نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
قسم مناهج وطرق تدريس لغة عربية، کلية التربية جامعة ام القرى ، المملکة العربية السعودية
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
کلیة التربیة
کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم
إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)
=======
واقع استخدام معلمی الصفوف الأولیة للألعاب التعلیمیة فی محافظة الرس من وجهة نظرهم
إعــــداد
صالح بن عبدالله السلامة
قسم مناهج وطرق تدریس لغة عربیة، کلیة التربیة
جامعة ام القرى ، المملکة العربیة السعودیة
إشــراف
أ . د / محمد بن سلیمان المشیقح
} المجلد الحادی والثلاثین– العدد الرابع – جزء أول– یولیو2015م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
الفصل الاول : مدخل الدراسة
المقدمة:
یتکون التعلیم فی مختلف دول العالم على اختلاف أنظمتها الاجتماعیة والسیاسیة والاقتصادیة من أربع مراحل (ابتدائی – متوسط – ثانوی – عالی) ، وهذه المراحل یکمل بعضها بعضاً ولا یمکن التجاوز عن أحدها (الحقیل ، 1418 ) . والمرحلة الابتدائیة هی قاعدة التربیة والتعلیم الأساسیة التی یتأثر بکفاءتها کفاءة ونجاح النظام التعلیمی ( السلوم ، 1996، 93) ، وهی التی یـبنى علیها إعداد الناشئین للمراحل التالیة من حیاتهم وهی مرحلة عامة تشمل أبناء الأمة جمیعاً (الحقیل ، 1418 ، 118) .
إن بدایة مرحلة الطفولة المتوسطة هی نقطة الانطلاق نحو الحیاة المدرسیة والاجتماعیة فی معظم النظم التعلیمیة والتربویة ، ومن هنا جاءت أهمیة عنایة المربین فی المدارس وأولیاء أمور الطلاب بمظاهر النمو الممیزة لهذه المرحلة وما یرتبط بها من سمات أو خصائص جسمیة وعقلیة وانفعالیة واجتماعیة ( التوجیه والإرشاد ، 1 ) . وتؤدی المدرسة دوراً مهماً فی حیاة الطفل ؛ إذ تعلمه أنماطاً کثیرة من السلوک الجدید ، والمهارات الأکادیمیة ، وتوسع حصیلته الثـقافیة ، وتمکنه من ممارسة العلاقات الاجتماعیة فی ظل إشرافها وتوجیهها(حسونة،2004).
یطلق بعض علماء النفس على مرحلة الطفولة المتوسطة - الصفوف الأولیة- مرحلة اللعب (Play Stage ) ؛ ولعل السبب فی ذلک لا یعود إلى زیادة وقت الأطفال المکرس للعب ، و لکن إلى مدى التداخل فی خصائص نشاطات اللعب واتساع مجالها مقارنة بتلک التی یمکن ملاحظتها فی المراحل العمریة السابقة ، وعلیه فإن هذه التسمیة فی مرحلة المدرسة الابتدائیة تعود إلى اتساع مدى اللعب وتنوع نشاطاته ، ولیس فقط إلى المدى الزمنی الذی یملکه الطفل فی مجال اللعب ( أبو جادو، 1425).
یشکل اللعب وسیلة الطفل الرئیسة فی التفاعل والتطور ، وهناک اعتقاد سائد بأن الأطفال یتعلمون ویکتسبون أنماط السلوک المختلفة العقلیة والنفسیة والاجتماعیة والحرکیة، ویطورون هذه الأنماط باستمرار عن طریق اللعب ، وهذا یفسر اهتمام المدارس والمؤسسات التربویة المختلفة بتنظیم اللعب وبرمجته وتیسیر سبله وتوفیر فرصه للأطفال کطریقة من طرائق التعلم (بلقیس و مرعی ،1421) .
مشکلة الدراسة :
یؤکد علماء التربیة والنفس على أهمیة الألعاب التعلیمیة فی حیاة الطفل وکذلک دورها فی تنمیة الجوانب المختلفة من شخصیة الطفل ومنها الجانب المعرفی والتربوی ، ولذلک أصبح من الضروری أن تکون الألعاب التعلیمیة أداة حاضرة بقوة فی العملیة التربویة والتعلیمیة ، وأن یستخدمها المعلمون للاستفادة منها فی زیادة فاعلیة العملیة التعلیمیة ، وتؤکد هذه الحقیقة عدد من الدراسات التی أثبتت فاعلیة استخدام الألعاب التعلیمیة فی العملیة التعلیمیة ، منها : دراسة ( حسن ،1999) ، ودراسة ( ناظر ، 1421) ، وکذلک دراسة ( ملحم ، 1422) ، ودراسة (أبو ریا وحمدی ،1421) ودراسة ( الحکمی ، 1423 ) ، غیر أن الباحث ومن خلال اطلاعه على الدراسات التی تناولت موضوع الألعاب التعلیمیة لاحظ قلة الدراسات الوصفیة التی تناولت استخدام الألعاب التعلیمیة ، کذلک ومن خلال عمل الباحث لاحظ وجود عزوف من قبل معلمی المرحلة الابتدائیة – والصفوف الأولیة بصفة خاصة – لاستخدام الألعاب التعلیمیة .
ولغرض جمع معلومات أولیة حول استخدام المعلمین فی مرحلة الصفوف الأولیة للألعاب التعلیمیة ، أجرى الباحث دراسة استطلاعیة شملت عدداً من معلمی الصفوف الأولیة فی إدارة التربیة والتعلیم بمحافظة الرس ، ولمعرفة آرائهم حول مدى استخدام معلمی الصفوف الأولیة للألعاب التعلیمیة ، و بینت الدراسة الاستطلاعیة وجود اتفاق بین المعلمین الذین شملتهم الدراسة الاستطلاعیة على ضعف استخدام المعلمین للألعاب التعلیمة ، وللتأکد من هذا الواقع بصورة علمیة ، ومعرفة المعوقات – إن وجدت - التی تحول دون استخدام معلمی الصفوف الأولیة للألعاب التعلیمیة ؛ أراد الباحث القیام بهذه الدراسة ، والتی تحددت مشکلتها فی " معرفة واقع استخدام معلمی الصفوف الأولیة للألعاب التعلیمیة فی محافظة الرس ، و معرفة المعوقات التی تحول دون استخدام معلمی الصفوف الأولیة للألعاب التعلیمة ".
أهداف الدراسة : حاولت هذه الدراسة تحقیق الأهداف التالیة :
1- معرفة واقع استخدام معلمی الصفوف الأولیة للألعاب التعلیمیة فی محافظة الرس من وجهة نظرهم .
2- معرفة المعوقات التی تحول دون استخدام معلمی الصفوف الأولیة للألعاب التعلیمیة فی محافظة الرس من وجهة نظرهم
3- معرفة الفروق بین المعلمین فی درجة استخدامهم للألعاب التعلیمیة فی مرحلة الصفوف الأولیة و التی تعزى لمتغیرات الخبرة والتخصص والمؤهل التربوی ( تربوی ، غیر تربوی) والتأهیل العلمی للمعلمین .
أسئلة الدراسة : سعت هذه الدراسة إلى الإجابة عن الأسئلة التالیة :
1- ما واقع استخدام معلمی الصفوف الأولیة للألعاب التعلیمیة فی محافظة الرس من وجهة نظرهم ؟
2- ما معوقات استخدام معلمی الصفوف الأولیة للألعاب التعلیمیة فی محافظة الرس من وجهة نظرهم ؟
3- هل توجد فروق فی درجة استخدام معلمی الصفوف الأولیة للألعاب التعلیمیة تعزى إلى متغیرات الخبرة والتخصص والتأهیل التربوی (تربوی ، غیر تربوی ) و المؤهل العلمی للمعلم ؟
أهمیة الدراسة : تکتسب هذه الدراسة أهمیتها من :
1- أهمیة الموضوع الذی تناولته (الألعاب التعلیمیة )، والمرحلة التی تجرى فیها (الصفوف الأولیة ).
2- قلة الدراسات الوصفیة التی تناولت موضوع استخدام الألعاب التعلیمة فی الصفوف الأولیة .
3- المساهمة فی مساعدة المسئولین فی وزارة التربیة والتعلیم فی الکشف عن واقع استخدام معلمی الصفوف الأولیة للألعاب التعلیمیة وتحدید المعوقات التی تحول دون استخدامها من أجل تطویر العملیة التعلیمیة فی تلک المرحلة.
حدود الدراسة : اقتصرت هذه الدراسة على الحدود التالیة :
1- دراسة واقع استخدام معلمی الصفوف الأولیة للألعاب التعلیمیة فی مدارس البنین الحکومیة التابعة لإدارة التربیة والتعلیم بمحافظة الرس فقط.
2- موضوع الألعاب التعلیمیة فقط .
3- معلمی الصفوف الأولیة فقط .
4- طبقت هذه الدراسة المیدانیة فی الفصل الأول من العام الدراسی 1428/1429هـ .
أداة الدراسة :
1- بناء الأداة بصورتها الأولیة :
قام الباحث بإعداد أداة الدراسة وهی عبارة عن استبانة لتحقیق أهداف الدراسة المتمثلة فی معرفة واقع ومعوقات استخدام معلمی الصفوف الأولیة للألعاب التعلیمیة ، وذلک من خلال الاستفادة من بعض الدراسات السابقة والأدبیات التی تناولت موضوع الألعاب التعلیمیة ، وأصبحت الأداة بصورتها الأولیة (انظر ملحق رقم 3) . وتکونت الاستبانة من ثلاثة محاور رئیسة ، هی المحور الأول ویشمل البیانات العامة للمبحوثین ، والمحور الثانی ویتناول واقع استخدام الألعاب التعلیمیة ، والمحور الثالث وکان مخصصاً لمعوقات استخدام الألعاب التعلیمیة
2- صدق الأداة :
أ- الصدق الظاهری لأداة الدراسة :
قام الباحث بعد تصمیم أداة الدراسة فی صورتها الأولیة بعرضها على عدد من المحکمین المتخصصین فی موضوع الدراسة من أعضاء هیئة التدریس فی جامعة الملک سعود وجامعة أم القرى وکلیة المعلمین بالرس ، فی تخصصات تقنیات التعلیم ، والمناهج وطرق التدریس ، والتربیة ، وعلم النفس ، کما قام الباحث أیضاً بعرضها على عدد من المشرفین التربویین ومعلمی الصفوف الأولیة بإدارة التربیة والتعلیم بمحافظة الرس (انظر ملحق رقم 4) ؛ وذلک من أجل التأکد من الصدق الظاهری للأداة ، واستطلاع أرائهم حول مدى وضوح صیاغة کل فقرة من فقرات الاستبانة ، ومدى أهمیة الفقرات ، ومناسبة کل فقرة للمحور الذی تنتمی إلیه ، وقد قام الباحث بإجراء التعدیلات اللازمة ، من حیث صیاغة بعض الفقرات وحذف بعضها وإضافة أخرى .
ب- الصدق البنائی لأداة الدراسة :
قام الباحث بتطبیق أداة الدراسة بعد التأکد من صدقها الظاهری على عینة عشوائیة وذلک لتحدید مدى التجانس( الاتساق الداخلی ) لأداة الدراسة ، من خلال حساب معامل الارتباط (بیرسون) بین کل فقرة من فقرات محاور الأداة وجمیع فقرات المحور الذی تنتمی إلیه .
3- ثبات الأداة :
قام الباحث بالتأکد من ثبات أداة الدراسة من خلال البیانات المتوافرة من تطبیق الاستبانة على العینة الاستطلاعیة ، وذلک عن طریق حساب معامل (الفاکرونباخ) للثبات ، والجدول التالی یوضح ذلک .
جدول رقم (8) معامل ثبات محاور أداة الدراسة
محاور الأداة |
عدد الفقرات |
قیمة الفاکرونباخ |
واقع استخدام الألعاب التعلیمیة |
32 |
0.83 |
معوقات استخدام الألعاب التعلیمیة |
17 |
0.81 |
المقیاس الکلی للأداة |
49 |
0.87 |
یتضح من جدول رقم (8) أن معامل ثبات الأداة الکلی بلغ (0.87) وهو معامل ثبات مرتفع نوعاً ما ، مما یشیر إلى تحقق خاصیة الثبات فی الأداة ، وبالتالی إمکانیة ثبات النتائج التی یمکن الحصول علیها من خلال أداة الدراسة عند تطبیقها .
4- الأداة بصورتها النهائیة :
بعد التأکد من الصدق الظاهری والبنائی وثبات الأداة ، أصبحت أداة الدراسة فی صورتها النهائیة کما یوضحها الملحق رقم (5).
تألفت أداة الدراسة ( الاستبانة ) من ثلاثة محاور رئیسة هی :
المحور الأول / ویشمل البیانات العامة لأفراد العینة وهی : المؤهل العلمی ، والتأهیل التربوی ، والتخصص ، والخبرة فی مجال التدریس ، والمواد التی یدرسها المعلم ، ویهدف الباحث من هذه البیانات مایلی :
1-التعرف على خصائص أفراد العینة .
2- الاستفادة من هذه البیانات للإجابة عن السؤال الثالث المتعلق بدراسة الفروق.
المحور الثانی/ واقع استخدام معلمی الصفوف الأولیة للألعاب التعلیمیة ، ویتألف من(32) فقرة لکل فقرة أربع استجابات یختار واحدة منها فقط ، والتی تمثل درجة الممارسة ، وهذه الاختیارات هی : کبیرة ، متوسطة ، قلیلة ، معدومة ، ویشمل هذا المحور الأبعاد التالیة :
1- أنواع الألعاب التعلیمیة المستخدمة .
2- الغرض من استخدام الألعاب التعلیمیة .
3- المهارات والجوانب المقصود تنمیتها .
4- المواد الدراسیة .
5- مصادر الألعاب التعلیمیة .
المحور الثالث/ معوقات استخدام معلمی الصفوف الأولیة للألعاب التعلیمیة ، ویتکون من (17) فقرة ، لکل فقرة أربع استجابات یختار واحدة فقط تمثل درجة وجود الإعاقة ، وهذه الاختیارات هی : کبیرة ، متوسطة ، قلیلة ، معدومة ، ویتألف هذا المحور من الأبعاد التالیة :
1- المعلم . 2 - المنهج . 3 - الألعاب .
4 - البیئة . 5 - الجهة المشرفة على المعلم .
واستخدم الباحث المقیاس الرباعی المتدرج حسب مقیاس (لیکرت) ، ووفقاً لمقیاس (لیکرت) الرباعی تم تحدید درجة الاستجابة ، بحیث یعطى الدرجة (4) للاستجابة کبیرة ، والدرجة (3) للاستجابة متوسطة ، والدرجة (2) للاستجابة قلیلة ، والدرجة (1) للاستجابة معدومة .
تطبیق أداة الدراسة :
بعد أن أصبحت أداة الدراسة فی صورتها النهائیة وذلک بعد التحقق من صدقها وثباتها ، حصل الباحث على موافقة عمید کلیة التربیة بجامعة الملک سعود على تطبیق الدراسة ( ملحق رقم 1) ، ثم قام الباحث بعد ذلک بالحصول على موافقة مدیر التربیة والتعلیم بمحافظة الرس على تطبیق أداة الدراسة على أفراد عینة الدراسة ( ملحق رقم 2 ) ، وهم جمیع معلمی الصفوف الأولیة والمعلمون الذین یقومون بتدریس أحد المقررات فی مرحلة الصفوف الأولیة فی جمیع المدارس الحکومیة التابعة لإدارة التربیة والتعلیم بمحافظة الرس خلال الفصل الدراسی الأول للعام الدراسی 1428 /1429 هـ ، والبالغ عددهم ( 524 ) معلماً .
مصطلحات الدراسة :
الصفوف الأولیة : تعَرفها (اللجنة العلیا لسیاسة التعلیم ،1419 ،7) بأنها " الصفوف الثلاثة الأول من المرحلة الابتدائیة فی التعلیم العام بالمملکة العربیة السعودیة ".
الألعاب التعلیمیة : وهی "نشاط تنافسی منظم بین اثنین أو أکثر من المتعلمین ، ضمن قوانین متبعة وأهداف محددة للعب مسبقاً ، وتنتهی عادة بفائز ومغلوب بسبب المهارة أو الحظ أو کلیهما " ( الحیلة ، 1421 ، 203 ) .
ویعَرفها الباحث بأنها جمیع النشاطات التی یستخدمها المعلم وتقوم على مبدأ اللعب والمنافسة وتسعى إلى تحقیق أهداف محددة ، سواء کانت نشاطات تقلیدیة أو حاسوبیة ، جماعیة أو فردیة ، جسدیة أو عقلیة .
معلم الصفوف الأولیة : یعَرفه الباحث بأنه کل معلم یقوم بتدریس مادة أو أکثر من مواد الصفوف الأولیة.
الفصل الثانی : الإطار النظری
یتناول الباحث فی هذا الفصل الإطار النظری حول موضوع الألعاب التعلیمیة ، وذلک بالاستناد إلى الأدبیات والدراسات السابقة التی تناولت موضوع الدراسة ، حیث یستعرض الباحث بشکل مختصر نبذة عن التعلیم الابتدائی وأهمیته ، ثم یتحدث عن مرحلة الصفوف الأولیة بصفتها أحد مراحل التعلیم الابتدائی ، کما یبین الباحث مفهوم اللعب وأهمیته والنظریات التی تفسره ، بعد ذلک تناول بشکل مفصل الألعاب التعلیمیة ، وأهمیتها ، وأنواعها ، وخطوات تنفیذها ، واختیارها .
التعلیم الابتدائی :
یقصد بالتعلیم الابتدائی ذلک النوع من التعلیم النظامی الذی یأخذ مکانه بصفة أصیلة فی أول السلم التعلیمی, والذی یلتحق به الأطفال من طفولتهم الوسطى من سن (6-9 ) إلى نهایة الطفولة المتأخرة من سن (9 - 12) أی إلى ما حول سن المراهقة بقصد تحصیل بعض المعارف والمهارات الأساسیة (الیحیى1425،51) ، لذلک فالمرحلة الابتدائیة هی القاعدة الأساسیة للتعلیم النظامی والرکیزة الأساسیة للمراحل التالیة , کما أنها تعد من المراحل المهمة جداً فی حیاة الطفل ؛ حیث تتشکل فیها شخصیاتهم ( الصاوی والرشید , 1419).
الصفوف الأولیة :
تعرف هذه المرحلة فی بعض کتب علم النفس بمرحلة الطفولة الوسطى أو المتوسطة (Middle Childhood) ، وتتراوح أعمار التلامیذ فیها من ست إلى تسع سنوات , ویدخل الطفل فی هذه المرحلة المدرسة الابتدائیة ، إما قادماً من المنزل مباشرة أو منتقلاً من مدارس ریاض الأطفال (زهران, 2001, 216) ، وتکتسب المرحلة الابتدائیة أهمیتها بدرجه کبیرة من أهمیة مرحلة الصفوف الأولیة ؛ فهی مرحلة حاسمة وذات أهمیة کبرى فی حیاة التلمیذ العلمیة والتربویة ، لما تتمیز به من خصائص نفسیة واجتماعیة یمتد تأثیرها لسنوات قادمة , کما أنها مرحلة تأسیس لما یلیها من مراحل دراسیة , وتمارس فیها أسالیب تعلیمیة خاصة بها, وعلى ضوء ما یقدم إلى التلمیذ فی هذه المرحلة من معارف ومهارات، وما یغرس فی نفسه من قیم واتجاهات وما یحصله من تجارب وخبرات تکون انطلاقة مسیرته فی رحاب التربیة والتعلیم . وإذا کانت هذه المرحلة الدراسیة لها هذا الأثر الکبیر باعتبارها مرحلة تأسیسیة , فإن من أولى الأولویات العنایة بها , من خلال إنشاء جهاز إشرافی مختص , یسعى إلى تحقیق غایة کبرى هی تحسین عملیتی التعلیم والتعلم فی هذه المرحلة , ومن خلال التخطیط والتنفیذ والتقویم . ومن مسوغات العنایة بها ـ إضافة إلى کونها مرحلة تأسیس وغرس ـ أن طبیعة طلابها النفسیة والاجتماعیة , وخبراتهم الحیاتیة والعلمیة تتطلب تعاملاً خاصاً یقوم على أسس تربویة غایة فی الدقة والحساسیة ( الدلیل التنظیمی للصفوف الأولیة, 1428).
أهمیة اللعب فی حیاة الطفل:
إن أحلى ما فی حیاة الأطفال هو اللعب ، ویمکن للطفل أن یبقى على قید الحیاة بدون لعب , ولکن یصعب أن یتطور، وهذا أمر بدیهی وطبیعی جداً إلى درجة أننا لا نلاحظ عادة حجم القدرات اللازمة للتمکن من اللعب ، ولا نلاحظ أن الطفل یحتاج فی الواقع - من خلال الاتصال والتقلید- إلى أن یتعلم کیف یلعب ، وکما أن باستطاعة البالغین تنمیة وتطویر النطق عند الأطفال بالتحدث إلیهم, فإن علیهم أیضاً أن یلعبوا مع الأطفال إذا هم أرادوا لقدرات الأطفال على اللعب أن تنمو وتتطور.
وفی اتفاقیة حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة , شروحات حول حق کل طفل فی اللعب والترفیة ، ویتوجب على کل مجتمع ومنظمة معنیة أن یسعیا إلى إعطاء الأولویة لهذه الحقوق ، فإلى جانب الاحتیاجات الأساسیة من التغذیة والصحة والحمایة والتعلیم , فإن اللعب من الأمور الضروریة لتطور الإنسان تطوراً کاملا ً ، فاللعب یجب أن یحظى بأهمیة أکبر من التی یحظى بها الیوم ، بدون ذلک فإننا نساهم فی عرقلة نضج الطفل وتقدمه" (أیدنهامر وفالهند, 1995, 5) ، وتکمن أهمیة اللعب فی حیاة الطفل من خلال ارتباطه بخصائص نمو الطفل على النحو التالی:
أ- أهمیة اللعب فی النمو الجسمی:
یستطیع الطفل باللعب أن ینمی عضلاته على نحو سلیم , ویدرب کل أعضاء جسمه بشکل فعال , وحینما یخضع اللعب للتنظیم الملائم فإنه یساعد على نمو وتحسین الأشکال المختلفة للنشاط الحرکی عند الطفل ؛ ففی اللعب تتحول الحرکة من کونها وسیطاً لتحقیق نتائج معینة إلى کونها غایة فی حد ذاتها لفاعلیة الطفل , وتعد موضوعاً لوعیه, ویتخذ الطفل لنفسه دوراً محدداً إذ یقوم بحرکات ممیزة من أجل بلوغ أهداف محددة ، وهو بذلک یکون اتجاهات معینة نحو کیانه الحسی النامی, ویستغل إمکانیاته الجسمیة فی أنشطة مختلفة أو یسعى لتعلم مهارات حرکیة معینة.
ب- أهمیة اللعب فی النمو العقلی:
اللعب هو أساس النمو العقلی وتطوره ، وبدونه یتأثر النمو العقلی وقد لا یتطور, وإن حدث فقد یکون ضعیفاً ( بلقیس ومرعی, 1421) ؛ فمن خلال اللعب یطور الطفل بناءه المعرفی , وعن طریق التبادل النشط بین عملیتی التمثل والمواءمة یعدل الطفل خبراته وینمی معلوماته ، فاللعب عملیة نشطة وحیویة ینظم فیها الطفل البیئة وفق استیعابه لمتغیراتها ، ووفق ما تسمح به أبنیته المعرفیة بهدف تحقیق التوازن , أی السیطرة المعرفیة للأشیاء عن طریق المعالجة الحسیة وتقلیب الأشیاء وتعدیل الصورة المتکونة لدیه.
ج- أهمیة اللعب فی النمو النفسی:
یعتبر علماء النفس اللعب من الأسالیب المهمة التی یستطیع الطفل عن طریقه التعبیر عن نفسه وعن ظروف حیاته , کما أن الطفل بإمکانه أن یبدع عالمة الخاص به ، ویعبر عن احتیاجاته ورغباته ( عباس, 1997)، لذلک یعتبر اللعب أداه کشف وتعرف لتکوین الطفل النفسی ، کما یکتشف الطفل -عن طریق اللعب - الکثیر عن نفسه ، کمعرفة قدراته ومهاراته من خلال تعامله مع أقرانه ،ومقارنة نفسه بهم , ویتعلم من مشاکله کیف یتمکن من مواجهتها ، کما یکتسب مهارة المبادرة فی اتخاذ القرارات والتقویم الذاتی ( الصغیر, 1424).
د- أهمیة اللعب فی النمو الاجتماعی :
یؤدی اللعب دوراً أساسیاً فی نضج الطفل اجتماعیاً ، فهو یتعلم من لعبه مع الآخرین التعاون والمشارکة ،ویکتسب مکانة مقبولة داخل الجماعة ؛ إذ إن انخراط الطفل فی أنشطة اللعب الجماعی یجعله یخفف من أنانیته ونزعه التمرکز حول ذاته ، فضلاً عن الطفل یتعلم عن طریق اللعب مع الآخرین کیف یقیم علاقات اجتماعیه ، وکیف یواجه المواقف التی تحملها تلک العلاقات من التزامات ومسؤولیات وأدوار مختلفة.
هـ - أهمیة اللعب فی النمو اللغوی :
تساهم الألعاب الثقافیة والفنیة بشکل ملحوظ فی تنمیة قدرة الطفل على التعبیر، مما یمکن الآخرین من فهمه والتفاعل معه , لذلک فإن اللعب عند الأطفال یساهم فی:
1) تنمیة قدرة الطفل على التعبیر عن أفکاره ومشاعره.
2) تمکین الآخرین من معرفة قدرات الطفل .
3) تمکین الآخرین من معرفة مشاکل الطفل والعمل على حلها.
اللعب فی مرحلة الصفوف الأولیة ( الطفولة المتوسطة):
تسمى مرحلة الطفولة المتوسطة (الصفوف الأولیة) من قبل بعض علماء النفس بمرحلة اللعب (play age) ، ولعل السبب فی ذلک لا یعود إلى زیادة وقت الطفل المخصص للعب ، ولکن بسبب مدى التداخل فی خصائص أنشطة اللعب واتساع مجالها ، مقارنة بتلک التی یمکن ملاحظتها فی المراحل العمریة السابقة . وعلیه فإن هذه التسمیة فی بدایة مرحلة المدرسة الابتدائیة تعود إلى اتساع مدى اللعب وتنوع أنشطتة ولیس فقط إلى الفترة الزمنیة التی یقضیها الطفل فی مجال اللعب ( أبو جادو, 1425).
وفی هذه المرحلة یکون الطفل قد وصل إلى درجة مناسبة من ضبط الجسم ، لاسیما العضلات الکبیرة ویحتاج الطفل بعد أن یدخل المدرسة إلى فرص کثیرة للعب لیعوض ساعات السکون فی حجرة المدرسة ( اللبابیدی و خلایلة , 1418), ویتخذ اللعب فی مرحلة الصفوف الأولیة أبعاداًُ جدیدة تـتفق وما یطرأ على الطفل من تطور فی أبعاد شخصیته العقلیة والجسدیة والاجتماعیة والنفسیة ، کما یطلق على هذه المرحلة مرحلة اللعب التعاونی(Cooperative play) ( بلقیس ومرعی , 81,1421 ) ، و یعد اللعب فی هذه المرحلة مظهراً من مظاهر التفاعل الاجتماعی ؛ حیث یزداد ارتباط الطفل بزملائه ویزداد اللعب الجماعی(الصغیر, 23,1424 ) ، وأهم مبادئ اللعب التعاونی هو مشارکة الأطفال فی اللعب والتنافس مع الجماعة وهنا یتعلم الطفل معنى التعاون والخطأ والصواب والحقوق والواجبات ویکتسب الاتجاهات الاجتماعیة الإیجابیة نحو الآخرین ، وخاصة أولئک الذین یشارکهم اللعب ( بلقیس و مرعی ,1421 )
الفصل الثالث : الدراسات السابقة
یستعرض الباحث فی هذا الفصل الدراسات السابقة التی استطاع الباحث الحصول علیها والتی تناولت موضوع الألعاب التعلیمیة وفقا لتسلسلها التاریخی ، وذلک بعرض اسم الباحث ، وتاریخ الدراسة ، وهدفها ، والمنهج والأداة المستخدمة ، وأهم النتائج التی توصلت إلیها ، وتم تقسیم هذه الدراسات إلى محورین هما الدراسات العربیة والدراسات الأجنبیة ، وذلک على النحو التالی :
أولا / الدراسات العربیة :
قام الثبیـتی ( 1407) بدراسة هدفت إلى معرفة جدوى استخدام الألعاب التعلیمیة فی تعلیم قواعد اللغة العربیة (الفعل المضارع) لتلامیذ الصف الرابع الابتدائی ، واستخدم الباحث المنهج التجریبی لتحقیق أهداف الدراسة ، وتمثلت أدوات الدراسة باختبار تحصیلی من إعداد الباحث ، کذلک استخدم الباحث اختبار المصفوفات المتتابعة العادی للذکاء ( رافن ) ، للتحقق من تکافؤ أفراد العینة بعد توزیعها إلى مجموعتین ضابطة وتجریبیة , کما قام الباحث بتصمیم وحده تعلیمیة فی قواعد اللغة العربیة (الفعل المضارع) بوساطة الألعاب التعلیمیة التقلیدیة غیر الحاسوبیة لتلامیذ الصف الرابع الابتدائی ؛ لاستخدامها فی تدریس المجموعة التجریبیة کأحد أدوات الدراسة ، و تکونت عینة الدراسة من (81) طالباً من طلاب ثلاث مدارس ابتدائیة بمدینة الطائف ، بحیث تم اختیار (27) طالباً من طلاب مدرسة عداس الابتدائیة مثلت المجموعة التجریبیة ، فی حین تم اختیار (27) طالباً من مدرسة الحارث بن کلدة تمثل المجموعة الضابطة الأولى ، وکذلک تم اختیار ( 27) طالبَاً من طلبة مدرسة هوازن تمثل المجموعة الضابطة الثانیة ، وتم اختیار المدارس والعینات بطریقه عشوائیة ، وتوصل الباحث إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین درجات تلامیذ المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة الأولى وکذلک المجموعة الضابطة الثانیة فی الاختبار البعدی لصالح المجموعة التجریبیة .
وأجرى مصطفى وسلیمان ( 1407) بحثاً هدف إلى دراسة أثر استخدام الألعاب التعلیمیة فی فهم المفاهیم الریاضیة لدى الطالب المعلم واتجاهاته نحو تدریس الریاضیات بالمرحلة الأولى الجامعیة ، واستخدم الباحثان المنهج التجریبی لتحقیق أهداف البحث ، وتمثلت أدواته باختبار تحصیلی فی فهم المفاهیم الریاضیة من إعداد الباحثین , کما استخدم الباحثان مقیاس إیکین (Aiken ) للاتجاه نحو الریاضیات من ترجمة الباحثین ، کما استخدم الباحثان عدداً من الألعاب التعلیمیة التقلیدیة ، وهی لعبة الفاجابوندو ، ولعبة المجسمات ، ولعبة اللوحات المسماریة بالإضافة إلى لعبة التخمین وهی لعبة تعلیمیة حاسوبیة ، وقد تم تطبیق هذه الدراسة خلال الفصل الدراسی الأول لعام 1985/1986 م ، واستغرقت الدراسة (13) أسبوعاً بواقع ثلاث لقاءات أسبوعیاً ، وتکونت عینة الدراسة على (31) طالباً وطالبة من المسجلین بمقرر طرق تدریس الریاضیات بکلیة البحرین الجامعیة ، وقد قسمت أفراد العینة عشوائیاً إلى مجموعتین ، المجموعة الأولى ضابطة وعدد أفرادها (9) من الطلاب والطالبات ، والمجموعة الضابطة وتکونت من(22) طالباً وطالبة ، و توصل الباحثان إلى أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین درجات أفراد المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة فی الاختبار التحصیلی فی فهم المفاهیم الریاضیة لدى طلاب المجموعتین , فی حین أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین درجات أفراد المجموعتین التجریبیة والمجموعة الضابطة فی اتجاهاتهم نحو الریاضیات لصالح المجموعة التجریبیة .
وفی دراسة مسحیة قامت بها الخریجی( 1413) هدفت إلى التعرف على واقع استخدام اللعب فی ریاض الأطفال الحکومیة بالمملکة العربیة السعودیة فی ضوء المعاییر العلمیة للعب وبما یتماشى مع خصائص وحاجات الطفل وأهدافه ، واستخدمت الباحثة المنهج الوصفی لمعرفة هذا الواقع ، وتمثلت أدوات الدراسة باستبانة قامت الباحثة بإعدادها لمعرفة هذا الواقع ، وتم تطبیق هذه الدراسة فی العام الدراسی 1411/ 1412هـ ، وتم اختیار عینة الدراسة عن طریق تقسیم مناطق المملکة العربیة السعودیة إلى خمس مناطق جغرافیة ، وبطریقة عشوائیة قامت الباحثة باختیار مدینة واحدة من کل منطقة لتکون ممثلة لتلک المنطقة ، وهذه المدن هی تبوک ، وأبها ، والهفوف ، ومکة المکرمة ، والریاض ، وقد تکون مجتمع الدراسة من (935) معلمة و(52) موجهة تربویة ، تم اختیار (15) موجهة تربویة و(338) معلمة موزعة على مناطق المملکة لتمثل عینة الدراسة ، و توصلت الباحثة فی نتائج دراستها إلى أن أنشطة اللعب تتوافر وتستخدم بنسبة متوسطة من قبل معلمات ریاض الأطفال ، کما أن الموجهات التربویات ومعلمات ریاض الأطفال یعرفن المعاییر العلمیة للعب بجمیع أبعادها بدرجة فوق المتوسط مع وجود قصور فی تطبیق هذه المعاییر بشکل صحیح , کما توصلت الباحثة إلى أنه توجد بعض المعوقات التی تحد من استخدام المعلمات لأنشطة اللعب ، وأهم هذه المعوقات هو عدم ملاءمة معظم المبانی لممارسة أنشطة اللعب ، وقلة أدوات ووسائل اللعب وعدم توافر بعضها ، و قلة الدورات التدریبیة ، و کثرة أعداد الأطفال فی الصف الواحد ، و کثرة ساعات العمل للمعلمة .
کما أجرى علی (1991) بحثاً هدف إلى معرفة أثر استخدام المدخل التاریخی والألعاب التعلیمیة والمواقف التمثیلیة البیئیة فی تدریس وحدة الأعداد العشریة بالحلقة الأولى من التعلیم الأساسی ، واستخدم الباحث المنهج التجریبی للتعرف على هذا الأثر ، وتمثلت أدوات البحث فی اختبار تحصیلی للمفاهیم الریاضیة من إعداد الباحث ، کما قام الباحث بإعداد المداخل التدریسیة ( التاریخی , الألعاب التعلیمیة , المواقف التمثیلیة) لکل درس من دروس وحدة الأعداد العشریة موضوع الدراسة کأحد أدوات الدراسة ، و تکونت عینة البحث من (112) طالباً ، تم اختیارهم عشوائیاً من مدارس الحلقة الأولى من التعلیم الأساسی ، وتم تقسیمهم إلى أربع مجموعات ، ثلاث مجموعات تجریبیة ومجموعة ضابطة ، بحیث درست المجموعة التجریبیة الأولى باستخدام المدخل التاریخی ، والمجموعة الثانیة درست باستخدام الألعاب التعلیمیة ، والمجموعة التجریبیة الثالثة درست باستخدام مدخل المواقف التمثیلیة البیئیة ، أما المجموعة الضابطة فقد درست باستخدام الطریقة التقلیدیة ، وکان عدد أفراد کل مجموعة (28) طالباً ، و کانت نتائج البحث هی وجود فروق دالة إحصائیاً بین متوسطات أداء المجموعات التجریبیة الثلاث (کل على حدة) وبین متوسطات أداء المجموعة الضابطة فی تحصیل التلامیذ لصالح المجموعات التجریبیة , کما بینت النتائج وجود فروق دالة إحصائیاً فی تحصیل تلامیذ المجموعة التجریبیة الأولى (المدخل التاریخی) والمجموعة التجریبیة الثانیة (الألعاب التعلیمیة) لصالح المجموعة التجریبیة الثانیة ، فی حین لا توجد فروق دالة إحصائیاً فی تحصیل تلامیذ المجموعة التجریبیة الأولى (المدخل التاریخی) والمجموعة التجریبیة الثالثة (المواقف التمثیلیة) کذلک عدم وجود فروق دالة إحصائیاً فی تحصیل تلامیذ المجموعتین التجریبیتین الثانیة (الألعاب التعلیمیة) والثالثة (المواقف التمثیلیة).
وقامت الجلعود ( 1426 ) بدراسة هدفت إلى استقصاء فاعلیة استخدام الألعاب التعلیمیة فی تنمیة التحصیل ومستویات التفکیر الهندسی لتلمیذات الصف الرابع الابتدائی ، وقد استخدمت الباحثة المنهج التجریبی لتحقیق أهداف الدراسة ، وتمثلت أدوات الدراسة فی اختبار تحصیلی واختبار التفکیر الهندسی من إعداد الباحثة , کما قامت الباحثة بتصمیم مجموعة من الألعاب التقلیدیة غیر الحاسوبیة لاستخدامها ضمن أدوات الدراسة ، وتکونت عینة الدراسة من (87) طالبة ، تم اختیارهن عشوائیا من طالبات الابتدائیة (143) بالریاض ، وقسمت أفراد العینة إلى مجموعة ضابطة وعدد أفرادها (42) طالبة ومجموعة تجریبیة وعدد أفرادها (45) طالبة ، وقد توصلت الباحثة إلى أنه توجد فروق دالة إحصائیاً بین المجموعة الضابطة والتجریبیة فی اختبار التحصیل فی الهندسة لصالح المجموعة التجریبیة ، فی حین أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین المجموعتین الضابطة والتجریبیة فی اختبار التفکیر الهندسی .
ثانیاً / الدراسات الأجنبیة :
قام بیلی(Bailey ,1992) بدراسة هدفت إلى التعرف على مدى فائدة استخدام لغة البرمجة لوغو(Logo) فی تطویر المهارات اللغویة للتلامیذ ، وقد استخدم الباحث منهج دراسة الحالة ، وبالتحدید دراسة الحالة ، وتمثلت عینة الدراسة فی أربعة طلاب متأخرین دراسیاً ، تم تدریبهم على البرمجة بلغة اللوغو وفق برنامج قام الباحث بإعداده لهذا الغرض ، واستخدم الباحث ثلاثة اختبارات لقیاس المهارات اللغویة هی( TELD , TONI, BOEHM) ضمن أدوات للدراسة ، وهی اختبارات معتمدة لتحدید المستویات اللغویة ، وتوصل الباحث إلى وجود تطور فی بعض المهارات اللغویة لدى الطلاب عینة الدراسة یعزى إلى استخدام لغة اللوغو ، ولکن لیس لهذا التطور دلالة إحصائیة .
وأجرى أموری و آخرون( Amory ,et. , al. , 1999) دراسة هدفت إلى التعرف على نوع الألعاب الأکثر مناسبة للاستخدام فی عملیة التدریس بالإضافة إلى معرفة خصائص الألعاب التی تجعلها أکثر متعة وفائدة ، و استخدم الباحثون المنهج الوصفی لتحقیق أهداف الدراسة ، وتمثلت عینة الدراسة فی (20 ) طالباً من طلبة السنة الأولى والثانیة الجامعیة فی تخصص الأحیاء تم اختیارهم بطریقة عشوائیة ، وتمثلت أدوات الدراسة باستبانة من تصمیم الباحثین ، کما قام الباحثون باختیار أربعة ألعاب حاسوب تعلیمیة تستخدم تقنیات مختلفة ومعروضة فی الأسواق ضمن أدوات الدراسة ، حیث قام کل فرد من أفراد العینة باستخدام هذه الألعاب لمدة ساعة لکل لعبة من الألعاب الأربع بعدها یتم تقدیم الاستبانة إلى الطالب للإجابة علیها ، و توصل الباحثون إلى أن الألعاب التی تعتمد على تقنیة الأبعاد الثلاثیة والألعاب التی تعتمد على الاستراتجیات هی الألعاب الأکثر متعة لدى الطلاب ، فی حین أن ألعاب المحاکاة لم تکن مریحة وجذابة ، کما أشارت النتائج إلى أن الطلاب یرون أن الرسوم والأصوات والقصص المحوریة من أهم العناصر الواجب توافرها فی الألعاب ، کما أن المهارات الحسیة والمنطقیة هی من المهارات المطلوبة لألعاب التحدی ، کما أن الألعاب التعلیمیة التی تعتمد على التحدی والمغامرة تساعد على زیادة الدافعیة لدى المتعلمین .
وفی دراسة أخرى قام دین(Din ,2001) بإجرائها ، وهدفت إلى معرفة تأثیر ألعاب الفیدیو التعلیمیة على تعلم أطفال الروضة ومستوى تحصیلهم ، استخدم الباحث المنهج التجریبی لمعرفة هذا الأثر ،وتمثلت أدوات الدراسة باختبار (WRAT-R3) وهو اختبار تحصیلی معد مسبقاً ، کما استخدم الباحث أربعین لعبة تعلیمیة تستخدم جهاز (Light Span) ، وهو جهاز من صنع شرکة سونی مشابه لجهاز البلی ستیشن (Play Station) ، وتکونت عینة الدراسة من (47) طفلاً تتراوح أعمارهم بین السادسة والخامسة ، تم اختیارهم بطریقة عشوائیة من إحدى الروضات فی المنطقة الشمالیة الشرقیة بالولایات المتحدة الأمریکیة ، وتم تقسیم أفراد العینة إلى مجموعتین الأولى تجریبیة وعدد أفرادها (24) طفلاً ، والمجموعة الثانیة المجموعة الضابطة وتکونت من (23) طفلاً ، وقد درست المجموعة التجریبیة باستخدام الألعاب بواقع (40) دقیقة یومیا ولمدة خمسة أیام أسبوعیا ، کما تم تزوید أفراد المجموعة التجریبیة بنسخ من هذه الألعاب وکذلک جهاز التشغیل الخاص بها مع تدریبهم وأولیاء أمورهم على کیفیة تشغیل الجهاز لاستخدامه فی المنزل فی أثناء فترة التجربة ، فی حین أن المجموعة الضابطة درست بالطریقة التقلیدیة ولم تعط نسخاً من الألعاب لاستخدامها فی المنزل ، وقد استغرق تطبیق التجربة ( 11) أسبوعاً ، وقام بتدریس المجموعتین اثنتان من المدرسات بالروضة ، وتوصل الباحث إلى وجود فروق دالة إحصائیا فی تحصیل الطلاب فی القراءة والتهجئة بین المجموعتین الضابطة والتجریبیة لصالح المجموعة التجریبیة ، فی حین لم تکن هناک فروق داله إحصائیاً فی تحصیل الطلاب فی الریاضیات بین المجموعتین .
التعلیق على الدراسات السابقة :
بعد السرد السابق لبعض ما اطلع علیه الباحث من دراسات سابقة فی موضوع الألعاب التعلیمیة ، یمکن أن یحدد مدى التشابه والاختلاف بین الدراسة الحالیة وتلک الدراسات من خلال المقارنة بینها فی ضوء النقاط التالیة :
- تتشابه هذه الدراسة مع کثیر من الدراسات السابقة فی المرحلة التعلیمیة المستهدفة ( المرحلة الابتدائیة ) ؛ لأن استخدام الألعاب التعلیمیة یتناسب وخصائص تلامیذ هذه المرحلة .
- اختلفت الدراسة الحالیة عن جمیع الدراسات السابقة فی أنها شملت جمیع المواد الدراسیة فی مرحلة الصفوف الأولیة ، فی حین أن الدراسات السابقة کانت تقتصر على مادة دراسیة واحدة أو اثـنـتین فقط .
- معظم الدراسات السابقة التی تناولت موضوع الألعاب التعلیمیة استخدمت المنهج التجریبی ، وهو ما یختلف عن المنهج المستخدم فی الدراسة الحالیة ، بینما استخدم القلیل منها المنهج الوصفی ( المسحی ) لدراسة هذا الموضوع کدراسة الخریجی ( 1413) ودراسة أموری وآخرون (Amory, et. , al. ,1999) ودراسة سینقلتون وسیمونس (Singleton & Simmons , 2001) ، وهو ما یتفق مع المنهج المستخدم فی الدراسة الحالیة .
- إن جمیع الدراسات السابقة التی استخدمت المنهج الوصفی ( المسحی ) لم تتناول المعوقات التی تحول دون استخدام الألعاب التعلیمیة فی مرحلة الصفوف الأولیة ، وهو ما یمیز الدراسة الحالیة عن تلک الدراسات .
- إن غالبیة الدراسات السابقة التی استخدمت المنهج التجریبی فی دراسة موضوع الألعاب التعلیمیة توصلت إلى فاعلیة استخدام الألعاب التعلیمیة فی العملیة التعلیمیة ، وهذا یؤکد على أهمیة الألعاب التعلیمیة وتأثیرها الإیجابی وبالتالی أهمیة الدراسة الحالیة .
- رکزت غالبیة الدراسات السابقة على نوع واحد من أنواع الألعاب التعلیمیة ، فی حین أن الدراسة الحالیة تمیزت بتناولها لجمیع أنواع الألعاب التعلیمیة .
- رکزت معظم الدراسات على جانب التحصیل الدراسی للطالب فقط ، وتضمنت بعض الدراسات بالإضافة إلى التحصیل جوانب أخرى کالاتجاه والتی منها دراسة مصطفى وسلیمان ( 1407 ) ، ودراسة عبدالحمید(2000) ، ودراسة نجم ( 2001 ) ، ودراسة الشرمان (2002)، ودراسة موریس وآخرون (Morris , et. , al. , 2004) ودراسة أکینسولا (Akinsola ,2007 ) فیما رکزت دراسة براج(Bragg ,2007) على جانب الاتجاه فقط ، فی حین أن بعض الدراسات تناولت - مع ترکیزها على جانب التحصیل الدراسی - جوانب أخرى کجانب التفکیر الابتکاری کما فی دراسة بشناق ( 1425 ) ، أو جانب التفکیر الإبداعی کما فی دراسة دویدی ( 1425 ) ، أو التفکیر الهندسی کما فی دراسة الجلعود ( 1426) ، فی حین أن الدراسة الحالیة حاولت تناول الجوانب المختلفة لدى الطالب .
- تنوع مجتمع وعینة الدراسة المستهدفة فی الدراسات الوصفیة التی استعرضها الباحث ؛ حیث تکون المجتمع فی دراسة( الخریجی ،1413) من معلمات وموجهات ( مشرفات ) ، وفی دراسة أموری وآخرون (Amory, et. , al.,1999) کان مجتمع وعینة الدراسة متمثلا فی الطلاب ، وهو ما یختلف عن الدراسة الحالیة ، فی حین اتفقت الدراسة الحالیة مع دراسة سینقلتون وسیمونس (Singleton & Simmons ,2001) فی کون مجتمع الدراسة هو المعلمون فقط .
من خلال ما تقدم یتضح اختلاف الدراسة الحالیة عن جمیع الدراسات السابقة ؛ إما فی المنهج المستخدم ( کما هو الحال مع معظم تلک الدراسات ) ، أو فی المجتمع المستهدف ، أو الجوانب التی تم تناولها ( کالتحصیل والاتجاه ) ، ولذلک فقد تمیزت الدراسة الحالیة بأنها من الدراسات النادرة التی حاولت التعرف على واقع استخدام الألعاب التعلیمیة فی مرحلة الصفوف الأولیة ومعوقات استخدامها من وجهة نظر المعلمین .
وقد استفاد الباحث من الدراسات السابقة فی تکوین تصور شامل عن موضوع الدراسة ، وفی إثراء الإطار النظری ، وفی بناء أداة الدراسة الحالیة ، کما استفاد الباحث من تلک الدراسات فی اختیار الأسالیب الإحصائیة المناسبة للدراسة الحالیة .
الفصل الرابع : ملخص النتائج و التوصیات
یشمل هذا الفصل عرضاً للنتائج الدراسة وأهم التوصیات التی توصل إلیها الباحث والدراسات التی یقترحها الباحث .
أولا / ملخص نتائج الدراسة :
کشفت الدراسة الحالیة بعد تحلیل بیانات أداتها عن النتائج التالیة :
1- یستخدم معلمو الصفوف الأولیة فی المدارس الحکومیة التابعة لإدارة التربیة والتعلیم بمحافظة الرس الألعاب التعلیمیة بشکل عام بدرجة متوسطة .
2- أن أقل أنواع الألعاب التعلیمیة استخداماً من قبل معلمی الصفوف الأولیة هی ألعاب الرسم والألعاب الحاسوبیة ، حیث إنهم یستخدمونها بدرجة قلیلة ، فی حین أن بقیة الأنواع تستخدم ولکن بدرجة متوسطة .
3- یستخدم معلمو الصفوف الأولیة الألعاب التعلیمیة للتهیئة لموضوع الدرس ، أو لشرح الدرس ، أو للتدرب على مهارات الدرس ، أو فی أوقات الفراغ للحصة لتحقیق أهداف عامة وذلک بدرجة متوسطة .
4- أن معلمی الصفوف الأولیة یستخدمون الألعاب التعلیمیة من أجل تنمیة الجوانب النفسیة المختلفة لدى الطالب بدرجة کبیرة ، فی حین أنهم یستخدمونها لتنمیة الجوانب والمهارات الأخرى وهی التحصیل الدراسی ، والجوانب الاجتماعیة ، والمهارات العقلیة ، و المهارات اللغویة ، والمهارات البدنیة بدرجة متوسطة .
5- أن أکثر المواد التی یستخدم المعلمون الألعاب التعلیمیة فی تدریسها هی مادة الریاضیات ، وذلک بدرجة متوسطة ، فی حین أنهم یستخدمونها فی تدریس المواد الأخرى وهی التربیة الإسلامیة ، واللغة العربیة ، والعلوم بدرجة قلیلة .
6- تعد المحلات التجاریة والشرکات المتخصصة ، وکذلک المشرف التربوی ، والبرامج التدریبیة ، والبرامج التلفزیونیة من أقل المصادر التی یعتمد علیها المعلمون فی الحصول على الألعاب التعلیمیة منها ، وذلک بدرجة قلیلة ، فی حین أن أکثر المصادر التی یستفید منها المعلمون فی الحصول على الألعاب التعلیمیة هی الزملاء ، والانترنت ، والألعاب الشعبیة ، والکتب المتخصصة ، وذلک بدرجة متوسطة .
7- وجود عدد من المعوقات التی تحد من درجة استخدام معلمی الصفوف الأولیة للألعاب التعلیمیة ، وأهم هذه المعوقات هی زیادة العبء التدریسی للمعلم ، وقلة تضمین الکتاب المدرسی لألعاب تعلیمیة ، وکثافة محتوى المقررات الدراسة ، وعدم توافر أماکن مناسبة لاستخدام الألعاب التعلیمیة ، وکذلک قلة توافر ألعاب تعلیمیة مناسبة ، وهذه المعوقات کانت موجودة بدرجة کبیرة من وجه نظر المعلمین .
ثانیا / توصیات الدراسة :
فی ضوء نتائج الدراسة الحالیة التی توصل إلیها الباحث ، فإنه یقترح بعض التوصیات التی یرجى أن تسهم فی رفع کفاءة معلمی الصفوف الأولیة فی استخدام الألعاب التعلیمیة وهی على النحو التالی :
1- التأکید على القائمین والمختصین بمناهج الصفوف الأولیة فی وزارة التربیة والتعلیم بضرورة تضمین الکتب المدرسیة لألعاب أو أفکار لألعاب تعلیمیة تناسب موضوعات المقرر .
2- تخفیف العبء التدریسی لمعلمی الصفوف الأولیة بشکل یمکنهم من استخدام الألعاب التعلیمیة بدرجة أکبر وبکفاءة أکثر .
3- توفیر البیئة المناسبة لاستخدام الألعاب التعلیمیة المختلفة کالحجرات الدراسة ، ومعامل الحاسب الآلی ، والأفنیة داخل المدرسة .
4- زیادة الوعی لدى معلمی الصفوف الأولیة بأهمیة وکیفیة استخدام الألعاب التعلیمیة فی تنمیة الجوانب المختلفة لدى طلاب هذه المرحلة ، وبخاصة الجوانب الاجتماعیة والبدنیة واللغویة والعقلیة .
5- الاهتمام بتوعیة المشرفین التربویین بأهمیة وکیفیة استخدام الألعاب التعلیمیة فی مرحلة الصفوف الأولیة .
قائمة المراجع
اولا : المراجع العربیة :
20 0 حسن ، حسن عمران (1999 م ) : فعالیة استخدام الألعاب التعلیمیة على تحصیل تلامیذ الصف الرابع الابتدائی فی تعلیم القواعد النحویة ، مجلة کلیة التربیة , العدد الخامس العشر, الجزء الأول, کلیة التربیة, جامعة أسیوط, أسیوط 1-14
المراجع الأجنبیة:
اولا : المراجع العربیة :
20 0 حسن ، حسن عمران (1999 م ) : فعالیة استخدام الألعاب التعلیمیة على تحصیل تلامیذ الصف الرابع الابتدائی فی تعلیم القواعد النحویة ، مجلة کلیة التربیة , العدد الخامس العشر, الجزء الأول, کلیة التربیة, جامعة أسیوط, أسیوط 1-14
المراجع الأجنبیة: