نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
قسم مناهج وطرق تدريس العلوم کلية التربية – جامعة ام القرى المملکة العربية السعودية
المستخلص
الموضوعات الرئيسية
کلیة التربیة
کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم
إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)
=======
برنامج تدریبی مقترح لمعلمی الکیمیاء لإعداد اختبارات الثانویة العامة فی ضوء مواصفات الورقة الاختباریة
إعــــداد
أ / إبراهیم أحمد إبراهیم آل فرحان
قسم مناهج وطرق تدریس العلوم
کلیة التربیة – جامعة ام القرى
المملکة العربیة السعودیة
إشــــــراف
د / عبدالله علی محمد إبراهیم
} المجلد الحادی والثلاثین– العدد الثالث – جزء أول– أبریل2015م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
مستخلص الدراسة
استهدفت الدراسة تعرف مدى مراعاة الاختبارات التی یقوم المعلمون بإعدادها لمواصفات الورقة الاختباریة, حیث سعى الباحث للتوصل إلى قائمة بمواصفات الورقة الاختباریة التی یجب مراعاتها عند صوغ أسئلة اختبارات مادة الکیمیاء, ومن ثم بناء برنامج تدریبی مقترح لمعلمی الکیمیاء فی مجال إعداد الاختبارات التحصیلیة فی ضوء مواصفات الورقة الاختباریة. وقد اقتصرت الدراسة على مقرر الکیمیاء فی الثانویة العامة بالمملکة العربیة السعودیة لعام 1428-1429هـ, واختبارات نهایة الفصل الدراسی الأول لعام 1428-1429هـ للصف الثالث ثانوی بمنطقة عسیر التعلیمیة لمادة الکیمیاء. وقد تکونت عینة الدراسة من مجموعة من اختبارات الفصل الدراسی الأول للصف الثالث الثانوی فی مادة الکیمیاء للعام 1428-1429هـ فی منطقة عسیر التعلیمیة. و اعتمد الباحث على المنهج الوصفی کمنهج للدراسة, بالإضافة للمنهج التجریبی .واقتصرت الدراسة الحالیة على أداة واحدة لتحلیل محتوى الاختبارات التحصیلیة فی مادة الکیمیاء من إعداد الباحث. وقد أظهرت نتائج الدراسة توفر معاییر مراعاة الاختبارات لطبیعة مادة الکیمیاء بنسبة عالیة وصلت إلى 95%, أما بالنسبة لما یتعلق بشمول الأسئلة, فقد أظهرت الدراسة انخفاضا فی توفر هذا المعیار حیث بلغت نسبة توفره 16% کما أظهرت النتائج ترکیز الأوراق الاختباریة على المستویات المعرفیة الدنیا مثل التذکر والفهم والتطبیق وإهمال المستویات المعرفیة العلیا مثل التحلیل والترکیب والتقویم, کما أظهرت النتائج تنوعاً فی استخدام الأسئلة المقالیة والموضوعیة, کما أظهرت وجود مشاکل مثل الصیاغة والوضوح للأسئلة الاختباریة, والضعف الواضح فی تطبیق قواعد بناء الأنواع المختلفة من الأسئلة الاختباریة, وبذلک یتضح أن المعلمین یعوزهم التدریب فی بناء الأنواع المختلفة من الأسئلة.
وبعد تطبیق البرنامج التدریبی على عینة من المعلمین وجد الباحث تطور کبیر فی الأوراق الاختباریة وزیادة نسب الکثیر من المعاییر بعد التدریب وهذا یدل على وجود أثر للتدریب باستخدام البرنامج المقترح فی رفع کفاءة المعلمین على إعداد اختبارات الکیمیاء فی ضوء مواصفات الورقة الاختباریة.
هذا, وقد ذیل الباحث دراسته بعدد من التوصیات لعل من أهمها الاهتمام بقدر أکبر بتخصصات القیاس والتقویم فی برامج إعداد المعلمین ومراکز التدریب وخاصة فی تصمیم وإخراج الاختبارات, وتأسیس بنک متخصص للأسئلة, ومراجعة الأوراق الاختباریة قبل تطبیقها.
