تصور مقترح للتعبير الکمي عن الإعاقة في المنطقة العربية وفقا للتصنيف الدولي لأداء الوظائف والإعاقة والصحة (ICF)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 أستاذ القياس والتقويم قسم علم النفس- کلية التربية- جامعة السلطان قابوس سلطنة عمان

2 أستاذ مساعد التربية الخاصة قسم علم النفس- کلية التربية- جامعة السلطان قابوس سلطنة عمان

المستخلص

تبذل الدول العربية جهودا کبيرة في حصر أعداد المعاقين لديها، وتخصص ميزانيات لابأس بها للنهوض بالمعاقين ورعايتهم وتقديم الخدمات المناسبة لهم. ولکن ما يلاحظ على جهود تلک الدول أنها جهود ذاتية متفاوتة المستوى والتنظيم، وبحاجة إلى تقنين ومعايير معينة، بحيث تکون بمستوى قواعد البيانات العالمية.
وفي ضوء ذلک، تتلخص مشکلة الدراسة الحالية في افتقار المنطقة العربية لقاعدة بيانات خاصة بالمعاقين تواکب المعايير العالمية وتکون موحدة في جميع الدول.
وعليه، تستهدف الدراسة الحالية اقتراح قاعدة بيانات للإعاقة في المنطقة العربية في ضوء التصنيف الدولي لأداء الوظائف والإعاقة والصحة International Classification of Functioning, Disability and Health (ICF) الذي قامت بإعداده منظمة الصحة العالمية عام 2001.
يرکز التصنيف الدولي ICF على ثلاث قضايا أساسية هي: بنية الجسم، والنشاط، والمشارکة. وبذلک فهو إطار لوصف الجوانب المختلفة للأداء البشري حينما يتعرض لظروف صحية أو إعاقة معينة؛ وهو نظام تصنيف وليس أداة قياس.
ومن أهم التوصيات التي خرجت بها الدراسة:
1- مراجعة قواعد بيانات الإعاقة في المنطقة العربية في ضوء التصنيف الدولي ICF.
2- تدريب وتوعية المهتمين بشؤون الإعاقة في المنطقة العربية بمعايير التصنيف الدولي ICF.
3- نشر ثقافة قواعد بيانات المعاقين والتصنيف الدولي ICF في وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة.
 
 

الموضوعات الرئيسية


 

              کلیة التربیة

کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة) 

    =======

تصور مقترح للتعبیر الکمی عن الإعاقة فی المنطقة العربیة وفقا للتصنیف الدولی لأداء الوظائف والإعاقة والصحة (ICF)

 

 

إعــداد

أ. د/ علی مهدی کاظم

د/ محمود محمد إمام

أستاذ القیاس والتقویم

أستاذ مساعد التربیة الخاصة

قسم علم النفس- کلیة التربیة- جامعة السلطان قابوس

سلطنة عمان

 

 

 

 

}       المجلد الحادی والثلاثون – العدد الأول– ینایر 2015م  {

 

 

 

المستخلص:

تبذل الدول العربیة جهودا کبیرة فی حصر أعداد المعاقین لدیها، وتخصص میزانیات لابأس بها للنهوض بالمعاقین ورعایتهم وتقدیم الخدمات المناسبة لهم. ولکن ما یلاحظ على جهود تلک الدول أنها جهود ذاتیة متفاوتة المستوى والتنظیم، وبحاجة إلى تقنین ومعاییر معینة، بحیث تکون بمستوى قواعد البیانات العالمیة.

وفی ضوء ذلک، تتلخص مشکلة الدراسة الحالیة فی افتقار المنطقة العربیة لقاعدة بیانات خاصة بالمعاقین تواکب المعاییر العالمیة وتکون موحدة فی جمیع الدول.

وعلیه، تستهدف الدراسة الحالیة اقتراح قاعدة بیانات للإعاقة فی المنطقة العربیة فی ضوء التصنیف الدولی لأداء الوظائف والإعاقة والصحة International Classification of Functioning, Disability and Health (ICF) الذی قامت بإعداده منظمة الصحة العالمیة عام 2001.

یرکز التصنیف الدولی ICF على ثلاث قضایا أساسیة هی: بنیة الجسم، والنشاط، والمشارکة. وبذلک فهو إطار لوصف الجوانب المختلفة للأداء البشری حینما یتعرض لظروف صحیة أو إعاقة معینة؛ وهو نظام تصنیف ولیس أداة قیاس.

ومن أهم التوصیات التی خرجت بها الدراسة:

1- مراجعة قواعد بیانات الإعاقة فی المنطقة العربیة فی ضوء التصنیف الدولی ICF.

2- تدریب وتوعیة المهتمین بشؤون الإعاقة فی المنطقة العربیة بمعاییر التصنیف الدولی ICF.

3- نشر ثقافة قواعد بیانات المعاقین والتصنیف الدولی ICF فی وسائل الاعلام المرئیة والمقروءة والمسموعة.

 

 

مقدمة:

اعتمدت الأبحاث الأمبریقیة empirical studies فی مجال الإعاقة على الطرق التقلیدیة فی جمع البیانات وتحلیلها ونشرها متمثلة فی المسوح اللحظیة التی تتم خلال فترة زمنیة معنیة، وهو ما یعرف فی المجال البحثی باسم cross-sectional designs أو التصمیمات البحثیة اللحظیة بهدف جمع معلومات عن انتشار ظاهرة معینة مثل الإعاقة فی فترة زمنیة محددة. وعلى الرغم من فعالیة هذا التصمیم إلا أنه لا یقدم حلولاً کاملة حول الظاهرة المراد دراستها من حیث المساعدة فی تقدیم معلومات            تتصل بما نحتاجه من خدمات فی التأهیل أو التدخل العلاجی، کما أنها لا                     تقدم  معلومات یمکن أن تساعد فی تقدیم حلولاً کاملة حول الوقایة والتأطیر لنموذج متکامل حول الأسباب البیولوجیة، والاجتماعیة والبیئیة المرتبطة بإعاقة معنیة (Madden, Choi & Sykes, 2003).

