطوعي (اليوسف، 2005، ص. 37)، وهما:
1. السلوک التطوعي: ويقصد به الممارسات التطوعية التي يمارسها الأفراد استجابةً لظروف طارئة أو لمواقف أخلاقية أو إنسانية کإسعاف جريح، أو إنقاذ غريق، أو مساعدة منکوب. ومنطلق هذه الممارسات التطوعية هو الشعور الإنساني أو الموقف الأخلاقي أو الدافع الديني، أو کل ذلک معاً، دون انتظار أي مردود مادي.
2. الفعل التطوعي: ويقصد به الممارسات التطوعية الناتجة من الإيمان بأهمية العمل التطوعي وضرورته، ولا يأتي نتيجةً لحوادث طارئة وإنما هو عمل قائم بذاته، وتتشابه منطلقاته مع منطلقات السلوک التطوعي.
وفي تصنيف آخر لأشکال العمل التطوعي يرى رشدي (2012) أن العمل التطوعي إما أن يکون فردياً ويمارسه الفرد برغبة منه استناداً لاعتبارات أخلاقية أو دينية أو اجتماعية أو إنسانية، أو قد يکون العمل التطوعي مؤسسياً وهو أکثر تنظيماً وتأثيراً في المجتمع وهو العمل الذي تقوم به المؤسسات والجمعيات الأهلية أو المنظمات التطوعية الغير حکومية، ومهمتها تقديم خدمات إضافية أو موازية أو بديلة للخدمات الحکومية.
وتتخذ أنواع المشارکة في العمل التطوعي أبعاد عدة، يمکن تحديدها في الأبعاد الآتية (اليوسف، 2005، ص. 26):
1. المشارکة المعنوية: ويقصد بها دعم المشاريع التطوعية معنوياً وذلک من خلال الوقوف المعنوي مع المشروع التطوعي سواءً بالتشجيع، أو التعريف به في المحافل العامة، أو الدفاع عن أهميته وجدواه.
2. المشارکة المالية: ويقصد بها دعم المشاريع الخيرية والتطوعية بالمال.
3. المشارکة العضوية: وتتمثل في أن يکون الشخص عضواً فعالاً في الأعمال التطوعية، وذلک عبر انتسابه لإحدى المؤسسات الخيرية أو التطوعية، وهو ما يتطلب بذل الجهد، والتضحية بالوقت، وممارسة التفکير الجاد، وشحذ الهمة، من أجل خدمة المجتمع وتقوية العمل التطوعي.
ثالثاً: مجالات العمل التطوعي
لا ينحصر العمل التطوعي في مجال محدد بعينه، حيث تتعدد ميادين ومجالات العمل التطوعي، ومن أبرزها مجالات العمل التطوعي الآتية:
- المجال الاجتماعي والثقافي: ويتضمن الاهتمام برعاية الأطفال والمرأة، وإعادة تأهيل مدمني المخدرات، ورعاية الأحداث، والمسنين، والمشردين، والأيتام، ومکافحة التدخين، ومساعدة الأسر الفقيرة، ونشر الوعي الثقافي.
- المجال التربوي والتعليمي: ويتناول الاهتمام بقضايا محو الأمية، والتعليم المستمر، وبرامج صعوبات التعلم، وتقديم التعليم المنزلي للمتأخرين دراسياً.
- المجال الصحي: ويتضمن الرعاية الصحية، وخدمة المرضى، وتقديم الإرشاد الصحي والنفسي، وتقديم العون لذوي الاحتياجات الخاصة، والمشارکة في تقديم دورات خاصة بالجانب الصحي کدورات الإسعافات الأولية وغيرها.
- المجال البيئي: ويتناول الاهتمام بالإرشاد البيئي، والعناية بالغابات، والحدائق، والشواطئ، والمتنزهات، والتصدي لقضايا التلوث والتصحر.
- المجال الوطني والأمني والدفاع المدني: ويتمثل في الدفاع عن الوطن، والمشارکة في معسکرات الشباب لتعويدهم على الخدمة العامة، والمشارکة في أعمال الإغاثة، وتقديم يد العون أثناء الکوارث الطبيعية، ومساعدة رجال الإطفاء.
- المجال الخيري والدعوي: ويشمل دعوة الجاليات غير المسلمة إلى الإسلام، وتنظيم حلقات حفظ القرآن، وإعداد الخطباء، وکفالة الدعاة، والإشراف على المراکز الإسلامية (الدويش، 2015؛ السلطان، 2009؛ الشهراني، 2006).
رابعاً: أهمية العمل التطوعي
تتضح أهمية العمل التطوعي من خلال الوظائف التي يحققها على مستوى المجتمعات والأفراد، فعلى الصعيد المجتمعي تؤدى الأعمال التطوعية ثلاث وظائف رئيسية تتمثل في إکمال العمل الحکومي عن طريق توسيع دائرة الخدمات المقدمة أو رفع مستواها، وتوفير خدمات جديدة لا تستطيع الأجهزة الحکومية تقديمها لما تتسم به هذه الأجهزة من بيروقراطية وما تتسم به المؤسسات التطوعية من مرونة، بالإضافة إلى تأدية بعض الخدمات التي لا تستطيع الدولة القيام بها بسبب بعض الأنظمة والتشريعات التي تمنع بعض الدول من التدخل بها (الجهني، 1998(.
کما تتضح أهمية العمل التطوعيفي قدرته على المساهمة وبشکل کبير في دعم اقتصاديات الدول واستثمار رأس المال البشري، وتقوية وتعزيز الروابط الاجتماعية بين مختلف الفئات والقطاعات، والمساعدة في بناء مجتمع أکثر تماسکاً وأمناً، واهتماماً بتحقيق قيم المواطنة الحقيقية، وتحويل الطاقات المهدرة أو الخاملة إلى طاقات عاملة ومنتجة، کما أنه يؤثر في النسق القيمي لدى الفرد، بل ويعد من أهم المؤشرات الدالة على انتماء الفرد لوطنه، هذا بالإضافة إلى أنه يمنح المتطوع شعوراً بأهميته ومکانته في المجتمع الأمر الذي يحفزه على العمل والإبداع، ويشعره بالرضا والنجاح، مما يرفع من مستوى احترام الذات لدى المتطوع، وزيادة الثقة بالنفس، والقدرة على تحمل المهام والمسؤوليات (الخطيب، 2015؛ العامر، 2006؛ Wu, 2011).
خامساً: دوافع المشارکة في العمل التطوعي لدى الشباب الجامعي
من المسلم به إن انخراط الفرد في العمل التطوعي، مهما کان مجاله، ينبع من دافع أو جملة من الدوافع والتي تعمل بدورها کموجهات ومحرکات أساسية للفرد لممارسة العمل التطوعي، کما أن محاولة تحديد وفهم دوافع التطوع قد تکون مسألة في غاية الأهمية وذلک لضمان استمرارية مشارکة المتطوع في الأعمال التطوعية، ولتحديد مجالات التطوع المناسبة له، هذا بالإضافة إلى اختيار الموقع المناسب لقدراته واستعداداته وميوله داخل المؤسسات التطوعية. وبشکل عام، يمکن تحديد أهم دوافع الشباب الجامعي نحو العمل التطوعي فيما يلي (المليجي، 2004؛ النابلسي، 2010؛ Güntert et al.,2016):
- الحاجة إلى تکوين علاقات اجتماعية مع الآخرين، وربما تحقيق بعض المنافع الشخصية منها.