المقدمة:
تتطلب منهجیة التقویم جمع بیانات موضوعیة ومعلومات صادقة من مصادر متعددة باستخدام أدوات قیاس متنوعة فی ضوء أهداف محددة بغرض التوصل إلى تقدیرات کمیة وأدلة کیفیة یستند إلیها فی إصدار أحکام أو اتخاذ قرارات مناسبة تتعلق بالأفراد أو المهام أو البرامج والمشروعات للتحقق من أثرها وفعالیتها فی تحقیق أهدافها المحددة ( علام,2002).
ویشیر میولر (Mueller, 2002) إلى أن التقویم جزء لا یتجزأ من العملیة التعلیمیة وأنه یرافق عملیتی التعلیم والتعلم ویربطهما معاً فی جمیع مراحلهما لتوفیر التغذیة الراجعة بقصد تحسینها والکشف عن مدى بلوغ الطالب لنواتج التعلم المقصود.
والتقویم عملیة تساعد على قیاس تحصیل الطلاب لمحتوى دراسی وبیان مدى تقدمهم فیه، ویقدم للمعلم تغذیة راجعة عن أدائه وفاعلیة تدریسه ( Nicholas, 1999, 117).
وتشکل الاختبارات التحصیلیة إحدى المکونات الرئیسیة للعملیة التعلیمیة التی یشرف علیها مدیر المدرسة وأعضاء هیئة التدریس فیها. والاهتمام بهذه الاختبارات له أثره المباشر فی المکونات الأخرى للعملیة التعلیمیة (ملحم , 2000, 98).
وتهدف الاختبارات التحصیلیة إلى قیاس مدى تحقیق الأهداف التعلیمیة، وهى إما اختبارات عادیة تعد بواسطة المعلمین أو اختبارات عامة تعدها الوزارة فى نهایة کل مرحلة دراسیة، وبخاصة الثانویة العامة (الرازحى، 2001 , 110).
ویوصى کل من هامبلتون و وادمان (Hambleton & Wedman, 1997) بضرورة التخلص من المشکلات المرتبطة بالاختبارات المعتادة ( التقلیدیة ) والتی تتمثل فی عدم موضوعیتها, وعدم قدرتها على تقدیرات النطاق الواسع للمحتوى.
ویشیر کل من (العبیدی,1401هـ,68؛ والدوسری,2000, 518) إلى أن معظم أدوات التقویم التربوی المستخدمة حالیا فی معظم أنظمة التعلیم بدول الخلیج العربی تترکز فی الاختبارات التحصیلیة سواء التی تعد على مستوى مرکزی أو التی یقوم المعلمون بإعدادها ، وهذا أثار انتباه المختصین لدراسة ومتابعة أسالیبها وأنواعها وطرق صیاغة أسئلتها رغبة فی تطویرها کی تؤدی ما هو مطلوب منها فی المرحلة الحالیة.
إن وجود اختبارات مدرسیة على نطاق واسع لا یتمتع معظمها بقدر مناسب من السمات الفنیة الضروریة لتکون صالحة للاستخدام یجعل من الملح معالجة المشکلة ویُقترح أن تنصب جهود التطویر هنا على تحسین نوعیة الاختبارات المدرسیة المطبقة حالیا فی مدارسنا ,بما فی ذلک الاختبارات الشهریة والفصلیة (فی نهایة الفصل الدراسی).
مشکلة الدراسة
من خلال ما تقدم یمکن تحدید مشکلة الدراسة فی الأسئلة التالیة :
أهداف الدراسة :
أهمیة الدراسة :
1- تعرف کل ِّمن جوانب القوة وجوانب الضعف فی أسئلة الاختبارات بالتعلیم العام فی مادة الکیمیاء, الأمر الذی یساعد على تطویر هذه الاختبارات.
2- تقدیم تصور واضح للمختصین والمسئولین التربویین عن واقع الاختبارات, مما یساعدهم على إعداد خطط مستقبلیة تعالج جوانب هذا النقص أو ذاک الضعف.
3- مساعدة القائمین على التدریب فی الوزارة على تحدید النقاط التی ینبغی مراعاتها عند وضع خطط التدریب للمعلمین.
حدود الدراسة :
- مقرر الکیمیاء فی الثانویة العامة(الصف الثالث ثانوی) بالمملکة العربیة السعودیة لعام 1428-1429هـ
- اختبارات نهایة الفصل الدراسی الأول لعام 1428-1429هـ للصف الثالث ثانوی(علوم طبیعیة) بمنطقة عسیر التعلیمیة لمادة الکیمیاء.
