درجة تَمکُّن طالبات الدراسات العليا من مفاهيم البحث النوعي ومنهجياته بقسم المناهج وطرق التدريس بجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز.

                                     کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

                       =======

درجة تَمکُّن طالبات الدراسات العلیا من مفاهیم البحث النوعی ومنهجیاته بقسم المناهج وطرق التدریس بجامعة الأمیر سطام بن عبدالعزیز.

إعــــــــــداد

د/ سلمان بن صاهود راقی العتیبی

کلیة التربیة بالخرج، جامعة الأمیر سطام بن عبدالعزیز، المملکة العربیة السعودیة

د/ نوف بنت عبدالعزیز عبدالله المحسن

جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة، المملکة العربیة السعودیة

}     المجلد السادس والثلاثون– العدد الخامس -  مایو 2020م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

الملخص:

هدفت الدراسة إلى الکشف عن مستوى تَمکُّن طالبات الدراسات العُلیا بقسم المناهج وطرق التدریس بجامعة الأمیر سطام بن عبدالعزیز بالخرج من مفاهیم البحث النوعی ومنهجیاته، واستُخدِمَ المنهج الوصفی (بالأسلوب المسحی)، وتمثلت أداة الدراسة فی اختبارٍ لقیاس مستوى تَمکُّن طالبات الدراسات العُلیا المنتظمات بقسم المناهج وطرق التدریس بجامعة الأمیر سطام بن عبدالعزیز، بعد اجتیازهم لمقرر مناهج البحث التربوی (633 نفس)، وعددهن (30) طالبة ضمن المستوى الثانی فی البرنامج، وطُبِّق الاختبار خلال الفصل الدراسی الثانی من العام الجامعی (1441هـ). وقد أظهرت النتائج أن مستوى تَمکُّنهن کان بدرجة متوسطة، وأوصت الدراسة بتضمین برنامج الماجستیر مفاهیم ومناهج البحث النوعی وأبعاده الأساسیة.

الکلمات المفتاحیة: البحث النوعی، مناهج البحث التربوی، منهجیات البحث النوعی، المناهج وطرق التدریس.

Abstract:

The study aimed to reveal the degree of mastery of postgraduate girls' students in the concepts of qualitative research and its methodologies in the Department of Curricula and Teaching Methods at Prince Sattam bin Abdulaziz University in AL – Kharj, using the descriptive approach (surveying style). The tool of the study represented to choose the measurement of the mastering level of regular postgraduate girls' students after passing the course of educational research method (633 PSY), they are (30) students of level two in the program. The test was applied during the second semester of the academic year (1441 A.H). The results showed that their level of mastering was moderate, the study recommended that the master program include the implications and concepts of qualitative research and its basic dimensions.

Keywords: Qualitative research, Educational Research Methods, Qualitative research methodologies, Curriculum and Teaching Methods.

مقدمة الدراسة:

یعد البحث العلمی بمناهجه وأسالیبه المتنوعة من المجالات الرئیسة التی تُعنى بها الجامعات فی مختلف التخصصات العلمیة، من أجل استکشاف القضایا ذات الأولویة فی التخصص، وإجراء البحوث والدراسات بکفاءة عالیة فی ضوء أهداف المجتمع وتطلعاته، وصولاً إلى اقتراح وتبنی الحلول المستندة إلى حقائق علمیة؛ تحقیقاً للتنمیة المجتمعیة الشاملة.

وتُسهِم برامج الدراسات العلیا فی دعم تعلم الطلاب والطالبات، وإکسابهم أهم المهارات العلمیة والبحثیة، وتأهیلهم وتقدیم الخبرات والمهارات الجدیدة، التی یمکن أن تعزز بدورها من القدرة على مواکبة التطویر السریع للعلوم، وعلى الإبداع والابتکار والأصالة فی البحث العلمی.

وأشارت عبد وأبو عواد (2011) بأن مواکبة التطویر فی مختلف مجالات الحیاة یتطلب فهماً عمیقاً للمشکلات، والتوصل إلى تحسیناتٍ لها؛ استنادًا إلى عملیة فکریة منظمة تقوم على البحث العلمی؛ لما له من دورٍ بارزٍ فی حل المشکلات. ومن أهم خصائص البحث العلمی الأصالة والإبداع، والموضوعیة، والدقة والوضوح، والاعتماد على الموضوع، کما أن نتائج البحث العلمی مرهونة بالمنهج المستخدم فیه، ولا یمکن أن یعتد بنتائج بحث ما لم یکن المنهج المتبع فیه سلیماً (الجدی، 2014).

وأصبح الإلمام بمناهج البحث العلمی وإجراءَاته وأنواعه والتجدید والتطویر فیه من أساسیات أی مجال من مجالات المعرفة عامة، ومجال المناهج وطرق التدریس خاصة؛ والذی یهدف إلى إیجاد حلول مناسبة ترتبط بواقع البیئة التعلیمیة والتربویة. ویبین کریسول (Creswell, 2012) بأن الباحث التربوی یحتاج إلى مجموعة کبیرة من الأسالیب لدراسة القضایا التعلیمیة المتطورة، حیث لم یعد استخدام التجربة أو وصف الظاهرة فقط کافیًا لمعالجة المشکلات البحثیة، بل یحتاج الباحث إلى أن یکون لدیه فهماً متعمقاً حول ظاهرة الدراسة، ومعرفة المزید من تصامیم البحث المتعددة.

والبحث النوعی أحد مناهج البحث العلمی فی العلوم الإنسانیة والاجتماعیة، والذی یقوم على المعایشة الواقعیة، والتعمق فی دراسة الظواهر والحقائق فی سیاقها الطبیعی، فالبحث الکمی یرکز على التجریب، وعلى الکشف عن السبب أو النتیجة، بالاعتماد على البیانات الرقمیة والعددیة، فی حین أن مشکلة البحث أو السؤال المطروح فی البحث النوعی تتمثل فی مشکلة أو سؤال مفتوح النهایة، یهتم بالعملیة والمعنى والدلالات، أکثر من اهتمامه بالسبب والنتیجة (العزاوی، 2017؛ قندلجی، 2019).

وتستند منهجیة البحث النوعی على نموذج فلسفی (Philosophical Paradigm) هو البنائیة الاجتماعیة (Constructionism Social)، ویقوم البحث النوعی على جمع          وتحلیل وتفسیر البیانات بشکل منظم ومنطقی، مع الترکیز على الفهم العمیق لظاهرة معینة          فی البیئة الاجتماعیة أو العلاقات الاجتماعیة المختلفة، والتی یدرسها الباحث عن          طریق مشارکته الفعالة فی الأنشطة الاجتماعیة التی یقوم بها المشارکون الحقیقیون            (النعیمی والبیاتی وخلیفة، 2015 Bloomberg and Volpe, 2018;).

