دور کلية التربية في تحقيق الأمن الفکري لدي طلابها ( دراسة ميدانية )

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المدرس بقسم أصول التربية کلية التربية – جامعة أسيوط

المستخلص

يعد الأمن رکيزة أساسية ومطلباً ضرورياً تستند إليها حياة الأفراد وتتحقق مطالبهم، وباستتبابه تحفظ الضرورات الخمس، ويحمي الأمن القومي للمجتمعات، فهو من                   أعظم  نعم الله تعالي التي أنعم الله بها علي عباده، قال تعالي: (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ  مِنْ خَوْفٍ) [سورة قريش: آية 4].
وبالنظر إلي الأمن بمفهومه الشامل يتضح أنه يشمل العديد من المجالات منها: الأمن الإقتصادي، والأمن الجنائي، والأمن الإجتماعي، والأمن السياسي، والأمن الصحي، والأمن الغذائي، والأمن الفکري الذي يخاطب العقل البشري، وبتحقيقه يحقق الأمن في جميع المجالات الأخري نظراً لصلته الوثيقة بکل مجالات الأمن الأخري.
ونظراً للتقدم الهائل في وسائل الإتصال الجماهيرية والتقدم التکنولوجي وإستخدام الإنترنت والمواقع الإجتماعية مثل التويتر، والفيس بوک، وغيرها، إزدادت سرعة إنتشار الأفکار ووصولها إلي جميع المجتمعات، وأصبح العالم قرية کونية، وقد ترتب علي ذلک إستغلال الشباب وترويج أفکاراً هدامة لأمنهم الفکري، تمهيداً لإنحرافهم الفکري وإستغلالهم لتنفيذ أعمال إرهابية في مجتمعاتهم تهدد الأمن القومي لأوطانهم. ولذلک ظهرت الحاجة الملحة إلي قيام المؤسسات التي تساهم في التنشئة الإجتماعية مثل الأسرة، والمؤسسات التربوية، والمؤسسات الدينية، والمؤسسات الإعلامية المختلفة بتحصين الأفراد فکرياً وتربيتهم تربية إسلامية صحيحة. وتعد المؤسسات التربوية هي أهم المؤسسات التي تعني بالعملية التربوية لأن التربية تتم فيها بصورة هادفة ومخططة کما أن القائمين عليها يتم إعدادهم للقيام بذلک إعداداً مهنياً متمکناً، لذا تعد المؤسسات التربوية المدخل الأول لتنفيذ الأنشطة التي تتجه إلي تحصين عقول الناشئة ووقايتها من الإنحرافات الفکرية في ضوء أهداف وغايات العملية التربوية. فالمؤسسات التربوية عليها تعزيز الأمن الفکري وغرس الوطنية وتنميتها لدي الشباب بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة وذلک للمحافظة علي الأمن القومي للوطن.
 
وتجدر الإشارة هنا إلي أن مفاهيم الأمن الفکري مفاهيم تراکمية يجب غرسها منذ الصغر وتعزيزها بإستمرار وتنميتها لمواجهة التغيرات الفکرية المتصارعة التي لا يخلو العالم منها، ولذلک فعملية التنمية والتعزيز هي عملية مستمرة تشارک فيها المؤسسات التربوية علي مختلف مستوياتها من الحضانة إلي الجامعة.
ويري الطلاع (1420ﻫ) ضرورة إعداد من يشرفون علي تربية الأفراد سواء في الأسرة أو المدرسة أو المؤسسات الدينية إعداداً تربوياً سليماً ويأتي في مقدمة أولئک المعلمين في المدارس، ورجال الدين، والإعلاميين في أجهزة الإعلام (1: 83).
ويشير الترکي (1423ﻫ) إلي أن الأمن من الحاجات الإجتماعية الأساسية للإنسان وبدونه لا يستطيع الفرد ممارسة أعماله اليومية المعتادة، أو النوم والراحة وهو يشعر بالخوف أو الفزع، فالأمن مطلب حيوي لکل عمل إنساني (2: 25).
ومع إزدياد الحوادث الإرهابية في مصر مع ما تقوم به الجهات الأمنية الشرطية بالتعاون مع الجيش للقضاء عليها، إرتفعت الأصوات المنادية بأن الحل الأمني وحده لا يکفي لتحقيق الأمن الشامل داخل المجمع، وتوضح تلک الدعوات ما أشار إليه خضور (1420ﻫ) إلي أن المفهوم الشامل للأمن يتمثل في أنه "کل متکامل لا يمکن تجزئته في المجتمع، حيث أن المفهوم الضيق للأمن بمضمونه الشرطي أو الجنائي قد تؤدي لإتساع النظرة والإدراک لشمولية الأمن ليشمل جميع جوانب الحياة السياسية والإقتصادية والثقافية والغذائية"، هذا المفهوم الشامل للأمن ألقي مسئولية تضامنية بين جميع الجهات الرسمية والأهلية في المجتمع، بالإضافة لجميع أفراد المجتمع في تحقيق الأمن، ورصد التغيرات التي أدت إلي الإنحراف وإقتراف الجريمة ومعرفة أهدافها وعواملها وآثارها ونتائجها وأبعادها الإقتصادية والسياسية ، والثقافية، والإجتماعية (3: 15-16).
وقد أدي إتساع مفهوم المسئولية الأمنية إلي تأکيد أهمية الأمن وإلي ضرورة مشارکة جميع مؤسسات المجتمع خاصة المؤسسات التعليمية بحکم دورها في تربية أفراد المجتمع بصفة عامة، ولکليات التربية التي تقوم بإعداد المعلمين الذين يساهمون في تربية الأطفال والشباب بصفة خاصة، مما يحمل کليات التربية مسئولية مجتمعية تجاه توفير الأمن، ودرجة الوعي الأمني لدي الطلاب من خلال المقررات الدراسية والأنشطة، وما توفره البيئة التعليمية في الکلية من مناخ يساعد علي تحقيق الأمن الفکري للطلاب، وبالتعاون مع مؤسسات المجتمع للحصول علي مجتمع آمن ومستقر.

الموضوعات الرئيسية


 

              کلیة التربیة

            کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

            إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلابها

( دراسة میدانیة )

 

إعــــداد

د / غادة السید السید الوشاحی

المدرس بقسم أصول التربیة

کلیة التربیة – جامعة أسیوط

 

 

 

 

}       المجلد الحادی والثلاثین– العدد الثالث – جزء أول– أبریل2015م  {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

 

 مقدمة:

یعد الأمن رکیزة أساسیة ومطلباً ضروریاً تستند إلیها حیاة الأفراد وتتحقق مطالبهم، وباستتبابه تحفظ الضرورات الخمس، ویحمی الأمن القومی للمجتمعات، فهو من                   أعظم  نعم الله تعالی التی أنعم الله بها علی عباده، قال تعالی: (الَّذِی أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ  مِنْ خَوْفٍ) [سورة قریش: آیة 4].

وبالنظر إلی الأمن بمفهومه الشامل یتضح أنه یشمل العدید من المجالات منها: الأمن الإقتصادی، والأمن الجنائی، والأمن الإجتماعی، والأمن السیاسی، والأمن الصحی، والأمن الغذائی، والأمن الفکری الذی یخاطب العقل البشری، وبتحقیقه یحقق الأمن فی جمیع المجالات الأخری نظراً لصلته الوثیقة بکل مجالات الأمن الأخری.

ونظراً للتقدم الهائل فی وسائل الإتصال الجماهیریة والتقدم التکنولوجی وإستخدام الإنترنت والمواقع الإجتماعیة مثل التویتر، والفیس بوک، وغیرها، إزدادت سرعة إنتشار الأفکار ووصولها إلی جمیع المجتمعات، وأصبح العالم قریة کونیة، وقد ترتب علی ذلک إستغلال الشباب وترویج أفکاراً هدامة لأمنهم الفکری، تمهیداً لإنحرافهم الفکری وإستغلالهم لتنفیذ أعمال إرهابیة فی مجتمعاتهم تهدد الأمن القومی لأوطانهم. ولذلک ظهرت الحاجة الملحة إلی قیام المؤسسات التی تساهم فی التنشئة الإجتماعیة مثل الأسرة، والمؤسسات التربویة، والمؤسسات الدینیة، والمؤسسات الإعلامیة المختلفة بتحصین الأفراد فکریاً وتربیتهم تربیة إسلامیة صحیحة. وتعد المؤسسات التربویة هی أهم المؤسسات التی تعنی بالعملیة التربویة لأن التربیة تتم فیها بصورة هادفة ومخططة کما أن القائمین علیها یتم إعدادهم للقیام بذلک إعداداً مهنیاً متمکناً، لذا تعد المؤسسات التربویة المدخل الأول لتنفیذ الأنشطة التی تتجه إلی تحصین عقول الناشئة ووقایتها من الإنحرافات الفکریة فی ضوء أهداف وغایات العملیة التربویة. فالمؤسسات التربویة علیها تعزیز الأمن الفکری وغرس الوطنیة وتنمیتها لدی الشباب بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة وذلک للمحافظة علی الأمن القومی للوطن.

 

وتجدر الإشارة هنا إلی أن مفاهیم الأمن الفکری مفاهیم تراکمیة یجب غرسها منذ الصغر وتعزیزها بإستمرار وتنمیتها لمواجهة التغیرات الفکریة المتصارعة التی لا یخلو العالم منها، ولذلک فعملیة التنمیة والتعزیز هی عملیة مستمرة تشارک فیها المؤسسات التربویة علی مختلف مستویاتها من الحضانة إلی الجامعة.

ویری الطلاع (1420ﻫ) ضرورة إعداد من یشرفون علی تربیة الأفراد سواء فی الأسرة أو المدرسة أو المؤسسات الدینیة إعداداً تربویاً سلیماً ویأتی فی مقدمة أولئک المعلمین فی المدارس، ورجال الدین، والإعلامیین فی أجهزة الإعلام (1: 83).

ویشیر الترکی (1423ﻫ) إلی أن الأمن من الحاجات الإجتماعیة الأساسیة للإنسان وبدونه لا یستطیع الفرد ممارسة أعماله الیومیة المعتادة، أو النوم والراحة وهو یشعر بالخوف أو الفزع، فالأمن مطلب حیوی لکل عمل إنسانی (2: 25).

ومع إزدیاد الحوادث الإرهابیة فی مصر مع ما تقوم به الجهات الأمنیة الشرطیة بالتعاون مع الجیش للقضاء علیها، إرتفعت الأصوات المنادیة بأن الحل الأمنی وحده لا یکفی لتحقیق الأمن الشامل داخل المجمع، وتوضح تلک الدعوات ما أشار إلیه خضور (1420ﻫ) إلی أن المفهوم الشامل للأمن یتمثل فی أنه "کل متکامل لا یمکن تجزئته فی المجتمع، حیث أن المفهوم الضیق للأمن بمضمونه الشرطی أو الجنائی قد تؤدی لإتساع النظرة والإدراک لشمولیة الأمن لیشمل جمیع جوانب الحیاة السیاسیة والإقتصادیة والثقافیة والغذائیة"، هذا المفهوم الشامل للأمن ألقی مسئولیة تضامنیة بین جمیع الجهات الرسمیة والأهلیة فی المجتمع، بالإضافة لجمیع أفراد المجتمع فی تحقیق الأمن، ورصد التغیرات التی أدت إلی الإنحراف وإقتراف الجریمة ومعرفة أهدافها وعواملها وآثارها ونتائجها وأبعادها الإقتصادیة والسیاسیة ، والثقافیة، والإجتماعیة (3: 15-16).

وقد أدی إتساع مفهوم المسئولیة الأمنیة إلی تأکید أهمیة الأمن وإلی ضرورة مشارکة جمیع مؤسسات المجتمع خاصة المؤسسات التعلیمیة بحکم دورها فی تربیة أفراد المجتمع بصفة عامة، ولکلیات التربیة التی تقوم بإعداد المعلمین الذین یساهمون فی تربیة الأطفال والشباب بصفة خاصة، مما یحمل کلیات التربیة مسئولیة مجتمعیة تجاه توفیر الأمن، ودرجة الوعی الأمنی لدی الطلاب من خلال المقررات الدراسیة والأنشطة، وما توفره البیئة التعلیمیة فی الکلیة من مناخ یساعد علی تحقیق الأمن الفکری للطلاب، وبالتعاون مع مؤسسات المجتمع للحصول علی مجتمع آمن ومستقر.

مشکلة الدراسة:

نظراً لضعف المستوی الفکری لفئة قلیلة من الشباب وتبنیهم بعض الأفکار المنحرفة وقیامهم بأعمال إرهابیة، وإنسیاقهم خلف بعض التیارات المضللة والأفکار الهدامة، ولأهمیة الأمن الفکری فی الوقایة من الإرهاب ومواجهته، وذلک بنشر المفاهیم والقیم الدینیة الصحیحة وتصحیح المعتقدات الخاطئة، وغرس قیم المواطنة الصالحة وتحصینهم وتقیهم من شر الإنحرافات العقائدیة والفکریة الهدامة، حرصت المؤسسات التربویة علی تحقیق هذه الأهداف التربویة والتأکید علی أهمیة المحافظة علی مقدرات الوطن ومنجزاته التنمویة وعلی ضرورة الإعتزاز بالوطن والحفاظ علیه وإحترام الحقوق العامة لجمیع المواطنین وأن یتحمل مسئولیته نحو خدمة وطنه والدفاع عنه.

هذا، بالإضافة إلی أن للأمن صلة وثیقة بمقاصد الشریعة الإسلامیة فالشریعة تقصد إلی حفظ الضرورات الخمس وصیانتها من الضیاع وهی حفظ الدین، والنفس، والعقل، والعرض، والمال، وتصرفات الناس تستند إلی قناعاتهم وأرصدتهم الفکریة والاعتقادیة ویظهر فی سلوکهم من خیر أو شر، ومن هنا جاءت أهمیة وخطورة الأمن الفکری الذی یبنی علی الاعتقاد والفکر السلیم والعقیدة الإسلامیة الصحیحة وما فیها من توجیه               تربوی وإجتماعی.

وتتمثل مشکلة الدراسة فی السؤال الرئیسی التالی:

ما دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلابها؟

   ویتفرع منه الأسئلة الفرعیة التالیة:

1-    ما مفهوم الإنحراف الفکری وأسبابه؟

2-    ما مفهوم الأمن الفکری وأهمیته ومراحل تحقیقه؟

3-    ما دور التربیة فی تحقیق الأمن الفکری بصفة عامة وفی الجامعة وکلیة التربیة            بصفة خاصة؟

4-    ما واقع الدور الذی تقوم به کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلابها؟

5-    ما التصور المقترح لتفعیل دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری                  لدی طلابها؟

أهداف الدراسة :

هدفت هذه الدراسة إلی التعرف علی دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلابها من خلال وظائفها التعلیم والبحث العلمی وخدمة المجتمع، ووضع تصور مقترح لتفعیل هذا الدور لتحقیق الأمن الفکری لدی طلابها.

أهمیة الدراسة:

للدراسة أهمیة نظریة وأهمیة تطبیقیة.

الأهمیة النظریة:

تتمثل فی الإطار النظری عن مفهوم الإنحراف الفکری وأسبابه ومفهوم الأمن الفکری وأهمیته ومراحل تحقیقه من خلال الوظائف التربویة التی تقوم بها کلیة التربیة وهی مثال لإحدی کلیات الجامعة وتزداد أهمیتها أنها تعد المعلمین الذین یقومون بتربیة النشء فی مدارس التعلیم قبل الجامعی، وکیفیة تأمینهم فکریاً ضد التیارات الفکریة التی تموج بها دول العالم والتی تنتشر من خلال وسائل الإتصالات الحدیثة، ونجاحها فی ذلک یعد نموذجاً یحتذی فی باقی کلیات الجامعة لعمل مزید من الأبحاث.

الأهمیة التطبیقیة:

تتمثل فی التصور المقترح لتفعیل الدور الذی تقوم به کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلابها من خلال وظائفها التعلیم والبحث العلمی وخدمة المجتمع.

حدود الدراسة:

الحدود الموضوعیة: أقتصر موضوع الدراسة علی الدور الذی تقوم به کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لطلابها من خلال وظائفها التعلیم والبحث العلمی وخدمة المجتمع.

الحدود المکانیة: أقتصر تطبیق الدراسة علی إستطلاع آراء طلاب وطالبات کلیة التربیة بأسیوط – جامعة أسیوط عن الدور الذی تقوم به الکلیة فی تحقیق الأمن الفکری لدیهم.

الحدود الزمانیة: تم تطبیق الدراسة فی الفصل الدراسی الثانی 2014/2015م علی عینة من طلبة وطالبات الفرقة الأولی، والرابعة من طلاب کلیة التربیة بأسیوط – جامعة أسیوط الشعب العامة علمی وأدبی.

منهج الدراسة:

تم استخدام المنهج الوصفی لتحلیل الدراسات والأدبیات حول مفهوم الأمن الفکری وأهمیته ومراحل تحقیقه، والإنحراف الفکری وأسبابه، وواقع دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری من خلال وظائفها التعلیم والبحث العلمی وخدمة المجتمع، ودراسة آراء الطلاب حول دور الکلیة فی تحقیق الأمن الفکری بإستخدام إستبانة من إعداد الباحثة للتعرف علی آراء الطلاب حول دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری للطلاب. ووضع تصور مقترح لتفعیل دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لطلابها.

أدوات الدراسة:

قامت الباحثة بعمل إستبانة وطبقتها علی عینة مختارة من طلبة وطالبات الفرقتین الأولی والرابعة للتعرف علی واقع دور کلیة التربیة بأسیوط فی تحقیق الأمن الفکری لطلابها من خلال وظائفها التعلیم والبحث العلمی وخدمة المجتمع.

مصطلحات الدراسة:

1- الأمن الفکری: أ – یعرف الأمن الفکری لغویاً کالتالی:

الأمن فی اللغة: ضد الخوف (لسان العرب ، مادة أمن، ج 1: 223).

ویعرف الفکر بأنه: إعمال الخاطر فی الشئ (لسان العرب، مادة فکر، ج10: 307).

ب – ویعرف اصطلاحیاً بأنه "تأمین أفکار وعقول أفراد المجتمع من کل فکر شائب ومعتقد خاطئ، مما قد یشکل خطراً علی نظام الدولة وأمنها، وتحقیق الأمن والإستقرار فی الحیاة الإجتماعیة من خلال برامج وخطط الدولة التی تقوم علی الإرتقاء بالوعی العام لأبناء المجتمع من جمیع النواحی السیاسیة والإجتماعیة والإقتصادیة والتعلیمیة وغیرها التی تعمل علی تحقیقها أجهزة الدولة عبر مؤسساتها وأجهزتها ذات الإهتمام والتی تترابط فی خدماتها وتتواصل (5: 316).

ﺠ - وتعرفه الباحثة إجرائیاً:

بأنه سلامة أفکار ومعتقدات الإنسان الدینیة والسیاسیة مما قد یشکل خطراً علی نظام الدولة وأمنها وهذا یؤدی إلی الإرتقاء بفکره ویحقق أمانه الشخصی، والذی ینعکس علی مجتمعه بالإستقرار والأمن فی جمیع مجالات الحیاة السیاسیة والإجتماعیة والإقتصادیة والتعلیمیة وغیرها.

الدراسات السابقة:

دراسة البرعی (2002م)(6) بعنوان "دور الجامعة فی مواجهة التطرف الفکری"، هدفت الدراسة إلی التعرف علی دور الجامعة فی مواجهة قضیتی التطرف الفکری والعنف لدی الشباب وجمع المعلومات التی تساعد علی تحدید أهمیة الدور التربوی والخدمی للجامعات فی مواجهة مثل هذه القضایا المجتمعیة واستطلاع آراء الشباب علی إختلاف بیئاتهم وتخصصاتهم ودیانتهم وحالتهم الإقتصادیة تجاه أسباب العنف وأسالیب مواجهته بمساعدة الجامعة وقد أجریت هذه الدراسة بأسلوب المسح الإجتماعی من خلال عینة تمثل مجتمع الدراسة المکون من ثلاث جامعات مصریة. وأسفرت الدراسة عن مجموعة من النتائج من أهمها: أن أسباب العنف فی المجتمع المصری هی: ضعف الوازع الدینی لدی الطلاب، ضعف المؤسسات الدینیة، ضعف دور الأسرة فی الحیاة المعاصرة وهو ما یؤثر سلباً فی التسامح بین الفئات، وکذلک غیاب القدوة الصالحة داخل الجامعة وخارجها، ووجود البطالة بین خریجی الجامعات، وغیاب العدالة الإجتماعیة بین فئات المجتمع، وقد أختتمت الدراسة برؤیة تصوریة موضوعیة تشمل عدداً من التوصیات فی المجالات الدینیة و السیاسیة والإقتصادیة والإجتماعیة والأمنیة.

دراسة الحارثی (2008م)(7) بعنوان "إسهام الإعلام التربوی فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلاب المرحلة الثانویة بمدینة مکة المکرمة من وجهة نظر مدیری ووکلاء المدارس والمشرفین التربویین"، وهدفت هذه الدراسة إلی التعرف علی مدی إسهام الإعلام التربوی فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلاب المرحلة الثانویة بمدینة مکة المکرمة. وأستخدمت الدراسة المنهج الوصفی ، وتوصلت الدراسة إلی عدة نتائج أهمها:

-        أن الإعلام التربوی یمارس دوره بدرجة متوسطة فی تحقیق الأمن الفکری علی النحو التالی: تفعیل دور القائمین علی التوعیة الإسلامیة بالمدارس، وتوعیة الطلاب بخطورة الغلو والتطرف فی الدین، بیان التعریف بحفظ الضرورات الخمس (الدین، النفس، العرض، العقل ، المال).

-        التأکید بأهمیة المحافظة علی مکتسبات وحقوق الآخرین وممتلکاتهم.

-        توضیح المفاهیم الشرعیة (مثل الولاء ، والحاکمیة لله).

-        دعوة رجال الفکر والدعوة إلی إلقاء محاضرات فی المدارس عن الإنحراف الفکری.

-        وأوصت الدراسة بضرورة توعیة الطلاب بخطورة الغلو والتطرف فی الدین.

دراسة الربعی (2009م)(8) بعنوان "دور المناهج الدراسیة فی تعزیز مفاهیم الأمن الفکری لدی طلاب جامعات المملکة العربیة السعودیة"، وهدفت الدراسة إلی بیان أهمیة المؤسسات التربویة عموماً والمناهج الدراسیة بصفة خاصة فی تکوین الشخصیة الإنسانیة، وتوضیح دور المناهج الدراسیة فی شرح وتعزیز وتصویب مفاهیم الأمن الفکری لدی الطلاب، والدور الحالی الذی تؤدیه هذه المناهج لدی طلاب الجامعات فی المملکة العربیة السعودیة وإقتراح الأدوار التی یمکن أن تقدمها المناهج الدراسیة فی تعزیز مفاهیم الأمن الفکری لدی الطلاب مستقبلاً وذلک من الأدوار التی لا تؤدیها المناهج حالیاً. وأستخدم الباحث المنهج الوصفی، ومن أهم النتائج التی توصل إلیها:

-        من وجهة نظر الخبراء، فإن دور المناهج فی حمایة الأمن الفکری یحدث بصورة متوسطة وأن أکثر المقررات التی تقدم المفاهیم والمعلومات المتعلقة بالأمن الفکری هی مقررات التربیة والثقافة الإسلامیة.

-        أن نسبة کبیرة من الطلاب لا تؤید الدور المفترض لبیئة الدراسة فی مواجهة الإنحراف الفکری وقد یرجع ذلک لعدم وعی الطلاب بهذا الدور، کما أنه لا یوجد اختلاف بین الذکور والإناث من الطلاب فی الوعی بدور المنهج وأبعاده المختلفة فی تحقیق الأمن الفکری.

دراسة الشریفین (2009م)(9) قامت هذه الدراسة بالإجابة علی السؤال الرئسیسی التالی، ما دور التنشئة الأسریة فی تحقیق الأمن الفکری للأفراد من المنظور الإسلامی؟ وأستخدم الباحث المنهج الوصفی ومن أهم النتائج التی توصل إلیها:

-        أن الإجتهاد من أهم المواضیع فی الفقه الإسلامی، لکی یواکب التطور والتجدید فی حیاة المسلمین خاصة وبنی الإنسان بصفة عامة، ویساهم مساهمة أساسیة وفعالة فی إضفاء عنصر التجدید فی المنهج الإسلامی ومجالاته المتطورة لا الثابتة.

-        أن العلم والإجتهاد من العوامل التی تؤدی إلی فقه صحیح للتدین، وغیابها یکرس سیادة روح التقلید وإنطفاء العقل المسلم وغیاب القدرة علی الکشف والإبتکار.