تحدید مصطلحات الدراسة:
یعرفه علی (403,2002) بأنه:" إجراء منظم لقیاس تحصیل المتعلمین لأهداف تعلیمیة محددة, أو إجراء منظم لقیاس ما أکتسبه المتعلمون من حقائق ومفاهیم وتعمیمات ومهارات نتیجة لدراسة موضوع أو وحدة تعلیمیة معینة".
وسوف یعتمد الباحث تعریف (علی,2002) للاختبارات التحصیلیة, حیث أنه الأکثر مناسبةً واتصالاً بمنهج البحث الحالی.
ویعرفها الباحث فی هذه الدراسة بأنها: الأداة التی تتضمن عدداً محدداً من الأسئلة المقالیة والموضوعیة, وتتوافر فیها مواصفات الشکل والبنیة, وتستهدف قیاس ما اکتسبه طالب الثانویة العامة من معلومات ومهارات نتیجة دراسته مادة الکیمیاء.
ویعرفه الباحث فی هذه الدراسة بأنه :" خطة تعلیمیة مصممة ومنظمة تتضمن أهداف, ومحتوى, وأنشطة, وإجراءات محددة لتدریب معلمی الکیمیاء على إعداد الاختبارات فی ضوء مواصفات الورقة الاختباریة ".
الإطار النظری للدراسة
طبیعة مادة الکیمیاء فی المرحلة الثانویة
علم الکیمیاء هو علم سلوک الجزیئات, وهدف علم الکیمیاء الأول هو تفسیر التغیرات الکیمیائیة ویتصف العصر الذی نعیشه بسرعة التطور فی العلوم الکیمیائیة, وهی واحدة من المواد الأساسیة لکونها لازمة لکل من التعلیم الأکادیمی والتقنی (النجدی وآخرون,89,2003).
حبث یسهم علم الکیمیاء بدور حیوی فی التقدم الاقتصادی والصناعی للمجتمع فقد تمکن الإنسان – عن طریق هذا العلم – من تحویل المواد الخام إلى مواد جدیدة تعمل على سد احتیاجاته الیومیة وتحسین ظروف حیاته وأحواله المعیشیة . کما استطاع الإنسان تحضیر مئات المرکبات الکیمیائیة التی تستخدم فی الطب والزراعة والصناعة وغیرها من المجالات التی تمثل محوراً أساسیاً فی تحسین جودة حیاة الفرد والمجتمع .
وتعد الکیمیاء من أکثر المجالات التی یمکن تعلیمها وتعلمها باستخدام أیدی الطلاب وعقولهم معاً، حیث تتیح دراستها للطالب فرصاً لتناول واستخدام الأدوات المتعددة، وممارسة التجارب العلمیة، ومعالجة البیانات واتخاذ القرارات وحل المشکلات والبحث الذاتی عن المعلومات وصولاً إلى مستوى الأداء المنشود . لذلک یوصى القائمون على تدریس الکیمیاء بضرورة الاهتمام بتنمیة الاتجاه نحو العمل الیدوی ومهارات اتخاذ القرار لدى طلاب المرحلة الثانویة (الشربینی,193,2006) .
کما تتمیز الکیمیاء عن غیرها من المواد باحتوائها على الکثیر من الرسوم الأشکال التی تشرح التراکیب الذریة والجزیئیة للمواد, وطرق التفاعلات والأجهزة المستخدمة فی المعمل أو المختبر الکیمیائی.
وتعد مناهج الکیمیاء وطرق تدریسها إحدى الوسائل الفعالة التی یعتمد علیها المجتمع فی إعداد الأفراد القادرین على تصنیع وإنتاج المواد الجدیدة التی تفی بمتطلباته المعاصرة ، والقادرین على اختیار الحلول الصحیحة لمشکلاته؛ وذلک بدلاً من اعتماده على استیراد المنتجات والمواد اللازمة له من المجتمعات الأخرى(الشربینی,194,2006) .
