نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
أستاذ الصحة النفسية المساعد کلية التربية – جامعة بنى سويف
المستخلص
الموضوعات الرئيسية
کلیة التربیة
کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم
إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)
=======
فعالیة برنامج إرشادی أُسری للحد من ضغوط الوالدیة وتخفیف العزلة الإجتماعیة لدى أطفالهم المعاقین عقلیاً
إعـــــــداد
د/ طلعت أحمد حسن على أستاذ الصحة النفسیة المساعد کلیة التربیة – جامعة بنى سویف
|
} المجلد الحادی والثلاثون – العدد الأول –ینایر 2015 م {
مستخلص الدراسة :
هدفت الدراسة الحالیة إلى التعرف على مدى فعالیة برنامج إرشادی أسری للحد من ضغوط الوالدیة وتخفیف العزلة الإجتماعیة لدى أطفالهم المعاقین عقلیاً، وبلغ حجم العینة (30) أسرة من أسر الأطفال المعاقین عقلیاً بمدارس التربیة الفکریة بأسیوط، تم تطبیق البرنامج على أمهات الأطفال المعاقین عقلیاً لأن الأطفال أکثر تعلقاً بالأمهات من الآباء، وتتراوح أعمار الأمهات ما بین (28-50) عاماً، بمتوسط عمری (38.6) عاماً، وانحراف معیاری (1.44)، تم تقسیمهم إلى مجموعتین متجانستین إحداهما تجریبیة (ن = 15) والأخرى ضابطة (ن = 15) تم تطبیق البرنامج الإرشادی علیهم ثم تطبیق مقیاس ضغوط الوالدیة علیهم أیضاً، وتضمنت عینة هذه الدراسة مجموعة من الأطفال الذین نقوم بتطبیق مقیاس العزلة الإجتماعیة علیهم وبلغ عددهم (30) طفلاً (15 مجموعة ضابطة، 15 مجموعة تجریبیة)، وتمثلت أدوات الدراسة فی مقیاس ضغوط الوالدیة، مقیاس العزلة الإجتماعیة ، البرنامج الإرشادی الأسری من إعداد الباحث، وتمت معالجة البیانات إحصائیاً من خلال البرنامج الإحصائی (SPSS)، وأوضحت النتائج: وجود فروق دالة إحصائیاً عند مستوى (0.01) بین متوسطات درجات المجموعتین التجریبیة والضابطة فی القیاس البعدی للحد من ضغوط الوالدیة لدى أمهات الأطفال المعاقین عقلیاً وتخفیف العزلة الإجتماعیة لدى هؤلاء الأطفال المعاقین عقلیاً لصالح المجموعة التجریبیة، کما وجدت فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات المجموعة التجریبیة فی القیاسین القبلی والبعدی للحد من العزلة الإجتماعیة لدى الأطفال المعاقین عقلیاً وتخفیف ضغوط الوالدیة لدى أمهات الأطفال المعاقین عقلیاً لصالح القیاس البعدی، ولا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات المجموعة الضابطة فی القیاسین القبلی والبعدی لمتغیرات الدراسة، کما أن الفروق بین متوسطات درجات المجموعة التجریبیة فی القیاسین البعدی والتتبعی غیر دالة.
المقدمة ومشکلة الدراسة :
لما خلق الله سبحانه وتعالى الکون أقسم بعزته وجلاله أن یضع العقل فی أغلى خلقه ألا وهو الإنسان، فمیزه به عن سائر مخلوقاته لیفکر ویبحث ویتعلم ویتدبر حیث یقول الله تبارک وتعالى فی القرآن الکریم : " إِنَّ فِی خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّیْلِ وَالنَّهَارِ لَآَیَاتٍ لِأُولِی الْأَلْبَاب (190) الَّذِینَ یَذْکُرُونَ اللَّهَ قِیَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَیَتَفَکَّرُونَ فِی خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَکَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّکَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَیْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِینَ مِنْ أَنْصَار" (سورة آل عمران، آیة 190، 191)، ومع أننا فی عصر الانفجار المعرفی والتکنولوجی ومع حل ثغرة فیه ظهرت أمامهم ثغرات أخرى تحتاج إلى تفسیر وتحلیل.
وفیما یخص فاقدی هذه النعمة – العقل – ألا وهم المعاقین عقلیاً، فهذه الفئة إذا ما أحسنا مساعدتها على تحقیق قدر ممکن من التقبل على المستوى الأسری والشخصی والاجتماعی ... فإننا سوف نتمکن من تأهیلهم للانخراط بالمجتمع مما قد یعود على أسرهم بالخیر والمنفعة ومن ثم المجتمع بأسره، ذلک لأن هؤلاء الأطفال تنخفض لدیهم قدراتهم المعرفیة بشکل ملحوظ والتی تعتبر هی الأساس فی مشکلاتهم کنتیجة للإعاقة العقلیة، لذلک فهناک محاولات مستمرة تتسم بالجدیة من قبل علماء النفس والتربیة والمناهج لمحاولة تخفیف شدة هذه المشکلات على الأقل إن لم یکن هناک أمل فی علاجها نهائیاً.
وتُعد مشکلة الإعاقة من المشکلات متعددة الأبعاد، إذ لا یقتصر آثارها على الطفل المعاق فحسب، بل تمتد لتشتمل الأسرة والمجتمع، وتختلف هذه الآثار حسب نوع الإعاقة ودرجتها. وتعد الإعاقة العقلیة من أشد هذه الإعاقات، وحیث إنه کلما اشتدت درجة الإعاقة، زادت الآثار الاقتصادیة والإجتماعیة العدیدة المترتبة على تلک الإعاقة، ولهذا تعمل الدولة على الحد من الخسائر الناجمة عن هذا العجز وتحاول تقلیله من خلال وضع برامج نظریة وعملیة لتوفیر الوقایة المناسبة للحد من الإعاقة أو تقلیل آثارها وإعادة التأهیل والتدریب على أنشطة العنایة بالذات وتحسین جودة الحیاة للمعاقین لیکونوا قوة فعالة ومنتجة فی المجتمع.
ولذلک نجد أن المعاقین عقلیاً من الفئات التی تحتاج إلى رعایة خاصة، وهم ینظرون إلى الحیاة بنظرة تختلف عن الآخرین، وتتأثر نظرتهم للحیاة بظروف الإعاقة وما یحصلون علیه من دعم من قبل الآخرین فی الأسرة أو المجتمع، وتحتاج هذه الفئات المهمة إلى خدمات تساعدهم على التوافق مع ظروف الحیاة فی ظل الإعاقة، وتعتبر جودة الحیاة من المؤشرات الهامة لجودة الخدمات المقدمة لهذه الفئات، ورضا الفرد عنها وإحساسه بالسعادة والرغبة فی الحیاة (أشرف عبد القادر، 2005).
أما الخصائص العقلیة لدیهم فتتمثل فی القدرة العقلیة التی تتراوح ما بین المتوسطة والبسیطة إذ تتراوح نسبة ذکاء هذه الفئة ما بین (50-70) على منحنى التوزیع الطبیعی للقدرة العقلیة ویعنی ذلک أن تدنی قدرة أطفال هذه الفئة على تعلم المهارات الأکادیمیة البسیطة کالقراءة والکتابة والحساب والمهارات الإجتماعیة ومهارات العنایة بالذات ومهارات التواصل اللغوی والمهارات الشرائیة والمهن (شاکر قندیل، 1998، 31).
ومما تجدر الإشارة إلیه أن الطفل المعاق عقلیاً یعانی عدم القدرة على التکیف الاجتماعی ویظهر لدیه اضطرابات فی التصرف فی المواقف الإجتماعیة وأسالیب التفاعل الاجتماعی ولدیه لامبالاة وأحیاناً عدم اهتمام أو إعطاء أهمیة لما یدور حوله فی البیئة المحیطة، وعدم تقدیر المسئولیة والمشارکة الجماعیة أو الشعور بأنه فرد مرفوض داخل هذه الجماعة، بالإضافة إلى عدم وجود رغبة لدیه للقیام بعمل علاقات اجتماعیة مع الأطفال مثل عمره الزمنی، ویمیل أحیاناً إلى اللعب والاشتراک وإنشاء علاقات مع الأطفال الأصغر منه سناً (جمعة سید یوسف، 2000، 82).
ویُنظر إلى العزلة الإجتماعیة على أنها شعور بعدم الراحة فی وجود الآخرین وغیاب الاتصال بهم، فهی حالة من القلق الاجتماعی الناتجة عن التفاعلات الإجتماعیة ، وهی المیل إلى تجنب المواقف الإجتماعیة ، وهی الفشل فی المشارکة بطریقة ملائمة وهی مجموعة مترابطة من الانفعالات والاتجاهات الخاصة بالتفاعل والألفة فی المواقف الإجتماعیة (Heamlerg & Simon, 1999, 479).
وقد لاحظ الباحث من خلال تردده على بعض مدارس التربیة الخاصة سواء کانت مدارس الأمل أو مدارس التربیة الفکریة انخفاض مستوى المهارات الإجتماعیة والتفاعل الاجتماعی لدى بعض الأطفال المعاقین عقلیاً، وهی مهارات یحتاجها کل طفل لکی یکون بعیداً عن العزلة الإجتماعیة ، وأن نقص هذه المهارات یرتبط بشکل کبیر بسلوک العزلة لدیهم، وصعوبات یواجهها هؤلاء الأطفال المعاقین عقلیاً فی علاقاتهم الإجتماعیة الیومیة وخصوصاً مع الأسرة والزملاء داخل وخارج المدرسة، وأن نقص المهارات الإجتماعیة لدى الأطفال المعاقین عقلیاً ذوی العزلة الإجتماعیة قد یکون من الأسباب المؤدیة إلى عدم اندماجهم مع أقرانهم من الأطفال، ویظلون فی عزلة عن الآخرین.
ولقد سلک الباحث فی الوقوف على تحدید مشکلة الدراسة طریقتین أسفرت عنهما بعض الدراسات العلمیة السابقة :
الطریقة الأولى: مرحلة الطفولة من المراحل الأساسیة، والهامة جداً والتی یکون الطفل من خلالها أکثر مرونة وقابلیة للتعلیم، وأکثر طواعیة لتعدیل سلوکه (فیولا الببلاوی، 1990، 4).
الطریقة الثانیة : إن إعداد الطفل ذو العزلة الإجتماعیة لمواجهة الحیاة تتطلب إکساب أکبر قدر من الخبرات والمهارات التی تؤهله لها قدراته واستعداداته، حتى یکون عضواً مسئولاً فی المجتمع، والوصول إلى هذه الدرجة من الکفاءة الشخصیة والإجتماعیة تساعده فی مواقف الحیاة الیومیة (عایدة الرفاعی، 1997، 7-8).
هذا وقد أشارت العدید من الدراسات بدور الأمهات فی التدعیم الاجتماعی والتی منها على سبیل المثال دراسة شین جن Shin, Jin-Y (2002) والتی تناولت المقارنة بین الأمهات الأمریکیات فی المساندة الإجتماعیة ، وقد أشارت بأن الأمهات الأمریکیات یخطین بقدر کبیر من المساندة الإجتماعیة لأبنائهم بعکس الکوریات، وذلک نظراً لتواجد کثیر من الضغوط على الأمهات الکوریات، وهو ما دعى الباحث إلى عمل برنامج إرشادی تدعیمی من خلال آباء وأمهات الأبناء المعاقین عقلیاً، وذلک نظراً لأن الأسر المصریة تعانی کثیراً من الضغوط، ذلک نظراً لطبیعة الظروف الاقتصادیة والإجتماعیة التی تمر بها الأسرة المصریة ففی ضوء دراسة شین جن (2002) ونتائجها نجد بالقیاس أنه ربما تکون الأسرة المصریة أقل أیضاً فی التدعیم الاجتماعی للأبناء المعاقین عقلیاً. فلابد من تخفیف ضغوط الوالدیة فی الأسر المصریة.
ویرى الباحث أن وجود طفل معاق عقلیاً یؤدی إلى تصدع العلاقة بین الأب والأم، فکل منهما یلقی باللوم على الآخر من جراء إعاقة الطفل، مما یؤثر على العلاقة بینهما، وقد تظهر المشادات الحامیة بینهما مما یجعل الطفل المعاق یشعر بأنه هو السبب فی هذا الجو المشحون بین والدیه مما یجعله لا یشعر بالأمن والأمن اللذان لابد أن یوفرهما له کل من الأب والأم.
وترى رجاء شریف (2002، 91-92) أن الأثر الذی تحدثه الإعاقة على الوالدین قد یکون راجعاً إلى أن إعاقة الطفل قد تفرض على الوالدین تغییرات مهمة فی مجرى حیاتهما وهی تقودهم إلى الشعور بالحزن، وقد یختفی أحیاناً ولکنه قد یعود ویظهر مجدداً، وأن الإعاقة شیء متوقع، فکل أب وأم ینتظر طفلاً عادیاً، بل مثالیاً لذلک فلیس غریباً أن تمثل الإعاقة صفعة قویة لآمالهم، بل إن الغریب أن یتقبل الوالدان إعاقة طفلهما دفعة واحدة وبدون صعوبات فی البدایة.
