الکِفَايَاتُ التَّدريسيَّة اللازمَةُ لمـُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعيَّةِ بالمرحلةِ المتوسطةِ في ضوءِ معاييرِ الجودةِ الشَّامِلةِ في محافظةِ المزاحميَّة

     کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

الکِفَایَاتُ التَّدریسیَّة اللازمَةُ لمـُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّةِ بالمرحلةِ

 المتوسطةِ فی ضوءِ معاییرِ الجودةِ الشَّامِلةِ فی محافظةِ المزاحمیَّة

إعــــداد

أ/ منیره بنت محمد بن حسن المعمر

تخصص مناهج وطرق تدریس – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة

الریاض – المملکة العربیة السعودیة

      } المجلد الحادی والثلاثین– العدد الرابع  –  جزء أول– یولیو2015م  {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

مستخلص البحث:

هدفت الدِّراسَة إلى حصر الکفایات التَّدریسیَّة اللازمة عند مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة، وقد استخدمت الدِّراسَة المنهج الوصفی المسحی التحلیلی، اختیرت عَیِّنَة عشوائیَّة من مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی مکتب التَّربیَة والتَّعلیم بمحافظة المزاحمیَّة عددها (25) معلمة خلال الفصل الدِّراسَی الثانی للعام الدِّراسَی (1434/1435هـ). استخدمت بطاقة ملاحظة تکونت من (49) فقرة موزعة على سبع محاور کأداة للدراسة. وأظهرت الدِّراسَة أن درجة توافر کفایَة "جودة الکفاءة العلمیَّة فی التخصص" جاءت بدرجة متوسطة أی بمتوسط حسابی (2.98)، وکفایَة "جودة تخطیط الدرس" بدرجة متوسطة بمتوسط حسابی (2.63)، وکفایَة "جودة تنفیذ الدرس" بدرجة ضعیفة بمتوسط حسابی (2.50)، وکفایَة "جودة إدارة الصف" بدرجة ضعیفة بمتوسط حسابی (2.55)، وکفایَة "جودة تقنیات التَّعلیم" بدرجة متوسطة بمتوسط حسابی (2.67)، وکفایَة "جودة التقویم والأسئلة الصفیَّة" بدرجة متوسطة بمتوسط حسابی (2.89)، وکفایَة "السمات الشخصیَّة" بدرجة عالیَّة بمتوسط حسابی (3.48). وأوصت الدِّراسَة بعقد دورات تدریبیَّة للمـُعَلِّمَات حدیثات التعیین حول توظیف الکفایات التَّدریسیَّة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة فی تخصص العُلوم الشَّرعیَّة. وتشجیع تبادل زیارات الأقران وتوظیفها فی تنفیذ خطة التحضیر والقائمة على کفایات التَّدریس فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة.

المقدِّمة:

یعد المعلمُ رکیزةً أساسیَّة من رکائز العملیَّة التربویَّة ومحور من محاورها الأکثر فعالیة، وأنّ أی إصلاحٍ أو تطویرٍ أو تجدیدٍ فی العملیَّة التربویَّة لم یتناول المعلم لن یؤتی ثماره وسیکون محل لجدل واسع ومجال للتشکیک فی فعالیته، حیث یسهم المعلم بدورٌ فعَّالٌ فی جودة مخرجات العملیَّة التَّعلیمیَّة. ولا یمکن أن ینکر أحد تأثیر المعلم وفی تحسین خبرات التعلم التی تستهدفها العملیَّة التَّعلیمیَّة، کما أنه یسهم بدور واضح للجمیع فی جعل المعارف والمهارات خیوطًا قویَّة تتلاحم فی بناء شخصیَّة الطلاب من خلال تفاعلهم معه.

ومعلم العُلوم الشَّرعیَّة باعتباره ذا خصوصیَّة یستمد أهمیته من طبیعة العلم الذی یحمله، ویسعى إلى إیصاله لطلابه، فهو یحمل العلم الشرعی، والذی هو میراث النبوة، فهو وریث الأنبیاء. وکلما زاد تأثیره فی نفوس طلابه، وازداد دوره فی إصلاح مجتمعه، وطبق ما یدعو إلیه کان أهلًا لحمل رسالته التربویَّة (الدوسری، 1431هـ، ص92)

ولمعلم العُلوم الشَّرعیَّة دوراً هاماً فی بلورة مفهوم العُلوم الشَّرعیَّة بجمیع مقرراتها فی أذهان طلابه؛ لتکون منهجَ حیاةٍ یستنیرون بهداها ویستأنسون بتعالیمها، إلا أنّه مع تغیر إیقاعات العصر وتطور الحیاة وثورة التقنیَّة باتت الحاجة قائمة للنهوض بالمعلم والارتقاء بأدائه وتطویر کفایاته بما یضمن المخرجات الجیدة فی التَّعلیم، فالمعلم هو القاعدة المتینة للعملیَّة التربویَّة والتَّعلیمیَّة، بل هو قائدها ورکیزة تطویرها؛ لأنه بکفایاته التَّدریسیَّة تتحدد نوعیَّة مخرجات التَّعلیم ونوعیَّة الحیاة للأمة ومستقبلها، فهو یمثل أهم مکونات منظومة التَّدریس؛ لکونه یقوم بأدوار ونشاطات تدریسیَّة متعددة من أجل مساعدة المتعلمین على التَّعلیم فی مراحل التَّعلیم المختلفة (الغمیطی، 2011م، ص 54).