- اکتساب مهارات وخبرات جديدة، خاصةً تلک التي تتفق مع ميول المتطوع ورغباته والتي قد لا تتوافر إلا من خلال المؤسسات التطوعية.
- شغل وقت الفراغ بصورة إيجابية تعود عليه وعلى مؤسسات المجتمع المختلفة بالنفع والفائدة.
- إشباع بعض الحاجات النفسية والاجتماعية کالحاجة إلى الانتماء، والتقدير، والأمن، وکسب ثقة واحترام أفراد المجتمع.
- الإحساس بمسؤولية الفرد الاجتماعية نحو مجتمعه.
- تمکن المتطوع من التعبير عن قيمه الإنسانية، کقيمة احترام الآخرين والاهتمام بمساعدتهم.
- الخبرات والمهارات المکتسبة من خلال العمل التطوعي قد تکون مفيدة للمتطوع في حياته المهنية مستقبلاً.
سادساً: معوقات المشارکة في العمل التطوعي لدى الشباب الجامعي
على الرغم من تعدد مجالات العمل التطوعي وتنوع دوافعه لدى الشباب الجامعي، کما أُشير إليه سابقاً، إلا أن الشباب الجامعي يواجه الکثير من المعوقات التي تحول دون مشارکته في الأعمال التطوعية، ويمکن تحديد أهم هذه المعوقات في الجوانب التالية:
(أ)- معوقات شخصية مرتبطة بالطالب الجامعي نفسه: وتشمل الجهل بأهمية وقيم العمل التطوعي، والانشغال بالدراسة وتعارضها مع وقت التطوع، والعزوف عن التطوع بسبب بعد المسافة عن أماکن التطوع، وغياب الحوافز المعنوية للمتطوعين، وعدم وضع المتطوع في المکان المناسب لقدراته، وقلة خبرة فئة الشباب الجامعي بالعمل التطوعي لعدم ممارسة الکثير منهم للعمل التطوعي في المراحل ما قبل الجامعية، والخجل والخوف من الفشل وتحمل المسؤولية وضعف الثقة بالنفس (آل رفعه، 2019؛ رشدي، 2013؛ عامر والمصري، 2015)، کما يمکن أن تکون خبرات المتطوع السلبية السابقة سبباً في ابتعاده عن إعادة التجربة والتطوع مرة أخرى.
(ب)- معوقات متعلقة بالبيئة الجامعية: عدم اهتمام الإدارات الجامعية بثقافة التطوع، ضعف أو انعدام الترويج للأنشطة التطوعية، جدولة الأنشطة التطوعية في أوقات لا تناسب الطلبة، ضعف التنسيق مع المؤسسات التطوعية، ضعف التشجيع الذي يتلقاه الطلبة من أعضاء هيئة التدريس نحو المشارکة في الأعمال التطوعية. هذا بالإضافة إلى ما أورده آل رفعه (2019) کضعف قدرة المؤسسات التعليمية على تدريب الطلاب الراغبين في التطوع، وعدم وجود قاعدة معلومات تتضمن أنشطة وبرامج العمل التطوعي وجداولها الزمانية والمکانية، وعدم وجود هيئة إدارية خاصة تهتم بشؤون المتطوعين.
(ج)- معوقات متعلقة بمؤسسات ومنظمات العمل التطوعي: وتشمل عدم وضوح أهداف العمل التطوعي، وافتقار العمل التطوعي للتشريعات المنظمة له، والفشل في التسويق له بين أفراد المجتمع، وعدم التنسيق بين المؤسسات التطوعية المختلفة، وافتقارها للکوادر البشرية المدربة على العمل التطوعي (الشهراني، 2006)، وضعف الإمکانات المالية للمنظمات التطوعية، وقلة البرامج التدريبية اللازمة لتأهيل المتطوعين الجدد (أقطم، 2014)، وعدم إشراک المتطوعين في القرارات الخاصة بالعمل، واحتکار بعض المناصب في المؤسسات التطوعية، وطغيان صلة القرابة والمعرفة الاجتماعية على الکفاءة عند قبول الأفراد للتطوع، وعدم تقدير المتطوعين التقدير الذي يتناسب مع مجهوداتهم.
(د)- معوقات متعلقة بالمجتمع: وتشمل ضعف تقدير المجتمع لدور المتطوعين والتطوع بشکل عام، وعدم وعي أفراد المجتمع الکافي بأهمية التطوع وأهدافه النبيلة، وعدم اهتمام مؤسسات التنشئة الاجتماعية بغرس ثقافة التطوع لدى الأطفال والمراهقين منذ الصغر، والخجل من النظرة المجتمعية السلبية لمن يمارس الأعمال التطوعية على اعتبار أنها أعمال فيها الکثير من العناء والمشقة، واصطدام رغبة الشباب بالتطوع بالکثير من الأعراف والعادات والتقاليد التي تُنفر أو تمنع الشباب من المشارکة وخصوصاً لدى الفتيات.
الدراسات السابقة
اطلع الباحث على عدد من الدراسات السابقة ذات العلاقة بموضوع الدراسة، وفيما يلي عرض لتلک الدراسات وفق الترتيب الزمني من الأقدم إلى الأحدث:
قام (Auld, 2004) بدراسة اهتمت بمعرفة أسباب المشارکة في العمل التطوعي والاستمرار فيه أو التوقف عنه لدى الشباب الجامعي، حيث تکونت عينة الدراسة من (208) طالباً وطالبةً من ثلاث جامعات في مدينة برسبين الأسترالية، وأشارت أهم نتائج الدراسة إلى أن (24%) من عينة الدراسة لم يسبق لهم التطوع من قبل، وأن من أهم أسباب عدم مشارکة الطلبة في الأعمال التطوعية أو التوقف عن المشارکة بها التزامات الطلبة الکثيرة، وعدم توفر الوقت الکافي، أما أهم أسباب المشارکة في الأعمال التطوعية فکانت اکتساب الخبرة المهنية اللازمة للعمل المهني في المستقبل، واکتساب مهارات جديدة، والرغبة في مساعدة الآخرين.
وللتعرف على موانع العمل التطوعي ودوافعه لدى الشباب، أجرى العامر (2006) دراسة على عينة مکونة من (507) شاباً وفتاة من منسوبي جميع الکليات في منطقة حائل، حيث أشارت نتائج الدراسة إلى أن استثمار وقت الفراغ بالأمور النافعة، واکتساب خبرات إدارية وميدانية في العمل التطوعي، ودعم التکافل بين أفراد المجتمع تعد من أهم دوافع العمل التطوعي لدى عينة الدراسة، فيما جاءت کثرة الأعباء العائلية والدراسة، وعدم اهتمام الإعلام بإظهار أهمية العمل التطوعي، وقلة الوعي الکافي بين أفراد المجتمع کأحد أهم موانع العمل التطوعي لدى عينة الدراسة.
وهدفت دراسة برقاوي (2008) إلى التعرف على اتجاهات الشباب السعودي نحو العمل التطوعي، واستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي، فيما تکونت عينة الدراسة من (500) طالباً وطالبة ًمن طلبة المرحلة الثانوية بمدينة مکة المکرمة، وأوضحت نتائج الدراسة أن أکثر من نصف المبحوثين شارکوا من قبل في عمل تطوعي، وأن المشارکة المادية حظيت بأعلى نسبة لاستجابات عينة الدراسة، أما بالنسبة لدوافع التطوع فقد جاء في مقدمتها الدوافع الدينية والوطنية وحب الآخرين وتقديم المساعدة لهم، وأن من أهم المعوقات التي تواجه العمل التطوعي هي عدم وجود أنظمة رقابة للتطوع، وعدم وجود برامج تدريبية خاصة بالتطوع، وعدم وجود حملات إعلامية خاصة بالتطوع.
