البرامج التعليمية الدولية المطبقة في بعض المدارس الأهلية في ضوء أهداف التعليم السعودي: دراسة تقويمية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 برنامج الدراسات العليا التربوية – جامعة الملک عبد العزيز

2 کلية التربية - جامعة المنصورة

المستخلص

تزايدت مع مطلع الألفية الثالثة طموحات أولياء أمور الطلاب على المستوى الدولي، لإلحاق أبناءهم ببرامج تعليمية عالمية ودولية، تؤهلهم فيما بعد للحصول على أماکن أفضل في الجامعات المحلية والعالمية، والحصول على فرص مهنية أفضل في المستقبل.وفى هذا السياق ترى هايدن Hayden (2011, p.211) أنّ العولمة ساهمت في تدويل نظم التعليم الوطنية، وشجعت نمو أعداد المدارس الدولية في جميع أنحاء العالم. حيث حققت هذه المدارس جاذبيةمتزايدة للطلاب المغتربين، وکذلک لأولياء أمور الطلاب المحليين الذين يسعون لإحراز الميزة التنافسية لأبنائهم في السوق العالمية.
ولم يکن المجتمع السعودي ببعيد عن تلک التحولات العالمية، حيث تزايد الطلب الاجتماعي على البرامج التعليمية الدولية،واتسعت الشريحة المجتمعية التى تطمح لإلحاق أبنائها فى هذا النوع من التعليم،  ولقد تعددت الأسباب التي ساهمت فى زيادة الطلب الاجتماعي، منها: إرتفاع مستويات الدخول نتيجة الطفرة الاقتصادية والبترولية، وإرتفاع المستوى التعليمي لأفراد المجتمع، ورغبة أولياء الأمور في إتقان أبنائهم اللغة الانجليزية، وطموحاتهم المهنية والأکاديمية لأبنائهم، ووجود شريحة کبيرة من المقيمين تتجه للبرامج التعليمية الدولية لوجود اعتراف بها وبمخرجاتها على المستوى الدولي، أضف لذلک کله أوجه النقد الموجهة للتعليم الحکومي وضعف مستوى جودة مخرجاته.
واستجابة لهذه المطالبات المتزايدة تمت الموافقة على بدء البرامج التعليمية الدولية في بعض المدارس الأهلية بالموافقة السامية رقم (1962/ م ب) وتاريخ (13/3/1427 هـ.). وإدراکا من المسؤولين بالآثار التي قد تترتب على التطبيق غير المنضبط للتجربة، صدرت مجموعة من الضوابط حتى تسير التجربة في مسارها الصحيح الذى يتماشى مع أهداف وسياسة التعليم في المملکة، من ذلک الالتزام بتدريس مواد: التربية الاسلامية، واللغة العربية، والعلوم الاجتماعية وفق المناهج المقررة (أو المطورة) في التعليم العام، وأن تکون لغة تعليم هذه المواد هي اللغة العربية. وکذلک التأکيد على ألا يتعارض ما يُقدم في البرامج التعليمية الدولية أو المواد الإضافية مع الدين الاسلامي وقيم المملکة وسياستها وتاريخها وثقافتها   (وزارة التربية والتعليم، 2009، ص2).
وبالنظر إلى ماهية البرامج التعليمية الدولية، يتضح أنها برامج تعليمية صممت لمجتمع مختلف، استندت في بنائها إلى منظومة قيمية متجذرة في خبرة وتاريخ الدولة صاحبة المنهج، والتي تختلف عن منظومة القيم والأيديولوجيا التي تقوم عليها المجتمعات العربية والاسلامية. ومهما قيل عن متابعة واشراف الجهات الرقابية ذات الاختصاص، فإن المنهج الخفي قد يؤدى دوره في إعادة تشکيل هوية وانتماء طلاب هذه البرامج.
والجدير بالذکر أنّ البرامج التعليمية الدولية تستند إلى منظور التربية الدولية، والتي تسعى إلى تعزيز وترويج منظومة من القيم ذات توجه عالمي بين الطلاب بمايحقق الفهم المشترک والتعايش السلمي بين الحضارات والشعوب(, 2006, p.20Hayden) ويتفق جيمسJames (2005,p.317) مع ذلک بتأکيده على أنّ المدارس الدولية تعزز منظومة من القيم الإنسانية عبر الثقافية والبين شخصية بين طلابها بما يسهم في تشکيل الأفق الدولي والوعى متعدد الثقافات لتمکين الناس من تعلم العيش معا في تناغم وانسجام . وتؤکد دراسة باتسBates (2012) أنّ المدارس الدولية تسهم على نحو واضح من خلال مناهجها الدراسية، وطرق التدريس وأساليب التعليم والتقييم في تشکيل وترسيخ مفاهيم المواطنة العالمية لدى طلابها. ويشير سيرز Sears (2001, p.71) أنّ المدارس الدولية توفر بيئة تعترف بطريقة الطلاب الخاصة في الحياة، ويؤدى تنوع أعراق المشارکين وثقافتهم ونماذجهم في التفکير، إلى تشکيل هويات جديدة مرکبة،تشمل هذا المزيج المتنوع لهويات المشارکين.
ولعل الحديث عن قيم عالمية تسعى إلى ترسيخها البرامج التعليمية الدولية، لا يخرج عن إطار المنظور الغربي في تفسير العلاقات الاجتماعية والدولية، هذا المنظور يختلف في آلياته ووسائله عن المنظور الاسلامي، مما قد يؤدى إلى خلل وازدواجية في بناء شخصيات الطلاب السعوديين الملتحقين بهذه البرامج، يکون لها تأثيراته المستقبلية على نمطهم في الحياة والتعايش داخل مجتمعاتهم.
وربما يؤکد الخلاصة السابقة، أنّ"التعليم الأجنبي مَثّل على امتداد التاريخ والتجربة الانسانية العربية أداة من أدوات الغزو والتغيير الثقافي، وذلک لارتباطه الثقافي                 بمسارات ثقافية وتربوية مفارقة لمعطيات الهوية الثقافية في العالم العربي                       (وطفة، والمطوع،2008، ص15). وفى هذا السياق يرى " عبد الجبار" أنّ المدارس الأجنبية رغم تميزها في طرائق التدريس وجاذبية مناهجها وأسلوب إدارة العملية التعليمية والتربوية فيها، إلاً أنها أداة للتغريب وترسيخ هوية ثقافية وانتماء مغاير للهوية الثقافية والانتماء للمجتمع العربي والاسلامي، وذلک لأنّ منظومة القيم التي تحتکم إليها المدارس الأجنبية مغايرة لقيم المجتمع الاسلامي (حسن، 2003، ص72).
وتزداد خطورة دور التعليم الأجنبي في التغيير الثقافي مع التوجه العالمي لبعض القوى الکبرى صاحبة هذه المناهج للتغيير الناعم فىأساليب تفکير وأيديولوجيات بعض الشعوب،تحت مسميات من قبيل: تشکيل قيم المواطنة العالمية، وبناء الوعى متعدد الثقافات، وتشکيل الأفق العالمي، وغيرها من المفاهيم التي لا تخلو من التأثير الثقافي.
وإذا کانت سياسة التعليم هي الموجهات العامة للنظام التعليمي، يشتق منها أهدافه العامة والفرعية لکل مرحلة من مراحله، وهى الاطار الذى تنتظم حوله مناهج التعليم وأنشطته. لذلک فإن موافقة نظام أو برنامج تعليمي ما لسياسة التعليم، يعنى فيما يعنيه أن يحقق البرنامج التعليمي أهداف المرحلة أو المراحل التعليمية التي يُدرس فيها. وعليه يمکن تقييم تجربة البرامج التعليمية الدولية ومدى تأثيرها في الهوية الثقافية والانتماء الوطني لطلابها من خلال الوقوف على مدى تحقيق هذه البرامج لأهداف المرحلة التي تقدم فيها.

الموضوعات الرئيسية


 

              کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة فی ضوء أهداف التعلیم السعودی: دراسة تقویمیة

إعــــداد

 

د / أشرف السعید أحمد                        د/ حاتم بن أحمد شفی   

کلیة التربیة - جامعة المنصورة                         برنامج الدراسات العلیا التربویة –

                                                جامعة الملک عبد العزیز

  

 

 

}       المجلد الحادی والثلاثین– العدد الخامس  – جزء أول  – أکتوبر2015م  {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

 

 

مقدمة البحث:

تزایدت مع مطلع الألفیة الثالثة طموحات أولیاء أمور الطلاب على المستوى الدولی، لإلحاق أبناءهم ببرامج تعلیمیة عالمیة ودولیة، تؤهلهم فیما بعد للحصول على أماکن أفضل فی الجامعات المحلیة والعالمیة، والحصول على فرص مهنیة أفضل فی المستقبل.وفى هذا السیاق ترى هایدن Hayden (2011, p.211) أنّ العولمة ساهمت فی تدویل نظم التعلیم الوطنیة، وشجعت نمو أعداد المدارس الدولیة فی جمیع أنحاء العالم. حیث حققت هذه المدارس جاذبیةمتزایدة للطلاب المغتربین، وکذلک لأولیاء أمور الطلاب المحلیین الذین یسعون لإحراز المیزة التنافسیة لأبنائهم فی السوق العالمیة.

ولم یکن المجتمع السعودی ببعید عن تلک التحولات العالمیة، حیث تزاید الطلب الاجتماعی على البرامج التعلیمیة الدولیة،واتسعت الشریحة المجتمعیة التى تطمح لإلحاق أبنائها فى هذا النوع من التعلیم،  ولقد تعددت الأسباب التی ساهمت فى زیادة الطلب الاجتماعی، منها: إرتفاع مستویات الدخول نتیجة الطفرة الاقتصادیة والبترولیة، وإرتفاع المستوى التعلیمی لأفراد المجتمع، ورغبة أولیاء الأمور فی إتقان أبنائهم اللغة الانجلیزیة، وطموحاتهم المهنیة والأکادیمیة لأبنائهم، ووجود شریحة کبیرة من المقیمین تتجه للبرامج التعلیمیة الدولیة لوجود اعتراف بها وبمخرجاتها على المستوى الدولی، أضف لذلک کله أوجه النقد الموجهة للتعلیم الحکومی وضعف مستوى جودة مخرجاته.

واستجابة لهذه المطالبات المتزایدة تمت الموافقة على بدء البرامج التعلیمیة الدولیة فی بعض المدارس الأهلیة بالموافقة السامیة رقم (1962/ م ب) وتاریخ (13/3/1427 هـ.). وإدراکا من المسؤولین بالآثار التی قد تترتب على التطبیق غیر المنضبط للتجربة، صدرت مجموعة من الضوابط حتى تسیر التجربة فی مسارها الصحیح الذى یتماشى مع أهداف وسیاسة التعلیم فی المملکة، من ذلک الالتزام بتدریس مواد: التربیة الاسلامیة، واللغة العربیة، والعلوم الاجتماعیة وفق المناهج المقررة (أو المطورة) فی التعلیم العام، وأن تکون لغة تعلیم هذه المواد هی اللغة العربیة. وکذلک التأکید على ألا یتعارض ما یُقدم فی البرامج التعلیمیة الدولیة أو المواد الإضافیة مع الدین الاسلامی وقیم المملکة وسیاستها وتاریخها وثقافتها   (وزارة التربیة والتعلیم، 2009، ص2).

وبالنظر إلى ماهیة البرامج التعلیمیة الدولیة، یتضح أنها برامج تعلیمیة صممت لمجتمع مختلف، استندت فی بنائها إلى منظومة قیمیة متجذرة فی خبرة وتاریخ الدولة صاحبة المنهج، والتی تختلف عن منظومة القیم والأیدیولوجیا التی تقوم علیها المجتمعات العربیة والاسلامیة. ومهما قیل عن متابعة واشراف الجهات الرقابیة ذات الاختصاص، فإن المنهج الخفی قد یؤدى دوره فی إعادة تشکیل هویة وانتماء طلاب هذه البرامج.

