نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
السعودية
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
کلية التربية
کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم
إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)
=======
فاعلية استخدام الخرائط الذهنية الإلکترونية على التحصيل المباشر والمؤجل في مادة العلوم لطلاب المرحلة الابتدائية بمحافظة بيشة
إعــــــــــداد
الباحث / ناصر سعد عبدالله القرني
} المجلد السادس والثلاثون– العدد الحادي عشر – نوفمبر 2020م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
مستخلص الدراسة:
هدفت الدراسة الحالية إلى الکشف عن فاعلية استخدام الخرائط الذهنية الإلکترونية على التحصيل المباشر والمؤجل في مادة العلوم لطلاب المرحلة الابتدائية بمحافظة بيشة، وتکون مجتمع الدراسة من طلاب الصف الرابع الابتدائي بمحافظة بيشة ، بمدرسة صوفان الابتدائية وعدد طلابها 92طالباً وتم اختيار المدرسة بشکل عشوائي وتکونت عينة الدراسة من(60) طالباً ، وقد قسمت عينة الدراسة إلى مجموعتين مجموعة تجريبية (30) طالباً، ومجموعة ضابطة (30) طالباً.
ولتحقيق أهداف الدراسة تم استخدم التصميم شبه التجريبي للمجموعتين التجريبية والضابطة، وبعد إعداد أدوات البحث و التأکد من صدق وثبات أدوات القياس والمعالجة، أثبتت النتائج وجود فروق دالة إحصائيا عند مستوى (0.05 ) بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية والضابطة في الاختبار التحصيلي المباشر والمؤجل لصالح طلاب المجموعة التجريبية، کما أثبتت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لاختبار التحصيل المعرفي المباشر والمؤجل لصالح القياس البعدي، وفي ضوء تلک النتائج قدمت الدراسة عدداً من التوصيات ومنها ثبوت فاعلية نمط الخرائط الذهنية في تنمية التحصيل المعرفي المباشر والمؤجل، فنوصى بالاستفادة من نمط عرض الخرائط الذهنية في تعليم تلاميذ المرحلة الجامعية والمراحل الأخرى في تنمية جوانب التعلم المتنوعة المرتبطة بمجال تعلمهم.
تشجيع أعضاء هيئة التدريس في کافة المراحل التعليمية، وکافة التخصصات على توظيف الخرائط الذهنية في المواقف التعليمية المختلفة، والاستفادة منها کوسيلة بصرية لتنظيم المعارف والمعلومات.
إجراء دروات تدريبية للمعلمين ولأعضاء هيئة التدريس في مختلف المراحل التعليمية تتناول مهارات التعامل مع أدوات التأليف وإنتاج الخرائط الذهنية الإلکترونية للاستفادة من إمکاناتها المتکورة في الحصول على خرائط ذهنية ذات مواصفات تربوية وفنية عالية.
الکلمات المفتاحية: الخرائط الذهنية، التحصيل الدراسي المباشر والمؤجل، مادة العلوم للمرحلة الابتدائية.
Abstract of the Study
The current study aimed at uncovering the effectiveness of using electronic mind maps in direct and delayed achievements in science. The population of the study consisted of primary fourth grade students in Bisha Governorate, at Sofan Primary School (n = 92). The school was randomly chosen. The sample of the study included (60) students, that were divided into two groups; an experimental group (30 students), and a control one (30 students).
In order to fulfill the aims of the study, the quasi-experimental design was used for both the experimental and control groups. After preparing research tools, and ensuring the validity and reliability of measurement and treatment tools, the results proved the existence of statistically significant differences at the level of (0.05) between the mean scores of each of the experimental and the control group in the direct and delayed achievement test, in favor of the experimental group students. The results also proved the existence of statistically significant differences between the mean scores of experimental group students in each of pre and post measurement of the cognitive direct and delayed achievement test, in favor of the post measurement. In the light of those results, the study introduced several recommendations including the effectiveness of mind map mode in developing direct and delayed cognitive achievement. Therefore, it recommends benefiting from mind maps in teaching university students and students of other stages in developing different aspects of learning that are associated with their learning field.
In addition, it recommends encouraging faculty staff members in all educational stages and specializations to exploit mind maps in different educational situations, and to benefit from them as visual aids in organizing knowledge and information, as well as holding training programs for teachers and faculty staff members in different educational stages that deal with tools of developing and producing electronic mind maps, in order to benefit from their capabilities in obtaining mind maps with high technical and educational descriptions.
Key Words: Mind maps، direct and delayed academic achievement، primary stage science subject.
المبحث الاول : - الإطار العام للدراسة
يشکل العصر الحالي بما يشهده من سرعة هائلة في نمو المعارف العلمية، وتطور تقني کبير تحديا کبيرا أمام البشر الذين أصبحت ثروتهم الحقيقية تتمثل في قدرتهم على صنع المعرفة ، والاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة ، وهنا يبرز دور برامج تعليم العلوم في تأمين تلک المتطلبات المتمثلة في توفير التأهيل المناسب للجيل الجديد من أبنائنا للحياة بفاعلية في هذا العصر وهو ما يتسق مع رؤية المملکة 2030، ولذلک فإن تعليم العلوم يجب أن يعنى بالمشارکة الفعالة للمتعلم في عملية التعلم ، والاستفادة من المستحدثات التکنولوجية لتنمية التحصيل العلمي لديهم.
ومن الدراسات التي تناولت تنمية التحصيل في مادة العلوم دراسة الدريبي والعقيلي(2017) والتي هدفت إلى تصميم برنامج تعليمي حاسوبي في مقرر العلوم لتلميذات السادس الابتدائي وأوصت الدراسة بضرورة التوسع في تصميم البرامج التعليمية واستخدامها في تدريس المواد والمراحل المختلفة مع العمل على توفير معامل للحاسب الآلي في المدارس الحکومية حتى يتم الاستفادة من برامج الحاسب التعليمية في العملية التعليمية.
ويذکر توني بوزان (Buzan, 2013,18) أن الخرائط الذهنية الإلکترونية E-Mind Maps أحد الأدوات الفاعلة في تقوية الذاکرة واسترجاع المعلومات وتوليد أفکار إبداعية جديدة غير مألوفة حيث تعمل بنفس الخطوات التي يعمل بها العقل البشري مما يساعد على تنشيط واستخدام شقي المخ (الأيمن والأيسر) وتحسين کفاءة الربط بينهما وترتيب المعلومات بطريقة تساعد الذهن على قراءة وتذکر المعلومات وتوليد وتصنيف الکلمات والأفکار والمهام، ويتم إعدادها من خلال برامج الکمبيوتر.
وتقوم فلسفة الخرائط الذهنية على أساس وتأصيل نظري يٌؤيدها ويٌدعمُها، مثل النظرية البنائية ونظرية للتعلم ذي المعني .
وقد اهتمت الکثير من الدراسات السابقة بمحاولة التعرف على مدي فاعلية الخرائط الذهنية الإلکترونية، في تحقيق العديد من النواتج التعليمية من بينها التحصيل والأداء العملي المرتبط بالبرمجة .
مشکلة البحث: يمکن صياغة مشکلة البحث الحالي في التساؤل الرئيسي التالي:
ما مدى فاعلية استخدام الخرائط الذهنية الإلکترونية على التحصيل المباشر والمؤجل في مادة العلوم لطلاب المرحلة الابتدائية بمحافظة بيشة؟
ويتفرع عن هذا التساؤل الرئيسي التساؤلات الفرعية التالية:
(1) الأهمية النظرية: يرجى أن يقدم البحث الحالي إطارا نظريا يتعلق بالخرائط الذهنية الإلکترونية والخطوات الإجرائية لتصميم الدروس من خلالها، وأهميته والرکائز التي يستند عليها، کما يتناول التحصيل المعرفي في العلوم، ومهاراته وکيفية تنميته، ويقدم البحث إطاراً نظرياً عن مناهج العلوم وسبل تطويرها، ودواعي التطوير.
(2) الأهمية التطبيقية: يرجى أن يفيد البحث تلاميذ الصف الرابع الابتدائي: حيث يهدف البحث إلى تنمية التحصيل لديهم، وهو يعتبر من أهم الکفايات التعليمية التي تسعى التربية الحديثة إلى تحقيقها، کما يمثل البحث الحالي أهمية بالنسبة لمعلمي العلوم: حيث يفيدهم في تطوير تدريس العلوم في المرحلة الابتدائية وفي غيرها من المراحل التعليمية من خلال تطبيق إجراءات تدريسية وأنشطة تقدم في ضوء النظرية البنائية وغيرها من النظريات الداعمة في تنمية التحصيل، کما يوجه أنظارهم إلى أهمية الاهتمام بتنمية تلک المهارات، کما يسهم البحث الحالي في تطوير قدرات مشرفي العلوم، فالبحث الحالي يقدم أساليب تدريسية قائمة على توظيف المستحدثات التکنولوجية تهدف إلى تنمية التحصيل لدى التلاميذ، بما يمکنهم من تدريب المعلمين على هذه الاتجاهات.
حدود البحث: سوف يقتصر البحث على الحدود التالية:
الحدود الموضوعية: سوف يقتصر البحث على تدريس وحدة " قياس المادة وتغيراتها " المقررة على تلاميذ الصف الرابع الابتدائي.
الحدود البشرية: سوف يقتصر البحث الحالي على عينة من تلاميذ الصف الرابع الابتدائي بمدرسة" صوفان الابتدائية" التابعة لمحافظة بيشة حيث مصدر الشعور بالمشکلة.
الحدود الزمنية: سيتم تطبيق البحث الحالي في الفصل الدراسي الثاني.
ويمکن تعريف الخرائط الذهنية الإلکترونية إجرائياً في ضوء طبيعة هذا البحث بأنها: "رسوم إبداعية حرة، قائمة على برامج کمبيوترية متخصصة، تتکون من فروع تتشعب من المرکز باستخدام الخطوط والکلمات والأشکال والرموز والألوان، وتستخدم لتمثيل العلاقات بين الأفکار والمعلومات، بهدف تنظيم وعرض المحتوي التعليمي الخاص بوحدة المادة وقياساتها المقررة على تلاميذ الصف الرابع الابتدائي في مادة العلوم بطرق متنوعة".
التحصيل الدراسي :Study Achievement - يعرفه اللقاني والجمل (2003، 84) بأنه " مدى استيعاب الطلبة لما فعلوا من خبرات معينة، من خلال مقررات دراسية، ويقاس بالدرجة التي يحصل عليها الطلبة في الاختبار التحصيلي المعد لهذه الدراسة.
ويعرفه (الخليلي وآخرون، 1996، 6) بأنه النتيجة النهائية التي تبين مستوى الطالب ودرجة تقدمه في تعلم ما يتوقع منه أن يتعلمه.
التحصيل المباشر والمؤجل:
التحصيل المباشر :يعرف إجرائيا بأنه: الخبرات والحقائق والمعارف، والمعلومات التي اکتسبهـا التلاميذ بعد الانتهاء من دراسة المحتوى المقدم عبر الخرائط الذهنية مباشرة، ويتم قياسها عن طريق الدرجة التي يحصل عليها التلاميذ في التطبيق البعدي الفوري لاختبار التحصيل المعرفي المرتبط بمادة العلوم.
التحصيل المؤجل :يعرف إجرائيا بأنه: الأثر المتبقي للخبرات والحقائق والمعارف والمعلومات التي اکتسبها التلميذ بعد الانتهاء من دراسة المحتوى المقدم عبر الخرائط الذهنية بمدة زمنية معينة، ويتم قياسه عن طريق الدرجة التي يحصل عليها التلميذ في التطبيق البعدي (بعد التطبيق الفوري بأربعة أسابيع في الدراسة الحالية) لاختبار التحصيل المعرفي.
المبحث الثاني : -الإطار النظري والدِّراسات السابقة
المحور الأول: الخرائط الذهنية الإلکترونية:
¯ مفهوم الخرائط الذهنية: تعددت التصورات حول الخرائط الذهنية باعتبارها أحد أدوات الجيل الرابع من الأشکال البصرية الرسومية الإبداعية، التي تخطت التفکير الخطي القائم على البعد الواحد، والتفکير المتفرع ثنائي الأبعاد، إلى التفکير المشع متعدد الأبعاد ونتيجة لذلک تعددت تعريفاتها وبيان ذلک على ما يلي:
تعرفها المطيري (2015, 12) على أنها: أداة تخطيطية يتم فيها تنظيم المعلومات والربط بينها وعرضها بصورة شاملة ومتکاملة وجذابة وذلک باستخدام الأشکال والرسومات والألوان.
بينما يعرفها Bartlette, K (2011,5) بأنها: استراتيجية متميزة في مراجعة المعلومات وسهولة تذکرها لاعتمادها على الرسوم والأشکال والألوان في عرض المعلومات، وتستخدم في نطاق واسع في التخطيط والعصف الذهني.
وفي ضوء ما سبق يمکن تعريف إجرائياً بأنها: : "رسوم إبداعية حرة، قائمة على برامج کمبيوترية متخصصة، تتکون من فروع تتشعب من المرکز باستخدام الخطوط والکلمات والأشکال والرموز والألوان، وتستخدم لتمثيل العلاقات بين الأفکار والمعلومات، بهدف تنظيم وعرض المحتوي التعليمي المقرر على تلاميذ الصف الرابع الابتدائي في مادة العلوم بطرق متنوعة".
الفرق بين الخرائط الذهنية وخرائط المفاهيم:
تعد خرائط المفاهيم في نشأتها أقدم من الخرائط الذهنية فمبتکر خرائط المفاهيم نوفاک، ومبتکر الخرائط الذهنية توني بوزان، وتختلف خرائط المفاهيم في طريقة عرضها للمفاهيم والأفکار فتعرض بشکل هرمي رأسي، في حين يتم عرضها في الخرائط الذهنية بشکل شعاعي متفرع .
ويمکن أن يضيف الباحث بعض الاختلافات بين خرائط المفاهيم والخرائط الذهنية فيما يلي:
¯ الأسس النظرية والفلسفية للخرائط الذهنية:
تعتمد الخرائط الذهنية على جانبيين أساسين للتعلم هما الجانب اللفظي والجانب الرمزي، وتستند إلى مجموعة من الأسس النظرية والفلسفية نستعرضها فيما يلي:
وتتفق فکرة هذا النموذج مع فکرة الخرائط الذهنية التي تقوم على أن مخ الإنسان ينقسم إلى نصفين أيمن وهو النصف الإبداعي والنصف الأيسر النصف الأکاديمي ويتم التفاعل بين هذين النصفين.
3. النظرية البنائية :Constructivist theoryوحسب کل من (زيتون وزيتون، 2003، 102؛ عبد الحميد، 2008، 309؛ المسعودي، 2015، 134) أن هذه النظرية تقوم على مبدأ أن المتعلم لديه معرفة ومعلومات سابقة تؤثر بشکل کبير على ما يمکن أن يضاف إليه من تعلم أو معرفة جديدة؛ وهذه النظرية تتفق مع فکرة الخرائط الذهنية التي تعمل على ربط المعارف السابقة بالمعارف الجديدة.
4. نظرية التعلم ذو المعني Meaningful Learning Theory لأوزبل Ausubel: والتي أوضحها کل من: (أبو علام، 2004، 144؛ قرني2013، 51) في أن المحتوي ينظم من العام إلى الخاص بمعني تقديم المفاهيم والمبادئ والأفکار من الأکثر تجريداً وعمومية وشمولاً ثم يلي ذلک تقديم المفاهيم والأفکار الأقل شمولية.
وعندما نقارن بين نظرية التعلم ذو المعني والخرائط الذهنية نجد أن الخرائط الذهنية أحد تطبيقات هذه النظرية؛ حيث أن فکرة الخرائط الذهنية تقوم إلى حد کبير على مبادئها من عرض المفاهيم والأفکار الرئيسية ثم تتفرع منها الأفکار والمفاهيم الفرعية.
5. نظرية التشفير الثنائي المتکامل المزدوج Dual Coding theory لبافيو Pavia: حيث أوضح کل من: (Sherman& Etal: 2014, 344; Sadoski &Paivio: 2013, 27)، هذه النظرية في أن المعلومات تخزن في الذاکرة عن طريق نظامين وهما:
أ- الترميز اللغوي، أو اللفظي وهو مخصص لمعالجة وتمثيل المعلومات اللفظية المرتبة بتسلسل معين.
ب-الترميز غير اللفظي، أو الصوري وهو مخصص بتمثيل المعلومات المکانية والفراغية.
6. نظرية المخططات العقلية Schemata mental Theory: حيث تنص هذه النظرية على أن مخ الإنسان مکون من أبنية افتراضية يختزن فيها المعلومات والمعارف والأفکار، وما يتم تعلمه من معلومات جديدة، وهذه الأبنية تشکل شبکات من المعرفة کل شبکة تمثل مجالاً معيناً من مجالات المعرفة يطلق عليه Schema، وهو ما يشير إلـــــــيه (Jonassen, 2008, 95)، أن المخططات العقلية نوعان:
7. نظرية معالجة المعلومات البصرية: وهذه النظرية هي التي يتبناها الباحث في تصميم الرسومات والمفاهيم والأفکار للمقرر الحالي لأنها تعتمد على:
وبذلک يتضح أن الخرائط الذهنية تقوم عن طريق الإبصار، ولإحداث تعلم فعال تحول نظريات الإدراک تفعيل عملية التعلم، ومن هنا نجد أن هناک علاقة قوية بين المثيرات البصرية التي تعرض من خلال الخرائط الذهنية وعملية الإدراک البصري للمعلومات.
علاقة المخ البشري بالخرائط الذهنية: الخرائط الذهنية تتشابه إلى حد کبير مع تکوين الخلايا العصبية للمخ البشري مما يدعم أهمية استخدام الخرائط الذهنية في عمليتي التعليم والتعلم مما يسهل عملية تخزين واستدعاء المعلومات.
