نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلفون
1 أسـتاذ التربيـة المساعـد ورئيس قسم أصول التربية کلية التربية – جامعة أسيوط
2 مدرس أصول التربية کليـة التربيــــة جامعــة أســيوط
3 مدرس بقسم أصول التربية کلية التربية – جامعة أسيوط
4 للحصول على درجة الماجستير في التربية (تخصص أصول تربية) کلية التربية – جامعة أسيوط
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
کلیة التربیة
کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم
إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)
=======
تصور مقترح للتغلب على المعوقات التی تحد من تحقیق
أهداف التعلیم الأساسی
إعــــداد
د/ إینـاس إبراهیـــم حویــــل أسـتاذ التربیـة المساعـد ورئیس قسم أصول التربیة کلیة التربیة – جامعة أسیوط |
|
د/محمد المصری محمـد نور الدین مدرس أصول التربیة کلیـة التربیــــة جامعــة أســیوط
|
د/ غــادة السید السـید الوشاحـی نادیة حسین مصطفى حسن الشریف مدرس بقسم أصول التربیة للحصول على درجة الماجستیر
کلیة التربیة – جامعة أسیوط فی التربیة (تخصص أصول تربیة)
} المجلد الحادی والثلاثین– العدد الرابع – جزء ثانی– یولیو2015م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
مقدمـة :
لم یعد تقدم وتطور المجتمعات یقاس بما تمتلکه من إمکانات مادیة فقط ، بل بما توفره من خدمات ورعایة تربویة لأجیالها الناشئة باعتبارهم الثروة البشریة والتحدی الحقیقی .
یمثل التعلیم الدعامة الأساسیة لبناء الفرد والأمة وإصلاحه وتطویره وتحدیثه هو الطریق الصحیح لتنمیة الإنسان وبناء شخصیته المتکاملة من کافة النواحی الجسمیة والعقلیة والوجدانیة . وذلک باعتباره استثماراً بشریاً وأساساً حقیقیاً وقویاً لأی مجتمع أراد التقدم وذلک بتهیئة الفرص الجیدة والإمکانات والخدمات اللازمة لأفراده لتکوین شخصیة بناءه قادرة على استیعاب التحدیات المعلوماتیة القائمة وتقدیمها بصورة أفضل تلاءم تطلعات المسـتقبل.
وإذا کان التعلیم الأساسی فی مصر هو نهایة المرحلة الإعدادیة، فإن التعلیم الأساسی فی إسرائیل هو التعلیم الجامعی فالصراع الیوم هو سباق فی التعلیم، من أجل تطویر نظمها التعلیمیة کما فی دول آسیویة تنافس على القمة حالیاً مثل الیابان والصین وکوریا وتایوان، وأیضاً سنغافورة([1]).
والتعلیم الأساسی بحلقتیه الابتدائیة والإعدادیة یمثل قاعدة المنظومة التعلیمیة ککل ورکیزة التعلیم قبل الجامعی " وقد تقرر فی قانون التعلیم رقم 139 لسنة 1981م الهدف من التعلیم الأساسی وهى کالآتی " تنمیة قدرات واستعدادات التلامیذ وتزویدهم بالقدر الضروری من القیم والسلوکیات والمعارف العملیة والمهنیة من أجل إعداد الفرد لیکون مواطناً منتجًا فی بیئته ومجتمعه وربط التعلیم بحیاة الناشئین والتکامل بین النواحى النظریة والعملیة فی مقررات الدراسة ومناهجـها ([2]) وبالتالی فإن مدارس التعلیم الأساسی لم یعد دورها الاقتصار على العملیة التعلیمیة بل أصبحت مجتمعاً صغیراً لها من المقومات ما یجعلها تسهم فی تربیة التلامیذ وإمدادهم بالخبرات والمهارات لتحقیق النمو المتکامل للشخصیة الناضجة الواعیة والمتمیزة.
ونظرًا لأهمیة مرحلة التعلیم الأساسی لکونها قاعدة الهرم التعلیمی ، وتضم حوالی 15 ملیون تلمیذ ([3]) وهی مرحلة یبدؤها الطفل من سن السادسة ویستمر فیها لمدة تسع أو عشر سنوات وفقًا لظروف کل دولة واحتیاجاتها التعلیمیة ، فکلما کانت القاعدة قویة، کلما کان النظام التعلیمی جید ویحقق الأهداف المناط به تحقیقها ، إلا أن الواقع یشیر إلى أن مرحلة التعلیم الأساسی تعانی من بعض المشکلات ، الأمر الذی ترتب علیه عدم کفاءة النظام التعلیمی فی تحقیق أهدافه ([4]) .
أنه على الرغم من الجهود التی بذلت من جانب الدولة منذ تعمیم فکرة التعلیم الأساسی طبقاً لقانون 139 لسنة 1981م إلا أن التعلیم الأساسی فی مجتمع الدراسة لازال یعانی من قصور فی کفاءته الداخلیة والخارجیة وخاصة فی المناطق الریفیة والمحرومة وأن مرجع ذلک إلی کثافة الفصول نتیجة الزیادة السکانیة التی تؤدی إلى ضعف الفعالیة الداخلیة متمثلة فی المعلم – المدیر – المبنی، المدرس الجید. ([5])
ویواجه التعلیم الأساسی فی تحقیق الأمن القومی وإرساء قاعدة الهرم التعلیمی بعض العوامل المتشابکة والمترابطة والتی تعوق تحقیق أهدافه ، ومن خلال تحلیل الدراسات السابقة لرصد جوانب ضعف مکونات منظومة التعلیم الأساسی تبین الآتی :
- ضعف مستوى الأداء المهنی للمعلمین ، وضعف کفایة وکفاءة نظم الإعداد ، وضعف التقدیر الأدبی والمادی للمعلم .
- الإطالة والحشو فی المناهج ، وعدم وظیفیة المناهج وضعف ارتباطها بالبیئة .
- کثافة الفصول وانخفاض المستوى التحصیلی للتلامیذ ، وقلة الأبنیة التعلیمیة الصالحة للعملیة التعلیمیة ، ونقص الأدوات والتجهیزات التربویة .
- ضعف دور الإدارة المدرسیة فی القیام بدورها على الوجه الأکمل وتوفیر مناخ تربوی یشجع على الإبداع والابتکار .
- سوء توجه الأنشطة المدرسیة لتحقیق أهداف النمو المتکامل .
الأمر الذی یتطلب إعادة النظر فی محتویاته ومکوناته ویتطلب الدراسة الجادة للأسباب والعوامل التی تحول دون استفادة التلامیذ من الخدمات التربویة المقدمة لهم، حیث نجد عدة عوامل تتداخل معًا منها ما یرتبط بالمحتوى والأنشطة ومنها ما یرتبط بالمعلم ، ومنها ما یرتبط بالإمکانات المادیة ، ومنها ما یرتبط بالإدارة المدرسیة والمناخ المدرسی .
مشکلة الدراسة :
والتعلیم الأساسی یحسم قضیة العلاقة بین التعلیم والعمل المنتج فهو وظیفى فی فلسفته یؤکد الاهتمام بالناحیة التطبیقیة من خلال تزوید التلامیذ بالمعارف والمهارات والقیم والسلوکیات والعملیات المهنیة التى تتفق وظروف البیئات المختلفة لیکون مواطناً منتجاً بعد تخرجه أو مواصلة تعلیمه فی مراحل أعلى. ([6])
وعلى الرغم من أن التعلیم فی أى مجتمع هو الذى یجب أن یلبى حاجاته ومتطلباته ویعکس واقعه ویترجم أهدافه ویقوده إلى التغیر والتطور ([7])، نجد قطاعًا کبیرًا من التعلیم ، وهو التعلیم الأساسی یعانى من بعض المشکلات أهمها الرسوب والتسرب وتفاقم مشکلة الأمیة وضعف مستوى خریجیه وکثافة الفصول وعدم تنوع المناهج والاقتصار على الجانب المعرفی وإهمال المهارات العلمیة والحیاتیة والمهنیة التی تمکنه من مواصلة تعلیمه وربطه بسوق العمل الأمر الذی ترتب علیه عدم کفاءة النظام التعلیمی فی تحقیق أهدافه وعدم وضوح أهداف التعلیم الأساسی.
فی ضوء ما تم جمعه من إحصاءات ومؤشرات وکتابات تناولت هذه المرحلة نجد أنها تعانی من الکثافة الطلابیة وتعدد الفترات الدراسیة ، وتدنی المکانة الاجتماعیة للمعلم، وعدم تناسب المعامل والأدوات المدرسیة مع حاجات الطلاب ، ووجود المعلمین غیر المؤهلین تربویًا ، وضعف المرافق فی نظام التعلیم الرسمی وعجز فی أعداد المعلمین فی بعض المواد الدراسیة ، وارتفاع نسبة الأبنیة التعلیمیة غیر الصالحة للاستعمال ، وعدم الرضا عن القرارات التعلیمیة الصادرة وأسلوب متابعتها ([8]). حیث یواجه التعلیم الأساسی مجموعة من التحدیات التی تعوق تحقیق أهدافه متمثلة فی ابتعاده عن إشباع احتیاجات سوق العمل والإنتاج من العمالة الماهرة، وافتقاره إلى الملائمة مع الحیاة، وعجزه واغترابه عن إشباع القطاع الاقتصادی التقلیدی فی المجتمعات التی ینتمی إلیها، والترفع عن العمل الیدوی ، وعدم تحقیق تکافؤ الفرص التعلیمیة([9]).
وهذا القصور بحاجة أکثر من أی وقت مضى لحلول علمیة مبتکرة تقود مسیرته فی عصر تدفق المعلومات، واتساع نطاق استخدام التکنولوجیا وما استتبع ذلک من التغیرات المطلوبة فی الدور التقلیدی لکل من المعلم والطالب، وطبیعة المناهج والکتب المدرسیة، ومهام الإدارة التربویة والمدرسیة علی حد سواء والإمکانات المادیة وتطویر وتجدید مکونات المنظومة التعلیمیة ([10]).
فلا بد من مراجعة شاملة لوضع التعلیم وجوانب العملیة التعلیمیة متمثلة فی المعرفة المقدمة للطلاب والمناهج الدراسیة ، المعلم، الغرفة الصفیة. ([11]) وبالرغم من کثرة الدراسات التی تناولت مشکلات التعلیم الأساسی وقضایا تطویر التعلیم إلا أن الواقع یکشف عن کثیر من المشکلات التی تحول دون التغلب علی مشکلاته لذا ظهرت الحاجة لتعرف أهم المعوقات التی تؤثر علی التعلیم الأساسی من وجهة نظر القائمین على العملیة التعلیمیة والتی یساعد تقویمها فی تحقیق أهداف مرحلة التعلیم الأساسی والارتقاء به وتطویره و تتحدد مشکلة الدراسة فی ما المعوقات المؤثرة علی التعلیم الأساسی ،وکیفیة التغلب علیها.
أهمیة الدراسة :
تتمثل أهمیة الدراسة فی النقاط التالیة :
1– تتناول الدراسة الحالیة مرحلة التعلیم الأساسی والتی تعد البدایة لإصلاح التعلیم باعتبارها قاعدة المنظومة التعلیمیة ورکیزة التعلیم قبل الجامعی والأساس الذی تبنى علیه المراحل التالیة.
2- توجیه الاهتمام بأهمیة تحسین مستوى التعلیم الأساسی لتحسین مستوى خریجیه والارتقاء بمنظومة التعلیم بصفة عامة.
3 – ما تسفر عنه الدراسة من نتائج تطبیقیة تسهم فی وضع تصور مقترح لتحسین التعلیم الأساسی تمکن المسئولین عنه وعن تخطیطه من تطویره وزیادة جودته .
أهـداف الدراسة :
هدفت الدراسة الحالیة إلى :
1 - تعرف الجذور التاریخیة للتعلیم الأساسی وفلسفته ومبادئه ومتطلبات تحقیقه وبنیته التنظیمیة.
2 - تناول أهداف التعلیم الأساسی بحلقتیه الابتدائیة والإعدادیة والکشف عن العوامل التی تؤثر علی مستوی التعلیم الأساسی .
3 – وضع تصور مقترح للتغلب علی المعوقات التی تؤثر علی مستوی التعلیم الأساسی .
الدراسات السابقة
أولاً : الدراسات العربیة :
- دراسة محمد علی مرزا ، (2001) ([12]).
هدفت الدراسة إلی التعرف علی واقع نظام التعلیم الإلزامی فی مصر والمملکة المتحدة وتقدیم تصور مقترح لتطویر نظام التعلیم الإلزامی فی ج.م.ع واستخدم الباحث المنهج المقارن واستعان بمدخل التحلیل الجزئی لمقارنة السیاسات الفرعیة للتعلیم ومشکلاته المنتقاة من عدة بلدان وتوصلت الدراسة إلی:
- علی الرغم من المحاولات التی حدثت لتطویر التعلیم الإلزامی منذ بدایة الخمسینات إلا أن ذلک لم یحدث سوى من الناحیة الکمیة ولیست الکیفیة، ومن ثم ضعف مستوى المهارات التی یکتسبها الطلاب فی هذه المرحلة بالإضافة إلی تسرب نسبة من قبل إنهاء المرحلة.
- علی الرغم من تطور نظم الامتحانات والتقویم فی مصر إلا أنها مازالت ترکز علی تحصیل الطلاب ومدى حفظه للمعلومات.
- أحمد محمد أحمد، (2004) ([13])
هدفت الدراسة إلی التعرف علی الأهداف التعلیمیة لمراحل التعلیم قبل الجامعی وواقع تحقیقها والتعرف علی أهم التحدیات التعلیمیة للعولمة المؤثرة علی تلک الأهداف، والتوصل لتصور مقترح لتفعیل الأهداف التعلیمیة لمراحل التعلیم قبل الجامعی، واستخدم الباحث المنهج الوصفی وتوصلت الدراسة إلى أنه من أهم التحدیات التعلیمیة للعولمة والمؤثرة على أهداف التعلیم قبل الجامعی .
- ضعف قدرات ومهارات عدد غیر قلیل من المعلمین والطلاب والقیادات التعلیمیة ، مما یعوقهم عن الإفادة بصورة مناسبة من البنیة الأساسیة لمصادر المعرفة .
کما توصلت أیضًا الدراسة إلى ضعف قدرة التعلیم الابتدائی علی تحقیق أهدافه وضعف جودة التعلیم بالإضافة إلی ضعف تحقیق الأهداف التعلیمیة للمرحلة الإعدادیة وقلة صلاحیتها کأهداف لهذه المرحلة فی العصر الحالی متمثلة فی الرسوب والتسرب وکثافة الفصول وعدم قدرتها علی الوفاء بمتطلبات التحدیات التعلیمیة للعولمة.
کما تبین وجود معوقات تحول دون إمکانیة تحقیق نظام التعلیم قبل الجامعی لأهدافه المنشودة ، ومواجهة التحدیات التعلیمیة للعولمة .
ثانیاً : الدراسات الأجنبیة :
- دراسة کیث (1996) Keith([14]).
جاءت هذه الدراسة بعنوان : "نحو الإصلاح المدرسی للجمیع – دراسة حالة " ، وهدفت إلى التعرف علی تجربة الصین فی الإصلاح التعلیمی، وکیف حققت معدلات استیعاب عالیة فی مرحلة التعلیم الأساسی وتعمیم التعلیم بها وکیفیة الاستفادة من هذه التجربة فی تنفیذ سیاسة التعلیم الإلزامی فی إطار سیاسة التعلیم للجمیع،واستخدم الباحث المنهج الوصفی ودراسة الحالة .
وتوصلت الدراسة إلی الکشف عن بعض جوانب الخبرة الصینیة الحدیثة فی تنفیذ سیاسة التعلیم الابتدائی متمثلة فی الحاجة إلی أماکن إضافیة فی المدرسة الابتدائیة .
توجد عدة عوامل لها تأثیر کبیر علی تمکین الصین تعمیم التعلیم الابتدائی فترة الثمانینات منها:
- ضعف معدل الإنفاق علی التعلیم من قبل وزارة التربیة والتعلیم فهو یمول من المستویات الإداریة الأقل ومنها الضرائب المفروضة علی المجتمع.
- تم اعتماد نماذج تنظیمیة جدیدة فی عدة مناطق ریفیة، وذلک لتدریب المعلمین من خلال تطبیق المدرسة المرکزیة التی تشکل مرکزاً لعدة مدارس حولها یتراوح عددها من 10 إلی 20 مدرسة.
- دراسة الیونسکو (1998) UNESCO([15]).
جاءت هذه الدراسة بعنوان : "الفرص الضائعة عندما تفشل المدارس" ، وهدفت إلی التعرف علی مشکلة الفاقد فی المدرسة الابتدائیة والمتسربین فی المدارس الابتدائیة وقیاس الفاقد فی التعلیم الابتدائی والرسوب وإعادة الصف وهل تقید التلامیذ وهدفت إلی التعرف علی التکلفة المرتفعة للفاقد والمستوى الحالی للمتسربین هذا التقریر یرکز علی الفاقد فی التعلیم الابتدائی الرسمی.
وتوصلت الدراسة إلی عدة نتائج من بین أهمها:
1 - إن مشکلة الفاقد فی المدرسة الابتدائیة بالمعنی الواسع ظاهرة موجودة لدى عدد کبیر من الأطفال الذین لسبب أو آخر لم ینجحوا فی اکتساب المهارات المقدمة خلال المدرسة الابتدائیة أو المدى الکامل من المهارات.
2- یؤثر الفاقد علی قدرة النظام التعلیمی (المدرسی) لتحقیق أهداف التعلیم للجمیع والتلامیذ الذین یتطلبوا أکثر من عام لإتمام الصف حیث یأخذ مساحة تدریسیة وکتب مدرسیة ومصادر أخرى وضعها لتلامیذ آخرین
أسئلة الدراسة :
1 - ما الجذور التاریخیة للتعلیم الأساسی وفلسفته ومبرراته ومتطلبات تحقیقه ؟
2 - ما أهداف التعلیم الأساسی بحلقتیه الابتدائیة والإعدادیة ومعوقات تحقیقها؟
3 - ما المعوقات التی تحد من تحقیق أهداف التعلیم الأساسی؟
4 - ما التصور المقترح للتغلب علی المعوقات التی تحد من تحقیق أهداف التعلیم الأساسی؟
منهج الدراسة :
استخدمت الباحثة المنهج الوصفی باعتباره اقرب المناهج العلمیة لدراسة المشکلة حیث یقوم على جمع البیانات والمعلومات التی تساعد فی وصف وتحدید مشکلة البحث .
أدوات الدراسة :
قامت الباحثة بإعداد استبانة طبقت علی عینة ممثلة من المعلمین والموجهین والمدراء بمدارس التعلیم الأساسی، للتعرف على أهم العوامل المدرسیة التی تعوق تحقیق أهداف تلک المرحلة .
وأجرت الباحثة مقابلة مع بعض الخبراء فی التربیة والتعلیم فی تلک المرحلة والتعلیم الإعدادی والابتدائی ، ومدیر التعلیم العام الأساسی (العموم) بمحافظة أسیوط، ومقابلة مدیر التعلیم الأساسی العام (العموم) ، ومدیر التعلیم الابتدائی ومدیر التعلیم الإعدادی ، ومدیر مرکز المعلومات بالتربیة والتعلیم بمحافظة سوهاج للتعرف علی أهم المعوقات من وجهة نظرهم، وأکثر الأهداف تحقیقاً ودرجة تحقق الأهداف للتعلیم الأساسی وأکثر التحدیات الحالیة.
حدود الدراسة :
تمثلت حدود الدراسة فی الآتی:
أ - الحدود البشریة : تقتصر الدراسة الحالیة على عینة ممثلة من معلمی ومعلمات وموجهی ونظار ومدراء مرحلة التعلیم الأساسی بحلقتیه الابتدائیة والإعدادیة .
ب - الحدود الموضوعیة : تقتصر الدراسة الحالیة على بعض العوامل المدرسیة (المعلم – المنهج – الأنشطة المدرسیة - الإمکانات المادیة - الإدارة المدرسیة - المناخ المدرسی) الحـدود المکانیـة :اقتصرت الدراسة الحالیة على بعض محافظات الوجه القبلی (أسیوط – سوهاج) ، واشتملت على بعض إدارات محافظة أسیوط (أسیوط – الفتح – البداری – منفلوط – أبوتیج - صدفا) ، وبعض إدارات محافظة سوهاج (سوهاج - طما – المراغة – جرجا) .
الحدود الزمنیــة :طُبقت الدراسة المیدانیة فی الفترة من 1/1/2014م إلى 28/2/2014م
مصطلحات الدراسة :
المفهوم الإجرائی لأهداف التعلیم الأساسی :
أداة النظام التعلیمی فی مفاهیم واتجاهات محددة واضحة من خلال التوجیه الدقیق للعوامل المدرسیة بشکل یحقق احتیاجات المجتمع وتطلعاته المستقبلیة
خطة السیر فی الدراسة:
- للإجابة عن السؤال الأول : قامت الباحثة بالرجوع إلى الکتب والدوریات بهدف إبراز الجذور التاریخیة للتعلیم الأساسی ومبررات الأخذ به وفلسفته ومتطلبات تحقیقه .
- للإجابة عن السؤال الثانی : قامت الباحثة بتحلیل أهداف التعلیم الأساسی بمرحلتیه من خلال الرجوع إلى البیانات والوثائق والتشریعات الخاصة بالتعلیم الأساسی والرجوع إلى الکتب والدوریات لرصد أهم مشکلات التعلیم الأساسی وأهداف التعلیم الأساسی فی الألفیة الثالثة وعلاقتها بالجودة الشاملة .
- للإجابة عن السؤال الثالث : - قامت الباحثة بتحلیل مرحلة التعلیم الأساسی نظریًا من خلال تحلیل الکتب والدوریات والبحوث المتخصصة فی هذا المجال لتحدید ملامح الضعف والقوة فی مرحلة التعلیم الأساسی وتصمیم استبانة من إعدادها وذلک لتحدید أهم العوامل المعوقة.
- للإجابة عن السؤال الرابع : فی ضوء نتائج الدراسة النظریة والمیدانیة الحالیة وفی ضوء ما توفر من معلومات عن واقع مستوی مرحلة التعلیم الأساسی، قامت الباحثة بمحاولة وضع تصور مقترح للارتقاء بجودة التعلیم الأساسی ، والذی یمکن المسئولین من تجوید الأداء فی مرحلة التعلیم الأساسی .
الإطار النظری للدراسة
أولاً : التعلیم الأساسی : مفهومه – نشأته – فلسفته – متطلبات تطبیقه :
على الرغم من أن مفهوم التعلیم الأساسی أصبح شائعاً فی الکتابات التربویة والممارسات التعلیمیة فی مختلف النظم التعلیمیة المعاصرة، فإنه یصعب وضع تعریف واحد له، وترجع صعوبة ذلک إلى أنه لا یوجد اتفاق أو شبه اتفاق بین النظم التعلیمیة على وظیفته ومدته وبرامجه بل ومدارسه. ومما یزید من غموض مفهوم التعلیم الأساسی، أن کثیراً من النظم التعلیمیة فی مختلف بلاد العالم قد عملت على زیادة مدة التعلیم الإلزامی ولکن هذه المدة تختلف من دولة لأخرى([16]).وقد عرف قاموس التربیة ([17]) التعلیم الأساسی بأنه مرحلة التعلیم الذی یتم تزوید الطالب فیها بالقدر الضروری من المعارف والقیم والمنهج العلمی فی التفکیر والخبرات العلمیة والثقافیة والمهنیة وهو تعلیم إلزامی یتضمن إلزام الآباء بإرسال أطفالهم إلى المدارس الابتدائیة ابتداء من السن المحددة للالتحاق بهذه المدارس ولمدة التعلیم الإلزامی المقررة بمقتضى القانون، وکذلک التزام الدولة بتوفیر أماکن لکل التلامیذ.
وقد تحدد مفهوم التعلیم الأساسی بصدور قانون التعلیم رقم 139 لسنة 1981م فی المادة (15) على " أن التعلیم الأساسی حق لجمیع الأطفال المصریین الذین یبلغون السادسة من عمرهم تلتزم الدولة بتوفیره لهم ویلزم الآباء أو أولیاء الأمور بتنفیذه وذلک على مدى تسع سنوات دراسیة ویتولی المحافظون کل فی دائرة اختصاصه إصدار القرارات اللازمة لتنظیم وتنفیذ الإلزام بالنسبة للآباء وأولیاء الأمور على مستوى المحافظة کما یصدرون القرارات اللازمة لتوزیع الأطفال الملزمین على مدارس التعلیم الأساسی فی المحافظة، ویجوز فی حالة وجود أماکن ، التجاوز بالنقص عن ستة أشهر من سن الإلزام مع عدم الإخلال بعدد التلامیذ المقرر للفصل([18])
وبرز مفهوم التعلیم الأساسی لأول مرة على ید غاندی وقد أعلن غاندی عن فکرة التعلیم الأساسی فی مؤتمر تعلیمی عقد فی واردا بالهند Wardha عام 1937م، فق ([19] قد مر مفهوم التعلیم الأساسی بمراحل ثلاث ([20]): حیث بدأ داخل المدارس النظامیة کالمدارس الأساسیة فی الهند عام 1938م، والمدارس التجریبیة فی مصر عام 1932م، ثم ظهر مصطلح التربیة الأساسیة فی عام 1950م ثم برز المفهوم الحدیث للتعلیم الأساسی فی عام 1974م .
وقد مر التعلیم الأساسی على المستوى العالمی بالعدید من مراحل التطور یمکن توضیحها فیما یلی : أ - مرحلة التربیة الأساسیة للنهضة الاجتماعیة ([21])،ب - مرحلة التربیة الأساسیة لمن فاتهم التعلیم الرسمی ،ج- ظهور مفهوم (مصطلح) التعلیم الأساسی وتطوره ([22]) وقد مر التعلیم الأساسی على المستوى المحلی بالعدید من المراحل متمثلة فی:([23])
مشروع التعلیم القومی عام 1880م ،المدارس الراقیة،المدارس الریفیة، مدارس الوحدات المجمعة،المدرسة الإعدادیة الموحدة ، والتجریبیة الموحدة بمدینة نصر ([24]).
وقد نصت المادة السابعة عشر من القانون رقم 139 لسنة 1981م على أن فلسفته ترمی إلى تأکید العلاقة بین التعلیم والعمل المنتج، وتوثیق ارتباط البیئة المحلیة بالمدرسة وتحقیق التکامل بین النواحی النظریة والعملیة فی مقررات الدراسة ومناهجها([25]).ومن ثم یمکن حصر وظائف التعلیم الأساسی فی وظیفتین أساسیتین هما ([26]):
1 - اکتساب مفاتیح العلم المتمثلة فی القدرة على استخدام المهارات الأساسیة من قراءة وکتابة وریاضیات فی مناشط الحیاة الیومیة .
2 - توفیر ظروف الإعداد المناسب لطفل الیوم لیتمکن فی الغد من الاستجابة لمتطلبات الحیاة فی مجتمع معاصر متطور.
یتطلب الأخذ بصیغة التعلیم الأساسی توافر عدد من المتطلبات من أهمهــا :
1 - المناهج الملائمة : 2 – المعلم : 3 - المبنی المدرسی الملائم
وقد نظم القانون رقم (139) لسنة 1981م التعلیم الأساسی کالآتـی ([27]) :
1 - أن التعلیم الأساسی حق لجمیع الأطفال المصریین الذین یبلغون سن السادسة من عمرهم، ویجوز التجاوز فی حالة النقص عن ستة أشهر فی حالة وجود أماکن.
2 - مدة الإلزام 9 سنوات وتلتزم الدولة بتوفیره والآباء بإرسال أبنائهم.
3 - فرض القانون عقوبة الإلزام على الوالد أو ولی الأمر فی حالة عدم إرسال طفله أو تغیبه عن الدراسة بدون عذر لمدة عشرة أیام منفصلة أو متصلة وذلک بإنذاره ثم فرض غرامة فی حالة تخلف الطفل عن الحضور أو معاودة الانقطاع.
ویُعد العام الدراسی 1981/ 1982 هو بدایة لمرحلة تعمیم نظام التعلیم الأساسی ولم یتم تعمیم التجربة إلا بعد صدور قانون التعلیم رقم (139) لسنة 1981م وبموجب هذا القانون أصبحت المدرسة الابتدائیة تسمی بالحلقة الأولى من التعلیم الأساسی والمدرسة الإعدادیة تسمی بالحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی ، وصارت سنوات الإلزام تشمل الحلقة الأولى والثانیة وأکد القانون على ضرورة ربط التعلیم بالعمل والبیئة المحیطة بالمدرسة([28]).
ومن ثم یمکن حصر وظائف التعلیم الأساسی فی وظیفتین أساسیتین هما ([29]):
1 - اکتساب مفاتیح العلم المتمثلة فی القدرة على استخدام المهارات الأساسیة من قراءة وکتابة وریاضیات فی مناشط الحیاة الیومیة أو فی استخدام الکلمة المکتوبة للإطلاع على کل جدید یحتاج إلیه أو التعبیر عما یجول فی عقله من أفکار، وما یحتاج إلیه من ممارسات مکتوبة فی إطار الإیمان بأهمیة الاستمرار فی التعلیم، من خلال ما اکتسبه فی المدرسة من أساسیات التعلیم الذاتی، ومن أسلوب علمی یسیر وفقاً له فی معالجة ما یواجه من مشکلات.
2 - توفیر ظروف الإعداد المناسب لطفل الیوم لیتمکن فی الغد من الاستجابة لمتطلبات الحیاة فی مجتمع معاصر منظور متغیر، منطلقاً من بیئته المحلیة إلى وطنه الکبیر ومسلحاً بأساسیات العلوم والریاضیات ومدرکا لأهمیة التطبیقات العملیة فی التکنولوجیا المعاصرة المتطورة، ومؤمنا بالقیم الأصلیة فی دینه ومجتمعه لتعینه على مواجهة مظاهر التطرف والتعصب ویمکن لدیه الولاء لوطنه، وفهم الثقافات، والقدرة على تحدید مستقبله.
ب - متطلبات تطبیق التعلیم الأساسی :
یتطلب الأخذ بصیغة التعلیم الأساسی توافر عدد من المتطلبات من أهمهــا :
1 - المناهج الملائمة : 2– المعلم : 3 - المبنی المدرسی الملائم
وقد نظم القانون رقم (139) لسنة 1981م التعلیم الأساسی کالآتـی ([30]) :
1 - أن التعلیم الأساسی حق لجمیع الأطفال المصریین الذین یبلغون سن السادسة من عمرهم، ویجوز التجاوز فی حالة النقص عن ستة أشهر فی حالة وجود أماکن.
2 - مدة الإلزام 9 سنوات وتلتزم الدولة بتوفیره والآباء بإرسال أبنائهم.
3 - فرض القانون عقوبة الإلزام على الوالد أو ولی الأمر فی حالة عدم إرسال طفله أو تغیبه عن الدراسة بدون عذر لمدة عشرة أیام منفصلة أو متصلة وذلک بإنذاره ثم فرض غرامة فی حالة تخلف الطفل عن الحضور أو معاودة الانقطاع .
ثانیًا : أهداف التعلیم الأساسی فی جمهوریة مصر العربیة
تُعد الأهداف التربویة بالنسبة للنظام التربوی بمثابة الدماغ المغذی لکافة عناصره وجوانبه، وذلک بما تمد به النظام من توجیه وتخطیط وتنظیم وتقویم یتجلى من خلال الوظائف ویُمثل التعلیم الأساسی بحلقتیه الابتدائیة والإعدادیة القاعدة الأساسیة التی یرتکز علیها النظام التعلیمی، وکلما کانت هذه القاعدة قویة کان النظام التعلیمی جیداً وحقق الأهداف المنوطة به. ویعد تحقیق أهداف التعلیم فی هذه المرحلة استثماراً للمستقبل فی القوى البشریة نصت المادة (17) على أن تنظم الدراسة فی مرحلة التعلیم الأساسی لتحقیق الأهداف الآتیة([31]):
- تأکید العلاقة بین التعلیم والعمل المنتج .
- توثیق الارتباط بالبیئة على أساس تنویع المجالات العملیة والمهنیة بما یتفق وظروف البیئات المحلیة ومقتضیات تنمیة هذه البیئات .
- تحقیق التکامل بین النواحی النظریة والعملیة فی مقررات الدراسة وخططها ومناهجها
یهدف التعلیم الأساسی إلی تنمیة قدرات واستعدادات التلامیذ وإشباع میولهم وتزویدهم بالقدر الضروری من القیم وال سلوکیات والمعارف والمهارات العلمیة والمهنیة التی تتفق وظروف البیئات المختلفة بحیث یمکن لمن یتم مرحلة التعلیم الأساسی أن یواصل تعلیمه فی مرحلة أعلی أو أن یواجه الحیاة بعد تدریب مهنی مکثف وذلک من أجل إعداد الفرد لیکون مواطناً منتجاً فی مجتمعه ([32])
– أهداف الحلقة الأولى من التعلیم الأساسی تمثل المرحلة التی یتم فیها تنمیة الطفولة ، وتنمیة قوى الطفل الإبداعیة ، وطاقاته الإنسانیة ، وتشکیل شخصیته فی صورة مفاهیم وأنماط سلوکیة ، وقوى وجدانیة إیجابیة ([33]) ویهدف إلى دعم نمو التلامیذ عقلیًا وبدنیًا وخلقیًا وقومیًا ، وتهدف مرحلة التعلیم الإعدادی إلى تحقیق الأهداف العامة الآتیة ([34]) :
1 – ترسیخ الإیمان بالله والاعتزاز بالدین واحترام عقائد الآخرین والبعد عن التعصب والتطرف .
2 – تعمیق الانتماء الوطنی من خلال السلوک الإیجابی فی الحفاظ على البیئة والتعاون مع الآخرین من أجل بناء التقدم وتحقیق الأهداف العلیا .
3 – التأکید على بناء الشخصیة المصریة القادرة على مواجهة تحدیات المستقبل .
أهداف التعلیم الأساسی فی الألفیة الثالثة
فی ضوء الاهتمام العالمی بأهداف الألفیة الثالثة للتعلیم الأساسی والذی تم مناقشته من خلال الإعلان العالمی حول التربیة للجمیع الذی عقد فی جومتین 5- 9 مارس 1990م (الإعلان العالمی حول التربیة للجمیع – تأمین حاجات التعلیم الأساسی نصت المادة الثانیة ، على أهمیة تمکین کل فرد من الإفادة من الفرص التربویة علی نحو یلبی حاجاته الأساسیة للتعلیم ، کما یحقق التعلیم الأساسی عدة أهداف على المستوى المحلی أهمها([35]):
1 - أن یتعلم التلامیذ مبادئ الاعتماد علی النفس والقدرة علی اتخاذ القرار ذاتیاً دون الرجوع إلی أحد فی المواقف الصعبة التی یواجهها.
2 - أن یلم بالمفاهیم التی تعکس التحدیات المحلیة التی تواجه المجتمع فتجعله ملماً بمفاهیم الأمن القومی والسلام الاجتماعی
- بعض مؤشرات قصور تحقیق التعلیم الأساسی لأهدافه .
أن الرسوب والتسرب یؤثر علی قدرة النظام التعلیمی فی تحقیق تعلیم نوعی یتمثل فی توفیر تعلیم ملائم للتلمیذ وعدم کفاءته فی الاحتفاظ بتلامیذه، وأیضاً سوء استغلال للطاقات البشریة والموارد المادیة المتاحة. "وفی ظل الضغوط والعوامل الاقتصادیة والأسریة یتسرب الأطفال بالتدریج ، حیث لا یصل إلى نهایة التعلیم الأساسی إلا القلیل" ([36]).أن تلامیذ الفصول ذات الکثافة العالیة یحصلون علی نصیب أقل من الرعایة الفردیة بالإضافة إلی تأثیرها علی مدى نجاح إدارة الفصل حیث وصلت کثافة الفصول فی التعلیم الأساسی (إحصائیا متوسطیا) 41 تلمیذاً / فصل فی الحلقة الابتدائیة، وحوالی 44 تلمیذاً / فصل فی الحلقة الإعدادیة([37]). وفی خلال الفترة من 2005/2006-2011/2012م ارتفع متوسط کثافة الفصل من 38.3 إلى 41.3 طالبا/فصل ، وأن 15% من فصول المدارس الحکومیة الإعدادیة مرتفعة الکثافة عند مستوی 50 تلمیذ/فصل فأکثر([38]) .
مدى مساهمة الجودة فی تحقیق أهداف التعلیم الأساسی.
أن تطبیق نظم الجودة الشاملة یلعب دوراً هاماً فی تحقیق أهداف مرحلة التعلیم الأساسی إذ توفر نوعاً من المتابعة لمستوى الأداء إذ توفر نوعاً من المتابعة لمستوى الأداء لکافة العاملین بالمؤسسة وتساهم ممارساتها فی تدعیم الأهداف بشرط أن تطبق الجودة فی المدارس بصورة فعلیة ویتم الاستفادة منها بطرق ملموسة فی کافة جوانب العملیة ، وذلک "باعتبار التعلیم أهم مجالات الاستثمار التی تستهدف أهم ثروات المجتمع وهی الثروة البشریة وأحد مجالات التنافس بین الدول المتقدمة" ([39]).
ثالثًا : العوامل المعوقة للتعلیم الأساسی :
المعروف أن نظم التعلیم فی الدول المختلفة هی ولیدة أو حصیلة للعدید من العوامل والمؤثرات والمعطیات التاریخیة والاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة والدینیة والثقافیة والجغرافیة التی تحکم تلک المجتمعات فی هذه الدول، فالصلة وثیقة بین النظام والظروف المحیطة به فلا یمکن عزل النظام التعلیمی عن بناء المجتمع الذی هو جزء فیه، والتعلیم ترجمة لأهداف المجتمع وغایاته([40]) ، وتتمثل تلک المعوقات فی معوقات متصلة بالمعلم: حیث إن 80% من معلمی المدارس الابتدائیة والإعدادیة یفتقرون إلى الکفایات الأساسیة للتعلیم، وبخاصة الکفایات التربویة المهنیة ([41])؛ فهو المحور المؤثر فی العملیة التعلیمیة ویقع علیه العبء الأکبر فی نجاحها ویحقق أهدافها لذا فالاهتمام بإعداده إعداداً جیداً خلال مرحلة دراسته سینعکس على أدائه المهنی ، وسوء الوضع المادی للمعلمین ولجوء الکثیرین للدروس الخصوصیة لسد احتیاجاتهم الأساسیة ، کما یعتبر من أهم الأسباب تدنی النظرة الاجتماعیة للمعلمین و ضعف مواکبة المعلمین للتقدم العلمی والتکنولوجی قصور فی الإمکانیات المادیة والبشریة والفنیة والإداریة والتقویم والمتابعة والمکتبات والتی تؤثر فی فعالیة برامج التدریب ولا تحقق الأهداف المرجوة منها ([42]) .
معوقات متصلة بالمنهج
وترجع أوجه القصور فی إدارة المناهج الدراسیة فی التعلیم الأساسی إلی([43]):
1 - أنها تتسم بالجمود والتخلف نظراً لأنها لا تسایر التطور السریع الحادث على المستوى المحلی والدولی فی أسالیب التعلیم والتطور الفکری فی العلوم المختلفة.
2 - ضعف المشارکة الشعبیة فی العملیة التعلیمیة.
3 - أنها تتصف بتکدس المعلومات وتکرارها مما یستحوذ على وقت التلمیذ ولا یترک فرصة لنمو مواهبه ومهاراته وهوایاته ولا تهتم بممارسة الأنشطة الخاصة بالتربیة الموسیقیة والریاضیة والفنیة ([44]) .
معوقات متصلة بالأنشطة: افتقاد الوقت الذی یمارس فیه الطلاب الأنشطة ، إلى جانب عدم توافر أماکن لممارسته ، والسعی لاستغلال کل وقت وکل مکان بالمدرسة للعملیة التدریسیة وحدها.
- قلة الأماکن المجهزة ، والمعدة لممارسة الأنشطة التربویة .([45])
- قصر المساحة الزمنیة المخصصة للنشاط ، وعدم مناسبة المواعید لممارسة الأنشطة.([46])
والمناخ المغلق وهو لا یتیح للمجتمع المدرسی فرص تنمیة علاقات اجتماعیة وأداء العمل وانجازه یکون منخفضاً ویتصف المدیر بعدم قدرته على القیادة والتوجیه.
- عوامل متصلة بالإمکانات المادیة : وبالرغم من الجهود المبذولة للنهوض بالتعلیم الأساسی من الناحیة المادیة ، إلا أنه یعانی من بعض المشکلات وهی : ([47])
1 – قلة الأبنیة المدرسیة الصالحة للعملیة التعلیمیة ، ونقص الأدوات والإمکانات والتجهیزات التربویة المناسبة لمرحلة هامة من مراحل التعلیم ، ازدحام الفصول وکثرة عدد التلامیذ داخل الفصل ، وزیادة بعض المشکلات الصحیة
رابعًا : خلاصة النتائج :
أسفرت الدراسة النظریة والمیدانیة عن عدد من النتائج منها:
1 – إن هناک اتفاقًا بین الدراسات السابقة والتی تناولت التعلیم الأساسی على حقیقة مؤداها "أنه على الرغم من کثرة الدراسات التی تناولت التعلیم الأساسی وتطوره؛ إلا أنها لا تکفی بسبب عدم حدوث تطور فی التعلیم الأساسی
2 – أکدت الدراسة أن منظومة التعلیم الأساسی تعانی من بعض العوامل التی تُعد عائقًا أمام تحقیق أهدافه .
3 – إن وجود هذه العوامل التی تحول دون تحقیق أهداف التعلیم الأساسی هی عوامل متصلة بالإمکانات المادیة وعوامل متصلة بالمبنى ،عوامل متصلة بالأنشطة ،عوامل متصلة بالمناخ المدرسی .
4 – أکدت الدراسة على أن الإمکانات المادیة تمثل عائقًا کبیرًا أمام تحقیق الأهداف فی العامل الغائب فی خطط التنمیة لمخططی وواضعی السیاسات التعلیمیة ، حیث یتم التخطیط دون مراعاة للاحتیاجات القائمة فتصطدم النتائج بالواقع .
5 – إن مدارس التعلیم الأساسی لا تتسم فیها العملیة التعلیمیة کما ینبغی بما تشمله من مبنى مدرسی وحدائق وغرف وأنشطة وملاعب مما أدى إلى تعدد الفترات الدراسیة ، زیادة کثافة الفصل التی وصلت إلى 80 تلمیذًا / فصل ، وترتب على ذلک زیادة عدد المرتدین إلى الأمیة والمتسربین .
6 – أجمع أفراد العینة على أن التعلیم الأساسی یواجه بعض التحدیات التی تحول دون قدرته على تحقیق أهدافه والتی تضعف من دوره فی تحقیق التنمیة ، الأمر الذی یتطلب إعادة النظر فی منظومة التعلیم الأساسی
خامسًا: التصور المقترح :
ومما سبق تم بلورة هذا التصور لتطبیقه فی التعلیم الأساسی .
تقوم فلسفة التصور المقترح على أساس :
1 – إن التعلیم الأساسی هو المخزون الاستراتیجی البشری لکل القوى العاملة عبر المستقبل " ویضم حوالی 15 ملیون تلمیذًا سنویًا ، فهو الأساس الذی تبنى علیه المراحل التالیة ، حیث یشکل الشخصیة التی سیکونون علیها مستقبلاً ، ویمثل الحد الأدنى من المهارات والمعارف والخبرات التی تلتزم الدولة بتوفیره للتلامیذ فی هذا السن ، یؤدی إدراک الأهداف والوعی بها لدى القائمین بالعملیة التعلیمیة إلى العمل على تحقیقها،– ویسعی الی الربط بین أهداف التعلیم الأساسی والعمل المنتج ، وذلل بالإضافة الی ضرورة التخطیط العلمی السلیم لموارده المادیة والبشریة فی ضوء الاحتیاجات الفعلیة المستقبلیة التعلیم الأساسی فی ذهن القائمین على نظام التعلیم،
قائمة المراجع :
([1]) هانی محمد: المکتبات ودورها فی المناهج التربویة والمواد الدراسیة ، القاهرة : العلم والإیمان للنشر، 2010م، ص 54.
([2]) نصر محمد محمود ، "دور مجالس الأمناء والآباء والمعلمین فی تحقیق بعض متطلبات الجودة بمدارس التعلیم الأساسی" ، مجلة کلیة التربیة ، (تصدر عن : کلیة التربیة – جامعة أسیوط) ، المجلد ( 23 ) العدد ( 2 ) ، 2007م ص 5 .
([3]) إبراهیم أحمد غنیمة ، خواطر حول برامج التنمیة المهنیة للعاملین فی الحقل التعلیمی " الفریضة الغائبة لدى کلیة التربیة " ، المؤتمر الدولی (کلیات التربیة وإعادة بناء التعلیم) 10 – 11 مایو 2014م ، کلیة التربیة – جامعة أسیوط ، ص 10 - 11 .
([4]) شاکر محمد فتحی أحمد وآخرون ، التعلیم الأساسی " الفکر .. التطبیق .. الصیغة المستقبلیة " ، القاهرة: دار الفکر العربی ، 97/1998م ، ص 179 .
([5]) أشرف محمد طه رشوان ، "فعالیة التعلیم الأساسی بمحافظة أسیوط فی ضوء بعض المتغیرات المجتمعیة (مدخل جدید للکفایة التعلیمیة) "، رسالة دکتوراه ، کلیة التربیة ، جامعة أسیوط ، 1999.
([6]) شاکر محمد فتحى أحمد وآخرون ، التعلیم الأساسی " الفکر " التطبیق، الصیغة المستقبلیة ، القاهرة : دار الفکر العربى ، 1998 ، ص 183.
([7]) أحمد فاروق عبد الرحمن محمد ، مدى إدراک المعلم لأدواره التربویة فی ضوء تحدیات القرن الحادی والعشرین ، رسالة ماجستیر ، کلیة التربیة ، جامعة أسیوط ، 2003م ،ص120.
([8]) محمد مصطفى محمد مصطفى حمد: "التخطیط الاستراتیجی وتجوید الأداء فی التعلیم قبل الجامعی فی مصر، دراسة میدانیة"، رسالة دکتوراه، کلیة التربیة، جامعة أسیوط، 2011م ، ص 170 ، 171.
([9]) ناهد عدلی شاذلی وهانی عبد الستار فرج، تجدید نظام التعلیم فی ضوء التحدیات الحضاریة المعاصرة ،مجلة التربیة والتنمیة ،العدد الثالث، دیسمبر ،2004،ص1"، رسالة دکتوراه، کلیة التربیة، جامعة أسیوط، 2011م ، ص 170 ، 171.
([10]) عادل السید الجندی، "توجهات البحث التربوی نحو تطویر وتحدیث النظام التعلیمی المصری فی ضوء توجهات القرن الحادی والعشرین، دراسة استشراقیة "، مجلة کلیة التربیة، جامعة الزقازیق، العدد (35) مایو، 2000م، ص 223.
([11]) عبد الستار السحباتى ، أثر العولمة الاقتصادیة على القیم التربویة ، تونس : المنظمة العربیة للعلوم والثقافة ، 2003 م ، ص 59.
([12]) محمد علی مرزا، "تطویر التعلیم الإلزامی فی جمهوریة مصر العربیة فی ضوء المملکة المتحدة - دراسة مقارنة "، رسالة دکتوراه، معهد الدراسات والبحوث التربویة، جامعة القاهرة، 2001م.
([13]) أحمد محمد أحمد "تصور مقترح لأهداف التعلیم قبل الجامعی فی ضوء التحدیات التعلیمیة للعولمة" ، مجلة البحث فی التربیة وعلم النفس ، مج (18)، العدد (11) ، کلیة التربیة ، جامعة المنیا ، یولیو2004م، ص ص119-179.
([14]) Keith, Lewin: China: Toward schooling for All-insights Republic-cas Stud, New York, Oxford University Press, 1996 .
([15]) Wasted opportunities , " When school fail' , inTernational Consultative – forumon . Education For All , UNESCO, 1998 , PPl-29 available at : http : / www.education.UNESCO.org .
([19]) سعاد بسیونی عبد النبی وآخرون: التربیة المقارنة ، منطلقات فکریة ودراسات تطبیقیة، ط2، القاهرة: مکتبة زهراء الشرق، 2005م، ص 184، 185 .
([20]) شاکر محمد فتحی أحمد وآخرون: التعلیم الأساسی الفکر..التطبیق..الصیغة المستقبلیة..، مرجع سابق، ص 14، 15 .
([23]) سعاد بسیونی عبد النبی وآخرون: التربیة المقارنة منطلقات فکریة ودراسات تطبیقیة، مرجع سابق، ص 194، 195 .
([24]) نبیل سعد وعنتر محمد أحمد: دراسة تحلیلیة مقارنة لنظام التعلیم الإلزامی فی کل من فرنسا وفنلندا والسوید وجمهوریة مصر العربیة، مجلة التربیة تصدرها الجمعیة المصریة للتربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة، السنة الخامسة، العدد السابع، 2002م، ص 80 .
([25]) وزارة التربیة والتعلیم، قانون التعلیم رقم 139 لسنة 1981م، والمعدل بالقانون رقم 233 لسنة 1988م ، المادة 15 – 17 ، ص 4.
([26]) ناجیة محمد عبد الله عصر: تطویر الأداء الإداری بمدارس الحلقة الأولى من التعلیم الأساسی فی مصر باستخدام فرق العمل، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة عین شمس، 2011م، ص72، 73 .
([27]) وزارة التربیة والتعلیم، قانون التعلیم رقم 139 لسنة 1981م، والمعدل بالقانون233 لسنة 1988م، المادة 15 ، 19 ، ص 3 ، 4.
([29]) ناجیة محمد عبد الله عصر: تطویر الأداء الإداری بمدارس الحلقة الأولى من التعلیم الأساسی فی مصر باستخدام فرق العمل، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة عین شمس، 2011م، ص72، 73 .
([30]) وزارة التربیة والتعلیم، قانون التعلیم رقم 139 لسنة 1981م، والمعدل بالقانون233 لسنة 1988م، المادة 15 ، 19 ، ص 3 ، 4.
([33]) صفاء محمود عبد العزیز ، نحو رؤیة جدیدة لتطویر التعلیم الابتدائی للدخول إلى مجتمع المعرفة فی مصر ، المؤتمر العلمی الثانی ، التعلیم والتنمیة المستدامة ، یعقده قسم أصول التربیة – کلیة التربیة – جامعة الزقازیق ، 2012م ، ص127 .
([34]) وزارة التربیة والتعلیم ، مناهج المرحلة الإعدادیة ، 2002/2003م ، القاهرة : مطابع دار القرآن، 2002 ، ص 3 .
([38]) ج0م0ع، وزارة التربیة والتعلیم ، الخطة الاستراتیجیة للتعلیم قبل الجامعی 2014-2030، مرجع سابق، ص35.
([39]) عقیل محمود رفاعی: الجودة والاعتماد لمؤسسات التعلیم قبل الجامعی بمصر ومتطلبات تطبیقه فی ضوء الاتجاهات العالمیة المعاصرة ، مرجع سابق ، ص121 .
([40]) نبیل سعد خلیل، عنتر محمد أحمد: دراسة تحلیلیة مقارنة لنظام التعلیم الإلزامی فی کل من فرنسا وفنلندا والسوید وجمهوریة مصر العربیة، مجلة التربیة، السنة (5)، العدد (7)، یولیو 2002م، ص 79.
([41]) أحمد إسماعیل حجی: تطویر التعلیم فی زمن التحدیات الأزمة وتطلعات المستقبل، مرجع سابق، ص229 – 230.
([42]) منار محمد إسماعیل ، تطویر التعلیم فی ضوء تجارب بعض الدول ، القاهرة : المجموعة العربیة للنشر، 2012م ، ص 128 .
قائمة المراجع :