والجدیر بالذکر أنّ البرامج التعلیمیة الدولیة تستند إلى منظور التربیة الدولیة، والتی تسعى إلى تعزیز وترویج منظومة من القیم ذات توجه عالمی بین الطلاب بمایحقق الفهم المشترک والتعایش السلمی بین الحضارات والشعوب(, 2006, p.20Hayden) ویتفق جیمسJames (2005,p.317) مع ذلک بتأکیده على أنّ المدارس الدولیة تعزز منظومة من القیم الإنسانیة عبر الثقافیة والبین شخصیة بین طلابها بما یسهم فی تشکیل الأفق الدولی والوعى متعدد الثقافات لتمکین الناس من تعلم العیش معا فی تناغم وانسجام . وتؤکد دراسة باتسBates (2012) أنّ المدارس الدولیة تسهم على نحو واضح من خلال مناهجها الدراسیة، وطرق التدریس وأسالیب التعلیم والتقییم فی تشکیل وترسیخ مفاهیم المواطنة العالمیة لدى طلابها. ویشیر سیرز Sears (2001, p.71) أنّ المدارس الدولیة توفر بیئة تعترف بطریقة الطلاب الخاصة فی الحیاة، ویؤدى تنوع أعراق المشارکین وثقافتهم ونماذجهم فی التفکیر، إلى تشکیل هویات جدیدة مرکبة،تشمل هذا المزیج المتنوع لهویات المشارکین.

ولعل الحدیث عن قیم عالمیة تسعى إلى ترسیخها البرامج التعلیمیة الدولیة، لا یخرج عن إطار المنظور الغربی فی تفسیر العلاقات الاجتماعیة والدولیة، هذا المنظور یختلف فی آلیاته ووسائله عن المنظور الاسلامی، مما قد یؤدى إلى خلل وازدواجیة فی بناء شخصیات الطلاب السعودیین الملتحقین بهذه البرامج، یکون لها تأثیراته المستقبلیة على نمطهم فی الحیاة والتعایش داخل مجتمعاتهم.

وربما یؤکد الخلاصة السابقة، أنّ"التعلیم الأجنبی مَثّل على امتداد التاریخ والتجربة الانسانیة العربیة أداة من أدوات الغزو والتغییر الثقافی، وذلک لارتباطه الثقافی                 بمسارات ثقافیة وتربویة مفارقة لمعطیات الهویة الثقافیة فی العالم العربی                       (وطفة، والمطوع،2008، ص15). وفى هذا السیاق یرى " عبد الجبار" أنّ المدارس الأجنبیة رغم تمیزها فی طرائق التدریس وجاذبیة مناهجها وأسلوب إدارة العملیة التعلیمیة والتربویة فیها، إلاً أنها أداة للتغریب وترسیخ هویة ثقافیة وانتماء مغایر للهویة الثقافیة والانتماء للمجتمع العربی والاسلامی، وذلک لأنّ منظومة القیم التی تحتکم إلیها المدارس الأجنبیة مغایرة لقیم المجتمع الاسلامی (حسن، 2003، ص72).

وتزداد خطورة دور التعلیم الأجنبی فی التغییر الثقافی مع التوجه العالمی لبعض القوى الکبرى صاحبة هذه المناهج للتغییر الناعم فىأسالیب تفکیر وأیدیولوجیات بعض الشعوب،تحت مسمیات من قبیل: تشکیل قیم المواطنة العالمیة، وبناء الوعى متعدد الثقافات، وتشکیل الأفق العالمی، وغیرها من المفاهیم التی لا تخلو من التأثیر الثقافی.

وإذا کانت سیاسة التعلیم هی الموجهات العامة للنظام التعلیمی، یشتق منها أهدافه العامة والفرعیة لکل مرحلة من مراحله، وهى الاطار الذى تنتظم حوله مناهج التعلیم وأنشطته. لذلک فإن موافقة نظام أو برنامج تعلیمی ما لسیاسة التعلیم، یعنى فیما یعنیه أن یحقق البرنامج التعلیمی أهداف المرحلة أو المراحل التعلیمیة التی یُدرس فیها. وعلیه یمکن تقییم تجربة البرامج التعلیمیة الدولیة ومدى تأثیرها فی الهویة الثقافیة والانتماء الوطنی لطلابها من خلال الوقوف على مدى تحقیق هذه البرامج لأهداف المرحلة التی تقدم فیها.

مشکلة البحث:                        

تزاید فی الآونة الأخیرة بالمملکة العربیة السعودیة عدد المدارس الأهلیة المطبقة للبرامج التعلیمیة الدولیة، وهذه المدارس رغم ما تقدمه من برامج تعلیمیة ذات سمعة عالمیة، إلا أنها برامج تعلیمیة أجنبیة، تقع فی اطار التعلیم الأجنبی الذى حذرت منه الکثیر من الدراسات العلمیة الخلیجیة والعربیة، حیث أشارت هذه الدراسات إلى أنّ البرامج التعلیمیة الأجنبیة لها تأثیراتها السلبیة على الهویة الثقافیة والانتماء الوطنی للطلاب الملتحقین بها.

ومن هذه الدراسات، دراسة بدران (1985، ص28) والتی أشارت إلى أنّ التعلیم الأجنبی یمثل أحد آلیات التبعیة الثقافیة، حیث یکرس هذا النوع من التعلیم المفاهیم والقیم الغربیة ویخلق شخصیات داخل الوطن تنتمی فی جملتها إلى قیم وثقافة البلد الأجنبی الذى تعلم مناهجه وأتقن لغته. ویؤکد سکران (2010، ص415)أنّ المدارس الأجنبیة وما تدرسه من مناهج أجنبیة ومن خلال معلمین أجانب باتت تشکل تهدیدا للثقافة والهویة القومیة.ویرى وطفة والمطوع (2008، ص 17) أنّ الثقافة التی تبثها هذه المدارس والقیم التی تؤصلها ترتبط إشکالیا فی أغلبها بالواقع الثقافی والأیدیولوجی للدول الغربیة وما زالت تشکل منصة ثقافیة أیدیولوجیة لثقافة غربیة بمضامین أیدیولوجیة غامضة.

ویرى "الأغا" أنّه إذا کانت العقیدة الاسلامیة والعروبة من مصادر اشتقاق أهداف التعلیم فی دول الخلیج ، فإنّ مناهج المدارس الأجنبیة قد لا تتضمن تلک الأهداف، وهذا ما یؤثر سلبا على توجهات وأهداف السیاسة التربویة للتعلیم الحکومی، حیث یراعی منهج أیة دولة القیم والاعتقادات فی تلک الدولة(حسن، 2003، ص).

وفى واقع البرامج التعلیمیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة السعودیة، توصلت الإدارة العامة للمناهج (1434 هـ.) إلى أنّ بعض المدارس الأهلیة المطبقة لبرامج دولیة لا تلتزم بتدریس مواد التربیة الإسلامیة واللغة العربیة والعلوم الاجتماعیة وفق خطط ومنهج الوزارة، ووجود مناهج تتعارض مع قیم وثوابت المملکة العربیة السعودیة وخاصة فی مناهج الدراسات الاجتماعیة فی السلسة الأجنبیة فی بعض المدارس .کما أنّ معظم المقررات فی البرامج الدولیة لا تعزز الهویة الوطنیة وقیم الدین الاسلامی.

وفى ضوء مؤشرات الواقع، وتنامی الطلب على هذه البرامج، أصبح الحدیث عنها، لیس حول الاتفاق أو الاختلاف على وجودها، أو مشروعیة هذا الوجود، وإنما کما یرى عبد الناصر(2009، ص 278) حول کیفیة ترشید أدائها، للتقلیل من الآثار السلبیة لتلک المدارس على الأفراد والمجتمع من ناحیة، ولتعظیم الاستفادة منها فی تطویر مهارات الأفراد الملتحقین بها من ناحیة أخرى.

لذلک یأتی هذا البحث للوقوف على مدى تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة لأهداف التعلیم السعودی وبخاصة فى المرحلة الابتدائیة، لکون هذه المرحلة اللبنة الأولى التى یتم البناء علیها لترسیخ وتشکیل الهویة الثقافیة والانتماء الوطنی لدى طلاب التعلیم بالمملکة، ولکون أهداف المرحلة الابتدائیة تترجم ملامح الهویة الثقافیة التی تؤسسها سیاسة التعلیم فی المملکة، ویمکن بلورة مسعى البحث من خلال الإجابة على               الأسئلة التالیة :

-   ما جوانب تأثیر البرامج التعلیمیة الدولیة على الهویة الثقافیة للطلاب الملتحقین بها؟.

-  ما مدى تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة لأهداف التعلیم بالمملکة العربیة السعودیة ؟.

-  ما الآلیات المقترحة لتوجیه البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة للتوافق مع سیاسة وأهداف التعلیم السعودی؟.

أهداف البحث:

سعى البحث الحالی لتقویم البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة فی ضوء أهداف التعلیم السعودی، ومن أجل تحقیق هذا الهدف العام، وحتى تتکامل البنیة الفکریة والمفاهیمیة للبحث، کانت الأهداف الفرعیة للبحث کالتالی:الوقوف على دور التعلیم فی تعزیز الهویة الثقافیة، وتأثیر البرامج التعلیمیة الدولیة فی الهویة الثقافیة، وطبیعة التعلیم الأهلی فی المملکة العربیة السعودیة، والتعرف على مدى تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة لأهداف المرحلة الابتدائیة، وتحدید بعض الآلیات المقترحة لتوجیه البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة للتوافق مع سیاسة وأهداف التعلیم السعودی.

أهمیة البحث:

انبثقت أهمیة البحث الحالی من أهمیة التعرف على مدى مواءمة البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة لسیاسة وأهداف التعلیم فی المملکة،  وبخاصة فی ضوء ثلاثة اعتبارات رئیسة، هی: دور التعلیم فی تشکیل الهویة الثقافیة وبناء المنظومة القیمیة لأبناء المجتمع، وما یسببه القصور فی أداء هذا الدور من تأثیر على الانتماء الوطنی على المدى القصیر والطویل، الخبرات والتجارب العالمیة والعربیة السابقة والتی أشارت إلى وجود تأثیر واضح للمناهج التعلیمیة الأجنبیة على شخصیات الطلاب وهویاتهم الثقافیة وأسلوب تفکیرهم ونمط حیاتهم، والتوسع المحتمل فى المدارس الخاصة التی تقدم برامج تعلیمیة دولیة بالمملکة العربیة السعودیة.

وتأتی أهمیة البحث کذلک من أوجه الاستفادة المحتملة من نتائجه، فقد یستفید من نتائج هذا البحث متخذی القرار التربوی والمسؤولین عن التعلیم فی وزارة التعلیم، وإدارة التعلیم الأهلی والأجنبی، فی الوقوف على واقع تحقیق المدارس الأهلیة المطبقة للبرامج التعلیمیة الدولیة لأهداف التعلیم بالمرحلة الابتدائیة، وبناءً علیه اتخاذ القرارات الکفیلة بتوجیه هذه البرامج لتحقیق سیاسة وأهداف التعلیم فی المملکة.

حدود البحث:

تحددت حدود البحث الحالی فیما یلی :

-الحدود الموضوعیة: اقتصر البحث الحالی على تحدید مدى تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة لأهداف التعلیم السعودی فى المرحلة الابتدائیة، ووضع مجموعة من الآلیات المقترحة لتوجیه مسار هذه البرامج لتحقیق سیاسة التعلیم بالمملکة.

-الحدود المکانیة: اقتصر البحث الحالی على المدارس الأهلیة المطبقة للبرامج التعلیمیة الدولیة والتی تقبل الطلاب السعودیین وذلک بمدینة جدة.

-الحدود البشریة: اقتصر تطبیق أداة البحث على معلمی وأولیاء أمور طلاب المدارس الأهلیة المطبقة للبرامج التعلیمیة الدولیة.

-الحدود الزمنیة: طبقت أداة هذا البحث فی الفصل الدراسی الثانی من العام الدراسی 1435-1436 هــ.

مصطلحات البحث:

تُعرف لائحة تنظیم المدارس الأهلیة الصادرة فی 13/8/1395هـ فی المادة الأولى، المدرسة الأهلیة بأنها: کل منشأة غیر حکومیة تقوم بأی نوع من أنواع التعلیم العام أو الخاص قبل مرحلة التعلیم العالی.