قبل الثمانینات من القرن العشرین لم یکن هناک حرکة منظمة لحقوق الأفراد ذوی الإعاقة على المستوى الدولی أو المحلی. وعلى الرغم من أن الأمم المتحدة أصدرت عدداً من القرارات التی تعنی بحقوق الأفراد المعاقین إلا أنه لم یکن هناک فهم حقیقی للإعاقة من المنحى الحقوقی، کما لم یکن هناک اعتراف بالحاجة إلى تأمین حقوق الأفراد المعاقین على أنه تغییر اجتماعی وسیاسی وتشریعی، بل على العکس کان ینُظر إلى الأفراد المعاقین على أنهم لیسوا جزءاً من عوام السکان، بل على اعتبار أنهم مجموعة فرعیة لها احتیاجات خاصة. ومع بدایة تبلور رؤیة لحقوق الأفراد ذوی الإعاقات فی عام 1983 من خلال تکوین مجموعات دعم وناشطین للدفاع عن حقوق الأفراد ذوی الإعاقة، ومن خلال العمل مع منظمة الأمم المتحدة، بدأت منظمة الصحة العالمیة فی البحث            عن طریقة لتصنیف الأمراض والإعاقات من أجل تمکین المجتمعات من تخطیط الخدمات، وتقدیم خدمات العلاج والتأهیل (Rosenbaum, & Stewart, 2004; Simeonsson, Leonardi, Lollar, Bjorck-Akesson, Hollenweger & Martinuzzi, 2003). غیر أن منظمة الصحة العالمیة فی ذلک الوقت لم تدرک                أن التغیر الذی طرأ فی مجال الإعاقة فی العالم بدأ احتضانه من جانب الأنظمة السیاسیة، ولذلک رکزت منظمة الصحة العالمیة فی ذلک الوقت على النموذج الطبی الذی یرکز         على المدخل الخطی السببی الذی یرکز على المرض أو العجز ونواتجه المتمثلة فی          إعاقة الفرد والتی تمنعه من أن یوصف على أنه فرد عادی یشارک فی المجتمع (Mbogoni, 2003).

کما رکزت منظمة الصحة العالمیة فی ذلک الوقت على تعریف الإعاقة على أنه قصور فی الأداء Functional limitation من خلال التصنیف العالمی للعجز والتعوق والإعاقة International Classification of Impairment, Disability and Handicap (ICIDH)، وهو ما تم تبنیه من الباحثین والعوام فی ذلک الوقت،            وکأن هناک انکار لأن تکون النظرة للإعاقة من منحى ومنظور حقوقی. وهو الأمر                الذی ظهر أثره فی قیاس وتقییم الخدمات المقدمة للأفراد ذوی الإعاقة، وتقییم                 الأفراد أنفسهم من حیث العجز بدلاً من ظروف المعیشة أو القدرة على العیش أو التعایش (De Kleijn-de Vrankrijker, 2003).

وفی الواقع تحتاج البلدان التی تتبنى فی سیاساتها دعم الأفراد ذوی            الإعاقات إلى مدى واسع، وکم کبیر من البیانات لوصف وضع وحالة                       الأفراد ذوی الإعاقات، ومدى حصولهم على الخدمات المختلفة التی یحتاجون إلیها (Stucki , 2005; Hurst, 2003).

تأسیسا على ما تقدم تحاول هذه الدراسة أن تصف کیف یمکن للمنطقة العربیة أن تقوم بذلک من خلال مکونین أساسیین هما: المشارکة بقوة فی بناء وتبنی إطار التصنیف الدولی لأداء الوظائف والإعاقة والصحة ICF، وتبنی المبادرات التی یمکن من خلالها تحسین وتنسیق البیانات الوطنیة عن الإعاقة.

یتمثل المدخل الأساسی لتحسین عملیة جمع البیانات عن الإعاقة فی المنطقة العربیة فی ضرورة استخدام التصنیف الدولی ICF کبنیة تحتیة وطنیة فی مجال الإعاقة، وخاصة عملیة تحدید العناصر الرئیسیة للبیانات التی یجب تضمینها فی قواعد البیانات الوطنیة فی المنطقة العربیة.

مشکلة الدراسة

تبذل الدول العربیة جهودا کبیرة فی حصر أعداد المعاقین لدیها، وتخصص میزانیات لابأس بها للنهوض بهم ورعایتهم وتقدیم الخدمات المناسبة لهم. ولکن ما یلاحظ على جهود تلک الدول أنها جهود ذاتیة متفاوتة المستوى والتنظیم، وبحاجة إلى تقنین ومعاییر معینة، بحیث تکون بمستوى قواعد البیانات العالمیة. وبالتالی فإن مشکلة الدراسة الحالیة تتلخص فی افتقار المنطقة العربیة لقاعدة بیانات خاصة بالمعاقین تواکب المعاییر العالمیة وتکون موحدة فی جمیع الدول.

أهداف الدراسة

تستهدف الدراسة الحالیة اقتراح قاعدة بیانات للإعاقة فی المنطقة العربیة فی ضوء التصنیف الدولی لأداء الوظائف والإعاقة والصحة ICF.

أهمیة الإحصاءات وقواعد البیانات

تُعد البیانات الإحصائیة من المتطلبات الأساسیة عند إعداد الخطط                  والبرامج المتعلقة بعملیات التنمیة فی جوانبها الاقتصادیة والاجتماعیة والصحیة والتعلیمیة وغیر ذلک؛ حیث تساهم البیانات الإحصائیة الدقیقة والشاملة إلى حد بعید فی بلورة تصورات ورؤى أکثر اقترابا من الواقع، مما یطمئن المخططین لسلامة                 التوجهات التی تتضمنها الخطط التنمویة. کما أن البیانات السلمیة تساعد فی البناء  السلیم للنماذج الإحصائیة المرتبطة بالإسقاطات، والتنبؤات، وتحدید أکثر المسارات منطقیة (نور والراوی، 1991، ص13).

 

وتضیف المسوحات القطاعیة التی تغطی جانبا سکانیا أو نشاطا اقتصادیا معینا مجامیع مهمة من البیانات السکانیة التی تعتبر مکلمة لتلک التی یتم الحصول علیها من خلال التعدادات السکانیة الشاملة. مثال ذلک إعداد قواعد بیانات خاصة بالأطفال، أو المسنین، أو المعاقین، أو المرأة وغیرها. ویقدم الاحصاء عن طریق تطبیقاته الواسعة الشاملة حلولا لکثیر من القضایا التی تواجه الانسان والمجتمع فی مختلف میادین العلوم التطبیقیة والتقنیة، وفی میادین الاقتصاد والتربیة والإعاقة وغیرها.

تتجلى أهمیة توافر قواعد بیانات موحدة خاصة بالمعاقین فی المنطقة العربیة فی الجوانب الآتیة:

  1. یعتمد اتخاذ أی قرار على قاعدة البیانات الإحصائیة المتعلقة بهذا القرار. وبذلک لا یمکن لأی دولة أن تنجح فی إعداد وتنفیذ خِططها المختلفة دون وجود بیانات إحصائیة دقیقة ومعبرة.
  2. التدخل المبکر (أو التدخل فی الوقت المناسب) للحد من تفاقم بعض الاعاقات.
  3. وضع الخطط المناسبة لتأهیل المعاقین وتوظیفهم.
  4. معرفة اتجاهات انتشار الإعاقة وفقا لنوع الإعاقة، والفئة العمریة، والجنس، وغیرها من المتغیرات.

تعریف المصطلحات

  1. قاعدة البیانات Database: وهی مجموعة من عناصرِ البیانات المنطقیة المرتبطة مع بعضها البعض بعلاقة ریاضیة، وتتکون قاعدة البیانات من جدول واحد أو أکثر، ویتکون الجدول من سجل Record أو أکثر، ویتکون السجل من حقل Field أو أکثر.
  2. الإعاقة: توجد عدة تعریفات للإعاقة، ولکن التعریف الذی یتباه التصنیف الدولی ICF یرى أن الاعاقة هی "مفهوم متعدد الجوانب یتصل بوظائف الجسم وبنیته، والأنشطة التی یقوم بها الأفراد، وجوانب الحیاة التی یشارکون فیها، والعوامل البیئیة التی تؤثر على هذه الخبرات".
  3. التصنیف الدولی لأداء الوظائف والإعاقة والصحة ICF: وهو تصنیف لمکونات الصحة المتعلقة بالإداء الإنسانی والإعاقة. وقد صدر عام 2001 بعد مبادرة من منظمة الصحة العالمیة WHO بهدف تقدیم إطار تصنیفی للدلیل الدولی للأمراض International Classification of Diseases-10 بحیث یعکس هذا الإطار النموذج التکاملی للإعاقة الذی یجمع بین النموذج الطبی والاجتماعی والبیئی (Hurst, 2003). وعموما، یمکن القول أن هذا التصنیف هو إطار لوصف الجوانب المختلفة للأداء البشری حینما یتعرض لظروف صحیة أو إعاقة معینة من خلال الترکیز على ثلاث قضایا أساسیة وهی: بنیة الجسم، والنشاط، والمشارکة.

الإعاقة فی المنطقة العربیة

یُنظر إلى الإعاقة على أنها مفهوم متعدد الجوانب یتصل بوظائف الجسم وبنیته، والأنشطة التی یقوم بها الأفراد، وجوانب الحیاة التی یشارکون فیها، والعوامل البیئیة التی تؤثر على هذه الخبرات. ویعتبر هذا المفهوم هو المفهوم الأحدث الذی یتبناه التصنیف الدولی ICF. غیر أن الأفکار المتناولة للإعاقة فی المنطقة العربیة لا زالت تفتقد إلى الإلمام بکل هذه الجوانب المتعددة، وعلى الرغم من توجه السیاسات نحو مزید من دعم الأفراد ذوی الإعاقات إلا أن عدم وجود إطار شامل مثل ذلک المتمثل فی التصنیف الدولی ICF قد یکون هو السبب فی تأخر الربط بین السیاسات الموجهة نحو الأفراد ذوی الإعاقة فی المنطقة العربیة، وآلیة الخدمات المقدمة بالفعل، ونقصد بالخدمات هنا تلک المقدمة فی جمیع الجوانب: الاجتماعیة، والتعلیمیة، والاسریة. وبوجه عام تهدف الخدمات المقدمة للأفراد ذوی الإعاقات إلى تخفیف العبء المترتب على الإعاقة فی جوانب الحیاة المختلفة بما فیها الجوانب البیئیة؛ فالخدمات الطبیة والتأهیلیة قد ترکز فی المقام الأول على وظائف الجسد وبنیته، ومن الخدمات التی ترکز على المشارکة فی مناحی الحیاة ما یلی:

  • ·         الخدمات الرسمیة: وتتضمن المساعدة فی ثلاثة جوانب تشمل المساعدة فی الدخل، والدعم المتخصص الذی قد یقدم فی المنزل أو المجتمع المحلی وخاصة فی حالة الأفراد ذوی الإعاقة المسنین، أو فی المراکز الإقامة الداخلیة، وأخیرا الخدمات الأساسیة مثل التعلیم والنقل.
  • ·         المعدات أو الجوانب المتصلة بتکییف البیئة: ونقصد بذلک هل یتم تقدیم هذه الخدمات تحت بند رسمی من بنود السیاسة العامة للأفراد ذوی الإعاقات، أو أحد الوزارات المعنیة مثل وزارة التنمیة الاجتماعیة فی المنطقة العربیة.
  • ·         الدعم غیر الرسمی من الأسرة والأصدقاء: ویعتبر هذا النوع من الدعم من أهم أنواع الدعم للأفراد ذوی الإعاقات.

وفی هذا الإطار تحتاج المنطقة العربیة إلى نشر إحصائیات سنویة ونصف سنویة عن الخدمات المقدمة للأفراد ذوی الإعاقات.

أهمیة تبنی إطار مفاهیمی عالمی للبیانات الوطنیة:

فی ظل نظام اجتماعی مثل ذلک الذی تتصف به المنطقة العربیة والذی یعکس وجود آمال وتوقعات عالیة حول نشر تقاریر کمیة حول الأفراد ذوی الإعاقات تظهر الحاجة إلى بیانات شاملة تغطی کل الجوانب المذکورة آنفاً. کما یجب أن تکون هذه البیانات مرتبطة ببعضها البعض ومتصلة بالبیانات الدیموغرافیة للمکون السکانی فی المنطقة العربیة. ویعتبر وجود فهم مشترک للإعاقة بما فی ذلک التعریف المحدد للإعاقة من الأمور الأساسیة لفهم وتحسین النواتج للأفراد ذوی الإعاقات والخدمات المتاحة لهم.

ویعتبر المکون المعلوماتی أمر هام فی مجال الإعاقة؛ فعند الحدیث عن السیاسات نحو الأفراد ذوی الإعاقة أو تقسیم المصادر المتاحة المخصصة لذوی الإعاقة فی المجتمع یجب أن تکون المعلومات الکمیة جزء لا یتجزأ من عملیة اتخاذ القرار والإصلاح. وینبغی الترکیز هنا على أهمیة المعلومات الکمیة ممثلة فی الأرقام؛ فالأرقام یمکن أن ترسم صورة کاملة عن الوضع الراهن، وتسرد جزء من القصة المراد رسمها، وأن لم یکن کل القصة ولکن الجزء الهام منها (Üstün, Chatterji, Bickenbach, Kostanjsek, & Schneider, 2003).

 

 

والسؤال الذی یفرض نفسه هو لماذا یمکن للفهم المشترک للإعاقة أهمیة کبرى؟ والإجابة تکمن فی أن آثار الإعاقة یمکن أن توجد فی مناحی کثیرة من الحیاة للأفراد ذوی الإعاقة وأسرهم وهذا یعنی أن التعریفات التی تنطوی علیها عملیة جمع البیانات یجب أن تکون ذات معنى، وواضحة، فضلا عن شمولیتها واتساقها فی کل مناحی الحیاة والخدمات المقدمة لهؤلاء الأفراد.

ولکی نستطیع تقدیر الحاجات التی لم یتم استیفائها بالنسبة للأفراد ذوی الإعاقات فی عمان یجب تبنی مفاهیم مشترکة فی الإعاقة فی المنطقة العربیة. وبدون هذه المفاهیم المشترکة لن نستطیع ربط المعلومات السکانیة بأهلیة الحصول على خدمات الإعاقة فی المنطقة العربیة، ومن ثم یجب التعبیر الکمی عن هذه الجوانب.

وقد تم تضمین النواتج المتوقعة للأفراد ذوی الإعاقة فی التشریعات المتعلقة بحقوق الإنسان، وکذلک فی القواعد الأساسیة للمساواة فی الفرص للأفراد ذوی الإعاقة. ویقدم التصنیف الدولی ICF إطاراً للتعبیر الکمی عن النواتج المترتبة على الإعاقة فی جوانب عدة مثل الإسکان، والتوظیف، والتعلیم، وخدمات الترویح، والعلاقات الاجتماعیة، والنقل...الخ. ودائماً نکون فی حاجة ماسة إلى جمع بیانات لأغراض عدة تتعلق          بالأفراد ذوی الإعاقة. وتشیر البیانات الدقیقة إلى البیانات التی ترکز على عناصر  محددة، ویمکن لهذه العناصر أن تقدم صورة کلیة لوضع معین، وبدون وجود إطار عام مشترک لن نستطیع تقدیم هذه البیانات التی تعکس الصورة الکلیة للأفراد ذوی الإعاقة (Üstün et al., 2003).

تعریف الإعاقة وتصنیفها وتسمیتها وتقییمها

قد تبدو مصطلحات التعریف Definition والتصنیف Classification والإحصاءات Statistics مفردات غیر مفهومة بالنسبة للعوام من الناس. ومع ذلک فإن هذه المصطلحات لها أهمیة قصوى فی إطار التعبیر الکمی عن الإعاقة. ویعتبر التمییز بین التعریف والتصنیف والتقییم أمر هام جدا؛ فالتعریف یحاول الوصول إلى الأفکار الأساسیة لظاهرة معینة، أما التصنیف فیشمل توزیع وحدات معنیة على فئات متمایزة من أجل تجمیع المتشابهات. ویعتبر التعریف والتصنیف فئات وصفیة یمکن أن یمثلا جزءا من تکوین إطار Framework لظاهرة محددة. أما التقییم Assessment فهو                مصمم لخدمة غرض إداری أو إکلینیکی، وفی مجال الإعاقة غالبا ما یتضمن                   مفهوم التقییم الحصول على معلومات تتعلق بمدى حاجة الفرد للمساعدة، وکذلک مدى تأثیر الإعاقة على وضع قیود أو محددات على الفرد. فعلى سبیل المثال ترکز الإعاقة              فی المنطقة العربیة على الجانب الصحی، وجوانب العجز المرتبطة بالإعاقة. ومن ثم                  فإن تقییم الإعاقة فی المنطقة العربیة لا یرکز على مدى تأثیر القصور المرتبط بالإعاقة فی وضع محددات على أنشطة الفرد ومشارکته فی جوانب الحیاة بما فی ذلک                العمل. وبهذا فإن مثل هذا التقییم لا یعرف الإعاقة، ولا یعرف الفرد ذی الإعاقة.           ومن ثم فإن تعریف الإعاقة یعتبر قاصرا نظراً لأنه یرکز على جانب واحد فقط (Mbogoni, 2003; Cieza et al., 2002).

ولهذا قد یکون تبنی التصنیف الدولی ICF مهماً فی المنطقة العربیة على نحو واسع، وذلک لأنه یضع التقییم فی مکانه الصحیح، ویعکس مدى الفهم الضیق لمفهوم التقییم فی أغلب الأحیان. ومن ثم یجب أن تکون طرائق التقییم لجوانب معنیة فی الإعاقة مبنیة على إطار التصنیف الدولی ICF مما یتیح توضیح الجوانب الأولى بالتقییم. ومن أجل تحسین المعلومات الوطنیة حول الإعاقة فی المنطقة العربیة من المهم تعاون کل الأطراف داخل المجتمع بما فیهم الأفراد ذوی الإعاقة والإحصائیین والسیاسیین، وتعتبر عملیة تحدید الإعاقة فی البیانات الوطنیة أمر هام من أجل:

  1. رصد حصول الأفراد ذوی الإعاقة على الخدمات المتاحة.
  2. جمع مزید من البیانات على دعم الأفراد ذوی الإعاقة، وتقدیم بیانات حول استخدام الأفراد ذوی فئات الإعاقات المختلفة للخدمات.
  3. ربط البیانات السکانیة من أجل تحسین قدرة المؤسسات الوطنیة على التعبیر الکمی عن الاحتیاجات والدعم المفروض تقدیمه فی المناحی الخدمیة المختلفة. فعلى سبیل المثال یرکز التصنیف الدولی ICF على الأداء Functioning، والإعاقة Disability فی وصف الفرد على أنهم من ذوی الإعاقة، فکلما کانت هناک شواهد على أن الإعاقة تحد من نشاطات الفرد ومشارکته کان ذلک دلیلاً على تصنیف الفرد فی فئة الإعاقة.

قاعدة بیانات الأمم المتحدة للإعاقة The United Nations Disability Database (DISTAT)

تُعد قاعدة بیانات الأمم المتحدة للإعاقة قاعدة بیانات عالمیة تشمل إحصائیات ومعلومات من البیانات الوطنیة التی تم تجمیعها فی البلدان المختلفة فیما یتعلق بالإعاقة. وتهدف قاعدة البیانات إلى دعم نشر المعلومات المتعلقة بالإعاقة واستخدامها من أجل توضیح مدى التقدم الحادث فی دعم هذه الفئة على المستوى الوطنی والدولی. کما تهدف قاعدة البیانات إلى تقدیم مصدر شامل للمعلومات یمکن الوصول إلیه بسهولة حول الطرائق المستخدمة لجمع المعلومات عن الإعاقة فی الدراسات الوطنیة فی البلدان المختلفة من أجل تحسین وتسهیل بناء نموذج للممارسات الجیدة فی مجال جمع المعلومات الکمیة عن الإعاقة. وقد نشرت النسخة الأولى من قاعدة البیانات الأمم المتحدة للإعاقة عام 1988، واشتملت على معلومات کمیة من 63 دراسة وطنیة شملت 55 بلدا من بلدان العالم، وظهرت النسخة الثانیة من قاعدة بیانات الأمم المتحدة للإعاقة DISTAT2 عام 2001، وشهدت زیادة فی عدد الدراسات لتصل إلى 111 شملت 79 بلدا من بلدان العالم (Mbogoni, 2003). ویظهر الجدول 1 توزیع عدد الدراسات طبقاً للمنطقة ونوع الطرائق المستخدمة فی جمع المعلومات.

الجدول 1

عدد الدراسات فی قاعدة بیانات إحصاءات المعاقین فی الأمم المتحدة                    -2 وفقا للنوع والقارة

القارة

التعداد العام للسکان

المسوح

السجلات الاداریة

المجموع

أفریقیا

28

8

0

36

أسیا

19

12

1

32

أوروبا

3

10

1

14

أمریکا الشمالیة

6

6

0

12

أوقیانوسیا

1

4

0

5

أمریکا الجنوبیة

8

4

0

12

المجموع

65

44

2

111

Source: (Mbogoni, 2003, p. 645).

یتبین من الجدول 1 أن 65 اعتمدت على التعداد العام للسکان Census فی حین اعتمد 44 على المسوح Survey. وفی العدید من البلدان النامیة فی أفریقیا وآسیا وأمریکا الجنوبیة فإن التعداد هو الطریقة الوحیدة للحصول على معلومات وبیانات عن الإعاقة. وتتباین البیانات الإحصائیة والطرائق المنهجیة المستخدمة بین الدراسات المختلفة تبایناً کبیراً. فمعدلات انتشار الإعاقة تتراوح بین 2% فی الهند وبیرو                 مقابل 20% فی نیوزیلاندا. وبالمثل فإن الأسئلة المستخدمة لتعرف الأفراد ذوی الإعاقة تختلف عبر الدارسات المختلفة فی قاعدة البیانات الثانیة DISTAT2 وذلک من حیث البنیة، والمدى، والمحتوى. وفی حین أن بعض البلدان حصلوا على البیانات باستخدام اسئلة کثیرة، ومسوح طویلة، نجد أن البعض الآخر استخدم سؤالا واحدا فقط فی التعداد العام للسکان.

وثمة نقطة مهمة عند مناقشة وضع بلدان منطقة آسیا ومن ضمنها المنطقة العربیة فی قاعدة البیانات الثانیة للأمم المتحدة ألا وهی أن قاعدة البیانات لم تقدم أیة معلومات عن کیف یتم تعریف الإعاقة فی تلک البلدان. بید أن هذه المعلومات تظهر أن الإعاقة یتم تعریفها بطریقة مختلفة فی تلک البلدان. وبوجه عام فإن التعریف المستخدم یحدد نوع السؤال الذی یمکن استخدامه لتحدید المقصود بالإعاقة مثال ذلک: الفرد ذو الإعاقة هو الفرد الذی لدیه إعاقة جسدیة physical، أو اضطراب عقلی mental disorder، کما أن الإعاقة تتکون نتیجة وجود محددات على قدرات الفرد نتیجة الاضطراب. ویتضح من هذا التعریف أن الترکیز کان على جانب العجز impairment. وفی المقابل هناک بعض البلدان التی عکست فی تعریفاتها للإعاقة جانب المشارکة participation مثال ذلک: إن الإعاقة هی أی حالة تؤدی إلى منع الفرد من الحیاة حیاة اجتماعیة طبیعیة، وتمنعه عن العمل بطریقة عادیة. ویعکس هذا الاختلاف التباین فی ثقافة الإعاقة فی هذه البلدان.

 

 

وتوضح قاعدة البیانات الثانیة للأمم المتحدة اختلاف الأسئلة المستخدمة للتعرف على الأفراد ذوی الإعاقات. ویکمن اختلاف الأسئلة فی الأمور الآتیة:

(1)   نوع السؤال المستخدم، ونعنی بذلک هل یرکز على العجز impairment، أم النشاط activity، أم القصور Limitation، أم المشارکة participation.

(2)   مدى السؤال من حیث عدد ونوع الإعاقات المشمولة فی السؤال.

(3)   صیاغة السؤال من حیث المصطلح المستخدم.

وتظهر قاعدة البیانات الثانیة للأمم المتحدة أن معظم الدول النامیة اعتمدت على اسئلة ترکز على جانب العجز، ولا ترکز على الإطار المفاهیمی للتصنیف الدولی ICF، ویظهر الجدول 2 وضع المنطقة العربیة فی قاعدة البیانات من حیث الاسئلة المستخدمة ومدى تبنیها لإطار الـ ICIDH أو التصنیف الدولی ICF.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الجدول 2

الدراسات وفقا لنوع المفهوم فی التصنیف الدولی لأداء الوظائف والإعاقة والصحة والعبارات المستخدمة فی الأسئلة

اسم البلد ونوع الدراسة

تصنیف الـ ICIDH/ ICF

المفهوم الذی تم تبینه فی الدراسة

أنماط الأسئلة المستخدمة طبقا لتصنیف ICIDH/ICF

معدل الانتشار

(Per 100)

الجزائر 1992 مسح

عجز

عجز- محددات النشاط

1.2

جزیرة آروبة 1991 تعداد

أساسی

عجز

5.5

البهاما 1990 تعداد

عجز

عجز-محددات

 النشاط- المشارکة

1.5

البحرین 1991 تعداد

عجز

عجز

0.8

البحرین  1995 مسح

مشارکة

عجز

1.5

بلیزی 1991 تعداد

عجز

عجز- محددات النشاط

6.6

برمودا 1991 تعداد

مشارکة

مشارکة

7.6

بتسوانا 1991 تعداد

عجز

عجز

2.2

البرازیل 1991 تعداد

عجز

عجز

0.8

کمبودیا 1996مسح

مشارکة

عجز

3.0

کیب فیردی 1990تعداد

عجز

عجز

2.6

تشیلی 1992 تعداد

عجز

عجز

2.2

کولومیبا 1993 تعداد

عجز

عجز

1.8

قبرص 1992 تعداد

محددات النشاط- العجز

عجز

4.0

مصر 1996 مسح

عجز- مشارکة

عجز – مشارکة

4.4

السلفادور 1992 تعداد

عجز

عجز

1.6

جامیکا 1991 تعداد

عجز

عجز

4.8

الأردن 1991 تعداد

اساسی

عجز

2.6

الکویت1996 مسح

مشارکة

عجز

1.1

لیبیا 1995 مسح

مشارکة

عجز

1.7

نمیبیا 1991 تعداد

عجز

عجز

3.1

نیجیریا 1991تعداد

عجز

عجز

0.5

اسم البلد ونوع الدراسة

تصنیف الـ ICIDH/ ICF

المفهوم الذی تم تبینه فی الدراسة

أنماط الأسئلة المستخدمة طبقا لتصنیف ICIDH/ICF

معدل الانتشار

(Per 100)

سلطنة عمان 1993 تعداد

عجز

عجز

1.9

سلطنة عمان 1995 مسح

مشارکة

عجز

2.4

فلسطین 1997 تعداد

عجز

مجددات نشاط- عجز

1.8

بنما 1990 تعداد

عجز

عجز

1.3

بیرو 1993 تعداد

عجز

عجز

1.3

الفلبین 1990 تعداد

عجز

عجز

1.1

قطر 1998 مسح

مشارکة

عجز

1.0

سینت فینسینت 1991 تعداد

عجز

عجز- محددات نشاط

7.2

السعودیة 1996مسح

مشارکة

عجز

1.6

ساوتومی 1991 تعداد

عجز

عجز

4.0

السودان 1992 مسح

مشارکة

عجز

1.1

السودان 1993 تعداد

عجز

عجز

1.6

سوریا 1993 مسح

مشارکة

عجز

0.8

تایلاند 1990 تعداد

اساسی

عجز

0.3

اوغندا 1991 تعداد

اساسی

عجز

1.2

الإمارات 1995 مسح

مشارکة

عجز

1.1

زامبیا 1990 تعداد

عجز

عجز

0.9

Source: (Mbogoni, 2003).

ویبدو من الجدول 2 وجود تبایناً فی الدراسات التی تم إجراؤها فی تلک البلدان، بما فیها سلطنة عمان من حیث مدى استخدامهم لمحددات النشاط، او المشارکة أو العجز کمعیار لرصد حالات الإعاقة وتعدادها. وفیما یلی أمثلة على الأسئلة المستخدمة فی کل نمط من أنماط التصنیف (العجز، محددات النشاط/ المشارکة، أساسی).

 

 

  1. فرز قائم على العجز یلیه قائمة من الأسئلة عن انواع العجز الشدیدة

1)      مثال: لدیه إعاقة دائمة أو قصور دائم ..................... نعم            لا

  • ·         إعاقة بصریة
  • ·         إعاقة سمعیة
  • ·         اضطراب کلام
  • ·         اضطراب حرکی فی الأطراف
  • ·         اعاقة عقلیة
  1. فرز قائم محددات النشاط أو/ المشارکة یلیه قائمة بأنواع                         العجز الشدیدة.

مثال:

1)      هل یوجد أی مشکلة أساسیة فی العقل أو الجسم أو السلوک قد یحد من المشارکة فی العمل أو المدرسة أو الحیاة الاجتماعیة العادیة...........نعم   لا

شلل فی واحد أو اکثر من الأطراف

عدم القدرة على استخدام واحد أو أکثر من الأطراف

  • ·         الإعاقة البصریة
  • ·         الإعاقة السمعیة
  • ·         اضطرابات الکلام
  • ·         اضطراب العقل
  • ·         تشوه جسدی
  • ·         صعوبة تعلم
  • ·         إعاقة عقلیة
  • ·         أعاقة متعددة
  1. سؤال اساسی یلیه قائمة بأنواع العجز الشدیدة.

مثال: هل انت ذو إعاقة............... نعم لا

ما هو نوع الإعاقة التی تعانی منها..............

أ‌.                 أعاقة جسدیة

  • ·         عجز حرکی
  • ·         عجز بصری
  • ·         عجز سمعی
  • ·         عجز عضوی
  • ·         عجز جسدی متعدد

ب‌.              إعاقة عقلیة

  • ·         العته
  • ·         الاضطراب العقلی
  • ·         إعاقة عقلیة وجسدیة
  1. فرز قائم على العجز یلیه قائمة بمحددات النشاط والإعاقات.

هل یعانی الفرد من أی إعاقة أو محدد على نشاطه الیومی نتیجة لإعاقة جسدیة أو عقلیة أو صحیة طویلة الأجل؟

إعاقات الکلام

  • ·         أعاقات السمع حتى فی ظل وجود معین سمعی
  • ·         إعاقات البصر
  • ·         إعاقات المشی، الجری أو الشلل
  • ·         أعاقات الأطراف العلویة
  • ·         اضطراب القدرة على التعلم والتعلیم
  • ·         اضطراب السلوک بما فی ذلک السلوک المضاد للمجتمع
  • ·         عدم القدرة على الاعتناء بالذات فی الأکل والنظافة الشخصیة
  • ·         أعاقات أخرى

وتظهر المنطقة العربیة فی الدراسات التی هی جزء من مشروع نمو الأطفال فی الدول الأعضاء فی جامعة الدول العربیة League of Arab States Pan Arab Project for Child Development (PAPCHILD) أن نسبة الإعاقة حوالی 2.4%؛ وهی نسبة منخفضة مقارنة بالتوقعات المقترنة بنتائج الفرز القائمة على هذا النوع من الأسئلة التی تقّیم قصور ومحدودیة النشاط والمشارکة للأفراد ذوی الإعاقات.

ویرى مبوجونی (Mbogoni, 2003) أن مثل هذه النتائج قد تعکس الاتجاهات الثقافیة الموجودة تحت مسمى الإعاقة، مما قد یؤثر على جمع البیانات المتعلقة بالأفراد ذوی الإعاقات فی هذه المناطق.

وقد أصدرت الأمم المتحدة مبادئ وأسس التعداد السکانی، والتی تشتمل على عدداً من الخطوط الإرشادیة لکیفیة تعریف الأفراد ذوی الإعاقات، وکیفیة صیاغة الأسئلة التی یجب استخدامها فی المسوح والتعدادات المختلفة. وفی هذا الصدد تقترح الأمم المتحدة استخدام الأسئلة التی ترکز على القصور الموجود على نشاط الفرد فی مناحی الحیاة المختلفة. وفیما یلی عدداً من الأنشطة التی ذکرت فی تصنیف الـ ICIDH:

  • ·         صعوبات الرؤیة (حتى فی حالة ارتداء نظارة نظر).
  • ·         صعوبات السمع (حتى فی حالة وجود معینات سمعیة).
  • ·         صعوبات الحرکة (المشی، صعود الدرج، الوقوف).
  • ·         صعوبات القبض والمسک (استخدام الأصابع للتعامل من الأشیاء المختلفة).
  • ·         صعوبات العنایة الشخصیة (الملبس، دورة المیاه، التغذیة).
  • ·         اشیاء أخرى (یرجى تحدیدها).

وهناک بعض الدول التی تتبع هذه المبادئ فی تجمیعها للبیانات المتعلقة بالإعاقة، کما أن هناک دول أخرى لا تتبعها.

التصنیف الدولی لأداء الوظائف والإعاقة والصحة ICF

ینظر إلى التصنیف الدولی ICF على أنه تصنیف للمکونات المرتبطة بالصحة العامة للفرد فیما یتعلق بأدائه الوظیفی أو الإعاقة. وقد ظهر هذا التصنیف فی عام 2001 بعد تسع سنوات من المراجعة الجذریة من جانب منظمة الصحة العالمیة World Health Organization (WHO)، ومجلس الصحة العالمی World Health Assembly (WHA) للتصنیف السابق المعروف باسم ICIDH(De Kleijn-de Vrankrijker, 2003; Simeonsson et al., 2003). ویرتکز التصنیف على ثلاثة مکونات هی:

1-    المکون المتعلق بالأداء والإعاقة:Components of Functioning and Disability ویشمل:

  • ·         الوظائف الجسدیة: وتشمل أنظمة وظائف الجسد Body Functions، وبنیته Structure.
  • الأنشطة Activities المرتبطة بالمهام، والسلوکیات التی یقوم بها الفرد، والمشارکة Participation (کالاندماج فی موقف حیاتی معین). ویغطی هذا المکون کل المجالات المتعلقة بالأداء سواء من منظور الفرد، أو منظور المجتمع. وتشمل مجالات الأنشطة والمشارکة عدداً من مناحی الحیاة               (من التعلم الأساسی إلى مجالات التفاعل الاجتماعی والتوظیف). ویعبر الجدول 3 عن المؤشرات المرتبطة بالأنشطة والمشارکة.

 

 

الجدول 3

المؤشرات المرتبطة بالأنشطة والمشارکة

المجالات

المؤهلین

الأداء

السعة أو القدرة

التعلم وتطبیق المعرفة

 

 

المهام الرئیسیة والمتطلبات

 

 

الحرکة

 

 

الرعایة الذاتیة

 

 

الحیاة المنزلیة

 

 

التفاعلات والعلاقات الاجتماعیة

 

 

مجالات الحیاة الرئیسیة

 

 

المجتمع والحیاة المدنیة والاجتماعیة

 

 

المکون المتعلق بالعوامل البیئیة أو السیاق الذی یعیش فیه الفرد Contextual Factors وتشمل:

  • ·         العوامل البیئیة Environmental factors التی تؤثر على الإعاقة والأداء، والتی تبدأ من البیئیة القریبة من الفرد إلى البیئة الأوسع والأشمل.
  • ·         العوامل الشخصیة Personal factors وهی جزء من التصنیف الدولی ICF إلا انها غیر مصنفة فی فیه بصورة واضحة نظراً للاختلاف الثقافی والاجتماعی بین الأفراد فی المجتمعات المختلفة.

 

 

 

2-    معلومات إضافیة حول شدة الإعاقة.

وفیما یلی أهم التعریفات المرتبطة بال ICF

وظائف الجسدBody function : الوظائف الفسیولوجیة لأنظمة الجسم بما فی ذلک ایضا الوظائف النفسیة.

بنیة الجسد Body Structure : الأعضاء التشریحیة للجسم مثل الأعضاء، الأطراف أو ای مکونات اخرى

العجز Impairmentویقصد به المشکلات فی الوظیفة أو البینة الجسدیة من حیث التشوه أو الفقد.

النشاط Activity: ویقصد اداء مهمة أو فعل معین من جانب الفرد.

القیود على المشارکة Participation Restrictions: وتشیر إلى المشکلات التی یواجهها الفرد فی الاندماج فی الحیاة ومواقفها المختلفة.

العوامل البیئیة Environmental factors: وتشمل البیئة المادیة والاجتماعیة بما فی ذلک الاتجاهات السائدة والتی یعیش فی ظللها الأفراد ویتکسبون معیشتهم.

      

 

 

 

 

 

 

 

ومن ثم یمکن التعبیر عن مکونات ال ICF ایجابیاً أو سلبیاً کما یوضح الجدول 4:

 

الجزء الأول: الأداء والإعاقة

الجزء الثانی: العوامل المتصلة بالسیاق أو البیئة

المکونات

وظائف وبنیة الجسد

الأنشطة والمشارکة

العوامل البیئیة

العوامل الشخصیة

المجالات

وظائف وبنیة الجسد

جوانب الحیاة (المهام والسلوکیات)

التأثیرات الخارجیة على الأداء والإعاقة

التأثیرات الداخلیة على الأداء والإعاقة

المفاهیم

التغیرات فی وظائف الجسد (فسیولوجی) التغییرات فی بنیة الجسد (تشریحی)

السعة والقدرة على أداء المهام فی بیئة عادیة

الأداء المتمثل فی تنفیذ المهام فی البیئة الحالیة

الأثر المیسر أو المعوق للبیئة المادیة والاجتماعیة بما فی ذلک الاتجاهات السائدة

تأثیر السمات الشخصیة للفرد

الجانب الإیجابی

سلامة الأداء والبنیة

المشارکة فی الأنشطة

عوامل التسهیل

لا ینطبق

الأداء

الجانب السلبی

العجز

القصور والمحددات على المشارکة والنشاط

المعوقات

لا ینطبق

الإعاقة

للتصنیف الدولی ICF فوائد بالنسبة للأفراد ذوی الإعاقات، وکذلک المتخصصین، بالإضافة إلى المجتمع؛ فهو یجمع بین النموذج الطبی والنموذج الاجتماعی للإعاقة؛ حیث أن کل جوانب حیاة الفرد (النمو، المشارکة، والبیئة) قد تم دمجها فی التصنیف الدولی بدلاً من الترکیز على عملیة التشخیص فقط.

ویعتبر التصنیف الدولی ICF تصنیف متعدد الأغراض، تم تصمیمه لیخدم کل التخصصات والقطاعات فی المجتمع. ویهدف إلى:

‌أ-      تقدیم قاعدة علمیة لفهم ودراسة الإعاقة، والمشکلات الصحیة من حیث                   محدداتها ونواتجها.

‌ب-   التأطیر للغة واحدة مشترکة لوصف الإعاقة والحالات الصحیة المختلفة لتحسین التواصل بین الأفراد أنفسهم والقطاعات المختلفة فی المجتمع بما فی ذلک واضعی السیاسات ومتخذی القرار.

‌ج-   إمکانیة المقارنة بین البیانات المرتبطة بالإعاقة بین البلدان المختلفة، وکذلک القطاعات المختلفة فی الفترات الزمنیة المختلفة.

‌د-     إتاحة خطة ترمیز واحدة لکل أنظمة الصحة فی العالم فی تعاملها مع الإعاقات والظروف الصحیة المختلفة.

 

 

 

 

 

تطبیقات التصنیف الدولی ICF

منذ ظهور ال ICF تم استخدامه للأغراض التالیة:

  1. أداة إحصائیة فی جمع وتسجیل البیانات فی الدراسات السکانیة، والمسوح، ونظم إدارة المعلومات فی البلدان المختلفة فی العالم.
  2. أداة بحثیة لقیاس النواتج، وجودة الحیاة، والعوامل البیئیة ذات الصلة بالإعاقات، والظروف الصحیة المختلفة.
  3. أداة إکلینیکیة فی تقییم الحاجات واختیار طرائق التدخل العلاجی بالنسبة للإعاقات والظروف الصحیة المختلفة، فضلا عن استخدامه فی التقییم المهنی، والتأهیل وتقویم النواتج.
  4. أداة للسیاسة الاجتماعیة فی تخطیط الضمان الاجتماعی، وأنظمة التعویض، وتصمیم السیاسات الاجتماعیة وتنفیذها.
  5. أداة تعلیمیة فی تصمیم المناهج، وزیادة الوعی، ورفع معدلاته، بالإضافة إلى اتخاذ القرارات الاجتماعیة المتعلقة بنظم التعلیم المختلفة.

أمثلة لتبنی التصنیف الدولی ICF فی جمع البیانات:

عقب صدور التصنیف الدولی کانت ومازالت هناک محاولات لتبنی أدوات           تقییم قائمة على هذا التصنیف. ومن أمثلة ذلک أدوات مسح منظمة الصحة العالمیة              عن الصحة، واستجابة أنظمة الصحة العالمیة WHO Survey on Health and Health Systems Responsiveness، والذی تضمن اسئلة حول الأداء بناءً على عدد من الفئات المتضمنة فی التصنیف الدولی. وقد تصمن هذا المسح الذی تم تطبیقه فی عدد من البلدان بما فیها البلدان النامیة اسئلة عن الإعاقة شملت 19 فئة وکما یلی (Mbogoni, 2003):

 

 

 

1-      الرؤیة

2-      السمع

3-      الهضم

4-      عملیة الأیض والإخراج فی الجسم

5-      الخصوبة

6-      الجلد والتشوه

7-      صعوبة التنفس

8-      الألم وعدم الراحة

9-      الوجدان

10-  النوم

11-  الطاقة والقوة

12-  الفهم والتفاعل

13-  التواصل

14-  الحرکة والنشاط الجسدی

15-  المهارة والنشاط الحرکی الدقیق

16-  الرعایة الذاتیة

17-  العلاقات الاجتماعیة

18-  الأنشطة الیومیة والأدوار (العمل، المنزل، المدرسة)

19-  الأداء الاجتماعی (الأنشطة المجتمعیة)

وهناک مثال أخر لتبنی التصنیف الدولی، وهو مسح مستوى الظروف المعیشیة Levels of Living Condition Survey الذی تم تطبیقه فی عدد من البلدان النامیة فی أفریقیا. واشتمل هذا المسح على مجموعة من الأسئلة التفصیلیة موضوعة فی صورة متوالیة، تشتمل على عناصر المشارکة والنشاط المذکورة فی التصنیف الدولی فی جانب، وعلى الجانب الآخر تم وضع مقیاس لدرجة القصور فی النشاط أو محددات ومعوقات المشارکة التی یواجهها المستجیب، فضلا عن تحدید درجة تأثیر العوامل البیئیة على الفرد کعامل معوق أو میسر للمشارکة. ویوضح الملحق عدداً من الأسئلة الواردة فی هذه الأداة (Mbogoni, 2003).