ویرى کروبلی (Cropley, 2015) بأن مهمة البحث النوعی تتمثل فی اکتساب نظرة ثاقبة على تراکیب الواقع کما هی، أی استخلاص طبیعة العالم کما هی فی التجربة، وهیکلتها وتفسیرها من قبل الناس فی حیاتهم الیومیة. کما أن البحث النوعی ینبغی أن ینطوی على تدقیق ذاتی نقدی من قبل الباحث، وتقییم الأعمال باستمرار، ویستند هذا إلى الاعتقاد بأنه لا یمکن للباحث أن یکون محایداً أو موضوعیاً أو منفصلاً عن المعرفة والأدلة التی یولدها، ویتوجب على الباحثین والمشارکین السعی لفهم دورهم فی هذه العملیة، وینبغی أن ینتج البحث النوعی تفسیرات أو حججاً بدلاً من الادعاء بتقدیم مجرد أوصاف (Mason, 2002).

وخضع البحث النوعی على مدى العقود القلیلة الماضیة للانتشار، حتى شمل مجالات متنوعة مثل: التمریض والطب، وعلم الاجتماع، وعلم النفس، وعلم المعلومات، والعلوم السیاسیة، وهناک دراسات متزایدة تثبت أهمیة تعلیمه والاهتمام به (Flick, 2013). ویمکن للباحثین فی هذه المیادین الاختیار من بین أنواع مختلفة من تصامیم البحث النوعی مثل: المنهج الفینومینولوجی (Phenomenology) الذی یسعى لفهم الخبرات الذاتیة الفردیة للأشخاص وتفسیراتهم للعالم، والمنهج الأثنوجرافی (Ethnography) والذی یهدف لفهم المعنى الاجتماعی للأنشطة والطقوس والأحداث فی ثقافة ما، ومنهج النظریة المؤسسة (Grounded Theory) والمصمم لبناء نظریة متجذرة من بیانات جمعت فی العالم الحقیقی، ومنهج البحث الإجرائی (Action Research) والذی یتضمن شراکة بین الباحث والمشارکین فی البحث            لإحداث تغییر ما، والمنهج النسوی (Feminist Research) الذی یهدف إلى إحداث تغییر اجتماعی لصالح المرأة، ومنهج تحلیل الخطاب (Analysis Discourse) الذی یفترض      أن اللغة شیدت اجتماعیاً وتاریخیاً، کی یفکر الأشخاص تجاه أنفسهم وعلاقتهم مع          الأخرین، ودراسة الحالة (Case Study) والتی تتضمن وصفاً شاملاً لحالة فردیة وتحلیلها (الحنو، 2016 Mohajan, 2018;).

ویضیف العبدالکریم (2012) بأن البحث النوعی نشأ فی العلوم الإنسانیة فی حقل علم الاجتماع لدراسة الظواهر الاجتماعیة، ولم یدخل مجال الدراسات التربویة بشکل واضح إلا فی العقود الثلاثة الأخیرة، والمتأمل فی البحوث التربویة یلحظ قصوراً فی المنهج الکمی عن تناول المشکلات التربویة، ودراسات الظواهر الاجتماعیة التی تتکون داخل المدارس بشکل عمیق، ویؤدی إلى فهم تلک الظواهر وتکوین معنىً لها یساعد على حلها.

ویؤدی تطبیق البحث النوعی ومنهجیاته فی المجال التربوی إلى دراسة السلوک الإنسانی وفهمه وتأویله، على مستوى من التعمق لا یتحقق فی الدراسات الکمیة، وذلک لکون أن الاعتماد فی دراسة هذه الظواهر التربویة على الباحث ومدى معایشته للظاهرة، وقدرته على دراسة تفاعلات عناصر العملیة التعلیمیة من طالب، ومعلم، ومنهج، وجمع المعلومات والتعمق فی تناول المشکلات التی تحدث، ویتمکن من فهم أعمق لأثر الثقافة السائدة فی المجتمع على الممارسات المختلفة التی تحدث داخل المدرسة، وکیفیة قیام المدرسة بتعزیز هذه الثقافة. وهذه القدرة على الوصف الدقیق والوصول إلى التفاصیل العمیقة، هی التی تجعل من استخدام البحث النوعی فی المجال التربوی أمراً مهماً، فهناک کثیر من القضایا التربویة -خصوصاً ما یتصل منها بالثقافة والمجتمع- لا یمکن فهمها ولا دراستها إلا باستخدام البحث النوعی خاصة مع تطبیق المنهج الأنثوجرافی (محیی الدین، 2000؛ مشرف، 2016؛ محمد، 2019).

ونظراً لأهمیة البحث النوعی فی هذا المجال، اتجه عدد من الباحثین إلى تطبیقه فی أبحاثهم؛ کما فی دراسة الدولات وأبو هولا (2009) والتی هدفت إلى استقصاء تصورات معلمی العلوم عن نظریات التعلم وعلاقتها بممارساتهم التعلیمیة؛ ودراسة العبدالکریم والملا (2014) واستهدفت التعرف على فاعلیة برنامج تدریبی لتطویر مشارکة مدیرات مدارس المرحلة الابتدائیة فی تنفیذ المنهج؛ ودراسة الحامد(2016) والتی تناولت ممارسات التدریس لدى معلمات الریاضیات للصفوف الابتدائیة؛ ودراسة العبدالکریم والشایع (2016) التی قدَّمت أنموذجاً مقترحاً للتقویم من أجل تعلُّم العلوم؛ ودراسة الرومی (2019) والتی بَیَّنت تصورات معلمی المرحلة الابتدائیة المتعلقة بطبیعة القیم وتدریسها.

کما أن البحث النوعی له خصائص تُمکِّنُه من تقدیم فهم عمیق للظواهر، والتی تجعل منه منهجاً مناسباً فی المجال التربوی؛ مع التأکید على أن إبراز أهمیة المنهج النوعی لا یعنی التقلیل من أهمیة المنهج الکمی فی البحوث التربویة، فلکل منهما أهمیته حسب المشکلة أو الظاهرة المدروسة، بل أصبح بالإمکان الدمج بین المنهجین فی کثیر من البحوث التربویة (الزایدی، 2019). وبرزت دراسات الأسلوب المختلط بعد عددٍ من النماذج بین مناهج البحث النوعی والکمی، لتصبح طریقةَ بحثٍ مستخدمةً على نطاقٍ أوسعٍ، ویمکن للطرائق المختلطة أن توفر العدید من خیارات التصمیم التی تشتمل على مجموعة من الاستراتیجیات المتسلسلة والمتزامنة (Terrell, 2012). وإن الاختیار بین البحث النوعی والکمی ینبغی أن یتم فی ضوء مدى ملاءَمته لمشکلة البحث، وفی ضوء المعلومات والأدبیات المتوفرة عن موضوع الظاهرة المدروسة (ریان، 2003).

وبالرغم أن الباحثین الذین یقومون ببحوث نوعیة یعملون بطرائق مختلفة، إلا أن بینهم اهتماماً مشترکاً فی مجموعة من إجراءات البحث، ویشیر أبو علام (2009) لأهم هذه الإجراءات بما یلی:

- یرتبط البحث النوعی دائماً ببیئة أو سیاق أو موقف معین، ویعد السلوک الإنسانی مقیداً بالبیئة التی یجری فیها البحث، وأن الخبرات الإنسانیة تکتسب معناها من المؤثرات الاجتماعیة، والتاریخیة، والثقافیة، وتعتبر هذه المؤثرات جزءاً من الخبرات الإنسانیة.

- ینبغی أن تکون البیئة التی تُدرَس فیها الخبرة الإنسانیة بیئة طبیعیة (مثل: فصل، أو مدرسة کاملة، أو مؤسسة) ولیست بیئة مصطنعة أو غیر طبیعیة (مثل: التجارب المعملیة)؛ ولذلک فإن البحث النوعی یجری فی المیدان، أی فی الموقف کما وُجِدَ بشکل طبیعی.

- الباحث فی البحوث النوعیة هو أداة جمع البیانات، فهو یتحدث مع الناس فی موقف ما، ویلاحظ أنشطتهم، ویقرأ وثائقهم وسجلاتهم المکتوبة، ویسجل هذه البیانات فی مذکرات میدانیة، ویقوم بتحلیل وتفسیر ذلک، والوصول إلى المعانی الکامنة خلف الظاهرة المدروسة.

ومع أهمیة البحث النوعی فی النواحی العلمیة والتربویة، إلا أن تطبیقه یعانی صعوبات متعددة، ویرجع ذلک لجملة من الأسباب فی مقدمتها أن البحث العلمی التربوی الجاد یتطلب توافر بیئة علمیة تتیح للباحث الجاد التعمق فی دراسة الممارسات التربویة. وکذلک فإن فهم البعض بأن البحث النوعی لا یتَّبِعُ خطوات البحث العلمی، فتصمیم البحث وفرضیاته ومتغیراته غیر محددة، والباحث یذهب للمیدان دون وجود أسئلة بحثیة واضحة؛ مما یُصعِّب من مهمة الباحثین المبتدئین ویدفعهم إلى استخدام البحث الکمی. ولکن ینبغی توضیح أن اختلاف البحث النوعی عن الکمی لا یعنى أنه یتم من دون خطوات، أو أنه غیر علمی، فهذه الأبحاث لها طرقها الخاصة بها والتی تستخدمها، ولکن بشکل مختلف لما تم التعارف علیه فی البحوث الکمیة (الدهشان، 2016).

ویضیف العیاصرة (2015) بأن البحث النوعی فی المجال التربوی یحتاجُ کثیراً من التحضیر والتخطیط، ویحتاج إلى باحث مُدرَّب ویمتلک قدرات ومهارات خاصة؛ کونه یرکز على وصف الظواهر والفهم العمیق لها، من خلال الاهتمام بالعملیة والمعنى فیها، باستخدام تصامیم بحثیة، وإجراءات تختلف باختلاف طبیعة المشکلة وظروفها، للإجابة عن أسئلة بحثیة مفتوحة النهایة، بتقنیات واستراتیجیات لجمع البیانات تعتمد الملاحظة بالمشارکة، والمقابلة بأنواعها المختلفة، وتحلیل السجلات والوثائق، والتعامل مع کم البیانات النوعیة وتحلیلها، بطرق تشتمل بشکل أساسی على تنظیم البیانات، وترمیزها، وتصنیفها فی فئات، وإجراء المقارنات فیما بینها للوصول إلى أنماط، واستخلاص الاستنتاجات المناسبة، وعرضها فی تقریر البحث بشکل منظم، مدللاً علیها ببعض من أقوال المشارکین فی الدراسة وأفعالهم، وهو بذلک یختلف عن البحث الکمی الذی یرکز على التجریب والمسح للکشف عن العلاقات، والوصف العام للظاهرة المدروسة بالاعتماد على المعطیات العددیة وتحلیلاتها الإحصائیة.

ویجدر بالباحثین المقبلین على المنهج النوعی فی مجال المناهج وطرق التدریس أن یرکزوا على معرفة الأصول الاجتماعیة والتربویة التی یمکن توظیفها فی وصف الواقع التعلیمی، وکشف مجالاته وعوامله المؤثرة؛ فی ضوء القضایا والمشکلات التی تتناسب مع التخصص والظاهرة محل الدراسة، وربطها بالتفسیرات والتأملات العلمیة الدقیقة. وقد قام القحطانی (2017) ببناء معیار مقترح لتحکیم البحوث النوعیة فی المناهج وطرق التدریس، واتبعت الدراسة المنهج الوثائقی والمنهج الوصفی المسحی، وتوصلت إلى تحدید العناصر الأساسیة للبحوث النوعیة فی حقل المناهج وطرق التدریس، تُشکِّل فی مجملها ملامح البحث النوعی،           وأوصت الدراسة بتبنی کلیات التربیة فی المملکة العربیة السعودیة للمعیار المقترح فی تحکیم البحوث النوعیة.

وباستعراض البحوث التربویة الحدیثة فی مجال البحث النوعی، نجد أنها تؤکد على الحاجة إلى تعوید الباحثین على التعامل مع مثل هذه المنهجیات، والتی تحقق استقراءً فاعلاً للقضایا والمشکلات الاجتماعیة والتربویة فی وضعها الحقیقی، حیث هدفت دراسة أحمد وموسى (2019) إلى الکشف عن مدى معرفة أعضاء هیئة التدریس فی کلیة التربیة بجامعة نجران بمناهج البحث النوعی، ومدى توافر مهارات مناهج البحث النوعی لدیهم، والتعرف على اتجاهاتهم نحو استخدامها فی البحوث التربویة، وتوصلت إلى أن اتجاهات أعضاء هیئة التدریس جاءت بدرجة (متوسطة) نحو استخدام مناهج البحث النوعی، وأوصت بأن تقوم کلیات التربیة بتدریس مقرر أو أکثر لطلاب البکالوریوس والدراسات العلیا فی مناهج البحث النوعی وتطبیقاتها فی البحوث التربویة، وتشجیع طلاب الدراسات العلیا بالماجستیر والدکتوراه على استخدام مناهج البحث النوعی فی البحوث التربویة.

وهدفت دراسة الحنو (2016) إلى التعرف على مدى استخدام منهجیة البحث النوعی فی میدان التربیة الخاصة؛ من خلال تحلیل البحوث المنشورة فی عشر مجلات علمیة محکمة خلال الفترة من (2005- 2014)، وتوصلت إلى أن البحوث النوعیة تتوافر فیها مؤشرات الجودة المتعارف علیها فی البحث النوعی، وأوصت بأن یقوم الباحثون النوعیون بمراعاة مؤشرات الجودة عند إجراء بحوثهم المستقبلیة، وأن یولوا اهتماماً بتفصیل وتوضیح الإجراءات التی اتبعوها فی بحوثهم؛ مما یؤدی إلى تعزیز مکانة البحث النوعی.

کما هدفت دراسة الفقیه (2017) إلى التعرف على الخلفیة الفلسفیة للبحث النوعی، وتحدید مفهوم وخصائص البحث النوعی، بالإضافة إلى کیفیة تصمیم البحث النوعی فی بحوث تعلیم وتعلُّم اللغة العربیة ومناهج تعلیمها، وتوصلت إلى أن البحث النوعی شائع الاستخدام فی بحوث مجال تعلیم اللغات خاصة؛ لأن خصائصه تساعد الباحث فی فهم القضایا والمشکلات اللغویة المدروسة وفق سیاقها الطبیعی، والتوصل إلى نتائج قد تسهم فی تحقیق إضافة معرفیة، إما نظریة أو تطبیقیة إلى مجال تعلیمها وتعلمها. وأوصت بتخصیص مقررات للبحث النوعی ومناهجه، خاصةً فی مرحلة الدراسات العلیا.

ویجد المتأمل للأبحاث التربویة العربیة المنشورة فی الأوعیة المعلوماتیة، وقواعد المعلومات الرقمیة، أن هناک قلةً فی توجه الباحثین لمنهجیة البحث النوعی، کما أورد ذلک الرشیدی (2019) فی دراسته التی هدفت إلى الکشف عن خصائص الدراسات النوعیة العربیة فی المجال التربوی، وتوصلت إلى أن أغلب الدراسات النوعیة العربیة تمرکزت بسیاقها المکانی فی المملکة الأردنیة الهاشمیة، بعدد خمس دراسات من أصل 11، تلیها المملکة العربیة السعودیة بعدد أربع دراسات، وأغلب الدراسات العربیة النوعیة تنتهج البحث النوعی بمنطلقات کمیة، دون اتباع المنطلقات النوعیة، وأوصت بضرورة الاهتمام بدقة التفاصیل ووصفها، ومراعاة مدى توظیف المفاهیم التی تعکس جودة البیانات فی البحث النوعی.

کما أوصت دراسة العمیری (2019) بضرورة إعادة النظر فی برامج الدراسات العلیا فی مجال الدراسات الاجتماعیة التربویة، من حیث التخلص من التصورات التقلیدیة نحو منهجیات البحث التربوی، والتوجه إلى تبنی النظرة البحثیة المعاصرة، التی تؤکد على أهمیة اتباع ممارسة بحثیة حدیثة تهدف إلى رفع مستوى دقة التقویم وصدقه؛ من خلال استخدام مناهج بحثیة متعددة، وطرائق متنوعة، وأدوات مختلفة، ومصادر ثریة. وأظهرت دراسة الزایدی (2019) أن برامج الدراسات العلیا لا ترکز على البحث النوعی بالقدر الکافی مقارنة بالبحوث الکمیة، وقد یعود السبب فی ذلک إلى انتشار ثقافة المنهج الکمی واستخدامه فی غالبیة البحوث التربویة، وأوصت بتضمین برامج الدراسات العلیا لمرحلتی الماجستیر والدکتوراه بعض المقررات النظریة والعملیة عن البحث النوعی فی التربیة، وتشجیع طلبة الدراسات العلیا على استخدام مناهج البحث النوعی فی بحوثهم؛ وذلک من خلال استخدام أدوات البحث النوعی، مثل: المقابلة والملاحظة وتحلیل الوثائق.

وناقشت دراسة الغفیری (2019) توجهات بحوث مجلة جامعة الملک خالد للعلوم التربویة، وکشفت أن أغلبها اتَّبَعَت الأسلوب الکمی بنسبة (%82.79)؛ من خلال جمع البیانات الرقمیة بواسطة التحلیل الإحصائی للاستبانات أو الاختبارات أو المقاییس المستخدمة فی البحوث، بینما بلغت الأبحاث النوعیة نسبة (%13.98)، فی حین کانت نسبة (%3.23) للبحوث المختلطة؛ ولعل هذه النتیجة تختلف مع التوجهات العالمیة المعاصرة فی البحث التربوی، والتی تعتمد على استخدام أسلوب البحث النوعی أو المختلط. وأوصت الدراسة بتوجیه الباحثین فی مختلف مجالات التربیة إلى الاهتمام بالأبحاث النوعیة. وکذلک نادى کلٌ من القرنی (2008) والموسى (2019) بضرورة الحرص على تحقیق التوازن بین مناهج البحث الکمی والکیفی، وإدراج البحث النوعی عند إعداد وصیاغة خطط ومقررات البرامج الدراسیة لطلاب الدراسات العلیا. وأوصت عدد من الدراسات التربویة کدراسة: ریان (2003)، والشایع (2007)، والعیاصرة (2015)، والحنو (2016)، والرمیضی (2018)، وسید (2019) بأنه ینبغی على الأقسام العلمیة بجمیع الکلیات ومراکز الأبحاث العلمیة الاهتمام بالبحوث النوعیة، وتشجیع وتوجیه الباحثین إلى استخدام البحث النوعی ومناهجه المختلفة فی أبحاثهم ودراساتهم.

ویُعدُّ برنامج الماجستیر بقسم المناهج وطرق التدریس أحد البرامج التربویة بجامعة  الأمیر سطام بن عبدالعزیز، والذی بدأ القبول فیه منذ العام الجامعی 1438/1439هـ،          وجاءت رسالة البرنامج فی إعداد باحثین متمیزین قادرین على إثراء المعرفة فی           تخصص المناهج وطرق التدریس کماً ونوعاً، والإسهام فی تطویر المعارف وتراکمها،              ومواکبة تحدیات التنمیة ومتطلبات المجتمع؛ من خلال تطبیق أعلى معاییر الجودة العالمیة (جامعة الأمیر سطام بن عبدالعزیز، 2019).

ورغبةً فی قیاس أحد الأبعاد المنهجیة التی تتسق مع رؤیة البرنامج، وما ینعکس علیه من تطویر للممارسات الأکادیمیة والبحثیة، وسعیاً لتحقیق مساهمةٍ فاعلةٍ فی تقییم جانب من الجوانب البحثیة والمهاریة التی یلزم العنایة بها وتعاهدها بالتعلیم والتدریب المکثف، فإن الدراسة الحالیة حاولت الإجابة عن السؤالین التالیین:

- ما مفاهیم البحث النوعی ومنهجیاته اللازم توافرها فی مقرر مناهج البحث التربوی بقسم المناهج وطرق التدریس بجامعة الأمیر سطام بن عبدالعزیز؟

- ما درجة تَمکُّن طالبات الدراسات العُلیا من مفاهیم البحث النوعی ومنهجیاته بقسم المناهج وطرق التدریس بجامعة الأمیر سطام بن عبدالعزیز؟

أهداف الدراسة:

هدفت الدراسة إلى تحدید مفاهیم البحث النوعی ومنهجیاته اللازم توافرها فی مقرر مناهج البحث التربوی (633 نفس)، ومن ثَمَّ التعرف على درجة تَمکُّن طالبات الدراسات العُلیا بقسم المناهج وطرق التدریس بجامعة الأمیر سطام بن عبدالعزیز من مفاهیم البحث النوعی ومنهجیاته.

أهمیة الدراسة:

استمدت الدراسة الحالیة أهمیتها فی کونها تُقدِّم قائمةً بمفاهیم البحث النوعی ومنهجیاته، وتتیح المجال أمام بحوث مستقبلیة أخرى مماثلة حول تضمین مفاهیم البحث النوعی ومنهجیاته فی مقرر مناهج البحث التربوی لطلاب وطالبات الدراسات العُلیا بالجامعات السعودیة، وتطویر العمل الأکادیمی والبحثی الذی ینبغی أن یساعد الطلاب والطالبات ویمکنهم من اکتساب الکفایات والمهارات المعرفیة والبحثیة.

حدود الدراسة:

اقتصرت الدراسة الحالیة -موضوعیاً- على مفاهیم البحث النوعی ومنهجیاته، التی یلزم توافرها فی مقرر مناهج البحث التربوی.

وأُجریت الدراسة خلال الفصل الدراسی الثانی من العام الجامعی 1441هـ، على طالبات الدراسات العُلیا المنتظمات فی (مرحلة الماجستیر) بقسم المناهج وطرق التدریس بجامعة الأمیر سطام بن عبدالعزیز بمحافظة الخرج.

مصطلحات الدراسة:

- منهج البحث النوعی:

یُعرِّف دینزین ولینکولن (Denzin and Lincoln, 2000) البحث النوعی بأنه: نشاط یقع الباحث فیه موقع المراقب، ویتکون من مجموعة من الممارسات التفسیریة والمادیة التی تجعل العالم مرئیاً، عبر ممارسة سلسلة من التمثیلات، بما فی ذلک الملاحظات المیدانیة، والمقابلات، والمحادثات والصور، والتسجیلات والمذکرات، وهذا یعنی أن الباحثین النوعیین یدرسون الأشیاء فی صورتها ونمطها الطبیعی، محاولة منهم فی فهم الظواهر أو تفسیرها وفق دلالة المعنى ومخالطة البشر.

کما یُعرَّف منهج البحث النوعی بأنه: المنهج المرتبط عادةً بالنموذج البنائی        الاجتماعی الذی یؤکد على الطبیعة المبنیة اجتماعیاً على الواقع، فهو یتعلق بتسجیل       وتحلیل ومحاولة الکشف عن المعنى الأعمق للسلوک والخبرة البشریة وأهمیتهما؛ بما فی             ذلک المعتقدات والسلوکیات، والعواطف المتناقضة، ویهتم الباحثون بالحصول على الفهم         الجید والمعقد لتجارب الناس، ولیس بالحصول على المعلومات التی یمکن تعمیمها على مجموعة أخرى أکبر (صوان، 2017).

ویُعرِّف الباحثان مصطلح "تَمکّن طالبات الدراسات العُلیا من مفاهیم البحث النوعی ومنهجیاته" إجرائیاً بأنه: الدرجة التی تکتسبها الطالبات المنتظمات فی برنامج الماجستیر بقسم المناهج وطرق التدریس، واللاتی اجتزن مقرر مناهج البحث التربوی (633 نفس)، فی الاختبار المُصمَّم لقیاس مفاهیم البحث النوعی ومنهجیاته اللازم إتقانها، والتی تنسجم مع طبیعة المرحلة.

منهجیة الدراسة وإجراءاتها:

منهج الدراسة:

اتبعت الدراسة المنهج الوصفی بأسلوبه المسحی، ویقوم هذا المنهج -کما عرَّفه العساف (2010)- على استجواب جمیع أفراد مجتمع البحث أو عینة کبیرة منهم، وذلک بهدف وصف الظاهرة المدروسة من حیث طبیعتها ودرجة وجودها فقط. وتم توظیف هذا المنهج فی الدراسة نظراً لأنها استهدفت التعرف على درجة التَّمکُّن من مفاهیم البحث النوعی ومنهجیاته لدى عینة الدراسة، وکان هو المنهج الأنسب لتحقیق أهدافها.

مجتمع الدراسة وعینتها:

تَکوَّن مجتمع الدراسة من جمیع طالبات الدراسات العُلیا (مرحلة الماجستیر) بقسم المناهج وطرق التدریس بجامعة الأمیر سطام بن عبدالعزیز خلال الفصل الدراسی الثانی من العام الجامعی 1441هـ بمحافظة الخرج، والبالغ عددهن (30) طالبة، ونظراً لصغر مجتمع الدراسة، فقد کان من الأنسب اختیار جمیع أفراده لیُشکِّل عینة الدراسة، کما یوضح ذلک    الجدول (1).

یتضح من الجدول السابق أن عدد الطالبات المنتظمات فی برنامج الماجستیر بقسم المناهج وطرق التدریس بلغ (30) طالبة، یمثلن کامل الملتحقات بالبرنامج حتى نهایة            الفصل الدراسی الثانی من العام الجامعی 1441هـ، واللاتی اجتزن مقرر مناهج البحث التربوی (633 نفس).

أداة الدراسة وإجراءاتُ بنائِها:

لتحقیق هدف الدراسة أعد الباحثان قائمة بمفاهیم البحث النوعی ومنهجیاته اللازم توافرها فی مقرر مناهج البحث التربوی، ثم أعدَّ الباحثان اختباراً لقیاس مستوى تَمکُّن الطالبات من مفاهیم البحث النوعی ومنهجیاته.

بناء قائمة مفاهیم البحث النوعی ومنهجیاته اللازم توافرها فی مقرر مناهج البحث التربوی (633 نفس):

تم صیاغة أهم المفاهیم الأساسیة المتعلقة بالبحث النوعی –فی صورتها الأولیة- بعد مراجعة الکتب المختصة، والدراسات والبحوث المنشورة فی مجال البحث النوعی، والتی ینبغی توافرها فی مقرر مناهج البحث التربوی (633 نفس). وعُرِضَت القائمةُ على عددٍ من المختصین فی مجال المناهج وطرق التدریس، وفی مجال البحث النوعی ومنهجیاته؛ لتحدید رأیهم العلمی، والأخذ بتوجیهاتهم وإرشاداتهم، حیال مناسبتها وصحتها العلمیة، وأهمیتها للملتحقین ببرنامج الماجستیر. وفی ضوء مرئیاتهم جاءت القائمة فی العناصر الرئیسة الآتیة:

-تعریف مفهوم البحث النوعی.

-تحدید أهداف البحث النوعی فی العلوم الإنسانیة والاجتماعیة.

-التفریق بین مفهوم البحث النوعی والبحث الکمی.

-تحدید الخصائص الممیزة لمنهجیة البحث النوعی.

-التمییز بین أهم أسالیب ومناهج البحث النوعی (البحث الأثنوجرافی، دراسة الحالة، تحلیل المحتوى، البحث الإجرائی، النظریة المجذرة).

-توضیح أهم أدوات جمع البیانات فی ضوء منهجیة البحث النوعی.

-تحدید أنواع الأسئلة البحثیة التی تتناسب مع منهجیة البحث النوعی.

-تحدید خصائص العینة فی ضوء منهجیة البحث النوعی.

-تحدید أدوار الباحث فی الدراسات النوعیة.

-تحدید أهم الاعتبارات الأخلاقیة فی البحوث النوعیة.

-تحدید محتوى الخطة البحثیة فی ضوء منهجیة البحث النوعی.

اختبار مستوى تَمکُّن طالبات الدراسات العلیا من مفاهیم البحث النوعی ومنهجیاته:

قام الباحثان ببناء الاختبار الذی یقیس مستوى تَمکُّن طالبات الدراسات العلیا بقسم المناهج وطرق التدریس بجامعة الأمیر سطام بن عبدالعزیز من مفاهیم البحث النوعی ومنهجیاته، فی ضوء القائمة التی وردت فی الخطوة السابقة، وتألف الاختبار فی صورته الأولیة من الآتی:

-(26) فقرة موضوعیة من نمط الاختیار من متعدد.

-أربع فقرات مقالیة من النمط المحدد، وتقیس نواحی منهجیة فی مجال البحث النوعی.

بالإضافة إلى أن الاختبار تَضَّمن تعلیماتٍ للطالبات عن کیفیة الإجابة على فقراته.

وتم عرض الاختبار فی صورته الأولیة على عدد من المختصین فی مجال المناهج وطرق التدریس، والمهتمین بمنهجیات البحث النوعی، وتم الاستفادة من توجیهاتهم وتصویباتهم العلمیة حیال ملاءَمة الفقرات وصحتها العلمیة، ومدى أهمیتها ومناسبتها لقیاس ما أُعِدَّت لأجله، وبعدها تم إعادة صوغ وتنقیح بعض الفقرات، مع اقتراح المحکمین استبعاد الأسئلة المقالیة؛ لأنها تتطلب جهداً إضافیاً قد یُضعِف من هدف الاختبار وطبیعته المسحیة.

وبلغت فقرات الاختبار بعد مراجعتها وتصویبها (19) فقرة من نمط الاختیار من متعدد، حیث تم توزیع فقرات الاختبار على أغلب عناصر القائمة السابقة التی اشتملت على مفاهیم البحث النوعی ومنهجیاته، والتی تلائِم مرحلة الماجستیر فی تخصص المناهج وطرق التدریس، وخُصِّصَ لکل فقرة درجة واحدة، کما یوضح ذلک الجدول (2).

وتم حساب ثبات الاختبار، وکذلک حساب معاملات الصعوبة والتمییز بعد تطبیقه على العینة الاستطلاعیة، وبلغ عدد أفرادها (10) طالبات بمرحلة الماجستیر من خارج المجتمع الأصلی، حیث تراوحت معاملات الصعوبة ما بین (%30-%80) وهی قیم مقبولة علمیاً، کما بلغت قیمة معامل الثبات العام (%68)، وهی قیمة موجبة تدل على تمتع الاختبار بقدرٍ متوسطٍ من الثبات، وأنه صالح للتطبیق.

وبعد التأکد من صدق وثبات الاختبار، تم الاکتفاء به لقیاس درجة تَمکُّن طالبات الدراسات العلیا ( بمرحلة الماجستیر) من مفاهیم البحث النوعی ومنهجیاته بقسم المناهج         وطرق التدریس فی جامعة الأمیر سطام بن عبد العزیز، وبلغ مجموع الدرجات الکلی للاختبار (19) درجة.

نتائج الدراسة ومناقشتها:

أولاً: عرض ومناقشة نتائج الدراسة المتعلقة بالسؤال الأول:

نص السؤال الأول على الآتی: ما مفاهیم البحث النوعی ومنهجیاته اللازم توافرها فی مقرر مناهج البحث التربوی بقسم المناهج وطرق التدریس بجامعة الأمیر سطام بن عبدالعزیز؟ وللإجابة عن هذا السؤال قام الباحثان ببناء قائمة مفاهیم البحث النوعی ومنهجیاته والتی ینبغی توافرها وتناولها بالدراسة والاستکشاف ضمن مقررات برنامج الماجستیر فی المناهج وطرق التدریس بصورة عامة، وفی مقرر مناهج البحث التربوی بصفة خاصة، واشتملت هذه القائمة على (11) عنصراً رئیساً -تم إیضاحها عند إیرادها ضمن فقرة الإجراءات-. ویرى الباحثان أهمیة إلمام الباحثین بها، واستفادتهم وتَمکُّنهم منها خلال إعداد خططهم البحثیة، أو اطلاعهم وبحثهم فی مجال منهجیات البحث التربوی وأسالیبه.

ولمعرفة مدى توفر هذه المفاهیم لدى عینة الدراسة قبل إجراء الاختبار، قام الباحثان بتحلیل محتوى توصیف مقرر مناهج البحث التربوی (633 نفس) فی برنامج الماجستیر فی قسم المناهج وطرق التدریس بجامعة الأمیر سطام بن عبدالعزیز، والذی یُدرَّس فی المستوى الأول من البرنامج، ولا یوجد متطلب سابق لدراسته، وعدد وحداته المعتمدة (3) وحدات. ویتناول المقرر البحث التربوی کوسیلة من وسائل تحسین العملیة التعلیمیة؛ من خلال تدریب الطالب والطالبة على تطبیق خطوات البحث العلمی، وکیفیة التعامل مع مصادر المعلومات المتنوعة، وطرائق الاقتباس والتوثیق، وتدریبهم على الاستفادة من بعض نماذج الدراسات السابقة بالتحلیل والنقد؛ لربط الجانب النظری بالعملی، فی حین خلت مفردات المقرر من أی مفهوم أو عنصر ینتمی لمنهجیة البحث النوعی أو مفاهیمه.

ثانیًا: عرض ومناقشة نتائج الدراسة المتعلقة بالسؤال الثانی:

نص السؤال الثانی على الآتی: ما درجة تَمکُّن طالبات الدراسات العُلیا من مفاهیم البحث النوعی ومنهجیاته بقسم المناهج وطرق التدریس بجامعة الأمیر سطام بن عبدالعزیز؟ وللإجابة عن هذا السؤال قام الباحثان بتطبیق الاختبار على طالبات الماجستیر فی قسم المناهج وطرق التدریس ضمن البرنامج المُقام فی جامعة الأمیر سطام بن عبدالعزیز، وعددهن (30) طالبة، کما یوضح ذلک الجدول (3).

یتضح من الجدول (3) أن متوسط أداء طالبات الماجستیر فی الاختبار الذی تم تطبیقه علیهن قد بلغَ (9.53) من أصل (19)، بانحرافٍ معیاریٍ بلغَ (2.19)، مما یُعبر عن مستوى أداءٍ متوسطٍ، یُظهِرُ الحاجة للعنایة والاهتمام بتضمین مقررات البرنامج مفاهیم ومنهجیات البحث النوعی، والتی تدعم تطویر مستوى الطالبات معرفیاً وبحثیاً، وتُمکِّنُهنَّ من فهم أهداف البحث النوعی، وطرائق إعداد خطة البحث فی مجال البحث النوعی، والتفریق فی ذلک بین اشتراطات ومواصفات البحث الکمی والبحث النوعی؛ من حیث الهدف والأنواع والأسالیب.

ویعزو الباحثان هذه النتیجة لاقتصار مقرر مناهج البحث التربوی (633 نفس) فی خطة برنامج الماجستیر فی قسم المناهج وطرق التدریس بجامعة الأمیر سطام بن عبدالعزیز على مناهج البحث الکمی فقط، إضافةً إلى أن البحوث والرسائل التی قدمها الباحثون فی القسم، أو التی تم تسجیلها کموضوعات جاری العمل علیها تتبع کلها لمنهجیة البحث الکمی. وتتفق الدراسة الحالیة بذلک مع ما توصلت له دراسة ریان (2003)، ودراسة أحمد وموسى (2019)، ودراسة الغفیری (2019) بضرورة تعاهد وتبنی المنهجیة النوعیة فی الموضوعات التی          تتناسب معها.

وبصورة تفصیلیة لمحتوى الاختبار الذی تم تطبیقه على عینة الدراسة من طالبات الماجستیر، ومستوى أدائِهنَّ فیه، فإن الجدول التالی یوضح نص فقرات الأسئلة الموضوعیة، وقیم متوسطات الأداء عن کل فقرة منه، على النحو الآتی:

ویوضح الجدول السابق تباین أداء طالبات الماجستیر بقسم المناهج وطرق التدریس فی الاختبار المصمم لقیاس مستوى التَّمکُّن من مفاهیم البحث النوعی ومنهجیاته، حیث تراوحت قیم المتوسطات الحسابیة بین (0.07- 0.90) لکل فقرة من الاختبار، ویعزو الباحثان ذلک إلى عدم استهداف مقررات برنامج الماجستیر بشکل عام لمفاهیم وأسالیب البحث النوعی، ویتطلب ذلک زیادة وعی الطالبات الملتحقات بدراسة الماجستیر بأهمیة منهجیات البحث النوعی، سواءً داخل الممارسات التدریسیة فی المقررات التخصصیة، أو بتعریف الطالبات بأهداف ومجال البحث النوعی وأسالیبه؛ من خلال الورش التدریبیة والبرامج الإثرائیة التی قد یعقدها القسم فی حلقات النقاش العلمیة.

وبزیادة الاهتمام بذلک فإن الطالبات فی البرنامج قد یسعون إلى تطبیق ما تعلموه فی مقررات مناهج البحث التربوی عن أنواع الخطط البحثیة، والشروط الواجب توافرها، مع تبصیرهم بنواحی أصالة وجِدَّة الموضوعات التی سیتقدمون بها مستقبلاً، وسیدعم ذلک تعلیمهن وتدریبهن على مستوى تنوع المنهجیات البحثیة ومدارسها، والمواصفات والمعاییر اللازمة لصحة اختیار وتطبیق المنهج الملائِم لموضوع الدراسة البحثیة وأهدافها؛ بما یتوافق مع جودة البحث التربوی، ومکونات البیئة التعلیمیة ومتغیراتها، وخصائص المشارکین.

ویمکن من خلال ما سبق زیادة الإسهام البحثی فی تناول موضوعات تتناسب مع مجال عمل الطلاب والطالبات الملتحقین ببرامج الدراسات العلیا بالقسم، حیث إن أغلبهم یعملون فی المیدان التربوی والتعلیمی، ویمکن توجیههم وإرشادهم إلى مشکلاتٍ بحثیةٍ ذات أولویةٍ عالیةٍ، تسهم بنتائجها فی تحسین وتجوید العمل التدریسی، بالاستناد إلى منهجیات نوعیة ملائِمة، کالبحث الإجرائی أو دراسة الحالة، أو مختلطة تدمج بین المنهج النوعی والکمی، وتتنوع فیها الأدوات البحثیة؛ بما یتناسب مع طبیعة الدراسة وأهدافها. وإن لم یتحقق ذلک فإن دراسات الأقسام التربویة وأبحاثها سترکز فی غالبها على المنهج الکمی؛ وتکون بذلک متفقة مع ما توصلت له الدراسات السابقة التی أکدت سیادة الاتجاه الکمی على الاتجاه النوعی، وذلک یرجع إلى تعوُّدِ الباحثین وتفضیلهم لاستخدام المنهج الکمی، وتبنیهم له فی معظم المنتجات البحثیة.

توصیات الدراسة:

فی ضوء نتائج الدراسة، فإن الباحِثَین یتقدمان بعدد من التوصیات التالیة:

-تحدیث وتطویر مقرر البحث التربوی فی برنامج الماجستیر بقسم المناهج وطرق التدریس بالجامعة؛ وتضمینه أهم مفاهیم البحث النوعی ومنهجیاته.

-تدریب طلاب وطالبات الدراسات العلیا بقسم المناهج وطرق التدریس على کیفیة إعداد الخطط البحثیة، واختیار الموضوعات التی تتناسب مع طبیعة البحث النوعی ومنهجیاته.

مقترحات الدراسة:

فی ضوء نتائج الدراسة، فإن الباحِثَین یتقدمان بعدد من المقترحات کما یلی:

-الاحتیاجات التدریبیة للطلاب والطالبات الملتحقین ببرامج الدراسات العلیا بقسم المناهج وطرق التدریس، فی ضوء مفاهیم البحث النوعی ومنهجیاته.

-دراسة تحلیلیة لمستوى استخدام البحث النوعی فی البحوث والرسائل العلمیة بأقسام المناهج وطرق التدریس بالجامعات السعودیة.

المراجع:

-أبو علام، رجاء. (2009). مناهج البحث فی العلوم النفسیة والتربویة. ط 6. القاهرة: دار النشر للجامعات.

-أحمد، أحمد عطیة وموسى، محمد. (2019). اتجاهات أعضاء هیئة التدریس فی کلیة التربیة جامعة نجران نحو استخدام مناهج البحث الکیفی فی البحوث التربویة. المجلة العربیة للعلوم ونشر الأبحاث-مجلة العلوم التربویة والنفسیة، 3(24)، 78-100.

-جامعة الأمیر سطام بن عبدالعزیز. (2019). توصیف مقرر مناهج البحث التربوی (633 نفس) من برنامج الماجستیر-قسم المناهج وطرق التدریس. الخرج: کلیة التربیة.

-الجدی، المختار عمر. (2014). فاعلیة استخدام المنهج النوعی فی البحوث الاجتماعیة. مجلة جامعة الزیتونة-جامعة الزیتونة، 1(9)، 27-36.

-الحامد، منایر. (2016). ممارسات التدریس لدى معلمات الریاضیات للصفوف الابتدائیة العلیا لتنمیة مهارات الحدس الریاضی (رسالة ماجستیر غیر منشورة). جامعة الملک سعود، الریاض.

-الحنو، إبراهیم. (2016). مدى استخدام منهجیة البحث النوعی فی التربیة الخاصة: دراسة تحلیلیة لعشر مجلات عربیة محکمة فی الفترة من 2005 إلى 2014م. مجلة التربیة الخاصة والتأهیل-مؤسسة التربیة الخاصة والتأهیل، 3(10)، 178-212.

-الدهشان، جمال. (2016، 6-7 نوفمبر). البحوث النوعیة مدخلاً لمعالجة بعض جوانب أزمة البحث فی العلوم الإنسانیة والتربویة. ورقة مقدمة إلى المؤتمر الدولی الأول-أزمة العلوم الإنسانیة فی ظل عالم متغیر-کلیة الآداب جامعة المنوفیة: جمهوریة مصر العربیة.

-الدولات، عدنان وأبو هولا، مفضی. (2009). تصورات معلمی العلوم عن نظریات التعلم وعلاقتها بممارساتهم التعلیمیة. مجلة اتحاد الجامعات العربیة-الأمانة العامة، 1(52)، 159-211.

-الرشیدی، خدیجة. (2019). دراسة بیلیومتریة تحلیلیة للدراسات العربیة النوعیة فی المجال التربوی. دراسات العلوم التربویة- الجامعة الأردنیة، 46(1)، 551-561.

-الرمیضی، أسماء. (2018). اتجاهات البحث التربوی فی رسائل الماجستیر فی تخصصی أصول التربیة والإدارة التربویة بکلیة التربیة بجامعة الکویت (تحلیل محتوى) (رسالة ماجستیر غیر منشورة). جامعة الکویت، الکویت.

-الرومی، عبدالرحمن. (2019). دور التصورات القیمیة لمعلمی المرحلة الابتدائیة فی أدائهم التدریسی للقیم (رسالة دکتوراه غیر منشورة). جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة، الریاض.

-ریان، عادل. (2003، 14-15 مایو). استخدام المدخلین الکیفی والکمی فی البحث دراسة استطلاعیة لواقع أدبیات الإدارة العربیة. ورقة مقدمة إلى المؤتمر العربی الثالث-البحوث الإداریة والنشر، المنظمة العربیة للتنمیة الإداریة-جامعة الدول العربیة: جمهوریة مصر العربیة.

-الزایدی، ضیف الله. (2019). معوقات استخدام المنهج الکیفی فی بحوث الإدارة والقیادة التربویة من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس بالجامعات السعودیة. المجلة الدولیة التربویة المتخصصة، 8(4)، 87-99 .

-سید، آیة طارق عبدالهادی. (2019). الإشکالیات النظریة والمنهجیة فی البحوث الإعلامیة الکیفیة: دراسة تحلیلیة مقارنة للبحوث العربیة والأجنبی. مجلة البحوث والدراسات الإعلامیة/المعهد الدولی العالی للإعلام بالشروق، 1(7)، 251-175.

-الشایع، فهد. (2007). توجهات وخصائص رسائل الماجستیر فی التربیة العلمیة بجامعة الملک سعود. مجلة کلیات المعلمین-العلوم التربویة، 7(2)، 100-45.

-صوان، فرج. (2017). البحث العلمی: المفاهیم، الأفکار، الطرائق والعملیات. الجزائر-لبنان: ابن الندیم للنشر والتوزیع- دار الروافد الثقافیة، ناشرون.

-عبد، إیمان وأبوعواد، فریـال. (2011). دراسة تحلیلیة لواقع البحث العلمی فی الوطن العربی وتوجهات التطویر فیه. مجلة اتحاد الجامعات العربیة-الأمانة العامة، 1(60)، 193-215.

-العبدالکریم، إیمان والشایع، فهد. (2016). أنموذج مقترح للتقویم من أجل تعلم العلوم لطالبات المرحلة الابتدائیة. المجلة الدولیة التربویة المتخصصة، 5(12)، 315-332.

-العبدالکریم، راشد والملا، أحلام. (2014). فاعلیة برنامج تدریبی لتطویر مشارکة مدیرات مدارس المرحلة الابتدائیة فی تنفیذ المنهج. مجلة جامعة طیبة للعلوم التربویة، 9(1)، 28-47.

-العبدالکریم، راشد. (2012). البحث النوعی فی التربیة. الریاض: النشر العلمی والمطابع بجامعة الملک سعود.

-العزاوی، سالم جاسم محمد. (2017). البحث الکیفی فی العلاقات العامة دراسة تحلیلیة لبحوث العلاقات العامة فی العراق للمدة من 1989 إلى 2016. مجلة الباحث الإعلامی، 9(38)، 95-114.

-العساف، صالح. (2010). المدخل إلى البحث فی العلوم السلوکیة. الریاض: دار الزهراء.

-العمیری، فهد. (2019). تصورات أعضاء هیئة التدریس لتوظیف مدخل التثلیث فی بحوث الدراسات الاجتماعیة التربویة فی جامعات المملکة العربیة السعودیة. مجلة الجامعة الإسلامیة للدراسات التربویة والنفسیة، 27 (1)، 110-134.

-العیاصرة، أحمد. (2015، 13-15 یونیو). مستوى الکفاءة الذاتیة المتعلقة بالبحث النوعی لدى أعضاء هیئة التدریس فی کلیة العلوم التربویة فی جامعة العلوم الأساسیة العالمیة فی الأردن. ورقة مقدمة إلى المؤتمر الدولی الثانی-تطویر البحث العلمی فی التعلیم العالی، کوالالمبور: مالیزیا.

-الغفیری، أحمد. (2019). التوجهات البحثیة فی مجلة جامعة الملک خالد للعلوم التربویة: دراسة تحلیلیة. مجلة کلیة التربیة الأساسیة للعلوم التربویة والإنسانیة/جامعة بابل، 1(43)، 243-265.

-الفقیه، أحمد. (2017). تصمیم البحث النوعی فی المجال التربوی مع الترکیز على بحوث تعلیم اللغة العربیة. المجلة الدولیة للدراسات التربویة والنفسیة-مرکز رفاد للدراسات والأبحاث، 2(3)، 354-367.

-القحطانی، علی. (2017). معیار مقترح لتحکیم البحوث النوعیة فی المناهج وطرق التدریس. دراسات العلوم التربویة-الجامعة الأردنیة، 44(4)، 17-42.

-القرنی، محمد. (2008). منهج البحث الکیفی والخدمة الاجتماعیة العیادیة. مجلة شؤون اجتماعیة، 1(98)، 65-89.

-قندلجی، عامر. (2019). منهجیة البحث العلمی. الأردن: دار الیازوری العلمیة للنشر والتوزیع.

-محمد، أحمد. (2019). البحوث النوعیة الکیفیة. صنعاء: مرکز جزیرة العرب للبحوث والتقییم.

-محیی الدین، عبدالمنعم. (2000). مناهج البحث التربوی بین الکم والکیف دراسة تحلیلیة. مجلة کلیة التربیة-جامعة طنطا، 1(28)، 196-213.  

-مشرف، شیرین. (2016). رؤیة بحثیة تجدیدیة لاستخدام البحث النوعی فی معالجة بعض جوانب أزمة البحث التربوی. مجلة المعرفة التربویة-الجمعیة المصریة لأصول التربیة، 4(7)، 1-70.   

-النعیمی، محمد؛ والبیاتی، عبدالجبار؛ وخلیفة، غازی. (2015). طرق ومناهج البحث العلمی. ط2. الأردن: الوراق للنشر والتوزیع.

ثانیًا: المراجع الأجنبیة:

- Bloomberg, L. D., & Volpe, M. (2018). Completing your qualitative dissertation: A road map from beginning to end. (4th ed.). London: Sage Publications.

- Creswell, J. W. (2012). Educational research: planning, conducting, and evaluating quantitative and qualitative research. (4th ed.). Boston: Inc Pearson Education.

- Cropley, A. (2015). Introduction to Qualitative Research Method. Research gate. doi.org/10.13140/RG.2.1.3095.6888

- Denzin, N. K., & Lincoln, Y. S. (Eds.). (2000). Handbook of Qualitative Research. (2nd ed.). CA: Thousand Oaks, Sage Publications.

- Flick, U. (Ed.). (2013). The SAGE handbook of qualitative data analysis. London: Sage Publications.‏

- Mason, J. (2002). Qualitative Researching. (2nd ed.). London: Sage Publications.

- Mohajan, H. K. (2018). Qualitative Research Methodology in Social Sciences and Related Subjects. Journal of Economic Development, Environment and People, 7(1), 23-48.

- Terrell, S. R. (2012). Mixed-methods research methodologies. The Qualitative report, 17(1), 254-280.