وتُعرف القواعد التنظیمیة للبرامج التعلیمیة الدولیة الصادرة عام 1430 هـ.، البرامج التعلیمیة الدولیة، بأنها: "برامج تعلیمیة مُجازة دولیا، تختلف فی محتواها أو مقرراتها أو طرق تدریسها أو نشاطاتها أو لغة تعلیمها أو خطتها الدراسیة أو أسالیب تقویمها عن تلک المطبقة فی التعلیم الحکومی وتحقق أهداف سیاسة التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة".

ویصطلح على تسمیة المدارس التی تقدم برامج تعلیمیة دولیة اسم المدارس الدولیة، ویعرفها بلاک وارمسترونغ Black &Armstrong (1995, p.27) بأنها: تلک المدارس المستقلة عن أی نظام وطنی للتعلیم ، والتی تقدم منهجا مختلفا عن ذلک المنهج الذى یقدم فی البلد المضیف لها.

ویعرف  Techavijit (2007, p.1) المدارس الدولیة بأنها: تلک المدارس التی یمثل فیها الطلاب والمعلمین أصول ثقافیة وعرقیة متنوعة، والتی تقدم منهج مقبول دولیا، وتغلب علیه النزعة الدولیة أکثر من النزعة الوطنیة. ویرى أنّ مثل هذه المدارس: تخدم مجتمع متنوع من المغتربین والمحلیین، وتجذب الطلاب من کافة أنحاء العالم، وهی مدارس خاصة یحکمها مجلس أمناء یشارک فیه أولیاء أمور الطلاب، والالتحاق بها فی الغالب مقابل دفع مصروفات أو بعض المنح الدراسیة.

وعلیه یعرف الباحثان لأغراض هذا البحث المدارس الأهلیة المطبقة للبرامج التعلیمیة الدولیة، بأنها: المدارس التی تقدم برامج تعلیمیة مُجازة دولیا، تختلف فی محتواها أو فى خطتها الدراسیة أو فى لغة تعلیمها أو فى أسالیب تقویمها عن تلک المطبقة فی التعلیم الحکومی،وتأخذ بالاعتبار بعض ضوابط سیاسة التعلیم فی المملکة، ویلتحق بها الطلاب السعودیین وغیر السعودیین على السواء.

منهج البحث وخطته:

على ضوء طبیعة البحث فإنّ المنهج الوصفی التحلیلی هو المنهج الملائم للسیر قدما نحو تحقیق أهداف البحث، حیث یمکن من خلال المنهج الوصفی التحلیلی، معالجة الاطار الفکری والشق المیدانی للبحث، وذلک وفقا للخطوات التالیة:

1-     استعراض وتحلیل الدراسات السابقة ذات الصلة بالمدارس الدولیة وما تقدمه من برامج تعلیمیة دولیة.

2-     تحلیل الإطار النظری، والمتمثل فی: ملامح سیاسة التعلیم، وطبیعة التعلیم الأهلی فی المملکة، تأثیر البرامج التعلیمیة الدولیة على الهویة الثقافیة،  وخبرات بعض الدول فی مواجهة تأثیر البرامج التعلیمیة الدولیة على الهویة الثقافیة.

3-     إجراء دراسة میدانیة للوقوف على مدى تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فى بعض المدارس الأهلیة لأهداف المرحلة الابتدائیة وذلک من وجهة نظر المعلمین وأولیاء أمور طلاب هذه البرامج.

4-     وضع مجموعة من الآلیات المقترحة للحفاظ على وصیانة الهویة الثقافیة للطلاب السعودیین الملتحقین بالبرامج التعلیمیة الدولیة.

الدراسات السابقة:

من خلال مسح الدراسات السابقة التی عالجت موضوع البرامج التعلیمیة الدولیة، وجد الباحثان ندرة فی الدراسات السعودیة فی هذا المجال، وتنوعا ملحوظا فی الدراسات العربیة والأجنبیة، ولقد تنوعت أهداف هذه الدراسات، فمنها دراسات حاولت التعرف على أسباب تفضیل أولیاء أمور الطلاب للبرامج التعلیمیة الدولیة،  حیث أظهرت دراسة سونغSong   (, p.1362013) أنّ الظروف الاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة التی أحدثتها قوى العولمة بالإضافة إلى المطالب التعلیمیة للنخبة الکوریة الجنوبیة، ساهمت فی توسع المدارس الدولیة فی تقدیم التعلیم العالمی الخاص للکوریین، وتوصلت الدراسة إلى أنّ دور اللغة الانجلیزیة واضحا فی هذه المدارس کواحدة من الضرورات الرئیسة للرأسمالیة العالمیة، وهذه اللغة لها تأثیراتها على التعلیم وسوق العمل فی کوریا الجنوبیة .

وتوصلت دراسة لو؛ وماکدویل، وفیدرLaw; McDowall, and Feder (2012) من خلال اجراء المقابلات وتطبیق استبانة على مجموعة من أولیاء أمور طلاب المدارس الابتدائیة فی استرالیا، إلى أنّ هناک العدید من الأسباب لتفضیل أولیاء أمور الطلاب إلحاق أبناءهم ببرنامج البکالوریا الدولیة، منها: احراز المهارات، جودة التدریس، والاتساق فی المناهج. وتوصلت دراسة وطفة والمطوع (2008) من خلال المنهج الوصفی واستبانة موجهة لأولیاء أمور طلاب المرحلة الابتدائیة الملتحقین بالمدارس الأجنبیة الخاصة فی الکویت إلى أنّ هناک ثلاثة أهداف رئیسة یسعى الیها أولیاء أمور الطلاب من تسجیل أطفالهم فی تلک المدارس، هی: بناء شخصیة الطفل عقلیا ونفسیا، وتمکین الطفل من اللغة الانجلیزیة، وحمایة الطفل من التأثیر السلبی لنظام التعلیم الحکومی.

 

 ومن الملاحظ أنّ هناک تشابه بین الدول فى أسباب نشأة وتطور البرامج التعلیمیة الدولیة، حیث بدأت لسد احتیاجات المهاجرین والمغتربین، ولکنها سرعان ما امتدت لتصل إلى أبناء الدولة المضیفة لهذه المدارس لأسباب کثیرة یأتی من أهمها العولمة وإرتفاع المستوى الثقافی والتعلیمی والاقتصادی لدى أفراد المجتمع.

وللکشف عن تأثیرات هذه البرامج التعلیمیة الدولیة على شخصیات طلابها، سعت دراسة الروبی (2013) للتحقق من العلاقة بین الإحساس بالهویة والانتماء بین طلاب المدارس الحکومیة والدولیة فی المرحلة الثانویة، وتوصلت الدراسة إلى أنّ طلاب المدارس الحکومیة والدولیة على السواء یتمتعون بدرجة مقبولة من الاحساس بالهویة وکذلک بالانتماء، ووجود علاقة ارتباطیة دالة احصائیا بین احساسهم بالهویة وشعورهم بالانتماء وذلک لکل من طلاب المدارس الحکومیة والدولیة على حدة. ومن خلال المنهج الوصفی والوثائقی توصلت دراسة عبد الرازق (2012) إلى أنّ المدارس الأجنبیة الدولیة تنزع الطالب من سیاقه الثقافی والتاریخی والوطنی، وتجعل ارتباطه لیس لبلده الذى نشأ فیه وانما للغرب والثقافة الغربیة، کما أنّ هذه المدارس تضعف لدیه الانتماء والاحساس بالهویة الوطنیة، کذلک تضعف من التمسک بالعقیدة الدینیة، ومن تمسکه باللغة العربیة .

وفی ریو دی جانیرو، حاولت دراسة باجنالBagnall (2012) التعرف على قابلیة مفاهیم الهویة والوطن للتغییر لدى طلاب المدارس الدولیة، ومن خلال تحلیل الأدبیات واجراء المقابلات مع الطلاب وتحلیل متأنی بالفیدیو، توصلت الدراسة إلى ثلاث مجموعات متمیزة من الطلاب: الأولى، على درایة کافیة بأوطانهم التی جاءوا منها وتترسخ لدیهم الهویة الوطنیة، والثانیة: تختلط لدیها الوطنیة والعالمیة، والأخیرة، تترسخ لدیها الهویة العالمیة بدلا من الهویة الوطنیة. ولتحدید مدى اتفاق أهداف المدارس الدولیة مع النماذج المهیمنة لمفهوم الکونیة والمواطنة العالمیة، قام هایدنHayden (2012, p.5) بتحلیل البیانات المهمة لعدد سبعة وستون مدرسة دولیة، وأظهرت النتائج رغم أنّ المیل السائد فی المدارس الدولیة نحو التنمیة المعرفیة والأکادیمیة، إلاً أنها أیضا تحتوى عددا ذات مغزى من خصائص المواطنة العالمیة، والتوجه نحو تطویر اتجاهات وعواطف التفاهم بین الثقافات والطرق الکونیة للهویة وأسلوب الحیاة.

ومن خلال خلیط من الأدوات: الاستبانة، المقابلات، وتحلیل المحتوى، توصلت دراسة ملحم (2011) إلى أنّ طلاب المدارس الخاصة المطبقة لنظام التعلیم الأجنبی، یغلب علیهم الضعف فی اللغة العربیة، والجهل بالتاریخ العربی والاسلامی، والضعف الواضح فی الهویة الثقافیة والانتماء للمجتمع الأردنی، وتمجید القیم الغربیة والمیل الواضح للحیاة والدراسة فی الغرب.

ومن خلال منهجیة علمیة واحدة تمثلت فی تحلیل محتوى بعض کتب التاریخ بالمدارس الأجنبیة الخاصة بدولة الامارات العربیة المتحدة، توصلت دراسةحتاملة(2002) إلى وجود تعمد واضح لتشویة الحقائق واظهار العرب والفلسطینیین کشخصیات عدوانیة داعیة للحرب والدمار والارهاب، وإظهارهم بالمهزومین واظهار اسرائیل بالقوة والانتصار، واظهار الإسرائیلیین على أنهم ضحایا لعدوان وهمجیة العرب، ولذلک فحروبهم وهجماتهم بمثابة رد فعل ودفاع مشروع عن النفس. وتوصلت دراسة حتاملة الثانیة (2010) إلى عملیة تشویه متعمد للحقائق التاریخیة واظهار الحملات الصلیبیة على أنّها ذات أهداف دینیة بحتة واغفال أطماع الصلیبین الدنیویة والسیاسیة فی العالم الاسلامی، وإعطاء مشروعیة لهذه الحملات. وأوصت الدراسة بتعدیل کتب التاریخ بما یتفق مع الحقائق التاریخیة.

ومن خلال استعراض الواقع والسیاق التاریخی للمدارس الأجنبیة فی البحرین توصلت دراسة البداح (2009) إلى أنّ أنشطة ومناهج المدارس الأجنبیة تشتمل على آثار سلبیة خطیرة على الهویة العربیة یجب التصدی لها، خاصة أنها تسعى لترسیخ السلوک الغربی وتمس المعتقد والأخلاق واللغة. وحول دور المدارس الدولیة کأداة من أدوات التغییر والتحول الاجتماعی فی البلدان النامیة، استخدمت دراسة دان وادواردEdwards&Dunne (2010, p.24) أسلوب دراسة الحالة لمدرستین من المدارس الدولیة فی الفلبین، ولقد وجدت الدراسة أنّ هناک اتجاه سائد بین طلاب هاتین المدرستین حول أهمیة التغییر الاجتماعی ودورهم فی احراز هذا التغییر.

وفیما یتعلق بالتأثیرات السلبیة للبرامج التعلیمیة الدولیة أشارت دراسة وطفة والمطوع (2008) سالفة الذکر أنّ أبرز سلبیات هذه المدارس تحولها إلى مؤسسات ربحیة، والتأثیر السلبی التغریبی، وضعف الوازع الدینی الإسلامی، وبالإضافة لذلک أشارت الدراسة إلى وجود ایجابیات لهذه البرامج من وجهة نظر أولیاء أمور الطلاب، منها: تمیز المدارس الأجنبیة فیما یتعلق بإدارة التفاعل مع ذوی الطلاب، وبناء نسق من العلاقات التربویة الفعالة داخل المدرسة، وتمکین أطفالهم فی المستقبل من تبوء أفضل الوظائف والمهن، والانتساب لأفضل الفروع العلمیة فی الجامعة.

