مصادر الفکر الإداري التربوي عند المسلمين

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

السعودية

المستخلص

هدفت الدراسة إلي التعرف على مصادر الفکر الإداري التربوي عند المسلمين، واستخدم الباحث - نظرًا لطبيعة بحثه - الکتب والدراسات السابقة المتعلقة بموضوع البحث المراجع التي لها علاقة بالتأصيل الإسلامي لمصادر الفکر الإداري التربوي عند المسلمين، واتبع الباحث منهج البحث المکتبي الوثائقي نظرا لمناسبته لطبيعة الدراسة، وتوصلت النتائج إلي أن الواقع المعاصر يحتم أن ننفتح على العالم ونأخذ منه النافع ، وهذا يستلزم عملية التأصيل لمصادر الفکر الإداري التربوي ؛ إذا أردنا الحفاظ على شخصيتنا وسر کينونتنا، والجهود المبذولة في التأصيل الإسلامي لمصادر الفکر الإداري التربوي لا زالت ضعيفة جدا ، رغم وجود بعض الاهتمام منذ عدد کبير من السنوات کما توصلت نتائج البحث أن جميع أهداف الفکر التربوي تشتق من الدين الإسلامي بجوانبه المختلفة ، ويجب أن تکون الشريعة الإسلامية هي المنظم لمصادر الأهداف الأخرى ، بما يحقق في النهاية جودة وتميز هذه الأهداف ، ويوصي الباحث بضرورة الاهتمام بمصادر الفکر الإداري التربوي عند المسلمين بالذات ؛ لما لهذا العلم من أهمية کبرى في الواقع المعاصر .
The research aimed at identifying the sources of educational administrative thought among Muslims. The researcher used - due to the nature of his research - previous books and studies related to the topic of the research, and references related to the Islamic rooting of the sources of educational administrative thought among Muslims. The researcher believes that the closest research method for this study is the research method Documentary librarian due to its relevance to the nature of the study, The results concluded that the contemporary reality necessitates that we open up to the world and get the benefit from it, and this requires the process of rooting the sources of educational administrative thought. If we want to preserve our personality and the secret of our being, and the efforts exerted in the Islamic rooting of the educational administrative thought sources are still very weak, despite the presence of some interest for a large number of years, the results of the research have also found that all the goals of educational thought are derived from the Islamic religion in its various aspects, and they must be Islamic law is the organizer of the sources of other goals, which ultimately achieves the quality and distinction of these goals, and the researcher recommends the need to pay attention to the sources of educational administrative thought for Muslims in particular. Because of this science of great importance in contemporary reality.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

                                     کلية التربية

        کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

 

 

 

 

 

مصادر الفکر الإداري التربوي عند المسلمين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إعــــــــــداد

الباحث / شافي عشق القحطاني

 

 

 

 

}     المجلد السادس والثلاثون– العدد الحادي عشر –  نوفمبر 2020م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

 

 

المستخلص:

هدفت الدراسة إلي التعرف على مصادر الفکر الإداري التربوي عند المسلمين، واستخدم الباحث - نظرًا لطبيعة بحثه - الکتب والدراسات السابقة المتعلقة بموضوع البحث المراجع التي لها علاقة بالتأصيل الإسلامي لمصادر الفکر الإداري التربوي عند المسلمين، واتبع الباحث منهج البحث المکتبي الوثائقي نظرا لمناسبته لطبيعة الدراسة، وتوصلت النتائج إلي أن الواقع المعاصر يحتم أن ننفتح على العالم ونأخذ منه النافع ، وهذا يستلزم عملية التأصيل لمصادر الفکر الإداري التربوي ؛ إذا أردنا الحفاظ على شخصيتنا وسر کينونتنا، والجهود المبذولة في التأصيل الإسلامي لمصادر الفکر الإداري التربوي لا زالت ضعيفة جدا ، رغم وجود بعض الاهتمام منذ عدد کبير من السنوات کما توصلت نتائج البحث أن جميع أهداف الفکر التربوي تشتق من الدين الإسلامي بجوانبه المختلفة ، ويجب أن تکون الشريعة الإسلامية هي المنظم لمصادر الأهداف الأخرى ، بما يحقق في النهاية جودة وتميز هذه الأهداف ، ويوصي الباحث بضرورة الاهتمام بمصادر الفکر الإداري التربوي عند المسلمين بالذات ؛ لما لهذا العلم من أهمية کبرى في الواقع المعاصر .

الکلمات المفتاحية: الفکر الإداري التربوي.

 


abstract:

The research aimed at identifying the sources of educational administrative thought among Muslims. The researcher used - due to the nature of his research - previous books and studies related to the topic of the research, and references related to the Islamic rooting of the sources of educational administrative thought among Muslims. The researcher believes that the closest research method for this study is the research method Documentary librarian due to its relevance to the nature of the study, The results concluded that the contemporary reality necessitates that we open up to the world and get the benefit from it, and this requires the process of rooting the sources of educational administrative thought. If we want to preserve our personality and the secret of our being, and the efforts exerted in the Islamic rooting of the educational administrative thought sources are still very weak, despite the presence of some interest for a large number of years, the results of the research have also found that all the goals of educational thought are derived from the Islamic religion in its various aspects, and they must be Islamic law is the organizer of the sources of other goals, which ultimately achieves the quality and distinction of these goals, and the researcher recommends the need to pay attention to the sources of educational administrative thought for Muslims in particular. Because of this science of great importance in contemporary reality.

Key words: educational administrative thought

 

 

مقدمة:

إن مصادر الفکر التربوي الإسلامي,هي نفسها نابعة من مصادر الشريعة الإسلامية, وبناءً على ذلک فإن الفکر الإسلامي والتربية الإسلامية تعني إعداد الفرد والجماعة إعداداً يؤدي إلى اعتناق الإسلام وتطبيق مبادئه,تطبيقاً شاملا على المستويين الفردي والجماعي.

إن العلوم التي تفيد الانسان وتنفعه في حياته الدنيا وفي آخرته تنقسم على قسمين کما يقول ابن خلدون في مقدمته:(اعلم ان العلوم التي يخوض فيها البشر ويتداولونها في الامصار, تحصيلاً وتعليماً هي على صنفين :صنف طبيعي للإنسان يهتدي إليه بفکره,وصنف نقلي             يأخذه عمن وضعهُ,والأول هي العلوم الحکمية الفلسفية,وهي التي يمکن أن يقف عليها               الإنسان بطبيعة فکره,ويهتدي بمدارکه البشرية إلى موضوعاتها ومسائلها,وأنحاء براهينها ووجوه تعليمها,حتى يقفهُ نظُرهُ وبحثهُ على الصواب من الخطأ فيها,من حيث هو إنسان ذو فکر).                            (ابن خلدون,2006م,ص345),وهذه العلوم هي العلوم الدنيوية والتي يکسب منها الإنسان فائدة لبني جنسه کالطب والهندسة والکيمياء وعلم الفلک والجغرافيا وعلم الأجنة والأحياء والرياضيات,والطرق الفنية للإدارة والطرق الفنية للعمل,إن مثل تلک العلوم وما يشابهها من الممکن للمسلم أن يأخذها من معلم مسلمٍ أو غير مسلم مع وجود ضوابط إن لم يوجد من يعلم تلک العلوم من المسلمين,ولم يخش على من يتعلم تلک العلوم عند غير المسلمين أن يفتتن في دينه وعقيدته.

إن منهج التربية الإسلامية يحتم ضرورة دراسة مثل هذه الموارد والعلوم والتي تؤدي بدورها إلى تسخير الطاقة المادية لخدمة الإنسان في عمارة الأرض, کما أنه يوجب على المجتمع أن يوفر من أبنائه من يستطيعون القيام بکل ما يتصل بهذه العلوم,فقد کان المسلمون الأوائل يؤمنون بأهمية الکون وطاقاته, وکانت علومهم في هذا المضمار يقتدى بها وتدرس في جميع أنحاء العالم, ولا أدل على ذلک من أن الطب الإسلامي کان يدرس في جامعات أوروبا حتى القرن الثامن عشر, وإن کثيراً من ألفاظ العلوم والکيمياء والفلک ما تزال عربية حتى الآن.(مدکور,1987م,ص297-298).

إنه هذا القسم من العلوم يستقى من مصادره العلمية, ولا مانع من أخذ تلک العلوم في الوقت الحاضر من دول أو مؤسسات أو علماء ليسو بمسلمين, لاسيما الدول والمؤسسات المتطورة تقنياً وعلمياً,فالإفادة منهم تقطع أو تختصر شوطا کبيراً في مسيرة التقدم والتطور نحو التقنية على کافة المستويات العلمية سواء الطبية منها أم المعلوماتية أو الأقتصادية أو العسکرية أو غير ذلک, فالإفادة متن خبرات الآخرين مطلوبة,ما دامت لا تتعارض مع مبادئ ديننا الحنيف, ولا تتعارض مع الهدف الأساس في التربية القائم على الإيمان , وإقرار العبودية لله , والمحافظة على کرامة الإنسان واخلاقه وقيمه.

واما القسم الثاني من العلوم , فيقول عنها ابن خلدون (رحمه الله): (هي العلوم النقلية الوضعية, وهي کلها مستندة إلى الخبر عن الواضع الشرعي,ولا مجال فيها للعقل, إلا فب إلحاق الفروع من مسائلها بالأصول). , ثم يبين ماهية تلک العلوم فيقول : (وأصل هذه العلوم النقلية کلها هي الشرعيات, من الکتاب والسنة التي هي مشروعة لنا من الله ورسوله , ما يتعلق بذلک من العلوم ). (ابن خلدون,2006م,ص345), لقدأشار ابن خلدون إلى تلک العلوم وعدها الأصل لغيرها من العلوم , ليؤکد أن مصادر الفکر التربوي الاسلامي تستقى من الکتاب والسنة وما يتعلق بهما من العلوم الأخرى کالسيرة النبوية والتفسير والحديث والفقه.

إن الجهد الذي يقوم به الإنسان لتحقيق سعادته, يکون قاصراً إذا اعتمد الإنسان فيه على خبراته المکتسبه و غاياته المرجوة فقط,فيقع في کثيرٍ من الأخطاء والتناقضات,بل يعجز في کثير من الأحيان عن معرفة الأهداف والسبل التي تکفل له الحياة المنشودة,لأنه محدود القدرة على المعرفة, مهما تعاظمت آفاق معارفه.(بريغش,2004م,ص184)

ولهذا کان لابد من مصادر ربانية إلهية يأخذ الأنسان منها أفکاره التربوية وقيمه الاخلاقية,لکي تعده أعداداً يمکنهُ من حسن التعمل مع نفسه ومع مايحيط به من ناس وأشياء,وهذا الإعداد يکفل للناس أن يعيشوا في أمن وسعادة وتعاون على البر والتقوى بحيث يمارسون الحياة الإنسانية الکريمة التي أرادها الله تعالى للإنسان الذي کرمه وفضله على کثير ممن خلق.(محمود,1995م,ص23). لذلک مصادر الفکر الإداري الإسلامي کثيرة ومتنوعة ، ومنها ما هو أصلي ومنهـا ما هو ثانوي ، وهذا التنوع في المصادر دليل على عظمة الشريعة الإسلامية ، وترکها المجال للعقول لتستنبط وتفکر وتحلل وتستنتج ، وفي نفس الوقت فهذا التنوع في المصادر يوفر معينا ثرا للشاربين والناهلين ، ممن يريدون الخوض في التأصيل الإسلامي ؛ فمن يستطيع الرجوع للمصادر الأصلية والاستنباط المباشر منها فهذا هو الأفضل ، ومن لا يستطيع فيمکنه الرجوع إلى المصادر الثانوية ، التي يستطيع التعامل معها ، أو التي يرتاح إليها أکثر ، وذلک باعتبـار خلفياته ، والبيئة التي نشأ فيها ، والوقت الذي يستطيع بذله وتخصيصه لهذا الجانب. وفي هذه الورقة البحثية نؤکد أننا حين نتحدث عن الفکر الإداري التربوي عند المسلمين  فإننا نقوم بتأصيل هذا الفکر الإداري بالعودة إلى جذوره الحقيقية، مؤکدين على أن الإدارة في ضوء الفکر الإسلامي شيدت في ضوء حقائق عقدية، فهي کما يؤکد (المطيري، 1429هـ، ص227) مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعقيدة الاسلامية لا تنفک عنها، لأن العقيدة الاسلامية عبارة عن مثل عليا يؤمن بها الانسان المسلم. ومن هذا المنطلق جاءت هذه الورقة لتبيان مصادر الفکر الإداري التربوي عند المسلمين.

مشکلة الدراسة:

 ينظر الکثير من المفکرين إلى الإدارة على أنها علم حديث، أو بالأصح على أنها علم غربي بحت، نتيجة لعدم معرفة البعض لمثل هذا التأصيل للإدارة أو لإهمال بعض المفکرين الغربيين للممارسات الإدارية عند المسلمين في العصور الوسطى، فالمتأمل والمتتبع لتاريخ الإدارة يجد أن خصائصها ووظائفها وأنماطها وأيضاً نظرياتها کانت تمارس في التاريخ الإداري عند المسلمين.بالتالي فإن فهناک عدم وضوح لمصادر الفکر الإداري التربوي عند المسلمين , فمن خلال الإطلاع والبحث في العديد من الدراسات تبين أن هناک خلط وعدم وضوح بين مصادر التربية الإسلامية ومصادر الفکر التربوي الإسلامي فجاءت هذه الدراسة لتوضيح مصادر الفکر التربوي عند المسلمين من خلال عرض هذه المصادر وعليه يُمکن إبراز مشکلة الدراسة بصورة أکثر وضوح من خلال طرح السؤال الرئيس التالي، ومن ثم الإجابة عليه.

- ما مصادر الفکر الإداري التربوي عند المسلمين؟

والإجابة على الأسئلة الفرعية التالية:

1- ما الفکر الإداري التربوي في النصوص من الکتاب والسنة عند المسلمين؟

2- ما الفکر الإداري التربوي في اجتهادات وآراء المربين المسلمين؟

3- ما الفکر الإداري التربوي في حرکة الحياة في المجتمع الإسلامي؟

4- ما الفکر الإداري التربوي في التراث الحضاري الإنساني عند المسلمين؟

 أهداف الدراسة: - يسعى هذا البحث إلى تحقيق التالي:

1- التعرف على مصادر الفکر الإداري التربوي عند المسلمين.

2- التعرف على الفکر الإداري التربوي في النصوص من الکتاب والسنة.

3- معرفة الفکر الإداري التربوي في اجتهادات وآراء المربين المسلمين.

4- توضيح الفکر الإداري التربوي في حرکة الحياة في المجتمع الإسلامي.

5- فهم الفکر الإداري التربوي في التراث الحضاري الإنساني عند المسلمين.

أهمية الدراسة: تبرز أهمية البحث من خلال النقاط التالية:

1- السعي نحو تأصيل مصادر الفکر الإداري التربوي بالرجوع به إلى المسلمين.

2- إسهام موضوع هذا البحث لانطلاق دراسات تربوية تأصيلية لمصادر الفکر الإداري التربوي عند المسلمين.

3-تبرز أهمية هذا البحث لتوحيد مصادر الفکر الإداري التربوي عند المسلمين.

4- دراسة مثل هذا الموضوع تزيد من ثقة الشاب المسلم لمعرفة أن مصادر الفکر التربوي مستمدة من الکتاب والسنة النبوية والحضارة الإسلامية.

حدود الدراسة:

الحدود الموضوعیة : مصادر الفکر الإداري التربوي عند المسلمين .

مصطلحات الدراسة:

الفکر: - عند عبد الھادي ( ١٩٧6 م)) " ھو إعمال الذھن تدبیرا وتأملا في أي من شؤون الدنیا والدین، فھو نشاط بشري أداته العقل وثمرتھ الرأي والعلم والمعرفة". (ص7).