وبنظرة فاحصة ناقدة لمنهج الکیمیاء فی المرحلة الثانویة, نجد أن الکثیر من الحقائق والمفاهیم والنظریات تشکل هیکلاً ضخماً من المعلومات والعلاقات والمعادلات والتطبیقات مما یزید من صعوبة تعلمها , وحتى یمکن تنظیم وفهم هذا الکم الهائل والتغلب على الصعوبات التی یواجهها التلامیذ عند دراستهم للکیمیاء یقترح کل من (Gabel et al.,1992) ثلاث مستویات , حیث یتعامل المستوى الأول مع المحسوسات والظواهر الحسیة, والمستوى الثانی یتعامل مع الجزیئات لشرح المستوى الأول, فی حین أن المستوى الثالث المجرد یتعامل مع الذرات والجزیئات والمعادلات الکیمیائیة وهو مایمثل أساس علم الکیمیاء وخاصة أجزاء الملیات الحسابیة وحل المشکلات ذات الطبیعة الکمیة التی تتوقف على عاملین وهما الفهم التام لمفهوم المول وبناء علاقات تبادلیة بین المستوى الأول وکل من المستویین الثانی والثالث التجریدی ومن هنا فإن إدراک مثل هذه المستویات والعوامل والصعوبات المتعلقة بکل منها یساعد معلم الکیمیاء على اختیار الاسترتیجیات والطرق الملائمة التی من شأنها تسهیل عملیة تعلم الکیمیاء.
إن لکل علم خصوصیته, وطرق تدریس الکیمیاء ذات أهمیة قد تختلف بعض الشیء عن طرائق العلوم الأخرى لأن للکیمیاء "لغة خاصة" حروفها هی الرموز الکیمیائیة التی یدل کل منها على عنصر من العناصر المکتشفة, والتی لم یتجاوز عددها حتى نهایة القرن العشرین (103 عنصر), وأن الرموز إذا ما اجتمعت فإنها تکون مرکباً کیمیائیاً مثلها مثل حروف أی لغة معینة عند اجتماعها تکون کلمة. وإن من یتقن رموز الکیمیاء سیجد نفسه ملماً بأساسیات هذا العلم, وإذا لم یستطع إتقان تلک الرموز فمن الصعب جدا استیعاب أبسط مفاهیم تکوین المرکبات, ولذا اعتبر البعض أن الطریقة العلمیة هی بمثابة"جسر" یربط المعلم بطلابه لبلوغ الهدف معین. وتتمیز الکیمیاء عن غیرها بسبب لغتها الخاصة وما تعج به من نظریات وقوانین ومفاهیم وحقائق, وحیث أن هذه الخصائص المتعلقة بالکیمیاء لابد وأن تبرز أمام کل من یرغب بإتقان هذا العلم ولذا وجب على المعلم أن یرکز على طریقة تدریسها ویغرز حب تعلمها فی ذهنیة تلامیذه(جعفر,24,2002).
ونظراً لقیمة علم الکیمیاء فی مراحل التعلیم, فإن هنالک الکثیر من التساؤلات التی تطرح بین حین وآخر من المنشغلین بتدریس الکیمیاء ومن أهمها (النجدی وآخرون,89,2003):
کیف یمکن أن یدرس علم الکیمیاء؟ وکیف یمکن لواضعی أو مطوری مناهج الکیمیاء والمعلمین أن یواکبوا تطور علم الکیمیاء؟ وأخیراً کیف یمکن أن یتمشى مع بحوث علم الکیمیاء؟
ونظراً لأن أحد أهداف تعلم الکیمیاء هو وصف وتوضیح التغیرات الکیمیائیة؛ لذا فإن معظم کتب الکیمیاء المقررة تحتوی على أعداد کبیرة من المعادلات الکیمیائیة التی تمثل مختلف أنواع التفاعلات الکیمیائیة؛ ومما هو جدیر بالأهمیة أن معلمی الکیمیاء ذوی الخبرة یذکرون أنه ربما یجیب المعلمون بشکل مقبول على أسئلة الاختبارات التی یعدونها لتقویم طلابهم, غیر أن معظم هؤلاء الطلاب غالباًً ما یفشلون فی الإجابة على أسئلة الکتاب المقررة, حتى وإن کانت تلک الأسئلة روتینیة لا تتمیز بالجدة.