وسعت دراسة کنانوبیکرKanan&Baker (2006, p.251) لمعرفة تأثیر المدارس الدولیة على تصور طلابها من القطریین للهویة الفردیة والجماعیة، والطموحات المهنیة، ونوع ومکان الجامعة التی یرغبون الالتحاق بها، وأظهرت النتائج أنّ طلاب المدارس الدولیة یختلفون عن نظرائهم فی المدارس العامة فی الطریقة التی ینظرون فیها إلى أنفسهم وخیاراتهم المهنیة . وفى دراسة أخرى لبیکر وکنانBaker&Kanan2005, p.333)) فى دولة قطر أیضا، سعت للتعرف على تأثیر نوع المدرسة (دولیة - حکومیة)، وجنس الطلاب على العقلیة أو الأفق الدولی لهم، وکشفت النتائج عدم وجود فروق دالة احصائیا فی الأفق الدولی بین الطلاب تعزى إلى نوع المدرسة، وفى الوعى بالثقافات الأخرى کان الطلاب الذین یدرسون فی مدارس دولیة أعلى من زملائهم فی المدارس العامة، وکانت الفروق لصالح الطالبات مقارنة بالطلاب الذکور فی الأفق الدولی.

ولقد تنوعت الدراسات التی استخدمت منهجیة التحلیل المقارن لخبرات بعض الدول والاستفادة منها فی تطویر المدارس الدولیة فی البلاد العربیة، فمن خلال التحلیل المقارن والتفسیری لسیاسات المناهج فی المدارس الدولیة فی الیابان وفرنسا، أوصت دراسة عبدالله (2011) بضرورة تدریس مقررات اللغة العربیة والتربیة الدینیة، والتاریخ الوطنی والجغرافیا المحلیة فی المدارس الدولیة المصریة بما یمکن طلابها من اللغة العربیة، ومن أساسیات الثقافة القومیة للمجتمع المصری. ومن خلال المنهج المقارن لخبرات دولیة، طرحت دراسة عبد الناصر (2009) عدداً من المقترحات منها: أهمیة تحرک وزارة التربیة والتعلیم لتعزیز التوازن فی ثقافة طلاب المدارس الدولیة بین الثقافة المحلیة والثقافة الأجنبیة، وضرورة أن یکون المعلمون العاملون بهذه المدارس من المصریین، وفى حالة استقدام معلمین أجانب یجب أن تکون الغلبة للمصریین بالمدرسة، وأن یُلزم المعلم الأجنبی بتعلم اللغة العربیة، وأن یکون مؤهلا للتعامل مع طلاب وزملاء ینتمون لثقافات أخرى.

 

ومن خلال العرض والتحلیل السابق لبعض الدراسات السابقة حول المدارس الدولیة والأجنبیة فی بعض البلدان العربیة والغربیة، یتضح أنّ هذه المدارس تتعدد عوامل الجذب فیها، إذ أنها تقدم مناهجها بطرق مغایرة تستجیب لاحتیاجات الطلاب وتعودهم التعلم الذاتی، وتتسم بجودة عملیات التعلم والتعلیم، ولکن الخطاب التربوی العام فی المدارس الدولیة یعزز المیل نحو مفهوم الکونیة والمواطنة العالمیة على حساب النزعة الوطنیة، والارتباط بالأرض والوطن. کما أنّ التهمیش الواضح للمقررات التی تعزز الهویة الثقافیة فی هذه المدارس یسهم فی اضعاف تلک الهویة لدى الطلاب ویجعل انتماءهم وثقافتهم أکثر تعلقا بالغرب.

ومن الملاحظ أنّ الدراسة الحالیة اتفقت على نحو ما مع بعض الدراسات السابقة فی سعیها للوقوف على تأثیر البرامج التعلیمیة الدولیة على الهویة الثقافیة لطلابها، إلا أنها اختلفت عنها فی المُدخل، حیث سعت لذلک من خلال تحدید مدى تحقیق هذه المدارس لأهداف المرحلة التعلیمیة وفقا لسیاسة التعلیم فی المملکة، باعتبار أنّ جوهر أهداف المرحلة، هو تعزیز الهویة الثقافیة والانتماء.

واقعال برامج التعلیمیة الدولیة:

تتنوع البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة على المستوى العالمی، وهذه البرامج تقدمها مؤسسات تعلیمیة خاصة، یطلق علیها فی الغالب المدارس الدولیة، تُدرس برامج تعلیمیة مأخوذة من مجتمعات أخرى، کالمنهج البریطانی، أو الأمریکی، أو الفرنسی، ... وهذه البرامج لسمعتها العالمیة، اکتسبت قبول على المستوى الدولی، وتُقدم هذه البرامج بعدة لغات أجنبیة کاللغة الانجلیزیة والفرنسیة والألمانیة والروسیة وغیرها، وإن کانت الغلبة للغة الانجلیزیة، حیث یمثل تعلم اللغة الانجلیزیة أحد أسباب الالتحاق بهذه البرامج فی بعض البلدان غیر الناطقة بها.

وهذه البرامج الدولیة یمکن أن تقدم لکافة مراحل التعلیم قبل الجامعی، من مرحلة ما قبل المدرسة وحتى الصف الثانی عشر، ویمکن أن تخص المرحلة الثانویة والاعداد للجامعة، ومن البرامج الأکثر شهرة دولیا، دبلوما البکالوریا الدولیةInternational Baccalauréat Diplôma Programme (IBDP)، وهو برنامج تقدمه منظمة البکالوریا الدولیة، فی أکثر من 3000 مدرسة فی 138 دولة(Law; McDowall, and Feder, 2012, p.296). وفى المنهج الأمریکی تشتهر شهادة الدبلوما الأمریکیة American Diploma ، وهى شهادة الثانویة العامة، والتی تؤهل للالتحاق بالجامعات الأمریکیة وهی تعتمد على اختبارات SAT ذات الشهرة الدولیة. وفى المنهج البریطانی تلقى الشهادة الدولیة العامة للتعلیم الثانوی المعروفة عالمیا بمسمى (IGCSE) International General Certificate of Secondary Education شهرة عالمیة، وما یتلوها من مستویات متقدمة للإعداد للجامعات وتعتمد هذه الشهادة وملحقاتها على الاختبارات الدولیة لجامعة کامبردج (CIS) ذات السمعة الدولیة (Eason; Reach&Sismey, 2004, PP.53-55).

وفى المملکة العربیة السعودیة، یوجد تنوع کبیر فی البرامج التعلیمیة الأجنبیة التی تقدم، نتیجة لوجود عدد کبیر من العمالة الوافدة والمقیمین، فهناک نمط من المدارس یقدم تعلیم للجالیات، کالجالیة الهندیة، والإندونیسیة،...وهناک نوع من المدارس تسمى بالمدارس العالمیة والتی تقدم برامج تعلیمیة دولیة کالمنهج البریطانی، والأمریکی، والبکالوریا الدولیة وغیرها، وهذه البرامج لا یلتحق بها الطلاب السعودیین الا فی حالات الضرورة وبموافقة الجهات المختصة.

 وهناک برامج تعلیمیة دولیة، تقدمها بعض المدارس الأهلیة مصرح التحاق الطلاب السعودیین بها، وتعلن إدارات التعلیم مع بدایة کل عام دراسی هذه المدارس، ومن أکثر البرامج التعلیمیة الدولیة انتشارا بهذه المدارس، البرنامج الأمریکی، والبرنامج البریطانی، وتلزم وزارة التعلیم هذه المدارس بتدریس مواد اللغة العربیة، والتربیة الاسلامیة، والعلوم الاجتماعیة وفق المناهج المقررة فی التعلیم العام بالمملکة.

ولقد انتشرت المدارس الدولیة بدرجة ملحوظة عالمیاً مع مطلع القرن الحادی والعشرین،  ووفقا للتقریر العالمی للمجموعة الاستشاریة للمدارس الدولیة(ISC)، فإنّ أسباب التوسع فی هذا النوع من المدارس مازالت قائمة، ما یبشر بتوسع کبیر خلال الخمس سنوات القادمة(ISC, 2014). وفى منطقة الخلیج العربی سجلت المدارس الدولیة ازدهارا واضحا، إذ یقدر عدد طلابها بحوالی ملیون طالب موزعین على 982 مدرسة ، یدفعون حوالى 6 ملیارات دولار رسوما سنویا، ولقد کان أکبر عدد للمدارس فى دولة الامارات العربیة المتحدة حیث بلغ عددها 439 مدرسة، وفى المرتبة الثانیة المملکة العربیة السعودیة 195 مدرسة، وفى قطر 130 مدرسة، وفى الکویت 80 مدرسة، وفى عُمان 58 مدرسة(جریدة الحیاة، 12/8/2014).

وفى المملکة العربیة السعودیة بلغ عدد طلاب المدارس الدولیة فى العام الدراسی 2013-2014 عدد (208.717) طالب یدرسون فى 195 مدرسة ، ویعمل فیها (16.586) من المعلمین والعاملین وتحتل المملکة المرتبة الثانیة فى أعداد المدارس والطلاب والعاملین مقارنة بدول الخلیج الأخرى، یوضح ذلک الجدول التالی:

جدول (1)

أعداد المدارس الدولیة والعاملین فیها وطلابها فى بعض دول الخلیج العربی للعام 2013-20014

م

الدولة

عدد المدارس

العاملین

الطلاب

1

الامارات العربیة المتحدة

436

28.597

382.075

2

قطر

130

8.135

103.131

3

المملکة العربیة السعودیة

195

16.586

208.717

4

الکویت

80

7.678

89.278

5

عُمان

58

3.911

59.048

Source: International School Consultancy Group (ISC), 2014.

وعلى مستوى محافظة جدة التی یقطن فیها خمس سکان المملکة من السعودیین تقریبا، یتزاید عاما بعد عام الطلب الاجتماعی على البرامج التعلیمیة الدولیة، ولقد زاد عدد المدارس الأهلیة المطبقة للبرامج التعلیمیة الدولیة والمرخص لها بقبول الطلاب السعودیین من (12) مدرسة عام 1433/1434 هــ إلى (17) مدرسة فی العام الدراسی1436/1437 هـ.، وهذه المدارس تقدم المنهج الأمریکی أو المنهج البریطانی وکانت الغلبة لعدد المدارس التی تقدم المنهج الأمریکی، حیث وصل عددها فی العام الأخیر(12) مدرسة، وکانت المدارس الخمس (5) الباقیة للمنهج البریطانی(احصاءات الإدارة العامة للتعلیم فی                محافظة جدة).

دور التعلیم فی تعزیز الهویة الثقافیة:

تشیرالهُوِیة لغة إلى حقیقة الشیء من حیث تمیزه على غیره... وبقائه ثابتا دائما بالرغم مما یطرأ علیه من تغیرات، فالجوهر هو هو وإن تغیرت أعراضه (مجمع اللغة العربیة،1983، ص ص207-208). وتمثل الهویة الثقافیة اصطلاحا، جمیع السمات الممیزة للأفراد کالّلغة والدین والتاریخ والعادات والتقالید والقیم وأنماط العلاقات الاجتماعیة وطرائق التفکیر وسبل السلوک والتصرف وغیرها مما یحفظ للجماعة شخصیتها المتجددة عبر العصور وتمیزها عن غیرها من الأمم (الضبع، 2008، ص 1138).

والهویة الثقافیة بهذا المعنى من الجوانب الممیزة للجماعات والشعوب، والتی تجعلهم متفردین متمایزین عن غیرهم، وهذه الهویة لیست مکوناً ثابتاً لا یطرأ علیه التغییر، ولکنها تحمل بین طیاتها ومن معالم قوتها قدرتها على النمو والتطور، مع الاحتفاظ بالثوابت الأصیلة وبما یجعلها قادرة على اشباع حاجات أصحابها على الدوام.یرىهنتنجتون (1999، ص39) أنّ أهمیة الهویة تکمن فی أنها تجعل الناس یعرفون أنفسهم على ضوء المواصفات التی تمیزهم عن غیرهم من البشر، فالناس یعرفون أنفسهم من خلال النسب والدین واللغة والتاریخ والقیم والعادات والمؤسسات الاجتماعیة، ویتطابقون مع الجماعات الثقافیة ومع الحضارات على المستوى الأکبر.

ویتضح ما سبق أنّ الهویة الثقافیة تتشکل استنادا إلى مجموعة من الرکائز، منها: اللغة، والدین والتاریخ والتقالید وطرائق التفکیر، وتأخذ الهویة طابعها الممیز على ضوء الکیفیة التی تتفاعل بها وترتبط هذه الرکائز، وفى ذلک یرى عبد الفتاح ( 2005، ص1038) أنّ الثلاثیة المهمة التی تُشکل أهم مصادر ترسیخ الهویة، هی: اللغة، التاریخ، والدین، وما ارتبط بذلک من عملیات تنشئة متنوعة وممتدة. ویری هنتنغتون (1999، ص98) أنّ اللغة والدین هما العنصران الرئیسیان فی أی ثقافة أو حضارة.

ویعتبر التعلیم من أهم وسائط التنشئة والتطبیع الاجتماعی التی یمکنها ترسیخ الهویة الثقافیة لدى أفراد المجتمع وبخاصة النشء منهم، وذلک لقدرته على ترسیخ المفاهیم والقیم الدینیة والوطنیة، والمعتقدات والقناعات الثقافیة، وفقا لمنظور الانفتاح المنضبط على ثقافات الشعوب وفقا لآلیات التبادل الحضاری السلیم. وتأتی أهمیة دور التعلیم فی الحفاظ على الهویة الثقافیة من خطورة التحدیات التی تواجه الهویة الثقافیة العربیة والاسلامیة عامة، والهویة السعودیة خاصة، فی ضوء المزاعم المتنامیة بأنّ مناهج التعلیم وأسالیب التربیة والتنشئة فی المملکة تسهم فی تنامی التطرف والارهاب. یرى هنتنغتون (1999) أنّ الحفاظ على الهویات الوطنیة وصیانتها من التذویب والاضعاف، وعوامل التشکیک، أحد التحدیات التی تواجه الأمم والشعوب الآن وفى المستقبل.

 

إنّ التعلیم بمناهجه وأسالیبه یمثل أبرز أدوات التغییر الناعم والتی ثبت تأثیرها الناجح فی تغییر عقلیات الشعوب وهویاتهم الثقافیة، ولذلک تتجه الأنظار للتعلیم مع کل حرکة اصلاح أو تغییر أو إرادة تأثیر على أنماط التفکیر والحیاة فی مجتمع ما. لقد أصبحت أدوات الحروب القادمة ثقافیة بامتیاز فیما یُعرف بالحروب الناعمة والتی من أدواتها                      الاعلام والتعلیم.

وإدراکا لأهمیة دور التعلیم فی تعزیز الهویة الثقافیة لأبناء المجتمع أکدت سیاسة التعلیم فی المملکة على رکائز الهویة الثقافیة، ففی الجانب الدینی العقدی، أشارت سیاسة التعلیم إلى أنّ التعلیم بمناهجه وممارساته علیه أن یؤصل لدى المتعلم السعودی الایمان بالله ربّا وبالإسلام دینا وبمحمد نبیَّا ورسولاً، وأن تکون طریقته فی التفکیر فی مشکلات الحیاة والمجتمع موافقة للتصور الإسلامی الکامل(وزارة المعارف، 1995، ص ص6-7).

وفیما یتعلق بتاریخ الأمة وحضارتها فی الماضی والحاضر، أشارت سیاسة التعلیم إلى أهمیة الارتباط الوثیق والاستفادة من تاریخ وحضارة الأمة الاسلامیة وسیر الأسلاف، وأهمیة ابراز المواقف الخالدة فی تاریخ الاسلام والحضارة الاسلامیة، وتبصیر الطلاب بما لوطنهم من أمجاد إسلامیة تلیدة، وحضارة عالمیة انسانیة عریقة، ومزایا جغرافیة وطبیعیة واقتصادیة، وبما لمکانته من أهمیة بین الأمم.وشجعت سیاسة التعلیم فی المملکة على تزوید الطلاب بالقدر المناسب من المعلومات الثقافیة حول ثروات بلدهم ومواردها الخام، ومرکزها الجغرافی والاقتصادی، ودورها السیاسی القیادی فی الحفاظ على الاسلام والقیام بواجب دعوته، وتنمیة احساس الطلاب بمشکلات مجتمعهم على اختلافها، واعدادهم للإسهام فی حلها(وزارة المعارف، 1995، ص ص 6-11).

ولما کانت "اللغة" من أهم الوسائل التی تتناقل الأجیال بواسطتها الثقافة، لأنها الوعاء الحاوی للثقافة ووسیلة التفکیر الذى یحدد رؤیة العالم ونوامیسه لذلک شکلت معرفتها أهم رکیزة لتحصین الهویة، والذات الشخصیة. فالعلاقة وثیقة بین اللغة والهویة إلى حد یصعب فیه الفصل بینهما، فظاهرة الهویة فی عمومها یمکن أن تفهم باعتبارها ظاهرة لغویة (جوزیف، 2007، ص ص5-32). ولذلک أکدت سیاسة التعلیم فی المملکة على أنّ اللغة العربیة لغة التعلیم فی کافة مواده وجمیع مراحله إلا ما اقتضت الضرورة تعلیمه بلغة أُخرى، وأکدت على تنمیة قدرة المتعلم اللغویة بشتى الوسائل التی تغذى اللغة العربیة وتساعد على تذوقها وإدراک نواحی الجمال فیها أسلوبا وفکرا(وزارة المعارف، 1995، ص 9، 12).

ولعل القارئ لسیاسة التعلیم فی المملکة، ولتعریف البرامج التعلیمیة الدولیة کما هو منصوص علیه فی القواعد التنظیمیة للبرامج التعلیمیة الدولیة، والذى اختتم بعبارة "وتحقق سیاسة التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة" یتبادر إلى ذهنه عدة أسئلة منها: هل البرامج التعلیمیة الدولیة تجعل اللغة العربیة لغة التعلیم فی کافة مواده وجمیع مراحله إلا ما اقتضت الضرورة تعلیمه بلغة أُخرى ؟!، هل تُبَصِر البرامج التعلیمیة الدولیة الطلاب بما لوطنهم من أمجاد اسلامیة، ومزایا جغرافیة وطبیعیة واقتصادیة؟.، هل تنمی احساس الطلاب بمشکلات المجتمع الثقافیة والاقتصادیة والاجتماعیة، وتعدهم للإسهام فی حلها؟.

تأثیر البرامج التعلیمیة الدولیة فی الهویة الثقافیة:

اتضح مما سبق أنّ للتعلیم دوره المؤثر فی تشکیل الهویة الثقافیة لأفراد المجتمع، وأنّ للهویة الثقافیة رکائزها التی تحدد ملامحها واختلافها بین الأفراد والجماعات والشعوب، ومن هذه الرکائز الدین، واللغة، والتاریخ والعادات وأنماط التفکیر...

ولما کان " الدین" من أهم مصادر صیاغة الهویة باعتباره أهم مصادر صیاغة أنساق القیم وتفعیلها فی المجتمعات والحیاة المعاشة (عبد الفتاح، 2005، ص1047) فإنّ ضعف الاهتمام بالتربیة الاسلامیة فی البرامج التعلیمیة الدولیة، أو تقدیم المناهج العلمیة علیها، أو غیاب الرؤیة والمنظور الاسلامی عند تدریس العلوم الطبیعیة فی البرامج التعلیمیة الدولیة، ربما یعنى فیما یعنیه انفصال بین علوم الدین وعلوم الحیاة، وقصور فی فهم شمولیة الإسلام، مما یعنى التأثیر على بناء الهویة الثقافیة الممیزة للطالب السعودی.

وإذا کانت اللغة من أهم أدوات تشکیل العقل الثقافی والتکوین الحضاری وصیاغة الهویة(عبد الفتاح، 2005، ص1038)، فإنّتقدیم البرامج التعلیمیة الدولیة باللغة الانجلیزیة، فى معظم المقررات والممارسات ولغة الحوار والتفاعل داخل الصفوف، یُغلب اللغة الانجلیزیة على اللغة العربیة ویُضعف الأخیرة لدى طلاب هذه البرامج ، وهذا له تأثیر خطیر على الهویة الثقافیة للطلاب السعودیین الملتحقین بها.

ولعل خطورة التدریس باللغة الأجنبیة على الهویة الثقافیة حدا بالیابان إلى تقدیم دروس إضافیة فی اللغة الیابانیة لطلاب البرامج التعلیمیة الدولیة تُمکن الطلاب من اللغة الیابانیة واتقانها تماما، وجعلها تعتمد استخدام لغتین أساسیتین لتدریس البرامج الدولیة، فمثلا یمکن للطلاب الیابانیین دراسة برنامج البکالوریا الدولیة باللغة الیابانیة أو باللغة الانجلیزیة، مع وجود منهج اللغة الیابانیة منهجا اجباریا فی کلا الخیارین. وفى فرنسا تتیح المدارس الدولیة تقدیم برامج ثنائیة اللغة، کما أنّ مقرر اللغة الفرنسیة مقررا اجباریاً لکافة الطلاب المقیدین بالمدارس الدولیة، من الفرنسیین وغیرهم، وتقدم السلطات التربویة الفرنسیة فصول صیفیة لتمکن الطلاب من مهارات استخدام اللغة الفرنسیة(عبدالله، 2011، ص ص755-760). وفى الصین فإنّ البرامج التعلیمیة الدولیة الملحقة بالمدارس الصینیة المحلیة، تعتمد ثنائیة اللغة فی تقدیم البرنامج لتوسیع الخیارات أمام الأجانب والصینین، ویتم تعزیز حب القراءة والقدرة القرائیة للغتین الصینیة والانجلیزیة ویتم التعاون بین معلمی اللغتین من خلال برنامج متکامل، کما یوجد اهتمام بتقدیم الدعم اللغویفی اللغة الصینیة(P.108,2009 Bingham& CIS).

ویؤدی التاریخ دورا مؤثرا فی تشکیل الهویة الثقافیة، فلیست الهویة الثقافیة سمات بیولوجیة یولد بها أفراد مجتمع ما، ولکنها سمات ثقافیة تاریخیة یحققها هؤلاء الأفراد من خلال تفاعلهم مع التاریخ. إن أفراد المجتمع وهم یحسون بذاتیتهم الثقافیة إنما ینطلقون من تاریخ تتفاوت عراقته، ویتباین طوله وإن التقى المجتمع على أهمیته(طعیمه، 1998، ص37) ولقد کان تأکید القواعد التنظیمیة للبرامج التعلیمیة الدولیة على تدریس مادة الدراسات الاجتماعیة وفقا للمنهج السعودی استشعارا بالخطر الذى قد یترتب على تدریس هذه المادة وما تحتویه من معلومات تاریخیة وجغرافیة. ولعل ما أسفرت عنه دراستی حتاملة (2003)، وحتاملة (2010) من وجود عملیة تشویه متعمد فی کتب التاریخ فی المدارس الدولیة فی احدى دول الخلیج، لیدل على خطورة نهج البرامج التعلیمیة الدولیة وتأثیرها المحتمل على الهویة الثقافیة للطلاب الملتحقین بها.

ولعل الخبرة الدولیة فی جانب تدریس التاریخ والجغرافیا فى المدارس الدولیة تشیر إلى اهتمام السلطات التربویة فی کلا من الیابان وفرنسا بتدریس مقرر الدراسات الاجتماعیة للطلاب، بما یؤکد على تاریخ الدولة وجغرافیة المکان، وذلک حتى یتعرف الطلاب على المجتمع، ویکونوا أکثر ارتباطا بتاریخهم وموقعهم الجغرافی وقضایاهم الوطنیة، وتُعقد المقارنات بین تاریخ وجغرافیة البلدان الأخرى مع تاریخ وجغرافیة الدولة (الیابان - فرنسا) لتعزیز الانفتاح على واحترام ثقافات الأخرین(عبدالله، 2011، ص ص755-760). وفى الصین تهتم البرامج التعلیمیة الدولیة المقدمة للصینین بالتاریخ والثقافة الصینیة، وتعمل على تعزیز السلوک الاجتماعی للطلاب، من خلال الاهتمام بخدمة المجتمع عبر المشارکة فی الجمعیات الخیریة(P.101,2009  Bingham& CIS).