ویشیر الباقر (1414هـ، ص328) إلى أنّ الاتجاهات الحدیثة فی برامج إعداد المعلمین قبل الخدمة وفی أثنائها ترکز على الأخذ بعین الاعتبار مدخل الکفایات التَّدریسیَّة، فهو أحد الاتجاهات التربویَّة الذی ظهر خلال العقدین الأخیرین من القرن العشرین؛ لتلافی القصور الموجه فی إعداد المعلم. وقد أوصت العدید من الدِّراسَات مثل دراسة النجیدی (2001م) ودراسة کمال والحر (2003م) ودراسة غادة عید (2004م) على أهمیَّة تضمین برامج إعداد المعلمین قبل الخدمة لبعض الموضوعات، أو المقررات الکفیلة بإکسابهم الکفایات التَّدریسیَّة التی تؤهلهم للقیام بدورهم کما یجب فی الحقل التَّعلیمی، کما أوصت بإعادة النظر فی تخطیط البرامج التدریبیَّة أثناء الخدمة وضرورة استجابتها للاحتیاجات الحقیقیَّة للمعلمین بمختلف تخصصاتهم، وکذلک أوصت بعمل دورات تدریبیَّة للمعلمین على فترات زمنیَّة مختلفة؛ لتعریفهم بالمستجدات فی مجال التَّربیَة والتَّعلیم وطرق التَّدریس وکل ماله علاقة بعملیتی التَّعلیم والتَّعلُّم. ولکی یقوم المعلم بدوره الأساسی فی العملیَّة التَّعلیمیَّة فإنّه یجب أنْ تتوافر لدیه مجموعة من الکفایات التَّدریسیَّة التی تساعده على القیام بدوره على أکمل وجه، ولقد أکدت العدید من الدِّراسَات أهمیَّة توفر الکفایات لدى المعلم، وأنّ التَّعلیم الفعال یرتبط ارتباطًا وثیقًا بکفاءة المعلم عند قیامه بأدواره المتعددة والمتغیرة، کدراسة الجهیمی (1428هـ)، ودراسة الحصان (1432هـ)، ودراسة الحماد (1432هـ)، ودراسة الغمیطی (2011 م)، ودراسة الخمشی (1434هـ).

والکفایات التَّدریسیَّة کما عرّفها خزعلی ومومنی (2010م، ص559) فقد عرّفها بأنها القدرات والمهارات التی تمتلکها المـُعَلِّمَات بالمرحلة الأساسیَّة الدنیا فی مجال تصمیم عملیَّة التَّدریس وتنفیذها وتقویمها لتحقیق تعلم أکثر فاعلیَّة.

ونظراً لأهمیَّة کفایات المعلمین فی العملیَّة التَّعلیمیَّة فقد أوصى المؤتمر العالمی للتعلیم الإسلامی (1403هـ، ص 89-90) بضرورة تمکین المعلم من الإلمام بأحدث التطورات والاتجاهات فی مجال تخصصه وزیادة مقدرته فی تطویر کفایته، وتحسین القدرات المهنیَّة للمعلمین، والعمل على تقویم مدى تقدُّم المعلم بصفة مستمرة.

تعتبر الجودة عملیَّة بنائیَّة تهدف إلى تحسین المنتج النهائی ولا یمکن اعتبارها      عملیَّة خیالیَّة أو معقدة، حیث تستند على الإحساس العام للحکم على الأشیاء، وعلى  ضرورة تحسین ظروف العمل وبیئته الإداریَّة لکل العاملین داخل المؤسسة، وترتکز  الجودة على الجهود الإیجابیَّة التی یبذلها الأشخاص لتحقیق الجودة فی المنتج والأداء (أحمد، 2007م، ص17).

عرّفتها شلبی (2010م، ص447) بأنها تکوین ثقافة فی الأداء بحیث یعمل أعضاء المجتمع المدرسی کلهم بشکل صحیح منذ البدایَة وبصفة مستمرة لتحقیق أعلى جودة فی الأداء والعمل بروح الفریق الواحد المتعاون لترجمة احتیاجات المستفیدین وتوقعاتهم من الخدمة التَّعلیمیَّة (الطلبة، أولیاء الأمور، المجتمع، سوق العمل) إلى معاییر محددة تکون مؤشرات وموجهات للتحسین والتطویر فی المدارس بغیَة الوصول إلى درجة الجودة التی ینشدها المجتمع.

ویعرِّف الغامدی (1430هـ، ص68) جودة الأداء المهنی للمعلم بأنها: إتقان وتحسین أداء المعلم علمیًّا ومهنیًّا وشخصیًّا واجتماعیًّا وقیامه بمهام التَّربیَة والتَّعلیم المنوطة به على أکمل وجه وفقًا للمعاییر الموضوعة بهدف الوصول إلى تحقیق أهداف تربویَّة معَیَّنَة، مع مراعاة تحقیق حاجات التلامیذ وتوقعاتهم وبالتالی یحقق الوصول إلى رضا الله- تعالى-، ثم نیل رضا التلامیذ والمسئولین عن عملیَّة التَّربیَة والتَّعلیم.

فقد ذکر عطیة (2009م) عدة مبررات لتطبیق الجودة على أداء المعلم، ومنها:

­   تتابع المتغیرات العالمیَّة المعاصرة والتی تؤثر فی جودة أداء المعلم ومنها: التقدم العلمی والانفجار المعرفی وتقدم التکنولوجیا والاتصالات والثورة الاقتصادیَّة.

­   أن المعلم الیوم هو المخطط لعملیَّة التَّدریس ومن یقوم بإدارتها وتوجیهها بمشارکة التلامیذ والتفاعل معهم ومساعدتهم ولیس مثل المعلم التقلیدی الذی یهتم بنقل المعلومات وتلقینها للتلامیذ.

­   ضرورة المراجعة والتقویم المستمر لجمیع الأسالیب والإجراءات المرتبطة بتفعیل أداء المعلمین کطرق التَّدریس المتبعة والتقنیات والوسائل المستخدمة فی التَّدریس، ومدى ملاءمة الأهداف التَّعلیمیَّة ووضوحها، وغیر ذلک من الإجراءات التی تساعد على تفعیل أداء المعلمین فی المؤسسة التَّعلیمیَّة.

­   تزید من وعی المعلم بمفهوم الجودة وأسالیبها وأهدافها ومتطلبات تطبیقها، خاصة فیما یتعلق بأداء المعلم ومسؤولیاتها.

­       تحسین دافعیَّة المعلم نحو التدریب المستمر أثناء الخدمة وإتاحة الفرصة للمعلم للالتحاق بالدورات التدریبیَّة المتخصصة وورش العمل والندوات والمحاضرات التی تتعلق بتخصصه أو بتطویر الأداء وتحسینه فی مجال التَّدریس.

­    الکشف عن فاعلیَّة المعلم واتجاهه نحو مهنة التَّدریس من خلال قیاس الأداء.

­    العمل على رفع مستوى الکفاءة لدى المعلم شخصیا وعلمیًّا ومهنیًّا واجتماعیًّا.

­    التحفیز على الاستمرار فی تطویر الأداء ورفع الکفاءة الإنتاجیَّة للمعلم.

­    تساعد المعلم على تقویم أدائه باستمرار فی ضوء معاییر الأداء والتعرف على المشکلات والعوائق التی تعترض تقدمه، والعمل على تلافیها لتحقیق الجودة فی الأداء بشکل مستمر.

