العدوان الاستباقى وعدوان رد الفعل وعلاقتهما بالتعاطف الوجداني والمعرفي لدى المعاقين سمعياً

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 مدرس الصحة النفسية کلية التربية – جامعة أسيوط

2 أستاذ الصحة النفسية کلية التربية – جامعة أسيوط

المستخلص

هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على العلاقة بين العدوان                           (الاستباقي، رد الفعل) والتعاطف (الوجداني والمعرفي) لدى المعاقين سمعياً، وکذلک معرفة أنواع العدوان التى يتسم به المعاقين سمعياً، وأيضاً التعرف على الفروق فى بعدى العدوان والتعاطف لدى المعاقين سمعياً في ضوء متغير الجنس. وقد شملت عينة الدراسة (132) من المعاقين سمعياً (83) من الذکور، و(49) من الإناث ,  ولتحقيق أهداف البحث تم تطبيق مقياس العدوان: إعداد (Dodge & Coie, 1987)، ومقياس التعاطف من  إعداد  (Jolliffe & Farrington, 2006) ، وقد قاما الباحثان بترجمة وتعريب المقياسين وتقنينهما علي البيئة السعودية.
وقد أشارت نتائج الدراسة إلى:

وجود علاقة ارتباطيه سالبة دالة إحصائياً بين العدوان (الاستباقي، ورد الفعل) وبين التعاطف (الوجداني والمعرفي) لدى المعاقين سمعيا.
وجود فروق دالة إحصائية بين درجات الطلاب المعاقين سمعياً على مقياس العدوان في بعدى (العدوان الاستباقي – عدوان رد الفعل) لصالح بعد عدوان رد الفعل.
وجود فروق دالة إحصائية بين متوسط درجات الذکور ومتوسط درجات الإناث من المعاقين سمعيا على مقياس العدوان (الاستباقي – رد الفعل) لصالح الذکور.
 وجود فروق دالة إحصائية بين متوسط درجات الذکور ومتوسط درجات الاناث من المعاقين سمعيا على مقياس التعاطف (الوجداني – المعرفي) لصالح الإناث.

 
 
 
 
 
 

الموضوعات الرئيسية


 

              کلیة التربیة

کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

العدوان الاستباقى وعدوان رد الفعل وعلاقتهما بالتعاطف الوجدانی والمعرفی لدى المعاقین سمعیاً

 

إعــــداد

  د / هدى شعبان محمد                أ. د / حمدی شاکر محمود

    مدرس الصحة النفسیة                            أستاذ الصحة النفسیة

کلیة التربیة – جامعة أسیوط                    کلیة التربیة – جامعة أسیوط

 

 

 

}       المجلد الحادی والثلاثین– العدد الثالث  –  جزء ثانی– أبریل2015م  {

 http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

 

ملخص:

هدفت الدراسة الحالیة إلى التعرف على العلاقة بین العدوان                           (الاستباقی، رد الفعل) والتعاطف (الوجدانی والمعرفی) لدى المعاقین سمعیاً، وکذلک معرفة أنواع العدوان التى یتسم به المعاقین سمعیاً، وأیضاً التعرف على الفروق فى بعدى العدوان والتعاطف لدى المعاقین سمعیاً فی ضوء متغیر الجنس. وقد شملت عینة الدراسة (132) من المعاقین سمعیاً (83) من الذکور، و(49) من الإناث ,  ولتحقیق أهداف البحث تم تطبیق مقیاس العدوان: إعداد (Dodge & Coie, 1987)، ومقیاس التعاطف من  إعداد  (Jolliffe & Farrington, 2006) ، وقد قاما الباحثان بترجمة وتعریب المقیاسین وتقنینهما علی البیئة السعودیة.

وقد أشارت نتائج الدراسة إلى:

  1. وجود علاقة ارتباطیه سالبة دالة إحصائیاً بین العدوان (الاستباقی، ورد الفعل) وبین التعاطف (الوجدانی والمعرفی) لدى المعاقین سمعیا.
  2. وجود فروق دالة إحصائیة بین درجات الطلاب المعاقین سمعیاً على مقیاس العدوان فی بعدى (العدوان الاستباقی – عدوان رد الفعل) لصالح بعد عدوان رد الفعل.
  3. وجود فروق دالة إحصائیة بین متوسط درجات الذکور ومتوسط درجات الإناث من المعاقین سمعیا على مقیاس العدوان (الاستباقی – رد الفعل) لصالح الذکور.
  4.  وجود فروق دالة إحصائیة بین متوسط درجات الذکور ومتوسط درجات الاناث من المعاقین سمعیا على مقیاس التعاطف (الوجدانی – المعرفی) لصالح الإناث.

 

 

 

 

 

 

مقدمة:

للسمع أهمیة کبیرة فی تنظیم سلوک الفرد وتکیفه مع الحیاة وافتقاد الانسان لهذه الحاسة یترتب علیه فقدان المعلومات التى تأتیه من خلالها مما یضیق من عالم خبراته التی یمر بها ویؤدى إلى فقر مهاراته اللغویة والتى تمنعه من التواصل مع الآخرین بفاعلیة ولذا یعانى المعاقون سمعیا العدید من المشکلات السلوکیة والاجتماعیة والانفعالیة والتى  تتمثل فی الاعتمادیة, التهور, فقد التعاطف, الوحدة النفسیة, العدوان.

          ویتأخر النمو اللغوی للأطفال المعاقین سمعیاً مقارنة بأقرانهم العادیین، والذی قد ینتج عنه معاناة أکثرهم للمشکلات السلوکیة کالعدوان مقارنة بأقرانهم العادیین وذلک بسبب ضعف مهارات التواصل لدیهم،  وتذکر بعض الدراسات أن حوإلى 29% من المعاقین سمعیاً یظهرون ارتفاع فی معدل شیوع المشکلات السلوکیة ومن أهمها العدوان مقارنة بأقرانهم العادیین (Sunal & Cam, 2005). کما أشارت العدید من الدراسات إلى            ارتفاع معدل السلوک العدوانی المرتبط بضعف مهارات التواصل لدى المعاقین سمعیاً (Howley & Howe, 2004).

کما أشار حنفى (2002) أن نسبة انتشار المشکلات السلوکیة والانفعالیة لدى المعاقین سمعیا تزید بمعدل خمسة اضعاف نسبة انتشارها لدى الأطفال العادیین وأن أکثر تلک المشکلات شیوعاً کان الانسحاب الاجتماعی وعدم النضج، لذلک یشعر کثیر من المعاقین سمعیا بأنهم سجناء فی عالم العادیین الأمر الذى یدفعهم إلى التصرف بعدوانیة.

ویعد العدوان من المشکلات النفسیة الاجتماعیة المنتشرة بصورة کبیرة بین أوساط الطلبة، وهذا ما أشارت إلیه وأکدت علیه العدید من الدراسات إذ جاءت نسبته الأعلى بین مجموع المشکلات السلوکیة (بدر، 2004). ویوصف العدوان کنوع من السلوکیات والإجراءات التی یتم اتخاذها مع نیة القائم بالعدوان فی إحداث ضرر بالآخرین، کما یوصف بأنه القیام بعمل مباشر لإیذاء الآخرین أو محاولة فرض بعض الآراء والمعتقدات على الآخرین بالقوة حتى لو اختلف الآخرون فی هذه الآراء والمعتقدات.

 

وینظر إلى العدوان عموماً بأنه عبارة عن السلوکیات التی تهدف إلى إیذاء الآخرین (Berkowitz, 1993). وقد أوضحت العدید من الدراسات أن هناک أنواع السلوک العدوانی یقوم بها الأطفال والمراهقون، ومن أهم هذه الأنواع العدوان الاستباقی 9999"                   " proactive aggression، وعدوان رد الفعل " Reactive aggression"         (Dodge & Coie 1987 ). فالعدوان الاستباقی یمثل هدف موجه للحصول على شئ ما مثل (طفل یلکم طفل آخر من أجل الحصول على شیء ما) ویتفق العدوان الاستباقى مع نظریة التعلم الاجتماعی والتی تفترض أن العدوان سوف یجعله یستقبل أو یتوقع أشکالا عدیدة من الإثابة للقیام بهذا السلوک (Bandura, 1973). أما عدوان رد الفعل فهو سلوک عدوانی یأتى نتیجة استجابة لتهدید أو سلوک عدوانی من قبل الآخرین مثل (طفل یدفع زمیله بعد قیام زمیله بدفعه من أجل إثارته) وبذلک یمکن القول بان عدوان رد الفعل یأتی استجابة دفاعیة نتیجة لاستفزازات الآخرین ویمکن کذلک تمثیل عدوان الاستباقی (بقیام شخص ما بالقتل مع سبق الإصرار) وعدوان رد الفعل (بالقتل غیر المتعمد) الذی یحدث نتیجة للحمیة  او الانفعالات الشدیدة أو المواقف المفاجئة ( .(Dodge et al., 2003

ویعتبر التعاطف سمة هامة من سمات السلوک الانسانی والتی تهدف إلى إدراک وفهم العواطف والمشاعر بدقة لدى الأشخاص الآخرین والاستجابة بشکل فعال ومناسب لها (Rieffe, Ketelaar & Wiefferink, 2010).

کما ینظر إلى التعاطف علی أنه سلوک بینشخصى له جوانب معرفیه و وجدانیه, فالتعاطف بناءً معقد یتکون من بعدین أساسیین هما التعاطف الوجدانی وهو أدنی عملیات التعاطف ویقصد به مشارکة الآخرین فی مشاعرهم، والتعاطف المعرفی وهو أعلى العملیات ترتیباً، حیث یرکز التعاطف المعرفی على أخذ منظور الآخر أو فهم المشاعر والانفعالات ومن المفترض أن التعاطف یؤدى إلى السلوکیات الاجتماعیة الایجابیة مثل المساعدة والمشارکة وتخفیف مشاعر الحزن والآسی لدى الآخرین، وعدم وجود هذه السلوکیات الایجابیة ینجم عن ضعف التعاطف المعرفی ((Smith, 2006.

 

 

وبالتالی فإن فهم العواطف والتعبیر عن المشاعر بصورة صحیحة، وفهم الحالات الانفعالیة للآخرین تعتبر من العوامل الأساسیة فی تکوین علاقات اجتماعیة ناجحة، وقدرة الأطفال المعاقین سمعیاً على فهم مشاعر أقرانهم أثناء التفاعل معهم یحدد الکیفیة التی ستکون علاقتهم المستقبلیة , فالأطفال العدوانیین غالباً ما یتجاهلون الإشارات الاجتماعیة والانفعالیة التی یتلقوها من أقرانهم والتی قد تساعدهم على الفهم بصورة جیدةوبالتالی فغیاب التعاطف فی العلاقة مع الآخرین یؤدى إلى ظهور الاضطرابات السیکوباتیة الإجرامیة، وحوادث الاغتصاب، والسلوک العدوانی (جولمان، 2000).

وهذا ما أشارت الیه العدید من الدراسات والتى ترى أن الاطفال الاکثر تعاطفاً هم الاقل استخداماً للعداون، کما توجد علاقة سلبیة بین التعاطف والعداون بشقیه (العداون الاستباقی وعدوان رد الفعل) (Lovett, & Sheffield, 2007). ،

   مما سبق یتضح کیف ربط الباحثون بین العداون والتعاطف ونظرا لندرة الدراسات السابقة وخاصة العربیة والتی تبحث العلاقة بین العدوان (الاستباقی – رد الفعل) والتعاطف ببعدیه (الوجدانی - المعرفی) لذا فما زالت هناک حاجة ماسة لإجراء مزید من البحوث  التی تتناول موضوع العداون والتعاطف لدى المعاقین سمعیاً.

مشکلة الدراسة:

یلعب السمع دورا کبیرا فی تنظیم سلوک الفرد وتکیفه مع الحیاة ولذا یعانى المعاقون سمعیا الکثیر من المشکلات السلوکیة والاجتماعیة والانفعالیة کالعدوانیة وفقد التعاطف ولذلک کان من الأهمیة بمکان دراسة هذه المشکلات التی قد یترتب علیها سوء التوافق الشخصی والاجتماعی لهذه الفئة.

کما اختلف الباحثون فی دراستهم للعلاقة بین التعاطف والسلوک العدوانی فقد تناولت دراسات التعاطف من جانب واحد إما من المنظور المعرفی أو من المنظور الانفعالی وعدد قلیل من الدراسات تناولت التعاطف بمفهومه الشامل علی الرغم من أهمیة هذه المکونات المعرفیة والانفعالیة فی دراسة العدوانیة وکان ذلک علی عینات من غیر المعاقین سمعیا, وقد أشارت العدید من البحوث إلى أهمیة التعاطف المعرفی والانفعالی فى التنبؤ بالعدوان ببعدیه الاستباقی ورد الفعل (Pursoo, 2013). کما لوحظ من الدراسات التی تناولت العلاقة بین التعاطف والعدوانیة أنه لم توجد دراسة عربیة واحدة -علی حد علم الباحثین- تناولت العدوان بنوعیه الاستباقى ورد الفعل ولذا اتجه الباحثان إلى دراسة هذین النوعین من العدوان ومعرفة العلاقة التی تربطه بالتعاطف لدى المعاقین سمعیاً.

کما أشارت العدید من الدراسات إلى أن الأطفال المعاقین سمعیاً یتسمون بالعدوانیة نتیجة وجود نقص فی العدید من المهارات الاجتماعیة وضعف فی التفاعل الاجتماعی, وما قد یتضمنه ذلک من نقص فی التعاطف مع الآخرین، ولکن السؤال هنا أی نوع من العدوان یتسم به المعاقون سمعیا فقد یکون العدوان الذی یقومون به نتیجة لعدوان الآخرین علیهم سواء کان عدوان جسدی أو لفظی کالسخریة منهم مثلاً وقد یکون هذا العدوان الاستباقی الذی یقوم به الآخرین تجاه المعاقین سمعیاً ینتج عنه عدوان رد الفعل , ومن هنا فقد جاءت هذه الدراسة بمثابة محاولة علمیة للکشف عن نوع العدوانیة لدى المعاقین سمعیا ومدى علاقتها بالتعاطف کما جاءت هذه الدراسة للإجابة على عدة                   تساؤلات هی:

1-    هل هناک علاقة تربط بین العدوان (الاستباقی - رد الفعل) وبین التعاطف (الانفعالی- المعرفی ) لدى المعاقین سمعیاً؟

2-    ما نوع العدوان (عدوان رد الفعل- العدوان الاستباقی) الذی یتسم به  المعاقین سمعیاً؟

3-    هل توجد فروق دالة إحصائیة لدى المعاقین سمعیاً على مقیاس العدوان فی ضوء متغیر الجنس؟

4-    هل توجد فروق دالة إحصائیة  لدى المعاقین سمعیاً على مقیاس التعاطف فی ضوء متغیر الجنس؟

أهمیة الدراسة:

تنبع الأهمیة النظریة والتطبیقیة لهذا البحث من خلال ما یلی:

  1. تتناول الدراسة موضوع من الموضوعات الهامة لدى المعاقین سمعیاً حیث یعتبر من أهم المشکلات السلوکیة لدیهم ولکن یتم تناول هذه الموضوع من وجهة نظر جدیدة وهی العدوان بنوعیة الاستباقى ورد الفعل.
  2. أهمیة الشریحة العمریة التی یتناولها هذا البحث، وهی مرحلة الطفولة المتأخرة والتى تعد من المراحل الهامة فی نمو وتطور الشخصیة .

 

 

  1. ندرة الدراسات العربیة –على حد علم الباحثین- التی تناولت ظاهرة العدوان من منظور جدید وهو تقسیمه الى (العدوان الاستباقی، وعدوان رد الفعل)، فمعظم الدراسات التی تناولت العدوان تناولته بشکل عام ولم تتطرق إلى تقسیمه إلى هذین النوعین (العدوان الاستباقی، وعدوان رد الفعل) وبالتالی فمن المتوقع ان تلفت هذه الدراسة انتباه الباحثین لدراسة العدوان لدى المعاقین من منظور جدید.
  2. أهمیة دراسة العدوان ومعرفة وعلاقته بالتعاطف حتى یتم تقدیم الخدمات النفسیة والاجتماعیة للمعاقین سمعیاً لتحسین مستوى التعاطف لدیهم مما قد یؤدی إلى خفض عدوانیتهم.
  3. تحدید نوع العدوان الذی یتسم به المعاقین سمعیاً مما یحدد للباحثین فى المستقبل نوعیة البرامج وفنیاتها التی تتناسب مع نوعیة العدوان ,الأمر الذی یساعد فی خفض مستوى العدوان لدى المعاقین سمعیاً.

أهداف الدراسة:  تهدف الدراسة الحالیة إلى:

  1. التعرف على العلاقة بین العدوان (الاستباقی، رد الفعل) والتعاطف                      (الوجدانی والمعرفی) لدى المعاقین سمعیاً.
  2. التعرف على نوعیة العدوان (العدوان الاستباقی - رد الفعل) الذی یتسم به                المعاقین سمعیاً.
  3. التعرف على الفروق فى العدوان لدى المعاقین سمعیاً فی ضوء متغیر الجنس.
  4. التعرف على الفروق فى التعاطف لدى المعاقین سمعیاً فی ضوء متغیر الجنس

مصطلحات الدراسة:

العدوان الاستباقی: ویعرف بالأفعال الموجه والمتعمدة التی یقوم به الشخص من أجل تحقیق هدف ما (Miller & Lynam, 2006, 1470) , ویعرف اجرائیاً بالدرجة التی یحصل علیه الطالب على بعد العدوان الاستباقى فی المقیاس المستخدم فی الدراسة.

عدوان رد الفعل : ویعرف بالأفعال أو السلوکیات السلبیة التی یقوم بها الشخص کرد فعل للعدوان الاستباقی مثل الغضب، والإحباط، والسلوکیات الاستفزازیة ( (Miller & Lynam, 2006, 1470. ویعرف اجرائیاً بالدرجة التی یحصل علیه الطالب على بعد عدوان رد الفعل فی المقیاس المستخدم فی الدراسة.

التعاطف المعرفی : یعرف التعاطف المعرفی بأنه القدرة على فهم خبرات الآخرین الانفعالیة  (Eslinger, 1998, 194). ویعرف اجرائیاً بالدرجة التی یحصل علیه الطالب على مقیاس التعاطف المستخدم فی الدراسة.

التعاطف الوجدانی: یعرف التعاطف الوجدانى بأنه القدرة على مشارکة الآخرین فی مواقفهم الانفعالیة المتعددة ( (Eslinger, 1998, p. 194. ویعرف اجرائیاً بالدرجة التی یحصل علیه الطالب على مقیاس التعاطف المستخدم فی الدراسة. 

المعاقین سمعیاً : ویعرف المعاقین سمعیاً بأنهم الأطفال الذین لدیهم قصور سمعی یتراوح مداه ما بین ضعف السمع إلى الصمم مما یعوق عملیة تعلم الکلام أو اللغة بطریقة طبیعیة (حماد، عوض، 2013). وکانت عینة الدراسة الحالیة من الأطفال الصم الذین یتراوح مستوى السمع لدیهم (90 دیسیبل فأکثر) وترواحت اعمارهم ما بین                           (9-12) عام.

الإطار النظری والدراسات السابقة:

العدوان:

         یعد العدوان من المشکلات النفسیة والاجتماعیة المنتشرة خاصة لدى الأطفال والمراهقین، وقد أشار(Dodge et al (1997 الی انه یقصد بالعدوان السلوکیات التی تهدف عمداً الاضرار بأشخاص آخرین. کما یعد العدوان مظهراً من مظاهر السلوک                   المرفوض اجتماعیاً.

           وقد قسم Polman (2009) العدوان الى نوعین أولاً من ناحیة " الشکل" إلی عدوان مباشر(لفظی، وجسدی) وعدوان غیر مباشر (العلاقات الاجتماعیة)، والنوع الثانی من ناحیة "أسباب العدوان" ( العدوان الاستباقی، وعدوان رد الفعل).   

 

 

 

وقد حاول (Berkowitz (1993 توضیح الفرق بین العدوان الاستباقی وعدوان رد الفعل فأشار إلی أن عدوان رد الفعل یقصد به العدوان الذی یحدث کرد فعل غاضب على استفزاز أو تهدید من قبل الآخرین. بینما النوع الاستباقی یحدث العدوان فیه بدون تبریر ویستخدم لتحقیق مکاسب جوهریة أو الرغبة فی السیطرة على الآخرین (Dodge & Coie, 1987 ). ویتم التعرف على هذا التمییز بین هذین النوعین من العدوان من خلال تقییمات المعلمین والأقران أو الآباء (Poulin & Boivin 2000). وقد أشارت بعض الدراسات إلى ترابط هذین النوعین من العدوان مما یدلل علی  أن بعض الأطفال قد          یکون عرضة لکلا النوعین معاً الأمر الذى جعل البعض یشک فی فائدة هذا التمییز(Walters, 2005).

ویمکن وصف العدوان بأنه إما أنه عدوان استباقی أو عدوان رد الفعل، وذلک استناداً إلى الدوافع وراء السلوک العدوانی، فعدوان رد الفعل یستخدم رداً على الاستفزاز المتصور من قبل الآخرین، أما العدوان الاستباقی فیسعى لتحقیق هدف مرغوب لیس له حق فیه (Vitaro et al, 2006).

  أما إذا أردنا تعریف هذین النوعین من الأطر النظریة فیمکن القول بأن العدوان الاستباقی هو حافز داخلی لدى الفرد ولیس رد فعل لاستفزاز خارجی، بقصد الحصول على بعض المکاسب التی لیس له حق فیها بصرف النظر عما إذا کان هناک استفزاز خارجی أو لم یکن، أما عدوان رد الفعل فیمکن تعریفه علی أنه شکل من أشکال العدوان یحدث عندما یحاول أحد حمایة "نفسه/نفسها" من آخرین یحاولون التعدی على حیاته أو حریته أو شرفه، وهذا الشکل هو الأکثر شیوعا فی العدوان، والنیة أو القصد فی هذا العدوان غیر متوفرة کما یمکن أن یکون هذا النوع ناتج عن الخوف أو ناجم عن المنع أو العقبات فى تحقیق شئ حق له( Acet et al, 2012,6). وهناک أربع أنواع من عدوان رد الفعل وهی: الحیاء أو الخجل، الانتهازیة أو المساومة، الحزم، العدوان، وأغلب الناس تتخذ نوعان من السلوک کرد فعل للعدوان وهما (الخجل أو العدوان), وقد یعتبر بعض العلماء هذا النوع من العدوان لیس مشکلة حیث یشیر Vitaro et al (2006) أن عدوان رد الفعل هو حمایة الذات من کل ما یعتقده الفرد انه تحریض على العدوان علیه, أو حتى شعوره بالتهدید.

 

وهناک العدید من الأبحاث تشیر إلى أن المبادأة بالعدوان أو ما یسمى بالعدوان الاستباقى یرتبط بالجنوح والسلوکیات الأخرى المعادیة للمجتمع (Fite et al, 2008; Raine et al, 2006; Vitaro et al 2006). ، فی حین أن عدوان رد الفعل تأثیره یکون سلبی (Card & Little, 2006). کما یذکر  Hubbard et al (2010) أن عدوان رد الفعل هو عدوان دفاعی انتقامی ویکون رداً على الاستفزازات الحقیقیة أو المدرکة، أما العدوان الاستباقی (المبادأة) یتم القیام به للوصول إلى هدف ینطوی على مکاسب مادیة أو إقلیمیة أو هیمنة اجتماعیة.

وإذا بحثنا عن مدى ارتباط هذین النوعین من العدوان بانفعالات الفرد یری Hubbard et al (2010) أن عدوان رد الفعل مرتبط بالعاطفة والانفعالات، بینما العدوان الاستباقی غیر مرتبط بالانفعالات، حیث یتم استدعاء مشاعر الغضب عند عدوان رد الفعل أو یمکن القول بأن عدوان رد الفعل مرتبط بمشاعر الغضب وقد أید ذلک العدید من الدراسات مثل (Raine et al., 2006 ; Mcauliffe et al., 2007).

کما یمکن توضیح الفرق بین العدوان الاستباقی وعدوان رد الفعل من منظور الخبرات الاجتماعیة وذلک من خلال معرفة مدى ارتباطه ببعض المشکلات السلوکیة لدى الفرد حیث یرى أن عدوان رد الفعل یرتبط برفض الأقران، والاکتئاب، ونقص المهارات الاجتماعیة, وضعف القدرة على حل المشکلات الاجتماعیة، والانطواء وذلک عند مقارنته بالعدوان الاستباقى( Poulin & Boivin, 2000) .

وإذا ما حاولنا البحث عن الخصائص الشخصیة للأفراد الذین یظهر لدیهم العدوان بنوعیه فإننا نجد الأفراد الذین لدیهم عدوان رد الفعل یمتلکون نوایا عدوانیة نحو السلوکیات الغامضة من قبل الآخرین، ویقومون بتفسیر الإشارات الغیر مفهومة بطریقة عدائیة (Foti, 2005). أما Pouw et al (2013) فقد أشار إلى أن الأطفال الذین لدیهم عدوان استباقی لدیهم مستویات أعلى من الغضب. أما الأفراد الذین لدیهم العدوان الاستباقی ینظر إلیهم علی أنهم أکثر فکاهة ولدیهم میول للقیادةCoie, 1987)  .(Dodge & وهم بذلک یتوقعون حدوث نتائج إیجابیة للسلوک العدوانی الذی یقومون به ویشعرون أن لدیهم القدرة لتحقیق تلک النتائج کما أنهم یحددون أهدافهم بشکل جید (Crick & Dodge, 1994). وهناک من الدراسات من حاولت التعرف علی الفرق بین هذین النوعین من العدوان ومعرفة الخصائص الممیزة لکل نوع علی حده وذلک کما فی دراسة (Raine et al., 2006) والتى هدفت إلى التعرف على الفروق بین العدوان الاستباقی ، وعدوان رد الفعل وارتباطهما بخصائص الشخصیة، وبلغت العینة (334) من الطلاب، وقد أشارت نتائج الدراسة إلى أن عینة الدراسة عند عمر (7) سنوات والتى لدیها عدوان المبادأة تتسم بضعف الدافعیة للمدرسة، وسوء العلاقات مع الأقران، المشکلات النفسیة والاجتماعیة، وفرط النشاط الزائد, وعند عمر( 17) عام تتحول إلى شخصیة سیکوباتیة لدیها جنوح وخطیرة على المجتمع، أما عینة الدراسة التى لدیها عدوان رد الفعل تتسم فى عمر(16) عام بالاندفاع، والقلق الاجتماعی، والافتقار إلى الأصدقاء المقربین، والأفکار الرجعیة، والعداء, اما دراسة (Marsee & Frick, 2007) حاولت معرفة الفروق بین هذین النوعین لدى عینة من الفتیات المحتجزات فى دور الرعایة واللاتى تراوحت أعمارهن ما بین 12-18 عام، وقد أشارت النتائج إلى ارتباط عدوان رد الفعل بشکل کبیر مع ضعف تنظیم الانفعالات، والغضب للاستفزازات المتصورة من قبل الآخرین، فی حین ارتبط العدوان الاستباقی مع سمات القسوة والانحیاز إلى العدوان.

   کما یرتبط العدوان الاستباقی وعدوان رد الفعل بالقدرة على إقامة علاقات متناقضة مع الأقران، حیث یکون الطفل ذوى السلوک العدوانی من نوع رد الفعل أقل قبولاً أو رفضاً من أقرانهم مقارنة بالأطفال ذوى السلوک العدوانی الاستباقی کما یتمتع الأطفال ذوى السلوک العدوان الاستباقی بشعبیة من قبل أقرانهم (Card & Little, 2006). کما تم التعرف علی الأقران المعتدى علیهم من قبل الآخرین عن طریق بعض المقاییس المتنوعة للتحقق من ارتباط عدوان رد الفعل برفض الأقران ووجد أن اصحاب عدوان رد الفعل قوبلوا بالرفض وسوء المعاملة من قبل أقرانهم, وهناک من الدراسات من رأت عکس ذلک ومن الدراسات التى تناولت العدوان بنوعیه الاستباقی وعدوان رد الفعل وأثره علی العلاقات بین الاقران کانت دراسة (Poulin & Boivin, 2000) والتى هدفت إلى معرفة أثر العدوان الاستباقی وعدوان رد الفعل على تکوین الصداقة مع الأقران، وکانت عینة الدراسة بعمر (10-12) عام, أشارت نتائج الدراسة إلى أن الاطفال ذوى السلوک العدوانی من نوع رد الفعل کانوا أفضل من وجهة نظر أقرانهم، مقارنة بالأطفال ذوى السلوکیات العدوانیة الاستباقیة حیث کانت لهم مستویات عالیة من الصداقة والارتیاح مع أقرانهم وکانوا قادرین على الحفاظ على صداقتهم طوال العام الدراسی, ولنفس الهدف جاءت دراسة (Hendrickson , 2012) والتى حاولت التعرف علی العلاقة بین عدوان رد الفعل والعدوان الاستباقی والعلاقات مع الأقران، إلا أن نتائج هذه الدراسة جاءت مختلفة مع نتائج الدراسة السابقة حیث اشارت إلى انه لم تکن هنالک علاقة بین عدوان رد الفعل والعدوان الاستباقی واستقرار الصداقات مع الاقران.

وقد یأتی العدوان بنوعیه مرتبطاً ببعض الأمراض النفسیة حیث یأتی عدوان رد الفعل مصحوبا بالاکتئاب، والشعور بالوحدة، بینما یرتبط سلوک العدوان الاستباقی بأعراض الجنوح .(fite et al., 2012)  کما یرتبط العدوان الاستباقی مع الجنوح والعنف المتصل بجنوح فترة المراهقة ویتحول إلى مرض نفسی (psychopathy) إذا استمر إلى مرحلة البلوغ (Brendgen et al., 2001).

وهناک العدید من النظریات التی حاولت تفسیر ظاهرة العدوان حیث قاموا بشرح العدوان وأسبابه کل من وجهة نظره، ومع ذلک فإن معظم هذه النظریات اتفقت على أن غریزة العدوان مرتبطة بالنضج النفسی والاجتماعی والعاطفی, ویمکن النظر إلى العدوان اجتماعیاً بأنه کل سلوک یهدف إلى تدمیر ممتلکات شخص آخر أو إیذاء شخص أخر جسدیا أو نفسیاً (Acet et al., 2012). وقد یکون أفضل تفسیر لعدوان رد الفعل هو نموذج العدوان والإحباط والذی یفترض أن العدوان هو رد فعل غاضب وانتقامی للاستفزاز أو نتیجة الشعور بالإحباط (Paula et al , 2008).

أما ما یتعلق بظاهرة العدوان لدى المعاقین سمعیا فقد یتعرض المعاقین سمعیا إلى نوع من العدوان الاستباقی حیث أشارت نتائج العدید من الدراسات إلى تعرض الکثیر من الطلاب المعاقین للبلطجة من قبل الآخرین، وأن حوالى ثلث الأطفال المعاقین یقعون ضحیة للبلطجة من جانب الآخرین(Norwich & Norwich, 2004)..

 وقد یکون الأطفال المعاقین سمعیا أکثر عرضة للبلطجة من قبل العادیین لاعتقادهم أن المعاقین سمعیاً لدیهم ضعف بسبب فقدهم لحاسة السمع کما أنهم لا یستطیعون الإبلاغ عما حدث لهم (Bauman & Pero, 2010).   کما ذکر کل من  Weiner & Miller (2006) أن هناک العدید من الأطفال المعاقین سمعیاً یتم إثارتهم من قبل الآخرین عادی السمع سواء فی المدرسة أو الحی الذی یسکنون فیه، مثل قیامهم بتقلید لغة الإشارة أو تقلید الأصوات الممیزة للمعاقین سمعیا بهدف إغاظتهم أو السخریة منهم، وقد تکون أکثر حالات البلطجة التی یتعرض لها المعاقون سمعیاً فی المدرسة هی الإغاظة والمعاکسات من            قبل أقرانهم العادیین, ومن الدراسات التى رکزت علی المعاقین سمعیا کانت دراسة (Weiner et al., 2013) والتی هدفت الی التعرف على مدى تعرض الطلاب الصم وضعف السمع للبلطجة مقارنة بالعادیین وقد تم تطبیق ادوات الدراسة على 812 طفل معاق سمعیاً فى 12 مدرسة أمریکیة, وقد أـشارت النتائج إلى تعرض الاطفال المعاقین سمعیا إلى البلطجة وذلک بمعدل 2-3 مرات أکثر من العادیین.

کما أشارت الدراسات مثل دراسة ((Weiner & Mak, 2009 الی أن معظم الأطفال الذین یتعرضون للبلطجة والتهدیدات لدیهم قصور فى مهاراتهم الاجتماعیة, وبالتالی بما أن معظم الأطفال الصم لدیهم ضعف فی المهارات الاجتماعیة ولاسیما الأطفال الذین ینشئون فى اسر عادیة السمع على الأقل (90%) من هؤلاء الأطفال یکونوا أکثر عرضة للبلطجة والتهدیدات من جانب الآخرین .(Mitchell & Karchmer , 2005)  کما أشارت نتائج دراسة (Saylor & Leach, 2009) والتی طبقت على 24 طالب من المعوقین سمعیا و24 طالب من أقرانهم العادیین، تعرض المعاقین إلى إیذاء من قبل أقرانهم بمعدلات مرتفعة وربما یرجع ذلک إلى العزلة الاجتماعیة لدى المعاقین ونقص المهارات الاجتماعیة لدیهم والتى تتزامن مع عدم النضج المعرفی, وقد أخذ هذا الإیذاء أنواع متعددة سواء تعدى جسدی أو لفظی.

وهناک بعض الدراسات الأخرى جاءت متعارضة مع الدراسات السابقة التی تم ذکرها آنفاً حیث ترى أن المعاقین سمعیا لدیهم نوع من العدوان الاستباقى ولیس عدوان رد الفعل، حیث جاءت نتائج الدراسات السابقة متعارضة مع دراسة (Stephanie et al., 2014) والتی أشارت إلى أن الأطفال المعاقین سمعیا لدیهم عدوان استباقی, هذا مما دعى الباحثین إلى محاولة التعرف علی أی نوع من العدوان الاستباقى أم رد الفعل یظهر لدى المعاقین سمعیا.

 

 

 

التعاطف:

للعاطفة والانفعالات دور مهم فی توجیه الفکر والسلوک الإنسانی وتحدید علاقة الفرد بعالمه الخارجی ,فالأفراد الذین یعرفون مشاعرهم الخاصة جیدا ویتفهمون ویتفاعلون مع مشاعر الآخرین بصورة جیدة هم أولئک الذین یتمیزون فی کل مجالات الحیاة, ولذا یعد التعاطف من الرکائز الأساسیة التی یقوم علیها التفاعل الاجتماعی السوی, فأساس التفاعل الاجتماعی یتمثل فی قدرة الفرد على أن یتخذ موقف الآخر ومن ثم التقبل المتبادل والحیاة العملیة الناجحة.      

والتعاطف ظاهرة نفسیة تقوم على مشارکة الآخرین فیما یشعرون به وله صورة بدائیه وهی التعاطف الجسدی الذی یقوم على انتقال الحرکات والأفعال من شخص إلى آخر بالتقلید العفوی أو العدوى کالمشارکة فی الضحک والتصفیق، وله أیضاً صورة نفسیة مصحوبة بالوعی، کاشتراک شخصین أو أشخاص فی حالات نفسیة متماثلة کالخوف                أو السرور أو الغضب (العبیدی، 2011).

کما أن التعاطف یجعل الفرد یتخطى بتفکیره لذاته إلى الآخرین وذلک بأن یضع الفرد نفسه انفعالیاً ومعرفیاً مکان الآخر، ویعد التعاطف الرابطة الوجدانیة والمعرفیة التی تربطنا بالآخرین، والتی من خلالها یستطیع الفرد تکوین علاقات حب ومودة معهم      (عبد اللطیف، الضبع، 2007).

وغالباً ما یرتبط التعاطف الایجابی مع السلوکیات الاجتماعیة الایجابیة کما یمکن أن یشترک التعاطف مع السلوکیات الاجتماعیة السلبیة أو المعادیة للمجتمع, ولما کان للتعاطف ذلک التأثیر الواضح فی نمو وتطور السلوک الاجتماعی السوی، فإن غیابه له تأثیره الواضح أیضاً فی تطور السلوک الاجتماعی الشاذ حیث یؤدى إلى ظهور الاضطرابات السیکوباتیة الإجرامیة والسلوک العدوانی (جولمان , 2000).

 

 

 

ولمعرفة الفروق بین الذکور والإناث فی التعاطف جاءت  دراسة (Muncer & Ling, 2006) والتى هدفت إلى قیاس مستوى التعاطف لدى طلاب الجامعة من خلال تقنیین مقیاس التعاطف (Baron Cohen & Wallet) وقد تکونت عینة الدراسة من (348) طالباً منهم (156) ذکور (192) اناث وأظهرت نتائج التحلیل العاملی للمقیاس وجود ثلاث عوامل للمقیاس هی: التعاطف المعرفی، المهارات الاجتماعیة، ورد الفعل الانفعالی، کما أشارت النتائج إلى أن وجود فروق فى أبعاد المقیاس لصالح الإناث أى أن الإناث لدیهم مستوى أعلى من التعاطف مقارنة بالذکور.

ویعتبر التعاطف سمة هامة من سمات السلوک الاجتماعی بین الأفراد بعضهم البعض ویتطلب التفاعل الاجتماعی قدر معین من التعاطف المعرفی لتقلیل حده الاختلافات بین الأشخاص، فالقدرة على فهم منظور الآخر والنوایا والمعتقدات والمعارف تسهم فی تسهیل فهم مشاعر وانفعالات الآخرین واتجاهاتهم (Pouw et al., 2013). کما تسمى القدرة على فهم واستنتاج الحالات العقلیة للآخرین باسم مهام نظریة العقل theory of mind (Blair, 2005).

ومن المعروف أن الأطفال ذوی الاعاقة السمعیة لدیهم ضعف فى نمو هذه المهام مقارنة بالأطفال العادیین الذین یصبحون بارعین فی الأداء علی مهام نظریة العقل عند عمر (4-5) سنوات إلا أن الأطفال الصم یفشلون فی الأداء علی مهام نظریة العقل حتى مرحلة المراهقة, حیث وجد أن 90% من الأطفال المعاقین سمعیاً لدیهم تأخر فی نمو نظریة العقل (Morgan & Kegi, 2006).

وبالتالی فأننا نجد أن الأطفال المعاقین سمعیاً غیر قادرین علی استنباط وجهة نظر الشخص الآخر حول موضوع ما, وغیر قادرین علی إدراک عقلیة هذا الشخص, ومن هذا المنطلق یکونون عاجزین عن فهم انفعالات وعواطف الآخرین ((Fisher, 2002.

العدوان وعلاقته بالتعاطف

 یلعب التعاطف دوراً هاماً فی نمو السلوکیات الاجتماعیة الایجابیة والتی بدورها تساعد على کبح العدوان تجاه الآخرین إذ أن تشجیع الأطفال للتعرف على مشاعرهم وفهم مشاعر أقرانهم یؤدى إلى خفض مستوى العنف لدیهم، ویسهم ضعف مهارات التعاطف والتنظیم الانفعالی فی حدوث العدید من المشکلات السلوکیة مثل العدوان.

وتشیر العدید من الدراسات إلى وجود علاقة سلبیة بین عدوان رد الفعل وبین تنظیم الانفعالات، کما قامت العدید من الدراسات لتوضیح الفرق بین العدوان الاستباقی وعدوان رد الفعل وخاصة فی ارتباطهما بمجالات التعاطف أو الانفعالات والنواحی المعرفیة أو الإدراکیة مثل دراسة (Marsee & Frick, 2007) والتی أشارت إلى أن الفرد الذی لدیه العدوان الاستباقى یمیل إلى استخدام العدوان کوسیلة فعالة لتحقیق الأهداف، ولدیه ضعف فی مستوى التعاطف وفشل فی إظهار التعاطف الاجتماعی الایجابی کما یعانى من الشعور بالذنب (Frick et al,. 2003). بینما عدوان رد الفعل ارتبط بانخفاض التسامح، والإحباط، والردود سیئة التنظیم للمثیرات العاطفیة ((Vitaro et al., 2002.

کما أشارPouw et al (2013) إلى وجود ارتباط ضعیف بین عدوان رد الفعل والتعاطف الوجدانی لدى الأطفال العادیین، کما یوجد کذلک ارتباط ضعیف بین عدوان رد الفعل والتعاطف المعرفی، حیث أشارت ( Rieffe & Meerum Terwogt (2006 بأن الأطفال الذین لدیهم قدرة على فهم منظور الآخر یکون لدیهم عدوانیة ضعیفة. فی المقابل فان الشخص الذی یتعرض لضغوط کبیرة یکون عدوان رد الفعل لدیه ایجابی، وذلک لسوء تنظیم الانفعالات لدیه. کما وجد ارتباط سلبی بین العدوان الاستباقی والتعاطف المعرفی (Rieffe et al., 2012).

ونظرا لأهمیة البحث عن العلاقة بین السلوک العدوانى بنوعیة والتعاطف فقد حاولت دراسات عدة التعرف علی هذه العلاقة ومعرفة الفروق بین الذکور والإناث فی هذه العلاقة وذلک کما فی دراسة (Castro et al., 2005) والتى هدفت إلى التعرف على العلاقة بین التعاطف وبین العدوان الاستباقی وعدوان رد الفعل، وأشارت النتائج إلى أن الذکور کانوا أکثر عدوانیه ولدیهم ضعف فى الشعور بالذنب والإحساس بالسعادة، وکذلک أقل قدرة على تنظیم انفعالاتهم من الإناث، کما وجدت علاقة ارتباطیه سلبیة بین العدوان الاستباقی وعدوان رد الفعل والتعاطف لدى عینة الدراسة. ونفس النتائج توصلت إلیها دراسة (Mayberry & Espelage, 2007) والتى جاءت للتعرف على العدوان الاستباقی وعدوان رد الفعل وعلاقتهما بالتعاطف والکفاءة الاجتماعیة، وقد أشارت نتائج الدراسة إلى أن الذکور کانوا اعلى فى العدوان الاستباقی وعدوان رد الفعل، کما أن درجاتهم کانت اقل على مقیاس التعاطف مقارنة بالإناث، کما أن الطلاب غیر العدوانیین حصلوا على درجات مرتفعة على مقیاسی التعاطف والکفاءة الاجتماعیة, أما دراسة (عبد اللطیف و الضبع ، 2007) فقد حاولت معرفة العلاقة بین التعاطف والسلوک العدوانی بصفة عامة ولیس بنوعیه کما یتم بحثهما فی الدراسة الحالیة، وقد أشارت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیه سالبة بین التعاطف والعدوان، کما أشارت النتائج إلى وجود فروق بین الذکور والإناث على مقیاس التعاطف لصالح الإناث، کما وجودت فروق فى أبعاد السلوک العدوانی لصالح الذکور ما عدا بعد الغضب فلم توجد بینهما أیة فروق. وکذلک کانت دراسة (العبیدى، 2011) من الدراسات العربیة التى سارت علی نفس النهج دراسة (عبد اللطیف والضبع، 2007) حیث هدفت هذه الدراسة إلى تحدید طبیعة العلاقة الارتباطیه بین التعاطف والسلوک العدوانی لدى عینة من طلبة المرحلة المتوسطة، وقد أشارت نتائج الدراسة إلى تمتع طلبة الصف الأول المتوسط بالنزعة أو المیل للتعاطف، وأن الإناث أکثر تعاطفاً من الذکور, کما وجدت علاقة ارتباطیه سالبة بین التعاطف والسلوک العدوانی لدى أفراد عینة البحث.

وکذلک جاءت دراسة (Pouw et al., 2013) والتى هدفت إلى البحث فى مدى ارتباط التعاطف الوجدانی والمعرفی مع عدوان المبادأة وعدوان رد الفعل، وهل هناک اختلاف بین الأطفال العادیین والأطفال ذوى اضطراب التوحد، وقد أشارت نتائج الدراسة إلى وجود ارتباط  سلبی بین عدوان رد الفعل والتعاطف الوجدانی لدى الأطفال العادیین، وایجابیاً لدى الأطفال التوحدیین، کما أشارت النتائج إلى وجود ارتباط بین وجود ضعف فی  التعاطف مع الآخرین وسوء تنظیم الانفعالات وارتباطهما بالسلوک العدوانی بوجه عام.

تعقیب:-

 من خلال العرض السابق للإطار النظری والدراسات السابقة التى تناولت متغیرات الدراسة الحالیة یمکن ملاحظة الآتی:

-   وجود عدد من الدراسات الأجنبیة التى تناولت العدوان بنوعیه الاستباقى ورد الفعل مثل دراسة کل من  Poulin & Boivin, 1999)) , دراسة (Castro et al, 2005), دراسة (Raine et al, 2006) , دراسة (Marsee & Frick, 2007) ,دراسة (Marsee & Frick, 2007), دراسة  (Hendrickson , 2012) ,دراسة (Mayberry & Espelage, 2007), دراسة (Pouw et al., 2013).

-   هناک عدد من الدراسات الأجنبیة حاولت معرفة الفرق بین العدوان الاستباقى وعدوان رد الفعل من خلال البحث عن الخصائص الممیزة لکل نوع من هذین النوعین مثل دراسة کل من (Raine et al, 2006), دراسة (Marsee & Frick, 2007).

-   تناولت مجموعة من الدراسات العلاقة بین العدوان بنوعیه الاستباقى ورد الفعل والتعاطف مثل دراسة کل من (Castro et al., 2005), دراسة (Mayberry & Espelage, 2007), دراسة (Pouw et al., 2013)  ودراسات أخرى ربطت بین العدوان بصفة عامه والتعاطف بدون التطرق إلى النوعین المستخدمین فی الدراسة الحالیة مثل دراسة کل من (عبد اللطیف و الضبع ، 2007) , دراسة          (العبیدى ، 2011), إلا أنه لم توجد ولا دراسة بحثت فی هذه المتغیرات لدى المعاقین سمعیا.

-   أشارت مجموعة من الدراسات إلى وجود السلوک العدوانى لدى المعاقین سمعیاً مثل دراسة کل من (Weiner et al., 2013)

- معظم الدراسات الأجنبیة اعتمدت فی قیاسها للعدوان بنوعیه الاستباقى ورد الفعل علی مقیاس (Dodge & Coie, 1987) وذلک کما فی دراسة (Foti, 2005)، ودراسة (Raine et al., 2006)، ودراسة (Fite et al, 2008)، ولذا تم ترجمته واستخدامه فی الدراسة الحالیة.

-   أشارت نتائج بعض الدراسات إلى أن الذکور أعلی فی درجاتهم علی مقیاس السلوک العدوانى من الإناث وذلک کما فی دراسة کل من : (Castro et al., 2005), ودراسة (Mayberry & Espelage, 2007) إلا أن هذه النتیجة اختلفت فی دراسة (عبد اللطیف و الضبع ، 2007) فلم توجد فروق بینهما فی درجة الغضب من السلوک العدوانى.

 

 

 

 

 

فروض الدراسة:

1-   توجد علاقة ارتباطیه سالبة دالة إحصائیاً بین العدوان (الاستباقی، ورد الفعل) وبین التعاطف (الوجدانی والمعرفی) لدى المعاقین سمعیا.

2-  توجد فروق دالة إحصائیة بین درجات الطلاب المعاقین سمعیاً على مقیاس العدوان فی بعدى (العدوان الاستباقی – عدوان رد الفعل) لصالح بعد عدوان رد الفعل.

3-   توجد فروق دالة إحصائیة بین متوسط درجات الذکور ومتوسط درجات الاناث من المعاقین سمعیا على مقیاس العدوان (الاستباقی – رد الفعل) لصالح الذکور.

4-    توجد فروق دالة إحصائیة بین متوسط درجات الذکور ومتوسط درجات الاناث من المعاقین سمعیا على مقیاس التعاطف (الوجدانی – المعرفی) لصالح الاناث.

الطریقة والإجراءات:

منهج الدراسة:

تستخدم الدراسة الحالیة المنهج الوصفی التحلیلی الذی یصف الظاهرة المدروسة وصفاً کمیاً وکیفیاً من خلال جمع المعلومات وتصنیفها، ومن ثم تحلیلها وکشف العلاقة بین أبعادها المختلفة من أجل تفسیرها تفسیراً کافیاً والوصول إلى استنتاجات عامة تسهم فی فهم الحاضر وتشخیص الواقع وأسبابه, والظاهرة محل الدراسة الحالیة هی دراسة العدوان بنوعیه الاستباقى ورد الفعل وعلاقته بالتعاطف الوجدانی والمعرفی لدى المعاقین سمعیاً.

عینة الدراسة:

تکونت عینة الدراسة الحالیة من (132) طفلاً من الاطفال المعاقین سمعیاً بمدینتی نجران وأبها بالمملکة العربیة السعودیة وقد تم تقسیم العینة إلى (83) من الذکور، و(49) من الإناث، وقد روعی عند اختیار العینة مجموعة من الشروط وهی:

1-  ترواح عمر العینة ما بین (9-12) عام، وتم اختیار مرحلة الطفولة المتأخرة وذلک لأنه عند سن التاسعة ینمو لدى الأطفال الجانب المعرفى والانفعالى بشکل أسرع کما أن لدیهم القدرة بشکل متزاید فى التفکیر ملیاً فی مشاعرهم الخاصة وسلوکیاتهم (Harris, 1989).

 

 2- أن تکون نسبة ذکاء العینة فی حدود المتوسط، وتم التعرف على مستوى ذکاء العینة من خلال الملفات الخاصة بهم داخل المدرسة.

3- أن تکون فئة عینة الدراسة من الأطفال الصم، أى تکون نسبة الاعاقة لدیهم               (90 دیسیبل فأکثر).

4- کما روعی أیضا أن تکون العینة متجانسة من حیث المستوى العقلی والمستوى الاجتماعی والاقتصادی والثقافی، ومن حیث العمر الزمنی وتم التعرف على ذلک من خلال ملفات الطلاب الموجودة بالمدرسة.

ثالثاً- أدوات الدراسة:

          اعتمدت الدراسة الحالیة على الأدوات التالیة:

أولاً- مقیاس العدوان: إعداد  (Dodge & Coie, 1987)  ترجمة وتعریب الباحثان

تم استخدام مقیاس العدوان والذى قام بإعداده کل من (Dodge & Coie, 1987) وعلى الرغم من قدم المقیاس إلا أن العدید من الدراسات أشارت إلى قدرة هذا المقیاس على التمییز الدقیق بین العدوان الاستباقى ، وعدوان رد الفعل ، ومن هذه الدراسات دراسة (Foti, 2005)، ودراسة (Raine et al., 2006)، ودراسة (Fite et al, 2008)، ولذا تم ترجمته واستخدامه فی الدراسة الحالیة، ویتکون المقیاس من (23) فقرة موزعة على بعدین : البعد الأول هو العدوان الاستباقی ویتکون من (12) فقرة هما (2، 4، 6، 9، 10، 12، 15، 17، 18، 20، 21، 23)، والبعد الثانی هو عدوان رد الفعل ویتکون من 11 فقرة هی (1، 3، 5، 7، 8، 11، 13، 14، 16، 19، 22). وتتم الاجابة على هذا المقیاس من خلال تقدیر ثلاثی متدرج مکون من ثلاثة بدائل (کثیراً، أحیانا، نادراً) وعلى المستجیب قراءة کل فقرة وتحدید استجابة واحدة، وتتراوح الدرجة على کل فقرة ما بین درجة واحدة إلى ثلاثة درجات، وبذلک تکون أعلى درجة یحصل علیها الطالب هی (69) درجة، وأدنى درجة هی (23) درجة. وکلما ارتفعت درجة الطالب على المقیاس دل ذلک على زیادة مستوى العدوانیة لدیه، وقد قام معلمی الطلاب المعاقین سمعیاً بالإجابة على فقرات المقیاس من خلال معرفته بالطالب الذی یقوم بتدریسه، والذى کان من ضمن الشروط فى المعلم المستجیب أن یکون قد قام بتدریس الطالب لمدة لا تقل عن عام دراسی کامل، حتى یکون لدیه معرفة تامة للطالب.  وقام معدا المقیاس من التحقق من صدق وثبات المقیاس فی صورته الاصلیة عن طریق تطبیقه على عینة مکونة من (334) طالب، وبلغ معامل الارتباط الداخلى (0.67) عند مستوى دلالة (0.01).

إجراءات تعریب وتطبیق مقیاس العدوان : تمت إجراءات تعریب وتطبیق المقیاس على النحو التإلى:

دلالات صدق وثبات الصورة السعودیة لمقیاس العدوان.

صدق وثبات المقیاس:

أ- صدق المحکمین:

للتحقق من وضوح الفقرات ومدى ملاءمتها للبیئة السعودیة، تم عرض المقیاس المعرب على سبعة محکمین من أعضاء هیئة التدریس فی تخصصات الصحة النفسیة وعلم النفس والتربیة الخاصة، وفی ضوء نتائج التحکیم تمت مراجعة الصورة الأولیة من المقیاس المعرب، وإجراء بعض التعدیلات لبعض الفقرات من حیث دقة الترجمة من اللغة الإنجلیزیة إلى اللغة العربیة، حیث تم مطابقة النسخة الإنجلیزیة للاختبار مع نسخة الترجمة العربیة. کما تم إجراء بعض التعدیلات على الصیاغة اللغویة لبعض الفقرات التی تتسم بالغموض. وقد حافظ الاختبار على عدد فقراته المکونة من (23) فقرة موزعة على بعدی المقیاس.

ب- الاتساق الداخلی:

قاما الباحثان بحساب الاتساق الداخلی للمقیاس وقد جاءت معاملات الارتباط کما بالجدول التإلى:

جدول (1)

حساب معاملات الارتباط بین أبعاد مقیاس العدوان والدرجة الکلیة ( ن=40)

ابعاد مقیاس العدوان

معاملات الارتباط

العدوان الاستباقی

0.74**

عدوان رد الفعل

0.77**

** دالة عند 0.01

ج- معامل الثبات:

تم التحقق من ثبات المقیاس عن طریق معامل ثبات ألفا کرونباخ على عینة قوامها (ن= 40) ویوضح الجدول التإلى نتائج ذلک:

جدول (2)

یوضح معاملات الثبات للدرجة الکلیة لمقیاس العدوان وأبعاده الفرعیة باستخدام معادلة ألفا کرونباخ ( ن=40)

الأبعاد

معامل الفا کرونباخ

العدوان الاستباقی

0.78**

عدوان رد الفعل

0.81**

الدرجة الکلیة للمقیاس

0.80**


** دالة عند مستوى 0.01

ومن خلال الجدول السابق یتضح أن معاملات الثبات مرتفعة، وهذا یدل على تمتع المقیاس بدرجة عالیة من الثبات.

ثانیاً: مقیاس التعاطف: إعداد (Jolliffe & Farrington, 2006a)  ترجمة وتعریب الباحثان

تم استخدام مقیاس التعاطف والذى قام بإعداده کل من (Jolliffe & Farrington, 2006a) وقد استخدام المقیاس فی العدید من الدراسات والتی أشارت إلى قدرة هذا المقیاس على القیاس الدقیق لسمة التعاطف ببعدیه التعاطف الوجدانی، والتعاطف المعرفی، ومن   هذه الدراسات دراسة(Albiero et al., 2009)، ودراسةJolliffe & Farrington, 2006 b) ), ویتکون المقیاس من (20) فقرة موزعة على بعدین: البعد الأول هو التعاطف الوجدانی ویتکون من (11) فقرة هما (1، 2، 4، 5، 7، 8، 11، 13، 15، 17، 18) ، والبعد الثانی هو التعاطف المعرفی ویتکون من (9) فقرات هی (3، 6، 9، 10، 12، 14، 16، 19،20). وتتم الاجابة على هذا المقیاس من خلال تقدیر خماسی متدرج مکون من خمسة بدائل من: لا اوافق بشدة إلى أوافق بشدة وعلى المستجیب قراءة کل فقرة وتحدید استجابة واحدة، وتتراوح الدرجة على کل فقرة ما بین درجة واحدة إلى خمسة درجات، وبذلک تکون أعلى درجة یحصل علیها الطالب هی (100) درجة، وأدنى درجة هی (20) درجة. وقد قام الطلاب أنفسهم بالاستجابة على فقرات المقیاس وذلک بمساعدة المعلمین لهم. ویتمتع المقیاس فی صورته الأصلیة بمعاملات ثبات مرتفعة حیث بلغ معامل ثبات الفا کرونباخ لبعد التعاطف الوجدانی (0.74)، وبعد التعاطف المعرفی (0.75)، وبلغ معامل الثبات للمقیاس ککل (0.81).

          ولتطبیق المقیاس على البیئة السعودیة تم ترجمة المقیاس والتأکد من صدق وثبات المقیاس عن طریق الاجراءات التالیة:

أ- صدق المحکمین:

للتحقق من وضوح الفقرات ومدى ملاءمتها للبیئة السعودیة ، تم عرض المقیاس على سبعة محکمین من أعضاء هیئة التدریس فی تخصصات الصحة النفسیة وعلم النفس والتربیة الخاصة، وفی ضوء نتائج التحکیم تمت مراجعة الصورة الأولیة من المقیاس، وقد أبدى المحکمون آراءهم ومقترحاتهم وتعدیلاتهم، فیما یرتبط بطبیعة الفقرات ومضامینها، ومناسبة وقع الفقرات ضمن البعد الملائم له، وقد أجریت بعض التعدیلات على بعض الکلمات والفقرات الخاصة بالمقیاس حتى تتلاءم مع عینة الدراسة.

ب- الاتساق الداخلی:

قاما الباحثان بحساب الاتساق الداخلی للمقیاس وقد جاءت معاملات الارتباط کما بالجدول التالی:

جدول (3)

حساب معاملات الارتباط بین أبعاد مقیاس التعاطف والدرجة الکلیة ( ن=40)

أبعاد مقیاس العدوان

معاملات الارتباط

التعاطف الوجدانی

0.78**

التعاطف المعرفی

0.76**

** دالة عند 0.01

ج- معامل الثبات:

تم التحقق من ثبات المقیاس عن طریق معامل ثبات ألفا کرونباخ على عینة قوامها (ن= 40) ویوضح الجدول التالی نتائج ذلک:

 

 

جدول (4)

یوضح معاملات الثبات للدرجة الکلیة لمقیاس التعاطف وأبعاده الفرعیة باستخدام معادلة ألفا کرونباخ (ن=40)

الأبعاد

معامل الفا کرونباخ

التعاطف الوجدانی

0.74**

التعاطف المعرفی

0.77**

الدرجة الکلیة للمقیاس

0.80**


** دالة عند مستوى 0.01

           ومن خلال الجدول السابق یتضح أن معاملات الثبات مرتفعة، وهذا یدل على تمتع المقیاس بدرجة عالیة من الثبات.

المعالجة الاحصائیة.

           للإجابة على اسئلة الدراسة تم استخدام المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة، ومعاملات الارتباط, واختبار ت  T- test وذلک من خلال برنامج (SPSS).

نتائج الدراسة:

للإجابة على الفرض الأول والمتمثل فی " توجد علاقة ارتباطیه سالبة دالة إحصائیاً بین العدوان (الاستباقی، ورد الفعل) وبین التعاطف (الوجدانی والمعرفی) لدى المعاقین سمعیا".

وللتحقق من صحة هذا الفرض:

أ- تم استخدام معامل ارتباط " بیرسون" للتعرف على العلاقة بین درجات أفراد العینة الأساسیة من الطلاب المعاقین سمعیا على أبعاد مقیاس العدوان ودرجاتهم علی أبعاد مقیاس التعاطف وأسفر التحلیل عن بیانات جدول (5) :-

 

 

 

 

جدول (5)

حساب معاملات الارتباط ومستوى الدلالة لدرجات العینة على أبعاد مقیاسی العدوان والتعاطف. (ن=132)

ابعاد المقاییس

العدوان الاستباقی

عدوان رد الفعل

الدرجة الکلیة للعدوان

التعاطف الوجدانی

- 0.263 **

- 0.223 *

- 0.309**

التعاطف المعرفی

- 0.286 **

- 0.325 **

- 0.387**

الدرجة الکلیة للتعاطف

- 0.342**

- 0.336**

- 0.430**

** دالة عند 0.01

*  دالة عند 0.05

من خلال تحلیل جدول (5) والذی یوضح معاملات الارتباط بین متوسطات درجات أفراد العینة من الطلاب المعاقین سمعیاً على مقیاس العدوان، ومقیاس التعاطف یتضح وجود علاقة ارتباطیه سالبة بین أبعاد مقیاس العدوان وأبعاد مقیاس التعاطف، أی أنه کلما قل التعاطف لدى الطلاب المعاقین سمعیاً کلما زاد مستوى العدوان لدیهم والعکس صحیح.  

للإجابة على الفرض الثانی والمتمثل فی " توجد فروق دالة إحصائیة بین درجات الطلاب المعاقین سمعیاً على مقیاس العدوان فی بعدى (العدوان الاستباقی – عدوان رد الفعل) لصالح بعد عدوان رد الفعل".

          وللتحقق من صحة هذا الفرض تم حساب المتوسطات والانحرافات المعیاریة واختبار ت ودلالته الاحصائیة لاستجابات الطلاب على بعدی مقیاس العدوان              (العدوان الاستباقی – عدوان رد الفعل) ویوضح جدول (6) هذه القیم.

                               

 

 

 

 

 

                                جدول (6)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لبعدی مقیاس العدوان واختبار ت            ودلالته الاحصائیة (ن= 132)

أبعاد المقیاس

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

قیمة (ت)

مستوى الدلالة

العدوان الاستباقی

22.89

5.27

5.01

0.01

عدوان رد الفعل

24.58

4.49

یلاحظ من الجدول (6) أن هناک فروقاً ذات دلالة احصائیة عند مستوى (0.01) فى متوسط درجات الطلاب على أبعاد مقیاس العدوانیة لصالح بعد العدوان الاستباقی. وهذه النتیجة تعنى أن الطلاب المعاقین سمعیاً یتسمون بعدوان رد الفعل أکثر من العدوان الاستباقی.

للإجابة على الفرض الثالث والمتمثل فی " توجد فروق دالة إحصائیة بین متوسط درجات الذکور ومتوسط درجات الاناث من المعاقین سمعیا على مقیاس العدوان (الاستباقی – رد الفعل) لصالح الذکور.

وللتحقق من صحة هذا الفرض تم حساب المتوسطات والانحرافات المعیاریة واختبار ت ودلالته الاحصائیة لاستجابات الطلبة على بعدی مقیاس العدوان          (العدوان الاستباقی – عدوان رد الفعل) تبعاً لمتغیر الجنس ویوضح جدول (7) هذه القیم.

   جدول (7)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لبعدی مقیاس العدوان واختبار ت ودلالته الاحصائیة تبعاً لمتغیر الجنس

أبعاد المقیاس

الذکور(ن=83)

الاناث(ن=49)

قیمة (ت)

مستوى الدلالة

م

ع

م

ع

العدوان الاستباقی

23.81

5.04

21.32

5.34

2.68

0.01

عدوان رد الفعل

25.43

4.05

23.14

4.85

2.91

الدرجة الکلیة

49.25

7.99

44.46

9.85

3.04

 

یلاحظ من الجدول (7) وجود فروق ذات دلالة احصائیة بین متوسط درجات الذکور ومتوسط درجات الإناث على مقیاس العدوان (الاستباقی – رد الفعل) تعزى لمتغیری الجنس وذلک لصالح الذکور، أی أن الطلاب الذکور أکثر عدوانیة سواء فی عدوان رد الفعل أو العدوان الاستباقی مقارنة بالإناث.

للإجابة على الفرض الرابع والمتمثل فی " توجد فروق دالة إحصائیة بین متوسط درجات الذکور ومتوسط درجات الاناث من المعاقین سمعیا على مقیاس التعاطف (الوجدانی – المعرفی) لصالح الاناث.

وللتحقق من صحة هذا الفرض تم حساب المتوسطات والانحرافات المعیاریة واختبار ت ودلالته الاحصائیة لاستجابات الطلبة على بعدی مقیاس التعاطف تبعاً لمتغیر الجنس ویوضح جدول (8) هذه القیم.

جدول (8)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لبعدی مقیاس التعاطف واختبار ت ودلالته الاحصائیة تبعاً لمتغیر الجنس

أبعاد المقیاس

الذکور

(ن=83 )

الاناث

(ن=49 )

قیمة (ت)

مستوى الدلالة

م

ع

م

ع

التعاطف الوجدانی

28.01

7.42

32.34

8.64

3.08

0.01

التعاطف المعرفی

23.22

5.82

27.34

6.95

3.64

الدرجة الکلیة للمقیاس

51.24

11.67

59.69

15.01

3.59

یلاحظ من الجدول (8) وجود فروق ذات دلالة احصائیة تعزى لمتغیری الجنس على أبعاد مقیاس التعاطف، وذلک لصالح الإناث أی أن الإناث لدیهن نسبة أعلى من التعاطف مقارنة بالذکور.

مناقشة النتائج:

أشارت نتائج الفرض الأول إلى وجود علاقة ارتباطیه سالبة بین درجات الطلاب على مقیاس العدوان ودرجاتهم على مقیاس التعاطف, وهذا یعنى أن الطلاب المعاقین سمعیا الذین یتمتعون بمستوى عالی من التعاطف تنخفض لدیهم درجة العدوانیة وذلک یبدو منطقیا فکلما کان الفرد أکثر تعاطفاً فان سلوکه العدوانی یقل وهذا ما أکده Hastings et al (2000) حیث أشار بأن التعاطف قد یکون عامل وقائی ضد العدوان وبالتالی فان الأفراد الأکثر تعاطفاً هم من تقل لدیهم درجة العدوانیة، وکذلک ما یراه البعض من ارتباط التعاطف أیضاً بالسلوکیات الاجتماعیة الإیجابیة للأطفال حیث أشار (Bailey et al (2008 إلى أن التعاطف المعرفی والانفعالی یعتبر من المؤشرات القویة للتفاعل الاجتماعی الإیجابی.

کما أکدت العدید من الدراسات وجود علاقة ارتباطیه سلبیة بین التعاطف والعدوان بصفة عامة وذلک مثل دراسة (Dautenhahn & Woods, 2003)، ودراسة (Marsee & Frick, 2007)، ودراسة (العبیدى، 2011)، کما جاءت هذه النتائج متفقة کذلک مع دراسة (Pouw et al., 2013).

کما کشفت نتائج الدراسة عن وجود علاقة سلبیة ذات دلالة احصائیة بین العدوان الاستباقی والتعاطف المعرفی وهذا یعنى أن الأطفال المعاقین سمعیاً الذین لدیهم مستوى مرتفع من التعاطف المعرفی قد یکونون أقل احتمالیة فى المشارکة فی العدوان الاستباقی, وهذا الارتباط السلبی بین التعاطف المعرفی والعدوان الاستباقی تدعمه العدید من نتائج الدراسات مثل دراسة (Roberts & Strayer, 1996) واللذان أشارا إلى أن الاطفال الذین لدیهم مهارات جیدة فی فهم عواطف وانفعالات الاخرین (تعاطف معرفی) لدیهم علاقات اجتماعیة جیدة وبالتالی أقل عدوانیة, وعموما فأن الاطفال الذین لدیهم القدرة على فهم مشاعر الآخرین (تعاطف معرفی)، سیکونون قادرین على مشارکة الآخرین مشاعرهم وانفعالاتهم (تعاطف وجدانی)، وبالتالی فإنه من المنطقی أن یکون هؤلاء الأطفال أقل استخداماً للعدوان تجاه أقرانهم.

کما أشارت النتائج أیضاً إلى وجود علاقة سلبیة بین التعاطف ببعدیه المعرفی والوجدانی وعدوان رد الفعل وهذا یعنى أن الأطفال المعاقین سمعیاً الذین لدیهم مستوى جید من التعاطف المعرفی والوجدانی أقل احتمالیة فى المشارکة فى عدوان رد الفعل وهذا ما أکدته دراسة (Crick &  Dodge, 1994)  أن هناک ارتباط سلبی بین التعاطف المعرفی وعدوان رد الفعل. وعلى العکس من ذلک فإن الأطفال الذین لیس لدیهم القدرة على تبنی وجهة نظر الآخرین أو آخذ منظور الآخر (أى لدیهم انخفاض فى مستوى التعاطف المعرفی) قد یکون لدیهم فهم خاطئ لسلوکیات الاخرین وبالتالی ینخرطون فی عدوان رد الفعل (Yeo et al, 2011). کما أکدت دراسة (Pouw et al., 2013) الارتباط السلبى  بین عدوان رد الفعل والتعاطف الوجدانی لدى الأطفال العادیین، وایجابیاً لدى الأطفال التوحدیین, وبذلک یمکن القول بثبوت صحة العلاقة السلبیة بین التعاطف المعرفى والوجدانى والعدوان بنوعیه الاستباقى ورد الفعل.

وتتناقض هذه النتیجة مع دراسة (Dautenhahn & Woods, 2003) والتى أشارت إلى أن الأطفال الذین لدیهم مستوى مرتفع من التعاطف المعرفی ینخرطون فی سلوکیات البلطجة والعدوان الاستباقی، حیث تری هذه الدراسة أن هؤلاء الأطفال لدیهم مستوى جید فى قراءة وفهم عقول وأفکار الآخرین وبالتالی یساعدهم ذلک فی قدرتهم على التعامل معهم بسهولة کما أنهم یدرکون ویفهمون عواقب أفعالهم ولذلک یبتدئون هم بالعدوان الاستباقی, وبذلک یمکن القول بتحقق صحة الفرض الاول من الدراسة الحالیة.

   کما اشارت نتائج الفرض الثانى إلى وجود فروق دالة إحصائیة بین درجات الطلاب المعاقین سمعیاً على مقیاس العدوان فی بعدى (العدوان الاستباقی – عدوان رد الفعل) لصالح بعد عدوان رد الفعل وهذه النتیجة تعنى أن الطلاب المعاقین سمعیاً یتسمون بعدوان رد الفعل أکثر من العدوان الاستباقی.

  ویمکن تفسیر ذلک عن طریق وجود ضعف لمهارات التواصل لدى المعاقین سمعیا وعدم قدرتهم علی فهم مشاعر الآخرین بالإضافة إلى ضعف قدرتهم علی التعاطف معهم وقلة محصولهم اللغوی, هذا بالإضافة إلى عدم معرفة الکثیر من أقرانهم العادیین لطرق التواصل مع المعاقین سمعیاً من لغة اشارة وغیرها کل ذلک یجعل الاخرین یبدءون بالعدوان علیهم لفظیا وجسدیا مما یستدعى من المعاقین سمعیا القیام برد الفعل علی ذلک العدوان الموجه إلیهم .

   کما أشارت العدید من الدراسات بوجه عام إلى أن الأطفال المعاقین سمعیاً            لدیهم العدید من المشکلات السلوکیة ومن أهمها مشکلة العدوان وذلک قد یرجع                إلى ضعف نموهم اللغوى مما سیقلل من اکتسابهم للمهارات اللغویة الاستقبالیة والتعبیریة,    الأمر الذی یؤثر سلباً على نموهم الاجتماعی والانفعالی ویؤدى ذلک إلى ظهور بعض                السلوکیات السلبیة مثل العدوان کرد فعل علی سلوکیات الآخرین الموجهه إلیهم              .(Van Eldik, 2005; Fellinger, 2009)

   کما أکدت العدید من الدراسات علی ضعف مستوى التعاطف لدى المعاقین سمعیاً وخاصة التعاطف المعرفی ویبدو ذلک واضحا من خلال ضعف قدرتهم على تسمیة وفهم مشاعر الاخرین، وبالتالی فان الضعف فى مستوى التعاطف لدیهم یؤدى بالضرورة إلى العدید من المشکلات الاجتماعیة مثل اضطراب التواصل والغضب والعدوان الذى یوجه لهم من قبل الآخرین(Rieffe & Meerum Terwogt, 2006) . ومعنى ذلک أنهم لا یبدءون هم بالتعدى علی الآخرین بل من یتعامل معهم هو من یبدأ بالعدوان علیهم والسخریة منهم.

ومما یعزز من صدق نتائج هذا الفرض والذى یرى أن الأطفال المعاقین سمعیاً لدیهم عدوان رد الفعل أکبر من العدوان الاستباقی هو ضعف مهارات التواصل لدیهم والناتجة عن ضعف مهاراتهم اللغویة یجعلهم لا یفهمون نوایا وقصد الاخرین مما یجعلهم یفترضون أنهم یسخرون منهم وبالتالی یکون رد فعلهم حالة من الغضب تجاه الاخرین ناتجة عن استفزازهم لهم من وجهة نظرهم ولیس هم من یستبق بالعدوان علی الآخرین .(Ciocci & Baran, 1998 ; Rieffe & Terwogt, 2006)

کما أن العدید من الأطفال المعاقین یتعرضون إلى أنواع من البلطجة والتعدى علیهم من قبل أقرانهم العادیین فی فصول دمجهم معهم، ویرجع ذلک إلى ما یعتقده الأطفال العادیین من أن المعاقین قد لا یستطیعون توصیل وجهة نظرهم أو توضیح ما حدث لهم إلى المسئولین فى المدرسة، وهذا یؤدى إلى قیام المعاقین بعدوان رد الفعل عند تعرض الآخرین لهم (Dixona et al., 2004). وهذا ما أکدته أیضاً نتائج دراسة (Pouw, 2013)  حیث أشارت إلى أن الأطفال التوحدیین لدیهم عدوان رد الفعل أکثر من العدوان الاستباقی کما وجد أن التوحدیین لدیهم مستوى عالی من عدوان رد الفعل مقارنة بأقرانهم العادیین وقد تم إرجاع ذلک إلى ضعف مهارات التعاطف وعدم القدرة على فهم وجهة نظر الاخرین. کما یرى (Dodge et al, 2007) أن عدوان رد الفعل کان أکثر شیوعاً من العدوان الاستباقی لدى المعاقین سمعیا.

ومما یفسر ظهور العدوان لدى المعاقین سمعیا فی هذه المرحلة "مرحلة الطفولة المتأخرة " رؤیة البعض بارتفاع السلوکیات المضادة للمجتمع فی وقت مبکر من الطفولة، بما فی ذلک استخدام العنف البدنی سواء للسرقة أو السیطرة على الآخرین، ومن المتوقع أن یصل إلى ذروته خلال أواخر مرحلة المراهقة أو بدایة سن البلوغ ، ثم ینخفض بشکل مطرد خلال مرحلة البلوغ ( ( Tremblay, 2003

وتأتى هذه النتیجة متعارضة مع ما یراه البعض من ارتباط العدوان الاستباقی بالجنوح والانسحاب الاجتماعی (Little et al., 2003). وهذا ما أشارت إلیه بعض الدراسات والتى ترى أن المعاقین سمعیاً لدیهم جنوح وانسحاب اجتماعی مقارنة بأقرانهم العادیین، کما اشارت نتائج دراسة (Theunissen et al., 2013)  أن المعاقین سمعیاً لدیهم عدوان استباقی أکثر من عدوان رد الفعل.

کما اشارت نتائج الفرض الثالث إلى وجود فروق دالة إحصائیة بین متوسط درجات الذکور ومتوسط درجات الاناث من المعاقین سمعیا على مقیاس العدوان (الاستباقی – رد الفعل) لصالح الذکور أی أن الطلاب الذکور أکثر عدوانیة سواء فی عدوان رد الفعل أو العدوان الاستباقی مقارنة بالإناث, ویمکن تفسیر ذلک بأنه یرجع إلى اختلاف طبیعة الجنسین فالذکور عادة یمیلون إلى العنف فی سلوکیاتهم بینما تمیل الإناث إلى الإستکانة حتى ولو وجه إلیهم هذا السلوک العدوانى من الآخرین فهن یبتعدن عن رد الفعل العدوانى، وقد یرجع ذلک إلى طبیعة التربیة والتنشئة الاجتماعیة فی معظم البلدان العربیة وخاصة هنا فی المملکة العربیة السعودیة حیث تتربی الفتیات علی الطاعة وعدم اصدار ایة سلوکیات مشکلة, ومما یؤید ذلک تأکید الکثیر من الدراسات على دور التنشئة الاجتماعیة کعامل مهم لا یمکن تجاهله فی نشأة الفروق فی العدوان بین الجنسین.

وقد أکد ذلک ما یراه البعض أن الآباء والأمهات یعتبرون العدوان الموجود لدى الذکور هو نوعاً من الرجولة ویعزز الآباء والأمهات لا شعوریاً هذا النوع من السلوک کما یکثر التسامح مع عدوان الولد وأحیاناً یشجع علیه مما یدعم العدوان عند الذکور حیث تبین فی کثیر من الدراسات أن الأمهات أقل تسامحاً مع عدوان بناتهن لأن العدوان لا یتفق مع النمط السلوکی الأنثوی حسب الثقافة (مجید ,2012).

وهناک دراسات تؤکد على دور العامل البیولوجی المتمثل فی نشاط مناطق الدماغ التی یطلق علیها بالهبوثلاموس واضطراب نسبة الهرمون الجنسی السیروتونین وهرمون التستوسترون فی تمیز الذکور والإناث بعضهم عن البعض فی السلوک العدوانی ولذا تظهر السلوکیات العدوانیة لدى الذکور أکثر من الإناث وذلک مثل دراسة (Little et al.,2003) والتی أشارت نتائجها إلى أن الذکور لدیهم عدوان استباقی أکثر من الإناث فی حین أنه قد یظهر لدى الإناث عدوان رد الفعل, کما أشارت نتائج دراسة (Mayberry  & Espelage, 2007)  إلى أن الذکور لدیهم عدوان استباقی ورد فعل أکثر من الإناث وکذلک لدیهم مستوى منخفض من التعاطف مقارنة بالإناث, کما اتفقت نتائج هذه الدراسة مع نتائج دراسة (لبیب ,التهامى وشعبان, 2013) والتى رأت أن الذکور من المعاقین سمعیاً أکثر عدوانیة من الإناث.

ولا تتفق هذه النتیجة مع ما یراه البعض من عدم وجود فروق بین العدوان الاستباقی وعدوان رد الفعل بین الذکور والإناث وذلک مثل دراسة Connor et al., 2003)).

    کما اشارت نتائج الفرض الرابع إلى وجود فروق دالة إحصائیة بین متوسط درجات الذکور ومتوسط درجات الإناث من المعاقین سمعیاً على مقیاس التعاطف، وذلک لصالح الإناث أی أن الإناث لدیهم نسبة أعلى من التعاطف مقارنة بالذکور ویمکن تفسیر ذلک بأن التنشئة الاجتماعیة فى مجتمعاتنا العربیة تسمح للبنات بإظهار انفعالاتهم والتعبیر عنها بشکل طبیعی مثل مشاعر الحنان والشفقة والحزن والبکاء ومراعاة مشاعر الآخرین بعکس الذکور والذى قد یفرض علیهم المجتمع ألا یعبروا عن انفعالاتهم لأنها تظهرهم بشکل ضعیف وأنهم یجب أن یکونوا أقویاء ولذا تبدو سمة التعاطف واضحة لدى الإناث ویظهر ذلک بشکل أکبر إذا ما کانت البنت تشعر بالضعف أکثر لکونها معاقة ولذا بدت الإناث من المعاقات سمعیاً أکثر تعاطفاً من الذکور.

   ویبدو أن التعاطف بکل أبعاده المعرفى والوجدانى أفضل لدى الإناث من الذکور حیث أشارت نتائج دراسة (Eisenberg & Lennon, 1983) إلى أن الإناث أکثر تعاطفاً من الذکور وخاصة فى قدرتهن على فهم مشاعر الاخرین وقراءة المنبهات الانفعالیة غیر الکلامیة التی تصدر عن الآخرین.

  ویؤکد ذلک ما أشارت إلیه نتائج بعض الدراسات من وجود فروق دالة بین الذکور والإناث فى مستوى التعاطف الوجدانی والمعرفی لصالح الإناث، وهذا ما أکدته دراسة Garton & Gringart ,2005)) والتى ترى أن الإناث لدیهن مستوى مرتفع من التعاطف الوجدانی والمعرفی مقارنة بالذکور،  وتتفق هذه النتیجة مع  ما یراه کل من                (عسکر، 2001؛ العبیدی، 2011Muncer & Ling, 2006; ) من وجود فروق فى التعاطف المعرفی والوجدانی بین الذکور والإناث لصالح الإناث, کما أشارت نتائج              (عبد اللطیف، الضبع ، 2007) إلى وجود فروق بین الذکور والإناث فی مستوى التعاطف ببعدیه الوجدانی والمعرفی لصالح الإناث. وبذلک یمکن القول بتحقق صحة الفرض الرابع.

توصیات الدراسة:

1- العمل علی وضع برامج تدخل مبکر تهدف إلى کشف وتشخیص وعلاج العدوان بنوعیه الاستباقى ورد الفعل لدى المعاقین سمعیاً.

2- اهتمام کل من المنزل ومعاهد الأمل لتربیة المعاقین سمعیاً باستخدام الاستراتیجیات التى تساعد علی کف السلوک العدوانى لدى هذه الفئة.

3- عدم استخدام الاجراءات التعسفیة عند التعامل مع المعاقین سمعیاً لتأثیرها السلبى علی نمو مستوى التعاطف لدیهم.

4- الاهتمام بضرورة تنمیة التعاطف المعرفى والوجدانى لدى المعاقین سمعیاً لما له من أهمیة فی الحد من المشکلات السلوکیة وخاصة العدوان .

5- اعادة النظر فی المقررات الدراسیة بما یساعد علی دعم الجوانب المعرفیة والوجدانیة للتعاطف عند المعاقین سمعیاً.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع:

  1. بدر، فائقة محمد. (2004). أسلوب المعاملة الوالدیة ومفهوم الذات وعلاقة کلّ منهما بالسلوک العدوانی لدى عینة من تلمیذات المرحلة الابتدائیة بجدة. رسالة دکتوراه غیر منشورة، جامعة الملک خالد، المملکة العربیة السعودیة.
  2. حماد، محمد أحمد ؛ عوض، هدى شعبان. (2013). الاعاقة السمعیة ونظریة العقل. الریاض: مکتبة دار الزهراء للطباعة والنشر.
  3. جولمان، دانیال. (2000). الذکاء العاطفی. ترجمة لیلى الجبالی، الکویت: عالم المعرفة، العدد262.
  4. حنفى, علی عبد النبى. (2002). مشکلات المعاقین سمعیا کما یدرکها معلمو المرحلة الابتدائیة فی ضوء بعض المتغیرات. مجلة کلیة التربیة ببنها ,12(53) , 136-181.
  5. العبیدی، عفراء ابراهیم. (2011). طبیعة العلاقة الارتباطیة بین التعاطف والسلوک العدوانی "دراسة میدانیة لدى عینة من طلبة المرحلة المتوسطة فی مدارس بغداد الرسمیة". مجلة جامعة دمشق، 27(3)، 131-164.
  6. عسکر، سهیلة عبد الرضا. (2001). التعاطف لدى طلبة الجامعة وعلاقته بالذکاء الاجتماعی. رسالة ماجستیر غیر مشورة، کّلیة الآداب- جامعة بغداد- بغداد.
  7. عبد الطیف، رمضان ؛ الضبع، فتحی عبد الرحمن. (2007). التعاطف وعلاقته بأبعاد السلوک العدوانی لدى عینة من طلاب الجامعة. مجلة الثقافة والتنمیة، العدد الثالث والعشرون، 186-227.
  8. لبیب, تهانى محمد ؛ التهامى, السید یس ؛ شعبان، آلاء محمود. (2013). دراسة لاضطراب النشاط الزائد والسلوکیات العدوانیة وسلوک المشاغبة لدى الاطفال الصم. مجلة الارشاد النفسی, مرکز الارشاد النفسی,            34, 515-563.
  9. مجید ,سوسن شاکر. (2012) . العدوان، مفهومه، نظریاته، أشکاله، والفروق بین الجنسین. مجلة الحوار المتمدن , 3702 . تم استرجاعه فی 14/3/2014 على الرابط   http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=304037

 

  1.  Acet, M., Tazegul. U., Kocapinar, O., & Bas, Z. (2012). A comparison of the levels of aggression and assertiveness between amputee and hearing-impaired football players. International journal of Academic Research. 4(3), 5-10.
  2. Albiero, P., Matricardi, G., Speltri, D., Toso, D.  (2009)  The assessment of empathy in adolescence: A contribution to the Italian validation of the "Basic Empathy Scale". Journal Adolescent, 32(2), 393-408.  
  3. Bailey, P., Henry,J., &  Hippel, W. (2008).  Empathy and social functioning in late adulthood. Aging and mental health, 12(4), 499-503.
  4. Bandura, A. (1973). Aggression: A social learning analysis. Englewood Cliffs, NJ: Prentice-Hall.
  5. Bauman, S., & Pero, H. (2010). Bullying and Cyberbullying Among Deaf Students and Their Hearing Peers: An Exploratory Study. Journal of Deaf Studies and Deaf Education, 16(2),  236-253.
  6. Berkowitz, L. (1993). Aggression: Its Causes, Consequences, And Control. McGraw-Hill, New York, p 485.
  7. Blair, R. J. R. (2005). Responding to the emotions of others: Dissociating forms of empathy through the study of typical and psychiatric populations. Consciousness and Cognition, 14, 698–718.

 

 

  1. Brendgen, M., Vitaro, F., Tremblay, R. E., & Lavoie, F. (2001). Reactive and proactive aggression: Predictions to physical violence in different contexts and moderating effects of parental monitoring and care giving behavior. Journal of Abnormal Child Psychology, 29, 293–304.
  2. Card, N., & Little, T. (2006). Proactive and reactive aggression in childhood & adolescence: a metaanalysis of differential relations with psychosocial adjustment. Int J Behav Dev, 30,466–480.
  3. Castro, B., Koops, W., Veerman J., Bosch, J. (2005). Emotions in Social Information Processing and Their Relations With Reactive and Proactive Aggression in Referred Aggressive Boys. Journal of Clinical Child and Adolescent Psychology, 34(1),              105–116.
  4. Ciocci, S. R., & Baran, J. A. (1998). The use of conversational repair strategies by children who are deaf. American Annals of the Deaf, 143, 235-245.
  5. Connor, D. F., Steingard, F. J., Anderson, J. J., & Melloni, R. H. (2003). Gender differences in reactive and proactive aggression. Child Psychiatry and Human Development, 33, 279–294.

 

 

 

  1. Crick, N. R., & Dodge, K. A. (1994). A review and reformulation of social information-processing mechanisms in children’s social adjustment. Psychological Bulletin, 115, 74-101.
  2. Dautenhahn, K., & Woods, S. (2003). Possible Connections between Bullying Behaviour, Empathy and Imitation. Procs 2nd Int Symp on Imitation in Animals and Artifacts, 68-77.
  3. Dixon, R., Smith, P., & Jenks, C. (2004). Bullying & Difference: A Case Study of Peer Group Dynamics in OneSchool. Journal of School Violence, 3(4), 41-58.
  4. Dodge, K. A., & Coie, J. D. (1987). Social-information-processing factors in reactive and proactive aggression in children’s peer groups. Journal of Personality and Social Psychology, 53, 1146–1158.
  5. Dodge, K. A., Lansford, J. E., Burks, V. S., Bates, J. E., Pettit, G. S., Fontaine, R. (2003). Peer rejection and social information-processing factors in the development of aggressive behavior problems in children. Child Development, 74, 374–393.
  6. Dodge, K.A., Lochman, J.E., Harnish, J.D., Bates, J.E., & Pettit, G.S. (1997). Reactive and proactive aggression in school children and psychiatrically impaired chronically assaultive youth. Journal of Abnormal Psychology, 106, 37–51.

 

 

  1. Eisenberg, N., & Lennon,R. (1983). Six Differences In Empathy and Related Capacities. Psychological Bulletin, 94(1), 100-134.
  2. Eslinger, P. J. (1998). Neurological and neuropsychological bases of empathy. European Neurology, 39, 193–199.
  3. Fellinger, J.,  Holzinger, D., Sattel, H., Laucht, M., & Goldberg, D. (2009). Correlates of mental health disorders among children with hearing impairments. Dev Med Child Neurol, 51(8), 635–641.
  4. Fisher, J. (2002). The Role of Theory of Mind and Emotion Recognition in The Social Interaction of Individual with Autistic Disorders. Unpublished Doctoral Dissertation, AliantInternationalUniversity, San Diego.
  5. Fite, P. J., Rathert, J., Colder, C. R., Lochman, J. E. & Wells, K. C. (2012). Proactive and reactive aggression. In R. J. R. Levesque (Ed.) Encyclopedia of adolescence (pp. 2164- 2170). New York, NY: Springer.
  6. Fite, P., Colder, C., Lochman, J., Wells, K. (2008). The Relation Between Childhood Proactive and Reactive Aggression and Substance Use Initiation. J Abnorm Child Psychol, 36, 261–271.

 

  1. Foti G. (2005). The Assessment Of Reactive and Proactive Subtypes of Aggression. Unpublished Master Dissertation, University of Guelph, Ontario, Canada.
  2. Frick, J., Cornell, H., Barry, T., Bodin, D., & Dane, E. (2003). Callous-unemotional traits and conduct problems in the prediction of conduct problem severity, aggression, and self report of delinquency. Journal of Abnormal Child Psychology,31, 457–470.
  3. Garton, A. F. & Gringart, E. (2005). The development of a scale to measure empathy in 8-9 year old children. Australian Journal of Education and Developmental Psychology, 5, 17-25.
  4. Harris, P. L. (1989). Children and emotion: The development of psychological understanding. Cambridge: Basil Blackwell.
  5. Hastings, D., Zahn-Waxler, C., Robinson, J., Usher, B., & Bridges, D. (2000). The development of concern for others in children with behavior problems. Developmental Psychology, 36, 531–546.
  6. Hendrickson, M. (2012). Examining the Impact of Anxiety Symptoms on Relations between Reactive and Proactive Aggression and the Quality and Stability of Children’s Best Friendships. Unpublished Master Dissertation. University of Kansas, Kansas. 
  7. Howley, M. & Howe, C. (2004). Social interaction and cognitive growth: An examination through the role-taking skills of deaf and hearing children. British Journal of Developmental Psychology, 22(2), 219–243.
  8. Hubbard, A., Meghan D., Mcauliffe M., Morrow, M., & Romano, L. (2010). Reactive and Proactive Aggression in Childhood and Adolescence: Precursors, Outcomes, Processes, Experiences, and Measurement. Journal of Personality 78(1) ,95-118.
  9. Jolliffe, D., & Farrington, D. (2006a). Development and validation of the Basic Empathy Scale. Journal of Adolescence, 29(4), 589–611.
  10. Jolliffe, D., & Farrington, D. (2006b). Examining the Relationship Between Low Empathy and Bullying. Aggressive Behavior, 32(6), 540-550.
  11. Little, D., Jones, M., Henrich, C., & Hawley, H. (2003). Disentangling the ‘‘whys’’ from the ‘‘whats’’ of aggressive behaviour. Int Journal Behav Dev 27,122–133.
  12. Lovett, J., & Sheffield, A. (2007). Affective empathy deficits in aggressive children and adolescents: A critical review. Clinical Psychology Review, 27, 1–13.
  13. Marsee M, Frick P. (2007). Exploring the Cognitive and Emotional Correlates to Proactive and Reactive Aggression in a Sample of Detained Girls. J Abnorm Child Psychol, 35(6), 969-981.

 

 

  1. Mayberry, L., & Espelage, L. (2007). Associations among empathy, social competence, and reactive/proactive aggression subtypes. Journal of Youth Adolescence, 36, 787–798.
  2. McAuliffe, D., Hubbard, A., Rubin, M., Morrow, T., & Dearing, F. (2007). Reactive and proactive aggression: Stability of constructs and relations to correlates. Journal of Genetic Psychology, 167, 365–382.
  3. Miller, J. D., & Lynam, D. R. (2006). Reactive and proactive aggression: Similarities and differences. Personality and Individual Differences, 41, 1469–1480.
  4. Mitchell, E., & Karchmer, A. (2005). Parental hearing status an signing among Deaf and hard of hearing students. Sign Language Studies, 5, 231–244.
  5. Morgan, G. & Kegi, J. (2006). Nicaraguan Sigh Language and Theory of Mind: The Issue of Critical Periods & Abilities. Journal of Child Psychology and Psychiatry, 47 (8), 811-819.
  6. Muncer, S. J. & Ling, J. (2006). Psychometric analysis of the empathy quotient (EQ) scale. Personality and individual differences, 40 (6),1111-1119.
  7. Polman, H., Orobio de Castro, B., Thomaes, S., & van Aken, M. (2009). New directions in measuring reactive and proactive aggression: Validation of a teacher questionnaire. Journal of Abnormal Child Psychology, 37, 183–193.
  8.  Poulin, F., & Boivin, M. (1999). Proactive and reactive aggression and boys’ friendship quality in mainstream classrooms. Journal of Emotional and Behavioral Disorders, 7, 168-177.
  9. Poulin, F., & Boivin, M. (2000). Reactive and proactive aggression: Evidence of a two-factor model. Psychological Assessment, 12, 115–122.
  10. Pouw, L., Rieffe, C., Oosterveld, P., Huskens, B., & Stockmann, L. (2013). Reactive/proactive aggression and affective/cognitive empathy in children with ASD. Research in Developmental Disabilities, 34,  1256–1266.
  11. Pursoo, T. (2013). Predicting Reactive and Proactive Relational Aggression in Early Adolescence as a Function of Individual Differences in Machiavellianism, Empathy, and Emotion Regulation. Unpublished Doctoral Dissertation, University of Ottawa, Canada.
  12. Raine, A., Dodge, K., Loeber, R., Gatzke-Kopp, L., Lynam, D., & Reynolds, C. (2006). The reactive-proactive aggression questionnaire: Differential correlates of reactive and proactive aggression in adolescent boys. Aggressive Behavior, 32, 159–171.
  13. Rieffe, C., & Meerum Terwogt, M. (2006). Anger communication in deaf children. Cognition and Emotion, 20, 1261–1273.

 

 

  1. Rieffe, C., Camodeca, M., Pouw, L. B. C., Lange, A. M. C., & Stockmann, L. (2012). Don't anger me! Bullying, victimization, and emotion dysregulation in young adolescents with ASD. European Journal of Developmental Psychology, 9, 351-370.
  2. Rieffe, C., Ketelaar, L., & Wiefferink, C. H. (2010). Assessing empathy in young children: Construction and validation of an empathy questionnaire (EmQue).Personality and Individual Differences, 49, 362–367.
  3. Roberts, W. & Strayer, J. (1996). Empathy, emotional expressiveness, and prosocial behavior. Child Development, 67, 449–470.
  4. Saylor, C., & Leach, J. (2009). Perceived Bullying and Social Support in Students Accessing Special Inclusion Programming. Journal of Developmental and Physical Disabilities, 21(1), 69-80.
  5. Smith, A. (2006). Cognitive Empathy and Emotional Empathy in Human Behavior and Evolution. The Psychological Record, 56(1), 3-21.
  6. Stephanie, C., Carolien, R., Netten, A., Briaire, J., MSc, W., Schoones, J., & Frijns, J. (2014). Psychopathology and Its Risk and Protective Factors in Hearing-Impaired Children and Adolescents A Systematic Review. JAMA Pediatr, 168(2), 170-177.

 

  1. Sunal., S. & Cam., O. (2005). Okulöncesi dönem isitme engelli çocukların ruhsal uyum düzeylerinin incelenmesi. [A research on psychological adaptation level of hearing impaired children in preschool period]. Cocuk ve Genclik Ruh Sagligi Dergisi, 12(1), 11-18.
  2. Theunissen, S., Rieffe, C., Kouwenberg, M., De Raeve, LJ., Soede, W., Briaire, J., & Frijns, H. (2013). Behavioral problems in school-aged hearing-impaired children: the influence of sociodemographic, linguistic, and medical factors. Eur Child Adolesc Psychiatry, 23(4), 187-196.
  3. Tremblay, R.E. (2003). Why socialization fails: The case of chronic physical aggression. In B.B. Lahey, T.E. Moffitt, and A. Caspi (Eds.), Causes of conduct disorder and juvenile delinquency. New York: The Guilford Press.
  4. Van Eldik T. (2005). Mental health problems of Dutch youth with hearing loss as shown on the Youth Self Report. Am Ann Deaf, 150(1),11–16.
  5. Vitaro F, Brendgen M., & Barker ED (2006) Subtypes of aggressive behaviors: a developmental perspective. Int J Behav Dev 30, 12–19.
  6. Vitaro, F., Brendgen, M., & Tremblay, R. E. (2002). Reactively and proactively aggressive children: Antecedent and subsequent characteristics. Journal of Child Psychology and Psychiatry and Allied Disciplines, 43, 495–506.
    1. Walters, G. D. (2005). Proactive and reactive aggression: A lifestyle view. In J. P. Morgan (Ed.), Psychology of aggression (pp. 29–43). Hauppauge, NY: Nova.
    2. Weiner, J., & Mak, M. (2009). Peer victimization in children with attention-deficit/hyperactivity disorder. Psychology in the Schools, 46, 116–131.
    3. Weiner, M & Miller, M. (2006). Deaf Children and Bullying: Directions For Future Research. American Annals Of the Deaf, 151(1), 61-70.
    4. Weiner, M. T., Day, S. J., & Galvan, D. (2013). Deaf and hard of hearing students' perspectives on bullying and school climate. American Annals of the Deaf, 158(5), 324-343.
    5. Yeo, S., Ang, P., Loh, S., Fu, J., & Karre, K. (2011). The role of affective and cognitive empathy in physical, verbal & indirect aggression of a Singaporean sample of boys. Journal of Psychology, 145,(4), 313-330.

 

 

 

 

 

 

  1. المراجع:

    1. بدر، فائقة محمد. (2004). أسلوب المعاملة الوالدیة ومفهوم الذات وعلاقة کلّ منهما بالسلوک العدوانی لدى عینة من تلمیذات المرحلة الابتدائیة بجدة. رسالة دکتوراه غیر منشورة، جامعة الملک خالد، المملکة العربیة السعودیة.
    2. حماد، محمد أحمد ؛ عوض، هدى شعبان. (2013). الاعاقة السمعیة ونظریة العقل. الریاض: مکتبة دار الزهراء للطباعة والنشر.
    3. جولمان، دانیال. (2000). الذکاء العاطفی. ترجمة لیلى الجبالی، الکویت: عالم المعرفة، العدد262.
    4. حنفى, علی عبد النبى. (2002). مشکلات المعاقین سمعیا کما یدرکها معلمو المرحلة الابتدائیة فی ضوء بعض المتغیرات. مجلة کلیة التربیة ببنها ,12(53) , 136-181.
    5. العبیدی، عفراء ابراهیم. (2011). طبیعة العلاقة الارتباطیة بین التعاطف والسلوک العدوانی "دراسة میدانیة لدى عینة من طلبة المرحلة المتوسطة فی مدارس بغداد الرسمیة". مجلة جامعة دمشق، 27(3)، 131-164.
    6. عسکر، سهیلة عبد الرضا. (2001). التعاطف لدى طلبة الجامعة وعلاقته بالذکاء الاجتماعی. رسالة ماجستیر غیر مشورة، کّلیة الآداب- جامعة بغداد- بغداد.
    7. عبد الطیف، رمضان ؛ الضبع، فتحی عبد الرحمن. (2007). التعاطف وعلاقته بأبعاد السلوک العدوانی لدى عینة من طلاب الجامعة. مجلة الثقافة والتنمیة، العدد الثالث والعشرون، 186-227.
    8. لبیب, تهانى محمد ؛ التهامى, السید یس ؛ شعبان، آلاء محمود. (2013). دراسة لاضطراب النشاط الزائد والسلوکیات العدوانیة وسلوک المشاغبة لدى الاطفال الصم. مجلة الارشاد النفسی, مرکز الارشاد النفسی,            34, 515-563.
    9. مجید ,سوسن شاکر. (2012) . العدوان، مفهومه، نظریاته، أشکاله، والفروق بین الجنسین. مجلة الحوار المتمدن , 3702 . تم استرجاعه فی 14/3/2014 على الرابط   http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=304037

     

    1.  Acet, M., Tazegul. U., Kocapinar, O., & Bas, Z. (2012). A comparison of the levels of aggression and assertiveness between amputee and hearing-impaired football players. International journal of Academic Research. 4(3), 5-10.
    2. Albiero, P., Matricardi, G., Speltri, D., Toso, D.  (2009)  The assessment of empathy in adolescence: A contribution to the Italian validation of the "Basic Empathy Scale". Journal Adolescent, 32(2), 393-408.  
    3. Bailey, P., Henry,J., &  Hippel, W. (2008).  Empathy and social functioning in late adulthood. Aging and mental health, 12(4), 499-503.
    4. Bandura, A. (1973). Aggression: A social learning analysis. Englewood Cliffs, NJ: Prentice-Hall.
    5. Bauman, S., & Pero, H. (2010). Bullying and Cyberbullying Among Deaf Students and Their Hearing Peers: An Exploratory Study. Journal of Deaf Studies and Deaf Education, 16(2),  236-253.
    6. Berkowitz, L. (1993). Aggression: Its Causes, Consequences, And Control. McGraw-Hill, New York, p 485.
    7. Blair, R. J. R. (2005). Responding to the emotions of others: Dissociating forms of empathy through the study of typical and psychiatric populations. Consciousness and Cognition, 14, 698–718.

     

     

    1. Brendgen, M., Vitaro, F., Tremblay, R. E., & Lavoie, F. (2001). Reactive and proactive aggression: Predictions to physical violence in different contexts and moderating effects of parental monitoring and care giving behavior. Journal of Abnormal Child Psychology, 29, 293–304.
    2. Card, N., & Little, T. (2006). Proactive and reactive aggression in childhood & adolescence: a metaanalysis of differential relations with psychosocial adjustment. Int J Behav Dev, 30,466–480.
    3. Castro, B., Koops, W., Veerman J., Bosch, J. (2005). Emotions in Social Information Processing and Their Relations With Reactive and Proactive Aggression in Referred Aggressive Boys. Journal of Clinical Child and Adolescent Psychology, 34(1),              105–116.
    4. Ciocci, S. R., & Baran, J. A. (1998). The use of conversational repair strategies by children who are deaf. American Annals of the Deaf, 143, 235-245.
    5. Connor, D. F., Steingard, F. J., Anderson, J. J., & Melloni, R. H. (2003). Gender differences in reactive and proactive aggression. Child Psychiatry and Human Development, 33, 279–294.

     

     

     

    1. Crick, N. R., & Dodge, K. A. (1994). A review and reformulation of social information-processing mechanisms in children’s social adjustment. Psychological Bulletin, 115, 74-101.
    2. Dautenhahn, K., & Woods, S. (2003). Possible Connections between Bullying Behaviour, Empathy and Imitation. Procs 2nd Int Symp on Imitation in Animals and Artifacts, 68-77.
    3. Dixon, R., Smith, P., & Jenks, C. (2004). Bullying & Difference: A Case Study of Peer Group Dynamics in OneSchool. Journal of School Violence, 3(4), 41-58.
    4. Dodge, K. A., & Coie, J. D. (1987). Social-information-processing factors in reactive and proactive aggression in children’s peer groups. Journal of Personality and Social Psychology, 53, 1146–1158.
    5. Dodge, K. A., Lansford, J. E., Burks, V. S., Bates, J. E., Pettit, G. S., Fontaine, R. (2003). Peer rejection and social information-processing factors in the development of aggressive behavior problems in children. Child Development, 74, 374–393.
    6. Dodge, K.A., Lochman, J.E., Harnish, J.D., Bates, J.E., & Pettit, G.S. (1997). Reactive and proactive aggression in school children and psychiatrically impaired chronically assaultive youth. Journal of Abnormal Psychology, 106, 37–51.

     

     

    1. Eisenberg, N., & Lennon,R. (1983). Six Differences In Empathy and Related Capacities. Psychological Bulletin, 94(1), 100-134.
    2. Eslinger, P. J. (1998). Neurological and neuropsychological bases of empathy. European Neurology, 39, 193–199.
    3. Fellinger, J.,  Holzinger, D., Sattel, H., Laucht, M., & Goldberg, D. (2009). Correlates of mental health disorders among children with hearing impairments. Dev Med Child Neurol, 51(8), 635–641.
    4. Fisher, J. (2002). The Role of Theory of Mind and Emotion Recognition in The Social Interaction of Individual with Autistic Disorders. Unpublished Doctoral Dissertation, AliantInternationalUniversity, San Diego.
    5. Fite, P. J., Rathert, J., Colder, C. R., Lochman, J. E. & Wells, K. C. (2012). Proactive and reactive aggression. In R. J. R. Levesque (Ed.) Encyclopedia of adolescence (pp. 2164- 2170). New York, NY: Springer.
    6. Fite, P., Colder, C., Lochman, J., Wells, K. (2008). The Relation Between Childhood Proactive and Reactive Aggression and Substance Use Initiation. J Abnorm Child Psychol, 36, 261–271.

     

    1. Foti G. (2005). The Assessment Of Reactive and Proactive Subtypes of Aggression. Unpublished Master Dissertation, University of Guelph, Ontario, Canada.
    2. Frick, J., Cornell, H., Barry, T., Bodin, D., & Dane, E. (2003). Callous-unemotional traits and conduct problems in the prediction of conduct problem severity, aggression, and self report of delinquency. Journal of Abnormal Child Psychology,31, 457–470.
    3. Garton, A. F. & Gringart, E. (2005). The development of a scale to measure empathy in 8-9 year old children. Australian Journal of Education and Developmental Psychology, 5, 17-25.
    4. Harris, P. L. (1989). Children and emotion: The development of psychological understanding. Cambridge: Basil Blackwell.
    5. Hastings, D., Zahn-Waxler, C., Robinson, J., Usher, B., & Bridges, D. (2000). The development of concern for others in children with behavior problems. Developmental Psychology, 36, 531–546.
    6. Hendrickson, M. (2012). Examining the Impact of Anxiety Symptoms on Relations between Reactive and Proactive Aggression and the Quality and Stability of Children’s Best Friendships. Unpublished Master Dissertation. University of Kansas, Kansas. 
    7. Howley, M. & Howe, C. (2004). Social interaction and cognitive growth: An examination through the role-taking skills of deaf and hearing children. British Journal of Developmental Psychology, 22(2), 219–243.
    8. Hubbard, A., Meghan D., Mcauliffe M., Morrow, M., & Romano, L. (2010). Reactive and Proactive Aggression in Childhood and Adolescence: Precursors, Outcomes, Processes, Experiences, and Measurement. Journal of Personality 78(1) ,95-118.
    9. Jolliffe, D., & Farrington, D. (2006a). Development and validation of the Basic Empathy Scale. Journal of Adolescence, 29(4), 589–611.
    10. Jolliffe, D., & Farrington, D. (2006b). Examining the Relationship Between Low Empathy and Bullying. Aggressive Behavior, 32(6), 540-550.
    11. Little, D., Jones, M., Henrich, C., & Hawley, H. (2003). Disentangling the ‘‘whys’’ from the ‘‘whats’’ of aggressive behaviour. Int Journal Behav Dev 27,122–133.
    12. Lovett, J., & Sheffield, A. (2007). Affective empathy deficits in aggressive children and adolescents: A critical review. Clinical Psychology Review, 27, 1–13.
    13. Marsee M, Frick P. (2007). Exploring the Cognitive and Emotional Correlates to Proactive and Reactive Aggression in a Sample of Detained Girls. J Abnorm Child Psychol, 35(6), 969-981.

     

     

    1. Mayberry, L., & Espelage, L. (2007). Associations among empathy, social competence, and reactive/proactive aggression subtypes. Journal of Youth Adolescence, 36, 787–798.
    2. McAuliffe, D., Hubbard, A., Rubin, M., Morrow, T., & Dearing, F. (2007). Reactive and proactive aggression: Stability of constructs and relations to correlates. Journal of Genetic Psychology, 167, 365–382.
    3. Miller, J. D., & Lynam, D. R. (2006). Reactive and proactive aggression: Similarities and differences. Personality and Individual Differences, 41, 1469–1480.
    4. Mitchell, E., & Karchmer, A. (2005). Parental hearing status an signing among Deaf and hard of hearing students. Sign Language Studies, 5, 231–244.
    5. Morgan, G. & Kegi, J. (2006). Nicaraguan Sigh Language and Theory of Mind: The Issue of Critical Periods & Abilities. Journal of Child Psychology and Psychiatry, 47 (8), 811-819.
    6. Muncer, S. J. & Ling, J. (2006). Psychometric analysis of the empathy quotient (EQ) scale. Personality and individual differences, 40 (6),1111-1119.
    7. Polman, H., Orobio de Castro, B., Thomaes, S., & van Aken, M. (2009). New directions in measuring reactive and proactive aggression: Validation of a teacher questionnaire. Journal of Abnormal Child Psychology, 37, 183–193.
    8.  Poulin, F., & Boivin, M. (1999). Proactive and reactive aggression and boys’ friendship quality in mainstream classrooms. Journal of Emotional and Behavioral Disorders, 7, 168-177.
    9. Poulin, F., & Boivin, M. (2000). Reactive and proactive aggression: Evidence of a two-factor model. Psychological Assessment, 12, 115–122.
    10. Pouw, L., Rieffe, C., Oosterveld, P., Huskens, B., & Stockmann, L. (2013). Reactive/proactive aggression and affective/cognitive empathy in children with ASD. Research in Developmental Disabilities, 34,  1256–1266.
    11. Pursoo, T. (2013). Predicting Reactive and Proactive Relational Aggression in Early Adolescence as a Function of Individual Differences in Machiavellianism, Empathy, and Emotion Regulation. Unpublished Doctoral Dissertation, University of Ottawa, Canada.
    12. Raine, A., Dodge, K., Loeber, R., Gatzke-Kopp, L., Lynam, D., & Reynolds, C. (2006). The reactive-proactive aggression questionnaire: Differential correlates of reactive and proactive aggression in adolescent boys. Aggressive Behavior, 32, 159–171.
    13. Rieffe, C., & Meerum Terwogt, M. (2006). Anger communication in deaf children. Cognition and Emotion, 20, 1261–1273.

     

     

    1. Rieffe, C., Camodeca, M., Pouw, L. B. C., Lange, A. M. C., & Stockmann, L. (2012). Don't anger me! Bullying, victimization, and emotion dysregulation in young adolescents with ASD. European Journal of Developmental Psychology, 9, 351-370.
    2. Rieffe, C., Ketelaar, L., & Wiefferink, C. H. (2010). Assessing empathy in young children: Construction and validation of an empathy questionnaire (EmQue).Personality and Individual Differences, 49, 362–367.
    3. Roberts, W. & Strayer, J. (1996). Empathy, emotional expressiveness, and prosocial behavior. Child Development, 67, 449–470.
    4. Saylor, C., & Leach, J. (2009). Perceived Bullying and Social Support in Students Accessing Special Inclusion Programming. Journal of Developmental and Physical Disabilities, 21(1), 69-80.
    5. Smith, A. (2006). Cognitive Empathy and Emotional Empathy in Human Behavior and Evolution. The Psychological Record, 56(1), 3-21.
    6. Stephanie, C., Carolien, R., Netten, A., Briaire, J., MSc, W., Schoones, J., & Frijns, J. (2014). Psychopathology and Its Risk and Protective Factors in Hearing-Impaired Children and Adolescents A Systematic Review. JAMA Pediatr, 168(2), 170-177.

     

    1. Sunal., S. & Cam., O. (2005). Okulöncesi dönem isitme engelli çocukların ruhsal uyum düzeylerinin incelenmesi. [A research on psychological adaptation level of hearing impaired children in preschool period]. Cocuk ve Genclik Ruh Sagligi Dergisi, 12(1), 11-18.
    2. Theunissen, S., Rieffe, C., Kouwenberg, M., De Raeve, LJ., Soede, W., Briaire, J., & Frijns, H. (2013). Behavioral problems in school-aged hearing-impaired children: the influence of sociodemographic, linguistic, and medical factors. Eur Child Adolesc Psychiatry, 23(4), 187-196.
    3. Tremblay, R.E. (2003). Why socialization fails: The case of chronic physical aggression. In B.B. Lahey, T.E. Moffitt, and A. Caspi (Eds.), Causes of conduct disorder and juvenile delinquency. New York: The Guilford Press.
    4. Van Eldik T. (2005). Mental health problems of Dutch youth with hearing loss as shown on the Youth Self Report. Am Ann Deaf, 150(1),11–16.
    5. Vitaro F, Brendgen M., & Barker ED (2006) Subtypes of aggressive behaviors: a developmental perspective. Int J Behav Dev 30, 12–19.
    6. Vitaro, F., Brendgen, M., & Tremblay, R. E. (2002). Reactively and proactively aggressive children: Antecedent and subsequent characteristics. Journal of Child Psychology and Psychiatry and Allied Disciplines, 43, 495–506.
      1. Walters, G. D. (2005). Proactive and reactive aggression: A lifestyle view. In J. P. Morgan (Ed.), Psychology of aggression (pp. 29–43). Hauppauge, NY: Nova.
      2. Weiner, J., & Mak, M. (2009). Peer victimization in children with attention-deficit/hyperactivity disorder. Psychology in the Schools, 46, 116–131.
      3. Weiner, M & Miller, M. (2006). Deaf Children and Bullying: Directions For Future Research. American Annals Of the Deaf, 151(1), 61-70.
      4. Weiner, M. T., Day, S. J., & Galvan, D. (2013). Deaf and hard of hearing students' perspectives on bullying and school climate. American Annals of the Deaf, 158(5), 324-343.
      5. Yeo, S., Ang, P., Loh, S., Fu, J., & Karre, K. (2011). The role of affective and cognitive empathy in physical, verbal & indirect aggression of a Singaporean sample of boys. Journal of Psychology, 145,(4), 313-330.