سبل الارتقاء بأداء الأستاذ الجامعي في ضوء معايير الجودة الشاملة (دراسة تحليلية نظرية)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 عميد کلية التربية – جامعة بحري الســودان

2 نائب عميد کلية التربية - جامعة بحري الســودان

المستخلص

تتناول هذه الورقة سبل ترقية الأداء للأستاذ الجامعي في ضوء معايير الجودة الشاملة. تنبع أهمية الورقة في أنها تهتم بتطوير أداء الأستاذ الجامعي بصفته أهم عنصر في المنظومة التعليمية، کما أنها توضح السبل أو الطرق التي تسهم في التحسين و الارتقاء بأدائه. استخدم الباحث في هذه الورقة المنهج الوصفي التحليلي من أجل تحقيق أهداف الدراسة، وأيضا من خلال طرح عدة أسئلة من أهمها : ما السبل الکفيلة بالارتقاء بأداء الأستاذ الجامعي في ضوء معايير الجودة الشاملة؟. توصلت الورقة الى استنتاجات عديدة أهمها: أن تقدم المجتمعات و نهضتها تعتمد بالدرجة الأولى على جودة مخرجات التعليم. کذلک يلعب الأستاذ الجامعي الدور المحوري في جودة مخرجات التعليم.
أهم توصيات الورقة هي : ضرورة أن يعمل الأستاذ الجامعي على تطوير أدائه في ضوء معايير الجودة الشاملة من أجل سد النقص في الصفات الشخصية و التأهيل العلمي ومهارات التدريس .
 
This paper tackles the ways to improve the performance of university teacher in regard to the total quality standards. The importance of this paper comes from its focus on the performance development of the university teachers as a key element in the education system. Additionally, it determines the mechanisms that contribute to the performance development and enhancement of the university teacher. The descriptive analytical method was used by the researcher to achieve the objectives of the study. The paper answers one of the important questions such as: how to develop and upgrade the performance of a university teacher concerning the total quality standards? It concludes that; the progress of societies and their prosperity depends primarily on the quality of the educational outcomes; also the university teacher plays a major role in these educational outcomes. Finally, the paper comes out with number of recommendations including: the necessity of continues performance appraisal and develop of capacity building program to overcome the deficiencies in the personal characteristics of the university teacher and equip him with the technical teaching skills.

الموضوعات الرئيسية


 

              کلیة التربیة

کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

 

سبل الارتقاء بأداء الأستاذ الجامعی فی ضوء معاییر الجودة

الشاملة (دراسة تحلیلیة نظریة)

 

 

إعــــداد

           د/ أبو بکر عثمان محمد جابر       د/  النور عبد الرحمن محمد خیر

      عمید کلیة التربیة – جامعة بحری                 نائب عمید کلیة التربیة - جامعة بحری 

الســودان

 

 

}       المجلد الحادی والثلاثین– العدد الثالث  –  جزء ثانی– أبریل2015م  {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

    

 

 

المستخلص :-

تتناول هذه الورقة سبل ترقیة الأداء للأستاذ الجامعی فی ضوء معاییر الجودة الشاملة. تنبع أهمیة الورقة فی أنها تهتم بتطویر أداء الأستاذ الجامعی بصفته أهم عنصر فی المنظومة التعلیمیة، کما أنها توضح السبل أو الطرق التی تسهم فی التحسین و الارتقاء بأدائه. استخدم الباحث فی هذه الورقة المنهج الوصفی التحلیلی من أجل تحقیق أهداف الدراسة، وأیضا من خلال طرح عدة أسئلة من أهمها : ما السبل الکفیلة بالارتقاء بأداء الأستاذ الجامعی فی ضوء معاییر الجودة الشاملة؟. توصلت الورقة الى استنتاجات عدیدة أهمها: أن تقدم المجتمعات و نهضتها تعتمد بالدرجة الأولى على جودة مخرجات التعلیم. کذلک یلعب الأستاذ الجامعی الدور المحوری فی جودة مخرجات التعلیم.

أهم توصیات الورقة هی : ضرورة أن یعمل الأستاذ الجامعی على تطویر أدائه فی ضوء معاییر الجودة الشاملة من أجل سد النقص فی الصفات الشخصیة و التأهیل العلمی ومهارات التدریس .

 

 

 

 

 

 

 

Abstract.
            This paper tackles the ways to improve the performance of university teacher in regard to the total quality standards. The importance of this paper comes from its focus on the performance development of the university teachers as a key element in the education system. Additionally, it determines the mechanisms that contribute to the performance development and enhancement of the university teacher. The descriptive analytical method was used by the researcher to achieve the objectives of the study. The paper answers one of the important questions such as: how to develop and upgrade the performance of a university teacher concerning the total quality standards? It concludes that; the progress of societies and their prosperity depends primarily on the quality of the educational outcomes; also the university teacher plays a major role in these educational outcomes. Finally, the paper comes out with number of recommendations including: the necessity of continues performance appraisal and develop of capacity building program to overcome the deficiencies in the personal characteristics of the university teacher and equip him with the technical teaching skills.

 

 

 

 

 

 

مقدمة :

إن تعبیر الجودة لیس تعبیراً جدیداً، فقد حث دیننا الإسلامی الحنیف على إجادة العمل وإتقانه ، قال تعالى:
(الَّذِی خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَیَاةَ لِیَبْلُوَکُمْ أَیُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِیزُ الْغَفُورُ) سورة الملک الآیة 2  و قال تعالى ( إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِیعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ) سورة الکهف الآیة 30 ،  وعن الرسول صلى الله علیه وسلم قال " إن الله یحب إذا عمل أحدکم عملاً أن یتقنه" ، فدیننا الحنیف لا یحثنا على تحقیق الجودة فحسب , بل على تحقیق الهدف من عملیة الجودة وهو إتقان الأعمال والرقی بها إلى أعلى مستویات الأداء فالإتقان أعم وأشمل من کلمة الجودة أو مجرد القیام بعمل جید، والإتقان یأتی نتیجة التحسین المستمر لیصل العمل إلى أکمل وجه وأفضل صورة وهو الهدف المنشود من تطبیق الجودة الشاملة.