الفکر الإداري : - یذکر عبد الھادي( ١٩٧6 م) أنھ "یشمل مجموعة الآراء والمبادئ والنظریات التي سادت حقول الإدارة دراسة وممارسة عبر العصور،والأزمنة ویعتبر فکرا إسلامیا ما یصدر من ھذه الآراء والمبادئ والنظریات و یکون موافقا لتوجیھات القران الکریم والسنة

النبویة".  (ص ٩ ).  ويتبنى الباحث ھذا التعریف إجرائیا عندما يتحدث عن مصادر  الفکر الإداري التربوي الإسلامي.

الفکر التربوي: - فالفکر التربوي هو "ما أبدعته عقول الفلاسفة والمربين عبر التاريخ فيما يخص مجال التعليم الإنساني, وتنمية الشخصية وشحذ قدرتها ويتضمن النظريات والمفاهيم والقيم والآراء التي وجهت عملية تربية الإنسان" (زيادة, 2002, ص 24) .

والفکر التربوي يعرف بأنه"جملة المبادئ الفکرية والمنطلقات الأساسية التي تحکم العمل التربوي وتحدد طبيعته ومساراته المتعددة في البيئات الاجتماعية المختلفة"(طه,2007م ,ص21).

ويعرفه الباحث إجرائياً بأنه: مجموع الأسس النظرية والمفاهيم والمعاني التي تکمن خلف مظاهر السلوک الانساني.

القوى والعوامل المؤثرة في حرکة الفکر التربوي: - أهم هذه العوامل لبيان تأثيرها على تطور حرکة الفکر التربوي وعلى مسيرة النظم التعليمية عبر التاريخ:

1- العامل الديني: - الدين من أهم العناصر التي تشکل ثقافة المجتمعات وتحدد قيم ومفاهيم الأفراد فيها وأنماط تفکيرهم وعاداتهم وتقاليدهم ووجهة نظرهم ازاء الحياه والکون والوجود.

وتوضح دراسة الفکر التربوي مدى تأثر أراء المفکرين والمربين وبالتالي النظم التربوية بالعامل الديني..حدث هذا في أوروبا المسيحية وفي الشرق الاسلامي, بل حتى الديانات والمذاهب الوضعية کالبوذية والکونفوشسيه وغيرها کان لها تأثيرها في توجيه حرکة الفکر التربوي في البلاد التي ظهرت فيها.

ويبدو تأثير الدين الإسلامي جلياً في تشکيل أفکار علماء التربية في البلاد الاسلامية, إذ أن العقيدة الإسلامية تعد (الإطار المرجعي) الذي يعتمده أي مفکر في التربية الإسلامية, وإذ اقلنا هذا, فإن أهم مايترتب عليه, هو الإقرار بذلک الترابط الوثيق بين العقيدة الدينيه وبين التربية, والعقيدة الدينية مردها إلى مصدري التشريع:الکتاب,السنه ،وعلى هدي من هذين المصدرين جاءت إجتهادات المربين وآراء المفکرين في قضايا ومشکلات التربية والتعليم.

2- العامل الجغرافي: - الأرض هي الإطار الطبيعي لحياة البشر ونشاط الجماعات, وطبيعة الأرض لها تأثير کبير على طبائع الأفراد وخصائص الجماعات, فالشعوب التي تقطن المناطق الجبلية الوعرة تتميز بصفات وخصائص تجعلها تختلف عن الشعوب التي تسکن المناطق الواطئه السهلة. کذلک تختلف طبائع وخصائص البدو الذين يعيشون في الصحراء عن الفلاحين الذين يعملون بالزراعة ويسکنون جنب الماء. کما يختلف سکان الحضر حيث يعيشون في ظروف حضارية متميزة بکثافة السکان وخصائص صناعية في الأنتاج والأستهلاک عن سکان الريف الذين يعيشون متفرقين تسودهم علاقات أجتماعية بسيطة ومباشرة ويعملون في الزراعة أو الحرف البسيطة’ وهناک من يقول أن المناخ له أثره الکبير على صفات وخصائص الشعوب.

وکما تؤثر الجغرافيا أو البيئة الطبيعية على طبائع الشعوب, فهي تؤثر أيضاً على أسلوب وطريقة التفکير التربوي ,وعلى صور وأنماط نظم التعليم,وعلى شکل وتصميم المباني المدرسية, بل إن حالة الجو والمناخ لها تأثيرها على دافعية التلاميذ وتعلقهم بقيمة التعليم والمثابرة على تحصيله.

والذي يراجع الفکر التربوي عند فلاسفة اليونان القدامى, وکذلک مفکري الشرق الإسلامي, وغيرهم يجد صله واضحة بين مضمون هذا الفکر وبين الطبيعة الجغرافية التي أحاطت به.

3- العامل السياسي: - ليس التعليم عملاً تربوياً فحسب أنما هو عمل سياسي في المکان الأول. ولذلک فليس غريباً أن تکون سياسة التعليم في مجتمع معين انعکاس لنظامه السياسي وما يتضمنه هذا النظام من قيم وتوجهات ومعتقدات. ومهما کان أيماننا بالغايات النهائية للعملية التربوية التي تنبع من تصور معين للإنسان وقيمته ومکانه في المجتمع ومصيره فإننا يجب أن نؤمن أيضاً بأن التربية قوة أجتماعية خطيرة يستخدمها المجتمع أو الدولة لتحقيق غايات أو أهداف سياسية خاصة يتبناها المجتمع وتدافع عنها الدولة.

وقد لا تختلف الغايات النهائية للتربية بين مجتمع وآخر أو بين دولة و أخرى,إنما ينبع الخلاف, وقد يشتد, عند محاولة تفسير أو ترجمة هذه الأهداف إلى إجراءات و مناهج.

ولعل التاريخ البعيد والوسيط والقريب يذخر بأمثلة توضح کيف أن التوجهات السياسية ونوعية السلطة الحاکمة کانت عاملاً رئيساً في تشکيل الفکر التربوي, وفي توجيه النظم التعليمية, ولعل هذا التأثير قد وضح بصفة خاصة عند صياغة الأهداف التربوية والتعليمية, وموقف الأهداف من قضايا أساسية مثل:

- مفهوم المواطنه, بما يعني نوعية القيم والحقوق والواجبات التي يراد للتعليم أن يکسبها للأفراد.

- مفهوم تکافؤ الفرص التعليمية وما ينطوي عليه من أتاحة فرص التعليم أمام کافة الطبقات الأجتماعية من دون تمييز من لون أو عرق أو جنس.

- مفهوم الحراک الأجتماعي وما يتضمنه من توجه سياسي لتحريک فئات أو شرائح أجتماعية معينة في السلم الأجتماعي.

- مفهوم ديمقراطية التعليم وماينطوي عليه من حريات يتدرب عليها الأفراد وتشجع عليها السلطة الحاکمة.

4- عامل اللغة: - تعد اللغة أحد العناصر الأساسية في ثقافة أي مجتمع, ويؤکد أبو خلدون ساطع الحصري دور اللغة في تکوين الهوية فيقول: ((إن اللغة هي أهم الروابط المعنوية التي تربط الفرد البشري بغيره من الناس, فاللغة قادرة على أحداث هذه الرابطة لأنها أولاً واسطة التفاهم بين الأفراد ثم هي فضلاً عن ذلک واسطة لنقل الأفکار والمکتسبات من الآباء إلى الأبناء ومن الأجداد إلى الأحفاد ومن الأسلاف إلى الأخلاف)).

وعلى ذلک فإن وحدة اللغة توجد نوعا من الوحدة الفکرية والعاطفية لدى الأفراد في المجتمع, ويصبح التعليم هو آداة المجتمع في بلوغ هذه الوحده الفکرية.

وثمة تأثير عامل اللغة في تشکيل مضمون الفکر التربوي وتوجهاته, ويتضح هذا التأثير فيما يلي:

- أن المفاهيم والأهداف التربوية التي نادى بها المفکرون والفلاسفة قد صيغت بلغة تلقي قبولاً ورواجاً من أبناء المجتمع.

- أن قوة الأفکار التربوية, واستمراريتها کانت تتوقف دوماً على عامل اللغة, وهذا ما أوضحه أبن خلدون العالم العربي باعتبار اللغة التي تسود في ثقافة المجتمع هي لغة الغالب, و أن اللغة التي تتوارى هي لغة المغلوب.

- أن کثير من توجهات الفکر التربوي عبر التاريخ اعتمدت على تأثير اللغة في تکوين معتقدات الأفراد, حدث هذا دائماً, وقد وضح بصفة خاصة من توجهات الفکر التربوي الإسلامي الذي أعتمد على ترسيخ اللغة العربية کلغة لتعليم والثقافة, ولأنها اللغة التي عظمها القرآن الکريم کما ورد في قوله تعالى: (قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ).

5- العامل الأقتصادي: - يتعلق العامل الأقتصادي بنوعية الأنشطة التي يمارسها السکان في مجالات العمل والإنتاج, والموارد المادية  والبشرية التي يمتلکها المجتمع لتحقيق أهداف النظام الأقتصادي. وثمة علاقة وثيقة بين النظام الاقتصادي والنظام التعليمي, ووهي العلاقة التي حرکت تفکير فلاسفة التربية في إقرار مفاهيم و أنظمة تربوية تخدم النظام الأقتصادي في المجتمع.

6- الموقف من علاقة الفرد بالمجتمع: - هذا الموقف الذي يتأثر به المفکر وينعکس في أراءه التربوية, فمفکروا أسبرطة في اليونان القديمة کانوا يمجدون الدولة ويرون أهمية أن يوجه الأفراد جل طاقاتهم لخدمة دولتهم وخاصة من حيث بناء قوتها الحربية,وفي المقابل فإن الفکر الأثيني في اليونان کذلک کان يؤمن بالديمقراطية التي تعطي الفرد احتراماً لشخصيته واعتداداً بنفسه, وليس مجرد کونه تابعاً لسطوة النظام الأجتماعي, وفي کتاب الجمهورية يقول أفلاطون: (إن المجتمع العادل هو المجتمع الذي يفعل أفراده بمواهبهم ومقدراتهم ما فيه إسعاد المجتمع کله).

وهکذا نجد أن الفکر التربوي يتلون بشکل تلک العلاقة التي تقوم بين الفرد ومجتمعه,فهناک من نادى من مفکري التربية بقصر نظام التعليم على الطبقة الأجتماعية العليا أو الصفوة المختارة. وحدث هذا حينما أحتکر النبلاء والبورجوازيون الأثرياء في أوروبا نظام التعليم وقصروه على أنفسهم. وکان (روسو) قد ربط حديثاً بين توافر نمط الديمقراطية والحرية في المجتمع وبين أتاحة فرص التعليم للأفراد بطريقة متکافئة.(شريف,2010م,ص19-26).

ولعل هذا العرض للقوى المؤثرة والمشکلة للفکر التربوي تلفتنا إلى حقيقة أن الفکر التربوي لا ينشأ من فراغ, وإنما من تربة وبيئة أجتماعية ثقافية تذخر بالعديد من المؤثرات التي تشحذ عقل المفکر لکي يدلي بوجهة نظره فيما يخص الغاية من تربية الإنسان, ونوعية المعارف والقيم والمعتقدات التي ينبغي تضمينها المنهج الدراسي, وصورة أو نموذج ((المثل الأعلى))الذي يقتفى أثره المربون.

مصادر الفکرالإداري التربوي الإسلامي:

إجابة السؤال الأول: ما الفکر الإداري التربوي في النصوص من الکتاب والسنة عند المسلمين؟

أولاً :- القرآن الکريم: - هو کلام الله المعجز المنزل على نبيه محمد ص بلسان عربي مبين,والمنقول إلينا بالتواتر جيلاً بعد جيل والمتعبد بتلاوته, والمکتوب في المصحف مبدوءاً بسورة الفاتحة ومختوماً بسورة الناس, فـ (الکلام) جنس في التعريف يشمل کل کلام, وإضافته إلى (الله) يخرج کلام غيره من الأنس والجن والملائکة, و (المنزل) يخرج کلام الله الذي أستأثر به سبحانه, وتقييد المنزل بکونه على (سيدنا محمد ) يخرج ما أنزل على الأنبياء من قبله کالتوراة والإنجيل, والقرآن الکريم قد بدأ نزوله على سيدنا محمد بآيات تربوية, في إشارة منه أن من أسمى أهدافه, التربية بأسلوب حضاري عن طريق تعليمه القراءة والإطلاع والملاحظة العلمية لخلق الإنسان, يقول تبارک وتعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّکَ الْأَکْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ),(سورة العلق,آيه1-5). ففي الآية تنبيه على ابتداء خلق الإنسان من علقة, وأن الله کرم وشرف الإنسان بالعلم, وهو القدر الذي امتاز به أبو البرية آدم عليه السلام على الملائکة, والعلم تارة يکون في الأذهان, وتارة يکون في اللسان وتارة يکون بالبنان, فالقرآن العظيم هو حبل الله المتين, والنور المبين والشفاء النافع, عصمه لمن تمسک به, ونجاة لمن تبعه, وللقرآن الکريم أساليب تربوية مختلفة تتنوع مع تنوع الحالة المراد توجيهها نحو الطريق السليم, فتارة يربي بطريق القصة کما ورد في قصة سيدنا موسى, وسيدنا يوسف, وسيدنا نوح, وغيرهم عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام, وتارة يرمي بالموعظة, کما في قولة تعالى في سورة لقمان: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِکْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْکَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْکُرْ لِي وَلِوَالِدَيْکَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاکَ عَلَى أَنْ تُشْرِکَ بِي مَا لَيْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُکُمْ فَأُنَبِّئُکُمْ بِمَا کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَکُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَکُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَکَ إِنَّ ذَلِکَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّکَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ کُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِکَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِکَ إِنَّ أَنْکَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) ,(سورة لقمان,آية 13-19). فهنا يعلمنا الله تبارک وتعالى الأخلاق الرفيعة ويربينا عليها عن طريق الموعظة الحسنة, ويوصينا بعدم الشرک والوفاء للوالدين حتى وإن کانا مشرکين, ويعلمنا أن الحسنة والسيئة, وإن کانت في صغرها مثل حبة الخردل يوم القيامة سيحاسب فاعلها, ويحثنا على عدم الکبر, فالله لايحب من يعدد مناقبه تطاولاً وتکبراً واعدل في مشيک ولا تدب دبيب المتمادين’ ولاتثب وثوب الشطار.

إن في القرآن الکريم أسلوباً رائعاً, ومزايا فريدة في تربية المرء على الإيمان بوحدانية الله وباليوم الآخر, فالقرآن يفرض الاقتناع العقلي مقترناً بإشارة العواطف والانفعالات الإنسانية,فهو يربي العقل والعاطفة معاً, متمشياً مع فطرة الإنسان في عدم التکلف, حيث يبدأ القرآن من المحسوس المشهود المسلّم بوجوده کالمطر والرياح والنبات والرعد والبرق, ثم ينتقل إلى استلزام وجود الله, وعظمته, وقدرته, وسائر صفات الکمال, مع اتخاذ أسلوب الاستفهام أحياناً, وأسلوب التذکير, والتقريع والتنبيه والتعجب أحياناً أخرى, إن مثل تلک الأساليب المتنوعة لتغذّي قلب الإنسان وتشبعه قيماً عالية وفضائل وأخلاق إسلامية عظيمة, لاسيما إذا ما اقترنت بالثواب الجزيل الذي ينتظر ذلک المتربي يوم القيامة.

 ويتضح إن القرآن الکريم قد جاء بمنهج صاغ فيه حياة المجتمع الإسلامي بأحکام تشريعية تناولت شؤون الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية, فکان لها الأثر الأکبر في صياغة مفاهيم الإنسان من خلال شؤون الحياة, وإعلاء قيمهم, وتقويم أخلاقهم, وضبط سلوکهم, وهو الذي وحّد لهجات العرب, وحفظ اللغة العربية وآدابها من عوامل الاندثار والضياع, ورفع المستوى العقلي للمسلمين, ووجّههم إلى اکتشاف المجهول عن طريق مشاهدة الواقع والتأمل فيه, فالقرآن لم يترک أمراً يفيد المسلمين وينمي قدراتهم العقلية والعلمية ويطوّر مهاراتهم الفردية إلا وحث على تعلمه, ثم بعد ذلک جاءت السنة کمصدر من مصادر الفکر التربوي الإسلامي.

ثانياً :- السنة النبوية: - وهي کل ما صدر عن النبي ص من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقيةٍ أو خُلقية, وتأتي السنة النبوية في المرتبة الثانية من مصادر الفکر التربوي الإسلامي, وتعد دليلاً واجب الأتباع, قال الله سبحانه وتعالى: (وَمَا آتَاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاکُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) (سورة الحشر,من آية 7).

, فالسنة النبوية هي کل أقوال الرسول الأکرم  و أعماله وترکه ووصفه وإقراره ونهيه, وما أحب, وماکره, وغزواته وأحواله وحياته.

لقد جاءت السنة في الأصل لتحقيق هدفين في غاية الأهمية وهما:

أ) إيضاح ماجاء في القرآن و إلى هذا المعنى أشار القرآن الکريم في قوله تعالى:                (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْکَ الذِّکْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ),(سورة النحل,من آية44). أي ما نُزل من ربهم, وذلک لعلمک بمعنى ما أنزل عليک وحرصک عليه, واتباعک له, ولعلمنا بأنک أفضل الخلائق وسيد ولد آدم, فتُفصل لهم ما أجمل, وتبين لهم ما أشکل.

ب) وجاءت السنة النبوية لبيان تشريعات وآداب أخرى وردت, قال الله سبحانه: (وَيُعَلِّمُهُمُ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ),(سورة الجمعة,من الآية 2).

أي ويعلّمهم مايتلى من الآيات والسنة النبوية المطهرة, حيث کانوا من قبل إرسال           محمد  في ضلال واضح عن الصراط المستقيم, وقد قال رسول الله : ((ألا وأنِّي أوتيت الکتاب            ومثله معه)).

کما أن للسنة النبوية منها فائدتان مهمتان تتعلقان بموضوع البحث وهما:

1- إيضاح المنهج  التربوي الإسلامي المتکامل الوارد في القرآن الکريم وبيان التفاصيل التي لم ترد في القرآن الکريم.

2- استنباط أسلوب تربوي متکامل من حياة الرسول  وسيرته مع أصحابه وکيفية معاملته الأولاد, وغرسه الإيمان في النفوس.

إن المربي ليجد في سيرة الرسول محمد  دروساً نبوية في التربية, والتأثير على الناس بشکل عام, وعلى أصحابه  الذين ربَّاهم على يده, فأخرج منهم جيلاً قرآنياً فريداً, وکون منهم أمة هي خير أمة أخرجت للناس, فأقام بهم دولة نشرت العدل في مشارق الأرض ومغاربها, وبذلک يتذوق الناس روح الإسلام ومقاصده السامية, فيتعلمون الآداب الرفيعة والأخلاق الحميدة, والعقيدة السليمة, والعبادة الصحيحة,وسمو الروح, وطهارة القلب, وحب الجهاد في سبيل الله, ويتعلمون حسن التعامل بعضهم مع البعض الآخر من خلال مبدأ الأخوة في الله والمحبة فيه والتي أرسى دعائمها رسول الله  منذ أول يوم دعا فيه إلى الإسلام وکذلک منذ أول يوم وطأت قدماه الشريفتان المدينة المنورة.

إن دراسة الهدي النبوي في تربية الأمة إقامة الدولة يساعد العلماء والقادة والفقهاء والحکام, على معرفة الطريق إلى عزِّ الإسلام والمسلمين, ويتعرفون على فقه النبي  في تربية الأفراد, وبناء الجماعة المسلمة, وإحياء المجتمع, وإقامة الدولة, فيرى المسلم حرکة النبي  ثروة هائلة من الوسائل التربوية في التعليم وإلقاء الدروس حيث کان يقصد  من تلک الوسائل تربية الصحابة على الوجه الصحيح, وأن يستقر حديثه في نفوسهم وقلوبهم, فکان يکرر الحديث ويعيده, وکان يتأنى في الکلام ويفصل بين الکلمات,حيث کان يسهل على السامع إن أراد أن يعد کلماته  أن يعدها, وکان يطرح الأسئلة على أصحابه, فکان غالباً ما يستخدم- ألا-  فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ص قال: (( ألا أدلّکم على مايمحو الله به الخطايا, ويرفع به الدرجات, قالوا: بلى يارسول الله, قال: إسباغ الوضوء على المکاره, وکثرة الخُطا إلى المساجد, وانتظار الصلاة بعد الصلاة, فذلک الرباط )) .

لقد کان من أبرز وظائف الرسول الأکرم محمد  , أن يربي الناس على التمسک بالقيم الفاضلة التي جاء بها الإسلام, وعّدها من الإيمان, قال  : ((الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة أفضلها لا إله إلا الله, أدناها إماطة الأذى عن الطريق, والحياء شعبة من الإيمان )), وکان  يربّي الناس على اجتناب الکبائر والابتعاد عن کل ما يوصل إليها, فقال : ((اجتنبوا السبع الموبقات, قالوا: يا رسول الله وما هنَّ؟ قال: الشرک بالله, والسحر, وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق, وأکل الربا,وأکل مال اليتيم, والتولِّي يوم الزحف, وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات )), وهکذا نجد في شخصية الرسول محمد  مربياً عظيماً, ذا أسلوب تربوي رائع يراعي حاجات الطفولة وطبيعتها, ويأمر بمخاطبة الناس على قدر عقولهم, فيراعي الفروق الفردية بينهم, کما يراعي مواهبهم و استعدادهم وطبائعهم, فيراعي في المرأة أنوثتها, وفي الرجل رجولته وفي الکهل کهولته, وفي الطفل طفولته ويلتمس دوافعهم الغريزية, فيجود بالمال لمن يحب المال, حتى يتألف قلبه, ويقرب إليه من يحب المکانة والسيادة لأنه ذو مکانة في قومه, وهو في کل تلک الحالات يدعوهم إلى توحيد الله و إقراره بالعبودية التامة, والتأسي به لإتمام مکارم الأخلاق التي بعث بها, وإلى ذلک يشير رسول الله   فيقول: ((إنَّما بعثت لأتمّم مکارم الأخلاق )), وهکذا کان رسول الله  يهذب نفوس المسلمين ويوجه طاقاتهم العقلية والجسمانية والروحية لتعمل معاً لتحقيق أهداف التربية سواء أکان ذلک على المستوى الفردي أم الجماعي.

فالذي يعلم أن تلکم صفات نبيه لاشک أنه سيتأثر ويتأسّى بها, ثم إن دارس السيرة النبوية سيرى کيف أن الرسول  تعامل مع الأحداث في مکه يوم کان المسلمون مستضعفين, وکيف کان يربي ويدعو, وکيف بنى مجتمعه المدني في المدينة, وأرسى الدعائم الأولى لبناء المجتمع المسلم المتخلق بأخلاق القرآن, إن نظرة عامة على تلک الحقبة ترينا کيف أن کنزاً من التربية النبوية نحتاجه في عصرنا لنؤسس لمجتمع معاصر, يتربى على أخلاق القرآن وسنة وسيرة المصطفى .

مما سبق یتبین للباحث أن القرآن والسنة مثَّلا الآتي:

١-مثلا المرجعیة الرئیسة للمربین المسلمین.

 ٢-أثمرا العقیدة الإسلامیة السلیمة حصناً واقیاً من الزیغ والانحراف.

٣-شکلا وسیلة الفھم للتربیة الإسلامیة الصحیحة، والفکر التربوي الإسلامي الذي یسهم بدوره في نهضة الأمة الفکریة وبناء حضارتها.

٤ -إمتازا بالواقعیة والتفاعل مع البیئة الإسلامیة ولقد صورت السیرة النبویة طبیعة الحیاة على ضوء القرآن والسنة على مدار عدة عصور.

إجابة السؤال الثاني: ما الفکر الإداري التربوي في آراء واجتهادات العلماء والمربين المسلمين؟

ثالثاً- آراء العلماء والمربين المسلمين:

تعد آراء العلماء والمربين المسلمين مصدراً مهماً من مصادر الفکر التربوي الإسلامي, وذلک لما ترکوه من تراث عظيم أغنى المکتبة الإسلامية علمياً وتربوياً, إلا أن معظم تلک الآراء مستقاة من الکتاب أو السنة النبوية الشريفة فهي لاتتعارض معهما, بل تفسر وتوضح وتشرح ما جاء فيهما.

لقد کان لتلک الآراء الأثر الکبير في صياغة الفکر التربوي الإسلامي, فقد تکلم ابن خلدون والغزالي وابن تيميه وغيرهم(رحمهم الله), عن موضوع الفکر والتربية وتناولوه من جميع جوانبه, ففي مقدمته يتکلم ابن خلدون (رحمه الله) عن أصناف العلوم وأنواعه ويؤکد أن العلوم إنما تکثر حيث يکثر العمران وتعظم الحضارة, ويضرب لذلک مثالاً بغداد وقرطبة والبصرة والکوفة, إذ لما کثر عمرانها, واستولت فيها الحضارة, کيف زخرت فيها بحار العلم, وتفننوا في اصطلاحات التعليم وأصناف العلوم واستنباط المسائل والفنون.

ثم يعمد بعد ذلک فيقسم العلوم, وأول ما يبدأ بعلوم القرآن من التفسير والقراءات, وعلوم الحديث, وعلم الفقه والفرائض, وعلم الکلام وعلم التصوف وعلم تعبير الرؤيا, وعلم الطبيعيات, وعلم الطب, والفلاحة, وعلم الکيمياء, وعلم أسرار الحروف, ومن يتکلم عن علوم اللسان العربي, کعلم النحو, وعلم اللغة, وعلم البيان, وعلم الأدب, وکذلک لابن خلدون (رحمه الله) أراء قيمة وتوجيهات سديدة للمعلم والمتعلم, ولواضعي المناهج العلمية, فهو يرى أن کثرة التأليف في العلوم عائقة عن التحصيل والفهم, وأن کثرة الاختصارات الموضوعة في العلوم مخلة بالتعليم, إن الناظر في هذا الرأي يرى للوهلة الأولى أن ثمة تعارضاً بين الأمرين إلا أن الحقيقة هي أنه (رحمه الله) يحاول أن يلمح أو يشير إلى الوسطية في صناعة المناهج, فلا يعتمد الإسهاب الممل ولا الاختصار المخل, ويحاول أن يکون واضع المنهج بين هذين الطرفين ما استطاع إلى ذلک سبيلاً.

أما الإمام الغزالي (رحمه الله) فقد ألف کثيراً من الکتب مازالت إلى يومنا هذا معيناً لعلماء التربية في مؤلفاتهم, فقد کتب في الأخلاق, والمنطق وعلم الکلام, والفقه, والتصوف, والفلسفة, فمن أشهر کتبه (إحياء علوم الدين, ورسالة أيها الولد, والتبر المسبوک في نصيحة الملوک, وتهافت الفلاسفة, وجواهر القرآن ومنهاج المتعلم, وميزان العمل).

أذ أفرد الإمام الغزالي (رحمه الله) في إحياء علوم الدين کتاباً سماه (کتاب العلم) وفيه سبعة أبواب, تکلم فيه عن فضل العلم والتعليم والتعلم, وماهو فرض عينٍ من العلوم وماهو فرض کفاية, وبيان علم الدنيا وعلم الآخرة, وما تعده العامة من علوم الدنيا وليس منه, ثم أجاد التکلم في آداب المعلم والمتعلم  وکذلک عن العقل, وأقسامه وما جاء فيه من الأخبار, لقد کان لأراء الغزالي الأثر الکبير في کتابات التربويين المسلمين والمفکرين فکثيراً مايستعينون بآرائه لتکون جزءاً من النظرية التربوية الإسلامية.

لقد أکثر الإمام الغزالي في مؤلفاته في مسألة تعظيم العلم وأهله’ فهو يقول في کتابه منهاج المتعلم(إعلم بأن المتعلم لا ينال العلم, ولا ينتفع به, إلا بتعظيم العلم وأهله, وبتعظيم أستاذه), ومن آداب المتعلم مع معلمه يقول (رحمه الله):(ولايمشي مع أستاذه, ولايجلس مکانه, ولايبتدئ الکلام عنده إلا بإذنه).

إن الإمام الغزالي (رحمه الله) لايستقل بالعقل في فکره التربوي على الرغم من أنه لايقلل من قيمته إذ يقول: (إن العقل ليس مستقلاً بالإحاطة بجميع المطالب, ولاکاشفاً للغطاء عن جميع المعضلات), ثم يتکلم (رحمه الله) عن المعلم الأول للمسلمين رسول الله  (ومعلّمنا قد علم الدعاة وبتَّهم في البلاد وأکمل التعليم), إذ قال تعالى: (الْيَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِينَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْکُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ), (سورة المائدة,آية3).

فهو إن کان يرى ضرورة في إعمال الفکر وعدم تجميده, إلا أن ذلک يجب أن يکون            ضمن ضوابط الکتاب والسنة النبوية الشريفة, ولاشک في أن الکتاب والسنة هما المصدران الأساسيان للشريعة الإسلامية, بصورة عامة والفکر التربوي الإسلامي بصورة خاصة, إذ أن أکثر آراء العلماء والمفکرين والمربين المسلمين هي مأخوذة من الکتاب والسنة, فالأصل في المصادر الإسلامية ماجاء في محکم الکتاب العزيز, وما أتى به رسول الله , وماعداهما من آراء و أثار للصحابة والتابعين والفقهاء وعلماء الفکر هو مأخوذ عن هذين الأصلين العظيمين, ثم إن آراء العلماء المسلمين في الفکر لاتقتصر على ابن خلدون والغزالي, حيث کتب غيرهم کثيراً في هذا المجال وأبدعوا کابن القيم في کتابه مفتاح دار السعادة والروح وزاد المعاد وعدة الصابرين  وغيرها, وابن الجوزي وأبو حنيفة في رسالته العالم والمتعلم, حيث يستعمل العلم بمعنى النظرية والعمل بمعنى التطبيق, وهکذا کانت آراء العلماء والمفکرين المسلمين المتقدمين منهم والمتأخرين معيناً خصباً للفکر التربوي الإسلامي من خلال آرائهم التي وضعوها بناءً على ما فهموه من نصوص الکتاب والسنة, فکانت تلک الآراء لا تتعارض مع القرآن الکريم والسنة الشريفة. (الشلال,2013م,ص56-67).

إن الذي يمعن النظر في تلک الآراء يرى أن أولئک العلماء قد صاغوا نظرية تربوية إسلامية مرنة تتکيف مع الأحوال والظروف,وتستوعب المتغيرات, وتنتج لکل مشکلة إسلامية تربوية معاصرة حلاً, لقد کان لمثل تلک الآراء الأثر الواضح والفعّال في رسم النظرية الفکرية الإسلامية على وفق ماجاء في الکتاب والسنة النبوية, حيث أسهمت تلک الآراء تربية أجيال من المسلمين حملوا لواء الإسلام على أکتافهم ونشروا ثقافته, مما جعل الحضارة الإسلامية تسود العالم في فترة من أزهى الفترات, وبقيت تؤتي ثمارها إلى يومنا هذا.

إجابة السؤال الثالث: ما الفکر الإداري التربوي في حرکة الحياة في المجتمع الإسلامي؟

رابعاً: حرکة الحياة في المجتمع الاسلامي:

إذا کان رسول الله  قد تم تشکيله في (المدرسة الألهية) في غار حراء قبل أن يکلف فإن صحابته  قد تم تشکيله في المدرسة المحمدية والتي بدأت بنزول الوحي وتکليفه بالرسالة وتنوعت هذه المدرسة بحسب الحالة التي عليها الإسلام والمسلمون فقد بدأت بدار الأرقم بن الأرقم أول مؤسسة تربوية فقد کان المعلم الأعظم يجمع القلة القليلة التي آمنت به سراً في هذه الدار يستخلص نفوسها ويعلمها آيات القرآن التي يتنزل بها الروح الأمين على قلبه ويشکلها أيدلوجياً بما يتفق وتعاليم الإسلام الحنيف.

ونرى الکثير من مواقف الصحابة التي يمکن أن يستفاد منها مثل تولي أبي بکر الخلافة بعد موت رسول الله حينما خاطب المسلمين قائلاً" أيها الناس إني وليت عليکم ولست بخيارکم " وهو هنا لا يذکي نفسه على أحد وکذلک تطور ورقي في الدولة الأسلامية وتثبيت أرکانها في عهد عمر بن عبدالعزيز وأسلوبه في إدارة شئون الدولة وعدل عمر الذي کان يستظل شجرة وهو أمير المؤمنين لانه عادل والذي کان يطفي المصباح حين يتحدث في أي أمر شخصي لانه من بيت مال المسلمين إنها الأمانة والعدالة والحکمة التي تربوا عليها في المدرسة المحمدية .

وفي يوم قال عمر بن عبدالعزيز لاصحابه من أراد أن يصحبني فليصحبني في خمس خصال وهي: أن يدلني على الخير ما لم أفعله , أن يکون لي على الخير عونا,ألا يغتاب             أحد عندي ,أن يبلغني حاجة من لا يستطيع إبلاغها لي وأن يؤدي الأمانة التي حملها مني            إلى الناس.

إجابة السؤال الرابع: ما الفکر الإداري التربوي في التراث الحضاري الإنساني عند المسلمين؟

خامساً: التراث الحضاري الأنساني :

فالمجتمع الإسلامي ليس مجتمعاً معزولا عما عداه من مجتمعات ومهما کان موقفها من الأسلام ومجتمعه فالمجتمع الإسلامي جزء من المجتمع الدولي الذي ينتمي إليه جغرافياً وهو مکلف بأن يهدي القطعان البشرية الضالة إلى الطريق الصحيح والإسلام کثقافة يجمع بين أمور الدنيا وأمور الدين لان الدنيا والآخرة- من نظر الاسلام – مرحلتين من مراحل الحياة المتصلة التي لا تنقطع أولهما مرحلة السعي والعمل وثانيهما مرحلة النتائج فإنه لابد أن يجتمع بين الأمرين يبدوان متناقصين ولکنهما في الحقيقة متکاملين هو الثبات الذي يمنحه الاستقرار فلا يتزحزح عن مبادئه ولا يتحول عن أصوله والمرونة التي يواجه بها سير الزمن وسنة التطور فهو يجد بعض الأمور کالصخر ويلين في بعض الأمور کالوجين فالإدارات الإسلامية لم تکن تعيش بمعزل عن العالم کله فقد کانت سريعة الخطى والاستجابة لکن متغيرات العصر متأثرة –في الغالب- بما وجدته عند الآخرين ,أخذت به بمنطق حاجاتها,من النظم في الحضارات القديمة کالعراق والشام ومصر وفارس أو بعبارة أصح کانت تتفاعل مع تلک النظم وطبعت تلک النظم بطبعها فتأخذ تلک النظم منها أکثر مما تأخذ هي منهم. (العجمي,2013م,ص 110-111).

الدراسات السابقة:

1- هدفت دراسة الشاهين(2009م) إلى التعرف على جميع أبعاد تطور الفکر التربوي,سواء أکان ذلک على مستوى المفاهيم أم الأهداف أم المجالات. کما هدفت إلى تحديد دور أنساق القيم وآثارها في النظم التعليمية متعددة المستويات, وأثر العولمة على نسق القيم السائدة في المجتمع.ناقش الباحث مضامين الدراسة في ستة فصول. تناول الفصل الأول مدخل إلى الفکر التربوي, وتوصل الباحث في هذا الفصل إلى نتيجة مفادها أن بناء السياسة التعليمية يجب أن تترابط فيه , وتتکامل معه جملة من الاختصاصات والاهتمامات والتطلعات مما يعني أن وضع السياسات التعليمية ليس محصورا بالتربويين فقط. وناقش الباحث في الفصل الثاني إسهامات الحضارات الإنسانية والمفکرين في الفکر التربوي لتعزيز القيم. وتناول الفصل الثالث نظريات الفکر التربوي المعاصر. وشرح الباحث في الفصل الرابع نظرية القيم في الفکر التربوي المعاصر. وفي الفصل الخامس قد تطرق الباحث فيه إلى أنساق القيم التربوية وتأثيرها على النظم التعليمية.

2- ناقشت دراسة شيحة(2006م) تطور الفکر التربوي في العصور القديمة والوسطى. رکز الباحث في الفصل الأول على التاريخ ومذاهب المؤرخين في کتابته مبررات دراسة تاريخ التربية. وناقش الباحث في الفصل الثاني التربية البدائية. وفي الفصل الثالث تطرق إلى التربيات الشرقية القديمة کالتربية الصينية والهندية القديمة والفرعونية والعبرية القديمة. رکز الباحث في الفصل الرابع على التربية الأغريقية . وجاء في الفصل الخامس عن التربية الرومانية وفي الفصل السادس تحدث الباحث عن التربية النصرانية في العصور القديمة والوسطى. وذکر الباحث سمات التربية العربية قبل الإسلام والتربية الإسلامية في الفصل السابع وختم الباحث فصول الکتاب بالتربية الأوروبية الحديثة وجاء ذلک في الفصل الثامن.

3- دراسة الحلواني (1429هـ)، بعنوان: "منهجية التأصيل الإسلامي للإدارة التربوية".

  هدفت الدراسة إلى توضيح مفهوم التأصيل الإسلامي للإدارة التربوية والحاجة إليه. وتحديد أسس ومبادئ التأصيل أو التوجيه الإسلامي للإدارة التربوية، وتوضيح ضوابط ومعايير التأصيل الإسلامي للإدارة التربوية، وکذلک اقتراح خطوات للتأصيل أو التوجيه الإسلامي للإدارة التربوية، وأخيراً هدفت الدراسة إلى بيان مجالات واتجاهات التأصيل التي يمکن التطرق إليها وتوضيح کيفية وضوابط البحث في کل منها. استخدم الباحث منهج البحث المکتبي الوثائقي .

وأهم النتائج التي توصلت لها الدراسة، ما يلي :

•   المقصود بتأصيل الإدارة التربوية هو إعادة صياغة مفاهيم الإدارة التربوية بما يوافق الشريعة .

•   التأصيل يسهم في تطوير الإدارة التربوية وفي إصلاح أحوال العالم الإسلامي .

•   الاتجاهان الأساسيان للتأصيل هما الاتجاه البنائي والاتجاه العلاجي .

•   يمکن تقسيم خطوات التأصيل إلى ثلاث مراحل(ما قبل-أثناء- بعد ( التأصيل .

وأهم التوصيات التي خرجت بها الدراسة، ما يلي :

•   تنظيم عملية التأصيل والتخطيط الجيد لها ومتابعتها ، وجعل العمل جماعيا من خلال فرق العمل ،

•   والالتزام بضوابط التأصيل ، مع تحفيز وتنمية الباحثين بالوسائل المختلفة ، وذلک انطلاقا من جامعة أم القرى التي تقع في قبلة المسلمين .

•   إعطاء زخم للتأصيل من خلال العناية بالجانب الإعلامي وتوعية الرأي العام من خلال رابطة التأصيل وموقع الإنترنت والتطبيق العملي والوسائل الأخرى.

منهج الدراسة: -  يرى الباحث أن أقرب مناهج البحث لهذه الدراسة هو منهج البحث المکتبي الوثائقي نظرا لمناسبته لطبيعة الدراسة.

الأداة المستخدمة: - استخدم الباحث - نظرًا لطبيعة بحثه - الکتب والدراسات السابقة المتعلقة بموضوع البحث، والمراجع التي لها علاقة بالتأصيل الإسلامي لمصادر الفکر الإداري التربوي عند المسلمين.

الخاتمة:

أحمد الله العلي القدير ، الذي وفق لإنجاز هذه الدراسة  ، وأرجو أن يکون فيه النفع والخير للأمة الإسلامية جمعاء ، وإن کنت أنا أکثر المستفيدين منها ، وأتمنى أن يکون البحث قد حقق أهدافه ،فمن مما سبق يتبين أن هذا الموضوع له من الأهمية لنا کمسلمين وتربويين. وينبغى أن تتوجه إليه الجهود ويحظى بالعناية والاهتمام وينبغى أخذ الدروس والعبر التى تفيد الفرد والمجتمع في معرفة أن أصول الفکر التربوي مستمدة من القرآن الکريم والسنة النبوية الشريفة. وبهذا أکون قد انتهيت من کتابة هذا الموضوع وأسال الله أن أکون قد وفقت فيه . ولايسعني إلا أن اتقدم بشکري ومحبتي وتقديري للمربي الفاضل الأستاذ الدکتور حمدان الغامدي على ما بذله من جهود للتوجيه والإشراف والدعم سائلاً الله العلي العظيم أن يجعله في موازين حسناته. والله أعلى وأعلم ، وهو أعظم وأحکم ، ونسبة العلم إليه أسلم ، وصلى الله على النبي المصطفى الأکرم ، صلى الله عليه وسلم .

النتائج:

-    الواقع المعاصر يحتم أن ننفتح على العالم ونأخذ منه النافع ، وهذا يستلزم عملية التأصيل لمصادر الفکر الإداري التربوي ؛ إذا أردنا الحفاظ على شخصيتنا وسر کينونتنا .

-    الجهود المبذولة في التأصيل الإسلامي لمصادر الفکر الإداري التربوي لا زالت ضعيفة جدا ، رغم وجود بعض الاهتمام منذ عدد کبير من السنوات .

-    يجب أن تشتق جميع أهداف الفکر التربوي من الدين الإسلامي بجوانبه المختلفة ، ويجب أن تکون الشريعة الإسلامية هي المنظم لمصادر الأهداف الأخرى ، بما يحقق في النهاية جودة وتميز هذه الأهداف .

-    مصادر العقيدة والشريعة الإسلامية هي الکتاب والسنة بشکل أساسي ، ثم آراء المربين المسلمين والتاريخ الإسلامي، ثم بقية المصادر ؛ حسب الضوابط المنظمة للأخذ من هذه المصادر .

-    المعرفة الإنسانية الصحيحة مرتبطة بمصادر الشريعة الإسلامية ، بشکل وثيق .


التوصيات:

-    ضرورة الاهتمام بمصادر الفکر الإداري التربوي عند المسلمين بالذات ؛ لما لهذا العلم من أهمية کبرى في الواقع المعاصر .

-    ضرورة الرجوع إلى مصادر الشريعة الإسلامية المختلفة ، والأخذ منها ؛ وفق الضوابط المنظمة لذلک .

-    العناية بالجانب الإعلامي ؛ لإبراز عملية التأصيل لمصادر الفکر التربوي عند المسلمين للرأي العام وللمتخصصين ، ووضع خطة لذلک .

-    إنشاء موقع إلکتروني على شبکة المعلومات العنکبوتية العالمية " الإنترنت " ، خاص بالتأصيل الإسلامي لمصادر الفکر الإداري التربوي عند المسلمين بشکلٍ خاص وبالإدارة في الإسلام بشکل عام.

-    عقد المزيد من ورش العمل لتوضيح مصادر الفکر الإداري التربوي عند المسلمين في المعارض و المؤتمرات الدولية مثل معرض الکتاب الدولي وغيره من المؤتمرات.


المراجع:

أولاً:المصادر:

- القرآن الکريم.

- السنة النبوية.

ثانياً: المراجع:

- عبد الھادي ، حمدي أمین (١٩٧٦ م .(الفکر الإداري الإسلامي والمقارن،دار، الفکر العربي مصر، ط ٢,.

- زيادة, مصطفى. (2002م) الفکر التربوي مدارسه واتجاهات تطوره. الرياض: مکتبة الرشد .

- حسن جميل طه(2007م) الفکر التربوي المعاصر وجذوره الفلسفيه, عمان,الأردن,دار المسيرة.

- شيحة,عبدالمجيد عبدالتواب (2006م). تطور الفکر التربوي في العصور القديمة والوسطى .ط1,الأردن.دار الثقافة.

- الشاهين, غانم عبدالله (2009م). أنساق القيم في تطورالفکر التربوي  ,ط1, الکويت . الدار الأکاديمية.

- المطيري، حزام ماطر، (1429هـ)، الإدارة الإسلامية المنهج والممارسة، ط3، الرياض: مکتبة الرشد.

- الحلواني، إحسان محمد شرف، (1429هـ)، منهجية التأصيل الإسلامي للإدارة التربوية، رسالة دکتوراة منشورة، قسم الإدارة التربوية والتخطيط، کلية التربية، جامعة أم القرى.

- زيادة,مصطفى وآخرون.(2003م).الفکر التربوي مدارسه واتجاهات تطوره ,الرياض ,مکتبة الرشد.

- الشلال, قتيبة.(2013م). الفکر التربوي الإسلامي المعاصر وسبل تفعيله, عمان ,دار ومکتبة الحامد للنشر والتوزيع.

- شريف, السيد.(2010م) تطور الفکر التربوي,ط1,الرياض, دار الزهراء.

- العجمي, محمد.(2013م), الإدارة والتخطيط التربوي النظرية والتطبيق,ط3,عمان, دار المسيرة للنشر والتوزيع.

- مدکور, علي أحمد.(1987م).منهج التربية الإسلامية أصوله وتطبيقاته,ط1,الکويت ,مکتبة الفلاح.

- بن خلدون, عبدالرحمن.(2006م).المقدمة,ط9,بيروت, دار الکتب العلمية.

- بريغش ,محمد حسن.(2004م). التربية ومستقبل الأمة,ط1,بيروت ,مؤسسة الرسالة.

- محمود,علي عبدالحليم.(1995م). التربية الروحية,ط1,القاهرة,دار التوزيع والنشر الإسلامية.

 

المراجع:
أولاً:المصادر:
- القرآن الکريم.
- السنة النبوية.
ثانياً: المراجع:
- عبد الھادي ، حمدي أمین (١٩٧٦ م .(الفکر الإداري الإسلامي والمقارن،دار، الفکر العربي مصر، ط ٢,.
- زيادة, مصطفى. (2002م) الفکر التربوي مدارسه واتجاهات تطوره. الرياض: مکتبة الرشد .
- حسن جميل طه(2007م) الفکر التربوي المعاصر وجذوره الفلسفيه, عمان,الأردن,دار المسيرة.
- شيحة,عبدالمجيد عبدالتواب (2006م). تطور الفکر التربوي في العصور القديمة والوسطى .ط1,الأردن.دار الثقافة.
- الشاهين, غانم عبدالله (2009م). أنساق القيم في تطورالفکر التربوي  ,ط1, الکويت . الدار الأکاديمية.
- المطيري، حزام ماطر، (1429هـ)، الإدارة الإسلامية المنهج والممارسة، ط3، الرياض: مکتبة الرشد.
- الحلواني، إحسان محمد شرف، (1429هـ)، منهجية التأصيل الإسلامي للإدارة التربوية، رسالة دکتوراة منشورة، قسم الإدارة التربوية والتخطيط، کلية التربية، جامعة أم القرى.
- زيادة,مصطفى وآخرون.(2003م).الفکر التربوي مدارسه واتجاهات تطوره ,الرياض ,مکتبة الرشد.
- الشلال, قتيبة.(2013م). الفکر التربوي الإسلامي المعاصر وسبل تفعيله, عمان ,دار ومکتبة الحامد للنشر والتوزيع.
- شريف, السيد.(2010م) تطور الفکر التربوي,ط1,الرياض, دار الزهراء.
- العجمي, محمد.(2013م), الإدارة والتخطيط التربوي النظرية والتطبيق,ط3,عمان, دار المسيرة للنشر والتوزيع.
- مدکور, علي أحمد.(1987م).منهج التربية الإسلامية أصوله وتطبيقاته,ط1,الکويت ,مکتبة الفلاح.
- بن خلدون, عبدالرحمن.(2006م).المقدمة,ط9,بيروت, دار الکتب العلمية.
- بريغش ,محمد حسن.(2004م). التربية ومستقبل الأمة,ط1,بيروت ,مؤسسة الرسالة.
- محمود,علي عبدالحليم.(1995م). التربية الروحية,ط1,القاهرة,دار التوزيع والنشر الإسلامية.