وقد لخصت الکثیر من البحوث المشکلات العامة التی تعوق الطلاب عن فهم مفاهیم ومبادئ علم الکیمیاء, حیث بینت أن الطلاب غالباً ما یتعلمون بأسلوب التلقین أو الحفظ, بدلاً من البحث عن کیفیة بناء معانیهم الخاصة ببنیة المادة المتعلمة, بالإضافة إلى أن محتوى الدروس الکیمیائیة تظل غیر واضحة من حیث ارتباط مفاهیمها معاً, وبناء على ذلک فغنهم لا یتذکرون المفاهیم الرئیسیة, بالإضافة إلى عدم فهمهم للعلاقات المطلوبة لاستیعاب المادة المطروحة علیهم, بالإضافة إلى أن أسلوب التدریس ربما یفشل فی تقدیم تلک المفاهیم, والعلاقات بینها, وعلى ذلک تظل تلک العلاقات غیر واضحة؛ مما یسبب تدنیها فی مستوى تحصیل الطلاب الدارسین للکیمیاء (النجدی وآخرون,90,2003).
معاییر کفاءات معلمی الکیمیاء فی إعداد الاختبارات :
یعد التقویم وسیلة تدریسیة مهمه ویجب أن تؤدى بعنایة ؛ فمعظم مسؤولیات التقویم الجید تقع على عاتق المعلم, لذلک یتوقع أن یتعرف المعلمون کیفیة بناء واستخدام أسالیب التقویم الصفی المتنوعة. وحیث بذل فی الأونة الأخیرة الکثیر من الجهود المشترکة بین اتحاد منظمات المعلمین (AFT), والمجلس القومی للقیاس التربوی (NCME), والجمعیة القومیة التربویة (NEA), من أجل تطویر قائمة بالمعاییر لکفایات المعلمین فی مجال التقویم التربوی للطالب. ویمکن الاسترشاد بهذه المعاییر فی برامج تدریب المعلمین قبل الخدمة وأثنائها, واعتمادیة برامج إعدادهم کمتطلب أساسی لمنحهم تراخیص مزاولة المهنة مستقبلاً. فلقد أدرکت هذه الجمعیات أن تقویم الطالب یعد جزءاً رئیساً من العملیة التدریسیة, وأن التدریس الفاعل لا یحدث بدون تقویم مناسب للطالب. وفیما یلی المعاییر التی حددتها هذه الجمعیات(علام,47,2007):
ویجب على المعلم أن یکون ماهراً فی اختیار الأسلوب أو الأسالیب المناسبة للقرار التعلیمی المعین.
واقع اختبارات الکیمیاء.
یقتصر التقویم فى المؤسسات التعلیمیة على قیاس التحصیل من خلال الاختبارات التحصیلیة باعتبارها الأداة الأساسیة وإن لم تکن الوحیدة، والتى یعتمد علیها فى إصدار الأحکام واتخاذ القرارات التربویة بشأن مستویات التلامیذ والانتقال من صف إلى آخر ومن مرحلة دراسیة إلى أخرى.
وتقیس الاختبارات التحصیلیة مدى استیعاب الطلاب لبعض المعارف والمفاهیم والمهارات المتعلقة بالمادة الدراسیة، کما یدل التحصیل الدراسى على الوضع الراهن لأداء الفرد أو تعلمه أو ما اکتسبه بالفعل فى برنامج تعلیمى، (علام، 2002 : 305 ـ 306).
وإذا کان ما یحدث فى مدارسنا هو مجرد قیاس التحصیل باستخدام الاختبارات، فإن عملیة تحدید مواطن الضعف وعلاجها، وتحدید مواطن القوة لتدعیمها لم تکن ممارسة فى الواقع التعلیمى، وذلک لعدم توفر تغذیة راجعة حقیقیة, حیث وتؤکد نتائج بعض الدراسات أن الاختبارات التحصیلیة هى أکثر أدوات التقویم شیوعاً لقیاس التحصیل، (أبو علام,98,2001)
ومن أبرز أوجه القصور التى ترتبط بالاختبارات التحصیلیة هى ما تتعلق بما تقیسه أسئلة الاختبارات ونوعها والتى توجز فیما یلى(الرازحى,110,2001):
§ أن أسئلة الاختبارات التحصیلیة لا تعطى صورة حقیقیة عما تقیسه من أهداف تعلیمیة، بمعنى عدم صدق الاختبارات فى قیاس الأهداف التعلیمیة کما تعکسها أهداف المحتویات الدراسیة.
§ لا تقیس الاختبارات الأهداف المهاریة والوجدانیة.
§ لا تراعى کثیرُ من الاختبارات الوزن النسبى والأهمیة النسبیة لکلٍ من موضوعات المحتوى والأهداف التعلیمیة وتوزیع أسئلة الامتحانات على المحتوى.