ویستخلص الباحث مما سبق مصادر کثیرة للضغوط الوالدیة التی یجب الحد منها مثل: أحداث الحیاة الصعبة، والخلافات الأسریة، صعوبات التعلم، الخوف من الامتحانات، الحرمان المادی أو ضعف القدرة الاقتصادیة للأسرة، إعاقة إشباع الحاجات الأساسیة، وجود طفل ذو إعاقة فی الأسرة.
فبناءً على ما تقدم ومن خلال إطلاع الباحث على الکثیر من الدراسات السابقة والبحوث العربیة والأجنبیة والتی تعارضت فیما بینها والتی لم تتعرض لمتغیرات الدراسة بصورة مجتمعیة، مما دفع الباحث إلى إجراء مثل هذه الدراسة وهی تصمیم برنامج إرشادی أسری للحد من ضغوط الوالدیة وأثره فی العزلة الإجتماعیة لدى أطفالهم المعاقین عقلیاً ، وبذلک تتحدد المشکلة.
مشکلـة الدراسـة :
فی ضوء ما سبق عرضه فی المقدمة، یمکن بلورة مشکلة الدراسة الحالیة فی محاولة الإجابة عن التساؤلات التالیة :
1- هل توجد فروق دالة إحصائیاً بین متوسطی درجات المجموعتین التجریبیة والضابطة فی القیاس البعدی للضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة لدى الأطفال المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم؟
2- هل توجد فروق دالة إحصائیاً بین متوسطی درجات المجموعة التجریبیة فی القیاسین القبلی والبعدی للضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة لدى الأطفال المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم؟
3- هل توجد فروق دالة إحصائیاً بین متوسطی درجات المجموعة الضابطة فی القیاسین القبلی والبعدی للضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة لدى الأطفال المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم؟
4- هل توجد فروق دالة إحصائیاً بین متوسطی درجات المجموعة التجریبیة فی القیاسین البعدی والتتبعی للضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة لدى الأطفال المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم؟
أهـداف الدراسـة :
یمکن تحدید أهداف الدراسة فیما یلی :
1- التحقق من مدى فعالیة البرنامج الإرشادی الأسری وخصوصاً من جانب الحد من ضغوط الوالدیة والذی یترتب علیه من جانب الوالدین خفض العزلة الإجتماعیة للأطفال المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم.
2- إدماج الأطفال المعاقین عقلیاً فی الوسط الاجتماعی من خلال الأسرة (الأب والأم) والأخوة والأخوات.
3- بیان أثر البرنامج فی الحد من ضغوط الوالدیة التی تتمثل فی الهموم والأحزان تجاه أبنائهم.
4- التعرف على مدى استمرار فعالیة البرنامج المستخدم بعد فترة المتابعة فی خفض العزلة الإجتماعیة لدى أطفال المجموعة التجریبیة.
أهمیـة الدراسـة :
تنبع أهمیة الدراسة الحالیة من :
1- أهمیة المرحلة العمریة : المعنیة بالدراسة الحالیة وهی مرحلة الطفولة فی (المرحلة الابتدائیة) والتی تمثل نسبة لا بأس بها من التعلیم فی مصر.
2- الأهمیة الموضوعیة : من حیث تناول خفض ضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة بواسطة برنامج للإرشاد الأسری للأطفال المعاقین عقلیاً.
3- الأهمیة المنهجیة : حیث المنهج التجریبی الذی یتیح الفرص للأطفال ترک السلوکیات اللاتوافقیة.
4- أهمیة ما تقدمه من أدوات قیاس للعزلة الإجتماعیة وضغوط الوالدیة والبرنامج الإرشادی الأسری.
مصطلحـات الدراسـة :
1- الإرشاد الأسری :
یعرف الباحث الإرشاد الأسری بأنه أحد الاستراتیجیات العلاجیة الإرشادیة فی مجال الإرشاد النفسی التی یؤدیها ویطبقها ممارس (مرشد) لجمیع أفراد الأسرة سواء فردیاً أو جماعیاً من أجل التدخل المبکر الذی یرکز على العمیل بهدف تقویمه وإرشاده.
2- البرنامج الإرشادی :
هو برنامج مخطط ومنظم فی ضوء أسس علمیة لتقدیم الخدمات الإرشادیة المباشرة وغیر المباشرة فردیاً وجماعیاً لجمیع من تضمهم مؤسسة ما، بهدف مساعدتهم فی تحقیق النمو السوی والقیام بالاختیار الواعی المتعقل لتحقیق التوافق النفسی داخل المؤسسة وخارجها (حامد زهران، 2002، 499).
ویعرف الباحث الحالی البرنامج الإرشادی الأسری بأنه مجموعة من الإجراءات المنظمة والتی تتضمن بعض الفنیات الإرشادیة (الحوار – الإقناع – المناقشة – المحاضرة – التخیل – الواجب المنزلی ....) بهدف خفض ضغوط الوالدیة، وتخفیف العزلة الإجتماعیة لدى الأطفال المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم.
3- ضغوط الوالدیة :
هی زملة من المشاعر التی تتکون داخل الوالدین نتیجة لعدم قدرتهما على تلبیة متطلبات أبنائهما الخاصة، سواءً کانت متطلبات اقتصادیة أو اجتماعیة أو ثقافیة أو بیئیة، وذلک من أجل أن یتکیف أبنائهما مع الأسرة والبیئة المحیطة بهم، وتتبدى هذه المشاعر فی صورة بعض المظاهر وهی ضعف تقدیر الذات، والقلق، وظهور أعراض الاکتئاب، والعزلة الإجتماعیة ، واضطراب التفاعلات الأسریة، وهی الدرجة التی یحصل علیها أحد الوالدین فی مقیاس ضغوط الوالدین.
4- العزلة الإجتماعیة :
ویعرفها الباحث بأنها انعزال الفرد عن الآخرین وشعوره بالوحدة والابتعاد وعدم إقامة علاقات مع الآخرین، وضعف اتصاله بهم، وعجزه عن تفاعله معهم، مما ینتج عنه فشله فی اجتذابهم إلیه وعدم الحصول على العلاقات الإجتماعیة المطلوبة، وتقاس بالدرجة التی یحصل علیها الفرد فی مقیاس العزلة الإجتماعیة .
5- المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم :
هم أولئک الأطفال الذین تنحصر نسبة ذکائهم ما بین (50-70) درجة ویطلق علیهم فئة القابلین للتعلم لما لهم من القدرة على إمکانیة الاستفادة من البرامج التعلیمیة العادیة التی تعرض بطریقة فردیة خاصة ولکن عملیة تقدمهم بطیئة بالمقارنة مع العادیین (آمال عبد السمیع باظه، 2008، 16).
وهو ما یتفق معه الباحث کتعریف إجرائی للدراسة.
الإطار النظری وبعض الدراسات السابقة :
أولاً : الإطار النظری :
ضغوط الوالدیة :
الضغوط الوالدیة هی الظروف أو المطالب المفروضة على الوالدین فی سیاق تفاعلهما مع أبنائهما سواء الظروف أو المطالب الناجمة عن طبیعة الوالدین وخصائصهما، أو تلک الناجمة عن طبیعة الطفل وخصائصه، الأمر الذی یفرض على الوالدین نوعاً من التوافق فی سیاق هذا التفاعل (فیولا الببلاوی، 1998، 4).
کما أن مطالب الإعالة الطویلة والرعایة الخاصة، والإحباط الناتج عن التأخر فی النمو، والقلق بشأن المستقبل، والعجز فی تحقیق آمال الوالدین، وانعزال الأسرة عن الأصدقاء والانطواء، کل ذلک یخلق ضغوطاً حیاتیة کثیرة ینتج عنها توترات جسمانیة وعاطفیة على الوالدین تفوق المستویات التی یشعر بها الوالدان للأطفال العادیین.
- مظاهر الضغوط الوالدیة :
أ – القلق Anxiety
یعد القلق حالة توتر شامل ومستمر نتیجة توقع تهدید خطر فعلی أو رمزی قد یحدث، ویصاحبها غموض وأعراض نفسیة جسمیة، مثل نشاط الجهاز العصبی اللاإرادی یأتی فی نوبات تتکرر فی نفس الفرد، وذلک مثل الشعور بالفراغ فی فم المعدة أو الضیق فی التنفس أو الشعور بنبضات القلب أو الصداع أو کثرة الحرکة (حامد زهران، 1997، 424).
أعراض القلق :
تشمل أعراض القلق الأعراض الجسمیة والنفسیة على النحو التالی :
1- الأعراض الجسمیة :
وتشمل الضعف العام ونقص الطاقة الحیویة والنشاط والمثابرة، وتوتر العضلات، والنشاط الحرکی الزائد، واللزمات العصبیة الحرکیة والتعب والصداع المستمر الذی لا یزول بالمهدئات، وتصبب العرق وعرض الکفین وارتعاش الأصابع، وبرودة الأطراف، وشحوب الوجه، وسرعة النبض والخفقان، وآلام الصدر،والإحساس بالنبضات فی أجزاء مختلفة من الجسم، وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات التنفس، ونوبات التنهد، والشعور بضیق الصدر، والدوار، والغثیان والقیء، والإسهال وزیادة مرات الإخراج، وتکرار التجشؤ والانتفاخ، وعسر الهضم، وجفاف الفم والحلق، وفقد الشهیة ونقص الوزن، وإرهاق الحواس مع شدة الحساسیة للصوت والضوء، واضطرابات الوظیفة الجنسیة (فتحی فتح الباب، 2002، 27).
2- الأعراض النفسیة :
ذکر حامد زهران (1997، 487) فی هذا الصدد إلى أن الأعراض النفسیة تشمل القلق العام والقلق على الصحة والعمل والمستقبل، والتوتر العام والشعور بعدم الراحة والحساسیة النفسیة الزائدة وسهولة الاستثارة والهیاج، وعدم الاستقرار والخوف والشک والتردد فی اتخاذ القرارات، والهم والاکتئاب العابر، والتشاؤم والانشغال بالخطأ الماضی وکوارث المستقبل وتوهم المرض، وضعف الترکیز وضعف القدرة على العمل والإنتاج والإنجاز وسوء التوافق الاجتماعی والمهنی وقد یصل الحال إلى السلوک العشوائی غیر المضبوط.
ب- الاکتئاب :
جاء فی معجم علم النفس والطب النفسی أن الاکتئاب هو حالة انفعالیة من الحزن المستمر، تتراوح بین حالات الحزن المعتدل نسبیاً والوجوم إلى أقصى مشاعر الیأس والقنوط، وغالباً ما تکون هذه المشاعر مصحوبة بفقدان المبادأة، والأرق وفقدان الشهیة وصعوبة فی الترکیز واتخاذ القرارات (جابر عبد الحمید، علاء الدین کفافی، 1991، 920)، وعرَّفهُ محمد سعید هندیة (2003، 27) بأنه اضطراب فی الوجدان یتمیز بمشاعر الحزن والیأس، وافتقاد الکفاءة والقیمة والإحساس بالوحدة والذنب، وضعف المهارات الإجتماعیة وتقدیر الذات، وفقدان الوزن واضطرابات النوم.
ومن أعراض الاکتئاب :
- مزاج حزین مکتئب معظم الیوم تقریباً.
- تناقص المتعة والسرور فی کل أو معظم الیوم وتقریباً کل یوم.
- انخفاض واضح فی الوزن لا یکون نتیجة رجیم، أو زیادة فی الوزن، ونقصان أو زیادة فی الشهیة تقریباً کل یوم.
- الأرق أو الوخم تقریباً کل یوم.
- تأخر حرکی نفسی أو تخلف تقریباً ویلاحظه الآخرون ولیس مجرد مشاعر ذاتیة بعدم الاستقرار أو البطء.
- التعب أو فقدان الطاقة تقریباً کل یوم.
- الإحساس بانعدام القیمة أو تأثر زائد أو غیر ملائم تقریباً کل یوم (لیس مجرد توبیخ الذات أو التأثر حول کونه مریضاً).
- تناقص القدرة على التفکیر أو الترکیز أو عدم القدرة على اتخاذ القرار تقریباً کل یوم.
- أفکاره معاودة عن الموت (لیس مجرد الخوف من الموت)، تفکیر متکرر فی الانتحار بدون خطة أو محاولة الانتحار أو خطة محددة لارتکاب الانتحار.
- لا تفسر الأعراض بالحزن العادی أی تکون أعقاب فقدان شخص محبوب تستمر الأعراض لأکثر من شهرین، أو تتسم بقصور ملحوظ فی الأداء أو شعور بانعدام القیمة، أو أفکار الانتحار أو الأعراض الذهانیة (آمنة حدان، 2001، 140).
وقد صنف الاکتئاب حامد زهران (2001، 514) کالآتی :
- الاکتئاب الخفیف : وهو أخف صور الاکتئاب.
- الاکتئاب البسیط : وهو أبسط صور الاکتئاب.
- الاکتئاب الحاد (السواد) : هو أشد صور الاکتئاب.
- الاکتئاب المزمن : وهو دائم ولیس فی مناسبة فقط.
- الاکتئاب التفاعلی (الموقفی) : وهو رد فعلی لحلول الکوارث.
- الاکتئاب الشرطی : وهو اکتئاب یرجع مصدره الأصلی إلى خبرة جارحة، ویعود إلى الظهور بظهور وضع مشابه أو خبرة مماثلة للوضع أو الخبرة السابقة.
- اکتئاب سن القعود : ویحدث عند النساء فی سن الأربعینات، وعند الرجال فی الخمسینات أی عند سن القعود أو نقص الکفایة الجنسیة أو الإحالة إلى التقاعد.