 

 

 

 

 

التوصیات :-

من أهم التوصیات التی خرجت بها الدراسة:

1- تطبیق معاییر التصنیف الدولی ICF فی إعداد قواعد بیانات الإعاقة فی                   المنطقة العربیة.

2- مراجعة قواعد بیانات الإعاقة فی المنطقة العربیة فی ضوء التصنیف الدولی ICF.

3- تدریب وتوعیة المهتمین بشؤون الإعاقة فی المنطقة العربیة بمعاییر التصنیف الدولی ICF.

4- نشر ثقافة قواعد بیانات المعاقین والتصنیف الدولی ICF فی وسائل الاعلام المرئیة والمقروءة والمسموعة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع

أولا :- المراجع العربیة

نور، عثمان الحسن محمد؛ والراوی، زیاد رشاد (1991). الإحصاءات السکانیة فی دول الخلیج العربیة. الریاض: منشورات مکتب التربیة العربی                       لدول الخلیج.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثانیا :- المراجع الأجنبیة

Badley, E. M. (2008). Enhancing the conceptual clarity of the activity and participation components of the International Classification of Functioning, Disability, and Health. Social science and Medicine, 66(11), 2335-2345.

Cieza, A., Brockow, T., Ewert, T., Amman, E., Kollerits, B., Chatterji, S., ... & Stucki, G. (2002). Linking health-status measurements to the international classification of functioning, disability and health. Journal of Rehabilitation Medicine, 34(5),                        205-210.

De Kleijn-de Vrankrijker, M. W. (2003). The long way from the international classification of impairments, disabilities and handicaps (ICIDH) to the international classification of functioning, disability and health (ICF). Disability and Rehabilitation, 25(11-12), 561-564.

Hurst, R. (2003). The international disability rights movement and the ICF. Disability & Rehabilitation, 25(11-12), 572-576.

 

 

Madden, R., Choi, C., & Sykes, C. (2003). The ICF as a framework for national data: the introduction of ICF into Australian data dictionaries. Disability & Rehabilitation, 25(11-12), 676-682.

Mbogoni, M. (2003). On the application of the ICIDH and ICF in developing countries: evidence from the United Nations Disability Statistics Database (DISTAT). Disability and Rehabilitation, 25(11-12), 644-658.

Rosenbaum, P., & Stewart, D. (2004, March). The World Health Organization International Classification of Functioning, Disability, and Health: a model to guide clinical thinking, practice and research in the field of cerebral palsy. In Seminars in Pediatric Neurology (Vol. 11, No. 1, pp. 5-10). WB Saunders.

Simeonsson, R. J., Leonardi, M., Lollar, D., Bjorck-Akesson, E., Hollenweger, J., & Martinuzzi, A. (2003). Applying the International Classification of Functioning, Disability and Health (ICF) to measure childhood disability. Disability and Rehabilitation, 25(11-12), 602-610.

 

 

 

Stucki, G. (2005). International Classification of Functioning, Disability, and Health (ICF): A promising framework and classification for rehabilitation medicine. American Journal of Physical Medicine & Rehabilitation, 84(10), 733-740.

Üstün, T. B., Chatterji, S., Bickenbach, J., Kostanjsek, N., & Schneider, M. (2003). The International Classification of Functioning, Disability and Health: a new tool for understanding disability and health. Disability and Rehabilitation, 25(11-12), 565-571.

 

 

أولا :- المراجع العربیة
نور، عثمان الحسن محمد؛ والراوی، زیاد رشاد (1991). الإحصاءات السکانیة فی دول الخلیج العربیة. الریاض: منشورات مکتب التربیة العربی                       لدول الخلیج.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
ثانیا :- المراجع الأجنبیة
Badley, E. M. (2008). Enhancing the conceptual clarity of the activity and participation components of the International Classification of Functioning, Disability, and Health. Social science and Medicine, 66(11), 2335-2345.
Cieza, A., Brockow, T., Ewert, T., Amman, E., Kollerits, B., Chatterji, S., ... & Stucki, G. (2002). Linking health-status measurements to the international classification of functioning, disability and health. Journal of Rehabilitation Medicine, 34(5),                        205-210.
De Kleijn-de Vrankrijker, M. W. (2003). The long way from the international classification of impairments, disabilities and handicaps (ICIDH) to the international classification of functioning, disability and health (ICF). Disability and Rehabilitation, 25(11-12), 561-564.
Hurst, R. (2003). The international disability rights movement and the ICF. Disability & Rehabilitation, 25(11-12), 572-576.
 
 
Madden, R., Choi, C., & Sykes, C. (2003). The ICF as a framework for national data: the introduction of ICF into Australian data dictionaries. Disability & Rehabilitation, 25(11-12), 676-682.
Mbogoni, M. (2003). On the application of the ICIDH and ICF in developing countries: evidence from the United Nations Disability Statistics Database (DISTAT). Disability and Rehabilitation, 25(11-12), 644-658.
Rosenbaum, P., & Stewart, D. (2004, March). The World Health Organization International Classification of Functioning, Disability, and Health: a model to guide clinical thinking, practice and research in the field of cerebral palsy. In Seminars in Pediatric Neurology (Vol. 11, No. 1, pp. 5-10). WB Saunders.
Simeonsson, R. J., Leonardi, M., Lollar, D., Bjorck-Akesson, E., Hollenweger, J., & Martinuzzi, A. (2003). Applying the International Classification of Functioning, Disability and Health (ICF) to measure childhood disability. Disability and Rehabilitation, 25(11-12), 602-610.
 
 
 
Stucki, G. (2005). International Classification of Functioning, Disability, and Health (ICF): A promising framework and classification for rehabilitation medicine. American Journal of Physical Medicine & Rehabilitation, 84(10), 733-740.
Üstün, T. B., Chatterji, S., Bickenbach, J., Kostanjsek, N., & Schneider, M. (2003). The International Classification of Functioning, Disability and Health: a new tool for understanding disability and health. Disability and Rehabilitation, 25(11-12), 565-571.