وأجرى أقطم (2014) دراسة هدفت إلى التعرف على معوقات مشارکة المرأة في العمل التطوعي في مؤسسات المجتمع المدني في محافظة نابلس، حيث تکونت عينة الدراسة من (78) فرداً من المتطوعين والعاملين في مؤسسات المجتمع المدني في محافظة نابلس، واعتمد الباحث على الاستبانة والمقابلة لجمع بيانات الدراسة، والتي أشارت أهم نتائجها إلى أن درجة المعوقات التي تواجه المرأة في العمل التطوعي جاءت وفق الترتيب التنازلي الآتي: المعوقات الاقتصادية والسياسية وبدرجة عالية، تليها المعوقات الاجتماعية والثقافية وبدرجة عالية، ثم المعوقات التنظيمية والإدارية وبدرجة عالية، وأخيراً المعوقات الشخصية وبدرجة متوسطة. کما بينت نتائج الدراسة وجود فروق دالة إحصائياً في درجة المعوقات التي تواجه المرأة في العمل التطوعي في جميع مجالات الدراسة ما عدا مجال المعوقات الشخصية، تعزى لمتغير الجنس، ولصالح الذکور.
وللکشف عن معوقات العمل التطوعي لدى الشباب الجامعي في الجامعة الأردنية، قام البکار وآخرون (2017) بعمل دراسة مسحية وتطبيقها على عينة قوامها (189) طالباً وطالبةً من المنتسبين لقسم العمل الاجتماعي في الجامعة الأردنية، وخلصت نتائج الدراسة إلى أن المعوقات المرتبطة بالمؤسسات الاجتماعية جاءت بالمرتبة الأولى، تليها المعوقات المرتبطة بالمجتمع، ثم المعوقات المرتبطة بالطالب نفسه، وأخيراً المعوقات المرتبطة بالبيئة الجامعية. کما أظهرت الدراسة وجود فروق دالة إحصائياً لمعوقات العمل التطوعي المرتبطة بالطالب نفسه، والمرتبطة بالمؤسسات الاجتماعية، والمرتبطة بالبيئة الجامعية، والدرجة الکلية، تبعاً لمتغير الجنس، ولصالح الذکور، وعدم وجود فروق دالة إحصائياً على المعوقات المرتبطة بالمجتمع تعزى لمتغير الجنس، ووجود فروق دالة إحصائياً لمعوقات العمل التطوعي المرتبطة بالطالب نفسه، والمرتبطة بالمجتمع، والمرتبطة بالبيئة الجامعية، والدرجة الکلية، تبعاً لمتغير المستوى الدراسي، ولصالح السنوات الأعلى، وعدم وجود فروق دالة إحصائياً على المعوقات المرتبطة بالمؤسسات الاجتماعية تعزى لمتغير المستوى الدراسي.
وسعت دراسة الجاني والمصري (2018) إلى الکشف عن اتجاهات طلبة جامعة البعث نحو العمل التطوعي في سوريا، حيث تکونت عينة الدراسة من (397) طالباً وطالبةً، حيث أشارت أهم نتائج الدراسة إلى وجود مستوى متوسط في ثقافة العمل التطوعي لدى عينة الدراسة، وأن المجال التعليمي جاء في المرتبة الأولى في تقدير عينة الدراسة لمجالات العمل التطوعي يليه مجال الأمن والدفاع المدني، أما بالنسبة لمعوقات العمل التطوعي، فقد جاءت المعوقات التنظيمية لمؤسسات العمل التطوعي بالمرتبة الأولى من وجهة أفراد عينة الدراسة، تليها المعوقات الشخصية، ثم المعوقات الاجتماعية، وأخيراً المعوقات الثقافية. کما کشفت نتائج الدراسة عن وجود فروق دالة إحصائياً في جميع مجالات معوقات العمل التطوعي وفي الدرجة الکلية تعزى لمتغيري النوع ومکان السکن، ولصالح الإناث والساکنين في الريف، وعدم وجود فروق دالة إحصائياً تعزى لمتغير التخصص.
وأجرى (Sundram et al., 2018) دراسة هدفت إلى التعرف على دوافع وتوقعات وتجارب المتطوعين في مراکز الصحة النفسية في نيوزلندا، حيث اعتمد الباحثون على المقابلة لجمع بيانات الدراسة، وذلک بتطبيقها على عينة مکونة من (25) متطوعاً ومتطوعةً في مراکز الصحة النفسية تم اختيارهم بالاعتماد على أسلوب العينات المتاحة أو المتوافرة (convenience sampling)، وأشارت النتائج إلى أن من أهم الأسباب التي دعت أفراد عينة الدراسة للکف عن المشارکة في العمل التطوعي هي الافتقار إلى التواصل المباشر مع مراکز الصحة النفسية، والصعوبات التکنولوجية، وقلة تقدير مراکز الصحة النفسية، وعدم الشعور بالانتماء، أما عن أهم العوامل التي قد تدفع الأفراد للمشارکة في الأعمال التطوعية أو الاستمرار بها فتمثلت في الخبرات السابقة في مجال الصحة النفسية، واستقلالية المتطوع داخل المؤسسة، ومرونة المؤسسة في التعامل مع المتطوع، وتطوير واکتشاف مهاراتهم الشخصية.
واستهدفت دراسة أحمد (2019) التعرف على تصورات الطلاب حول العمل التطوعي، ولتحقيق هدف الدراسة، اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي واستخدام استبانة کأداة للدراسة تتضمن ثلاثة محاور وهي: أهداف العمل التطوعي، ومجالات العمل التطوعي، ومعوقات العمل التطوعي، وتم تطبيقها على عينة مکونة من (574) من طلبة وطالبات کلية التربية بجامعة بني سويف. وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الطلاب على وعي کبير بأهداف العمل التطوعي، ويشارک الطلبة بدرجة متوسطة في مجالات العمل التطوعي، وتأکيد عينة الدراسة على المعوقات التي تمنع من المشارکة في العمل التطوعي بدرجة متوسطة. کما أشارت نتائج الدراسة إلى عدم وجود فروق دالة إحصائياً لدى عينة الدراسة على الدرجة الکلية للأداة ومحاورها الثلاث وفقاً لمتغير النوع، وعدم وجود فروق دالة إحصائياً لدى عينة الدراسة وفقاً لمتغير الفرقة الدراسية وذلک على الدرجة الکلية للأداة، وعلى محوري الأهداف والمجالات، بينما وجدت فروق دالة إحصائياً في محور المعوقات، ولصالح الفرقة الرابعة.
وهدفت دراسة آل رفعة (2019) إلى الکشف عن معوقات تعزيز المشارکة في العمل التطوعي لدى طلاب الجامعات السعودية، ولتحقيق أهداف الدراسة استخدم الباحث المنهج الوصفي المسحي من خلال تطبيق استبانة على عينة عشوائية قوامها (862) طالباً وطالبةً من طلبة جامعة المجمعة، ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن المعوقات المرتبطة بالجامعة جاءت بالمرتبة الأولى، تليها المعوقات المرتبطة بالمجتمع الخارجي، وأخيراً المعوقات المرتبطة بشخصية الطالب، بالإضافة إلى وجود فروق دالة إحصائياً في معوقات العمل التطوعي المتعلقة بنظام الجامعة تعزى لمتغير النوع ولصالح الذکور، ووجود فروق دالة إحصائياً في معوقات العمل التطوعي المرتبطة بشخصية الطالب، ونظام الجامعة، والمجتمع الخارجي تعزى لمتغير التخصص، ولصالح طلبة العلوم النظرية.
وسعت دراسة الشويحات وآخرون (2019) إلى تقصى درجة حدة معوقات العمل التطوعي اجتماعياً وثقافياً من وجهة نظر طلبة الجامعة الألمانية الأردنية وجامعة الکويت وذلک بالاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي وتطبيق أداة الدراسة (استبانة) على عينة طبقية قوامها (780) مفردة، وأظهرت النتائج أن درجة حدة معوقات العمل التطوعي الاجتماعية والثقافية من وجهة نظر عينة الدراسة جاءت بدرجة تقدير متوسطة في جميع مجالات الدراسة وعلى الدرجة الکلية للأداة، ووفق الترتيب التنازلي الآتي: معوقات مرتبطة بثقافة المجتمع، معوقات ذات علاقة بالجامعة، معوقات ذات علاقة بالمؤسسات التطوعية، معوقات أسرية. کما کشفت نتائج الدراسة عن وجود فروق دالة إحصائياً في درجة حدة المعوقات التي تحول دون ممارسة العمل التطوعي تعزى لمتغير الجنس على مجالي الأسرة والمؤسسات التطوعية والدرجة الکلية وکانت الفروق لصالح الذکور، ووجود فروق دالة إحصائياً في درجة حدة المعوقات التي تحول دون ممارسة العمل التطوعي تعزى لمتغير ممارسة التطوع على مجال الأسرة فقط، ولصالح الذکور الذين لم يمارسوا العمل التطوعي، وعدم وجود فروق دالة إحصائياً في درجة حدة المعوقات التي تحول دون ممارسة العمل التطوعي تعزى لمتغير الجامعة.
التعليق على الدراسات السابقة
يتضح من خلال استعراض الدراسات السابقة أن بعض هذه الدراسات تناولت موضوع العمل التطوعي بشکل عام، فيما اهتمت دراسات أخرى، کما هو الحال في الدراسة الحالية، بمعوقات العمل التطوعي بشکل خاص. واتفقت الدراسة الحالية مع الدراسات الأخرى في منهجية البحث وذلک بالاعتماد على المنهج الوصفي، واستخدام الاستبانة کأداة أساسية لجمع البيانات. وقد استفادت الدراسة الحالية من الدراسات السابقة في تحديد مجالات الدراسة، وصياغة فقرات أداة الدراسة، وتفسير ومناقشة نتائج الدراسة.
الطريقة والإجراءات
منهج الدراسة
اعتمد الباحث في معالجته لمشکلة الدراسة الحالية على المنهج الوصفي المسحي لمناسبته لطبيعة وأغراض الدراسة الحالية.
مجتمع الدراسة
تکون مجتمع الدراسة من جميع طلبة کلية التربية الأساسية المقيدين في الفصل الصيفي من العام الأکاديمي 2019-2020 والبالغ عددهم (19013)، موزعين على النحو التالي: (4388) طالباً بنسبة (23,1%)، و(14625) طالبةً بنسبة (76,9%).
عينة الدراسة
العينة الاستطلاعية: تکونت العينة الاستطلاعية من (47) طالباً وطالبةً، تم اختيارهم بطريقة عشوائية من مجتمع الدراسة، ومن خارج العينة الأصلية، بغرض التأکد من صلاحية أداة الدراسة وتقنينها وذلک من خلال حساب معاملات الصدق والثبات.
العينة الأصلية: تکونت عينة الدراسة الأصلية من (811) طالباً وطالبةً من طلبة کلية التربية الأساسية بدولة الکويت، حيث تمثل عينة الدراسة ما نسبته (4,27%) من مجتمع الدراسة، وجدول (1) يوضح خصائص العينة وفقاً لمتغيرات الدراسة.
جدول (1): خصائص أفراد عينة الدراسة وفقاً لمتغيرات الدراسة
المتغير |
فئات المتغير |
العدد |
النسبة المئوية |
المجموع |
النوع |
ذکر |
200 |
24,7% |
811 |
أنثى |
611 |
75,3% |
||
المشارکة في التطوع |
نعم |
352 |
43,4% |
811 |
لا |
459 |
56,6% |
أداة الدراسة:
بالاعتماد على الدراسات السابقة والأدب النظري المرتبط بموضوع العمل التطوعي، قام الباحث بتصميم استبانة تکونت من جزئين، اشتمل الجزء الأول على البيانات الأساسية لأفراد عينة الدراسة، أما الجزء الثاني فقد اشتمل بصورته الأولية على (45) فقرة تقيس معوقات المشارکة في العمل التطوعي لدى طلبة کلية التربية الأساسية، ويتضمن أربع مجالات: مجال المعوقات المتعلقة بالطالب، ومجال المعوقات المتعلقة بالبيئة الجامعية، ومجال المعوقات المتعلقة بمؤسسات العمل التطوعي، ومجال المعوقات المتعلقة بالمجتمع.
وتم إعطاء کل فقرة من فقرات الاستبانة وزناً متدرجاً وفقاً لسلم ليکرت الثلاثي على النحو التالي: موافق (3 درجات)، موافق إلى حد ما (درجتان)، غير موافق (درجة واحدة). ولتحديد طول خلايا مقياس ليکرت الثلاثي، تم استخدام المعيار الآتي:
المعيار = (الحد الأعلى – الحد الأدنى) ÷ الحد الأعلى
المعيار = (3-1) ÷ 3 = 0,66
وبعد ذلک أضيفت هذه القيمة على أقل قيمة في المقياس وذلک لتحديد الحد الأعلى لهذه الخلية، وهکذا بالنسبة لبقية الخلايا الأخرى، وجدول (2) يوضح المحک المعتمد للدراسة لتحديد درجة تقدير عينة الدراسة لمعوقات المشارکة في العمل التطوعي وفقاً للمتوسطات الحسابية.
جدول (2): المحک المعتمد للدراسة
درجة التقدير |
المتوسط الحسابي |
منخفضة |
1-1,66 |
متوسطة |
1,67-2,33 |
عالية |
2,34-3 |
صدق أداة الدراسة
أولاً: الصدق الظاهري: للتحقق من صدق أداة الدراسة تم عرضها على عدد من المحکمين المختصين من أعضاء هيئة التدريس بکلية التربية الأساسية، وذلک للتأکد من مدى صلاحية وملائمة الفقرات المستخدمة وانسجامها مع موضوع الدراسة، ومناسبة مضمون الفقرات للمجال الذي تنتمي إليه، وسلامة صياغتها اللغوية، وبناءً على الملاحظات التي أُعطيت من قبل السادة المحکمين تم إجراء التعديلات اللازمة، من تعديل وحذف وإضافة، ليصبح عدد فقرات الاستبانة في صورتها النهائية (44) فقرة.
ثانياً: صدق الاتساق الداخلي: بعد تطبيق الاستبانة على العينة الاستطلاعية سابقة الذکر، تم التحقق من صدق الاتساق الداخلي للاستبانة باستخدام معامل ارتباط بيرسون بين کل فقرة من فقرات الاستبانة والدرجة الکلية للمجال الذي تنتمي إليه، وجدول (3) يوضح ذلک.
جدول (3): معامل الارتباط بين درجة کل عبارة والدرجة الکلية للمجال الذي تنتمي إليه
رقم الفقرة |
معامل الارتباط |
رقم الفقرة |
معامل الارتباط |
رقم الفقرة |
معامل الارتباط |
رقم الفقرة |
معامل الارتباط |
1 |
0,380** |
12 |
0,484** |
23 |
0,693** |
34 |
0,632** |
2 |
0,418** |
13 |
0,696** |
24 |
0,745** |
35 |
0,681** |
3 |
0,522** |
14 |
0,768** |
25 |
0,784** |
36 |
0,747** |
4 |
0,701** |
15 |
0,145* |
26 |
0,844** |
37 |
0,830** |
5 |
0,674** |
16 |
0,648** |
27 |
0,799** |
38 |
0,731** |
6 |
0,409** |
17 |
0,713** |
28 |
0,888** |
39 |
0,503** |
7 |
0,474** |
18 |
0,787** |
29 |
0,822** |
40 |
0,553** |
8 |
0,601** |
19 |
0,712** |
30 |
0,842** |
41 |
0,781** |
9 |
0,533** |
20 |
0,809** |
31 |
0,686** |
42 |
0,801** |
10 |
0,575** |
21 |
0,745** |
32 |
0,609** |
43 |
0,598** |
11 |
0,358* |
22 |
0,833** |
33 |
0,648** |
44 |
0,772** |
* دالة عند مستوى α ≤0,05
* دالة عند مستوى α ≤0,01
يتضح من جدول (3) أن جميع فقرات الأداة دالة من حيث ارتباطها بالمجال الذي تنتمي إليه، مما يدل على صدق الاتساق الداخلي للأداة.
ثبات الأداة: للتحقق من ثبات أداة الدراسة تم تطبيقها على العينة الاستطلاعية وذلک لحساب معامل الثبات کرونباخ ألفا، وجدول (4) يوضح ذلک.
جدول (4): معاملات ثبات کرونباخ ألفا
المجال |
عدد الفقرات |
معامل کرونباخ ألفا |
معوقات متعلقة بالطالب |
12 |
0,744 |
معوقات متعلقة بالبيئة الجامعية |
10 |
0,872 |
معوقات متعلقة بمؤسسات العمل التطوعي |
11 |
0,927 |
معوقات متعلقة بالمجتمع |
11 |
0,898 |
الأداة ککل |
44 |
0,934 |
يتبين من جدول (4) أن قيم معاملات الثبات بطريقة ألفا کرونباخ لجميع مجالات الأداة تراوحت ما بين (0,744-0,927)، في حين بلغ معامل الثبات للأداة ککل (0,934)، وهي قيمة ثبات عالية تدل على صلاحية أداة الدراسة للتطبيق الميداني.
أساليب المعالجة الإحصائية للبيانات:
تم استخدام عدداً من الأساليب الإحصائية وهي کما يلي:
- معامل ارتباط بيرسون لتقدير صدق أداة الدراسة.
- معامل کرونباخ ألفا لقياس ثبات أداة الدراسة.
- التکرارات والنسب المئوية للتعرف على خصائص عينة الدراسة.
- المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية للإجابة عن السؤال الأول.
- اختبار (ت) للعينات المستقلة (Independent Samples T-test) للإجابة عن السؤال الثاني.
نتائج الدراسة ومناقشتها:
السؤال الأول: ما درجة معوقات المشارکة في العمل التطوعي لدى طلبة کلية التربية الأساسية من وجهة نظر الطلبة أنفسهم؟
للإجابة عن السؤال الأول تم حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والترتيب ودرجة تقدير أفراد عينة الدراسة لمعوقات المشارکة في العمل التطوعي لدى طلبة کلية التربية الأساسية، لکل مجال من مجالات الدراسة وللأداة ککل، وجدول (5) يوضح ذلک.
جدول (5): المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والترتيب ودرجة تقدير أفراد عينة
الدراسة لمعوقات المشارکة في العمل التطوعي
المجالات |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
الترتيب |
درجة التقدير |
معوقات متعلقة بالطالب |
1,92 |
0,383 |
4 |
متوسطة |
معوقات متعلقة بالبيئة الجامعية |
2,45 |
0,465 |
1 |
عالية |
معوقات متعلقة بمؤسسات العمل التطوعي |
2,25 |
0,459 |
2 |
متوسطة |
معوقات متعلقة بالمجتمع |
2,12 |
0,512 |
3 |
متوسطة |
الأداة ککل |
2,18 |
0,365 |
|
متوسطة |
يتضح من جدول (5) أن المتوسط الحسابي لاستجابات أفراد عينة الدراسة لمعوقات المشارکة في العمل التطوعي يتراوح ما بين (1,92-2,45)، وأن المتوسط الحسابي على مجالات الدراسة ککل بلغ (2,18)، وبانحراف معياري مقداره (0,365)، وبدرجة تقدير متوسطة، وتدلل هذه النتيجة على إدراک الطلبة من أفراد عينة الدراسة لتعدد مجالات المعوقات والتي تحول بينهم وبين المشارکة في الأعمال التطوعية. وتتفق النتيجة الحالية مع نتائج دراسة أحمد (2019)، ودراسة الشويحات وآخرون (2019) حيث جاءت درجة الموافقة على معوقات المشارکة في العمل التطوعي بشکل عام بدرجة متوسطة.
ويتضح کذلک من جدول (5) أن مجال المعوقات المتعلقة بالبيئة الجامعية جاء بالمرتبة الأولى وبمتوسط حسابي يبلغ (2,45)، وبانحراف معياري مقداره (0,465)، وبدرجة تقدير عالية، ويمکن عزو هذه النتيجة إلى قصور عناصر العملية التعليمية (الإدارة، المناهج والبرامج الدراسية، أعضاء هيئة التدريس، والأنشطة الطلابية) جميعها، أو بعض منها، في تشجيع الطلبة على ممارسة العمل التطوعي وتذليل العقبات أمامهم للانخراط فيها بشکل فعال. کما تدلل هذه النتيجة على وعي أفراد عينة الدراسة بالدور المأمول من مؤسسات التعليم العالي في زرع ثقافة العمل التطوعي لدى الطلبة، وتسهيل مشارکتهم بالأعمال التطوعية، والعمل على محاولة إزالة جميع معوقات العمل التطوعي بدلاً من أن تکون المؤسسات التعليمية جزءاً من هذه المعوقات.
وتتفق نتيجة الدراسة الحالية مع دراسة آل رفعة (2019) والتي أشارت نتائجها إلى أن المعوقات المرتبطة بالجامعة جاءت بالمرتبة الأولى من وجهة نظر الطلبة الجامعيين کأکثر المعوقات التي تحول بينهم وبين المشارکة في الأعمال التطوعية، فيما اختلفت مع نتائج دراسة البکار وآخرون (2017)، ودراسة الشويحات وآخرون (2019) والتي أشارت نتائجهما إلى أن درجة المعوقات المتعلقة بالبيئة الجامعية جاءت بدرجة متوسطة.
ويتبين أيضاً من جدول (5) أن مجال المعوقات المتعلقة بمؤسسات العمل التطوعي جاء بالمرتبة الثانية وبمتوسط حسابي يبلغ (2,25)، وبانحراف معياري مقداره (0,459)، وبدرجة تقدير متوسطة، وتدلل هذه النتيجة على إحساس أفراد عينة الدراسة بوجود معوقات متعلقة بمؤسسات العمل التطوعي والتي قد تمنعهم من المشارکة في الأعمال التطوعية، وقد تکون هذه المعوقات ناتجة من ضعف القدرات الإدارية والتنظيمية والإعلامية لمؤسسات العمل التطوعي وعدم قدرتها على جذب الشباب الجامعي لممارسة العمل التطوعي، وعدم تبنى مؤسسات العمل التطوعي لبرامج تطوعية ذات أهداف واضحة تنسجم مع اهتمامات الشباب الجامعي وتطلعاته. وتتفق نتيجة الدراسة الحالية مع نتائج دراسة البکار وآخرون (2017)، ودراسة الجاني والمصري (2018)، ودراسة الشويحات وآخرون (2019) والتي أشارت نتائجها إلى أن درجة معوقات العمل التطوعي المتعلقة بمؤسسات وجمعيات العمل التطوعي جاءت بدرجة متوسطة.
