مهارات اکتشاف ورعاية الموهوبين لغويا ومدى توافرها لدى معلمي اللغة العربية

                                     کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

                       =======

مهارات اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویا ومدى توافرها

لدى معلمی اللغة العربیة

إعــــــــــداد

أ.د/ عبد الرازق مختار محمود              

کلیة التربیة – جامعة أسیوط

أ.د/ عبد الوهاب هاشم سید                 

کلیة التربیة – جامعة أسیوط

  أسماء عثمان محمد إبراهیم               

کلیة التربیة – جامعة أسیوط

Asmaaothman1996@yahoo.com

}     المجلد السادس والثلاثون– العدد السابع -  یولیو 2020م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

ملخص البحث:

    هدف البحث الحالی إلى تعرُّف مهارات اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویا لدى معلمی اللغة العربیة بالمرحلة الإعدادیة، وقیاس مدى توافرها لدیهم. واعتمد البحث المنهج الوصفی عند إعداد الإطار النظری للبحث,  والمنهج التجریبی باستخدام التصمیم شبه التجریبی ذی المجموعة الواحدة, عند إجراء تجربة البحث وتطبیق أدواته. وتم إعداد قائمة بمهارات اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویًا اللازمة لمعلمی اللغة العربیة بالمرحلة الإعدادیة بلغت (21) مهارة مندرجة تحت محورین، محور اکتشاف الموهوبین، واندرج تحته (10) مهارات، ومحور رعایة الموهوبین، واندرج تحته (11) مهارة ، وبطاقة ملاحظة لقیاس هذه المهارات، وتطبیق البحث على مجموعة من معلمی اللغة العربیة بمدارس إدارة أبنوب التعلیمیة، بمحافظة أسیوط، بلغ عددهم (30) معلمًا ومعلمة.

      وبتطبیق المقیاس المعد لقیاس مهارات اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویًا اللازمة لمعلمی اللغة العربیة، اتضح ضعف مستوى معلمی اللغة العربیة مجموعة البحث فی مهارات اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویًا المحددة بالبحث عند المحورین الرئیسین ( مهارات اکتشاف الموهوبین – رعایة الموهوبین لغویا).

     لذا یوصی البحث بضرورة الاهتمام بتنمیة مهارات اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویًا اللازمة لمعلمی اللغة العربیة بالمرحلة الإعدادیة , وبناء برامج تعلیمیة تساعد فی تنمیة هذه المهارات لدیهم, واستخدام الأسالیب والإستراتیجیات التدریسیة وورش العمل المناسبة لذلک, وفی نهایة البحث تم تقدیم مجموعة من التوصیات والمقترحات.

الکلمات المفتاحیة: مهارات اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویا، معلمی الموهوبین لغویًا.

Abstract:

The aim of the current research is to identify the skills of discovering and caring linguistically gifted students for the Arabic language teachers in the preparatory stage, and to measure the availability of these skills.

The research adopted the descriptive approach when preparing the theoretical framework for the research, and the experimental method using semi-experimental design of a single group, when you perform a search experience and application tools.

A list of the skills of discovering and caring linguistically gifted pupils necessary for preparatory school teachers in middle school was prepared. It reached (21) skills under two points, the focus of gifted discovery, this point included (10) skills.

The second point is Nurturing talented students, this point included (11) skills.

Also a note card to measure these Skills and apply this research on a group of Arabic language teachers in the administration of Abnoub Educational Schools, Assiut Governorate, their number reached (30) male and female teachers.

By applying the scale prepared to measure the skills of discovery and caring linguistically gifted required for Arabic language teachers, It turned out the weakness of the level of Arabic language teachers in discovering the skills of talented students that is necessary for teachers of Arabic language at the specific these points (Gifted Discovery Skills - Linguistically Talented Nurturing).

Therefore the research recommend to emphasis the importance of developing the skills to discover and nurture the linguistically talented ones necessary for Arabic language teachers in the preparatory stage, create new educational programs to support theses dimensions,  and apply the appropriate teaching strategies and techniques, at the conclusion of the research some recommendations and proposals were given.

Keywords: linguistically gifted nurturing skills, linguistically gifted teachers.

مقدمة:

     یشهد العالم حالیًا حرکة سریعة من التقدم والتطور فى شتى المجالات، ولما کانت التربیة هى التى تسهم فى رقی المجتمعات وتطورها کان لزامًاعلیها اکتشاف الموهوبین؛ لأنهم الفئة  التى تسهم فى صنع الاکتشاف والإبداع، لذا تعد عملیة اکتشاف الموهوبین ورعایتهم ضرورة عصریة، ونظرًا لأن المعلم له الدور الأعظم فى العملیة التربویة، وفی عملیة اکتشاف ورعایة الموهوبین، تعد عملیة إعداد برامج تدریبیة للمعلمین المدخل الطبیعى لاکشاف ورعایة الموهوبین وإطلاق طاقاتهم.

     وإذا کان الاهتمام بالموهوبین عامةً مهمًا وضروریًا؛ فإن الاهتمام بالموهوبین لغویًاً على وجه الخصوص أکثر أهمیة وضرورة؛ لأن التفوق اللغوی عامل أساس من عوامل التفوق فی المواد الدراسیة الأخرى، وفی میادین الحیاة المختلفة؛ ولأننا فی حاجة إلى هؤلاء الموهوبین فی مجتمعنا العربی المعاصر(محمد جابر،11،2005).

       ولیس هناک شک فى أن المعلم یؤدی دورًا رئیسًا فى برامج التعلیم بأنواعه ومراحله المختلفة، إلا أن هذا الدور یزداد أهمیة وتأثیرًا فى مجال تعلیم الموهوبین، حیث ترصد الدراسات أن الطلاب الموهوبین أکثر تأثرًا بالمعلم من أقرانهم غیر الموهوبین ( 2003.588،croft).

     وعلى الرغم من المحاولات التى بذلت وتبذل فی مجال اکتشاف ورعایة الموهوبین           على اختلاف فئاتهم إلا أنه فیما یبدو أن معلم الفئات الخاصة ما زال فى حاجة إلى مزید من الاهتمام، کما أن ضعف المستوى الفنى لمعلمى الفئات الخاصة یعدُ من القضایا الملحة فى النظام التربوى المصرى (إبراهیم عباس،330،2003).

     ومن هنا تبرز أهمیة الدور الذى یمکن أن یؤدیه المعلم فى مدارس التعلیم العام؛ لیسهم         فى سد الکثیر من الفجوات، وتقدیم فرص تربویة لجمیع الطلبة لإبراز مواهبهم وتنمیتها             (عبد الله محمد،68،2007)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) یتم التوثیق بذکر: (الاسم الأول والثانی للمؤلف, سنة النشر, رقم الصفحة).

     وفی هذا الصدد أشارت مجموعة من الدراسات إلى أهمیة تدریب المعلمین على اکتشاف ورعایة وتنمیة مواهب المتعلمین فی مراحل التعلیم المختلفة, ومنها دراسة: فهد عبد الرحمن (2007) التى هدفت إلى تطویر قائمة کفایات معلم الموهوبین فى المملکة العربیة السعودیة، کما هدفت دراسة نایل یوسف (2001) إلى وضع برنامج تدریبى لمعلمی اللغة العربیة لتنمیة مهارات التدریس الإبداعى لدیهم، وتوصلت دراسة عبد الرازق مختار (2007) إلى فعالیة برنامج تدریبى مقترح فى إکساب معلمى اللغة العربیة مهارات استخدام الذکاءات المتعددة فى تدریسهم وأثره على التحصیل وتنمیة الإبداع اللغوى لدى تلامیذهم، وأوصت الدراسة بضرورة           تدریب معلمى اللغة العربیة على أسالیب تدریس تعتمد على الحوار والمناقشة وتنمیة الإبداع         لدى تلامیذهم.

     وبناءً على ما أشارت إلیه نتائج الدراسات السابقة یتضح أهمیة دور معلم اللغة           العربیة فی اکتشاف ورعایة وتنمیة الموهبة لدى التلامیذ الموهوبین لغویاً؛ مما یعمل على رفع مستوى موهبتهم اللغویة، لیصل الموهوب للأداء اللغوی الإبداعی الذی یمثل ضرورة تربویة فی العصر الحالی.

مشکلة البحث:

    یمثل الموهوبون والمتفوقون جوهر الطاقات البشریة وکنوزها؛ لأنهم الفئة التى تسهم فى تقدُم المجتمعات ورقیها، لذا فإن اکتشاف هذه الکنوز والتخطیط لرعایتها یعد ضرورة یفرضها علینا عصر فائق السرعة، ویقع العبء فی ذلک على العملیة التعلیمیة, وبالأخص على رکنها الرئیس ومحرکها ومنفذها وموجهها ومقومها وهو المعلم، ما یُلزم الاهتمام بإعداده وتأهلیة أکادیمیًا ومهنیًا بما یتلاءم مع فئة الموهوبین.

    وعلى الرغم من أهمیة الاهتمام بالموهوبین ورعایتهم, إلا أن بعض الدراسات قد أشارت إلى وجود قصور فى الواقع الحالی لرعایة الموهوبین فى مجتمعنا المعاصر؛ نتیجة لاستخدام مداخل وإستراتیجیات تدریسیة لا تتوافق مع قدراتهم ومواهبهم، وضعف الاهتمام بإعداد معلم متمکن من اکتشاف هذه الفئة ورعایتها, ومن أبرز هذه الدراسات: دراسة نعمات عبدالناصر(2003) التى أکدت ضعف الرعایة التربویة والنفسیة والاجتماعیة للموهوبین والمتفوقین مقارنة بخبرات وتجارب الدول المتقدمة، کما أوضحت النتائج القصور الشدید فى توفیر المعلم المؤهل للتعامل مع الموهوبین والمتفوقین فى مجتمعنا المصرى, ودراسة عبد الحکیم محمود (2002) التی هدفت إلى تعرُف السمات التى تمیز الطالب المبدع، واکتشاف الفروق فى تصورات المعلمین لهذه السمات تبعا لمتغیرات المؤهل العلمى، والخبرة التدریسیة للمعلم.

    کما تناولت العدید من الدراسات معاییر إعداد وکفایات معلم الموهوبین وطرق اکتشافه للموهوبین ورعایتهم وأظهرت نتائج تلک الدراسات وجود قصور فى إعداد وتأهیل معلم الموهوبین سواء قبل الخدمة أو أثنائها، ومن ثم أوصت بضرورة إعداد برامج تدریبیة لمعلمى الموهوبین، ومنها دراسة کل من: لیلى بنت عبد الله(2000)، وبهاء سید(2005)، وسامیة محمد (2013)، ومحمود کامل (2015)، Angela(2003)، Sadohi(2011).

     کما نبع الإحساس بالمشکلة أیضا من خلال ملاحظة الباحثة لأداء بعض معلمی اللغة العربیة داخل الفصول, وذلک من واقع عملها معلمة للغة العربیة بالتربیة والتعلیم ومشارکتها فی بعض التدریبات التربویة.

     ویدعم ما سبق ما ذکرته بعض الدراسات من وجود ضعف لدى معلمی اللغة العربیة فی استخدام إستراتیجیات وأنشطة لغویة تقلیدیة تعتمد على التلقین ولا تعمل على اکتشاف الموهوبین لغویا، ولا تنمی طاقاتهم اللغویة الإبداعیة, وهذا ما أکدته دراسة حسن مسلم (2000)، ونایل یوسف (2001)، ومحمود عبد الحافظ (2002)، ومعاطى نصر (2007)، وعبد الرازق مختار (2008)، ونور الهدى (2013).

    یتضح مما سبق أن هناک ضعفا لدى معلمی اللغة العربیة فى مهارات اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویًا، وقصورا فى استخدام مداخل تدریسیة وإستراتیجیات تتفق وقدراتهم واستعداداتهم، وبذلک أصبح هناک تدنی فی مستویات معلمی اللغة العربیة فی مهارات اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویا.

مما سبق, یمکن تحدید مشکلة الدراسة فی:

* انخفاض مستوى مهارات اکتشاف التلامیذ الموهوبین لغویًا لدى معلمی اللغة العربیة بالمرحلة الإعدادیة.

* انخفاض مستوى مهارات رعایة التلامیذ الموهوبین لغویًا لدى معلمی اللغة العربیة بالمرحلة الإعدادیة.

 سؤالا البحث:

1- ما مهارات اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویًا اللازمة لمعلمی اللغة العربیة بالمرحلة الإعدادیة؟

2- ما مدى توافر مهارات اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویا اللازمة لمعلمی اللغة العربیة بالمرحلة الإعدادیة؟

مصطلحات البحث:

مهارات اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویا: تُعرَّف إجرائیَا بأنها مهارات معلمی اللغة العربیة بالمرحلة الإعدادیة فی اکتشاف التلامیذ الموهوبین لغویا، فی مهارات الکتابة الإبداعیة، بحیث تتسم کتابتهم بالطلاقة والمرونة والأصالة والتوسع فی عرض فکرهم، ورعایتهم، باستخدام وتوظیف إستراتیجیات تدریس إبداعیة.

معلمو الموهوبین لغویًا: هم معلمو التلامیذ الموهوبین لغویًا بالمرحلة الإعدادیة، والذین یمتلکون المهارات الذاتیة والموضوعیة فی اکتشاف هؤلاء التلامیذ، ولدیهم القدرة على رعایة مواهبهم اللغویة وتنمیتها.

هدفا البحث: هدف البحث الحالی إلى:

-  تعرف مهارات اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویا اللازمة لمعلمی اللغة العربیة بالمرحلة الإعدادیة.

- الکشف عن مدى توفر مهارات اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویا لدى معلمی اللغة العربیة بالمرحلة الإعدادیة.

أهمیة الدراسة:تتمثل أهمیة البحث الحالی فیما یلى:

1- الأهمیة النظریة:

     قد یفید البحث الحالی فى تقدیم إطار نظری للبرامج التدریبیة للمعلمین، ومهارات اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویًا.

 2- الأهمیة التطبیقیة: ترجع أهمیة البحث الحالی إلى أنه قد یفید کلًا من:

المعلمین: وذلک بإمدادهم بقائمة ببعض مهارات اکتشاف الموهوبین لغویًا المناسبة لتلامیذ المرحلة الإعدادیة الموهوبین لغویًا، الذى یمکن أن یسهم فى رعایة الموهوبین لغویا، وتنمیة الأداء اللغوى لدیهم.

واضعی المناهج والقائمین على تخطیطها: قد یفیدهم البحث فى بناء مناهج اللغة العربیة فى المرحلة الإعدادیة فى ضوء مهارات اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویًا.

البرامج التدریبیة للمعلمین: توجیه وتطویر برامج إعداد وتدریب معلمی اللغة العربیة فی ضوء متطلبات اکتشاف الموهوبین لغویًا ورعایتهم.

الباحثین: قد یفتح البحث آفاقًا بحثیة جدیدة أمام الباحثین لإجراء مزید من الدراسات لتنمیة مهارات المعلمین فی اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویًا فی المراحل التعلیمیة المختلفة، والإفادة من أدوات البحث فی دراسات جدیدة.

محددات البحث: التزم البحث الحالی بالمحددات التالیة:

- مجموعة من معلمی اللغة العربیة بلغ عددها(30) معلمًا ومعلمةً بعدة مدارس إعدادیة بإدارة أبنوب التعلیمیة.

- مهارات اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویًا اللازمة لمعلمی اللغة العربیة، بلغ عددها (21) مهارة فرعیة.

أداتا البحث:

- قائمة مهارات اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویا اللازمة لمعلمی اللغة العربیة.

- بطاقة ملاحظة مهارات اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویا اللازمة لمعلمی اللغة العربیة.

منهجا البحث:

        تم استخدام المنهج الوصفی؛ وذلک عند إعداد الإطار النظری للبحث ومراجعة أدبیات التربیة، والدراسات السابقة العربیة والأجنبیة، وجوانب الإفادة منها فی البحث الحالی، والمنهج التجریبی؛ وذلک عند إجراء تجربة البحث وتطبیق أدواته لتعرف مدى توافر مهارات اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویًا اللازمة لمعلمی اللغة العربیة للمرحلة الإعدادیة، باستخدام التصمیم شبه التجریبی ذی المجموعة الواحدة.

إجراءات البحث:

للإجابة عن السؤال الأول للبحث, ونصه: "ما مهارات اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویا بالصف الثانی الإعدادی، اللازمة لمعلمی اللغة العربیة؟" تم إعداد قائمة أبعاد الذات القرائیة اللازمة للطلاب، وذلک من خلال:

• الاطلاع على الأدبیات والدراسات السابقة ذات الصلة بالموهبة، ومعلمی الموهوبین عامة، ومعلمی الموهوبین لغویًا خاصة.
• إعداد قائمة مبدئیة بمهارات اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویًا بالصف الثانی الإعدادی اللازمة لمعلمی اللغة العربیة.
• عرض القائمة على مجموعة من المحکمین الخبراء والمختصین فی المناهج وطرق التدریس, والتعدیل وفقًا لآرائهم ومقترحاتهم؛ للتأکد من مناسبتها معلمی اللغة العربیة.
• إجراء التعدیلات اللازمة وفقا لآراء المحکمین؛ للوصول إلى الصورة النهائیة للقائمة.

      للإجابة عن السؤال الثانی للبحث, والذی ینص على: "ما مدى توافر مهارات اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویا بالمرحلة الإعدادیة اللازمة لمعلمی اللغة العربیة؟" تم اتباع الإجراءات التالیة:

• تحدید مجموعة البحث من معلمی اللغة العربیة للمرحلة الإعدادیة.
• إعداد بطاقة ملاحظة لأداء معلمی اللغة العربیة فی مهارات اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویا.
• ضبط بطاقة الملاحظة بعرضها على مجموعة من المحکمین، وإجراء التعدیلات اللازمة.
• التأکد من الصدق والثبات لبطاقة الملاحظة بتطبیقها على مجموعة استطلاعیة من معلمی اللغة العربیة, والتوصل للصورة النهائیة للبطاقة.
• تطبیق بطاقة الملاحظة على مجموعة البحث من معلمی اللغة العربیة.
• معالجة البیانات والنتائج إحصائیًا، وتفسیرها؛ لتحدید مدى توافر مهارات اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویا لدى معلمی اللغة العربیة.
• تقدیم مجموعة من التوصیات والمقترحات وفقا لنتائج البحث.

الإطار النظری للبحث

المحور الأول: مهارات اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویًا اللازمة لمعلمی اللغة العربیة:

    یعدُّ میدان تربیة الموهوبین من المیادین التربویة المتقدمة التی تحظى باهتمام دول العالم المتقدم، فهم یرون أن التقدم یقتضی بالضرورة توفیر الإمکانات المادیة والبشریة والتربویة للعنایة بهذه الفئة بعد اکتشافهم ومساعدتهم فی تلبیة احتیاجاتهم الخاصة، فالاهتمام بالموهوبین أصبح ضرورة حتمیة فی مجتمعات الیوم، ذلک أنهم ثروة وطنیة غیر قابلة للتعویض أو الاستبدال، خاصة فی عصر العولمة وتفجر المعلومات والزخم الهائل للتقنیة.

أولا: تعریف الموهبة لغة واصطلاحا

الموهبة لغة: قدرة استثنائیة أو استعداد فطری غیر عادی لدى الفرد، وتشیر أیضا إلى قدرات موروثة أو مکتسبة سواء کانت هذه القدرات عقلیة أو بدنیة، والموهبة: الاستعداد الفطری لدى المرء للبراعة فی فن أو نحوه(المعجم الوسیط، 2004، 1053)

    واصطلاحًا الموهبة هی استعداد وراثی یوجد عند الفرد یجعله قادرا على إنتاج أداء متمیز عن أقرانه فی المجالات العقلیة والمعرفیة، بحیث ینعکس بآثار إیجابیة على حیاة الناس وأنشطتهم المختلفة، على أن تتوفر له الظروف البیئیة (الأسریة والمدرسیة) المناسبة           وکذلک الإرادة والطموح، والاهتمام، والدافعیة، والرغبة فی التفوق(فتحی عبدالرحمن جراون، 2004، 15)

مفهوم الموهبة اللغویة:

     الطالب الموهوب لغویا هو الطالب الذی یُظهر مستوى مرتفعا من إنتاج لغوی متمیز، ویظهر هذا الأداء من خلال درجاته على بطاریة الکفاءة اللغویة واختبارات الذکاء والتحصیل والابتکار بحیث لا تقل عن المئینی (90). (طلعت أبو عوف، 2004، 9).

    ویعرّف ملفی علی (2011, 43) الموهبة اللغویة بأنها "قدرة لغویة أو أدبیة کامنة لدى التلمیذ الموهوب، ونشاط عملی یظهر من خلال المواقف اللغویة، والحیاتیة المختلفة التی تعکس ذاته وقدرته على التواصل اللغوی الجید، والتفاعل البنّاء مع الآخرین".

     وعرفها هدایة إبراهیم (2014, 234) بأنها "عملیة یقوم بها الطالب الموهوب الذی یتسم ب: الطلاقة، والمرونة، والأصالة، والإثراء بالتفاصیل، والحساسیة للمشکلات، ومواصلة الاتجاه، والقدرة على التقویم، فی ضوء ظروف وبیئة تشجع على الإبداع وإدراک العلاقات بین الأشیاء، للوصول إلى منتج لغوی إبداعی جدید".

    ومن أهم خصائص الأطفال المتفوقین والموهوبین لغویا، الاکتساب المبکر للغة، حیث یستخدم الطفل کلمات کثیرة، ویرکب جملا طویلة ومعقدة، کما أنهم یتسمون بالمهارات الحرکیة، والتمیز العقلی، والاجتماعی، والإبداعی، وفی المجال الإبداعی بوجه خاص یتمتعون بخیال قوی، ویستمتعون باللعب بالکلمات والأفکار، ویظهرون مستوى متظورا من الحس بالدعابة اللفظیة.(جروان،1998،125-126).

    کما یتسم الطلاب المتفوقون لغویا بقدرتهم على التلاعب بالألفاظ شفهیا وکتابیا، وبحبهم للغة، ومتابعتهم الأنشطة اللغویة داخل وخارج المدرسة، وحبهم القراءة وخاصة الکتب ذات المستوى الأعلى، وبقدرتهم على الکتابة ارتجالا shoract.2002) ).

    ومن أبرز العوامل التعلیمیة المؤثرة فی التفوق والموهبة، المعلِّم الکفء القادر على تنمیة التفوق والإبداع لدى طلابه؛ لأنه من الممکن أن یکون هناک منهج دراسی جید، ونظام تعلیمی جید، وإدارة تعلیمیة متمیزة، ویأتی المعلِّم فیضیع کل هذا؛ لذا فهو أول وأهم عامل من عوامل التفوق والإبداع اللغوی.

ولمعلِّم المتفوقین والموهوبین خصائص هی:

-   القدرة العقلیة فوق المتوسطة،المعرفة المتعمقة بموضوع تخصصه الأکادیمی، التأهیل التربوی والتدریب المیدانی.

-   الثقة بالنفس والإحساس بالأمان، تقبل الغرابة والأصالة والتنوع، القدرة على خلق جو للتفکیر الإبداعی الحر.

-   معرفة کافیة فی مجال التوجیه والإرشاد، ومهارات الاتصال، ومخاطبة الجمهور، وتوفیر فرص التعلُّم الإیجابی.

أسالیب اکتشاف التلمیذ الموهوب لغویا:

    یؤکد فتحی جراون أن أحد المحاور الرئیسة لعملیة الإصلاح المدرسی فی بلادنا أن یترکز حول موضوع الکشف عن الموهوبین أولا, ثم البحث عن أفضل الأسالیب لرعایتهم ثانیا، وذلک ضمانة لتمکین مجتمعاتنا من الانخراط مع غیرها من المجتمعات المتقدمة دون أن تذوب فیها وتفقد هویتها الثقافیة والحضاریة.( فتحی جراون،2002، 26)

    والکشف عن الموهوبین عملیة لیست سهلة دائما أو میسرة، وهی غالبا ما تستلزم توافر أدوات قیاس واختبارات کثیرة تساعد فی جمع المعلومات الدقیقة والموضوعیة عن قدرات الموهوب وعن درجة نمو هذه القدرات، وکذلک الخصائص الانفعالیة والاجتماعیة والشخصیة الأخرى للفرد الموهوب. (نایفة قطامی،2010، 516).

      ولذا- فإن إجراءات التعرُّف على الموهوبین والمتفوقین یجب أن تبنى على أوسع قدر ممکن من الملاحظات والبیانات المستقاه من مصادر متعددة – کالأباء والأقران، وتقایر المعلمین والخبراء- ومن مواقف وأوضاع متعددة حرة ومقیدة، وباستخدام أدوات وطرق مختلفة – کالاختبارات والمقاییس المقننة، وقوائم سمات الشخصیة، والملاحظة والمقابلة الشخصیة- وعلى مدار فترات زمنیة طویلة وکافیة بحیث یتاح للأطفال موضع التقییم بأن یعبروا بشکل متسق عن کل طاقاتهم واستعداداتهم ومظاهر مواهبهم.(عبدالمطلب أمین،2005، 174).

     ویشیر الواقع إلى ندرة الأدوات العلمیة المقننة التی تستخدم فی الکشف عنهم، وقد یعتمد التربوبون على الملاحظة القائمة على الاجتهاد الشخصی، وعلى الاختبارات التحصیلیة بوصفها وسیلة متوافرة ووحیدة فی معظم الأحیان(محمد جابر, 2005،11).

     ولکی یقرر المعلم أن التلمیذ موهوب لغویا لا بد من الإلمام ببعض الصفات            الممیزة للتلمیذ الموهوب لغویا، وعلى ذلک تقع على المدرسة والمعلِّم مسئولیة التقدیر الدقیق لقدرات التلامیذ، ومواهبهم، وهو دون شک عبء خطیر یقع معظمه على عاتق المعلِّم       (المعایطة والبوالیز، 206 ، 2011).

وهناک عدة اعتبارات یجب الأخذ بها عند تعرف التلمیذ الموهوب لغویا فیما یلی:

1- استخدام أسالیب متعددة ومختلفة على فترات زمنیة طویلة؛ لأن التلمیذ الموهوب لغویا یمکن أن یعبر عن نفسه بطرق مختلفة، کما أن مواهبه قد تظهر فی أوقات معینة، وفی ظل ظروف معینة.

2- اختیار أسالیب التعرُّف على أساس ما یتوافر من معلومات عن التلمیذ، والثقافة المحیطة، والمجالات التی تظهر فیها مواهبه، ویتضمن ذلک:

أ- أن تکون أسالیب التعرُّف فردیة.

ب- أن تتناسب مع المناطق المختلفة، ووتضمن محکات وطرطا مناسبة لمجموعة معینة         من التلامیذ.

ج- أن تشمل عملیة التعرُّف مختلف المتخصصین الذین یحتکون بالتلمیذ، ویقومون بملاحظة أدائه مباشرة.

د- أن تشمل عملیة التعرُّف أولئک الأشخاص الذین لدیهم کفاءة عالیة فی تقویم الأداء اللغوی أو الإنتاج الأدبی.

3- یجب قیاس أداء التلمیذ الموهوب لغویا فی المجال الذی یختاره بنفسه.

4- یجب أن تتاح للتلمیذ الحریة الکافیة للتعبیر عن نفسه.

5- أن تزود الأدلة والمعلومات التی یتم الحصول علیها فی عملیة التعرُّف بأسس           مبدئیة وخبرات تساعد فی إعداد البرامج الخاصة بالتلمیذ الموهوب لغویا.                 (المعایطة والبوالیز،2011، 36).

     وقد أشـار أیضا أحمد حسن (1995, 54) إلى بعض وسائل اکتشاف الموهبة الأدبیة, منها: عمل مسابقات أدبیة على مستویات مختلفة الاعمار والمراحل التعلیمیة والمحافظات- ملاحظة الأسرة والمدرسة للموهوب ورأیهم فیه- الاطلاع على إنتاج الموهوب من خلال وسائل النشر المختلفة- فحص کتابات الطالب وتحدثه فی موضوعات التعبیر الشفوی والتحریری- متابعة ممارسة الموهوب للأنشطة المدرسیة المختلفة ذات العلاقة بموهبته- عمل ما یسمّى بورشة الإبداع لتدریب المبدعین على الإنتاج من خلال اللقاءات والتکلیف ببناء موضوعات أدبیة- مناقشة النشء فی بعض الأعمال الأدبیة.

المحور الثانی: معلِّم الموهوبین لغویًا:

       یشهد العالم حالیا حرکة سریعة من التقدُم والتطور فى شتى المجالات، ولما کانت التربیة هى التى تسهم فى رقی المجتمعات وتطورها کان لزامًاعلیها اکتشاف الموهوبین لأنهم الفئة التى  تسهم فى صنع الاکتشاف والإبداع، لذا تعد عملیة اکتشاف الموهوبین ورعایتهم ضرورة عصریة ، ونظرًا لأن المعلم له الدور الأعظم فى العملیة التربویة، وفی عملیة اکتشاف ورعایة الموهوبین، لذا تعد عملیة إعداد برامج تدریبیة  للمعلمین المدخل الطبیعى لاکشاف ورعایة الموهوبین وإطلاق طاقاتهم.

       وفى مجال تعلیم الموهوبین والمتفوقین أظهرت دراسة مسحیة رائدة أجراها رینزولى 1981،Renzulli  أن المعلم یحتل المرکز الأول من حیث أهمیته فى نجاح البرامج التربویة لهؤلاء الطلبة بین خمسة عشر عاملاً أساسیًا وجاءت المناهج فی المرتبة الثانیة والموارد المالیة فی المرتبة العاشرة .(فتحی عبد الرحمن،116،2002)

    ویحتاج الطلبة الموهوبون إلى معلم على درجة عالیة من الکفاءة العلمیة والتدریسیة والثقافیة، بل ودرجة عالیة من القدرة على التجوید والإبداع .(محمود کامل،4،2015), فلیس هناک شک فى أن المعلم یؤدی دورًا رئیسًا فى برامج التعلیم بأنواعه ومراحله المختلفة، إلا أن هذا الدور یزداد أهمیة وتأثیرا فى مجال تعلیم الموهوبین، حیث ترصد الدراسات أن الطلاب الموهوبین أکثر تأثرًا بالمعلم من أقرانهم غیر الموهوبین ( 2003.588،croft).

     وعلى الرغم من المحاولات التى بذلت وتبذل فی مجال اکتشاف ورعایة الموهوبین على اختلاف فئاتهم إلا أنه فیما یبدو أن معلم الفئات الخاصة مازال فى حاجة إلى مزید من الاهتمام، کما أن ضعف المستوى الفنى لمعلمى الفئات الخاصة یعدُ من القضایا الملحة فى النظام التربوى المصرى .(إبراهیم عباس،330،2003).

    ومن هنا تبرز أهمیة الدور الذى یمکن أن یؤدیه المعلم فى مدارس التعلیم العام              لیسهم فى سد الکثیر من الفجوات، وتقدیم فرص تربویة لجمیع الطلبة لإبراز مواهبهم وتنمیتها (عبد الله محمد،68،2007)

     وعملیة إعداد معلِّم اللغة العربیة فی ضوء متطلبات الجودة والتفوق والإبداع غایة فی الأهمیة؛ لأن فهم المعلِّم لعملیة التفوق والموهبة والإبداع وإدراکه لأهمیتها لها تأثیر فی تنمیة التفوق اللغوی لدى طلابه. کما یجب تدریب المعلِّمین بصفة مستمرة حسب ما تقتضیه دواعی التطور الخاصة بالتفوق والموهبة والإبداع والابتکار.

     وفی هذا الصدد أشارت مجموعة من الدراسات إلى أهمیة تدریب المعلمین على اکتشاف ورعایة وتنمیة مواهب تلامیذهم فی مراحل التعلیم المختلفة ومنها دراسة: فهد عبد الرحمن (2007) والتى هدفت إلى تطویر قائمة کفایات معلم الموهوبین فى المملکة العربیة السعودیة، وقد أظهرت نتائج الدراسة أن القائمة اشتملت على ستة أبعاد وهى: الکفایات المعرفیة، التربویة، الشخصیة، والوظیفیة، والاجتماعیة، القیاس القبلی .

     وفیما یلی تحاول الباحثة تقدیم إطار نظری عن الموهبة عامة، والموهبة اللغویة خاصة، من حیث المفهوم، خصائص الموهوبین، ومعلِّم الموهوبین وخصائصه، وطرق اکتشاف ورعایة الموهبة اللغویة.

أدوار معلم الموهوبین:

    بقدر ما تتعدد أشکال الموهبة وبقدر ما تتعدد قدرات الموهوبین إمکاناتهم، تتعدد أیضا أدوار المعلم بشکل کبیر قد یصعب حصره، وفیما یلی مجموعة من أدوار معلم الموهوبین کما وردت فی الأدبیات والدراسات التربویة التی تناولت معلم الموهوبین: (عامر یوسف, 2003؛ محمود کامل،2015)

-   الحث على التفوق والاستمرار فیه.

-   تکوین مناخ صفی یسمح بالتفوق ونمو الموهبة.

-   الاهتمام بأسئلة التلمیذ الغریبة وغیر المألوفة، واحترامها وإشعارهم بأنها ذات قیمة.

-   تنمیة الاستقلالیة فی التعلُّم عند هؤلاء مع دفعهم فی ذات الوقت للعمل فی مجموعات.

-   توجیه اهتمام الطلاب إلى موضوعات عمیقة ومثیرة وغیر مألوفة، ولها طابع خاص.

-   تصمیم برامج إثرائیة فی مادة تخصصه.

-   إعداد أنشطة تعتمد على العصف الذهنی، الاستقصاء، التعاون، تقسیم العمل، تنمیة روح القیادة، والتعلُّم الذاتی.

-   استثارة الطلاب ودفعهم إلى بذل الجهد والمثابرة والتصمیم والارادة.

-   تهیئة بیئة صفیة غیر تسلطیة تتیح الحریة للتلامیذ الموهوبین للتعبیر عن أفکارهم بحریة .

-   استثارة الطلاب للبحث عن علاقات جدیدة بین الأشیاء المختلفة.

-   تشجیع وتوجیه المدح إلى الطلاب أثناء عکلیة التعلُّم، والتقلیل من النقد.

-   استخدام الوسائل التکنولوجیة الحدیثة.

-   استخدام أسلوب الاکتشاف وحل المشکلات مع إتاحة الفرصة لإنتاج الأفکار وتجربتها.

-   المعلومات واستخدامها، التسجیل والترجمة والاستدلال، والقدرة على التوضیح والعرض.

     وبالنسبة لطرق التدریس وأسالیبه التی ینبغی أن یستخدمها معلم الموهوبین لغویا فهی تلک الطرق التی تعتمد على تنمیة الأداء الإبداعی ومهاراته، کالعصف الذهنی، وحل المشکلات، والاکتشاف، والتعلم الذاتی، والأنشطة التعلیمیة التی تنمی مهارات: التحلیل والتطبیق والترکیب والتقویم، مع العمل على تنمیة قدرات الطلاب على التفکیر الابتکاری، وإکسابهم مهارات البحث والاطلاع(عبدالرحیم فتحی، 2014، 61).

    وإذا کان الاهتمام بالموهوبین عامة مهما وضروریًا؛ فإن الاهتمام بالموهوبین لغویًاً على وجه الخصوص أکثر أهمیة وضرورة؛ لأن التفوق اللغوی عامل أساس من عوامل التفوق فی المواد الدراسیة الأخرى، وفی میادین الحیاة المختلفة؛ ولأننا فی حاجة إلى هؤلاء الموهوبین فی مجتمعنا العربی المعاصر.(محمد جابر،11،2005).

    ومن هنا یتضح أهمیة الکشف عن الموهوبین لغویا، وأهمیة إعداد معلم یتقن مهارات الکشف عن الموهوبین لغویًا؛ حیث إن الموهبة اللغویة تعمل على تنمیة قدرات التلمیذ الموهوب اللغویة والاجتماعیة والسلوکیة أیضًا مما یعمل على تفاعلهم الإیجابی فی مجتمعاتهم وهذا ما تهدف إلیه التربیة .

إجراءات البحث

إعداد قائمة مهارات اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویًا لدى معلمی اللغة العربیة:

     لتحقیق هدف البحث تطلب إعداد قائمة بمهارات معلمی اللغة العربیة فی مهارات         اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویًا بالمرحلة الإعدادیة، وتمَّ القیام بالخطوات التالیة عند           إعداد القائمة:

( أ) تحدید الهدف من القائمة: والذی تمثل فی تحدید مهارات اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویًا، والتی استهدف البحث الحالی تعرُّف مدى توافرها لدى معلمی اللغة العربیة.

 ( ب ) مـصادر إعداد القائمة: وتمثلت فی:

- مراجعة الأدبیات السابقة والدراسات التی تناولت الموهبة بشکل عام، والموهبة اللغویة وإعداد معلم الموهوبین بشکل خاص، وکذلک خصائص التلامیذ الموهوبین لغویًا بالمرحلة الإعدادیة, ومن هذه الدراسات: دراسة (إمام مصطفى، 2001)، (محمد جابر قاسم، 2005)،            (عبد الله الجیغمان، 2007)، (عبد الرازق مختار،2007)،(سامیة محمد بن لادن، 2013)، (عبد الرحیم فتحی، 2014).

- کما تمت مقابلة بعض المختصین فی مناهج وطرق تدریس اللغة العربیة وعلم النفس التربوی وبعض معلمی وموجهی اللغة العربیة للإفادة منهم فیما یتعلق بخصائص هذه الفئة.

(ج) إعداد قائمة مهارات اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویًا فی صورتها الأولیِّة:

       فی ضوء المصادر السابقة، تمَّ التوصل إلى محوری قائمة مهارات معلمی اللغة العربیة فی اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویًا بالصف الثانی الإعدادی، والمهارت الفرعیة المنبثقة عنهما، ووضعها فی صورة قائمة أولیة؛ وذلک لعرضها على السادة المحکمین، وقد روعی فی هذه المهارات أن تتسق مع محوری الاکتشاف والرعایة للتلامیذ الموهوبین لغویًا، وکذلک مع خصائص هؤلاء التلامیذ، أن تکون محددة، وواضحة الصیاغة، وقابلة للقیاس. واشتملت القائمة فی صورتها الأولیة على محورین رئیسین، هما: (مهارات اکتشاف الموهوبین لغویًا)،          (مهارات رعایة الموهوبین لغویًا)، واندرج تحتهما (21) مهارة فرعیة.

وقد تضمنت القائمة فی صورتها الأولیَّة:

-   مقدمة توضح للمحکمین الهدف من القائمة.

- التعریف الإجرائی لمهارت الاکتشاف والرعایة.

-   المطلوب من المحکمین إبداء الرأی فیه.

-کیفیة تدوین الاستجابة التی تتوافق مع رأی المحکم.

-   المهارات المراد تحکیمها مقسمة إلى محاور رئیسة ومهارات فرعیة منبثقة عنها.

-   ملاحظات المحکمین فی نهایة کل محور رئیس فیما یتعلق بأیة ملاحظات أخرى.

       وقد طُلِب من المحکمین قراءة قائمة مهارات اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویًا، وإجراء التعدیلات اللازمة وفقًا لما یرونه مناسبًا، وذلک من حیث: مدى اتساق کل مهارة مع المحور الذی تندرج تحته- مناسبة کل مهارة من مهارات الاکتشاف والرعایة لمعلمی التلامیذ الموهوبین لغویًا- مدى سلامة الصیاغة العلمیِّة واللغویِّة لکل عبارة - إضافة أو تعدیل أو حذف ما یرونه ضروریًا لضبط القائمة.

- تحکیم القائمة: تم عرض القائمة فی صورتها الأولیة على (9) محکمین من المختصین فی المناهج وطرق تدریس اللغة العربیة وعلم النفس؛ وذلک بهدف التوصل إلى القائمة فی شکلها النهائی, والأخذ بآرائهم فیما یتعلق بالتعدیل والحذف والإضافة.

- تعدیل القائمة وفقا لنتائج التحکیم: بعد عرض القائمة على المحکمین, تم حساب الأوزان النسبیة لنسب اتفاقهم على الأبعاد الرئیسة والفرعیة بالقائمة, وذلک من خلال معادلة کوبر((Cooper:

                                  عدد الموافقین

     نسبة الاتفاق = ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ × 100

                     (عدد الموافقین+ عدد غیر الموافقین)

     وقد اتفق المحکمون على الأبعاد الرئیسة (محور اکتشاف الموهوبین لغویًا ومحور رعایة الموهوبین لغویًا) دون تعدیل أو حذف, أما المهارات المنبثقة عنهما، فقد تم تعدیل بعضها وحذف التی لم تصل نسبة الاتفاق علیها إلى 80%. فتم حذف خمسة أبعاد فرعیة من قائمة أبعاد الذات القرائیة, وهی: "یُعرّف الأسر بسمات أفرادها الموهوبین لغویاً", و"یتابع ممارسة التلامیذ  للأنشطة المدرسیة الصفیة واللاصفیة الأدبیة المختلفة", و"یطبق طرائق حل المشکلات إبداعیاً أثناء تدریسه", و"ینوّع فی طرق وأسالیب التدریس الإبداعیة.", و"یهتم بأشکال النشاط اللغوی المدرسی داخل الفصل وخارجه"؛ لعدم وصولها لنسبة الاتفاق (80%), وتعدیل صیاغة بعض الأبعاد.

( و ) قائمة مهارات الاکتشاف والرعایة فی صورتها النهائیة: بعد تعدیل عبارات القائمة وفقًا لآراء المحکمین بالتعدیل والحذف، أصبحت فی صورتها النهائیة، والجدول التالی یوضح وصف القائمة فی صورتها النهائیة.

جدول ( 1)

الأوزان النسبیة لقائمة اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویًا فی الصورة النهائیة للقائمة

     وبذلک اشتملت قائمة اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویًا على (21) مهارة فرعیِّة اندرجت تحت محوری (الاکتشاف والرعایة) للموهوبین لغویًا، ویتفق هذا التصنیف للمحاور الرئیسة والمهارات مع دراسة خالد محمد حمدان(1995)، طلعت محمد (1998)، على محمد (2008)، ویختلف مع دراسة فهد عبد الرحمن (2007)، والتی صنفت القائمة فی ضوء کفایات معلِّم الموهوبین (المعرفیة والتربویة والوظیفیة المهنیة والشخصیة).

بطاقة ملاحظة معلمی الموهوبین لغویًا:

     تم اعدادبطاقة ملاحظة معلمی الموهوبین لغویًا ضوء مجموعة من الإجراءات           والخطوات, کالتالی:

-   تحدید هدف بطاقة الملاحظة: هدفت البطاقة إلى تعرُّف مستوى معلمی اللغة العربیة           فی مهارات اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویًا بالمرحلة الإعدادیة؛ لبیان مدى            توافرها لدیهم.

-   مصادر بناء بطاقة ملاحظة اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویًا لدى معلمی اللغة العربیة:

• قائمة مهارات اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویًا اللازمة لمعلمی اللغة العربیة التی تم التوصل إلیها فی البحث الحالی.
• الاطلاع على بعض المراجع والمصادر التی تناولت بناء بطاقات الملاحظة عامة، وبطاقات ملاحظة الأداء اللغوی الإبداعی لمهارات اکتشاف ورعایة الموهوبین خاصة .
• الاستعانة ببعض المختصین فی مجال المناهج وطرق التدریس اللغة العربیة وعلم النفس.

-   الصورة الأولیة لبطاقة ملاحظة معلمی الموهوبین لغویًا:

       فی ضوء الخطوات السابقة تمَّ وضع صورة أولیِّة لبطاقة الملاحظة، وقد تضمنت: مقدمة، وتعریف مهارات اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویًا إجرائیًا، وتوضیح الهدف من بطاقة الملاحظة، وتعلیمات للملاحِظ.

-   ضبط بطاقة الملاحظة:

    للتأکد من الصدق الظاهری لبطاقة الملاحظة تم عرضها بصورتها الأولیة على مجموعة من المحکمین المختصین فی المناهج وطرق التدریس، بلغ عددهم (9) محکمین؛ للإفادة من خبراتهم وإبداء الرأی فی: مدى مناسبة بطاقة الملاحظة لمعلمی الموهوبین لغویًا من معلمی اللغة العربیة- مدى سلامة الصیاغة العلمیة واللغویة للعبارات- مدى صحة مستویات الأداء لمهارات البطاقة- کفایة التعلیمات المقدمة لمعلمی الموهوبین لغویُا- حذف أو تعدیل أو إضافة ما یرونه ضروریًا لمزید من الضبط.

    وتم إجراء التعدیلات التی أشار إلیها المحکمون؛ حیث تم بنود الملاحظة، وکذلک تعدیل صیاغة بعض التعلیمات المقدمة للمُلاحِظ، وأصبحت بطاقة الملاحظة صالحة للتجربة الاستطلاعیة.

-   التجربة الاستطلاعیة لبطاقة الملاحظة:

بعد التوصل إلى الصورة النهائیة لبطاقة الملاحظة، تم تطبیقها على مجموعة من معلمی اللغة العربیة بلغ عددهم (20) معلمًا ومعلمة ، وذلک للتأکد من صدقه وثباته، وحساب زمن الملاحظة.

صدق بطاقة الملاحظة:

     للاطمئنان على الاتساق الداخلی لبطاقة ملاحظة معلمی الموهوبین لغویًا، تم تطبیقها على مجموعة استطلاعیة قدرها (8) معلمین ومعلمات بالمدارس الإعدادیة بإدارة أبنوب التعلیمیة، وتم حساب معامل ارتباط "بیرسون" بین کل فقرة من فقرات المقیاس, والدرجة الکلیة للبعد الرئیس الذی تنتمی إلیه, کما هو موضح بالجدول التالی:

جدول (2)

معاملات ارتباط "بیرسون" بیندرجةکلعبارةودرجة کل بعد من ابعاد البطاقة

                ** عند مستوى (0.01)               * عند مستوى (0.05)

    یتضح من الجدول السابق صدق البطاقة حیث أن جمیع معاملات الارتباط بین درجات کل عبارة من عبارات البطاقة ودرجة کل بعد دالة عند مستوى (0.05) أو (0.01) مما على صدق الاتساق الداخلی لبطاقة الملاحظة.

ثبات المقیاس: تم حساب معامل ثبات کل بعد من أبعاد بطاقة الملاحظة، والبطاقة ککل باستخدام معادلة "ألفا کرونباخ", وبلغت قیم معاملات ثبات المقیاس للمحورین الرئیسین (اکتشاف التلامیذ الموهوبین لغویًا- رعایة التلامیذ الموهوبین لغویًا) بالترتیب ( 0,76 -  0,77 )، وبلغت قیمة معامل الثبات للمقیاس ککل (0,93), , وهی نسب مرتفعة تدل على صلاحیة بطاقة الملاحظة للتطبیق على مجموعة البحث من معلمی اللغة العربیة.

-   الصورة النهائیة لبطاقة ملاحظة معلمی الموهوبین لغویًا:

    بعد إجراء التعدیلات اللازمة لبطاقة الملاحظة فی ضوء آراء المحکمین واقتراحاتهم ونتائج التجربة الاستطلاعیة, وبعد التأکد من صدق بطاقة الملاحظة وثباتها, أصبحت بطاقة ملاحظة معلمی الموهوبین لغویًا من معلمی اللغة العربیة فی صورتها النهائیةتشتمل على: مقدمة, وتعلیمات للملاحِظ, ومحوری مهارات اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویًا وأمام کل منها بنود الاستجابة التی یختار المُلاحِظ إحداها.

    وقد تکونت بطاقة الملاحظة من (21) مهارة, جاءت فی صورة عبارات تقریریة, تعبر عن مهاراتهم التدریسیة فی اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویًا. وتضمنت بطاقة الملاحظة محورین رئیسین, هما: مهارات اکتشاف الموهوبین لغویًا من تلامیذ المرحلة الإعدادیة, مهارات رعایة الموهوبین لغویًا من تلامیذ المرحلة الإعدادیة, والجدول التالییوضح وصف بطاقة الملاحظة فی صورتها النهائیة.

جدول (3): وصف بطاقة ملاحظة مهارات اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویًا

لدى معلمی اللغة العربیة فی صورتها النهائیة

     وقد رُوعی فی مفردات بطاقة الملاحظة أن تتضمن عبارات موجبة وعبارات سالبة. وتم تحدید خمسة مستویات لقیاس تلک المهارات, هی: ( مرتفع – متوسط – منخفض – لم یقم بالأداء ) .

    وحددت الدرجات بإعطاء الاستجابات الدرجات ( 3- 2- 1 - 0) على الترتیب، وبذلک تصبح النهایة العظمى لبطاقة الملاحظة (63) درجة.

ثانیا: تجربة البحث:

     بعد الانتهاء من إعداد أداتی البحث, والحصول على الموافقات الإداریة اللازمة لتطبیق تجربة البحث, تم تطبیق البحث, وتمت التجربة کالتالی:

-   اختیار مجموعة البحث.

-   تطبیق بطاقة ملاحظة معلمی الموهوبین لغویًا على مجموعة البحث.

اختیار مجموعة البحث:

       تم تطبیق تجربة البحث على مجموعة من معلمی اللغة العربیة بعدد من المدارس الإعدادیة بإدارة أبنوب التعلیمیة، محافظة أسیوط، بلغ عددهم (30) معلمًا ومعلمةً.

 تطبیق بطاقة ملاحظة معلمی الموهوبین لغویًا على مجموعة البحث:

     تم تطبیقبطاقة ملاحظة معلمی الموهوبین لغویًا من معلمی اللغة العربیة على مجموعة البحث؛ للوقوف على مستوى معلمی اللغة العربیة مجموعة البحث فی مهارات اکتشاف             ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویًا بالمرحلة الإعدادیة، وتم التوصل إلى نتائج البحث من خلال تفریغ البیانات ومعالجتها إحصائیا، حیث تم إجراء المعالجة الإحصائیة عن طریق الحاسب الآلی باستخدام البرنامج الإحصائی SPSS (الحزمة الإحصائیة للعلوم الاجتماعیة  Statistical Package for Social Sciences).

نتائج البحث، وتفسیرها، ودلالاتها:

أولا- للإجابة عن السؤال الأول من سؤالی البحث, ونصه: "ما مهارات اکتشاف ورعایة   التلامیذ الموهوبین لغویا بالصف الثانی الإعدادی، اللازمة لمعلمی اللغة العربیة؟":

    تم إجراء التعدیلات التی أشار إلیها المحکمون فی قائمة مهارات اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویًا لدى معلمی اللغة العربیة , وذلک فیما یتعلق بالتأکد من الصحة العلمیة لمحوری الاکتشاف والرعایة بالقائمة ومناسبة کل منها لمعلمی اللغة العربیة والموهوبین لغویًا، واتساق المهارات مع بعضها, والصیاغة اللغویة, والحذف, والإضافة، ومن ثم تم التوصل إلى الصورة النهائیة للقائمة حیث شملت محورین رئیسین، و(21) مهارة منبثقة منهما.

ثانیاً- للإجابة عن السؤال الثانی من سؤالی البحث, ونصه: "ما مدى توافر مهارات اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویا بالمرحلة الإعدادیة اللازمة لدى معلمی اللغة العربیة ؟":

      تم التوصل إلى الصورة النهائیة لبطاقة ملاحظة معلمی الموهوبین لغویًا من معلمی اللغة العربیة، ثم اختیار مجموعة البحث، وتطبیق بطاقة الملاحظة، ومعالجة البیانات إحصائیاً من خلال حساب المتوسط الحسابی والانحراف المعیاری لدرجات أفراد مجموعة البحث فی بطاقة ملاحظة اللغة العربیة, حیث (ن = 30).

نتائج بطاقة ملاحظة مهارات اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویًا:

     یوضح الجدول التالی المتوسط الحسابی والانحراف المعیاری وقیمة "ت" ودلالتها لدرجات أفراد مجموعة الدراسة فی التطبیقین القبلی والبعدی فی بطاقة ملاحظة معلمی الموهوبین لغویًا فی مهارات اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویًا بالمرحلة الإعدادیة ککل، حیث (ن = 30).

جدول (4)

المتوسط الحسابی والانحراف المعیاری وقیمة "ت" ومستوى الدلالة فی التطبیقین الفبلی والبعدی فی بطاقة ملاحظة مهارات اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویًا بالمرحلة الإعدادیة اللازمة لمعلمی الموهوبین لغویًا .

      یتضح من الجدول السابق أن المتوسط الحسابی لدرجات معلمی اللغة العربیة مجموعة البحث على بطاقة ملاحظة معلمی الموهوبین لغویًا ککل (32.80), والانحراف المعیاری (4.612), والدرجة الکلیة لبطاقة الملاحظة (63), حیث (ن= 20), أما عن المهارات الفرعیة التی تکونت منها بطاقة الملاحظة, فهی کالتالی:

‌ بالنسبة لمحور اکتشاف الموهوبین لغویًا: بلغ متوسط درجات الطلاب مجموعة البحث على بطاقة ملاحظة معلمی الموهوبین لغویًا فی هذه المهارات (15.57 ), وبلغ الانحراف المعیاری (2.700), فی حین أن الدرجة الکلیة للبعد (30) درجة.

‌ بالنسبة لمحور رعایة الموهوبین لغویًا: بلغ متوسط درجات الطلاب مجموعة البحث على بطاقة ملاحظة معلمی الموهوبین لغویًا فی هذه المهارات فی هذه المهارات(17.23), وبلغ الانحراف المعیاری (3.191), فی حین أن الدرجة الکلیة للبعد (33) درجة.

     وتشیر هذه النتائج إلى ضعف مستوى معلمی اللغة العربیة مجموعة البحث فی مهارات اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویًا؛ وقد یرجع ذلک إلى قلة الاهتمام بتوفیر برامج تدریبیة مقدمة لهؤلاء المعلمین فی تنمیة مهارات اکتشاف ورعایة الموهوبین المهارات؛ وقد یرجع         ذلک أیضًا إلى ترکیز البرامج التدریبیة المقدمة لمعلمی اللغة العربیة بصورة أکبر على الفئات الأقل قدرة من ذوی الاحتیاجات الخاصة، وذوی صعوبات التعلُّم، والتلامیذ الضعاف فی      مهارات القراءة والکتابة، دون الاهتمام الکافی بالفئات الأعلى قدرة من ذوی الاحتیاجات الخاصة کالموهوبین لغویًا وأدبیًا, وضعف الاهتمام بمهارات معلمی اللغة العربیة اللازمة لاکتشاف  ورعایة هؤلاء التلامیذ؛ کتدریبهم على الأسالیب الذاتیة والموضوعیة فی اکتشاف الموهبة       اللغویة، وتدریبهم على إستراتیجیات تدریس إبداعیة تنمی الموهبة اللغویة لدى هؤلاء التلامیذ الموهوبین لغویًا.

     کما قد یعزى الضعف فی بعض مهارات اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویًا لدى معلمی اللغة العربیة إلى قلة الاهتمام بوضع خطة مدرسیة وصفیِّة منظمة لتدریب المعلمین عامة، ومعلمی اللغة العربیة خاصة للتعامل مع ذوی القدرات الخاصة, وخاصة الموهوبین لغویًا, بالإضافة إلى ضعف اهتمام القائمین بالتدریس .

     وبالنسبة للدرجة الکلیة لبطاقة الملاحظة، فقد جاء المتوسط الحسابی(32.80), والانحراف المعیاری (4.612), والدرجة الکلیة للمقیاس (63), مما یستدعی الاهتمام بتنمیة مهارات اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویًا اللازمة لمعلمی اللغة العربیة، بتقدیم برامج تدریبیة لهم، وباستخدام أسالیب وإستراتیجیات التدریب المناسبة, وإثراء بیئة التدریب والتعلُّم بالأدوات والأنشطة اللازمة لتنمیة هذه المهارات.

التوصیات والمقترحات

أولًا- توصیات البحث:

فی ضوء ما توصل إلیه البحث من نتائج یمکن تقدیم التوصیات التالیة:

-   أن تطور برامج إعداد وتدریب معلمی اللغة العربیة بالنسبة للموهبة اللغویة على ضوء قائمة مهارات اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویًا التی تم التوصل إلیها فی البحث الحالی.

-   أن یُختار معلِّم اللغة العربیة بحیث یکون متمیزًا بخصائص معینة، مثل التمتع بقدر کبیر من المرونة، والإتجاه الإیجاب نحو الموهبة والإبداع والمبدعین.    

-   أن تطور طرق تدریس اللغة العربیة السائدة بحیث تراعی الفروق الفردیة لکل التلامیذ، مما یحقق تنمیة لمهارات ذوی القدرات اللغویة العالیة و الموهوبین منهم.

-   أن یشتمل التدریس العدید من الأنشطة الصفیة واللاصفیة التی تهتم بالمشکلات المحیطة بالتلامیذ الموهوبین لغویًا، وذلک لإطلاق فکرهم، وتنمیة حب الاستطلاع والمثابرة وتحمل المسئولیة لدیهم.

-   أن ینمی الوعی الإبداعی لدى الإدارة المدرسیة بما یخدم التنمیة المهنیة لمعلمی اللغة العربیة، وخاصة فی مجال الاهتمام بذوی القدرات الخاصة، وخاصة الموهوبین لغویًا.

-   أن یُعتمد أسلوب التعلُّم الذاتی للمعلمین فی أثناء الخدمة.

-   ضرورة تدریب طلاب کلیات التربیة قسم اللغة العربیة على مهارات اکتشاف ورعایة التلامیذ الموهوبین لغویا.

مقترحات البحث: فی ضوء نتائج البحث یمکن اقتراح دراسة الموضوعات التالیة:

-   برنامج تدریبی لمعلمی اللغة العربیة قائم بعض إستراتیجیات التدریس الإبداعی لتنمیة مهارات اکتشاف ورعایة الموهوبین لغویا وأثره فی تنمیة مهارات الأداء اللغوی الإبداعی.

-   إعداد قائمة بالکفایات التخصصیة اللازمة لمعلمی اللغة العربیة وتقویم أداءهم فی ضوئها.

-   برنامج تدریبی لمعلمی اللغة العربیة قائم على أسس المنهج الإثرائی لتنمیة بعض مهارات التدریس الإبداعی.

-   إجراء دراسة مقارنة لأسالیب تنمیة وبرامج الموهبة: (الإثراء، التسریع، والتجمیع)؛ لتوضیح أثر کل منهم فی تنمیة ورعایة الموهبة اللغویة.

-   إعداد برنامج مقترح قائم على المنهج الإثرائی لتدریب معلمی اللغة العربیة على مهارات تقویم القدرات الإبداعیة لدى التلامیذ الموهوبین لغویًا فی مراحل دراسیة أخرى.

-   إجراء دراسة میدانیة للتعرُّف على معوقات اکتشاف ورعایة المواهب اللغویة فی المراحل التعلیمیة المختلفة.

-   إجراء دراسة میدانیة لمعرفة معوقات التدریس الإبداعی للتلامیذ الموهوبین لغویًا بالمرحلة الإعدادیة.

المراجع

أولًا: المراجع العربیة:

*إبراهیم عباس الزهیرى(2003): تربیة الموهوبین والمعاقین ونظم تعلیمهم ضمن إطار فلسفى وخبرات عالمیة، القاهرة، دار الفکر العربى.

*بهاء سید محمود(2005): متطلبات إعدادوتأهیل معلمى الموهوبین ریاضیا فى ضوء   المتغیرات المعاصرة ،مجلة أسیوط لعلوم وفنون التربیة الریاضیة – مصر، عدد21،ص ص132:86.

جمال فرغل أسماعیل(2005): أثر التدریس باستخدام نمطى مدخل الخبرة اللغویة         (فردیة وجماعیة) والأسلوب المعرفى (المخاطرة-الحظر)فى تنمیة بعض مهارات الإبداع اللغوى لدى عینة من تلامیذ الصف الثانى الإعدادى الأزهرى، مجلة کلیة التربیة، مج 15،ع 63 ،ص ص 316:264

حسن أحمد حسن مسلم (1994): "وضع مقیاس للإبداع فی اللغة العربیة لطلاب الحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی " رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة ، جامعة الزقازیق.

*حسن أحمد مسلم (2000): برنامج لتنمیة مهارات بعض فنون الکتابة الإبداعیة فى اللغة العربیة لطلاب المرحلة الثانویة ،رسالة دکتوراه غیر منشورة ،کلیة التربیة ،جامعة الزقازیق .

حسن شحاته وآخرون  (2003): معجم المصطلحات التربویة والنفسیة، القاهرة، الدار المصریة اللبنانیة.

*سامیة محمد بن لادن (2013): واقع کفایات اکتشاف الموهوبین ورعایتهم فى برنامج إعداد المعلمین فى جامعة الملک عبد العزیز بجدة ،مجلة الدراسات العربیة فى التربیة وعلم النفس –السعودیة، عدد 39‘ ج1، ص ص 208:167.

السید محمد خیرى (1979): اختبار الذکاء العالی، القاهرة،دار التألیف للطباعة والنشر .

صفوت توفیق هنداوى حرحش (2007):أثر استخدام التعلُم التعاونى فى تدریس القصص على تنمیة مهارات الاستعداد للقراءة والکتابة ومهارات الإبداع اللغوى لأطفال الریاض، رسالة ماجستیرغیر منشورة،کلیة التربیة ، جامعة الأسکندریة .

*طلعت محمد أبو عوف (2004):القیم الممیزة للطلاب الموهوبین لغویا فى علاقتها ببعض المتغیرات، رسالة دکتوراه غیر منشورة، کلیة التربیة بسوهاج، جامعة جنوب الوادى .

*طلعت محمد محمد أبو عوف (1997):مدى فاعلیة محک تقدیر المدرسین فى التعرف على الطلاب الموهوبین لغویا، رسالة ماجستیرغیر منشورة، کلیة التربیة بسوهاج ،جامعة جنوب الوادى .

*عبد الحکیم محمود الصافى (2002): تصورات معلمى ومعلمات المرحلة الأساسیة العلیا لسمات الطالب المبدع وعلاقتها ببعض المتغیرات ، رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة عمان العربیة ، الأردن.

*عبد الرازق مختار (2015): فاعلیة نموذج سکامبر فى تنمیة الأداء اللغوى الإبداعى لدى التلامیذ الموهوبین لغویا بالمرحلة الإعدادیة، المجلة الدولیة للأبحاث التربویة، الأمارات ،عدد37, ص ص 301:256.

*عبد الرازق مختار محمود (2007) :فعالیة برنامج تدریبى مقترح فى إکساب معلمى اللغة العربیة مهارات استخدام الذکاءات المتعددة فى تدریسهم وأثره على التحصیل وتنمیة الإبداع اللغوى لدى تلامیذهم، بحوث ومقالات، مجلة کلیة التربیة بأسیوط، مج 23،ع1،ص ص 258:196.

*عبد الرحیم فتحى محمد (2014):برنامج باستخدام تآلف الأشتات ونموذج سکامبر (SCAMPER) فى تنمیة الأداء اللغوى الإبداعى والتفکیر المنظومى لدى الموهوبین لغویا بالمرحلة الإعدادیة ،رسالة دکتوراه غیر منشورة  ،کلیة التربیة ، جامعة أسیوط .

*عبد الله بن على،( 2009): تعرف الحاجات التدریبیة لمعلمى العلوم الطبیعیة فى مجال اکتشاف ورعایة الموهوبین فى ضوء التوجهات التربویة المعاصرة من وجهة نظر معلمى ومشرفى العلوم الطبیعیة بمنطقة مکة المکرمة , رسالة دکتوراه غیر منشورة ،کلیة التربیة ، جامعة أم القرى .

*عبدالله محمد الجیغمان (2007): تصمیم برنامج تدریبى تأهیلى لإعداد معلم الموهوبین فى مدارس التعلیم العام، مجلة دراسات المناهج وطرق التدریس، الجمعیة المصریة للمناهج وطرق التدریس ،مارس ،العدد122.

*عبد المطلب أمین القریطی (2005): الموهوبون والمتفوقون خصائصهم واکتشافهم ورعایتهم، القاهرة، دار الفکر العربی .

*فتحى عبد الرحمن جراون (2002) : أسالیب الکشف عن الموهوبین والمتفوقین ورعایتهم ، عمان، الأردن ،دار الفکر العربی.

*فتحى عبد الرحمن جراون (2004):الموهبة والتفوق والإبداع ، ط2 ،عمان ،دار الفکرالعربی.

*فهد عبد الرحمن عبد العزیز(2007): تطویر قائمة کفایات معلم الطلبة الموهوبین فی المملکة العربیة السعودیة، رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة الخلیج العربی.

*لیلى بنت عبد الله سلیمان المزروع (2000): معلم الفئات الخاصة (الموهوبین) صفاته أسالیب إعداده ،مجلة الإرشاد النفسى –مصر،عدد12، ص ص 259:223.

*محمد جابر قاسم (2005): معاییر التفوق اللغوى للمعلم والمتعلم, الإمارات العربیة المتحدة ،دبى ،دار القلم.

*محمود عبد الحافظ خلف الله (2011):فاعلیة أنشطة إثرائیة مقترحة لکتاب القراءة العربیة فی تنمیة مهارات التفکیر الإبداعی لدى التلامیذ الموهوبین بالمرحلة المتوسطة بالمملکة العربیة السعودیة ، مجلة القراءة والمعرفة، الجمعیة المصریة للقراءة والمعرفة ،کلیة التربیة جامعة عین شمس –مصر ،ع (121)، ص ص 59-115

*محمود کامل الناقة (2015):معلم الموهوبین ودوره المتجدد، المؤتمر العلمى الرابع والعشرون  للجمعیة المصریة للمناهج وطرق التدریس بعنوان:برامج إعداد المعلمین فى الجامعات من أجل التمیز –مصر.

*معاطی محمد إبراهیم نصر(2007): أثر برنامج قائم على الأمثال الأدبیة فی تحسین الأداء اللغوی الإبداعی لطلاب الصف الحادی عشر بسلطنة عمان ، مجلة دراسات المناهج وطرق التدریس، الجمعیة المصریة للمناهج وطرق التدریس ، کلیة التربیة، جامعة عین شمس ،ص ص 255:178.

*نایل یوسف عبد اللاه (2001): فعالیة برنامج تدریبى لتنمیة بعض مهارات التدریس الإبداعى لدى معلمى اللغة العربیة وأثره على تنمیة الإبداع لدى تلامیذهم ،رسالة ماجستیرغیر منشورة، کلیة التربیة بالوادى الجدید.

*نعمات عبد الناصر أحمد صالح (2003): دراسة مقارنة لأسالیب اکتشاف ورعایة الموهوبین والمتفوقین فى مصر وبعض الدول المتقدمة ،رسالة دکتوراه غیر منشورة، کلیة التربیة ،جاکعة أسیوط.

*نور الهدى أحمد محمد حسنین  (2013): برنامج تدریبى قائم على نظریة ما وراء المعرفة لتنمیة بعض مهارات التدریس الإبداعى لدى طلاب کلیة التربیة بأسیوط،رسالة ماجستیر،کلیة التربیة ،جامعة أسیوط.

ثانیا: المراجع الأجنبیة:

-Angela T.(2003),"In vestigations in conceptual understanding of polynomial functions and the Impact of Mathe matical Belief systems on Achievement in an Accelerated summer program For Gifted Students",ph.D.,North Caroling State Universit.     

- (croft.2003) Teatcher of the gifted :Gifted teatcher, In N.Colangelo& G .A.Davis(eds.)Hand book of Gifted Eduacation (pp.558-571, New york:Allyn and Bacon .  

- SaDoh I,G.(2011) "anExploration of school counselors Eelf-Efficacy For Advocacy of Gifted students ",Ph.D. the university of Lowa.