- الاکتئاب العصابی – الاکتئاب الذهانی.
ومن مظاهر الضغوط الوالدیة أیضاً ضعف تقدیر الذات، اضطراب التفاعلات الأسریة، العزلة الإجتماعیة .
العزلة الإجتماعیة :
هی تجنب الناس أو المواقف والأشیاء والتی تثیر فی نفس الفرد القلق والضیق والشعور بالإحباط، وإذا اضطرت الظروف أن یواجه الفرد موقفاً ما فإنه ینطوی على نفسه دون أن یستطیع التکیف مع ذلک الموقف، مما یؤدی إلى شعوره بالإحباط (سعید عبد الرحمن محمد، 2004، 33). کما أنها الانسحاب والشعور بالخجل من الآخرین بسبب إعاقة الطفل، وعدم القیام بالزیارات الإجتماعیة ، أو الخروج فی النزهات، والإحساس بالحرج والألم من نظرة الآخرین للابن، وتفضیل عدم مشارکة الآخرین للابن وتفضیل عدم مشارکة الآخرین فی المناسبات الإجتماعیة (محمود محیی الدین، 2004، 460).
ویرى الباحث أن العزلة الإجتماعیة هی افتقار فی العلاقات الإجتماعیة التی قد تکون کنتیجة لأی شیء أسری غیر سوی، مما تضطر الأسرة معه إلى العزوف عن الحیاة الإجتماعیة کزیارات الأقارب، وتبادل الزیارات مع الجیران، والمشارکة فی أی تفاعل اجتماعی قد یظهر فیه هذا الشیء الأسری غیر السوی.
مظاهر العزلة الإجتماعیة :
تذکر صفاء القوشتی (2003، 60) أن مظاهر العزلة الإجتماعیة تتمثل فی: انکفاء على الذات، اضطراب العلاقات الإجتماعیة ، قلق وتوتر، ابتعاد عن الآخرین، عدم المشارکة فی الأنشطة، الشعور بالوحدة.
ویشیر محمود محیی الدین (2004، 461) إلى مظاهر العزلة الإجتماعیة لوالدی المعاق فی: الانسحاب، الشعور بالخجل من الآخرین بسبب إعاقة طفلهم، عدم القیام بزیارات اجتماعیة، عدم الخروج فی نزهات، الإحساس بالألم من نظرة الآخرین لابنهما المعاق، تفضیل عدم مشارکة الآخرین فی المناسبات الإجتماعیة .
العزلة الإجتماعیة عند المعاقین عقلیاً وأسالیب علاجها :
من الاتجاهات الحدیثة فی مجال التخلف العقلی بعض الأفکار التی تنادی بأن السلوک التوافقی للطفل المعاق یمکن تغییره بشکل إیجابی عن طریق ما یسمى بالتوقعات الإجتماعیة المعیاریة، وهذا یعنی تقدیم الخدمات للأطفال المتخلفین عقلیاً بنفس الأسلوب والطریقة التی تقدم بها للأطفال العادیین عن طریق الوسائل الاعتیادیة المعمول بها فی الجماعات، وذلک من أجل تأصیل السلوک الإنسانی (رمضان القذافی، 2001، 227).
ورغم ذلک تعددت الأسالیب التی یمکن استخدامها فی علاج وخفض العزلة الإجتماعیة للأطفال المتخلفین عقلیاً والتی منها :
1- التدریب على التفاعل الاجتماعی :
یهدف التدریب على التفاعل الاجتماعی إلى مساعدة الأطفال على تحقیق البراعة فی مهام ومطالب النمو (محمد السید عبد الرحمن، منى خلیفة حسن، 2003، 257).
ویُعد تدریب الطفل على التفاعل الاجتماعی وسیلة للتغلب على عزلته حیث یمکن تدریبه على مهارات مثل الترکیز بالعین أثناء الکلام والإیماءات، والإرشادات ومهارة بدء الکلام وإنهائه والمهارات التوکیدیة ومهارات الإدراک الاجتماعی (حسن مصطفى، 2001، 239).
وهناک من الأسالیب الکثیرة لمعالجة العزلة الإجتماعیة والتی تشمل على الکثیر من الفنیات کالنمذجة ولعب الدور والتعلیمات، والتغذیة المرتدة والتعزیز الإیجابی کمجموعة متعددة العناصر لتدریب الطفل المنعزل اجتماعیاً (جمال الخطیب، 1993، 211).
ویرى الباحث أن التفاعل الاجتماعی الجید هو الذی یکون فیه الطفل قادراً على إقامة علاقات اجتماعیة إیجابیة وناجحة مع الآخرین مستخدماً التعبیر اللفظی وغیر اللفظی فی تکون هذه العلاقات وما تشتمل علیه من التواصل الجید مع الآخرین.
ویؤکد الباحث أیضاً أن جمیع البرامج الإرشادیة الأسریة التی تعمل على خفض العزلة الإجتماعیة غالباً ما تستخدم هذه الفنیات السابقة کعلاج مساعد لخفض العزلة والتی یمکن أن یضاف إلیها المناقشة الجماعیة والمشارکة الجماعیة والتی تتمثل فی الألعاب ویضاف إلى ذلک فنیة الهولوتروبیک (الموسیقى).
2- إشراک الأطفال فی الأنشطة الجماعیة :
إن إشراک الأطفال فی أنشطة اجتماعیة جماعیة مع أقرانهم العادیین أو المعوقین من شأنه تنمیة علاقاتهم الإجتماعیة ، کما أن اشتراکهم فی الألعاب المباشرة تؤدی إلى تقویة قدراتهم على التفاعل الاجتماعی ومهاراتهم الإجتماعیة ، ومن ثم خفض بعض السلوکیات المشکلة لدیهم.
وبالتالی لابد من تشجیع الطفل على التفاعل مع الآخرین من خلال الاشتراک فی رحلات جماعیة وألعاب ریاضیة ومدرسیة متعددة، لأن ذلک من شأنه تخفیف العزلة الإجتماعیة التی یعانی منها الطفل (شیفروملمان، 1999، 270).
وأن التدریب على الأنشطة والمهام من خلال برامج التدریب على الأنشطة الجماعیة بواسطة الأقران من شأنه زیادة المبادأة والاستجابة الإجتماعیة فی مختلف المواقف کما یزید من قدرة الأطفال المتخلفین عقلیاً على المحادثة الفعالة ومن ثم یقل سلوکهم الانعزالی التجنبی فی مختلف المواقف (Hall, 1997, 4233).
3- الحرمان الاجتماعی والتقبل الاجتماعی :
إن الأطفال المتخلفین عقلیاً نتیجة لما یعانونه من حرمان من التقبل والقبول الاجتماعی فإنهم یعکسون أثر ذلک فی حاجة عالیة للقبول والتقبل الاجتماعی قیاساً بالأطفال غیر المتخلفین، وحتى داخل مجموعات المتخلفین أنفسهم یتوقع أن یکون هناک تفاوت فی هذا الحرمان والحاجة إلیه مع کون أولئک الذین لدیهم احتکاکات اجتماعیة أقل مثل المقیمین فی مؤسسات داخلیة (محمد الشناوی، 1997، 336).
فالأطفال المتخلفین عقلیاً یشعرون دائماً بعدم التقبل الاجتماعی والحرمان فی البیت والمدرسة ومع أصحابه مما یجعله یسعى للحصول على التقبل الاجتماعی وإشباع حرمانه أیضاً، ویظهر هذا فی تأثره بتشجیع الآخرین وتأییدهم له (آمال عبد المنعم، 1999، 37).
4- الحاجة إلى تحقیق الذات والإنجاز والنجاح :
کل طفل فی هذه الحیاة یحتاج دائماً لأن یعمل، وأن یحقق ذاته وأن ینجز من أجل النجاح وکل هذا یتطلب من البدایة فهماً مناسباً للطفل وإمکانیاته، وأن کل ما یستطیع الطفل أن یحققه یجب أن یعمل على تحقیقه حتى یصبح سعیداً أی أن یختار نوع العمل الذی یلائمه فی حدود قدراته وإمکاناته ویحاول تحقیق أهدافه فی هذا المجال (سهیر کامل، 1998، 186).
وإذا نظرنا إلى الحاجة إلى تحقیق الذات لابد وأن یحقق الطفل ذاته أولاً لکی یحقق من خلال ذاته الإنجاز الذی یؤدی به إلى النجاح فیما بعد وبالتالی یتخلص من الإحساس بالفشل والإحباط التی کثیراً ما یعانی منه الأطفال المعاقین عقلیاً.
5- الحاجة إلى الأمن والأمان :
الأطفال المتخلفین عقلیاً فی أشد الحاجة إلى أن یعیشوا فی کنف أسرة یشعرون معها بالأمن والأمان والطمأنینة، ویدرکوا التقبل من الراشدین المهمین فی حیاتهم کأفراد الأسرة متمثلة فی الأب والأخوة، ویحتاجوا إلى أن یتعلموا ویتأصلوا مهنیاً، حتى یعولوا أنفسهم فیمارسوا حیاتهم الإجتماعیة کغیرهم من الآخرین (إیمان کاشف، 1989، 29).
فالطفل المتخلف عقلیاً غالباً ما یحتاج إلى الشعور بالأمن والطمأنینة والانتماء إلى جماعة فی الأسرة والمدرسة والزملاء فی المجتمع حیث یحتاج الطفل إلى الرعایة فی جو آمن یشعر فیه بالحمایة من کل العوامل الخارجیة المهددة، ویجب مراعاة الوسائل التی تشبع هذه الحاجة لدى الطفل حتى لا یشعر بتهدید خطیر لکیانه مما یؤدی إلى أسالیب سلوکیة قد تکون انعزالیة انسحابیة أو عدوانیة (حامد زهران، 1990، 294).
فنیات خفض العزلة الإجتماعیة :
إذا نظرنا إلى الطفل المتخلف عقلیاً ذو العزلة الإجتماعیة نجده یعانی من نقص فی القدرة على التفاعل والتکیف مع الآخرین، لذا فإن معظم البرامج الإرشادیة التی استهدفت خفض العزلة الإجتماعیة للأطفال المتخلفین قد استخدمت فنیات إرشادیة بغرض إکساب هؤلاء الأطفال بعض المهارات الإجتماعیة التفاعلیة التی یستطیع بواسطتها التغلب على صعوبات المواقف الإجتماعیة التی یواجهونها فی حیاتهم الیومیة الطبیعیة، ومن هذه الفنیات :
1- التعلیمات : وتتضمن تلک التعلیمات وصفاً للاستجابات المناسبة وکیفیة أدائها، ویجب أن تکون التعلیمات محددة ودقیقة (أحمد متولی، 1993، 63).
2- النمذجة : هی إتاحة نموذج سلوکی مباشر (شخصی) أو ضمنی (تخیلی) للمتدرب حیث یکون الهدف هو توصیل معلومات حول النموذج السلوکی المعروض للمتدرب بقصد إحداث تغییر ما فی سلوکه وإکسابه سلوکاً جدیداً (محمد الشناوی، 1996، 368).
أنواع النمذجة :
- النمذجة المباشرة أو الصریحة: حیث توجد قدرة فعلیة أو شخص یؤدی النموذج السلوکی الاجتماعی المطلوب إتقانه، أو قدوة رمزیة من خلال فیلم أو مجموعة من الصور المسلسلة بطریقة تکشف عن خطوات أداء السلوک، أو یقوم النموذج بهذا السلوک فی مواقف فعلیة أو رمزیة (عبد الستار إبراهیم، 1994، 109).
- النمذجة الضمنیة أو الاقتداء المتخیل: وفیها یتخیل المتدرب نماذج تقدم بالسلوکیات الإجتماعیة التی یرغب المدرب أن یلقنها للمتدرب.
- النمذجة بالمشارکة: وفیها یتم عرض السلوک الاجتماعی المرغوب بواسطة نموذج، وکذلک أداء هذا السلوک من جانب المتدرب، منع توجیهات تقویمیة من جانب المدرب (محمد الشناوی، 1996، 372).
3- لعب الدور (الأداء التمثیلی) : المنطق الکامل خلف هذا الأسلوب یتمثل فی أن قیام الفرد بتمثیل الدور الذی یصعب القیام به فی الواقع الفعلی، قد یجعله أکثر ألفة به، ومن ثم اعتیاده علیه، وأقل تهیباً من أدائه فیما بعد فی مواقف طبیعیة، وأکثر وعیاً بأوجه الصعوبة التی یخبرها فیها، ومن ثم یعمل على تجنبها فضلاً عن أنه یمکنه من إجراء بیان عملی (بروفة) على السلوک قبل تنفیذه، وهو ما یتیح له الفرصة للنقد الذاتی وتلقی نقد الآخرین وتقییمهم لأدائه بصورة موضوعیة (ظریف غریب، 1998، 235).
4- الحدث (التلقین) : إن استخدام التلقینات یزید من احتمال حدوث الاستجابة واکتساب السلوک الاجتماعی، وحالما تتم الاستجابة الملقنة فإنه یمکن تدعیمها، وکلما زاد تکرار تدعیم الاستجابة تم تعلمها بسرعة، ویکون الهدف النهائی عادة هو الحصول على الاستجابة النهائیة فی غیاب الملقنات (محمد الشناوی، 1996، 342).
وهناک أنواع للملقنات منها التلقین اللفظی وهو تذکر الطفل ما نرید أن یفعله من سلوک اجتماعی مرغوب باستخدام الکلمات، وتلقین من خلال الإیماءة إذ یمکن أن تساعد الإیماءات الطفل على فهم ما نرید عمله، أو الإتیان به من سلوک (لویس ملیکة، 1998ب، 20).
5- التشکیل : إن التشکیل أو التقریب المتتابع هو تدعیم السلوک الذی یقترب تدریجیاً من السلوک المرغوب أو یقاربه فی خطوات صغیرة تیسر الانتقال السهل من خطوة إلى أخرى، ویبدأ التشکیل من النقطة التی یکون الطفل المتدرب عندها، ثم یتدرج فی خطوات صغیرة بحیث یتغیر سلوکه بیسر مع تقدیم التدعیم ومعالجة الأخطاء والمشکلات فی مرحلة مبکرة من الخطوات الصغیرة (لویس ملیکة، 1990، 130).
6- الإرشاد (التوجیه) : ویضیفها الباحث کفنیة من فنیات خفض العزلة الإجتماعیة وتعنی إرشاد العمیل إلى نقاط الضعف والقوة، وقوة الأداء مع تقدیم المساندة الإجتماعیة للأداء المتمیز.
7- الواجب المنزلی : وفیه یقوم الباحث بتکلیف المسترشد على إعادة بعض الأعمال والأدوار والسلوکیات التی تعلمها من الجلسات فی المنزل.
الإعاقة العقلیة :
من خلال قراءات الباحث لتعریفات الإعاقة العقلیة المختلفة یتضح أن :
- المدخل الطبی رکز على دور الوراثة أو الأمراض والتی بدورها تؤثر على مستوى الذکاء بالسلب، أما المدخل الاجتماعی فقد رکز على نقص الکفاءة الإجتماعیة کمحک أساسی فی التعرف على المتخلفین عقلیاً، أما المدخل النفسی فقد رکز على القصور الواضح فی نسبة الذکاء کأساس لانخفاض الأداء الأکادیمی، ولکن نجد تعریف الجمعیة الأمریکیة للإعاقة العقلیة رکزت على ثلاثة محکات هی النصح والقدرة على التعلم والتوافق الاجتماعی وهذا یعد مدخلاً شاملاً.
- أجمعت جمیع تعاریف التخلف العقلی على أن الطفل المعاق عقلیاً القابل للتعلم تتراوح نسبة ذکائه ما بین (50-70) درجة.
- عدم اتفاق العلماء على تعریف واحد ومحدد للإعاقة العقلیة بسبب اختلاف وجهات النظر تبعاً للأبحاث المتصلة بها تبعاً للمیادین التی قامت بدراسة هذه الظاهرة.
ویرى الباحث أن معظم هذه التعریفات أشارت إلى أن التخلف العقلی حالة تأخر أو ضعف أو توقف فی النمو العقلی وبعضها أشار إلى أنه قصور فی النمو العقلی ورکزت بعض التعریفات على بعد التکیف مع البیئة الإجتماعیة وبعضها رکزت على أهمیة الوراثة أو الإصابة بالأمراض وکذلک رکزت بعض التعریفات على قدرة الطفل على التعلم والتحصیل الدراسی.
وعن نسبة انتشار الإعاقة العقلیة فی مصر وفقاً لتقدیر وزارة التربیة والتعلیم (2009) فهی 0.3% وذلک فی جملة تلامیذ المدارس فی المرحلة الابتدائیة (وزارة التربیة والتعلیم، 2009، 1).
1- التصنیف التربوی للإعاقة العقلیة :
یعتمد على تصنیف الأفراد وفقاً لقدراتهم على التعلم أو التدریب ویتضمن التصنیف التربوی الفئات التالیة :
أ – فئة بطئ التعلم :
وهو ذلک الطفل الذی تتراوح نسبة ذکائه من (75-90) درجة ویتصف هذا الطفل بعدم قدرته على موائمة نفسه مع ما یعطی له من مناهج فی الدراسة العادیة ویعود ذلک بسبب ما لدیه من قصور فی نسبة الذکاء فیظهر هذا الطفل بعدم قدرته على تحقیق المستویات المطلوبة منه فی الصف الدراسی حیث یکون متراجعاً فی تحصیله الأکادیمی قیاساً إلى تحصیل أقرانه من نفس الفئة العمریة والصفیة (آمال باظه، 2008، 11).
ب- القابلون للتعلم :
وهم ممن تتراوح نسبة ذکائهم ما بین (55-75) درجة على مقیاس الذکاء وهذه الفئة تقع بین بطیئی التعلم والمتخلفین عقلیاً بدرجة بسیطة وهم من یستطیعون تعلم بعض المهارات الأکادیمیة کالقراءة والکتابة والحساب (تیسیر مفلح وعمر عبد العزیز، 2003، 62).
جـ- فئة القابلین للتدریب :
حیث أن لهذه الفئة قابلیة للتدریب وفقاً لبرامج خاصة على مهام عدیدة مثل مهام العنایة بالذات، والأعمال الیدویة الخفیفة والروتینیة التی لا تستلزم مهارات فنیة دقیقة، ویتم ذلک فی ورش محمیة تحت الإشراف والتوجیه، وهم دائماً فی حاجة إلى التوجیه والإرشاد، ویمکن الترکیز مع أفراد هذه الفئة على البرامج التدریبیة المهنیة، وخاصة برامج التهیئة المهنیة Pre-vocational skills ، وبرامج التأهیل المهنی ومن خصائص طفل هذه الفئة ما یلی :
- أنه لا یفهم المظاهر الإنفعالی ة أو العاطفیة، وعدم وجود قدرة لدیه للتعبیر عنها.
- ضعف قدرته على الاستجابة للمثیرات البیئیة المختلفة.
- لدیه عجز واضح فی التواصل اللغوی وغیر اللغوی سواء بالعیون أو بتعبیرات الوجه أو بحرکة الید (منى الدهان، 1998، 103).
د – فئة الاعتمادیون :
وهی توازی حالات الإعاقة العقلیة الشدیدة وفق تصنیف متغیر الذکاء للإعاقة العقلیة، وهذه الفئة لها نفس الخصائص العقلیة والجسمیة والإجتماعیة لفئة الإعاقة الذهنیة الشدیدة، وتقل معدلات ذکاء أفرادها عن (25) درجة ونسبتهم تقارب (5%) من المعاقین عقلیاً ویقعون فی نطاق (0.13%) من عدد السکان عموماً ویعتمدون اعتماداً کلیاً على غیرهم طوال حیاتهم، ویحتاجون إلى رعایة إیوائیة متخصصة ومستمرة فی الجوانب الطبیة والنفسیة والإجتماعیة سواء داخل مؤسسات خاصة، أو فی محیط أسرهم حیث توفر لهم الرعایة المناسبة (عادل الأشول، 1993، 79).
2- الوقایة من التخلف العقلی :
أکد کثیر من العلماء والمختصین فی مجال رعایة الطفولة على ضرورة وقایة الأجیال القادمة من خلال ما یسمى ببرامج التدخل المبکر وتقسم هذه البرامج إلى ثلاثة مستویات :
- المستوى الأول :
ویهدف إلى منع حدوث الإعاقة ویکون الترکیز فی هذا المستوى على الفحوصات الطبیة قبل الزواج ودراسة التاریخ الأسری والوراثی للعائلات لمنع حدوث الإعاقة قدر الإمکان، ویتضمن هذا المستوى توفیر الرعایة للأمهات والأطفال وتحسین المستوى الغذائی وتقدیم التطعیم ضد الإصابات المختلفة (تیسیر مفلح وعمر عبد العزیز، 2003، 26).
- المستوى الثانی :
ویقصد بها الجهود المبذولة لتحدید الظروف البیئیة التی ترتبط بالإعاقة العقلیة وعلاجها ومنها:
1- إجراء تحلیل دم للطفل فور ولادته للکشف عن أسباب الإعاقة وعلاجها کما فی حالات التسمم بالرصاص وأمراض التمثیل الغذائی وخلل الکروموسومات.
2- تقدیم المعوق للأسر المختلفة ثقافیاً بهدف إثراء البیئة للحد من الحرمان الثقافی.
3- الرعایة المناسبة لحالات الصرع المتکرر حتى لا یتطور وتحدث الإعاقة (Vatter & Gienn, 1998, 135-138).
- المستوى الثالث :
وهی تلک الجهود المبذولة فی رعایة المعاقین عقلیاً وتعلیمهم وتأهیلهم للاستفادة من أقصى ما تسمح به إمکانیاتهم وقدراتهم فی أعمال مفیدة لهم (کمال مرسی، 1999، 166).
والدراسة الحالیة تحث أفراد المجتمع على الفحص المبکر قبل الزواج لتفادی احتمالیة إنجاب أطفال من ذوی الإعاقات.
3- أسباب الإعاقة العقلیة :
تتعدد العوامل والأسباب المؤدیة إلى التخلف العقلی، فبعض العلماء یرى أن معظم حالات التخلف العقلی ترجع إلى أسباب وراثیة، وبعضهم یرى أنها بیئیة، وقد تحدث قبل أو أثناء أو بعد الولادة ویستعرض الباحث أهم الأسباب التی توصل إلیها العلماء والتی تشمل :
3-1 العوامل الوراثیة :
هی المسئولة عن حوالی (80%) من حالات التخلف العقلی، وذلک لوجود تلف أو قصور أو خلل فی خلایا المخ أو الجهاز العصبی المرکزی، الأمر الذی یؤدی إلى حدوث إعاقة فی وسائل الإدراک والوظائف العقلیة المختلفة (إبراهیم الزهیری، 2000، 237).
حیث أن الطفل یرث التخلف العقلی من والدیه وأجداده وذلک عن طریق الجینات السائدة، وقد یرث الطفل المتخلف عقلیاً عن طریق الجینات المتنحیة وقد تظهر فی زواج الأقارب أکثر من زواج غیر الأقارب (آمال عبد السمیع باظة، 2000، 16).
3-2 العوامل البیئیة :
یحدث أثر العوامل البیئیة بعد عملیة الإخصاب مباشرة أثناء تکوین الجنین فی رحم الأم أثناء الولادة ثم بعد عملیة الولادة، ویمکن عرضها فی الآتی :
أ – العوامل التی تحدث قبل الولادة وتتمثل فی :
- الالتهابات الفیروسیة والبکتیریة.
- تعرض الجنین أو الأم الحامل للإشعاعات.
- استخدام الأدویة والعقاقیر الطبیة أثناء الحمل.
- التدخین وإدمان المخدرات والکحولیات.
- سوء تغذیة الأم الحامل.
- سن الأم ونقص نمو الجنین (آمال عبد السمیع باظه، 2009، 58).
وهی عوامل تحدث قبل الولادة حیث یتعرض الجنین لکثیر من العوامل والضغوط ومنها ما ذکره نادر فهمی الزیود (1995) فیما یلی :
- إصابة الأم ببعض الأمراض المعدیة مثل الحصبة الألمانیة Rubella فإذا انتقل الدم من الأم إلى جنینها بعد إصابتها بالحصبة الألمانیة یولد الطفل مشوهاً ومصاباً بالصمم أو أمراض القلب أو ضمور المخ أو تأخر فی النمو الحسی العقلی.
- إصابة الأم بالزهری حیث نجد أن (32%) من المعاقین ذهنیاً مصابون بالزهری الولادی.
- تعرض الأم لاضطرابات نفسیة عصبیة تؤثر فی الترکیب الکیمائی للعقل مما یؤثر على الجنین.
- الأدویة التی تستعملها الأم خصوصاً الأدویة المهدئة وخافض للحرارة والمغص.
- التعرض لأشعة إکس مما یؤثر على الجنین وإصابته بالأمراض ومنها التخلف العقلی.
- النزیف بسبب الوقوع والتزحلق على الأرض تؤدی إلى الإصابة للجنین فی بطن أمه بإصابة فی مخه.
- والأسباب البیئیة تبدأ تأثیرها فی الفرد بعد تلقیح بویضة الأنثى مباشرة ویستمر تأثیرها علیه وهو جنین ثم هو طفل ثم إلى أن یصل إلى مراحل البلوغ (نادر الزیود، 1995، 39-42).
ب- العوامل التی تحدث أثناء الولادة :
فهناک علاقة بین التخلف العقلی وبین الولادة المبتسرة بمعنى أن حالات الضعف العقلی بکثیر بین الأطفال الذین ولدوا قبل إتمام الفترة الطبیعیة ویعتبر اختناق الطفل لحظة الولادة بسبب انقطاع الأکسجین عنه من الأسباب التی تؤدی إلى إصابة المخ (ماجدة عبید، 2000، 70 ).
أما عن الحوادث التی تصاحب عملیة المیلاد فیشیر سمیث 1993 بأنها الأسباب الأساسیة فی إصابات الدماغ والتی غالباً ما تؤدی إلى النوبات المرضیة الشدیدة وإلى الإعاقة العقلیة وتحدث الإصابة أثناء عملیة الولادة العسرة فی شکل انقطاع الأکسجین عن مخ الجنین مما یؤدی إلى تلف بعض خلایاه أو قد ترجع إصابات المیلاد إلى استخدام بعض الأجهزة الطبیة فی إخراج الجنین کالجفت أو الشفاط والتی تضغط على رأس الجنین مما یؤدی إلى تلف بعض خلایاه (فاتن عبد الصادق، 2003، 103).
جـ- العوامل التی تحدث بعد الولادة :
تتمثل هذه العوامل فی إصابة الطفل فی طفولته المبکرة ببعض الأمراض أو الحوادث التی تسبب تلف المخ مما یؤدی إلى حالات القصور العقلی أو بطء الفهم أو العنف العقلی الشدید وذلک قبل الالتهاب السحائی أو المخی أو الحمى الشوکیة أو التهاب الدماغ أو الحمى القرمزیة أو الأنفلونزا أو الالتهاب الرئوی أو السعال الدیکی أو الحصبة أو التهاب الغدة النکافیة بالإضافة إلى حالات سوء التغذیة الشدیدة أو نقص البروتین فی السنة الأولى من العمر إلى التخلف العقلی (إبراهیم الزهیری، 2000، 238).
ثانیاً : بعض الدراسات السابقة :
هدفت دراسة آمی Amy (2002) إلى معرفة تأثیر صمم الأطفال على ضغوط الوالدیة للأمهات، وکذلک مدى تأثیر ضغوط الوالدیة بالدعم الاجتماعی للأم، ومدى تأثیر عمر الطفل على ضغوط الوالدیة، وتکونت عینة الدراسة من (23) أم لأطفال عادی السمع، (23) أم لأطفال معاقین سمعیاً، والأطفال فی سن 22 شهر ، 3 سنوات ، 4 سنوات ، واستخدمت الدراسة مقیاس ضغوط الوالدیة، مقیاس الدعم الاجتماعی، مقیاس سمات الطفل، مقیاس المشکلات الوالدیة والأسریة، وتوصلت نتائج الدراسة إلى: أظهرت أمهات الأطفال المعاقین سمعیاً فی سن (22) شهر ضغوطاً والدیة ومشکلات أسریة أعلى من أمهات الأطفال العادیین فی نفس السن، أظهرت أمهات الأطفال المعاقین سمعیاً فی سن (22) شهر ضغوطاً والدیة ومشکلات أسریة أعلى من أمهات الأطفال المعاقین سمعیاً فی سن 3 ، 4 سنوات، أظهرت نتائج الدراسة أن أمهات الأطفال المعاقین سمعیاً تحتاج لدعم اجتماعی أکثر من أمهات الأطفال عادیی السمع.
وهدفت دراسة السید محمد السید أبو النجا (2006) إلى معرفة ضغوط الوالدیة وعلاقتها ببعض السلوکیات اللاتوافقیة للأبناء ذوی الإعاقة السمعیة، وتکونت عینة الدراسة من (280) معاقاً سمعیاً من مدارس الأمل بمحافظات الإسکندریة وسوهاج والزقازیق بالشرقیة، وتتراوح أعمارهم من (9-12) سنة، وتم استخدام الأدوات الآتیة: مقیاس مظاهر الضغوط النفسیة لآباء المعاقین، مقیاس تقدیر المعلم للسلوک العدوانی، مقیاس تقدیر المعلم لسلوکم النشاط الحرکی الزائد للأطفال ذوی الإعاقة السمعیة، وتم استخدام معامل الارتباط لبیرسون، معادلة ألفا لکرونباخ، تحلیل التباین (2×2×2)، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة موجبة بین ضغوط الوالدیة والسلوک العدوانی للأطفال ذوی الإعاقة السمعیة، بمعنى أنه کلما زادت ضغوط الوالدیة ازدادت درجة السلوک العدوانی للأطفال ذوی الإعاقة السمعیة، أسر الأطفال الصم أکثر اضطراباً فی تفاعلاتها الأسریة من أسر الأطفال ضعاف السمع.
وبحث کل من Tracey & Hastings (2008) بعض المتغیرات النفسیة (القبول – الاهتمام – المواجهة) التی یمکن أن تفسر بعض التباین فی الشعور بالضغط والضیق والقلق والاکتئاب لدى الأمهات، ومن أجل ذلک الهدف تضمنت عینة الدراسة (57) أماً تم تطبیق مجموعة مقاییس مرتبطة بأداء أطفالهم، وقد أسفرت نتائج الدراسة إلى أن القبول مرتبط بقلق الأمهات وکذلک مرتبط بالاکتئاب والضغط، وأنه کلما زاد القبول قلت مشکلات عدم التوافق لدى الأمهات، وارتباط متغیرات الدراسة النفسیة بالضغوط الأسریة لدى أمهات الأطفال المتخلفین عقلیاً.
وتناول محمد السعید علی المصری (2010) فعالیة برنامج إرشادی أسری فی تخفیف الرفض الاجتماعی لدى أطفالهم المتخلفین عقلیاً، وتکونت عینة الدراسة من مجموعة من أسر الأطفال المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم من الجنسین بمدرسة التربیة الفکریة بمحافظة کفر الشیخ، وتتراوح أعمار أبنائهم ما بین (7-14) سنة، نسبة ذکاء أبنائهم (50-70) درجة وتم تقسیمهم إلى مجموعتین (10 أفراد مجموعة تجریبیة، 10 أفراد مجموعة ضابطة)، وتم استخدام اختبار ستانفورد – بینیه للذکاء، مقیاس السلوک التکیفی، مقیاس الرفض الاجتماعی، البرنامج الإرشادی، وقد توصلت نتائج الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات أمهات أطفال المجموعة التجریبیة على القیاسین القبلی والبعدی لصالح القیاس البعدی على مقیاس الرفض الاجتماعی، ووجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات أمهات المجموعتین (التجریبیة – الضابطة) فی القیاس البعدی لصالح أمهات أطفال المجموعة التجریبیة على مقیاس الرفض الاجتماعی.
کما قام صالح عبد المقصود موسى (2010) بدراسة هدفت إلى معرفة مدى فعالیة برنامج للإرشاد الأسری فی خفض العزلة الإجتماعیة للأطفال المتخلفین عقلیاً وأثره على تواصلهم مع الآخرین، وتکونت عینة الدراسة من (16) طفلاً (8 مجموعة ضابطة، 8 مجموعة تجریبیة) من المتخلفین عقلیاً، وتتراوح أعمارهم ما بین (9-12) عاماً بمتوسط عمری قدرة (10.9) عاماً وانحراف معیاری (0.94) من مدرسة التربیة الفکریة بمنیا القمح والزقازیق بمحافظة الشرقیة من الصف الرابع إلى السادس الابتدائی، وتکونت أدوات الدراسة من مقیاس العزلة الإجتماعیة ، مقیاس التواصل اللفظی وغیر اللفظی، برنامج الإرشاد الأسری، مقیاس ستانفورد – بینیه للذکاء، وکشفت الدراسة عن وجود فروق دالة إحصائیاً بین متوسطی رتب درجات أطفال المجموعة التجریبیة على مقیاس العزلة الإجتماعیة للأطفال المتخلفین عقلیاً وأبعاده فی القیاسین القبلی والبعدی لصالح القیاس البعدی، وجود فروق دالة إحصائیاً بین متوسطی رتب درجات أطفال المجموعتین التجریبیة والضابطة على مقیاس العزلة الإجتماعیة للأطفال المتخلفین عقلیاً فی القیاس البعدی لصالح المجموعة التجریبیة.
وتناولت دراسة هالة حسنین (2007) تحسین السلوک التوافقی لدى الأطفال المتخلفین عقلیاً القابلین للتعلم، وهدفت إلى تحسین السلوک من خلال برنامج تدریبی لتنمیة بعض المهارات کالعنایة بالذات والمهارات الإجتماعیة ، اللغة، التواصل، وتکونت عینة الدراسة من (10) أطفال متخلفین عقلیاً (6 ذکور، 4 إناث) ممن تتراوح أعمارهم الزمنیة ما بین (6-12) عاماً، واستخدمت برنامج تدریبی للمهارات الإجتماعیة والتواصل واللغة، وتوصلت إلى وجود فروق دالة إحصائیاً بین متوسطی درجات المجموعتین التجریبیة والضابطة على مهارات السلوک التکیفی والدرجة الکلیة، وأن هذا الفرق لصالح المجموعة التجریبیة، وکما وجدت فروق دالة إحصائیاً بین متوسطی رتب درجات أطفال المجموعة التجریبیة فی القیاسین القبلی والبعدی فی مهارات السلوک التکیفی لصالح القیاس البعدی ولا توجد فروق بین درجات الأطفال فی المجموعة التجریبیة بین الذکور والإناث فی القیاس البعدی والتتبعی.
تعقیب على الدراسات السابقة :
من خلال العرض السابق لبعض الدراسات السابقة نلاحظ أن هناک مجموعة من الدراسات تؤکد نتائجها على أهمیة استخدام برامج إرشادیة فی خفض العزلة الإجتماعیة وتخفیف الرفض الاجتماعی لدى المعاقین عقلیاً ومنها دراسات " صالح عبد المقصود موسى " (2010)، " محمد السعید علی المصری " (2010).
أما بالنسبة للدراسات السابقة التی تناولت متغیر ضغوط الوالدیة والتی أکدت على تخفیف ضغوط الوالدیة ومنها دراسة کل من Amy (2002) ، السید محمد السید أبو النجا (2006) ، Tracey & Hastings (2008).
ومن خلال هذا العرض للدراسات السابقة تباینت بعض الدراسات ویتضح أنه لا توجد دراسة سابقة – على حد علم الباحث – تناولت متغیرات الدراسة الحالیة فی تناولها برنامج إرشادی أسری للحد من ضغوط الوالدیة وأثره فی العزلة الإجتماعیة لدى أطفالهم المعاقین عقلیاً، فهذا البرنامج یعدل اتجاهات الوالدین نحو أبنائهم بعد تخفیف ضغوط الوالدیة ومن ثم یخفف العزلة الإجتماعیة التی تمثل عائق من عوائق التوافق مع الآخرین، واستخدام المحاضرات والإلقاء والمناقشة وهذا یحقق التوافق والصحة النفسیة.
فروض الدراسة :
من خلال الإطار النظری والدراسات السابقة صاغ الباحث الفروض التالیة کإجابات محتملة لما أثاره فی مشکلة الدراسة من تساؤلات :
1- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات المجموعتین التجریبیة والضابطة فی القیاس البعدی للضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة لصالح المجموعة التجریبیة.
2- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات المجموعة التجریبیة فی القیاسین القبلی والبعدی للضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة لصالح القیاس البعدی.
3- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات المجموعة الضابطة فی القیاسین القبلی والبعدی للضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة .
4- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات المجموعة التجریبیة فی القیاسین البعدی والتتبعی للضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة .
إجراءات الدراسة :
أولاً : منهج الدراسة :
استخدم الباحث المنهج التجریبی، واعتمد على التصمیم التجریبی ذی المجموعتین المتجانستین، التجریبیة والضابطة، والقیاس القبلی ثم البعدی لتلک المجموعتین، واعتمد على التصمیم التجریبی ذی المجموعة الواحدة، والقیاس القبلی ثم البعدی لهذه المجموعة.
ثانیاً : عینة الدراسة :
أ – العینة الاستطلاعیة :
تم اختیار عینة استطلاعیة للدراسة الحالیة، وذلک بغرض التحقق من کفاءة الأدوات المستخدمة فی هذه الدراسة، ومراعاة لبعض الجوانب الإجرائیة عند تطبیق هذه الأدوات على العینة الأساسیة، وبلغ حجم العینة الاستطلاعیة (10) من أمهات الأطفال المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم بمدارس التربیة الفکریة بأسیوط.
ب – العینة الأساسیة :
اختیرت عینة أساسیة لإجراء هذه الدراسة قوامها (30) أماً (15 مجموعة ضابطة، 15 مجموعة تجریبیة) من أسر الأطفال المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم بمدارس التربیة الفکریة بأسیوط، وتتراوح أعمارهن بین (28-50) عاماً، بمتوسط عمری (38.6) عاماً، وانحراف معیاری (1.44)، مع مراعاة أن أفرادها لیسوا من أفراد العینة الاستطلاعیة، کذلک قد تضمنت عینة هذه الدراسة مجموعة من الأطفال الذین نقوم بتطبیق مقیاس العزلة الإجتماعیة علیهم وبلغ عددهم (30) طفلاً (15 مجموعة ضابطة، 15 مجموعة تجریبیة)، تراوحت أعمارهم الزمنیة من (9-12) عاماً أی فی المرحلة الابتدائیة ینتمون للصف الرابع إلى السادس الابتدائی وذلک بمتوسط عمری قدره (10.20) عاماً وانحراف معیاری (0.91)، وتراوحت نسبة ذکائهم من (50-70) أی من فئة القابلین للتعلم.
ثالثاً : أدوات الدراسة :(*)
1- مقیاس ضغوط الوالدیة لأسر الأطفال المعاقین عقلیاً
إعداد: محمود محیی الدین سعید
2- مقیاس العزلة الإجتماعیة للأطفال المعاقین عقلیاً إعداد: الباحث
3- مقیاس ستانفورد – بینیه للذکاء الصورة الرابعة تعریب وإعداد لویس کامل ملیکه (1998)
4- برنامج الإرشاد الأسری إعداد: الباحث
التحقق من المعالم السیکومتریة لأدوات الدراسة (کفاءة الأدوات) :
1- مقیاس العزلة الإجتماعیة : إعداد وتقنین الباحث
خطوات بناء المقیاس :
قام الباحث بإعداد مقیاس العزلة الإجتماعیة لدى الأطفال المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم بمدارس التربیة الفکریة بأسیوط، اعتماداً على الدراسات السابقة والاختبارات والمقاییس المستخدمة فی هذا المیدان، ومن هذه المقاییس: مقیاس سلوک الأطفال من سن (6-12) عاماً لـ (جابر عبد الله عیسى، 1990)، قائمة المشکلات السلوکیة للطفل لـ (عبد الستار إبراهیم وآخرون، 1993)، مقیاس المهارات الإجتماعیة للصغار من إعداد (محمد السید عبد الرحمن، 1998)، مقیاس العزلة الإجتماعیة ترجمة وتعریف (عادل عبد الله، 1997)، مقیاس السلوک الانطوائی إعداد (صفاء عبد العزیز، 2002)، مقیاس السلوک الانسحابی للأطفال إعداد (عادل عبد الله، 2002)، مقیاس السلوک الانعزالی إعداد (صلاح الدین حمدی، 2003)، مقیاس السلوک الانسحابی من إعداد (صالح السواح، 2007)، کما تم الاطلاع على الأطر النظریة التی تناولت العزلة الإجتماعیة ، وتم إعداد مقیاس یتضمن (50) خمسون عبارة موزعة على خمسة أبعاد لمقیاس العزلة الإجتماعیة وهی:
البعد الأول : الخوف من الآخرین :
ویعبر عن خوف الطفل المعاق عقلیاً من الآخرین والبعد عنهم وعدم التجاوب معهم وعبارات هذا البعد هی (1، 6، 11، 16، 21، 26، 31، 36، 41، 46).
البعد الثانی : عدم المشارکة الإجتماعیة :
ویقصد به عدم تفضیل الطفل المعاق عقلیاً المشارکة فی الأنشطة والألعاب مع الزملاء والأقران ولکن یمیل للعب بمفرده، وهو لا یستطیع تکوین علاقات صداقة مع الآخرین، ولیس لدیه رغبة ومیل لمساعدة الآخرین وعبارات هذا البعد هی (2، 7، 12، 17، 22، 27، 32، 37، 42، 47).
البعد الثالث : السرحان والتشتت :
ویقصد به عدم الانتباه وشرود العقل وکثرة التفکیر، والانشغال وعدم التحمس وإطالة التفکیر فی أحلام الیقظة وعبارات هذا البعد (3، 8، 13، 18، 23، 28، 33، 38، 43، 48).
البعد الرابع : القلق والاضطراب :
ویقصد به کل ما ینتاب الطفل المعاق عقلیاً ویشعره بالتوتر والاضطراب والخوف من الوقوع فی الأخطاء أثناء التعامل مع الآخرین والخوف من الأصوات المرتفعة ویشمل العبارات (4، 9، 14، 19، 24، 29، 34، 39، 44، 49).
البعد الخامس : المکانة الأسریة :
ویقصد بها کل ما یدرکه الطفل المعاق عقلیاً عن شخصیته کأحد أفراد الأسرة والمتمثلة فی مکانته، ودوره فی الأسر، والثقة المتبادلة بینه وبین أفراد الأسرة ویتکون من العبارات (5، 10، 15، 20، 25، 30، 35، 40، 45، 50).
الإجراءات السیکومتریة للمقیاس :
تم التحقق من صدق مقیاس العزلة الإجتماعیة لدى الأطفال المعاقین عقلیاً وثباته کما یلی:
أولاً : صدق المقیاس :
صدق المحکمین :
تم عرض المقیاس فی صورته المبدئیة (60) عبارة على مجموعة من المحکمین، لتحدید مدى صلاحیة کل عبارة لقیاس العزلة الإجتماعیة ، وکذلک مدى ملائمة کل عبارة للبعد الذی تنتمی إلیه، واختیرت العبارات التی حصلت على نسبة اتفاق (80%) من المحکمین، أسفرت هذه الخطوة عن استبعاد (10) عبارات.
- صدق المحکات :
تم حساب صدق المقیاس عن طریق صدق المحکات مع اختبار ضغوط الوالدیة الذی أعده الباحث فی الدراسة الحالیة على نفس العینة الاستطلاعیة وکان معامل الارتباط (0.75) وهو دال عند مستوى (0.01).
- صدق التحلیل العاملی :
من خلال التحلیل العاملی للمقیاس تم معرفة تشبعات العوامل المشترکة على أبعاد مقیاس العزلة الإجتماعیة ، وقد أسفر التحلیل العاملی لأبعاد المقیاس عن تشبعها على عامل واحد بنسبة تباین 96.815 وهی نسبة تباین کبیرة وهذا یعنی أن هذه الأبعاد الخمسة التی تکون هذا العامل تعبر تعبیراً جیداً عن عامل واحد هو العزلة الإجتماعیة الذی وضع المقیاس لقیاسه بالفعل، مما یؤکد تمتع المقیاس بدرجة صدق مرتفعة ، والجدول التالی یبین ذلک :
جدول (1)
یوضح نتائج صدق التحلیل العاملی لأبعاد مقیاس العزلة الإجتماعیة
للأطفال المعاقین عقلیاً
م |
أبعاد المقیاس |
نسب الشیوع |
قیم التشبع بالعامل |
1 |
الخوف من الآخرین |
0.965 |
0.983 |
2 |
عدم المشارکة الإجتماعیة |
0.960 |
0.980 |
3 |
السرحان والتشتت |
0.986 |
0.993 |
4 |
القلق والاضطراب |
0.969 |
0.985 |
5 |
المکانة الأسریة |
0.960 |
0.980 |
الجذر الکامن |
2.218 |
||
نسبة التباین |
44.36 |
ثانیاً : ثبات المقیاس :
قام الباحث بحساب ثبات المقیاس بطریقة ألفا کرونباخ على العینة الاستطلاعیة، وبلغت قیمة معامل الثبات (0.79) وهی دالة عند مستوى (0.01) ویتضح من الإجراءات السابقة أن مقیاس العزلة الإجتماعیة لدى عینة الدراسة ذو کفاءة مطمئنة فی قیاس ما وضع لقیاسه.
طریقة تصحیح المقیاس :
یتکون المقیاس من (50) عبارة تأخذ درجات (3، 2، 1) على الترتیب کثیراً، أحیاناً، نادراً، وبذلک تصبح الدرجة الکلیة للمقیاس الکبرى (150) والصغرى (50).
2- مقیاس ضغوط الوالدیة : إعداد: محمود محیی الدین سعید
قام محمود محیی الدین سعید (2004) بإعداد مقیاس ضغوط الوالدیة لأمهات الأطفال المعاقین، ویتضمن المقیاس (60) عبارة یجاب عنها بـ " نعم " أو " أحیاناً " أو " لا " بمدى درجات کلی یتراوح ما بین (60-180) درجة، ویضم کل مقیاس فرعی (12) عبارة، بمدى یتراوح بین (12-36) درجة، ویتضمن المقیاس خمسة أبعاد هی: انخفاض تقدیر الذات، القلق، أعراض الاکتئاب، العزلة الإجتماعیة ، اضطرابات التفاعلات الأسریة.
وقام المؤلف بحساب الصدق التلازمی للمقیاس إلى جانب حساب الثبات بطریقة إعادة التطبیق فبلغت معاملات الارتباط کما یلی : (0.861) للبعد الأول، (0.824) للبعد الثانی، (0.795) للبعد الثالث، (0.902) للبعد الرابع، (0.786) للبعد الخامس، وتدل هذه النتائج على تمتع المقیاس بخصائص طیبة من الصدق والثبات.
الخصائص السیکومتریة لمقیاس ضغوط الوالدیة فی الدراسة الحالیة : (الصدق والثبات)
بعد تعدیل بعض عبارات المقیاس بما یتفق مع عینة الدراسة الحالیة، تم عرض المقیاس على مجموعة من المحکمین من أساتذة علم النفس والصحة النفسیة، وقد بلغت نسبة اتفاق المحکمین إلى (80%) (صدق المحکمین)، وتم حساب صدق المقیاس عن طریق صدق المحکات مع اختبار العزلة الإجتماعیة الذی أعده الباحث فی الدراسة الحالیة على نفس العینة الاستطلاعیة وکان معامل الارتباط (0.74) وهو دال عند مستوى (0.01) ، وقام الباحث بحساب ثبات المقیاس لضغوط الوالدیة على العینة الاستطلاعیة بطریقة Alpha Coefficient ، وقد بلغت قیمة معامل الثبات (0.79) للبعد الأول، (0.83) للبعد الثانی، (0.80) للبعد الثالث، (0.91) للبعد الرابع، (0.77) للبعد الخامس، وهی دالة عند مستوى (0.01)، ویتضح من الإجراءات السابقة أن هذا المقیاس ذو کفاءة مطمئنة فی قیاس ما وضع لقیاسه.
3- البرنامج الإرشادی :(*)
إن محور التجربة فی البحث الحالی تقوم على إعداد برنامج إرشادی استناداً إلى الدراسات التی أکدت على خفض الدرجة المرتفعة من ضغوط الوالدیة لدى أمهات الأطفال المعاقین عقلیاً والحد من العزلة الإجتماعیة لدى أطفالهن مع مراعاة الأسس المتعارف علیها فی بناء البرامج الإرشادیة.
خطوات بناء محتوى البرنامج :
- الاطلاع على البحوث والدراسات والبرامج الإرشادیة والتی تناولت خفض العزلة الإجتماعیة وتخفیف ضغوط الوالدیة لدى ذوی الإعاقات العقلیة والعادیین مثل دراسة کل من Amy (2002) ، السید محمد السید أبو النجا (2006)، هالة حسنین (2007)، Tracey & Hastings (2008) ، محمد السعید علی (2010) ، صالح عبد المقصود موسى (2010).
- تحدید الهدف الرئیسی للبرنامج المقترح، والأهداف الفرعیة له تحدیداً دقیقاً، وکذلک الوسائل والمعینات المختلفة التی یمکن أن تسهم فی الوصول إلى تحقیق الأهداف.
- التخطیط لجلسات البرنامج، وأن یکون لکل جلسة هدف محدد، وتتنوع هذه الأهداف وتتکامل، لتصل فی النهایة إلى تحقیق الهدف الرئیسی من البرنامج.
- عرض الجلسات ومحتویاتها على مجموعة من الخبراء، وذلک لإبداء الرأی فی محتویات هذه الجلسات، والتحکیم علیها، وتقدیر ما یرونه من أفکار.
الأسس التی یقوم علیها البرنامج :
یقوم هذا البرنامج على مجموعة من الأسس تتمثل فی :
أ - الأسس العامة: التی تعنی مراعاة حق الطفل ذوی الإعاقة العقلیة فی الإرشاد والعلاج النفسی، وکذلک حقه فی التقبل الإیجابی غیر المشروط، وتخفیف ضغوط الوالدیة، وإیجاد نوع من تخفیف شدة العزلة الإجتماعیة وفهم وتقبل الإعاقة لدى الوالدین.
ب- الأسس الفسیولوجیة: وقد روعی فی إعداد البرنامج الخصائص النفسیة والعصبیة والجسمیة لأفراد عینة الدراسة الحالیة، حیث ینظر من خلال البرنامج الإرشادی الأسری للحد من ضغوط الوالدیة لدى أمهات الأطفال المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم وتخفیف شدة العزلة الإجتماعیة لدى أطفالهن على أنهم کائنات بیولوجیة ممیزة على سائر المخلوقات، وأن الأفکار والسلوک غیر المرغوب فیه یکتسب فی مرحلة الطفولة المبکرة بواسطة أحد الأفراد ذوی الأهمیة لدى الفرد.
جـ- الأسس الفلسفیة: حیث یستند البرنامج الإرشادی الأسری على الأصول الفلسفیة فی الشخصیة والسلوک والعلاج وتغییر السلوک إلى ما هو أفضل وإیجاد نوع من الحد لضغوط الوالدیة وتخفیف شدة العزلة الإجتماعیة لدى الأطفال المعاقین عقلیاً القابلین للتعلیم ومن ثم تحقیق الصحة النفسیة والتوافق الاجتماعی مع المجتمع وإقامة علاقات اجتماعیة إیجابیة مع الآخرین.
د - الأسس الإجتماعیة : تؤکد دراسات عدیدة فاعلیة البرامج الإرشادیة فی العمل الجماعی الذی یعزز کثیراً من السلوکیات والقیم المرغوبة مثل (التعاون والمشارکة والانتماء والعصف الذهنی وغیرها)، ومحاولة الحد من العزلة الإجتماعیة لدى الأطفال المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم حتى یستطیعوا فهم أنفسهم مما یؤدی إلى المشارکة الإیجابیة مع أ فراد المجتمع، وتخفیف درجة ضغوط الوالدیة العالیة لدى أمهاتهم مما یؤدی إلى التوافق وتحقیق الصحة النفسیة.
هـ- الأسس النفسیة والتربویة: أخذ فی الاعتبار المظاهر المختلفة للنمو والفروق الفردیة فی مرحلة الطفولة، وکذلک خصائص الأطفال ذوی الإعاقة العقلیة، وتحقیق جانب من النمو النفسی السوی للأطفال وأمهاتهم ومن خلال عرض البرامج الإرشادیة وجلسات البرنامج یمکن تخفیف العزلة الإجتماعیة وتحقیق التوافق والصحة النفسیة لدى أمهات الأطفال المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم.
أهداف البرنامج :
تنقسم أهداف البرنامج الإرشادی النفسی إلى :
- هدف إرشادی: یتمثل فی خفض الدرجة المرتفعة من ضغوط الوالدیة لدى أمهات الأطفال المعاقین عقلیاً والحد من العزلة الإجتماعیة لدى هؤلاء الأطفال.
- هدف نمائی: یتمثل فی إتاحة الفرصة لأمهات الأطفال المعاقین عقلیاً لتحقیق النمو النفسی والمعرفی واکتمال النضج.
- هدف وقائی: یتمثل فی تحصین أمهات الأطفال المعاقین عقلیاً على تحقیق قدر مناسب من الوقایة من احتمالیة التعرض لمجموعة من الأفکار الخاطئة التی قد تسبب لهن ضغوطاً والدیة تجاه أبنائهن.
- هدف وجدانی: یتمثل فی مساعدة أمهات الأطفال المعاقین عقلیاً على کیفیة الاندماج فی البرنامج.
محاور البرنامج :
أ - الجلسات : وتتمثل فی :
- عنوان الجلسة. - الإجراءات المتبعة.
- هدف الجلسة. - ممارسة الأنشطة.
- الفنیات المستخدمة فی کل جلسة. - التفاعل بین الباحث وأفراد العینة.
- زمن الجلسة.
ب- المدرسة: حیث یؤکد الباحث على المدرسین (أو من یقوم بدورهم) على حسن معاملة أمهات الأطفال المعاقین عقلیاً.
ج- المنزل: الاتصال بالأبناء الأصحاء لأمهات الأطفال المعاقین عقلیاً وحثهم على تشجیع أمهاتهم ومشارکتهم بالآراء والتشجیع على الاستمراریة والرضا بالواقع.
د - أمهات الأطفال المعاقین عقلیاً: اشترط الباحث بعض الشروط بالنسبة لاختیار (عینة البرنامج) من أهمها :
- أن تکون الأمهات لأطفال من ذوی الإعاقة العقلیة.
- أن یکون والدا الطفل المعاق عقلیاً موجودین الاثنین على قید الحیاة (دون وفاة أحدهما أو سفره للخارج أو الانفصال).
- أن یوجد بالأسرة طفل واحد معاق فقط (هو الطفل ذاته).
- أن یکون لدیه أخوة أصحاء (ذکوراً وإناث) لاستبعاد أمهات الابن الوحید المعاق عقلیاً وما یعانیه من مشکلات نفسیه.
- ألا یجمع الطفل بین إعاقتین أو أکثر أو أی أمراض أخرى.
هـ- فنیات البرنامج الإرشادی الأسری :
الأنشطة والأدوات المستخدمة فی البرنامج:
- مسجل صوتی: مسجل علیه تعلیمات الاسترخاء مع موسیقى هادئة تساعدهم على الاسترخاء.
- الأدوات المستخدمة فی البرنامج والمحتوى العلمی للبرنامج الإرشادی الأسری.
- الأنشطة المصاحبة للبرنامج: تتمثل فی الأنشطة الترفیهیة واللعب للأطفال، سرد القصص، الأنشطة الزراعیة التی تتضمن تنظیف حدیقة المدرسة وتشجیرها، الأنشطة الفنیة مثل الرسم وتلوین الرسم، الموسیقى التی تساعد على خفض القلق والتوتر، الرحلات .
حدود البرنامج : یتحدد البرنامج فی البحث الحالی بما یلی :
أ- المجموعة العلاجیة: المتمثلة فی عینة البحث التجریبیة.
ب- المکان: فی حجرة مجهزة بمدرسة التربیة الفکریة بأسیوط بالمرحلة الابتدائیة.
ج- عدد الجلسات: یتضمن (25) جلسة بواقع ثلاث جلسات أسبوعیاً.
د - الزمن: (40-45) دقیقة لکل جلسة.
هـ- الأفراد المشارکون: الباحث – أمهات الأطفال – والأطفال المعاقین عقلیاً – وأخصائی التربیة الخاصة.
و - التقویم: للتعرف على مدى تقدم کل أم فی المجموعة.
ز - التدریبات المنزلیة: تختتم کل جلسة بواجب منزلی.
ح- الفنیات المستخدمة: سبق الإشارة إلیها.
ط - العلاقة العلاجیة: تتسم تلک العلاقة بالثقة المتبادلة والمودة بین أمهات الأطفال المعاقین عقلیاً والباحث، ووجود الألفة والاحترام والمتابعة المستمرة.
نتائج الدراسة ، ومناقشتها :
الفرض الأول : اختباره ، ومناقشته :
والذی ینص على أنه " توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات المجموعتین التجریبیة والضابطة فی القیاس البعدی لضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة لصالح المجموعة التجریبیة ".
وللتحقق من صحة هذا الفرض ، تم حساب قیمة " ت " لمتوسطات درجات أطفال المجموعتین التجریبیة والضابطة بعد تطبیق البرنامج، والجدول رقم (2) یوضح ذلک.
جدول (2)
یوضح قیم "ت" لمتوسطات درجات المجموعتین التجریبیة والضابطة للأطفال
بعد تطبیق البرنامج فی ضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة
المجموعات
المتغیرات |
المجموعة الضابطة ن1 = 15 |
المجموعة التجریبیة ن2 = 15 |
قیمة "ت" |
مستوى الدلالة |
||
م1 |
ع1 |
م2 |
ع2 |
|||
ضغوط الوالدیة |
34.33 |
2.54 |
29.70 |
2.60 |
4.77 |
0.01 |
العزلة الإجتماعیة |
19.46 |
2.06 |
14.40 |
2.27 |
6.17 |
0.01 |
ویتضح من الجدول رقم (2) أن الفروق بین متوسطات درجات المجموعتین التجریبیة والضابطة فی القیاس البعدی لضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة دالة عند مستوى (0.01) لصالح المجموعة التجریبیة وهذا ما یحقق صحة الفرض الأول.
وهذا یؤکد أن أفراد المجموعة التجریبیة قد استفادوا من فنیات البرنامج الإرشادی الأسری لخفض درجة ضغوط الوالدیة لدى أمهات الأطفال المعاقین عقلیاً، وکذلک تخفیف العزلة الإجتماعیة لدى الأطفال المعاقین عقلیاً، کما أظهرت الأسر التجریبیة تحسناً فی المهارات الإجتماعیة والتواصلیة، وتخفیف ضغوط الوالدیة یؤدی إلى تحقیق التوافق والصحة النفسیة، والقدرة على التروی واتخاذ القرار الإیجابی، وهذا بخلاف أفراد المجموعة الضابطة التی لم تتلق أی فنیة من فنیات البرنامج الإرشادی فلم یحدث لأفرادها أی تفسیر له دلالة إحصائیة لخفض ضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة ، وهذا یتفق مع نتائج مجموعة من الدراسات السابقة منها دراسات کل من : "هالة حسنین" (2007)، "صالح عبد المقصود موسى" (2010)، "محمد سعید علی المصری" (2010).
الفرض الثانی : اختباره ، ومناقشته :
والذی ینص على أنه " توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات المجموعة التجریبیة فی القیاسین القبلی والبعدی لضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة لصالح القیاس البعدی".
وللتحقق من صحة هذا الفرض ، تم حساب قیمة " ت " للتطبیقین القبلی والبعدی للمجموعة التجریبیة فی ضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة باستخدام معادلة الفروق فی حالة المتوسطات المرتبطة.
م ف
ت = ــــــــ
مجـ ح2ف
ــــــــ
ن (ن-1)
والجدول رقم (3) یوضح ذلک.
جدول (3)
یوضح قیم "ت" للتطبیقین القبلی والبعدی للمجموعة التجریبیة فی ضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة
المجموعة التجریبیة الواحدة المتغیرات |
ن |
م ف |
مجـ ح2ف |
قیمة "ت" |
مستوى الدلالة |
ضغوط الوالدیة |
15 |
5.5 |
460 |
3.72 |
0.01 |
العزلة الإجتماعیة |
15 |
7.0 |
450 |
4.79 |
0.01 |
یتضح من الجدول رقم (3) أن هناک فروقاً جوهریة بین متوسطی درجات المجموعة التجریبیة قبل تطبیق البرنامج وبعده لصالح القیاس البعدی فی ضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة ، وبذلک تتحقق صحة الفرض الثانی. وتؤکد هذه النتائج فعالیة البرنامج الإرشادی الأسری، فی خفض العزلة الإجتماعیة لدى الأطفال (التلامیذ) المعاقین عقلیاً والتخلص من الأنانیة وحب الذات والتعود على التعاون مع الآخرین، وکذلک خفض درجة ضغوط الوالدیة العالیة لدى أمهات الأطفال المعاقین عقلیاً وتحقیق الصحة النفسیة والتوافق الاجتماعی عن طریق الرضا بالواقع وتقبل الإعاقة والإیمان بالقضاء والقدر، وتتفق هذه النتائج مع نتائج دراسات عدیدة منها: Amy (2002) ، السید محمد السید أبو النجا (2006)، Tracey & Hastings (2008).
الفرض الثالث : اختباره ، ومناقشته :
والذی ینص على أنه " لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات المجموعة الضابطة فی القیاسین القبلی والبعدی لضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة ".
وللتحقق من صحة هذا الفرض ، تم حساب قیمة " ت " للتطبیقین القبلی والبعدی للمجموعة الضابطة فی ضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة باستخدام معادلة الفروق فی حالة المتوسطات المرتبطة، والجدول رقم (4) یوضح ذلک.
جدول (4)
یوضح قیم " ت " للتطبیقین القبلی والبعدی للمجموعة الضابطة فی ضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة
المجموعة الضابطة
المتغیرات |
ن |
م ف |
مجـ ح2ف |
قیمة "ت" |
مستوى الدلالة |
ضغوط الوالدیة |
15 |
1.0 |
310 |
0.81 |
غیر دال |
العزلة الإجتماعیة |
15 |
1.2 |
420 |
0.78 |
غیر دال |
ویتضح من الجدول رقم (4) عدم وجود فروق دالة إحصائیاً بین متوسطی درجات المجموعة الضابطة فی القیاسین القبلی والبعدی لضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة ، وبذلک تتحقق صحة الفرض الثالث.
ویفسر ذلک بأن نتائج الفرض الثالث تدعم بشکل غیر مباشر فعالیة البرنامج الإرشادی المستخدم حیث کشفت عن أن المجموعة الضابطة والتی لم تتعرض للبرنامج لم یحدث لأفرادها أی تغیر له دلالته وذلک بالنسبة لضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة فی حین وجدنا کما کشفت نتائج الفرض الثانی نه قد حدث تحسن دال فی خفض ضغوط الوالدیة وتخفیف درجة العزلة الإجتماعیة للمجموعة التجریبیة فی القیاس البعدی على أثر تعرضهم للبرنامج، وهذا ما أکدته الدراسات السابقة مثل دراسة کل من : (آمال عبد السمیع باظه، 2009)، (حامد زهران، 2001)، (محمود محیی الدین سعید، 2004)، (محمد السعید علی المصری، 2010).
الفرض الرابع : اختباره ، ومناقشته :
والذی ینص على أنه " لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات المجموعة التجریبیة فی القیاسین البعدی والتتبعی لضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة ".
وللتحقق من صحة هذا الفرض ، تم حساب قیم " ت " للتطبیقین البعدی والتتبعی للمجموعة التجریبیة فی ضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة باستخدام معادلة الفروق فی حالة المتوسطات المرتبطة، والجدول رقم (5) یوضح ذلک.
جدول (5)
یوضح قیم " ت " للتطبیقین البعدی والتتبعی للمجموعة التجریبیة فی ضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة
المجموعة التجریبیة
المتغیرات |
ن |
م ف |
مجـ ح2ف |
قیمة "ت" |
مستوى الدلالة |
ضغوط الوالدیة |
15 |
1.3 |
520 |
0.82 |
غیر دال |
العزلة الإجتماعیة |
15 |
1.1 |
550 |
0.68 |
غیر دال |
ویتضح من الجدول رقم (5) عدم وجود فروق دالة إحصائیاً بین متوسطی درجات المجموعة التجریبیة فی القیاسین البعدی والتتبعی لضغوط الوالدیة والعزلة الإجتماعیة ، وبذلک تتحقق صحة الفرض الرابع.
وقد یرجع هذا إلى ما تم خلال المرحلة الأخیرة من البرنامج من خبرة أفراد المجموعة التجریبیة من الأنشطة والرضا بالواقع والشکر لله عز وجل على نعمة الصحة والعافیة وأیضاً الحمد لله والشکر على نعمة البلاء ، ولابد من توفیر الدعم المادی والمعنوی من قبل الأسرة والأصدقاء والمعلمین والوقوف بجانب الأفراد المعاقین عقلیاً بصفة خاصة والمعاقین بصفة عامة والتخلص من الأفکار غیر العقلانیة، ومن ثم یؤدی ذلک کله إلى تحقیق التوافق والصحة النفسیة، وهذا ما أکدته بعض الدراسات السابقة.
أوجه الإفادة من الدراسة الحالیة :
1- تؤکد نتائج الدراسة الحالیة على أهمیة استخدام البرنامج الإرشادی الأسری فی خفض العزلة الإجتماعیة للأطفال المعاقین عقلیاً، والرضا بالواقع لأسر المعاقین عقلیاً وتخفیف ضغوط الوالدیة.
2- تبصیر المجتمع بطبیعة ضغوط الوالدیة الذی تعانیه أمهات الأطفال المعاقین عقلیاً والتی یترتب علیها الأمراض السیکوسوماتیة.
3- الاهتمام بالإرشاد الأسری وأهدافه وعقد ندوات بصفة دوریة لوالدی الأطفال المعاقین عقلیاً بغرض التوعیة المستمرة.
4- تعدیل اتجاهات المحیطین نحو الطفل المعاق عقلیاً، وتشجیعهم على التفاعل الإیجابی فی الحیاة، مما یبعث الثقة والطمأنینة فی نفس الطفل المعاق والاهتمام بأسالیب التعزیز المادی والمعنوی والاجتماعی.
5- بناء برامج إرشادیة وتدریبیة فی الإعاقات البصریة والسمعیة والمزدوجة.
المراجع :-
أولاً : المراجع العربیة :
إبراهیم عباس الزهیری (2000): فلسفة تربیة ذوی الإحتیاجات الخاصة ونظم تعلیمهم، زهراء الشرق للنشر والتوزیع، القاهرة.
أحمد أحمد متولی عمر (1993): مدى فعالیة التدریب على المهارات والعلاج السلوکی المعرفی فی تخفیف الفوبیا الإجتماعیة لدى طلاب الجامعة، رسالة دکتوراه، کلیة التربیة، جامعة طنطا.
أشرف أحمد عبد القادر (2005): تحسین جودة الحیاة کمنبئ للحد من الإعاقة، ورقة عمل مقدمة لمؤتمر تطویر الأداء فی مجال الوقایة من الإعاقة بمدینة الریاض بالمملکة العربیة السعودیة، بالإشتراک مع مکتب التربیة العربی بدول الخلیج.
آمال عبد السمیع باظه (2000): مقیاس السلوک العدوانی للأطفال: کراسة التعلیمات، مکتبة الأنجلو المصریة، القاهرة.
آمال عبد السمیع باظه (2008): سیکولوجیة غیر العادیین (ذوی الإحتیاجات الخاصة)، مکتبة الأنجلو المصریة، القاهرة.
آمال عبد السمیع باظه (2008): مدخل إلى التربیة الخاصة، مکتبة الأنجلو المصریة، القاهرة.
آمال عبد السمیع باظه (2009): اضطرابات التواصل وعلاجها، مکتبة الأنجلو المصریة، القاهرة.
آمال محمود عبد المنعم (1999): فعالیة برنامج إرشادی لخفض الضغوط النفسیة لدى أمهات الأطفال المتخلفین عقلیاً، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة الزقازیق.
آمنة سعید حمدان (2001): المهارات الإجتماعیة والثبات الإنفعالی لدى التلامیذ أبناء الأمهات المکتئبات، رسالة ماجستیر، معهد دراسات التربویة، جامعة القاهرة.
إیمان فؤاد کاشف (1989): أثر برنامج إرشادی فی تعدیل الإتجاهات الوالدیة نحو أبنائهم المعوقین عقلیاً، رسالة دکتوراه، کلیة التربیة، جامعة الزقازیق.
جابر عبد الحمید جابر، علاء الدین کفافی (1991): معجم علم النفس فی الطب النفسى، الجزء السادس، دار النهضة العربیة، القاهرة.
جمال محمد الخطیب (1993): تعدیل سلوک الأطفال المعوقین، دلیل الآباء والمعلمین، عمان (الأردن)، دار إشراق للنشر والتوزیع.
جمعة سید یوسف (2000): الإضطرابات السلوکیة وعلاجها، دار غریب للطباعة والنشر، القاهرة.
حامد عبد السلام زهران (1990): علم نفس النمو (الطفولة والمراهقة)، ط5، القاهرة، عالم الکتب.
حامد عبد السلام زهران (1997): الصحة النفسیة والعلاج النفسی، ط3، عالم الکتب، القاهرة.
حامد عبد السلام زهران (2001): الصحة النفسیة والعلاج النفسی، ط4، عالم الکتب، القاهرة.
حامد عبد السلام زهران (2002): التوجیه والإرشاد النفسی، ط3، القاهرة، عالم الکتب.
حسن مصطفى عبد المعطی (2001): الإضطرابات النفسیة فی الطفولة والمراهقة "الأسباب والتشخیص والعلاج"، القاهرة، دار القاهرة للنشر.
رجاء شریف عواد (2002): السلوک المشکل لدى الطفل الأصم وعلاقته ببعض المتغیرات الأسریة، رسالة ماجستیر، معهد الدراسات العلیا للطفولة، جامعة عین شمس.
رمضان محمد القذافی (2001): رعایة المتخلفین ذهنیاً، ط2، الإسکندریة، المکتب الجامعی الحدیث.
سعید عبد الرحمن محمد (2004): فاعلیة استخدام السیکودراما فی تعدیل بعض جوانب السلوک غیر التکیفی لدى ضعاف السمع، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة ببنها، جامعة الزقازیق.
سهیر کامل أحمد (1998): سیکولوجیة الأطفال ذوی الإحتیاجات الخاصة، القاهرة، مکتبة الأنجلو المصریة.
السید محمد السید أبو النجا (2006): ضغوط الوالدیة وعلاقتها ببعض السلوکیات اللاتوافقیة للأبناء ذوی الإعاقة السمعیة، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة الأزهر.
شاکر محمد قندیل (1998): الإعاقة کظاهرة اجتماعیة، المؤتمر القومی السابع لاتحاد هیئات رعایة الفئات الخاصة والمعوقین، ص ص (8-12).
شیفر وملمان (ترجمة) سید حسنی العزة (1999): سیکولوجیة الطفولة والمراهقة (مشکلاتها، وأسبابها، وطرق حلها)، الأردن، دار الثقافة للنشر والتوزیع.
صالح عبد المقصود موسى السواح (2007): فعالیة التدریب على التواصل فی تعدیل السلوک الإنسحابی لدى الأطفال ضعاف السمع، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة بنی سویف.
صالح عبد المقصود موسى صالح (2010): فعالیة برنامج للإرشاد الأسری فی خفض العزلة الإجتماعیة للأطفال المتخلفین عقلیاً وأثره على تواصلهم مع الآخرین، رسالة دکتوراه، کلیة التربیة، جامعة بنی سویف.
صفاء عبد العزیز القوشتی (2003) : مدى فاعلیة برنامج یستخدم اللعب لتخفیف حدة السلوک الإنطوائی لدى الأطفال ضعاف السمع، رسالة ماجستیر، معهد الدراسات العلیا للطفولة، جامعة عین شمس.
صلاح الدین حمدی (2003): فاعلیة التدعیم الإجتماعی من الرفاق الکبار فی خفض السلوک الإنعزالی للطفل، رسالة دکتوراه، کلیة التربیة، جامعة الزقازیق.
طریف شوقی غریب (1998): توکید الذات "مدخل لتنمیة الکفاءة الشخصیة"، القاهرة، دار غریب.
عادل عبد الله محمد (1997): دراسات لبعض الخصائص النفسیة المرتبطة بالعزلة الإجتماعیة بین الشباب الجامعی، مجلة کلیة التربیة، جامعة الزقازیق، العدد 29.
عادل عبد الله محمد (2002): فعالیة تدریب الأطفال المتخلفین عقلیاً على استخدام جداول النشاط المصورة فی الحد من سلوکهم العدوانی، المجلة المصریة للدراسات النفسیة، المجلد 12، العدد 25.
عادل عز الدین الأشول (1993): الضغوط النفسیة للإرشاد الأسری للأطفال المتخلفین عقلیاً، مجلة الإرشاد النفسی، مرکز الإرشاد النفسی، العدد الأول.
عایدة قاسم الرفاعی (1997): مدى فاعلیة برنامج إرشادی فی تنمیة المهارات الإجتماعیة لدى عینة من الأطفال المعاقین عقلیاً، رسالة دکتوراه، کلیة التربیة، جامعة عین شمس.
عبد الستار إبراهیم (1994): العلاج السلوکی متعدد المحاور ومشکلات الطفل، مجلة علم النفس، العدد (26)، القاهرة، الهیئة العامة للکتاب.
فتحی أحمد الطاهر فتح الباب (2002): مستوى القلق وعلاقته ببعض المتغیرات النفسیة لدى الصم وضعاف السمع (دراسة مقارنة)،رسالة ماجستیر، معهد الدراسات العلیا للطفولة، جامعة عین شمس.
فیولا الببلاوی (1990): مشکلات السلوک عند الأطفال، نماذج من البحوث فی تحلیل وتعدیل السلوک عند الأطفال، القاهرة، مکتبة الأنجلو المصریة.
فیولا الببلاوی (1998): مقیاس ضغوط الوالدیة، مکتبة الأنجلو المصریة، القاهرة.
کمال إبراهیم مرسی (1999): مرجع فی التخلف العقلی، ط2، دار النشر للجامعات، القاهرة.
لویس کامل ملیکه (1990): العلاج السلوکی وتعدیل السلوک، الکویت، دار القلم.
لویس کامل ملیکه (1998ب): دلیل مقیاس ستانفورد – بینیه للذکاء، الصورة الرابعة، المراجعة الأولى، (قیاس وتقییم القدرات المعرفیة فی حالات الصحة والمرض)، ط2، القاهرة، مطبعة فیکتور کیرس.
ماجدة السید عبید (2000): تعلیم الأطفال المتخلفین عقلیاً، دار صفاء للنشر والتوزیع، عمان.
محمد السعید علی المصری (2010): فعالیة برنامج إرشادی أسری فی تخفیف الرفض الإجتماعی لدى أطفالهم المتخلفین عقلیاً، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة بنی سویف.
محمد السید عبد الرحمن (1998): مدى فاعلیة برنامج إرشادی للتدریب على المهارات الإجتماعیة فی علاج الخجل والشعور بالذات لدى طلاب الجامعة، مجلة کلیة التربیة، جامعة الزقازیق.
محمد السید عبد الرحمن، منى خلیفة حسن (2003): تدریب الأطفال ذوی الاضطرابات السلوکیة على المهارات النمائیة (دلیل الآباء والمعالجین)، القاهرة، دار الفکر العربی.
محمد سعید سلامه هندیة (2003): مدى فاعلیة برنامج معرفی سلوکی فی تخفیف حدة الإکتئاب لدى الأطفال، رسالة دکتوراه، معهد الدراسات العلیا للطفولة، جامعة عین شمس.
محمد محروس الشناوی (1997): التخلف العقلی (الأسباب – التشخیص – البرامج)، القاهرة، دار غریب للطباعة والنشر والتوزیع.
محمد محروس الشناوی، محمد عبد المحسن التویجری (1996): المؤتمر الدولی الثالث لمرکز الإرشاد النفسی "الإرشاد النفسی فی عالم متغیر"، من 23-25 دیسمبر، مجلد 2، جامعة عین شمس.
محمود محیی الدین سعید عشری (2004): فعالیة برنامج للتدعیم الإجتماعی فی تخفیف حدة بعض مظاهر الضغوط النفسیة لأمهات الأطفال المعاقین بولایة عبری فی سلطنة عمان، مجلة کلیة التربیة، جامعة الأزهر، العدد 126.
محمود محیی الدین سعید عشری (2004): قلق المستقبل وعلاقته ببعض المتغیرات الثقافیة دراسة حضاریة مقارنة بین طلاب بعض کلیات التربیة بمصر وسلطنة عمان، المؤتمر السنوی الحادی عشر لمرکز الإرشاد النفسی، جامعة عین شمس.
منى حسین محمد الدهان (1998): تنمیة إمکانات الطفل المتخلف عقلیاً من خلال توظیف بعض التخصصات النوعیة، المؤتمر القومی السابع لاتحاد هیئات رعایة الفئات الخاصة والمعوقین بجمهوریة مصر العربیة، المجلد الثانی، القاهرة.
نادر فهمی الزیود (1995): تعلیم الأطفال المتخلفین عقلیاً، دار الفکر العربی، الأردن، عمان.
هالة أحمد سلیمان حسنین (2007): فعالیة برنامج تدریبی فی تحسین السلوک التوافقی لدى الأطفال المعاقین عقلیاً من فئة القابلین للتعلم، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة بنها.
وزارة التربیة والتعلیم (2009): بوابة الخدمات الإلکترونیة: کتاب الإحصاء السنوی: التربیة الخاصة، http://services.moe.gov.eg.
ثانیاً : المراجع الأجنبیة :
Amy, R. Lederbery (2002): Parebting stress and solial support in hearing mothers of deaf and hearing children. A longitudinal study, Journal-Article, Journal-of deaf-studies and. Deaf-Education, 7, 4, 330-345.
Hall, Victoria, S. (1997): The effects of preedelivered social skills training on social interaction skills of high school students with mental retardation. Dissertation Abstracts inter-national, 58, 11(A), 4233.
Heimlerg, R.G. & Simon, M.K. (1999): Social phobia: Relationship solution. Behavior Research Therapy, 28, 479, 500.
Shin, - Jin – Y. (2002): Social support for families of children with mental Retardation: Comparison between Korea and the United States. Journal of Mental Retardations, 40, 2, 103-118.
Tracey lioyd, R.P. & Hastings (2008): Psychological variables as correlates of adjustment in mothers of children with intellectual disabilities, cross sectional and longitudinal relationships. Journal of Intellectual Disability Research, 52, 37-48.
Vatter & Gienn (1998): Diagnosis of Autism in children with down syndrome, New York, Jamesville.