کما يتضح من جدول (5) أن مجال المعوقات المتعلقة بالمجتمع جاء بالمرتبة الثالثة وبمتوسط حسابي يبلغ (2,12)، وبانحراف معياري مقداره (0,512)، وبدرجة تقدير متوسطة، وتدلل هذه النتيجة على أن ثقافة التطوع في المجتمع الکويتي لا زالت بحاجة إلى المزيد من الدعم والتشجيع لتصبح ثقافة عامة بين أفراد المجتمع، کما قد تشير أيضاً إلى عدم النجاح النسبي لمؤسسات التنشئة الاجتماعية المختلفة (الأسرة، المدرسة، الإعلام، وغيرها) في غرس ثقافة العمل التطوعي لدى أفراد المجتمع، وعدم قدرتها على توضيح أهمية التطوع على المستوى الفردي والمجتمعي، وفشلها في محاربة کل ما قد يلتصق بالعمل التطوعي من إيحاءات وتصورات سلبية قد تنفر الشباب من الإقدام على ممارسة الأعمال التطوعية.
وتتفق النتيجة الحالية مع نتائج دراسة البکار وآخرون (2017)، ودراسة الجاني والمصري (2018)، ودراسة الشويحات وآخرون (2019) والتي أشارت إلى أن درجة المعوقات الاجتماعية المرتبطة بالعمل التطوعي جاءت بدرجة متوسطة، فيما تختلف النتائج الحالية مع نتائج دراسة أقطم (2014) والتي أظهرت درجة عالية للمعوقات الاجتماعية والثقافية لدى أفراد عينة الدراسة وقد يعود السبب في ذلک إلى توجه الدراسة لمعرفة معوقات العمل التطوعي لدى المرأة فقط فيما اهتمت الدراسة الحالية بمعوقات العمل التطوعي لدى الطلبة الجامعيين من الجنسين.
ويشير جدول (5) کذلک إلى أن مجال المعوقات المتعلقة بالطالب نفسه جاء بالمرتبة الرابعة والأخيرة، وبمتوسط حسابي يبلغ (1,92)، وبانحراف معياري مقداره (0,383)، وبدرجة تقدير متوسطة، وتشير هذه النتيجة إلى وجود معوقات متعلقة بالطالب نفسه بدرجة متوسطة وقد يعود السبب في ذلک إلى انشغال أفراد عينة الدراسة بمتطلبات ومسؤوليات الحياة الجامعية من واجبات وتقارير وتکاليف واختبارات، وازدحام جداولهم الدراسية وعدم توفر الوقت الکافي لممارسة الأعمال التطوعية. وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسة (Auld, 2004) والتي أشارت إلى أن من أهم أسباب عدم مشارکة الطلبة في الأعمال التطوعية أو التوقف عن المشارکة بها هي عدم توفر الوقت الکافي والتزامات الطلبة الکثيرة، کما تتفق مع نتائج دراسة أقطم (2014)، ودراسة البکار وآخرون (2017)، ودراسة الجاني والمصري (2018) والتي أظهرت درجة تقدير متوسطة لمعوقات العمل التطوعي المتعلقة بالشخص نفسه.
السؤال الثاني: هل توجد فروق دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (α ≤0,05) في درجة معوقات المشارکة في العمل التطوعي لدى طلبة کلية التربية الأساسية من وجهة نظر الطلبة أنفسهم تعزى لمتغيرات النوع (ذکر، أنثى) والمشارکة في التطوع (مشارک، غير مشارک)؟
للإجابة عن السؤال الثاني وللکشف عن الدلالة الإحصائية للفروق بين متوسطات استجابات أفراد عينة الدراسة لدرجة معوقات المشارکة في العمل التطوعي والتي تعزى لمتغيري النوع والمشارکة في التطوع تم استخدام اختبار (ت) للعينات المستقلة وجاءت النتائج على النحو الآتي:
أ- متغير النوع:
جدول (6): نتائج اختبار (ت) للفروق بين متوسطات استجابات أفراد عينة الدراسة لدرجة معوقات المشارکة في العمل التطوعي وفقاً لمتغير النوع
المجال |
النوع |
العدد |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
قيمة (ت) المحسوبة |
مستوى الدلالة |
معوقات متعلقة بالطالب |
ذکر |
200 |
1,81 |
0,378 |
-4,905 |
0,000* |
أنثى |
611 |
1,96 |
0,376 |
|||
معوقات متعلقة بالبيئة الجامعية |
ذکر |
200 |
2,23 |
0,511 |
-7,226 |
0,000* |
أنثى |
611 |
2,52 |
0,425 |
|||
معوقات متعلقة بمؤسسات العمل التطوعي |
ذکر |
200 |
2,24 |
0,378 |
-0,352 |
0,725 |
أنثى |
611 |
2,25 |
0,482 |
|||
معوقات متعلقة بالمجتمع |
ذکر |
200 |
1,94 |
0,433 |
-6,544 |
0,000* |
أنثى |
611 |
2,18 |
0,522 |
|||
الأداة ککل |
ذکر |
200 |
2,05 |
0,333 |
-6,122 |
0,000* |
أنثى |
611 |
2,22 |
0,353 |
* دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (α ≤0,05)،
ودرجات حرية (809)، وقيمة "ت" الجدولية = 1,96
يتضح من جدول (6) وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (α ≤0,05) بين متوسطات استجابات أفراد عينة الدراسة لدرجة معوقات المشارکة في العمل التطوعي وذلک في مجال المعوقات المتعلقة بالطالب نفسه، ومجال المعوقات المتعلقة بالبيئة الجامعية، ومجال المعوقات المتعلقة بالمجتمع، وفي الدرجة الکلية للأداة، تبعاً لمتغير النوع ولصالح الإناث، وتدلل هذه النتيجة على أن الإناث أکثر إدراکاً وتعرضاً للمعوقات في المجالات السابقة من الذکور، وربما يعود السبب في ذلک لکونهم أکثر انخراطاً من الذکور في المشارکة في الأعمال التطوعية، فالإناث وبسبب طبيعتهم الفسيولوجية والعاطفية والرغبة في مساعدة الآخرين في شتى مجالات العمل التطوعي والإنساني نجدهم أکثر ميلاً للمشارکة في الأعمال التطوعية مما يجعلهم أکثر عرضةً للمعوقات عند تعاملهم مع برامج وأنشطة المؤسسات التطوعية، ولذلک جاء تقديرهم لدرجة المعوقات في المجالات السابقة أعلى من تقدير الذکور. وتتفق النتيجة الحالية مع نتائج دراسة الجاني والمصري (2018) والتي أظهرت وجود فروق دالة إحصائياً في معوقات العمل التطوعي في المجالات الشخصية والاجتماعية والثقافية وفقاً لمتغير الجنس ولصالح الإناث، فيما تختلف مع نتائج دراسة آل رفعة (2019) والتي توصلت إلى وجود فروق دالة إحصائياً تبعاً لمتغير النوع ولصالح الذکور، ونتائج دراسة أحمد (2019) والتي أظهرت عدم وجود فروق دالة إحصائياً تبعاً لمتغير النوع.
کما يتضح من جدول (6) عدم وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (α ≤0,05) بين متوسطات استجابات أفراد عينة الدراسة لدرجة معوقات المشارکة في العمل التطوعي وذلک على مجال المعوقات المتعلقة بمؤسسات العمل التطوعي تبعاً لمتغير النوع، ويمکن عزو هذه النتيجة إلى کون هذه المعوقات هي بالأصل معوقات إدارية وتنظيمية کصعوبة إجراءات التطوع، وتکليف المتطوع بأعمال لا تتناسب وقدراته وميوله، وضعف التحفيز والتشجيع المعنوي للمتطوعين، وهي أمور لا تختص بکون المتطوع ذکراً أم أنثى، الأمر الذي انتفى معه أثر النوع على هذه الطبيعة من المعوقات. وتختلف نتيجة الدراسة الحالية مع نتائج دراسة البکار وآخرون (2017)، ودراسة الشويحات وآخرون (2019) والتي أظهرت وجود فروق دالة إحصائياً في هذا المجال تبعاً لمتغير النوع ولصالح الذکور، کما تختلف مع نتائج دراسة الجاني والمصري (2018) والى أشارت إلى وجود فروق دالة إحصائياً تعزى لمتغير النوع ولصالح الإناث.
ب- متغير المشارکة في التطوع:
جدول (7): نتائج اختبار (ت) للفروق بين متوسطات استجابات أفراد عينة الدراسة لدرجة معوقات المشارکة في العمل التطوعي وفقاً لمتغير المشارکة في التطوع
المجال |
المشارکة في التطوع |
العدد |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
قيمة (ت) |
مستوى الدلالة |
معوقات متعلقة بالطالب |
نعم |
352 |
1,83 |
0,404 |
-5,307 |
0,000* |
لا |
459 |
1,98 |
0,353 |
|||
معوقات متعلقة بالبيئة الجامعية |
نعم |
352 |
2,40 |
0,487 |
-2,459 |
0,014* |
لا |
459 |
2,48 |
0,444 |
|||
معوقات متعلقة بمؤسسات العمل التطوعي |
نعم |
352 |
2,20 |
0,464 |
-2,560 |
0,011* |
لا |
459 |
2,28 |
0,451 |
|||
معوقات متعلقة بالمجتمع |
نعم |
352 |
2,09 |
0,522 |
-1,186 |
0,236 |
لا |
459 |
2,14 |
0,504 |
|||
الأداة ککل |
نعم |
352 |
2,13 |
0,374 |
-3,477 |
0,001* |
لا |
459 |
2,22 |
0,337 |
* دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (α ≤0,05)،
ودرجات حرية (809)، وقيمة "ت" الجدولية = 1,96
يتضح من جدول (7) وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (α ≤0,05) بين متوسطات استجابات أفراد عينة الدراسة لدرجة معوقات المشارکة في العمل التطوعي وذلک في مجال المعوقات المتعلقة بالطالب نفسه، ومجال المعوقات المتعلقة بالبيئة الجامعية، ومجال المعوقات المتعلقة بمؤسسات العمل التطوعي، وفي الدرجة الکلية للأداة، تبعاً لمتغير المشارکة في التطوع ولصالح غير المشارکين، وقد تبدو هذه النتيجة غير منطقية بعض الشيء، إلا إنه من الممکن أن تکون هذه المعوقات هي المسؤولة عن عدم مشارکة الطلبة في الأعمال التطوعية ابتداءً، فظلت هذه المعوقات حاجزاً بينهم وبين المشارکة في المستقبل، واستمر بقائها کمعوقات بالنسبة لهم، أما الطلبة الذين شارکوا في الأعمال التطوعية في السابق، فربما ساعدتهم المشارکة في الأعمال التطوعية على تکوين بعض الخبرات التراکمية والقدرات الشخصية والتي ساهمت في تجاوزهم لهذه المعوقات، وبالتالي انتفى وجودها کمعوقات بالنسبة لهم. کما يمکن أن تکون للمشارکة في الأعمال التطوعية السابقة أثر في رفع حس المسؤولية الاجتماعية لدى ممارسيها وبالتالي لا يتم النظر إلى هذه الصعوبات کمعوقات. فقد أشارت دراسة المومني (2013) إلى أن الطلبة الذين يشارکون في الأعمال التطوعية لديهم درجة أعلى في تحمل المسؤولية الاجتماعية مقارنة بغير المشارکين. وتختلف النتيجة الحالية جزئياً مع نتائج دراسة الشويحات وآخرون (2019) والتي أشارت إلى عدم وجود فروق دالة إحصائياً في معوقات العمل التطوعي وذلک في مجالي المعوقات ذات العلاقة بالجامعة والمعوقات ذات العلاقة بالمؤسسات التطوعية والدرجة الکلية تعزى لمتغير المشارکة في العمل التطوعي.
کما يتضح من جدول (7) عدم وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (α ≤0,05) بين متوسطات استجابات أفراد عينة الدراسة لدرجة معوقات المشارکة في العمل التطوعي وذلک في مجال المعوقات المتعلقة بالمجتمع، وتدلل هذه النتيجة على أن أفراد عينة الدراسة من المشارکين وغير المشارکين يستشعرون ويواجهون المعوقات المجتمعية بنفس الدرجة، فالنظرة السلبية للتطوع في المجتمع، على سبيل المثال، تعد معوقاً من معوقات التطوع ولن يختلف وجودها وتأثيرها کون الفرد مارس التطوع سابقاً أم لا. وتتفق النتيجة الحالية مع نتائج دراسة الشويحات وآخرون (2019) والتي أظهرت عدم وجود فروق دالة إحصائياً في معوقات المشارکة في العمل التطوعي وذلک في مجال ثقافة المجتمع تعزى لمتغير المشارکة.
التوصيات والمقترحات
- العمل على تضمين مفاهيم العمل التطوعي وأهميته وآثاره الإيجابية على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وغيرها في المناهج الدراسية لبعض المقررات الإجبارية في الکلية.
- العمل على ربط الأعمال والأنشطة التطوعية التي تقيمها الکلية باهتمامات الطلبة وميولهم مما يزيد من إقبال الطلبة على الانخراط بها.
- تدعيم الشراکة والتنسيق بين الکلية وبعض مؤسسات العمل التطوعي للعمل على تدريب الطلبة على بعض المهارات اللازمة للعمل التطوعي قبل شروع الطلبة في التطوع.
- أن تهتم إدارة الکلية بعرض مجموعة من التجارب والنماذج التطوعية الناجحة لدى بعض طلبتها، وتسليط الضوء عليها لتکون نبراساً يحتذى به، وعاملاً من عوامل تعزيز الاتجاهات الإيجابية نحو العمل التطوعي لدى بقية الطلبة.
- العمل على التنسيق الجيد والبرمجة الملائمة لبرامج وأنشطة العمل التطوعي بحيث لا تتعارض مع فترة الاختبارات النهائية مما قد يسهم في زيادة إقبال الطلبة عليها.
- إجراء المزيد من الدراسات المتعلقة بالتطوع بشکل عام لدى طلبة کلية التربية الأساسية، کمحاولة الکشف عن دوافع التطوع، والمجالات التي يستهدفها الطلبة للتطوع، والعوامل المرتبطة بالتطوع.
قائمة المراجع
أولاً: المراجع العربية
أحمد، سهام. (2019). تصورات طلاب کلية التربية جامعة بني سويف نحو العمل التطوعي وإسهامه في تعزيز التمساک الاجتماعي. مجلة البحث العلمي في التربية، 20(5)، 499-537.
الأصفهاني، الراغب. (1998). المفردات في غريب القرآن. بيروت: دار المعرفة.
أقطم، حسن فخري. (2014). معوقات مشارکة المرأة في العمل التطوعي من وجهة نظر المتطوعين والعاملين في مؤسسات المجتمع المدني في محافظة نابلس. رسالة دکتوراه غير منشورة، کلية الدراسات العليا، جامعة النجاح الوطنية، نابلس، فلسطين.
آل رفعة، مسفر. (2019). معوقات تعزيز المشارکات في العمل التطوعي لدى طلاب الجامعات السعودية (حالة جامعة المجمعة). مجلة جامعة طيبة للعلوم التربوية،14(2)، 173-191.
برقاوي، خالد. (2008). اتجاهات الشباب السعودي نحو العمل التطوعي "دراسة مطبقة على عينة من طلاب وطالبات المرحلة الثانوية بمدينة مکة المکرمة". مجلة الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة الملک عبد العزيز، 16(2)، 65-131.
البشر، سعاد. (2013). العلاقة بين القيام بالعمل التطوعي وتقدير الذات والسعادة لدى عينة من الطلبة الجامعيين في دولة الکويت. مجلة دراسات نفسية، 23(3)، 303-322.
البکار، عاصم، والنابلسي، هناء، والعضايلة، لبنى. (2017). معوقات العمل التطوعي لدى الشباب الجامعي في الجامعة الأردنية. دراسات، العلوم الإنسانية، 44(4)، 97-115.
الجاني، أکرم، والمصري، إبراهيم. (2018). اتجاهات طلبة جامعة البعث نحو العمل التطوعي في سوريا. مجلة جامعة البعث، 40(25)، 109-158.
الجهني، مانع. (1998). دراسة دور المؤسسات في الخدمات التطوعية بالمملکة العربية السعودية. ورقة عمل مقدمة في المؤتمر العلمي الأول للخدمات التطوعية بالمملکة العربية السعودية، جامعة أم القرى، مکة المکرمة.
الخطيب، عبد القادر. (2015). تطوير العمل التطوعي: دراسة تطبيقية. مجلة البحوث الإسلامية، العدد (105)، 121-168.
الدويش، عبد العزيز. (2015). دور القيادات الأکاديمية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في تفعيل العمل التطوعي. مجلة العلوم التربوية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، العدد (2)، 365-416.
دينکن، ميتشيل. (1981). معجم علم الاجتماع. ترجمة إحسان الحسن. بيروت: دار الطليعة.
رشدي، عثمان. (2012). الريادة والعمل التطوعي. عمان: دار الراية.
السلطان، فهد. (2009). اتجاهات الشباب الجامعي الذکور نحو العمل التطوعي. مجلة رسالة الخليج العربي، العدد (112)، 1-61.
الشبکة العربية للمنظمات الأهلية (2011). التطوع في المنطقة العربية. التقرير السنوي العاشر. تاريخ الاسترجاع 15 سبتمبر 2020 من: https://www.shabakaegypt.net/
الشرباصي، أحمد. (1987). موسوعة أخلاق القرآن. الجزء الخامس. ط 3. بيروت: دار الرائد العربي.
الشهراني، معلوي. (2006). العمل التطوعي وعلاقته بأمن المجتمع. رسالة ماجستير غير منشورة، کلية الدراسات العليا، قسم العلوم الاجتماعية، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، المملکة العربية السعودية.
الشويحات، صفاء، والقبندي، سهام، وحواتمه، عادل. (2019). درجة حدة معوقات العمل التطوعي اجتماعياً وثقافياً من وجهة نظر طلبة الجامعة الألمانية الأردنية وجامعة الکويت. دراسات، العلوم الإنسانية والاجتماعية، 46(1)، 265-286.
عابد، سماح. (2019). المعوقات المهنية لمدرسي الطور المتوسط من التعليم وعلاقتها بأدائهم التدريسي. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة زيان عاشور، الجلفة، الجزائر.
عامر، طارق، والمصري، إيهاب. (2015). الجمعيات الأهلية والعمل التطوعي. القاهرة: طيبة للنشر.
العامر، عثمان. (2006). ثقافة التطوع لدى الشباب السعودي "دراسة ميدانية". مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، العدد (7)، 1-51.
العبيد، إبراهيم. (2013). واقع العمل التطوعي ومعوقاته وأساليب تنميته واتجاهات الطلاب نحوه بجامعة القصيم بالمملکة العربية السعودية. مجلة العلوم العربية والإنسانية، 6(2)، 987-1076.
المليجي، إبراهيم. (2004). تنظيم المجتمع: مداخل نظرية ورؤية واقعية. الإسکندرية: دار المعرفة الجامعية.
المهدلي، محمد. (2002). ممارسة مهنة الخدمة الاجتماعية في رعاية الشباب. القاهرة: المکتب الجامعي الحديث.
المومني، فواز. (2013). العوامل الديموغرافية والبيئية المؤثرة في المسؤولية الاجتماعية لدى الطلبة الجامعين. مجلة الآداب والعلوم الاجتماعية، جامعة السلطان قابوس، 4(1)، 79-94.
النابلسي، هناء (2010). دور الشباب الجامعي في العمل التطوعي والمشارکة السياسية. عمان: دار مجدلاوي.
نجم، منور، ونجم، إيمان. (2013، فبراير 12-13). أسباب عزوف الشباب عن العمل التطوعي ]بحث مقدم[. المؤتمر الدولي الأول لعمادة شئون الطلبة "طلبة الجامعات الواقع والآمال"، الجامعة الإسلامية، غزة، فلسطين.
يعقوب، أيمن، والسلمي، عبد الله. (2005). إدارة العمل التطوعي واستفادة المنظمات الخيرية التطوعي.الرياض: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
اليوسف، عبد الله. (2005). ثقافة العمل التطوعي. جدة: مرکز الراية للتنمية الفکرية.
ثانياً: المراجع الأجنبية
Astin, A. W., & Sax, L. J. (1998). How undergraduates are affected by service participation. Service Participation, 39(3), 251-263.
Astin, A. W., Sax, L. J., & Avalos, J. (1999). Long-term effects of volunteerism during the undergraduate years. The review of higher education, 22(2), 187-202.
Auld, C.(2004). Behavioural characteristics of student volunteers. Australian Journal on Volunteering, 9(2), 8-18.
Güntert, S. T., Strubel, I. T., Kals, E., & Wehner, T. (2016). The quality of volunteers’ motives: Integrating the functional approach and self-determination theory. The Journal of Social Psychology, 156(3), 310-327.
Sundram, F., Corattur, T., Dong, C., & Zhong, K. (2018). Motivations, expectations and experiences in being a mental health helplines volunteer. International journal of environmental research and public health, 15(10), 2123-2136 .
UN Volunteers (2018). State of the Worlds Volunteerism Report. The thread that binds. Volunteerism and community resilience. Accessed 12 January 2019. Retrieved from: https://www.unv.org/sites/default/files/UNV_SWVR_2018_English_WEB.pdf
Wilson, J. (2000). Volunteering. Annual review of sociology, 26 (1), 215-240.
Wu, H. (2011). Social Impact of Volunteerism. Atlanta: Points of Lights Institutes.