وتفرض فلسفة الجودة أن تکون الکفایات التَّدریسیَّة خاضعة لمعاییر الجودة ومحققه لها، لتکون أکثر فاعلیَّة عند تطبیقها وأدق عند قیاسها؛ وذلک للوصول بالمعلمین إلى رفع مستوى أدائهم وتقلیل أخطائهم من منطلق أداء العمل الصحیح المتقن، وبالتالی رضا من هم داخل العملیَّة التربویَّة والمستفیدین منها (الغامدی، 1430هـ، ص 103).

ولقد أکّدت العدید من الدِّراسَات السابقة ضرورة تضمین معاییر الجودة الشَّامِلة فی التَّعلیم، کدراسة العلی (1427هـ)، ودراسة الغامدی (1428هـ)، ودراسة العنزی (1428 هـ)، ودراسة عماشة (2007م)، ودراسة المیمان (1428هـ)، ودراسة الورثان (1428هـ).

کما أشارت العدید من الدراسات على تدنی مستوى الکفایات المهنیة لدى معلمی العلوم الشرعیة؛ مثل دراسة العنزی (١٤٢٣هـ) والتی أکدت انخفاض مستوى التمکن لدى مجموعة الدِّراسَة فی بعض الکفایات العامة. أما دراسة العلی (١٤٢٧هـ) فقد أکدت أن الأداء التَّدریسی لمـُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة کان متوسطاً فی ضوء معیار (القدرة على التواصل الاجتماعی، التمکن من المادة العلمیَّة، الکفاءة فی التَّدریس). کما کان الأداء التَّدریسی لمـُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة منخفض فی ضوء معیار (القدرة على تنمیَة القدرات الإبداعیَّة للطالبات). وجاءت دراسة الجهیمی (١٤٢٨هـ) أنه على الرغم من اعتراف معلمی العُلوم الشَّرعیَّة بأهمیَّة امتلاکهم الکفایات المهنیَّة ، إلا انها أظهرت تدنیًا فی الممارسة لدى معلمی العُلوم الشَّرعیَّة. کما بینت دراسة المالکی (1433هـ) انخفاض الأداء التَّدریسی لمعلمی التَّربیَة الإسلامیَّة للمرحلة الثانویَّة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة. کما أکدت دراسة الخمشی (1434هـ) على انخفاض درجة توافر الکفایات التَّدریسیَّة اللازمة لمعلمی العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة الابتدائیَّة فی ضوء معاییر الجودة.

         کما أکدت العدید من الدراسات على ضرورة تطویر الکفایات التَّدریسیَّة لمعلم التَّربیَة الإسلامیَّة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة، ومنها دراسة ندى فهد (2010م) والتی أکدت على أن مفهوم الکفایَة مرتبط ارتباطًا وثیقًا بمفهوم الجودة فی التَّعلیم، وأنه لکی یتمکن المعلم من تحقیق جودة الأداء لا بد له فی مرحلة الإعداد من أن یدرس ویتدرب على مجموعة من الکفایات المهنیَّة التی تعد مرشدًا وموجهًا له عند تصدیه لمهنة التَّدریس فی المستقبل. کما أظهرت دراسة الغمیطی (٢٠١١م) انخفاض الکفایات المهنیة (التخطیط، التنفیذ، التقویم) لدى المعلمین؛ وأکدت على ضرورة تطویر الکفایات التَّدریسیَّة لمعلم التَّربیَة الإسلامیَّة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة.

مشکلة الدّراسة وأسئلتها:

أحست الباحثة بمشکلة البحث من خلال اطِّلاع الباحثة على الدِّراسَات والبحوث التی أجریت فی مجال تدریس العُلوم الشَّرعیَّة، والتی تناولت موضوعات متعددة منها الکفایات التَّدریسیَّة، وکذلک عمل الباحثة معلمة فی المرحلة المتوسطة تبیَّن وجود قصور فی أداء کثیر من المـُعَلِّمَات للعلوم الشرعیَّة لمهامهم وأدوارهم التَّدریسیَّة فی هذه المرحلة، وهو ما أکدته مجموعة من الدِّراسَات السابقة السابق ذکرها.

وفی حدِّود علم الباحثة لا توجد دراسة تناولت الکفایات التَّدریسیَّة لمـُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة بالتحدید فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة.

      من هنا شعرت الباحثة بضرورة إجراء هذه الدِّراسَة للوقوف على أهم الکفایات التَّدریسیَّة اللازمة لمـُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة.

فی ضوء ما سبق یمکن تحدید مشکلة الدِّراسَة فی السؤال الرئیس التالی:

       ما الکفایات التَّدریسیَّة اللازمة لمـُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة؟ ویتفرع عن هذا السؤال الرئیس الأسئلة الفرعیَّة التَّالیَة:

1. ما الکفایات التَّدریسیَّة اللازمة لمـُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة ؟
2. ما مدى توافر الکفایات التَّدریسیَّة اللازمة لدى مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة؟

أهداف الدّراسة:

تمثّلت أهداف الدّراسة الحالیّة، فیما یلی:

1. حصر الکفایات التَّدریسیَّة اللازمة لمـُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة.
2. الکشف عن مدى توفر الکفایات التَّدریسیَّة اللازمة لدى مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة.

مواد وطرق البحث:

منهج الدّراسة:

اعتمدت الدّراسة المنهج الوصفی التحلیلی ؛ لملاءمته طبیعتها، من حیث أهدافها، وأسئلتها، وعیّنتها، وبیاناتها.

عیِّنة الدّراسة:

تم اختیار عَیِّنَة الدِّراسَة بطریقة عشوائیَّة من بین مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة بالمرحلة المتوسطة بمحافظة المزاحمیَّة، حیث بلغت عَیِّنَة المـُعَلِّمَات (25) معلمةً من مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة بنسبة (64%) من مجتمع البحث الأصلی.

أدوات الدّراسة:

تمَّ الاعتماد على الملاحظة وسیلة أساسیَّة لجمع البیانات والمعلومات من أفراد المجتمع لتحقیق أهداف الدِّراسَة، وقد تمَّ بناء بطاقة الملاحظة والتحقق من صدقها وثباتها، وذلک على النحو التالی:

بناء بطاقة الملاحظة:

قامت الباحثة ببناء بطاقة الملاحظة الخاصة بالدِّراسَة وتصمیمها مستفیدةً من مراجعة الأدبیات العلمیة ذات الصلة بموضوع الدِّراسَة، والاطلاع على البطاقات المذکورة فیها وأسالیب تدریسها، حیث تمکنت الباحثة من إعداد بطاقة الملاحظة فی صورتها الأولیَّة، وبعد عرضها على عدد (36) محکِّمًا بإبداء آرائهم وملاحظاتهم حول محاور البطاقة والمؤشرات التی تضمنتها، ومدى ملاءمتها وسلامة صیاغتها وارتباطها بالمحور. تم تصمیم البطاقة فی صورتها النهائیَّة لتحتوی على جزأین أساسین هما:

• الجزء الأول: بیانات عامة عن مجتمع الدِّراسَة، (اسم المعلمة والصف والموضوع وعدد الطالبات، المؤهل، عدد سنوات الخبرة، عدد الدورات التدریبیَّة)
• الجزء الثانی: اشتمل على سبع کفایات، تضمنت (49) مؤشرًا، وقد تم تصمیم البطاقة وفق مقیاس لیکرت الخماسی مقیاسًا لتحدید درجة تحقق کل مؤشر من المؤشرات التی تضمنتها الکفایات.

صدق الأداة:

وللتأکد من صدق الأداة تَمَّ عرضها على مجموعة من المحکمین، وقد تَمَّ الأخذ بآرائهم وإجراء التعدیلات التی اقترحوها، کما تَمَّ تطبیق الأداة على عَیِّنَة استطلاعیَّة من (14) معلمةً من مجتمع الدِّراسَة من خارج عَیِّنَة الدِّراسَة، وتَمَّ حساب معامل ارتباط بیرسون لکل کفایَة من کفایات الدِّراسَة بالمقیاس الکلی، ویبیِّن الجدول (1) هذه النتائج.

الجدول (1)

 معامل ارتباط بیرسون بین الکفایات الواردة فی أداة الدِّراسَة وبین الأداة الکلیَّة

یظهر من النتائج الواردة فی الجدول (4) وجود معاملات ارتباط مقبولة بین الکفایات الواردة فی أداة الدِّراسَة وبین الأداة الکلیَّة.

ثبات الأداة:

تَمَّ حساب معامل ثبات الأداة بکفایاتها السبع باستخدام طریقة التناسق الداخلی " ألفا کرونباخ"، ویبین الجدول (2) هذه النتائج.

الجدول (2)

 معامل الثبات (کرونباخ ألفا) للکفایات وللمقیاس الکلی

یظهر من النتائج الواردة فی الجدول (5) أن قیم معامل الثبات (کرونباخ ألفا) قد تراوحت بین (0.74 - 0.89)، وهی قیم مناسبة لأغراض البحث العلمی.

المناقشة:

أولاً: النتائج المتعلقة بالسؤال الأول:

ینص السؤال الأول على "ما الکفایات التَّدریسیَّة اللازمة لمـُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة؟"

وللإجابة عن هذا السؤال قامت الباحثة بإعداد قائمة بالکفایات التَّدریسیَّة اللازمة لمـُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة وعددها  ( 49) موزعة على (7) کفایات:

-          الکفایَة الأولى: جودة الکفاءة العلمیَّة فی التخصص، ومؤشراتها (1-5)، وعددهم (5) مؤشرات.

-          الکفایَة الثانیَّة: جودة تخطیط الدرس، ومؤشراتها (6-14)، وعددهم (9) مؤشرات.

-          الکفایَة الثالثة: جودة تنفیذ الدرس، ومؤشراتها (15-23)، وعددهم (9) مؤشرات.

-          الکفایَة الرابعة: جودة إدارة الصف، ومؤشراتها (24-31)، وعددهم (8) مؤشرات.

-          الکفایَة الخامسة: جودة تقنیات التَّعلیم، ومؤشراتها (32-36)، وعددهم (5) مؤشرات.

-          الکفایَة السادسة: جودة التقویم والأسئلة الصفیَّة، ومؤشراتها (37-44)، وعددهم (8) مؤشرات.

-          الکفایَة السابعة: السمات الشخصیَّة، ومؤشراتها (45-49)، وعددهم (5) مؤشرات.

ثانیاً: النتائج المتعلقة بالسؤال الثانی:

       ینص السؤال الثانی للبحث على " ما مدى توافر الکفایات التَّدریسیَّة اللازمة لدى مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة؟"

للإجابة عن السؤال الثانی من أسئلة الدِّراسَة تَمَّ حساب المتوسطات الحسابیَّة والانحرافات المعیاریَّة والرتبة ودرجة التوافر لکل فقرة من فقرات الکفایات الواردة فی أداة الدِّراسَة. وجاءت مرتبة حسب الکفایات التَّدریسیَّة اللازمة لدى مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة.

أولًا: کفایَة جودة الکفاءة العلمیَّة فی التخصص:

 یبین الجدول رقم (3) المتوسطات الحسابیَّة والانحرافات المعیاریَّة لدرجة توافر الکفایات التَّدریسیَّة اللازمة لدى مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة على فقرات کفایَة جودة الکفاءة العلمیَّة فی التخصص، وجاءت هذه الفقرات مرتبة تنازلیًّا وحسب الأداة:

الجدول رقم (3)

 درجة التوافر لفقرات کفایَة "جودة الکفاءة العلمیَّة فی التخصص"

یظهر الجدول السابق أن درجة توافر کفایَة "جودة الکفاءة العلمیَّة فی التخصص" لدى مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة کانت متوسطة، کما یظهر من النتائج أن الفقرتین رقم 5 والتی نصُّها "توضح المفاهیم الرئیسیَّة للدرس والشواهد الشرعیَّة" ورقم 1 والتی نصُّها "تمتلک معلومات ومعرفة علمیَّة صحیحة لتدریس مواد العُلوم الشَّرعیَّة" کانت درجة توافرهما عالیَة، فیما کانت درجة توافر الفقرة رقم 2 والتی نصُّها "تربط بین مواد العُلوم الشَّرعیَّة وبین العُلوم الأخرى" ضعیفة.  تعزو الباحثة نتیجة هذه الکفایَة إلى أن مُعَلِّمَات تخصص العُلوم الشَّرعیَّة قد درسنّ مقررات التخصص فی المرحلة الجامعیَّة الأولى فی مرحلة البکالوریوس لم تکن کافیَة لدراسة الطالبات، وتَمَّ إعدادهن لتدریس تلک المقررات وتخرجنّ بهذا التخصص، وهذا یظهر مدى الضعف فی التخصص، أو ممن تخصص منهنّ فی تخصصات إنسانیَّة أخرى، وعند التعین تَمَّ سد العجز منهنّ لتدریس العُلوم الشَّرعیَّة مما ینعکس ذلک على تدریس التخصص، وهنّ الآن یعملنّ الآن کمدرسات لمقررات العُلوم الشَّرعیَّة فی مدارس المملکة العربیَّة السعودیَّة.

ثانیًا: کفایَة جودة تخطیط الدرس:

 یبین الجدول رقم (4) المتوسطات الحسابیَّة والانحرافات المعیاریَّة لدرجة توافر الکفایات التَّدریسیَّة اللازمة لدى مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة على فقرات کفایَة جودة تخطیط الدرس. وجاءت هذه الفقرات مرتبة تنازلیًّا وحسب الأداة:

الجدول رقم (4)

 درجة التوافر لفقرات کفایَة "جودة تخطیط الدرس"

یظهر الجدول السابق أن درجة توافر کفایَة "جودة تخطیط الدرس" لدى مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة کانت متوسطة، کما یظهر من النتائج أن الفقرتین: رقم 8 والتی نصها "تُنظم الخطة التَّدریسیَّة الیومیَّة بطریقة سلیمة" ورقم 7 والتی نصها "تُصنّف أهداف الدرس إلى أهداف معرفیَّة ومهاریَّه ووجدانیَّة" کانت درجة توافرهما عالیَة، فیما کانت درجة توافر الفقرتین: رقم 10 والتی نصها "تحدد طرائق تعلیم وتعلم حدیثة مثل (حل المشکلات، التَّعلُّم التعاونی، العصف الذهنی، الاستقصاء)" ورقم 14 والتی نصها "اختیار وتنظیم محتوى التَّعلُّم وفق أهداف الدرس" کانت ضعیفة جدًّا.  وتعزو الباحثة نتیجة ممارسة هذه الکفایَة برز لأن المـُعَلِّمَات من تخصص العُلوم الشَّرعیَّة لم یدرسنّ مقررات تربویَّة أثناء دراسة مرحلة البکالوریوس والتی لها دور فی تدریب الطالبات على تعلم العدید من الکفایات والمهارات الأدائیَّة والتی تمکنهم من تخطیط الدروس بکفاءة عالیَة، وخاصة مثل دراسة مقررات تربویَّة کأسس المناهج وتنظیماتها، وطرق تدریس، والتدریب العملی للطالبات أثناء فترة الدِّراسَة، وعند التعین کمدرسة لتخصص العُلوم الشَّرعیَّة یفاجئنّ بالتخطیط للدرس وقد خضعنّ لدورات تدریبیَّة أو ورشات عمل بعد التعین ولکنها کانت قلیلة ولا تحقق الهدف المنشود، ولهذا تبین عدم معرفتهنّ فی صیاغة الأهداف السلوکیَّة، واستخدام الوسائل التَّعلیمة المناسبة، وتوظیف أدوات التقویم الواقعی، وتنفیذ الأنشطة الصفیَّة والمنهجیَّة واللاصفیَّة واللامنهجیَّة بکفاءة عالیَّة، ولتحقیق تلک العناصر خلال الحصة الدِّراسَیَّة یتطلب الأمر تدریبًا عالی الجودة فی التخطیط، والتنفیذ لدروس العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة.

ثالثًا: کفایَة جودة تنفیذ الدرس:

 یبین الجدول رقم (5) المتوسطات الحسابیَّة والانحرافات المعیاریَّة لدرجة توافر الکفایات التَّدریسیَّة اللازمة لدى مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة على فقرات کفایَة جودة تنفیذ الدرس. وجاءت هذه الفقرات مرتبة تنازلیًّا وحسب الأداة:

الجدول رقم (5)

 درجة التوافر لفقرات کفایَة "جودة تنفیذ الدرس"

یظهر الجدول السابق أن درجة توافر کفایَة "جودة تنفیذ الدرس" لدى مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة کانت ضعیفة، کما یظهر من النتائج أن الفقرة رقم 15 والتی نصها "تستخدم أسلوب التهیئة وإثارة الدافعیَّة   (قصة، حدث...." کانت درجة توافرها عالیَة، فیما کانت درجة توافر الفقرتین: رقم 23 والتی نصها "تُحسن غلق الدرس قبل نهایَة زمن الحصة" ورقم 18 والتی نصها "تثیر تفکیر الطالبات بطرق متعددة" کانت ضعیفة جدًّا. وتعزو الباحثة نتیجة هذه الکفایَة إلى المـُعَلِّمَات یمتلکنّ المعرفة فی تخصص العُلوم الشَّرعیَّة إلا أنهنً یخفقنّ عند تنفیذ الحصة الدِّراسَیَّة، وذلک لعدم ثقة المعلمة بنفسها أثناء شرحها للحصة الدِّراسَیَّة کعرض معلومات الدرس بدقة، ورتابة متسلسلة عند الانتقال من هدف إلى هدف آخر، وتعزو الباحثة أیضًا ذلک لوجود فئة من الطالبات یثرنَ الضجة أثناء الحصة الدِّراسَیَّة، وذلک یشغل المعلمة بالجانب الإداری (کإدارة الصف) على حساب الجانب التَّعلیمی الفنی (تنفیذ الحصة) والقائم على توظیف الطرائق والإستراتیجیات التَّعلیمیَّة، وإشراک الطالبات فی التعاون فیما بینهم، وتوظیف إستراتیجیَّة حل المشکلات، وإستراتیجیَّة العصف الذهنی.

رابعًا: کفایَة جودة إدارة الصف:

 یبین الجدول رقم (6) المتوسطات الحسابیَّة والانحرافات المعیاریَّة لدرجة توافر الکفایات التَّدریسیَّة اللازمة لدى مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة على فقرات کفایَة جودة إدارة الصف. وجاءت هذه الفقرات مرتبة تنازلیًّا وحسب الأداة:

الجدول رقم (6)

 درجة التوافر لفقرات کفایَة "جودة إدارة الصف"

یظهر الجدول السابق أن درجة توافر کفایَة "جودة إدارة الصف" لدى مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة کانت ضعیفة، کما یظهر من النتائج أن الفقرة رقم 24 والتی نصها "تُحسن معاملة الطالبات" کانت درجة توافرها عالیَة، فیما کانت درجة توافر الفقرة رقم 27 والتی نصها "إکساب الطالبات مهارات التفاعل والتواصل فیما بینهن" کانت ضعیفة جدًّا.  وتعزو الباحثة نتیجة هذه الکفایَة إلى أن المـُعَلِّمَات وخاصة حدیثی التخرج یفتقرنّ إلى المعرفة الکافیَة فی تدریس المقررات الدِّراسَیَّة مما لا یمکنهم من ضبط الحصة الدِّراسَیَّة، کل ذلک یسمح للطالبات بإثارة الفوضى وعدم الانضباط فی الحصة، ونجدها فی بعض الأحیان تفتقر إلى الشخصیَّة المتوازنة فی التعامل مع الطالبات وخاصة فی حل العدید من القضایا التی تحدث أثناء الحصة الدِّراسَیَّة، وفی بعض الأحیان یعود ذلک لنمط الإدارة المدرسیَّة لطبیعة التعامل مع قضایا الطالبات إداریًّا، وعدم اتخاذ إجراءات توجیهیَّة فی تعدیل سلوکهنّ، أو إجراءات عقابیَّة فی ضبطهنّ مما ینعکس على المـُعَلِّمَات وخاصة عند شرح الحصة الدِّراسَیَّة، ولا تتمکن المعلمة من ضبط الطالبات أثناء الحصة.

خامسًا: کفایَة جودة تقنیات التَّعلیم:

 یبین الجدول رقم (7) المتوسطات الحسابیَّة والانحرافات المعیاریَّة لدرجة توافر الکفایات التَّدریسیَّة اللازمة لدى مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة على فقرات کفایَة جودة تقنیات التَّعلیم. وجاءت هذه الفقرات مرتبة تنازلیًّا وحسب الأداة:

الجدول رقم (7)

 درجة التوافر لفقرات کفایَة "جودة تقنیات التَّعلیم"

یظهر الجدول السابق أن درجة توافر کفایَة "جودة تقنیات التَّعلیم" لدى مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة کانت متوسطة، کما یظهر من النتائج أن الفقرة رقم 36 والتی نصها "توظف الکتاب المدرسی بطریقة تحقق الاستفادة منه" کانت درجة توافرها عالیَة جدًّا، فیما کانت درجة توافر الفقرة رقم 33 والتی نصها "تصمم دروسًا تعلیمیَّة باستخدام التقنیَّة" کانت ضعیفة جدًّا. وتعزو الباحثة نتیجة هذه الکفایَة إلى أن المـُعَلِّمَات فی تخصص العُلوم الشَّرعیَّة یفتقرنَ لتوظیف التقنیات الحدیثة فی التَّدریس، نظرًا لعدم دراسة المقررات الکافیَّة فی الجامعة وخاصة تکنولوجیَّة التَّعلیم، وتقنیات التَّعلیم، وکیفیَّة توظیفها أثناء الحصة الدِّراسَیَّة، وعدم معرفتها بإعداد البرمجیات التَّعلیمیَّة والتی تزید من فاعلیَّة العملیَّة التَّعلیمیَّة مما جعلها تخفق فی توظیفها بکفاءة وفاعلیَّة أثناء الحصة الدِّراسَیَّة، وتعزو الباحثة ذلک إلى افتراض نوع جدید من التَّعلیم وهو بحاجة إلى طریقة تعامل أو طریقة تدریس مختلفة عن النمط التقلیدی کطریقة التلقین أو المحاضرة أو الإلقاء فی الحصة الدِّراسَیَّة.

سادسًا: کفایَة جودة التقویم والأسئلة الصفیَّة:

 یبین الجدول رقم (8) المتوسطات الحسابیَّة والانحرافات المعیاریَّة لدرجة توافر الکفایات التَّدریسیَّة اللازمة لدى مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة على فقرات کفایَة جودة التقویم والأسئلة الصفیَّة. وجاءت هذه الفقرات مرتبة تنازلیًّا وحسب الأداة:

الجدول رقم (8)

 درجة التوافر لفقرات کفایَة "جودة التقویم والأسئلة الصفیَّة"

یظهر الجدول السابق أن درجة توافر کفایَة "جودة التقویم والأسئلة الصفیَّة" لدى مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة کانت متوسطة، کما یظهر من النتائج أن الفقرتین: رقم 39 والتی نصها "تکلف الطالبات بواجبات منزلیَّة" ورقم 44 والتی نصها "تمنح الطالبة فرصة کافیَة للتفکیر فی الإجابة" کانت درجة توافرهما عالیَة، فیما کانت درجة توافر الفقرة رقم 38 والتی نصها "تشجع الطالبات على التقویم الذاتی" کانت ضعیفة جدًّا.  وتعزو الباحثة نتیجة هذه الکفایَة إلى أن المـُعَلِّمَات لا یمتلکنَ المعرفة الکافیَة بأنواع التقویم المستمر والتقویم الواقعی وتطبیقها أثناء الحصة الدِّراسَیَّة، ویخفقنّ فی توظیف التقویم التشخیصی أو التقویم التکوینی (الأثنائی) أو التقویم الختامی عند عرض محتوى المادة الدِّراسَیَّة، ویخفقنَ فی توظیف أدوات التقویم الواقعی (قوائم الشطب، وسلالم التقدیر، وسلم التقدیر اللفظی، وسجل وصف سیر التَّعلُّم، والسجل القصصی)، وذلک لعدم دراستها لمقررات التقویم فی الجامعة بکفاءة وعنایَة أثناء مرحلة البکالوریوس، إضافة إلى قلة عدد المقررات الدِّراسَیَّة فی التقویم التربوی وتوظیفه أثناء الحصص الدِّراسَیَّة، ویظهر عند زیارة المشرفة التربویَّة للمعلمة فإنها لا ترکز على الجانب الفنی فی توجیه الأسئلة وکیفیَّة توجیهها، وطریقة اختیار السؤال الهادف والمقنن والذی یتناسب وقدرات الطالبات، وعند عقد الورشات التَّعلیمیَّة للمـُعَلِّمَات حول موضوع تدریب المـُعَلِّمَات على توظیف أدوات التقویم الواقعی تتحول إلى مواضیع أخرى.

سابعًا: کفایَة السمات الشخصیَّة:

 یبین الجدول رقم (9) المتوسطات الحسابیَّة والانحرافات المعیاریَّة لدرجة توافر الکفایات التَّدریسیَّة اللازمة لدى مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة على فقرات کفایَة السمات الشخصیَّة. وجاءت هذه الفقرات مرتبة تنازلیًّا وحسب الأداة:

الجدول رقم (9)

 درجة التوافر لفقرات کفایَة "السمات الشخصیَّة"

یظهر الجدول السابق أن درجة توافر کفایَة "السمات الشخصیَّة" لدى مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة کانت عالیَة، کما یظهر من النتائج أن الفقرة رقم 48 والتی نصها "تحرص على بشاشة الوجه أثناء الدرس" کانت درجة توافرها عالیَة جدًّا، فیما کانت درجة توافر الفقرة رقم 46 والتی نصها "تستخدم اللغة العربیَّة السلیمة الواضحة" کانت ضعیفة.

وتعزو الباحثة نتیجة هذه الکفایَة إلى أن المـُعَلِّمَات من تخصص العُلوم الشَّرعیَّة أنهنّ یمتلکن ذات السمات من الشخصیَّة المتوازنة فی إدارة فاعلیَّة الحصة الدِّراسَیَّة، ویمتلکنَ الطلاقة اللفظیَّة فی مناقشة محاور الدرس، وذلک باستخدام مفردات اللغة العربیَّة الفصحى، والاهتمام باللباس لما له من أثر فی نفوس الطالبات واعتبار المعلمة هی القدوة والمثل الأعلى للطالبات، ویظهرنَ البشاشة والابتسامة عند بدایَة الحصة الدِّراسَیَّة وأثناءها، ویمتلکن نبرات الصوت المنخفضة والمتوسطة والعالیَة ببراعة عالیَة لجلب انتباه الطالبات عند عرض الحصة الدِّراسَیَّة، مما یشکل ذلک حماسة لانتباه الطالبات وجاذبیَّة فی جلب نظرات الطالبات أثناء العرض لمناقشة العدید من القضایا الشرعیَّة. وتتفق نتائج هذا السؤال مع نتائج دراسة العلی (١٤٢٧هـ)، ونتائج دراسة الغمیطی (٢٠١١م)، وتختلف مع نتائج دراسة ندى فهد (2010م)، دراسة الشدیفات وحماد والزعبی (2011م).

النتائج والتوصیات:

نتائج الدِّراسَة توصلت الدِّراسَة إلى مجموعة من النتائج وجاءت على النحو الآتی:

   1.    أظهرت النتائج الواردة أن درجة توافر الکفایَة لدى مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة کانت متوسطة.

   2.    أظهرت النتائج الواردة أن درجة توافر الکفایَة لدى مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة کانت ضعیفة.

      3.         أظهرت النتائج الواردة أن درجة توافر الکفایَة لدى مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة کانت عالیَة.

التوصیات:

فی ضوء نتائج الدِّراسَة الحالیَّة توصی الباحثة بالتوصیات الآتیَّة:

      1.      عقد الدورات التدریبیَّة لمـُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی کافة المراحل التَّعلیمیَّة لتنمیة الکفایات التدریسیة وفق معاییر الجودة الشَّامِلة.

   2.   إشراک المـُعَلِّمَات والمشرفات التربویات من ذوات التخصص فی مقررات العُلوم الشَّرعیَّة عند تألیف وتطویر مناهج العُلوم الشَّرعیَّة المشارکة فی التطویر والتألیف وفق المعاییر العالمیَّة للکتاب.

   3.   توحید متطلبات الخطة السنویَّة لتنفیذ متطلبات مناهج العُلوم الشَّرعیَّة فی کافة المرحل التَّعلیمیَّة والتی تحتوی على کافة التفصیلات المطلوبة، وخاصة تحلیل المنهاج إلى المفردات والمفاهیم والمصطلحات والحقائق والتعمیمات والمهارات والقیم والاتجاهات.

المراجع:

1-      أحمد، أحمد إبراهیم. (2007م). تطبیق الجودة والاعتماد فی المدارس.ط1، مدینة نصر القاهرة: دار الفکر العربی.

2-   الباقر، نصره رضا حسن. (1414هـ). صفات وکفایات معلم ریاضیات المرحلة الابتدائیَّة بدولة قطر. حولیَّة کلیَّة التَّربیَة، جامعة قطر، العدد              10، ص327-386

3-   الجهیمی، أحمد بن عبد الرحمن. (1428هـ). الکفایات التَّدریسیَّة اللازمة لمعلمی العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة الابتدائیَّة (علیا) ومدى ممارستهم لها من وجهة نظر المشرفین التربویین. مجلة کلیَّة التَّربیَة بجامعة الأزهر، 2 (135).

4-   الحصان، نجلاء بنت عبد العزیز محمد. (1432هـ). الکفایات التَّدریسیَّة اللازمة لمـُعَلِّمَات ریاض الأطفال فی مدینة الریاض فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیَّة العُلوم الاجتماعیَّة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیَّة، الریاض.

5-   الحماد، یاسمین بنت حماد محمد. (1432هـ). تقویم الأداء التَّدریسی لمـُعَلِّمَات اللغة الإنجلیزیَّة بالمرحلة المتوسطة فی مدینة حائل فی ضوء معاییر التَّدریس، رسالة ماجستیر منشورة، کلیَّة العُلوم الاجتماعیَّة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیَّة، الریاض.

6-   خزعلی، قاسم، مومنی، عبد اللطیف. (2010م). الکفایات التَّدریسیَّة لدى مُعَلِّمَات المرحلة الأساسیَّة الدنیا فی المدارس الخاصة فی ضوء متغیرات المؤهل العلمی وسنوات الخبرة والتخصص. مجلة جامعة دمشق، المجلد 26 العدد الثالث. ص553-592

7-   الخمشی، عبد العزیز عبد الله. (2013م). درجة توافر الکفایات التَّدریسیَّة اللازمة لمعلمی العُلوم الشَّرعیَّة فی ضوء معاییر الجودة، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیَّة العُلوم الاجتماعیَّة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیَّة ، الریاض.

8-   الدوسری، راشد بن ظافر. (1431هـ). مسؤولیَّة معلمی التَّربیَة الإسلامیَّة فی تحقیق الأمن الفکری للطلاب فی مراحل التَّعلیم العام. رسالة دکتوراه غیر منشورة، کلیَّة الدعوة وأصول الدین، کلیَّة التَّربیَة، الجامعة الإسلامیَّة، المدینة المنورة.

9-   الشدیفات، صادق، وحماد، إبراهیم، والزعبی، إبراهیم. (2011م). درجه أهمیَّة الکفایات التَّعلیمیَّة لمادة التَّربیَة الإسلامیَّة وممارستها لدى الطلبة/المعلمین تخصص معلم صف أثناء فترة تدریبهم المیدانی فی الجامعة الهاشمیَّة. دراسات العُلوم التربویَّة، المجلد (38). ملحق 4، ص 1149-1165.

10-   الشلبی، إلهام علی أحمد. (2010م). أثر إدارة الجودة الشَّامِلة فی برامج التنمیَة المهنیَّة للمعلمین (تجربة وکالة الغوث الدولیَّة – الأردن). مجلة جامعة دمشق، المجلد 26، العدد الرابع.ص437-484.

11- العاید، محمد بن سلیمان. (1431هـ). تقویم الأداء التَّدریسی لمعلمی اللغة العربیَّة بالمرحلة المتوسطة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیَّة العُلوم الاجتماعیَّة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیَّة، الریاض .

12-  عطیَّة، محسن علی. (2009م). الجودة الشَّامِلة والجدید فی التَّدریس. عمان: دار الصفاء للنشر والتوزیع.

13- العلی، ریم بنت عبد العزیز محمد. (1427هـ). تقویم مُعَلِّمَات العُلوم الشَّرعیَّة فی المرحلة المتوسطة فی ضوء المعاییر المقترحة لجودة الأداء التَّدریسی. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیَّة التَّربیَة، جامعة الملک سعود، الریاض.

14- عماشة، سناء حسن. (1428هـ). معاییر الجودة فی مدارس التَّعلیم العام. مجلة الجمعیَّة السعودیَّة للعلوم التربویَّة والنفسیَّة (جستن)، جامعة الملک سعود، اللقاء السنوی الرابع عشر، ص 740، 711.

15- العنزی، بشرى خلف. (1428هـ). تطور کفایات المعلم فی ضوء معاییر الجودة فی التَّعلیم العام. مجلة الجمعیَّة السعودیَّة للعلوم التربویَّة والنفسیَّة (جستن)، جامعة الملک سعود، اللقاء السنوی الرابع عشر،                  129-169.

16- عید، غادة خالد. (2004م). قیاس الکفایات المعرفیَّة لمعلمی الریاضیات بالمرحلة الثانویَّة بدولة الکویت. دراسة تشخیصیَّة اختبار تکسیس، مجلة العُلوم التربویَّة والنفسیَّة، العدد 3، المجلد الخامس، جامعة الکویت، ص 85-120.

17-  الغامدی، حمدان، والجواد، نور الدین (1428هـ). تطور نظام التَّعلیم فی المملکة العربیَّة السعودیَّة. الریاض: مکتبة الرشد.

18- الغامدی، عادل بن مشعل بن عزیز. (1430هـ). أهمیَّة معاییر الجودة الشَّامِلة لمعلمی التَّربیَة الإسلامیَّة فی المرحلة الابتدائیَّة من وجهة نظر المختصین، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیَّة التَّربیَة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة.

19- الغمیطی، عبد الله احمد محمد. (2011 م). تطویر الکفایات التَّدریسیَّة لمعلمی التَّربیَة الإسلامیَّة بالمرحلة المتوسطة على ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة، دراسات عربیَّة فی التَّربیَة وعلم النفس، المجلد الخامس – العدد الثالث .

20- فهد، ندى فیصل. (2010م).الکفایات المهنیَّة لمدرس التَّربیَة الإسلامیَّة وفقا لمعاییر الجودة. المؤتمر العلمی الثالث لکلیَّة العُلوم التربویَّة بجامعة جرش (تربیَة المعلم العربی وتأهیله: رؤى معاصرة) - الأردن، ص.              389 - 406.

21- کمال، أمینة عباس والحر، عبد العزیز شوقی. (2003م). أولویات الکفایات التَّدریسیَّة والاحتیاجات التدریبیَّة لمعلمی المرحلة الإعدادیَّة فی التَّعلیم العام بدولة قطر من وجهة نظر المعلمین والموجهین،              مجلة کلیَّة التَّربیَة، جامعة الأمارات العربیَّة المتحدة، السنة 18، العدد 20.

22- المؤتمر العالمی الأول للتعلیم الإسلامی. (1403هـ). توصیات المؤتمرات التَّعلیمیَّة الإسلامیَّة العالمیَّة الأربعة. جامعة أم القرى، مکة المکرمة.

23- المالکی، مسفر بن عیضة. (1433هـ). دراسة تقویمیَّة للأداء التَّدریسی لمعلمی التَّربیَة الإسلامیَّة للمرحلة الثانویَّة فی ضوء معاییر الجودة الشَّامِلة. رسالة دکتوراه منشورة، کلیَّة التَّربیَة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة.

24- المیمان، بدریَّة صالح. (1428هـ). الجودة الشَّامِلة فی التَّعلیم العام – المفهوم والمبادئ والمتطلبات: قراءة إسلامیَّة. مجلة الجمعیَّة السعودیَّة للعلوم التربویَّة والنفسیَّة، (جستن): جامعة الملک سعود، اللقاء السنوی الرابع عشر، 73-125.

25- النجیدی، یوسف بن سلیمان، (2001م). معرفة مستوى الکفایات التَّدریسیَّة لمعلمی الریاضیات خریجی کلیات المعلمین مقارنة بمعلمی الریاضیات خریجی کلیات التَّربیَة وأثرها على التحصیل الدِّراسَی لطلاب المرحلة المتوسطة فی منطقة القصیم. مجلة جامعة أم القرى للعلوم التربویَّة و الاجتماعیَّة و الإنسانیَّة، المجلد (13)، العدد (2)،              ص 110 - 111.

26- الورثان، عدنان بن محمد بن راشد. (1427هـ). مدى تقبُّل المعلمین لمعاییر الجودة الشَّامِلة فی التَّعلیم دراسة میدانیَّة بمدینة الإحساء. رسالة ماجستیر منشورة، کلیَّة التَّربیَة، جامعة الملک سعود، الریاض.