وفی ضوء النتائج أوصی الباحث بالآتی: الإهتمام بالتنشئة الأسریة وذلک بالاعتماد علی الکتاب والسنة، ومراقبة برامج التلفاز من حیث المضمون والعمل علی إیجاد برامج هادفة، هذا بالإضافة علی تنظیم جلسات حواریة داخل الأسر، ترغب الأفراد فی طرح ما لدیهم من أفکار، وعدم إستخدام الخادمات فی البیوت إلا للضرورة.

ودراسة الهماش (2009م)(10) بعنوان "إستراتیجیة تعزیز الأمن الفکری"، وهدفت هذه الدراسة إلی تحدید الخصائص الذاتیة للأمن الفکری الرشید ومقوماته الرئیسیة فی إطار الواقع المعاصر، بما یزیل کل لبس أو إلتباس فی المفاهیم ویرسخ القواعد والأصول، وتحدید طبیعة ودور الوسائط التربویة والعمل المؤسسی فی تعزیز الأمن الفکری باعتباره مشروعاً وطنیاً، وبناء إستراتیجیة تعزز الأمن الفکری تستند إلی الواقع وتستشرف المستقبل. وأستخدم الباحث المنهج الوصفی وقد أستخلص مجموعة من الأبعاد من أهمها:

1-      أن الرؤیة الإسلامیة لدی فئات الجماعات المتطرفة یشوبها خلط کبیر بین العقیدة والفکر وأن هذه الفئة هی أدوات الإرهاب ووقوده ومحرقته.

2-      لقد ساعد علی عدم وضوح الرؤیة لدی هذه الفئة مجموعة العوائق النفسیة التی أستخدمت فی ترویض عقولهم کترویض الحیوانات الکاسرة، فلم یجرؤ أحدهم علی إمعان النظر التحلیلی فی نصوص دینه بالقدر والعمق المطلوب، ووقعوا تحت السیطرة والطاعة العمیاء فی تنفیذ کل ما یطلب منهم القیام به.

وقد أوصی الباحث بالآتی: أن یتم التعامل مع ظاهرة الإنحراف الفکری بإعتبارها واقعاً معاصراً فرض علینا ولا مفر منه، والإستمرار فی تطبیق منهج المناصحة والرعایة وتقویم النتائج بطریقة موضوعیة وذلک لتحقیق الفعالیة العالیة.

دراسة الأشقر (2010م)(11) بعنوان "دور الأنشطة الطلابیة غیر الصفیة فی تعزیز المن الفکری نحو بناء نموذج تربوی لتعزیز الأمن الفکری فی المرحلة الثانویة"، وهدفت هذه الدراسة إلی تنفیذ العدید من الأنشطة والبرامج والمشاریع التربویة المختلفة التی تعنی بالأمن الفکری لحمایة أبنائنا الطلاب من الوقوع ضحایا للإنحرافات الضالة وتعزیز أمنهم الفکری، وقد أستخدم الباحث المنهج الوصفی، ومن أهم النتائج التی توصل إلیها:

قلة البرامج التی تعزز الأمن الفکری، وأن یعمل المدیرون والمعلمون علی ترسیخ منهج الوسطیة والإعتدال، وأن تعمل الأنشطة الطلابیة علی نشر ثقافة التسامح بین الطلاب، وأن من أبرز المعوقات التی تؤثر فی دور الأنشطة الطلابیة نحو تعزیز الأمن الفکری ضعف الحوافز المشجعة، وکثرة الأعباء علی المعلم، وضعف المخصصات المالیة لممارسة الأنشطة الطلابیة غیر الصفیة.

دراسة الأتربی (2011م)(12) بعنوان "دور الجامعة التربوی فی تحقیق الأمن الفکری لطلابها" (تصور مقترح)، هدفت هذه الدراسة التعرف إلی ماهیة الأمن الفکری وبیان أبرز التحدیات التی تواجه الجامعة فی تحقیق الأمن الفکری، والإفادة من إیجابیات العولمة فی تحقیق أمننا الفکری، ومکانة الجامعة من تحقیق الأمن الفکری، ووضع تصور مقترح لدور الجامعة التربوی فی تحقیق الأمن الفکری لطلابها، وأستخدمت الدراسة المنهج الوصفی، وبلورت الدراسة تصوراً مقترحاً لدور الجامعة التربوی فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلابها وأوصت ببعض التوصیات والمقترحات العامة التی یجب الأخذ بها لتحقیق الأمن الفکری فی عصر العولمة منها:

-        دراسة علمیة دقیقة لمعوقات تحقیق الأمن الفکری ووضع أسس وقواعد التعامل                   السلیم معها.

-        التأکید علی الهویة الثقافیة للمجتمع وغرس التمسک بالهویة الوطنیة للشباب وتربیتهم وعلی تحمل المسئولیة، هذا بالإضافة إلی غرس القیم الدینیة والروحیة فی مقابل القیم المادیة للعولمة، واستحداث فقه التعامل مع تحدیات الأمن الفکری فی عصر العولمة وبأنه فکر الواقع وأولویات، قادر علی تغییر الواقع واستشراف المستقبل.

دراسة الجوارنة (2011م)(13) بعنوان "الأمن الفکری وتطبیقاته التربویة فی البلاد الإسلامیة العربیة"، دراسة تحلیلیة، وهدفت هذه الدراسة إلی توضیح الأمن الفکری من خلال مفهومه وأهدافه ومظاهره، والعوامل المؤدیة إلی الإنحراف الفکری، وکیفیة تطبیق الأمن الفکری داخل المؤسسات التربویة من خلال المعلم والمنهج والإدارة المدرسیة. وقد أستخدم الباحث المنهج الوصفی وتوصل إلی مجموعة من الإستنتاجات من أهمها:

-        الأمن هو إطمئنان الإنسان علی دینه ونفسه وعقله وأهله وماله وسائر حقوقه وعدم خوفه فی الحاضر والمستقبل.

-        أن التربیة الإسلامیة المنبثقة من القرآن الکریم وسنة الرسول صلی الله علیه وسلم هی الوسیلة المثلی لتعزیز الأمن الفکری ومحاربة الإنحراف.

-        أن الأمن الفکری مسئولیة إجتماعیة تقع علی عاتق جمیع المؤسسات                   الإجتماعیة المختلفة.

-        یهدف الأمن الفکری إلی إیجاد جیل من الشباب یملک القدرة علی وزن الأمور بموازین النقد والتمییز والفرز والتمحیص.

-        للمؤسسات التربویة الدور الأبرز فی توعیة الطلبة بمخاطر الإنحراف الفکری وتوضیح مفهوم الأمن الفکری.

دراسة محمد (2013م)(14) بعنوان "دور الجامعة فی تفعیل الأمن الفکری التربوی لطلابها" دراسة میدانیة، وهدفت هذه الدراسة التعرف علی دور المقررات الدراسیة فی تعزیز مفهوم الأمن الفکری لدی طلاب الجامعات من خلال وجهة نظر هیئة التدریس والطلاب بها. وأستخدم الباحث المنهج الوصفی ، وأکدت نتائج الدراسة أن هناک قصوراً واضحاً فی أداء أعضاء هیئة التدریس فی مساعدة الشباب والطلاب علی تمییز النافع والضار من الثقافات والتیارات الفکریة الوافدة وتحذیر الطلاب منها وتبصیرهم بحقیقة الفکر المنحرف وکشف الأسالیب الإجرامیة للخارجین علی قیم المجتمع ومعاییره.

کما أکدت أیضاً أن المناهج التی وضعها أعضاء هیئة التدریس لم تکن بالصورة الکافیة فیما یتعلق بإحتوائها للمفاهیم والأفکار المتعلقة بالأمن الفکری، وأن دور أعضاء هیئة التدریس ترکز علی الجانب المعرفی أکثر من الجانب التشخیصی الذی یقیم الحالات ویقترح الحلول والعلاج.

دراسات أجنبیة:

دراسة کول Call (2004م)(15) بعنوان "الأمن الفکری وعلاقته بمکانتهم المعرفیة فی حجرات الدراسة بالکیة" ومن خلال هذه الدراسة تم طرح عدة أسئلة ترتبط بتعریف الأمن الفکری والعناصر الضروریة لإیجاد بیئة آمنة فکریاً ومدی تأثر مفاهیم الأمن الفکری بالمکانة المعرفیة، والخلفیة الثقافیة کما عرفها باکستر ماجولدا.

وقد أوضحت الدراسة أن العینة من الطالبات المشترکات قد أنحدرن من کلیات دینیة، وربما أثرت هذه الخلفیة علی تعریفهن للأمن الفکری، ولذا أوصت الدراسة بضرورة تطبیق الدراسة علی عینة مختلفة.

دراسة وین ، جوزیتی Guzzetti & Wayne (2004م)(16) بعنوان "فحص الأمن الفکری فی قاعات دراسة العلوم"، وهدفت هذه الدراسة التعرف علی مدی تأثر مفاهیم التلامیذ عن الأمن الفکری بالاختلافات الخاصة بالجنس وذلک من خلال النشاط التعلیمی، وأستخدمت الدراسة المنهج الوصفی، وقد أوضحت النتائج أن المعلمین لم یکونوا واعین بمتطلبات الجنس، رغم أن الطلاب من الجنسین کانوا واعین بهذه المتطلبات، وتوجد تقاریر علی وجود نماذج لغویة مختلفة للذکور والإناث.

دراسة کول ، کارولین Call, Carolyne (2007)(17) بعنوان "مفهوم الأمن الفکری لدی الطلاب والعناصر التی یجب توافرها لتحقیق بیئة آمنة فکریاً، من وجهة نظرهم، وقد شملت العینة طلاب من مرحلة البکالوریوس والدراسات العلیا، وقد طبقت علی أفراد العینة إستبانة عما یعتقدون أن البیئة آمنة فکریاً أو غیر آمنة فکریاً لوضع أسس تعریف الأمن الفکری. ومن أهم النتائج التی تم التوصل إلیها التأکید علی إنعکاسات أعضاء هیئة التدریس علی الممارسات الطلابیة، وأثرها علی الأمن الفکری، وأقترحوا دراسة أوسع علی عینات أخری من الطلاب.

دراسة جوش ستمبینهورست Josh Stumpenhorst (2014م)(18) بعنوان "کیف تجعل بیئة فصلک آمنة فکریاً للطلاب" ، نظراً لإختلاف أسالیب التدریس التی یستخدمها المعلمون فی الفصول المختلفة، لذلک فالطلاب یتصرفون بطرق مختلفة طبقاً لذلک وبملاحظة العدید من المعلمین أثناء التدریس والمناقشات التی تجری بینهم وبین الطلاب، أن الطلاب قد یتحاورون بحریة ویعبرون عن آرائهم وما یرغبون فی عمله ویتحملون نتائج هذه المشارکات لأنهم یشعرون بالأمن الفکری فی البیئة التعلیمیة داخل الفصل، وفی أحیان أخری یرفضون المشارکة وقد یعتقد المعلمین أنهم لا یشارکون نظراً لخجلهم ، ولکن الحقیقة أنهم لا یشعرون بالأمن الفکری فی بیئة الفصل ولهذا یجب علی المعلمین أن یحرصوا علی أن تکون بیئة الفصل معززة للأمن الفکری.

التعلیق علی الدراسات السابقة:

تناولت بعض الدراسات السابقة دور المؤسسات التربویة فی الوقایة من التطرف ومقاومة الإرهاب والعنف وتحقیق الأمن الفکری مثل دراسة البرعی (2002م)، والحارثی (2008م)، والربعی (2009م)، والشریفین (2009م)، والهماش (2009)،                   والأشقر (2010م).

وقد توصلت هذه الدراسات إلی أهمیة الدور الذی تؤدیه المؤسسات التربویة فی الوقایة من التطرف والإرهاب وتحقیق الأمن الفکری لأنها خط الدفاع الثانی بعد الأسرة وأن أصحاب الفکر المتطرف یرون أنهم الوحیدون القادرون علی فهم الحقائق وأنهم یحملون توجهات عقدیة وفکریة تؤکد ما لدیهم من قناعات ولا یرغبون فی التنازل عنها وأن الغالبیة منهم قد مروا بالتجربة الأفغانیة وخضعوا لتدریب عسکری مکثف وتلقوا دروساً إیدیولوجیة ذات محتوی تهدف إلی إقصاء الآخرین وتکفیرهم. هذا بالإضافة إلی أن الأمم جمیعاً لدیها غلاة ومتطرفون، حیث أنها مشکلة عامة، وأن الإسلام برئ منها وأن التطرف لم یأت من فراغ بل إن هناک أسباب أسهمت فی تشکیله بعضها اقتصادی وبعضها إجتماعی وبعضها أسری وبعضها ناتج عن القهر والظلم الذی یمارس ضد المسلمین، وبعضها یعود إلی الضعف فی فهم النصوص الشرعیة وأن هناک أکثر من نوع من أنواع التطرف بعضها فکری وبعضها اعتقادی وبعضها سلوکی.

وأوصت تلک الدراسات بأن علماء الأمة یجب أن یقوموا بتوضیح القضایا التی تشغل بال الناس وإزالة ما یعتریها من لبث وذلک من خلال معالجتها بالفکر الإسلامی المستنیر، وأن یقتصر إصدار الفتاوى علی الراسخین فی العلم من العلماء والفقهاء ممن عرف عنهم الخیر والصلاح.

دراسة کول (2004م)، ودراسة وین وجوزینی (2004م)، ودراسة کول (2007م)، ودراسة جوین (2014م) فقد أتفقت هذه الدراسات علی أهمیة وجود تعاون مستمر لجمیع أفراد المجتمع ومؤسساته حیث أصبح الأمن قضیة مشترکة یجب أن تسهم فیها جمیع مؤسسات المجتمع الرسمیة وغیر الرسمیة من أجل الحفاظ علی الأمن الشامل بما فیها الأمن الفکری، وأشارت بعض الدراسات إلی علاقة الإنحراف الفکری بالإرهاب وأهم الأسباب التی أدت إلی ظهور الغلو فی التفکیر.

وقد تطرقت بعض تلک الدراسات إلی تحدید بعض المعوقات والصعوبات التی تواجه المؤسسات التعلیمیة والتربویة وباقی مؤسسات المجتمع وتحد من قیامها بالدور المأمول منها ضمن دورها الأمنی الشامل، مؤکدة علی أهمیة دور المؤسسات التربویة فی مجال التوعیة الأمنیة.

خطوات السیر فى الدراسة:

أولاً: تشمل خطة الدراسة، الإطار العام للدراسة الذی یشمل مشکلة الدراسة وأهمیتها وحدودها ومنهج الدراسة وأدواتها ومصطلحات الدراسة والدراسات السابقة وخطة الدراسة.

ثانیاً: الإطار النظری للدراسة ویشمل:

أ – الإنحراف الفکری وأسبابه.

ب- الأمن الفکری وأهمیته ومراحله.

ﺠ - دور التربیة فی تحقیق الأمن الفکری بصفة عامة وفی الجامعة وکلیة التربیة                بصفة خاصة.

ثالثاً: إجراءات الدراسة المیدانیة وتشمل:

أ – تحدید عینة الدراسة.

ب- أدوات الدراسة: إعداد إستبانة للتعرف علی آراء الطلاب حول دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدیهم.

ﺠ - المعالجة الإحصائیة للنتائج.

د – تفسیر النتائج.

 رابعاً: خلاصة النتائج والتصور المقترح لتفعیل دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلابها.

 ثانیاً: الإطار النظری للدراسة:

         یتضمن الإطار النظری للدراسة الإجابة عن التساؤلات التالیة:

أ – ما مفهوم الإنحراف الفکری وأسبابه؟

ب- ما مفهوم الأمن الفکری وأهمیته ومراحل تحقیقه؟

ﺠ- ما واقع الدور الذی تقوم به کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلابها من خلال وظائفها التعلیم والبحث العلمی وخدمة المجتمع؟.

أ – مفهوم الإنحراف الفکری وأسبابه:

تناقش الباحثة مفهوم الإنحراف الفکری وأسبابه فیما یلی:

* مفهوم الإنحراف الفکری:

أمر الله سبحانه وتعالی المسلمین بالإستقامة فی قوله تعالی (فَاسْتَقِمْ کَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَکَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ) (سورة هود: آیة 112). فالإنحراف فی           الإسلام ضد الإستقامة. وقد أمر الرسول صلی الله علیه وسلم المسلمین بالإستقامة، فعن سفیان بن عبد الله الثقفی قال: قلت: یا رسول الله قل فی الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدک. قال: "قل آمنت بالله ثم أستقم" (رواه النیسابوری، مسلم بن الحجاج، حدیث رقم : 11489، ج6: 458)19.

وقد ذکر الإنحراف فی القرآن الکریم بمعنی (المیل) فی قوله تعالی: (وَاللَّهُ یُرِیدُ أَنْ یَتُوبَ عَلَیْکُمْ وَیُرِیدُ الَّذِینَ یَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِیلُوا مَیْلاً عَظِیمًا) (سورة النساء: آیه 27) کما ورد فی الکتاب والسنة بکلمات أخری: کالإجرام ، والظلم، والعصیان، والفسوق.

وکما سبق القول أن الإسلام جعل الضرورات الخمس من أهم مقاصد التشریع وأمر بالمحافظة علیها حتی لا یعرض أفراد المجتمع للخطر فی دینهم، وعقولهم، وأموالهم، وأبدانهم، وأعراضهم، لیس هذا فحسب بل إن الأفراد المنحرفین ینالون من جزاء إنحرافهم أضراراً عظیمة فی الدنیا والآخرة.

والإسلام دین الوسطیة حیث نهی عن الإنحراف الفکری بأنواعه، ودعا إلی الإیمان بالله وحده وترک الشرک والکفر والإلحاد، وتصحیح العقیدة بما یتفق مع تعالیم الدین الإسلامی، ونهی عن التطرف أو تحکیم الهوی فی الاستدلال بالنصوص الشرعیة، ودعا إلی الاعتدال فی جمیع المجالات وتوجد نصوص کثیرة تدلل علی ذلک فی القرآن الکریم والسنة لا یتسع المجال لذکرها ویمکن الرجوع إلیه.

ونظراً لاختلاف القیم والمعاییر والمعتقدات الدینیة والإجتماعیة السائدة من مجتمع لآخر، فإن الإنحراف الفکری یعد مفهوماً متغیراً ونسبیاً فما یعد إنحرافاً فی مجتمع ما قد لا یعد کذلک فی مجتمع آخر. ولذلک فأسباب الإنحرافات الفکریة تختلف تبعاً للثقافة التی ینشأ فیها هذا بالإضافة إلی نوع الإنحراف وزمانه ومکانه. ولذلک یری بعض الباحثین أن الفکر المنحرف هو "ذلک النوع من الفکر الذی یخالف القیم الروحیة والأخلاقیة و الحضاریة للمجتمع ویخالف الضمیر المجتمعی، وهو ذلک النوع من الفکر الذی یخالف المنطق والتفکیر السلیم ویؤدی إلی ضرب وحدة وکیان المجتمع" (20: 13).

ویری باحثین آخرین أن الفکر المنحرف هو "التوجهات والاعتقادات التی یعتنقها بعض الشباب فتجعلهم ینظرون لمن خالفهم علی أنه کافر مستحل الدم والمال، سواء کان فرداً أو جماعة، حکاماً أو محکومین" (21: 4). وتتبنی الباحثة هذا التعریف فی                      هذه الدراسة.

لقد أصبح الإرهاب مصدراً للفزع والخوف لمعظم الدول، خاصة تلک الدول التی عانت من موجات الإرهاب مثل مصر التی تعرضت للعدید من الأعمال الإرهابیة ومازالت تعانی مما تقترفه هذه الفئة الضالة من الإرهابیین من سفک الدماء وتدمیر الممتلکات تحت دعاوی باطلة نسبوها بهتانا وزورا إلی الدین.

* أسباب الإنحراف الفکری:

تری البرعی (2002م) أن أسباب العنف فی المجتمع المصری هی: ضعف الوازع الدینی، ضعف المؤسسات الدینیة، ضعف دور الأسرة فی الحیاة المعاصرة وهو ما یؤثر سلباً فی التسامح بین الفئات، وغیاب القدوة الصالحة فی الجامعة وخارجها، ووجود البطالة بین خریجی الجامعات، وغیاب العدالة الإجتماعیة، والظروف الإقتصادیة الاجتماعیة أو تدنی المستوی الإجتماعی الإقتصادی مع البطالة کلها ظروف قد تدعو الشباب للیأس والإنجراف وراء أی أفکار أو معتقدات خاطئة علی أیدی مجموعة من الغلاة لا علم لهم یعتدون بآرائهم ویحرمون العلم النافع ویصدرون الفتاوی بغیر علم مما یؤدی إلی قصور فی فهم نصوص الإسلام وتعالیمه دون الرجوع إلی أسس الدین الصحیحة المستمدة من علماء الأزهر الشریف (22: 90).

وتری الباحثة أنه فی الآونة الأخیرة أنتشرت فی الفضائیات بعض القنوات الدینیة أعتلی منابرها من لا علم لهم وکثرت فتاواهم علی الرغم من أنهم لیس لهم حق الفتوی، هذا بالإضافة إلی استخدام الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعیة لبث الأفکار التکفیریة التی قد تقنع بعض الشباب بالإنضمام إلیهم.

وتفید الإحصائیات أن 90% ممن جندوا من الأوروبیین فی داعش، 50% من المصریین والعرب تم تجنیدهم من خلال مواقع التواصل الإجتماعی (23).

ب – الأمن الفکری مفهومه وأهمیته ومراحل تحقیقه:

فیما یلی تناقش الباحثة مفهوم الأمن الفکری:

* مفهوم الأمن الفکری:

لقد کرم الله سبحانه وتعالی الإنسان بالعقل الذی یعد مناط التکلیف وعلمه عن طریق الأنبیاء والرسل حتی یحسن الإختیار والتمییز بین الغث والثمین من الأفکار والمعلومات التی تصل إلیه، وبذلک یتحقق له الأمن الفکری. ونظراً للثورة المعلوماتیة، وتطور وسائل الإتصال والمواصلات وسهولة الانتقال الثقافی عبر شبکات الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعی وما نتج عن ذلک من غزو فکری وثقافی یهدد الأمة الإسلامیة فی أمنها وإستقرارها وعقیدتها، نظراً لتبنی الجماعات التی تدعی أنها إسلامیة أفکاراً غیر صحیحة ولیست من الإسلام فی شئ نتیجة لاختلال فی الأمن الفکری لتلک الجماعات.

ویعرف الأمن الفکری بأنه "سلامة فکر الإنسان من الإنحراف أو الخروج عن الوسطیة والاعتدال فی فهمه للأمور الدینیة والسیاسیة والإجتماعیة مما یؤدی إلی حفظ النظام العام وتحقیق الأمن والطمأنینة والإستقرار فی الحیاة السیاسیة والإجتماعیة والإقتصادیة وغیرها من مقومات الأمن الوطنی" (24: 46).

والإسلام الوسطی المعتدل یربی أبنائه علی التمسک بالقیم الإسلامیة الوسطیة المعتدلة لتحقیق أهداف الرسالة الإسلامیة فی بناء إنسان صالح ومجتمع وأمة صالحة، وعلی توطید الأمن الفکری وذلک بتحصین الإنسان فکریاً وحمایته مما قد یتعرض له من أفکار أو معتقدات غریبة وذلک من خلال المؤسسات التی تقوم بعملیة التنشئة الإجتماعیة کالأسرة والمؤسسات التربویة، والمؤسسات الدینیة ووسائل الإعلام ، قال الله تعالی: (هُوَ الَّذِی بَعَثَ فِی الأُمِّیِّینَ رَسُولاً مِنْهُمْ یَتْلُو عَلَیْهِمْ آیَاتِهِ وَیُزَکِّیهِمْ وَیُعَلِّمُهُمْ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ وَإِنْ کَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِی ضَلاَلٍ مُبِینٍ) (سورة الجمعة: آیة 2).

وقد أکد لنا رسول الله صلی الله علیه وسلم أهمیة الأمن فی الحدیث "لا یشیر أحدکم علی أخیه بالسلاح فإنه لا یدری لعل الشیطان ینزغ فی یده فیقع فی حفرة من النار" (صحیح البخاری، حدیث 6661، ج 6/2592)(25).

وتعرف الباحثة الأمن الفکری بأنه "هو سلامة أفکار ومعتقدات الإنسان الدینیة والسیاسیة مما قد یشکل خطراً علی نظام الدولة وأمنها وهذا یؤدی إلی الإرتقاء بفکره ویحقق أمانه الشخصی والذی ینعکس علی مجتمعه بالإستقرار والأمن فی جمیع مجالات الحیاة السیاسیة والإجتماعیة والإقتصادیة والتعلیمیة وغیرها".

وتری الباحثة أن تحقیق الأمن الفکری هو صمام الأمان الذی یحمی أفراد المجتمع من أی إنحراف فکری أو سلوکی، وتتضح أهمیة دور کلیة التربیة فی إعداد المعلم إعداداً تربویاً سلیما مبنی علی العقیدة الإسلامیة حتی یمکنه أن یؤدی دوره بنجاح فی تربیة النشء بالتالی علی نفس الأسس العقدیة السلیمة للإسلام وأن یکون قدوة صالحة لتلامیذه مما یحصنهم ضد الإنحراف الفکری أو السلوکی، وبذلک یحقق للمجتمع وللوطن الأمن والإستقرار فی جمیع المجالات. ولغرض هذه الدراسة قامت الباحثة بتعریف الأمن الفکری تعریفاً إجرائیاً تم ذکره سابقاً فی الإطار العام لخطة الدراسة. وتناقش الباحثة فیما یلی أهمیة الأمن الفکری لتقدم الأمم وأمنها وإستقرارها.

* أهمیة الأمن الفکری:

یعد الأمن بمفهومه الشامل مطلباً رئیسیاً للأمم وأساس أمنها وإستقرارها واطمئنانها، والأمن الفکری هو بمثابة الرأس من الجسد لصلته الوثیقة بهویة الأمة وشخصیتها الحضاریة فهو لب الأمن ورکیزته الکبری لأن الناس إذا إطمأنوا علی قیمهم ومثلهم ومعتقداتهم ومبادئهم فقد تحقق الأمن لدیهم فی أسمی صوره وأجلی معانیه (26: 50).

وبمعنی آخر أن الإختلال فی الأمن الفکری سیؤدی إلی الاختلال فی جوانب الأمن الأخری وینتج عنه إنحرافات سلوکیة تهدد أمن وإستقرار المجتمع من أبرزها الإرهاب والعنف ولذلک فرفع الوعی الأمنی ضرورى للحفاظ علی مقدرات الأمة ومنجزاتها.

کما تتضح أهمیة الأمن الفکری من أهمیة العقل البشری الذی میز الله به الإنسان علی سائر المخلوقات وزوده بالقدرة علی التفکیر والإبداع والتحلیل والنقد والتقویم والتقریر، والقدرة علی التمییز بین الخطأ والصواب وحریة الإختیار لما ینبغی القیام به من تصرفات أو أعمال أو یجب إتخاذه من قرارات.

وقد أشار بعض الباحثین بالإضافة إلی ما سبق ذکره من أهمیة الأمن الفکری ومدی الحاجة إلیه تعود إلی الإعتبارات التالیة (27: 5-7):

1-      أن الضرر المتوقع من الإخلال بالأمن الجنائی أو إنتهاک الأعراض أو الأموال یکون محدوداً بمن وقع علیه الضرر أما الإخلال بالأمن الفکری فإنه یتعدی کل شرائح المجتمع علی إختلاف مستویاتها.

2-      أن الغزو الفکری للعقول یحتاج إلی حراسة کل عقل وحمایته من الإختراق قدر الإمکان وهذا یوسع المسئولیة، کما أن الأمن الفکری هو مسئولیة کل فرد، حتی ولو کانت تلک المسئولیة متعلقة بذاته.

3-      أن الأمن الفکری یتطلب التمییز بین الضار والصالح للأمة وتقدیر ذلک لا یدرکه إلا المؤهلون علی طلب الحکمة التی هی ضالة المؤمن، ولذلک فالإخلال بأمن الأمة قد یکون بأیدی بعض أبنائها أو بأیدی الأعداء المباشرین ولا یکون قیامهم بهذا العدوان واضحاً وضوح العدوان المادی.

هذا بالإضافة إلی أنه بتحقیق الأمن الفکری یمکن القضاء علی الإنحراف الفکری ومحاربة الجماعات المتطرفة التی تهدف إلی إضعاف الإنتماء، والولاء للوطن وتشویه الرموز الوطنیة وبث الشائعات ضدهم، وإضعاف الحکومات والنیل من مکانتها وهیبتها، وإضفاء صبغة البطولة علی القائمین بالعنف (28: 52). لیس هذا فحسب بل أیضاً هؤلاء الأرهابیون یقومون ببث أفکارهم للشباب نظراً لإبتعاد هؤلاء الشباب عن العلماء والمثقفین ولذلک فکثیر من هؤلاء الشباب أتسمت تصرفاتهم بالتطرف وهم فی أشد الحاجة إلی مرشد یأخذ بأیدیهم ویفسر لهم علم الشریعة وفقهها. وبذلک یقضی علی الإنحراف الفکری ویحقق الأمن الفکری لهؤلاء الشباب.

* مراحل تحقیق الأمن الفکری:

حیث أن الإنحراف الفکری قد یکون فردیاً أو جماعیاً وعلی الرغم من خطورة الإنحراف الفکری الجماعی إلا أن هذا لا یقلل من أهمیة مواجهة الإنحراف الفکری الفردی لأنه إما أن یدفع الفرد للإنضمام للجماعات المنحرفة أو تکوین جماعة جدیدة تساعد هذا الفکر المنحرف، وسواء کان الإنحراف الفکری فردیاً أو جماعیاً فإن مراحل تحقیق الأمن الفکری هی: مرحلة الوقایة، مرحلة المناقشة والحوار، مرحلة التقویم، ومرحلة المساءلة القانونیة، ومرحلة العلاج، وفیما یلی عرض موجز لهذه المراحل (29: 54):

1 – مرحلة الوقایة من الإنحراف الفکری:

تقع مسئولیة الوقایة من الإنحراف الفکری علی المؤسسات التی تشارک فی عملیة التنشئة الإجتماعیة علی أن یتم ذلک وفق خطط مدروسة بعنایة فائقة تحدد فیها الأهداف، وتوفر لها الإمکانات المادیة والبشریة، وتحدد إجراءات العمل والتنفیذ، وتحدد الجهات أو الأفراد المسئولین عن مراقبة التنفیذ، وتقویم النتائج، والتغذیة الرجعیة لتصحیح مسار العمل. ولکی تنجح هذه الخطط یجب أن توضع فی ضوء ظروف المجتمع الإجتماعیة والثقافیة، والإقتصادیة والسیاسیة، هذا بالإضافة إلی أن تکون الخطط مرنة تسمح بالتغییر والتعدیل وتضع فی الإعتبار أی تغیرات مستقبلیة، ولا تقتصر الوقایة من الإنحراف الفکری علی المؤسسات الرسمیة فقط بل یمکن أن تشارک فیه جمیع المؤسسات الرسمیة وغیر الرسمیة مع مراعاة التکامل فی الجهود المبذولة وفق الخطط المعدة جیداً.

2 – مرحلة المناقشة والحوار:

إذا لم تنجح جهود الوقایة فی منع وصول الأفکار المنحرفة إلی بعض الأفراد سواء کان مصدر هذه الأفکار من جماعات فی الداخل أو مصدرها من الخارج خاصة فی هذا العصر وما فیه من وسائل اتصال حدیثة قد یصعب مراقبتها حتی للآباء فی محیط الأسرة، ویترتب علی ذلک انتشار هذه الأفکار واستقطاب عدد أکبر من الشباب حیث هم الفئة المقصودة، وتتوقف درجة انتشار هذه الأفکار ونموها علی یقظة الأجهزة الأمنیة والدینیة، والآباء والأمهات، وذلک لسرعة التدخل من علماء الدین والمفکرین والباحثین وعمل لقاءات حواریة مباشرة مع معتنقی هذه الأفکار وتوضیح خطورتها وتعریفهم بالصحیح من أمور العقیدة والشریعة بهدف القضاء علی هذه الأفکار الهدامة وإعادة هؤلاء الشباب المضللین إلی مبادئ الصواب. وفی مصر تمت مراجعة العدید من أفراد هذه الجماعات فی حقبة الثمانینیات عقب إغتیال الرئیس محمد أنور السادات وقتل جنود الأمن المرکزی فی أسیوط، وما أعقبها من اغتیالات لرجال الشرطة وتفجیرات استهدفت منجزات الوطن وقتلت المواطنین الأبریاء وروعتهم. وتؤکد الباحثة هنا علی أهمیة زعزعة جذور الإنحراف الفکری فی نفوس أصحابه حتی لا یرتدوا إلیه مرة أخری.

3 – مرحلة التقویم:

عقب مرحلة الحوار تقوم الجهات المسئولة بقیاس هذه الأفکار المنحرفة وخطورتها وما قد یترتب علیها من أعمال إرهابیة، وذلک لأن الحوار قد لا ینجح فی إقناع بعض هؤلاء المنحرفین للعدول عن إنحرافهم، ولذلک طبقاً لهذا التقییم تقوم الجهات المعنیة بتحدید ما یلزم إتخاذه لتقویم هذا الإنحراف طبقاً للأنظمة الشرعیة ومحاولة تصحیح هذا الفکر بکل الوسائل الممکنة.

4 – مرحلة المحاسبیة والمسائلة القانونیة:

إذا لم تنجح عملیة الحوار والمناقشة، ومحاولات تقویم الفکر المنحرف فی إقناع هؤلاء الأفراد المنحرفین فکریاً للعدول عن إنحرافهم، فلا یمکن أن یترک هؤلاء الأفراد بدون مسائلة أو محاسبة علی ما أقترفوه من جرائم فی حق مجتمعهم، وترویع المواطنین الأبریاء، وتخریب منجزات الوطن، وقتل الأبریاء واستهداف رجال الشرطة والجیش حماة أمن مصر فی الداخل والخارج بهدف إشاعة الفوضی فی البلاد وعرقلة الإستقرار. ولذلک تتم مواجهتهم ومحاسبتهم من الأجهزة الأمنیة الرسمیة المنوط بها تطبیق القوانین وصولاً للقضاء الذی یتولی إصدار الأحکام القانونیة فی حق من أرتکبوا هذه الجرائم لحمایة الوطن من أعمالهم الإجرامیة، ولمنعهم من نشر أفکارهم المنحرفة وضم المزید من الأتباع مما قد یسبب کارثة أمنیة وإجتماعیة حیث قد یتفاقم الأمر وتصعب معالجته ویکبد الوطن خسائر بشریة ومادیة أکبر.

 

 

5 – مرحلة العلاج والإصلاح:

فعلی الرغم مما إرتکبه أعضاء الجماعات الإرهابیة من جرائم، إلا أنهم أبناء هذا الوطن المضللین فکریاً ، والوطن فی حاجة إلی سواعد أبنائه کل منهم یمثل لبنة فی بناء هذا الوطن، فلا یمکن أن یترکوا هکذا منحرفین فکریاً ویقضون مدة العقوبة ویخرجون إلی المجتمع مواطنین هامشیین لا یمکنهم حتی مساعدة أنفسهم، وقد یمثلوا خطورة مرة أخری علی المجتمع، وهذا ما تشیر إلیه الأحداث حالیاً إذ إنضم بعض أفراد الجماعة الإسلامیة إلی من یقومون بالتخریب والقتل فی هذه الأیام. ولذلک فی هذه المرحلة یکثف الحوار فی أماکن اعتقال هؤلاء الأشخاص مع العلماء والمفکرین مستندین إلی الأدلة والبراهین من کتاب الله وسنة رسوله صلی الله علیه وسلم حتی یتم إقناعهم ورجوعهم عن هذه الأفکار المنحرفة، وکما سبق ذکره فقد نجحت المراجعات الفکریة لدی زعماء الجماعات المصریة المعتقلة و أصدرت کتبها التی تحمل مراجعتها الشهیرة.

کما نجحت المملکة العربیة السعودیة أیضاً فی هذا المجال، وتم بث هذه المراجعات الفکریة عبر وسائل الإعلام وأعلن بعض رموز هذه الجماعة المنحرفة العدول عما کانوا علیه من خطأ وأعلنوا صراحة خطأ نهجهم ودعوا غیرهم إلی ذلک (30: 56).

ﺠ - دور التربیة بصفة عامة والجامعة وکلیة التربیة بصفة خاصة فی تحقیق الأمن الفکری:

تناقش الباحثة دور التربیة بصفة عامة وکلیة التربیة بصفة خاصة فی تحقیق الأمن الفکری للطلاب لمواجهات التحدیات التی یواجهها المجتمع بعد ثورتی 25 ینایر ، 30 یونیو وما ترتب علی ذلک من تغیرات ومشکلات وذلک بتدریبهم علی التکیف لهذه المتغیرات وإکسابهم المرونة والقدرة علی مسایرة العصر وذلک للإجابة عن التساؤل ما واقع الدور الذی تقوم به کلیة التربیة لتحقیق الأمن الفکری لد طلابها؟

1 – دور التربیة فی تحقیق الأمن الفکری:

ویقصد بالتربیة هنا بمفهومها الواسع الذی یشمل التعلیم والتعلم وتنمیة الشخصیة وتأهیل الفرد من أجل تلبیة مطالب مجتمعه وعالمه والتی تعد مسئولة عن حضارة المجتمع أیضاً بإعتبارها المحصلة الجامعة لمعارف أبنائه التی وهبتها إیاهم التربیة. ویشهد التاریخ قدیمه وحدیثه علی محوریة التربیة فی صنع الإنسان وبناء المجتمع وقیمة الإنسان هی حصاد معارفه (19: 46). ونظراً للتغیرات العصریة المتلاحقة السریعة تزداد أهمیة التربیة لمساعدة البشریة علی مواجهة التحدیات الجسام التی فرضتها الثورة المعلوماتیة والتکنولوجیة " والتی تتطلب ثورة إجتماعیة شاملة علی جمیع الأصعدة وثورة التربیة کما قیل – هی شرط لکل ثورة" (31: 290).

وتری الباحثة أنه لیس لنا سوی التربیة مخرجاً لإنتشال أمتنا العربیة من أزمتها الراهنة ، فالتربیة هی الوسیلة لتنمیة شاملة وصامدة، ودرعنا الواقی ضد الغزو الثقافی فی هذا العصر، فقد بات رهاننا الوحید علی إبداع الإنسان العربی وقدرته علی تحمل المسئولیة الإجتماعیة إذا أحسنا تربیته وحققنا أمنه الفکری خاصة بعد أن أهدرنا الکثیر من مواردنا الطبیعیة والمادیة والبشریة والتی کانت ومازالت تکفی لإحداث نهضة عربیة شاملة.

والتربیة بحکم طبیعتها منظومة غایة فی التعقید سواء بسبب علاقتها المتشابکة مع المنظومات الإجتماعیة الأخری أم بسبب التدخلات بین عناصرها الداخلیة المعلم والمتعلم والمادة والمنهج، أو بسبب التناقض الجوهری فی صمیم ما تصبو إلیه من غایات فهی تسعی فیما یشبه المستحیل إلی أن تجمع بین تلبیة مطالب الفرد والمجتمع ، وبین تحریر الفرد وإطلاق قدراته وتنمیة إرادة التغییر لدیه، وبین أن تفرض علیه الإنضباط والإنقیاد من أجل سلام المجتمع واستقراره (32: 293).

وتری الباحثة أن نجاح المجتمع الإنسانی فی إحداث النقلة النوعیة لعصر المعلومات رهن بمدی نجاحه علی الصعید التربوی، کما یکمن حل معضلة مجتمع المعلومات فی التربیة، وذلک باستغلال الإمکانات الهائلة التی تتیحها تکنولوجیا المعلومات فی التربیة، شریطة تفهمنا لعملیة الإصلاح التربوی علی أنها ولیدة التفاعل بین التربیة والمجتمع والتکنولوجیا، فهل نأمل فی أن تنجح تکنولوجیا المعلومات فی علاج أزمتنا التربویة من الدروس الخصوصیة إلی تخلف الأسالیب المنهجیة، وزحمة الفصول، ونقص المعامل، وإعادة تأهیل المعلمین، وتنمیة القدرات الإبداعیة للمتعلمین، ومواجهة البطالة بین المتعلمین، ونزیف العقول... إلخ. وهل تنجح التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدی الفرد وکیف یتحقق ذلک؟

إن نجاح التربیة فی تحقیق الأمن الفکری وحل الأزمة التربویة یتطلب القضاء أولاً علی أسباب الأزمة التربویة والتی من أهمها:

  • غیاب فلسفة إجتماعیة تبنی علیها فلسفة تربویة واقعیة ومتماسکة خاصة مع هذا التشتت الثقافی، ونقص الوعی لدی معظم المثقفین للعدید من جوانب الأزمة التربویة التی تزداد تعقیداً وتشعباً یوماً بعد یوم.
  • الأسلوب المتبع فی ملء الفراغ التربوی بالإستعارة من الغرب، وأحیاناً نأخذ الفکرة ونقیضها دون أن یکون لخصوصیتنا دور کبیر ولم نقف منها موقفاً نقدیاً ولم نقرأ الشروط التی أحتضنت ولادتها (33: 28) ... إننا نستورد نظماً تربویة منزوعة من سیاقها الإجتماعی وإن جاز هذا فی الماضی، فهو یتناقض جوهریاً مع توجیه التربیة الحدیثة نحو زیادة تفاعلها مع بیئتها الإجتماعیة.
  • ندرة جهود التنظیر التربوی والترکیز علی المنهج علی حساب المحتوی، والوقوف عند حدود التحلیل الکمی فی تناول القضایا التربویة، وهذا لا یکفی خاصة وأن مجتمعاتنا العربیة ملیئة بالعدید من الأمور التی یتعذر قیاسها أو إخضاعها للتحلیل الإحصائی الدقیق علی الأقل فی ظل الظروف الراهنة.
  • الخلط بین الغایات والمقاصد والإجراءات والوقوف عند حدود العمومیات والمبادئ العامة التی لا خلاف علیها.
  • وأخیراً ولیس آخراً التشبث ببعض الأفکار البالیة من قبیل التمسک بأسالیب الحفظ والتلقین أو رفض مبدأ المساواة فی تعلیم الذکور والإناث لدی البعض منا               (34: 296).

2 – العملیات التی تعزز تنمیة الأمن الفکری:

تشیر نتائج الأبحاث إلی أنه توجد ثلاث عملیات أساسیة تدعم وتعزز تنمیة الأمن الفکری وهی: القدوة وتنمیة علاقات التعاون مع الآخرین ، تقبل وجهات النظر والحوار، تعلم مواجهة الصراع والحوار المتکافئ (35: 85).

 

* القدوة وتنمیة علاقات التعاون مع الآخرین:

فقد أثبت بیرمان شیلدون من الدراسة المسحیة التی قام بها عن المشارکة فی الخدمة العامة، والمشارکة السیاسیة أن نتائج الأبحاث التی قام بمسحها تشیر إلی أن تطوع الآباء ترک أثراً بالغاً علی تطوع الأبناء، وأن الأبناء الذین شارکوا فی الخدمة العامة ذکروا مواقف تدل علی القدوة الأخلاقیة الطیبة من الآباء، وأن عائلاتهم کان تعزز وتدعم قیم وأخلاقیات المشارکة فی خدمة الآخرین، هذا بالإضافة إلی وجود تأثیر قوی للآباء علی الاتجاهات السیاسیة للأبناء، وأن الأفراد الذین یهتمون بشدة بالسیاسة یأتون من عائلات تشارک فی الأنشطة السیاسیة وأن تنمیة علاقات الاهتمام بالآخرین أثناء المناقشات العقلیة للآباء مع أبنائهم حول القیم الأخلاقیة والصراع مع الآخرین ومشارکتهم فی قرارات الأسرة ووضع معاییر أخلاقیة عالیة یضمن قدوة عالیة للأبناء (36: 86).

والقدوة قد تأتی من شخص آخر غیر الوالدین یعرفهم الأفراد الذین یشارکون فی الخدمة العامة معرفة شخصیة ولاحظوا ما یقومون به من جهد ووقت فی العمل معهم مثل المعلمین، هذا بالإضافة إلی أن للمدرسة دوراً مهماً فی تنمیة الوعی السیاسی بما تتضمنه المناهج الدراسیة، وأن المدرسة التی تعزز مناخ مفتوح یشجع علی المشارکة تؤدی إلی إهتمام الطلاب بالمشارکة فی الأنشطة السیاسیة وتنمیة الشعور بالکفاءة وتعزز                       الأمن الفکری.

وتعزیز الأمن الفکری یمکن أن یتحقق أیضاً عندما یوجد تعاون وإخلاص فی جماعات الرفاق، حیث أن علاقات التعاون بین الأصدقاء تدعم الإحترام المتبادل والشعور بالترابط والتضامن ویولد الثقة والتعبیر عن الذات وتقبل المخاطر، وفی هذا المناخ المفتوح یقوم المشارکون بتبادل الآراء والنقد البناء ویقربون وجهات نظرهم ویتعاونون مع بعضهم علی مساعدة وحمایة بعضهم البعض لأنهم یهتموا بذلک.

* تقبل وجهات النظر والحوار:

إن تنمیة وتعزیز النمو الإجتماعی والأخلاقی من خلال المشارکة الأسریة والبیئیة والمدرسیة والدیمقراطیة، والعلاقات المبنیة علی التعاون والإحترام بین الأصدقاء قد ترجع إلی إتاحة الفرصة للمناقشة وتبادل الآراء وتتضمن المهارات الإجتماعیة وإحترام الرأی والرأی الآخر وتقبل الإختلاف والتنوع والإنفتاح للآراء الأخری وتقبلها عندما تأتی مخالفة للرأی الشخصی.

وقد وجد بیری Perry أن تعدد الآراء وإختلافها یدعم التربیة الأخلاقیة والفکریة، ففی دراسته لطلبة جامعة هارفارد وجد أن الطلبة فی بدایة حیاتهم الجامعیة تتمرکز أفکارهم حول العالم فی ثنائیات مثل (الخطأ والصواب، والخیر والشر) ویثقون فی وجود حلول صحیحة للمشاکل وأن المسئولین لدیهم هذه الحلول (37: 92). وفی سنوات الدراسة الجامعیة یواجهون العدید من وجهات النظر المتباینة، فیهتز إیمانهم بالسلطة المطلقة وینمو لدیهم تقدیر آراء الآخرین، ویتغیر تفکیر الطلاب للدرجة التی تجعلهم یفهمون أن المعرفة وهی نتاج بشری قابلة للتغیر، وأن إستمرار الحقائق نسبی، وأنه لا یمکن الهروب من تحمل المسئولیة ویصبحون قادرین علی تحمل المسئولیة الأخلاقیة لآرائهم وفی نفس الوقت یقدرون الأختلاف فی الرأی ویتقبلوه (38: 90).

ویری سعید إسماعیل أن الناس یناقشون وجهات نظرهم فی المشاکل الأخلاقیة بالحوار من أجل تحقیق علاقات متساویة ومتوازنة مع الآخرین، فالأخلاق لدیهم هی نوع خاص من الإتفاق الإجتماعی الذی یحقق المساواة فی العلاقات بین الناس وبعضهم البعض (39: 299). وتری الباحثة أن التبادل الأخلاقی یبزغ من الإعتماد المتبادل بین الناس، وغالباً ما یتنازل الفرد عن إهتماماته الخاصة إذا ما تعارضت مع إهتمامات الآخرین، وأن ما ینمو هنا هو المهارة الأخلاقیة، أو القدرة علی حل الصراعات الأخلاقیة ، وهذه القدرة تنمو بتسلسل تدریجی هو المهارات الحواریة الممیزة والمعقدة، ونمو المهارات الأخلاقیة یحدث فی صورة الحوار والحلول التی تم إنجازها سابقاً والتی غالباً ما تعدل أو تغیر فی حوار جدید. وتوجد خمسة مستویات لهذا النمو کالتالی:

-        فی المستوی الأول یرکز الشخص علی إهتماماته الشخصیة ولا یستطیع رؤیة الإهتمامات المتبادلة وینظر للصراع علی أنه معارضة فی إطار عمل                   المکسب والخسارة.

-        وفی المستوی الثانی تتکون القدرة علی تمییز إهتمامات الأشخاص الآخرین وتفهمها والتوافق معها، ومازالت القدرة علی رؤیة إهتمامات متبادلة غیر موجودة.

-        وفی المستوی الثالث تبزغ القدرة علی رؤیة الإهتمامات المشترکة وینظر للتبادلیة علی أنها إنسجام.

-        وفی المستوی الرابع تظهر الإهتمامات المتبادلة أو المشترکة فی نظام وتکوین أکبر ویحل الصراع بأن یلائم الفرد إهتماماته لأکثر الإهتمامات الشائعة.

-        وفی المستوی الخامس یمکن تمییز الذات والآخرین والإهتمامات المشترکة والربط بینها ویحل الصراع بإیجاد التوازن الذی یؤسس علی الاهتمامات المشترکة.

هذا النمو الذی رسخ ودعم من خلال الصراع، هو نمو فی تقبل الرأی الآخر یشبه کثیراً التصمیم الذی وضعه إنریت ولابسلی، وهاری وشوفیر (Enrightm Lapsly, Harry, Shawver) فقدرة الفرد علی التعبیر عن الرأی تبدأ بالترکیز علی الذات، ثم السلطة، ثم الذات والآخرین، والجماعة ثم المجتمع ثم الربط بین وجهات النظر المتعددة (40: 95).

وقد ترکزت الدراسات عن المشارکة السیاسیة علی جانبین هما: تنمیة المعلومات والاهتمامات السیاسیة أو تقدیر درجة کفاءة المؤسسات الإجتماعیة علی هذه التنمیة، وفی الحالات التی حدد فیها الباحثون مراحل لهذا النمو، فإنهم لم یختبروا العملیات التی تدعم هذا النمو فیما عدا إقتراح أن یکون هناک توازن بین نماذج التعلم الإجتماعی ونماذج التعلم العقلی، وعلی أیة حال یمکن إعتبار تکوین وجهة نظر ما کأداة فی تنمیة الوعی السیاسی خاصة عندما یبدأ الشباب فی التعرف علی التنظیمات الإجتماعیة والقوانین السیاسیة التی تنظم المجتمع.

فقد لاحظ بیرلاک Pierlak أن الوعی مهم جداً فی العمل السیاسی والإجتماعی، وذلک لأن الأشخاص یکونون وجهات نظر معینة عن حیاتهم الإجتماعیة ویکونون أقل قابلیة أن یظلوا ضحایا لیس لهم حول ولا قوة أما القوی السیاسیة والإجتماعیة المسیطرة فی المجتمع، وأقترح طریقتین لتنمیة الوعی السیاسی: الأولی هی مساعدة الطلاب علی تقبل وجهات نظر الآخرین، والثانیة مساعدة الطلاب علی إکتشاف مفاهیم أخری واقعیة                 (41: 96). وبمعنی آخر أن الطلاب یتحولون من النظر إلی المشاکل السیاسیة من وجهة نظر شخصیة أو طبقاً لدوافع وأغراض أو سلوکیات أفراد معینین، إلی النظر إلیها بصورة جماعیة عامة وطبقاً للمعاییر التی وضعتها المؤسسات الإجتماعیة.

وتری الباحثة أن المشارکة فی العمل الإجتماعی وخدمة الآخرین تتطلب التعرف علی وجهات نظر الآخرین خصوصاً الفئات التی تحتاج إلی المساعدة مثل الأمیین والأفراد الذین یعیشون فی البیئات العشوائیة أو المرضی ... إلخ. هذا بالإضافة إلی فهم وتقدیر وجهات نظرهم حیث تمثل هذه النقطة رکن مهم جداً فی دفعهم للمشارکة فی العمل الإجتماعی والخدمة العامة.

ویعد تقبل الرأی والرأی الآخر محور للتنمیة الإجتماعیة والأخلاقیة والسیاسیة، هذا بالإضافة إلی الدور الحیوی والفعال الذی تلعبه فی معالجة الصراعات الإجتماعیة والأخلاقیة والسیاسیة والتی أکدتها معظم الدراسات التی تمت مناقشتها.

* تعلم مواجهة الصراع والحوار المتکافئ:

لقد أشار العدید من الباحثین إلی الصراع کحافز لتقبل الرأی الآخر، وأن الإحساس بوجهات النظر المتعارضة یعد قوة دافعة وأن مواجهة الظلم تؤدی إلی الیقظة والنمو الأخلاقی، ویؤکد میرلمان Merelman أن نوعیة صراع الأدوار، تعد من أهم السمات الممیزة للمشارکة السیاسیة وأن الکفاءة فی المشارکة السیاسیة تعتمد علی قدرة الفرد علی تقدیر الصراع السیاسی (42: 43). وعلی أیة حال لا یمکننا أن نعتبر کل أنواع الصراع من النوع البناء وأن إستخدام الطرق الهدامة لمواجهة الصراع یمکن أن تعوق التنمیة الأخلاقیة والإجتماعیة فالصراع یعزز النمو فی ظروف محددة. وتشیر نتائج الأبحاث إلی أنه فی المجامیع التی یتقاسم أفرادها القیادة یکون جمیع المشارکین متساویین، فیشارکون ویتعاونون فی عرض أفکارهم ووجهات نظرهم بحریة وطلاقة فی ظل جو دیمقراطی کانوا أکثر استفادة من الجماعات التی کانت السیطرة فیها دکتاتوریة (43: 280).

وتری الباحثة أنه لتحقیق الأمن الفکری والقضاء علی الإنحرافات الفکریة لدی الشباب والدخول معهم فی الحوارات الجدلیة والمعارضة وما یرتبط بذلک من ضغوط تشعرهم بالخلل فی التوازن والصدمة التی یشعر بها المشارکون عندما یکتشفون أن أصدقائهم أو حتی هم أنفسهم قد ینتهکون القیم الأخلاقیة بسهولة وبدون تفکیر وهذا یتضمن المخاطرة بتعرض الذات للإلتزام خاصة وأننا أحیاناً قد نلتزم أمام الآخرین بأشیاء قد نعرض أنفسنا بسببها للوقوع فی أخطاء وفی حق أنفسنا (مثل التزام المراهق             لجماعة الرفاق والذی یدفعه إلی تقلیدهم فی التدخین أو تعاطی المخدرات أو الإنحراف الفکری ... الخ).

وتستخلص الباحثة مما سبق أن العملیات التی تعزز النمو وتدعمه لیست مستقلة بل هی فی الحقیقة متداخلة ومتصلة، والبیئة التی تدعم النمو وتعززه هی تلک البیئة المفتوحة التی تشجع علی المشارکة والتی یمارس فیها الأفراد القیم الإجتماعیة التی تغرسها فیهم والتی تعالج الصراع بطریقة فعالة، والتی تشجع الأفراد وتتیح لهم الفرص لتقبل وجهات نظر الآخرین وتبنی ذلک فی إتجاهاتهم ومعتقداتهم، لیس هذا فحسب بل تشجعهم أیضاً علی التعلم من الصراع.

ونظراً لأن المؤسسات التربویة هی المسئولة عن التربیة فإنها تتیح العدید من الخبرات السیاسیة والإجتماعیة والأخلاقیة للطلاب وفی أدائها لهذا العمل إما أن تساعد تحقیق الأمن الفکری لطلابها أو تعوقه، وهذا التأثیر لا یکون فقط بالموضوعات التی تدرس وإنما بطریقة التدریس، والأنشطة التی یمارسها الطلاب، وتنظیم هذه المؤسسات ، والمناخ التعلیمی السائد ونوعیة العلاقات بین الطلاب بعضهم البعض، وبینهم وبین المدرسین وإدارة هذه المؤسسات حیث أن العدید من الدراسات تؤکد أنه فی ظروف معینة وباستخدام طرق تدریس وتنظیم مدرسی معین یمکن أن نساعد الطلاب علی التعلم وتنمیتهم سیاسیاً وإجتماعیاً وأخلاقیاً وأن نحقق لهم الأمن الفکری ونغرس فیهم الإعتزاز بالإنتماء للوطن والمسئولیة الإجتماعیة حیث لم یعد دور المؤسسات التربویة قاصراً علی مساعدة الطلاب علی التعلم وإکتساب الحقائق والمعلومات فقط.

ونظراً لأن هذه الدراسة تبحث فی دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلابها ناقشت الباحثة فیما یلی دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری من خلال وظائفها المختلفة التی أتفق خبراء التعلیم العالی علی إسنادها للجامعات الحدیثة والمتمثلة فی التعلیم والقیام بالأبحاث وخدمة المجتمع.

وظائف الجامعة:

تعد الجامعة مسئولة عن إمداد المجتمع بالقوی العاملة المدربة ذات الکفاءة العالیة فی مختلف مجالات النشاط الإقتصادی والإجتماعی، هذا بالإضافة إلی إعادة التدریب والتأهیل کلما طرأ علی المهنة مستجدات ومستحدثات، وبذلک تعد هذه القوی لمواجهة تحدیات المتغیرات العصریة من خلال وظائفها التعلیم، والبحث العلمی وخدمة المجتمع. وتزداد أهمیة کلیة التربیة کإحدی کلیات الجامعة أنها تعد المعلمین الذین یعلمون الأجیال، ولذلک یهدف التعلیم الجامعی لرفع وعی هؤلاء المعلمین وتحقیق الأمن الفکری لدیهم وتنمیة شخصیاتهم وتکوین إتجاهات جیدة وإکسابهم فکراً ناقداً یعتمد علی المنطق العلمی من خلال الحوار والتفاعل، ومن أهداف التعلیم الجامعی أیضاً العمل علی تفتح العقول لتحقیق الإدراک الأوسع والتقدیر السلیم والتقدم فی إطار هویة المجتمع مع ربط هذا کله بالتراث الحضاری والخلفیة الثقافیة.

التعلیم:

یعتبر التعلیم من أهم وظائف الجامعة فی إعداد القوی البشریة ونظراً لأن الأستاذ الجامعی هو القائم بعملیة التدریس فهو یؤدی دوراً بارزاً فی تنمیة وتعزیز الأمن الفکری لدی الطلاب إذا ما توافرت لدیه سبل الإستثمار الواعی للإمکانات المادیة والبشریة للبیئة الجامعیة من مناهج وأنشطة طلابیة وموارد تکنولوجیة وتفاعل نشط بینه وبین الطلاب وبین إدارة الجامعة والمجتمع المحلی.

وتشیر الأبحاث إلی أن المعلمین الذین یتصفون بالدفء والود فی تعاملهم مع الطلاب یحظون بحب الطلاب وإحترامهم وینعکس هذا بالتالی علی حب الطلاب للدراسة، ویتخذونه قدوة فی العمل لإکتساب المعلومات ومعاونته فی جمعها وتحلیلها ونقدها وتطویرها ثم الإستفادة منها عملیاً، وإکتساب الاتجاهات الإیجابیة التی تتناسب مع طبیعة مجتمعنا (44: 233).

کما أن استخدام أعضاء هیئة التدریس طرق تدریس متنوعة مثل أسلوب حل المشکلات، وحلقات النقاش وتبادل الرأی، والعصف الذهنی، وأسالیب التعلم الذاتی ... الخ ینمی لدی الطلاب مهارات التفکیر العلمی وحل المشکلات، وتقبل الرأی والرأی الآخر، والنقد الموضوعی والنقد الذاتی، ومهارات التفکیر الإبتکاری والمشارکة فی إتخاذ القرارات مما ینمی مهارات القیادة وتحمل المسئولیة (45: 69).

هذا بالإضافة إلی التدریب علی استخدام قواعد البیانات باستخدام شبکة الویب وتصفح الکتب والمجلدات العلمیة والمواقع الإجتماعیة .. الخ فیتعرف السلوک الإجتماعی والأخلاقی والقانونی والاستخدام المسئول لبرامج ونظم المعلومات فی ضوء حقوق              الملکیة الفکریة.

کما أن تدریب الطلاب علی کتابة الأبحاث القصیرة خاصة فی الموضوعات ذات العلاقة بالأمن الفکری حیث یقوم الطلاب بجمع المعلومات وتحلیلها ونقدها ومناقشتها فی مجموعات صغیرة والتنافس بین المجموعات الأخری یتیح للطالب تنمیة قدراته علی التواصل والتعاون مع الآخرین وتبادل الآراء والمحافظة علی حقوقه، ومعرفة واجباته (46: 20).

الأنشطة الطلابیة:

تسهم الأنشطة الطلابیة بشکل فعال ومباشر فی تکوین شخصیة الطالب وتنمیة قدراته وإمکانیاته وإبداعاته العقلیة والإجتماعیة والثقافیة والبدنیة. وتؤکد الإتجاهات التربویة المعاصرة علی أن الأنشطة الطلابیة تسهم فی تعمیق المفاهیم والمثل الإسلامیة فی نفوس الطلاب وتأکید الروح الوطنیة والولاء والإنتماء فی وجدانهم ومساعدتهم علی ربط التعلیم بالبیئة والمجتمع والحیاة (47: 18-19).

ولذلک تحرص المؤسسات التربویة بصفة عامة والجامعة بصفة خاصة علی الإهتمام بالأنشطة الطلابیة بهدف إعداد جیل قادر علی حمل المسئولیة عن فهم وإدراک وسعة رؤیة لمتطلبات مسیرة التنمیة فی المجتمع، کما یهدف أیضاً إلی تدریب الطلاب من خلال تجمعاتهم علی الحیاة الدیمقراطیة السلیمة وممارسة الحکم الذاتی إیماناً منها بأن الدیمقراطیة الصحیحة إنما تکون بالممارسة العملیة والتدریب الموجه للشباب.

ومشارکة الطلاب فی الأنشطة الثقافیة تساعد علی الإرتقاء بالمستوی الثقافی للطالب من خلال الندوات واللقاءات الثقافیة والمحاضرات والمناظرات، مما یعزز ثقة الطلاب بأنفسهم، ویتیح الفرصة لممارسة الحوار البناء وتنمیة المفاهیم الإنسانیة والعالمیة وتربیتهم علی حب الخیر لمجتمعهم ووطنهم وزملائهم وعدم التعصب الأعمی، کما یعمل علی توثیق علاقاتهم بالمنظمات الطلابیة الأخری فی مصر والعالم، وذلک من خلال تبادل الزیارات والرحلات العلمیة مما ینمی لدی الطلاب قیم المواطنة الصالحة ویعززها (48: 139).

وممارسة الأنشطة الریاضیة تدرب الجسم وتنمیه، هذا بالإضافة إلی اکتساب العدید من المهارات مثل الإلتزام وإحترام المواعید واستثمار وقت الفراغ وتشجیع العمل فی فریق ونبذ الفردیة وإحترام القوانین وممارسة الأسالیب الدیمقراطیة والتدریب علی القیادة وصنع القرار وتحمل المسئولیة والإعتماد علی النفس (49: 140).

وتری الباحثة أن المشارکة فی أنشطة خدمة المجتمع کالجوالة ومحو الأمیة وغیرها تنمی مهارات التعامل مع الأفراد والنظم والإلتزام باللوائح والقوانین وتغرس فی الطلاب المبادئ والمعاییر العامة التی یرتضیها المجتمع والتی تتفق علیها الجماعة من خلال عدم الخروج علیها بالإضافة إلی التدریب علی الأسالیب السلیمة للممارسة مثل کیفیة الحوار والدعوة للإجتماعات والمشارکة فی إتخاذ القرارات ، وهذا یعزز الإنتماء والولاء للجماعة والمجتمع وینمی قیم المواطنة وتحمل المسئولیة وتحقیق الأمن الفکری.

البحث العلمی:

یعد البحث العلمی من أهم وظائف الجامعة لما له من دور مهم فی تطویر العلوم وإختراع التکنولوجیا وتطویرها، حیث بات من المعلوم أن قاطرة التنمیة فی المجتمع ترتبط بعلاقة إیجابیة بمعدل إنجاز الأبحاث وکثافتها ورفع المستوی الفکری والثقافی للمواطنین. ولذلک یقع علی کاهل مؤسسات التعلیم الجامعی عبء ومسئولیة غرس الروح العلمیة والإتجاه العلمی فی نفوس طلاب التعلیم الجامعی وتعویدهم علی الدقة والموضوعیة والنظرة العلمیة وأسالیب التفکیر العلمی وتعمیق وغرس هذه القیم فی نفوس الأجیال الصاعدة من طلاب التعلیم الجامعی (50: 561).

ولتحقیق رسالة الجامعة البحثیة یجب إعادة النظر فی بنیة الإدارة وتسلسل مواقع إتخاذ القرار، وتکوین الذهنیة العلمیة واستخدام المنهج العلمی وتطویر مناهج البحث العلمی وفیما یلی تناقش الباحثة هذه النقاط:

-        لقد أثرت الثورة المعلوماتیة والتکنولوجیة بصورة إیجابیة فی تدفق وصول المعلومات وتطور سبل البحث العلمی وقد أدی ذلک لتحول هائل لمصادر المعرفة بما توفره الشبکة العنکبوتیة أو الإنترنت من نتائج البحوث العلمیة فی أی بقعة من العالم، وتطلب ذلک إعداد القوی البشریة القادرة علی البحث والتطویر الفعال مع تلک الثورات.

-        أن تتحرر النظم الإداریة فی الجامعة من البیروقراطیة وطغیان الهموم الإداریة، وذلک تصبح هذه النظم میسرة للبحث العلمی، قائمة علی توفیر متطلبات التجدید والتطویر من آلیات وقوی بشریة ودعم مادی، ومساندة ، "وبیئة تعلیمیة مفتوحة تشجع علی التجدید والإبتکار والإبداع الفکری وتنمی وتعزز المسئولیة لدی الباحثین" (51: 105).

-        إعادة النظر فی بنیة الإدارة وتسلسل مواقع إتخاذ القرار بما یحد من المرکزیة الحاکمة والمقیدة للکلیات والأقسام وأن تتسع مواقع إتخاذ القرار وحریة التصرف علمیاً ومالیاً إلی مستوی الوحدات اللامرکزیة (52: 144). فقد أثبتت الدراسات أن بیئة العمل التی تشجع علی المشارکة فی إتخاذ القرارات تنمی المسئولیة الذاتیة لدی الفرد عن کیفیة أدائه لعمله وتعزز الاستقلال الشخصی والکفاءة السیاسیة والمشارکة الإجتماعیة خارج العمل (53: 124).

-        تکوین الذهنیة العلمیة واستخدام الأسلوب العلمی، والترکیز علی تنمیة مهارات التفکیر العلمی والبحث عن المعرفة، وتکوین الذهنیة العلمیة القادرة علی النقد والتجریب والتحلیل والترکیب ... باعتبارها موجهات لتوظیف المعرفة ومصادرها والتفکیر فیها بطریقة سلیمة ونقدها وتجریبها واستخلاص النتائج منها (54: 145). ولا یمکن إغفال الدور الذی یقوم به أعضاء هیئة التدریس بما یقدمونه من قدوة طیبة وتهیئة البیئة التعلیمیة المشجعة علی البحث العلمی، والتی تتیح أکبر قدر ممکن من الحریة وتبادل الرأی والمشارکة فی إتخاذ القرارات وتکوین علاقات إنسانیة طیبة مع الباحثین وبینهم وبین بعضهم البعض، وتنمیة القیم الأخلاقیة للبحث العلمی، وتوجیه البحث            لخدمة المجتمع.

-        تطویر مناهج البحث العلمی التقلیدیة السائدة فی البحوث العلمیة ولعل من أبرزها القضاء علی الإنفصالیة الشدیدة بین الأقسام المختلفة والمتناظرة فی الجامعة وذلک لأن تنشیط حرکة التزاوج العلمی بین التخصصات علی النحو الموجود فی معظم جامعات الشرق والغرب علی السواء سوف یقضی علی تکرار البحوث ویوفر الموارد المالیة التی تنفق لتوفیر الأجهزة وتکرارها فی الأقسام المتناظرة ویوجه هذه الموارد نحو جوانب أخری تتطلبها تنمیة المجتمع.

إن جامعاتنا ومراکز بحوثنا فی المنطقة العربیة عموماً تتطلب من الباحثین والعلماء وأساتذة الجامعات والطلبة جهداً ممیزاً للاستفادة بالحد الأقصی للثورة المعلوماتیة والتکنولوجیة حتی نقضی علی استنزاف العقول الذی یؤدی إلی الإنحراف الفکری لبعض الشباب بتعرضهم لمفاهیم خاطئة لم یتم إعدادهم إعداداً مناسباً لدحضها أو تغیبهم تحت تأثیر المخدرات وإغرائهم بالمال لتخریب أوطانهم بأیدیهم خاصة مع انتشار البطالة بین المتعلمین وعدم قدرة الشباب العربی بصفة عامة والمصری بصفة خاصة علی التنافس فی سوق العمل والذی یحتاج إلی إعادة النظر فی إعداد القوی العاملة القادرة علی التنافس لکی نبنی مصر الجدیدة بسواعد أبنائها.

 

خدمة المجتمع وتنمیة البیئة:

ترتکز أهمیة خدمة المجتمع بالنسبة للجامعة علی بعد فلسفی هو مبدأ مسئولیة الفرد نحو مجتمعه فالخدمة العامة واجب وطنی لأعضاء هیئة التدریس والطلبة نحو المجتمع، وبالتالی فهی وسیلة لقیاس عطائهم وإنتمائهم لوطنهم. أما أهمیة الخدمة العامة بالنسبة للمجتمع فإنه یتمرکز فی أن مساهمة الجامعة فی الخدمة العامة تجنب المجتمع التخبط والعشوائیة والفشل الذی ینجم عن سوء التخطیط وغیاب التقویم. وذلک بالإستفادة من المصادر المادیة والبشریة والفکریة المتاحة فی الجامعة والتخطیط لعمل مشاریع بحثیة ذات المردود العالی لکل من الجامعة والمجتمع.

لقد إزدادت مسئولیات الفرد وواجباته کمواطن فهو یعیش فی مجتمع دیمقراطی یؤمن بالتعددیة الفکریة ویدعو للمشارکة والتعاون وتکافؤ الفرص، ویشجع الإبداع والإبتکار. وللجامعة دور خاص فی هذا الأمر فهی مسئولة عن القیادة الفکریة للمجتمع وتنویر أفراده بما لهم من حقوق وما علیهم من واجبات، لیس فی المجال المهنی فحسب بل أیضاً فی المجال السیاسی والإجتماعی والإنسانی بصفة عامة، وذلک بتنمیة الوعی بالقیم السلیمة عند الأفراد للمشارکة، والتعاون وحریة التعبیر، وإحترام الرأی والرأی الآخر، والتسامح والصدق وإتقان العمل، وتنمیة الإتجاهات الإیجابیة وتحقیق الأمن الفکری                  وتحمل المسئولیة.

وقد أکدت العدید من الدراسات العربیة والأجنبیة أهمیة الوعی بین الأفراد سواء بین أفراد المجتمع أم طلبة الجامعة وأعضاء هیئة التدریس علی المشارکة فی الخدمة العامة وأن إرتفاع مستوی التعلیم یؤثر علی إدراک الفرد لمبادئ الحریة والدیمقراطیة والعدالة الإجتماعیة، (55). ویمکن القول أن البعد الإجتماعی لخدمة المجتمع یهدف إلی إشباع الحاجات الإنسانیة للفرد والمجتمع وإکساب الفرد المهارات والقدرات، وإتاحة الفرص للتواصل الفعال بین کل من الفرد والمجتمع ومختلف الشرائح الإجتماعیة بما یعمق الإحساس بالإنتماء للمجتمع والإلتزام بقضایاه، والمشارکة الإیجابیة والإجتماعیة والسیاسیة فی إتخاذ القرارات وتنفیذها لکی یمارس دوره کمواطن مسئول عن تنمیة مجتمعه والمساهمة فی حقل قضایاه . "وتحقیق التغیر الإجتماعی المنشود والتکیف وتحریر الإنسان من التبعیة والاعتماد علی الآخرین وتقویة روح المبادرة والمشارکة وتوثیق العلاقات الإنسانیة ومعرفة الأسالیب الفنیة المستحدثة".

وبذلک تکون الباحثة قد أجابت عن التساؤل الذی ینص علی "ما دور التربیة فی تحقیق الأمن الفکری بصفة عامة وفی الجامعة وکلیة التربیة بصفة خاصة"؟

وتناقش الباحثة فیما یلی إجراءات الدراسة المیدانیة.

ثالثاً: إجراءات الدراسة المیدانیة:

تتضمن إجراءات الدراسة المیدانیة ما یلی:

1 – عینة الدراسة:

تم إختیار عینة الدراسة من طلاب وطالبات الفرقة الأولی والفرقة الرابعة العام الدراسی 2014/2015 من الشعبة العامة بالکلیة وروعی فی أفراد العینة أن یکونوا من الشعب المختلفة العلمیة والأدبیة والجدول التالی یوضح خصائص عینة الدراسة.

جدول رقم (1)

خصائص عینة الدراسة من الفرقة الأولی والرابعة.

مسلسل

الفرقة

العدد الکلی للطلاب

العینة

أدبی

علمی

1

الفرقة الأولی

1459

71

37

34

2

الفرقة الثانیة

580

40

22

18

وقد أخذت الباحثة 5% من المجتمع الأصلی وکانت عینة الفرقة الأولی 75 تم استبعاد عدد 4 منها نظراً لعدم جدیة الإستجابة علیها وأصبح عدد أفراد العینة للفرقة الأولی 71 طالب وطالبة وعدد أفراد العینة من الفرقة الرابعة 40 طالب وطالبة.

2 – أدوات الدراسة:

قامت الباحثة بإعداد إستبانة للتعرف علی آراء الطلاب حول دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدیهم ومدی إدراکهم لهذا الدور کالتالی:

 

 

أ – لإعداد الإستبانة قامت الباحثة بمسح الأدبیات التی تناولت الأمن الفکری وکذلک تلک التی تناولت وظائف الکلیة الثلاث التعلیم والبحث العلمی وخدمة المجتمع وصاغت عبارات الإستبانة بلغة سهلة واضحة وتم عرض الإستبانة علی مجموعة من المحکمین وتم تعدیل لبعض العبارات وإضافة عبارات أخری والصورة النهائیة للإستبانیة موجودة فی ملحق رقم (1) وبلغ عدد عبارات الإستبانة 46 عبارة یتضمن المحور الأول منها وهو التعلیم 25 عبارة کالآتی: العبارات من (1-16) مقررات دراسیة، العبارات (17 ، 18 ، 19) طرق تدریس ، العبارات (20 ، 21 ، 22) أعضاء هیئة تدریس، والعبارات (23 ، 24 ، 25) بیئة تعلیمیة، ویتضمن المحور الثانی منها وهو البحث العلمی 4 عبارات هی العبارات (26 ، 27 ، 28 ، 29)، والمحور الثالث وهی الأنشطة الطلابیة وخدمة المجتمع یتضمن 17 عبارة من (30 – 46).

الثبات: لحساب ثبات الإستبانة استخدمت الباحثة طریقة الاحتمال المنوالی وتتلخص معادلة الثبات فی الصورة التالیة : (56: 77).

 معامل الثبات =

   ن

( ل -

1

)

ن - 1

ن

ل تدل علی الاحتمال المتوالی أی أکبر تکرار لأی احتمال إختیاری من الاحتمالات التی یحتوی علیها السؤال مقسوماً علی العدد الکلی لأفراد العینة. ولتحدید ثبات الإستبانة قامت الباحثة بتحدید معاملات ثبات العبارات للعینة کلها باستخدام الاحتمال المنوالی والذی یتحدد معامل الثبات فیه باستخدام العلاقة السابقة وطبقاً لهذه العلاقة تم استخراج 46 معامل ثبات. ثم قامت بتحدید معامل ثبات الإستبانة ککل باستخدام طریقة الوسیط، وذلک بترتیب معاملات الثبات ترتیباً تصاعدیاً ثم اختیار قیمة الوسیط وهی (0.25) وهذا المعامل یعتد به فی ضوء العینة المختارة، أی أن الإستبانة تتمتع بقدر من الثبات والجدول التالی یوضح معاملات الإرتباط بین محاور الإستبانة وعبارات کل محور ومعاملات ثبات محاور الإستبانة ککل.

 

 

 

جدول رقم (2)

 معاملات الإرتباط بین عبارات کل محور من محاور الإستبانة.

المحور الأول: التعلیم والتعلم

المحور الثانی: البحث العلمی

المحور الثالث: الأنشطة

وخدمة المجتمع

1

0.54

26

0.25

30

0.16

2

0.31

27

0.31

31

0.48

3

0.13

28

0.19

32

0.22

4

0.13

29

0.19

33

0.45

5

0.31

 

 

34

0.19

6

0.31

 

 

35

0.18

7

0.13

 

 

36

0.16

8

0.28

 

 

37

0.16

9

0.13

 

 

38

0.13

10

0.13

 

 

39

0.19

11

0.34

 

 

40

0.48

12

0.28

 

 

41

0.19

13

0.19

 

 

42

0.28

14

0.16

 

 

43

0.28

15

0.19

 

 

44

0.31

16

0.25

 

 

45

0.19

17

0.16

 

 

46

0.34

18

0.31

 

 

 

 

19

0.28

 

 

 

 

20

0.37

 

 

 

 

21

0.34

 

 

 

 

22

0.13

 

 

 

 

23

0.28

 

 

 

 

24

0.25

 

 

 

 

25

0.28

 

 

 

 

ثبات المحور

0.28

ثبات المحور

0.22

ثبات المحور

0.26

ثبات الإستبانة ککل = 0.25

 

3– الأسالیب الإحصائیة التی أتبعت فی معالجة نتائج الدراسة:

نظراً لحاجة تحلیل البیانات والإجابة علی تساؤلات الدراسة إلی أسلوب إحصائی مناسب، فقد أتبعت الباحثة عدة أسالیب إحصائیة فی الدراسة المیدانیة وهی:

* استخدمت الباحثة الوزن النسبی للإستجابات التی أخذت ثلاث صور (نعم ، إلی حد ما ، لا ) ودرجاتها (3 ، 2 ، 1) علی الترتیب علما بأن النسبة تحسب من العلاقة:                (57: 205).

ق =

3 ک1 + 2 ک2 + ک3

3 ن

حیث : ک1 ، ک2 ، ک3 تکرارات استجابات (نعم ، إلی حد ما ، لا ) علی الترتیب، ن عدد أفراد العینة

* استعانت الباحثة بمقیاس ( ز ) لحساب الفروق الإحصائیة بین فئتی کل متغیر من متغیرات الدراسة وهو یعطی بالعلاقة: (57: 218).

ز=

ق1 – ق2

  أب

1

+

1

 

ن1

ن2

 

أ =

ن1 ق1 + ن2 ق2

ن1 + ن2

حیث     ق1 = الوزن النسبی الأول .

          ن1 = عدد أفراد العینة الأولی.

          ق2 = الوزن النسبی الثانی.

          ن2 = عدد أفراد العینة الثانیة.

          ب = 100 - أ

* وقد قامت الباحثة بحساب حدود الثقة لإجمالی العینة والفئات المختلفة والجدول التالی یوضح ذلک.

جدول رقم (3)

 حدود الثقة لإجمالی العینة والفئات المختلفة.

حدود

 الثقة

إجمال العینة ن= 111

الفرقة الأولی

ن= 71

الفرقة الرابعة

ن= 40

التخصص أدبی

ن= 59

ألتخصص علمی

ن= 52

الحد الأعلی

0.76

0.78

0.82

0.79

0.80

الحد الأدنی

0.58

0.56

0.52

0.55

0.54

تناولت الباحثة فی الإطار النظری الإجابة عن التساؤلات الأول والثانی والثالث ویشمل الجانب المیدانی الإجابة عن التساؤل الرابع وذلک للتعرف علی دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلابها: "ما واقع الدور الذی تقوم به کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلابها؟".

  • وللإجابة عن هذا التساؤل تم تطبیق الإستبانة بعد تقنینها علی (111) فرداً من أفراد عینة الدراسة منهم (71) طالبا وطالبة من طلاب الفرقة الأولی، (40) طالبا وطالبة من طلاب الفرقة الرابعة من الشعب العامة فی کلیة التربیة بأسیوط من الشعب العلمیة والأدبیة وبلغ عدد طلاب الشعب الأدبیة (59)، والشعب العلمیة (52).
  • تم تحلیل نتائج تطبیق الإستبانة والتعامل مع البیانات باستخدام الأوزان النسبیة ودلالة الفروق بین هذه النسب باستخدام مقیاس ( ز ).
  • تم تحدید صحة إدراک أفراد عینة الدراسة لدور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدی الطلاب وذلک من منظور طلاب الفرقة الأولی والرابعة، وکذلک من منظور طلاب الشعب الأدبیة والعلمیة وذلک من خلال تحلیل النتائج الإحصائیة لإجاباتهم عن الأجزاء المختلفة کالتالی:

 

 

أولاً: مدی إدراک أفراد العینة لدور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدیهم بصفة عامة.

ثانیاً: مدی إدراک أفراد العینة لدور کل محور من محاور الإستبانة وهی:

1-    المحور الخاص بالدور التعلیمی لکلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری.

2-    المحور الخاص بالدور البحثی لکلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری.

3-    المحور الخاص بالدور المجتمعی لکلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری.

وفیما یلی تعرض الباحثة النتائج التی أسفرت عنها الدراسة المیدانیة.

أولاً: نتائج مدی إدراک أفراد العینة لدور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدیهم بصفة عامة:

جدول رقم (4)

مدی إدراک عینة الدراسة لدور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدیهم.

المحور

إجمالی العینة

الفرقة الأولی

الفرقة الرابعة

قیمة ز1

الشعب الأدبیة

الشعب العلمیة

قیمة

 ز2

ق

ت

ق

ت

ق

ت

ق

ت

ق

ت

التعلیم

0.71

2

0.73

2

0.68

2

0.53

0.73

2

0.69

2

0.54

البحث العلمی

0.80

1

0.82

1

0.77

1

0.59

0.83

1

0.77

1

0.77

خدمة المجتمع

0.69

3

0.70

3

0.67

3

0.33

0.71

3

0.66

3

0.53

الإجمالی

0.71

 

0.72

 

0.68

 

0.46

0.73

 

0.68

 

0.55

   حیث ق: تعنی الوزن النسبی ، ت: تعنی ترتیب المحور

 

 

یتضح من الجدول السابق:

  • أن أفراد العینة الکلیة للدراسة تدرک بدرجة إیجابیة کبیرة أهمیة دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدیهم بوزن نسبی یصل إلی (0.71) ، (0.72) للفرقة الأولی ، (0.68) للفرقة الرابعة دون أن توجد فروق دالة إحصائیاً بینهما لصالح الفرقة الأولی فی ترتیب محاور الإستبانة إلا أنهم أعلی بنسبة طفیفة عن طلاب الفرقة الرابعة وقد یکون ذلک بسبب الظروف التی یمر بها المجتمع مما قد یؤدی إلی شعور الطلاب بالسخط علی المجتمع وعلی النظام الحاکم وهذا یقلل من شعورهم بالانتماء، وعندما یقل إنتماء الفرد للمجتمع فإنه یصبح أکثر سلبیة ولا مبالاة تجاه الأحداث الجاریة فی المجتمع وأقل إحساساً بالمشکلات التی تواجهه.
  • أن إدراک العینة الکلیة لأهمیة المحور الخاص بالبحث العلمی لکلیة التربیة یفوق فی أهمیته باقی المحاور الأخری بوزن نسبی یصل إلی (0.80) وبنفس المرتبة الأولی للفرقة الأولی بوزن نسبی (0.82)، والفرقة الرابعة بوزن نسبی (0.77)، والشعب الأدبیة بوزن نسبی (0.83)، والشعب العلمیة بوزن نسبی (0.77) دون أن توجد فروق دالة إحصائیاً بینهم، وهذا یؤکد بدرجة إیجابیة کبیرة مدی أهمیة البحث العلمی فی تحقیق الأمن الفکری لدی الطلاب ، ویؤکد فی الوقت نفسه مدی إدراک أفراد العینة لهذا الدور.
  • کما أن ترتیب المحور الخاص بالتعلیم أحتل المرتبة الثانیة من منظور العینة ککل بوزن نسبی یصل إلی (0.71)، وبنفس المرتبة من منظور کل من طلاب الفرقة الأولی بوزن نسبی (0.73)، والفرقة الرابعة بوزن نسبی (0.68)، والشعب الأدبیة بوزن نسبی (0.73)، والشعب العلمیة بوزن نسبی (0.69) دون أن توجد فروق دالة إحصائیاً بینهم وهذا یؤکد أن أفراد العینة تدرک بدرجة إیجابیة أهمیة الدور التعلیمی للجامعة سواء من حیث المقررات الدراسیة، وأسالیب التدریس وأعضاء هیئة التدریس، والبیئة التعلیمیة.
  • وأخیراً إحتل محور خدمة المجتمع المرکز الثالث والأخیر من منظور العینة ککل بوزن نسبی یصل إلی (0.70)، وبنفس المرتبة من منظور کل من طلاب الفرقة الأولی بوزن نسبی (0.70)، والفرقة الرابعة بوزن نسبی (0.67)، والشعب الأدبیة بوزن نسبی (0.71)، والشعب العلمیة بوزن نسبی (0.66) ، وتأخر هذا المحور یؤکد أن دور خدمة المجتمع لکلیة التربیة یعانی من قصور واضح سواء فی الأنشطة الطلابیة، أو الأنشطة التطوعیة لخدمة المجتمع وهو ما یؤکد أهمیة تفعیل هذا الدور حتی یمکنه تزوید الطلاب بالمهارات والقدرات التی تحقق الأمن الفکری لدیهم.

ثانیاً: مدی إدراک أفراد العینة لکل محور من محاور الإستبانة علی حده:

قامت الباحثة بتحدید مدی إدراک عینة الدراسة لکل محور من محاور                  الإستبانة کالتالی:

1- مدی إدراک أفراد العینة للدور البحثی لکلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدیهم:

إشتمل هذا المحور علی أربع عبارات هی العبارات (26 ، 27 ، 28 ، 29) من عبارات الإستبانة، وجدول رقم (5) یوضح النتائج.

جدول رقم (5)

مدی إدراک أفراد العینة للدور البحثی لکلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدیهم.

المحور

م

إجمالی العینة

الفرقة الأولی

الفرقة الرابعة

قیمة ز1

الشعب الأدبیة

الشعب العلمیة

قیمة ز2

ق

ت

ق

ت

ق

ت

ق

ت

ق

ت

الدور البحثی

26

0.77

4

0.78

4

0.75

3

0.35

0.80

4

0.73

4

0.89

27

0.82

1

0.84

1

0.79

1

0.65

0.84

2

0.80

1

0.56

28

0.83

2

0.83

2

0.78

2

0.62

0.85

1

0.77

2

1.13

29

0.81

3

0.81

3

0.75

3

0.77

0.81

3

0.77

2

0.50

إجمالی المحور

0.82

 

0.82

 

0.77

 

0.59

0.83

 

0.77

 

0.77

  حیث ق: تعنی الوزن النسبی ، ت: تعنی ترتیب المحور

یتضح من الجدول السابق أن أفراد العینة یدرکون بدرجة إیجابیة الدور البحثی للجامعة فی تحقیق الأمن الفکری لدیهم وذلک علی النحو التالی:

جاءت العبارة (27) والتی تنص علی (إجرائی للبحوث یعلمنی التأکد من صحة المعلومات) فی المرتبة الأولی من منظور العینة الکلیة للدراسة، والفرقة الأولی والرابعة والشعب العلمیة بینما أحتلت المرتبة الثانیة للشعب الأدبیة وهذا یدل علی إدراک الطلاب بدرجة إیجابیة کبیرة دور البحوث فی تنمیة قدراتهم علی التأکد من صحة المعلومات.

وجاءت العبارة (28) والتی تنص علی (إجرائی للبحوث یعلمنی الحصول علی المعلومات من مصادر موثوقة) فی المرتبة الثانیة من منظور العینة الکلیة للدراسة والفرقة الأولی والرابعة والشعب العلمیة بینما أحتلت المرتبة الأولی للشعب الأدبیة وهذا یدل علی أتفاق عینة الدراسة بدرجة إیجابیة کبیرة علی دور البحث العلمی فی تنمیة مهارة الحصول علی المعلومات من مصادر موثوقة.

وجاءت العبارة (29) والتی تنص "إجرائی للبحوث یکسبنی مهارات البحث فی قواعد البیانات المحلیة والعالمیة" فی المرتبة الثالثة من منظور العینة الکلیة للدراسة والفرقة الأولی والرابعة والشعب الأدبیة بینما إحتلت المرتبة الثانیة من وجهة نظر الشعب العلمیة وهذا یدل علی أتفاق عینة الدراسة فی إدراکهم لدور البحوث فی إکسابهم لمهارات البحث فی قواعد البیانات المحلیة والعالمیة والإستفادة منها فی البحث العلمی وتتفق هذه النتیجة مع دراسة (صاصیلا، 2011) والتی أکدت علی ضرورة تنمیة المهارات التکنولوجیة لدی الطلاب ومنها البحث عن المعلومات وتحدید المعلومات المطلوبة (60: 180).

وجاءت العبارة (26) والتی تنص علی (مشارکتی فی البحوث تعلمنی الدقة والموضوعیة) فی المرتبة الرابعة من وجهة نظر العینة الکلیة والفرقة الأولی والشعب الأدبیة والعلمیة وفی المرتبة الثالثة من وجهة نظر الفرقة الرابعة وهذا یدل علی أن الطلاب یدرکون أن مشارکتهم فی البحوث تعلمهم الدقة والموضوعیة وأن طلاب الفرقة الرابعة أکثر معرفة بأن القیام بالبحوث یعلمهم الدقة والموضوعیة من طلاب الفرقة الأولی وتتفق نتائج هذه الدراسة مع دراسة (موسی، 2014) التی أکدت أن طلاب الفرقة الرابعة أکثر معرفة من طلاب الفرقة الأولی نظراً لکثرة البحوث التی قاموا بها وأکتسبوا منها مهارات الدقة والموضوعیة (61: 168).

2 – مدی إدراک أفراد العینة للدور التعلیمی لکلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدیهم:

اشتمل هذا المحور علی (25) عبارة ، وهی العبارات من (1-25) من عبارات الإستبانة وجدول رقم (6) یوضح مدی التباین فی إدراک أفراد العینة للدور التعلیمی لکلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدیهم کالتالی:

جاءت العبارة (16) والتی تنص (تساهم مقررات الکلیة فی تعریف الطلاب بأهمیة حفظ الضرورات الخمس (الدین والعقل والنفس والعرض والمال) فی المرتبة الأولی من وجهة نظر العینة الکلیة والفرقة الرابعة وفی المرتبة الثانیة للشعب الأدبیة وفی المرتبة الرابعة للشعب العلمیة وفی المرتبة السادسة للفرقة الأولی دون وجود فروق دالة إحصائیاً بینهم وتؤکد النتائج أن طلبة الفرقة الرابعة أکثر إدراکاً لأهمیة حفظ الضرورات الخمس من طلاب الفرقة الأولی وأهمیة ذلک فی تعزیز الأمن الفکری ومحاربة الإنحراف وتتفق هذه النتیجة مع دراسة (الجوارنة، 2011م) أن التربیة الإسلامیة المنبثقة من القرآن الکریم وسنة الرسول صلی الله علیه وسلم هی الوسیلة المثلی لتعزیز الأمن الفکری                   ومحاربة الإنحراف.

وجاءت العبارة (23) والتی تنص علی (توجد علاقات إنسانیة طیبة بین الطلاب وبعضهم البعض) فی المرتبة الأولی من منظور العینة الکلیة والشعب العلمیة وفی المرتبة الثانیة للفرقة الأولی وفی المرتبة الثالثة للفرقة الرابعة وفی المرتبة الخامسة للشعب الأدبیة دون وجود فروق دالة إحصائیاً بینهم وهذا یدل علی أن أفراد العینة یدرکون بدرجة إیجابیة أهمیة العلاقات الإنسانیة الطیبة بینهم وقد یرجع تأخیر ترتیب الشعب الأدبیة إلی العدد الکبیر للطلاب الذی قد یعوق تکوین علاقات إنسانیة طیبة.

وجاءت العبارة (4) والتی تنص علی أن (مقررات الکلیة تؤکد علی أهمیة المحافظة علی الممتلکات العامة)، والعبارة (15) والتی تنص علی (تنمی مقررات الکلیة الإعتزاز بالحضارة المصریة والعربیة والإسلامیة) ، والعبارة (17) والتی تنص علی (أسالیب التدریس تشجع الطلاب علی استخدام أسلوب الحوار والمناقشة وتقبل الرأی الآخر) فی المرتبة الثالثة من منظور العینة الکلیة وبالنسبة للفرقة الأولی جاء ترتیب العبارة (4) فی المرتبة الثامنة وللفرقة الرابعة المرتبة التاسعة وللشعب الأدبیة المرتبة الثالثة وللشعب العلمیة فی المرتبة الخامسة وجاءت العبارة (15) فی المرتبة الأولی للفرقة الرابعة والشعب الأدبیة وفی المرتبة السادسة للفرقة الأولی وفی المرتبة الحادیة عشرة للشعب العلمیة،                          وجاءت العبارة (17) فی المرتبة الأولی للفرقة الأولی وفی المرتبة الثانیة للشعب العلمیة وفی المرتبة السادسة للشعب الأدبیة وفی المرتبة الحادیة عشرة للفرقة الرابعة وهذا یدل علی أن أفراد العینة الکلیة یدرکون بدرجة إیجابیة دور مقررات الکلیة فی التأکید علی أهمیة المحافظة علی الممتلکات العامة والإعتزاز بالحضارة المصریة والعربیة والإسلامیة، واستخدام أسلوب الحوار والمناقشة فی أسالیب التدریس واختلاف أفراد العینات الفرعیة فی ترتیبهم للعبارات دون وجود فروق إحصائیة ذات دلالة بینهم، وأن طلاب الفرقة الرابعة أکثر إدراکاً لدور المقررات فی تنمیة الإعتزاز بالحضارة المصریة والعربیة والإسلامیة من طلاب الفرقة الأولی، وأن طلاب الفرقة الأولی أکثر إدراکاً لدور أسالیب التدریس فی استخدام أسلوب الحوار والمناقشة وقد یرجع ذلک إلی أن نسبة حضور طلاب الفرقة الأولی للمحاضرات أکثر وکذلک رغبتهم فی المشارکة فی الحوار. وتتفق هذه النتیجة مع دراسة (الحارثی ، 2008م) فی التأکید علی أهمیة المحافظة علی الممتلکات العامة.

وجاءت العبارة رقم (5) والتی تنص علی (تساهم مقررات الکلیة فی إعداد المواطن الصالح الذی یعتز بالإنتماء للوطن) فی المرتبة السادسة من منظور العینة الکلیة وفی المرتبة الثانیة للفرقة الأولی وفی المرتبة الحادیة عشرة للفرقة الرابعة وفی المرتبة الرابعة للشعب الأدبیة وفی المرتبة الخامسة للشعب العلمیة وهذا یؤکد إدراک أفراد العینة بصورة إیجابیة لدور مقررات الکلیة فی إعداد المواطن الصالح وتدنی ترتیب طلاب الفرقة الرابعة قد یرجع للسلبیة واللامبالاة التی یشعر بها الشباب نظراً للظروف التی یمر بها المجتمع خاصة مع تفشی البطالة بین خریجی الجامعات وغیاب العدالة الإجتماعیة بین فئات المجتمع وهو ما أکدته دراسة (البرعی، 2002م).

وجاءت العبارة رقم (3) والتی تنص علی (مقررات الکلیة تؤکد علی أهمیة المحافظة علی ممتلکات وحقوق الآخرین) فی المرتبة السابعة من منظور العینة الکلیة والفرقة الرابعة وفی المرتبة الثالثة للشعب العلمیة وفی المرتبة السادسة للفرقة الأولی وفی المرتبة الحادیة عشرة للشعب الأدبیة دون وجود فروق دالة إحصائیاً بینهم وهذا یؤکد إدراک أفراد العینة لدور مقررات الکلیة فی الحفاظ علی ممتلکات وحقوق الآخرین وتتفق هذه النتیجة مع دراسة (الحارثی 2008م) فی التأکید علی المحافظة علی ممتلکات                       وحقوق الآخرین.

وجاءت العبارة (10) والتی تنص علی (تساهم المقررات فی تعزیز القیم الفردیة للطلاب) فی المرتبة الثامنة من منظور العینة الکلیة والشعب الأدبیة وفی المرتبة السابعة للشعب العلمیة وفی المرتبة السادسة للفرقة الأولی والحادیة عشرة للفرقة الرابعة دون وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بینهم مما یؤکد إدراک أفراد العینة بدرجة إیجابیة دور المقررات فی تعزیز القیم الفردیة.

جدول رقم (6)

مدی إدراک أفراد العینة للدور التعلیمی لکلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدیهم.

المحور الأول

المحور التعلیمی

إجمالی العینة

الفرقة الأولی

الفرقة الرابعة

قیمة

 ز1

الشعب الأدبیة

الشعب العلمیة

 قیمة

ز2

ق

ت

ق

ت

ق

ت

ق

ت

ق

ت

1

0.71

14

0.75

12

0.65

17

1.08

0.73

14

0.69

14

0.42

2

0.69

18

0.73

13

0.61

22

1.35

0.73

14

0.64

19

1.00

3

0.75

7

0.77

6

0.72

7

0.57

0.75

11

0.75

3

-0.05

4

0.77

3

0.80

2

0.70

9

1.23

0.80

3

0.73

5

0.82

5

0.76

6

0.80

2

0.69

11

1.26

0.79

4

0.73

5

0.67

6

0.72

11

0.73

13

0.70

9

0.37

0.72

16

0.72

7

0.06

7

0.64

22

0.65

22

0.62

21

0.38

0.66

22

0.62

21

0.5

8

0.65

19

0.67

19

0.63

19

0.49

0.66

22

0.65

17

0.15

9

0.70

16

0.71

16

0.68

14

0.43

0.69

18

0.71

11

-0.12

10

0.74

8

0.77

6

0.69

11

0.90

0.76

8

0.72

7

0.54

11

0.72

11

0.71

16

0.73

5

-0.22

0.74

13

0.77

13

0.49

12

0.61

25

0.64

23

0.57

25

0.75

0.64

25

0.58

24

0.59

13

0.74

8

0.78

5

0.68

14

1.21

0.76

8

0.72

7

0.54

14

0.63

24

0.66

21

0.59

24

0.69

0.67

21

0.60

23

0.77

15

0.77

3

0.77

6

0.78

1

-0.12

0.82

1

0.71

11

1.49

16

0.78

1

0.77

6

0.78

1

-0.11

0.81

2

0.74

4

0.81

17

0.77

3

0.81

1

0.69

11

1.38

0.77

6

0.76

2

0.22

18

0.72

11

0.77

6

0.63

19

1.69

0.75

11

0.69

14

0.63

19

0.71

14

0.76

11

0.64

18

1.28

0.77

6

0.65

17

1.47

20

0.70

16

0.69

18

0.73

5

-0.44

0.72

16

0.68

16

0.44

21

0.74

8

0.73

13

0.76

3

-0.30

0.76

8

0.72

7

0.39

22

0.65

19

0.62

24

0.71

8

-0.89

0.68

20

0.62

21

0.68

23

0.78

1

0.80

2

0.76

3

0.49

0.78

5

0.79

1

-0.11

24

0.65

19

0.67

19

0.60

23

0.75

0.65

24

0.64

19

0.10

25

0.64

22

0.62

24

0.68

14

0.58

0.69

18

0.58

24

1.16

إجمالی المحور

0.71

 

0.73

 

0.68

 

0.53

0.73

 

0.69

 

0.54

     

      حیث ق: تعنی الوزن النسبی للعبارة ، ت: تعنی ترتیب العبارة.

والعبارة (21) والتی تنص علی (یشجع أعضاء هیئة التدریس الطلاب علی ممارسة قیم التسامح وقبول الآخر والسلام ونبذ العنف) علی المرتبة الثامنة من منظور العینة الکلیة والشعب الأدبیة وفی المرتبة الثالثة للفرقة الرابعة وفی المرتبة السابعة للشعب العلمیة وفی المرتبة الثالثة عشرة للفرقة الأولی دون وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بینهم مما یؤکد إدراک أفراد العینة بدرجة إیجابیة دور المقررات فی تنمیة قیم التسامح وقبول الآخر والسلام ونبذ العنف وإختلاف الترتیب بین الفرقة الرابعة والأولی لصالح الفرقة الرابعة وتتفق نتائج هذه الدراسة مع نتائج دراسة (الربعی، 2009م) فی دور المناهج الدراسیة فی تکوین الشخصیة الإنسانیة.

وجاءت العبارة رقم (6) والتی تنص (مقررات الکلیة ترسخ الإیمان بالأهداف الکبری للوطن) فی المرتبة الحادیة عشرة من منظور العینة الکلیة وفی المرتبة السابعة للشعب العلمیة وفی المرتبة التاسعة للفرقة الرابعة وفی المرتبة الثالثة عشرة للفرقة الأولی وفی المرتبة السادسة عشرة للشعب الأدبیة دون وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بینهم مما یؤکد درجة الإدراک الإیجابی لدور المقررات فی ترسیخ الإیمان بأهداف الوطن الکبری وأن إدراک أفراد الفرقة الرابعة والشعب العلمیة أکبر من طلاب الفرقة الأولی                  والشعب الأدبیة.

وجاءت العبارة (11) والتی تنص علی (مقررات الکلیة تنمی إتجاهات سلوکیة إیجابیة نحو أمن المجتمع) فی المرتبة الحادیة عشرة من منظور العینة الکلیة. وفی المرتبة الخامسة للفرقة الرابعة وفی المرتبة الثالثة عشرة لکل من الشعب العلمیة والأدبیة وفی المرتبة السادسة عشرة للفرقة الأولی دون وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بینهم وأن طلاب الفرقة الرابعة یدرکون بصورة إیجابیة دور مقررات الکلیة فی تنمیة إتجاهات إیجابیة نحو أمن المجتمع عن طلاب الفرقة الأولی وتتفق نتائج هذه الدراسة مع دراسة (الربعی، 2009م) التی أکد فیها الخبراء أن دور المناهج فی حمایة الأمن الفکری یحدث بصورة متوسطة وأن أکثر المقررات التی تقدم المفاهیم والمعلومات المتعلقة بالأمن الفکری هی مقررات التربیة والثقافة الإسلامیة.

وجاءت العبارة (18) والتی تنص علی (تساهم أسالیب التدریس فی تعزیز قدرات الطلاب علی النقد الموضوعی والنقد الذاتی) فی المرتبة الحادیة عشرة من منظور العینة الکلیة والشعب الأدبیة، وفی المرتبة السادسة للفرقة الأولی وفی المرتبة الرابعة عشرة للشعب العلمیة وفی المرتبة التاسعة عشرة للفرقة الرابعة دون وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بینهم وأن طلاب الفرقة الأولی أکثر إدراکاً لدور المقررات فی تنمیة القدرة والمهارة علی النقد الموضوعی والنقد الذاتی وذلک لأنهم أکثر إلتزاماً بحضور المحاضرات من طلاب الفرقة الرابعة وتتفق هذه النتائج مع دراسة (الجوارنة، 2011م) حیث أستنتج أن الأمن الفکری یهدف إلی إیجاد جیل من الشباب یملک القدرة علی وزن الأمور بموازین النقد والتمییز والفرز والتمحیص.

وجاءت العبارة رقم (1) التی تنص علی (ترفع المقررات الدراسیة مستوی ثقافة الطلاب حول الأمن الفکری) فی المرتبة الرابعة عشرة من منظور العینة الکلیة والشعب الأدبیة والعلمیة وفی المرتبة الثانیة عشرة للفرقة الأولی والسابعة عشرة للفرقة الرابعة دون وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بینهم وهذا یؤکد إدراک أفراد العینة لدور مقررات الکلیة فی رفع مستوی ثقافتهم حول الأمن الفکری بدرجة أعلی من المتوسط فیما عدا طلاب الفرقة الرابعة الذین أدرکوها بدرجة متوسطة وقد یرجع ذلک إلی أن طلاب الفرقة الأولی یدرسون بعض المقررات العامة فی التربیة واللغة العربیة تتضمن بعض الموضوعات التی لها علاقة بالأمن الفکری بینما طلاب الفرقة الرابعة تکون مقرراتهم أکثر ترکیزاً علی الجوانب الأکادیمیة وتتفق هذه النتائج مع دراسة (الربعی، 2009م) التی أکدت أن أکثر المقررات التی تقدم المفاهیم والمعلومات المتعلقة بالأمن الفکری هی مقررات التربیة والثقافة الإسلامیة.

کما جاءت العبارة (19) والتی تنص علی (تساهم أسالیب التدریس فی تعزیز قدرات الطلاب علی البحث العلمی) فی المرتبة الرابعة عشرة من منظور العینة الکلیة وفی المرتبة السادسة للشعب الأدبیة وفی المرتبة الحادیة عشرة للفرقة الأولی وفی المرتبة السابعة عشرة للشعب العلمیة وفی المرتبة الثامنة عشرة للفرقة الرابعة دون وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بینهم وهذا یؤکد أن إدراک أفراد العینة الکلیة والفرقة الأولی والشعب الأدبیة یدرکون بدرجة أعلی من المتوسط أن أسالیب التدریس تنمی قدراتهم ومهاراتهم علی البحث العلمی بینما طلاب الشعب العلمیة والفرقة الرابعة یدرکون ذلک بدرجة متوسطة.

وجاءت العبارة رقم (9) والتی تنص علی (تساهم مقررات الکلیة فی تکوین شخصیة مستقلة لکل طالب) علی المرتبة السادسة عشرة من منظور العینة الکلیة والفرقة الأولی وفی المرتبة الحادیة عشرة للشعب العلمیة والمرتبة الرابعة عشرة للفرقة الرابعة وفی المرتبة الثامنة عشرة للشعب الأدبیة دون وجود فروق ذات دلالة بینهم وهذا یؤکد أن طلاب الکلیة یدرکون بدرجة متوسطة أهمیة دور المقررات الدراسیة فی تشکیل شخصیة مستقلة لکل منهم.

وجاءت العبارة (20) والتی تنص علی (توجد علاقات إنسانیة طیبة بین أعضاء هیئة التدریس والطلاب) فی المرتبة السادسة عشرة من منظور العینة الکلیة والشعب الأدبیة والعلمیة وفی المرتبة الخامسة للفرقة الرابعة وفی المرتبة الثامنة عشرة للفرقة الأولی. وتؤکد النتائج أن طلاب الفرقة الرابعة یدرکون وجود علاقات إنسانیة طیبة بین أعضاء هیئة التدریس والطلاب أعلی من طلاب الفرقة الأولی الذین لم یتمکنوا من قضاء فترة طویلة بالکلیة لکی یدرکوا ذلک.

وجاءت العبارة رقم (2) والتی تنص علی (مقررات الکلیة ترفع وعی الطلاب بحقوق المواطنین وواجباتهم) فی المرتبة الثامنة عشرة من وجهة نظر العینة الکلیة وفی المرتبة الثالثة عشرة للفرقة الأولی والرابعة عشرة للشعب الأدبیة، والتاسعة عشرة للشعب العلمیة والثانیة والعشرین للفرقة الرابعة دون وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بینهم ونتائج الدراسة تشیر إلی أن طلاب الفرقة الرابعة یدرکون بدرجة أقل من المتوسط دور مقررات الکلیة فی رفع وعی الطلاب بحقوق المواطنین وواجباتهم بینما طلاب الفرقة الأولی یدرکون ذلک بدرجة أعلی من المتوسط وقد یرجع ذلک إلی ترکیز مقررات الفرقة الرابعة علی الجوانب الأکادیمیة بینما یدرس طلاب الفرقة الأولی بعض المقررات الثقافیة التی تتناول هذه الجوانب.

وجاءت العبارة رقم (8) والتی تنص علی (مقررات الکلیة تنمی وتعزز القیم الأمنیة فی نفوس الطلاب) فی المرتبة التاسعة عشرة من منظور العینة الکلیة والفرقة الأولی والرابعة وفی المرتبة السابعة عشرة للشعب العلمیة والمرتبة الثانیة والعشرین للشعب الأدبیة دون وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بینهم وهذا یؤکد أن إدراک أفراد العینة لدور المقررات فی تنمیة وتعزیز القیم الأمنیة بدرجة متوسطة وتتفق نتیجة هذه الدراسة مع دراسة (الربعی، 2009) بأن دور المناهج فی حمایة الأمن الفکری یحدث                       بصورة متوسطة.

وجاءت العبارة (22) والتی تنص علی (یتناول أعضاء هیئة التدریس مناقشة مشکلات وقضایا المجتمع مثل مشکلة الأمیة ، والبطالة ، والإنتماء والولاء للوطن، وخطورة الفکر المنحرف وتصحیح مفاهیمه) فی المرتبة التاسعة عشرة من منظور العینة الکلیة وفی المرتبة الثامنة للفرقة الرابعة وفی المرتبة العشرون للشعب الأدبیة وفی المرتبة الإحدی والعشرین للشعب الأدبیة وفی المرتبة الرابعة والعشرین للفرقة الأولی دون وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بینهم وأن طلاب الفرقة الرابعة یدرکون دور أعضاء هیئة التدریس فی مناقشة هذه القضایا بدرجة أعلی من المتوسط والشعب الأدبیة بدرجة متوسطة بینما العینة الکلیة والفرقة الأولی والشعب العلمیة یدرکون ذلک بدرجة أقل من المتوسط.

کما جاءت العبارة (24) والتی تنص علی (توجد علاقات إنسانیة طیبة بین إدارة الکلیة والعاملین والطلاب) فی المرتبة التاسعة عشرة من منظور العینة الکلیة والفرقة الأولی والشعب العلمیة وفی المرتبة الثالثة والعشرین للفرقة الرابعة والمرتبة الرابعة والعشرین للشعب الأدبیة دون وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بینهم وأن العینة الکلیة والفرقة الرابعة والشعب العلمیة والأدبیة یدرکون هذه العلاقة بدرجة أقل من المتوسط بینما طلاب الفرقة الأولی یدرکونها بدرجة متوسطة وقد یرجع ذلک إلی أن طلاب الفرقة الأولی نظراً لحداثة عهدهم بالکلیة یتعاملون مع إدارة الکلیة والعاملین، ولذلک یدرکون العلاقة الإنسانیة بصورة أفضل من زملائهم الذین قل تعاملهم مع الإدارة أو أحیاناً کثرت مشاکلهم فی التعامل معها فکانوا أقل إیجابیة من طلاب الفرقة الأولی.

وجاءت العبارة رقم (7) والتی تنص علی (مقررات الکلیة تعزز قیم الدیمقراطیة والعدالة والمساواة و الحریة) فی المرتبة الثانیة والعشرین من منظور العینة الکلیة والفرقة الأولی والشعب الأدبیة وفی المرتبة الإحدی والعشرین من منظور الفرقة الرابعة والشعب العلمیة دون وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بینهم وأن إدراک أفراد العینة لدور مقررات الکلیة فی تعزیز قیم الدیمقراطیة والعدالة والمساواة والحریة جاء بدرجة أقل من المتوسط ولذلک یجب أن تحتوی المقررات الدراسیة علی موضوعات تعزز قیم الدیمقراطیة والعدالة والمساواة والحریة.

 

وجاءت العبارة (25) والتی تنص علی (بیئة الکلیة بیئة آمنة دیمقراطیة تحقق العدالة والمساواة) فی المرتبة الثانیة والعشرین من منظور العینة الکلیة وفی المرتبة الرابعة عشرة للفرقة الرابعة وفی المرتبة الرابعة والعشرین لکل من الفرقة الأولی والشعب العلمیة وفی المرتبة الثامنة عشرة للشعب الأدبیة دون وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بینهم وأن إدراک أن بیئة الکلیة بیئة آمنة دیمقراطیة کان بدرجة متوسطة لکل من الفرقة الرابعة والشعب الأدبیة ، وبدرجة أقل من المتوسط للعینة الکلیة والفرقة الأولی والشعب العلمیة. وتتفق نتائج هذه الدراسة مع دراسة (جوش، 2014م) أن الطلاب قد یشارکون فی الحوار ویعبرون عن آرائهم بحریة ویتحملون نتائج المشارکات لأنهم یشعرون بالأمن الفکری فی البیئة التعلیمیة.

وجاءت العبارة (14) والتی تنص علی (تساهم مقررات الکلیة فی تعریف الطلاب بالضوابط الشرعیة التی تنظم علاقة الحاکم بالمحکوم) فی المرتبة الرابعة والعشرین من منظور العینة الکلیة والفرقة الرابعة وفی المرتبة الإحدی والعشرین من منظور الفرقة الأولی والشعب الأدبیة والمرتبة الثالثة والعشرین من منظور الشعب العلمیة دون وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بینهم وکان إدراک الشعب الأدبیة بدور المقررات فی تعریف الطلاب بالضوابط الشرعیة التی تنظم علاقة الحاکم بالمحکوم متوسطة بینما العینة الکلیة والفرقة الأولی والرابعة والشعب العلمیة أقل من المتوسط وتتفق نتائج هذه الدراسة مع دراسة (الحارثی، 2008م) بأهمیة توضیح المفاهیم الشرعیة التی تنظم علاقة                  الحاکم بالمحکوم.

وجاءت العبارة (12) والتی تنص علی (تتناول مقررات الکلیة التیارات الفکریة المعاصرة بالتحلیل والنقد الموضوعی) فی المرتبة الخامسة والعشرین من منظور العینة الکلیة والفرقة الرابعة والشعب الأدبیة وفی المرتبة الثالثة والعشرین للفرقة الأولی وفی المرتبة الرابعة والعشرین للعشرین للشعب العلمیة دون وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بینهم وأن إدراک أفراد العینة لدور مقررات الکلیة فی التصدی للتیارات الفکریة بالتحلیل والنقد الموضوعی کان أقل من المتوسط وتتفق نتائج هذه الدراسة مع نتائج (محمد، 2013م) الذی أکد أن هناک قصوراً واضحاً فی أداء أعضاء هیئة التدریس فی مساعدة الشباب والطلاب علی تمییز النافع والضار من الثقافات والتیارات الفکریة الوافدة وتحذیر الطلاب منها وتبصیرهم بحقیقة الفکر المنحرف.

3 – مدی إدراک أفراد العینة للدور المجتمعی لکلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدیهم:

اشتمل هذا المحور علی (17) عبارة وهی العبارات من (30-46) من عبارات الإستبانة وجدول رقم (7) یوضح هذه النتائج کما یلی:

جاءت العبارة (40) والتی تنص علی (الأنشطة الطلابیة تنمی لدی مهارات العمل التعاونی) فی المرتبة الأولی من منظور العینة الکلیة والفرقة الأولی والرابعة والشعب الأدبیة والعلمیة دون وجود فروق دالة إحصائیاً وأن إدراک أفراد العینة الکلیة وطلاب الفرقة الأولی والرابعة والشعب الأدبیة والعلمیة لدور الأنشطة الطلابیة فی تنمیة مهارات العمل التعاونی بدرجة إیجابیة عالیة.

وجاءت العبارة (41) والتی تنص علی (تساهم الأنشطة الطلابیة فی رفع مستوی الإنتماء والمواطنة للطلاب) فی المرتبة الثانیة من منظور العینة الکلیة والفرقة الأولی والرابعة والشعب العلمیة والأدبیة دون وجود فروق دالة إحصائیاً بینهم وهذا یؤکد أن إدراک أفراد العینة الکلیة لدور الأنشطة الطلابیة فی رفع مستوی الإنتماء والمواطنة للطلاب کان بدرجة إیجابیة عالیة وتتفق هذه النتیجة مع دراسة (الأتربی، 2011م) التی أوصت بالتأکید علی الهویة الثقافیة للمجتمع وغرس التمسک بالهویة الوطنیة للشباب.

 

 

 

 

 

 

جدول رقم (7):

مدی إدراک أفراد العینة للدور المجتمعی لکلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدیهم.

المحور

م

إجمالی العینة

الفرقة الأولی

الفرقة الرابعة

قیمة

ز1

الشعب الأدبیة

الشعب العلمیة

قیمة

ز2

ق

ت

ق

ت

ق

ت

ق

ت

ق

ت

الدور المجتمعی

30

0.62

15

0.66

13

0.56

17

1.03

0.66

14

0.58

15

0.78

31

0.65

13

0.64

15

0.66

11

-0.16

0.64

15

0.65

7

-0.11

32

0.70

7

0.69

7

0.73

5

-0.44

0.75

4

0.65

7

1.13

33

0.68

9

0.67

9

0.68

8

-0.13

0.70

11

0.65

7

0.60

34

0.73

5

0.77

4

0.68

8

1.03

0.75

4

0.71

5

0.48

35

0.65

12

0.67

9

0.62

13

0.58

0.67

13

0.63

11

0.35

36

0.67

11

0.67

9

0.68

8

-0.04

0.71

10

0.63

11

0.94

37

0.59

16

0.61

16

0.57

16

0.40

0.58

17

0.60

14

-0.22

38

0.74

4

0.74

6

0.74

4

0.00

0.74

7

0.74

4

-0.04

39

0.78

3

0.78

3

0.77

3

0.21

0.79

3

0.76

3

0.36

40

0.84

1

0.86

1

0.82

1

0.59

0.83

1

0.86

1

-0.41

41

0.79

2

0.79

2

0.78

2

0.23

0.80

2

0.77

2

0.42

42

0.71

6

0.75

5

0.63

12

1.31

0.75

4

0.66

6

1.05

43

0.68

9

0.67

9

0.71

6

-0.45

0.73

9

0.62

13

1.27

44

0.63

14

0.65

14

0.60

14

0.55

0.69

12

0.56

16

1.43

45

0.58

17

0.58

17

0.58

15

0.00

0.61

16

0.55

17

6.30

46

0.70

7

0.69

7

0.71

6

-0.20

0.74

7

0.65

7

1.06

إجمالی المحور

0.69

 

0.70

 

0.67

 

0.33

0.71

 

0.66

 

0.53

حیث ق: تعنی الوزن النسبی ، ت: تعنی ترتیب العبارة.

وجاءت العبارة (39) والتی تنص علی (مشارکتی فی الأنشطة الطلابیة تنمی لدی مهارات تحمل المسئولیة) فی المرتبة الثالثة من منظور العینة الکلیة وطلاب الفرقة الأولی والرابعة والشعب العلمیة والأدبیة دون وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بینهم وهذا یؤکد أن إدراک أفراد العینة الکلیة أتفقوا جمیعاً علی أهمیة دور الأنشطة الطلابیة فی تنمیة مهارات تحمل المسئولیة وبدرجة إیجابیة عالیة وتتفق هذه النتیجة مع دراسة (الأتربی، 2011م) التی أوصت بتربیة الشباب علی تحمل المسئولیة.

 

 

وجاءت العبارة (38) والتی تنص علی (مشارکتی فی الأنشطة الطلابیة تنمی لدی مهارات التعایش مع الآخرین) فی المرتبة الرابعة من منظور العینة الکلیة والفرقة الرابعة والشعب العلمیة وفی المرتبة السادسة للفرقة الأولی وفی المرتبة السابعة للشعب الأدبیة دون وجود فروق دالة إحصائیاً بینهم وهذا یؤکد أن أفراد العینة الکلیة علی الرغم من اختلافهم فی ترتیب العبارة إلا أنهم أدرکوا بصورة إیجابیة عالیة أهمیة دور الأنشطة الطلابیة فی تنمیة مهارات التعایش مع الآخرین وتتفق هذه النتیجة مع دراسة (الأشقر، 2010م) التی أوصت بترسیخ منهج الوسطیة والاعتدال، وأن تعمل الأنشطة الطلابیة علی نشر ثقافة التسامح بین الطلاب وهذا ینمی لدیهم مهارات التعایش مع الآخرین.

وجاءت العبارة رقم (34) والتی تنص علی (الأنشطة الریاضیة تنمی قدرتی علی الإلتزام باللوائح والقوانین) فی المرتبة الخامسة من منظور العینة الکلیة والشعب العلمیة وفی المرتبة الرابعة للفرقة الأولی والشعب الأدبیة وفی المرتبة الثامنة للفرقة الرابعة دون وجود فروق دالة إحصائیاً بینهم وأن إدراک أفراد العینة الکلیة والفرقة الأولی والشعب الأدبیة والعلمیة أعلی من المتوسط بینما انخفض إدراک طلاب الفرقة الرابعة فکان إدراکهم بدرجة متوسطة وقد یعود ذلک لعدم مشارکتهم فی الأنشطة وتتفق نتائج هذه الدراسة مع دراسة (موسی، 2014م) التی أکدت دور الأنشطة الریاضیة الإیجابی فی تنمیة قدرتهم علی الإلتزام باللوائح والقوانین من خلال الإلتزام بمبادئ وقوانین کل لعبة (62: 161).

وجاءت العبارة (42) التی تنص علی (تقوم الأنشطة الطلابیة بالتصدی لما یبث من إنحرافات فکریة وعقدیة عبر بعض وسائل الإعلام المختلفة وتصحیح الإنحرافات) فی المرتبة السادسة من منظور العینة الکلیة والشعب العلمیة وفی المرتبة الرابعة للشعب الأدبیة والمرتبة الخامسة للفرقة الأولی والمرتبة الثانیة عشرة للفرقة الرابعة دون وجود فروق دالة إحصائیاً بینهم وأن درجة إدراک الدور الذی تقوم به الأنشطة الطلابیة للتصدی للإنحرافات الفکریة والعقدیة عبر وسائل الإعلام وتصحیحها کان أعلی من المتوسط للعینة الکلیة والفرقة الأولی والشعب الأدبیة أما الشعب العلمیة والفرقة الرابعة فقد کان إدراکهم لهذا الدور أقل من المتوسط وقد یرجع ذلک لعدم مشارکة طلاب الفرقة الرابعة والشعب العلمیة فی الأنشطة وتتفق هذه النتیجة مع دراسة (الأشقر، 2010م) أن الأنشطة الطلابیة لها دور فی تعزیز الأمن الفکری وأن من أبرز المعوقات التی تؤثر فی دور الأنشطة الطلابیة نحو تعزیز الأمن الفکری کثرة الأعباء علی المعلم وضعف المخصصات المالیة لممارسة الأنشطة الطلابیة غیر الصفیة.

وجاءت العبارة (32) والتی تنص علی (تساهم الندوات فی توعیة الطلاب بخطورة الغلو فی الدین والتعریف بالآثار المترتبة علی الفکر المنحرف) فی المرتبة السابعة من منظور العینة الکلیة والفرقة الأولی والشعب العلمیة وفی المرتبة الرابعة للشعب الأدبیة والخامسة للفرقة الرابعة دون وجود فروق دالة إحصائیاً بینهم وأن درجة إدراک طلاب الفرقة الرابعة والشعب الأدبیة للدور الذی تقوم به الأنشطة الطلابیة للتصدی للأفکار المتطرفة فی الدین أعلی من المتوسط بینما إدراک أفراد العینة الکلیة والفرقة الأولی والشعب العلمیة کان بدرجة متوسطة وتتفق هذه النتیجة مع دراسة (الأتربی، 2011م) التی أوصت بضرورة غرس القیم الدینیة والروحیة فی مقابل القیم المادیة للعولمة، واستحداث فقه التعامل مع تحدیات الأمن الفکری فی عصر العولمة.

وجاءت العبارة (46) والتی تنص علی (یتم التعاون بین الکلیة ومؤسسات المجتمع فی نشر قیم الإسلام السمحة والقضاء علی الإنحراف الفکری) فی المرتبة السابعة من منظر العینة الکلیة والفرقة الأولی والشعب الأدبیة والعلمیة وفی المرتبة السادسة للفرقة الرابعة دون وجود فروق دالة إحصائیاً بینهم وأن درجة إدراک أفراد العینة والفرقة الأولی والرابعة والشعب الأدبیة کان أعلی من المتوسط بینما کان إدراک طلاب الشعب العلمیة أقل من المتوسط أی أنه یجب تفعیل دور الأنشطة فی هذا الجانب وهذا ما أکدته دراسة (الجوارنة، 2011م) من أن التربیة الإسلامیة المنبثقة من القرآن الکریم وسنة الرسول صلی الله علیه وسلم هی الوسیلة المثلی لتعزیز الأمن الفکری ومحاربة الإنحراف.

وجاءت العبارة (33) التی تنص علی (تساهم المحاضرات فی تفنید الأفکار والمذاهب المنحرفة وتجنب الوقوع فیها) فی المرتبة التاسعة من منظور العینة الکلیة والفرقة الأولی وفی المرتبة السابعة للشعب العلمیة وفی المرتبة الثامنة للفرقة الرابعة وفی المرتبة الحادیة عشرة للشعب الأدبیة دون وجود فروق دالة إحصائیاً بینهم وأن درجة إدراک العینة الکلیة والفرقة الأولی والرابعة والشعب الأدبیة لدور المحاضرات فی تفنید الأفکار والمذاهب المنحرفة وتجنب الوقوع فیها کان بدرجة متوسطة أما الشعب العلمیة فقد کان إدراکهم لدور المحاضرات أقل من المتوسط أی أنه یجب زیادة عدد المحاضرات التی تتناول هذه الموضوعات لرفع الوعی لدی الطلاب ووقایتهم من الإنحراف الفکری وهذا ما أکدته دراسة (الجوارنة، 2011م) وسبق ذکره فی العبارة (46).

وجاءت العبارة (43) والتی تنص علی (تساهم الأنشطة بعمل ملصقات ورقیة ونشرات توضح خطورة الفکر المنحرف) فی المرتبة التاسعة من منظور العینة الکلیة والفرقة الأولی والشعب الأدبیة وفی المرتبة السادسة للفرقة الرابعة وفی المرتبة الثالثة عشرة للشعب العلمیة دون وجود فروق دالة إحصائیاً بینهم وأن درجة إدراک العینة الکلیة والفرقة الأولی متوسطة والفرقة الرابعة والشعب الأدبیة أعلی من المتوسط أما الشعب العلمیة فقد کان إدراکها للدور أقل من المتوسط ولذلک یجب تفعیل هذا الدور وتتفق هذه النتیجة مع دراسة (الحارثی، 2008م) بأهمیة توعیة الطلاب بخطورة الغلو والتطرف               فی الدین.

وجاءت العبارة (36) والتی تنص علی (مشارکتی فی الرحلات تنمی إعتزازی وولائی للوطن) فی المرتبة الحادیة عشرة من منظور العینة الکلیة والشعب العلمیة وفی المرتبة الثامنة للفرقة الرابعة والمرتبة التاسعة للفرقة الأولی والمرتبة العاشرة للشعب الأدبیة دون وجود فروق دالة إحصائیاً بینهم وأن درجة إدراک العینة الکلیة والفرقة الأولی والرابعة والشعب الأدبیة لدور الرحلات فی تنمیة الاعتزاز والولاء للوطن کان بدرجة متوسطة أما الشعب العلمیة فکان بدرجة أقل من المتوسط وقد یکون ذلک لعدم مشارکة الطلاب فی الرحلات ولذلک یجب تفعیل هذا النشاط.

وجاءت العبارة (35) التی تنص علی (الإتحادات الطلابیة تنمی لدى قیم الدیمقراطیة السلیمة) فی المرتبة الثانیة عشرة من منظور العینة الکلیة وفی المرتبة التاسعة من منظور الفرقة الأولی وفی المرتبة الحادیة عشرة للشعب العلمیة وفی المرتبة الثالثة عشرة لکل من الفرقة الرابعة والشعب الأدبیة دون وجود فروق دالة إحصائیاً بینهم وکان إدراک أفراد عینة طلاب الفرقة الأولی والشعب الأدبیة لدور الإتحادات الطلابیة فی تنمیة قیم الدیمقراطیة بدرجة متوسطة بینما کان إدراک العینة الکلیة والفرقة الرابعة والشعب العلمیة أقل من المتوسط والنقص فی الوعی بدور الإتحادات الطلابیة قد یرجع لبعض الممارسات الخاطئة أثناء الإنتخابات ولذلک یجب رفع وعی الطلاب بإحترام مبادئ الدیمقراطیة فی الانتخابات.

 

وجاءت العبارة (31) والتی تنص علی (تتنوع الأنشطة الطلابیة لتعزیز الثقافة الأمنیة لدی الطلاب) فی المرتبة الثالثة عشرة من منظور العینة الکلیة وفی المرتبة السابعة للشعب العلمیة وفی المرتبة الحادیة عشرة للفرقة الرابعة وفی المرتبة الخامسة عشرة لکل من الفرقة الأولی والشعب الأدبیة دون وجود فروق دالة إحصائیاً بینهم وکان إدراک أفراد العینة الکلیة وباقی العینات الفرعیة لمدی تنوع الأنشطة لتعزیز الثقافة الأمنیة أقل من المتوسط ولذلک یجب الاهتمام بتنوع الأنشطة لتعزیز الثقافة الأمنیة لدی الطلاب.

وجاءت العبارة (44) التی تنص علی (تساهم الأنشطة بعمل بیانات إحصائیة عن الوفیات والدمار لمکتسبات الوطن نتیجة للأعمال التخریبیة) فی المرتبة الرابعة عشرة من منظور العینة الکلیة والفرقة الأولی والرابعة وفی المرتبة الثانیة عشرة للشعب الأدبیة وفی المرتبة السادسة عشرة للشعب العلمیة دون وجود فروق دالة إحصائیاً بینهم بدرجة متوسطة للشعب الأدبیة وأقل من المتوسط للعینة الکلیة وباقی المجموعات وهذا یدل علی وجود قصور فی هذا الدور یحتاج إلی تفعیل.

وجاءت العبارة (30) التی تنص علی (تتناول أنشطة الکلیة مشکلات الطلاب الفکریة المعاصرة) المرتبة الخامسة عشر من منظور العینة الکلیة والشعب العلمیة والمرتبة الثالثة عشرة للفرقة الأولی والمرتبة الرابعة عشرة للشعب الأدبیة والمرتبة السابعة عشرة للفرقة الرابعة دون وجود فروق دالة إحصائیاً بینهم وأن إدراک أفراد العینة الکلیة وباقی العینات لمدی تناول أنشطة الکلیة مشکلات الطلاب الفکریة المعاصرة کان بدرجة أقل من المتوسط وهذا یدل علی عدم وعی الطلاب بهذا الدور وکذلک قصور أنشطة الکلیة عن تناول مشکلات الطلاب. وتتفق هذه النتیجة مع دراسة (الأشقر، 2010م) وقد سبق                 الإشارة إلیها.

وجاءت العبارة (37) والتی تنص علی (أشارک فی الأنشطة التطوعیة مثل برامج محو الأمیة) فی المرتبة السادسة عشرة من منظور العینة الکلیة والفرقة الأولی والرابعة وفی المرتبة الرابعة عشرة للشعب العلمیة والمرتبة السابعة عشرة للشعب الأدبیة دون وجود فروق دالة إحصائیاً بینهم وأن درجة إدراک أفراد العینة الکلیة والفرقة الولی والرابعة والشعب العلمیة والأدبیة لأهمیة المشارکة فی الأنشطة التطوعیة لخدمة المجتمع أقل من المتوسط ولذلک یجب رفع وعی الطلاب بأهمیة المشارکة فی الأعمال التطوعیة            لخدمة المجتمع.

وجاءت العبارة (45) والتی تنص علی (تساهم الأنشطة بعرض أفلام وشرائح مرئیة لآثار التدمیر لمکتسبات الوطن نتیجة لإعتناق الفکر المنحرف) فی المرتبة السابعة عشرة من منظور العینة الکلیة والفرقة الأولی والشعب العلمیة وفی المرتبة الخامسة عشرة للفرقة الرابعة وفی المرتبة السادسة عشرة للشعب الأدبیة دون وجود فروق دالة إحصائیاً بینهم وأن درجة إدراک العینة الکلیة وباقی العینات لدور الأنشطة فی إبراز التدمیر لمکتسبات الوطن یحتاج إلی تفعیل لأن إدراکهم له کان أقل من المتوسط.

رابعاً: خلاصة النتائج والتصور المقترح لتفعیل دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلابها:

تتناول الباحثة فیما یلی خلاصة النتائج ثم التصور المقترح لتفعیل دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلابها.

أ – خلاصة نتائج الدراسة:

حاولت الدراسة الإجابة عن التساؤلات التالیة:

1-    ما مفهوم الإنحراف الفکری وأسبابه؟

2-    ما مفهوم الأمن الفکری وأهمیته ومراحل تحقیقه؟

3-    ما دور التربیة فی تحقیق الأمن الفکری بصفة عامة وفی الجامعة وکلیة التربیة  بصفة خاصة؟

4-    ما واقع الدور الذی تقوم به کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلابها؟

5-    ما التصور المقترح لزیادة فعالیة دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری               لدی طلابها؟

وذلک لتحقیق الأهداف التالیة:

هدفت هذه الدراسة إلی التعرف علی دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلابها من خلال وظائفها التعلیم والبحث العلمی وخدمة المجتمع ووضع تصور مقترح لتفعیل هذا الدور لتحقیق الأمن الفکری لدی طلابها.

وقد توصلت الدراسة إلی النتائج التالیة:

1-      الإنحراف الفکری هو التوجهات والاعتقادات التی یعتنقها بعض الشباب فتجعلهم ینظرون لمن خالفهم علی أنه کافر مستحل الدم والمال، سواء کان فرداً أو جماعة، حکاماً أو محکومین.

2-      أثبتت الدراسات أن من أسباب العنف فی المجتمع المصری هی: ضعف المؤسسات الدینیة الذی ترتب علیه ضعف الوازع الدینی، ضعف دور الأسرة، غیاب القدوة الصالحة فی الجامعة وخارجها، البطالة وغیاب العدالة الإجتماعیة، تدنی المستوی الإجتماعی الإقتصادی، الغلاة والمتطرفین الذین یصدرون الفتاوی بغیر علم مما یؤدی إلی قصور فی فهم الإسلام وتعالیمه.

3-      الأمن الفکری هو سلامة أفکار ومعتقدات الإنسان الدینیة والسیاسیة مما قد یشکل خطراً علی نظام الدولة وأمنها وهذا یؤدی إلی الإرتقاء بفکره ویحقق أمانه الشخصی والذی ینعکس علی مجتمعه بالإستقرار والأمن فی جمیع مجالات الحیاة السیاسیة والإجتماعیة والإقتصادیة والتعلیمیة وغیرها.

4-      أن الإخلال بالأمن الفکری یتعدی کل شرائح المجتمع علی إختلاف مستویاتها، ولذلک فالأمن الفکری هو مسئولیة کل فرد، حتی ولو کانت المسئولیة متعلقة بذاته ، هذا بالإضافة إلی أنه بتحقیق الأمن الفکری یمکن القضاء علی الإنحراف الفکری.

5-      مراحل تحقیق الأمن الفکری هی: مرحلة الوقایة من الإنحراف الفکری، مرحلة المناقشة والحوار، مرحلة التقویم، مرحلة المحاسبیة والمسائلة القانونیة، ومرحلة العلاج والإصلاح.

6-      العملیات التی تعزز تنمیة الأمن الفکری هی: القدوة وتنمیة علاقات التعاون مع الآخرین، تقبل وجهات النظر والحوار، وتعلم مواجهة الصراع والحوار المتکافئ.

7-      تقوم کلیة التربیة بدورها فی تحقیق الأمن الفکری من خلال وظائفها المختلفة التی أتفق خبراء التعلیم العالی علی إسنادها للجامعات الحدیثة والمتمثلة فی التعلیم والبحث العلمی وخدمة المجتمع.

8-     إن تحقیق الأمن الفکری وتعزیزه یتم من خلال العملیات الآتیة:

-        خلق بیئة تعلیمیة دیمقراطیة تتمیز بالرعایة والإهتمام والاحترام المتبادل بین الطلاب وبعضهم البعض وبینهم وبین أعضاء هیئة التدریس وکذلک بینهم وبین الإدارة وتکون العلاقات الإنسانیة طیبة.

-        القدوة فی السلوک الإجتماعی والأخلاقی من الکبار معلمین وآباء حیث أن مشارکتهم فی الأنشطة السیاسیة والإجتماعیة المختلفة تجعل الشباب یشارکون هذا بالإضافة إلی جماعة الأصدقاء وتأثیرها علی أعضائها.

-        تنمیة مهارات الطلاب علی استخدام الإستراتیجیات المناسبة لحل الصراع بالطرق السلمیة.

-        أن الشباب فی حاجة إلی قاعدة معلومات لکی یکونوا أکثر وعیاً بالموضوعات السیاسیة، فعلی الرغم من أن تأثیر المدرسة کبیر فی مجال المعلومات السیاسیة إلا أن تأثیرها علی المواطنة وقیم الدیمقراطیة والمشارکة السیاسیة والاجتماعیة کان ضعیفاً وأن طرق التدریس هی التی تؤثر تأثیراً کبیراً علی التوجهات السیاسیة مثل استخدام أسلوب الحوار والمشارکة بحریة لإبداء مقترحاتهم یعزز نمو الدیمقراطیة فی بیئة تعلیمیة مفتوحة تحقق تکافؤ الفرص.

-        إن المناقشة والحوار من خلال التعلم التعاونی تعزز الدافعیة للبحث وتبادل المعلومات وتقوی العلاقات الإنسانیة بین الطلاب وتنمی مهارات التعلم الذاتی وتتیح فرص النقد الذاتی وتبادل الآراء وبصفة عامة تحقق الأمن الفکری.

-        إن المشارکة فی إتخاذ القرارات تشجع علی المشارکة السیاسیة والإجتماعیة هذا بالإضافة إلی تعزیز التفکیر الأخلاقی ، ومهارات تقبل وجهات نظر الآخرین والتعبیر عن الرأی، وتنمیة الإحساس بالعدالة والمساواة والإنتماء للبیئة أو بمعنی آخر تحقق الأمن الفکری للفرد.

-        أن المدرس الدیمقراطی یعمل علی تکوین علاقات إجتماعیة إیجابیة بین الطلاب تؤدی لترابط الجماعة مع بعضها مما یعزز مشاعر الإنتماء للجماعة والحرص علی صالح الجماعة وذلک یؤدی بالتالی إلی تنمیة الولاء والإنتماء للمجتمع وبالتالی تحقق الأمن الفکری.

-        إن المشارکة فی خدمة المجتمع تساعد علی تنمیة الإتجاهات الإجتماعیة والسیاسیة الإیجابیة ویتطلب رفع وعی الطلاب بقضایا المجتمع ومشکلاته والمشارکة فی حلها وذلک یبرز أمنهم الفکری.

9-      أن أفراد العینة الکلیة للدراسة تدرک بدرجة إیجابیة کبیرة أهمیة دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدیهم بوزن نسبی یصل إلی (0.71) ، (0.72) للفرقة الأولی، (0.68) للفرقة الرابعة دون أن توجد فروق دالة إحصائیاً بینهما لصالح الفرقة الأولی. وقد یرجع ذلک إلی الظروف التی یمر بها المجتمع من البطالة بین خریجی الجامعة، هذا بالإضافة إلی البیئة التعلیمیة داخل وخارج حجرات الدراسة مما قد یؤدی إلی السخط علی المجتمع وهذا یقلل شعورهم بالإنتماء وعندما یقل إنتماء الفرد للمجتمع یصبح أکثر سلبیة ولا مبالاة بالأحداث الجاریة فی المجتمع وأقل إحساساً بالمشکلات التی تواجهه.

10-     أن إدراک  العینة الکلیة لأهمیة المحور الخاص بالبحث العلمی لکلیة التربیة یفوق فی أهمیته باقی المحاور الأخری بوزن نسبی یصل إلی (0.80) وبنفس المرتبة الأولی للفرقة الأولی بوزن نسبی (0.82) والفرقة الرابعة بوزن نسبی (0.77) والشعب الأدبیة بوزن نسبی (0.83) والشعب العلمیة بوزن نسبی (0.77) دون أن توجد فروق دالة إحصائیاً بینهم. وهذا یؤکد بدرجة إیجابیة کبیرة مدی أهمیة البحث العلمی فی تحقیق الأمن الفکری لدی الطلاب ویؤکد فی الوقت نفسه مدی إدراک أفراد العینة               لهذا الدور.

11-     أن ترتیب المحور الخاص بالتعلیم أحتل المرتبة الثانیة من منظور العینة ککل بوزن نسبی یصل إلی (0.71)، وبنفس المرتبة من منظور کل من طلاب الفرقة الأولی بوزن نسبی (0.73) والفرقة الرابعة بوزن نسبی (0.68) والشعب الأدبیة بوزن نسبی (0.73) والشعبة العلمیة بوزن نسبی (0.69) دون أن توجد فروق دالة إحصائیاً بینهم وهذه یؤکد أن أفراد العینة تدرک بدرجة إیجابیة أهمیة الدور التعلیمی للجامعة سواء من حیث المقررات الدراسیة وأسالیب التدریس وأعضاء هیئة التدریس                   والبیئة التعلیمیة.

12-     وأخیراً أحتل محور خدمة المجتمع المرکز الثالث والأخیر من منظور العینة ککل بوزن نسبی یصل إلی (0.70) وبنفس المرتبة من منظور کل من طلاب الفرقة الأولی بوزن نسبی (0.70) والفرقة الرابعة بوزن نسبی (0.67) والشعب الأدبیة بوزن نسبی (0.71) والشعب العلمیة بوزن نسبی (0.66) وتأخر هذا المحور یؤکد أن دور خدمة المجتمع لکلیة التربیة یعانی من قصور واضح فی الأنشطة الطلابیة ، أو الأنشطة التطوعیة لخدمة المجتمع وهو ما یؤکد أهمیة تفعیل هذا الدور حتی یمکنه تزوید الطلاب بالمهارات والقدرات التی تحقق الأمن الفکری لدیهم.

ب – التصور المقترح:

هدفت هذه الدراسة إلی التعرف علی واقع الدور الذی تقوم به کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلابها وقد تبین من تحلیل الوضع الراهن أن الجامعة لم تقم بدورها علی النحو المنشود، وقد توصلت الباحثة إلی تصور لتفعیل دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری ویبنی هذا التصور علی المفهوم التالی:

مفهوم التصور:

یبنی هذا التصور علی مجموعة من الأفکار والأسس التی تتعلق بالأمن الفکری وأسالیب تحقیقه والمتطلبات اللازمة لتفعیل دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلابها آخذة فی الاعتبار المتغیرات التی یمر بها المجتمع المصری وأثرها علی الأمن الفکری، وهذا یتضمن قابلیة هذا التصور للتعدیل وفقاً لما یستجد من متغیرات فی المستقبل.

کیفیة بناء التصور:

یتطلب بناء هذا التصور الإجراءات التالیة:

1-      تشخیص الوضع الحالی لدور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلابها لتحدید الجوانب الإیجابیة والسلبیة والفرص والتهدیدات.

2-      تحدید الموارد المالیة والبشریة والوسائل والإمکانیات اللازمة واختیار أکثرها ملائمة.

3-      تحدید فلسفة التصور وأهدافه والمتطلبات الضروریة لتحقیق هذه الأهداف.

4-      نظراً لأن الأمن الفکری یتغیر باستمرار لذلک یجب مراعاة المرونة فی التصور أی أنه قابل للتعدیل طبقاً للظروف.

1 – واقع دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلابها:

وذلک یتم بتشخیص ورصد واقع الدور الذی تقوم به کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری وتحدید إیجابیات وسلبیات هذا الدور، والمعوقات التی تعوق کلیة التربیة عن تأدیة دورها فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلابها، والفرص والتهدیدات.

2 – تحدید الموارد المادیة والبشریة:

قبل البدء بتنفیذ التصور یجب تحدید المیزانیة اللازمة لتنفیذه وتوفیر الإمکانات المادیة اللازمة فی البنیة التحتیة وکذلک عمل البرامج التدریبیة اللازمة للتنمیة المهنیة لأعضاء هیئة التدریس ومعاونیهم والقیادات الإداریة وذلک لضمان جودة الأداء، وعمل التعدیلات المطلوبة فی المقررات الدراسیة وإختیار أکثرها ملائمة لتعزیز الأمن الفکری. وکذلک وضع خطة للأنشطة التربویة والأنشطة التطوعیة لخدمة المجتمع وإختیار أکثرها ملائمة لتحقیق أهداف التصور.

3 – فلسفة التصور:

تنطلق فلسفة التصور من نتائج الدراسة التی أثبتت أن واقع الدور الذی تقوم به کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لطلابها یعانی من أوجه قصور فی وظائفها ولذلک فتفعیل دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری للطلاب ورفع الوعی لدیهم بأهمیة سلوکهم واهتمامهم الأخلاقی بالآخرین وأن یکونوا أکثر حساسیة فی تعاملهم مع الآخرین فی المستوی السیاسی والإجتماعی وتنمیة إحساسهم بمشکلات المجتمع وقضایاه وأهمیة المشارکة فی حلها، وتعزیز قیم التسامح وقبول الآخرین والتعایش معهم، والعدالة والمساواة والحریة والدیمقراطیة، وتنمیة مهارات النقد الموضوعی والنقد الذاتی لکل ما یبث من آراء وأفکار، ونشر قیم وتعالیم الإسلام السمحة للقضاء علی الإنحرافات الفکریة، وتنمیة قیم المواطنة والإنتماء والولاء للوطن.

4 – أهداف التصور:

یهدف هذا التصور إلی تحسین وتفعیل دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لطلابها وینبثق من هذا الهدف العام الأهداف الفرعیة التالیة:

  • مساعدة الطلاب علی تکوین وجهات نظر فی القضایا السیاسیة والإجتماعیة وتقبلهم لوجهات نظر الآخرین وتنمیة مهاراتهم الحواریة.
  • إدراک الطلاب للاختلافات الثقافیة وأثرها علی قیم ومعتقدات وعادات وتقالید ووجهات نظر الأفراد فی المجتمعات المختلفة وداخل المجتمع الواحد.
  • مساعدة الطلاب علی تقبل المعارضة والصراع وتنمیة مهاراتهم فی استخدام أسالیب واستراتیجیات حل الصراع بالطرق السلمیة.
  • تنمیة مهارات التعایش مع الآخرین وتعزیز قیم التسامح ونبذ العنف.
  • تنمیة قیم المواطنة والإعتزاز بالإنتماء للوطن.
  • إدراک الطلاب لجوهر الحریة وإحترام حریات الآخرین.
  • أن یصبح الطلاب أکثر مهارة فی المحافظة علی حقوقهم وواجباتهم والمحافظة علی حقوق الآخرین.
  • تنمیة وعی الطلاب بتعالیم الإسلام السمحة والقیم الأخلاقیة المقبولة فی المجتمع.
  • مشارکة الطلاب فی إتخاذ القرارات وتنمیة مهارات النقد الموضوعی.
  • إثارة دافعیة الطلاب للمشارکة السیاسیة والاجتماعیة وخدمة المجتمع.
  • بناء بیئة تعلیمیة دیمقراطیة مفتوحة تشجع علی التعاون وتکوین علاقات إنسانیة طیبة مع زملائهم ومعلمیهم ومع إدارة الکلیة.

5 – متطلبات نجاح هذا التصور:

-        أن یکون أعضاء هیئة التدریس ومعاونیهم دیمقراطیین یساهموا فی تعزیز قیم الإنتماء للجماعة والحرص علی صالحها والذی ینعکس بالتالی علی الإنتماء للوطن والحرص علی صالح المجتمع والاهتمام بقضایاه ومشکلاته.

-        أن تکون البیئة التعلیمیة دیمقراطیة مفتوحة تشجع علی التعاون وتکوین علاقات إنسانیة طیبة مع زملائهم ومعلمیهم وإدارة الکلیة.

-        ضرورة تطویر المناهج الدراسیة لضمان إحداث تغیر فی الاتجاهات والسلوک.

-        استخدام استراتیجیات للتدریس تتضمن المشارکة الفعالة فی العملیة التعلیمیة مثل التعلم الذاتی، والتعلیم عن بعد، والتعلم التعاونی، والعصف الذهنی، .. إلخ.

-        أن تقوم الکلیة بتأسیس بنیة تحتیة قویة من شبکة الإتصالات الحدیثة وتوفیر قاعدة معلومات قویة من خلال شبکات الإنترنت تساعد علی البحث العلمی وتسهم فی تیسیر عملیات التعلیم والتعلم.

-        مشارکة أعضاء هیئة التدریس ومعاونیهم فی ممارسة الأنشطة التربویة لیکونوا قدوة للطلاب، وذلک لرفع وإزدیاد وعی الطلاب بأهمیة المشارکة فی الأنشطة وإکتساب السلوک الإجتماعی والأخلاقی ومهارات الحوار والعمل فی فریق.

-        تنمیة مهارات الطلاب علی استخدام الإستراتیجیات المناسبة لحل الصراع                 بالطرق السلمیة.

-        یراعی أثناء تنفیذ التصور تقویم الإجراءات لتحدید نقاط القوة والضعف لتعدیل ما یجب تعدیله لتحقیق الأهداف وعمل التغذیة الرجعیة المناسبة قبل تطبیقه مرة أخری حیث أن التصور مرن وقابل للتعدیل.

 

 

 

 

 

 

 

 

الخاتمة:

هدفت هذه الدراسة إلی التعرف علی دور کلیة التربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلابها، وأقتضت متطلبات الدراسة وضع تصور مقترح لتفعیل دور الکلیة فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلابها وذلک لعلاج أوجه القصور فی أداء الکلیة لوظائفها التعلیم والبحث العلمی وخدمة المجتمع خاصة وأن نتائج الدراسة أکدت أن خدمة المجتمع تتضح فیها أوجه القصور وجاءت فی المرتبة الأخیرة، هذا بالإضافة إلی أن نسبة کبیرة من الطلاب والطالبات من أفراد العینة لا یشارکون فی الأنشطة الطلابیة أو التطوعیة لخدمة المجتمع.

 

المصادر والمراجع:

القرآن الکریم.

1-          الطلاع، رضوان بن ظاهر، نحو أمن فکری إسلامی، ط4 ، الریاض، مطابع العصر، 1420ﻫ.

2-          الترکی عبد الله عبد المحسن، الأمن فی حیاة الناس وأهمیته فی الإسلام، الریاض ، وزارة الشئون الإسلامیة والأوقاف والدعوة والإرشاد، 1423ﻫ.

3-          خضور، أدیب، أولویات تطویر الإعلام الأمنی العربی، (واقعه وآفاق تطوره)، الریاض، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، 1420ﻫ.

4-          إبن منظور ، جمال الدین محمد، لسان العرب، بیروت، دار صادر، (د.ت).

5-          الحیدر، حیدر بن عبد الرحمن، الأمن الفکری فی مواجهة المؤثرات الفکریة، رسالة دکتوراه، کلیة الدراسات العلیا بأکادیمیة الشرطة فی جمهوریة مصر العربیة، 1423ﻫ.

6-          البرعی، وفاء محمد، دور الجامعة فی مواجهة التطرف الفکری، رسالة دکتوراه منشورة، الإسکندریة، دار المعرفة الجامعیة، 2002م.

7-          الحارثی، زید بن زاید أحمد، إسهام الإعلام التربوی فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلاب المرحلة الثانویة بمدینة مکة المکرمة من وجهة نظر مدیری ووکلاء المدارس والمشرفین التربویین، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة أم القری بالمملکة العربیة السعودیة، 1429ﻫ.

8-          الربعی، محمد، "دور المناهج الدراسیة فی تعزیز مناهج الأمن الفکری لدی طلاب الجامعات فی المملکة العربیة السعودیة"، من أبحاث المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری الذی نظمته جامعة الملک سعود للفترة من (23-25)/5 ، 2009م.

9-          الشریفین، عماد، التنشئة الأسریة ودورها فی الأمن الفکری، من أبحاث المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری الذی نظمته جامعة الملک سعود للفترة من (23-25)/5 ، 2009م.

10-      الهماش، متعب، "إستراتیجیة تعزیز الأمن الفکری"، من أبحاث المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری الذی نظمته جامعة الملک سعود للفترة من (23-25)/5 ، 2009م.

11-      الأشقر، منصور بن ناصر علی، دور الأنشطة الطلابیة غیر الصفیة فی تعزیز الأمن الفکری نحو بناء نموذج تربوی لتعزیز الأمن الفکری فی المرحلة الثانویة، رسالة دکتوراه، قسم العلوم الاجتماعیة، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، 2010م.

12-      الأتربی، هویدا محمود، "دور الجامعة التربوی فی تحقیق الأمن الفکری لطلابها (تصور مقتـرح)"، مجلـة مستقبل التربیة العربیة، المجلد الثامن عشر، العدد 70، أبریل 2011م، ص ص 157-223.

13-      الجوارنة، المعتصم بالله سلیمان، "الأمن الفکری وتطبیقاته التربویة فی البلاد الإسلامیة العربیة" (دراسة تحلیلیة)، مجلة دراسات تربویة وإجتماعیة، کلیة التربیة، جامعة حلوان، المجلد (17)، العدد (3)، یولیو 2011م، ص ص 207-230.

14-      محمد، عبد الناصر راضی، "دور الجامعة فی تفعیل الأمن الفکری لطلابها"، دراسة میدانیة، المجلة التربویة، کلیة التربیة ، جامعة سوهاج، العدد الثالث والثلاثون، ینایر 2013م.

15-        Call, Carolyne, Mary, Intellectual Safety and Epistemological position in College Classroom, Ph.D. Dissertation, United States, New York, CornellUniversity, 2004.

16-        Guzzetti, Barbara J. & Williams, Wayne O., "Examining Intellectual Safety in the Science Classroom", Journal of Research in Science Teaching, Vol. 33, No. 1, 2004.

17-        Call, Carolyne, M., "Defining Intellectual Safety in College Classroom", Journal on Excellence in College Teaching, Vol. 18, No. 3, 2007, pp. 19-37.

18-        Strumpenhorst, Josh, Stump Teacher, Retrived from: http://stumpteacher.blogspt.com/ 2014,11/intellectu.

19-      النیسابوری، مسلم بن الحجاج، الجامع الصحیح، بیروت، دار إحیاء التراث، 1420ﻫ.

20-      طالب، أحمد مبارک، "الأسرة ودورها فی وقایة أبنائها من الإنحراف الفکری"، بحث مقدم للإجتماع التنسیقی العاشر لمدیری مراکز البحوث والعدالة الجنائیة ومکافحة الجریمة حول (الأمن الفکری)، الذی نظمته جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة بالمدینة المنورة خلال الفترة من (6-8)/8 ، 1425ﻫ.

21-      الغامدی، سعید بن محمد، الإنحراف الفکری وأثره علی الأمن الوطنی بدول مجلس التعاون لدول الخلیج العربی، دراسة غیر منشورة، الریاض، 1426ﻫ.

22-      البرعی، وفاء، مرجع سابق.

23-      سیف الیزل، سامح، "الدور الوقائی للأسرة"، مؤتمر هی والإرهاب الذی نظمه المجلس القومی للمرأة فی مصر، 20/1/2015م.

24-      الحارثی، زید بن زاید أحمد، مرجع سابق.

25-      البخاری، محمد بن إسماعیل، الجامع الصحیح، القاهرة، مکتبة الإیمان، 1418ﻫ.

26-      الحارثی، زید بن زاید أحمد، مرجع سابق.

27-      اللویحق، عبدالرحمن بن معلا، الغلو فی الدین فی حیاة المسلمین المعاصرة، بیروت، مؤسسة الرسالة، 1425ﻫ.

28-      الحارثی، زید بن زاید أحمد، مرجع سابق.

29-      المرجع السابق.

30-      المرجع السابق.

31-      علی، نبیل، "الثقافة العربیة وعصر المعلومات"، مجلة المعرفة (تصدر عن المجلس الوطنی للثقافة والفنون والآداب بالکویت)، العدد 265، 2001م، ص ص 290-299.

32-      المرجع السابق.

33-      عطیه، أحمد أحمد، مناهج البحث فی التربیة وعلم النفس، القاهرة، الدار المصریة اللبنانیة، 1999م.

34-      علی ، نبیل، مرجع سابق.

35-        Berman, Sheldon, Children's Social Consciousness and The development of Social Responsibility 2 Sec. ed., Albany State University of New York Press, 2010.

36-        Ibid.

37-        Berman, Sheldon, and Lafarage, P. (eds), Promising Practices in Teaching Social Responsibility 2 sec. ed. N.Y. State University of New York Press, 2008.

38-        Berman, Sheldon, Children's Social Consciousness and the Development of Social responsibility, op. cit.

39-      علی، سعید إسماعیل، "الحریة الأکادیمیة للتعلیم العالی العربی فی ضوء تحدیات القرن الحادی والعشرین"، مؤتمر التعلیم العالی العربی وتحدیات مطلع القرن الحادی والعشرین (18-20) أبریل، 1994، الکویت، جامعة الکویت، 1996م.

40-        Berman, Sheldon, Children's Social Consciousness and the Development of Social responsibility, op. cit.

41-        Ibid.

42-        Merelman, R.M., "The Role of Conflict in Children's Learning", in O Ochilov (ed.), Political Socialization Citizenship Education, and Democracy, New York, Teacher College Press, 2009, pp. 47-55.

43-        Haan, N., Aerts E, and Cooper, B., on Moral Grounds: The Search for Practical Morality, 2 sec. ed., New YorkUniversity Press, 2006.

44-      محمد، أحمد شحاته حسین، العوامل المؤثرة علی الالتزام التنظیمی لدی طلاب کلیة التربیة، مجلة البحث فی التربیة وعلم النفس، جامعة المنیا، المجلد الخامس عشر، العدد الأول، یولیو 2001م.

45-      عمارة، سامی فتحی عبد الغنی، "دور أستاذ الجامعة فی تنمیة قیم المواطنة لمواجهة تحدیات الهویة الثقافیة لجامعة الإسکندریة نموذجاً"، مجلة مستقبل التربیة، المجلد (17)، العدد (64)، یونیه 2010م.

46-      شحاته، حسن، التعلیم الجامعی والتقویم الجامعی بین النظریة والتطبیق، القاهرة، الدار العربیة للکتاب، 2001م.

47-      رزق، حنان عبد الحلیم، " دور الأنشطة الطلابیة فی تنمیة قیم الإنتماء لدی طلاب جامعة المنصورة فی ضوء متغیرات القرن الحادی والعشرین" ، مجلة مستقبل التربیة العربیة، المجلد (18)، العدد (28)، ینایر 2011م.

48-      جاد الکریم، علاء أحمد، "دور رعایة الشباب بالجامعات المصریة فی تنمیة المواطنة لدی طلابها"، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة أسیوط، 2009م.

49-      المرجع السابق.

50-      عبد المطلب، أحمد محمود محمد، "البحث العلمی فی مؤسسات التعلیم الجامعی"، مدخل لتطویر الأداء البحثی فی هذه المؤسسات، المؤتمر السنوی العربی الخامس – الدولی الثانی، الإتجاهات الحدیثة فی تطویر الأداء المؤسسی والأکادیمی فی مؤسسات التعلیم العالی النوعی فی مصر والعالم العربی، کلیة التربیة، جامعة المنصورة (14-15) أبریل، المجلد الأول 2010م.

51-        Ehman, L.H., "The AmericanSchool in the Political Socialization Process", Review of Educational Research, Vol. (50), No. (1), 2006, pp. 99-119.

52-      عمار، حامد، مواجهة العولمة فی التعلیم والثقافة، القاهرة، الدار العربیة للکتاب، 2000م.

53-        Berman, Sheldon, Children's Social Consciousness and the Development of Social Responsibility, op. cit.

54-      عمار، حامد، مرجع سابق.

55-        K. Kathleen, Community Service and Civic Education Available at: http://www. ericae.net/edo/ed.309135.html/Retrived,12/2014.

56-      عزب، محمد علی، التعلیم الجامعی وقضایا التنمیة، القاهرة، الأنجلو المصریة، 2011م.

57-      السید، فؤاد البهی، علم النفس الإحصائی وقیاس العقل البشری، ط2 ، القاهرة، دار الفکر العربی، 1976.

58-      عبد الجواد، عبد الله السید، المؤشرات التربویة واستخدام الریاضیات فی العلوم الإنسانیة، أسیوط، مطبعة جولد فنجرز، 1983م.

59-      واصل، نصر فرید، مؤتمر المجلس الأعلی للشئون الإسلامیة الرابع والعشرین، "عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبین إلیه"، 28/2/2015م.

60-      جمعه محمد مختار، مؤتمر المجلس الأعلی للشئون الإسلامیة الرابع والعشرین "الإسلام وأخطاء بعض المنتسبین إلیه، فی الفترة من 28/2 إلی 1/3/2015م.

61-      صاصیلا، رانیا، "دور کلیة التربیة فی جامعة دمشق فی تنمیة المهارات الحیاتیة فی ضوء الإتجاهات التربویة المعاصرة"، مجلة إتحاد الجامعات العربیة للتربیة وعلم النفس، المجلد التاسع، العدد الرابع، أکتوبر 2011م، ص ص 163-190.

62-      موسی، کریمة سعودی عبد العال، "دور الجامعة فی تنمیة بعض المهارات الحیاتیة لدی طلابها فی ضوء متطلبات مجتمع المعرفة" ، دراسة میدانیة، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة بأسیوط، جامعة أسیوط، 2014م.

63-      المرجع السابق.

 

القرآن الکریم.
1-          الطلاع، رضوان بن ظاهر، نحو أمن فکری إسلامی، ط4 ، الریاض، مطابع العصر، 1420ﻫ.
2-          الترکی عبد الله عبد المحسن، الأمن فی حیاة الناس وأهمیته فی الإسلام، الریاض ، وزارة الشئون الإسلامیة والأوقاف والدعوة والإرشاد، 1423ﻫ.
3-          خضور، أدیب، أولویات تطویر الإعلام الأمنی العربی، (واقعه وآفاق تطوره)، الریاض، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، 1420ﻫ.
4-          إبن منظور ، جمال الدین محمد، لسان العرب، بیروت، دار صادر، (د.ت).
5-          الحیدر، حیدر بن عبد الرحمن، الأمن الفکری فی مواجهة المؤثرات الفکریة، رسالة دکتوراه، کلیة الدراسات العلیا بأکادیمیة الشرطة فی جمهوریة مصر العربیة، 1423ﻫ.
6-          البرعی، وفاء محمد، دور الجامعة فی مواجهة التطرف الفکری، رسالة دکتوراه منشورة، الإسکندریة، دار المعرفة الجامعیة، 2002م.
7-          الحارثی، زید بن زاید أحمد، إسهام الإعلام التربوی فی تحقیق الأمن الفکری لدی طلاب المرحلة الثانویة بمدینة مکة المکرمة من وجهة نظر مدیری ووکلاء المدارس والمشرفین التربویین، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة أم القری بالمملکة العربیة السعودیة، 1429ﻫ.
8-          الربعی، محمد، "دور المناهج الدراسیة فی تعزیز مناهج الأمن الفکری لدی طلاب الجامعات فی المملکة العربیة السعودیة"، من أبحاث المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری الذی نظمته جامعة الملک سعود للفترة من (23-25)/5 ، 2009م.
9-          الشریفین، عماد، التنشئة الأسریة ودورها فی الأمن الفکری، من أبحاث المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری الذی نظمته جامعة الملک سعود للفترة من (23-25)/5 ، 2009م.
10-      الهماش، متعب، "إستراتیجیة تعزیز الأمن الفکری"، من أبحاث المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری الذی نظمته جامعة الملک سعود للفترة من (23-25)/5 ، 2009م.
11-      الأشقر، منصور بن ناصر علی، دور الأنشطة الطلابیة غیر الصفیة فی تعزیز الأمن الفکری نحو بناء نموذج تربوی لتعزیز الأمن الفکری فی المرحلة الثانویة، رسالة دکتوراه، قسم العلوم الاجتماعیة، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، 2010م.
12-      الأتربی، هویدا محمود، "دور الجامعة التربوی فی تحقیق الأمن الفکری لطلابها (تصور مقتـرح)"، مجلـة مستقبل التربیة العربیة، المجلد الثامن عشر، العدد 70، أبریل 2011م، ص ص 157-223.
13-      الجوارنة، المعتصم بالله سلیمان، "الأمن الفکری وتطبیقاته التربویة فی البلاد الإسلامیة العربیة" (دراسة تحلیلیة)، مجلة دراسات تربویة وإجتماعیة، کلیة التربیة، جامعة حلوان، المجلد (17)، العدد (3)، یولیو 2011م، ص ص 207-230.
14-      محمد، عبد الناصر راضی، "دور الجامعة فی تفعیل الأمن الفکری لطلابها"، دراسة میدانیة، المجلة التربویة، کلیة التربیة ، جامعة سوهاج، العدد الثالث والثلاثون، ینایر 2013م.
15-        Call, Carolyne, Mary, Intellectual Safety and Epistemological position in College Classroom, Ph.D. Dissertation, United States, New York, CornellUniversity, 2004.
16-        Guzzetti, Barbara J. & Williams, Wayne O., "Examining Intellectual Safety in the Science Classroom", Journal of Research in Science Teaching, Vol. 33, No. 1, 2004.
17-        Call, Carolyne, M., "Defining Intellectual Safety in College Classroom", Journal on Excellence in College Teaching, Vol. 18, No. 3, 2007, pp. 19-37.
18-        Strumpenhorst, Josh, Stump Teacher, Retrived from: http://stumpteacher.blogspt.com/ 2014,11/intellectu.
19-      النیسابوری، مسلم بن الحجاج، الجامع الصحیح، بیروت، دار إحیاء التراث، 1420ﻫ.
20-      طالب، أحمد مبارک، "الأسرة ودورها فی وقایة أبنائها من الإنحراف الفکری"، بحث مقدم للإجتماع التنسیقی العاشر لمدیری مراکز البحوث والعدالة الجنائیة ومکافحة الجریمة حول (الأمن الفکری)، الذی نظمته جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة بالمدینة المنورة خلال الفترة من (6-8)/8 ، 1425ﻫ.
21-      الغامدی، سعید بن محمد، الإنحراف الفکری وأثره علی الأمن الوطنی بدول مجلس التعاون لدول الخلیج العربی، دراسة غیر منشورة، الریاض، 1426ﻫ.
22-      البرعی، وفاء، مرجع سابق.
23-      سیف الیزل، سامح، "الدور الوقائی للأسرة"، مؤتمر هی والإرهاب الذی نظمه المجلس القومی للمرأة فی مصر، 20/1/2015م.
24-      الحارثی، زید بن زاید أحمد، مرجع سابق.
25-      البخاری، محمد بن إسماعیل، الجامع الصحیح، القاهرة، مکتبة الإیمان، 1418ﻫ.
26-      الحارثی، زید بن زاید أحمد، مرجع سابق.
27-      اللویحق، عبدالرحمن بن معلا، الغلو فی الدین فی حیاة المسلمین المعاصرة، بیروت، مؤسسة الرسالة، 1425ﻫ.
28-      الحارثی، زید بن زاید أحمد، مرجع سابق.
29-      المرجع السابق.
30-      المرجع السابق.
31-      علی، نبیل، "الثقافة العربیة وعصر المعلومات"، مجلة المعرفة (تصدر عن المجلس الوطنی للثقافة والفنون والآداب بالکویت)، العدد 265، 2001م، ص ص 290-299.
32-      المرجع السابق.
33-      عطیه، أحمد أحمد، مناهج البحث فی التربیة وعلم النفس، القاهرة، الدار المصریة اللبنانیة، 1999م.
34-      علی ، نبیل، مرجع سابق.
35-        Berman, Sheldon, Children's Social Consciousness and The development of Social Responsibility 2 Sec. ed., Albany State University of New York Press, 2010.
36-        Ibid.
37-        Berman, Sheldon, and Lafarage, P. (eds), Promising Practices in Teaching Social Responsibility 2 sec. ed. N.Y. State University of New York Press, 2008.
38-        Berman, Sheldon, Children's Social Consciousness and the Development of Social responsibility, op. cit.
39-      علی، سعید إسماعیل، "الحریة الأکادیمیة للتعلیم العالی العربی فی ضوء تحدیات القرن الحادی والعشرین"، مؤتمر التعلیم العالی العربی وتحدیات مطلع القرن الحادی والعشرین (18-20) أبریل، 1994، الکویت، جامعة الکویت، 1996م.
40-        Berman, Sheldon, Children's Social Consciousness and the Development of Social responsibility, op. cit.
41-        Ibid.
42-        Merelman, R.M., "The Role of Conflict in Children's Learning", in O Ochilov (ed.), Political Socialization Citizenship Education, and Democracy, New York, Teacher College Press, 2009, pp. 47-55.
43-        Haan, N., Aerts E, and Cooper, B., on Moral Grounds: The Search for Practical Morality, 2 sec. ed., New YorkUniversity Press, 2006.
44-      محمد، أحمد شحاته حسین، العوامل المؤثرة علی الالتزام التنظیمی لدی طلاب کلیة التربیة، مجلة البحث فی التربیة وعلم النفس، جامعة المنیا، المجلد الخامس عشر، العدد الأول، یولیو 2001م.
45-      عمارة، سامی فتحی عبد الغنی، "دور أستاذ الجامعة فی تنمیة قیم المواطنة لمواجهة تحدیات الهویة الثقافیة لجامعة الإسکندریة نموذجاً"، مجلة مستقبل التربیة، المجلد (17)، العدد (64)، یونیه 2010م.
46-      شحاته، حسن، التعلیم الجامعی والتقویم الجامعی بین النظریة والتطبیق، القاهرة، الدار العربیة للکتاب، 2001م.
47-      رزق، حنان عبد الحلیم، " دور الأنشطة الطلابیة فی تنمیة قیم الإنتماء لدی طلاب جامعة المنصورة فی ضوء متغیرات القرن الحادی والعشرین" ، مجلة مستقبل التربیة العربیة، المجلد (18)، العدد (28)، ینایر 2011م.
48-      جاد الکریم، علاء أحمد، "دور رعایة الشباب بالجامعات المصریة فی تنمیة المواطنة لدی طلابها"، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة أسیوط، 2009م.
49-      المرجع السابق.
50-      عبد المطلب، أحمد محمود محمد، "البحث العلمی فی مؤسسات التعلیم الجامعی"، مدخل لتطویر الأداء البحثی فی هذه المؤسسات، المؤتمر السنوی العربی الخامس – الدولی الثانی، الإتجاهات الحدیثة فی تطویر الأداء المؤسسی والأکادیمی فی مؤسسات التعلیم العالی النوعی فی مصر والعالم العربی، کلیة التربیة، جامعة المنصورة (14-15) أبریل، المجلد الأول 2010م.
51-        Ehman, L.H., "The AmericanSchool in the Political Socialization Process", Review of Educational Research, Vol. (50), No. (1), 2006, pp. 99-119.
52-      عمار، حامد، مواجهة العولمة فی التعلیم والثقافة، القاهرة، الدار العربیة للکتاب، 2000م.
53-        Berman, Sheldon, Children's Social Consciousness and the Development of Social Responsibility, op. cit.
54-      عمار، حامد، مرجع سابق.
55-        K. Kathleen, Community Service and Civic Education Available at: http://www. ericae.net/edo/ed.309135.html/Retrived,12/2014.
56-      عزب، محمد علی، التعلیم الجامعی وقضایا التنمیة، القاهرة، الأنجلو المصریة، 2011م.
57-      السید، فؤاد البهی، علم النفس الإحصائی وقیاس العقل البشری، ط2 ، القاهرة، دار الفکر العربی، 1976.
58-      عبد الجواد، عبد الله السید، المؤشرات التربویة واستخدام الریاضیات فی العلوم الإنسانیة، أسیوط، مطبعة جولد فنجرز، 1983م.
59-      واصل، نصر فرید، مؤتمر المجلس الأعلی للشئون الإسلامیة الرابع والعشرین، "عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبین إلیه"، 28/2/2015م.
60-      جمعه محمد مختار، مؤتمر المجلس الأعلی للشئون الإسلامیة الرابع والعشرین "الإسلام وأخطاء بعض المنتسبین إلیه، فی الفترة من 28/2 إلی 1/3/2015م.
61-      صاصیلا، رانیا، "دور کلیة التربیة فی جامعة دمشق فی تنمیة المهارات الحیاتیة فی ضوء الإتجاهات التربویة المعاصرة"، مجلة إتحاد الجامعات العربیة للتربیة وعلم النفس، المجلد التاسع، العدد الرابع، أکتوبر 2011م، ص ص 163-190.
62-      موسی، کریمة سعودی عبد العال، "دور الجامعة فی تنمیة بعض المهارات الحیاتیة لدی طلابها فی ضوء متطلبات مجتمع المعرفة" ، دراسة میدانیة، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة بأسیوط، جامعة أسیوط، 2014م.
63-      المرجع السابق.