وقد أشار (2013 Buzan,؛ وأزهار تلة، 2013) أن المخ البشري يتکون من نصفين الأيمن منهما يقوم بمجموعه من المهام والوظائف وهي: (التخيل- الألوان- الأصوات- الرسومات- التأليف- المشاعر والعواطف- الصور والأشکال- الأبعاد والمقاييس)، بينما النصف الأيسر يقوم بمجموعة أخرى من المهام والوظائف وهي: (التفکير- المنطق- الحسابات- القوائم- الکلمات والأرقام)، وبالتالي فالخرائط الذهنية تيسر أداء فصي المخ؛ حيث تعتمد على تشغيل کلا النصفين (الأيمن والأيسر) وهو ما يشجع على استخدامها بصورة أکبر في المجال التعليمي.
¯ أنواع الخرائط الذهنية:
أکدت العديد من الأدبيات والدراسات والبحوث التربوية مثل: رمود (2016, 75)؛ بصل(2015, 265)؛ عامر (2015, 53: 54)؛ عبد المنعم (2015, 18)؛ زاير, حميد (3013, 163)؛ بوزان (2010, 174)؛ (2010) Pollard, E. L.. إلى تقسيم الخرائط الذهنية طبقًا لعدد من التصنيفات:
¯ خصائص الخرائط الذهنية الإلکترونية:
لقد أصبحت الخرائط الذهنية الإلکترونية واسعة الاستخدام في المجال التربوي والتعليمي لما لها من خصائص عديدة وفريدة في التعليم والتعلم؛ ولقد اتفقت دراسة کل من: رمود (2016, 73)، فرحات (2015, 55) ، على تحديد خصائص الخرائط الذهنية الإلکترونية فيما يلي:
¯ البرامج التي تستخدم في إعداد الخرائط الذهنية الإلکترونية:
تتعدد البرامج الکمبيوترية التي تستخدم في تصميم وإنتاج الخرائط الذهنية، فبعضها يتم تثبيته واستخدامه من خلال الکمبيوتر بدون الحاجة للإنترنت والبعض الآخر يستخدم من خلال الإنترنت (تطبيقات) ولا يتم تثبيتها کمبيوترياً، وقد أوضحت دراسة هنداوي (2013، 17) أن أدوات التأليف والتصميم التي تستخدم في إنتاج الخرائط الذهنية من خلال الکمبيوتر يمکن ذکر البعض منها على سبيل المثال:
ويمکن إضافة بعض البرامج والتطبيقات الأخرى التي تستخدم في إنتاج الخرائط الذهنية مثل:
وفي هذا السياق يجب التأکيد على أن هناک العديد من الدراسات والبحوث التي استخدمت برامج بعينها في تصميم وإعداد الخرائط الذهنية الإلکترونية وحددت أسباب الاستخدام له دون باقي البرامج , حيث استخدمت دراسة سهام الجريوى (2014) الموقع http//www.mindomo.com في تصميم وإنتاج الخرائط الذهنية الإلکترونية التعليمية الخاصة بدراستها .
أسس ومعايير تصميم الخرائط الذهنية:
أسس ومعايير إنتاج الخرائط الذهنية:
- الرموز والصور: يراعي استخدام الرموز والصور عند تصميم الخريطة الذهنية بدلًا من الکلمات أو معها لزيادة التوضيح.
- الألوان: يراعى استخدام ألوان مناسبة ومتناسقة تعمل على التشويق وجذب الانتباه.
- الکلمات: يراعى کتابة (کلمة أو کلمتين) مفتاحية معبرة ومختصرة وواضحة وسهلة الفهم, کما يراعي أن تکتب أعلى التفريعة بخط واضح وبحجم (بنط) 18 على التفريعات الرئيسية، 16 أسود عريض على التفريعات الفرع الفرعية، ثم 16 عادى على التشعبات الأصغر کنمط قياسي, ولا يزيد نوع الخطوط المستخدمة عن 3 خطوط.
- الوسائط التي تعزز بها الخريطة الذهنية: يراعى التنوع ومناسبة حجم الوسائط (الصور, الصوت, الفيديو، الملفات) التي تخدم المحتوى التعليمي.
- الخريطة الذهنية قبل حفظها: يراعى مبدأ التباين بين الشکل والأرضية أو ما يعرف "بالتمايز البصري ".
- حفظ الخريطة الذهنية بعد تصميمها: يراعى حفظ الخريطة على هيئة تصميم لسهولة إجراء التعديلات والإضافات عليها, وإخراج الخريطة الذهنية بعدة صيغ للاستفادة منها بشتى الطرق.
¯ أهمية الخرائط الذهنية الإلکترونية في تنمية التحصيل المعرفي:
أشارت العديد من الأدبيات والدراسات والبحوث کدراسة کل من: سلوى بصل (2015, 263)؛ غادة ضهير(2013، 24)؛ بوزان وباري (2010، 297)؛ توني بوزان(2009، 9)؛ إلى الأهمية الکبرى لاستخدام الخرائط الذهنية الإلکترونية في تنمية التحصيل والمنتوجات التعليمية المرغوبة في العملية التعليمية، حيث تکمن من خلال عدة ملامح يمکن إيجازها على النحو الآتي:
المحور الثاني: التحصيل الدراسيالمباشر والمؤجل في مادة العلوم:
يعرف التحصيل الدراسي بأنه درجة الاکتساب التي يحققها الفرد، أو مستوى النجاح الذي يحرزه أو يصل إليه في مادة دراسية أو مجال تعليمي (أبو علام، 2011، 305).
والتحصيل يرتبط مباشرة بالأداء الدراسي للطلاب لتوضيح المدى الذي تحققت فيه الأهداف التعليمية لدى الطلاب، ويقاس باختبارات التحصيل وهي أدوات قياس لمدى تحصيل الفرد لما اکتسبه من معرفة أو مهارة معينة نتيجة التعليم أو التدريب (الطريري، 2012، 280- 281(.
وعلى مستوى تعليم العلوم ، فيرى الباحث بأن التحصيل وسيلة مهمة للتأکد من تقدم الطلاب نحو الأهداف التدريسية، فالأهداف التدريسية في مادة العلوم يرتکز عليها تعليم العلوم بشکل رئيس. ويتمثل التحصيل الدراسي في البحث الحالي بمقدار الدرجة التي يحصل عليها الطالب في الاختبار التحصيلي، والناتجة عن اکتساب الطالب للمعرفة والخبرات العلمية، في مادة العلوم بالصف الرابع الابتدائي.
¯ أنواع ضعف التحصيل الدراسي :يصنف ضعف التحصيل الدراسي إلى أنواع منها(أحمد الغاوي، 2011، 29):
- إن الترکيز على الجانب التشخيصي ينبغي أن يکون کبيراً في المرحلة التأسيسية على وجه الخصوص ، وهناک حاجة للاستمرار في التأکيد عليه في مراحل التعليم اللاحقة.
- ضعف التحصيل الدراسي العام: وهو الذي يکون في جميع المواد الدراسية ويرتبط بتدني الذکاء حيث يتراوح نسبة الذکاء ما بين (71-85).
- ضعف التحصيل الدراسي الخاص: ويکون في مادة دراسية بعينها فقط، کالحساب مثلاً ويرتبط بنقص قدرة أو مهارة معينة.
- ضعف التحصيل الدراسي الدائم، حيث يقل تحصيل الطالب عن مستوى قدرته على مدى فترة زمنية.
- التخلف الدراسي الحقيقي: وهو الذي يرتبط بنقص مستوى الذکاء والقدرات.
¯ مشکلات التحصيل الدراسي:
عند الحديث عن مشکلة ضعف التحصيل وضعف المستوى العلمـي ، قـد يتبادر إلى أذهاننـا أن المشـکلة محلية أو محصورة في بلد معين ولکـن وکما يشير حمودي (2009، 43) فإن إحدى سـمات نواتـج النظام التعليمـي فـي البلـدان العربية هو تدني التحصيـل بمستواه الشـامل ، ولـذا تعـد مشکلة تدني التحصيل من أکثر المشکلات التي يعانـي منهـا النظـام التعليمي في البلدان العربية کما ورد في التقرير الإحصائـي لمنظمة اليونيسيف ، هـذا بالإضافـة إلى هدر للطـاقات البشـرية والإمکانات المادية ، کما أشار إلى أن التلاميذ بعد إعادتهم للصف الدراسي لا يحققون مستوى دراسي جيد ، وتشير ذياب ( 2006، 42) إلى أن مشـکلة تدني التحصيل الدراسـي مشکلة عالميـة لا يکـاد يخلـو منها مجتمع مـن المجتمعـات.
¯ أساليب تشخيص مستوى التحصيل:
يمکن للمعلم أن يستخدم مجموعة من أساليب التشخيص مثل (أحمد الغاوي، 2011، 30):
- تطبيق اختبار مقنن للذکاء من أجل الحصول على المستوى التحصيلي أو العمر التحصيلي وبالتالي تحديد درجة التأخر الدراسي.
- استخدام اختبارات التحصيل المقننة في حالة عدم توافر مقياس اختبار الذکاء.
- ملاحظة أداء الطالب وتفاعله في الفصل.
- المقابلة المباشرة مع الطالب والاتصال بالوالدين.
- تقارير أداء الطالب في الأعوام السابقة.
- الملفات الأکاديمية للطالب.
- رأي المعلمين والإخصائيين النفسيين والاجتماعيين والأطباء إلى جانب الوالدين وتقارير المدرسة.
الدراسات السابقة:
تناولت العديد من الدراسات الکشف عن فاعلية الخرائط الذهنية في تحقيق المنتوجات التعليمية المرغوبة، ومنها:
دراسة سحر مقلد (2011) والتي استهدفت الکشف عن فاعلية الخرائط الذهنية المعززة بالوسائط المتعددة في التحصيل المعرفي لدي تلاميذ المرحلة الإعدادية, والتي أسفرت نتائجها عن أهمية الخرائط الذهنية بشکل عام, والمعززة بالوسائط المتعددة بشکل خاص في زيادة التحصيل المعرفي لدى الطالبات، وتنمية تفکيرهم الاستدلالي.
ودراسة الفوري( 2009) والتي هدفت الکشف عن فاعلية إستراتيجية الخريطة الذهنية في تحصيل مادة الدراسات الاجتماعية لدى طالبات الصف التاسع في سلطنة عمان واتجاهاتهم نحوها، وقد أعد الباحث وحدة باستخدام الخرائط الذهنية وتدريسها للمجموعة التجريبية بينما درست المجموعة الضابطة بالطريقة التقليدية، وأسفرت الدراسة عن تفوق المجموعة التجريبية في التحصيل وتکون لديهم اتجاه إيجابي نحو المادة مما يؤکد على أثر الخرائط الذهنية في التحصيل والاتجاه نحو المادة.
کما تناولت دراسة ( Elicia, 2010 ) تقييم تأثير استخدام الخرائط الذهنية الإلکترونية کأداة تعليمية على التحصيل العلمي لطلاب الصف الثامن في العلوم، والعلاقة بين الخرائط الذهنية وفهم الطلاب للمفاهيم المتضمنة بوحدة العلوم، وتکونت عينة الدراسة من (62 ) طالباً من فصول الصف الثامن قسموا بشکل عشوائي لمجموعة تجريبية وأخرى ضابطة ، حيث اعتمد طلاب المجموعة التجريبية على الخرائط الذهنية في تعلم الوحدة ، وقد تم استخدام مذکرة تلخيص مع المجموعة المقارنة ، وقد أشارت النتائج إلى وجود فرق دال إحصائياً بين متوسطي درجات المجموعتين التجريبية والضابطة لصالح تلاميذ المجموعة التجريبية
التعليق على الدراسات السابقة: بعد استعراض الدراسات السابقة تبين ما يلي:
أوجه الاتفاق بين الدراسة الحالية والدراسات السابقة :
- اتفقت الدراسة الحالية مع الدراسات السابقة في الاهتمام بموضوع الخرائط الذهنية الإلکترونية
- تتفق الدراسة الحالية مع بعض الدراسات السابقة في استخدام التصميم شبه التجريبي .
- معرفة أثر الخرائط الذهنية الإلکترونية على التحصيل الدراسي .
- تشابهت الدراسة الحالية مع الدراسات السابقة في محاولتها للکشف عن أثر استخدام الخرائط الذهنية في مجالات مختلفة .
أوجه الاختلاف بين الدراسة الحالية والدراسات السابقة:
- اختلاف الزوايا التي تم تناولها واختلاف الأهداف التي سعت إليها کل دراسة .
- تناولت الدراسات السابقة موضوع الدراسة في بيئات مختلفة عن بيئة الدراسة الحالية .
- تباينت الدراسات السابقة في أحجام عيناتها.
- اختلاف الفترة الزمنية التي تمت فيها الدراسات السابقة.
- اختلاف المواد الدراسية التي تناولتها .
- اختلاف المراحل الدراسية المستخدمة .
منهج البحــث: ويتضمن:
التصميم شبة التجريبي : تم إتباع هذا التصميم وذلک لمعرفة أثر المتغير المستقل وهو الخرائط الذهنية الإلکترونية في تنمية التحصيل المعرفي المباشر والمؤجل في مادة العلوم لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي.
التصميم التجريبي للبحث : في ضوء طبيعة البحث الحالي تم استخدم التصميم التجريبي المعروف باسم: (تصميم المجموعة الضابطة ذو الاختبارين القبلي والبعدي، Pre-test / Post-test for Control Group Design).
متغيرات البحث:
المتغيرات المستقلة: اشتمل البحث الحالي على متغير مستقل واحد: وهو تدريس العلوم باستخدام الخرائط الذهنية الإلکترونية.
المتغيرات التابعة: کما اشتمل البحث على متغير تابع واحد وهو: التحصيل المعرفي الفوري والمؤجل في مادة العلوم.
الأساليب الإحصائية المستخدمة في البحث الحالي:
v المتوسطات الحسابية Arithmetic Averages.
v الانحراف المعياري Standard Deviation.
v التکرارات والأوزان النسبية واختبار حسن المطابقة (معادلة کا2).
v اختبار"ت" (t.Test) للمقارنات المرتبطة Paired – Samples t-Test.
v معادلة اختبار" ت" (t.Test) للمقارنات المستقلة Independent-Samples t-Test.
v مربع إيتا (ή2) لمعرفة حجم التأثير للتدريس وفق الخرائط الذهنية الإلکترونية.
إجراءات البحث:يتم البحث وفق الإجراءات الآتية:
أ- مسح الدراسات والبحوث السابقة، المرتبطة بموضوع البحث لصياغة الإطار النظري للبحث والاستدلال بها في توجيه فروضه ومناقشة نتائجه.
ب- تبني نموذج خميس(2007)، وذلک لتصميم المعالجتين التجريبيتين .
وکانت أهم ملاحظات السادة المحکمين ما يلي:
- حذف ستة مفردات من الاختبار من بين الأسئلة.
- تعديل صياغة بعض العبارات، وقد تم تعديل هذه العبارات بما يتناسب مع طبيعة عينة الدراسة, وطبيعة الأهداف التعليمية المراد تحقيقها.
- تغيير بعض البدائل لبعض بنود الاختيار من متعدد والتي قد توحي بالإجابة، مثل: (جميع ما سبق صحيح، أ، ب معا).
وبإجراء التعديلات أصبح الاختبار معداً وصالحاً للتطبيق على العينة الاستطلاعية، وصارت عدد مفرداته (20) مفردة.
المبحث الثالث : -نتائج الدِّراسة والتوصيات والمقترحات
أولاً :ملخص النتائج: اتضح وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين القياسين القبلي والبعدي لطلاب المجموعة التجريبية لصالح القياس البعدي، ويعزو الباحث هذه النتائج إلى:
ثانياً: توصيات البحث:
في ضوء نتائج البحث ومناقشتها وتفسيرها ، تم وضع بعض التوصيات التي قد تساعد في تحسين عمليتي التعليم والتدريب بواسطة استخدام الخرائط الذهنية، ومن هذه التوصيات:
1- من واقع ثبوت فاعلية نمط الخرائط الذهنية في تنمية التحصيل المعرفي المباشر والمرجأ، فنوصى بالاستفادة من نمط عرض الخرائط الذهنية في تعليم تلاميذ المرحلة الجامعية والمراحل الأخرى في تنمية جوانب التعلم المتنوعة المرتبطة بمجال تعلمهم.
2- تشجيع أعضاء هيئة التدريس في کافة المراحل التعليمية، وکافة التخصصات على توظيف الخرائط الذهنية في المواقف التعليمية المختلفة، والاستفادة منها کوسيلة بصرية لتنظيم المعارف والمعلومات ثبت جدواها بدرجة کبيرة.
3- إجراء دورات تدريبية للمعلمين ولأعضاء هيئة التدريس في مختلف المراحل التعليمية تتناول مهارات التعامل مع أدوات التأليف وإنتاج الخرائط الذهنية الإلکترونية للاستفادة من إمکاناتها المذکورة في الحصول على خرائط ذهنية ذات مواصفات تربوية وفنية عالية.
4- يوصي البحث بناءً على نتائجه بأنه في حال الاهتمام بالتحصيل المعرفي کمتغير وخاصة في البرامج التعليمية فأنه من الأفضل الاعتماد على الخرائط الذهنية ، حيث ثبتت فاعليتها في تنمية التحصيل المعرفي.
5- من خلال وضوح أهمية التصميم الجيد للبرنامج التعليمي في زيادة فاعليته، لذا يوصى بمراعاة معايير التصميم الجيد لبرامج التعليم والتدريب عبر البرامج الإلکترونية، المقدمة لتلاميذ المرحلة الابتدائية، وکذلک في البرامج التدريبية المقدمة لباقي المراحل التعليمية.
ثالثاً: مقترحات الدراسة : -
ببحوث ودراسات أخرى: من خلال ما أظهرته نتائج البحث واستکمالاً لجوانب البحث يمکن إجراء مزيد من الدراسات والبحوث منها:
دراسة أثر متغيرات العرض للبحث أو غيرها من متغيرات العرض والتصميم الأخرى وتفاعلها مع بعض المتغيرات التصنيفية ، مثل الأساليب المعرفية وأساليب التعلم وجهة الضبط ومستوي السعة العقلية للمتعلم وغيرها من المتغيرات التصنيفية ، حيث من الممکن أن تناسب معالجة معينة دون أخرى مع تصنيف معين دون غيره.
المراجع
أولاً المراجع العربية : -
ثانياً: المراجع الأجنبية:
أولاً المراجع العربية : -
ثانياً: المراجع الأجنبية: