عوامل البيئة الأسرية کمنبئات للسلوکيات الابتکارية لمواجهة العزلة الاجتماعية أثناء الحجر الصحي المنزلي لـ کوفيد19

                                     کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

                       =======

عوامل البیئة الأسریة کمنبئات للسلوکیات الابتکاریة لمواجهة العزلة الاجتماعیة أثناء الحجر الصحی المنزلی

 لـ کوفید19

إعــــــــــداد

د/ زاهدة جمیل أبوعیشة

أستاذ علم النفس المشارک/ عمادة الدراسات المساندة/ جامعة الطائف

}     المجلد السادس والثلاثون– العدد السابع -  یولیو 2020م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

المستخلص:

یهدف البحث الحالی للتعرف على عوامل البیئة الأسریة کمنبئات للسلوکیات الابتکاریة لمواجهة العزلة الاجتماعیة الناتجة عن الحجر الصحی المنزلی أثناء تفشی کوفید19، وتکونت العینة من (200) مستجیب ومستجیبة من مدینة الطائف بالمملکة العربیة السعودیة، وقامت الباحثة ببناء مقیاسین منفصلین أحدهما لقیاس عوامل البیئة الأسریة والآخر لقیاس السلوکیات الابتکاریة للمستجیبین، وتبین من نتائج البحث ارتفاع مستوى أفراد عینة البحث على متغیر عوامل البیئة الأسریة بمجالاتها المختلفة، مع ارتفاع مجال الاستقلال والتآلف والتعبیر عن المشاعر الإیجابیة والسلبیة، وکذلک ارتفاع مستواهم على متغیر السلوکیات الابتکاریة لمواجهة العزلة الاجتماعیة أثناء الحجر الصحی المنزلی لـ کوفید19، ووجدت علاقة ارتباطیة موجبة دالة إحصائیاً بین عوامل البیئة الأسریة بمجالاتها المختلفة وبین السلوکیات الابتکاریة لدى أفراد العینة أثناء الحجر الصحی المنزلی لـ کوفید19، کما تبین أن مجالی (الالتزام بالأنظمة العائلیة والقیم الدینیة، والتآلف والتعبیر عن المشاعر الإیجابیة والسلبیة) هما أکثر المجالات إسهاماً فی السلوکیات الابتکاریة لدى أفراد العینة أثناء الحجر الصحی المنزلی لـ کوفید19، ولم توجد فروق تعزى لمتغیری العمر والنوع على متغیری عوامل البیئة الأسریة أو السلوکیات الابتکاریة.

الکلمات المفتاحیة: عوامل البیئة الأسریة، السلوکیات الابتکاریة، العزلة الاجتماعیة، الحجر الصحی المنزلی، کوفید19.

Abstract:

The current research aims to identify the factors of the family environment as predictors of innovative behaviors to Confrontation the social isolation resulting from the home quarantine during the outbreak of Covid-19. During the study, the sample consisted of two hundred respondents (male/female) where they were from the Taif city, Kingdom of Saudi Arabia. Two separate measures were built, in which one was to measure the family environment factors and the other was to measure the innovative behaviors of respondents. The research results showed an increase in the level of the research sample on the variable of the family environment factors in various fields such as independence, familiarity and expressions of feelings, as well as their high level on the variable of innovative behaviors to Confrontation social isolation during COVID-19's home quarantine. Furthermore, it was found a positive correlation statistically significant between the family environment factors in its various fields and among the innovative behaviors of the respondents during COVID-19's home quarantine. Also, the two fields that were the commitment to the systems as well as the (Commitment to family regulations and religious values, Familiarization and expression of positive and negative feelings) are the most contributing areas to the innovative behaviors among the respondents during COVID-19's home quarantine. Finally, there were no differences due to the age and gender variables on the attributes of family environment factors or innovative behaviors.

Keywords: Factors of family environment, innovative behaviors, social isolation, home quarantine, COVID-19.

مقدمة البحث:

غزى وباء کوفید19 العالم بدءً بمقاطعة ووهان فی الصین، حیث أعلنت الحکومة الصینیة رسمیاً عنه بتاریخ 11/1/2020م، ثم انتقل إلى جمیع بلدان العالم، وفی یوم 11/3/2020م صنَّفتْه منظمة الصحة العالمیة على أنه جائحة، وقامت معظم البلدان بفرض الحجر الصحی المنزلی على السکان لیلتزموا بیوتهم طوال الوقت أو جزءً کبیراً منه، کما قامت بتحویل التعلیم فی المؤسسات التعلیمیة لأسلوب التعلم عن بعد، وکذلک طُلب من الکثیر من الموظفین العمل           من بیوتهم.

فرض هذا التحول على الجمیع أسلوب حیاة جدید تمثل فی قضاء ساعات طویلة جداً ومتواصلة فی البیوت مع أفراد أسرهم، دون وجود فرصة للنزول وممارسة الحیاة الطبیعیة التی کانت قبل الوباء، وذلک فی محاولة للحد من انتشاره، ولحفظ أرواح المواطنین فی الدول.

وکان للعزلة الاجتماعیة العدید من الایجابیات، والعدید من السلبیات، فهی کمظهر من مظاهر السلوک الإنسانی له تأثیرات خطیرة على شخصیات الأفراد وعلاقتهم مع الآخرین، خاصةً عندما تفرض علیهم ولا تکون نابعة من قراراتهم الذاتیة، وفی کل الأحوال لا بد من الالتزام بها نظراً لفائدتها فی منع انتشار الوباء، وکان لا بد من تقبلها وتحویلها لشیء إیجابی من خلال استغلال کل الإمکانیات والفرص الجیدة لإخراج أفضل ما یمکن من ابتکارات، ولجعل الحیاة تسیر برضى وسعادة.

وقد أدت العزلة الاجتماعیة نتیجة الحجر الصحی المنزلی لـ کوفید19 إلى الانسحاب بشکل اجباری وغیر طوعی من التفاعل الاجتماعی مع الآخرین، وابتعاد جمیع الأفراد عن محیطهم الخارجی، ولم یتبق لهم سوى أفراد الأسرة المتواجدین بنفس المکان وبنفس المنزل کمجال وحید للتعامل المباشر، واختارت کل أسرة الأسلوب الذی یناسب أفرادها لقضاء أوقات الفراغ الطویلة خلال الحجر الصحی المنزلی.

وهکذا فقد أصبحت الأسر هی المؤثر الأول فی حیاة الأفراد وفی رسم مستقبلهم نظراً للساعات الطویلة التی یقضیها أفرادها معاً، وکان لا بد لها من أخذ زمام المبادرة تجاه أبنائها والتعاون معهم للتخفیف من الآثار السلبیة للعزلة الاجتماعیة ولتخطی هذه الفترة الصعبة، وهذا ما جعل الباحثة ترکز على دورها وطریقتها فی التعامل مع أفرادها أثناء الحجر الصحی المنزلی.

وتعتمد البیئة الأسریة على مجموعة من الاتجاهات والسلوکیات بین أفرادها، حیث یعمل الآباء على تحدید شخصیات الأبناء ومستقبلهم وإیجابیة او سلبیة شخصیاتهم، وقدرتهم على التعامل مع مواقف حیاتهم بإیجابیة. (هاشمی،2004)، وهذه البیئة تقوم بدور رئیسی وأساسی فی بناء المجتمعات وتنظیم سلوکیات أفرادها بما یتناسب مع الأدوار الاجتماعیة المحددة لکل منهم. (العزة،2000)، کما أنها تقوم بتنقیة ما یتلقاه أبنائها من أفکار وخبرات وسلوکیات من خارج الأسرة، من خلال التقویم والمتابعة والحوار فیما هو مفید أو ضار للأبناء وللأسرة معاً. (غانم والقلیوبی2011)

وتعتبر التربیة الابتکاریة من اهم وظائف الأسرة والتی لها علاقة بالبحث الحالی من أجل الارتقاء بالمجتمعات، وتطویر نواحی الحیاة المختلفة ومواکبة التطورات الهائلة والمتسارعة فی جمیع أنحاء العالم، ولا یتم ذلک إلا من خلال التکوین النفسی السوی للأفراد وتعزیز المفاهیم الإیجابیة کالأمن والثقة والتعاون وتحمل المسؤولیة والصبر والإصرار.

وقد تنبهت بعض الأسر إلى أهمیة هذه التربیة ولجأت لتشجیع أفرادها على الابتکار وإظهار مواهبهم وتطویرها من خلال العدید من السلوکیات والأنشطة، على اعتبار أن الابتکار هو أساس الحضارة العلمیة التقنیة الحدیثة، وجوهر الخیال الذی ینتج نماذج ابتکاریة جدیدة. (عبدالدائم،2000)، ولأنه لا یقتصر على مجال واحد وإنما یشمل کافة مجالات حیاة الانسان، کالمجالات العلمیة والتکنولوجیة والاقتصادیة والاجتماعیة والفنیة. (الرباعی،2004)

ومن هنا جاء الاهتمام بموضوع البحث فی دراسة عوامل البیئة الأسریة کمنبئات للسلوکیات الابتکاریة لمواجهة العزلة الاجتماعیة أثناء الحجر الصحی المنزلی لـ کوفید19.

مشکلة البحث:

أعلن عن اجتیاح کوفید19 للعالم واعتبر جائحة فی 11/3/2020، من قبل منظمة الصحة العالمیة، ویعتبر هذا الوباء الأول من نوعه الذی یجتاح العالم بأسره منذ مائة عام، فحتى تاریخ 20/6/2020م (تاریخ الانتهاء من هذا البحث وآخر یوم اغلاق فی المملکة العربیة السعودیة، حیث تم اصدار قرار حکومی بعودة الحیاة إلى ما کانت قبل کوفید19 مع أخذ کل الاحتیاطات والإجراءات لمنع انتشار الوباء) وصل عدد حالات الإصابة فی العالم بـ کوفید19 (8359869) ثمانیة ملیون و359 ألف و869 حالة، فیما بلغ عدد الوفیات جراء هذا الوباء (449047) 449 ألف و47 حالة وفاة. (BBC News ,20/6/2020)

وقد اتخذت الدول العدید من القرارات منذ بدایة تفشی هذا الوباء أدت إلى توقف شبه کامل للحیاة فی بعض الدول، حیث شملت إقفال المؤسسات التعلیمیة وتعطیل معظم الموظفین عن وظائفهم، والحجر الصحی المنزلی أی البقاء فی المنازل، وعدم الخروج الا للضرورة القصوى ولفرد واحد او اثنین من الأسرة، وقد استمرت فترة الحجر الصحی المنزلی حتى تاریخ کتابة هذا البحث أکثر من ثلاثة أشهر.

  ومثلت العزلة الاجتماعیة خبرة مؤلمة وقاسیة وغیر سارة للأفراد، لأنهم یحتاجون لإشباع حاجتهم للتعامل مع الآخرین، واقامة العلاقات المتینة معهم، والانسجام والتفاعل العاطفی والشخصی المباشر مع الأصدقاء والأقرباء الذین حرموا من التواصل معهم أثناء عزلة کوفید19، وکانت وسائل التواصل الاجتماعی هی المتنفس الوحید لهم للتفاعل الاجتماعی، وهذا لم یشبع الحاجة الشخصیة للتفاعل مع الآخرین من أقارب وأصدقاء وزملاء عمل، ومن هنا بحث البعض عن بدائل لسد هذا الفراغ القاسی.

  ولم یتبق لجمیع الأفراد سوى الأسر للتعامل المباشر معها طوال الیوم واللیلة ولمدة تجاوزت حتى الآن الثلاثة شهور، مما جعل لهذه الأسر التأثیر الکبیر فی حیاة الأفراد فی هذه المرحلة وما سیتبعها من مراحل، وکذلک لشبکات الإنترنت ولما یستقبله الأفراد من هذه الشبکات ومدى تأثرهم بها، وقام بعض الأفراد باستغلال هذه العزلة فی عمل أشیاء مفیدة لهم کالسلوکیات الابتکاریة موضوع هذا البحث، وفی إعادة ترتیب أوراق حیاتهم.

ویهتم البحث الحالی فی التعرف على مستوى عوامل الأسرة والتی تمثلت فی التآلف والتعبیر عن المشاعر الإیجابیة والسلبیة والتشاور والاستقلالیة والالتزام بالأنظمة العائلیة والقیم الدینیة، ومدى قدرة هذه العوامل فی التنبؤ بالسلوکیات الابتکاریة للأفراد لمواجهة العزلة الاجتماعیة أثناء الحجر الصحی المنزلی لـ کوفید19.

أسئلة البحث:

یحاول البحث الإجابة عن الأسئلة التالیة:

1. ما مستوى عوامل البیئة الأسریة لدى أفراد العینة أثناء الحجر الصحی المنزلی لـ کوفید19؟
2. ما مستوى السلوکیات الابتکاریة لدى أفراد العینة أثناء الحجر الصحی المنزلی لـ کوفید19؟
3. هل توجد علاقة ارتباطیة دالة إحصائیاً بین درجات أفراد العینة على عوامل البیئة الأسریة بمجالاتها المختلفة والسلوکیات الابتکاریة المستخدمة أثناء الحجر الصحی المنزلی لـ کوفید19؟
4. هل توجد عوامل من البیئة الأسریة أکثر إسهاماً فی التنبؤ بالسلوکیات الابتکاریة لدى        أفراد العینة؟
5. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة تعزى لمتغیر العمر (من 18-25 عاماً، ومن 26-35 عاماً) ومتغیر النوع (ذکور، إناث)، والتفاعل بینهما فی عوامل البیئة الأسریة؟
6. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة تعزى لمتغیر العمر (من 18-25 عاماً، ومن 26-35 عاماً) ومتغیر النوع (ذکور، إناث)، والتفاعل بینهما فی السلوکیات الابتکاریة؟

أهداف البحث:

یهدف البحث الحالی إلى ما یلی:

• تحدید مستوى عوامل البیئة الأسریة لدى أفراد العینة أثناء الحجر الصحی المنزلی لـ کوفید19.
• تحدید مستوى السلوکیات الابتکاریة لدى أفراد العینة أثناء الحجر الصحی المنزلی لـ کوفید19.
• تحدید العلاقة بین درجات أفراد العینة على عوامل البیئة الأسریة بمجالاتها المختلفة والسلوکیات الابتکاریة المستخدمة أثناء الحجر الصحی المنزلی لـ کوفید19.
• معرفة عوامل البیئة الأسریة الأکثر إسهاماً فی التنبؤ بالسلوکیات الابتکاریة لدى أفراد العینة.
• تحدید الفروق فی متغیری العمر والنوع بالنسبة لعوامل البیئة الأسریة وللسلوکیات الابتکاریة.

أهمیة البحث:

أ‌)        الأهمیة النظریة:

• یعتبر هذا البحث الأول من نوعه الذی یدرس السلوکیات الابتکاریة أثناء الحجر الصحی المنزلی لـ کوفید19، ومدى قدرة العوامل الأسریة على التنبؤ بها.
• تحدید مستوى عوامل البیئة الأسریة بمجالاتها الأربعة والسلوکیات الابتکاریة والعلاقة بینهما أثناء الحجر الصحی المنزلی لـ کوفید19.
• إتاحة الفرصة للباحثین للاستفادة من هذا البحث فی توسیع دائرة البحث فی الحجر الصحی المنزلی لـ کوفید19.

ب‌.  الأهمیة التطبیقیة:

• لفت انتباه المؤسسات المعنیة بالشباب لأهمیة الابتکار أثناء أیة ظروف طارئة کالحجر الصحی المنزلی لـ کوفید19.
• توعیة الأفراد بأهمیة الابتکار وتشجیعهم علیه أثناء التواجد فی ظروف طارئة کالحجر الصحی المنزلی لـ کوفید19 لاستغلال الوقت بطریقة إیجابیة.
• إثراء المکتبة العربیة والباحثین بموضوع بحثی هو الأول من نوعه بمتغیراته وأهدافه ونتائجه.
• تزوید المکتبة العربیة بإطار نظری عن عوامل البیئة السریة والسلوکیات الابتکاریة.
• ·      الخروج بتوصیات هامة تتناسب مع نتائج البحث وتساعد على الارتقاء بالسلوکیات الابتکاریة.

الحدود الموضوعیة: اقتصرت حدود البحث على تحدید عوامل البیئة الأسریة کمنبئات للسلوکیات الابتکاریة لمواجهة العزلة الاجتماعیة أثناء الحجر الصحی المنزلی لـ کوفید19، مع ربطهما ببعض المتغیرات.

الحدود المکانیة: مدینة الطائف بالمملکة العربیة السعودیة.

الحدود الزمانیة: شهری أیار وحزیران من العام 2020م.

الحدود البشریة: سکان مدینة الطائف بالمملکة العربیة السعودیة.

مصطلحات البحث:

1. عوامل البیئة الأسریة: هی الإطار العام المسؤول عن تحدید سلوکیات أفرادها وخصائصهم، والذی یؤثر على اتجاهاتهم الأساسیة نحو الآخرین، وتحکمها أنظمة اجتماعیة. (الخشاب،2008)

وتعرفها الباحثة بأنها الواقع الذی یعیش به الأفراد والذی یلبی احتیاجاتهم الأساسیة بما یضمن لهم البقاء والنمو السلیم والتفاعل الإیجابی مع الآخرین، وتحکم على سلوک أفرادها بالتقبل أو الرفض استناداً لقوانین ومبادئ وقیم تتبناها، وبالتالی فهی تملک التأثیر القوی والمستمر فی تعدیل سلوکیات الأفراد وتطویرها بما یتلاءم مع ظروفهم وقناعاتهم، ویستمر باستمراریة انتماء الأفراد لها.

وتعرف إجرائیاً: بأنها النظام الذی یعیش فیه الفرد وینمو فیه مع أفراد أسرته، وتحکمه قوانین معینة بعلاقات واستراتیجیات واضحة، وتقاس من خلال مجموع الدرجات التی یحصل علیها المستجیب على مقیاس عوامل البیئة الأسریة والتی تمثل مجموع درجات المجالات  الأربعة التالیة:

1-      التآلف والتعبیر عن المشاعر الإیجابیة والسلبیة: ویشیر إلى العنایة والدعم التی یقدمها أفراد الأسرة لبعضهم البعض ومدى تشجیع أفراد الأسرة على إظهار مشاعرهم بصورة مباشرة، والقدرة على التعبیر بانفتاح عن الغضب والصراع بین أفراد الأسرة.

2-      التشاور: ویشیر إلى أخذ رأی أفراد الأسرة والتشارک معهم بالآراء قبل اتخاذ القرارات الخاصة بهم.

3-      الاستقلالیة: یشیر إلى مدى استقلال أفراد الأسرة فی اتخاذهم قراراتهم بأنفسهم.

4-      الالتزام بالأنظمة العائلیة والقیم الدینیة: ویشیر إلى مدى وضوح وأهمیة النظام فی تخطیط أنشطة الأسرة ومسئولیاتها والى أی مدى تستخدم القواعد والإجراءات فی تیسیر حیاة أفرادها، والتأکید على القضایا والقیم الدینیة والأخلاقیة المؤثرة على سلوک الأسرة.

1. السلوکیات الابتکاریة: هی سلوکیات یقوم بها الأفراد من خلال إعادة ترکیب الأجزاء الموجودة مسبقاً من قبل الله الخالق المبدع، بطرق مختلفة لإیجاد أشیاء جدیدة لم            تألفها الخبرة البشریة، فهی تشکیل شیء جدید من خلال تجمیع أشیاء معروفة مسبقاً. (السویدان والعدلونی،2009).

وتعرف اجرائیاً: بأنها سلوکیات الأفراد المبتکرة التی تختلف عن المألوف، والتی یتم من خلالها استغلال الإمکانیات الموجودة فی بیئة الفرد لإنتاج أشیاء جدیدة، ویقاس بالدرجة التی یحصل علیه المستجیب على مقیاس السلوکیات الابتکاریة المعتمد فی هذا البحث.

1. العزلة الاجتماعیة: هی خبرة ضاغطة ترتبط بعدم القدرة على اشباع الحاجة للتفاعل والتعامل والارتباط بالآخرین، وبالافتقار للتکامل والدعم الاجتماعی، بسبب العجز عن التواصل الحقیقی والشخصی والمباشر مع الآخرین، مما یؤدی للشعور بالإحباط والیأس. (محمد،2000)

  وهی انعزال الأفراد بشکل إجباری وقسری ولاإرادی عن أنماط حیاتهم العام الذی کانوا یعیشونه، نتیجة ظروف معینة قاهرة، مما یحدث اضطراباً فی توافقهم الشخصی والاجتماعی. (إبراهیم،2002)

1. الحجر الصحی المنزلی: هو بقاء جمیع أفراد الأسرة داخل المنازل طوال الوقت، وعدم المغادرة إلا للضرورة القصوى ولإحضار احتیاجات الأسرة، وفی بعض الدول لم یسمح إلا لفرد واحد من الأسرة بالمغادرة لتلبیة متطلبات الأسرة.
2. کوفید19 (کورونا): وباء فیروسی أصاب العالم أجمع بدایة عام 2020م، بدء فی الصین فی 11/1/2020م ثم انتقل إلى بلدان العالم، وکان من أبرز ملامحه سرعة انتشاره بین الأفراد، وبالتالی تسارع وزیادة الأعداد التی تصاب به فی کل الأوقات.

الإطار النظری:

أولاً: کوفید19 والعزلة الاجتماعیة الناجمة عن الحجر الصحی المنزلی:

      قامت حکومات دول العالم أجمع بمحاربة کوفید19 بالعدید من الأسالیب، کان إحداها الحجر الصحی المنزلی لجمیع السکان، مما جعلهم یعیشون فی عزلة اجتماعیة إجباریة من قبل الحکومات، واختیاریة من قبل السکان الذین آمنوا واقتنعوا أن هذا الحجر هو الطریق الوحید المتاح لقطع سلسة الفیروس فی نقل العدوى من فرد لآخر، ومع ازدیاد أعداد الأفراد المعزولین نتیجة الحجر الصحی المنزلی لـ کوفید19 والذی بلغ الملیارات، فإن الوحدة النفسیة والانسحاب والاکتئاب أصبحت تهدد الصحة النفسیة للأفراد کافةً.

وتعرف العزلة الاجتماعیة بأنها ما یشعر به الأفراد من وحدة نفسیة ومن تجنب للآخرین والانعزال والابتعاد عنهم، وانخفاض معدل تواصلهم مع الآخرین واضطراب علاقتهم بهم، وقلة عدد من یتحادثون ویتواصلون معهم، الأمر الذی یؤدی إلى ضعف شبکة العلاقات الاجتماعیة التی ینتمون إلیها. (محمد،2000)

      وترى الباحثة أن العزلة الاجتماعیة الحالیة قد تؤدی إلى عدم القدرة على الانسجام ومسایرة الأوضاع المستقبلیة، فقد ذکر بعض العلماء أن الذین یعانون من العزلة الاجتماعیة قد یصلون لمرحلة تجنب المناسبات الاجتماعیة والاحتکاک مع الناس من حولهم، وقد تتعرض حیاتهم الشخصیة والتعلیمیة والعملیة للتأثر السلبی لعدم قدرتهم على التفاعل بشکل ناجح مع الآخرین، وقد یصل بهم الحال للخوف والانسحاب والوحدة النفسیة والاکتئاب. (إسماعیل،2003)، فغیاب العلاقات الاجتماعیة وانخفاض الروابط الاجتماعیة لدى الأفراد، قد تشعر البعض بعدم فائدة التواصل والانسجام مع أی أشخاص، ونتیجة لهذه المعتقدات قد یمیلون لتجنبهم ولتفضیل السلوک الانفرادی. (صالح،2012)

أشکال العزلة: رأت الباحثة أن تقسم العزلة الاجتماعیة لنوعین رئیسیین هما:

1. العزلة الاختیاریة: وذلک بأن یختار الأفراد الانعزال والابتعاد عن الآخرین بشکل إرادی، لأسباب خاصة بهم ونتیجة لقناعاتهم الشخصیة، مثل اختیار الأفراد الأذکیاء الابتعاد بشکل طوعی عن الآخرین لعدم وجود انسجام معهم، واستغلال المبتکرون للعزلة لیکملوا ابتکاراتهم بعیداً عن الآخرین، وهذه العزلة تکون أضرارها النفسیة والصحیة قلیلةً مقارنة بالعزلة الإجباریة.
2. العزلة الإجباریة: بأن یجبر الأفراد على العزلة بشکل ینافی رغباتهم وقناعاتهم، بحیث یتم عزلهم عن الآخرین بطریقة لا إرادیة لأسباب عدیدة، کما هو الحالی أوقات الحروب والأوبئة، وتماماً کما حدث فی اجتیاح کوفید19 للعالم، حیث أرغم ملیارات من الأشخاص على البقاء فی منازلهم فی حجر صحی.

ثانیاً: السلوکیات الابتکاریة:

شجعت العزلة الاجتماعیة الحالیة الکثیر من الناس لاستغلاها فی أمور إیجابیة تمثلت فی إعادة تقییم مراحل حیاتهم، وفی إنهاء واجبات وأمور مطلوبة منهم، وفی تطویر أنفسهم فی مجالات عدیدة، وفی ابتکار وإنتاج أشیاء جدیدة من المواد الأولیة الموجودة فی البیئة دون تقلید لأعمال الآخرین، وهذا الأخیر ما اهتم البحث الحالی فی تسلیط الضوء علیه.

ویعرف الابتکار بأنه المبادرات التی یقوم بها الأفراد والتی تظهر من خلالها قدرتهم على مخالفة المعهود فی التفکیر بشکل کامل، ویعمل على تقویة إرادة الأفراد من خلال التدرب على ابتکار أشیاء جدیدة وغیر مألوفة، وبهذا فهو أسلوب موجه لاکتشاف الأشیاء الجدیدة ولحل المشکلات العالقة بطریقة مبتکرة وغیر معتادة من قبل الآخرین. (السویدان والعدلونی،2009 ؛ الحریری،2010 ؛ بکار،2001)

وقد أشار المجلس العربی للموهوبین والمتفوقین عام 2002 إلى ان الابتکار یقوم على عدد من الافتراضات الأساسیة الآتیة:

1. الابتکار مهارة یکتسبها الأفراد الذین یملکون الدافعیة ویتقبلون التدریب والتعلیم.
2. متاح لجمیع الأفراد ولیس حکراً على المتفوقین أو الأذکیاء.
3. یعتمد على الخصائص والخبرات الشخصیة وعلى العملیات الذهنیة للأفراد.
4. یتأثر ابتکار الأفراد بالبیئة التی یعیشون فیها والتی تحررهم من الخوف.
5. الفکرة المبتکرة تحتاج لدعم وتقویة من خلال حمایتها من النقد السلبی المدمر.
6. المبتکرون یعتقدون أن جمیع الأفراد مبتکرون مثلهم. (العتوم وآخرون،2007).

عناصر الابتکار:

1. الحداثة والجدة: اکتشاف شیء ما یختلف عن المألوف أی اکتشاف شیء جدید.
2. الفاعلیة: ان یکون له معنى على ارض الواقع وان یکون ذو فائدة واقعیة للأفراد والمجتمع.
3. الأخلاقیة أی الالتزام بالقواعد الأخلاقیة وان لا یستخدم فی الشر (Cropley,2001)

مکونات الابتکار:

1. البیئة الابتکاریة: بأن تکون نموذجیة وتستثیر العملیات الابتکاریة.
2. المنتج الابتکاری: سواء أکان إنتاجاً مبتکراً أو أفکاراً جدیدة.
3. العملیة الابتکاریة: وتختص بأنماط التفکیر وبالخطوات المتخذة لمعالجة المعلومات.
4. الشخص المبتکر: ویتصف بالتصمیم والانفتاح الذهنی والمرونة والمعرفة. (أبوجادو،2004)

وقد بین (Sternberg,1993) أن الإنتاجیة الابتکاریة عند الأفراد المبتکرین تعتمد على ستة معاییر أساسیة هی: الشخصیة والدافعیة والمعرفة والعملیات العقلیة والذکاء وأسالیب التفکیر. (السرور،2002)

وترى الباحثة أن أهم صفات للأفراد المبتکرین ما یلی:

1. القدرة على رؤیة الأمور بطریقة مختلفة عن الآخرین.
2. المعرفة الواسعة والمتعمقة للأشیاء والثراء الفکری.
3. المرونة والذهن المتفتح المرن القابل للتطور.
4. القدرة على التخیل والتصور والتحلیل بطریقة مبتکرة.
5. القدرة على اکتشاف الأخطاء وتصحیحها.
6. الجرأة والثقة بالنفس والقدرة على تعزیز الذات.
7. حب المغامرة وکراهیة الروتین.
8. الإصرار والتفاؤل والصبر.

العوامل المؤثرة فی التفکیر الابتکاری:

1. الصفات الشخصیة الإیجابیة للأفراد: مثل المرونة والمبادرة والدافعیة وتأکید الذات.
2. الاستقلالیة: فالاستقلالیة عن الآخرین وعدم الاکتراث بآرائهم السلبیة المحبطة وعدم تقلید أعمالهم یسهم فی تطویر السلوک الابتکاری.
3. الحریة: فالأفراد الذین یعیشون فی أسر تشجع الاستقلالیة والمرونة وحریة التعبیر وتقدم لهم الدعم النفسی والمادی تکون لدیهم فرص أعلى للابتکار.
4. أسالیب التربیة والتعلیم: فأسالیب التعلیم المتطورة التی لا تعتمد على أسلوب تلقین المعلومات للطلبة تفسح المجال أمامهم للتفکیر الحر. (عبدالعزیز،2009)

ثالثاً: عوامل البیئة الأسریة:

البیئة الأسریة هی الواقع الملموس الذی یعیش به أفراد الأسرة الواحدة الذی یؤثرون ویتأثرون ببعضهم البعض وبالآخرین، مما یتیح لهم النمو الشخصی والاجتماعی، وذلک ضمن قوانین ضابطة لهم تضمن لهم حریتهم الشخصیة. (الجزائری،2004).

 وهی الإطار الذی یضم الأفراد ویحیط بهم، والذی یوفر لهم جمیع مستلزمات الحیاة من مأکل ومشرب وملبس وتعلیم، وتعتبر خط الدفاع الأول فی وقایة أفرادها من أیة اضطرابات قد تصیبهم أو مشکلات قد تعترض طریقهم، وتنبع أهمیة الأسرة فی توفیر الدعم النفسی والمادی لأفرادها، والبیئة المرنة المشجعة على الابتکار التی توفر الأجواء والفرص والمصادر والامکانیات التی یحتاج إلیها المبتکرون. فهی تمثل أساس الکشف عن المبتکرین ورعایتهم وتنمیة قدراتهم لمواکبة التطورات الهائلة التی تحدث فی العالم، ویقع على عاتقها دعم          وتنمیة روح الابتکار والمساهمة مع أفرادها المبتکرین، والعمل على إظهار التفکیر الابتکاری  لدى الأبناء.

ولا شک أن المناخ الأسری السوی هو الذی یتعامل فیه الآباء مع الأبناء بشکل متساوی دون تفریق وتمییز بینهم، وتسوده المحبة والرحمة والعطف. (منصور والشربینی،2000).

.أنظمة الأسرة: تتفاعل کل أسرة حسب نظام معین، فمنها:

1. النظام الأوتوقراطی التسلطی: حیث یکون شخص واحد (وعادةً هو الأب) بالسیطرة على الأمور وإصدار التعلیمات الصارمة والإشراف على تنفیذ الأفراد لها دون إعطاء مجال للآخرین بالمشارکة فی اتحاذ القرارات.
2. النظام المتساهل: وفیه تبدو الأسرة بدون ضوابط ولا أنظمة تحکم أفرادها، حیث لا یوجد قائد لهذه الأسرة، فکلٌ یفعل ما یریده فی الوقت الذی یریده وبدون أیة ضوابط.
3. النظام الدیموقراطی: وتسوده أجواء من التشارک والتعاون والمحبة والحریة بین أفراد الأسرة الواحدة، وهذا النظام یحقق النمو النفسی والعقلی السلیم للأفراد، ویتیح لهم فرصة التجریب والتعلم من الأخطاء، وهو أفضل الأنظمة الأسریة. (العزة،2000)

خصائص الأسرة المبتکرة: ترى الباحثة أن أهم خصائص للأسرة المبتکرة هی:

• توفیر الأمان النفسی والجسدی لأفرادها.
• امتلاک مستویات عالیة من الطموح.
• یسود بین أفرادها جو من المحبة والاحترام والتفاهم والتسامح بعیداً عن التسلط والسیطرة.
• تمنح أفرادها مقداراً کبیراً من الحریة للتعبیر عن أفکارهم وتطبیق تجاربهم دونما خوف.

دراساتسابقة:

  اطلعت الباحثة على دراسات سابقة تتعلق بموضوع البحث، لکنها لم تجد ای دراسة تطرقت إلى موضوع البحث حیث أنه من أوائل الأبحاث التی تطرقت إلى موضوع الابتکار خلال العزلة الاجتماعیة، ومن هنا فقد رأت أن تستعرض القلیل من الدراسات التی اهتمت بالمتغیرات الرئیسیة للبحث.

      أجرى (الطالب،2002) دراسة بعنوان (البیئة الأسریة الداعمة لنمو الموهبة کما یدرکها التلامیذ الموهوبون وعلاقتها ببعض المتغیرات الدیموغرافیة/ دراسة میدانیة على تلامیذ مدراس الموهوبین بولایة الخرطوم)، هدفت للکشف عن مستوى البیئة الأسریة الداعمة للموهبة، وتکونت العینة من (338) طالباً وطالبة فی المرحلتین الابتدائیة والثانویة، وتبین من النتائج أن البیئة الأسریة الداعمة للموهبة تتسم بمستوى مرتفع دال فی درجتها الکلیة، ما عدا المجال المادی فقد کان مستواه منخفض.

      وفی دراسة (بعیبع،2003) وعنوانها (أهمیة الرعایة الوالدیة فی نمو شخصیة الفرد وتطورها) والتی هدفت لتسلیط الضوء على أهمیة الرعایة الوالدیة فی تنمیة شخصیة الفرد وتطورها، من خلال استعراض وتحلیل (22) دراسة ذات صلة بموضوع العنایة الوالدیة وأثرها فی نمو شخصیة الطفل وتطورها، أکدت هذه الدراسة التحلیلیة أنه کلما کان ضبط سلوک الأفراد وتوجیههم قائماً على أساس الحب والثواب، کلما أدى ذلک إلى اکتسـاب الأفراد السلوک السوی وإلى سرعة نمو الضمیر لدیهم.

      وفی دراسة (النسور،2004) بعنوان (علاقة نمط التنشئة الأسریة بمفهوم الذات وتوکید الذات والتحصیل الدراسی لدى طالبات الصف العاشر بمدیریة عمان الثانیة) والتی هدفت إلى معرفة علاقة نمط التنشئة الأسریة )دیمقراطی مقابل تسلطی (بمفهوم وتوکید الذات والتحصیل لدى أفراد العینة الذین تکونوا من (258) طالبة من طالبات مدارس مدیریة عمان الثانیة من الصف العاشر، أظهرت النتائج فروقاً تعزى إلى نمط التنشئة الأسریة فی مفهوم الذات الکلی لصالح مجموعة النمط التسلطی، فیما ظهرت فروقاً تعزى إلى نمط التنشئة الأسریة فی توکید الذات وفی التحصیل الدراسی لصالح مجموعة الـنمط الدیمقراطی.

وأجرى (Donahueu,2007) دراسة هدفت لمعرفة فاعلیة برنامج إرشادی فی خفض سلوک العزلة لدى (12) طالبة أعمارهن من (12-17) عاماً، یعانین من السلوک الانعزالی، وقد تم تطبیق برنامج إرشادی من (6) جلسات ارشادیة، واستخدم الباحث أسلوب عکس المشاعر واعطاء التغذیة الراجعة، ودرب أفراد العینة على التعامل مع العزلة من خلال تعلیمهن المشارکة الاجتماعیة، وکیفیة التحدث مع الآخرین باستخدام أسالیب معرفیة سلوکیة، وأشارت النتائج          إلى فاعلیة البرنامج العلاجی الجمعی فی خفض سلوک العزلة وزیادة مشارکة الطالبات فی النشاطات الاجتماعیة.

وأخیراً أجرى (العطاس، 2008) دراسة بعنوان (إسهامات الأسرة فی تربیة الإبداع لدى أطفالها من منظور التربیة الإسلامیة)، هدفت لتحدید دور الأسرة فی تربیة الابداع لدى أطفالها، وتکونت العینة من أطفال أعمارهم بین (6-12 عاماً)، وتبین من النتائج أن الآباء من الممکن أن یکونوا قدوة إبداعیة لأطفالهم من خلال ما یمارسونه من أنشطة أمامهم.

التعلیق على الدراسات السابقة: بالنظر للدراسات المستعرضة لاحظت الباحثة أنها اهتمت بدراسة خصائص البیئة الأسریة الداعمة لتنمیة الموهبة، وعلاقة نمط التنشئة الأسریة بمفهوم الذات وتوکید الذات والتحصیل الدراسی، وبأهمیة الرعایة الوالدیة فی تنمیة شخصیة الفرد وتطورها، ومدى إسهامات الأسرة فی تربیة الإبداع لدى أطفالها، ورغم اختلاف موضوع البحث الحالی عن مواضیع الدراسات المستعرضة، إلا أنه تم الاستفادة منها فی تحدید العینة والأدوات والمعالجات الإحصائیة، وقد تمیز البحث الحالی بموضوعه الحدیث وبمتغیراته المتعددة والمجتمعة وبالزمن والظروف التی تم اجراؤه بها وهو زمن کوفید19.

إجراءات البحث:

أولاً: منهج البحث: اعتمدت الباحثة على المنهج الوصفی الارتباطی والمقارن لأنه الأنسب لمتغیرات البحث الحالی.

ثانیاً: مجتمع وعینة البحث:

مجتمع البحث: تکون مجتمع البحث من سکان مدینة الطائف بالمملکة العربیة السعودیة خلال شهری أیار وحزیران من العام 2020م.

عینة البحث: اشتملت العینة على (200) مستجیباً ومستجیبة من مدینة الطائف بالمملکة العربیة السعودیة خلال شهری أیار وحزیران من العام 2020م، تم اختیارهم بطریقة عشوائیة، من الذکور والاناث ومن أعمار مختلفة.

ثالثاً: أدوات البحث: قامت الباحثة ببناء أداتی البحث، وهما عبارة عن مقیاسین أحدهما لقیاس عوامل البیئة الأسریة والآخر لقیاس السلوکیات الابتکاریة.

1. مقیاس عوامل البیئة الأسریة: قامت الباحثة بالاطلاع على العدید من الدراسات التی اهتمت بعوامل البیئة السریة، وفضلت أن تقوم بتصمیم مقیاس خاص بعوامل البیئة الأسریة تضمن (36) فقرة توزعت على أربعة مجالات رئیسیة هی: التآلف والتعبیر عن المشاعر الإیجابیة والسلبیة، التشاور، الاستقلالیة، الالتزام بالأنظمة العائلیة والقیم الدینیة.

الشروط السیکومتریة لمقیاس عوامل البیئة الأسریة:

أولاً: صدق المقیاس: قامت الباحثة بالتحقق من صدق مقیاس عوامل البیئة الأسریة       عن طریق:

1)   صدق المحکمین: عُرض المقیاس على مجموعة من الأساتذة المتخصصین فی مجال التربیة وعلم النفس، بلغ عددهم (5) محکمین، للحکم على المجالات والفقرات من حیث ملاءمتها لعوامل البیئة الأسریة، وتراوحت نسبة اتفاقهم على المجالات والفقرات بین 84%-88%، وبالتالی سوف یتم الإبقاء علیها جمیعاً.

2)   الاتساق الداخلی: تم حساب الاتساق الداخلی لمقیاس عوامل البیئة الأسریة ومجالاته المختلفة کمؤشر لسلامة بنیة الاختبار، وذلک من خلال استخدام معامل الارتباط لـ (بیرسون) لاستبعاد الفقرات التی لا ترتبط ارتباطات دالة بالدرجة على المجال الذی تنتمی له الفقرة، ثم إیجاد معامل الارتباط بین درجة المجال ودرجة المقیاس ککل کما هو موضح بالجدول (1):

أ‌-   إیجاد معامل الارتباط بین درجة الفقرات ودرجة المجال التی تنتمی إلیه:

جدول (1) معاملات الارتباط بین درجة الفقرة ودرجة المجال التی تنتمی إلیه عند

 ن = 100

** جمیع القیم دالة عند مستوى (0.01)

أشارت نتائج جدول (1) إلى وجود ارتباط دال عند مستوى (0.01) بین درجات الفقرات والدرجة الکلیة للمجالات الفرعیة، ما عدا الفقرات (5، 9، 26) والتی تم حذفها لعدم دلالة ارتباطها واتساقها مع بنیة المجالات التی تنتمی لها.

ب‌-   إیجاد معامل الارتباط بین درجة المجالات الفرعیة والدرجة الکلیة للمقیاس:

جدول (2) معاملات الارتباط بین درجة المجالات الفرعیة والدرجة الکلیة للمقیاس

** جمیع القیم دالة عند مستوى 0.01 

نلاحظ من جدول (2) وجود ارتباطات دالة بین کل مجال من مجالات المقیاس والدرجة الکلیة للمقیاس، وجمیعها دالة عند مستوى (0,01)، وهکذا تشیر النتائج إلى تمتع مقیاس عوامل البیئة الأسریة بقدر کبیر من التجانس الداخلی للفقرات والمجالات.

3)   الصدق التمییزی: تم استخدام الصدق التمییزی (المقارنة الطرفیة) لکل فقرة من فقرات مقیاس عوامل البیئة الأسریة عن طریق حساب الإرباعى الأعلى والإرباعى الأدنى لعینة التقنین، ومن ثُّم إجراء اختبار "ت" لدلالة الفروق لکل فقرة والتحقق من أن الفقرة قادرة على التمیز بین المجموعة العلیا والمجموعة الدنیا من عینة البحث الاستطلاعیة فی کل مجال من مجالات عوامل البیئة الأسریة، ویوضح الجدول التالی نتائج الصدق التمییزی:

جدول (3) الصدق التمییزی لمقیاس عوامل البیئة الأسریة عند ن =100

جمیع صدق الفقرات دالة عند مستوى (0,01) و (0,05)

یتضح من جدول (3) أنجمیع قیم اختبار "ت" جاءت دالة عند مستوى (0,05) ومستوى (0,01) لجمیع الفقرات، مما یدل على أن جمیع الفقرات قادرة على التمییز بین الارباعی الأدنى والارباعی الأعلى على مقیاس عوامل البیئة الأسریة بمجالاته المختلفة مما یدل على الصدق التمییزی وصلاحیته للاستخدام.

ثانیاً: ثبات المقیاس:تم حساب ثبات مقیاس عوامل البیئة الأسریة عن طریق معامل           ثبات الفا کرونباخ لمجالات المقیاس والدرجة الکلیة للمقیاس حیث جاءت کما هو موضح فی جدول (4):

جدول (4) معاملات الثبات لمقیاس عوامل البیئة الأسریة بمجالاته المختلفة

      ویتبین من الجدول (4) أن جمیع معاملات ثبات المجالات والمقیاس ککل جیدة، مما یشیر أن المقیاس یتمتع بدرجة عالیة من الثبات.

1. مقیاس السلوکیات الابتکاریة: اطلعت الباحثة على دراسات تطرقت للابتکار، وقامت بتصمیم مقیاس خاص بالسلوکیات الابتکاریة لیتناسب مع عوامل البیئة السریة، ولیتناسب مع المرحلة الخاصة التی تقوم بدراستها فی هذا البحث وهی فترة الحجر الصحی المنزلی لـ کوفید19، وتکون المقیاس من (17) فقرة اختصت بالسلوکیات الابتکاریة المتوقعة خلال الفترة المذکورة.

الشروط السیکومتریة لمقیاس السلوکیات الابتکاریة:

أولاً: صدق المقیاس: قامت الباحثة بالتحقق من صدق مقیاس السلوکیات الابتکاریة عن طریق:

1)   صدق المحکمین: عُرض المقیاس على مجموعة من الأساتذة المتخصصین فی مجال التربیة وعلم النفس، بلغ عددهم (6) محکمین، للحکم على الفقرات ومدى ملاءمتها للسلوکیات الابتکاریة، وتراوحت نسبة اتفاقهم على الفقرات بین 86%-92%، وبالتالی سوف یتم الإبقاء على جمیع الفقرات.

2)   الاتساق الداخلی: تم حساب الاتساق الداخلی لمقیاس السلوکیات الابتکاریة کمؤشر لسلامة بنیة الاختبار وذلک من خلال استخدام معامل الارتباط لـ(بیرسون) لاستبعاد الفقرات التی لا ترتبط ارتباطات دالة بالدرجة الکلیة على المقیاس ککل کما هو موضح فی جدول (5):

أ‌-       أیجاد معامل الارتباط بین درجة الفقرات والدرجة الکلیة للمقیاس:

جدول (5) معاملات الارتباط بین درجة الفقرة والدرجة الکلیة للمقیاس عند ن =100

** جمیع القیم دالة عند مستوى (0.01)

أشارت نتائج جدول (5) إلى وجود ارتباط دال عند مستوى (0.01) بین درجات الفقرات والدرجة الکلیة للمقیاس، ما عدا الفقرة رقم (10) والتی تم حذفها لعدم دلالة قیمة ارتباطها بالدرجة الکلیة للمقیاس، وتم الإبقاء على باقی الفقرات.

3)   الصدق التمییزی: تم استخدام الصدق التمییزی لکل فقرة من فقرات السلوکیات الابتکاریة عن طریق حساب الإرباعی الأعلى والإرباعی الأدنى لعینة التقنین، ومن ثُّم إجراء اختبار "ت" لدلالة الفروق لکل فقرة، والتحقق من أن الفقرات قادرة على التمییز بین المجموعة العلیا والمجموعة الدنیا من عینة البحث الاستطلاعیة فی السلوکیات الابتکاریة. ویوضح الجدول (6) نتائج الصدق التمییزی:

جدول (6) الصدق التمییزی لمقیاس السلوکیات الابتکاریة عند ن =100

جمیع قیم ت داله على الصدق التمییزی عند مستوى (0,01)

یتضح من جدول (6) أن جمیع قیم اختبار "ت" جاءت دالة عند مستوى (0,01) مما یدل على أنها قادرة على التمییز بین الارباعی الأدنى والارباعی الأعلى على مقیاس السلوکیات الابتکاریة مما یدل على الصدق التمییزی للمقیاس وصلاحیته للاستخدام.

ثانیاً: ثبات المقیاس: تم حساب ثبات مقیاس السلوکیات الابتکاریة عن طریق معامل ثبات الفا کرونباخ التی جاءت کالتالی:

جدول (7) معاملات الثبات مقیاس السلوکیات الابتکاریة. عند ن =100

ویتبین من الجدول (7) أن قیمة معامل الثبات جیدة، مما یشیر أن المقیاس یتمتع بدرجة جیدة من الثبات.

الإحصاءات الوصفیةلعینة البحث على متغیرات البحث: للتحقق من اعتدالیة توزیع             درجات عینة البحث على متغیرات البحث، تم حساب المتوسطات والانحرافات المعیاریة      والوسیط والمنوال ومعاملات الالتواء لعینة الدراسة الأساسیة وجاءت النتائج کما هی موضحة بالجدول التالی:

جدول (8) الإحصائیات الوصفیة لعینة البحث على متغیرات البحث عند ن =200

یتضح من جدول (8) أن جمیع قیم المتوسطات أکبر من قیم الانحرافات المعیاریة، وقیم الالتواء قریبة من الصفر، بالإضافة إلى تقارب قیم المتوسطات والوسیط، مما یدل على صغر حجم التباین بین درجات أفراد العینة فی متغیرات البحث، واقتراب قیمة الالتواء من الصفر یدل على اقتراب درجات المتغیرات من التوزیع الاعتدالی لعینة البحث.

شکل (1) المنحنى البیانی لدرجات مجال التآلف والتعبیر عن المشاعر الإیجابیة والسلبیة

شکل (2) المنحنى البیانی لدرجات مجال التشاور

شکل (3) المنحنى البیانی لدرجات مجال الاستقلال

شکل (4) المنحنى البیانی لدرجات مجال الالتزام بالأنظمة العائلیة والقیم الدینیة

شکل (5) المنحنى البیانی لدرجات مجالات عوامل البیئة الأسریة

شکل (6) المنحنى البیانی لدرجات السلوکیات الابتکاریة

نتائج البحث:

    السؤال الأول: ما مستوى عوامل البیئة الأسریة لدى أفراد العینة أثناء الحجر الصحی المنزلی لـ کوفید19؟

      للإجابة على هذا السؤال استخدمت الباحثة اختبار "ت" لعینة واحدة (T-test One- Sample) للمقارنة بین المتوسط الافتراضی والمتوسط الحقیقی لتحدید مستوى عوامل البیئة الأسریة بمجالاتها المختلفة لدى عینة البحث، والجدول (9) یوضح النتائج:

جدول (9) نتائج مستوى عوامل البیئة الأسریة بمجالاته المختلفة عند ن =200

یتضح من جدول (9) وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین المتوسط الحقیقی والمتوسط الافتراضی لعینة البحث فی عوامل البیئة الأسریة بمجالاتها المختلفة لصالح المتوسط الحقیقی، مما یعنی ارتفاع مستواهم على متغیر عوامل البیئة الأسریة بمجالاتها المختلفة لدى أفراد العینة أثناء الحجر الصحی لـ کوفید19.

جدول (10) ترتیب توافر عوامل البیئة الأسریة عند ن =200

      یتضح من جدول (10) أن مجال الاستقلال هو المجال الأکثر توافراً لدى أفراد عینة البحث أثناء الحجر الصحی لـ کوفید19، یلیه التآلف والتعبیر عن المشاعر الایجابیة والسلبیة، ثم مجال الالتزام بالأنظمة العائلیة والقیم الدینیة، وأخیراً مجال التشاور.

السؤال الثانی: ما مستوى السلوکیات الابتکاریة لدى أفراد العینة أثناء الحجر الصحی المنزلی لـ کوفید19؟

للإجابة على هذا السؤال استخدمت الباحثة اختبار "ت" لعینة واحدة                    (T-test One- Sample) للمقارنة بین المتوسط الافتراضی والمتوسط الحقیقی لتحدید مستوى السلوکیات الابتکاریة لدى عینة البحث، والجدول التالی یوضح النتائج:

جدول (11) یوضح نتائج مستوى السلوکیات الابتکاریة عن ن = 200

یتضح من جدول (11) وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین المتوسط الحقیقی والمتوسط الافتراضی لعینة البحث فی السلوکیات الابتکاریة لصالح المتوسط الحقیقی مما یعنی ارتفاع مستواهم على متغیر السلوکیات الابتکاریة أثناء الحجر الصحی لـ کوفید19.

السؤال الثالث: هل توجد علاقة ارتباطیة دالة إحصائیاً بین درجات أفراد العینة على عوامل البیئة الأسریة بمجالاتها المختلفة والسلوکیات الابتکاریة المستخدمة أثناء الحجر الصحی المنزلی لـ کوفید19؟

للإجابة على هذا السؤال تم حساب معامل الارتباط لبیرسون                      (Parson-correlation) بین درجات أفراد عینة البحث على مقیاس عوامل البیئة الأسریة، ودرجاتهم على مقیاس السلوکیات الابتکاریة والجدول التالی یوضح النتائج:

جدول (12) معاملات الارتباط بین درجات عینة البحث على مقیاس عوامل البیئة الأسریة ودرجاتهم على مقیاس السلوکیات الابتکاریة (ن =200)

** جمیع قیم الارتباط دالة عند مستوى (0.01)       

      یتضح من جدول (12) وجود علاقة ارتباطیة موجبة دالة إحصائیاً عند مستوى (0،01) بین عوامل البیئة الأسریة بمجالاتها المختلفة وبین السلوکیات الابتکاریة لدى أفراد العینة، فکلما ارتفعت درجة عوامل البیئة الأسریة بمجالاتها المختلفة کلما ارتفعت معها السلوکیات الابتکاریة لدى أفراد العینة أثناء الحجر الصحی لـ کوفید19.

السؤال الرابع: هل توجد عوامل من البیئة الأسریة أکثر اسهاماً فی التنبؤ بالسلوکیات الابتکاریة لدى أفراد العینة؟

للإجابة على هذا السؤال تم استخدام تحلیل الانحدار المتدرج (Stepwise Regression) فی نموذج یتضمن السلوکیات الابتکاریة کمتغیر تابع، ومتغیر عوامل البیئة الأسریة بمجالاتها المختلفة کمتغیرات مستقلة، حیث تدخل المتغیرات واحده تلو الأخرى على أساس ارتباطها بالمتغیر التابع من جانب والمتغیرات المستقلة الأخرى من جانب أخر، ففی کل خطوة یتم اختیار أعلى المتغیرات المستقلة ارتباطًا بالمتغیر التابع، وجاءت النتائج کما هی موضحة بالجدول التالی:

جدول (13) تحلیل الانحدار المتدرج لعوامل البیئة الأسریة المسهمة فی التنبؤ بالسلوکیات الابتکاریة عند ن=200

یتضح من جدول (13) ما یلی:

-      أظهرت الخطوة الأولى أن أکثر المتغیرات المستقلة إسهاماً فی تباین المتغیر التابع (السلوکیات الابتکاریة) لدى أفراد العینة هو مجال (الالتزام بالأنظمة العائلیة والقیم الدینیة)، فقد بلغت قیمة الارتباط المتعدد بین المتغیرین (0.712)، وأحدث تبایناً مقداره (0.507)، وذلک بنسبة (50,7%) تقریباً من تباین المتغیر التابع (السلوکیات الابتکاریة).

-      وفی الخطوة الثانیة ظهر من تحلیل الانحدار متدرج الخطوات أن اشتراک مجالی (الالتزام بالأنظمة العائلیة والقیم الدینیة، والتآلف والتعبیر عن المشاعر الإیجابیة والسلبیة) جعلهما أکثر المجالین إسهاماً فی (السلوکیات الابتکاریة) لدى أفراد العینة، فقد بلغت قیمة الارتباط المتعدد بینهما (0.755)، کما أحدثا تبایناً مقداره (0.570)، وذلک بنسبة إسهام قدرها (57,00%) تقریباً من تباین المتغیر التابع.

ومن خلال النتیجة السابقة یمکن صیاغة معادلة الإسهام الدالة على التنبؤ کالآتی:

السؤال الخامس: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة تعزى لمتغیر العمر (من 18-25 عاماً، ومن 26-35 عاماً) ومتغیر النوع (ذکور، إناث)، والتفاعل بینهما فی عوامل البیئة الأسریة؟

      للإجابة على هذا السؤال تم استخدام تحلیل التباین الثنائی ذی التصمیم العاملی (2 × 2) (تبعاً للعمر والنوع) لبیان أثر متغیری العمر والنوع والتفاعل بینهما فی عوامل البیئة الأسریة، وجاءت النتائج کالتالی:

جدول (14) تحلیل التباین الثنائی للعمر والنوع والتفاعل بینهما فی عوامل البیئة الأسریة عند ن=200

یتضح من جدول (14) ما یلی:

-     لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة تعزى لمتغیر العمر (من 18-25 عاماً، ومن 26-35 عاماً) فی عوامل البیئة الأسریة. 

-     لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة تعزى لمتغیر النوع (ذکور وإناث) فی عوامل البیئة الأسریة. 

-     لا یوجد تفاعل دال إحصائیاً بین متغیر العمر ومتغیر النوع على عوامل البیئة الأسریة

السؤال السادس: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة تعزى لمتغیر العمر                         (من 18-25 عاماً، ومن 26-35 عاماً) ومتغیر النوع (ذکور، إناث)، والتفاعل بینهما فی السلوکیات الابتکاریة؟

      للإجابة على هذا السؤال تم استخدام تحلیل التباین الثنائی ذی التصمیم العاملی (2 × 2) (تبعاً للعمر والنوع) لبیان أثر متغیری العمر والنوع والتفاعل بینهما فی السلوکیات الابتکاریة، وجاءت النتائج کالتالی:

جدول (15) تحلیل التباین الثنائی للعمر والنوع والتفاعل بینهما فی السلوکیات الابتکاریة عند ن=200

یتضح من جدول (15) ما یلی:

-     لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة تعزى لمتغیر العمر (من 18-25 عاماً، ومن 26-35 عاماً) فی السلوکیات الابتکاریة.

-     لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة تعزى النوع (ذکور وإناث) فی السلوکیات الابتکاریة. 

-     لا یوجد تفاعل دال إحصائیا بین متغیر العمر ومتغیر النوع على السلوکیات الابتکاریة.

تفسیر ومناقشة الباحثة لنتائج البحث:

أکد البحث الحالی نتائج هامة تستعرضها الباحثة مع تفسیرها الشخصی لها:

• وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین المتوسط الحقیقی والمتوسط الافتراضی لعینة البحث فی عوامل البیئة الأسریة بمجالاتها المختلفة لصالح المتوسط الحقیقی، مما یعنی ارتفاع مستواهم على متغیر عوامل البیئة لأسریة بمجالاتها المختلفة، وقد حاز مجال الاستقلال على المرکز الأول فی توافره لدى أفراد عینة البحث، تلاه التآلف والتعبیر عن المشاعر الإیجابیة والسلبیة، ثم عامل الالتزام بالأنظمة العائلیة والقیم الدینیة، وأخیراً عامل التشاور، وترى الباحثة أن هذه النتیجة مقبولة، حیث أکدت النتائج أن هناک انسجاماً فی الأسر التی تم استجابة أفرادها على مقاییس البحث، وتبین أنها أسر تعطی الکثیر من الحریة لأفرادها فی اتخاذ القرارات التی تتعلق بأمورهم الخاصة، مع وجود تآلف وحریة فی التعبیر عن المشاعر الإیجابیة والسلبیة مع جمیع أفراد الأسرة، مما یعنی أنها أسر سویة تعمل على تربیة أفراد یتمتعون بالثقة بالنفس وبالنفسیة السویة القادرة على مواجهة ما یعترضهم من مشکلات أو عقبات فی الحیاة بطرق عملیة وعقلانیة، وبقرارات ذاتیة بعد دراستها والتأکد من صحتها، واتفقت النتیجة جزئیاً مع نتیجة دراسة (العطاس،2008) فی أن الآباء قدوة لأبنائهم من خلال ممارستهم الأنشطة أمامهم.
• وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین المتوسط الحقیقی والمتوسط الافتراضی لعینة البحث فی السلوکیات الابتکاریة لصالح المتوسط الحقیقی مما یعنی ارتفاع مستوى عینة البحث على متغیر السلوکیات الابتکاریة، وهذه نتیجة إیجابیة تدل على وعی أفراد العینة بأهمیة الوقت وبضرورة استغلال أوقات الفراغ المتاحة لهم بفعالیة وإیجابیة فی تحقیق ذواتهم وفی تطویر أنفسهم للوصول إلى أهدافهم المستقبلیة، حیث أکدت النتیجة أن أفراد العینة لدیهم سلوکیات ابتکاریة مرتفعة فی ظل وجودهم فی العزلة الاجتماعیة أثناء الحجر الصحی لـ کوفید19، وهذا شیء یدعو إلى التفاؤل بوجود جیل واعی بأهمیة استغلال کل الفرص حتى لو جاءت فی أوقات عصیبة وغیر مریحة من أجل الحصول على مهارات متقنة من خلال سلوکیات ابتکاریة متنوعة، مما یدل أن لدیه القدرة على تحدی الظروف من أجل خلق واقع مستقبلی متطور، من منطلق ایمانه بأن تطور المجتمعات مرتبط ارتباطاً وثیقاً بالابتکار للطرق الجدیدة غیر المألوفة فی معالجة الأمور، مما یتیح لها احتلال المراتب الأولى بین الدول المتقدمة.
• وجود علاقة ارتباطیة موجبة دالة إحصائیاً عند مستوى (0،01) بین عوامل البیئة الأسریة بمجالاتها المختلفة وبین السلوکیات الابتکاریة لدى أفراد العینة، فکلما ارتفعت درجة عوامل البیئة الأسریة بمجالاتها المختلفة کلما ارتفعت معها السلوکیات الابتکاریة لدى أفراد العینة، وترى الباحثة منطقیة وعقلانیة هذه النتیجة، إذ أن وجود أسر متعاونة ومتشارکة ولدى أفرادها استقلالیة فی اتخاذ القرارات، سیکون له انعکاس على سلوکیاتهم الابتکاریة والتی هی جزء من طموحاتهم المستقبلیة، حیث عملت هذه الأسر على تشجیع أفرادها على الابتکار، بل وشارکتهم أحیاناً کثیرة فی الأنشطة الابتکاریة، وفی توفیر مستلزمات ومعدات الابتکار، وهذا یدل على وعی هذه الأسر بأهمیة تطویر أفرادها لأنفسهم لأنه السبیل لتطویر مجتمعاتهم، وبالتأکید أن وجود أسر قادرة على ضبط أعصابها واستغلال إمکانیة أفرداها أثناء العزلة الاجتماعیة الناجمة عن الحجر الصحی لـ تفشی وباء کوفید19 لشیء یدعو  للافتخار بمثل هذه الأسر التی لم تستسلم للمشاعر السلبیة والخوف فی هذه الظروف، بل قاومت وعملت على منح أفرادها مجالاً من أجل اثبات أنفسهم من خلال سلوکیات ابتکاریة، واتفقت هذه النتیجة جزئیاً مع نتیجة دراسة (الطالب،2002 وبعیبع،2003 و النسور،2004) التی أکدت أن البیئة الأسریة الداعمة للموهبة تتسم بمستوى مرتفع، وأنه کلما کان تعامل أفراد الأسرة قائماً على الحب والثواب والنمط الدیموقراطی کلما اکتسب أفرادها السلوکیات السویة والمفهوم الایجابی عن الذات وارتفع مستواهم التحصیلی.
• أکثر المتغیرات المستقلة إسهاماً فی تباین المتغیر التابع (السلوکیات الابتکاریة) لدى أفراد العینة هما مجالی (الالتزام بالأنظمة العائلیة والقیم الدینیة، والتآلف والتعبیر عن المشاعر الإیجابیة والسلبیة)، مما یعنی أن السلوکیات الابتکاریة کانت مرتفعة لدى الأفراد الذین یعیشون تحت جناح أسر تحکمها أنظمة وقیم دینیة، وتمنح أفرادها الحب وفرص للتعبیر عن مشاعرهم الإیجابیة والسلبیة، مما یؤکد أن الابتکار یمکن أن یتم بوجود أنظمة تحکمه وتضبط أموره، کما أن الأفراد المبتکرین یحتاجون للکثیر من الحب والتآلف مع أسرهم، ولفرص التعبیر عن ذواتهم، ولتقبل أسرهم لهم وتشجیعهم ومشارکتهم.
• لم توجد فروق ذات دلالة إحصائیة تعزى لمتغیری العمر سواء فی عوامل البیئة الأسریة أو فی السلوکیات الابتکاریة، وهذه النتیجة منطقیة إلى حد ما، حیث أن أعمار أفراد العینة کانت من 18-35 عاماً، وهذا العمر یتمیز بوجود الدافعیة والطاقة الایجابیة للقیام بسلوکیات ابتکاریة من أجل تطویر أنفسهم، وأفراد الفئة العمریة المذکورة قاموا باستغلال الأوقات المتاحة لهم لمواجهة العزلة الاجتماعیة أثناء الحجر الصحی لـ کوفید19 أنجح استغلال دون أن یستسلموا للظروف الصعبة التی أحاطت بهم أثناء تفشی الوباء، ولم یختلف تفکیر الذکور عن الاناث فی هذا الموضوع نظراً لإتاحة الفرص للمرأة لإثبات نفسها کما الرجل فی جمیع مناحی الحیاة، ونظراً لتقدیر الشباب والفتیات المبتکرات على حد سواء دون تمییز بین نوع وآخر، وتکریمهم وإتاحة الفرص لهم لتطویر ابتکاراتهم من خلال العدید من الإجراءات التی شملتهم، وهذا شیء إیجابی ومفخرة للمجتمع السعودی.

التوصیات:

• ·      تشجیع السلوکیات الابتکاریة للأفراد من خلال قیام المؤسسات التعلیمیة ومؤسسات العمل بتکریم أصحاب السلوکیات الابتکاریة الممیزة والتی سیکون لها دوراً کبیراً فی تطویر المجتمع.
• تنظیم دورات تدریبیة لتطویر أسالیب الأفراد المبتکرین، ولفت نظرهم للإمکانیات المتاحة لابتکاراتهم فی البیئة المحیطة.
• تسلیط الضوء على أهمیة تدریب الطلبة على کیفیة التعامل أثناء الظروف الطارئة کما فی تفشی کوفید19، وضرورة استغلال أوقاتهم أثناءها فی الابتکار والتطویر.

قائمة المراجع

أولاً: المراجع العربیة:

ابراهیم، نشوى (2002)، الشعور بالوحدة النفسیة وعلاقته بالتوافق النفسی والاجتماعی لدى عینه من الأطفال المحرومین وغیر المحرومین من الرعایة الاسریة، (رسالة ماجستیر غیر منشورة)، القاهرة: جامعة عین شمس، معهد الدراسات العلیا للطفولة.

أبوجادو، صالح محمد علی (2004)، تطبیقات عملیة فی تنمیة التفکیر الابداعی، الأردن: دار الشروق.

أخبار العربیة (2020)، https://arabia.as.com/?_gl تاریخ الزیارة 20/6/2020م

إسماعیل، الحمد (2003)، العزلة الاجتماعیة، الأردن: دار الشرق للنشر والتوزیع.

بعیبع، فادیة (2003)، أهمیة الرعایة الوالدیة فی نمو شخصیة الفرد وتطورهـا، الجزائر: مجلة العلوم الإنسانیة، العدد(19)، 91-110.

بکار، عبدالکریم (2001)، مدخل إلى التنمیة المتکاملة، سوریا: دار القلم.

الجزائری، خلود حسین (2004)، المناخ الأسری وعلاقته بالقلق فی مرحلة الطفولة، (رسالة ماجستیر غیر منشورة)، القاهرة: جامعة القاهرة، معهد الدراسات والبحوث التربویة.

الحریری، رافدة  عمر (2010)، تربیة الابداع، ط1، الأردن: دار الفکر.

الخشاب، سامیة مصطفى (2008)، النظریة الاجتماعیة ودراسة الأسرة، ط1، القاهرة: الدار الدولیة للاستثمارات الثقافیة.

الرباعی، إحسان (2004)، الحریة والإبداع وعلاقتهما بمفاهیم الفن والجمال، سوریا: مجلة جامعة دمشق للآداب والعلوم الإنسانیة، 20(3-4).

السرور، نادیا هایل (2002) مقدمة فی الابداع، ط1، الأردن: دار وائل للنشر.

السویدان، طارق والعدوانی، أکرم (2009)، مبادئ الابداع، المملکة العربیة السعودیة، قرطبة للنشر والتوزیع.

صالح، نانسی (2012)، مقیاس العزلة الاجتماعیة، القاهرة: جامعة عین شمس، مجلة الإرشاد النفسی.

الطالب، محمد عبدالعزیز (2012)، البیئة الأسریة الداعمة لنمو الموهبة کما یدرکها التلامیذ الموهوبون وعلاقتها ببعض المتغیرات الدیموغرافیة/ دراسة میدانیة على تلامیذ مدراس الموهوبین بولایة الخرطوم، الیمن: جامعة العلوم والتکنولوجیا،  المجلة العربیة لتطویر التوفق، 3(5).

عبد الدائم، عبدالله (2000)، نحو فلسفة تربویة عربیة: الفلسفة ومستقبل الوطن العربی، ط2، لبنان: مرکز دراسات الوحدة العربیة.

عبدالعزیز، سعید (2009)، المدخل إلى الابداع، ط2، الأردن: دار الثقافة للنشر والتوزیع.

العتوم، عدنان یوسف و الجراح، عبدالناصر ذیاب و بشارة، موفق (2007)، تنمیة مهارات التفکیر/ نماذج نظریة وتطبیقات عملیة، ط1، الأردن، دار المسیرة للنشر والتوزیع والطباعة.

العزة، سعید حسنی (2000)، الإرشاد الأسری: نظریاته وأسالیبه العلاجیة، الأردن: دار الثقافة للنشر والتوزیع.

العطاس، سلوى أحمد عبدالله (2008)، إسهامات الأسرة فی تربیة الإبداع لدى أطفالها من منظور التربیة الإسلامیة، (رسالة ماجستیر غیر منشورة)، المملکة العربیة السعودیة: جامعة أم القرى.

غانم، محمد حسن و القلیوبی، خالد محمد (2011)، مقدمة فی علم النفس الاجتماعی، جدة: دار خوارزم العلمیة.

محمد، عادل عبدالله (2000)، دراسات فی الصحة النفسیة: الهویة، الاغتراب، الاضطرابات النفسیة، ط1، القاهرة: دار الرشاد.

منصور، عبدالمجید سید، الشربینی، زکریـا أحمـد (2000) الأسـرة علـى مشـارف القـرن ،21، القاهرة: دار الفکر العربی.

النسور، الهام عبد الحلیم (2004) علاقة نمط التنشئة الأسریـة بمفهوم الذات وتوکید الذات والتحصیل الدراسی لدى طالبات الصف العاشر بمدیریة عمـان الثانیة، (رسالة ماجستیر غیر منشورة)، الأردن: جامعة عمان العربیة.

هاشمی، أحمد (2004)، الأسرة والطفولة، الجزائر: دار قرطبة.

ثانیاً: المراجع الأجنبیة:

BBC News (2020), https://www.bbc.com/arabic/51855397   المصدر: جامعة جونز هوبکنز، والمؤسسات الصحیة الوطنیة، تاریخ الاطلاع 20/6/2020

Cropley. AJ. (2001), Creativity in Education & Learning Kogan Page, London,UK

Donahue, M. (2007), Helping Adolescents with Withdrawn. Applying the Therapy in Withdrawn Counseling, Psychological Abstract. (6-9)