أنماط التعلم وعلاقتها بمهارات البحث العلمي لدى الطلاب الموهوبين

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

السعوديه

المستخلص

هدفت الدراسة الحالية إلى الکشف عن أنماط التعلم وعلاقتها بمهارات البحث العلمي لدى الطلاب الموهوبين في منطقة الباحة، والکشف عن العلاقة بينهما، والتعرف على درجة وجود الفروق ذات الدلالة الإحصائية بين الطلاب الموهوبين على مقياس أنماط التعلم ومقياس مهارات البحث العلمي تعزى لمتغير المرحلة التعليمية (متوسطة، ثانوية)، وتکونت عينة الدراسة من (217) طالباً موهوبًا، واتبعت الدراسة المنهج الوصفي الارتباطي، وأشارت النتائج أن انحراف(النمط النشط) هو أکثر الأنماط شيوعاً بمتوسط حسابي (4.56) وجاء انحراف النمط التعلمي (المتأمل) بالرتبة الثانية (3.72) ثم انحراف (النظري) بالرتبة الثالثة (2.91)، ثم انحراف (النفعي) بالرتبة الرابعة (2.62)، وجاءت درجة مهارات البحث العلمي لدى الطلاب الموهوبين أفراد عينة الدراسة متوسطة (3.26)، ووجود علاقة ارتباطية موجبة ودالة إحصائياً بين مهارات البحث العلمي وأنماط التعلم الأربعة.
The present study aimed at revealing learning styles among gifted students in Al-Baha region, and to identify the degree of scientific research skills, and the relation between them, and identify the degree of statistical differences between the gifted students on study scales (learning styles, scientific research skills) due to stage variable (intermediate, secondary). The study sample consisted of (217) gifted the current study. The results showed that activist style was the most common (4.56), The reflector (3.72), the theorist (2.91), then Pragmatist (2.62), also it showed an  average degree (3.26) of scientific research skills..

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

                                     کلية التربية

        کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

 

 

 

 

أنماط التعلم وعلاقتها بمهارات البحث العلمي

لدى الطلاب الموهوبين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إعــــــــــداد

الباحث / أحمد محمد يحيى الزهراني

 

 

 

}     المجلد السادس والثلاثون– العدد العاشر – أکتوبر 2020م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

مستخلص الدراسة

هدفت الدراسة الحالية إلى الکشف عن أنماط التعلم وعلاقتها بمهارات البحث العلمي لدى الطلاب الموهوبين في منطقة الباحة، والکشف عن العلاقة بينهما، والتعرف على درجة وجود الفروق ذات الدلالة الإحصائية بين الطلاب الموهوبين على مقياس أنماط التعلم ومقياس مهارات البحث العلمي تعزى لمتغير المرحلة التعليمية (متوسطة، ثانوية)، وتکونت عينة الدراسة من (217) طالباً موهوبًا، واتبعت الدراسة المنهج الوصفي الارتباطي، وأشارت النتائج أن انحراف(النمط النشط) هو أکثر الأنماط شيوعاً بمتوسط حسابي (4.56) وجاء انحراف النمط التعلمي (المتأمل) بالرتبة الثانية (3.72) ثم انحراف (النظري) بالرتبة الثالثة (2.91)، ثم انحراف (النفعي) بالرتبة الرابعة (2.62)، وجاءت درجة مهارات البحث العلمي لدى الطلاب الموهوبين أفراد عينة الدراسة متوسطة (3.26)، ووجود علاقة ارتباطية موجبة ودالة إحصائياً بين مهارات البحث العلمي وأنماط التعلم الأربعة.

الکلمات المفتاحية: الطلاب الموهوبين – أنماط التعلم – مهارات البحث العلمي .


abstract

  The present study aimed at revealing learning styles among gifted students in Al-Baha region, and to identify the degree of scientific research skills, and the relation between them, and identify the degree of statistical differences between the gifted students on study scales (learning styles, scientific research skills) due to stage variable (intermediate, secondary). The study sample consisted of (217) gifted the current study. The results showed that activist style was the most common (4.56), The reflector (3.72), the theorist (2.91), then Pragmatist (2.62), also it showed an  average degree (3.26) of scientific research skills..

Keywords: gifted students - learning styles - scientific research skills.

 

 

 


مقدمة:

تنوعت البرامج وتطورت التشريعات الخاصة بتطوير بيئات تربوية مناسبة               للطلاب الموهوبين ، نتيجة مطالبات أولياء الأمور واهتمام المعلمين والإداريين التربويين               الذين نادوا بفهم أفضل للطلاب الموهوبين وطالبوا باستراتيجيات أفضل لتعليمهم                    (Colangelo & Davis, 2003, 128).

ويشير جانييه الى أن الموهبة مرکب يتکون من مجموعة من الاستعدادات في واحدة أو أکثر من مجالات الفرد العقلية، والانفعالية، والحس حرکية، والتي يمکن تنميتها من خلال البيئية الداعمة ودافعية الفرد للإنجاز، کذلک رأى أن الموهبة مرتبطة بالأداء المتفوق، الذي ينتج عن رابطة مميزة تظهر نتيجة اجتماع عدة مرکبات من استعدادات الفرد معاً من خلال التأثيرات المباشرة وغير المباشرة لبيئة الفرد، ودافعيته للإنجاز، وتدربه على تنمية هذه الاستعدادات (الشباطات، 2017، 29) ، فالطالب الموهوب هو ذلک الطالب الذي يظهر مستوى فائق من الأداء فيما يخص النمو الفکري کما أنه قادراًعلى أن يظهر مستوى متميز في کافة الجوانب الخاصة بذلک الأداء (Guilbault, 2009, 22).

ويتميز الطلاب الموهوبين عن الطلاب العاديين بعدد من الخصائص والسمات من            أبرزها القدرة على محاکاة النظم الرمزية، والقدرة على التفکير بطريقة منطقية، والقدرة على            استخدام المعلومات المختلفة التي يتم تخزينها في الذاکرة من أجل حل المشکلات                المتنوعة، والتفکير بصورة قياسية، والقدرة على نقل المعارف التي تم تعلمها إلى المواقف الجديدة، (Manning, 2006, 67).

وقد بدأ الإهتمام رسمياً بالموهوبين وبرامج رعايتهم في المملکة العربية السعودية، بقرار مجلس الوزراء رقم (779 وتاريخ 16/9/1389هـ)، على مواد وموضوعات تتعلق في اکتشاف الموهوبين ورعايتهم وإتاحة الإمکانات والفرص المختلفة لنمو مواهبهم في إطار البرامج العامة (التويجري ومنصور، 2000، 32).

ثم قد بدأ الاهتمام منذ أواسط القرن العشرين، بمراعاة الفروق الفردية بين الطلبة والتعامل مـعهم على أساس قدراتهم وإمکاناتهم وأنماطهم في التعلم، والاهتمام بتنمية مهارات الاستقصاء وحب الاستطلاع عند الطلبة الموهوبين، وتهيئة المواقف المثيرة لتفکيرهم لممارسة مهارات والبحث العلمي التي تنمي العمليات العقلية وتساهم في فهم العلم (ميکر وشيفر، 2013، 316).

ويشير مصطلح أنماط التعلم في الأساس إلى أنها مزيج من المميزات العقلية والانفعالية والجسمية التي تعمل کمؤشرات ثابتة نسبياً حول کيفية قيام المتعلم باستقبال البيئة التعليمية والتفاعل معها والاستجابة إليها، وتتمثل في أساليب وطرق من السلوک والأداء التي يواجه بها الطالب الخبرات التربوية المقدمة له ويستوعبها ويحفظها ويسترجعها (هبة العيلة، 2011، 49).

ويعد البحث العلمي في کافة أنحاء العالم بمثابة الأداة الرئيسة للنهوض والتقدم والنجاح في کافة مجالات الحياة، مما أدى إلى قيام دول العالم الصناعي المتقدم بوضع ميزانيات ضخمة للبحث العلمي لما له من أهمية في تطوير المجتمعات ورفاه الإنسان، حيث يتميز البحث العلمي بأنه أسلوب لمعالجة المشکلات الانسانية بطريقة منظمة وضمن خطوات متتابعة ومتناسقة، تمهد کل خطوة فيه للخطوة اللاحقة، کما أنه عملية واقعية تجريبية موثوق بنتائجها وقابلة للتکرار والوصول لنفس النتائج أو لنتائج مشابهة في مواقف أخرى (حسين وعبدالله، 2009، 49).

کما أشارت کثير من الدراسات إلى أهمية تنمية مهارات البحث العلمي لدى الطلبة الموهوبين، ومنها دراسة آمنة بنجر وشومان (2006) التي أوصت بضرورة تنمية مهارات البحث العلمي لدى الموهوبين، کما أوصت دراسة اکس يو ودينوودي وتشانج (2012) بضرورة بذل جهود کبيرة لتنمية مهارات البحث العلمي لدى الطلاب.

کما تهدف البرامج الاثرائية للطلاب الموهوبين إلى تمکينهم من استخدام المهارات العلمية في کتابة البحوث القصيرة، واکتشاف آفاقا جديدة من المعرفة وتعويدهم على التعبير عن آرائهم بحرية وصراحة، وإثراءً لمعلوماتهم في مواضيع يختارونها بأنفسهم، وتطوير مهارات التعلم المستقل لديهم في دراسة المشکلات واصدار احکام بشأنها، وتعويدهم على اتباع الأساليب والقواعد العلمية المعتمدة في کتابة البحوث، وعلى استخدام الوثائق والکتب ومصادر المعلومات والربط بينهم للوصول الى نتائج جديدة، وتطوير قدرتهم على معالجة المواضيع بموضوعية ونزاهة ونظام (Davis & Rimm, 1998, 76).

وبناء على ما سبق يرى الباحث أن النهوض بالاکتشافات والنشر العلمي المتکامل وتوظيف المعلومات الجديدة في خدمة المجتمع، وتحقيق التمايز في العلوم والرياضيات والهندسة والتکنولوجيا في جميع المستويات التطبيقية، لا يتحقق الا بإتقان مهارات البحث العلمي واستخدامها کنهج حياة في جميع الميادين، کما يرى بأن کفاءة البرامج الإثرائية تزداد في تحقيق ذلک من خلال استثمارها لأنماط تعلم الطلاب الموهوبين في تطبيق التعلم المتمايز الذي يهدف الى مراعاة الفروق الفردية لهم والإستفادة من إنجازاتهم الابداعية في البحث العلمي لتطوير المجتمع، مما أعطى أهمية خاصة للکشف عن أنماط التعلم لدى الطلاب الموهوبين والتي يزيد استخدامها في برامج تعليمهم من دافعيتهم، وتطور خبرات النجاح لديهم، وتزيد من قدرتهم على إنجاز المهمات الأکاديمية المتنوعة التي تتضمن البحوث وحل المشکلات ، لذا تأتي هذه الدراسة لتکشف عن هذه الأنماط وعلاقتها بمهارات البحث العلمي في منطقة الباحة التعليمية.

مشکلة الدراسة

تلقى حالياً مسألة وتعليم رعاية الطلاب الموهوبين اهتماماً ملحوظاً من قبل المجتمعات والقيادات السياسية والتربوية، حيث تشهد النظم التعليمية في العديد من دول العالم الکثير من التطورّ في إستراتيجيات تدريسها للطلاب الموهوبين، وذلک نتيجة التطور المعرفي والتقني الأمر الذي تطلب بأن يکون الطالب محور العملية التعليمية، حيث أصبح المعلم يمارس دور المسهل والمشرف على العملية التعليمية، مع القيام بتوفير البيئة المناسبة لعملية التعلم، من خلال استخدام أنماطاً تعلمية نشطة وفاعلة، لذلک جاء الإهتمام بأنماط التعلم في برامج رعاية الموهوبين، وذلک تمشياً مع الاتجاهات العالمية الحديثة في هذا المجال (شاهين، 2017، 19).

وبالرغم من کثرة الدراسات التي تناولت أنماط التعلم المختلفة، بما فيها أنماط              التعلم وفق تصنيفHoney & Mumford وکيفية تطبيقها على الطلبة العاديين والموهوبين،            إلا أن الکشف عنها لدى الطلاب الموهوبين، وعلاقتها بدرجة مهارات البحث العلمي التي يمتلکونها، له أهمية خاصة في تطوير برامج الاثراء المقدمة لهم لأنه يوضح کيفية تعلمهم، وبالتالي يوضح للمخططين الأساليب التعليمية التي يجب ان يتم تضمينها في هذه البرامج (Maker & Schiever, 2005, 121).

  ومن خلال خبرة الباحث الميدانية في المدارس الحکومية التي تقدم برامج للطلاب الموهوبين، لاحظ قلة الإهتمام من قبل المعلمين بأنماط التعلم في البرامج الإثرائية التي تعد لهؤلاء الطلاب، مما تولّد لديه الاحساس بالمشکلة، وذلک لکشف نواحي النقص ونقاط الضعف فيما يتعلق بتطبيق هذه الأنماط في برامج تعليم الموهوبين الوطنية، لما لهذه المعرفة من أثر کبير في تفعيل برامج الموهوبين ورعايتهم.

وتأسيساً على ذلک يرى الباحث، أن دراسة العلاقة بين أنماط التعلم التي يتمتع بها الموهوبين بما يمتلکونه من خصائص تحتاج إلى الکشف عن ارتباطها بمهارات البحث العلمي لديهم، التي اکتسبوها من خلال البرامج الاثرائية للموهوبين التي تعرضوا لها، بأنه قد يسهم في عملية          تطوير البرامج المقدمة لهم، لأنه يعد کتغذية راجعة لمخططي هذه البرامج، کما يمکن أن تسهم نتائجها في ﺘﻭﺠﻴـﻪ معلمي ﺍﻟﻁﻼﺏ الموهوبين وجعلهم أکثر کفاءة ﻭﺇﺭشاﺩهم في ﻤﺠﺎل التعرف على أنماط التعلم لدى طلابهم، مما يؤدي إلى تطوير نضجهم المهني ويجعلهم أکثر کفاءة في ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ الأسلوب التعليمي ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ للتعامل مع طلابهم أثناء تدريسهم، ﺤﺴـﺏ ﻗـﺩﺭاتهم ﻭاستعداداتهم، وأنماطهم التعليمية.

أسئلة الدراسة

جاءت هذه الدراسة کمحاولة للتعرّف على أنماط التعلم للطلاب الموهوبين وعلاقتها بمستوى مهارات البحث العلمي لديهم، خاصّة في ظل قدراتهم العقلية العالية والمتعددة، حيث تتشعب أهتمامتهم ومواهبهم مما ﺩعى ﺇﻟﻰ وجود حاجة لهذه الدراسة، والتي تتلخص مشکلتها  في التعرف على أنماط التعلم لدى الطلاب الموهوبين ومدى امتلاکهم لمهارات البحث العلمي والعلاقة بينهما من وجهة نظر الطلاب الموهوبين أنفسهم، والتي يمکن تحديدها بالأسئلة التالية:

  1. ما درجة الأنماط التعلمية لدى الطلاب الموهوبين في منطقة الباحة؟
  2. ما درجة مهارات البحث العلمي لدى الطلاب الموهوبين في منطقة الباحة؟
  3. هل توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05≥ α) بين متوسطات درجات الأنماط التعلمية ومتوسط مهارات البحث العلمي لدى الطلاب الموهوبين في منطقة الباحة؟
  4. هل توجد فروق ذات دلالة احصائية عند مستوى الدلالة (0.05≥ α) بين متوسطات درجات أنماط التعلم لدى الطلاب الموهوبين في منطقة الباحة تُعزى لمتغير المرحلة التعليمية (متوسطة، ثانوي)؟
  5. هل توجد فروق ذات دلالة احصائية عند مستوى الدلالة (0.05≥ α) بين متوسطي درجة مهارات البحث العلمي لدى الطلاب الموهوبين في منطقة الباحة تُعزى لمتغير المرحلة التعليمية (متوسطة، ثانوي)؟

أهداف الدراسة: تسعى الدراسة الحالية إلى الوصول إلى النقاط الآتية:

 1-الکشف عن درجة الأنماط التعلمية لدى الطلاب الموهوبين في منطقة الباحة.

2- الکشف عن درجة مهارات البحث العلمي لدى الطلاب الموهوبين في منطقة الباحة.

3-  الکشف مدى وجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05≥ α) بين درجات الأنماط التعلمية ودرجة مهارات البحث العلمي لدى الطلاب الموهوبين.

4- الکشف عن درجة الفروق ذات الدلالة احصائية عند مستوى الدلالة (0.05≥ α) بين متوسطات درجات أنماط التعلم لدى الطلاب الموهوبين تُعزى لمتغير المرحلة التعليمية (متوسطة، ثانوي)،

 5-الکشف عن الفروق ذات الدلالة احصائية عند مستوى الدلالة (0.05≥ α) بين متوسطي درجة مهارات البحث العلمي لدى الطلاب الموهوبين في منطقة الباحة التي تُعزى لمتغير المرحلة التعليمية (متوسطة، ثانوي).

أهمية الدراسة:

      تتوزع أهمية الدراسة الحالية على جانبين، هما الجانب النظري والجانب التطبيقي، وفيما يلي توضيح لذلک.

أولاً: الأهمية النظرية:

تکتسب الدراسة أهمية نظرية کون الدراسات التي تناولت العلاقة بين المتغيرين قليلة، على حد علم الباحث، وبالتالي المساهمة في المعرفة التراکمية بالمجال، خاصة لدى الموهوبين مما يؤدي إلى بناء برامج تعليميه واثرائية تأخذ بالحسبان مهارات البحث العلمي وأنماط الموهوبين، وبالتالي زيادة فاعلية هذه البرامج وتطور الخدمات التي تقدم للموهوبين في منطقة الباحة بشکل خاص، وفي المملکة العربية السعودية بشکل عام.

وتتلخص الأهمية النظرية للدراسة الحالية من خلال ما تتضمنه النقاط التالية:

  1.  قد تساعد هذه الدراسة الباحثين في مجال الموهبة والتفوق ورعايتهم في شتى المجالات وتربيتهم في على التعرف على أنماط التعلم الملائمة لدى الطلبة الموهوبين، مما يجعلهم يطورون وجهات نظر خاصة  تتناسب مع مواهبهم وقدراتهم واستعداداتهم، ولاسيما من خلال التأکيد على أهمية اکتشاف أنماط التعلم بهدف رعايتها وتنميتها وتوجيهها.
  2.  قد تسهم هذه الدراسة في حث الباحثين في الکليات والجامعات للاهتمام بأنماط التعلم لدى الطلبة الموهوبين وتنمية مهارات البحث العلمي لديهم.
  3.  قد تحث هذه الدراسة باحثين آخرين على إجراء دراسات وأبحاث مشابهة في مراحل دراسية مختلفة وعينات لشرائح أخرى.

ثانياً: الأهمية التطبيقية:

تبرز أهمية الدراسة الحالية التطبيقية من خلال کشفها عن درجة أنماط التعلم التي تعد من أهم البيانات التي يجب جمعها عن الطلاب الموهوبين لتحقيق تفريد التعليم في برامج الإثراء المقدمة لهم، وکشفها عن درجة مهارات البحث العلمي لديهم حيث أن ذلک يمثل تقييماً لبرامج الإثراء المقدمة لهم في مجال تطويرها لهذه المهارات لدى الطلاب الموهوبين، وما يتضمنه ذلک من تطوير سماتهم الوجدانية في مجالات حب الاستطلاع والبحث والاستقصاء وحل المشکلات. ويمکن توضيح الأهمية التطبيقية للدراسة بما يلي:

  1. توجيه المربين والمهتمين بتطوير برامج الموهوبين الإثرائية إلى التعرف على أنماط التعلم ومراعاتها أثناء تقديم البرامج الإثرائية التي ترکز على استخدام مهارات البحث العلمي بما يتناسب مع حاجات الموهوبين.
  2. تکشف الدراسة الحالية عن درجة استخدام مهارات البحث العلمي في البرامج الإثرائية المقدمة للطلاب الموهوبين،
  3. قد تسهم هذه الدراسة في تطوير معرفة المعلمين بطبيعة أنماط التعلم، مما قد يدفعهم إلى استخدامها أثناء تدريسهم لطلبتهم الموهوبين.

مصطلحات الدراسة:

  1. أنماط التعلم (Learning Styles):

يعرف النمط التعلمي بأنه الأسلوب الذي يستخدمه الفرد أثناء عملية تعلمه وتمثله للمعلومات (جبريني، 2010، 46).

وقد اعتمد لغايات الدراسة الحالية، تصنيف Hony,Mufordmلأنماط التعلم الذي يصنف أنماط التعلم إلى أربعة أنماط، هي النشط والتأملي والنظري والنفعي .

وتعرف إجرائياً بأنه الأسلوب الذي يستخدمه الموهوب أثناء عملية تعلمه وحله للمشکلات وتقاس بالدرجة التي يحققها الطالب في أي من الأنماط الأربعة التي يقيسها مقياس الأنماط التعليمة المستخدمة في الدراسة وهي النشط والتأملي والنظري والنفعي.

  1. مهارات البحث العلمي ( (Scientific Research Skills:

تعرّف بأنها مجموعة من المهارات التي تمکن الفرد من إجراء بحث وفقاً للأسس العلمية المتبعة وتتضمن التخطيط، وتجميع البيانات، وفرض الفروض أو إثارة الأسئلة، واختبار صحة الفروض أو الإجابة عن الأسئلة، وکتابة تقرير البحث (النجار والنجار والزعبي، 2013، 13).

  وتعرف إجرائياً بأنها المهارات التي تمکن الموهوب من إجراء البحث العلمي وتتضمن التخطيط, وتجميع البيانات, وفرض الفروض أو إثارة الأسئلة,واختبار صحة الفروض أو الإجابة على الأسئلة, وکتابة التقارير وتقاس بالدرجة الکلية التي يحصل عليها الطلاب الموهوبين على المقياس المستخدم لهذا الغرض في الدراسة الحالية.

  1. الطلاب الموهوبين (Gifted students):

تعتمد الدراسة الحالية على تعريف لطلاب الموهوبين في وزارة التعليم في المملکة العربية السعودية والذي ينص على أنهم الطلاب الذين يوجد لديهم استعداداً أو قدرة غير عادية أو أداء متميز عن بقية أقرانهم في مجال أو أکثر من المجالات التي يقرّها المجتمع، وخاصة في مجالات التفوق العقلي والتفکير الإبداعي والتحصيل الأکاديمي والمهارات والقدرات الخاصة ويحتاج         إلى رعاية تعليمية خاصة لا تستطيع المدرسة تقديمها له في منهج الدراسة العادية الخاصة            ( وزارة التعليم بالمملکة العربية السعودية).

وقد تبنت الدراسة الحالية تعريف الموهبة الذي وضعته وزارة التعليم في المملکة العربية السعودية لأنه تعريف متعدد الأبعاد وشامل لکافة جوانب الموهبة.

   ويعرّف الطلاب الموهوبين إجرائياً لغاية الدراسة الحالية على أنهم الطلاب الذين تم اختيارهم من قبل الإدارة العامة للتعليم بالباحة في المملکة العربية السعودية والذين اجتازوا المقاييس المحددة للکشف عن الموهوبين بالمملکة وصنفوا على أنهم طلاب موهوبين بمنطقة الباحة.

حدود الدراسة:

- الحدود الموضوعية: اقتصر موضوع الدراسة على  عن أنماط التعلم ومهارات البحث العلمي، وتتحدد دقة نتائجها بدقة الأدوات المستخدمة ودقة عملية التطبيق.

- الحدود البشرية : اقتصرت الدراسة الحالية على عينة من الطلبة الموهوبين بمدارس المرحلة المتوسطة والثانوية.

- الحدود المکانية: اقتصرت الدراسة على مدارس المرحلة المتوسطة والثانوية بمنطقة الباحة.

- الحدود الزمانية: تم تطبيق الدراسة الحالية في الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي                (1440/ 2019).

الإطار النظري والدراسات السابقة

أولاً: مفهوم الموهبة

تُعرّف الموهبه في اللغة من (وَهَبَ) له الشيء وهِبَهً، أعطاه إياه بلا عِوض . و(الهِبَةُ) الأعطية بلا عوض أو غرض (المعجم الوسيط، 2004).

ويشير جروان (2015، 43) إلى أن المعاجم العربية والإنجليزية تتفق على أن الموهبة تعني قدرة استثنائية أو استعداداً فطرياً غير عادي لدى الفرد.

وعرف الطالب الموهوب في بداية القرن العشرين، على أنه الطالب الذي يتمتع بقدرات عقلية عالية، أي مستوى ذکاء أعلى من متوسط أقرانه بمقدار انحرافين معياريين، ومع ازدياد الانتقادات إلى التعريفات التقليدية للموهبة التي اعتمدت على بعد القدرة العقلية، ظهرت التعريفات الحديثة التي نادت بتعريف الموهبة بالاعتماد على عدة أبعاد، ومن أشهر هذه التعريفات، تعريف مارلاند ((Marland, 1970 الذي اعتمده مکتب التربية والتعليم في الولايات المتحدة، الذي ينص على أن الطلاب الموهوبين هم أولئک الطلاب الذين يتم تحديدهم من جانب أشخاص مؤهلين على أنهم من ذوي القدرات العالية في الأداء، والذين يتطلبون وجود برامج متنوعة وخدمات کثيرة، تذهب إلى ما هو أبعد من تلک التي يتم إعدادها للطلبة العاديين، حتى يشعروا بمساهماتهم من أجل خدمة أنفسهم، وخدمة المجتمع الذي يعيشون فيه، ومن الذين يثبتون مستوى رفيعاً من التحصيل والأداء في المجالات الفکرية والأکاديمية، مع الإبداع الواضح في الفکر والقيادة والفن وحرکات الجسم المختلفة (سعادة، 2010، 19).

ويعرف العزة (2011، 23) الموهبة بأنها المعرفة والمهارة والقدرة والخصائص المرتبطة بمجالات الأداء العالية؛ والتي يجب على الفرد أن يمتلکها ليؤدي عمله بالشکل المطلوب.

ثانياً: خصائص الموهوبين العقلية والمعرفية والتعلمية

تکشف الدراسات النفسية عن أن الموهوبين يتميزون بسمات محددة سواء من الناحية الجسمية أو العقلية أو الاجتماعية أو الانفعالية، ومعرفة مثل هذه السمات يساعدنا على التعرف عليهم، کما أنه يجعلنا نهيئ المناخ المناسب لرعايتهم. ومن أهم هذه الخصائص الخصائص المعرفية ،وذلک لانه يتم ملاحظتها من خلال تفوقهم في العملية التعلم ، لأنها تؤدي الى سرعة عملية تعلمهم واتصافها بالتجريد والتعقيد مما يميزهم عن أقرانهم في مرحلة مبکرة من نموهمالعقلي بشرط توافر الرعاية السليمة، حيث أنّه بغيابها فقد تختفي کثير من هذه الخصائص بسبب حساسية الموهوب، وقد يؤدي إلى جعلها قوى سلبية معيقة للتعلم، ولذلک ينبغي أن تفهم الخصائص العقلية المعرفية في ضوء الاعتبارات التي ذکرها جروان ( 2015 ،56) وهي:

‌أ.         أن الموهوبين ليسوا مجتمعاً متجانساً، ولن يتوقع أن يظهر کلهم نفس الخصائص أو السمات العقلية المعرفية، بل يظهرون مدى شاسعاً من الفروق الفردية، وليس هناک خاصية واحدة تمثل الموهبة بشکل قاطع، وکلما ازدادت درجة الموهبة عند الفرد کلما ازدادت درجة تفرده عن غيره.

‌ب.     أن الخصائص العقلية المعرفية ليست ثابتة أو جامدة ولکنها تتطور من خلال التفاعل مع البيئة بدرجات متفاوتة، وکذلک فإنه ليست جميع خصائص الموهوبين إيجابية، فهناک العديد من الخصائص التي يعتبرها المجتمع سلبية أو غير مرغوب فيها.

وأوضح جروان (2015، 106) أنه في ضوء تعريف مکتب التربية الأمريکي کما ورد في تقرير "ميرلاند" عن الطلبة الموهوبين، فإنه يحدد عدة خصائص أساسية للطلبة الموهوبين، حيث يندرج تحت کل خاصية مجموعة من الخصائص توضح ما يتمتع به هؤلاء الطلبة وذلک على النحو التالي:

‌أ.          قدرات عقلية عامة: استنباط الأشياء المجردة، والملاحظة الدقيقة، واستثارة الأفکار الجديدة  والاستمتاع بفرض الفروض، والتعلم بسرعة، واستخدام المفردات استخداماً جيداً، والأخذ بزمام المبادرة، وحب الاستطلاع والبحث العلمي.

‌ب.      قدرات أکاديمية خاصة: القدرة على التذکر بشکل کبير، واستيعاب المعلومات بشکل لافت، وسرعة اکتساب مهارات أساسية في المعرفة والقراءة بتوسع وتشعب، والنجاح بتفوق في مجال الدراسة، والسعي بحماس ونشاط لإشباع الاهتمامات الخاصة.

‌ج.       قدرات إبداعية: مثل التفکير المستقل، والأصالة في التفکير والتعبير اللفظي والکتابي وإدراک أبعاد المشکلات وطرح البدائل المتعددة لحلها، وسرعة البديهة، والاختراع والابتکار والقدرة على الارتجال، وعدم الاکتراث بالاختلاف عن المجموعة.

ويرى الباحث من خلال عرض الخصائص العقلية السابقة، أهمية الکشف عن أنماط التعلم  ومهارات البحث العلمي لدى الطلاب الموهوبين، لمساعدة المعلمين في تخطيط وتنفيذ برامج الإثراء المقدمة لهم، التي يمکن أن تساهم في تطوير مهارات البحث العلمي، مما يزيد في أهمية الدراسة الحالية.

رابعاً: أهداف برامج رعاية الموهوبين

يشير مفهوم برامج الموهوبين إلى الجهود الموجهة للارتقاء بالطلاب الموهوبين إلى المستوى المناسب لاستخدام قدراتهم العقلية، وتهدف البرامج التربوية الموجهة للموهوبين إلى تقوية قدرات الموهوبين والمتميزين عقليا، وتطوير استراتيجياتهم في التفکير مثل الاستيعاب والتطبيق والتحليل والترکيب والتقييم فالموهوب يختلف عن أقرانه في طريقة تفکيره، حيث إن الصف العادي ببرامجه التعليمية التقليدية يبدو غير مقبول وغير مناسب للطلاب الموهوبين لأنه يحد من إمکانياتهم، حيث أن المنهج الدراسي التقليدي قد يفرض قيوداً حقيقية على الطالب الموهوب (سليمان، 2004، 32).

وبين جروان (2015، 90) أن أهداف برامج الطلاب الموهوبين تتمثل في التالي:

  1. الأهداف العامة، تهدف إلى مساعدة الطلاب الموهوبين على النمو السوي والتکيف الإيجابي في  المجالات الإنفعالية والمعرفية والمهنية، ومساعدة المعلمين وأولياء أمور الطلاب الموهوبين على فهم خصائصهم وتطوير أساليب فعالة في التعامل معهم وتلبية إحتياجاتهم.
  2. الأهداف الخاصة، تهدف إلى تطوير مفهوم الذات ليکون أکثر واقعياً وإيجابياً وتقبله، والإعتراف بعناصر الضعف والقوة الذاتية والعمل على تحسينها، وتنمية مفهوم العلاقات الإنسانية ومهارات الإتصال مع الأخرين، وتطوير مهارات حل الصراعات والمشکلات وإتخاذ القرار والتفکير الناقد والإبداعي وأساليب خفض التوتر، والعمل على توعية المعلمين بخصائص الطلاب الموهوبين.

المحور الثاني: أنماط التعلم

أولاً: مفهوم النمط التعليمي

خصائص الموهوبين المعرفية تفرض أنماطاً تعلمية لدى الطلاب الموهوبين تختلف عن العاديين فالأنماط التعلمية  تکشف عن أساليب تأثير المجالات البيئية والانفعالية والاجتماعية والفسيولوجية التي تمثل الطلبة للمعلومات والمهارات المختلفة واحتفاظهم بها، ويتکون النمط التعلمي من سلوکات قابلة للملاحظة تعکس صفات عقلية محددة، وتوضح کيفية ارتباط الطالب بالعالم وکيف يحدث التعلم لديه.

 وتکشف أنماط التعلم عن أفضل أساليب التعليم  وأکثرها فاعلية في تعليم الموهوبين من غيرها، فبعض الطلاب الموهوبين  لا يقبلون على الإنجاز إلا إذا کانوا مستعدين لها، وبعضهم يحبون المغامرة والإثارة ويتأقلمون مع الأوضاع الجديدة، وبعضهم يبحث عن التطبيقات العلمية والمسائل ذات الحلول المفتوحة في حين يفضل البعض الآخر التعامل مع الأوضاع التي تحتمل حلاً واحداً (Dunn & Dunn, 2002, 58).

ثانياً: نماذج تصنيف أنماط التعلم

يشير الأدب التربوي إلى وجود تصنيفات کثيرة يمکن استخدامها للتعرف على أنماط تعلم الطلبة، وبالرغم من اختلاف تلک التصنيفات إلا أنها تتشابه في کثير من الخصائص في تحديد أنماط التعلم لدى الطلبة، ومن أهم نماذج تصنيفات أنماط التعلم ما يلي:

  1. نموذج Kagan لسعة الإدراک، ويرکز على سرعة ودقة الاستجابة، وتصنف الطلبة حسب سعــة الإدراک إلى فئتين: فئة المندفعين، وفئة المتأملين، کما أن هذه القائمة تميز بين فئتين من المتعلمين فئة التحليليين وهم الذين يحددون الأجزاء التفصيلية الهامة ويحاولون بناء نموذج لما تم تعلمه، وفئة الکليين وهم الذين يرکزون على الصورة الکلية والفکرة المستخلصة من المادة التعليمية (Doyle & Rutherford, 1984, 85).

2. نموذج ديفيد کولب (Kolb, 1984)  وفيما يلي توضيح أنماط کولب للتعلم:

‌أ.         نمط التجميع: ويتميز بالمفاهيم المجردة والتجريب النشط، کما أنه مفيد في صناعة التطبيقات العملية الخاصة بالأفکار واستخدام المنطق الاستنتاجي لحل المشاکل (Kolb, 2005, 71). 

‌ب.     نمط الاختلاف: ويميل نحو التجربة الملموسة والمشاهدة التأملية، ويتميز بکونه تخيلي، ومفيد في طرح الأفکار ورؤية الأشياء من منظور مختلف (Kolb, 2005, 71). 

‌ج.      نمط الاستيعاب: ويتميز بالمفاهيم المجردة والمشاهدة التأملية، وهو قادر على خلق نماذج نظرية عن طريق الاستدلال الاستقرائي (Kolb, 2005, 74).

‌د.        نمط التکيف: ويستخدم الخبرات الملموسة والتجارب الفعلية، وهو مفيد في التداخل الفعال مع العالم بالإضافة إلى فعل الأشياء بدلاً من القراءة والدراسة (Kolb, 2005, 75).

3. نموذج هني وممفورد (  (Honey & Mumford, 1986

ويصف نموذج هني وممفورد لأنماط التعلم، السلوکات والاتجاهات التي تحدد طريقة التعلم المفضلة لدى الطلبة، موزعة بالتساوي على أربعة أنماط تعلمية هي: النشط، والمتأمل، والنظري، والنفعي، وفي الدراسة الحالية استخدمت هذه القائمة لتحديد النمط التعلمي لدى أفراد عينة الدراسة. وفيما يلي وصف لها:

‌أ.         النشط: يتسم الطالب صاحب هذا النمط بأنه عملي ويحب أن يجرب عمل الأشياء ولو          لمرة واحدة، ويفضل العمل في مجموعات،ويميل للمشارکة في النشاطات، حيث يتعلم من خلال الانخراط في العمل مع الآخرين ويحب ممارسة الخبرات الجديدة ويجد فيها متعة، ويوّلد کثيراً من الأفکار تحت ضغط الوقت، ويستمتع بقيادة الاجتماعات والمناقشات (Honey & Mumford, 2000, 58).

‌ب.     المتأمل: ويتسم الطالب صاحب هذا النمط بأنه يأخذ وقت للتفکير قبل اتخاذ القرار، وأنه ينظر ويتامل فيما قام به قبل الانتقال إلى الخطوة التالية، ويتعلم بشکل أفضل عندما يأخذ فرصة للتريث والتفکير ومراجعة النشاطات، ويستمتع بالقيام بجمع المعلومات لکتابة تقرير رصين (Honey & Mumford, 2000, 58).

‌ج.      النظري: ويتسم الطالب صاحب هذا النمط بأنه يحاول ربط الأفکار الجديدة بما عنده من معلومات، ويتعلم بشکل أفضل عندما يکون هناک متسع من الوقت لاستکشاف الترابطات والعلاقات بين الأفکار والمواقف بشکل منهجي، وخاصة عندما يوضع في موقف ذي بنية منظمة له هدف واضح ينظر إلى الأمور نظرة کلية، ويقرأ الأفکار ويربطها بغيرها، ولديه القدرة على متابعة القضايا المعقدة بشکل منطقي، وتقديم الحجج التي تدعم وجهة نظره، ويستطيع التحليل وتحديد نقاط القوة والضعف (Honey & Mumford, 2000, 59).

‌د.        النفعي: ويتسم الطالب صاحب هذا النمط بأنه يحب تجريب الأفکار الجديدة وممارسة مهاراته، والحصول على مکافئة نتيجة قيامه بالأعمال بشکل صحيح وهو قادر على تقدير فوائد ما يقوم به قبل القيام به، ويتعلم بشکل أفضل من النشاطات التي تربط بين النظرية والتطبيق (Honey & Mumford, 2000, 61).

وقد تم إعتماد هذا هوني وممفورد للدراسة الحالية لأنه من أشهر النماذج المستخدمة في بناء المناهج الدراسية والبرامج الدراسية لأنه، حسب وجهة نظر الباحث، يتناسب مع خصائص الطلاب الموهوبين ومخرجات البرامج الاثرائية المقدمة لهم التي تطور لديهم التعلم المستقل والنشط والتفکير التاملي واکتشاف العلاقات والتعامل مع المسائل النظرية.

مفهوم البحث العلمي

وتعددت التعريفات وتنوعت للبحث العلمي تبعاً لأهدافه ومجالاته ومناهجه، ولکن معظم تلک التعريفات تلتقي حول التأکيد على دراسة مشکلة ما بقصد حلها، وفقا لقواعد علمية دقيقة، ويتکون مصطلح البحث العلمي من کلمة بحث وهو مصدر الفعل الماضي ومعناه تتبع، سأل، تحرى، تقصى، حاول، طلب، وبهذا يکون معنى البحث هو: طلب وتقصي حقيقة من الحقائق أو أمر من الأمور، وهو يتطلب التنقيب والتفکير والتأمل وصولاً إلى شيء يريد الباحث الوصول إليه، أما کلمة العلمي، فهي کلمة منسوبة إلى العلم، والعلم يعني المعرفة والدراية وإدراک الحقائق، والعلم في طبيعته طريقة تفکير وبحث أکثر مما هو طائفة من القوانين الثابتة، وهو منهج أکثر مما هو مادة للبحث ومتأثر بتجربة الإنسان وخبرته (عمر، 2002، 10).

ويمکن تلخيص أهم الاتجاهات في تعريف البحث العلمي کما يلي:

  1. تعريفات البحث العلمي کفن هادف وعملية لوصف التفاعل المستمر بين النظريات والحقائق، من أجل الحصول على حقائق ذات معنى، وعلى نظريات ذات قوى تنبؤية.
  2. تعريفات البحث العلمي کمحاولة لاکتشاف المعرفة والتنقيب عنها وتنميتها، وفحصها وتحقيقها بتقص دقيق ونقد عميقن ثم عرضها عرضا متکاملا، ويسهم في تحسين نوعية الحياة.
  3. تعريفات البحث العلمي کحل لمشکلة من خلال الاستخدام المنظم لعدد من الأساليب والإجراءات للحصول على أفضل حل لمشکلة ما، عما يمکننا الحصول عليه بطرق أخرى، وهو يفترض الوصول إلى نتائج ومعلومات أو علاقات جديدة لزيادة المعرفة للناس أو التحقق منها (ابو راوي، 2012، 23).

مهارات البحث العلمي : - تتعدد مهارات البحث العلمي وتختلف باختلاف أساليب البحث ومواضيعه وأغراضه، إلا أن هناک قواسم مشترکة بين الأبحاث والمهارات التي تستخدمها، حيث أشار ليداو إلى أهمية تنمية مهارات البحث العلمي الأساسية لدى الطلاب الموهوبين، وصنفها إلى مهارة التخطيط التي تتضمن تحديد الموضوع ومصادر المعلومات وتحديد معايير التقويم للمعلومات المجموعة، ومهارة جمع المعلومات التي تتضمن تحديد مکان المعلومات وکيفية جمعها، ومهارة معالجة المعلومات التي تتضمن تقييم المعلومات واختبارها وتنظيمها وتسجيلها واکتشاف الروابط والدلالات فيما بينها، واستخراج نتائج منها، ومهارة مشارکة المعلومات التي تتضمن کتابة تقرير البحث وتفسير النتائج وتقويمها (Laidlaw, 2012, 775).

   والواقع أن مهارات البحث رغم التصنيفات المختلفة تعد قدرة واحدة، لا تنفصل لأن هذه التصنيفات تعتمد على تقسيمات إجرائية هدفها تسهيل عملية تعلم هذه المهارات، رغم أن         جميعها مرتبطة ببعضها البعض ولا يمکن فصلها من الناحية العملية التطبيقية، لذا تم اعتماد الدرجة الکلية لهذه المهارات واعتبرت سمة واحدة لأغراض الدراسة الحاليةيمکن تلخيص مهارات البحث العلمي

إجراءات البحث:

منهجية الدراسة :استخدم الباحث المنهج الوصفي الارتباطي في تصميم الدراسة، حيث استخدم هذا المنهج للکشف عن أنماط التعلم وعلاقتها بمهارات البحث العلمي لدى الطلاب الموهوبين بمنطقة الباحة، وذلک لملائمته أغراض الدراسة الحالية.

مجتمع الدراسـة : - تکون مجتمع الدراسة الحالية من جميع الطلاب الذکور الموهوبين بالمرحلة المتوسطة والثانوية، في الفصل الأول من العام الدراسي (1440ه/2019م) في منطقة الباحة والبالغ عددهم (1311).

عينة الدراسة : - تتألف عينة الدراسة الحالية مما يلي:

  1. العينة الاستطلاعية: بلغ عددها (36) طالباً موهوباً، بواقع (18) طالباً من المرحلة المتوسطة و(18) طالباً من المرحلة الثانوية، تم اختيارهم بالطريقة العشوائية، وتم تطبيق أدوات الدراسة عليهم بهدف التحقق من صدقهما وثباتهما.

عينة الدراسة الرئيسية: تکونت من (217) طالبًا موهوبًا موزعين على المرحلتين المتوسطة والثانوية بمنطقة الباحة، والذين تم اختيارهم بالطريقة العشوائية الطبقية، حيث کانت نسبة تمثيل العينة للمجتمع بواقع (16.55%).

أدوات الدراسة: استخدمت الدراسة الحالية مقياسي أنماط التعلم ومهارات البحث العلمي، وفيما يلي تفصيل لإجراءات استخراج دلالات الصدق والثبات لکل منهما:

الأداة الأولى: مقياس أنماط التعلم

1. صدق المقياس: حيث تم استخراج انواع الصدق التالية:

أ. صدق المحکمين: للتحقق من صدق المقياس، تمّ عرضه بصورته الأوليّة على (15) محکم من ذوي الاختصاص في مجال التربية الخاصة وعلم النفس في جامعة الباحة، والملحق (4) يبين اسماؤهم، حيث طلب منهم إبداء رأيهم في مدى ملاءمة الأبعاد التي ضمّها المقياس لقياس أنماط التعلم، ومدى ملاءمة الفقرات لقياس تلک الأنماط لدى الطلاب الموهوبين، حيث تم الأخذ برأيهم وحذف الفقرات المتشابهة، حيث تم حذف (20) فقرة بناء على أراء المحکمين، وأصبح المقياس في صورته النهائية، يتکون من (61) فقرة.

ب. صدق البناء: ولغايات استخراج صدق البناء للمقياس الحالي تم تطبيق المقياس على العينة الاستطلاعية المکونة من (36) طالباً، حيث تم حساب صدق البناء من خلال  حساب       معامل الارتباط بين درجة کل فقرة من الفقرات والبعد (النمط) الذي تنتمي إليه، والجداول             (3، 4، 5، 6) تبين أنّ معاملات الارتباط بين الفقرات والأبعاد التي تنتمي إليها جميعها مناسبة ودالة إحصائياً عند مستوى (a ≤ 0.05)، ويشير ذلک إلى صدق بناء مناسب لغايات الدراسة الحالية.

2. ثبات المقياس : ولغايات الدراسة الحالية تم تطبيق المقياس على أفراد العينة الاستطلاعية وعددها (36) طالباً من مجمتع الدراسة، حيث تم حساب الثبات باستخدام طريقة کرونباخ لاستخراج معامل ألفا للثبات، وقد تراوحت القيم التي تم التوصل إليها وفق تطبيق المعادلة على بيانات العينة الاستطلاعية للمقياس القيم (0.86 – 0.92)، فيما بلغت القيمة للمقياس ککل (0.88) وهي قيم مرتفعةُ وتحقق معيار ثبات للمقياس يناسب الدراسة الحالية.

ثانيا: مقياس مهارات البحث العلمي

أ‌.         صدق المحکمين وللتحقق من صدق المقياس، تمّ عرضه بصورته الأوليّة (الملحق 3) على (15) محکمين من ذوي الاختصاص في مجال التربية الخاصة وعلم النفس والملحق (4) يبين اسماؤهم، حيث طلب منهم إبداء رأيهم في مدى ملاءمة الفقرات لقياس مهارات البحث العلمي لدى الطلاب الموهوبين. وقد تم اعتماد اتفاق المحکمين على صلاحية جميع الفقرات وإلغاء الأبعاد من المقياس بحيث تقيس مهارات البحث العلمي کسمة کلية واحدة، والملحق (4) يبين المقياس في صورته النهائية، والذي تکون من (46) فقرة تقيس مهارات البحث العلمي       کسمة واحدة.

ب‌.     صدق البناء ولغايات استخراج صدق البناء للمقياس الحالي تم تطبيق المقياس على العينة الاستطلاعية المکونة من (36) طالباً، حيث تم حساب معامل الارتباط بين درجة کل فقرة من الفقرات مع الدرجة الکلية للمقياس، کما في جدول (9) والذي يبين أنّ معاملات الارتباط بين الفقرات والدرجة الکلية للمقياس جميعها عالية ودالة عند مستوى (a = 0.05)، ويشير ذلک إلى تحقق معيار الصدق البنائي في المقياس وبالتالي يُعطي الثقة في استخدامه لمعرفة درجة مهارات البحث العلمي الطلاب لدى الموهوبين.

ثبات مقياس مهارات البحث العلمي

ولغايات الدراسة الحالية تم تطبيق المقياس على أفراد العينة الاستطلاعية وعددها (36) طالبا، حيث تم حساب الثبات باستخدام طريقة کرونباخ لاستخراج معامل ألفا للثبات وکذلک طريقة جتمان للتجزئة النصفية، وقد بلغت القيمة التي تم التوصل إليها وفق تطبيق المعادلتين على بيانات العينة الاستطلاعية للمقياس (0.90) و(0.87) على التوالي وهي قيم مرتفعةُ وتحقق الثبات للمقياس وبالتالي يمکن استخدام المقياس.

نتائج البحث:

  1. أن أکثر أنماط التعلم شيوعاً لدى الطلاب الموهوبين افراد عينة الدراسة (النمط النشط) حيث بلغ متوسطة الحسابي (4.56) بإنحراف معياري (0.92)، ثم النمط المتعلم (النظري) بالرتبة الثانية، حيث بلغ متوسطة الحسابي (2.91) بإنحراف معياري (0.88)، وجاء النمط التعلمي (المتأمل) بالرتبة الثالثة، حيث بلغ متوسطة الحسابي (3.72) بإنحراف معياري (0.81) وجاء نمط التعلم (النفعي) بالرتبة الرابعة وبدرجة متوسطة حدية، حيث بلغ متوسطة الحسابي (2.62) بإنحراف معياري (0.84).
  2.  جاءت درجة مهارات البحث العلمي متوسطة وبلغت (3.26)، لدى الطلبة الموهوبين أفراد عينة الدراسة.
  3. جاءت معاملات الارتباط بين مهارات البحث العلمي وأنماط التعلم الأربعة وفق هني وممفورد جميعها موجب ومتوسط ودال إحصائياً، حيث کان الارتباط بين متوسط مهارات البحث العلمي والنمط النظري أعلى قيمة بمعامل ارتباط (0.591)، يليه معامل الارتباط مع النمط النشط (0.565)، ويليه معامل الارتباط مع النمط المتأمل (0.427) وفي المرتبة الأخيرة جاء معامل الارتباط مع النمط النفعي (0.216)، وکانت جميع معاملات الارتباط هذه دالة عند مستوى دلالة (a ≤ 0.05) ما عدا معامل الارتباط مع النمط النظري حيث جاء بمستوى دلالة أقل من (a ≤ 0.01).

توصيات الدراسة : -

      في ضوء ما أسفرت عنه نتائج الدراسة الحالية، ومن خلال الإطار النظري والدراسات السابقة، يوصي الباحث بما يلي:

  1. تطبيق أنماط تعلم الطلاب الموهوبين والاستفادة منها في إرشادهم وتوجيههم المهني ومراعاة الفروق فيما بينهم أتناء تطبيق البرامج التعليمية لهم  وتهيئة المواقف بما يناسب کل فرد تبعاً لنمطه.
  2. دراسة أبعاد أخرى من أنماط التعلم غير المعتمد في الدراسة الحالية مثل النمط النفسي حسب نموذج دن ودن (الشمولي، أو التحليلي).
  3. تدريب المعلمين وحثهم على التنويع في أساليب تعليمهم قدر الإمکان، حتى تتم مراعاة أکبر قدر ممکن من أنماط تعلم الطلاب.

مقترحات الدراسة

  1. إجراء المزيد من الدراسات عن مهارات البحث العلمي وأنماط التعلم لدى الموهوبين في المراحل الدراسية المختلفة.
  2. دراسة فاعلية برامج إرشادية لتطوير أنماط التعلم لدى الطلبة الموهوبين.


المراجع

أولا: المراجع العربية:

أبو شقير، محمد وأبو شعبان، سمر. (2006). أثر استخدام WebCT على تنمية مهارات البحث العلمي لدى طالبات کلية التربية في الجامعة الإسلامية بغزة. مؤتمر البحرين الأول للتعليم الالکتروني.

آل مقبل، علي ناصر. (2014). مهارات البحث العلمي لدى طلبة کلية التربية بجامعة طيبة. مجلة اتحاد الجامعات العربية للبحوث في التعليم العالي، 34(2).

إبراهيم، محمد عبد الرزاق. (2011). مهارات البحث التربوي. دار الفکر ناشرون وموزعون، عمان.

جانييه، فرانسوا. (2012). مفاهیم الموهبة. ترجمة، داود القرنة وخلود الدبابنة وأسامة البطاینة. الریاض، مکتبة العبیکان.

جبريني، مصون نبهان. (2010). نظام تفاعلي ذکي من أجل التعليم على الشبکة العنکبوتية. کلية العلوم، جامعة حلب.

جروان، فتحي. (2015). الموهبة والتفوق والإبداع. عمان، دار الفکر للطباعة والنشر.

جروان، فتحي. (2008). أساليب الکشف عن الموهوبين والمتفوقين ورعايتهم (ط1). عمان، دار الفکر للطباعة والنشر والتوزيع.

American Society for Training and Development (ASTD) (2007). Individual Learning styles. Retrieved May 20, 2009, From the web Site: http//www.astd.org/Content/Publications/AST Dlearning system/

Davis, Gary A., & Rimm, Sylvia B. (2001). Education of the Gifted and Talented. 4th ed. Pearson Education Company. USA.

Surhone, L. M., (2010). Scheffé's Method, London:  Mueller publications.

Whitlock. M. Sue & Joseph P. DuCette (2012). Outstanding and Average Teachers of the Gifted: A Comparative Study. Journal Citation Reports.

Woolhouse, MarianBlaire, Trixi (2003). Learning styles and retention and achievement on a two-year A-level programme in a Further Education College. Journal of Further and Higher Education, 27(3), pp. 257-269.

 

المراجع
أولا: المراجع العربية:
أبو شقير، محمد وأبو شعبان، سمر. (2006). أثر استخدام WebCT على تنمية مهارات البحث العلمي لدى طالبات کلية التربية في الجامعة الإسلامية بغزة. مؤتمر البحرين الأول للتعليم الالکتروني.
آل مقبل، علي ناصر. (2014). مهارات البحث العلمي لدى طلبة کلية التربية بجامعة طيبة. مجلة اتحاد الجامعات العربية للبحوث في التعليم العالي، 34(2).
إبراهيم، محمد عبد الرزاق. (2011). مهارات البحث التربوي. دار الفکر ناشرون وموزعون، عمان.
جانييه، فرانسوا. (2012). مفاهیم الموهبة. ترجمة، داود القرنة وخلود الدبابنة وأسامة البطاینة. الریاض، مکتبة العبیکان.
جبريني، مصون نبهان. (2010). نظام تفاعلي ذکي من أجل التعليم على الشبکة العنکبوتية. کلية العلوم، جامعة حلب.
جروان، فتحي. (2015). الموهبة والتفوق والإبداع. عمان، دار الفکر للطباعة والنشر.
جروان، فتحي. (2008). أساليب الکشف عن الموهوبين والمتفوقين ورعايتهم (ط1). عمان، دار الفکر للطباعة والنشر والتوزيع.
American Society for Training and Development (ASTD) (2007). Individual Learning styles. Retrieved May 20, 2009, From the web Site: http//www.astd.org/Content/Publications/AST Dlearning system/
Davis, Gary A., & Rimm, Sylvia B. (2001). Education of the Gifted and Talented. 4th ed. Pearson Education Company. USA.
Surhone, L. M., (2010). Scheffé's Method, London:  Mueller publications.
Whitlock. M. Sue & Joseph P. DuCette (2012). Outstanding and Average Teachers of the Gifted: A Comparative Study. Journal Citation Reports.
Woolhouse, MarianBlaire, Trixi (2003). Learning styles and retention and achievement on a two-year A-level programme in a Further Education College. Journal of Further and Higher Education, 27(3), pp. 257-269.