فی هذا الإطار حددت الأدبیات التربویة عدة نقاط حول نوعیة الأسئلة التی یضعها المعلمون, من أبرزها (عدس, و الغرایبة, و البطش, 2001) کان أبرزها:
- الأسئلة تمیل لأن تکون بمثابة تطبیقات غیر مألوفة فی (الکیمیاء)، مما یجعل الإجابة علیها أمراً صعباً.
- وجود تفاوت فی نوعیة الأسئلة( الکیمیاء) ومستواها، مقارنة بأسئلة المعلمین فی المدارس، وهذا یؤکد على ضرورة توحید المواقف فیما بینهما.
- ضرورة وجود جداول للموصفات (الکیمیاء) تبنی على أسس سلیمة یتم توزیعها على الطلاب والمعلمین، کی یعرف کل منهم المطلوب منه بدقة فیما یتعلق بمستوى الامتحان ونوعیة الأسئلة الخاصة به.
- ضرورة استخدام الأسالیب الإحصائیة المناسبة للتعامل مع علامات الموضوعات المختلفة، لضمان العدل وعدم ظلم الطلبة فی حالة خروج الامتحان فی درجة صعوبته عن المألوف.
- ضرورة مراعاة الأسئلة لعنصر الشمولیة والتنوع وقیاس القدرات المختلفة للطلبة.
- توزیع الإجابات النموذجیة لأسئلة الامتحان, وتحلیل الأخطاء التی ارتکبها الطلبة فی إجاباتهم, وذلک لتوفیر التغذیة الراجعة المناسبة منها للطلبة والمعلمین على حد سواء.
إن بعض المعلمین لیس لدیه المهارة السلیمة اللازمة لعملیات القیاس والتقویم التربوی، وأن هناک تقصیراً من قبل المشرفین بتقدیم العون والتدریب فی هذا المجال. ولذلک یقع على عاتق وزارة التربیة والتعلیم عقد الورش والدورات التدریبیة اللازمة لذلک على مدار العام بالإضافة إلى أن هناک ضرورة لمتابعة الممارسة التقویمیة للمعلمین فی صفوفهم للإصلاح وإیجاد الحلول المناسبة لها. أما فیما یخص التقویم التشخیصی، فقد أظهرت النتائج أن إجراءات الوزارة بطیئة فی هذا المجال، وکان قد تم التعاون مع خبراء أجانب لتدریب المشرفین والمعلمین التربویین، على امتلاک مهارات هذا الجانب التقویمی والعمل على نشره فی مختلف المدارس فی المملکة الأردنیة الهاشمیة ( عدس، الغرایبة، البطش، 2001).
عینة الدراسة :
- مجموعة من اختبارات الفصل الدراسی الأول للصف الثالث الثانوی فی مادة الکیمیاء للعام 1428-1429هـ فی منطقة عسیر التعلیمیة.
منهج الدراسة :
تم استخدام المنهج الوصفی لأنه الأکثر ملائمة للبحث الحالی, حیث یقوم بوصف ما هو کائن, وتفسیره, ویعنى بتحدید الممارسات السائدة وطرقها فی النمو والتطور(العساف, 2003).
أدوات الدراسة :
اقتصرت الدراسة الحالیة على أداة واحدة وهی أداة تحلیل محتوى الاختبارات التحصیلیة فی مادة الکیمیاء من إعداد الباحث.
إجراءات الدراسة:
تناولت إجراءات الدراسة ما یلی:
- الإطلاع على الأدبیات المتعلقة بالاختبارات والتقویم .
- إعداد قائمة بمواصفات الورقة الاختباریة.
- عرض القائمة على المحکمین .
- إعداد الصورة الأولیة لأداة تحلیل محتوى الأسئلة فی ضوء قائمة مواصفات الورقة الاختباریة.
- عرض أداة التحلیل على مجموعة من المحکمین من أساتذة المناهج وطرق التدریس لإبداء أرائهم, من حیث الإضافة أو الحذف أو التعدیل.
-حساب ثبات أداة التحلیل.
- تحلیل محتوى مجموعة من اختبارات فی مادة الکیمیاء بالمرحلة الثانویة بمنطقة عسیر التعلیمیة للفصل الدراسی الأول للعام الدراسی 1428-1429هـ فی ضوء مواصفات الورقة الاختباریة.
-عمل تصور مقترح لبرنامج تدریبی فی إعداد اختبارات تحصیلیة فی مادة الکیمیاء فی ضوء مواصفات الورقة الاختباریة.
- تدریب عینة من معلمی الکیمیاء بالمرحلة الثانویة على إعداد الاختبارات فی ضوء مواصفات الورقة الاختباریة.
- تحلیل محتوى مجموعة من الاختبارات فی مادة الکیمیاء للصف الثالث ثانوی لعینة التدریب فی الفصل الدراسی الثانی (1428-1429هـ) فی ضوء مواصفات الورقة الاختباریة .
- القیام بالمعالجات الإحصائیة.
- تفسیر النتائج وعرض التوصیات.
نتائج الدراسة
السؤال الأول: ما مدى توفر معاییر مراعاة الاختبارات لطبیعة مادة الکیمیاء؟
أظهرت نتائج الدراسة توفر معاییر مراعاة الاختبارات لطبیعة مادة الکیمیاء بنسبة عالیة وصلت إلى 95%, أما بالنسبة لما یتعلق بشمول الأسئلة فقد أظهرت الدراسة انخفاضا فی توفر هذا المعیار حیث بلغت نسبة توفره 16% أیضاً أظهرت النتائج ترکیز الأوراق الاختباریة على المستویات المعرفیة الدنیا مثل التذکر والفهم والتطبیق وإهمال المستویات المعرفیة العلیا من التحلیل والترکیب والتقویم, کما أظهرت النتائج تنوعاً فی استخدام الأسئلة المقالیة والموضوعیة, کما أظهرت وجود مشاکل فی الصیاغة والوضوح للأسئلة الاختباریة, والضعف الواضح فی تطبیق قواعد بناء الأنواع المختلفة من الأسئلة الاختباریة, وبذلک یتضح أن المعلمین یعوزهم التدریب فی بناء الأنواع المختلفة من الأسئلة.
السؤال الثانی:ما التصور المقترح لبرنامج تدریبی فی إعداد اختبارات تحصیلیة فی مادة الکیمیاء فی ضوء مواصفات الورقة الاختباریة؟
قام الباحث ببناء البرنامج التدریبی المقترح فی ضوء الدراسات السابقة وأدبیات البحث والاتجاهات العالمیة الحدیثة فی مجال إعداد وتدریب المعلمین.
أهداف البرنامج التدریبی المقترح وتتمثل فی :
1- تحدید الهدف العام للبرنامج التدریبی.
هدف البرنامج التدریبی إلى تنمیة قدرة المتدربین (معلمو الکیمیاء) على إعداد الاختبارات التحصیلیة فی ضوء مواصفات الورقة الاختباریة لمادة الکیمیاء.
2- تحدید الأهداف الإجرائیة للبرنامج.
یتوقع فی نهایة البرامج أن یصبح المتدرب قادراً على أن:
3- خصائص المتدربین.
یمکن توجیه البرنامج لجمیع معلمی العلوم فی المرحلة الثانویة بصفة عامة حیث اهتمت الدراسة الحالیة بمعلمی الکیمیاء بصفة خاصة.
4- تحدید أعداد المتدربین وحجم مجموعات التدریب.
یمکن تطبیق البرنامج لأی عدد من المتدربین حسب الإمکانیات المتاحة بمراکز التدریب أو کلیات التربیة أو الجهات المسئولة عن التدریب, ویمکن تقسیم المتدربین إلى مجموعات تدریبیة(مجموعات عمل) مصغرة یتراوح عددها ما بین (4: 6) متدرباً بالإضافة إلى الحالات الفردیة. وقد قام الباحث بتطبیق البرنامج على (12) معلماً بمدارسة الإدارة العامة بمنطقة عسیر.
5- تحدید موقع البرنامج من الخطة الدراسیة.
یمکن إدماج البرنامج کوحدة ضمن مواد البرنامج التی تعقد للمعلمین سنویاً أو دوریاً.
6- تحدید مدة البرنامج.
تم تحدید مدة البرنامج إلى (12) ساعة بواقع (3) ساعات یومیاً ولمدة أربعة جلسات تدریبیة.
7- موضوعات البرنامج .
