فاعلية برنامج ارشادي معرفي سلوکي لخفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة في منطقة الباحة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المملکة العربية السعودية

المستخلص

هدفت الدراسة إلى التعرف على مدى فاعلية البرنامج الارشادي المعرفي السلوکي لخفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة ،وقد استخدم الباحث المنهج شبه التجريبي ، وتکونت عينة الدراسة من ( 40 ) طالب من طلبة مدرسة متوسطة التوفيق بالباحة، وقد استخدم الباحث مقياس لخفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة من إعداد (الباحث)، وأسفرت الدراسة عن عدة نتائج من أهمها: وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة الإحصائية (α ≤ 0.05) بين متوسطي القياس القبلي والبعدي للمجموعة التجريبية لخفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة لصالح القياس البعدي لطلبة المجموعة التجريبية ، عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة الإحصائية         (α ≤ 0.05)  بين متوسطي القياس القبلي والبعدي للمجموعة الضابطة لخفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة، وأيضاً وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة الإحصائية (α ≤ 0.05) بين متوسطي القياسيين البعديين لمجموعتي البحث التجريبية  والضابطة لخفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة لصالح القياس البعدي لطلبة المجموعة التجريبية ، وبناء على نتائج الدراسة أوصى الباحث بضرورة الاهتمام بطلبة المرحلة المتوسطة ، والعمل على تنمية القدرات النفسية والسلوکية لديهم حتى يتحقق لديهم الجوانب الايجابية المختلفة لخفض السلوک العدواني.
     

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

                                     کلية التربية

        کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

 

 

 

 

فاعلية برنامج ارشادي معرفي سلوکي لخفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة في منطقة الباحة

 

 

 

 

 

إعـــــــــــــداد الباحث

سلطان مشرف شفلوت الزهراني

 

 

 

 

}     المجلد السابع والثلاثون– العدد الأول –  يناير 2021م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

مستخلص الدراسة:

هدفت الدراسة إلى التعرف على مدى فاعلية البرنامج الارشادي المعرفي السلوکي لخفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة ،وقد استخدم الباحث المنهج شبه التجريبي ، وتکونت عينة الدراسة من ( 40 ) طالب من طلبة مدرسة متوسطة التوفيق بالباحة، وقد استخدم الباحث مقياس لخفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة من إعداد (الباحث)، وأسفرت الدراسة عن عدة نتائج من أهمها: وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة الإحصائية (α ≤ 0.05) بين متوسطي القياس القبلي والبعدي للمجموعة التجريبية لخفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة لصالح القياس البعدي لطلبة المجموعة التجريبية ، عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة الإحصائية         (α ≤ 0.05)  بين متوسطي القياس القبلي والبعدي للمجموعة الضابطة لخفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة، وأيضاً وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة الإحصائية (α ≤ 0.05) بين متوسطي القياسيين البعديين لمجموعتي البحث التجريبية  والضابطة لخفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة لصالح القياس البعدي لطلبة المجموعة التجريبية ، وبناء على نتائج الدراسة أوصى الباحث بضرورة الاهتمام بطلبة المرحلة المتوسطة ، والعمل على تنمية القدرات النفسية والسلوکية لديهم حتى يتحقق لديهم الجوانب الايجابية المختلفة لخفض السلوک العدواني.

الکلمات المفتاحية: الارشادي السلوکي المعرفي، السلوک العدواني، طلبة المرحلة المتوسطة

 

:Abstract of the Study

      The study aimed to identify the effectiveness of the cognitive behavioral counseling program to reduce aggressive behavior among middle school students, and the researcher used the semi-experimental approach, the study sample consisted of (40) students from Al-Baha tawfiq school students, and it was randomly selected, the researcher used a questionnaire to measure aggressive behavior reduction among middle school students from the (researcher's) preparation, the study yielded several results, the most important of which are: there are statistically significant differences at the level of statistical significance  (α ≤ 0.05) between the pre and post mean averages of the experimental group for reducing aggressive behavior among middle school students in favor of the post-test for the experimental group, there are statistically significant differences at the level of statistical significance (α ≤ 0.05) between the pre and post mean measurement of the control group to reduce the aggressive behavior of the middle school, also, there are statistically significant differences at the level of statistical significance  (α ≤ 0.05) between the two measures of the two dimensions of the two groups of experimental and control groups to reduce the aggressive behavior of the students of the intermediate stage in favor of the post-measurement of the students of the experimental group, and, based on the results of the study, the researcher recommended that middle school students should pay attention and work to develop their psychological and behavioral abilities so that they can achieve various positive aspects to reduce aggressive behavior.

Key words: cognitive behavioral guidance, aggressive behavior, middle school students

 

المبحث الاول : - الإطار العام للدراسة

مقدمة:

      إن لکل سلوک إنساني أهدافا يسعى إلى تحقيقها والسلوک العدواني هو مظهر سلوکي للتنفيس أو الإسقاط لما يعانيه الطفل من أزمات انفعالية حادة حيث يميل بعض التلاميذ إلى سلوک تخريبي أو عدواني نحو الآخرين في أشخاصهم أو أمتعتهم في المنزل أو المدرسة أو المجتمع. (الماحي ومکي، 2015)

          ومما لا شک فيه أن السلوک العدواني لدى طلبة المدارس أصبح حقيقة واقعية موجودة في معظم دول العالم، وهي تشغل کافة العاملين في ميدان التربية بشکل خاص والمجتمع بشکل عام، وتأخذ من ادارات المدارس الوقت الکثير وتترک اثار سلبية على العملية التعليمية، لذا فهي تحتاج الى تظافر الجهود سواء على صعيد المؤسسات الحکومية أو مؤسسات المجتمع المدني أو المؤسسات الخاصة، لکونها ظاهرة اجتماعية بالدرجة الأولى وانعکاساتها السلبية تؤثر على المجتمع (الفسفوس، 2006).

         وبذلک فإن العدوان يمثل مشکلة من أخطر المشاکل الاجتماعية المستفحلة في العصر الحديث حيث إنها مشکلة مترامية الأبعاد لأنها تجمع ما بين التأثير النفسي والاجتماعي والاقتصادي على الفرد والمجتمع، فالأمر ليس بالسهل الهين ليس فقط بسبب الآلام التي يسببها العدوان بل انه أينما وجد أي عمل من أعمال العدوان يمکن أن ينتج مزيداً من الأعمال العدوانية فالعنف يولد العنف (العقاد، 2001).

        ويرى الباحث أن مشکلة السلوک العدواني هي إحدى المشکلات الرئيسة التي تؤثر على عمل المعلم داخل الفصل وتؤدي إلى إهدار الوقت والجهد في معالجتها وتؤثر على طريقة تقديم الخدمات، ونظرا للمشاکل الخطيرة التي تتولد عن هذه الظاهرة وما يترتب عليها من آثار وانعکاسات على حياة التلميذ عموما طفلا کان أو مراهقا جاءت هذه الدراسة بهدف معرفة مدى انتشار ظاهرة السلوک العدواني عند طلبة المدارس، ما هي أسبابه وأشکاله الأکثر انتشارا وکذلک أهم الاقتراحات للتخفيف منه.

مشکلة الدراسة: - أصبح السلوک العدواني من المشکلات السلوکية التي نواجهها في وقتنا الحاضر وما يترتب عليه من مشاکل في مجالات التفاعل والنمو الاجتماعي للفرد وتأثيره على المستوى التعليمي لذا لابد من تظافر الجهود المشترکة سواء أکانت على صعيد المؤسسات الحکومية أو مؤسسات المجتمع المدني لمواجهة هذا السلوک والحد منه (الفسفوس،2006).

           ويعتبر السلوک العدواني لدى الأطفال سلوک يتميز بالخطورة، وتمتد آثاره إلى مجالات التفاعل والنمو الاجتماعي، ويتداخل مع العملية التعليمية التعلمية. وتعتبر ظاهرة العدوان ظاهرة قديمة جداً، وارتبطت بالإنسان منذ خلقه، وذلک يتضح من خلال قتل قابيل لأخيه هابيل، وقد بات العدوان في العصر الحديث ظاهرة سلوکية واسعة الانتشار تکاد تشمل العالم بأسره، ولم يعد العدوان مقصوراً على الأفراد، وإنما اتسع نطاقه ليشمل الجماعات والمجتمعات، بل ويصدر أحياناً من الدول والحکومات، ولم تفلت الطبيعة من العدوان المتمثل في إبادة بعض عناصرها أو تلويث البعض الآخر (المغربي، ١٩٨٧)

       ويرى الباحث ان المجتمع في هذه الحالة يتجه الي الإنتاج وإدماج للثقافات الفرعية بشکل أکثر داخل کيان وتندمج بشکل لا يميز افراده من الثقافة الرئيسية او الثقافة الفرعية.

ویکتسب المراهق سلوکه ویتعلمه من خلال التنشئة الاجتماعیة في الأسرة، ومن المحیطین ببیئته ومدرسته، أو کلما اتسعت دائرة اتصالاته الاجتماعية واحتکاکه بالآخرين. (القريطي، ١٩٩٨)

      ومن خلال ملاحظة الباحث أثناء عمله في مجال التربية فإن ظاهرة السلوک العدواني بدأت تأخذ صفة الانتشار والاستمرارية وبلغت مستويات خطيرة قد تصل الى حد القتل يصاحب ذلک شعور متزايد بخروجها عن السيطرة في ظل الجهل بکيفية التعامل معها، وهي إحدى المشکلات الرئيسة التي تعيق عمل المعلم داخل الفصل حيث يؤثر العدوان على الطالب وعلى جوانب شخصيته المختلفة وقد جاءت دارسة الباحث استکمالاً للجهود التي بُذلت سابقاً في هذا المجال ويأمل الباحث أن يوجد إضافة من خلال هذا البرنامج ويساعد في معرفة کيفية التعامل مع السلوک العدواني .

        ويمکن صياغة مشکلة الدراسة بالسؤال الرئيسي التالي: ما مدى فاعلية برنامج           إرشادي لخفض السلوک العدواني لدى طلاب المرحلة المتوسطة في مدينة الباحة؟ ويتفرع عنه الأسئلة التالية:

- هل توجد فروق ذات دلالة احصائية بين الاداء القبلي والاداء البعدي للمجموعة التجريبية على مقياس السلوک العدواني؟

- هل توجد فروق ذات دلالة احصائية بين الاداء القبلي والاداء البعدي للمجموعة الضابطة على مقياس السلوک العدواني؟

- هل توجد فروق ذات دلالة احصائية بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في الاداء البعدي على مقياس السلوک العدواني؟

أهمية الدراسة:

أولا: الأهمية النظرية:

  1. کونها من المشکلات التي لاحظها الباحث أثناء عمله.
  2. أنها تأتي دعماً لنتائج الدراسات والبحوث السابقة.
  3. إثراء المکتبة العلمية بمثل هذه الدراسات.
  4. التعرف على مدى فاعلية برنامج إرشادي في خفض مستوى السلوک العدواني لدى عينة الدراسة.

ثانيا: الأهمية التطبيقية:

  1. الاستفادة في تصميم برامج ارشادية جديدة لخفض السلوک العدواني لدى طلبة المدارس.
  2. الاستفادة من هذه الدراسة في وضع برامج وقائية في المدارس لحماية الطلبة.
  3. التوصل إلى بعض المقترحات التي يمکن أن تفيد العاملين في مجال التربية.

أهداف الدراسة:

  1. التعرف على فاعلية برنامج ارشادي لخفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة.
  2. الکشف عن الفروق بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في الاداء البعدي على مقياس السلوک العدواني.
  3. الکشف عن الفروق بين الاداء القبلي والاداء البعدي للمجموعة التجريبية على مقياس السلوک العدواني.
  4. الکشف عن الفروق بين الاداء القبلي والاداء البعدي للمجموعة الضابطة على مقياس السلوک العدواني.

فرضيات الدراسة:

  1. لا توجد فروق ذات دلالة احصائية عند مستوى دلاله (a £ 0.05) بين متوسطي درجات الاداء القبلي والاداء البعدي لأفراد المجموعة التجريبية على مقياس السلوک العدواني.
  2. لا توجد فروق ذات دلالة احصائية عند مستوى دلاله (a £ 0.05)  بين متوسطي درجات الاداء القبلي والاداء البعدي لأفراد المجموعة الضابطة على مقياس السلوک العدواني .
  3. لا توجد فروق ذات دلالة احصائية عند مستوى دلاله (a £ 0.05) بين متوسط درجات أفراد المجموعة التجريبية ومتوسط درجات أفراد المجموعة الضابطة في الاداء البعدي على مقياس السلوک العدواني.

مصطلحات الدراسة:

1- السلوک العدواني

  • هو أي شعور بالغضـب أو سـلوک يصدره الفرد أو جماعة لفظياً أو بدنياً أو مادياً مباشر أو غير مباشر بقصد إيقاع الأذى لشخص أو جماعة أخرى أو للذات أو الممتلکات الخاصة أو العامة (الصالح،2012)
  • تعريف " السلوک العدواني في الوسط المدرسي هو: کـل سلوک يمارسه التلميذ داخل المدرسة المتوسطة يکون فيه إيذاء للذات، أو للغير، أو للممتلکات. ويتضمن هذا القول أو الفعل، عدواناً موجهاً للذات، للزملاء، للطاقم التربوي کالأساتذة ومستشارو التوجيه والإرشـاد والمسـاعدون التربويون، أو الطاقم الإداري کالمدير أو العمال، أو لممتلکات المؤسسة کالسبورة والکراسي والجدران... ويقاس هـذا الفعل من خلال استبيانات أعدت لهذا الغرض، موجهة للتلاميذ وأوليائهم،والأساتذة،والمساعدون التربويون والمديرون.(الماحي ومکي، 2015)
  • التعريف الاجرائي: "هو الدرجة التي يحصل عليها الطالب على مقياس السلوک العدواني المستخدم في هذه الدراسة ".

2- البرنامج الإرشادي:

  • يعرفه زهران (2005) بأنه: " برنامج مخطط ومنظم في ضوء أسس علمية لتقديم الخدمات الإرشادية المباشرة والغير مباشرة فردياً وجماعياً لجميع من تضمهم الجماعة أو المؤسسة بهدف مساعدتهم في تحقيق النمو السوي والقيام بالاختيار الواعي المتعقل لتحقيق التوافق النفسي داخل الجماعة وخارجها".
  • التعريف الاجرائي "هو مجموعة الإجراءات والأنشطة والخدمات الإرشادية المخطط لها التي تقدم للفرد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة معتمداً على أسلوب القصة والتمثيل ولعب الدور والتي يستخدمها الباحث مع الطلاب بهدف خفض السلوک العدواني وتغيير سلوکهم".

3- المرحلة المتوسطة:

  • هي المرحلة الدراسية التي تتوسط مرحلتي التعليم الابتدائي والتعليم الثانوي ومدة         الدراسة فیها ثلاث سنوات وتضم الطلبة الذين تتراوح أعمـارهم ما بین (١٢ ـ ١٥ (سنة         (وزارة التربية ،١٩٨١(.
  • أما حامد زهران: فيعرف المراهقة انها احدى حلقات النمو النفسي التي تتأثر بالحلقات السابقة وتؤثر في الحلقات التالية لها ويقسمها إلى ثلاث مراحل: مرحلة المراهقة المبکرة        من 12 إلى 14 سنة، مرحلة المراهقة المتوسطة من 15 إلى 17 سنة، مرحلة المراهقة المتأخرة من 18 إلى 21 سنة (زهران ،1987)

المبحث الثاني : -الإطار النظري والدِّراسات السابقة

المحور الأول: السلوک العدواني

تعريف السلوک العدواني:

  • يعرفه زهران(1987) أّنه " الهجوم نحو شخص أو شيء مسئول عن إعاقة بالغة، مثال ذلک الکيد والتشهير والاستخفاف أو الهجاء". ويتوافق تعريف زهران مع تعريف کلٍ من دولا رد وميللر في تعريف العدوان حيث رأوا "أن العدوان له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالإحباط"(زهران، 1987).

الفرق بين السلوک العدواني والعدائية والعنف: أخذ مفهوما السلوک العدواني والعدائية اهتماماً کبيراً من الباحثين من حيث طبيعة کل منهما والفروق بينهما، فقد تناول الکثير من الباحثين الفرق بين السلوک العدواني والعدائية ومن أبرز من تناولها زيلمان  مرکزاً على الحالة (الدفاعية) لکل منهما، حيث يشير إلى أن السلوک العدواني يرجع إلى أي نشاط يقصد به الشخص الإيذاء البدني أو الألم لشخص آخر، بينما يشير السلوک العدائي أي نشاط يقصد به إيذاء الآخرين دون أن يتضمن ذلک إيذاء بدنياً، وهو عبارة عن استثارة داخلية على هيئة مشاعر أو أفکار تتعلق بالغضب والازدراء، وفي الغالب تبقى على هيئة أفکار ومشاعر عدوانية غير معلنة تطول نسبياً وتهيئ الفرد للاستجابة بعدوانية بقصد أو بهدف إيذاء الآخرين                  ( مجلي،2013).

العلاقة بين العنف والسلوک العدواني: هناک خلط کبير بين مفهومي العنف والسلوک العدواني، لذلک سنقوم بالتطرق إلى العلاقة التي تربط بينهما، يستخدم بعض الباحثين کُلاً من مفهوم السلوک العدواني والعنف بوصفهما مترادفين لکن التصور الأقرب إلى الدقة والمجمع عليه من أکثر الباحثين، والقائم على المقارنة بين التعريف الإجرائي لکل منهما أن العنف شکل من أشکال السلوک العدواني ، أي أنه يقتصر على الجانب المادي المباشر المتعمد من السلوک  العدواني فقط ، فالعنف يعرف بأنه "سلوک يستهدف إلحاق الأذى بالآخرين أو ممتلکاتهم" أي أن السلوک العدواني أکثر عمومية من العنف، وأن کل ما هو "عنف" يعد سلوکا عدوانياً. والعکس غير صحيح فمثلا يعتبر الامتناع عن أداء مهام معينة سلوکا عدوانياً سلبيا، في حين لا يعتبر ذلک عنفاً (مجلي،2013).

يرى أبو حطب أن السلوک العدواني يمکن تقسيمه إلى:

1-السلوک العدواني المباشر (الظاهر):

وهو توقيع الأذى أو الضرر بالآخرين أو الذات بشکل صريح ومباشر، وقد يکون بسبب الغضب أو وسيلة لتحقيق هدف معين، مثال ذلک: طالب في المرحلة المتوسطة يتهم زميله بالتدخين أمام المدرس فيغضب هذا الطالب، ويقوم بتشکيل عصابة للاعتداء على الطالب الذي اتهمه وکان سبباً في عقابه، أو عدم راحة طالب في مقعد ما، فيقوم بکسر هذا المقعد ليتخلص من مکانه ومن هذا المقعد لينتقل إلى مکان آخر أفضل منه. (أبو حطب، 2002)

2-السلوک غير مباشر (غير الظاهر (:

وهو سلوک عدواني عصابي يعبر عنه بطريقة إسقاطية على الذات أو الآخرين، أو ضمنية تخيلية، ويتضمن مسالک الکره والمخادعة وهذا العدوان المغطى قد تدفعه مشاعر کراهية مکبوتة استحدثتها مشاعر صادمة منذ الطفولة، هذه المشاعر الصادمة تعلقت بأشخاص أو مواقف تُثير لديه القلق حينما تواجهه (أبو حطب، 2002)

الأسس النفسية للسلوک العدواني: بمساعدة بعض المعلومات التشريحية لجسم الإنسان يمکن فهم الکثير من جوانب السلوک الإنساني، ويوجد في جسم الانسان جهازان يساهمان في تحديد قدرة الشخص على إدراک البيئة المحيطة به، والتکيف مع ظروفها، کما يقومان بعمليات التنظيم والتنسيق للأنشطة الجسمية المختلفة مما يساعد الجسم على الاحتفاظ بحالة الاتزان الحيوي ،أولهما (الجهاز العصبي) الذي يختص باستقبال المعلومات وفهمها وإرسال الأوامر إلى أجزاء الجسم المختلفة عن طريق رسائل کهربائية تأخذ شکل النبضات العصبية للقيام بالاستجابات الملائمة, والثاني هو جهاز (الغدد الصماء) والذي يقوم بإرسال واستقبال          رسائل کيميائية عن طريق الدم لتنظيم نشاط الخلايا في أجزاء الجسم المختلفة .             (الماحي ومکي ،2015)

ويظهر السلوک العدواني عند الفرد حين يتمرد على القيود التي تحد من حرکته الجسمية، ثم حين يشعر بالعجز عن تحقيق رغباته، ثم حين يشعر بالحرمان من عطف والديه وحبهما، ثم حين يشعر بتهديد مرکزه سواء في مجتمعه أو في نطاق أسرته. ويتسبب سلوک الفرد العدواني إلى ظهور حالات العناد والمشاکسة، مما يستدعي استخدام العقاب من قبل الوالدين، فيزيد ذلک من درجة السلوک العدواني لديه (Olweus, 1993).

وقد يظهر لدى الفرد في مرحلتي الشباب والطفولة أربع أشکال للسلوک العدواني يخدم کل منها حاجة معينة وهي: السلوک العدواني في مرحلة الطفولة، والانضمام للعصابات، والسرقة، والتحرش الجنسي. أما السلوک العدواني، فيظهر من خلال الخشونة في ألعابهم التي يمارسونها، وذلک لتحقيق أهداف هي: فرض السيطرة على الرفاق والآخرين، واختيار الأصدقاء وتکوين روابط اجتماعية، وتنمية مهاراتهم Perry,1995)).

يخدم السلوک العدواني عند الشباب ستة أهداف أساسية هي: (Fagan and) Wilkinson, 1998) :-

  1. تحقيق الهيبة والمکانة الاجتماعية عند الأقران.
  2. أن يحسب له البقية حسابا وأيضا يقوم بتعزيز هويته الاجتماعية.
  3. اکتساب القوة وفرض السيطرة.
  4. تحقيق العدالة الاجتماعية بالقوة.
  5. تحدي السلطة.
  6. التعبير عن حب المغامرة.

وعند النساء يکون السلوک العدواني تعبيراً عن الرفض للعدوان الموجه ضدهن من الرجال، وتعبيراً عن حاجتهم لحماية أنفسهم من الآخرين (الفسفوس ,2006)

 ويکون للأدوات المستخدمة في أعمال العنف وأيضاً دافعية وميول المشاهدين لهذه الأعمال تأثير في فهم الفرد لأعمال العدوان وما يتبعه من نتائج (الفسفوس ,2006)

ويعتبر أهم مصادر الدوافع العدوانية والميل إلى العنف عدم تلبية الحاجات الاجتماعية والنفسية للفرد، فضلاً عن أن لوسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون والسينما وألعاب الفيديو والانترنت دوراً کبيراً في نشر ثقافة العنف وبث الروح العدوانية في نفوس الشباب.

مظاهر السلوک العدواني: مظاهر السلوک العدواني کثيرة منها:

  1. نوبات الغضب والإحباط.
  2. الاعتداء على ممتلکات الغير وإخفائها مدة من الزمن أو الاحتفاظ بها.
  3. عدم الانتظام في المدرسة. (الماحي ومکي، 2015)

قياس السلوک العدواني:  تعتبر عملية قياس السلوک العدواني من إحدى الصعوبات التي يواجهها المهتمون بدراسة هذا السلوک؛ وذلک لأن هذا السلوک معقّد إلى درجة کبيرة، ويزيد من صعوبة قيـاس السـلوک العدواني تباين وجهات النظر التي حاولت تفسير السلوک العدواني، فما من شک في أن الطريقة التي يستخدمها الباحث لقياس السلوک العدواني تعتمد بالضرورة على تفسيره له، وعلى الأسباب التي يعتقد أنها تکمن وراءه، ولذلک تعددت طرق قياس السلوک العدواني، ومـن أکثـر طـرق وأدوات قياس السلوک العدواني شيوعاً:

-      الملاحظة المباشرة:  تعتبر وسيلة هامة وتحتـاج إلـى تـدريب الملاحظين وقد تتم الملاحظة في البيت أو الفصل أو ساحة المدرسة.

-       التقارير الذاتية: في هذه الطريقة يقـوم الطفـل بتقيـيم مستوى السلوک العدواني الذي يصدر عنه.

-      المتابعة الذاتية: وفيها يقوم الشخص بملاحظة السـلوک العـدواني وتدوين البيانات فيما يتعلق بالمواقف التي تثير غضبه، وطريقة استجابته للموقف، والنتائج التي تمخضت عن السلوک العدواني، ومن مميزات هذه الطريقة: مساعدة الشـخص علـى الوعي بسلوکه والعوامل المرتبطة به، وهي ذات فائدة من الناحية العلاجية.

أسباب السلوک العدواني:  للسلوک العدواني أضرار جسمية ومعنوية بليغة على نفسية الفرد والمحيطين به، وهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحالة النفسية لدى الفرد وقد أصبح أحد أهم المشکلات السلوکية والانفعالية حيث يزداد انتشاراً في الآونة الأخيرة.

يمکن تقسيم أسباب السلوک العدواني إلى الأسباب التالية:

أولا: أساليب المعاملة الأسرية (التنشئة الوالدية):

يکتسب الطفل السلوک العدواني من الأسرة بالطرق التالية:

  1. شعور الطفل منذ صغره بأنه غير مرغوب فيه من والديه، وانه يعيش في جو أسري عدائي بسبب معاملة والديه له.
  2. الإهمـــال:  وهذا الأسلوب يقوم على نبذ الطفل وإهماله، وترکه دون رعاية أو تـشجيع أو إثابة للسلوک المرغوب، أو محاسبة أو عقاب على السلوک الخاطئ , والنبذ قد يکون صريحًا وقد يکون غير صريح .
  3. التدليــل: وهو تحقيق جميع رغبات الطفل وبالطريقة التي يريدها، وعدم تحميله أي مسؤوليات تتناسب مع عمره .
  4. التذبذب:  هو التقلب في معاملة الطفل بين اللين والشدة، يثاب مرة عن العمل ويعاقب مرة أخرى عليه.

      وهذا الأسلوب من أکثر الأساليب خطورة على الطفل وصـحته النفسية، حيث أن عدم الثبات في الاسلوب والتنقل بين الثناء والذم، والتعزيز والعقاب واللين والشدة، يجعل شخصية الطفل مضطربة.

ثانيا: العوامل والظروف المجتمعية:

  1. البيئة العدوانية: للبيئة العدوانية أثرها المباشر على سلوک الطفل، ثم على سلوکه بعد ذلک في رشده واکتمال نضجه ، ولذلک يهتم الأخصائيين بمعرفة حقائق تلک البيئة حتى يکتشفوا مظاهرها ليتحکموا بها ويحولوها إلي بيئة مساعدة ليتحقق السلوک السوي للفرد , والبيئة العدوانية هي البيئة التي تصيب الشخص بالإحباط ، والإحباط يحوله الى عدواني ويختلف مدى الإحباط من مکان لآخر لأنه يرتبط بمدى ما لا يتحقق من الاحتياجات  والرغبات للشخص (السيد، ١٩٨٠)
  2. البيئة المدرسية: تتعدد المتغيرات المرتبطة بظروف العملية التربوية داخل المدرسة في علاقتها بالسلوک العدواني للتلاميذ فوجد (حافظ، قاسم، ١٩٩٣) في دراسة عن الإحباط والعدوان أنه کلما زاد عدد تلاميذ الفصل، کلما أدى ذلک إلى نشوء الاحتکاکات والتوترات بينهم، وکلما أدى ذلک إلى زيادة نزعاتهم العدوانية فضلاً على أن زيادة عدد الطلاب أي ارتفاع کثافة الفصل غالباً ما تجعل عملية ضبط المدرس وغيره للنظام أمراً عسيراً مما يفسح المجال للتجاوزات العدوانية.
  3. التعصب وعدم التمسک بالقيم: إن مرکز مشکلة التعصب الذي تدور حوله کل مظاهره إنما هو العدوان وقابليته للنقل.

اشکال العدوان:

  • العدوان العدائي
  • العدوان الوسيلي
  • العدوان الايجابي
  • العدوان السلبي

أنواع السلوک العدواني: ومن أنواع السلوک العدواني:

  1. العدوان الجسدي: کالضرب باليدين أو القدمين أو الرأس أو الاظافر، أو باستخدام الادوات والآلات الحادة وغيرها.
  2. العدوان اللفظي: ويتم بواسطة الکلمات للإهانة والتخويف ويترک اثرا على نفسية الشخص بسبب التهديد أو الالفاظ الجارحة.
  3. العدوان الجنسي: وهو قيام بعض الأشخاص بالتعدي الجنسي من أجل إشباع رغباتهم الجنسية المتوحشة.

کما يقسم العدوان أيضاً إلى: -العدوان الکرهي، والعدوان الوسيلي وهو الذي يتفجر من صنع شيء أو بلوغه وهو غير شخصي على الرغم من احتمال تعرضه للآخرين.

ومن مظاهر العدوان:  

  • سلوک عدواني تجاه الداخل: هنا يتجه السلوک العدواني نحو الداخل، أي نحو الذات کالانتحار.
  • سلوک عدواني تجاه الخارج: ويکون موجهاً نحو الاخرين کالاعتداء على أشخاص أو السرقة.

النظريات المفسرة للسلوک العدواني: تعددت النظريات المفسرة للسلوک العدواني نتيجة لتعدد أشکال العدوان ودوافعه، ومن أبرز هذه النظريات:

1- نظرية التحليل النفسي:

أ.فرويد والنظرة التحليلية للعدوان: يقول فرويد أن السلوک العدواني غريزة عند الفرد، يقوم بها لتحقيق اهدافه ورغباته، وقد مر فرويد بثلاث مراحل لتعريف السلوک العدواني وهي:

المرحلة الأولى (1905): الصياغة الأولى لتفسير السلوک العدواني کانت انه قوة تدعم الغريزة الجنسية عندما يقف شيء ما في طريق الفرد لمنعه من الوصول للرغبة التي يريدها، ووظيفة السلوک العدواني هنا التغلب على العقبات لتحقيق الرغبة الجنسية.

المرحلة الثانية (1915): في هذه المرحلة وفي کتابه "الغرائز وتقلباتها "رأى فرويد بأنه عند جذور کل هذه الوجدانيات نجد أن هناک صراع بين (مطالب الأنا ومطالب الرغبة الجنسية).

المرحلة الثالثة (1920(: تغير الصراع في هذه المرحلة مع بدء ظهور کتاب فرويد" ما وراء مبدأ اللذة " حيث أعاد فرويد تصنيف الغرائز، فلم يصبح الصراع بين غرائز الأنا والغرائز الجنسية ولکن بين غرائز الحياة والموت.

ب. نظرية ميلاني کلاين: أخذت ميلاني التفسير الثالث لفرويد حرفياً، فتقول إن غريزة الموت ليست فطرية ولکنها کانت حقيقة واضحة رأتها في عملها وذلک أقنعها بأن غريزة الموت کانت غريزة أولية، وحقيقة يمکن مشاهدتها تقدم نفسها على أنها تقاوم غريزة الحياة.

ويهدف العدوان عند کلاين الى:

  • اخذ کل شيء (الطمع).
  • الحسد.
  • إزاحة المنافس (الغيرة). وهنا نرى ان في هذه الاهداف يکون هناک تخريب وتدمير للأشياء من اجل الوصول الى تحقيق الرغبة واشباعها وعندما لا يتحقق ذلک تظهر الکراهية. (کلاين، 1994)

2- النظرية السلوکية:

يقول اصحاب هذه النظرية أن السلوک العدواني يکتسبه الفرد من البيئة المحيطة، وان الخبرات قد تعزز ظهور الاستجابات العدوانية عند الفرد عندما يتعرض لموقف محبط، وانه يمکن تعديل السلوک العدواني مثله مثل أي سلوک اخر، وبدأ اصحاب هذه النظرية من التجارب التي أجريت في البداية على يد صاحب النظرية السلوکية " واطسون" حيث أثبت أن السلوک مکتسب بعملية تعلم ومن ثم اثبت انه يمکن تعديله. (الماحي ومکي، 2015)

3- نظرية التعلم الاجتماعي:

          يرى أصحاب هذه النظرية ان السلوک العدواني بأنه سلوک يتم تعلمه في الغالب، ويدعمون هذا بأن الشخص يتعلم الکثير من سلوکياته من خلال المشاهدة، فيلاحظ الطفل السلوک العدواني سواء لدى والديه أو مدرسيه أو أصدقائه ويقوم بتعلمه وتقليده، وعند معاقبته على هذا السلوک المقلد فانه تقل احتمالية تقليده لهذا السلوک لاحقاً، أما إذا تمت مکافئته عليه، فتزيد عدد مرات التقليد لهذا العدوان (مرسي،1985).

        وتشتمل نظرية التعلم بالملاحظة على تحليل المتغيرات الثلاثة ذات العلاقة بالسلوک وتقييمها وهي:

  1. المثيرات السابقة أي کل ما يحدث قبل السلوک
  2. والعمليات المعرفية وهي کل ما يدرکه الشخص أو يشعر به أو يفکر به
  3. والمثيرات اللاحقة أي کل ما يحدث بعد السلوک

4- نظرية الإحباط – العدوان:

          من أبرز رواد نظرية الاحباط والعدوان ميللر، وسيزر، ودولارد ويرکز هؤلاء على الجوانب الاجتماعية لسلوک الفرد، وقد تم عرض الصورة الاولى للنظرية على افتراض انه يوجد ترابط بين الإحباط والعدوان حيث يوجد ترابط بين الإحباط کمثير والعدوان کاستجابة، کما يتمثل جوهر النظرية في التالي:

-      الاحباط يزيد من احتمال ظهور سلوکيات عدوانية

-      السلوک العدواني يقوم على افتراض وجود إحباطات سابقة

5- نظرية العدوان الانفعالي:

          هي من النظريات المعرفية وترى أن السلوک العدواني يمکن أن يکون مثيراً فهناک من يجد المتعة في إيذاء الآخرين، ويبحثون بذلک عن إثبات رجولتهم ويظهرون أنهم ذو قوة ومهمين وأنهم يحققون مکانتهم الاجتماعية، ولذا فهم يرون أن السلوک العدواني يشعرهم بالرضا والراحة، ومع استمرار تعزيزهم على سلوکهم يجدون في العدوان متعة لهم، فهم يعتدون على الآخرين حتى إذا لم تتم استثارتهم فإذا أصابهم الملل وکانوا غير مسرورين فمن الممکن أن يخرجوا في للتسلية ويمارسون سلوکهم العدواني للترفيه عن أنفسهم.

تعليق على النظريات المفسرة للسلوک العدواني: -

يتضح من خلال عرض النظريات التي تفسر ظهور السلوک العدواني وهي:          (التحليل النفسي، العدوان الانفعالي، الإحباط والعدوان ، ونظرية السلوکية، التعليم الاجتماعي) أنه لکل نظرية طريقتها الخاصة في تفسير العدوان ، وترکز على مظهر معين أو مظاهر معينة من العدوان تستخدم فيه مصطلحاتها وطريقتها ، حتى بين أصحاب النظرية الواحدة کما هو الحال في نظرية التحليل النفسي وما يسمى بأصحاب النظريات النفسية والاجتماعية ، فبينما نجد فرويد يؤکد على أن العدوان غريزة فطرية ، نجد أن أصحاب هذه النظريات والذين يدورون في فلک نظرية فرويد التحليلية يعطون للظروف الاجتماعية التي يولد فيها الفرد أهمية بجانب الطبيعة البشرية التي يولد بها الفرد، وقد عارض المتخصصون وجهة النظر الفطرية في تفسير

أوجه الشبه بين النظريات السابقة:

إذا کان لکل اتجاه من الاتجاهات النظرية السابقة رأي خاص في تفسير السلوک العدواني، إلا أن الکل يکمل بعضه البعض في توضيح السلوک الإنساني عامة، والسلوک العدواني خاصة، وهنا يذکر الباحث بعض أوجه الاتفاق والشبه بين هذه النظريات:

  • أن للسلوک دوافع وبواعث تنظمه وتحدد نوعه.
  • أن الاستعداد للسلوک العدواني موجود لدى جميع الأفراد ولکنه يختلف من فرد لآخر تبعاً لعوامل کثيرة داخلية وخارجية.
  • أن الإحباط ليس هو الدافع الوحيد للعدوان وإن کان أهمها في حدوثه.
  • أهمية السنوات الأولى في خلق السلوک العدواني من عدمه، وأهمية أساليب التنشئة الوالدية وعوامل البيئة ومجموعة الخبرات التي يمر بها الفرد، وأهمية الجماعة التي يوجد فيها الفرد في قمع العدوان والتعبير عنه بمشروعية مقبولة اجتماعياً.
  • أهمية التنفيس عن هذا السلوک لاعتبارات خاصة بالصحة النفسية للفرد وحماية أمن المجتمع واستقراره.

أوجه الاختلافات بين النظريات السابقة:  هناک الکثير من الاختلافات بين النظريات السابقة فمثلا:-

  1. يرى فرويد في نظريته أن العدوان غريزة فطرية لدى الشخص.
  2. بينما يرى أصحاب النظرية السلوکية أن سبب العدوان يعود للبيئة المحيطة وأن الخبرات تعزز ظهور الاستجابات العدوانية.
  3. ويرى أصحاب نظرية التعلم الاجتماعي أن السلوک العدواني يتم تعلمه غالباً.
  4. بينما يرى أصحاب نظرية الإحباط-العدوان أن السلوک العدواني يظهر کاستجابة للإحباطات السابقة.
  5. يرى أصحاب نظرية العدوان الانفعالي أن السلوک العدواني قد يکون مثيراً فهناک من يجد المتعة في إيذاء الاخرين.

المحور الثاني: خصائص نمو المرحلة المتوسطة أو مرحلة المراهقة:

المراهقة ويمکن تعريفها بأنها "تلک الفترة الغامضة من الحياة، التي تمتد من نهاية الطفولة إلى بداية مرحلة ظهور خصائص الأنوثة والرجولة" حيث تعد المرحلة المتوسطة مرحلة فاصلة في حياة الطلاب "(کابلن، لويز ج. ،1998)

کما عرفها زهران بأنها: "مرحلة ينتقل فيها الفرد من الطفولة إلى مرحلة الرشد والنضج". (زهران،2005).

وتعد المرحلة المتوسطة مرحلة انتقالية بين مرحلتي الابتدائية والمرحلة الثانوية، فهي تمثل نهاية مرحلة الطفولة، وبداية مرحلة المراهقة، والتي تتضح فيها السمات الشخصية والاجتماعية لدى الطلاب، ولکي نحسن تعليم التلاميذ في هذه المرحلة المهمة من مراحل  النمو، ونحقق لهم نموًا شاملا ومتکاملا، لا بد من التعرف على خصائص النمو التي تميز       تلک المرحلة.

  1. النمو الجسمي: وهي تلک التغيرات التي تظهر على الجسم، مثل الطول، والوزن، ونمو العضلات والعظام وغيرها (فرج،2009).
  2. النمو العقلي: "يُقصد به التغييرات التي تطرأ على الأداء العقلي "، وهو يتجه من البسيط إلى الصعب.
  3. النمو الانفعالي: هو التغييرات التي تظهر في احاسيس ومشاعر المراهقين .
  4. النمو الاجتماعي: ويُقصد به مدى عمق واتساع علاقة الفرد بالمجتمع المحيط به.

مفهوم التعليم المتوسط:عرف (جود،1973) المدرسة المتوسطة بعدة تعريفات منها: Intermediate School  :  أي المدرسة التي تضم الأطفال الذين هم في الصفوف الوسطى، وتنتهي غالبًا بالصفين السابع والثامن، وSchool High junior: أي المدرسة التي تضم أطفال الصفوف: السابع، والثامن، والتاسع، أو الحلقة الأولى من التعلـيم الثـانوي، (1973، (Good.

    وهي المدرسة التي تضم الصفوف التي تلي صفوف المدرسة الابتدائية، وغالبًا مـا يکـون التعليم المتوسط أو الإعدادي هو: (التعليم الذي يعد النشء لمرحلة المراهقـة، وللتعليم اللاحق).

بعض سمات مرحلة المراهقة:

-      الاستقلالية: حيث يصبح للفرد شخصية مختلفة وقوية، لذلک دائما يقول: إن والده ووالدته يتدخلان في حياته.

-      حب العزلة والبقاء في الغرفة خاصة عند الاناث.

-      محاولة تکوين العلاقات.

-      تقليد الکبار في أفعالهم

الدراسات السابقة:

أولا: الدراسات العربية:

1- دراسة الغرباوي (1998)

هذه الدراسة بعنوان المعاملة الوالدية وعلاقتها بالعدوان لدى الابناء من الجنسين في المرحلة العمرية من( 11 - 15) وهدفت هذه الدراسة الى التعرف على المعاملة الوالدية وعلاقتها بالعدوانية لدى الأبنـاء مـن الجنسين في المرحلة العمرية من (11-15) سنة في مجموعة من مدارس مدينة القـاهرة فـي جمهورية مصر العربية، وهدفت هذه الدراسة لمعرفة علاقة المعاملة الوالدية بالسلوک العدواني لدى الابناء وبلغت عينة الدراسة 413تلميذا وتلميـذة مـن تلاميـذ المرحلـة الإعدادية، أسفرت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطيه سالبة بين أساليب معاملة الأب التي تتسم بالتقبل والتسامح والمبالغة في الرعاية، وأسـاليب معاملـة الأم التـي تتسـم بالتقبـل والاستقلالية، وبين مستوى العدوانية لدى الأبناء من الجنسين، وعدم وجود فروق دالة بين الذکور والإناث في مستوى العدوانية وفي أبعادها فيما عدا( العدوان السلبي والعدوان على الـذات، والعدوان على الممتلکات) حيث وجدت الفروق ذات دلالة إحصائية بين الذکور والإناث في هذه الأبعاد و لصالح الإناث)

2- دراسة أحمد وإبراهيم والجناوي (2003(  

دراسة بعنوان مدى فاعلية اسلوبي التعزيز والنمذجة لخفض السلوک العدواني لدى الاطفال، وهدفت الدراسة إلى إعداد برنامج إرشادي لخفض السلوک العدواني لدى طلاب المرحلة الثانوية يعتمد على استخدام أسلوبي التعزيز والنمذجة من خلال المقارنة بين الأسلوبين السابقين والجمع بينهما. تکونت عينة الدراسة من (40) طالباً. استخدم الباحث البرنامج الإرشادي المقترح واستمارة الملاحظة ومقياس السلوک العدواني. أسفرت النتائج عما يلي: توجد فروق بين القياس القبلي والبعدي لصالح القياس البعدي، وتوجد فروق بين المجموعة التجريبية والضابطة لصالح المجموعة التجريبية في أسلوبي (التعزيز والنمذجة)  

ثانيا: الدراساتالأجنبية:

1- دراسةجوارلينک ( Guralnick, 1980)  

          بعنوان أثر العنف المتلفز والإحباط على عدوانية الجانحين حيث أخذ عينة من الاحداث الجانحين الذکور والذين تترا وح اعمارهم بين (18-12) سنة وقد قسمهم عشوائيا إلى ثلاث مجموعات تجريبية واخرى ضابطة، حيث شهدت المجموعات التجريبية ادخال ثلاثة متغيرات هي العنف المتلفز، والإحباط، والعنف المتلفز والإحباط معا، وکانت النتيجة ان مشاهدة العنف المتلفز يثير بطريقة غير مباشرة العدوانية في سجن الاحداث وذلک بفعل المتغيرات          التي أدخلها.

2- وفيدراسةقامبهاادوين (Edwine, 1991) 

حول العلاقة بين مشاهدة العنف في التلفزيون والنزعات العدوانية للأطفال، والتي أجريت على 386 من الأطفال الأخوة بمنطقة ليستر بجنوب ايرلندا، تبين عدم وجود علاقة بين درجة القرابة ومشاهدة برامج العنف في التلفزيون على فهم النزعات العدوانية لدى الأطفال، وأن هناک ارتباطا بين مشاهدة برامج العنف وبين نمو النزعات العدوانية لدى الأطفال بصرف النظر عن العوامل الوراثية.

منهج الدراسة: استخدم الباحث في الدراسة المنهج شبه التجريبي، ويعرف الکيلاني والشريفين "التصـاميم شـبه التجريبيـة هـي جزئيـا تجريبيـة حقيقية يتم فيها ضبط بعض المصادر التي تهـدد الصـدق الـداخلي ولـيس کلهـا وتستخدم هذه التصاميم في الحالات التي تجد فيهـا صـعوبة کبيـرة فـي تـوفير ضبط تجريبي تام" (الکيلاني والشريفين،٢٠٠٥)

التصميم شبه التجريبي للدراسة:

اتبع الباحث التصميم شبه التجريبي القائم على وجود مجموعتين مجموعة تجريبية ومجموعة ضابطة، المجموعة الضابطة ترکت على حالها ولم يطبق عليها أي برنامج، بينما طبق على المجموعة التجريبية برنامج (خفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة) مع التطبيق القبلي والبعدي للمجموعتين.

مجتمع الدراسة: يتکون مجتمع الدراسة من طلاب المرحلة المتوسطة بمدرسة متوسطة التوفيق التابعة لإدارة التعليم في الباحة، خلال الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 1441هـ.

عينة الدراسة: تکونت عينة الدراسة من (60) طالب حيث انقسمت تلک العينة إلى عينتين وهما:

أ- عينة الدراسة الاستطلاعية: والتي تکونت من (20) طالب ممن يدرسون بمدارس (تابعة لمکتب التعليم بالباحة)، حيث طُبقت على هذه العينة أداة الدراسة (المقياس) بهدف التحقق من صدقه وثباته، ولم تدخل هذه العينة في تجربة الدراسة

ب-عينة الدراسة الأساسية: والتي تکونت من (40) طالب وهم طلاب المرحلة المتوسطة بمدرسة التوفيق بالباحة، ما يمثل نسبته 20 % من مجتمع الدراسة، وتم تطبيق تجربة الدراسة عليها، ومن ثمَّ انقسمت هذه العينة إلى مجموعتين:

1-تجريبية: وعددها (20) طالب، وقد تم تطبيق برنامج خفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة عليهم.

2 -ضابطة: وعددها (20) طالب.

متغيرات الدراسة: وفقاً لهدف الدراسة الرئيسي، والمتمثل في التحقق من فاعلية برنامج ارشادي معرفي سلوکي لخفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة، فإن متغيرات الدراسة تحددت على النحو التالي:

1-المتغير المستقل: هو "المتغير الذي يتحکم فيه الباحث عن قصد في التجربة بطريقة معينة ومنظمة" (الشربيني، 2005)، وفي هذه الدراسة المتغير المستقل هو برنامج ارشادي معرفي سلوکي لخفض السلوک العدواني.

2-المتغير التابع: هو "السلوک الناتج عن المتغير المستقل" (الشربيني، 2005م، 112)، وفي هذه الدراسة المتغير التابع يتمثل في السلوک العدواني.

أدوات الدراسة: لتحقيق أهداف الدراسة، تم بناء مجموعة من الأدوات البحثية؛ والتي تمثلت في:

1- برنامج ارشادي معرفي سلوکي لخفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة في منطقة الباحة من اعداد الباحث.

2. مقياس السلوک العدواني من اعداد الباحث.

خطوات تطبيق إجراءات الدراسة: بعد مراجعة المقياس، وإجراء التعديلات اللازمة، ووضعها في الصورة النهائية، شرع الباحث في تنفيذ إجراءات التجربة وفقاً لمجموعة من الإجراءات التي يُمکن تصنيفها حسب ترتيب حدوثها إلى إجراءات ما قبل التطبيق، ثم إجراءات التطبيق، وإجراءات ما بعد التطبيق، وفيما يلي وصف لهذه الإجراءات:

(1) إجراءات ما قبل التطبيق، وقد تمثلت فيما يلي:

أ- أخذ الإذن من المشرف على الدراسة ببدء التطبيق، ثم الحصول على موافقة بتطبيق الأداة الخاصة بالدراسة على عينة الدراسة.

ب- تم الحصول على خطاب (طلب القيام بإجراء دراسة علمية) رقم (41127157) بتاريخ              23/ 2 / 1441ه موجه من سعادة رئيس قسم علم النفس إلى سعادة وکيل الجامعة للشؤون الاکاديمية (ملحق-5).

ج- وقد تم ذلک بموجب خطاب من وکيل الجامعة للشؤون الاکاديمية رقم (41127157) بتاريخ 24 / 2 / 1441 هـ موجه إلى مدير التعليم بمنطقة الباحة، لتمکين الباحث من تطبيق تجربة دراسته في مدارس التعليم العام (ملحق-5).

د- الحصول على خطاب من مدير التعليم بمنطقة الباحة وتاريخ 25 / 2 /1441هـ، موجهه إلى مدير مدرسة متوسطة التوفيق بالباحة (عينة التطبيق) لتيسير مهمة الباحث (ملحق-6).

ه- قام الباحث بتحديد مجموعتي الدراسة، والتي تمثلت في المجموعة التجريبية وقوامها (20) طالب والمجموعة الضابطة وقوامها (20) طالب.

(2)     تم تطبيق الاختبار قبلياً يوم الاثنين الموافق 29 / 2 / 1441هـ؛ بهدف التأکد من تکافؤ مجموعتي البحث قبل التجربة.

(3)   إجراءات تطبيق الدراسة، وقد تمت وفقاً لمجموعة من الخطوات بياناتها کالتالي:

أ‌-     تم تطبيق البرنامج الارشادي خلال الفصل الدراسي الأول من يوم الاربعاء الموافق                2/ 3 /1441هـ إلى يوم الخميس الموافق 15 / 4 /1441هـ على مجموعتي الدراسة، وقد شملت هذه الفترة تطبيق أداة الدراسة بعدياً.

ب‌-   تم تدريس طلاب کل مجموعة حسب ما هو مقرر في التصميم التجريبي للدراسة.

التحقق من تکافؤ مجموعتي الدراسة في القياس القبلي:

بعد التحقق من صدق وثبات أداة القياس، قام الباحث بتطبيقه على مجموعتي الدراسة، وذلک بغرض التأکد من تکافؤ مجموعتي الدراسة في القياس القبلي قبل تطبيق تجربة الدراسة، حيث قام الباحث باستخدام اختبارt  لدلالة الفروق بين المجموعتين.

وقد اتضح من النتائج عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين مجموعتي البحث، حيث کانت قيمة "t " المحسوبة أقل من قيمة " t " الجدولية عند مستوى معنوية 0.05. مما يشير إلى تکافؤ مجموعتي البحث في القياس القبلي للمقياس قبل البدء في تجربة الدراسة.

الأساليب الإحصائية: استخدم الباحث مجموعة من الأساليب الإحصائية بعد التحقق من مناسبتها لموضع استخدامها، وهذه الأساليب هي:

(1) الأساليب الإحصائية الخاصة بحساب صدق وثبات أداة الدراسة:

أ- معامل الارتباط البسيط لبيرسون، بغرض حساب صدق الأداة.

ب-معادلة التجزئة النصفية، بغرض حساب ثبات الأداة.

ج- معادلة الفا کرو نباخ

(2) الأساليب الإحصائية الخاصة باختبار فروض الدراسة:

أ- اختبار (ت) لدلالة الفروق بين مجموعتين مستقلتين.

ب-اختبار (ت) لدلالة الفروق بين مجموعتين مرتبطتين.

ج-معادلة مربع إيتا (²η) لحساب حجم الأثر، والذي يتم وفقاً للمعادلة التالية:

 

ويتم تفسيره-وفقاً لمعيار کوهين-اعتماداً على القيم التالية:

أ- إذا کان )²η( < 0.06  فيدل على حجم تأثير ضعيف.

ب- إذا کان 0.06 ≤ )²η( < 0.14  فيدل على حجم تأثير متوسط.

ج- إذا کان )²η(   0.14 فيدل على حجم تأثير قوي (ملحم، 2005م, 167).

المبحث الثالث : -نتائج الدِّراسة والتوصيات والمقترحات

أولاً :ملخص النتائج: تلخيص أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة الحالية، وذلک على النحو التالي:

- هل توجد فروق احصائية بين الاداء القبلي والاداء البعدي للمجموعة التجريبية على مقياس السلوک العدواني؟

- هل توجد فروق احصائية بين الاداء القبلي والاداء البعدي للمجموعة الضابطة على مقياس السلوک العدواني؟

- هل توجد فروق ذات دلالة احصائية بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في الاداء البعدي على مقياس السلوک العدواني؟

ثانياً: توصيات البحث:

     في ضوء ما خلُصت إليه الدراسة من نتائج، فإنه يمکن تقديم عددٍ من التوصيات، التي يُرجى أن تسهم في خفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة، وتتمثل هذه التوصيات فيما يلي:

1-العمل على تعميم البرنامج الارشادي السلوکي المعرفي لخفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة عبر الدراسة الحالية على ادارة التعليم بمنطقة الباحة.

2-ضرورة الاهتمام بطلبة المرحلة المتوسطة والعمل على تنمية القدرات النفسية والسلوکية لديهم.

3-العمل على تدريب الطلبة بالمراحل التعليمية المختلفة-وخاصة المرحلة المتوسطة على تنمية الوعي لخفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة، مما يساعد على نمو عمليات التفکير لديهم، وهذا ما ينعکس على تعليمهم للمواد الدراسية المختلفة واحتفاظهم بالخبرات التعليمية التي يکتسبونها، وأداء المهارات المستهدفة بفاعلية.

4-التعاون مع وزارة التعليم-وبالأخص قسم التطوير التربوي-على إعداد أدلة للمعلمين تحتوي على أساليب تعليمية تتفق مع أسلوب التعليم، وبما يثري العمليات التعليمية وجعلها موجهة نحو تنمية المهارات الأدائية المختلفة.

5-تحفيز المعلمين والمشرفين التربويين على الاطلاع على کل ما هو جديد في الاتجاهات الحديثة للتعلم، والعمل على تحقيق أقصى استفادة ممکنة من نتائج هذه الأبحاث في العملية التربوية.

ثالثاً: مقترحات الدراسة: على ضوء النتائج التي تم التوصل إليها، وتأسيساً على ما تم تقديمه من توصيات، وتعميماً للفائدة من البحث الحالي، واستمراراً في الجهود الرامية إلى تطوير العملية التعليمية، فإنها تقترح القيام بالبحوث والدراسات المستقبلية التالية:

1-إجراء دراسة حول أثر البرنامج الارشادي السلوکي المعرفي لخفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة في تحسين مستوى الدراسة.

2-إجراء دراسة حول أثر البرنامج الارشادي السلوکي المعرفي في تنمية التوافق النفسي الاجتماعي لدى طلبة المرحلة المتوسطة.

3-مراعاة خصائص المرحلة السنية وذلک حتى يمکن التخطيط للارتقاء بمستوياتهم بما يتناسب مع إمکانياتهم العقلية، والنفسية، والاجتماعية.

4-إجراء المزيد من البحوث والدراسات لتنمية الاتجاه نحو الوعي بخفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة في تحسين مستوى الدراسة للارتقاء بالعملية التعليمية.

المراجع

أولا: المراجع العربية:

  1. ابو حطب، ياسين مسلم محارب. (2002). فاعلية برنامج مقترح لتخفيف السلوک العدواني لدى طلاب الصف التاسع الأساسي بمحافظات غزة، رسالة ماجستير، کلية التربية، الجامعة الاسلامية غزة.
  2. أحمد خالد، وإبراهيم عبد الرقيب، والجناوي مديحه. (2003): مدى فاعلية أسلوبي التعزيز والنمذجة لخفض السلوک العدواني لدى الأطفال المتخلفين عقلياً القابلين للتعلم "، مجلة کلية التربية، أسيوط، مصر، مج19 ع1.
  3. حافظ نبيل. قاسم نادر (1993) الإحباط والعدوان. المجلة المصرية للدراسات النفسية. العدد السادس. مکتبة الانجلو المصرية. القاهرة.
  4. زهران، حامد عبد السلام. (2005م). علم نفس النمو الطفولة والمراهقة. ط6، القاهرة: دار عالم الکتب.
  5. السيد، فؤاد. (١٩٨٠). علم النفس الاجتماعي، الطبعة الثالثة، دار الفکر العربي
  6. الصالح، تهاني محمد عبد القادر. (2012) درجة مظاهر وأسباب السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة الأساسية في المدارس الحکومية في محافظات شمال الضفة الغربية وطرق علاجها من وجهة نظر المعلمين، الماجسـتير، جامعة النجاح الوطنية، کلية الدراسات العليا، فلسطين
  7. العقاد، عصام.) 2001) سيکولوجية العدوان، ترويضها، دار الفکر، عمان.
  8. الغرباوي، مي حسن. (1998) المعاملة الوالدية وعلاقتها بالعـدوان لـدى الأبناء من الجنسين في المرحلة العمرية من (11-15) سنة. رسـالة ماجسـتير غيـر منشورة، جامعة عين شمس، القاهرة، مصر.
  9. الفسفوس، عدنان أحمد. (2006). الدليل الارشادي لمواجهه السلوک العدواني لدي طلبة المدارس، السلسلة الارشادية رقم1، المکتبة الالکترونية اطفال الخليج.
  10. القريطي، عبد المطلب أمين. (1998). في الصحة النفسية، دار الفکر العربي.
  11. کابلن، لويز. (1998م). المراهقة: وداعا أيتها الطفولة. (ترجمة أحمد رمو)               (مراجعه د.أحمد خالد الأعسر). دمشق: منشورات وزارة الثقافة (الدراسات النفسية). (41(.
  12. کلاين ميلاني. (1994). التحليل النفسي للأطفال، دار الفکر اللبناني، ط1.
  13. الکيلاني، عبد االله زيـد، الشـريفين، نضـال کمـال. (٢٠٠٥م)." مـدخل إلـى البحث في العلـوم التربويـة والاجتماعيـة: أساسـياته، مناهجـه، تصـاميمه، أساليبه الإحصائية"، ط ٢، عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع.
  14. الماحي زوبيدة ، مکي محمد. (2015). دراسة إحصائية استکشافية وصفية للسـلوک العدواني في مرحلتي التعليم ين الابتدائي والمتوسط، مجلة العلوم الاجتماعية والانسانية، الجامعة "محمد بن أحمد" وهران 2، العدد 21، ديسمبر 2015، دکتوراه
  15. مجلي، شايع عبد الله. (2013). تقدير الذات وعلاقته بالسلوک العدواني لدى طلبة الصف الثامن من مرحلة التعليم الأساسي بمدينة صعدة، رسالة دکتوراه، مجلة جامعة دمشق –المجلد 29 -العدد الأول.
  16. مرسي، کمال. ( 1985 ). سيکولوجية العدوان. مجلة العلوم الاجتماعية .13 (2) 45 -64.
  17. المغربي، سعد. (1987) سيکولوجية العدوان والعنف، علم النفس مجلة الدراسات والبحوث النفسية، الهيئة المصرية العامة للکتاب، العدد الأول.

ثانياً: المراجع الأجنبية:

18.Guralnick, Edward (1980). The effects oF televised violence and frustration on the aggressiveness of delinquents. Boston University, the sargent college of allied Health professions.

19.Edwine, A. (1991). Television violence and aggression Ph. D-IRIC Northern Ire and University.

20.Olweus, D. (1993). Acoso escolar,“bullying”, en las escuelas: hechos e intervenciones. Centro de investigación para la Promoción de la Salud, Universidad de Bergen, Noruega, 2.‏

 

  1. أولاً :ملخص النتائج: تلخيص أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة الحالية، وذلک على النحو التالي:

    - هل توجد فروق احصائية بين الاداء القبلي والاداء البعدي للمجموعة التجريبية على مقياس السلوک العدواني؟

    - هل توجد فروق احصائية بين الاداء القبلي والاداء البعدي للمجموعة الضابطة على مقياس السلوک العدواني؟

    - هل توجد فروق ذات دلالة احصائية بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في الاداء البعدي على مقياس السلوک العدواني؟

    ثانياً: توصيات البحث:

         في ضوء ما خلُصت إليه الدراسة من نتائج، فإنه يمکن تقديم عددٍ من التوصيات، التي يُرجى أن تسهم في خفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة، وتتمثل هذه التوصيات فيما يلي:

    1-العمل على تعميم البرنامج الارشادي السلوکي المعرفي لخفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة عبر الدراسة الحالية على ادارة التعليم بمنطقة الباحة.

    2-ضرورة الاهتمام بطلبة المرحلة المتوسطة والعمل على تنمية القدرات النفسية والسلوکية لديهم.

    3-العمل على تدريب الطلبة بالمراحل التعليمية المختلفة-وخاصة المرحلة المتوسطة على تنمية الوعي لخفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة، مما يساعد على نمو عمليات التفکير لديهم، وهذا ما ينعکس على تعليمهم للمواد الدراسية المختلفة واحتفاظهم بالخبرات التعليمية التي يکتسبونها، وأداء المهارات المستهدفة بفاعلية.

    4-التعاون مع وزارة التعليم-وبالأخص قسم التطوير التربوي-على إعداد أدلة للمعلمين تحتوي على أساليب تعليمية تتفق مع أسلوب التعليم، وبما يثري العمليات التعليمية وجعلها موجهة نحو تنمية المهارات الأدائية المختلفة.

    5-تحفيز المعلمين والمشرفين التربويين على الاطلاع على کل ما هو جديد في الاتجاهات الحديثة للتعلم، والعمل على تحقيق أقصى استفادة ممکنة من نتائج هذه الأبحاث في العملية التربوية.

    ثالثاً: مقترحات الدراسة: على ضوء النتائج التي تم التوصل إليها، وتأسيساً على ما تم تقديمه من توصيات، وتعميماً للفائدة من البحث الحالي، واستمراراً في الجهود الرامية إلى تطوير العملية التعليمية، فإنها تقترح القيام بالبحوث والدراسات المستقبلية التالية:

    1-إجراء دراسة حول أثر البرنامج الارشادي السلوکي المعرفي لخفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة في تحسين مستوى الدراسة.

    2-إجراء دراسة حول أثر البرنامج الارشادي السلوکي المعرفي في تنمية التوافق النفسي الاجتماعي لدى طلبة المرحلة المتوسطة.

    3-مراعاة خصائص المرحلة السنية وذلک حتى يمکن التخطيط للارتقاء بمستوياتهم بما يتناسب مع إمکانياتهم العقلية، والنفسية، والاجتماعية.

    4-إجراء المزيد من البحوث والدراسات لتنمية الاتجاه نحو الوعي بخفض السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة المتوسطة في تحسين مستوى الدراسة للارتقاء بالعملية التعليمية.

    المراجع

    أولا: المراجع العربية:

    1. ابو حطب، ياسين مسلم محارب. (2002). فاعلية برنامج مقترح لتخفيف السلوک العدواني لدى طلاب الصف التاسع الأساسي بمحافظات غزة، رسالة ماجستير، کلية التربية، الجامعة الاسلامية غزة.
    2. أحمد خالد، وإبراهيم عبد الرقيب، والجناوي مديحه. (2003): مدى فاعلية أسلوبي التعزيز والنمذجة لخفض السلوک العدواني لدى الأطفال المتخلفين عقلياً القابلين للتعلم "، مجلة کلية التربية، أسيوط، مصر، مج19 ع1.
    3. حافظ نبيل. قاسم نادر (1993) الإحباط والعدوان. المجلة المصرية للدراسات النفسية. العدد السادس. مکتبة الانجلو المصرية. القاهرة.
    4. زهران، حامد عبد السلام. (2005م). علم نفس النمو الطفولة والمراهقة. ط6، القاهرة: دار عالم الکتب.
    5. السيد، فؤاد. (١٩٨٠). علم النفس الاجتماعي، الطبعة الثالثة، دار الفکر العربي
    6. الصالح، تهاني محمد عبد القادر. (2012) درجة مظاهر وأسباب السلوک العدواني لدى طلبة المرحلة الأساسية في المدارس الحکومية في محافظات شمال الضفة الغربية وطرق علاجها من وجهة نظر المعلمين، الماجسـتير، جامعة النجاح الوطنية، کلية الدراسات العليا، فلسطين
    7. العقاد، عصام.) 2001) سيکولوجية العدوان، ترويضها، دار الفکر، عمان.
    8. الغرباوي، مي حسن. (1998) المعاملة الوالدية وعلاقتها بالعـدوان لـدى الأبناء من الجنسين في المرحلة العمرية من (11-15) سنة. رسـالة ماجسـتير غيـر منشورة، جامعة عين شمس، القاهرة، مصر.
    9. الفسفوس، عدنان أحمد. (2006). الدليل الارشادي لمواجهه السلوک العدواني لدي طلبة المدارس، السلسلة الارشادية رقم1، المکتبة الالکترونية اطفال الخليج.
    10. القريطي، عبد المطلب أمين. (1998). في الصحة النفسية، دار الفکر العربي.
    11. کابلن، لويز. (1998م). المراهقة: وداعا أيتها الطفولة. (ترجمة أحمد رمو)               (مراجعه د.أحمد خالد الأعسر). دمشق: منشورات وزارة الثقافة (الدراسات النفسية). (41(.
    12. کلاين ميلاني. (1994). التحليل النفسي للأطفال، دار الفکر اللبناني، ط1.
    13. الکيلاني، عبد االله زيـد، الشـريفين، نضـال کمـال. (٢٠٠٥م)." مـدخل إلـى البحث في العلـوم التربويـة والاجتماعيـة: أساسـياته، مناهجـه، تصـاميمه، أساليبه الإحصائية"، ط ٢، عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع.
    14. الماحي زوبيدة ، مکي محمد. (2015). دراسة إحصائية استکشافية وصفية للسـلوک العدواني في مرحلتي التعليم ين الابتدائي والمتوسط، مجلة العلوم الاجتماعية والانسانية، الجامعة "محمد بن أحمد" وهران 2، العدد 21، ديسمبر 2015، دکتوراه
    15. مجلي، شايع عبد الله. (2013). تقدير الذات وعلاقته بالسلوک العدواني لدى طلبة الصف الثامن من مرحلة التعليم الأساسي بمدينة صعدة، رسالة دکتوراه، مجلة جامعة دمشق –المجلد 29 -العدد الأول.
    16. مرسي، کمال. ( 1985 ). سيکولوجية العدوان. مجلة العلوم الاجتماعية .13 (2) 45 -64.
    17. المغربي، سعد. (1987) سيکولوجية العدوان والعنف، علم النفس مجلة الدراسات والبحوث النفسية، الهيئة المصرية العامة للکتاب، العدد الأول.

    ثانياً: المراجع الأجنبية:

    18.Guralnick, Edward (1980). The effects oF televised violence and frustration on the aggressiveness of delinquents. Boston University, the sargent college of allied Health professions.

    19.Edwine, A. (1991). Television violence and aggression Ph. D-IRIC Northern Ire and University.

    20.Olweus, D. (1993). Acoso escolar,“bullying”, en las escuelas: hechos e intervenciones. Centro de investigación para la Promoción de la Salud, Universidad de Bergen, Noruega, 2.‏