المشکلة:

یعد عضو هیئة التدریس  الجامعی الجید أساس التعلیم الجید ، لذا کان جودة عضو هیئة التدریس محل اهتمام کثیر من الدراسات و البحوث فی التعلیم العالی ، و یعتبر عضو هیئة التدریس الکفء أحد الرکائز الأساسیة فی التعلیم الجامعی ، و هو أساس المجتمع الناهض لعظم دوره فی إعداد الأفراد للتفاعل بنجاح من أجل إسعاد مجتمعاتهم ، و فی دول جنوب و شرق أسیا وجد أن جودة عضو هیئة التدریس هو العامل الرئیس فی جذب الطلاب من الدول الأخرى ، فجودة التعلیم الذی تقدمه الجامعة ترتبط بشکل مباشر بأعضاء هیئة التدریس و بأدائهم، و علیه تتمثل مشکلة هذه الدراسة فی معرفة أهم السبل للارتقاء بأداء عضو هیئة التدریس فی ضوء معاییر الجودة الشاملة.باعتبار أن هناک بعض الإشکالات التی تعتری أداء الأستاذ الجامعی وان هناک أیضا عدم معرفة بالسبل والآلیات التی یستعین بها فی رفع أدائه وتحسن مستواه، خاصة ونحن فی عصر الحدیث فیه عن الجودة وجودة الأداء التدریسی أصبح عالیا

 

 

الأهمیة :

تنبع أهمیة هذا الموضوع من کونه :

1–یهتم بتطویر أداء عضو هیئة التدریس باعتباره أهم عنصر فی المنظومة التعلیمیة.

2- یهتم بالتطویر و التحسین المستمر لأداء عضو هیئة التدریس سعیاً للوصول إلى التمیز فی تقدیم خدمات تدریسیة تلبی احتیاجات و توقعات المستفیدین.

3- یسهم فی استفادة إدارات الجودة بالجامعات من تطبیقات الجودة الشاملة لترقیة وتطویر أداء أعضاء هیئة التدریس.

4- تلقی الضوء على أهم السبل والطرق التی تسهم فی الارتقاء بأداء الأستاذ الجامعی

الأهداف:

یهدف هذا الموضوع إلى توضیح السبل الکفیلة للارتقاء بأداء الأستاذ الجامعی لتحقیق التحسین المستمر فی قیامه بوظائفه التدریسیة وفق معاییر الجودة الشاملة.

الأسئلة:

1- ما معاییر الجودة الشاملة المطلوبة فی الأستاذ الجامعی ؟

2- ما السبل الکفیلة للارتقاء بأداء الأستاذ الجامعی فی ضوء معاییر الجودة الشاملة  بالتعلیم العالی؟

3- ما المقترحات التی تسهم فی تطبیق معاییر الجودة الشاملة للارتقاء بأداء الأستاذ الجامعی بالتعلیم العالی

المنهج:

  اتبعت فی هذه الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی، الذی یقوم بدراسة ظاهرة ما وتحلیلها للوصول إلى استنتاجات ونتائج.

 

 

تعریف الجودة الشاملة :

تعرف الجودة  الشاملة على أنها تکامل الملامح والخصائص لمنتج أو خدمة ما بصورة تمکن من تلبیة احتیاجات ومتطلبات محددة أو معروفه ضمنا ، أو هی مجموعة من الخصائص والممیزات لکیان ما تعبر عن قدرتها على تحقیق المتطلبات المحددة أو المتوقعة من قبل المستفید ( الطائی ، قدادة ، 2003 :259- 287 ) أو  هی الحالة المتحرکة أو الدینامیکیة المتغیرة والمتعلقة بالخدمات والمنتجات والأفراد والعملیات والبیئة لغرض سد حاجة أو مواجهة متطلبات متوقعة (الشیخ،2000: 113) ، ولکن یمکن تعریف جودة التعلیم على إنها مجموعة من المدخلات و العملیات و المخرجات لنظام التعلیم والتی تلبی التطلعات الإستراتیجیة للجمهور الداخلی والخارجی.  وکذلک یمکن تعریف جودة الخدمة من منظور مقدم الخدمة ومن منظور المستفید من هذه الخدمة ، فالجودة من منظور مقدم الخدمة هی مطابقة الخدمة للمعاییر الموضوعة مسبقاً لهذه الخدمة ، أما جودة الخدمة من منظور المستفید ( الزبون ) فهی مواءمة هذه الخدمة لإستخداماتة واستعمالاته ، و الذی یمکن التأکید علیه هنا ، إن جودة التعلیم العالی تعنی مقدرة مجموع خصائص وممیزات المنتج التعلیمی على تلبیة متطلبات الطالب ، وسوق العمل ، والمجتمع وکافة الجهات الداخلیة والخارجیة المنتفعة ، ویتطلب تحقیق جودة التعلیم توجیه کل الموارد البشریة و السیاسات و النظم و المناهج و العملیات و البنیة التحتیة من أجل خلق ظروف مواتیة للابتکار والإبداع لضمان تلبیة المنتج العلمی للمتطلبات التی تهیئ الطالب لبلوغ المستوى المطلوب ( إبراهیم ، 2003 : 124- 130 ) و کذلک یمکن تعریفها على إنها مجموعة من المعاییر والإجراءات یهدف تنفیذها إلى التحسین المستمر فی المنتج العلمی.

علیه فإن الجودة لیست أکثر من تحقیق حاجات العمیل ، أی إنها تعنی خلق ثقافة متمیزة فی الأداء تتضافر فیها جهود المدیرین والموظفین بشکل متمیز لتحقیق توقعات العملاء وذلک بالترکیز على جودة الأداء فی مراحله الأولى وصولاً إلى الجودة المطلوبة بأقل کلفة وأقصر وقت.

 

إن الجودة الشاملة فی المجال التعلیمی هی مجموعة من المعاییر والإجراءات یهدف تنفیذها إلى التحسین المستمر فی المنتج التعلیمی،  نشیر هنا إلى أنه توجد ثلاثة مناهج عامة فی تعریف مفهوم إدارة الجودة الشاملة فی مجال التعلیم ، المنهج الأول یرکز على الزبون أی الاهتمام بتحسین مستوى أداء الخدمة المقدمة للزبائن من خلال العمل على تطویر وتدریب العاملین ، أما المنهج الثانی فیرکز على الموظفین ( العاملین ) حیث یهتم بتحسین وتطویر إسهامات جمیع الموظفین لزیادة فعالیة المؤسسة التعلیمیة ، بینما یرکز الثالث على العقد ( اتفاقیة الخدمة ) ویسعى للتوافق مع المواصفات المتفق علیها عند نقاط رئیسة قابلة للقیاس فی العملیة التعلیمیة (الخطیب ، 2010 : 71 ) . 

أهمیة الجودة الشاملة فی التعلیم العالی:

تکمن أهمیة الجودة فی التعلیم العالی فی عدة نقاط منها:

1- تقدم المجتمع یتوقف بدرجة کبیرة على مدى جودة المنتج التعلیمی لأنه أغلى و أندر منتج فی أی مجتمع من المجتمعات.

2- التعلیم العالی یستأثر بقدر کبیر من میزانیة الدولة علیه یکون الاهتمام بجودة مؤسسات التعلیم العالی لتعظیم العائد من هذا الإنفاق.

3- التوسع الضخمللتعلیم العالی الذی أدى إلى فقدان بعض شروط الجودة فی التعلیم العالی مما أدى إلى ضعف إعداد العدید من الخریجین للحیاة و العمل.

4- مسئولیة مؤسسات التعلیم العالی فی الحفاظ على الهویة الثقافیة و القومیة و إکساب الطلاب نوعاً من التفکیر و المعرفة یمکنهم من التکیف و التأقلم مع کل تحول.

5- ازدیاد الطلب على المتخصصین الماهرین الذین یجیدون انجاز أعمال مرتفعة التعقید فضلاً عن تمکنهم من استیعاب التکنولوجیا.

6- زیادة التحرک الدولی للطلاب مع نمو تدویل الأسواق العالمیة لجذب الطلاب الأجانب من الدول الأخرى و الذین یدفعون نفقات تعلیمهم.، لتلبیة احتیاجات سوق العمل من خلال تحسین مدخلات و عملیات التعلیم. (المؤتمر العربی الأول لضمان الجودة ، 2011 ، 710)   

7- وصول أعداد کبیرة من الطلاب إلى نهایة تعلیمهم بمستویات تحصیلیة منخفضة و بدون حماس للتعلیم.

8- دور الجودة فی تحسین و تفعیل مخرجات التعلیم .

جودة أرکان العملیة التعلیمیة

  1. جودة أعضاء هیئة التدریس : أی أن تتوفر فی عضو هیئة التدریس السمات الشخصیة , الکفایة المهنیة , الکفاءة التربویة , الکفاءة العلمیة , الکفاءة الاتصالیة, الرغبة فی التعلم , الإسهام فی خدمة المجتمع , وکذلک تحسین مستوى التدریب الأکادیمی لأعضاء هیئة التدریس .
  2. جودة الطالب الجامعی : وهذه تتحقق من خلال مراعاة جوانب أساسیة مثل الاهتمام باحتیاجات الطلاب فی المجالات المختلفة , السماح للطلاب فی المشارکة بتطویر التعلیم العالی , تطویر خدمات الإرشاد و التوجیه , الاهتمام بالحیاة الطلابیة الجامعیة والخدمات المساندة فی ذلک , العنایة بالمشکلات الطلابیة وإدارة الإمکانات .
  3. جودة المناهج و المقررات الدراسیة ، إن جودة المناهج والمقررات یمکن أن نلخصها فی وضوح الرسالة والرؤیة الإستراتیجیة لتطویر المناهج , التزام النظرة النظامیة فی عملیة تطویر المناهج , اعتماد التخطیط الإستراتیجی للمناهج والتحقق من                 رضا الزبائن .
  4. جودة الإدارة الجامعیة ، إن تحقیق الجودة الشاملة فی الإدارة الجامعیة یمکن أن یتم من خلال، أن تکون الإدارة الجامعیة راغبة فی إدخال إدارة الجودة الشاملة فی الجامعة وتطبیقها , توفیر الوسائل التقنیة لتطویر العمل الجامعی , تطویر أنظمة وقوانین العمل الجامعی , متابعة الأداء الأکادیمی للتدریس بشکل عام ، جودة الوسائل والأسالیب والنشاطات ، حیث یجب أن تکون هذه النشاطات السائدة ذات جودة عالیة مثل توفر القاعات الدراسیة , المکتبة , المختبرات وتجهیزها , مکاتب لأعضاء هیئة التدریس , الورش للتدریب العملی , مرافق لخدمات الطلاب , توفیر التجهیزات لاستخدام التکنولوجیا الحدیثة فی الإدارة والتعلیم والتعلم وکذلک المرافق والخدمات الصحیة الملائمة .
  5. جودة البیئة المحیطة ، أی مراعاة المؤسسة التعلیمیة لاحتیاجات المجتمع المحیط بها وربط التخصصات المختلفة فی المؤسسة التعلیمیة باحتیاجات المجتمع وکذلک تعمل الجامعة على تحسین القیم والتقالید والعادات السائدة بین أبناء المجتمع وبما یجعلهم بالمستوى المطلوب  و یجب أن یتسم الکادر الإداری الجامعی بالکفاءة والفاعلیة .               ( الفتلاوی , 2008 : 55)

معاییر جودة التعلیم الجامعی المرتبطة بأعضاء هیئة التدریس:

 المعیار هو عبارة عن وثیقة تصدر نتیجة إجماع یحدد المتطلبات التی یجب أن یفی بها منتج ما أو عملیة أو خدمة وتصادق علیها جهة معترف بها. وتتفق أدبیات الجودة بأن مؤشر الجودة هو معیار یحدد درجة تحقیق هدف معین ، وبالتالی فهو یساعد فی بناء تصنیفات صادقة وثابتة للنظام التعلیمی وفی توضیح مدى التشابه أو الاختلاف فی المجال التعلیمی .

تُعد عملیة اختیار أعضاء هیئة تدریس أکْفَاء وتطویرهم والاحتفاظ بهم من القضایا المهمة للمؤسسة التعلیمیة ، فأعضاء هیئة التدریس یُلقى على عاتقهم مسؤولیة تنفیذ البرامج التعلیمیة وتوفیر الجودة فیها. علیه، یجب أن تتوافر فی المؤسسة التعلیمیة العدد الکافی والمؤهل من أعضاء هیئة التدریس لتحقیق رسالتها وأهدافها ، وتکمن عملیة ضمان الجودة فی عضو هیئة التدریس بأنها عملیة مترابطة ومتکاملة، بمعنى أنها تبدأ من مرحلة قبوله کعضو هیئة التدریس فی الجامعة ، وتنتهی بتقییم أدائه ومدى قدرته على التطویر، مثل تطویر الخطط الدراسیة ، تطویر محتویات المقررات ، وطرق التدریس و المشارکة العلمیة محلیة أو خارجیة ، مواکبة التطورات العلمیة والتکنولوجیة ، تعاونه مع متطلبات العمل والمستجدات فیه ، ( السایح ، 2010 :13-12 ) ، إن معاییر جودة التعلیم الجامعی المرتبطة بعضو هیئة التدریس  تتلخص إجمالاً فی صفات شخصیة ، تأهیل علمی                   و مهارات تدریسیة حیث أوضحت الدراسات صفات و خصائص لکل معیار على                 النحو التالی :

1- الصفات الشخصیة:

أجریت دراسات على عینة من الطلاب و أعضاء هیئة تدریس لمعرفة أهم صفات و خصائص الأستاذ الجامعی الجید ، وجد أن من أهم هذه الصفات البشاشة ، المرح ، الاهتمام بالمظهر الخارجی ، الالتزام بمواعید المحاضرات ، حسن الاستماع ، الحماس ، التواضع ، احترامه و اعتزازه بمهنته ، عدم التدخین فی قاعة المحاضرات ، و الالتزام بالقیم الإسلامیة.

 

2-  التأهیل العلمی:

بینت الدراسات أن من أهم الصفات و الخصائص التی ینبغی أن یتحلى به عضو هیئة التدریس فی هذا الجانب الإحاطة بمادته العلمیة و الحرص على متابعة ما یجد فیها من أبحاث ، المشارکة فی الندوات و المحاضرات العامة ، و الاهتمام بکتابة البحوث العلمیة و التألیف و النشر ، متوسط خبرته فی التدریس الجامعی بعد حصوله على الدکتوراه ، حصوله على جوائز أو شهادات تقدیریه علمیة محلیة أو عالمیة ، مشارکته فی عضویة الجمعیات العلمیة أو المهنیة محلیاً أو عالمیاً ، متوسط عدد الرسائل التی أشرف علیها ،عدد المؤتمرات العلمیة العربیة أو الأجنبیة التی حضرها .

3- مهارات التدریس:

أکدت الدراسات أن من أهم الخصائص و الصفات المرتبطة بهذا الجانب تنمیة روح التفکیر و الابتکار لدى الطلاب ، الحیادیة و العدالة فی التعامل مع الطلاب ، الحماس لتدریس المادة ، التفوق فی فن التدریس عن طریق العلم بطرق التدریس المختلفة ، الاهتمام بتوجیه و إرشاد الطلاب أکادیمیاً ، و استخدامه للأمثلة بکثافة و توظیفه للفکاهة ، معاونة الطلاب خارج قاعة المحاضرات عند الاحتیاج ، تشجیع و احترام وجهات النظر المختلفة للطلاب ، و تشجیع إقامة العلاقات الودیة المتعاونة بین الطلاب ، خلق مناخ من الثقة عن طریق تشجیع الطلاب على التعلم من الأخطاء ، علیه سوف نوضح و باختصار قدر الإمکان و بأسلوب مبسط مبتعدین عن التفاصیل المملة عن جوهر الموضوع الأساسی:

1. الارتقاء بأداء عضو هیئة التدریس بصفته مربیاً ومرشداً تربویاً.  

2. الارتقاء بأداء عضو هیئة التدریس بصفته قائداً تربویاً.

3. الارتقاء بأداء عضو هیئة التدریس بصفته باحثاً علمیاً .

4. الارتقاء بأداء عضو هیئة التدریس بصفته أستاذا جامعیاً.

 

 

1- الارتقاء بأداء الأستاذ الجامعی بصفته مربیاً ومرشداً تربویاً :

فی ظل تطور العلوم التربویة والنفسیة المستمر لم یعد دور الأستاذ الجامعی یقتصر على نقل المعلومات للطلاب فحسب بل تعدى ذلک إلى القیام بدور المرشِد والموجِّه التربوی للطلاب من خلال عملیة التفاعل الإیجابی التی تجعل من الأستاذ قدوة فی سلوکه العام واتزانه الانفعالی بحیث یستطیع خلق بیئة تعلیمیة تسهم فی تواصل العلاقات الإنسانیة وتطویر المستویات المعرفیة لزیادة حیویة ونشاط واندفاع الطلاب فی المواقف التعلیمیة وتحولهم من حالة الصمت والسلبیة إلى حالة المناقشة والحوار العلمی وتزید من ثقتهم بأنفسهم وهذا بدوره یؤدی إلى إثارة دافعیة الطلاب للتعلیم والتعلم.( الترتوری، 2006)

إن ارتیاح الطلاب لأستاذهم من العوامل التی تحفزهم على حب التعلیم والاندفاع نحو مواصلة طلب العلم وعلى فهم المادة العلمیة واستیعابها وهذا یتطلب من کل أستاذ أن یقدم نفسه نموذجاً تربویاً وسلوکیاً فی آن واحد ، و لا بد فی هذا المجال من أن یأخذ الإرشاد التربوی دوره الحیوی وأن تکون فی کل کلیة لجنة للإرشاد التربوی و أن یکون فی کل قاعة دراسیة مرشِد تربوی ویتم اختیاره ممن له خبرة و کفاءة فی التعامل الإنسانی والتربوی مع الطلاب ، عندما یصبح الأستاذ الجامعی مربیاً ومرشداً تربویاً مع طلابه یمکن أن یتصف بالسمات الآتیة و یمارسها فعلاً للارتقاء بأداء مهنته التعلیمیة :

  1. مساعدة الطلاب فی حل مشکلاتهم التربویة و النفسیة و معاونتهم على التکیف الاجتماعی مع البیئة الجامعیة .
  2. الصدق فی القول والعمل مع الطلاب .
  3. توجیه الطلاب إلى وجوب الالتزام والتقید بالأنظمة والتعلیمات الجامعیة .
  4. تنمیة المثل و القیم التربویة و الأخلاقیة فی سلوک الطلاب.
  5. إرشاد الطلاب وتوعیتهم لفهم أنفسهم وبیئتهم الجامعیة .
  6. رفع مستوى طموح الطلاب و تطویر مواهبهم .
  7. مراعاة اهتمامات و میول الطلاب و الاختلاف والتنوع  بینهم.

 

2- الارتقاء بأداء الأستاذ الجامعی بصفته قائداً تربویاً:

 إن القیادة هی فن التأثیر فی السلوک الإنسانی لتوجیه جماعة من الناس نحو تحقیق هدف معین . وبما أن الأستاذ الجامعی هو قائد تربوی فی محیط عمله عموماً وفی إطار بیئته الصفیة خصوصاً ینبغی له أن یکون على إلمام وإطلاع بطبیعة القیادة وأنواعها والسمات الشخصیة التی یتصف بها سواء کان قائداً تربویاً استبدادیاً أم دیمقراطیاً ، وهناک عدد من أنواع القیادة وسنکتفی فی هذا المجال بتوضیح نوعین من القیادة هما : القیادة الاستبدادیة (التسلطیة) والقیادة الدیمقراطیة .

  • القیادة الاستبدادیة (التسلطیة) :

إن الأستاذ الجامعی بصفته قائداً تربویاً فی محیط عمله غالباً ما یکون شدیداً وتسلطیاً وهو الآمر والناهی فی کل شئ ولا یحق لأحد من الطلاب مناقشته فی المحاضرة لأنه غالباً ما یکون مستبداً برأیه ویفرض على الطلاب الصمت والطاعة والتنفیذ فلا یسمح لطلابه بالتعبیر عن آرائهم والاستفسار عن الموضوعات الغامضة بالمادة العلمیة                      (جرار، 2005) .

 إن الأستاذ الجامعی الاستبدادی فی ظل هذا المناخ التعلیمی یعمل على إحباط معنویات الطلاب و یُضعِف من ثقتهم بأنفسهم و یُفقدهم الأمان و الارتیاح النفسی و یُسهِم فی تدنی المستوى العلمی لطلابه ویؤثر سلباً فی طموحهم و یُربک العملیة التعلیمیة و یُضعِف المخرجات التعلیمیة ، ومن أبرز السمات التی یتصف بها الأستاذ الجامعی الاستبدادی ما یأتی:

  1. التکبر و التعالی على الطلاب.
  2. لا یصغی و لا یهتم بآراء الطلاب.
  3. التعامل بقسوة مع الطلاب.
  4. یهتم بشرح المادة أکثر من اهتمامه بالطلاب .
  5. حب السیطرة والتسلط على الطلاب .
  6. لا یتقبل أی نقد من طلابه .
  7. لا یتعاون مع الطلاب و لا یحترمهم .
  • القیادة الدیمقراطیة :

 إن الأستاذ الجامعی بصفته قائدًا تربویاً دیمقراطیاً فی محیط عمله، فهو یتحرک و ینشط و یتفاعل فی ضوء القیم الإنسانیة والتربویة و من اهتماماته التی یمارسها،  احترام إنسانیة المتعلم و السماح له بالتعبیر عن آرائه و ملاحظاته ومناقشة أستاذه فی المادة العلمیة، و غالباً ما یلجأ الأستاذ الجامعی الدیمقراطی إلى تهیئة مناخ تعلیمی إیجابی للطلاب تبرز فیه دافعیة الطلاب للتعلیم والتعلم و یسوده الأمان والارتیاح النفسی بعیداً عن الخوف و القلق و یعتمد الحوافز المعنویة فی التدریس مثل المدح و الثناء والشکر بما یؤدی إلى رفع معنویاتهم و تشجیعهم على التفوق و مواصلة طلب العلم و المعرفة وهذا یسهم بدوره إلى تحسین المستوى العلمی للطلاب و یطوِّر العملیة التعلیمیة و یؤدی إلى جودة المخرجات التعلیمیة .

3- الارتقاء بأداء الأستاذ الجامعی بصفته باحثاً علمیاً:

تزاید الاهتمام بالبحث العلمی لتحقیق طموح المجتمعات فی النمو والتقدم، فبدأت المجتمعات بالبحث عن الأسالیب العلمیة لإیجاد الحلول المناسِبة لمشکلاتها، و تزاید الاهتمام أیضاً بالمؤسسات العلمیة والتربویة فی الجامعات لإجراء الأبحاث العلمیة لمواکبة التطور الحاصل فی مختلف میادین الحیاة و نشاطات المجتمع .

إن البحث العلمی یمثل ثروة وطنیة فی أی دولة تؤمِن به وتشجعه و تدعمه بکافة الطرق و مختلف الوسائل، فهو یجمع بین العلم والخبرة و الفن و الإبداع و أنه أفضل السبل لتطور المجتمعات وتقدمها .

 إن حاجتنا إلى البحوث العلمیة تزداد یوماً بعد یوم فالعالم فی سباق لا مثیل له للحصول على أکبر قدر من المعارف العلمیة التی تکفل تطور الإنسان والمجتمع و تضمن للإنسان التفوق من أجل توفیر الظروف و الفرص المناسِبة لبقاء الإنسان ینعم بالرفاهیة و الأمن و الأمان وللمجتمع بالتطور و التقدم ، و لا بد للأستاذ الجامعی أن یتصف بالسمات الآتیة للارتقاء بأداء أبحاثه العلمیة لأنها تمثل جزءاً مهماً من مهنته التعلیمیة :                ) الثبیتی 2004)

 

  1. توافر الرغبة و الحافز الذاتی و القدرة على التحمل .
  2. المیل للقراءة و الإطلاع على ما کُتِب فی مجال اختصاصه العلمی .
  3. التحلی بالأمانة العلمیة .
  4. القدرة على التفکیر المنظم على وفق منهجیة علمیة .
  5. الدقة والقدرة على التجدید والإبداع .
  6. المهارة فی التعبیر و إجادة قواعد اللغة .

4- السبل الکفیلة للارتقاء بالأداء التدریسی لعضو هیئة التدریس الجامعی :

یتضمن هذا المحور تساؤلین اثنین على درجة کبیرة من الأهمیة وهما :                

السؤال الأول : هل لا یزال عضو هیئة التدریس الجامعی تقلیدیاً ؟

من المؤسف القول بأن العدید من أعضاء هیئة التدریس لا زال یعتمد على أسالیب و منهجیات تقلیدیة فی التدریس لأنه لا یمتلک الحافز الذاتی و لیس لدیه الاستعداد النفسی للتجدید و غیر متمکن من تدریس المادة العلمیة المختص بها بطریقة معاصرة و غالباً ما یأتی إلى قاعة الدرس یلقی محاضرته وفق الأنماط و الأسالیب التقلیدیة و الروتینیة المعتاد علیها والتی تعتمد على التلقین وحشو أذهان المتعلمین بکم کبیر من المعارف و المعلومات بحیث لا یستطیع المتلقی (الطالب) استیعابها و فهمها فضلاً عن عدم فسح المجال له للمناقشة زیادة على افتقاره للتعامل الإنسانی مع طلابه و غالباً ما یتعالى على طلابه و یستخدم القسوة و هذه لا تلیق بثقافة الأستاذ الجامعی کل ذلک و غیره یجعل منه أستاذاً تقلیدیاً لا یتناسب مع اتجاهات إدارة الجودة الشاملة فی التعلیم الجامعی .

السؤال الثانی : هل یمکن أن یکون عضو هیئة التدریس الجامعی مبدعاً ؟

        ابتداء لا بد من ألإشارة لمعنى الإبداع هو تبنی أو تولید أفکار جدیدة ومفیدة متصلة بتطویر العمل ، تعمل المنظومات المعاصرة بما فیها منظومة التعلیم الجامعی فی ظل ظروف متغیرة ومعقدة تفرض علیها تحدیات کبیرة ومتنامیة منها ظاهرة العولمة والمتغیرات التقنیة المتسارعة و ثورة الاتصالات و المعلومات مما دعی هذه المنظمات إلى مواجهة مثل هذه التحدیات بکفاءة عالیة الأمر الذی یتطلب قدرات إبداعیة فی مهنة التعلیم بحیث تتمکن هذه المنظمات من التطور و النمو باستمرار لتواکب متطلبات الحیاة المعاصرة  ، إن الإبداع لیس قدرة فطریة موروثة یولد الإنسان مزوداً بها وإنما فی الحقیقة مجموعة متفاعلة من السمات و الدوافع و المواهب المکتسبة  و إن أبرز هذه السمات : -                  (العلی، 1996)

  1. الانفتاح والمرونة الفکریة.
  2. الحرص والجدیة فی العمل.
  3. الرغبة فی التجدید والتطویر .
  4. الأمانة والصدق فی أداء المهنة.
  5. الدافعیة والحماس .
  6. التفاؤل بالحیاة .

أما التدریس فإنه جزء من التعلیم ولم یعد مهنة روتینیة یتخذها البعض لسد حاجاته المادیة بل أصبح علماً وفناً فی آن واحد و خاصةً عندما حصل تطور نوعی فی میدان العلوم التربویة والنفسیة عموماً والتدریس خصوصاً ولا بد من الإشارة إلى أن هناک فرقاً بین طریقة التدریس وأسلوب التدریس فإن الطریقة هی الإجراءات التی یتبعها عضو هیئة التدریس لتوضیح المادة العلمیة أثناء قیامه بعملیة التدریس و تمثل حلقة الوصل بین المتعلم و المنهج الدراسی مثلاً :

  1. الطریقة الإلقائیة (المحاضرة) لا زالت تقلیدیة فی التدریس
  2. طریقة العصف الذهنی .
  3. طریقة حل المشکلات .
  4. طریقة المناقشة والحوار .

أما أسلوب التدریس فیقصد به الأسلوب الذی یتبعه عضو هیئة التدریس فی توظیف طریقة التدریس بفعالیة ویرتبط هذا الأسلوب بالسمات الشخصیة لعضو هیئة التدریس و من هذه الأسالیب مثلاً :

  1. أسلوب التدریس القائم على المدح والثناء.
  2. أسلوب التدریس القائم على تنوع الأسئلة وتکرارها.
  3. أسلوب التدریس القائم على تسلسل عرض المادة ووضوحها.
  4. أسلوب التدریس الحماسی لعضو هیئة التدریس.

أما الإجابة المباشرة للتساؤل الثانی فیمکن القول نعم یستطیع أن یکون الأستاذ الجامعی مبدعاً عندما یمتلک عدداً من المهارات المهمة فی أثناء التدریس التی یمکن اکتسابها من خلال التدریب والتعلیم والخبرة، و من أبرز مهارات التدریس المعاصرة              ما یأتی :

  1. المهارة العلمیة
  2. المهارة الإنسانیة
  3. مهارة الإدارة الصفیة
  4. مهارة استخدام تکنولوجیا أو تقنیات التعلیم
  5. مهارة استخدام طرائق وأسالیب التدریس المعاصرة
  6. المهارة اللغویة

مما تقدم یمکن القول بأن الارتقاء بأداء عضو هیئة التدریس لیصبح مبدعاً یتم من خلال امتلاکه لمهارات التدریس المعاصرة المذکورة أعلاه، و من خلال النقاط التالیة :

  1. توافر الثقة بالنفس والقدرة على الثبات الانفعالی .
  2. التواصل مع أحدث القضایا المعاصرة فی کل ما یتعلق باختصاصه العلمی و ذلک لتطویر قدراته الذاتیة والعلمیة .
  3. تهیئة مناخ نفسی للطلاب یبعث فیهم الأمان والاستقرار و الارتیاح النفسی .
  4. استخدام المناقشة و الحوار العلمی بدلاً من المحاضرة التقلیدیة النمطیة.
  5. توظیف التقنیات العلمیة المعاصرة فی التدریس .
  6. اختیار الطرائق و الأسالیب التدریسیة المناسبة .
  7. مراعاة الاختلاف والتنوع بین الطلاب.
  8. احترام الوقت العلمی للمحاضرة و الالتزام به .
  9. إجادة صیاغة الأسئلة بحیث تتناسب مع الوقت المحدد للامتحان التحریری أو الاختبار الشفهی .
  10. إجادة تفسیر نتائج الاختبارات .

الاستنتاجات

بناءً على ما سبق  من حدیث عن سبل الارتقاء بأداء الأستاذ الجامعی فی ضوء معاییر الجودة الشاملة یمکن أن نخلص إلى الاستنتاجات التالیة:

1-      تقدم المجتمعات ونهضتها تعتمد بالدرجة الأولى على جودة المخرج التعلیمی الذی یلعب الأستاذ الجامعی دورا کبیرا فیه .

2-     الأستاذ الجامعی هو أساس المجتمع فی التقدم والازدهار  وذلک لعظم دوره فی               إعداد الأفراد .

3-     تقع على مؤسسات التعلیم العالی مسؤولیة الحفاظ على الهویة الثقافیة والقومیة وذلک من خلال فاعلیة الأستاذ الجامعی وجودة عطائه الأکادیمی .

4-     جودة الأستاذ الجامعی یعنی أن یکون جیدا فی سماته الشخصیة وکفایاته  المهنیة والتربویة والعلمیة والاتصالیة بالإضافة إلى رغبته فی التعلم  وإسهاماته فی خدمة المجتمع الذی من حوله .

5-     تأکید ضمان جودة الأستاذ الجامعی یستلزم بالضرورة الاطمئنان على صحة شروط قبوله أستاذا جامعیا بالإضافة إلى تقییم أدائه ومدى قدرته أثناء العمل على  تطویر الخطط الدراسیة ومحتویات المقررات والطرق التدریسیة ومواکبة التطورات العلمیة والتکنولوجیة .

6-     التأهیل العلمی للأستاذ الجامعی یعنی ، إحاطته بالمادة العلمیة  وحرصه على معرفة ما استجد فیها  بالإضافة إلى مشارکاته فی الندوات العلمیة والمحاضرات العامة وکتابة الأبحاث ,

7-     إتقان المهارات التدریسیة للأستاذ الجامعی یعنى قدرته على تنمیة روح الابتکار والإبداع لدى الطلاب، إضافة إلى حماسه فی تدریس المقرر  وتفوقه فی فن التدریس ومهاراته فی التفاعل مع الطلاب بحیادیة وعدالة .

8-     إحدى سبل الارتقاء بأداء الأستاذ الجامعی ، قدرته على خلق بیئة تعلیمیة تسهم فی تواصل العلاقات الاجتماعیة وتطویر معارف الطلاب من خلال قیامه بدور المرشد والموجه التربوی وإیجاد صیغ جدیدة لتنمیة مهارات التفاعل بینهم .

9-     إحدى سبل الارتقاء بأداء الأستاذ الجامعی قدرته فی أن یصبح قائدا تربویا فی محیط عمله ، وهذا یستلزم بالضرورة الإلمام بطبیعة القیادة وأنواعها وسماتها الشخصیة .

10- إحدى سبل الارتقاء بأداء الأستاذ الجامعی، قدرته فی أن یصبح باحثا علمیا تتوافر فیه الرغبة والحافز للتعاطی إیجابا مع أدبیات البحث العلمی وانجازه .

11- تستکمل حیثیات جودة الأستاذ الجامعی من خلال  معرفته العمیقة بالعلوم التربویة والنفسیة کشرط أساس لکل من یعمل بالتدریس الجامعی.

12- إحدى حیثیات جودة الأستاذ الجامعی توظیفه واستخدامه للتقنیات التعلیمیة وکافة المستحدثات التکنولوجیة فی الموقف التعلیمی  مع التحاقه بالدورات التدریبیة لتطویر مستواه المهنی . .

13- الرقی بأداء الأستاذ الجامعی یستلزم بالضرورة إیجاد حوافز مادیة ومعنویة له .

التوصیات:

1- توجیه أعضاء هیئة التدریس إلى ضرورة الحرص على تطویر الأداء بصورة مستمرة وفق مخطط کامل لجوانب النقص فی الصفات الشخصیة ، التأهیل العلمی و المهارات التدریسیة. 

2- توفیر الوسائل التعلیمیة والأجهزة التی تعین عضو هیئة التدریس على الأداء التدریسی الفعال.

3- ضرورة عمل دورات تدریبیة لأعضاء هیئة التدریس ویقوم على أساس الاحتیاج التدریبی لتطویر الأداء فی ضوء معاییر الجودة الشاملة.

4- البحث عن صیغ جدیدة لتنمیة مهارات التفاعل بین الطلاب وأعضاء هیئة التدریس فی ظل الأعداد الکبیرة التی تشهدها الجامعة الآن.

5- الاستفادة من خبرات الأساتذة المتخصصین والمهتمین بقضایا التدریس الجامعی فی زیادة معارف ومهارات أعضاء هیئة التدریس، حول جوانب الأداء التدریسی فی ضوء معاییر الجودة الشاملة.

6- ضرورة مکافأة أساتذة الجامعة المتمیزین فی أدائهم التدریسی وإبراز أهمیة هذا الأداء المتمیز.

7- ضرورة تملیک أعضاء هیئة التدریس بالجامعة معارف ومحتویات العلوم التربویة المختلفة من مناهج طرائق تدرس وفلسفة تربیه ، علم نفس تربوی ، قیاس وتقویم وغیرها .

 

 

 

 

 

المراجع :

1- القرآن الکریم.

2- الفتلاوی ، سهیلة محسن کاظم (2008) ،الجودة فی التعلیم ، المفاهیم _ المعاییر _ المواصفات_ المسئولیات ، ط1 ، دار الشروق للنشر و التوزیع ، عمان.

3- الطائی ، رعد و قدادة ، عیسى، (2003)، إدارة الجودة الشاملة : مفهوم و اطار للتطبیق فی الجامعات و کلیات العلوم الإداریة لتطویر و تحسین مستویات الأداء ، بحوث جامعة الزرقاء الأهلیة ، الأردن .

4- إبراهیم ، محمد (2003)، منظومة تکوین المعلم فی ضؤ معاییر الجودة الشاملة ، دار الفکر العربی للطباعة و النشر ، عمان.

5- الشیخ ، محمود بدوی (2000) ، الجودة الشاملة فی العمل الإسلامی ، دار الفکر العربی للطباعة و النشر ، ط1 ، عمان.

6- السایح ، مصطفى محمد (2010) الجودة - جودة التعلیم – إدارة الجودة الشاملة ، رؤیة حول المفهوم و الأهمیة ، مجلة عالم الجودة ، العدد الأول ، السنة الأولى.

7- المؤتمر العربی الدولی الأول لضمان جودة التعلیم الجامعی (2011) " الجودة فی التعلیم الجامعی مفهومها و أهمیتها و أسالیب تقویمها و معاییرها" یاسر میمون عباس ، جامعة الزرقاء . الاردن .

8- الترتوری، محمد عوض (2006)، إدارة الجودة الشاملة فی مؤسسات التعلیم العالی والمکتبات ومراکز المعلومات، دار المسیرة للنشر والتوزیع، عمان.

9- جرار، صلاح (2005)، سبل تحسین جودة الأداء لعضو هیئة التدریس فی کلیات الاداب، المجلة الثقافیة، الجامعة الأردنیة، ع(64)، عمان

10-                                            الثبیتی، جویبر وهاشم بکر حریری (2004)، إعادة الهندسة الکلیة الشاملة لعمل الجامعة، مرکز البحوث التربویة والنفسیة، جامعة أم القرى.

11- العلی، عبد الستار محمد (1996)، تطویر التعلیم الجامعی باستخدام إدارة الجودة الشاملة، وثقة عمل مقدمة إلى المؤتمر الأول للتعلیم الجامعی الإداری والتجاری فی العالم العربی، جامعة الأمارات العربیة المتحدة، العین، الإمارات العربیة المتحدة، 12-14 مارس.

 

 

                         

 

 

 

 

 

 

- القرآن الکریم.
2- الفتلاوی ، سهیلة محسن کاظم (2008) ،الجودة فی التعلیم ، المفاهیم _ المعاییر _ المواصفات_ المسئولیات ، ط1 ، دار الشروق للنشر و التوزیع ، عمان.
3- الطائی ، رعد و قدادة ، عیسى، (2003)، إدارة الجودة الشاملة : مفهوم و اطار للتطبیق فی الجامعات و کلیات العلوم الإداریة لتطویر و تحسین مستویات الأداء ، بحوث جامعة الزرقاء الأهلیة ، الأردن .
4- إبراهیم ، محمد (2003)، منظومة تکوین المعلم فی ضؤ معاییر الجودة الشاملة ، دار الفکر العربی للطباعة و النشر ، عمان.
5- الشیخ ، محمود بدوی (2000) ، الجودة الشاملة فی العمل الإسلامی ، دار الفکر العربی للطباعة و النشر ، ط1 ، عمان.
6- السایح ، مصطفى محمد (2010) الجودة - جودة التعلیم – إدارة الجودة الشاملة ، رؤیة حول المفهوم و الأهمیة ، مجلة عالم الجودة ، العدد الأول ، السنة الأولى.
7- المؤتمر العربی الدولی الأول لضمان جودة التعلیم الجامعی (2011) " الجودة فی التعلیم الجامعی مفهومها و أهمیتها و أسالیب تقویمها و معاییرها" یاسر میمون عباس ، جامعة الزرقاء . الاردن .
8- الترتوری، محمد عوض (2006)، إدارة الجودة الشاملة فی مؤسسات التعلیم العالی والمکتبات ومراکز المعلومات، دار المسیرة للنشر والتوزیع، عمان.
9- جرار، صلاح (2005)، سبل تحسین جودة الأداء لعضو هیئة التدریس فی کلیات الاداب، المجلة الثقافیة، الجامعة الأردنیة، ع(64)، عمان
1-                                                الثبیتی، جویبر وهاشم بکر حریری (2004)، إعادة الهندسة الکلیة الشاملة لعمل الجامعة، مرکز البحوث التربویة والنفسیة، جامعة أم القرى.
11- العلی، عبد الستار محمد (1996)، تطویر التعلیم الجامعی باستخدام إدارة الجودة الشاملة، وثقة عمل مقدمة إلى المؤتمر الأول للتعلیم الجامعی الإداری والتجاری فی العالم العربی، جامعة الأمارات العربیة المتحدة، العین، الإمارات العربیة المتحدة، 12-14 مارس.