تم تحدید موضوعات البرنامج کما فی الجدول التالی:
جدول (3)
موضوعات جلسات البرنامج التدریبی
الیوم |
الجلسة |
الموضوع |
الزمن بالدقائق |
1 |
الجلسة الأولى
|
|
60 |
مفاهیم عامة فی القیاس والتقویم |
120 |
||
2 |
الجلسة الثانیة
|
|
60 |
الجلسة الثالثة |
|
60 |
|
الجلسة الرابعة |
|
60 |
|
3 |
الجلسة الخامسة |
|
90 |
الجلسة السادسة |
|
90 |
|
4 |
الجلسة السابعة |
|
90 |
الجلسة الثامنة |
|
90 |
وقد راعى الباحث أن تتضمن کل جلسة تدریبیة النقاط التالیة:
8- الإجراءات التی یمکن استخدامها لتنفیذ البرنامج.
9- الوسائل التی یمکن استخدامها لتنفیذ البرنامج.
السؤال الثالث:ما فاعلیة البرنامج التدریبی لمعلمی الکیمیاء على صوغ الأسئلة فی ضوء مواصفات الورقة الاختباریة؟
بعد تطبیق البرنامج التدریبی على عینة من المعلمین وجد الباحث تطور کبیر فی الأوراق الاختباریة وزیادة نسب الکثیر من المعاییر بعد التدریب وهذا یدل على فاعلیة التدریب بالاستخدام البرنامج المقترح فی رفع کفاءة المعلمین على إعداد اختبارات الکیمیاء فی ضوء مواصفات الورقة الاختباریة.
ثانیاً: التوصیات والمقترحات:
فی ضوء نتائج الدراسة یوصی الباحث بما یلی:
1- الاهتمام بقدر أکبر بمواد القیاس والتقویم التربوی فی برامج إعداد المعلمین ( التدریب قبل الخدمة )، والترکیز على إکساب المعلمین والمعلمات القدرات والمهارات اللازمة لبناء الاختبار التحصیلی الجید، والرغبة فی استخدام وتطبیق هذه المهارات فی اختبارات الکیمیاء بالمرحلة الثانویة .
2- ضرورة قیام الجهات المختصة بوزارة التربیة والتعلیم بإیجاد آلیة فعالة لضبط الاختبارات التی یعدها المعلمون ومراجعتها فی مادة الکیمیاء بالصف الثالث ثانوی.
3- ضرورة العمل على تطویر نظام تدریبی – أثناء الخدمة – یحث معلمی الکیمیاء على تطویر معارفه وممارساته التقویمیة ، وتحدیثها مع ازدیاد سنوات الخبرة.
4- ضرورة تأسیس بنک متخصص للأسئلة، یساعد المعلمین فی الحصول على نماذج متنوعة ومختارة من الأسئلة التی تساعدهم فی بناء اختبارات تحصیلیة جیدة فی مادة الکیمیاء .
5- أهمیة استخدام جهاز الکمبیوتر فی طباعة وإخراج الاختبار بصورة دقیقة علمیاً.
6- الاهتمام بکتابة تعلیمات عامة وخاصة کافیة ، تجعل الطالب یستغنى عن إرشاداتهم الشفویة أثناء تطبیق الاختبار.
7- الاهتمام بتنوع أسئلة مادة الکیمیاء المستخدمة من مقالیة وموضوعیة.
8- ضرورة الاعتماد على جدول المواصفات عند بناء اختبار مادة الکیمیاء وذلک لضمان تمثیل أکثر شمولاً، وصدقاً للکفایات الرئیسة الواردة فی المناهج.
9- إجراء دراسات مماثلة باستخدام نموذج التقویم الوارد فی الدراسة
( أداة الدراسة )، على مجتمعات أخرى، أو موضوعات تعلیمیة أخرى، أو مراحل تعلیمیة أخرى.
قائمة المراجع
أولاً: المراجع العربیة:
38. یوسف, ماهر إسماعیل صبری محمد ، الرافعی, محب محمود کامل.
( 2001 ) ، التقویم التربوی أسسه وإجراءاته ، مکتبة الرشد ، الریاض .
ثانیاً: المراجع الأجنبیة:
أولاً: المراجع العربیة:
38. یوسف, ماهر إسماعیل صبری محمد ، الرافعی, محب محمود کامل.
( 2001 ) ، التقویم التربوی أسسه وإجراءاته ، مکتبة الرشد ، الریاض .
ثانیاً: المراجع الأجنبیة: