استراتيجيات تنظيم الانفعال المعرفية ومعتقدات دمج الفکر والکمالية کمنبئات باضطراب التشوه الجسمى لدى عينة من المراهقين

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الصحة النفسية کلية التربية – جامعة أسيوط

المستخلص

  هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على العلاقة بين اضطراب التشوه الجسمى واستراتيجيات تنظيم الانفعال المعرفية ( لوم الذات ، القبول ، الترکيز على الفکر/الاجترار ، إعادة الترکيز الإيجابى ، إعادة الترکيز على التخطيط ، إعادة التقييم الإيجابى ، محاولة وضع تصور ، التضخيم الکارثى ، لوم الأخرين ) ، والعلاقة بين اضطراب التشوه الجسمى ومعتقدات دمج الفکر( الدمج بين الفکر والفعل ، الدمج بين الفکر والحدث ، الدمج بين الفکر والموضوع ) ، کما التعرف على العلاقة بين اضطراب التشوه الجسمى  وکمالية المظهر الجسمى (  الانزعاج من عدم الکمالية ، السعى نحو الکمالية) ، وتکونت عينة الدراسة من (300) طالبا وطالبة بالفرقة الأولى بکلية الخدمة الاجتماعية ( انتظام ، انتساب ) بجامعة أسيوط للعام الجامعى 2014/2015 ، وقد استخدم الباحث المقاييس التالية : مقياس العلاقات الذاتية الجسمية متعدد الأبعادThe multidimensional body – self  relation scale – Appearance scales (MBSRS-AS) إعداد(Cash,2000)  ( ترجمة الباحث )، ومقياس استراتيجيات تنظيم الانفعال المعرفية (Cognitive emotion regulation strategies scale(CERSS) ، إعداد  (Garnefski;Kraaij&Spinhoven,2002) ، ومقياس دمج الفکرThought fusion scale (TFS) إعداد  (Wells; William & Cartwright-Hatton,2000) ، ومقياس کمالية المظهر الجسمى Physical appearance perfectionism scale (PAPS) إعداد (Yang &Stoeber,2012)  ( ترجمة الباحث)، وقد  استخدم الباحث عددا من الأساليب الإحصائية مثل معامل الارتباط ، وتحليل الانحدار المتعدد ، وتحليل المسار. وقد توصلت نتائج الدراسة إلى أن قيم معاملات الارتباط بين اضطراب التشوه الجسمى ( تقويم المظهر ، توجيه المظهر ، التصنيف الذاتى للوزن ) وبعض استراتيجيات تنظيم الانفعال ( إعادة الترکيز ، وضع تصور ، التضخيم الکارثى ) ، جاءت دالة عند 0.01 بين التضخيم الکارثى والتصنيف الذاتى للوزن ، وبين إعادة الترکيز ووضع منظور وتقويم المظهر ، کما جاءت قيمة معامل الارتباط بين معتقدات الدمج بين الفکر والفعل والتصنيف الذاتى للوزن دالة عند0.01 ، کما جاءت قيم معاملات الارتباط دالة بين معتقدات الانزعاج من عدم الکمالية و کلا من ( الرضا عن مناطق الجسم ، توجيه المظهر الجسمى ) دالة عند 0.01 ، وارتبطت معتقدات السعى نحو الکمالية  مع کل من ( تقويم المظهر الجسمى ، الرضا عن مناطق الجسم ، التصنيف الذاتى للوزن ) ، کما کشفت نتائج الدراسة عن إمکانية التنبؤ باضطراب التشوه الجسمى من خلال استراتيجية التضخيم الکارثى، ومعتقدات الانزعاج من عدم الکمالية ، ومعتقدات السعى نحو الکمالية .
The current study aims to investigate the relationship between Body Dysmorphic Disorder (BDD) on the one hand, and emotion regulation strategies on the other (i.e. self-blame, acceptance, Focus on thought /rumination, positive refocusing, refocusing on planning, positive reappraisal, Putting into perspective, catastrophizing, blaming others). Moreover, it also investigates the relationship between BDD and thought fusion  (thought-action fusion, thought-event fusion, thought-object fusion). It also investigates the relationship between BDD and perfectionism (worry about imperfection and hope for perfectionism), and attempts to detect BDD via cognitive emotion regulation strategies, thought fusion beliefs and perfectionism. Research sample consisted of 300 1st–year students (both males and females) at Assiut University Faculty of Social Service - Basic Education Section during the academic year 2014-2015. The researcher used the following scales: (1) Multi-dimensional Body Self-Regulation Scale (MBSRS-AS), prepared by Cash (2000); (2) Cognitive Emotion Regulation Strategies Scale (CERSS) Prepared by (Garnefski, Kraaij &S pinhoven,2002); (3) Thought Fusion Scale (TFS) Prepared by (Wells, William & Cartwright-Hatton, 2000); and (4) Physical Appearance Perfectionism Scale (PAPS) Prepared by (Yang & Stoeber, 2012), translated by the researcher.The researcher used also a number of statistical methods such as correlation coefficients, multiple regression analysis, and path analysis. The study revealed that values of correlation coefficients between BDD (body evaluation, body orientation, body self classification) and each of   emotion regulation strategies, thought-action fusion and perfectionism beliefs were significant at the 0.01 level; also the correlation coefficients revealed predictability of BDD through cognitive emotion regulation in the Catastrophizing domain; and through perfectionism beliefs in the following domains: Worry about imperfection and hope for perfection).The researcher reached the following a predictability equation to predict (BDD) .
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

           کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة ومعتقدات دمج الفکر والکمالیة کمنبئات باضطراب التشوه الجسمى لدى عینة من المراهقین

 

 

إعــداد

 

                           د/ عبدالله محمد عبدالظاهر الخولى

مدرس الصحة النفسیة

کلیة التربیة – جامعة أسیوط

Elzaher20022003@yahoo.com

 

}       المجلد الحادی والثلاثین– العدد الرابع  –  جزء أول– یولیو2015م  {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

 

   

 

 

ملخص البحث

  هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على العلاقة بین اضطراب التشوه الجسمى واستراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة ( لوم الذات ، القبول ، الترکیز على الفکر/الاجترار ، إعادة الترکیز الإیجابى ، إعادة الترکیز على التخطیط ، إعادة التقییم الإیجابى ، محاولة وضع تصور ، التضخیم الکارثى ، لوم الأخرین ) ، والعلاقة بین اضطراب التشوه الجسمى ومعتقدات دمج الفکر( الدمج بین الفکر والفعل ، الدمج بین الفکر والحدث ، الدمج بین الفکر والموضوع ) ، کما التعرف على العلاقة بین اضطراب التشوه الجسمى  وکمالیة المظهر الجسمى (  الانزعاج من عدم الکمالیة ، السعى نحو الکمالیة) ، وتکونت عینة الدراسة من (300) طالبا وطالبة بالفرقة الأولى بکلیة الخدمة الاجتماعیة ( انتظام ، انتساب ) بجامعة أسیوط للعام الجامعى 2014/2015 ، وقد استخدم الباحث المقاییس التالیة : مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعدد الأبعادThe multidimensional body – self  relation scale – Appearance scales (MBSRS-AS) إعداد(Cash,2000)  ( ترجمة الباحث )، ومقیاس استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة (Cognitive emotion regulation strategies scale(CERSS) ، إعداد  (Garnefski;Kraaij&Spinhoven,2002) ، ومقیاس دمج الفکرThought fusion scale (TFS) إعداد  (Wells; William & Cartwright-Hatton,2000) ، ومقیاس کمالیة المظهر الجسمى Physical appearance perfectionism scale (PAPS) إعداد (Yang &Stoeber,2012)  ( ترجمة الباحث)، وقد  استخدم الباحث عددا من الأسالیب الإحصائیة مثل معامل الارتباط ، وتحلیل الانحدار المتعدد ، وتحلیل المسار. وقد توصلت نتائج الدراسة إلى أن قیم معاملات الارتباط بین اضطراب التشوه الجسمى ( تقویم المظهر ، توجیه المظهر ، التصنیف الذاتى للوزن ) وبعض استراتیجیات تنظیم الانفعال ( إعادة الترکیز ، وضع تصور ، التضخیم الکارثى ) ، جاءت دالة عند 0.01 بین التضخیم الکارثى والتصنیف الذاتى للوزن ، وبین إعادة الترکیز ووضع منظور وتقویم المظهر ، کما جاءت قیمة معامل الارتباط بین معتقدات الدمج بین الفکر والفعل والتصنیف الذاتى للوزن دالة عند0.01 ، کما جاءت قیم معاملات الارتباط دالة بین معتقدات الانزعاج من عدم الکمالیة و کلا من ( الرضا عن مناطق الجسم ، توجیه المظهر الجسمى ) دالة عند 0.01 ، وارتبطت معتقدات السعى نحو الکمالیة  مع کل من ( تقویم المظهر الجسمى ، الرضا عن مناطق الجسم ، التصنیف الذاتى للوزن ) ، کما کشفت نتائج الدراسة عن إمکانیة التنبؤ باضطراب التشوه الجسمى من خلال استراتیجیة التضخیم الکارثى، ومعتقدات الانزعاج من عدم الکمالیة ، ومعتقدات السعى نحو الکمالیة .

الکلمات المفتاحیة : اضطراب التشوه الجسمى ، استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة ، معتقدات دمج الفکر ، الکمالیة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Abstract

 

The current study aims to investigate the relationship between Body Dysmorphic Disorder (BDD) on the one hand, and emotion regulation strategies on the other (i.e. self-blame, acceptance, Focus on thought /rumination, positive refocusing, refocusing on planning, positive reappraisal, Putting into perspective, catastrophizing, blaming others). Moreover, it also investigates the relationship between BDD and thought fusion  (thought-action fusion, thought-event fusion, thought-object fusion). It also investigates the relationship between BDD and perfectionism (worry about imperfection and hope for perfectionism), and attempts to detect BDD via cognitive emotion regulation strategies, thought fusion beliefs and perfectionism. Research sample consisted of 300 1st–year students (both males and females) at Assiut University Faculty of Social Service - Basic Education Section during the academic year 2014-2015. The researcher used the following scales: (1) Multi-dimensional Body Self-Regulation Scale (MBSRS-AS), prepared by Cash (2000); (2) Cognitive Emotion Regulation Strategies Scale (CERSS) Prepared by (Garnefski, Kraaij &S pinhoven,2002); (3) Thought Fusion Scale (TFS) Prepared by (Wells, William & Cartwright-Hatton, 2000); and (4) Physical Appearance Perfectionism Scale (PAPS) Prepared by (Yang & Stoeber, 2012), translated by the researcher.The researcher used also a number of statistical methods such as correlation coefficients, multiple regression analysis, and path analysis. The study revealed that values of correlation coefficients between BDD (body evaluation, body orientation, body self classification) and each of   emotion regulation strategies, thought-action fusion and perfectionism beliefs were significant at the 0.01 level; also the correlation coefficients revealed predictability of BDD through cognitive emotion regulation in the Catastrophizing domain; and through perfectionism beliefs in the following domains: Worry about imperfection and hope for perfection).The researcher reached the following a predictability equation to predict (BDD) .

  Key words :Body dysmorphic disorder, Cognitive emotion regulation strategies, Thought fusion beliefs ,Perfectionism

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقدمة الدراسة :

            إن علاقة الفرد بجسمه تتکون من خلال أفکاره  ومشاعره التى یکونها حوله ، وقد تکون هذه الأفکار والمشاعر إیحابیة أو سلبیة . وتتوقف على هذه الصورة الذهنیة التى یکونها الفرد عن جسمه إما سعادته أو تعاسته ، فقد تولد هذه الأفکار لدیه الثقة بالنفس وتقدیر الذات المرتفع فتکون وقوداً یدفعه للعمل والإنتاج وتکوین علاقات اجتماعیة جیدة مع المحیطین ، وقد تکون وقوداً لاجترارات ومعتقدات سلبیة لا یجنى الفرد من ورائها سوى مزید من القلق والاکتئاب والانطواء .

          وترتبط سعادة البشر بمدى جاذبیتهم الجسمیة ، فهى المحرک الأساسى           لرغبة الأخرین بعقد علاقات صداقة فیما بینهم . وتؤدى صورة الجسم دوراً کبیراً               فى اتخاذ القرارات المهنیة . إن نمو صورة إیجابیة عن الجسم تساعد الناس على رؤیة أنفسهم جذابین . ویعد هذا ضروریا لنمو الشخصیة الناضجة ، فالناس الذین  یحبون ویفکرون بأنفسهم على نحو إیجابى هم على الأرجح أکثر صحة نفسیة من غیرهم (فاروق ، عودة ،2012). (*)

وتوصف صورة الجسم Body image  کبناء شخصى متعدد الأبعاد ، یتضمن الاتجاهات attitudes ، التصورات Perceptions ، والمشاعر feelings ، والسلوکیات المتعلقة بالمظهر البدنى Physical appearance ضمن السیاق الاجتماعى والثقافى (Reas&Griol,2008;Vartanian,2009) وقد ظلت الدراسات التى تناولت صورة الجسم إلى الأن تتناول بشکل واسع البناءات المرتبطة بالوزن Weight-related constructs مثل فقدان الشهیة العصبى Anorexia nervosa والشره العصبى Bulimia nervosa . وقد تحول مزید من انتباه  هذه الدراسات حدیثاً باتجاه ظاهرة " القبح المتخیل" Imagined ugliness"" والتى تشیر بطریقة أخرى إلى قلق التشوه Dysmorphic concern . (Bartsch, 2007)

 

 

ویُشیر قلق التشوه Dysmorphic concern إلى " اهتمام متزاید أو مبالغ فیه بعیب متخیل أو طفیف فى المظهر البدنى " . ویصبح الأفراد الموسوسون Obsessed بمظهرهم ربما تنطبق علیهم معاییر اضطراب التشوه الجسمى (BDD) Body dysmorohic disorder  (Bartsch,2007) ، ویوصف اضطراب التشوه الجسمى بشدة عدم الرضا عن المظهر (Labuschagne et al ,2010)

ویتمیز اضطراب التشوه الجسمىBody dysmorphic disorder  بانشغال البال الزائد Excessive preoccupation عن الحد بالعیب المتصور أو الخلل فى المظهر الجسمى والذى إما أن یکون غیر ملاحظ من الأخرین أو یبدو کما لو کان طفیفاً (Kollei et al,2013)  ، وقد یرکز انشغال الفکر على واحدة أو أکثر من مناطق الجسم ، والمناطق الأکثر شیوعاً هى الجلد   ( مثل : حب الشباب المدرک Perceived acne ، أو الندوب الجلدیة Scars ، والخطوط ، والتجاعید Wrinkles ، والشحوب Paleness ) ، والشعر ( مثل : شعر خفیف أو کثیف فى الجسم أو الوجه ) ، أو الأنف ( مثل : الحجم أو الشکل Size or shape ) . ومع ذلک ، قد تکون أى منطقة أخرى من الجسم هى محل الترکیز أو القلق ( مثل : العیون ، الأسنان ، الوزن ، المعدة ، الصدر ، السیقان ، حجم الوجه أو شکله ، الشفتین ، الذقن ، حاجبى العینین ، الأعضاء التناسلیة ) ویقلق بعض الأفراد بشأن عدم التناسق المدرک لأجزاء الجسم . وتبدو الانشغالات الفکریة Preoccupations متطفلة وملحة Intrusive ، وغیر مرغوبة Unwanted ، ومضیعة للوقت ( تستهلک فى المتوسط من 3:8 ساعات یومیاً) ، وعادة ما یصعب مقاومتها أو السیطرة علیها . ویتم القیام بهذه السلوکیات أو الأفعال العقلیة المفرطة والمتکررة                  ( مثل المقارنة ) استجابة للانشغال الفکرى . ( DSM-5,2013,243) وغالبا ما یندمج الأفراد ذوو اضطراب التشوه الجسمى کثیراً فى السلوکیات المتکررة مثل تفحص المراة Mirror checking ، والاستخدام المفرط والزائد عن الحد لأدوات التجمیل Grooming ، والتمویه Camouflaging ، أو التماس الطمأنینة  Reassurance seeking (Conroy,2008).) 

 

 

إن صورة الجسم هى موقف واتجاه الإنسان نحو جسمه ، خاصة الحجم ، الشکل ، والجمال ، وأیضا تقییمات الأفراد وخبراتهم الانفعالیة فیما یتعلق بصفاتهم الجسمیة (Yetzer et al ,2004,132) ، ویذکر Gross  و Levenson (1997) أنه إلى حد ما ، ُتعرف " الاضطرابات النفسیة " Psychological disorders بالتنظیم السیىء للوجدان Affect dysregulation ، وتتمیز تقریبا 50% من اضطرابات المحور الأول ، وجمیع اضطرابات المحور الثانى الموصوفة فى الدلیل التشخیصى للاضطرابات العقلیة والنفسیة 1994 بأشکال التنظیم السیىء للانفعالات .(Kamholz et al , 2006)

 وقد أظهرت الدراسات السابقة أن الذین یعانون من اضطراب التشوه الجسمى (BDD) یتمیزون بضعف تمییز أو معرفة الانفعال Emotion cognition deficits                           ( وخاصة وجود التحیز لإساءة تفسیر تعبیرات الوجه المحایدة بطریقة                سلبیة )(Buhlamann et al , 2011). ، کما أظهر عدد کبیر من الدراسات أن الأطفال والمراهقین الذین لدیهم صعوبات التعرف Identifying ، الوصف Describing ، والتعبیر Expression  عن انفعالاتهم ( مثل : الوعى الانفعالى الضعیف Poor emotional awareness ) لدیهم معدلات أعلى من الأعراض الاکتئابیة والقلق على حد سواء (Rieffer&Do Rooij,2012).

وتعمل الانفعالات التمییزیة المرتفعة کإشارات توضح الحاجة إلى التغییر أو ضبط التقییمات adjust appraisals والسلوکیات أو الأهداف . ولا یثیر الدهشة لدینا أن نجد الأفراد ذوى الوعى الانفعالى المنخفض Low emotional awareness لدیهم مشکلة فى تحدید الاستجابات المناسبة لتحدیات المواقف الیومیة . وُتعدنا المفاتیح الانفعالیة الخاصة Specific emotional cues إذا ما وعیناها إلى مواجهة الخطر کما تعدنا إلى استغلال الفرصة ، وتساعدنا على إدراک الأهداف طویلة وقصیرة المدى (Stegger&Terwogt,2007) . وعلاوة على ذلک فالأفراد ذوو الوعى الانفعالى المنخفض لدیهم صعوبة فى الحصول على المعلومات بشأن موقفهم الحالى من انفعالاتهم (Schwarz&Clore,1996) وقد یکون هذا مکلف فى ضوء الانفعالات السلبیة لأن الفرد قد یکون غیر قادر على اتخاذ الاحتیاطات الضروریة لتجنب الضرر المحتمل (Quigley&Barrett,1999).

ولقد أظهرت سنوات من البحث أن تنظیم الانفعالات Emotions regulation عن طریق المعارف Cognitions أو الأفکار Thoughts یرتبط بشکل وثیق مع الحیاة البشریة ویساعد الناس للحفاظ على السیطرة على انفعالاتهم أثناء أو بعد تجربة الأحداث الضاغطة أو المهددة Threating or Stressful events (Garnefski et al , 2002) ، فعلى سبیل المثال ، عندما نعایش أحداث الحیاة السلبیة Negative life events فإننا نمیل إلى امتلاک أفکار نحو لوم ذواتنا Thought of blaming ourselves ، وربما عوضاً عن ذلک نلقى اللوم على الأخرین Blame others  ، وربما قد نسهب فى الحدیث عن مشاعرنا من خلال الاجترار الفکرى Ruminative ، وربما نحاول قبول هذه الأحداث أو إعادة التقییم الإیجابى Positive reappraisals للموقف . (Garnefski et al,2007) 

ویتضمن تنظیم الانفعال عدداً من الاستراتیجیات التى تهدف إلى تغییر الخبرة و/ أو التعبیر عن الانفعال ، مثل قدرته وشدته (Thompson,1999) ، وتؤدى المستویات المنخفضة من الوعى الانفعالى إلى استراتیجیات تنظیمیة أقل تکیفاً(Izard et al ,2011) ، وقد ُضمن مقیاس تنظیم الانفعال المعرفى Cognitive emotion regulation scale فى عدد کبیر من الدراسات ، وفى بلدان مختلفة رکزت على العلاقات بین العملیات المعرفیة Cognitive processes  والصحة النفسیة Mental health ، ومن هذه الاستراتیجیات المعرفیة لوم الذات Self blame  ، اجترار الفکر Rumination  ، التفکیر الکارثى Catastrophizing والتى ارتبطت مع الانفعالات السلبیة مثل الاکتئاب والقلق والضغط النفسى والغضب ، ما عدا استراتیجیة إعادة التقییم الإیجابى Positive reappraisals والتى ارتبطت عکسیاً(Martin& Dahlen,2005).

وتؤدى المغالاة الزائدة فى الشکل والوزن إلى عدم الرضا عن الجسم ، وقد یصبح الأفراد ذوو عدم الرضا المرتفع عن الجسم أکثر استغراقا فى أجسامهم بشکل یدعو إلى الدهشة . وترتبط المبالغة فى الوزن والشکل بالکمالیة Perfectionism .( Wade&Bulik,,2007) وُتحدد درجة عدم الرضا بکمیة المعتقدات السلبیة Negative beliefs والدرجة التى یتم بها شحن هذه المعتقدات بشکل سلبى . وهکذا تتشکل أصول عدم الرضا عن الجسم من خلال الأفکار السلبیة عن المظهر (Verplanken&Tangelder,2001).، ومن المحتمل أن یتسبب الاعتقاد فى الدمج            بین الفکر والفعل Thought action fusion (TAF) فى تحریک استجابات سلوکیة خاصة مثل محاولة التحکم فى التفکیر أو الأفعال. فعلى سبیل المثال ، إذا ما کان              أحد الأفراد یعتقد فى أن توافر تفکیر سلبى لدیه یعنى أنه قد فعل شیئا سلبیاً ، وربما               یدخل الفرد فى عملیة تأکد ذهنى أو سلوکى فى محاولة منه لتکذیب هذا الفکر المتسلط              ( الخولى ، 2011، 120).

          وتسعى الدراسة الحالیة إلى التعرف على العلاقة بین اضطراب التشوه الجسمى  وبین بعض المتغیرات المعرفیة وما وراء المعرفیة کاستراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة ومعتقدات دمج الفکر والکمالیة التى یستخدمها ذوو اضطراب التشوه الجسمى الوهمى ، والتعرف على إمکانیة التنبؤ به من خلال هذه المتغیرات.

مشکلة الدراسة :

        إن القلق الرئیس فى مجتمع الیوم یرتبط بصورة الجسم ، وأن صورة الجسم تلعب دوراً فى اتخاذ القرارات المهنیة وفعالیة الذات والإصرار(Yetzer et al ,2004,132) . وتعد المراهقة فترة حیاة یحدث خلالها العدید من التغیرات المهمة فى الجسم ، وبإمکان هذه التغیرات الجسمیة والنفسیة أن تؤثر على تصورات المراهقین ودرجة رضاهم عن صورة الجسم ، وکلاهما متطلبان رئیسان فى نمو تقدیر الذات Self-esteem والتوافق الاجتماعى Social adjustment (Gotti et al ,2014).

          وترتبط السلوکیات سیئة التکیف باضطراب صورة الجسم Body image disorder والاضطرابات النفسیة Psychological disorders ( مثل : تقدیر الذات المنخفض وصورة الجسم السلبیة ) والتى تجعل المراهقین عُرضة للاکتئاب المزمن Chronic depression واضطرابات الأکل ، وإساءة استخدام العقاقیر Substance use abuse ، واضطرابات عدیدة وجدانیة ( مثال : انفعالیة ) وطیفیة وجسدیة (Cash&Pruzinsky,2004).

          ویذکر Myers و Bicca (1992) أن صورة الجسم تبلغ أقصى درجات الاضطراب والتشوه فى مرحلة المراهقة ، نتیجة الضغوط النفسیة التى تنشأ من التناقض بین الذات الجسمیة المثالیة والذات الجسمیة الواقعیة ، فیصبح المراهقون نرجسیین لکثرة انشغالهم بصفاتهم الجسمیة ، ویضیف Peters و Phelps (2001) أن الانشغال والقلق حول المظهر الجسمى شائعان بین المراهقین والراشدین ، فالعدید من الرجال والنساء یذهبون إلى الأماکن البعیدة ویقطعون المسافات الطویلة لیظهرون بمظهر جید وخصوصاً عندما یکونون فى صُحبة الأخرین ، ویرجع ذلک إلى النظرة الاجتماعیة وتأکیدها على الجاذبیة الجسمیة کمعیار لقبول الأخرین ، ولذلک یقضى بعض المراهقین ساعات طویلة لیجعلوا أنفسهم أکثر جاذبیة داخل الفصول الدراسیة أو فى أماکن العمل والترفیه . وقد یؤدى التأکید المبالغ فیه من جانب المجتمع والأفراد على المظهر الجسمى واللیاقة البدنیة إلى تکوین صورة الجسم السلبیة ، وقد یزید ذلک لیصل إلى ما یسمى اضطراب تشوه صورة الجسم المتوهم  Body image dysmorphic disorder ( فاروق ، عودة ، 2012)

ویمتلک الکثیرون من ذوى اضطراب التشوه الجسمى أفکاراً أو ضلالات ذات صلة ، فهم یعتقدون أن الأشخاص الأخرین ینظرون إلیهم بشکل خاص ، أو یسخرون منهم بسبب کیف یبدون أو کیف یظهر شکلهم الخارجى . ویرتبط اضطراب التشوه الجسمى بمستویات مرتفعة من القلق Anxiety ، القلق الاجتماعى Social anxiety  ، التجنب الاجتماعى Social avoidance ، المزاج الاکتئابى Depression mood ، والاضطراب العصابى Neuroticism ، والکمالیةPerfectionism  ، وانخفاض الانبساط Low extroversion ، وانخفاض تقدیر الذات Low self-esteem ، ویرتبط أیضا اضطراب التشوه الجسمى مع الاضطرابات الوظیفیة التنفیذیة Executive dysfunction ، والمعالجة البصریة الشاذة  Visual processing abnormalities ، کما یرتبط مع التحیز فى تحلیل وترمیز التفاصیل Bias for analyzing and encoding details فضلاً عن ذلک فإنه یرتبط بالمظاهر الشکلیة أو التکوینیة للمثیرات البصریة Holisticor configural aspects of visual stimuli . ویمیل الأفراد ذوو هذا الاضطراب إلى تبنى تحیز أو انحراف فى التفسیرات السلبیة أو التهدیدیة Bias for negative and threating interpretations للتعبیرات الوجهیة والسیناریوهات الغامضة Ambiguous scenarios . (DSM-5,2013,244)

 

 

          ویمر تقریبا جمیع الأفراد الذین یعانون من اضطراب التشوه الجسمى بضعف أداء الوظائف النفسیة Impairment psychological functioning  بسبب قلق المظهر . ویتراوح الضعف من المتوسط ( مثل: تجنب بعض المواقف الاجتماعیة ) إلى الشدید أو المتطرف Extreme أو العجز Incapacitating  ( مثل: احتیاجه إلى رعایة کلیة فى المنزل ) . وفى المتوسط تتمیز الوظائف النفسیة وجودة الحیاة بالضعف وترتبط کثیراً أعراض اضطراب التشوه الجسمى بضعف فى الوظائف النفسیة وجودة الحیاة معاً. ویمر مُعظم الأفراد بضعف واختلال فى عملهم ، أکادیمیاً ، وفى الدور الوظیفى               ( مثل: الوالدین ، أو مقدم الرعایة Caregiver ) ، وغالباً ما یکون هذا الضعف حاد( مثل: ضعف الأداء ، فقدان العمل أو المدرسة ، عدم                  العمل )(DSM-5,2013,245).   

          ویتسرب ما یقرب من 20% من الشباب ذوى اضطراب التشوه الجسمى من المدرسة بسبب أعراضه ، والتى تشمل الاختلال فى الوظائف الاجتماعیة ( مثل : الأنشطة الاجتماعیة ، العلاقات الاجتماعیة ، تکوین الصداقات ) ، إضافة إلى سلوک التجنب والذى یعتبر أمراً شائعا بین ذوى هذا الاضطراب . وقد یصبح الأفراد تحت رعایة المنزل بسبب هذه الأعراض أحیاناً لسنوات ، وتحتاج نسبة کبیرة من المراهقین والکبار إلى رعایة نفسیة بمستشفیات الطب النفسى ، کما ترتفع معدلات التفکیر فى الانتحار Suicidal ideation ، ومحاولات الانتحار Suicide attempts لدى کل من الکبار والأطفال / والمراهقین ذوى اضطراب التشوه الجسمى . وتعزو نسبة کبیرة من هؤلاء الأفراد تفکیرهم أو محاولتهم فى الانتحار بصفة أساسیة إلى قلقهم بشأن مظهرهم .(DSM-5,2013,245)

          أما عن انتشار اضطراب التشوه الجسمى فقد ذکر Bartsch أن قلق أو هموم صورة الجسم Body image  أصبحت أکثر انتشاراً لدرجة یمکن اعتبارها " حالة استیاء أو سخط معیاریة " Normative discontent بین جمیع النساء اللاتى یعشن فى مکان ما إلى جانب استمراریة عدم الرضا عن مظهرهن .(Bartsch,2007) ، وتبلغ نسبة انتشار وشیوع اضطراب التشوه الجسمى بین البالغین الأمریکیین 2.4%   ( 2.5% لدى الإناث ، 2.2% لدى الذکور ) ، ویبلغ معدل الانتشار الحالى خارج الولایات المتحدة ( ألمانیا مثلاً ) تقریباً من 1.7% : 1.8% (DSM-5,2013,244).

          وطالما اعتقد الکثیرون من العامة والمثقفین أن هذا الاضطراب خاص بالنساء فقط ، إلا أن الأبحاث الحالیة تشیر إلى أن الذکور الذین یعانون من هذا الاضطراب فى إزدیاد . وقد ارتبطت بالمشکلات النفسیة مثل : الاکتئاب ، القلق ، تشوه العضلات ، الخجل ، انخفاض تقدیر الذات ، السلوکیات الخطرة مثل الممارسات والطقوس الوسواسیة ، اضطرابات الأکل ، وإساءة استخدام المنشطات والمکملات الغذائیة (Brown & Bardoukas,2013).

          ویرى الباحث أنه یجب على الباحثین قبل التفکیر فى فکرة التدخل الإرشادى أو العلاجى لأى اضطراب نفسى ضرورة البحث عن الأسباب الحقیقة التى تعد سببا فى نشأته واستمراره أو أسباب الاحتفاظ به وبخاصة اضطراب التشوه الجسمى نظراً لانتشاره الواسع خاصة بین فئة الشباب . وفى ضوء ما سبق تسعى الدراسة الحالیة إلى التعرف على العلاقة بین اضطراب                التشوه الجسمى وبعض المتغیرات المعرفیة وما وراء المعرفیة من                      أجل تحدید مدى إمکانیة قدرة هذه المتغیرات ( استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة – معتقدات دمج الفکر – الکمالیة ) على التنبؤ به من خلال تطبیق    ثلاثة مقاییس . المقیاس الأول : مقیاس استراتیجیات تنظیم الانفعال                  المعرفیة Cognitive emotion regulation strategies scale (CERSS)     (Garnefski;Kraaij&Spinhoven,2002)  بأبعاده الفرعیة والتى تتضمن تسع استراتیجیات هى:(  لوم الذات Self-blame ، القبول ِAcceptance ، الترکیز على الفکر/ الاجترار Focus on thought / rumination ، إعادة الترکیز الإیجابى Positive refocusing ، إعادة الترکیز على التخطیط Refocus on planning   ، إعادة التقییم الإیجابى Positive reappraisal  ، وضع منظور أو تصور Putting into perspective ، التفکیر الکارثى Catastrophizing ، وأخیرا استراتیجیة لوم الأخرین Blaming others ) ، والمقیاس الثانى : مقیاس دمج الفکر Thought fusion (TF) (Wells; Williams &Cartwright-Hatton,2000) بأبعاده الثلاث الفرعیة وهى :        ( االدمج بین الفکر والفعل Thought-action fusion (TAF)  ، الدمج بین الفکر والحدث   Thought-event fusion (TEF) ، الدمج بین الفکر والموضوع Thought-object fusion (TOF) )  ، والمقیاس الثالث : مقیاس کمالیة المظهر الجسمى Physical appearance perfectionism scale (Yong&Stoeber,2012)  والذى تضمن بعدین هما : ( الانزعاج من            عدم الکمالیة Worry about imperfection ، والسعى نحو الکمالیة Hope for perfection ) .

          ویمکن صیاغة مشکلة الدراسة فى التساؤل التالى: هل یمکن التنبؤ باضطراب التشوه الجسمى لدى المراهقین من خلال استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة ومعتقدات دمج الفکر والکمالیة ؟ ویتفرع من التساؤل الرئیس السابق التساؤلات الفرعیة التالیة :

1-  هل توجد علاقة ارتباطیة بین اضطراب التشوه الجسمى واستراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة( لوم الذات – القبول – الترکیز على الفکر/ الاجترار – إعادة الترکیز الإیجابى – إعادة الترکیز على التخطیط- إعادة التقییم الإیجابى – وضع منظور أو تصور- التفکیر الکارثى – لوم الأخرین ) ؟

2-  هل توجد علاقة ارتباطیة دالة بین اضطراب التشوه الجسمى ومعتقدات دمج            الفکر ( الدمج بین الفکر والفعل – الدمج بین الفکر والحدث- الدمج بین الفکر والموضوع ) ؟

3- هل توجد علاقة ارتباطیة دالة بین اضطراب التشوه الجسمى وکمالیة المظهر الجسمى ( الانزعاج من عدم الکمالیة – السعى نحو الکمالیة )

4- هل یمکن التنبؤ باضطراب التشوه الجسمى لدى المراهقین من خلال اسراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة ؟

5- هل یمکن التنبؤ باضطراب التشوه الجسمى لدى المراهقین من خلال معتقدات دمج الفکر  ؟

6- هل یمکن التنبؤ باضطراب التشوه الجسمى من خلال کمالیة المظهر الجسمى ؟

7- یمکن التوصل إلى نموذج  لتحلیل المسارات الدالة بین اضطراب التشوه الجسمى وبعض استراتیجیات تنظیم الانفعال ومعتقدات الکمالیة .

 

 

 

أهداف الدراسة :

             تهدف الدراسة الحالیة إلى التعرف على :

1- العلاقة الارتباطیة بین استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة  واضطراب التشوه الجسمى لدى المراهقین.

2- العلاقة الارتباطیة بین معتقدات دمج الفکر واضطراب التشوه الجسمى لدى المراهقین.

3- العلاقة الارتباطیة بین معتقدات کمالیة المظهر الجسمى واضطراب التشوه الجسمى لدى المراهقین .

4- إمکانیة التنبوء باضطراب التشوه الجسمى  من خلال استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة لدى المراهقین .

5- إمکانیة التنبؤ باضطراب التشوه الجسمى من خلال معتقدات دمج الفکر لدى المراهقین.

6- إمکانیة التنبؤ باضطراب التشوه الجسمى من خلال معتقدات کمالیة المظهرالجسمى لدى المراهقین .

7-  التوصل إلى النموذج المتوقع للمسارات الدالة بین اضطراب التشوه الجسمى وبعض استراتیجیات تنظیم الانفعال ومعتقدات الکمالیة .

أهمیة الدراسة :       

        تتضح أهمیة الدراسة الحالیة فیما یلى :

1- تُولى الدراسة اهتماما بفئة تعد من أهم الفئات وأکثرها احتیاجا للدعم النفسى وهى فئة المراهقین ، والتى تعد مصدر الطاقة البشریة الواعدة لتنمیة المجتمعات وتقدمها

2- تتناول الدراسة عدداً من المتغیرات المعرفیة و ما وراء المعرفیة التى أجمعت الکثیر من الدراسات على أنها سبب رئیس فى معظم الاضطرابات النفسیة واستمرارها.

 

3- إثراء المکتبة العربیة بثلاثة مقاییس جدیدة لاستراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة ومعتقدات دمج الفکر وکمالیة المظهر الجسمى والتى یمکن أن یستعین بها الباحثون والاخصائیون النفسیون فى تشخیص الأسباب الرئیسة لاضطرابات القلق عموما وخاصة اضطراب التشوه الجسمى من أجل تقدیم الخدمة النفسیة المناسبة.

4- قد تفید النتائج التى تتوصل إلیها الدراسة الحالیة الباحثین والاخصائیین النفسیین المدرسیین ومقدمى الخدمات النفسیة للأطفال والمراهقین ، والعاملین فى مراکز الإرشاد النفسى والتربوى الحکومیة والخاصة فى تخطیط وتنفیذ برامج إنمائیة ووقائیة وعلاجیة لاضطراب التشوه الجسمى .

حدود الدراسة :

        تتحدد الدراسة الحالیة بالعینة المستخدمة وهم طلاب الفرقة الأولى، کلیة الخدمة الاجتماعیة  جامعة أسیوط ( انتظام وانتساب) ، فى الفصل الدراسى الأول                       ( 2014/2015) والتى بلغ قوامها(300) طالب( 150  طالب – 150 طالبة ) ، کما تتحدد بالمنهج الوصفى التحلیلى وبأدوات الدراسة وبالأسالیب الإحصائیة المستخدمة والنتائج التى تتوصل إلیها .

مصطلحات الدراسة :

1- اضطراب التشوه الجسمى :Body dysmorphic disorder

        یُعرف اضطراب التشوه الجسمى بانشغال فکر الفرد الزائد عن الحد بعیب متصور أو خلل فى المظهر الجسمى غیر الملاحظ من الأخرین و یبدو کما لو کان طفیفاً(Kollei et al ,2013).

          ویُعرفه الباحث إجرائیاً بأنه انشغال فکر الفرد لساعات طویلة یومیاً  بصورة مبالغ فیها بعیب أو أکثر من العیوب المدرکة فى المظهر الجسمى ، وتبدو هذه العیوب غیر حقیقیة ومناقضة للواقع ، وبالتالى یندمج فى سلوکیات مستمرة مثل تفحص المرأة ، أو الإسراف فى استخدام أدوات التجمیل ، التمویه ، التماس الطمأنینة من المحیطین ، تجنب المواقف والمناسبات الاجتماعیة ، أو القیام بأفعال عقلیة لمواجهة المعتقدات والأفکار السلبیة مثل مقارنة نفسه بالأخرین . ویستدل علیه بالدرجة التى یحصل علیها على مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعدد الأبعاد .

2- استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة :Cognitive emotion regulation strategies

        یُشیر تنظیم الانفعال Emotion regulation إلى کل الاستراتیجیات التى تستخدم لخفض ، أو الاحتفاظ ، أو زیادة الانفعال(Gross,2001). ، وتُعرف استراتیجیات تنظیم الانفعال بأنها " العملیات التى یتأثر بواسطتها الأفراد بالانفعال الذى یمتلکونه ، ومتى امتلکوه ، وکیف یخبرونه ویعبرون عنه "(Lamibe&Marcel,2002).

          ویعرف الباحث استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة بأنها " تلک الاستراتیجیات التى یستخدمها الأفراد لتغییر الخبرة التى یمرون بها أو یستخدمونها للتعبیر عن انفعالاتهم من حیث القدرة والشدة ، وتتضمن استراتیجیات تکیفیة تهدف إلى زیادة أو الحفاظ على المشاعر الإیجابیة کاستراتیجیة إعادة التقییم الانفعالى ، وأخرى لاتکیفیة تتمرکز حول الاستجابة وترتبط بقلة الخبرة وضعف تعرف وتمییز المشاعر الإیجابیة أو التعبیر عنها ، وتقاس من خلال الدرجة التى یحصل علیها الفرد على کل بعد من الأبعاد الفرعیة المکونة لمقیاس استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة ومن خلال الدرجة الکلیة على المقیاس.

3- معتقدات دمج الفکر :Thougt fusion beliefs

        تُعرف معتقدات دمج الفکر بأنها المعتقدات ما وراء المعرفیة التى تتسم بالاستنتاج العکسى ، وتعتبر هذه المعتقدات بمثابة بنیة معرفیة تشیر إلى المیل أو النزعة إلى افتراض وجود علاقة سببیة غیر صحیحة ما بین أفکار الفرد الخاصة وواقعه(Woody,1995). ، وتسهم هذه الأفکار والمعتقدات فى تنمیة وتطویر الأفکار الاقتحامیة (Cloes et al,2001). 

          وُیعرفها الباحث إجرائیاً بأنها اعتقاد الفرد فى أن امتلاکه لأفکار معینة سیعجز عن مقاومتها أو التحکم فیها وسوف تقوده إلى القیام بأفعال أو سلوکیات رغماً عنه . وتنقسم هذه المعتقدات إلى : الدمج بین الفکر والفعل ، الدمج بین الفکر والحدث ، الدمج بین الفکر والموضوع . وتقاس من خلال الدرجة الکلیة التى یحصل علیها الفرد على مقیاس دمج الفکر . 

 

4- کمالیة المظهر الجسمى :  Physical appearance perfectionism  

        تُعتبر الکمالیة خاصیة متعددة الأبعاد ، وتتضمن بُعدین عریضین أولهما : " بُعد السعى الإیجابى " والذى یتضمن مظاهر السعى ذاتى التوجه والمعاییر الشخصیة المرتفعة لجوانب الکمالیة . وثانیهما : " بُعد الاهتمامات المرضیة " والذى یتضمن مفاهیم الکمالیة الموصوفة اجتماعیا والتقییمات الذاتیة الناقدة والاهتمامات المتعلقة بالأخطاء الخاصة بتقدیرات الأخرین (Bieling, Israeli,&Antony,2004)

         ویُعرف الباحث کمالیة المظهر الجسمى تعریفاً إجرائیا بأنها " معتقدات جامدة ومضطربة وظیفیاً وسیئة التکیف عن الذات وعلاقة الفرد بالأخرین ، یتم تعلمها من خبرات فردیة واجتماعیة مبکرة ، وتتضمن الانزعاج من عدم کمالیة المظهر الجسمى ، والسعى نحو کمالیة المظهر الجسمى ، وتوقع الفشل فى نیل استحسان المحیطین بمظهره ، وتوقعات رفض الأخرین لمظهره الجسمى وشکله ، والاهتمام الزائد عن الحد والمبالغ فیه بوجهات نظرهم وتقییماتهم . ویستدل علیها من خلال الدرجة التى یحصل علیها الفرد على مقیاس کمالیة المظهر الجسمى .

الإطار النظرى والدراسات السابقة :

أولاً: ااضطراب التشوه الجسمى :Body dysmorphic disorder

مفهوم اضطراب التشوه الجسمى:

         بدأ الاهتمام بصورة الجسم فى مجال Neurology والطب النفسى Psychiatry ، ویُعتبر بونییه الذى درس اتجاهات الفرد نحو جسمه قبل مطلع 1900 ، وبیک الذى درس اضطرابات الاتجاه لسطح الجسم وشبح الأطراف ممن مهدوا الدراسات لصورة الجسم ، ثم یأتى هنرى هید أول مؤسس لنظریة حول صورة الجسم لیبین کیف أن لکل منا صیغة إجمالیة ( مخطط ) Schema لتکامل أجزاء الجسم ، ومن ثم معیار یحکم به على أوضاع وتحرکات الجسم ( طه ، 1993: 349).

 

          ویصل الفرد إلى هذا العالم وهو کیان فیزیقى یخضع لخصائص النمو وقوانینه العامة ؛ والتى تشیر إلى الأمام متجهة نحو تحقیق النضج ، ومع استمرار عملیة النمو وتعقدها یبدأ الفرد فى تکوین نظرة نحو نفسه تتضمن أفکاراً واتجاهات ومعانى ومدرکات حولها ، وبتعبیر أدق یٌکون مفهوماً حول ذاته ، کما یُکون فى الوقت نفسه أفکاراً ومشاعراً وإدراکات حول جسمه وتنمو لدیه صورة ذهنیة نحو جسمه مُتضمنة الخصائص              الفیزیقیة واتجاهات نحو هذه الخصائص وهو ما یُطلق علیه صورة الجسم                  (  کفافى والنیال، 1996: 6).

وتعد صورة الجسم Body image الفکرة الذهنیة للفرد عن جسمه . وصورة الجسم هى الأساس لخلق الهُویة . إذ أن الأنا الأعلى على حد تعبیر فروید إنما هو فى الأساس أنا جسمى Body Ego ( طه، 1993، 348). والأنا الجسمى اصطلاح أطلقه فروید على هذا الجزء من الذات والذى یستمد وجوده من مدرکاته التى تصله عن طریق الجسم ، ویرى فروید أن الأنا أو الذات ، هو غالباً أنا جسمى ، أى مستمد من الأحاسیس الجسمیة ، وأساساً من الأحاسیس القادمة من سطح الجسم ( الحفنى ، 1994 : 105).

       ولقد عمق المحلل النفسى بول شیلدر دراسات صورة الجسم منذ حقبة مبکرة واهتم بدراسات فارقیة بین الفصامیین والمصابین بإصابات مخیة . وفى مصر- وقبل استقراره أستاذاً بجامعة السوربون – قام سامى محمود على بدراسة کلینیکیة للبغایا واستخدم فیها صورة الجسم ، ثم واصل تنظیره وکتاباته فى هذا الموضوع ، ومن أبرز مؤلفاته بالفرنسیة " الجسم الواقعى والجسم المتخیل " Corps reel – Corps imaginaire               ( طه، 1993: 349). ویرى فرانسیسکو أن صورة الجسم فى علاقتها بالواقع تمثل جوهر الظاهرة النفسیة ، فهى مسألة أساسیة فى تکوین الشخصیة إذ ینفصل الأنا عن اللأنا بفضل صورة جسمیة لها تاریخ . فالأنا – کما یرى فروید – إنما هو جزء من الهو عُدل بواسطة التأثیر المباشر للعالم الخارجى والذى یعمل من خلال الشعور الإدراکى ، فکأن صورة  الجسم وصیرورتها والحال هذه یتوقف علیها وعلى تعثراتها بُعد السویة واللاسویة ، وهى ترتبط ارتباطاً عضویاً بمراحل النمو ( طه ،1993: 348).

 

          وُتعرف صورة الجسم بأنها " الصور الداخلیة الذاتیة للمظهر الجسمى والخبرة الجسمیة . کما ُتعرف أیضاً بأنها بناء متعدد الأبعاد ومتضمن البناء الأوسع والمتکامل للهویة الشخصیة (Leone et al,2011,174). وبشکل عام ، فإن صورة الجسم تعد ظاهرة متعددة الأبعاد وتلعب دوراً حیویا فى التأثیر على نوعیة الحیاة وجودتها (Cash,2004). ، ویُعرف دسوقى صورة الجسم بأنها الصورة أو التصور العقلى للمرء عن جسمه أثناء الراحة أو الحرکة فى أیة لحظة . وتستمد من الإحساسات الباطنة ، وتغیرات فى الهیئة ، والاحتکاک بالأشخاص والأشیاء فى الخارج ، والخبرات الانفعالیة والخیالات ( دسوقى ، 1988، 191). 

          وتنمو صورة الجسم خلال دورة حیاة الإنسانLifecycle  ، وتتأثر بدرجة کبیرة أثناء مرحلة المراهقة . وکما یتطور الناس فسیولوجیاً ، فکذلک الحال بالنسبة للتصور الذاتى Self-perception ، وتتشکل الهُویة الشخصیة Personal identity أثناء هذه المرحلة ، وهذا ما یجعل المراهقین أکثر عُرضة للانتقاد Vulnerable . وتؤثر عوامل عدة على نمو المراهقة ، وتشمل العوامل البیولوجیة ، التأثیرات الاجتماعیة والثقافیة ، والبیئة الطبیعیة . وتُوفر هذه العلاقة الدینامیکیة تأثیرات مستمرة وفعالة على صورة الجسم لدى المراهق(Palladino-Green,2003). . ویتطور تقدیر الجسم Body esteem مبکراً جداً فى الحیاة ، فعلى سبیل المثال أوضح کل من Dittmar  وأخرون أن            التعرض لعرائس باربى أحدثت شعوراً بعدم الرضا عن الجسم ورغبة متزایدة فى الحصول على شکل أنحف لدى الإناث حتى اللتى لم تتجاوز أعمارهن الخمس سنوات (Dittmar et al,2006). 

            وتُعد صورة الجسم إدراکاً دینامیکیاً للجسم Dynamic perception ، کیف یبدو ، یحس ، یتحرک ، ویثیر مشاعر الأخرین . وقد شُکلت هذه الصورة من خلال الإدراک ، الانفعالات ، الإحساسات الجسمیة Physical sensation . وهذه الصورة لیست ثابتة ولکنها تتغیر من خلال علاقتها بالحالة المزاجیة ، والخبرة الجسمیة والبیئة (Story,2005). ، وتلعب صورة الجسم دوراً مهماً فى مدى تمتع الفرد بالصحة النفسیة ، فصورة الجسم السلبیة  تؤثر على الکفاءة الاجتماعیة والجسمیة للشخص ، کما ترتبط ببعض أعراض الاکتئاب والقلق وتقدیر الذات المنخفض ، وضعف الصحة الجسمیة والشعور بالعجز والاغتراب وبعض السلوکیات غیر الصحیة (Allen&Unwing,2003,2). ، کما ترتبط صورة الجسم ارتباطاً قویاً بالکفاءة الاجتماعیة والقبول من الجنس الأخر والتوکیدیة ، وبالإضافة إلى ذلک ترتبط صورة الجسم بالاضطرابات والضغوط الانفعالیة وأنماط الوساوس المرتبطة بالمظهر الجسمى (Ohring,2002,404). ، وقد حیرت الباحثین الأشیاء التى تجعل المراهقین عُرضة لاضطراب صورة الجسم ؛ والتى ربما تسبق الممارسات الصحیة السلبیة ( کإساءة استخدام العقاقیر والمکملات الغذائیة ) . وقد افترضت هذه الدراسات أن الإعزاءات الشخصیة Personality attributes ، وتقدیر الذات والثقة بالنفس تؤثر على صورة الجسم (Pruzinsky,2004,73).

          ویرى الباحث أنه یتضح من العرض السابق أن لکل منا صورة ذهنیة عن جسمه ، هذه الصورة تقترن بالمعتقدات التى کونها کُل منا عن جسمه وتمسک بها ودافع عنها من خلال أسالیب تنشئته وتعلیمه ، ومن خلال تقییمات الأخرین وتفاعلهم معه منذ الصغر ، ومن خلال تأثره بالرسائل الثقافیة والاجتماعیة ومعاییر الجمال السائدة فى المجتمع ، وقد تکون هذه المعتقدات إیجابیة فتتکون لدى الفرد صورة إیجابیة عن جسمه ، وقد تکون معتقدات سلبیة ( کالنزعة للکمال ، ومعتقدات دمج الفکر ، واستراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة سیئة التکیف کالکبح والتفکیر الکارثى ) تساعد على استمرار هذه الصورة السلبیة من عدم الرضا عن الجسم والتى کلما تزداد تصل إلى ما یسمى قلق التشوه الجسمى Body dysmorphic concern.

          وتتغیر صورة الجسم خلال مرحلة المراهقة بشکل کبیر لتلائم التغیرات البدنیة للبلوغ ، وتلعب التغیرات الهرمونیة دوراً کبیراً فى تعرض المراهقین لمستویات عالیة من الهشاشة الانفعالیة Emotional fragility ، ویترتب على المعالجة لمثل هذه التغیرات أن یکون المراهقون أکثر عُرضة لخطر تشوه الجسم(Vieno,2004,2).

          وعرف Phillips و Albertini  1999 اضطراب التشوه الوهمى للجسم (BDD)  بأنه انهماک مفرط من قبل شخص ذى مظهر جسمى عادى بعیب طفیف فى مظهره الجسمى ، وربما لا یکون لهذا العیب وجود على الإطلاق سوى فى مخیلة الفرد          ( فاروق ، عودة ، 2012). وینشغل فکر الأفراد ذوى اضطراب التشوه الجسمى بشکل زائد بتصور العیوب فى مظهرهم الجسمى ، والتى ترتبط غالباً بالوجه ، الجلد ، والشعر  ( مثل : البثور Pimples ، حالة تشوه الأنف (Buhlman et al,2001). . ویرى Phillips  وأخرون 1993 أن ذوى اضطراب التشوه الجسمى یتصورون خطأ Misperceive أن " العیب defect " مثیر للاشمئزاز ویفکرون فى مظهرهم لساعات طویلة یومیاً ، حتى ولو کان الأخرون لا یشارکونهم درجة القلق . ویتصف هذا الاضطراب إلى حد کبیر بسلوکیات متکررة ومستهلکة للوقت مثل : المقارنة Comparing ، تفحص المرأة Mirror checking ، التمویه Camouflaging ، الإفراط الزائد فى التهیئة أو التزیین Excessive grooming ، أو التماس الطمأنینة Reassurance seeking  (Buhlmann et al,2011).

ثانیاً: استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة :Cognitive emotion regulation strategies

          یقوم الأباء فى مرحلة الطفولة بدور أساسى فى مساعدة أطفالهم على کیفیة التعامل مع مشاعرهم ، ومع ذلک ، ففى أثناء انتقال المراهق یظهر هناک نقص فى الاندماج الوالدى ، ویصبح المراهقون أکثر استقلالاً فى جهودهم لتظیم انفعالاتهم . وبمرور العمر ، یستمر الأفراد فى تطویر قدرة أکبر لتعدیل الاستثارة الانفعالیة ، وذلک لأن الاستراتیجیات المعرفیة والاجتماعیة لتنظیم الانفعال بدأت فى النضج (John&Gross,2004). ، ویتضمن الانتقال إلى المراهقة عدداً من التغیرات البیولوجیة والمعرفیة والاجتماعیة التى ینتج عنها زیادة التأثیر السلبى والتفاعلیة الانفعالیة ، وظهور الأعراض الذاتیة لدى کثیر من المراهقین (Eastabrook et al,2014).

        ویُشیر مفهوم تنظیم الانفعال المعرفى (CER) Cognitive emotion regulation إلى طریقة شعوریة لمعالجة مقدار المعلومات المثیرة انفعالیاًEmotionally arousing information  (Garnefski et al,2001). ، والذى یمکن أن نعتبره جزءاً من مفهوم أوسع لتنظیم الانفعال وهو ما تم تعریفه بأنه  " کل العملیات الداخلیة والخارجیة المسئولة عن مراقبة Monitoring ، تقویم Evaluation ، وتعدیل Modifying ردود الفعل الانفعالیة Emotional reaction وتحدیداً خصائصها الشدیدة والمؤقتة (Gross,1999). . ویشمل تنظیم الانفعال Emotion regulation مدى واسع من الاستراتیجیات المعرفیة والسلوکیة النفسیة الشعوریة واللاشعوریة التى تستخدم فى تقلیل ، والاحتفاظ ، أو زیادة الانفعال (Gross,2001) ، ویتضمن تنظیم الانفعال المعرفى (CER) الطرق المعرفیة Cognitive way  لمعالجة مقدار المعلومات المثیرة انفعالیا(Ochsner&Gross,2005). 

          وقد تمت مُناقشة ما إذا کانت جهود تنظیم الانفعال تعتمد على درجة الوعى الانفعالى ، وإذا ما کانت المستویات المنخفضة من الوعى الانفعالى تؤدى إلى استراتیجیات تنظیمیة أقل تکیفاً (Izard et al,2011) . وقد طرحت العدید من النماذج النظریة إزدیاداً فى الوعى الانفعالى عبر النمو ، وبموجبها تم افتراض التجربة الوجدانیة أو الانفعالیة لتصبح أکثر تعقیداً وتمایزاً ، کما یکتسب الأفراد مصادر معرفیة إضافیة . وهکذا قد تکون الفروق الفردیة فى الوعى الانفعالى بوجه خاص مهمة أثناء انتقال المراهق عندما تکون الاستثارة الانفعالیة مرتفعة یکون الوعى الانفعالى لم یصل إلى اکتمال نضجه بعد (Eastabrook et al ,2014).

          وتقترح کلا من النظریة والنتائج الإمبریقیة أن الوعى الانفعالى هو أکثر الأشکال تعقیداً ، وذلک لکونه على وعى ودرایة  بالانفعالات المختلطة فى السیاقات الاجتماعیة . ولا یقتصر فهم الأفراد ذوو الوعى الانفعالى المرتفع على خبراتهم الانفعالیة الشخصیة فقط ، ولکن یشمل أیضاً الوعى بالخبرات الانفعالیة للأخرین . وهکذا یمثل الوعى الانفعالى الفعال مکوناً رئیساً لکثیر من العملیات الانفعالیة ، وسمة ممیزة للسلوک الکفء انفعالیاً (Mayers et al,2004)

 وتُمکن المستویات العلیا من الوعى الانفعالى الأفراد من التفاعل بفاعلیة ضمن بیئاتهم الاجتماعیة (Greenberg,2002) ، وإذا کان کل انفعال یُعبر عنه بشکل منفصل ، فإن المراهق یستطیع أن یفهم سبب انفعاله ، والسیاق الخاص الذى یُستثار فیه ، والأحاسیس الجسمیة Bodlly sensation  ، وقواعد العرض المناسبة ، والمیول الفعلیة الفریدة  للانفعال فى الموقف الخاص (Feldman et al,2001) ، وهکذا فإن الوعى الانفعالى ضرورى ، وإن کان غیر کاف ، ونذیر لاستراتیجیات تنظیمیة فعالة  (Izard et al,2011).

وتُعد التعبیرات الوجهیة الانفعالیة وسائل مهمة للتعبیر عن الأفکار السلبیة والإیجابیة ، کالمشاعر ، والاتجاهات مثل التعاطف أو المشارکة الوجدانیة Sympathy والرفض Rejection ، ولقد فحص الباحثون القدرة على تعرف التعبیرات الوجهیة لدى ذوى الاضطرابات النفسیة مثل انفصام الشخصیة Schizophrenia ، والقلق الاجتماعى Social anxiety (Simonian et al,2001) . فالقدرة على التعبیرات الوجهیة قد تلعب دوراً فى الاضطرابات التى تتمیز بمخاوف قویة من التقویم السلبى مثل اضطراب التشوه الجسمى (Buhlamann et al,2011).

وفى نفس المجال فالمراهق الذى لدیه وعى انفعالى منخفض قد یمر بصعوبة اختیار الاستراتیجیات التنظیمیة التى تهدف إلى زیادة أو الحفاظ على المشاعر الإیجابیة . وعلاوة على ذلک یرتبط تنظیم الانفعال الفعال بالقدرة على تحدید المشاعر بدقة وفهم الأسباب الکامنة خلف کل انفعال (Mayer et al,2001) ، ویکمن وراء صعوبات تنظیم الانفعال الکثیر من أشکال الاضطرابات النفسیة (Johnson-Iaird et al,2006).

وقد تم بناء المقیاس الجدید لاستراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة Cognitive emotion regulation strategies scale (CERSS)  وطُور لتقییم المسایرة المعرفیة Cognitive coping لأحداث الحیاة الضاغطة Stressfull life events . ویتکون هذا المقیاس من تسع استراتیجیات معرفیة Nine cognitive strategies هى : لوم الذات Self-blame وتشیر إلى الأفکار التى تضع اللوم على الفرد نفسه بسبب انفعاله أو مشاعره ، ولوم الأخرین Others-blame وتشیر إلى کیف یخبر الفرد البیئة أو الشخص الأخر، والاجترار Rumination وتشیر إلى التفکیر فى المشاعر والأفکار المرتبطة بالحدث السلبى ، التفکیر الکارثى Catastrophizing ویشیر إلى الأفکار التى تؤکد صراحة على الرعب والفزع مما مر به الشخص أو سیمر به من خبرات ، وضع تصور Putting into perspective وتشیر إلى ترتیب أهمیة الحدث ، إعادة الترکیز الإیجابى Positive refocusing وتشیر إلى التفکیر فى الخبرات الإیجابیة بدلاً من التفکیر فى الحدث الفعلى أو الواقعى ، إعادة التقییم الإیجابى Positive reappraisal وتشیر إلى الأفکار التى تُعطى الحدث معنىً إیجابیاً  من أجل النمو الشخصى ، القبول Acceptance وتشیر إلى أفکار تتضمن استسلام الشخص وإذعانه بما حدث ، وأخیرا استراتیجیة التخطیط Planning والتى تُشیر إلى التفکیر فى الخُطوة التى سیأخذُها الفرد ، وکیف یُعالج الأحداث السلبیة (Garnefski&Kraaij,2006).     

ومن استراتیجیات تنظیم الانفعال التى نالت قسطاً کبیراً من الانتباه وتم تقدیم کلاهما أثناء المراهقة هما : إعادة التقییم الانفعالى Emotional reappraisal  والقمع أو الکبح  الانفعالى Emotional suppression (Gross,2007) ، وتعد استراتیجیة إعادة التقییم الانفعالى استراتیجیة متمرکزة حول السابق ، أى ماضى الفرد(Gross&Thompson,2007)  ، وفى هذه الاستراتیجیة تحدث عملیة تولید الانفعال مبکراً وتتضمن إعادة صیاغة الموقف الانفعالى معرفیاً Cognitive-re-framing . وتنشأ استراتیجیة إعادة التقییم الانفعالى  أثناء الطفولة المتأخرة وبحلول المراهقة (Gullone et al,2010). . وفى الجانب الأخر ، یعد القمع أو الکبح Suppression استراتیجیة متمرکزة حول الاستجابة التى تحدث فیما بعد فى عملیة تولید الانفعال ، بمجرد تنشیط العاطفة بالفعل . ویتضمن القمع کبح السلوکیات الانفعالیة التعبیریة Inhibiting emotion expressive behaviors ، وترتبط بقلة الخبرة وضعف القدرة على التعبیر عن المشاعر الإیجابیة (John&Gross,2004) ، وقد تم التوصل إلى أن استخدام القمع فى مرحلة المراهقة یکون مرتفعاً ، ویقوى الزعم و الإدعاء بأن استخدام تنظیم الانفعال یصبح أکثر حریة بتقدم العمر (Gullone et al,2010). 

ومن الواضح أن مفهوم تنظیم الانفعال المعرفى الواعى أو الشعورى    Conscious cognitive emotion regulation یرتبط بمفهوم المسایرة المعرفیة Cognitive coping . وأحد الفروق المهمة بین التصورین أن کلاهما یشتمل على أبعاد واسعة النطاق للمسایرة المرتکزة على المشکلة Problem- focused coping ، والمسایرة المرتکزة على الانفعال Emotion- focused coping ، وتتضمن المسایرة الانفعالیة مزیجا من الاستراتیجیات المعرفیة والسلوکیة ، فى حین أن نظریة تنظیم الانفعال المعرفى Cognitive emotion regulation theory تعتمد على فرضیة أن التفکیر Thinking  والفعل أو السلوکActing  یشیران إلى عملیات مختلفة ، وبالتالى تُعتبر الاستراتیجیات المعرفیة Cognitive strategies طریقة نقیة مفاهیمیاً Conceptually pure way ، ومنفصلة عن الاستراتیجیات السلوکیة (Garnefski et al,2002).  

ثالثاً : معتقدات دمج الفکر : Thought fusion beliefs

عادة لا نراقب أفکارنا ومعتقداتنا کأحداث داخلیة فى العقل ، حیث ندمج تلک المعتقدات مع الواقع المعایش . فغالبا یتم معایشة أفکارنا وأرائنا ومعتقداتنا بشکل مباشر کمعرفتنا الواقعیة ، بنفس الأسلوب الذى یُعایش فیه الشخص رنة الساعة أو مشهد سقوط الثلج على أسطح المنازل ، ولکن على الجانب الأخر یمکن معایشة المعرفة Cognition بطرق مختلفة کفکرة أو شعور ولیس فى إطار العالم الفعلى . وعادة ما نفشل فى رؤیة أفکارنا کتمثیلات أو کیانات داخلیة مستقلة عن الذات أو العالم الفعلى المعایش ، ولقد تم اصطلاح هذا النمط الاعتیادى من المعایشة بالصیغة الموضوعیة Object mode  ؛ والتى لا یتم فیها التمییز بین الأفکار والمعتقدات عن الخبرات المباشرة للذات والعالم المحیط .(Wells,2009,7)

          وتمتلک أسالیب التفکیر لدى المضطربین نفسیا طبیعة تأملیة تکراریة ترتکز على موضوعات ذاتیة یصعب السیطرة علیها . وتعتبر هذه الطبیعة مؤشراً على وجود ما یُعرف بالمتلازمة المعرفیة الانتباهیة الممیزة للاضطراب الانفعالى(CAS) ، والتى تظهر بوضوح فى صورة انتباه مرتکز على الذات ، کما تتکون هذه المتلازمة من المعالجة المفاهیمیة الزائدة فى صورة قلق /اجترارفکرى وسلاسل طویلة من الأفکار اللفظیة السائدة والتى یحاول عندها الشخص الإجابة عن أسئلة من نوع ماذا لو .....؟ أو محاولات للإجابة عن أسئلة تتعلق بمعانى الاجترارات الجاریة ( مثل : لماذا أشعر بهذا الأمر .....؟) . وبالإضافة إلى المکون المفاهیمى تتضمن المتلازمة المعرفیة الانتباهیة على انحراف اتنباهى  Attentional bias یتضح فى تثبیت الانتباه على التهدید المرتبط بالمثیر . وقد تم اصطلاح هذا بمراقبة التهدید  Threat monitoring (Wells&Matthews,1994). . وتعتبر هذه العملیات المفاهیمیة والانتباهیة جزء من استراتیجیة الشخص للتعامل مع التهدید والتناقض الذاتى والانفعال الناشىء عنهما . (Wells,2009,11)

          ویبحث الاجترار الفکرى عن أسئلة عادة لا تتطلب إجابة واحدة أو محددة مثل " لماذ أنا ؟" ، ومن ثم فهى تُدیم وتساعد على استمرار الشک Uncertainty والتناقضات  الذاتیة بین ما یعرفه الشخص وما الذى یأمل فى معرفته ، فضلا عن تنشیط القلق والاجترار الفکرى واستمراریة الإحساس بالخطر ، ومن ثم یتمادى القلق والاکتئاب بدلا من کونه مجرد مرحلة انتقالیة عابرة . وتستنفذ هذه العملیات المصادر الانتباهیة القیمة ، وقد تستطیع إضعاف اتخاذ القرار بشکل واضح ومُحکم أو تُضعف القدرة على التفکیر تحت ضغط Thinking under pressure . وتزید الممارسة المتکررة للقلق والاجترار الفکرى من قوة العادة لتلک الاستجابات مع السماح لها بالتحرک دون رقابة . وتُساهم قوة العادة ونقص الوعى فى الإحساس بفقدان التحکم فى هذه العملیات المعرفیة . ویمکن أن یتداخل القلق والاجترار الفکرى مع العملیات المعرفیة الأخرى المنظمة للذات .(Wells,2009,14)

          ویُعرف الاجترار الفکرى بأنه التفکیر التکرارى تجاه الذات وأحوال الفرد عند مواجهة موقف إشکالى ، بحیث یجعله فى حالة انفعالیة سلبیة (Nolen-Hoksema,1991) وعلى الرغم من انخراط الأفراد فى أفکار اجتراریة من أجل امتلاک رؤیة وحلول للتخفیف من حالتهم الاکتئابیة (Papageorgious&Wells,2003) . وقد أظهرت العدید من الدراسات وأکدت على أن الاجترار الفکرى یعمل على الأخص على تعزیز واستفحال الأعراض الاکتئابیة وتشویه القدرة على حل المشکلات (Nolen-Hoksema,Wisco,et al,2008) ، ومع تحویل وتوجیه مرکز الانتباه نحو الأفکار السلبیة المرتبطة بالضغط النفسى ، وتحسین الاستدعاء للأحداث السلبیة والتقلیل من التأقلم والتکیف (Nolen-Hoksema,2004). ، کما أظهرت نتائج الدراسات الحددیثة أیضاً أن أسلوب الاستجابة الاجترارى Ruminative response style یُعد منبئاً بتشویش صورة الجسم Body image distraction  والقلق (Etu&Gray,2010). 

ولقد ترتب على المداخل السلوکیة المعرفیة المفسرة لنمو وتطور الاضطرابات النفسیة نشأة بعض التدخلات العلاجیة الأکثر فعالیة حتى الأن. ومع ذلک لا یزال هناک الکثیر الذى یتعین تحقیقه للتوصل إلى فهم وعلاج الاضطراب النفسى . وعلاوة على ذلک فقد أکد بعض المنظرین المحدثین على وجود جوانب قصور فى النظریة المعرفیة العامة مثل نظریة المخططات واقترحوا إطارات عمل للتصور المفاهیمى المعرفى للاضطراب الوظیفى الانفعالى (Wells&Purdon,1999,71). 

ویُعانى بعض الناس لأنهم یفکرون بسلبیة Thinking negatively حول مظهرهم . فالطریقة التى نفکر بها ونرى بها الأشیاء تُعد جزءاً مهما من مفهومنا عن ذواتنا ویُصبح عدم الرضا عن الجسم بوجه خاص قلقاً متزایداً بین المراهقین والشباب البالغین (Thompson&Smolak,2001) . فالطریقة التى یحدث بها التفکیر السلبى لصورة الجسم تُعد عاملاً فریداً ذا أهمیة کبیرة فى نشأة عدم الرضا عن الجسم ونتائجه . وبوجه خاص ، یقترح  Verplank&Velsvik  أن الدرجة التى یحدث بها التفکیر السلبى حول صورة الجسم بشکل متکرر وألى تشکل عاملاً حساساً وسریع التأثر بالنقد Vulnerability factor وُیشیر إلى هذه الخاصیة من التفکیر بالعادة العقلیة Mental habit (Verplanken&Velsvik,2008).     

وتُحدد درجة عدم الرضا عن الجسم بکمیة المعتقدات السلبیة Negative beliefs التى یتم بها شحن هذه المعتقدات بشکل سلبى . وهکذا ، تتشکل أُصول عدم الرضا من خلال الأفکار السلبیة عن المظهر ، على سبیل المثال ، أفکاره التى تتضمن عدم رضاه عن جزء من أجزاء جسمه ، أو الاعتقاد فى أن الناس من حوله لا یُحبون جسمه . وبمعنى أخر فإن عدم الرضا عن الجسم نتائج محتملة للاضطراب الوظیفى المرتبط Potentially associated dysfunctional conceguences ، والذى یعتمد على محتوى معرفى تابع وسلبى (Verplanken&Tangelder,2008) . وتُعد مخططات المظهر Appearance schemas معتقدات رئیسة لأهمیته ولتعریف المرء بنفسه (Cash et al,2004) وهناک نمطان من المخططات للمظهر الشخصى هما : البروز التقویم الذاتى Self-evaluative salience ، والبروز الدافعى Motivational salience . ویعد البروز التقویمى الذاتى (SES) هو الدرجة التى ببلوغها یتصور الفرد القیمة الاجتماعیة والإحساس بالذات المستثمر فى مظهره . ویقترح Cash  أن البروز التقویمى الذاتى المرتفع لاتکیفى ومضطرب وظیفیاً ، ویرتبط بعدم الرضا عن صورة الجسم وسلوکیات الأکل غیر الصحیة ، وضعف فى الوظائف النفسیة Poor psychological functioning . أما البروز الدافعى (MS) فیقصد به الدرجة التى ببلوغها یشارک الفرد ویتمکن من إدارة الأمور المتعلقة بمظهره ، وینعکس فقط فى فخره  بمظهره ، ولیس بالضرورة أن یکون مضطرباً وظیفیاً (Cash,2005). 

وقد أدخل کل من Nichter and Vuckovic (1994) فى أدبیات صورة الجسم مصطلح " حدیث السمنة Fat talk " لیصف الحوار المرکز على المظهر السلبى والذى یحدث فى سیاق علاقات الإناث . ومن المفترض أن حدوث حدیث السمنة قد ینتج إما عن حالة عدم رضا الإناث عن أجسامهن أو من الرغبة فى أن تتلاءم وتتوافق مع المعاییر الاجتماعیة السائدة . وقد أکدت الأبحاث التى أجریت على حدیث السمنة أنه یتعلق بعدم الرضا عن الجسم والسعى إلى النحافة (Warren et al,2012).

ویوضح Wells&Purdon سر اهتمامهما بما وراء المعرفة فى علاج الاضطرابات النفسیة قائلین : إننا نهدف إلى زیادة التعرف على توصیف ما وراء المعرفة باعتبارها أحد مجالات البحث فى العلاج المعرفى. وقد قمنا بدعوة الباحثین الجادین المثابرین بتقدیم إسهاماتهم نحو هذه الغایة، ممن کانوا یعملون فى مجالات نعتقد أنها مرتبطة بصورة مباشرة أو غیر مباشرة بما وراء المعرفة ویمکن أن تساعد فى تحقیق هذا الهدف. وفى هذه المسألة الخاصة قدم کل من Nelson and Stuart توسعة لنظریة خاصة بما وراء المعرفة فى التنظیم الانفعالى Emotional Regulation. کما قام Shafran و Rachman بوصف دور الدمج بین الفکر والفعل (TAF) Thought- action Fusion، وهو أحد أنماط التحریفات المعرفیة Cognitive distortion فى الوساوس. کما عرض Wells نموذجه العلاجى لاضطراب القلق المعمم، کما عرض Bouman & Meger دراسة عن ما وراء المعرفة وخصوصیة القلق فى توهم المرضى Hypocondriasis. کما اختبر Clark و Purdon دور ما وراء المعرفة فى اضطراب الوسواس القهرى، کما اختبرا أیضاً أدوار مناقضة الأنا ومجهودات التحکم الزائد فى الفکر. ویذکر Matthews, Campbell, Hillay دراسة لما وراء المعرفة وسوء التوافق ، والتى یکون فیها کل منهما من مکونات اختبار القلق. ویقوم Borkovec, Hazlett- Stevens, Diaz بمناقشة دور المعتقدات الإیجابیة بشأن القلق فى اضطراب القلق المعمم وفى علاجه. وعرض Emmelkamp and Asrdema دراسة تجریبیة هدفت للتحقق من العلاقات الخاصة بین المعتقدات ما وراء المعرفیة والتیقظ الذهنى المستقل Detached mindfulness وعلاقتها بمنع الانتکاسات الاکتئابیة. وأخیراً عرض کل من Wells و Papageorgiou دراسة قارنت بین أبعاد العملیات ما وراء المعرفیة الخاصة بالأفکار المرتبطة بالقلق والاکتئاب وعلاقتها بالحدة الانفعالیة Emotional Intensity   (Wells, Purdon, 1999). ، إن ما وراء المعرفة تستخدم لتحدید المعارف الذاتیة المضطربة وظیفیاً رغبة فى تعدیلها. وقد أثبتت نتائج العدید من الدراسات أن فاعلیة العلاج المعرفى یتم تدعیمها من خلال استراتیجیات إعادة التدریب على عملیة التنظیم والمراقبة ما وراء المعرفیة.(Wells&Fisher,2005)

وتنقسم المعتقدات ما وراء المعرفیة الخاصة بهذه الأفکار إلى ثلاثة مجالات واسعة: الدمج بین الفکر والفعل ، الدمج بین الفکر والحدث، الدمج بین الفکر والموضوع. وفى نموذج Wells یشیر الدمج بین الفکر والفعل إلى الدمج بین الأفکار والأفعال ، مثال: اعتقاد الفرد بأن توافر الأفکار السیئة لدیه یعنى أنه سیقوم بفعل سیئ ، ویشیر الدمج بین الفکر والحدث إلى الاعتقاد الذى یقول بأن التفکیر یمکن أن یسبب حدوث حدث ما أو یکون فى حد ذاته دلیلاً على حدوثه ، مثال : اعتقاد الفرد بأنه إذا ما فکر فی أحد الأحداث السیئة (موته ، کارثة لأهله ، فشله) فإن تفکیره سیجعلها تحدث بصورة کبیرة ، ویُشیر الدمج بین الفکر والموضوع إلى اعتقاد الفرد بأن الأفکار ، أو المشاعر أو الذکریات یمکن أن تُنقل إلى أُناس آخرین أو إلى الموضوعات، مثال: اعتقاد الفرد بأن بعض الموضوعات تصدر عنها أفکار سیئة، أو اعتقاده بأن أفکاره وذکریاته یمکن أن تتحول إلى سلوک. (Fisher & Wells, 2005)

وحدیثاً قام Rassin وآخرون 1999 باختبار إمکانیة لعب معتقدات الدمج بین الفکر والفعل (TAF) دوراً سببیاً فى زیادة إحساس الفرد بالمسئولیة. وفى دراسة مُصممة بصورة ممتازة Elegantly Designed Study أدى TAF المعالج تجریبیاً Experimentally Manipulated TAF إلى زیادة تکرار الأفکار الاقتحامیة ومقدار المقاومة Amount of Resistance. وقد خلُص الباحثون إلى أن نتائجهم قد أیدت ودعمت الفرض القائل بأن الدمج بین الفکر والفعل (TAF) قد یُسهم فى تنمیة وتطویر الأفکار الاقتحامیة. (Coles et al, 2001)

وتُعد المخططات الذاتیة Self-schmas معتقدات رئیسة جامدة وغیر مرنة بشأن الذات وعلاقة الفرد بالأخرین ، کما تُعد المخططات الذاتیة معتقدات مضطربة وظیفیاً وسیئة التکیف عن الذات ویتم تعلمها من خلال الخبرات الفردیة والخبرات الاجتماعیة المبکرة . وقد قدم Young تنظیراً لخمسة عشر مخططاً ذاتیا سلبیا مختلفاً تقع فى خمسة مجالات هى : عدم التواصل والرفض Disconnection and rejection           ( مثال : توقعات رفض الأخرین ) ، ضعف الاستقلال والأداء Impaired autonomy and performance  ( مثال : توقعات الفشل عندما تکون الوظائف مستقلة ) ، الحدود الضیقةlimits   Impaired ( مثال : الوضع المُعقد للحدود الشخصیة )، توجیه الأعضاء الأخرین Other-directedness ( مثال : الاهتمام بوجهات نظر الأخرین وسلوکیاتهم ) ، الیقظة الزائدة Overvigilance والکبح Inhibition    ( مثال : الاعتقاد بالحاجة إلى معاییر ذاتیة   جامدة ) . وهناک دلیل بین الإناث على أن سلوکیات الأکل المرضیة ومعتقدات صورة الجسم السلبیة ترتبط بالمخططات الذاتیة السلبیة (Stein&Corte,2008). ، وعلاوة على ذلک ، فإن المعتقدات العامة المتعلقة بوظیفة العقل یمکن أن تلعب دورا مهما فى کیفیة تفسیر أحداث الفکر والاستجابة إلیها ، ومثل هذه المعتقدات قد یکون لها ارتباط واضح بالاضطراب الانفعالى الذى یتسم بإعادة  تکرار واستمرار الأفکار غیر المرغوبة.(Wells&Purdon,1999,72) 

 

رابعا : معتقدات الکمالیة : Perfectionism beliefs

تتصف الکمالیة بالمیل إلى السعى تجاه وضع معاییر عالیة بشکل مُبالغ فیه لعمل تقویمات ذاتیة حاسمةCritical self-evaluation  ، وبالإضافة إلى ذلک ، فالکمالیون غالباً ما یهتمون بتقییمات الأخرین لهم ، ویشعرون بضغط کبیر لتلبیة المعاییر المفروضة علیهم من الأخرین ، موضحین أهمیة کل من التصورات الشخصیة والبینیة للکمالیة (Hewit&Flett,2002). . وتناول بعض الباحثین الکمالیة من منظور أحادى ، ثم اهتم البعض بتعریفها من منظور ثنائى ، ومنذ تسعینات القرن الماضى وضع الکلینیکیون مفهوماً متعدد الأبعاد للکمالیة .

مفهوم الکمالیة أُحادى البعد :

          قدیماً اقترح Burns 1980 أن الکمالیة Perfectionism بشکل أولى تُعد بناء ذى بعد واحد (Hill et al,2010) ، وقد أشار Lee   إلى أن الکمالیة هى نمط الشخصیة الذى یُوصف بسعى الأفراد لجعل أدائهم خالیاً من الأخطاء ، وحاجتهم الملحة والشدیدة فى طلب الکمال فى جمیع المجالات الحیاتیه (Lee,2007,2). ، وترتبط خصائص الکمالیة بمجموعة واسعة من النواتج السلبیة مشتملة على الاکتئاب ، القلق الاجتماعى ، الفوبیا الاجتماعیة ، الاضطراب الوسواسى القهرى ، اضطرابات الأکل ، الشکاوى الجسمیة ، الخصائص الشخصیة اللاتکیفیة (Stobe&Otto,2006).

          ویرى Derr أن الکمالیة هى الخوف من فقدان الدعم الخارجى ، الشعور الشدید بالذنب والخجل ، والحاجة لإخفاء الأخطاء أو تجنب ارتکابها ، وقیام الفرد بالسلوکیات التى تُقلل من قیمته الذاتیة ، والدقة الشدیدة ، والترتیب ، والصحة المعتلة ، والحساسیة الشدیدة لأحکام الأخرین وتقییماتهم لأدائه أو سلوکه ، والصعوبة فى تحدید الفروق والاختلافات بین الجهد الکافى والإفراط فى الاستمتاع بمثیرات الترف ، والنظر إلى الأخرین کأشخاص أکثر قدرة على إدارة شئون حیاتهم(Derr,2002,11).

 

 

 

مفهوم الکمالیة الثنائى :

          صنف المتخصصون فى مجال علم النفس الکمالیة إلى بُعدین یشملان البعد التکیفى ، والبعد اللاتکیفى . وبالنسبة لوجهة النظر الثنائیة السائدة والمتعلقة بالأبعاد المتعددة للکمالیة وهى : " المنظور التکیفى ، وقد رکز هذا المنظور على بٌعدین من الکمالیة وهما : التکیفى ، وسیىء التکیف أو اللاتکیفى (Rice&Ashby,2007) . ویأخذ هذا المنظور فى اعتباره أنه لیس جمیع جوانب الکمالیة سلبیة . ویُعرف Rice  وأخرون الکمالى التکیفى بأنه من یمتلک معاییر عالیة لذاته ، وحاجة إلى النظام والترتیب ، وعدم الرغبة فى التسویف والمماطلة Unwillingnessto procrastinate . وفى المقابل ، یُعرف الکمالى اللاتکیفى بأنه ناقداً للذات Self – critical ، لدیه مخاوف مفرطة من الأخطاء ، ولدیه معاییر عالیة لذاته(Blankstein et al,2008).

          وتُعد أهمیة صورة الجسم Body image importance  بناءً متمیزاً یرتبط مع عدم الرضا عن صورة الجسم . وقد تؤدى المغالاة الزائدة فى الشکل والوزن إلى عدم الرضا عن صورة الجسم ، وقد یصبح الأفراد ذوو عدم الرضا المرتفع عن الجسم أکثر استغراقاً فى أجسامهم بشکل یدعو إلى الدهشة . وترتبط المبالغة فى الوزن والشکل تجریبیاً مع الکمالیة (Wade&Bulik,2007) . وفضلاً عن ذلک ترتبط الکمالیة مع عدم الرضا عن صورة الجسم على عینة من الطالبات الجامعیات کما فى دراسة (Welch et al,2009)   (Siegling&Delaney,2013).  

          ومن المثیر للاهتمام أن المعاییر العالیة  هى خاصیة محددة  لکل من الکمالى التکیفى والکمالى اللاتکیفى . وینص کل من Aldea and Rice بأن الاختلاف بین المعاییر فى نمطى الکمالیة هى أن الکمالى اللاتکیفى یسعى للحصول على المعاییر التى یمکن وصفها بأنها " مُفرطة ویصعب السیطرة علیها " ، وهناک دلائل حدیثة  تُشیر إلى أن امتلاک معاییر یصعب السیطرة علیها تُؤدى إلى العدید من النتائج السلبیة مثل الضغوط ، تدنى مستوى التحصیل الأکادیمى ، انخفاض تقدیر الذات ، اضطراب فى الوظائف الاجتماعیة (Blankstein et al,2008).

 

          ورغم أن الکمالیة غالباً ما یتم دراستها بشکل متکرر فى ارتباطها بالنواتج غیر المرغوب فیها Undesirable outcomes إلا أن صلتها بالنواتج المرغوب فیها غالباً ما تکون قلیلة . ومع ذلک فإن عدداً متزایداً من الدراسات ربطت الکمالیة بکثیر من المتغیرات النفسیة الإیجابیة ، والتى لخصها کلا من Stober & Otto ، ورغم هذه التقاریر فقد عبر بعض الباحثین عن شکوکهم تجاه تقسیم الکمالیة إلى إیجابیة Positive  ، تکیفیة Adaptive ، أو صحیة Healthy  (Flett&Hewitt,2005). . وفى استعراضهم للجوانب الإیجابیة للکمالیة ، لخص کل من Stober and Otto (2006) عدداً من النواتج النفسیة الإیجابیة المرتبطة بشکل أساسى بالصور المتعددة للسعى نحو الکمالیة ، وقدموا نتائج عکسیة ، واقترحوا أن مزیداً من الاهتمام یجب أن یُعطى لفحص النواتج الإیجابیة ، وخاصة تلک التى لا تتداخل مع المقاییس المستخدمة لقیاس السعى نحو الکمالیة . وقد أصاب التعقید الدراسات الحدیثة التى أجریت عن الخصائص الإیجابیة فى مقابل السلبیة المرتبطة بالکمالیة بسبب استخدام الکثیر من التصورات المفاهیمیة المختلفة للکمالیة ، إضافة إلى بعض النتائج المختلطة التى تربط کل من الخصائص السلبیة والإیجابیة للسعى الإیجابى نحو الکمالیة (Bieling et al,2004).

مفهوم الکمالیة متعدد الأبعاد : Multidemensional perfectionism

          تُشیر البحوث الحدیثة  أن الکمالیة تُعد بناء متعدد الأبعاد یتکون من الخصائص الإیجابیة والسلبیة . ویدرس الباحثون الکمالیة من خلال طریقتین : الأولى : من منظور توجیهى Oriented perspective   أو منظور تکیفى Adaptive perspective  (Rice&Ashby.2007) ، وقد وصفت دراسات کثیرة حدیثة الکمالیة بأنها بناء               متعدد الأبعاد Multidemensional construct ؛  والذى یشمل معاییر شخصیة عالیة High personals standards ، أو النضال أو الکفاح من أجل التفوق والتمیز ، القلق من الوقوع فى الأخطاء Concerns about making amistaks ، امتلاک معاییر      عالیة للأخرین High standards for others ، القلق من عدم استحسان الأخرین   لأدائه ، الدقة والترتیب ، المیل نحو الاجترار الوسواسى Obsessive ruminative (Hill et al,2010).

 

          وقد تم تقییم الکمالیة باستخدام أدوات متعددة الأبعاد فى دراسات (Frost et al,1990;Hewitt&Flett,1991&Hill et al,2004)  وقد أظهر تحلیل العوامل تقریباً أن أى مقیاس للکمالیة یعکس شکلین أساسیین للکمالیة . ویسمى کل من هذین الشکلین مکافحة الکمالیة وقلق الکمالیة بالتناوب بواسطة (Stober&Otto,2006) ولکنهما یشار إلیهما بطرق مختلفة مثل الکمالیة التکیفیة Adaptive perfectionism ، والکمالیة اللاتکیفیة Maladaptive perfectionism ، والکفاح أو النضال الإیجابى Positive striving ، والقلق التقویمى اللاتکیفى Maladaptive evaluation concerns (Frost et al,1993) ، والکمالیة الصحیة وغیر الصحیة Healthy and unhealthy perfectionism  (Stumpf&Parker,2000) ، وکمالیة التقویم الذاتى Self-evaluation perfectionism ، والکمالیة المنجزة وفق ما یُملیه الضمیر Conscientious perfectionism ، والکمالیة الإیجابیة والسلبیة (Hill et al,2004).

          وقد أوضح Hewitt and flett أن الکمالیة تتکون من ثلاثة أبعاد رئیسة هى : الکمالیة الموجهة ذاتیاًSelf – oriented perfectionism  ، والکمالیة الموجهة بالأخرین Other-oriented perfectionism  ، والکمالیة المفروضة اجتماعیاً Socially prescribed perfectionism   (Rice&Ashby,2007). ، وقد توصلت نتائج دراسة (Izydordczyk,2013) إلى وجود تباین کبیر بین تصور العینة  لشکل جسمهن الحالى ، والذى لم یتقبلنه أو یوافقن علیه بوضوح وبین الجسم المثالى النحیف  Ideal femal body الذى یرغبنه . کما کشفت نتائج الدراسة أیضاً أن أفراد العینة قد حصلن على درجات تصف انشغالهن وسعیهن لتحقیق النحافة ، کما کشفت عن أن المشارکات على مستوى عال من استیعاب المعاییر الاجتماعیة والثقافیة عن الجسد الأنثوى المثالى ، وتعزیز " عبادة النحافة Cult of thinness " ، کما أنهن أظهرن الشعور بانعدام الأمن والتفاهة الشخصیة ، فضلاً عن تدنى مستوى ثقتهم بالأخرین  ، کما أظهرن مستوى منخفض من الوعى الداخلى بالإحساسات الجسمیة فضلاً عن زیادة الکمالیة (Izydocyk,2013).

 

فروض الدراسة :

1-   توجد علاقة ارتباطیة موجبة دالة إحصائیا بین درجات الطلاب على مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعددة الأبعاد ودرجاتهم على مقیاس استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة.

2-   توجد علاقة ارتباطیة موجبة دالة إحصائیا بین درجات الطلاب على مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعددة الأبعاد ودرجاتهم على مقیاس معتقدات دمج الفکر.

3- توجد علاقة ارتباطیة موجبة دالة احصائیاً بین درجات الطلاب على مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعددة الأبعاد ودرجاتهم على مقیاس کمالیة الجسم .

4-   یمکن التنبؤ بتقویم المظهر الجسمى من خلال معتقدات السعى نحو الکمالیة واستراتیجیة إعادة الترکیز لدى عینة الدراسة.

5- یمکن التنبؤ بتوجیه المظهر الجسمى من خلال استراتیجیة وضع تصور و معتقدات الانزعاج من عدم الکمالیة  لدى عینة الدراسة.

6- یمکن التنبؤ بالرضا عن مناطق الجسم  من خلال معتقدات الکمالیة ( الانزعاج من عدم الکمالیة ، السعى نحو الکمالیة )  لدى عینة الدراسة .

7- یمکن التنبؤ بالرضا عن مناطق الجسم  من خلال معتقدات الکمالیة ( الانزعاج من عدم الکمالیة ، السعى نحو الکمالیة )  لدى عینة الدراسة ".

8- یمکن التوصل إلى نموذج تحلیل للمسارات الدالة بین اضطراب التشوه الجسمى وکل من استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة ، معتقدات دمج الفکر ، معتقدات کمالیة المظهر الجسمى .

منهج الدراسة وإجراءاتها :

منهج الدراسة :

        للإجابة عن تساؤلات الدراسة والتحقق من صحة فروضها وتفسیر وتحلیل نتائجها تم استخدام المنهج الوصفى التحلیلى، وأسلوب تحلیل الانحدار المتعدد الذى یوضح إلى أى حد یرتبط متغیران أو أکثر ببعضهما أو اکتشاف أفضل المتغیرات تنبؤءا باضطراب التشوه الجسمى 

 

عینة الدراسة :

        تم اختیار عینة الدراسة الاستطلاعیة بهدف التحقق من کفاءة أدوات الدراسة ، وقد تکونت عینة الدراسة الاستطلاعیة من (150) طالباً وطالبة ( 73 ذکور ، 77 إناث ) بالفرقة الأولى بکلیة الخدمة الاجتماعیة ( انتظام + انتساب ) وبمتوسط عمرى (19.23) وانحراف معیارى922. ، وبلغت عینة الدراسة الأساسیة (300) طالبا وطالبة بالفرقة الأولى( 150 ذکور ، 150 إناث ) کلیة الخدمة الاجتماعیة جامعة أسیوط ( انتظام + انتساب ) ،  وبمتوسط عمرى (19.27) وانحراف معیارى (965.) ، وقد تم اختیارها بالطریقة الطبقیة العشوائیة .

أدوات الدراسة :

1- مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعدد الأبعاد :

      The multidimensional body – self relation scale (MBSRS-34)

        تکونت النسخة الأولیة من هذا المقیاس عام 1983  على (294) عبارة وتم إطلاق اختصار (MBSRS) ، وفى الإصدارات التالیة تم حذف واستبدال الکثیر من العبارات المکررة على أساس المعاییر العقلانیة المفاهیمیة والنفسیة . وفى عام (1985) تم الاعتماد على هذه الأداة من قبل (Cash;Winstead&Janda) فى مسح وطنى شامل حول صورة الجسم ، ومن بین حوالى (30) ألف مشارک فى هذا الاستطلاع  تم اختیار حوالى (2000)  مشارک بطریقة عشوائیة مرتبة على أساس التوزیع السکانى تبعاً للجنس والعمر داخل المجتمع الأمریکى ، وبالإضافة إلى المنشور الأصلى فى المسح (Cash et al,1986) تم إصدار العدید من النشرات التحلیلیة اعتماداً على تحلیل تلک البیانات بالإضافة إلى عینات أخرى متباینة .

 

 

         ویدعم تحلیل المکونات الأساسیة العاملیة لقاعدة البیانات الأساسیة المتعاکسة (Brown,Cash&Mikulka,1990) والمکونات المفاهیمیة لتلک الأداة  تعکس الأبعاد الفرعیة لهذا المقیاس بُعدین أساسیین هما : التقییمEvaluation  ، والتوجیه  Orientation  المعرفى السلوکى . ویُتضمن هذان البعدان فى ثلاثة مجالات جسمیة Somatic domains : " المظهر الشخصى " Appearance ، "اللیاقة البدنیة " Fitness ، و " الصحة والمرض " Health / Illness   " . ویوجد استثناء بسیط فى ظهور عدة عوامل للتوجیه المنفصلة نحو الصحة والمرض . وبالإضافة إلى الأبعاد الفرعیة السبعة ، یشتمل مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعدد الأبعاد (MBSRS) على ثلاثة مقاییس فرعیة متعددة : (1) مقیاس الرضا عن مناطق الجسمThe body areas satisfaction scale (BASS)  ویتضمن طرقاً لتقویم صورة الجسم کالرضا أو عدم الرضا  عن مناطق الجسم والإعزاءات ، (2) مقیاس الانشغال المرضى بزیادة الوزن The overweight preoccupation scale  ، والذى یختص بقیاس جوانب الانزعاج من السمنة والتیقظ تجاه الوزن ، واتباع النظم الغذائیة والقیود المتعلقة بالوزن ، و(3) مقیاس التصنیف الذاتى للوزن The self-classified weight scale ، والذى یختص بالتقییمات الذاتیة للوزن ، ویتدرج من " ناقص الوزن " إلى " زیادة بالغة للوزن "  

          ویستهدف هذا المقیاس کل من المراهقین والبالغین ( من عمر 15 فما فوق ) ، حیث إن هذه الأداة غیر ملائمة للأطفال . وإذا کان الباحثون یعتزمون تطبیق المقیاس فى صورته الکاملة (69) عبارة  ، إلا أنهم یأملون فى التقلیل من الدرجات المشتقة ، حیث یمکن الدمج بین درجتى مقیاسى تقدیر اللیاقة البدنیة ، وتقدیر اللیاقة الصحیة ؛ أى الاعتماد على متوسط الدرجتین . وبطریقة مشابهة یمکن الدمج بین درجتى مقیاسى التوجه نحو اللیاقة البدنیة والتوجه نحو اللیاقة الصحیة من أجل صیاغة مقیاس للتوجه البدنى / الصحى . لقد اهتم العدید من الباحثین فى مجال صورة الجسم بشکل أساسى فى المقاییس الفرعیة للمقیاس والمتعلقة بالمظهر الشخصى بغرض تطبیق مقیاس أکثر اختصاراً یستثنى عبارات اللیاقة والصحة .

 

الخصائص السیکومتریة لمقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعدد الأبعاد :( MBSRQ-AS)

أ- الثبات  Relability

(1) طریقة ألفا کرونباخ    Alpha Cronbach Method

          تم حساب معامل الثبات باستخدام معادلة ألفا کرونباخ ( طه،1989، 327) للتحقق من ثبات مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعددة الأبعاد الصورة المختصرة          ( 34 عبارة )  (MBSRQ-AS) ، وقد بلغت قیمة معامل الثبات (0.81) وهى قیمة دالة عند مستوى دلالة 0.01 مما یدل على ثبات المقیاس.

ویوضح جدول رقم (1) قیم معاملات الثبات للأبعاد والدرجة الکلیة للمقیاس .

جدول رقم (1)

قیم معاملات الثبات لدرجات الأبعاد وللدرجة الکلیة للمقیاس   

الأبعاد

معامل ألفا کرونباخ

معامل سبیرمان- براون

تقویم المظهر

0.722

0.863

توجیه المظهر

0.770

0.800

الرضا عن مناطق الجسم

0.766

0.755

انشغال الفکر بالوزن الزائد

0.821

0.690

التصنیف الذاتى للوزن

0.833

0.790

الدرجة الکلیة

0.813

0.866

(2) الاتساق الداخلى    Internal consistency

        قام الباحث بالتحقق من تجانس المقیاس داخلیاً باستخدام طریقة الاتساق الداخلى من خلال إیجاد معامل الارتباط بین مجموع درجات العینة على کل عبارة ومجموع درجاتهم على کل بعد من أبعاد المقیاس المقیاس ، ویوضح ذلک جدول رقم (2).

 

 

 

جدول رقم (2)

قیم معاملات الارتباط بین درجة کل مفردة والدرجة الکلیة للبعد ( ن=150 )

 

الأبعاد

 

 

تقویم المظهر

 

 

 

 

 

 

المفردات

 

 

توجیه المظهر

 

 

المفردات

 

التصنیف الذاتى للوزن

 

المفردات

 

 

نشغال الفکر بالوزن الزائدh

 

 

 

 

 

المفردات

 

 

 

الرضا عن مناطق الجسم

المفردات

 

3

**0.33

1

**0.45

24

**0.47

4

**0.49

26

**0.36

5

**0.45

2

**0.61

25

**0.59

8

**0.56

27

**0.47

9

**0.65

6

**0.68

 

22

**0.75

28

**0.60

12

**0.74

7

**0.55

23

**0.63

29

**0.44

15

**0.40

10

**0.38

 

30

**0.43

18

**0.64

11

**0.74

31

**0.75

19

**0.66

13

**0.49

32

**0.66

 

14

**0.54

33

**0.74

16

**0.65

34

 

**0.42

17

**0.74

 

20

**0.39

21

**0.38

                       

    **  دالة عند 0.01                       *   دالة عند 0.05

    ب-  الصدق      Validity

(1) صدق المحکمین :  

    من أجل إعداد هذا المقیاس وتطبیقه فى الدراسة الحالیة قام الباحث                 بالخطوات التالیة : 

 ( أ ) ترجمة المقیاس إلى اللغة العربیة.

 (ب) تقدیم نسخة مبدئیة من المقیاس بعد ترجمته إلى بعض أساتذة اللغة                الإنجلیزیة ، وبعض أعضاء هیئة التدریس بقسم المناهج وطرق تدریس اللغة الإنجلیزیة بالکلیة. ([1])

(ج) عرض الصورة الأولیة للمقیاس على بعض أساتذة علم النفس لمعرفة آرائهم حول مدى ارتباط العبارات بالأبعاد التى تندرج تحتها وارتباطها بالمقیاس ککل وإبداء آرائهم فى حسن صیاغتها. ([2])

(د ) تعدیل الصورة الأولیة فى ضوء آراء السادة المحکمین وتوجیهاتهم.

(هـ) تطبیق المقیاس على عینة استطلاعیة بلغ قوامها (150) طالباً وطالبة ، تم تفریغ استجابات الطلاب تمهیداً لاستخدامها فى التحقق من صدق هذا المقیاس وثباته.

(2) صدق المحک :

          تُشیر دراسات کل من (Etu&Gray,2010) ، (Alalay&Gencez,2008) ، (Bearman&Stice,2008) ، (Wade et al,2009) إلى أن ذوى اضطراب اضطراب التشوه الجسمى المتوهم یعانون من القلق وأعراض الاکتئاب  ، ولذا فقد قام الباحث بالتحقق من صدق مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعدد الأبعاد  (MBSRQ-AS) عن طریق حساب معامل الارتباط بین مجموع درجات العینة الاستطلاعیة على مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعدد الأبعاد ، ومجموع درجاتهم على مقیاسى قلق السمة لسبیلبرجر ومقیاس الاکتئاب لبیک ، وقد جاءت قیم معاملات الارتباط دالة عند 0.01 وهى على الترتیب 0.831**  ، 0.822**  .

 (3) صدق التحلیل العاملى التوکیدى: CFA))Confirmatory factor analysis

        تم إجراء التحلیل العاملی التوکیدی باستخدام طریقة الأرجحیة القصوی ، ومن أجل التحقق من حسن مطابقة النموذج استخدمت العدید من مؤشرات المطابقة مثل کای تربیع والذی من عیوبه التأثر بحجم العینة المستخدمة ؛ فالعینات ذات الحجم الکبیر قد ئؤدی لرفض النموذج حتی وإن کان نموذجاً جیداً أو قریباً من النموذج الحقیقی، کذلک قد تؤدی العینات صغیرة الحجم إلی قبول نماذج أقل جودة أو ذات اختلاف کبیر نسبیا بینها وبین البیانات الملاحظة، لذا تم الاعتماد علی مؤشرات مطابقة أخری إلی جانب مؤشر مربع کای، ومنها مؤشر حسن المطابقة Goodness of Fit Index (GFI) وتتراوح قیمته بین صفر و 1 ، حیث إن القیمة القریبة من الواحد الصحیح لهذا المؤشر تُشیر إلی مطابقة جیدة . أما القیمة القریبة من الصفر فُتشیر إلی مطابقة ضعیفة، ومؤشر الجذر التربیعی لمتوسط خطأ التقارب RMSEA والذی إذا اقتربت قیمته من الصفر دل علی ملائمة البیانات للنموذج، ومؤشر حسن المطابقة المصحح بدرجات الحریة Adjusted Goodness of Fit Index (AGFI) ، ومؤشر المطابقة المعیاری Normed Fit Index (NFI)، ومؤشر المطابقة المقارن Comparative Fit Index (CFI)، ومؤشر المطابقة التزایدی Incremental Fit Index (IFI) ( الأنصارى ، سلیمان،2013)            وقد تم إجراء التحلیل العاملی التوکیدی لمقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعدد الأبعاد وفیما یلی جدول رقم (3)  یوضح مؤشرات حُسن المطابقة للمقیاس

جدول رقم (3)

قیم مؤشرات حُسن المطابقة لمقیاس العلاقات الجسمیة الذاتیة متعدد الأبعاد

للعینة الاستطلاعیة (ن = 150)

مؤشرات حُسن المطابقة

القیم المقبولة

العلاقات الذاتیة الجسمیة

مؤشر کای تربیع

قیمة کای تربیع

أن تکون قیمة کای تربیع غیر دالة

100.98

درجات الحریة

518

الدلالة الإحصائیة

غیر دالة عند مستوی 0.05

اختبار مربع کای النسبی

df) /(Chi-Square

2 فأقل

0.195

مؤشر حُسن المطابقة (GFI)

0.90 فأکثر

0.986

مؤشر حٌسن المطابقة المصحح بدرجات الحریة (AGFI)

0.90 فأکثر

0.923

الجذر التربیعی لمتوسط خطأ التقارب RMSEA

0.1 فأقل

0.081

مؤشر المطابقة المعیاری (NFI)

0.90 فأکثر

0.992

مؤشر المطابقة المقارن (CFI)

0.90 فأکثر

0.995

مؤشر المطابقة التزایدی (IFI)

0.90 فأکثر

0.997

وفى الجدول السابق بلغت قیمة کای تربیع 100.98 وهی قیمة غیر دالة إحصائیا عند مستوی دلالة 0.05، ودرجات حریة 518،  بینما بلغت قیمة مؤشر حسن المطابقة (GFI) 0.986، وقد بلغت قیمة مؤشر حُسن المطابقة المصحح بدرجات الحریة (AGFI)0.923، أیضا فقد بلغت قیمة الجذر التربیعی لمتوسط خطأ التقارب RMSEA 0.081، فی حین بلغت قیمة مؤشر المطابقة المعیاری (NFI) 0.992، أما قیمة مؤشر المطابقة المقارن (CFI) فقد بلغت 0.995، وأخیراً بلغت قیمة مؤشر المطابقة التزایدی (IFI) 0.997 ومما سبق یتضح أن جمیع قیم مؤشرات المطابقة کانت مقبولة مما یدل علی الصدق التوکیدی لمقیاس العلاقات الجسمیة الذاتیة متعدد الأبعاد . ویوضح شکل (1) النموذج خماسى العوامل التوکیدى للمقیاس .

 

شکل (1)

النموذج  خماسی العوامل لمقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعدد الأبعاد

 

 

2-  مقیاس استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة : Cognitive emotion regulation strategies scale(CERSS)

            قام  (Garnefski;Kraaij&Spinhoven,2002)ببناء مقیاس استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة Cognitive emotion regulation strategies scale (CERSS) بأبعاده الفرعیة والتى تتضمن تسع استراتیجیات هى:(  لوم الذات Self-blame ، القبول ِAcceptance ، الترکیز على الفکر/ الاجترار Focus on thought / rumination ، إعادة الترکیز الإیجابى Positive refocusing ، إعادة الترکیز على التخطیط Refocus on planning   ، إعادة التقییم الإیجابى Positive reappraisal  ، وضع منظور أو تصور Putting into perspective ، التفکیر الکارثى Catastrophizing ، وأخیرا استراتیجیة لوم الأخرین Blaming others )

الخصائص السیکومتریة لمقیاس استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة :

 ( CERSS)

أ- الثبات  Relability

(1) طریقة ألفا کرونباخ    Alpha Cronbach Method

        تم حساب معامل الثبات باستخدام معادلة ألفا کرونباخ ( طه،1989، 327) للتحقق من ثبات مقیاس استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة  (CERSS) ، وقد بلغت قیمة معامل الثبات (0.83) وهى قیمة دالة عند مستوى دلالة 0.01 مما یدل على ثبات المقیاس. ویوضح جدول رقم (4) قیم معاملات الثبات للأبعاد والدرجة الکلیة للمقیاس .

 

 

 

 

 

 

 

جدول رقم (4)

قیم معاملات الثبات لدرجات الأبعاد وللدرجة الکلیة للمقیاس   

 

الأبعاد

معامل ألفا کرونباخ

معامل سبیرمان- براون

 

الأبعاد

 

 

 

معامل ألفا کرونباخ

معامل سبیرمان- براون

لوم الذات

 

0.774

0.811

إعادة التقییم الإیجابى

0.832

0.701

القبول

0.845

0.710

وضع تصور

0.844

0.801

الترکیز على الفکر/الاجترار

0.733

0.874

التفکیر الکارثى

0.824

0.877

إعادة الترکیز الإیجابى

0.781

0.811

لوم الأخرین

0.763

0.800

إعادة الترکیز على التخطیط

0.777

0.766

 

 

 

الدرجة الکلیة

0.834

0.699

 

 

 

(2) الاتساق الداخلى    Internal consistency

          قام الباحث بالتحقق من تجانس المقیاس داخلیاً باستخدام طریقة الاتساق الداخلى من خلال إیجاد معامل الارتباط بین مجموع درجات العینة على کل عبارة ومجموع درجاتهم على المقیاس ، ویوضح ذلک جدول رقم (5).

جدول رقم (5)

معاملات الارتباط بین درجة کل مفردة والدرجة الکلیة للمقیاس ( ن=150 )

رقم المفردة

معامل الارتباط

رقم لمفردة

معامل الارتباط

رقم المفردة

معامل الارتباط

رقم المفردة

معامل الارتباط

1

0.69**

10

0.39**

19

0.62**

28

0.73**

2

0.58**

11

0.56**

20

0.74**

29

0.64**

3

0.88**

12

0.45**

21

0.43**

30

0.84**

4

0.78**

13

0.85**

22

0.35**

31

0.56**

5

0.56**

14

0.66**

23

0.39*

32

0.72**

6

0.82**

15

0.62**

24

0.39**

33

0.86**

7

0.36**

16

0.86*

25

0.56**

34

0.75**

8

0.46**

17

0.75**

26

0.82**

35

0.73**

9

0.78**

18

0.43**

27

0.61**

36

0.74**

         **  دالة عند 0.01                        *   دالة عند 0.05

ب-  الصدق  : Validity

(1) صدق المحکمین :

من أجل إعداد هذا المقیاس وتطبیقه فى الدراسة الحالیة قام الباحث بالخطوات التالیة :

     ( أ ) ترجمة المقیاس إلى اللغة العربیة.

(ب) تقدیم نسخة مبدئیة من المقیاس بعد ترجمته إلى بعض أساتذة اللغة الإنجلیزیة ، وبعض أعضاء هیئة التدریس بقسم المناهج وطرق تدریس اللغة الإنجلیزیة بالکلیة. ([3])

(ج) عرض الصورة الأولیة للمقیاس على بعض أساتذة علم النفس لمعرفة آرائهم حول مدى ارتباط العبارات بالأبعاد التى تندرج تحتها وارتباطها بالمقیاس ککل وإبداء آرائهم فى حسن صیاغتها. ([4])

(د ) تعدیل الصورة الأولیة فى ضوء آراء السادة المحکمین وتوجیهاتهم.

(هـ) تطبیق المقیاس على عینة استطلاعیة بلغ قوامها (150) طالباً وطالبة ، تم تفریغ استجابات الطلاب تمهیداً لاستخدامها فى التحقق من صدق هذا المقیاس وثباته.

(2) صدق المحک :

          تُشیر دراسات کل من (Riffer&Rooij,2012) ، (Kamholz et al, 2006) ، (Galambos et al,2004) ، (John&Gross,2004) إلى أن ذوى اضطراب الاکتئاب والقلق یعانون من مشکلات فى تنظیم الانفعال والاعتماد على استراتیجیات تنظیم انفعال معرفیة لاتکیفیة ، ولذا فقد قام الباحث بالتحقق من صدق مقیاس استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة  (CERSS) عن طریق حساب معامل الارتباط بین مجموع درجات العینة الاستطلاعیة على مقیاس الاستراتیجیات( الاستراتیجیات التکیفیة ) ،                      ( الاستراتیجیات اللاتکیفیة ) ، ومجموع درجاتهم على مقیاسى قلق السمة لسبیلبرجر و الاکتئاب لبیک ، وقد جاءت قیم معاملات الارتباط دالة عند 0.01 وهى على الترتیب للاستراتیجیات التکیفیة (-0.777** ) ،( -0.866** ) . وهى ترتبط عکسیا مع کل من القلق والاکتئاب ، کما جاءت قیم معاملات الارتبط بین الاستراتیجیات اللاتکیفیة وکل من القلق والاکتئاب 0.760** ، 0.712** .

(3) صدق التحلیل العاملى التوکیدى: CFA))  Confirmatory factor analysis

تم إجراء التحلیل العاملی التوکیدی باستخدام طریقة الأرجحیة القصوی ،                     ( الأنصارى ، سلیمان ، 2013) وقد تم إجراء التحلیل العاملی التوکیدی لمقیاس استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة وفیما یلی جدول رقم (6)  یوضح مؤشرات حُسن المطابقة للمقیاس .

جدول رقم (6)

قیم مؤشرات حُسن المطابقة لمقیاس استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة

للعینة الاستطلاعیة (ن = 150)

مؤشرات حسن المطابقة

القیم المقبولة

الاستراتیجیات التکیفیة

الاستراتیجیات

اللاتکیفیة

مؤشر کای تربیع

قیمة کای تربیع

ان تکون قیمة کای تربیع غیر دالة

112.2

115.33

درجات الحریة

160

98

الدلالة الاحصائیة

غیر دالة عند مستوی 0.05

غیر دالة عند مستوی 0.05

اختبار مربع کای النسبی

df) /(Chi-Square

2 فاقل

0.701

1.178

مؤشر حسن المطابقة (GFI)

0.90 فأکثر

0.982

0.994

مؤشر حسن المطابقة المصحح بدرجات الحریة (AGFI)

0.90 فأکثر

0.925

0.935

الجذر التربیعی لمتوسط خطأ التقارب RMSEA

0.1 فاقل

0.070

0.064

مؤشر المطابقة المعیاری (NFI)

0.90 فأکثر

0.991

0.997

مؤشر المطابقة المقارن (CFI)

0.90 فأکثر

0.993

0.998

مؤشر المطابقة التزایدی (IFI)

0.90 فأکثر

0.993

0.998

 وفى الجدول السابق بلغت قیمة کای تربیع 115.33 للاستراتیجیات اللاتکیفیة  وهی قیمة غیر دالة إحصائیا عند مستوی دلالة 0.05، ودرجات حریة 98 ،  بینما بلغت قیمة مؤشر حُسن المطابقة (GFI) 0.935، وقد بلغت قیمة مؤشر حُسن المطابقة المصحح بدرجات الحریة (AGFI) 0.935، أیضا فقد بلغت قیمة الجذر التربیعی لمتوسط خطأ التقارب RMSEA 0.064، فی حین بلغت قیمة مؤشر المطابقة المعیاری (NFI) 0.997، أما قیمة مؤشر المطابقة المقارن (CFI) فقد بلغت 0.998، وأخیراً بلغت قیمة مؤشر المطابقة التزایدی (IFI) 0.998 ومما سبق یتضح أن جمیع قیم مؤشرات المطابقة کانت مقبولة مما یدل علی الصدق التوکیدی استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة . یوضح شکل(2)

نموذج العوامل الرباعى للاستراتیجیات اللاتکیفیة .

 

 

شکل (3)

النموذج خماسى العوامل لمقیاس استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة التکیفیة

3- مقیاس دمج الفکر:     Thought fusion scale (TFS)

        قام بإعداد هذا المقیاس کل من (Wells; William & Cartwright-Hatton,2000)  ، ویهدف هذا المقیاس إلى الکشف عن معتقدات الأفراد الذین یخلطون بین الفکر والفعل Thought-action fusion (TAF) ، وبین الفکر والحدث Though event-fusion (TEF). وتعتبر هذه المعتقدات عبارة عن تعبیرات أو مظاهر عن معتقد ضمنى فى صدق الخبرة العقلیة الذهنیة المتسلطة ، ویتصرف المرضى بصورة أساسیة کما لو کانت هذه الأفکار صحیحة (Wells, 1996, 2000). ویتکون هذا المقیاس من 14 عبارة تندرج تحت ثلاثة أبعاد هى : الدمج بین الفکر والفعل (TAF) ، الدمج بین الفکر والحدث (TEF) ، والدمج بین الفکر والموضوع Though-object fusion (TOF)

الخصائص السیکومتریة لمقیاس دمج الفکر :( TFS)

أ- الثبات  Relability

(1) طریقة ألفا کرونباخ    Alpha Cronbach Method

          تم حساب معامل الثبات باستخدام معادلة ألفا کرونباخ ( طه ،1989:327) للتحقق من ثبات مقیاس دمج الفکر (TFS) ، وقد بلغت قیمة معامل الثبات (0.82) وهى قیمة دالة عند مستوى دلالة 0.01 مما یدل على ثبات المقیاس. ویوضح جدول رقم (7) قیم معاملات الثبات  ( معامل ألفا ، سبیرمان- براون )  للأبعاد والدرجة الکلیة للمقیاس .

جدول رقم (7)

قیم معاملات الثبات لدرجات الأبعاد وللدرجة الکلیة للمقیاس  

الأبعاد

 

معامل ألفا کرونباخ

معامل سبیرمان- براون

الدمج بین الفکر والفعل

 

0.761

0.791

الدمج بین الفکر والحدث

0.757

0.746

الدمج بین الفکر والموضوع

0.812

0.681

الدرجة الکلیة

0.824

0.781

 

(2) الاتساق الداخلى    Internal consistency

        قام الباحث بالتحقق من تجانس المقیاس داخلیاً باستخدام طریقة الاتساق الداخلى    من خلال إیجاد معامل الارتباط بین مجموع درجات العینة على کل عبارة ومجموع درجاتهم على المقیاس ، ویوضح ذلک جدول (8) ، وقد جاءت کل قیم معاملات الارتباط دالة عند 0.01

جدول (8)

معاملات الارتباط بین درجة کل مفردة والدرجة

الکلیة للمقیاس ( ن=150 )

رقم المفردة

معامل الارتباط

رقم المفردة

معامل الارتباط

1

0.74**

8

0.60**

2

0.60**

9

0.72**

3

0.71**

10

0.78**

4

0.88**

11

0.73**

5

0.75**

12

0.68**

6

0.54**

13

0.70**

7

0.63**

14

0.88**

          **  دالة عند 0.01               *   دالة عند 0.05

ب-  الصدق      Validity

(1) صدق المحکمین :

     مـن أجـل إعداد هذا المقیاس وتطبیقه فى الدراسة الحالیة قام الباحث بالخطوات  التالیة :  

( أ ) ترجمة المقیاس إلى اللغة العربیة.

(ب) تقدیم نسخة مبدئیة من المقیاس بعد ترجمته إلى بعض أساتذة اللغة الإنجلیزیة ، وبعض أعضاء هیئة التدریس بقسم المناهج وطرق تدریس اللغة الإنجلیزیة    بالکلیة. ([5])

(ج) عرض الصورة الأولیة للمقیاس على بعض أساتذة علم النفس لمعرفة آرائهم حول مدى ارتباط العبارات بالأبعاد التى تندرج تحتها وارتباطها بالمقیاس ککل وإبداء آرائهم فى حسن صیاغتها. ([6])

(د ) تعدیل الصورة الأولیة فى ضوء آراء السادة المحکمین وتوجیهاتهم.

(هـ) تطبیق المقیاس على عینة استطلاعیة بلغ قوامها (150) طالباً وطالبة ، تم تفریغ استجابات الطلاب تمهیداً لاستخدامها فى التحقق من صدق هذا المقیاس وثباته.

(2) صدق المحک :

        تُشیر دراسات کل من (Verplanken&Tangelder,2001) ، Labuschagne et al, 2010) ، (Etu&Gray,2009) ، إلى أن ذوى اضطراب الاکتئاب والقلق یعانون من تشوهات فى طریقة التفکیر ، ولذا فقد قام الباحث بالتحقق من صدق مقیاس دمج الفکر  (TFS) عن طریق حساب معامل الارتباط بین مجموع درجات العینة الاستطلاعیة على مقیاس دمج الفکر ، ومجموع درجاتهم على مقیاسى قلق السمة لسبیلبرجر ومقیاس الاکتئاب لبیک ، وقد جاءت قیم معاملات الارتباط دالة عند 0.01 وهى على الترتیب(0.861**) ، ( 0.786**)

(3) صدق التحلیل العاملى التوکیدى: Confirmatory factor analysis

         تم إجراء التحلیل العاملی التوکیدی باستخدام طریقة الأرجحیة القصوی                   ( الأنصارى ، سلیمان ، 2013)  وقد تم إجراء التحلیل العاملی التوکیدی لمقیاس دمج الفکر (TFS) وفیما یلی جدول (9)  یوضح مؤشرات حُسن المطابقة للمقیاس .

 

 

 

 

 

 

جدول (9)

قیم مؤشرات حُسن المطابقة لمقیاس دمج الفکر للعینة الاستطلاعیة (ن = 150)

مؤشرات حسن المطابقة

القیم المقبولة

معتقدات دمج الفکر

مؤشر کای تربیع

قیمة کای تربیع

أن تکون قیمة کای تربیع غیر دالة

118.71

درجات الحریة

70

الدلالة الإحصائیة

غیر دالة عند مستوی 0.05

اختبار مربع کای النسبی  df) /(Chi-Square

2 فأقل

1.695

مؤشر حسن المطابقة (GFI)

0.90 فأکثر

0.924

مؤشر حسن المطابقة المصحح بدرجات الحریة (AGFI)

0.90 فأکثر

0.915

الجذر التربیعی لمتوسط خطأ التقارب RMSEA

0.1 فأقل

0.054

مؤشر المطابقة المعیاری (NFI)

0.90 فأکثر

0.917

مؤشر المطابقة المقارن (CFI)

0.90 فأکثر

0.958

مؤشر المطابقة التزایدی (IFI)

0.90 فأکثر

0.978

وبالنظر إلى الجدول السابق نجد أن قیمة کای تربیع بلغت 118.71 ، وهی قیمة غیر دالة إحصائیا عند مستوی دلالة 0.05، ودرجات حریة 70،  بینما بلغت قیمة مؤشر حُسن المطابقة (GFI) 0.924، وقد بلغت قیمة مؤشر حُسن المطابقة المصحح بدرجات الحریة (AGFI)0.915 ، أیضا فقد بلغت قیمة الجذر التربیعی لمتوسط خطأ التقارب RMSEA 0.054، فی حین بلغت قیمة مؤشر المطابقة المعیاری (NFI) 0.917، أما قیمة مؤشر المطابقة المقارن (CFI) فقد بلغت 0.958، وأخیراً بلغت قیمة مؤشر المطابقة التزایدی (IFI) 0.978 ومما سبق یتضح أن جمیع قیم مؤشرات المطابقة کانت مقبولة مما یدل علی الصدق التوکیدی لمقیاس دمج الفکر. ویوضح شکل (4) النموذج  ثلاثى العوامل لمقیاس دمج الفکر .

 

شکل (3)

النموذج ثلاثی العوامل لمقیاس دمج الفکر

4- مقیاس کمالیة المظهرالجسمى :  Physical appearance perfectionism scale

        قام (Yang&Stoeber,2012) ببناء وتقنین مقیاس کمالیة المظهر الجسمى physical appearance perfectionism scale (PAPS) من منطلق أن المجتمع المعاصر قد أعطى أهمیة جوهریة للمظهر الشخصى الجسمى للأخرین بشکل عام ، وبالتالى تم إعطاء قیم مرتفعة للمظاهر الجسمیة المتاحة فى المجلات والصحف والتلیفزیون لأنها تمثل عامل النجاح والسعادة والمحبة والإعزاز من الأخرین ، کما تم بناء هذا المقیاس وتقنینه اعتماداً على إدراک الفروق الفردیة فى الأمال والاهتمامات المتعلقة بالمظهر الجسمى المثالى . ویتکون هذا المقیاس من 12 عبارة تندرج تحت بُعدین هما : الانزعاج من عدم الکمایة  Worry about imperfection (WAI) ، السعى نحو الکمالیة Hope for perfection (HFP)

 الخصائص السیکومتریة لمقیاس کمالیة المظهر الجسمى :( PAPS)

أ- الثبات  Relability

(1) طریقة ألفا کرونباخ    Alpha Cronbach Method

          تم حساب معامل الثبات باستخدام معادلة ألفا کرونباخ ( فرج،1989، 327) للتحقق من ثبات مقیاس کمالیة المظهر الجسمى(PAPS) ، وقد بلغت قیمة معامل الثبات (0.824) وهى قیمة دالة عند مستوى دلالة 0.01 مما یدل على ثبات المقیاس. ویوضح جدول (10) قیم معاملات الثبات  ( معامل ألفا ، سبیرمان- براون )  للأبعاد والدرجة الکلیة للمقیاس .

جدول (10)

قیم معاملات الثبات لدرجات الأبعاد وللدرجة الکلیة للمقیاس  

الأبعاد

 

معامل ألفا کرونباخ

معامل سبیرمان- براون

الانزعاج من عدم الکمالیة

0.754

0.791

السعى نحو الکمالیة

0.825

0.690

الدرجة الکلیة

0.713

0.854

(2) الاتساق الداخلى    Internal consistency

          قام الباحث بالتحقق من تجانس المقیاس داخلیاً باستخدام طریقة الاتساق الداخلى من خلال إیجاد معامل الارتباط بین مجموع درجات العینة على کل عبارة ومجموع درجاتهم على المقیاس ، ویوضح ذلک جدول (11) ، وقد جاءت کل قیم معاملات الارتباط دالة عند 0.01

 

 

 

 

جدول (11)

معاملات الارتباط بین درجة کل مفردة والدرجة

الکلیة للمقیاس ( ن=150 )

رقم المفردة

معامل الارتباط

رقم المفردة

معامل الارتباط

1

0.577**

7

0.431**

2

0.431**

8

0.592**

3

0.412**

9

0.473**

4

0.434**

10

0.411**

5

0.473**

11

0.580**

6

0.530**

12

0.570**

     **  دالة عند 0.01                      *   دالة عند 0.05

ب-  الصدق      Validity

(1) صدق المحکمین :

            من أجل إعداد هذا المقیاس وتطبیقه فى الدراسة الحالیة قام الباحث          بالخطوات التالیة :

 ( أ ) ترجمة المقیاس إلى اللغة العربیة.

 (ب) تقدیم نسخة مبدئیة من المقیاس بعد ترجمته إلى بعض أساتذة اللغة                الإنجلیزیة ، وبعض أعضاء هیئة التدریس بقسم المناهج وطرق تدریس اللغة الإنجلیزیة بالکلیة. ([7])

   (ج) عرض الصورة الأولیة للمقیاس على بعض أساتذة علم النفس لمعرفة آرائهم حول مدى ارتباط العبارات بالأبعاد التى تندرج تحتها وارتباطها بالمقیاس ککل وإبداء آرائهم فى حسن صیاغتها. ([8])

 (د ) تعدیل الصورة الأولیة فى ضوء آراء السادة المحکمین وتوجیهاتهم.

(هـ) تطبیق المقیاس على عینة استطلاعیة بلغ قوامها (150) طالباً وطالبة ، تم تفریغ استجابات الطلاب تمهیداً لاستخدامها فى التحقق من صدق هذا المقیاس وثباته.

(2) صدق المحک :

          تُشیر دراسات کل من  (Almeida et al, 2012) ، ( صابر، 2008) ، و             ( الزائدى ، 2005)  إلى وجود علاقة ارتباطیة بین الکمالیة وکل من الأعراض الاکتئابیة والقلق ، ولذا فقد قام الباحث بالتحقق من صدق مقیاس کمالیة المظهر الجسمى  (PAPS) عن طریق حساب معامل الارتباط بین مجموع درجات العینة الاستطلاعیة على مقیاس کمالیة المظهر الجسمى ، ومجموع درجاتهم على مقیاسى قلق السمة لسبیلبرجر و الاکتئاب لبیک ، وقد جاءت قیم معاملات الارتباط دالة عند 0.01 وهى على الترتیب (0.803**) ،( 0.791** )

(2) صدق التحلیل العاملى التوکیدى: CFA))  Confirmatory factor analysis

تم إجراء التحلیل العاملی التوکیدی باستخدام طریقة الأرجحیة القصوی                   ( الأنصارى ، سلیمان ، 2013) وقد تم إجراء التحلیل العاملی التوکیدی لمقیاس کمالیة المظهر الجسمى (PAPS) وفیما یلی جدول (12)  یوضح مؤشرات حُسن                   المطابقة للمقیاس .

جدول (12)

قیم مؤشرات حُسن المطابقة لمقیاس دمج الفکر للعینة الاستطلاعیة (ن = 150)

مؤشرات حسن المطابقة

القیم المقبولة

کمالیة المظهر الجسم

مؤشر کای تربیع

قیمة کای تربیع

ان تکون قیمة کای تربیع غیر دالة

108.59

درجات الحریة

48

الدلالة الاحصائیة

غیر دالة عند مستوی 0.05

       اختبار مربع کای النسبی df) /(Chi-Square

2 فاقل

2.262

 مؤشر حسن المطابقة (GFI)

0.90 فأکثر

0.912

مؤشر حسن المطابقة المصحح بدرجات الحریة (AGFI)

0.90 فأکثر

0.905

الجذر التربیعی لمتوسط خطأ التقارب RMSEA

0.1 فاقل

0.020

مؤشر المطابقة المعیاری (NFI)

0.90 فأکثر

0.931

مؤشر المطابقة المقارن (CFI)

0.90 فأکثر

0.943

مؤشر المطابقة التزایدی (IFI)

0.90 فأکثر

0.963

        

ویتضح من الجدول السابق أن قیمة کای تربیع بلغت 108.59 وهی قیمة غیر دالة إحصائیا عند مستوی دلالة 0.05، ودرجات حریة  48  بینما بلغت قیمة مؤشر حُسن المطابقة (GFI) 0.912، وقد بلغت قیمة مؤشر حُسن المطابقة المصحح بدرجات الحریة (AGFI) 0.905، أیضا فقد بلغت قیمة الجذر التربیعی لمتوسط خطأ التقارب RMSEA 0.020، فی حین بلغت قیمة مؤشر المطابقة المعیاری (NFI) 0.931، أما قیمة مؤشر المطابقة المقارن (CFI) فقد بلغت 0.943، وأخیراً بلغت قیمة مؤشر المطابقة التزایدی (IFI) 0.963 ، ومما سبق یتضح أن جمیع قیم مؤشرات المطابقة کانت مقبولة مما یدل علی الصدق التوکید للمقیاس.

شکل (5)

النموذج ثنائى العوامل لمقیاس کمالیة المظهر الجسمى

 

 

 

نتائج الدراسة وتفسیرها :

نتائج الفرض الأول وتفسیرها :

          وینص على " توجد علاقة ارتباطیة موجبة دالة إحصائیا بین درجات الطلاب على مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعدد الأبعاد ودرجاتهم على مقیاس استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة لدى أفراد العینة الأساسیة ".

          وللتحقق من صحة هذا الفرض تم تطبیق مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعدد الأبعاد ومقیاس استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة على عینة الدراسة الأساسیة والتى تکونت من (300) طالب وطالبة. تم إیجاد قیم معاملات الارتباط لبیرسون  بین درجات أفراد العینة على کل بعد من أبعاد مقیاس استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة التسع              ( التکیفیة واللاتکیفیة ) ودرجاتهم على أبعاد مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعدد الأبعاد، ویوضح ذلک جدول ( 13).

جدول (13)

قیم معاملات الارتباط بین أبعاد مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعدد الأبعاد ودرجة            کل بعد من أبعاد مقیاس استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة التکیفیة(ن= 300)

أبعاد مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة

 

 

تقویم المظهر

 

 

توجیه المظهر

 

الرضا عن مناطق الجسم

 

الانشغال الفکرى بالوزن الزائد

 

التصنیف الذاتى للوزن

الاستراتیجیات المعرفیة التکیفیة

القبول

0.019

122.-

0.029

136.-

0.021-

إعادة الترکیز الإیجابى

178.-*

0.06-

0.36-

0.91-

143.-

إعادة الترکیز على التخطیط

93.-

124.-

0.64-

0.63-

0.64-

إعادة التقییم الإیجابى

102.-

0.098

0.025

0.92-

0.88-

وضع تصور

0.056

213. **

0.02-

0.41-

184.-*

         **  دالة عند 0.01                      *   دالة عند 0.05

         

          ویتضح من الجدول السابق أن جمیع قیم معاملات الارتباط بین أبعاد مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة واستراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة التکیفیة جاءت غیر دالة ، ما عدا استراتیجیة إعادة الترکیز الإیجابى التى جاءت قیمة معامل الارتباط بینها وبین بعد ( تقویم المظهر ) دالة عند 0.05 (178.-* ) وهذا له ما یبرره ، حیث إن هذا البعد تشیر مفرداته إلى الشعور بالجاذبیة أو عدم الجاذبیة الجسمیة ، والشعور بالرضا أو السُخط من المظهر الشخصى للفرد ، وتُشیر الدرجات المرتفعة على هذا البعد إلى الشعور الغالب بالإیجابیة والرضا تجاه المظهر الشخصى ، بینما تُشیر الدرجات المنخفضة على عدم السعادة من المظهر الشخصى بصورة عامة . فکل فرد یسعى لتقویم مظهره سیعتمد على إعادة الترکیز الإیجابى على قدراته الجسمیة والجوانب الإیجابیة فى مظهره ، والتفکیر حول الخبرات الإیجابیة بدلاً من التفکیر حول الحدث الفعلى أو الواقعى ، وجاءت استراتیجیة وضع تصور أو منظور دالة على بعدین من أبعاد مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعدد الأبعاد وهما ( توجیه المظهر، والتصنیف الذاتى للوزن  ) ، حیث جاءت قیم معاملات الارتباط على الترتیب (213. ** ، 184.-* ) ، ولعل لهذه القیم ما یبررها ، حیث إن توجیه المظهر یعنى حجم الاستثمار والانفاق من جانب الشخص على مظهره الشخصى ، وتشیر الدرجات المرتفعة على هذا البعد على إبداء الفرد لمزید من الاهتمام بالمظهر  والمشارکة فى سلوکیات مبالغ فیها للعنایة بمظهره ، وهذا ما یرتبط مع المنظور والتصور الذى یسلکه کل فرد فى حیاته بصفة عامة ، وهذا ما یسرى على دلالة الارتباط مع بعد التصنیف الذاتى للوزن ، حیث یصنف کل فرد منا نفسه من حیث السمنة أو زیادة الوزن ( أنا عادى – وزنى زائد – وزنى زائد للغایة ) ، وهذا یرتبط مع التصور الذى وضعه أو کونه کل منا عن جسمه .

أما عن العلاقات الارتباطیة بین استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة اللاتکیفیة  ( لوم الذات – الترکیز على الفکر / الاجترار ، التضخیم أو التفکیر الکارثى ، لوم الأخرین ) وبین أبعاد مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة الخمسة فیعرضها جدول (14) .

 

 

 

 

 

جدول (14)

قیم معاملات الارتباط بین أبعاد مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعدد الأبعاد                     ودرجة کل بعد من أبعاد مقیاس استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة اللاتکیفیة

 (ن= 300)

 أبعاد مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة

 

تقویم المظهر

 

 

توجیه المظهر

 

الرضا عن مناطق الجسم

 

الانشغال الفکرى بالوزن الزائد

 

التصنیف الذاتى للوزن

الاستراتیجیات المعرفیة اللاتکیفیة

لوم الذات

0.125

068.-

145.-

146.-

053.-

الترکیز على الفکر/الاجترار

073.-

067.-

077.-

010.-

011.-

التضخیم الکارثى

007.-

0.067

0.025

0.073

217.- **

لوم الأخرین

0.145

051.-

041.-

136.-

0.011

    **  دالة عند 0.01                      *   دالة عند 0.05          

ویتضح من الجدول السابق أن جمیع قیم معاملات الارتباط بین أبعاد مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة واستراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة اللاتکیفیة جاءت غیر دالة ، ما عدا استراتیجیة التضخیم أو التفکیر الکارثى فقد جاءت قیمة معامل الارتباط بینها وبین بعد ( التصنیف الذاتى للوزن) دالة عند 0.01 (217.- ** ) وهذا له ما یبرره ، حیث إن هذا البعد یُشیر إلى تصور المراهقین ونظرتهم إلى السمنة الزائدة بأنها کارثة . فإذا کان تنظیم الانفعال یعنى " کل العملیات الداخلیة والخارجیة المسئولة عن مراقبة Monitoring ، وتقویمEvaluation   ، وتعدیل Modifying ردود الفعل الانفعالیة Emotional reactions ؛ فإن الألإراد یختلفون فیما بینهم فى استخدام اسستراتیجیات تنظیم الانفعال ، وهذه الفروق لها نتائج اجتماعیة ومعرفیة ووجدانیة محددة . وعلى وجه الخصوص ، فقد أوضح (Gross&John,2003) أن استراتیجیات تنظیم الانفعال تؤثر مبکراً فى نشأة العملیات الانفعالیة ( مثل : إعادة التقییم Reappraisal ) ، والتى ترتبط بأکثر الانفعالات الإیجابیة Positive emotions ، وأفضل أداء بین الأشخااص ، ومزید من السعادة والرفاهیة مقارنة بالاستراتیجیات اللاتکیفیة التى تظهر فى وقت لاحق ، و بهذه النتیجة فقد تحقق الفرض جزئیاً .

 

     نتائج الفرض الثانى وتفسیرها :

وینص على " توجد علاقة ارتباطیة موجبة دالة إحصائیا بین درجات الطلاب على أبعاد مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة  ودرجاتهم على أبعاد مقیاس دمج الفکر            ( الدمج بین الفکر والفعل – الدمج بین الفکر والحدث – الدمج بین الفکر والموضوع )  لدى أفراد العینة الأساسیة ". وللتحقق من صحة هذا الفرض تم تطبیق مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعدد الأبعاد ومقیاس دمج الفکر على عینة الدراسة الأساسیة والتى تکونت من (300) طالب وطالبة. تم إیجاد قیم معاملات الارتباط لبیرسون  بین درجات أفراد العینة على کل بعد من أبعاد مقیاس دمج الفکر ودرجاتهم على أبعاد مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعدد الأبعاد، ویوضح ذلک جدول (15).

جدول (15)

قیم معاملات الارتباط بین أبعاد مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعدد الأبعاد ودرجة             کل بعد من أبعاد مقیاس دمج الفکر (ن= 300)

أبعاد مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة

 

تقویم المظهر

الجسمى

 

توجیه المظهر

الجسمى

 

الرضا عن مناطق الجسم

 

الانشغال الفکرى بالوزن الزائد

 

التصنیف الذاتى للوزن

أبعاد مقیاس دمج  الفکر

الدمج بین الفکر والفعل

0.042

0.001

023.-

0.038

215. **

الدمج بین الفکر والحدث

0.1

0.076

0.109

110.-

0.15

الدمج بین الفکر والموضوع

0.054

0.066

104.-

036.-

0.011

الدرجة الکلیة

0.081

0.056

0.002

043.-

168. *

   **  دالة عند 0.01                      *   دالة عند 0.05        

ویتضح من الجدول السابق أن جمیع قیم معاملات الارتباط بین أبعاد مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة ومعتقدات دمج الفکر ( الدمج بین الفکر والفعل – الدمج بین الفکر والحدث- الدمج بین الفکر والموضوع ) جاءت غیر دالة ، ما عدا معتقدات الدمج بین الفکر والفعل فقد جاءت قیمة معامل الارتباط بینها وبین بُعد ( التصنیف الذاتى   للوزن ) دالة عند 0.01 (215. ** ) وهذا له ما یبرره ، حیث إن هذا البُعد یُشیر إلى تمسک الفرد ببعض المعتقدات التى تساوى بین أفکاره وأفعاله ، فحینما تراود الفرد فکرة سلبیة فإنه فعلها أو سیفعلها أو ینوى لفعلها ، وهذه المعتقدات جاءت دالة مع بعد التصنیف الذاتى للوزن ، فإذا ما فکر المراهق أو الفرد فى أنه زائد الوزن فهذا یعنى أنه زائد بالفعل حتى ولو رأى المحیطون عکس ذلک ، حتى ولو وزن نفسه بنفسه فهو یعتقد بأهمیة وقوة الفکرة التى طرأت على ذهنة أو انتجها هو من خلال طریقة تفکیر تعد مختلة وظیفیاً . وجاءت الدرجة الکلیة لمقیاس دمج الفکر دالة أیضاً على نفس البعد وهو التصنیف الذاتى للوزن ، حیث یصنف الفرد ذاتیا نفسه على مقیاس متدرج ( هو متوسط الوزن- هو زائد الوزن – هو زائد الوزن للغایة – أو بدرجة کبیرة ) . ویؤید هذه النتیجة ما ذکره (Verplanken&Tangelder,2011) عن أن الناس یعانون لأنهم یفکرون بسلبیة حول مظهرهم . فالطریقة التى نفکر بها ونرى بها الأشیاء تُعد جزءاً مهماً من مفهومنا عن ذواتنا ، ویُصبح عدم الرضا عن الجسم بوجه خاص قلقاً متزایداً بین المراهقین والشباب البالغین کما فى دراسة (Thompson&Smolak,2001) ، وبهذه النتیجة یمکن القول أن هذا الفرض قد تحقق جزئیاً .

نتائج الفرض الثالث وتفسیرها :

     وینص على " توجد علاقة ارتباطیة موجبة دالة إحصائیا بین درجات الطلاب على أبعاد مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة  ودرجاتهم على أبعاد مقیاس کمالیة المظهر الجسمى ( الانزعاج من عدم الکمالیة – السعى نحو الکمالیة )  لدى أفراد العینة الأساسیة ".

     وللتحقق من صحة هذا الفرض تم تطبیق مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعدد الأبعاد ومقیاس کمالیة المظهر الجسمى على عینة الدراسة الأساسیة والتى تکونت من (300) طالب وطالبة. تم إیجاد قیم معاملات الارتباط لبیرسون  بین درجات أفراد العینة على کل بعد من أبعاد کمالیة المظر الجسمى ودرجاتهم على أبعاد مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعدد الأبعاد، ویوضح ذلک جدول (16).

 

 

 

جدول (16)

قیم معاملات الارتباط بین أبعاد مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعدد الأبعاد ودرجة              کل بعد من أبعاد مقیاس کمالیة المظر الجسمى (ن= 300)

أبعاد مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة

تقویم المظهر

الجسمى

توجیه المظهر

الجسمى

الرضا عن مناطق الجسم

الانشغال الفکرى بالوزن الزائد

التصنیف الذاتى للوزن

أبعاد کمالیة المظر الجسمى

الانزعاج من عدم الکمالیة

011.-

243. **

169. *

0.07

0.141

السعى نحو الکمالیة

196. *

0.131

225. **

0.076

293. **

الدرجة الکلیة

0.115

211. **

229. **

0.084

256. **

   **  دالة عند 0.01                      *   دالة عند 0.05

        ویتضح من الجدول السابق أن جمیع قیم معاملات الارتباط بین أبعاد مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة ومعتقدات الکمالیة ( الانزعاج من عدم الکمالیة – السعى نحو الکمالیة- الدرجة الکلیة ) جاءت دالة على معظم أبعاد مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة ، ما عدا بُعد الانشغال الفکرى بالوزن الزائد ، فقد ارتبطت معتقدات الانزعاج من عدم الکمالیة بتوجیه المظهر الجسمى وجاءت قیمة معامل الارتباط (243. ** ) وهى دالة عند 0.01 . أما معتقدات السعى نحو الکمالیة فقد ارتبطت إیجابیاً بثلاثة أبعاد هى ( تقویم المظهر الجسمى ، الرضا عن مناطق الجسم ، التصنیف الذاتى للوزن ) وجاءت قیم معاملات الارتباط على الترتیب  196. * ، 225. ** ، 293. ** ، وجاءت الدرجة الکلیة لمقیاس کمالیة المظهر الجسمى دالة على کل الأبعاد (توجیه المظهر الجسمى ، الرضا عن مناطق الجسم ، التصنیف الذاتى للوزن ) ما عدا بُعدى توجیه المظهر الجسمى ، و الانشغال الفکرى بالوزن الزائد ، وجاءت قیم معاملات الارتباط على الترتیب 211. ** ، 229. ** ، 256. ** . ولعل لهذه النتیجة ما یفسرها ، حیث یُعد الانشغال والقلق حول المظهر الجسمى أمر شائع بین المراهقین والراشدین ، ویرجع ذلک إلى النظرة الاجتماعیة وتأکیدها على أهمیة الجاذبیة الجسمیة واعتبارها معیاراً لقبول المجتمع . ویرى Myers&Bicca  أن صورة الجسم تبلغ أقصى درجات الاضطراب والتشوه فى مرحلة المراهقة ، نتیجة الضغوط النفسیة التى تنشأ من التناقض بین الذات الجسمیة المثالیة والذات الجسمیة الواقعیة ، فیصبح المراهقون نرجسیین لکثرة انشغالهم بصفاتهم الجسمیة ، ویرى (Cash,2002) أن صورة الجسم السلبیة تنشأ من أحداث تاریخیة ماضیة وقریبة تؤثر على الطریقة التى یفکر بها الفرد أو تؤثر على شعوره بجسمه/ جسمها ، وقد تتأثر بالتنشئة الاجتماعیة الثقافیة ، وغالباً ما یتم استبطان الرسائل الثقافیة بشأن توقعات المظهر الجسمى وتبنیها کمقیاس لتقویم الجسم ضدها . ویؤید هذه التیجة (Wade&Bulik,2007) حیث یرى أن المغالاة الزائدة فى الشکل والوزن تؤدى إلى عدم الرضا عن الجسم ، وقد یصبح الأفراد الذین لدیهم درجة مرتفعة من عدم الرضا عن الجسم أکثر استغراقاً فى أجسامهم بشکل یدعو للدهشة . وترتبط المبالغة فى الوزن والشکل تجریبیاً بالکمالیة .                                                               

نتائج الفرض الرابع وتفسیرها :

  وینص على " یمکن التنبؤ بتقویم المظهر الجسمى من خلال معتقدات السعى نحو الکمالیة واستراتیجیة إعادة الترکیز لدى عینة الدراسة ".

وللتحقق من صحة هذا الفرض الذى یهدف للکشف عن دلالة معاملات التنبؤ بتقویم المظهر من خلال معتقدات السعى نحو الکمالیة واستراتیجیة إعادة  الترکیز الإیجابى لدى عینة من طلاب الجامعة المراهقین ، تم استخدام أسلوب تحلیل الانحدار المتعدد Multiple Regression Analysis(MRA) ویوضح جدول (17) نتائج تحلیل التباین لنموذج الانحدار الخطى .

جدول (17)

دلالة نموذج الانحدار من خلال تحلیل التباین للمتغیرات الداخلة فى معادلة الانحدار            على تقویم المظهر  لدى عینة من المراهقین ( ن=300)

مصدر التباین

مجموع المربعات

د.ح

متوسط مجموع المربعات

قیمة (ف)

مستوى الدلالة

مربع معامل الارتباط المتعدد

الانحدار

110.437

2

55.218

4.528

0.05

0.058

الباقى

1792.656

147

12.195

المجموع الکلى

1903.093

149

 

ویتضح من الجدول السابق أن قیمة ف" جاءت دالة عند مستوی 0.05 مما یجعلنا نقبل نموذج الانحدار وفیما یلی یوضح جدول( 18) قیم معاملات الانحدار المعیاریة وغیر المعیاریة ودلالتها الإحصائیة:

جدول(18)

دلالة معاملات التنبؤ بتقویم المظهر من خلال إعادة الترکیز الإیجابى والسعى                   نحو الکمالیة  لدى عینة من المراهقین (ن=300)

النموذج

 

المعتقد والاستراتیجیة

 

المعاملات غیر المعیاریة

 

المعاملات المعیاریة

 

قیمة(ت)

 

 

 

 

 

مستوى الدلالة

معامل الانحدارB

الخطأ المعیارى

قیمةBeta

1

الثابت

18.209

2.439

 

7.465**

0.01

إعادة الترکیز الإیجابى

241.-

138.

145.-

1.747-

غیر دالة

السعى نحو الکمالیة

103.

055.

157.

1.893

غیر دالة

           ویتضح من الجدول السابق أن قیمة مربع معامل الارتباط المتعدد بلغت 0.058، وبلغت قیمة ثابت الانحدار 18.209 وهی قیمة دالة عند مستوی 0.01، بینما بلغت قیمة معامل الانحدار غیر المعیاری للمتغیر المستقل إعادة الترکیز الإیجابى           241.- وهی قیمة غیر دالة عند مستوی 0.05، أما قیمة معامل الانحدار غیر المعیاری للمتغیر المستقل الثانى ( السعى نحو الکمالیة ) بلغت 0.103 وهی أیضا قیمة غیر دالة عند مستوی 0.05، ومما سبق یتضح عدم وجود قدرة تنبؤیه للمتغیرین بالمتغیر التابع             ( تقویم المظهر) . إذن فالفرض الذى ینص على " یمکن التنبؤ بتقویم المظهر الجسمى من خلال معتقدات السعى نحو الکمالیة واستراتیجیة إعادة الترکیز لدى عینة الدراسة " لم یتحقق . وقد اختلفت نتیجة هذا الفرض مع دراسة (Leone et al,2011) والتى أظهرت فیها نتائج معاملات ارتباط  بیرسون وتحلیلات الانحدار المتدرج Stepwise regression analyses المتغیرات الأکثر تنبؤاً بعدم الرضا عن الجسم Body image dissatisfaction (BID) هى الرغبة فى جسم شخص أخر ، والمضایقة ، والرضا عن أجسامهم عندما کانوا صغاراً ، وصعوبة التأقلم مع النقد . وتتفق مع ما ذکره (Hill et al,2010) حیث یرى أن الکمالیة ترتبط فى کثیر من الأحیان بالنتائج النفسیة السلبیة المتنوعة ، وترتبط بدرجة أقل تکرراراً بالنتائج النفسیة الإیجابیة ، کما کشفت نتائج تحلیل الانحدار فى دراسة Hill et al ,2010)  ) أن السعى نحو الکمالیة التکیفیة وقلق الکمالیة اللاتکیفیة تنبأت بالنتائج المرغوبة والتى تضمنت السعادة والرفاهیة النفسیة والرضا عن الحیاة والعاطفة . وبالنسبة لاستراتیجیة إعادة الترکیز الإیجابى ، یرى Molnar et al,2012) ) أن سنوات من البحث أظهرت أن تنظیم الانفعالات Emotion regulation عن طریق المعارف Cognitions أو الأفکار Thoughts یرتبط بشکل وثیق مع الحیاة البشریة ، ویساعد الناس للحفاظ على أو السیطرة على انفعالاتهم أثناء أو بعد تجربة الأحداث الضاغطة المهددة ، کما فى دراسة (Garnefski et al,2002) ، فعلى سبیل المثال عندما نُعایش أحداث الحیاة السلبیة ، فإننا نمیل إلى امتلاک أفکار نحو لوم ذواتنا ، وربما عوضاً عن ذلک نُلقى اللوم على الأخرین ، وربما قد نُسهب فى الحدیث عن مشاعرنا بواسطة الاجترار الفکرى Ruminating ، وربما نُحاول قبولها أو إعادة التقییم الإیجابى للموقف Positive reappraisal.

نتائج الفرض الخامس وتفسیرها :

          وینص على " یمکن التنبؤ بتوجیه المظهر الجسمى من خلال استراتیجیة وضع تصور ومن خلال معتقدات الانزعاج من عدم الکمالیة  لدى عینة الدراسة ".

 وللتحقق من صحة هذا الفرض الذى یهدف للکشف عن دلالة معاملات التنبؤ بتوجیه المظهر الجسمى من خلال معتقدات الانزعاج من عدم الکمالیة واستراتیجیة وضع تصور لدى عینة من طلاب الجامعة المراهقین ، تم استخدام أسلوب تحلیل الانحدار المتعدد Multiple Regression Analysis (MRA) ویوضح جدول (19) نتائج تحلیل التباین لنموذج الانحدار الخطى .

جدول (19)

 دلالة نموذج الانحدار من خلال تحلیل التباین للمتغیرات الداخلة فى معادلة الانحدار         على  توجیه المظهر لدى عینة من المراهقین ( ن=300)

مصدر التباین

مجموع المربعات

د.ح

متوسط مجموع المربعات

قیمة (ف)

مستوى الدلالة

مربع معامل الارتباط المتعدد

الانحدار

564.681

2

282.341

9.42

0.05

0.114

الباقى

4405.992

147

29.973

المجموع الکلى

4970.673

149

 

ویتضح من الجدول السابق أن قیمة ف" جاءت دالة عند مستوی 0.05 مما یجعلنا نقبل نموذج الانحدار وفیما یلی جدولاً ( 20) یوضح قیم معاملات الانحدار المعیاریة وغیر المعیاریة ودلالتها الإحصائیة:

جدول(20)

دلالة نموذج الانحدار من خلال تحلیل التباین للمتغیرات الداخلة فى معادلة الانحدارعلى

 توجیه المظهر  لدى عینة من المراهقین ( ن=300)

النموذج

المعتقد والاستراتیجیة

المعاملات غیر المعیاریة

المعاملات المعیاریة

 

قیمة(ت)

 

 

مستوى الدلالة

معامل الانحدارB

الخطأ المعیارى

قیمةBeta

1

الثابت

28.498

3.896

 

7.315**

0.01

وضع تصور

0.627

0.208

0.235

3.01**

0.01

الانزعاج من عدم الکمالیة

0.321

0.095

0.262

3.36**

0.01

ویتضح من الجدولین أن قیمة مربع معامل الارتباط المتعدد بلغت 0.114 ، وبلغت قیمة ثابت الانحدار( 28.498 ) ، وهی قیمة دالة عند مستوی 0.01، بینما بلغت قیمة معامل الانحدار غیر المعیاری للمتغیر المستقل وضع تصور 0.627 وهی قیمة عند مستوی 0.01، أما قیمة معامل الانحدار غیر المعیاری للمتغیر المستقل الثانى ( الانزعاج من عدم الکمالیة ) بلغت 0.321 وهی أیضا قیمة دالة عند مستوی 0.01، ومما سبق یتضح وجود قدرة تنبؤیه للمتغیرین المستقلین ( استراتیجیة وضع تصور أو منظور ، ومعتقدات الانزعاج من عدم الکمالیة ) بالمتغیر التابع ( توجیه المظهر ) . إذن فالفرض الذى ینص على " یمکن التنبؤ بتوجیه المظهر الجسمى من خلال استراتیجیة وضع تصور أو منظور ومن خلال الانزعاج من عدم الکمالیة لدى عینة الدراسة " قد تحقق ، ویمکن التوصل إلى معادلة الانحدار التالیة :توجیه المظهر الجسمى = 28.498 + 0.672            ( استراتیجیة  وضع تصور أو منظور ) +0.321   (الانزعاج من عدم الکمالیة ) . وتدعیماً لنتیجة هذا النموذج  یرى Mayer et al,2001)) أن تنظیم الانفعال الفعال یرتبط بالقدرة على تحدید المشاعر ، وفهم الأسباب الکامنة خلف کل انفعال ، ویکمن وراء صعوبات تنظیم الانفعال الکثیر من أشکال الأمراض النفسیة . وتعد هذه الصعوبات أداتیة فى الحفاظ على هذه المشکلات ، ویرى Eastabrook et al,2014)) أن الانتقال إلى المراهقة یتضمن عدداً من التغیرات البیولوجیة ، المعرفیة ، والاجتماعیة التى ینتج عنها زیادة التأثیر السلبى ، وخطر الأعراض الذاتیة لدى کثیر من المراهقین . وتتفق هذه النتیجة مع دراسة (Brown&Bardoukas,2013) والتى أشارت فیها نتائج الانحدار المتعدد أنه یمکن التنبؤ بعدم الرضا عن صورة الجسم من خلال حساسیة الرفض القائمة على المظهر Appearance-based rejection sensivity . وقد شُکلت صورة الجسم من خلال الإدراک ، الانفعالات ، الإحساسات الجسمیة Physical sesnsation ، وهذه الصورة لیست ثابتة ، لکنها تتغیر من خلال علاقتها بالحالة المزاجیة ، والخبرة الجسمیة ، والبیئة . أما بالنسبة لمعتقدات الانزعاج من عدم الکمالیة فیرى Vieno et al,2004)) أن عدم الرضا عن صورة الجسم من العوامل المهمة والمحددة للبناء النفسى الجید خلال مرحلة المراهقة ، فخلال هذه المرحلة  تنمو بشکل تدریجى المعاییر الجمالیة Aesthetic standards لدى المراهقین ، ویرتبط بهذه المعاییر کیف یُقیم المراهقون أجسامهم ، وکیف یتقبلون مظهرهم .

 نتائج الفرض السادس وتفسیرها :

          وینص على " یمکن التنبؤ بالرضا عن مناطق الجسم  من خلال معتقدات الکمالیة ( الانزعاج من عدم الکمالیة ، السعى نحو الکمالیة )  لدى عینة الدراسة ".

 وللتحقق من صحة هذا الفرض الذى یهدف للکشف عن دلالة معاملات التنبؤ بالرضا عن مناطق الجسم من خلال بعض معتقدات الکمالیة ( الانزعاج من عدم الکمالیة ، السعى نحو الکمالیة ) لدى عینة من طلاب الجامعة المراهقین ، تم استخدام أسلوب تحلیل الانحدار المتعدد Multiple Regression Analysis (MRA) ویوضح جدول (21) نتائج تحلیل التباین لنموذج الانحدار الخطى .

جدول (21)

دلالة نموذجى الانحدار من خلال تحلیل التباین للمتغیرات الداخلة فى معادلة الانحدار

 علی الرضا عن مناطق الجسم لدى عینة من المراهقین ( ن=300)

النموذج

مصدر التباین

مجموع المربعات

د.ح

متوسط المربعات

قیمة (ف)

مستوى الدلالة

معامل الارتباط المتعدد

1

الانحدار

27.494

2

13.747

4.246

0.05

0.055

الباقى

475.9

147

3.237

المجموع الکلى

503.393

149

 

2

الانحدار

25.389

1

25.389

7.861

0.01

0.050

الباقى

478.004

148

3.23

المجموع الکلى

503.393

149

 

 ویتضح من الجدول السابق أن قیمة ف" جاءت دالة عند مستوی 0.05 ، وجاءت قیمة مربع معامل الارتباط المتعدد 0.055 للنموذج الأول . أما النموذج الثانى فقد جاءت قیمة "ف" دالة عند مستوى 0.01 ، مما یجعلنا نقبل نموذج الانحدار الثانى وفیما یلی جدولاً ( 22) یوضح قیم معاملات الانحدار المعیاریة وغیر المعیاریة ودلالتها الإحصائیة:

جدول(22)

دلالة نموذجى الانحدار من خلال تحلیل التباین للمتغیرات الداخلة فى معادلة الانحدار                 على الرضا عن مناطق الجسم  لدى عینة من المراهقین ( ن=300)

النموذج

 

معتقدات الکمالیة

المعاملات غیر المعیاریة

المعاملات المعیاریة

 

یمة(ت)

 

مستوى الدلالة

معامل الانحدارB

الخطأ المعیارى

قیمةBeta

1

الثابت

2.913

0.609

 

4.786

0.01

الانزعاج من عدم الکمالیة

0.029

0.036

0.075

0.806

غیر دالة

السعى نحو الکمالیة

0.063

0.031

0.187

2.008

0.05

2

الثابت

3.226

0.469

 

6.885

0.01

السعى نحو الکمالیة

0.076

0.027

0.225

2.804

0.01

         ویتضح من السابق أن هناک نموذجین تنبؤیین ، وأن قیمة مربع معامل الارتباط المتعدد للنموذج الأول بلغت 0.055 ، وبلغت قیمة ثابت الانحدار( 2.913 ) ، وهی قیمة دالة عند مستوی 0.01، بینما بلغت قیمة معامل الانحدار غیر المعیاری للمتغیر المستقل  ( الانزعاج من عدم الکمالیة ) 0.029 ،  وهی قیمة غیر دالة ، أما قیمة معامل الانحدار غیر المعیاری للمتغیر المستقل الثانى ( السعى نحو الکمالیة ) بلغت 0.063 ،  وهی قیمة دالة عند مستوی 0.05. أما النموذج الثانى فقد جاءت قیمة مربع معامل الارتباط المتعدد 0.050 ، وقیمة ثابت الانحدار جاءت دالة عند مستوى 0.01 وبقیمة   ( 3.226) ، وبلغت قیمة معامل الانحدار Beta 0.076 ، ومعامل تنبؤ معیارى           ( 0.225) للمتغیر المستقل السعى نحو الکمالیة وهى دالة عند 0.01 . ومما سبق یتضح وجود قدرة تنبؤیه للنموذج الثانى ( السعى نحو الکمالیة ) بالمتغیر التابع ( الرضا عن مناطق الجسم  ) . إذن فالفرض الذى ینص على " یمکن التنبؤ بالرضا عن مناطق الجسم  من خلال بعض معتقدات الکمالیة ( الانزعاج من عدم الکمالیة ، السعى نحو الکمالیة ) لدى عینة الدراسة " قد تحقق جزئیاً ، ویمکن التوصل إلى معادلة الانحدار التالیة : الرضا عن مناطق الجسم = 3.226 + 0.076 ( السعى نحو الکمالیة ) . ومن أجل تفسیر نتیجة هذا الفرض یرى  Pope et al,2011)) أن الضغوط غالبا ما تقود المراهقین إلى تغییر مظهرهم الجسمى للتکیف مع المعاییر الاجتماعیة النموذجیة للجمال ، وتقود أیضاً إلى بعض النتائج طویلة المدى ، مثل الاستخدام المفرط للمواد التکمیلیة والجراحات التجمیلیة ، وعقاقیر صورة الجسم . وممارسات النظام الغذائى غیر الصحیة . وتؤدى کل هذه السلوکیات على المدى الطویل إلى مضاعفات نفسیة وفسیولوجیة . کما یرى Leone et al,2011)) أنه قد یشعر هؤلاء المراهقون الذین یقاومون التأثیرات الثقافیة والاجتماعیة بالعزلة عن جماعات الأقران ، والتى ینتج عنها مشاعر النفور والاغتراب . ویؤید ما سبق Lowes& Tiggemann,2003)) ، حیث أکدا أن تقدیر الجسم Body esteem یتطور مبکراً جداً فى الحیاة ، فعلى سبیل المثال أوضح کل من Dittmar  وHalliwell (2006) أن التعرض لعرائس باربى أحدثت شعوراً بعدم الرضا عن الجسم ورغبة قویة متزایدة  فى الحصول على شکل أنحف لدى الإناث حتى اللائى لم تتجاوز أعمارهن السنوات الخمس. ویرى Cash,2004)) أن مُخططات المظهر Appearance schemas تُعد معتقدات رئیسة لأهمیته ولتعریف المرء بنفسه. وتُعد المخططات الذاتیة Self-schemas معتقدات رئیسة جامدة وغیر مرنة بشأن الذات وعلاقة الفرد بالأخرین ، کما تُعد هذه المُخططات الذاتیة معتقدات مضطربة وظیفیاً ولاتکیفیة عن الذات ، ویتم تعلمها من الخبرات الفردیة والاجتماعیة المبکرة . وقد قدم Young (1994) تصوراً لخمسة عشر مخططاً ذاتیاً سلبیاً مختلفاً یقع فى خمسة مجالات هى : (1) ضعف التواصل والرفض ( مثال : توقعات رفض الأخرین ، (2) ضعف الاستقلال والأداء ، (3) الحدود الضیقة ( مثال : الوضع المعقد للحدود الشخصیة) ، (4) توجیه الأعضاء الأخرین       ( مثال : الاهتمام بوجهات نظر الأخرین وسلوکیاتهم) ، (5) الیقظة الزائدة Overvigilance والمنع Inhibition ( مثال:الاعتقاد بالحاجة إلى معاییر ذاتیة جامدة ).

  کما أظهرت دراسة مسحیة ممثلة حدیثة لـGirlguiding,2009) )  تم إجراؤها بین الفتیات عبر إنجلترا ، وویلز ، واسکتلندا ، وأیرلندا الشمالیة أن 93% من الفتیات اللائى تتراوح أعمارهن من 11:16 عاماً یستطعن تسمیة شیئاً واحداً یردن تغییره فى مظهرهن الجسمى ، وأن تأثیرات المظهر المثالى Appearance ideals لیست قاصرة على عدم الرضا عن الجسم ، بل تتوافر مجموعة متزایدة من المعالجات التى تهتم فعلیا بتغییر سمات وخصائص الجسم غیر الجذابة من وجهة نظر الأفراد ، وتتراواح من الأٌقواس الکبیرة للأسنان ، مکملات الحصول على العضلات أو الجراحات التجمیلیة .

وتتفق نتیجة هذا الفرض الذى توصل إلى اعتبار معتقدات السعى نحو الکمالیة لها قدرة على التنبؤ بالرضا عن مناطق الجسم مع ما توصلت إلیه دراسة (Leone et al ,2011) حیث أظهرت نتائج تحلیل الانحدار أن المتغیرات الأکثر قدرة على التنبؤ بعدم الرضا عن الجسم کانت الرغبة فى الوصول إلى جسم شخص أخر( السعى نحو الکمالیة ) ، ونتائج دراسة (Jillon&Thomas,2004) والتى توصلت إلى أن المنبئات الدالة على عدم الرضا عن صورة الجسم تضمنت الخوف من التقویم السلبى وتصنیف الوزن ،  ونتائج دراسة (Wade&Tiggeman,2013) والتى هدفت إلى فحص أنماط الکمالیة Types of perfectionism التى ترتبط بعدم الرضا عن الجسم ، والتى أوضحت نتائج تطبیق مقیاس عدم الرضا عن الجسم Body dissatisfaction تناقضات بین الوزن الحالى والمرغوب ، وبین المثیرات الشکلیة الحالیة والمثالیة ، کما تتفق أیضا ونتیجة دراسة (Boone et al,2013) والتى أوضحت أن کمالیة قلق التقویم وُجدت کمتغیر وسیط ذى دلالة فى العلاقة بین مجالات المخططات ، وضعف الاستقلال أو الحکم الذاتى ، ومدى الیقظة وقلق صورة الجسم ، ومع دراسة (Rudiger&Winstead,2013) التى توصلت إلى ارتباط حدیث الجسم الإیجابىPositive body talk  ، والقبول الذاتى Self-accepting  سلبیاً بالتشوهات المعرفیة Cognitive distortions ذات الصلة بالجسم ، وتقدیر الذات ، وجودة الصداقة .

 وتختلف نتیجة هذا الفرض مع دراسة (Donovan et al,2014) والتى هدفت إلى استکشاف العلاقة بین الکمالیة وسلوکیات قید الوزن والتحکم فیه ، وأظهرت نتائج الدراسة أن عدم الرضا الجسمى لم یتوسط العلاقة بین الکمالیة واتباع النظام الغذائى ، أو الکمالیة وممارسة التمارین الریاضیة ، ولعل تفسیر هذا التعارض یوضحه (Rice&Ashby,2007)  ، حیث یرى أن الکمالیة بوجه عام تمتلک خصائص رئیسة ، مثل المعاییر المرتفعة من النقد الذاتى Self-criticism والحاجة إلى الترتیب ، وتشیر البحوث الحدیثة إلى أن الکمالیة تُعد بناء متعدد الأبعاد ویتکون من الخصائص الإیجابیة والسلبیة . ویضیف (Blankstein et al,2008) قائلاً : من المثیر للاهتمام أن المعاییر العالیة خاصیة محددة لکل من الکمالى التکیفى والکمالى اللاتکیفى . وینص کل من Aldea&Rice على أن الاختلاف بین المعاییر فى نمطى الکمالیة  هى أن الکمالى اللاتکیفى یسعى للحصول على المعاییر التى یمکن وصفها بأنها " مُفرطة ویصعُب السیطرة علیها " ، وهناک دلائل حدیثة تُشیر إلى أن امتلاک معاییر یصعب السیطرة علیها تُؤدى إلى العدید من النتائج السلبیة مثل : الضغوط ، انخفاض تقدیر الذات ، مشکلات فى الوظائف الاجتماعیة .

نتائج الفرض السابع وتفسیرها :

          وینص على " یمکن التنبؤ بالتصنیف الذاتى للوزن من خلال                    ( بعض استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة ، ومعتقدات الدمج بین الفکر والفعل ومعتقدات السعى نحو الکمالیة ) لدى عینة الدراسة ".

وللتحقق من صحة هذا الفرض الذى یهدف للکشف عن دلالة معاملات التنبؤ بالتصنیف الذاتى للوزن ،  من استراتیجیتى تنظیم الانفعال المعرفیة ( وضع تصور أو منظور ، والتفکیر الکارثى ) و( معتقدات الدمج بین الفکر والفعل ، ومعتقدات السعى نحو الکمالیة ) لدى عینة من طلاب الجامعة المراهقین ، استخدم الباحث أسلوب تحلیل الانحدار المتعدد Multiple Regression Analysis (MRA)  ویوضح جدول (23)  وجود ثلاثة نماذج للانحدار.

جدول (23)

دلالة النماذج الثلاث للانحدار من خلال تحلیل التباین للمتغیرات الداخلة فى معادلة الانحدار على التصنیف الذاتى للوزن لدى عینة من المراهقین ( ن=300)

النموذج

 

مصدر التباین

 

 

 

مجموع المربعات

 

د.ح

 

 

 

 

متوسط المربعات

 

قیمة (ف)

 

مستوى الدلالة

مربع معامل الارتباط المتعدد

1

الانحدار

684.217

4

171.054

4.989

0.01

0.12

 

الباقى

4971.043

145

34.283

المجموع الکلى

5655.26

149

 

2

الانحدار

671.145

3

223.715

6.553

0.01

0.12

الباقى

4984.115

146

34.138

المجموع الکلى

5655.26

149

 

3

الانحدار

606.987

2

303.494

8.837

0.01

0.11

الباقى

5048.273

174

34.342

المجموع الکلى

5655.26

149

 

ویتضح من جدول (23) : وجود ثلاثة نماذج للانحدار ، تضمن الأول استراتیجیة وضع منظور أو تصور ، استراتیجیة التفکیر الکارثى ، معتقدات السعى نحو الکمالیة ، ومعتقدات الدمج بین الفکر والفعل  بمعامل ارتباط قدره 0.12، ، وتضمن النموذج الثانى استراتیجیة التفکیر الکارثى ، معتقدات السعى نحو الکمالیة ، ومعتقدات الدمج  بین الفکر والفعل ، وتضمن النموذج الثالث استراتیجیة التفکیر الکارثى ، ومعتقدات الدمج بین الفکر والفعل ، وبمعامل ارتباط قدره 0.11 ،  ویوضح جدول( 24) دلالة الأسالیب الداخلة فى معادلة الانحدار فى النماذج الثلاث .

جدول(24)

 دلالة معاملات التنبؤ بالتصنیف الذاتى للوزن من خلال بعض استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة ومعتقدات دمج الفکر ومعتقدات السعى نحو الکمالیة لدى عینة من           المراهقین (ن=300)

النموذج

 

بعض استراتیجیات تنظیم الانفعال ومعتقدات الکمالیة ومعتقدات دمج الفکر

 

المعاملات غیر المعیاریة

 

المعاملات المعیاریة

 

قیمة(ت)

 

 

 

 

 

 

 

 

مستوى الدلالة

معامل الانحدارB

الخطأ المعیارى

قیمةBeta

1

الثابت

19.552

5.142

 

3.802

0.01

وضع تصور

157.-

0.254

055.-

617.-

غیر دالة

التفکیر الکارثى

292.-

0.216

120.-

1.348-

0.001

السعى نحو الکمالیة

0.237

0.097

0.209

2.428

0.05

الدمج بین الفکر والفعل

0.205

0.154

0.111

1.331

غیر دالة

2

الثابت

17.636

4.091

 

4.311

0.05

التفکیر الکارثى

347.-

0.197

142.-

1.761-

غیر دالة

السعى نحو الکمالیة

0.246

0.096

0.217

2.554

0.05

الدمج بین الفکر والفعل

0.211

0.154

0.114

1.371

غیر دالة

3

الثابت

20.248

3.631

 

5.576

0.01

التفکیر الکارثى

372.-

0.196

152.-

1.893-

0.05

السعى نحو الکمالیة

0.288

0.091

0.254

3.155

0.01

        ومن جدول (24) وباعتماد النموذج الثالث والذى اشتمل على بعض استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة ( استراتیجیة التفکیر أو التضخیم الکارثى ) ، وبعض معتقدات الکمالیة ( معتقدات السعى نحو الکمالیة ) لدى المراهقین عینة الدراسة ، ویمکن التوصل إلى معادلة الانحدار التالیة : التصنیف الذاتى للوزن = 20.248 + 372.-                (التفکیر الکارثى ) +0.288 (السعى نحو الکمالیة ) . وبالإضافة إلى المعادلة السابقة فإنه یمکن التنبؤ بالتصنیف الذاتى للوزن  لدى المراهقین من خلال درجاتهم فى استراتیجیات  تنظیم الانفعال استراتیجیة التفکیر الکارثى ) ، ودرجاتهم على معتقدات الکمالیة                      ( معتقدات السعى نحو الکمالیة ) بمعاملات تنبؤ معیاریة (Beta) مقدارها                  (152.- ، 254.- ) على الترتیب ، بینما تم حذف استراتیجیة وضع منظور أو تصور ، ومعتقدات الدمج بین الفکر والفعل من  معادلة التنبؤ. وتشیر هذه النتیجة إلى تحقق هذا الفرض جزئیا ، حیث أمکن التنبؤ بالتصنیف الذاتى للوزن  لدى المراهقین من خلال التفکیر الکارثى ومعتقدات السعى نحو الکمالیة .ولعل تفسیر نتیجة هذا الفرض فیما یخص استرالتیجیة التضخیم أو التفکیر الکارثى للتصنیف الذاتى للوزن ، حیث یرى حسونة (2004، 183) أن المراهقین یواجهون زیادة الوعى حول أجسامهم بسبب التغیرات البدنیة التى تحدث ، ویُصبح المراهق أکثر إدراکاً لنفسه وفحصاً لذاته وحیرة حول جسمه النامى .وتؤدى المستویات المنخفضة من الوعى الانفعالى إلى استراتیجیات تنظیمیة أقل تکیفاً (Izard et al,2011) ، ویرتبط سوء تنظیم الانفعال Emotion dysregulation بعدد من المشکلات النفسیة الاجتماعیة التى یمر بها المراهقون أثناء المراهقة (Arnett,1999) .

إن الانفعالات التمییزیة المرتفعة تعمل کإشارات توضح الحاجة إلى التغییر أو ضبط التقییمات Adjust appraisal والسلوکیات والأهداف ؛ ولذا فالأفراد ذوو الوعى الانفعالى المنخفض لدیهم صعوبات فى الحصول على المعلومات بشأن موقفهم الحالى من انفعالاتهم (Schwarz&Clore,1996) ، وقد یکون هذا مُکلف فى ضوء الانفعالات السلبیة ؛ لأن الفرد قد یکون غیر قادر على اتخاذ الاحتیاطات الضروریة لتجنب الضرر المحتمل (Quigley&Barrett,1999)  ، وهکذا ، فإن تنظیم الانفعال  یُعد میکانیزماً قریباً من المشکلات الذاتیة Internalizing problems ، وضعف إعادة التقییم قد یکون مصدراً للمشکلات خاصة ، بالنسبة للمراهقین ذوى الوعى الانفعالى المنخفض . وتتفق نتیجة هذه الدراسة مع دراسة (Buhlmann et al,2011) التى أظهرت أن الذین یعانون من اضطراب التشوه الجسمى یتمیزون بضعف تعرف الانفعال Emotion regulation deficits " خاصة وجود تحیز لإساءة  تفسیر تعبیرات الوجه المحایدة بصورة سلبیة " ، کما تتفق مع دراسة (Westermann et al,2013) التى کشفت فیها نتائج تحلیل الانحدار الخطى عن العلاقات المتوقعة بین البارانویا واستراتیجیات تنظیم الانفعال اللاتکیفیة " لوم الذات " ، وقد تنبأت إیجابیاً بالبارانویا ، کما أکدت النتائج أن استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة  تُعد قیمة أساسیة للإخبار عن المیکانیزمات الکامنة وراء البارانویا ، کما تتفق مع دراسة (Pourfaraj,2011) التى أوضحت نتائجها أن التفکیر الکارثى Catastrephizing ، ولوم الذات Self-blame ، والاجترار Rumination ارتبطت مع المستوى المرتفع من الاکتئاب والقلق ، کما ارتبطت المقاییس الفرعیة لإعادة الترکیز Refocusing ، وإعادة التقییم الإیجابى Positive reappraisal مع المستوى المنخفض من الاکتئاب والقلق .

نتائج الفرض الثامن وتفسیرها :

          وینص على " توجد مسارات دالة إحصائیا بین اضطراب التشوه الجسمى وکل من : استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة ، ومعتقدات دمج الفکر ، ومعتقدات الکمالیة لدى عینة من طلاب الجامعة المراهقین ". وللتحقق من صحة هذا الفرض استخدم الباحث أسلوب تحلیل تحلیل المسار Path Analysis  والذى أسفر عن التوصل إلى نموذج تحلیل المسار لدى العینة الکلیة : وفى ضوء نتائج تحلیل الانحدار المتعدد  الأربعة السابقة قام الباحث بتخطیط نموذج متوقع یوضح المسارات المتوقعة بین کل من اضطراب التشوه الجسمى ( من خلال مقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعدد الأبعاد ) واستراتیجیات تنظیم الانفعال ومعتقدات دمج الفکر والکمالیة . ویوضح الشکل التالى :  توقع المسارات بین ااضطراب تشوه الجسم وکل من : بعض استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة التکیفیة واللاتکیفیة ( إعادة الترکیز الإیجابى – وضع تصور أو منظور – التفکیر الکارثى ) ، ومعتقدات الکمالیة (السعى نحو الکمالیة – الانزعاج من عدم الکمالیة) ، کما یوضح أیضا المسارات بین الأبعاد الفرعیة للمتغیر التابع وهى ( تقویم المظهر الجسمى – توجیه المظهر الجسمى -  الرضا عن مناطق الجسم – التصنیف الذاتى للوزن ) .

 

شکل (6)

 النموذج المتوقع للمسارات الدالة بین اضطراب التشوه الجسمى وبعض استراتیجیات     تنظیم الانفعال ومعتقدات الکمالیة

وباستخدام تحلیل المسار ، تم وضع النموذج المتوقع وإدخال بیانات العینة الأساسیة  (300) طالبا وطالبة ودرجات کل طالب على المقاییس الفرعیة لمقیاس العلاقات الذاتیة الجسمیة متعدد الأبعاد ومقاییس ( استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة – الدمج بین الفکر والفعل -  کمالیة المظهر الجسمى ) . وللتحقق من مطابقة البیانات للنموذج المقترح  تم استخدام برنامج Amos 20  لحساب قیم مؤشرات حُسن المطابقة وفیما یلی جدول( 25 ) یوضح قیم مؤشرات حُسن المطابقة للنموذج:

جدول (25)

قیم مؤشرات حُسن المطابقة المطابقة للنموذج

المؤشرات

القیم المقبولة للمؤشر

قیم المؤشرات للنموذج

کای تربیع

أن تکون قیمة کای تربیع غیر دالة إحصائیا عند مستوی 0.05

32.66

24

0.112

مؤشر حُسن المطابقة (GFI)

0.90 فأکثر

0.96

مؤشر حُسن المطابقة المصحح بدرجات الحریة (AGFI)

0.90 فأکثر

0.93

مؤشر المطابقة التزایدی (IFI)

0.90 فأکثر

0.96

مؤشر المطابقة المقارن (CFI)

0.90 فأکثر

0.96

الجذر التربیعی لمتوسط خطأ التقارب RMSEA

أقل من 0.08

0.04

وقد حظى نموذج تحلیل المسار على مؤشرات حسن مطابقة جیدة ، حیث کانت قیمة (کا2) غیر دالة إحصائیا . وتدعم مسارات هذا الشکل ما توصلت إلیه نتائج تحلیل الانحدار المتعدد للفروض التنبؤیة السابقة بشأن إمکانیة التنبؤ باضطراب التشوه الجسمى  من خلال استراتیجیات استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة ( التقکیر الکارثى ) ، ومعتقدات الکمالیة ( السعى نحو الکمالیة ) ومن ملاحظة شکل( 7) التالى یتضح أنه یوجد تأثیر مباشر من خمسة متغیرات مستقلة على المقاییس الفرعیة اضطراب التشوه الجسمى ( فاستراتیجیة إعادة الترکیز الإیجابى تؤثر على بعد تقویم المظهر الجسمى بـ15. ، وجاءت معتقدات السعى نحو الکمالیة بالتأثیر فى ثلاثة مقاییس فرعیة هى ( تقویم المظهر الجسمى بـ14. ، الرضا عن مناطق الجسم 25. ، التصنیف الذاتى للوزن 30. ) ، وأثرت استراتیجیة وضع تصور فى ( توجیه المظهر بـ26. ، ) ، وأثرت معتقدات الانزعاج من عدم الکمالیة على ( توجیه المظهر الجسمى بـ 28. ) ، وأثرت استراتیجیة التفکیر الکارثى على ( التصنیف الذاتى للوزن بـ 17. ) . ویوضح شکل (7) قیم معاملات المسار المعیاریة للنموذج المقترح:

 

شکل (7)

نموذج تحلیل المسار بین اضطراب التشوه الجسمى و بعض استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة ومعتقدات الکمالیة

         

 

         واتضح أیضا من خلال شکل (7) نموذج تحلیل المسار وجود تأثیرات متبادلة بین المتغیرات المستقلة مع بعضها البعض ، فمثلا : استراتیجیة إعادة الترکیز الإیجابى  ، یلاحظ وجود تأثیر متبادل بینها وبین وضع تصور (0.34) ، وبین التفکیر الکارثى           ( 32.) ، کما یظهر تأثیر معتقدات السعى نحو الکمالیة على الانزعاج من عدم الکمالیة              ( 54.). وجاء التأثیر المتبادل بین استراتیجیة التفکیر الکارثى واستراتیجیة وضع تصور (49.) ، وبین إعادة الترکیز الإیجابى (49.) . وبهذا تعتبر معتقدات الکمالیة ( السعى نحو الکمالیة ، الانزعاج من عدم الکمالیة ) ، وبعض استراتیجیات تنظیم الانفعال اللاتکیفیة  فى ضوء هذه المسارات الدالة إحصائیا هى المحرک الرئیس لذوى اضطراب التشوه الجسمى، وذلک لاستخدام الکثیر منهم الاستراتیجیات اللاتکیفیة ، وتمسکهم بمعتقدات الکمالیة اللاتکیفیة .

تضمینات الدراسة والتوصیات :

          تُعرف " الاضطرابات النفسیة " Psychological disorders بالتظیم السیىء للوجدان Affect regulation ، وتتمیز تقریباً 50% من اضطرابات المحور الأول ، وجمیع اضطرابات المحور الثانى الموصوفة  فى الدلیل التشخیصى والإحصائى للاضطرابات العقلیة والنفسیة 1994 بأشکال التنظیم السیىء للوجدان (Kamholz et al,2006) ، ویُعد الانتباه إلى المداخل القائمة على القبول للخبرات الوجدانیة حدیث نسبیاً . ورغم ذلک ، فقد تم استخدام الاستراتیجیات المعرفیة والمداخل الموجهة فى نطاق واسع والحصول على نتائج مهمة . ووفقاً لتقاریر العینة فإن خمسة من أکثر من عشرة أسالیب تُعد الأکثر متابعة واستخداماً للتعامل مع الخبرات الوجدانیة السلبیة کانت أسالیب واستراتیجیات معرفیة ، وبعض هذه الاستراتیجیات المعرفیة هى کبح الفکر Thought suppression ، والتجنب التجریبى Experiential avoidance ، والاجترار المرتبط بسوء التوافق والعلاج النفسى Rumination-related to poor adjustment . وترتبط الاستراتیجیات المعرفیة الأخرى مثل القبول Acceptance ، التیقظ الذهنى Mindfulness ، وإعادة الصیاغة الإیجابیة Positive reframing بالتوافق الصحى مع الأحداث الضاغطة Stressors والنواتج الإیجابیة . ویضیف (Eastabrook et al,2014)  أن العدید من النماذج النظریة طرحت إزدیاداً فى الوعى الانفعالى عبر النمو ، وبموجبها تم افتراض التجربة الوجدانیة أو الانفعالیة لتصبح أکثر تعقیداً وتمایزاً ، کما یکتسب الأفراد مصادر معرفیة إضافیة . وهکذا قد تکون الفروق الفردیة فى الوعى الانفعالى بوجه خاص مهمة أثناء انتقال المراهق عندما تکون الاستثارة الانفعالیة مرتفعة یکون الوعى الانفعالى لم یصل بعد إلى اکتمال نضجه .

          ویرى (Mayer et al,2004) أن کلا من النظریة والنتائج الإمبریقیة  تقترح أن الوعى الانفعالى هو أکثر الأشکال تعقیداً ، وذلک لکونه على وعى ودرایة  بالانفعالات المختلطة فى السیاقات الاجتماعیة ، ویفهم الأفراد ذوو الوعى الانفعالى المرتفع لیس الخبرات الانفعالیة الشخصیة فقط ، ولکن یفهمون الخبرات الانفعالیة للأخرین . وهکذا یمثل الوعى الانفعالى الفعال مکونا رئیساً لکثیر من العملیات الانفعالیة ، وسمة ممیزة للسلوک الکفء انفعالیاً .

          وتوصلت نتائج الدراسة الحالیة إلى إمکانیة التنبؤ باضطراب التشوه الجسمى            ( توجیه المظهر الجسمى ، الرضا عن مناطق الجسم ، التصنیف الذاتى للوزن ) لدى عینة الدراسة من خلال بعض استراتیجیات تنظیم الانفعال مثل ( التفکیر الکارثى  ، وضع تصور  ) ، ومن خلال بعض معتقدات الکمالیة ( الانزعاج من عدم الکمالیة ، السعى نحو الکمالیة ). وفى ضوء هذه النتیجة یمکن القول أننا لاحظنا فى الدراسة الحالیة أن استراتیجیة التفکیر الکارثى ، واستراتیجیة وضع منظور تُعدان مفتاح استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة التکیفیة واللاتکیفیة للتنبوء باضطراب التشوه الجسمى ( توجیه المظهر الجسمى ، التصنیف الذاتى للوزن ) .

وفى ضوء هذه النتائج یرى الباحث أنه على الرغم من أن القدرة على تنظیم الانفعال تُعد مهمة للصحة النفسیة والسعادة ، إلا أن ما یُعرف إلى الأن عن استراتیجیات تنظیم الانفعال المعرفیة Cognitive emotion regulation التى یستخدمها الناس عندما یواجهون انفعالات سلبیة قلیل نسبیاً ، وإلى أى مدى یمکن أن تقلل هذه الاستراتیجیات من الانفعالات السلبیة التى یمرون بها، وتؤید الدراسة الحالیة ما أوصت به دراسة (Buhlmann et al,2011) بضرورة معالجة قضیة التعرف الانفعالى عند ذوى اضطراب التشوه الجسمى فى البحوث المستقبلیة ، والتعرف على ما إذا کانت برامج التدریب على تعرف الانفعال یمکن أن تقلل من هذا الضعف على المدى الطویل ، وکیف یمکن تحسین تعرف الانفعال للحد من أعراض هذا الاضطراب خاصة سلوکیات تجنب المواقف الاجتماعیة ، کما توصى الدراسة الحالیة ت أییداً لما ذکره (John&Gross,2004) بالدور الأساسى الذى یلعبه الأباء والمعلمین والأخصائیین النفسیین فى مرحلة الطفولة فى مساعدة الأطفال على کیفیة التعامل مع مشاعرهم بضروة إعادة النظر فى أسالیب تربیة أبنائنا وأن یتم تهیئة بیئة مشبعة فى الأسرة والمدرسة  تُشجع على التفکیر الإیجابى وتُزید من ثقة الأبناء فى أنفسهم وفى بیئتهم ومستقبلهم ، وضرورة أن یأخذ المربون ومجالس الأباء والإدارات المدرسیة بالإضافة إلى الاخصائى النفسى المدرسى فى اعتبارهم التقاء المتغیرات النفسیة الوجدانیة لصورة الجسم والسلوکیات الصحیة الخطرة للمراهقین الذکور والإناث ، وضرورة توعیة أولیاء الأمور والمعلمین بفوائد المنهج النمائى والوقائى ، کما تُوصى الدرسة  بضرورة إجراء المزید من الدراسات التنبؤیة لدور المتغیرات المعرفیة وما وراء المعرفیة فى نشأة واستمرار الاضطرابات النفسیة الأکثر انتشارا فى البیئة العربیة وخاصة ااضطراب التشوه الجسمى المتوهم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجـــــع

أولاً: المراجع باللغة العربیة :

الأنصارى، بدر محمد ؛ سلیمان، عبدربه مغازى(2014) .النمذجة البنائیة لمکونات الذاکرة العاملة لدى الأطفال الکویتیین من4 وحتى 12 سنة.الکویت ، مجلة   العلوم التربویة والنفسیة، المجلد الرابع عشر، العدد الرابع،            ص ص103- 145.

الحفنى، عبدالمنعم (1993). موسوعة علم النفس والتحلیل النفسى، ط4، القاهرة :مکتبة مدبولى.

حموده، محمود عبدالرحمن(1998) . النفس : أسرارها وأمراضها، الطبعة الثالثة. القاهرة : مرکز الطب النفسى والعصبى للأطفال .

الخولى، عبدالله محمد (2011). العلاج ماوراء المعرفى لاضطراب الوسواس القهرى : استراتیجیات ما وراء معرفیة وبرامج علاجیة، الطبعة الأولى ، جده: مرکز التفکیر الحر.

دسوقى ، کمال (1988). ذخیرة علوم النفس، المجلد الأول، القاهرة : الدار الدولیة للنشر والتوزیع .

الزائدى، ابتسام عوض (2005). صورة الجسد وعلاقتها ببعض المتغیرات الانفعالیة( القلق – الاکتئاب- الخجل) لدى عینة من المراهقین والمراهقات للمرحلتین الدراسیتین المتوسطة والثانویة داخل مدینة الطائف. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة أم القرى. 

صابر، سامیة محمد(2008). صورة الجسم وعلاقتها بتقدیر الذات والاکتئاب لدى عینة      من طلاب الجامعة ، مجلة البحوث التربویة والنفسیة ، کلیة التربیة،       جامعة المنوفیة .  

طه، فرج عبدالقادر(1993). موسوعة علم النفس والتحلیل النفسى، الطبعة الأولى، الکویت: دار الصباح.

فاروق، لینا؛ عودة ، سلیم (2012) . مظاهر التشوه الوهمى للجسد وعلاقته بالقلق الاجتماعى لدى طلبة الجامعة الأردنیة. عمان، مجلة دراسات العلوم التربویة ، المجلد التاسع والثلاثون، العدد الثانى ،                  ص ص394 -410.

کفافى ، علاء الدین؛ النیال ، مایسة (1996). صورة الجسم وبعض متغیرات الشخصیة لدى عینات من المراهقات : دراسة ارتقائیة ارتباطیة عبر ثقافیة، مجلة علم النفس ، العدد التاسع والثلاثون،الهیئة المصریة العامة للکتاب،  ص ص6-43 .

المطیرى، ریم عبدالله (2010). الأفکار غیر العقلانیة وعلاقتها بإدراک صورة الجسد لدى المراهقات فى المرحلة المتوسطة. رسالة ماجستیر غیر منشورة ، کلیة العلوم الاجتماعیة بالریاض ، جامعة الإمام محمد بن سعود.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثانیاً : المراجع باللغة الأجنبیة :

Allen,K .,& Unwing , M .( 2003) . Body image development and its related factores , Journal of Psychology of women Quartely , 34, 1-16.

Almeida, S; Severo, M;Arauio, J;Lopes, C.,&Ramos, E. (2012). Body image and depressive symptoms in 13-year-old adolescents. Journal of Paediatrics and Child Health ,48, 65-71.

American Psychiatric Association (2013). Diagnostic and statistical manual of mental disorders (5th end, text revision). Washington, DC: American Psychiatric Association

Arnett,J.(1999). Adolescent storm and stress ,reconsidered.American Psychologist, 54,317-326.

Atalay, A  .,& Gencoz .(2008). Critical factors of social physique anxiety : Exercising and body image satisfaction . Behavior Change , 25, 178-188.

Bartsch,D.(2007). Prevalence of body dysmorphic disorder and assdciated clinicals features among Australian university student's. Clinical Psychology                 ,11(1),16-23.

Bearman, S; Stice, E  .,& Chases,A.(2003). Evaluation f an intervention targeting both depressive and bulimic pathology: A randomized prevention trial. Journal of Behavior Therapy ,34, 277-292.

Bieling, P ; Israeli,A  .,& Antony, M .(2004) . Is perfectionism good or both? Examining models of the perfectionism construct . Journal of  Personality and Individual Differences , 36, 1373-1385.

Boone,L; Baaet,C;Vandereycken,W.,& Cales,L.(2013).                           Are maladaptive schema domains and perfectionism related to body image concerns in eating disorder patients ?  Eur.Eat.Disorder                   Rev, 45-51..

 

Brown,J.,& Bradoukas,N.(2013). Predictores of body dissatisfaction in Asian and caucasion males: A preliminary test of athree factor model. International Journal of Men's Health,12(1),3-16.

Buhlmann,U;Rupf,M;Zschenderlein,K.,& Kathmann,N.(2011). Modifying emotion recognition deficits in body dysmorphic disorder: An experimental investigation . Journal of Depression and anxiety ,28,924-931.

Burlew, Larry .,& Shurts,W.(2013). Men and body image: Current Issues and counseling implications. Journal of Counseling & Development, 91, 428-435.

Campos,P.(2002). Special series integrating Buddhist philosophy with cognitive and behavioral practice: Introduction. Cognitive and Behavioral Practice,              9, 38-40.

Cash , T.(2005). The influence of sociocultural factors on body image : Searching for constructs . Clinical Psychological Science and Practice ,                          12, 438-442.

Cash, T.,& Pruzinsky, T. (2004). Body image : A Handbook of Theory , Research , and Clinical Practice . New York, NY: The Guilford Press .

Cash,T.(2000). The Multidimentional body –self relations Questionnaire, MBSRQ Users' Manual (Third Revision, January).

Chufar,B.,& Pettijohn, T.(2005).Metting high standards: The effects of perfectionism on task performance, self-esteem, and self-efficacy in college students. Psychological Science , 3(3), 117-123.

Conory , M ; Menard , W; Fleming-lves , K; Modha,P; Cerullo, H .,& Phillips, K .(2008) . Prevelance and clinical characteristics of body dysmorphic disorder in an adult inpatient setting . Gen Hosp Psychiatry ,               30, 67-72.

 

Davison, T  .,& McCabe , M . (2005). Relationships between men's and women's body image and their psychological ,  social , and sexual functioning  Sex Roles , 52, 463-475.

Donovan, C; Chew,D.,& Penny ,R. (2014). Perfecting weight restriction: The moderating influence of body dissatisfaction on the relationship between perfectionism and weight control practices. Journal of Behavior change,31(33),189-204.

Eastabrook, J;Flynn,J.,& Hollenstein, T.(2014). Internalizing symptoms in female adolescents : Associations with emotional awareness and emotion regulation. Journal Child Fam Stud, 23,487-496.

Etu,S.,& Gray, J.(2010). A preliminary investigation of the relation between induced ruminiation and stste body image distraction and anxiety . Journal of Body image,7,82-85.

Feldman Barrett, L; Gross, J; Christensen,T.,& Benvenuto, M.(2001). Knowing what you're feeling and knowing what to do about it: Mapping the relation between emotion differentiation and emotion regulation . Journal of Cognition and Emotion,15,713-724.

Flett ,G  .,& Hewitt, P .(2005). The perils of perfectionism in sports and exercise . Current Directions in Psychological Science, 14,14-18.

Flett, G  .,& Hewitt, P .(2002). Perfectionism and Maladjustment : An overview of theoretical , definitional, and treatment issues. In G.Flett& P. Hewitt(Eds.), Perfectionism : Theory, research, and treatment (pp.5-13). Washington, DC: American Psychological Association.

Frost , R ; Marten, P  .,& Rosenblate, R .( 1990). The dimention of perfectionism . Cognitive Theory and Research , 14, 449-468.

 

Frost, R ; Heimberg,R; Holt ,C ; Mattia,J  .,& (1993). A comparison of two measures of perfectionism . Journal           of Personality and Inividual Differences,                       14, 119-126.

Galambos,N;Leadbeater,B.,&Barker,E.(2004). Gender differences in and risk factors for depression in adolescence: A4-year longitudinal study. International Journal of Behavioral Development ,28,16-25.

 Garnefski, N.,& Kraaij, V.(2006). Cognitive emotion regulation questionnaire – development of a short 18-item version (CERQ-short). Personality and Inividual Differences ,41,1045- 1053.

Garnefski, N.,& Kraaij, V.(2007). The cognitive emotion regulation questionnaire: Psychometric features and prospective relationships with depression and anxiety in adults . European Journal of Psychological Assessment ,23(3),141- 149.

Garnefski, N; Kraaij, V.,& Spinhoven,P.(2002). Negative life events, cognitive emotion regulation and depression . Personality and Inividual Differences                            ,30,1311- 1327.

Garnefski, N; van den Kommer, T;Kraaij, V;Teerds, J;Legerstee, J.,& Onstein,E.(2002). The relationship  between cognitive regulation strategies and emotional problems. European Journal of Personality,16,403-420.

Gatti,E;Ionio,C;Traficante,D.,&Confalonieri,E.(2014)."I like my body;Therefore, I like my self": How body image infulnces self-esteem-Across- Sectional study on Italian adolescents.Europes Journal of Psychology ,10(2),301-317.

Greenberg,L.(2002). Emotion-focused therapy : Coaching clients to work through their feelings. Washington, DC: American Psychological Association.

Gross,J.(2001). Emotion regulation in adulthood: Timing is everything. Current Directions in Psychological Science,10,214-219.

Gross,J.,&John,O.(2003). Individual differences in two different emotion regulation processes: Implication for affect ,relationships, and well – bing . Journal of Personality and Social Psychology,85,348-362.

Gullone,E;Hughes,E;King,N.,&Tonge,B.(2010). The normative development of emotion regulation strategy use in children and adolescents: A 2-year follow-up study. Journal of child Psychology and Psychiatry , 5(5),567-574.

Hill, R;Huelsman, T.,& Araujo, G.(2010). Perfectionistic concerns suppress associations between perfectionistic strivings and positive life outcomes. Journal of Personality and Individual Differences,                       48(5)  ,584-589.

Izard,C; Woodburn,E; Finlon,K; Krauthamer-Ewing,E; Grossman,S .,& Seidenfeld, A.(2011). Emotion knowledge ,emotion utilization ,and emotion regulation. Emotion Review,3,44-52.

Izydorczyk, B.(2013). Selected psychological traits and body image characteristics in females suffering from bing eating disorder. Archives of Psychiatry and Psychotherapy,1,19-33.

Jackson, S; Rell,J.,& Thackeray, R.(2011). Coping with "Bad body image days": Strategies from first-year young adult college women . Body Image Journal, 8, 335-342.

Jermann, F; Vanderlinden, M; Acremont,M.,&Zematten,A.(2006). Cognitive emotion regulation questionnaire(CERQ): Confirmatory factor analysis and psychometric properties of the French

 

 

 

 



(*) یتم التوثیق فی هذا البحث : (اسم الباحث ، السنة: رقم الصفحة) وتفاصیل کل مرجع مثبتة فی قائمة المراجع.

([1]) انظر ملحق رقم (1) قائمة السادة مراجعى ترجمة المقاییس .

([2]) انظر ملحق رقم (2) السادة محکمى أدوات الدراسة .

([3]) انظر ملحق رقم (1) قائمة السادة مراجعى ترجمة المقاییس .

([4]) انظر ملحق رقم (2) السادة محکمى أدوات الدراسة .

([5]) انظر ملحق رقم (1) قائمة السادة مراجعى ترجمة المقاییس .

([6]) انظر ملحق رقم (2) السادة محکمى أدوات الدراسة .

([7]) انظر ملحق رقم (1) قائمة السادة مراجعى ترجمة المقاییس .

([8]) انظر ملحق رقم (2) السادة محکمى أدوات الدراسة .

أولاً: المراجع باللغة العربیة :
الأنصارى، بدر محمد ؛ سلیمان، عبدربه مغازى(2014) .النمذجة البنائیة لمکونات الذاکرة العاملة لدى الأطفال الکویتیین من4 وحتى 12 سنة.الکویت ، مجلة   العلوم التربویة والنفسیة، المجلد الرابع عشر، العدد الرابع،            ص ص103- 145.
الحفنى، عبدالمنعم (1993). موسوعة علم النفس والتحلیل النفسى، ط4، القاهرة :مکتبة مدبولى.
حموده، محمود عبدالرحمن(1998) . النفس : أسرارها وأمراضها، الطبعة الثالثة. القاهرة : مرکز الطب النفسى والعصبى للأطفال .
الخولى، عبدالله محمد (2011). العلاج ماوراء المعرفى لاضطراب الوسواس القهرى : استراتیجیات ما وراء معرفیة وبرامج علاجیة، الطبعة الأولى ، جده: مرکز التفکیر الحر.
دسوقى ، کمال (1988). ذخیرة علوم النفس، المجلد الأول، القاهرة : الدار الدولیة للنشر والتوزیع .
الزائدى، ابتسام عوض (2005). صورة الجسد وعلاقتها ببعض المتغیرات الانفعالیة( القلق – الاکتئاب- الخجل) لدى عینة من المراهقین والمراهقات للمرحلتین الدراسیتین المتوسطة والثانویة داخل مدینة الطائف. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة أم القرى. 
صابر، سامیة محمد(2008). صورة الجسم وعلاقتها بتقدیر الذات والاکتئاب لدى عینة      من طلاب الجامعة ، مجلة البحوث التربویة والنفسیة ، کلیة التربیة،       جامعة المنوفیة .  
طه، فرج عبدالقادر(1993). موسوعة علم النفس والتحلیل النفسى، الطبعة الأولى، الکویت: دار الصباح.
فاروق، لینا؛ عودة ، سلیم (2012) . مظاهر التشوه الوهمى للجسد وعلاقته بالقلق الاجتماعى لدى طلبة الجامعة الأردنیة. عمان، مجلة دراسات العلوم التربویة ، المجلد التاسع والثلاثون، العدد الثانى ،                  ص ص394 -410.
کفافى ، علاء الدین؛ النیال ، مایسة (1996). صورة الجسم وبعض متغیرات الشخصیة لدى عینات من المراهقات : دراسة ارتقائیة ارتباطیة عبر ثقافیة، مجلة علم النفس ، العدد التاسع والثلاثون،الهیئة المصریة العامة للکتاب،  ص ص6-43 .
المطیرى، ریم عبدالله (2010). الأفکار غیر العقلانیة وعلاقتها بإدراک صورة الجسد لدى المراهقات فى المرحلة المتوسطة. رسالة ماجستیر غیر منشورة ، کلیة العلوم الاجتماعیة بالریاض ، جامعة الإمام محمد بن سعود.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
ثانیاً : المراجع باللغة الأجنبیة :
Allen,K .,& Unwing , M .( 2003) . Body image development and its related factores , Journal of Psychology of women Quartely , 34, 1-16.
Almeida, S; Severo, M;Arauio, J;Lopes, C.,&Ramos, E. (2012). Body image and depressive symptoms in 13-year-old adolescents. Journal of Paediatrics and Child Health ,48, 65-71.
American Psychiatric Association (2013). Diagnostic and statistical manual of mental disorders (5th end, text revision). Washington, DC: American Psychiatric Association
Arnett,J.(1999). Adolescent storm and stress ,reconsidered.American Psychologist, 54,317-326.
Atalay, A  .,& Gencoz .(2008). Critical factors of social physique anxiety : Exercising and body image satisfaction . Behavior Change , 25, 178-188.
Bartsch,D.(2007). Prevalence of body dysmorphic disorder and assdciated clinicals features among Australian university student's. Clinical Psychology                 ,11(1),16-23.
Bearman, S; Stice, E  .,& Chases,A.(2003). Evaluation f an intervention targeting both depressive and bulimic pathology: A randomized prevention trial. Journal of Behavior Therapy ,34, 277-292.
Bieling, P ; Israeli,A  .,& Antony, M .(2004) . Is perfectionism good or both? Examining models of the perfectionism construct . Journal of  Personality and Individual Differences , 36, 1373-1385.
Boone,L; Baaet,C;Vandereycken,W.,& Cales,L.(2013).                           Are maladaptive schema domains and perfectionism related to body image concerns in eating disorder patients ?  Eur.Eat.Disorder                   Rev, 45-51..
 
Brown,J.,& Bradoukas,N.(2013). Predictores of body dissatisfaction in Asian and caucasion males: A preliminary test of athree factor model. International Journal of Men's Health,12(1),3-16.
Buhlmann,U;Rupf,M;Zschenderlein,K.,& Kathmann,N.(2011). Modifying emotion recognition deficits in body dysmorphic disorder: An experimental investigation . Journal of Depression and anxiety ,28,924-931.
Burlew, Larry .,& Shurts,W.(2013). Men and body image: Current Issues and counseling implications. Journal of Counseling & Development, 91, 428-435.
Campos,P.(2002). Special series integrating Buddhist philosophy with cognitive and behavioral practice: Introduction. Cognitive and Behavioral Practice,              9, 38-40.
Cash , T.(2005). The influence of sociocultural factors on body image : Searching for constructs . Clinical Psychological Science and Practice ,                          12, 438-442.
Cash, T.,& Pruzinsky, T. (2004). Body image : A Handbook of Theory , Research , and Clinical Practice . New York, NY: The Guilford Press .
Cash,T.(2000). The Multidimentional body –self relations Questionnaire, MBSRQ Users' Manual (Third Revision, January).
Chufar,B.,& Pettijohn, T.(2005).Metting high standards: The effects of perfectionism on task performance, self-esteem, and self-efficacy in college students. Psychological Science , 3(3), 117-123.
Conory , M ; Menard , W; Fleming-lves , K; Modha,P; Cerullo, H .,& Phillips, K .(2008) . Prevelance and clinical characteristics of body dysmorphic disorder in an adult inpatient setting . Gen Hosp Psychiatry ,               30, 67-72.
 
Davison, T  .,& McCabe , M . (2005). Relationships between men's and women's body image and their psychological ,  social , and sexual functioning  Sex Roles , 52, 463-475.
Donovan, C; Chew,D.,& Penny ,R. (2014). Perfecting weight restriction: The moderating influence of body dissatisfaction on the relationship between perfectionism and weight control practices. Journal of Behavior change,31(33),189-204.
Eastabrook, J;Flynn,J.,& Hollenstein, T.(2014). Internalizing symptoms in female adolescents : Associations with emotional awareness and emotion regulation. Journal Child Fam Stud, 23,487-496.
Etu,S.,& Gray, J.(2010). A preliminary investigation of the relation between induced ruminiation and stste body image distraction and anxiety . Journal of Body image,7,82-85.
Feldman Barrett, L; Gross, J; Christensen,T.,& Benvenuto, M.(2001). Knowing what you're feeling and knowing what to do about it: Mapping the relation between emotion differentiation and emotion regulation . Journal of Cognition and Emotion,15,713-724.
Flett ,G  .,& Hewitt, P .(2005). The perils of perfectionism in sports and exercise . Current Directions in Psychological Science, 14,14-18.
Flett, G  .,& Hewitt, P .(2002). Perfectionism and Maladjustment : An overview of theoretical , definitional, and treatment issues. In G.Flett& P. Hewitt(Eds.), Perfectionism : Theory, research, and treatment (pp.5-13). Washington, DC: American Psychological Association.
Frost , R ; Marten, P  .,& Rosenblate, R .( 1990). The dimention of perfectionism . Cognitive Theory and Research , 14, 449-468.
 
Frost, R ; Heimberg,R; Holt ,C ; Mattia,J  .,& (1993). A comparison of two measures of perfectionism . Journal           of Personality and Inividual Differences,                       14, 119-126.
Galambos,N;Leadbeater,B.,&Barker,E.(2004). Gender differences in and risk factors for depression in adolescence: A4-year longitudinal study. International Journal of Behavioral Development ,28,16-25.
 Garnefski, N.,& Kraaij, V.(2006). Cognitive emotion regulation questionnaire – development of a short 18-item version (CERQ-short). Personality and Inividual Differences ,41,1045- 1053.
Garnefski, N.,& Kraaij, V.(2007). The cognitive emotion regulation questionnaire: Psychometric features and prospective relationships with depression and anxiety in adults . European Journal of Psychological Assessment ,23(3),141- 149.
Garnefski, N; Kraaij, V.,& Spinhoven,P.(2002). Negative life events, cognitive emotion regulation and depression . Personality and Inividual Differences                            ,30,1311- 1327.
Garnefski, N; van den Kommer, T;Kraaij, V;Teerds, J;Legerstee, J.,& Onstein,E.(2002). The relationship  between cognitive regulation strategies and emotional problems. European Journal of Personality,16,403-420.
Gatti,E;Ionio,C;Traficante,D.,&Confalonieri,E.(2014)."I like my body;Therefore, I like my self": How body image infulnces self-esteem-Across- Sectional study on Italian adolescents.Europes Journal of Psychology ,10(2),301-317.
Greenberg,L.(2002). Emotion-focused therapy : Coaching clients to work through their feelings. Washington, DC: American Psychological Association.
Gross,J.(2001). Emotion regulation in adulthood: Timing is everything. Current Directions in Psychological Science,10,214-219.
Gross,J.,&John,O.(2003). Individual differences in two different emotion regulation processes: Implication for affect ,relationships, and well – bing . Journal of Personality and Social Psychology,85,348-362.
Gullone,E;Hughes,E;King,N.,&Tonge,B.(2010). The normative development of emotion regulation strategy use in children and adolescents: A 2-year follow-up study. Journal of child Psychology and Psychiatry , 5(5),567-574.
Hill, R;Huelsman, T.,& Araujo, G.(2010). Perfectionistic concerns suppress associations between perfectionistic strivings and positive life outcomes. Journal of Personality and Individual Differences,                       48(5)  ,584-589.
Izard,C; Woodburn,E; Finlon,K; Krauthamer-Ewing,E; Grossman,S .,& Seidenfeld, A.(2011). Emotion knowledge ,emotion utilization ,and emotion regulation. Emotion Review,3,44-52.
Izydorczyk, B.(2013). Selected psychological traits and body image characteristics in females suffering from bing eating disorder. Archives of Psychiatry and Psychotherapy,1,19-33.
Jackson, S; Rell,J.,& Thackeray, R.(2011). Coping with "Bad body image days": Strategies from first-year young adult college women . Body Image Journal, 8, 335-342.
Jermann, F; Vanderlinden, M; Acremont,M.,&Zematten,A.(2006). Cognitive emotion regulation questionnaire(CERQ): Confirmatory factor analysis and psychometric properties of the French