تأثير التعلم الذاتي لدى طلبة الدراسات العليا على فاعلية التعليم عن بُعد في ظل جائحة کورونا (جامعة الطائف أنموذجا)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد - قسم القيادة والسياسات التعليمية کلية التربية - جامعة الطائف

المستخلص

التعلم الذاتي هو عملية تعليمية مناسبة ومفضلة لإعداد المتعلمين للتعلم مدى الحياة وجعلهم على اطلاع دائم بالمستجدات والمتغيرات المحيطة بهم في مجال تخصصهم وفي جميع شؤون حياتهم، وهذا يرتبط ارتباطا وثيقا مع أهداف التنمية المهنية المستدامة فالتربية بمفهومها الشامل هي: إعداد الفرد للحياة بجميع جوانبها المعرفية والمهارية والوجدانية. لذلک هدفت هذه الدراسة للکشف عن تصورات طلبة الدراسات العليا في جامعة الطائف حول تأثير التعلم الذاتي على فاعلية التعليم عن بُعد في ظل جائحة کورونا من وجهة نظرهم. وتکونت عينة الدراسة من (234 ) طالبًا وطالبة من طلبة الدراسات العليا في جامعة الطائف. وتم جمع البيانات باستخدام استبانة للتعلم الذاتي وأخرى للتعليم عن بعد. وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن مستوى التعلم الذاتي والتعليم عن بُعد لدى طلبة الدراسات العليا في جامعة الطائف جاء بدرجة مرتفعة، وکذلک وجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزى لأثر الجنس في کل من التعلم الذاتي، والتعليم عن بُعد وجاءت الفروق لصالح الإناث. أيضا توجد علاقة إيجابية ذات دالة إحصائية بين التعلم الذاتي والتعليم عن بُعد في ظل جائحة کورونا، وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات أهمها إعطاء التعليم عن بُعد المزيد من الاهتمام بعد الانتهاء من أزمة (کورونا) من خلال التوفيق بينه وبين التعليم الحضوري أو التقليدي.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

                                     کلية التربية

        کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

 

 

 

 

 

تأثير التعلم الذاتي لدى طلبة الدراسات العليا على فاعلية التعليم عن بُعد في ظل جائحة کورونا (جامعة الطائف أنموذجا)

 

 

 

إعــــــــــداد

د/ عبيد الله حسين الجهني

أستاذ مساعد - قسم القيادة والسياسات التعليمية

کلية التربية - جامعة الطائف

 

 

 

}     المجلد السابع والثلاثون– العدد الثالث –  مارس 2021م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

ملخص الدراسة

          التعلم الذاتي هو عملية تعليمية مناسبة ومفضلة لإعداد المتعلمين للتعلم مدى الحياة وجعلهم على اطلاع دائم بالمستجدات والمتغيرات المحيطة بهم في مجال تخصصهم وفي جميع شؤون حياتهم، وهذا يرتبط ارتباطا وثيقا مع أهداف التنمية المهنية المستدامة فالتربية بمفهومها الشامل هي: إعداد الفرد للحياة بجميع جوانبها المعرفية والمهارية والوجدانية. لذلک هدفت هذه الدراسة للکشف عن تصورات طلبة الدراسات العليا في جامعة الطائف حول تأثير التعلم الذاتي على فاعلية التعليم عن بُعد في ظل جائحة کورونا من وجهة نظرهم. وتکونت عينة الدراسة من (234 ) طالبًا وطالبة من طلبة الدراسات العليا في جامعة الطائف. وتم جمع البيانات باستخدام استبانة للتعلم الذاتي وأخرى للتعليم عن بعد. وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن مستوى التعلم الذاتي والتعليم عن بُعد لدى طلبة الدراسات العليا في جامعة الطائف جاء بدرجة مرتفعة، وکذلک وجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزى لأثر الجنس في کل من التعلم الذاتي، والتعليم عن بُعد وجاءت الفروق لصالح الإناث. أيضا توجد علاقة إيجابية ذات دالة إحصائية بين التعلم الذاتي والتعليم عن بُعد في ظل جائحة کورونا، وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات أهمها إعطاء التعليم عن بُعد المزيد من الاهتمام بعد الانتهاء من أزمة (کورونا) من خلال التوفيق بينه وبين التعليم الحضوري أو التقليدي.

الکلمات المفتاحية: التعلم الذاتي، التعليم عن بُعد، جائحة کورونا، جامعة الطائف.

 

Abstract

          Self-directed learning is an appropriate and preferred educational process to prepare learners for life-long learning and to make individuals constantly aware of the developments and changes surrounding them for their education and all affairs of their lives. This is closely linked with the goals of sustainable professional development. Education, in its comprehensive sense, prepares the individual for life in all its cognitive, skill, and emotional aspects. Therefore, this study aimed to reveal the perceptions of graduate students at Taif University regarding the influence of self-directed learning on the effectiveness of distance education during the Coronavirus pandemic. The study’s sample consisted of 234 male and female students at Taif University. Data were collected using a self-learning questionnaire and a distance-education questionnaire. The study’s results showed that the level of self-directed learning and distance education among the Taif University graduate students was high. There were statistically significant differences due to the effect of gender for both self-directed learning and distance education; the differences were in favor of females. There was also a positive statistically significant relationship between self-directed learning and distance education during the Coronavirus pandemic. The study offered a set of recommendations; the most important suggestion was to give distance education more attention after the Coronavirus crisis by reconciling this teaching format with face-to-face, or traditional, education.

Keywords: Self-directed learning, distance education, Coronavirus pandemic, Taif University.   

 

 

مقدمة:

على مر التاريخ کان هناک الکثير من الأوبئة التي مر بها العالم، لکن الاستجابة لفيروس کورونا COVID-19) ) لم يسبق لها مثيل. هذا الوباء أجبر العالم على الکثير من التغيُّرات في العديد من المجالات مثل الاقتصاد والطب والتعليم.  ففي مجال التعليم فرض هذا الوباء على العالم أساليب تعليمية جديدة في جميع المراحل الدراسية، وکان التعليم عن بُعد الطريقة الوحيدة لضمان استمرارية التعليم (Bataineh, Atoum, Alsmadi, & Shikhali, 2021). وعلى الرغم من الاستخدام الجزئي للتعليم الإلکتروني في بعض الجامعات السعودية، إلا أنها کانت مفاجأة لکثير من المحاضرين والطلاب وأولياء الأمور.

إن التعليم عن بُعد يتطلب قدرات ومهارات في تکنولوجيا المعلومات بالإضافة إلى الأجهزة والتطبيقات الذکية التي تساعد في تقديم التعلم بطريقة فعَّالة. وأيضًا فإن المسؤولية الملقاة على عاتق المحاضرين ليست سهلة؛ فهي تحتاج إلى جهود کبيرة من أجل إشراک الطلبة بنجاح في الفصول الدراسية وتحقيق الأهداف التعليمية المنشودة، وهذا يتطلب محاضرًا مؤهلاً بشکل جيد يستطيع التعامل مع هذه الطريقة الجديدة، ووجود متعلمين لديهم الدوافع والمهارات الکافية التي تساعدهم على التعلم بشکل صحيح وفعّال، فينمي لديهم أساليب التعلم الذاتي.(Bataineh et al., 2021)

والتعلم الذاتي من الأساليب الحديثة في التعليم، وتکمن فکرته في أن المتعلم يأخذ زمام المبادرة من أجل التخطيط والحصول على المعرفة بنفسه، ويمکن تمييزه عن أشکال التعلم الأخرى لأنه مقصود ويتطلب جهدًا واعيًا من قبل المتعلم (Boekaerts & Cascallar, 2006). وأشارت العديد من الدراسات ومنها دراسة (2007) Dabbagh إلى أن المفهوم الذاتي للمتعلم عبر التعلم عن بُعد مؤشر رئيس للنجاح ويحقق النتائج التعليمية المرغوب فيها، ويميل المتعلمين الذين يتمتعون بمرکز تحکم داخلي إلى أن يکونوا أکثر نجاحًا في بيئة التعلم عن بُعد، ولکي يحقق التعلم عن بُعد أهدافه يجب أن يکون المتعلمون على استعداد للتخلي عن الاعتماد الکامل على المعلم في الحصول على المعلومة، وأخذ زمام المبادرة الأساسية لتخطيط وتنفيذ وتقييم تجارب التعلم الخاصة بهم. ويرى  Ezell (2013) أن تشجيع التعلم الذاتي بين المعلمين والمتعلمين أحد طرق تحسين التدريس والتعلم، ويقدّم فرصًا أکثر مرونة للتعلم مدى الحياة، لذلک يجب أن يمارس المتعلمون أساليب التعلم الذاتي من خلال تحديد أهدافهم وأغراض تعلمهم بدلاً من الاعتماد الکامل على المعلمين. لذلک تهدف هذه الدراسة للکشف عن تصورات طلبة الدراسات العليا في جامعة الطائف حول تأثير التعلم الذاتي على فاعلية التعليم عن بُعد في ظل جائحة کورونا من وجهة نظرهم.

مشکلة الدراسة:

سواء کان التعليم يتم بالطريقة التقليدية أو عن بُعد، فإن التغيرات المتسارعة والمفاجئة لهذا العصر جعلت تمکين المتعلمين من مهارات التعلم الذاتي أمرًا ضروريًّا وحاسمًا. فالتعليم عن بُعد يطوّر شخصية المتعلم، ويجعله يتصرف باستقلالية، وبالتالي يستطيع المتعلم اکتشاف قدراته الذاتية، والقدرة على التعلم الذاتي (الجراف، (2016.

فرض فيروس کورونا المستجد على الجامعات السعودية - ومن ضمنها جامعة الطائف- انتقالا من الاعتماد على نظام التعليم التقليدي القائم على التواصل المباشر إلى الاعتماد على نظام التعليم عن بُعد، الذي يمنح الطالب حرية أکبر في البحث والاعتماد على النفس في الحصول على المعرفة. هذا الانتقال من التعليم التقليدي وجها لوجه إلى التعليم عن بُعد أدى إلى شکوک لدى بعض التربويين بعدم فاعلية استمرار العملية التعليمية وذلک نتيجة  لعدم قدرة الطلبة على التعلم ذاتيًّا في ظل الغياب والإشراف المباشر من قبل المعلم            (الربابعة، 2020)، وهذا ما دفع الباحث إلى إجراء هذه الدراسة التي تکشف عن دور التعلم الذاتي وأثره على فاعلية التعليم عن بُعد في ظل جائحة کورونا، کلية التربية في جامعة الطائف. لذا سعت الدراسة الحالية إلى الإجابة عن الأسئلة التالية:

أسئلة الدراسة:

1- ما مستوى التعلم الذاتي لدى طلبة الدراسات العليا في جامعة الطائف من وجهة نظرهم؟

2- ما مستوى فاعلية التعليم عن بُعد لدى طلبة الدراسات العليا في جامعة الطائف من وجهة نظرهم في ظل جائحة کورونا؟

3- هل توجد فروق دالة إحصائيًّا عند مستوى الدالة (α = 0.05) لدى أفراد عينة الدراسة لکلٍّ من مستوى التعلم الذاتي، ومستوى فاعلية التعليم عن بُعد في ظل جائحة کورونا تعزى للجنس (ذکور/ إناث) ؟

 4- هل توجد علاقة دالة إحصائيًّا عند مستوى الدالة (α = 0.05) بين مستوى التعلم الذاتي لدى طلبة الدراسات العليا ومستوى فاعلية التعليم عن بُعد في ظل جائحة کورونا؟

أهداف الدراسة:

هدفت الدراسة الحالية إلى تحديد ما يلي: -

1. تعرُّف تصورات الطلبة حول مستوى التعلم الذاتي في جامعة الطائف من وجهة نظرهم.

2. تعرُّف استجابات الطلبة حول مستوى التعليم عن بُعد في جامعة الطائف من وجهة نظرهم في ظل جائحة کورونا.

3. تعرُّف الفروق في استجابات أفراد عينة الدراسة عن مستوى کلا من مستوى التعلم الذاتي والتعليم عن بُعد في ظل جائحة کورونا تبعًا للنوع (ذکور وإناث).

4. الکشف عن العلاقة بين مستوى التعلم الذاتي لدى طلبة الدراسات العليا ومستوى فاعلية التعليم عن بُعد في ظل جائحة کورونا من وجهة نظرهم.

أهمية الدراسة:

 وترجع أهمية الدراسة إلى أنها تتناول موضوعا حيويًّا ومهما في هذه الأوقات العصيبة من أزمة کورونا، وهو تأثير التعلم الذاتي على فاعلية التعليم عن بُعد في ظلّ جائحة کورونا، مما قد يساهم في نشر التعلم الذاتي، وزيادة استخدامه في تعليم الکبار، أيضا هذه الدراسة ربّما تقدّم المعرفة التي تسهم في تحسين مستوى التعليم عن بُعد واستخدامه في الأزمات والطوارئ لضمان استمرارية التعلم. أيضًا رُبَّما ستحدد النتائج التي تتوصل إليها الدراسة العوامل التي تؤثر على التعلم الذاتي للطلبة في التعلم، مما يُساعد على تحسين هذه العوامل التي تؤثر على التعلم الذاتي وتطويره.

حدود الدراسة:

اقتصر تطبيق الدراسة على عينة من طلبة الماجستير في کلية التربية في جامعة الطائف، حيث قدم وکيل کلية التربية في جامعة الطائف قائمة بعدد الطلبة الذين يدرسون في کلية التربية بجميع التخصصات المطروحة للعام 2020م. وقد استُخدِم مقياس تم بناؤه من قبل الباحث بالاعتماد على الإطار النظري والدراسات السابقة المتعلقة بالموضوع، وقد طبقت أداة الدراسة عن طريق البريد الإلکتروني، ووسائل التواصل الاجتماعي مثل (WhatsApp and Twitter).

منهج الدراسة:

للإجابة عن أسئلة الدراسة تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي الذي يقوم بوصف الظاهرة وتحليلها وبيان مکوناتها.

مصطلحات الدراسة الإجرائية:

التعلم الذاتي: عملية يأخذ فيها الأفراد زمام المبادرة - بمساعدة أو بدون مساعدة الآخرين - في تشخيص احتياجاتهم التعليمية، وصياغة أهداف التعلم وتحديد الموارد البشرية والمادية للتعلم، واختيار إستراتيجيات التعلم المناسبة وتنفيذها وتقييم نتائج التعلم Knowles, 1975)).

     ويعرف إجرائيًّا بأنه التعلمالذي يتحمل فيه المتعلم المسؤولية الأساسية عن تخطيط عملية التعلم وتنفيذها وتقييمها بحيث يکون المتعلم باحثًا عن المعلومة من أجل الوصول للمعرفة بما يتوافق والأهداف المخطط لها مسبقًا.

التعليم عن بُعد: أحد أساليب التعليم الحديثة نسبيًّا الذي يتم فيه الفصل بين الطالب والمعلم، وتقوم فکرته الأساسية على إيصال المادة العلمية والأنشطة إلى المتعلمين باستخدام الوسائل أو التقنيات الحديثة. (Gravani, 2015)

      ويُعرّف إجرائيًّا بأنه التعليم الذي اعتمدته جامعة الطائف خلال جائحة کورونا کبديل للتعليم التقليدي وجهًا لوجه باستخدام منصة البلاک بورد، الذي يوفر بيئة تعليمية تفاعلية بين المعلمين والطلبة.

طلبة الدراسات العليا: هم المتعلمون من الذکور والإناث الذين يسعون للحصول على درجة الماجستير في التربية بتخصصاتها المختلفة، جامعة الطائف.

الإطار النظري:

في الإطار النظري، سوف يتم تناول التعلم الذاتي والتعليم عن بُعد وما يتعلق به من بحوث ودراسات سابقة على النحو التالي:

أولاً: التعلم الذاتي:

          إن فکرة التعلم الذاتي ليست جديدة لأنها مرتبطة باستقلالية المتعلم، ولکن تم          تمييزها مؤخرًا واکتسبت مزيدًا من الاهتمام على مدار العقد الماضي. ويختلف التعلم الذاتي عن التعليم التقليدي الذي يتم وجها لوجه من حيث الحرية التعليمية ومن حيث فرصة الاختيار          التي يدعمها الدافع الذاتي للمتعلمين وفضولهم. إن التعلم الذاتي أو التعلم الموجّه ذاتيًّا            (self-directed learning) هو استراتيجية تمکّنُ المتعلمين من تحمل مسؤولية عملية          التعلم الخاص بهم، تتضمن إستراتيجيات احتياجات التعلم، تحديد أهداف التعلم، وکذلک           تقييم نتائج التعلم الإلکتروني. فالتعلم الذاتي يوفر فرصة للتعلم وفقًا لاحتياجات             المتعلمين واهتماماتهم الأکاديمية، مما يسهم في إيجاد بيئة خصبة من الإبداع والتحفيز Saienko & Lavrysh, 2020)). وقد تم وصف التعلم الموجه ذاتيًّا بأنه عملية               تعلم يأخذ فيها المتعلمون المبادرة الأساسية لتخطيط وتنفيذ وتقييم تجارب التعلم الخاصة بهم (Merriam, 2001)

          إنّ المتعلمين الکبار يفضلون عادة التعلم الذاتي وتحمل مسؤولية اتخاذ القرارات؛ لذلک فإن التفاعلات التعاونية الموجهة بين المعلم والمتعلم، وأسلوب حل المشکلات، مع العديد من الموارد المتاحة، هي أفضل الخبرات التعليمية. والکبار لديهم حاجة عميقة لتوجيه أنفسهم لأنهم حققوا مفهوم إثبات الذات حيث يکونون مسؤولين عن حياتهم وقراراتهم، وتحمل عواقب أفعالهم (Knowles, Holton, & Swanson, 2015) ؛ لذلک يجب أن يعترف المعلمون بأنهم لم يصبحوا مصدرًا فريدًا للمعرفة، وأن احتياجات المتعلمين التعليمية تتجاوز القواعد والمعلومات التي يمکن أن يقترحها المعلمون ويمکن العثور عليها من خلال الإنترنت. ويحتاج المتعلمون إلى مهارات تساعدهم على النبوغ في الواقع المتغير باستمرار، لا التعلم القائم على الاستعداد لإجراء الاختبارات، وفي الوقت نفسه يجب أن يکون الهدف هو تعزيز الرغبة في التعلم، وتزويد المتعلمين بإستراتيجيات التعلم مدى الحياة Saienko & Lavrysh, 2020)).

          ويمکن القول إن التعلم الذاتي هو التعلم الذي يتم من خلاله توجيه مفهوم وتصميم مشروع التعلم من قبل المتعلم وتنفيذه وتقييمه، وهذا لا يعني أن التعلم الذاتي هو تعلم فردي للغاية يتم إجراؤه دائما بمعزل عن الآخرين، إنما يمکن للمتعلمين العمل بطرق ذاتية التوجه أثناء مشارکتهم في العمل الجماعي (Ezell, 2013). ومن الأمور المهمة أن التعلم الذاتي يعزز التعلم مدى الحياة لدى المتعلمين ويجعلهم يتحملون المسؤولية، ويقوي لديهم الثقة بالنفس مما يساهم في رفع مستوى الدافعية لديهم نحو التعلم، أيضا يراعي الفروق الفردية بين الطلبة، ويحقق الإنتاجية التربوية بفاعلية (الربابعة، 2020).

          ومع التغيرات العالمية المتلاحقة والمتسارعة في سوق العمل الناتجة عن تطبيق التقنيات الحديثة أسهم في خلق وظائف جديدة ذات قيمة عالية، ممَّا جعل أصحاب الأعمال يبحثون عن متخصصين مستعدين لتطوير مهاراتهم ومعارفهم بشکل مستمر. لذلک فإن المهن الناجحة في المستقبل تعتمد على مهارات حيوية مثل التعلم مدى الحياة الذي يحدث بشکل أساسي من خلال التعلم الذاتي والذي يتم توفيره في الغالب من خلال الأجهزة الذکية عبر منصات التعليم عن بعد Saienko & Lavrysh, 2020)). ومع عالم اليوم الذي يشهد تقدُّمًا وتغيُّرًا متسارعًا، يُعدُّ التعليم عن بُعد والتعلم الذاتي أسلوبان مهمان لکلٍّ من المتعلمين والجامعات لأنهما يراعيان حاجات المتعلمين وظروفهم المتغيرة، ويحقِّقان النتائج المتوقعة للعملية التعليمية (الربابعة، 2020)؛ لذلک تهدف هذه الدراسة لمعرفة تصورات الطلبة حول دور التعليم عن بُعد في تعزيز التعليم الذاتي من وجهة نظرهم في ظل جائحة کورونا.

ثانيًا: التعليم عن بُعد:

في ظل هذه العوامل والظروف الراهنة لجائحة فيروس کورونا، فإن الحاجة دعت إلى التفکير في بدائل للتعليم التقليدي لضمان التباعد الجسدي بين المتعلمين من خلال وسائل تعليم عن طريقها يمکن التغلب على هذه الظروف التي حرمت الکثيرين من استکمال تعليمهم، فظهرت أنماط مبتکرة وحديثة تلائم مثل هذه المتغيرات الحادثة في المجتمع المعاصر ومن أبرز تلک الأنماط " التعليم عن بُعد " الذي بات يعد ضرورة تعليمية مکملة للتعليم التقليدي، والذي حقق منذ ظهوره وحتى أيامنا هذه نتائج إيجابية وفعالة في المجال التعليمي والتربوي.

ويمثل التعليم عن بُعد أحد أنماط التعليم غير النظامي المکمل للتعليم النظامي        اللذان يمثلان منظومة التعلم في أي مجتمع. وکلمة (بُعد) تشير إلى المسافة غير المحددة کالکيلو مترات أو الأميال، بل تعدُّ نتاجًا للأحوال الاجتماعية والأمور المتعلقة بالتعليم          (حجي، 2000، ص63).

 وقد عرفه حجي بقوله: " التعليم من بُعد مدخل تجديدي للتعليم الرسمي النظامي. وهو في ذات الوقت نسق تعليمي قديم جدًّا يقوم على استخدام وسائط الاتصال يرجع بجذوره إلى التعليم بالمراسلة والدراسة بالمنزل"، وقال أيضًا: " إنه نسق تعليمي يعتمد على التعلم الذاتي، ويهتم بتقديم مواد تعليمية على أساس البعد بين أطراف العملية التعليمية، وإرشاد الطلاب ودعمهم ومساعدتهم والإشراف على نموهم عن طريق فريق من المرشدين تتحدد واجباتهم ومسؤولياتهم" (حجي، 2000، ص231).

          وعُرِّف التعليمُ عن بُعد أيضًا بأنه التعليم الذي يتواجد فيه المعلم والمتعلم في أماکن مختلفة دون أن يلتقيا وجهًا لوجه أثناء العملية التعليمية. وأيضًا عُرِّفَ بأنه ذلک النمط من التعليم القائم على التعلم الذاتي حيث يعتمد المتعلم على نفسه وبحد أدنى من توجيه المدرس، وباستخدام المواد التعليمية المطبوعة وغير المطبوعة، ويلتحق فيه کل راغب في التعليم بغض النظر عن العمر أو المؤهل ويصل إلى الدارسين أينما کانوا بواسطة التقنيات المتاحة کالإذاعة والتليفزيون وشبکات الاتصال الأخرى (الرواف، 2002، ص 176)

          يُعدُّ التعليم عن بعد، الذي بدأ في خمسينيات القرن التاسع عشر، طريقة تعلم تتيح التواصل بين المعلم وطلابه عن بُعد دون التواجد في الفصول الدراسية التقليدية، وتتطلب هذه الطريقة شبکة إنترنت، وکذلک أجهزة ذکية مثل الحاسوب، والهاتف المحمول، ومع المزايا وزيادة السعة التي توفرها التکنولوجيا، أصبح التفاعل محور الترکيز الأساسي للتکنولوجيا، أيضًا أصبحت الوسائط المتعددة المستخدمة في العصر السابق قديمة عفا عليها الزمن عند مقارنتها بالوسائط المتعددة الجديدة عالية الجودة القائمة على الحاسوب. کما نمت نماذج مختلفة للتعليم عن بعد منها التعليم غير المتزامن Asunchronou Learning))، والتعليم المتزامن Synchronous Learning))، والتعليم المختلط (Blended learning) لتصبح بنفس کفاءة التعلم وجهًا لوجه، واکتسبت فکرة التعلم مدى الحياة أهمية کبيرة. (Bozkurt, 2019) ويتحدث الباحث عن هذه الأنواع الثلاثة بشيء من التفصيل:

أولا: التعليم غير المتزامن

التعلم غير المتزامن يعني أن المعلمين والمتعلمين ليس لديهم جلسات متزامنة، ويمکن للطلبة الوصول إلى محتوى الدورة التدريبية عبر الإنترنت في أي وقت يحتاجون إليها، ويحدث الاتصال بين المشارکين بشکل رئيس من خلال البريد الإلکتروني، والمنتديات عبر الإنترنت، ويديره عادة المعلم، وهذا النوع من التعلم له إيجابيات مثل إعطاء المتعلمين مرونة أکبر، حيث إن الطالب لا يقيد باتباع جدول معين للمحاضرات، فالمادة العلمية في الغالب توضع على المنصة، وبالتالي يستطيع الطالب الرجوع إليها في أي وقت يناسبه لمشاهدتها، وأيضا يمکن أن يتيح للمتعلمين التواصل والتفاعل مع بعضهم البعض (Watts,2016).

ثانيا: التعليم المتزامن

أمَّا التعليم المتزامن عن بُعد، يتفاعل المتعلمون بعضهم مع يعض في نفس           الوقت من أي مکان متصل بالإنترنت. إنه مشابه للفصل الدراسي المادي الذي يسمح   بالتعليقات الفورية والتواصل مع المعلم والطلاب الآخرين، حيث يشارک المتعلمون              باستخدام الأدوات، مثل: المحادثات الهاتفية وغرف الدردشة والرسائل الفورية ومؤتمرات           الفيديو أو الصوت. هذه العوامل التفاعلية هي بعض مزايا التعليم المتزامن عبر الإنترنت. (Martin, Parker, & Deale, 2012).

ثالثا: التعليم المختلط (المدمج)

أما النوع الثالث فهو التعليم المختلط (المدمج) الذي يجمع بين النوعين السابقين، ويتم اعتماده على نطاق واسع عبر التعليم العالي، حيث يشير إليه بعض العلماء على أنه النموذج التقليدي الجديد أو الوضع الطبيعي الجديد في تقديم المقرر الدراسي. وهذا النوع من التعليم يتم بناء على اتفاق مسبق بين المعلم والطلبة، فأحيانا يتم التعلم وجهًا لوجه وفي بعض الأحيان يتم عبر منصات الإنترنت Tseng & Walsh Jr.,2016)).

لقد أصبح التعلم عن بُعد مهمًّا بشکل متزايد کنهج جديد للتعليم في جميع أنحاء العالم. وتقدم معظم مؤسسات التعليم العالي برامج عبر الإنترنت بسبب مرونة هذه البرامج، والفرص التي توفرها للمتعلمين والمدربين والمؤسسات (Miller,2014). ويرى بعض الأکاديميين أن التعليم عن بُعد سوف يکون من الأساليب التعليمية السائدة في المستقبل لما له من فوائد متعددة للمتعلمين، فالتعليم عن بعد لا يحتاج إلى قاعة دراسية يتفاعل معها المتعلمون وجها لوجه مما يقلِّلُ من التکاليف مثل فواتير الکهرباء، والماء، وموارد التنظيف في المؤسسات التربوية وغيرها. أيضا من فوائد التعليم عن بُعد، أنه لا يُقيِّدُ المتعلمين بوقت محدد، فهو مرن بحيث يستطيع المتعلمون اختيار الوقت المناسب لتعلمهم. ومن ناحية أخرى يعد التعليم عن بُعد أحد أنماط التعليم التي تنسجم مع خصائص وطبيعة المتعلمين خاصة في هذا العصر؛ فمن خلال الثورة التکنولوجية والمعلوماتية أصبح الکبار والصغار لديهم مهارات في استخدام الأجهزة الذکية والتطبيقات المختلفة مما يمکنهم في زمن قياسي من إتقان التعامل مع التطبيقات الجديدة، وبالتالي يستطيعون تبادل معارف مُتنوِّعة خلال تفاعلهم مع التطبيقات الإلکترونية           (الربابعة، 2020).

ولدعم تَعلُّم الطلاب عن بُعد يجب تعزيز فرص التعلم النشط الذي يهدف إلى تفعيل دور المتعلمين في العملية التربوية بشکل فعّال، والاعتماد على الذات في الحصول على المعلومة، وأخذ زمام المبادرة في فهم احتياجات التعلم الخاص بهم، ووضع أهداف التعلم، وتحديد مصادر التعلم، واختيار إستراتيجيات التعلم المناسبة وتنفيذها، وتقييم نتائج التعلم Knowles, 1975) ). فالمتعلمون عبر التعليم عن بعد الموجه ذاتيًّا أکثر قدرة على تحمُّل المسؤولية وإدارة الوقت، وهم أکثرُ التزامًا بأنشطة التعلم عن بعد (Chou, 2012).

الدراسات السابقة:

          تناولت دراسة کل من Saienko & Lavrysh (2020) التعلم عن طريق التقنيات الحديثة لتطوير التعلم الذاتي في الجامعة التقنية في أوکرانيا، التي هدفت إلى تحديد نقاط القوة والضعف للتعلم المُوجَّه ذاتيًّا المدعوم بالتقنيات الحديثة عبر الإنترنت، ولتحقيق ذلک استخدم الباحثان تحليل سوات الرباعي (SWOT) لجمع البيانات وتحليلها من حيث نقاط القوة والضعف، وفي الجزء النوعي من الدراسة تم تحليل ردود المشارکين من خلال تحليل المحتوى. وتم إجراء الدراسة على عينة بلغت (102) من الطلاب والمعلمين، وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن التقنيات الحديثة عبر الإنترنت هي أدوات قوية لتطوير مهارات التعلم الذاتي لدى المتعلمين.

ودراسة (2020)   Firat & Bozkurt التي هدفت إلى فحص الاستعداد للتعلم عبر الإنترنت، وشملت الدراسة 6,507 من المتعلمين من جامعة جيجا (Giga University) الضخمة في ترکيا. ومن خلال استخدام مقياس الجاهزية للتعلم عبر الإنترنت، تم استخدام التحليل الارتباطي لتفسير نتائج البحث. وقد کشفت النتائج أن الترکيبة السکانية لطلاب التعليم المفتوح يمکن استخدامها کمؤشر على الاستعداد للتعلم عبر الإنترنت، وأن هناک حاجة لأنظمة تعلم قابلة للتکيف عبر الإنترنت. علاوة على ذلک کشف البحث عن وجود علاقة بين الاستعداد للتعلم عبر الإنترنت والأجهزة التکنولوجية التي يفضلها المتعلمون للتعلم عن بعد.

وهناک دراسة Basilaia & Kvavadze (2020) التي ذکرت أنه خلال اکتشاف أول حالة إصابة بفيروس کورونا في جورجيا تم الانتقال من التعليم التقليدي إلى التعليم عن بُعد؛ لذلک هدفت هذه الدراسة إلى دراسة قدرة الدولة وسکانها لمواصلة عملية التعلم عبر الإنترنت، من خلال استخدام المنصات المختلفة المتاحة مثل ((Zoom, Slack and Google Meet, EduPage. وطبقت الدراسة على عينه حجمها 950 طالبًا، وقد استندت الدراسة إلى إحصائيات الأسبوع الأول من عملية التعلم عبر الإنترنت. وأکدت الدراسة أن الانتقال إلى التعليم عبر الإنترنت کان ناجحًا، وأن الخبرة المکتسبة من تطبيق التعليم عن بُعد في هذا الوباء يمکن الاستفادة منها في مستقبل ما بعد أزمة کورونا.

وهدفت دراسة الربابعة (2020) إلى اکتشاف دور التعليم عن بُعد في تحفيز التعلم الذاتي لدى طلبة جامعة الزرقاء الخاصة في ظل انتشار فيروس کورونا من وجهة نظرهم. وتکونت عينة الدراسة من (138) طالبًا في جامعة الزرقاء، وأظهرت النتائج أن تقييم المستجيبين لمستوى التعليم عن بُعد والتعلم الذاتي جاء بدرجة متوسطة، کما أن هناک علاقة إيجابية ذات دلالة إحصائية بين التعليم عن بعد والتعلم الذاتي.

وجاءت دراسة Zhu, Bonk, & Doo (2020) التي بحثت في العلاقة بين الدافع والمراقبة الذاتية، والإدارة الذاتية للمتعلمين عبر الإنترنت، وذلک باستخدام استبانة کأداة للدراسة على عينة حجمها 322 متعلمًا. وتوصلت نتائج هذه الدراسة إلى أن الدافع يؤثر بشکل مباشر على المراقبة الذاتية ويؤثر بشکل غير مباشر على الإدارة الذاتية من خلال المراقبة الذاتية، أيضا أثرت المراقبة الذاتية للمتعلمين بشکل إيجابي على الإدارة الذاتية؛ لذلک فإن تعزيز مهارات المراقبة الذاتية للطلبة وتحفيزهم أمر بالغ الأهمية.

دراسة محمد، عثمان، الجبلي وزکريا (2019) التي هدفت إلى التعرف على واقع اکتساب الطالب لإستراتيجيات مهارات التعلم الذاتي، والصعوبات التي تواجهه، أيضا التعرف على الفروق الفردية في ضوء متغيرات (النوع، التخصص، السکن)، وطُبِّقَتْ الدراسة على عينة عشوائية حجمها (50) طالبا وطالبة، وتم تحليل البيانات من خلال استخدام المنهج الوصفي التحليلي. وتوصلت الدراسة إلى أن الطلاب يمتلکون أنشطة وخبرات علمية بمستوى متوسط، وأن درجة استفادة المتعلمين في عملية التعلم بالحاسب الآلي في التعلم الذاتي جاء بدرجة متوسطة، کما أن ارتياد الطلبة للمکتبات والاستفادة منها في التعلم الذاتي کان أيضا بدرجة متوسطة، کما أن هناک صعوبات تواجه المتعلمين في اکتساب مهارات التعلم الذاتي بدرجة متوسطة. أيضا هناک فروق فردية حسب متغيرات الدراسة في محور الحاسب الآلي من حيث النوع، وأيضا هناک فروق في استجابات الطلبة لمتغير ارتياد المکتبات تعزى للتخصص.

          وفي دراسة Koo(2008)  التي هدفت إلى فحص العوامل التي تؤثر على استعداد المعلمين للتعليم عبر الإنترنت في ماليزيا، أشارت النتائج إلى أنه في حين يُقَدِّرُ المعلمين قيمة التعلم عبر الإنترنت، إلا أنهم لم يُظهِروا استعدادًا قويًّا لذلک بسبب قيود الوقت وعدم کفاية الوصول إلى البنية التحتية التکنولوجية. کما أجرى Hung (2016) دراسة حول استعداد معلمي المدارس الابتدائية والمتوسطة للتعلم عبر الإنترنت باستخدام أربعة عوامل: الکفاءة الذاتية للتواصل، والدعم المؤسسي، والتعلم الموجّه ذاتيًّا، والفعالية الذاتية لنقل التعلم. وأشارت الدراسة أن المعلمين الحاصلين على درجة الماجستير عند مقارنتهم بالمعلمين الحاصلين على درجة البکالوريوس يعطون وزنًا أکبر لمجالات الکفاءة الذاتية للتواصل، والفعالية الذاتية للتعلم.

          أما في دراسة Valtonen, Kukkonen, Dillon, & Väisänen (2009) التي بحثت في الاستعداد للتعلم عبر الإنترنت لطلاب المدارس الثانوية في المناطق الريفية في فنلندا، أسفرت الدراسة عن نتائج مثيرة للاهتمام، حيث إن طلاب المدارس الثانوية لديهم اعتقادات إيجابية وسلبية، ومحايدة فيما يتعلق بالتعليم عبر الإنترنت. حيث يرى الطلاب الذين لديهم اعتقاد سلبي أن التعلم عبر الإنترنت هو مساحة ثابتة ومعزولة، يسمح للطلاب الوصول إلى الموارد التعليمية فقط.

تعقيب على الدراسات السابقة:

          إجمالاً تشير الأدبيات السابقة إلى أن الاستعداد وتطوير الإستراتيجيات لممارسة التعليم عن بعد أمر حيويٌّ ومهمٌّ، کما تشير إلى أن هناک بعض الدراسات التي تناولت التعليم عن بُعد في ظل أزمة کورونا، وبعضها الآخر تناول التعلم الذاتي کإستراتيجية يمکن من خلالها أن يتابع المتعلمون تعلمهم بشکل فعّال سواء في أوقات الأزمات أو في الظروف العادية. وقد تنوع المنهج العلمي الذي تم اتباعه في إجراء الدراسات السابقة، فهناک المنهج الوصفي، والمنهج شبه التجريبي، والمنهج النوعي، أما هذه الدراسة فسوف تتناول تأثير التعلم الذاتي على فاعلية التعليم عن بُعد في ظل جائحة من وجهة نظر طلبة الدراسات العليا في جامعة الطائف.

الطريقة والإجراءات:

          يتم من خلال الطريقة والإجراءات عرض منهجيّة الدراسة، وأفرادها، وکذلک تتناول وصفا لأدوات الدراسة وإجراءاتها، والمعالجة الإحصائية المستخدمة في الدراسة.

منهج الدراسة:

          تم اعتماد المنهج الوصفي التحليلي للإجابة على تساؤلات الدراسة. وفقا لعبيدات (2003) المنهج الوصفي هو أسلوب بحث يصف خصائص السکان أو الظاهرة المدروسة کما هي في الواقع، ويعبر عنها کميًّا أو کيفيًّا.

مجتمع الدراسة:

    يتَکوَّن مجتمع الدراسة من جميع طلاب وطالبات الماجستير، کلية التربية في جامعة الطائف للفصل الدراسي الأول، العام الجامعي 2020، والبالغ عددهم 465 (86 ذکور و379 إناث).

عينة الدراسة:

          تکونت عينة الدراسة من 243 طالب وطالبة (61 ذکور و182إناث)، وتم          اختيارهم بالطريقة العشوائية. وبعد الحصول على الموافقة من قبل أخلاقيات البحث             العلمي، تم توزيع الاستبانة إلکترونيا عبر البريد الإلکتروني ووسائل التواصل الاجتماعي مثل (WhatsApp and Twitter)، والجدول التالي يوضح عينة الدراسة حسب متغير الجنس.

جدول (1)

التکرارات والنسب المئويةحسب متغير الجنس

 

الفئات

العدد

النسبة

الجنس

ذکر

61

25.1

أنثى

182

74.9

 

المجموع

243

100.0

أداة الدراسة:

  تم بناء عناصر الاستبانة المستخدمة في الدراسة من خلال مراجعة الأدبيات السابقة، واشتملت الاستبانة على 30 فقرة، مکونة من جزءين: الجزء الأول خاص بالمعلومات الأولية ويشمل نوع الجنس (ذکور، وإناث). ويتضمن الجزء الثاني من الاستبانة مقياسين رئيسيين هما: التعلم الذاتي ويحوي 15 فقرة والتعليم عن بعد ويحوي 15 فقرة، وتم استخدام مقياس ليکرت الخماسي (موافق جدًّا، موافق، موافق إلى حد ما، غير موافق، غير موافق جدًّا). 

صدق مقياس الدراسة:

          للتأکد من صدق الأداة الظاهري تم عرضها على مجموعة من المحکمين المختصين في مجال تعليم الکبار والتعليم المستمر من أجل مراجعة بنود الاستبانة. حيث طُلِب من المُحکِّمين تقديم آرائهم حول وضوح العناصر أو غموضها بالإضافة إلى کيفية تمثيل هذه العناصر لکل محور بعد تزويدهم بهدف الدراسة، ومعنى کل محور من محاور الدراسة، من أجل تقديم أي تعليقات أو اقتراحات أو تصحيحات لتحسين الاستبانة.

          تم الاحتفاظ بالعناصر التي وجدها المحکمون مقبولة، وتم حذف العناصر التي أجمع عليها المحکمون بأنها مربِکة أو غامضة.

          ولاستخراج صدق البناء للمقياس، اُستخرِجت معاملات ارتباط الفقرة مع الدرجة الکلية للمحور الذي تنتمي إليه على عينة استطلاعية تکونت من30 فردا من خارج عينة الدراسة، وقد تراوحت معاملات ارتباط الفقرة مع الدرجة الکلية للمحور الذي تنتمي إليه ما بين               (0.41-0.91)، مما يشير إلى أن جميع معاملات الارتباط کانت ذات درجات مقبولة ودالة إحصائيا، ولذلک لم يتم حذف أيّ من هذه الفقرات، والجدول التالي يبين ذلک.

جدول (2)

معاملات الارتباط بين الفقرة والدرجة الکلية للمقياس

رقم الفقرة

معامل الارتباط

رقم الفقرة

معامل الارتباط

رقم الفقرة

معامل الارتباط

1

.45(*)

11

.89(**)

21

.74(**)

2

.68(**)

12

.51(**)

22

.69(**)

3

.82(**)

13

.41(*)

23

.91(**)

4

.79(**)

14

.54(**)

24

.69(**)

5

.63(**)

15

.41(*)

25

.84(**)

6

.86(**)

16

.71(**)

26

.86(**)

7

.69(**)

17

.64(**)

27

.73(**)

8

.81(**)

18

.88(**)

28

.57(**)

9

.59(**)

19

.74(**)

29

.91(**)

10

.90(**)

20

.85(**)

30

.76(**)

*  دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة (0.05).                                                

** دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة (0.01).

ثبات أداة الدراسة:

تم التحقق من ثبات أداة الدراسة من خلال طريقتين هما: الاختبار وإعادة الاختبار (test-retest) بتطبيق المقياس، وإعادة تطبيقه بعد أسبوعين على عينة استطلاعية، ومن ثم تم حساب معامل ارتباط بيرسون بين تقديراتهم في المرتين. وتم أيضا حساب معامل الاتساق الداخلي وفق معادلة کرونباخ ألفا وثبات الإعادة للمحاور واعتبرت هذه القيم ملائمة لغايات هذه الدراسة، کما هو موضح في الجدول التالي

جدول (3)

معامل الاتساق الداخلي کرونباخ ألفا وثبات الإعادة للمحاور

المحور

ثبات الإعادة

الاتساق الداخلي

التعلم الذاتي

0.93

0.91

التعليم عن بعد

0.90

0.89

نتائجالدراسة ومناقشتها:

السؤال الأول: ما مستوى التعلم الذاتي لدى طلبة الدراسات العليا في جامعة الطائف من وجهة نظرهم؟ تم استخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية للإجابة على السؤال الأول، وذلک لمعرفة مستوى التعلم الذاتي لدى طلبة الدراسات العليا في جامعة الطائف من وجهة نظرهم، والجدول أدناه يوضح ذلک.

جدول (4)

المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمستوى التعلم الذاتي لدى طلبة الدراسات العليا في جامعة الطائف من وجهة نظرهم مُرتبة تنازليًّا حسب المتوسطات الحسابية

الرتبة

الرقم

الفقرات

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

المستوى

1

13

تزداد ثقتي بنفسي کلما تعلمت شيئًا جديدًا.

4.79

.408

مرتفع

2

15

أکتسب معارف وخبرات جديدة من خلال قراءاتي الذاتية.

4.65

.527

مرتفع

3

5

أربط خبرتي بالمعلومات الجديدة.

4.51

.645

مرتفع

4

7

جلسات التدريس والتعلم التفاعلية أکثر فعالية من مجرد الاستماع إلى المحاضرات.

4.47

.868

مرتفع

5

14

أستطيع اختيار ما يناسبني من المعارف والمهارات.

4.43

.691

مرتفع

6

8

التکنولوجيا التفاعلية التعليمية الحديثة تعزز عملية التعلم الخاصة بي.

4.38

.712

مرتفع

7

9

أستطيع استخدام تکنولوجيا المعلومات بشکل فعال..

4.32

.870

مرتفع

8

6

أستطيع البحث عن المراجع والمصادر المتعددة.

4.31

.803

مرتفع

9

1

أستطيع تحديد احتياجاتي التعليمية.

4.25

.702

مرتفع

10

2

يعتبر دور عضو هيئة التدريس ميسّرًا لعملية التعلم بدلاً من تقديم المعلومات جاهزة.

4.25

.870

مرتفع

11

4

أطلع على موارد التعلم المتاحة باستمرار.

4.15

.906

مرتفع

12

10

أستمتع باستکشاف المعلومات التي تتجاوز أهداف الدورة المحددة.

4.14

.808

مرتفع

13

12

أستطيع تقويم نفسي ذاتيًّا.

4.12

.859

مرتفع

14

11

أستطيع استخدام التفکير الناقد والتحليل في المعلومات الجديدة.

4.09

.923

مرتفع

15

3

أستطيع تحديد أفضل الطرق المناسبة لتعليمي.

4.04

.840

مرتفع

 

 

التعلم الذاتي

4.32

.498

مرتفع

          يتضح من الجدول (5) أن المتوسطات الحسابية قد تراوحت ما بين                 (4.04 إلى 4.79)، مما يشير إلى أن مستوى التعلم الذاتي لدى طلبة الدراسات العليا في جامعة الطائف يقع في المستوى المرتفع. وجاءت الفقرة رقم (13) والتي تنص على: "تزداد ثقتي بنفسي کلما تعلمت شيئًا جديدًا" في المرتبة الأولى وبمتوسط حسابي بلغ (4.79)، وجاءت الفقرة رقم (15) والتي تنص على: "أکتسب معارف وخبرات جديدة من خلال قراءاتي الذاتية" في المرتبة الثانية وبمتوسط حسابي بلغ (4.65)، بينما جاءت الفقرة رقم (3) ونصها: "أستطيع تحديد أفضل الطرق المناسبة لتعليمي" بالمرتبة الأخيرة وبمتوسط حسابي بلغ (4.04). وبلغ المتوسط الحسابي للتعلم الذاتي ککل (4.32). هذه النتيجة تتوافق مع طبيعة المتعلمين الکبار، لأن المتعلمين الکبار هم أشخاص ناضجون ومسؤولون يرغبون في تولي مسؤولية تعلمهم.          هذا هو التطور النفسي والمعرفي الطبيعي الذي يحدث مع نضوج البشر فکريًّا. وفي هذا الصدد يعد التعلُّم الذاتي حجر الزاوية في تعليم الکبار لأنه يتناسب وطبيعة المتعلمين الکبار (Merriam, 2017).

           وتختلف نتائج هذه الدراسة مع دراسة الربابعة (2020) والتي کشفت نتائجها بأن مستوى التعلم الذاتي لدى طلبة جامعة الزرقاء الخاصة في ظل جائحة کورونا جاء بدرجة متوسطة. کما تختلف نتائج هذه الدراسة مع دراسة عثمان وآخرون (2019) والتي توصلت إلى أن اکتساب الطالب الجامعي لمهارات التعلم الذاتي جاء بدرجة متوسطة، وأن استفادة الطلبة من المکتبات وارتيادها کمتعلمين ذاتيين جاء بدرجة متوسطة.

السؤال الثاني: ما مستوى فاعلية التعليم عن بعد لدى طلبة الدراسات العليا في جامعة الطائف من وجهة نظرهم في ظل جائحة کورونا؟ وللإجابة عن هذا السؤال تم استخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية حول مستوى فاعلية التعليم عن بعد لدى طلبة الدراسات العليا في جامعة الطائف من وجهة نظرهم في ظل جائحة کورونا، والجدول أدناه يوضح ذلک.

جدول (5)

المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمستوى فاعلية التعليم عن بُعد لدى طلبة الدراسات العليا في جامعة الطائف من وجهة نظرهم في ظل جائحة کورونا مرتبة تنازليًّا حسب المتوسطات الحسابية

الرتبة

الرقم

الفقرات

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

المستوى

1

2

أستطيع استخدام المصادر المتنوعة للتعلم خلال التعليم عن بعد (سمعية، بصرية، وتفاعلية)

4.46

.711

مرتفع

1

9

أطوِّر کفاياتي التکنولوجية باستمرار خلال التعليم عن بعد.

4.46

.873

مرتفع

3

12

أشارک زملائي وأعضاء هيئة التدريس في المناقشات الجماعية.

4.38

.660

مرتفع

4

7

أشارک زملائي وأعضاء هيئة التدريس في تقييم التعليم عن بعد.

4.33

.880

مرتفع

5

15

أشارک باتخاذ القرارات الجماعية أثناء التعليم عن بعد.

4.28

.934

مرتفع

6

14

أشارک زملائي وأعضاء هيئة التدريس في حل المشکلات المطروحة.

4.23

.862

مرتفع

7

4

استمرّ التعليم عن بعد بفاعلية رغم ازمة کورونا.

4.19

.946

مرتفع

7

5

أصبحت أکثر استقلالية أثناء التعلم عن بعد.

4.19

.830

مرتفع

9

8

استطعت الوصول إلى وسائل فعالة للتعليم عن بعد.

4.18

.806

مرتفع

10

13

کان الانتقال من التعليم وجهًا لوجه إلى التعليم عن بعد سهلاً بالنسبة لي.

4.15

.885

مرتفع

11

6

يتسم التعليم عن بعد بالمرونة أکثر من التعليم التقليدي.

4.12

1.085

مرتفع

12

1

يتسم المحتوى التعليمي بالوضوح خلال التعليم عن بعد.

3.86

.992

مرتفع

13

11

البرمجيات المستخدمة في التعليم عن بعد فعالة وتغطي کافة جوانب المنهاج.

3.84

1.087

مرتفع

14

10

التعليم عن بعد أفضل من التعليم التقليدي.

3.81

1.268

مرتفع

15

3

يراعي التعليم عن بعد الفروق الفردية بين المتعلمين.

3.37

1.286

متوسط

 

 

التعليم عن بعد

4.12

.703

مرتفع

يبين الجدول (5) أن المتوسطات الحسابية قد تراوحت ما بين (3.37 الى4.46)، مما يشير إلى أن مستوى التعليم عن بعد لدى طلبة الدراسات العليا في جامعة الطائف قد جاء بدرجة مرتفعة. وحيث جاءت الفقرتان رقم (9،2) والتي تنصّان على: "أستطيع استخدام المصادر المتنوعة للتعلم خلال التعليم عن بُعد (سمعية، بصرية، وتفاعلية)"، و""أطور کفاياتي التکنولوجية باستمرار خلال التعليم عن بُعد" في المرتبة الأولى وبمتوسط حسابي بلغ (4.46)، بينما جاءت الفقرة رقم (3) ونصها "يراعي التعليم عن بُعد الفروق الفردية بين المتعلمين" بالمرتبة الأخيرة وبمتوسط حسابي بلغ (3.37). وبلغ المتوسط الحسابي للتعلم عن بعد ککل (4.12). ويعزو الباحث هذه النتيجة إلى أن جامعة الطائف من الجامعات السعودية التي تمنح أعضاء هيئة التدريس المرونة في ممارسة استخدام تقنيات التعليم الحديثة في العملية التعليمية وفي مقدمتها منصة البلاک بورد، تتمثل في حل الواجبات وأيضا نسبة من المحاضرات، وعندما أتت الجائحة (کورونا) لم يکن التحول للتعليم عن بعد عائقًا أمام الطلبة أو المعلمين في الانتقال الکامل للتعلم عن بُعد نتيجة للخبرات التراکمية لدى الطلبة وأعضاء هيئة التدريس في التعامل مع تقنيات التعليم الإلکتروني. وقد قامت جامعة الطائف بإعداد دورات تدريبية مکثّفة لکيفية التعامل مع التعليم الإلکتروني عبر الإنترنت مما ساهم في الانتقال للتعليم عن بُعد بنجاح. وتتوافق نتائج هذه الدراسة مع دراسة Basilaia & Kvavadze(2020)  التي توصلت إلى أن الانتقال من التعليم التقليدي إلى التعليم عبر الانترنت أثناء جائحة کورونا کان ناجحًا وأن الخبرة المکتسبة من تطبيق التعليم عن بعد في هذا الوباء يمکن الاستفادة منها في مستقبل ما بعد أزمة کورونا. وفي المقابل تختلف نتائج هذه الدراسة عن نتائج دراسة ( الربابعة،2020) التي کشفت أن مستوى التعليم عن بُعد في جامعة الزرقاء الخاصة من وجهة نظر الطلبة جاء بدرجة متوسطة. وتختلف نتائج هذه الدراسة مع دراسة  Bataineh et al., (2021)والتي أشارت إلى أن غالبية طلاب الجامعات الأردنية غير راضين عن تجربة التعلم عن بُعد ، حيث واجه معظم الطلاب بعض العقبات مثل سرعة الإنترنت ، والصعوبات التکنولوجية ، وتصميم المحتوى عبر الإنترنت.

السؤال الثالث: هل توجد فروق دالة إحصائيًّا عند مستوى الدالة (α = 0.05) لدى أفراد عينة الدراسة لکلٍّ من مستوى التعلم الذاتي، ومستوى فاعلية التعليم عن بعد في ظل جائحة کورونا تعزى للجنس (ذکور/ إناث)؟ للإجابة عن هذا السؤال تم استخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية في کل من التعلم الذاتي، والتعليم عن بعد حسب متغير الجنس، ولبيان الفروق الإحصائية بين المتوسطات الحسابية تم استخدام اختبار "ت"، والجدول أدناه          يوضح ذلک.

جدول (6)

المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية واختبار "ت" لأثر الجنس في کل من التعلم الذاتي، والتعليم عن بعد.

 

 

العدد

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

قيمة

"ت"

درجات الحرية

الدلالة الإحصائية

التعلم الذاتي

ذکر

61

4.18

.559

-2.628

241

.009

أنثى

182

4.37

.468

التعليم عن بعد

ذکر

61

3.73

.730

-5.294

241

.000

أنثى

182

4.25

.644

يتبين من الجدول (6) وجود فروق ذات دلالة إحصائية (α = 0.05) تعزى لأثر الجنس في کل من التعلم الذاتي، والتعليم عن بعد وجاءت الفروق لصالح الإناث. ويعزو الباحث هذه النتيجة إلى أن الإناث أکثر استخداما وممارسة لمنصات التعليم عن بعد من الذکور، وخاصة قبل قدوم الجائحة (کورونا) فقد کانت الإناث يتلقين دروسهن عبر الإنترنت إذا کان أعضاء هيئة التدريس رجالا فالإناث اکتسبن الخبرة في ممارسة التعلم عن بعد قبل الذکور وبالتالي الإناث يتلقين التعليم عبر الإنترنت أکثر من الذکور من خلال أداء الواجبات والتواصل مع أعضاء هيئة التدريس ممّا جعلهنّ أکثر اعتمادا على أنفسهن في البحث والتواصل عن بُعد لجمع المعلومات مقارنة بزملائهن من الذکور.

السؤال الرابع: هل توجد علاقة دالة إحصائيًّا عند مستوى الدالة (α = 0.05) بين مستوى التعلم الذاتي لدى طلبة الدراسات العليا ومستوى فاعلية التعليم عن بُعد في ظل جائحة کورونا؟ للإجابة عن هذا السؤال تم استخراج معامل ارتباط بيرسون بين مستوى التعلم الذاتي لدى طلبة الدراسات العليا ومستوى فاعلية التعليم عن بُعد في ظل جائحة کورونا، والجدول التالي يوضح ذلک.

جدول (7)

معامل ارتباط بيرسون للعلاقة بين مستوى التعلم الذاتي لدى طلبة الدراسات العليا ومستوى فاعلية التعليم عن بعد في ظل جائحة کورونا.

 

 

التعليم عن بعد

التعلم الذاتي

معامل الارتباط ر

.789(**)

الدلالة الإحصائية

.000

العدد

243

*  دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة (0.05).

** دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة (0.01).

          يتبين من الجدول (7) وجود علاقة إيجابية دالة إحصائيًّا بين مستوى التعلم الذاتي لدى طلبة الدراسات العليا ومستوى فاعلية التعليم عن بعد في ظل جائحة کورونا. وهذا يشير إلى أنه کلما کان لدى المتعلمين رغبة ذاتية للتعلم زاد من فاعلية التعليم عن بعد. فالمعلم من خلال التعليم عن بعد يکون دوره دورَ المُيسِّر والمُوجِّه للعملية التعليمية، فعندما يکون لدى المتعلم الرغبة الذاتية للتعلم يحفزه على الاطلاع والتفاعل مما يضمن تحقيق النتائج المَرجُوَّة من التعليم عن بعد. إضافة إلى ذلک توفر الأدوات والتکنولوجيا المناسبة، وسهولة الوصول إلى المحتوى، وثقافة التعلم التنظيمي التي تشجع وتيسِّر التعلُّم الذاتي کل ذلک يسهم في إيجاد بيئة مناسبة لنجاح التعليم عن بعد.

      وتتفق هذه النتيجة مع دراسة الربابعة(2020) التي  أشارت إلى وجود علاقة تبادلية بين التعليم عن بُعد والتعلم الذاتي، فکلما زاد مستوى التعليم عن بُعد زاد مستوى فاعلية التعلم الذاتي، حيث إن التعليم عن بُعد يعتمد وبشکل مباشر على التعلم الذاتي وهو المحرک الداخلي للتعليم عن بُعد لدى المتعلمين.

الخاتمة والتوصيات:

          يلعب التعلم الذاتي دورًا مهمًّا في البيئات التعليمية المختلفة بما ذلک التعليم الرسمي وغير الرسمي. ولقد نمَّت البيئات التعليمية عبر الإنترنت بشکل کبير فرصَ التعلم الذاتي لجميع المتعلمين الذين لديهم اتصال بالإنترنت (Bonk and Lee 2017).  إن التعلم عبر الإنترنت أمر مثير، ولکنه يمثل أيضا تحديًّا للمتعلمين، لأن التحکم في التعلم ينتقل من المعلمين إلى المتعلمين لذلک يحتاج المتعلمون إلى مهارات التعلم الذاتي التي تمکنهم من الاستفادة من الموارد التعليمية المتوفرة على الانترنت. لذلک تهدف هذه الدراسة للکشف عن تصورات طلبة الدراسات العليا في جامعة الطائف حول تأثير التعلم الذاتي على فاعلية التعليم عن بعد في ظل جائحة کورونا من وجهة نظرهم. وقد أشارت نتائج هذه الدراسة إلى أن مستوى التعلم الذاتي والتعليم عن بُعد لدى طلبة الدراسات العليا في جامعة الطائف جاء بدرجة مرتفعة، کذلک أوضحت نتائج الدراسة أن هناک فروق ذات دلالة إحصائية تعزى لأثر الجنس في کل من التعلم الذاتي، والتعليم عن بُعد وجاءت الفروق لصالح الإناث.

وفي ضوء نتائج الدراسة يوصي الباحث بما يلي:

1-  إعطاء التعليم عن بُعد المزيد من الاهتمام بعد الانتهاء من أزمة (کورونا) من خلال التوفيق بينه وبين التعليم الحضوري أو التقليدي.

2-   يجب على المعلمين مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين؛ فلکل متعلم قدرات وأساليب تعليمية تختلف عن الآخر، لذلک يجب تقديم تعليم يراعي الفروق الفردية بين المتعلمين.

3-  تحفيز الطلاب وتشجيعهم على التعلم الذاتي مادّيا ومعنويًّا.

4-  التنمية المهنية المستدامة للمعلمين في الجانب التکنولوجي من خلال إعداد الدورات أو المؤتمرات المهنية.

5-  نشر ثقافة التعليم عن بُعد.

6-  وضع برامج للتعليم عن بُعد لطلاب الدراسات العليا ممّا يوفّر الوقت والجهد.

7-  وضع خطط شاملة للانتقال إلى التعليم عن بُعد تتَّسم بالمرونة والقابلية للتنفيذ.

8-  التقويم المستمر لبرامج التعليم عن بُعد.

المراجع:

الجرف، ريما (2016). التعلم الذاتي. کتاب إلکتروني: https://drive.google.com/file/d/0B0LcDzkugm3rajdlRVhDTHg2Rm8/view

الربابعة، أماني (2020). دور التعليم عن بعد في تعزيز التعلم الذاتي لدي طلبة جامعة الزرقاء الخاصة. مجلة جامعة فلسطين للأبحاث والدراسات، جامعة فلسطين،10 (3)، 52-75.

الرواف، هيا سعد.(2002) تعليم الکبار والتعليم المستمر. مکتب التربية العربي لدول الخليج العربي، الرياض.

حجي، أحمد إسماعيل (2000). التربية المستمرة والتعلم مدى الحياة. دار الفکر العربي، القاهرة.

عبيدات، ذوقان (2003). البحث العلمي-مفهومه أدواته أساليبه. الکويت: إشراقات للنشر والتوزيع.

محمد، محمد وعثمان إبراهيم، الجبلي عثمان وزکريا، عبد الفراج (2019). واقع اکتساب الطالب الجامعي لمهارات التعلم الذاتي والصعوبات التي تواجهه طلاب کلية التربية أساس إنموذجا. مجلة کلية التربية الأساسية للعلوم التربوية والإنسانية، جامعة بابل، (42)، 83-103

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Basilaia, G., & Kvavadze, D. (2020). Transition to Online Education in Schools During a SARS-CoV-2 Coronavirus (COVID-19) Pandemic in Georgia. Pedagogical Research, 5(4), em0060 https://doi.org/10.29333/pr/7937.

Bataineh, K. B., Atoum, M. S., Alsmadi, L. A., & Shikhali, M. (2021). A Silver Lining of Coronavirus: Jordanian Universities Turn to Distance Education. International Journal of Information and Communication Technology Education (IJICTE), 17(2), 1-11. doi:10.4018/IJICTE.20210401.oa1

Boekaerts, M., & Cascallar, E. (2006). How far have we moved toward the integration of theory and practice in self-regulation? Educational Psychology Review, 18, 199-210.

Bozkurt, A. (2019). From Distance Education to Open and Distance Learning: A Holistic Evaluation of History, Definitions, and Theories. In S. Sisman-Ugur, & G. Kurubacak (Eds.), Handbook of Research on Learning in the Age of Transhumanism (pp. 252-273). Hershey, PA: IGI Global.

Dabbagh, N. (2007). The online learner: Characteristics and pedagogi­cal implications. Contemporary Issues in Technology and Teacher Education, 7(3). Retrieved from http://www.citejournal.org/vol7/ iss3/general/article1.cfm

Ezell, D. (2013). Determining a difference in self-directed learning readiness using the survey of adult learning traits. (Doctoral dissertation). Available from ProQuest Dissertations and Theses database. (UMI No. 3578818).

Firat, M & Bozkurt, A. (2020) Variables affecting online learning readiness in an open and distance learning university. Educational Media International, 57(2), 112-127, DOI:  10.1080/09523987.2020.1786772

Gravani, M. N. (2015). Adult learning in a distance education context: Theoretical andmethodological challenges.International Journal of Lifelong Education, 34(2),172–193.

Hung, M. L. (2016). Teacher readiness for online learning: Scale development and teacher perceptions. Computers & Education, 94(2016), 120–133. https://doi.org/10.1016/j.com pedu.2015.11.012

Knowles, M. (1975). Self-directed learning. New York: Associations Press.

Knowles, M. S., Holton, E. F., & Swanson, R. A. (2015). The Adult Learner: The Definitive Classic in Adult Education and Human Resource Development. Boston: Taylor & Francis Ltd.

Koo, A. C. (2008). Factors affecting teachers’ perceived readiness for online collaborative learning: A case study in Malaysia. Journal of Educational Technology & Society, 11(1), 266- 278. https://eric.ed.gov/?id=EJ814085

Martin, F., Parker, M., & Deale, D. (2012). Examining interactivity in synchronous virtual classrooms. The International Review of Research in Open and Distance Learning, 13(3), 227-261.

Merriam, S. (2017). Adult learning theory: Avluation and future directions. Journal of lifelong learning, 26. 21-37.

Merriam, S. B. (2001). The new update on adult learning theory. San Francisco, CA: Jossey-Bass

Miller, M.D. (2014). Minds Online: Teaching Effectively with Technology. Cambridge, MA: Harvard University Press. ISBN: 978‐0674368248.

Valtonen, T., Kukkonen, J., Dillon, P., Väisänen, P. (2009) Finnish high school students’ readiness to adopt online learning: Questioning the assumptions. Computers & Education 53(3): 742–748.

Saienko, N., & Lavrysh, Y.  (2020). Mobile Assisted Learning for Self-Directed Learning Development at Technical University: SWOT Analysis. Universal Journal of Educational Research, 8(4), 1466 - 1474. DOI: 10.13189/ujer.2020.080440.

Tseng, H., & Walsh Jr., E. J. (2016). Blended versus traditional course delivery: Comparing students 'motivation, learning outcomes, and preferences. The Quarterly Review of Distance Education,17(1), 43–52

Chou, P. (2012). The Relationship Between Engineering Students Self-Directed Learning Abilities And Online Learning Performances: A Pilot Study. Contemporary Issues in Education Research, 5, 33-38.

Watts, L. (2016). Synchronous and asynchronous communication in distance learning: A review of the literature.Quarterly Review of Distance Education,17(1), 23–32.

Zhu, M., Bonk, C.J. & Doo, M.Y. (2020). Self-directed learning in MOOCs: exploring the relationships among motivation, self-monitoring, and self-management. Education Tech Research Dev 68, 2073–2093. https://doi-org.sdl.idm.oclc.org/10.1007/s11423-020-09747-8

 

المراجع:
الجرف، ريما (2016). التعلم الذاتي. کتاب إلکتروني: https://drive.google.com/file/d/0B0LcDzkugm3rajdlRVhDTHg2Rm8/view
الربابعة، أماني (2020). دور التعليم عن بعد في تعزيز التعلم الذاتي لدي طلبة جامعة الزرقاء الخاصة. مجلة جامعة فلسطين للأبحاث والدراسات، جامعة فلسطين،10 (3)، 52-75.
الرواف، هيا سعد.(2002) تعليم الکبار والتعليم المستمر. مکتب التربية العربي لدول الخليج العربي، الرياض.
حجي، أحمد إسماعيل (2000). التربية المستمرة والتعلم مدى الحياة. دار الفکر العربي، القاهرة.
عبيدات، ذوقان (2003). البحث العلمي-مفهومه أدواته أساليبه. الکويت: إشراقات للنشر والتوزيع.
محمد، محمد وعثمان إبراهيم، الجبلي عثمان وزکريا، عبد الفراج (2019). واقع اکتساب الطالب الجامعي لمهارات التعلم الذاتي والصعوبات التي تواجهه طلاب کلية التربية أساس إنموذجا. مجلة کلية التربية الأساسية للعلوم التربوية والإنسانية، جامعة بابل، (42)، 83-103
 
 
 
 
 
 
 
 
 
Basilaia, G., & Kvavadze, D. (2020). Transition to Online Education in Schools During a SARS-CoV-2 Coronavirus (COVID-19) Pandemic in Georgia. Pedagogical Research, 5(4), em0060 https://doi.org/10.29333/pr/7937.
Bataineh, K. B., Atoum, M. S., Alsmadi, L. A., & Shikhali, M. (2021). A Silver Lining of Coronavirus: Jordanian Universities Turn to Distance Education. International Journal of Information and Communication Technology Education (IJICTE), 17(2), 1-11. doi:10.4018/IJICTE.20210401.oa1
Boekaerts, M., & Cascallar, E. (2006). How far have we moved toward the integration of theory and practice in self-regulation? Educational Psychology Review, 18, 199-210.
Bozkurt, A. (2019). From Distance Education to Open and Distance Learning: A Holistic Evaluation of History, Definitions, and Theories. In S. Sisman-Ugur, & G. Kurubacak (Eds.), Handbook of Research on Learning in the Age of Transhumanism (pp. 252-273). Hershey, PA: IGI Global.
Dabbagh, N. (2007). The online learner: Characteristics and pedagogi­cal implications. Contemporary Issues in Technology and Teacher Education, 7(3). Retrieved from http://www.citejournal.org/vol7/ iss3/general/article1.cfm
Ezell, D. (2013). Determining a difference in self-directed learning readiness using the survey of adult learning traits. (Doctoral dissertation). Available from ProQuest Dissertations and Theses database. (UMI No. 3578818).
Firat, M & Bozkurt, A. (2020) Variables affecting online learning readiness in an open and distance learning university. Educational Media International, 57(2), 112-127, DOI:  10.1080/09523987.2020.1786772
Gravani, M. N. (2015). Adult learning in a distance education context: Theoretical andmethodological challenges.International Journal of Lifelong Education, 34(2),172–193.
Hung, M. L. (2016). Teacher readiness for online learning: Scale development and teacher perceptions. Computers & Education, 94(2016), 120–133. https://doi.org/10.1016/j.com pedu.2015.11.012
Knowles, M. (1975). Self-directed learning. New York: Associations Press.
Knowles, M. S., Holton, E. F., & Swanson, R. A. (2015). The Adult Learner: The Definitive Classic in Adult Education and Human Resource Development. Boston: Taylor & Francis Ltd.
Koo, A. C. (2008). Factors affecting teachers’ perceived readiness for online collaborative learning: A case study in Malaysia. Journal of Educational Technology & Society, 11(1), 266- 278. https://eric.ed.gov/?id=EJ814085
Martin, F., Parker, M., & Deale, D. (2012). Examining interactivity in synchronous virtual classrooms. The International Review of Research in Open and Distance Learning, 13(3), 227-261.
Merriam, S. (2017). Adult learning theory: Avluation and future directions. Journal of lifelong learning, 26. 21-37.
Merriam, S. B. (2001). The new update on adult learning theory. San Francisco, CA: Jossey-Bass
Miller, M.D. (2014). Minds Online: Teaching Effectively with Technology. Cambridge, MA: Harvard University Press. ISBN: 978‐0674368248.
Valtonen, T., Kukkonen, J., Dillon, P., Väisänen, P. (2009) Finnish high school students’ readiness to adopt online learning: Questioning the assumptions. Computers & Education 53(3): 742–748.
Saienko, N., & Lavrysh, Y.  (2020). Mobile Assisted Learning for Self-Directed Learning Development at Technical University: SWOT Analysis. Universal Journal of Educational Research, 8(4), 1466 - 1474. DOI: 10.13189/ujer.2020.080440.
Tseng, H., & Walsh Jr., E. J. (2016). Blended versus traditional course delivery: Comparing students 'motivation, learning outcomes, and preferences. The Quarterly Review of Distance Education,17(1), 43–52
Chou, P. (2012). The Relationship Between Engineering Students Self-Directed Learning Abilities And Online Learning Performances: A Pilot Study. Contemporary Issues in Education Research, 5, 33-38.
Watts, L. (2016). Synchronous and asynchronous communication in distance learning: A review of the literature.Quarterly Review of Distance Education,17(1), 23–32.
Zhu, M., Bonk, C.J. & Doo, M.Y. (2020). Self-directed learning in MOOCs: exploring the relationships among motivation, self-monitoring, and self-management. Education Tech Research Dev 68, 2073–2093. https://doi-org.sdl.idm.oclc.org/10.1007/s11423-020-09747-8