وإذا کانت الهویة الثقافیة "تعتنى بتجارب أهلها ومعاناتهم وانتصاراتهم وثقافاتهم"(عدلی،2007، ص88) فإنّ البرامج التعلیمیة الدولیة بما تقوم علیة من مناهج أجنبیة، تقدم باللغة الأجنبیة ومن خلال معلمین معظمهم أجانب، تمثل تجسیداللخبرة والتجربة الغربیة بما فیها من آمال وطموحات وأنماط تفکیر. ورغم ما یقال عن احترام البرامج التعلیمیة الدولیة للتنوع الثقافی واعطاء المساحة الکافیة للتعبیر عن الذات الثقافیة للطلاب،إلاً أنّ التلاقح والتبادل الثقافی ربما لا یتم بدرجةمتوازنة، وبخاصة مع حالة انبهار الانسان العربی بالثقافة الغربیة، فکما یقول "ابن خلدون" (د.ت، ص104) فی المقدمة: "المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب فی شعاره وزیه ونحلته وسائر أحواله وعوائده".

ولقد أشارت العدید من الدراسات السابقة المدرجة بهذا البحث إلى التأثیر الثقافی الواضح للمدارس الدولیة والمناهج الأجنبیة على ثقافة الطلاب وهویاتهم الثقافیة، وأوصت بضرورة اتخاذ الاجراءات الکفیلة بالحفاظ على الطلاب الملتحقین بهذه المدارس من التغریب واضعاف الهویة الثقافیة والانتماء الوطنی، واتضح مما سبق أنّ الکثیر من الدول تأخذ التدابیر اللازمة للحفاظ على الهویة الثقافیة لطلابها الملتحقین بالبرامج التعلیمیة الدولیة.

خصائص النظام التعلیمی فی المملکة:

یتمیز النظام التعلیمی فی المملکة العربیة السعودیة بالعدید من الخصائص الممیزة له عن غیره من النظم التعلیمیة، وهذه الخصائص تجسد طبیعة الدولة السعودیة وقیادتها الدینیة للعالم الاسلامی، وتاریخها السیاسی والاقتصادی، وترکیبتها السکانیة والاجتماعیة، وهذه الخصائص بلورتها ملامح سیاسة التعلیم فی المملکة، ومن المعالم الممیزة لسیاسة التعلیم فى المملکة(المنیع، 1993، ص ص 90-91 ):

-        الاهتمام بالتعلیم الدینی، حیث تشغل المقررات الدراسیة الدینیة نصیبا کبیرا فی الخطة الدراسیة فی مختلف المراحل الدراسیة، وتصل نسبة حصصها فی المرحلة الابتدائیة إلى حوالی 31% من مجموع الحصص الأسبوعیة، وحوالى 24%، 12% فی المرحلتین المتوسطة والثانویة على الترتیب.

-        الفصل بین الجنسین فی کافة مراحل التعلیم، حیث وجدت مدارس مستقلة للذکور ومدارس مستقلة للإناث فی کافة مراحل التعلیم، ونظاما اداریاً مستقلا کذلک لمنع وجود اختلاط بین الجنسین.

-        مجانیة التعلیم الحکومی فی جمیع المراحل الدراسیة، وتخطی ذلک إلى تقدیم الدعم المادی لبعض نوعیات المدارس وبعض فئات المجتمع، حیث تدفع الدولة إعانات نقدیة للطلاب فی بعض نوعیات المدارس والمعاهد المتخصصة وفى الجامعات، وفى بعض المناطق النائیة، کما أنها تدفع إعانات مالیة سنویة للمدارس الأهلیة.

-        إشراف الدولة اشرافا کاملاً على جمیع المدارس سواءً عن طریق وزارة التعلیم بالنسبة لمدارس التعلیم العام للبنین والبنات، ویدخل تحت هذا الاشراف مدارس التعلیم الأهلی وذلک من أجل ضمان  تمشی التعلیم فی البلاد مع سیاسة الدولة وتحقیق الأهداف                 التی وضعتها.

أهداف المرحلة الابتدائیة بالمملکة العربیة السعودیة:

انبثقت أهداف التعلیم فی مراحله المختلفة بالتعلیم السعودی لتعبر عن الأسس العامة لسیاسة التعلیم فی المملکة، ولتشکل الهویة الثقافیة للطالب وفقا لملامح الهویة الثقافیة التی تسعى إلیها سیاسة التعلیم، ومن هذه المراحل المرحلة الابتدائیة، حیث جاءت أهدافها کما یشیر ظفر(1984، ص7) لها طابعا ممیزا وذلک بتأکیدها على المبادئ والقیم الاسلامیة. وتمثلت أهداف المرحلة الابتدائیة فی تسعة أهداف کما یلی(وزارة المعارف، 1995، ص17):

1- تعهد العقیدة الإسلامیة الصحیحة فی نفسه الطفل ورعایته بتربیة إسلامیة متکاملة، فی خلقه، وجسمه، وعقله، ولغته، وانتمائه إلى أمة الإسلام.

2- تدریبه على إقامة الصلاة، وأخذه بآداب السلوک والفضائل.

3- تنمیة المهارات الأساسیة المختلفة وخاصة المهارة اللغویة، والمهارة العددیة، والمهارات الحرکیة.

4- تزویده بالقدر المناسب من المعلومات فی مختلف الموضوعات.

5- تعریفه بنعم الله علیه فی نفسه، وفی بیئته الاجتماعیة والجغرافیة، لیحسن استخدام النِّعَم، وینفع نفسه وبیئته.

6- تربیة ذوقه البدیعی، وتعهد نشاطه الابتکاری، وتنمیة تقدیر العمل الیدوی لدیه.

7- تنمیة وعیه لیدرک ما علیه من الواجبات وماله من الحقوق، فی حدود سنِّه وخصائص المرحلة التی یمر بها، وغرس حب وطنه، والإخلاص لولاة أمره.

8- تولید الرغبة لدیه فی الازدیاد من العلم النافع والعمل الصالح، وتدریبه على الاستفادة من أوقات فراغه.

9-  إعداد الطالب لما یلی هذه المرحلة من مراحل حیاته.

وبنظرة تحلیلیة لهذه الأهداف یتضح أنها مستقاة من الشریعة الإسلامیة وتؤکد على ترسیخ العقیدة والهویة الاسلامیة فى شخصیة الطالب، وعلى مقومات الانتماء الوطنی واحترام النظم الاجتماعیة السائدة وتحمل المسؤولیة فى اطار ادراک الحقوق والواجبات، والتزود بالعلم النافع والمهارات المختلفة التى تؤهل الطالب للتعامل الناجح مع المجتمع وتولد لدیه الرغبة فى الاستزادة من العلم وحسن الانتفاع بوقت الفراغ.

الدراسة المیدانیة للبحث:

سعت الدراسة المیدانیة للبحث للوقوف على مدى تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة فی مدینة جدة لأهداف التعلیم فی المرحلة الابتدائیة، وکانت إجراءاتها ونتائجها کما یلی:

أولاً : عینة البحث.

تمثلت عینة البحث فى (109) مستجیبا منهم (52) معلما من معلمى البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة بمدینة جدة ، (57) ولى أمر طالب بهذه البرامج، وتم اختیارهم بالطریقة العشوائیة.

 

 

ثانیاً: أداة البحث.

تمثلت أداة البحث فى استبانة بهدف التعرف على مدى تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة بمدینة جدة لأهداف المرحلة الابتدائیة، وتم بناء الاستبانة من خلال تحلیل الأهداف التسعة للمرحلة الابتدائیة والاستفادة من الدراسات السابقة ذات الصلة، وتکونت الاستبانة من تسعة أبعاد تمثل أهداف المرحلة، وتضمنت الأبعاد التسعة (53) عبارة تقیس مدى تحقق هذه الأهداف، بالاضافة إلى سؤالین حول الرضا العام لأولیاء أمور الطلاب من التحاق أبنائهم بهذه البرامج. وللتأکد من صلاحیة الاستبانة للتطبیق وامکانیة التعویل على نتائجها، تم التأکد من صدق المحکمین من خلال عرض الاستبانة على ستة محکمین من أساتذة أصول التربیة بالجامعات السعودیة، وتم تعدیل مرئیات المحکمین التی تم الاتفاق علیها. وتم حساب صدق الاتساق الداخلی، حیث جاءت معاملات ارتباط کل عبارة بالبعد (الهدف) الذى تنتمی إلیه، وذلک لجمیع عبارات کل بعد دالة احصائیا عند (0.01) ومحصورة بین (0.62-0.91). وکذلک تم حساب الصدق البنائی، حیث جاءت معاملات ارتباط کل بعد بالمجموع الکلی للأبعاد دالة احصائیا عند (0.01) ومحصورة بین                (0.82- 0.96). وتم حساب معامل ثبات کرونباخ ألفا، حیث جاءت معاملات الثبات لعبارات کل بعد ، وکذلک اجمالی عبارات الأبعاد التسع محصورة بین (0.65- 0.98). وتشیر الاجراءات السابقة وما تمخضت عنه من نتائج إلى صلاحیة الاستبانة للتطبیق وإمکانیة الاعتماد على نتائجها والوثوق بها.

نتائج الدراسة المیدانیة للبحث :

بتحلیل استجابات أفراد عینة البحث وفقا لأهداف البحث، کانت النتائج کالتالی:

-    مدى تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة لأهداف المرحلة الابتدائیة :

من خلال الاستجابة على مؤشرات تحقیق کل هدف وبنظرة اجمالیة جاء ترتیب أهداف المرحلة الابتدائیة من حیث درجة تحققها بالبرامج التعلیمیة الدولیة کما یوضح جدول (2) التالی :

 

 

جدول (2)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لاستجابات عینة البحث حول مدى تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة بمدینة جدة لأهداف المرحلة الابتدائیة

م

الهدف

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

ترتیب

الهدف

مدى

التحقق

1

تعهد العقیدة الإسلامیة الصحیحة فی نفس الطفل ورعایته بتربیة إسلامیة متکاملة فی خلقه وجسمه وعقله ولغته وانتمائه إلى أمة الإسلام.

3.30

0.966

5

متوسط

2

تدریبه على إقامة الصلاة وأخذه بآداب السلوک والفضائل.

3.60

0.861

1

کبیر

3

تنمیة المهارات الأساسیة المختلفة وخاصةً المهارة اللغویة والمهارة العددیة والمهارات الحرکیة.

3.47

0.830

2

کبیر

4

تزوید الطالب بالقدر المناسب من المعلومات فی مختلف الموضوعات.

3.00

0.811

9

متوسط

5

تعریفه بنعم الله علیه فی نفسه وفی بیئته الاجتماعیة والجغرافیة لیحسن استخدام النعم وینفع نفسه وبیئته.

3.19

0.900

6

متوسط

6

تربیة ذوقه البدیعی وتعهد نشاطه الابتکاری وتنمیة تقدیر العمل الیدوی لدیه.

3.15

0.901

8

متوسط

7

تنمیة وعیه لیدرک ما علیه من الواجبات وماله من الحقوق فی حدود سنه وخصائص المرحلة التی یمر بها وغرس حب وطنه والإخلاص لولاة أمره.

3.38

0.808

3

متوسط

8

تولید الرغبة لدیه فی الازدیاد من العلم النافع والعمل الصالح وتدریبه على الاستفادة من أوقات فراغه.

3.15

0.772

7

متوسط

9

إعداد الطالب لما یلی هذه المرحلة من مراحل حیاته

3.38

0.888

4

متوسط

اجمالى تحقق أهداف المرحلة الابتدائیة

3.32

0.789

-

متوسط

یتضح من الجدول (2) السابق ما یلی: تُحقق البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة بالمدارس الأهلیة بمدینة جدة أهداف المرحلة الابتدائیة اجمالا بدرجة متوسطة، وعلى صعید أهداف المرحلة جاءت سبعة من الأهداف التسعة بدرجة تحقق متوسطة والهدفین الباقیین بدرجة تحقق کبیرة، وکانت أکثر أهداف المرحلة الابتدائیة التى تحققها البرامج التعلیمیة الدولیة الهدف الثانی للمرحلة والمتمثل فى:" تدریب الطالب على إقامة الصلاة وأخذه بآداب السلوک والفضائل"، وجاء فى الترتیب الثانی، الهدف الثالث والمتمثل فى :"تنمیة المهارات الأساسیة المختلفة وخاصةً المهارة اللغویة والمهارة العددیة والمهارات الحرکیة ". وکلاهما بدرجة تحقق کبیرة.

 

وربما یفسر حصول الهدف الثانی على الترتیب الأول من حیث درجة تحققه بالبرامج التعلیمیة الدولیة إلى طبیعة المرحلة الابتدائیة والتی تمثل مرحلة البناء والتأسیس للفضائل والأخلاق الأصیلة والتی تؤکد علیها وزارة التعلیم تطبیقا لسیاسة التعلیم فى المملکة ولطبیعة المجتمع السعودی، فضلا على تأکیدات وزارة التعلیم وشروطها بوجوب وجود مصلى واقامة صلاة الظهر فیه للطلاب، وأیضاً حرص وإهتمام أولیاء أمور الطلاب بها.

کما یفسر حصول الهدف الثالث على الترتیب الثانی من حیث درجة تحققه بالبرامج التعلیمیة الدولیة، إلى أنّ إکساب الطلاب المهارات اللغویة والعددیة الأساسیة وکذلک المهارات الحرکیة یسهم فى اعداد وتهیئة الطلاب للنجاح فی المراحل التالیة من مراحل التعلیم والتی یقضى الطالب أغلبها فى نفس المدرسة، کما أنه یتناغم مع تطلعات أولیاء أمور الطلاب وترکیزهم على الاعداد العلمی والجانب التحصیلی، وتؤکد البرامج التعلیمیة الدولیة على هذا الهدف رغبة منها فىارضاء أولیاء الأمور وتعزیز وجودها وزیادة قدرتها التنافسیة داخلیاً وخارجیاً، بالإضافة إلى تطلعها إلى تحقیق مستویات جودة عالیة، مما یسهل علیها الحصول على الاعتماد المدرسی من مؤسسات الاعتماد المتخصصة.

کما یتبین من الجدول السابق کذلک أنّ من أقل أهداف المرحلة الابتدائیة تحققا بالبرامج التعلیمیة الدولیة، الهدف الرابع والمتمثل فى:" تزوید الطالب بالقدر المناسب من المعلومات فی مختلف الموضوعات"، حیث جاء فى الترتیب التاسع والأخیر، أما فی الترتیب قبل الأخیر، فقد جاء الهدف السادس والمتمثل فى: " تربیة ذوقه البدیعی وتعهد نشاطه الابتکاری وتنمیة تقدیر العمل الیدوی لدیه"، وکلاهما بدرجة تحقق متوسطة.

وربما یؤشر حصول هذین الهدفین على مؤخرة الأهداف من حیث درجة تحققها بالبرامج التعلیمیة الدولیة إلى ترکیز البرامج التعلیمیة الدولیة على الجانب التحصیلی العلمی أکثر من الاهتمام بالجانب الثقافی الاجتماعی الذى یؤصل الارتباط بالبیئة والمجتمع والتاریخ السعودی، کذلک فإنّ انخفاض اهتمام تلک البرامج بتنمیة تقدیر العمل الیدوى لدى طلابها انما یأتی انسجاما مع الخلفیة الاقتصادیة والاجتماعیة لهؤلاء الطلاب والذین ینحدرون من أسر وعائلات لا یشغلها کثیراًالعمل الیدوى لأنها لا ترى فی العمل الیدوی مستقبلاً لأولادها، وإن جاء تحقق الهدفین بدرجة متوسطة ولکنهما لا یمثلان أولویة مقارنة بالبعد التحصیلی العلمی.

ومن الملاحظ وجود تباین بین آراء المعلمین وأولیاء أمور الطلاب حول مدى تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة لأهداف المرحلة الابتدائیة، یوضح ذلک جدول (3) التالی:

جدول (3)                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                     

نتائج اختبار(ت) T-test للتعرف على دلالة الفروق بین متوسطات استجابات المعلمین وأولیاء أمور الطلاب حول مدى تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة لأهداف المرحلة الابتدائیة

الهدف

عینة المعلمین

عینة أولیاء الأمور

ت

مستوى الدلالة

م1

ع1

ترتیب

الهدف

مدى

التحقق

م2

ع2

ترتیب الهدف

مدى التحقق

الأول

3.39

0.89

5

متوسط

3.23

1.03

3

متوسط

0.84

0.401

الثانی

3.78

0.69

1

کبیر

3.44

0.97

1

کبیر

2.04

0.044

الثالث

3.68

0.65

3

کبیر

3.29

0.93

2

متوسط

2.51

0.014

الرابع

3.24

0.69

9

متوسط

2.79

0.86

9

متوسط

2.99

0.003

الخامس

3.28

0.82

8

متوسط

3.11

0.97

5

متوسط

1.78

0.078

السادس

3.37

0.70

7

متوسط

2.95

1.02

8

متوسط

2.50

0.014

السابع

3.60

0.64

4

کبیر

3.18

0.90

4

متوسط

2.74

0.007

الثامن

3.37

0.60

6

متوسط

2.95

0.86

7

متوسط

2.92

0.004

التاسع

3.69

0.58

2

کبیر

3.10

1.02

6

متوسط

3.61

0.000

اجمالی

3.49

0.61

-

کبیر

3.17

0.90

-

متوسط

2.11

0.038

یتبین من الجدول (3) السابق ما یلی:

-   توجد فروق دالة احصائیا عند مستوى (0.05) بین استجابات المعلمین وأولیاء أمور الطلاب حول تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة بمدینة جدة لأهداف المرحلة الابتدائیة، حیث یرى المعلمون أنّ الأهداف اجمالا تتحقق بدرجة کبیرة فى حین یرى أولیاء الأمور تحققها بدرجة متوسطة.

-   یرى المعلمون عموما أنّ البرامج التعلیمیة الدولیة تحقق أهداف المرحلة الابتدائیة بدرجة أکبر مما یرى أولیاء أمور الطلاب وکذلک على کل هدف من الأهداف التسعة، وجاءت الفروق دالة احصائیا على جمیع الأهداف عدا الهدفین الأول والخامس لم توجد فروق دالة احصائیا عند مستوى (0.05) بین استجابات المعلمین وأولیاء أمور الطلاب.

-   یرى المعلمون أنّ البرامج التعلیمیة الدولیة تحقق أربعة أهداف (9،7،3،2) من الأهداف التسعة بدرجة کبیرة وباقى الأهداف بدرجة متوسطة فى حین یرى أولیاء أمور الطلاب أنّ البرامج التعلیمیة الدولیة تحقق هدفا واحدا من أهداف المرحلة الابتدائیة (الهدف الثانی) بدرجة کبیرة وباقى الأهداف تحققها بدرجة متوسطة.

-   من حیث ترتیب تحقیق الأهداف، یتفق المعلمون وأولیاء الأمور على أنّ البرامج التعلیمیة الدولیة تحقق الهدف الثانی بدرجة کبیرة وفى الترتیب الأول من حیث تحققه مقارنة بباقی الأهداف، وکذلک یتفقون على أنّ الهدف الرابع هو أقل أهداف المرحلة الابتدائیة تحققا بالبرامج التعلیمیة الدولیة، وبدرجة متوسطة.

وربما وجود فروق دالة احصائیا بین استجابات المعلمین وأولیاء الأمور حول تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة لأهداف المرحلة الابتدائیة لصالح المعلمین یعود لاختلاف موقع الطرفین، فالمعلمون هم مقدمی الخدمة التعلیمیة ووفقا للمرغوبیة الاجتماعیة یمیلون لتحسین صورة مدارسهم، وفى المقابل أولیاء أمور الطلاب هم من یتلقى الخدمة التعلیمیة فى تعلیم أبنائهم ویطمحون دائما الحصول على خدمة تعلیمیة أفضل وبأعلى مستوى جودة، فضلا على رغبتهم فى اظهار وتشخیص الواقع بصورة أکثر دقة لتطویره واصلاحه وبخاصة على ضوء طموحهم من هذا النوع من التعلیم.

ولعل ما یفسر استجابات أولیاء أمور الطلاب السابقة، ما لاحظه الباحثان من فجوة واضحة بین ما کان یتوقعه أولیاء أمور الطلاب من هذه البرامج، وواقع هذه البرامج، ویفسر النتائج السابقة کذلک استجابات أولیاء الأمور حول تقییمهم لتجربة الحاق أبناءهم بالبرامج التعلیمیة الدولیة، کما یوضحها السؤالین فى الجدول التالی:

جدول (4)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لاستجابات أولیاء أمور الطلاب حول التحاق أبناءهم بالبرامج التعلیمیة الدولیة

م

العبارة

المتوسط

الانحراف المعیاری

درجة الموافقة

النسبة (%)

1

أنصح أولیاء الأمور الآخرین بالتفکیر جدیا فی الحاق أبنائهم بالبرامج التعلیمیة الدولیة.

3.33

1.02

متوسطة

66.6

2

قرار الحاق أبنائی بالبرامج التعلیمیة الدولیة کان قرارا صائبا.

3.30

1.01

متوسطة

66

یتضح من الجدول (4) السابق أنّ أولیاء أمور الطلاب یرون أنّ قرار الحاق أبنائهم بالبرامج التعلیمیة الدولیة کان قرارا صائبا بدرجة متوسطة وذلک بمتوسط حسابی (3.33) وبنسبة رضا عن هذا القرار (66%)، ویعضد هذه الاستجابة، استجابة أولیاء أمور الطلاب حول المبادرة بتقدیم النصح للآخرین للتفکیر جدیا فی الحاق أبنائهم بالبرامج التعلیمیة الدولیة، حیث جاءت الموافقة بدرجة متوسطة وذلک بمتوسط حسابی (3.3) وبنسبة (66.6%).

وفیما یلی التعرف على استجابات أفراد العینة من المعلمین وأولیاء أمور الطلاب حول مدى تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة لمؤشرات کل هدف من أهداف المرحلة الابتدائیة على حدةٍ.

- مؤشرات تحقیق الهدف الأول من أهداف المرحلة الابتدائیة بالبرامج التعلیمیة الدولیة :

جاءت مؤشرات تحقیق الهدف الأول من أهداف المرحلة الابتدائیة بالبرامج التعلیمیة الدولیة کما یوضح الجدول التالی:

جدول (5)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لمؤشرات تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة بمدینة جدة للهدف الأول من أهداف المرحلة الابتدائیة

م

مؤشرات تحقیق الهدف

عینة المعلمین

عینة أولیاء الأمور

م1

ع1

الترتیب

مدى

التحقق

م2

ع2

الترتیب

مدى

التحقق

5

تغرس محبة الله فی نفوس طلابها.

3.87

1.07

1

کبیر

3.51

1.15

2

کبیر

24

توضح للطلاب العلاقة بین محبة الله والإلتزام بأوامره.

3.67

1.04

3

کبیر

3.54

1.15

1

کبیر

28

تُشجع الطلاب على التأسی بأخلاق النبی (صلى الله علیه وسلم).

3.87

1.10

2

کبیر

3.47

1.17

3

کبیر

35

تُعزز محبة اللغة العربیة فى نفوس الطلاب.

3.08

1.08

6

متوسط

2.97

1.22

5

متوسط

46

تُعرّف الطلاب بواجباتهم نحو إخوانهم المسلمین فى جمیع أنحاء العالم.

2.98

1.00

7

متوسط

2.95

1.16

6

متوسط

51

تعزز لدى الطلاب الفخر بالأمجاد الاسلامیة.

3.17

1.13

5

متوسط

2.95

1.20

7

متوسط

53

تغرس مبادیء العقیدة الإسلامیة المناسبة فى طلابها.

3.60

1.21

4

کبیر

3.21

1.16

4

کبیر

اجمالی الهدف الأول

3.39

0.89

متوسط

3.23

1.03

متوسط

 

 

یتبین من جدول (5) السابق ما یلی :

-        اتفاق المعلمین وأولیاء أمور الطلاب على أنّ الهدف الأول من أهداف المرحلة الابتدائیة یتحقق بالبرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة بمدینة جدة بدرجة متوسطة، کما کان هناک اتفاق على درجة تحقق مؤشرات هذا الهدف حیث حصلت أربع مؤشرات على درجة تحقق کبیرة، وثلاث مؤشرات على درجة تحقق متوسطة.

-        جاءت فى المراتب الثلاثة الأخیرة من مؤشرات تحقق الهدف الأول، مؤشرات: "تعزیز محبة اللغة العربیة فى نفوس الطلاب"، "تعریف الطلاب بواجباتهم نحو إخوانهم المسلمین فى جمیع أنحاء العالم"، "تعزیز الفخر بالأمجاد الاسلامیة لدى الطلاب." وبدرجة تحقق متوسطة. وهذه المؤشرات من مسلمات ومبادئ الهویة الاسلامیة والتى یجب اعطائها المزید من الاهتمام.

-        جاءت الانحرافات المعیاریة لاستجابات المعلمین وأولیاء الأمور کلا على حدةِ على مؤشرات الهدف الأول فوق الواحد الصحیح مما یدل على تباین وجهات النظر حول مدى تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة لمؤشرات الهدف الأول.

ویفرض حصول الهدف الأول على درجة تحقق متوسطة، وهو من الأهداف التى تشکل الهویة وتعزز انتماء الطالب لعقیدته والذى یترجم جوهر سیاسة التعلیم فى المملکة وتأکیدها على البعد العقدی، ضرورة اتخاذ المزید من الاجراءات الکفیلة بتحقیقهبأقصى درجة بالمرحلة الابتدائیة والتى تمثل مرحلة التشکیل والتکوین.

ولعل من المؤشرات التى یجب النظر إلیها باهتمام، مؤشر: "تعزیز محبة اللغة العربیة فى نفوس الطلاب"، والذى جاء فى ترتیب متأخر من مؤشرات الهدف الأول، وهو من الجوانب المهمة فى تشکیل الهویة والانتماء الثقافی، والذى یجب أن یتصدر اهتمام النظم التعلیمیة على اختلافها داخل الدولة، ففى الیابان وفرنسا على سبیل المثال یتم الاهتمام باللغة القومیة وتعزیزها والتأکد من اتقانها داخل البرامج التعلیمیة الدولیة، بل ویتاح للطالب دراسة البرنامج باللغة القومیة أو بلغة الدولة المقدمة للبرنامج.

 

-          مؤشرات تحقیق الهدف الثانی من أهداف المرحلة الابتدائیة بالبرامج التعلیمیة الدولیة :

جاءت مؤشرات تحقیق الهدف الثانی من أهداف المرحلة الابتدائیة بالبرامج التعلیمیة الدولیة کما یوضح الجدول التالی:

جدول (6)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لمؤشرات تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة بمدینة جدة للهدف الثانی من أهداف المرحلة الابتدائیة

م

مؤشرات تحقیق الهدف

عینة المعلمین

عینة أولیاء الأمور

م1

ع1

الترتیب

مدى

التحقق

م2

ع2

الترتیب

مدى

التحقق

11

تُهئ مکاناً خاصاً لأداء الطلاب الصلاة فیه

3.90

1.03

2

کبیر

3.77

1.15

2

کبیر

18

تُقیم صلاة الظهر جماعةً للطلاب فی وقتها

4.54

0.64

1

کبیرجدا

4.14

1.16

1

کبیر

27

تُشجع الطلاب على الإلتزام بالصدق فى أقوالهم.

3.73

1.16

4

کبیر

3.35

1.06

4

متوسط

29

تغرس فى الطلاب البر بالوالدین.

3.83

0.90

3

کبیر

3.40

1.12

3

کبیر

34

تغرس فى الطلاب الرحمة بالفقراء ومساعدتهم. 

3.52

0.90

6

کبیر

3.33

1.16

5

متوسط

39

تُشجع الطلاب على صلة الأرحام.

3.29

1.00

7

متوسط

2.90

1.25

7

متوسط

45

تُذکر الطلاب بالأخلاق الاسلامیة الأصیلة ( اکرام الضیف، الشجاعة، نجدة الملهوف،...).

3.62

0.95

5

کبیر

3.21

1.25

6

متوسط

اجمالی الهدف الثانی

3.78

0.69

کبیر

3.44

0.97

کبیر

یتبین من جدول (6) السابق ما یلی :

-        اتفاق المعلمین وأولیاء أمور الطلاب على أنّ الهدف الثانی من أهداف المرحلة الابتدائیة یتحقق بالبرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة بمدینة جدة بدرجة کبیرة. ورغم هذا الاتفاق على اجمالی الهدف إلا أنّ المؤشرات الفرعیة للهدف تباینت درجة تحققها بین الفئتین، حیث جاءت بدرجة تحقق فى أغلبها کبیرة لدى المعلمین وفى أغلبها متوسطة لدى أولیاء الأمور.

 

 

-        تصدر مؤشر: "إقامة صلاة الظهر جماعة للطلاب فى وقتها " مؤشرات الهدف الثانی من أهداف المرحلة الابتدائیة وذلک وفقا لاستجابات الفئتین، غیر أنّ درجة تحققه کانت بدرجة کبیرة جدا لدى المعلمین، وبدرجة کبیرة لدى أولیاء الأمور.ویلیهمؤشر:"تهیئة مکان خاص لأداء الطلاب الصلاة فیه "بدرجة تحقق کبیرة لدى الفئتین، وکان أقل مؤشرات الهدف الثانی تحققا من وجهة نظر الفئتین: "تشجیع الطلاب على صلة الأرحام" بحصوله على درجة تحقق متوسطة.

وربما یشیر حصول مؤشر "تشجیع الطلاب على صلة الأرحام" على الترتیب الأخیر ودرجة تحقق متوسطة من وجهة نظر المعلمین وأولیاء أمور الطلاب، إلى تأثیر واقع المجتمع الغربی وبنیته الاجتماعیة على محتوى وبنیة هذه البرامج المنقولة عنه، هذا الواقع الذى لا یعلى من شأن الروابط الأسریة، وهذا ما یخالف طبیعة المجتمع العربی الاسلامی الذى یؤکد على صلة الأرحام ویعتبرها ملمحا من ملامح وجوده وهویته المتمیزة، ولعل هذا یقتضی المزید من الانتباه لأهمیة تعزیز البرامج التعلیمیة الدولیة لصلة الأرحام والروابط الأسریة والعائلیة.

-                مؤشرات تحقیق الهدف الثالث من أهداف المرحلة الابتدائیة بالبرامج التعلیمیة الدولیة :

جاءت مؤشرات تحقیق الهدف الثالث من أهداف المرحلة الابتدائیة بالبرامج التعلیمیة الدولیة کما یوضح الجدول التالی:

جدول (7)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لمؤشرات تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة بمدینة جدة للهدف الثالث من أهداف المرحلة الابتدائیة

م

مؤشرات تحقیق الهدف

عینة المعلمین

عینة أولیاء الأمور

م1

ع1

الترتیب

مدى

التحقق

م2

ع2

الترتیب

مدى

التحقق

10

تُنمی لغة الطالب الأم (العربیة ).

3.25

1.33

7

متوسط

2.90

1.24

6

متوسط

22

تُنمی مهارات الطالب الحرکیة مثل الجری والسباحة .

3.71

1.13

3

کبیر

3.50

1.30

2

کبیر

33

تُنمی المهارات العددیة لدى الطلاب عبر توظیفها فى مواقف حیاتیة.

3.37

0.84

6

متوسط

2.95

1.09

5

متوسط

38

تسهم الأنشطة اللاصفیة بالمدرسة فى بناء اللیاقة البدنیة لدى طلابها.

3.60

0.87

4

کبیر

3.39

1.32

4

متوسط

42

تهتم بتصحیح أخطاء القراءة والکتابة لدى الطلاب.

3.73

1.11

2

کبیر

3.44

1.21

3

کبیر

44

تهتم باتقان الطلاب اللغة الانجلیزیة.

4.50

0.70

1

کبیر جدا

4.09

1.04

1

کبیر

48

تنمی الأنشطة اللاصفیة مهارات التفکیر المبدع لدى الطلاب.

3.58

0.80

5

کبیر

2.74

1.19

7

متوسط

اجمالی الهدف الثالث

3.68

0.6

کبیر

3.29

0.933

متوسط

یتبین من جدول (7) السابق ما یلی :

-   اختلاف المعلمین وأولیاء أمور الطلاب على درجة تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة بمدینة جدة للهدف الثالث من أهداف المرحلة الابتدائیة، حیث یرى المعلمون تحققه بدرجة کبیرة، فیما یرى أولیاء أمور الطلاب تحققه بدرجة متوسطة. وعلى مستوى المؤشرات الفرعیة للهدف، یرى المعلمون تحقق أغلبها بدرجة کبیرة، فیما یرى أولیاء أمور الطلاب تحقق أغلبها بدرجة متوسطة.

-   جاء مؤشر: "اهتمام البرامج التعلیمیة الدولیة باتقان الطلاب اللغة الانجلیزیة" فى المرتبة الأولى من حیث درجة تحققه من وجهة نظر المعلمین وأولیاء الأمور، یقابله فى المرتبة الأخیرة من وجهة نظر المعلمین، وقبل الأخیرة من وجهة نظر أولیاء الأمور، مؤشر:" اهتمام البرامج التعلیمیة الدولیة بتنمیة لغة الطالب الأم – اللغة العربیة" وبدرجة تحقق متوسطة.

-   یرى أولیاء أمور الطلاب أنّ الأنشطة اللاصفیةالمنفذة بالبرامج التعلیمیة الدولیة تنمی مهارات التفکیر المبدع لدى الطلاب بدرجة متوسطة، واحتل هذا المؤشر الترتیب الأخیر ضمن مؤشرات الهدف الثالث من وجهة نظرهم، ومن وجهة نظر المعلمین جاء تحققه بدرجة کبیرة ولکنه فى مرتبة متأخرة مقارنة بمؤشرات الهدف الأخرى.

ولعل هذا الاهتمام الکبیر فى جانب تنمیة اللغة الانجلیزیة لدى طلاب هذه البرامج هو ملمح من الملامح الممیزة لها، وأحد عوامل الجذب للالتحاق بها، ولکن الاهتمام باللغة الانجلیزیة یجب أن لا یکون على حساب اللغة العربیة، اللغة الأم للمجتمع السعودی، لغة الهویة والانتماء، وهذا الاختلال الحاصل فى هذا الجانب انما یشیر إلى تأثیر مستقبلی قد یغیر من معالم الشخصیة السعودیة الأصیلة.

 

-          مؤشرات تحقیق الهدف الرابع من أهداف المرحلة الابتدائیة بالبرامج التعلیمیة الدولیة :

جاءت مؤشرات تحقیق الهدف الرابع من أهداف المرحلة الابتدائیة بالبرامج التعلیمیة الدولیة کما یوضح الجدول التالی:

جدول (8)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لمؤشرات تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة بمدینة جدة للهدف الرابع من أهداف المرحلة الابتدائیة

م

مؤشرات تحقیق الهدف

عینة المعلمین

عینة أولیاء الأمور

م1

ع1

الترتیب

مدى

التحقق

م2

ع2

الترتیب

مدى

التحقق

3

تُعرف الطلاب بتاریخ الدولة السعودیة وشخصیاتها.

3.15

1.13

4

متوسط

2.53

0.93

5

ضعیف

17

تُزود الطلاب بمعلومات کافیة عن البیئة الجغرافیة للمملکة.

3.21

0.92

3

متوسط

2.79

0.99

3

متوسط

26

تُعرف الطلاب بالأنشطة الاقتصادیة التى تتمیز بها المملکة.

2.98

0.98

5

متوسط

2.60

1.27

4

متوسط

32

تنمى الوعى الصحی لدى الطلاب.

3.62

0.72

1

کبیر

3.09

1.11

1

متوسط

40

تعرف الطالب بعادات المجتمع السعودی وتقالیده.

3.23

1.00

2

متوسط

2.95

1.14

2

متوسط

اجمالی الهدف الرابع

3.24

0.69

متوسط

2.79

0.86

متوسط

یتبین من جدول (8) السابق ما یلی :

-        اتفاق المعلمین وأولیاء أمور الطلاب على أنّ الهدف الرابع من أهداف المرحلة الابتدائیة یتحقق بالبرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة بمدینة جدة بدرجة متوسطة، وجاءت مؤشرات تحقق الهدف فى أغلبها بدرجة متوسطة من وجهة                   نظر الفئتین.

-         تصدر مؤشر: "تنمیة الوعی الصحی لدى الطلاب" مؤشرات تحقق الهدف الرابع، بدرجة تحقق کبیرة من وجهة نظر المعلمین، ومتوسطة من وجهة نظر أولیاء الأمور. وفى المقابل جاء مؤشر: "تعریف الطلاب بتاریخ الدولة السعودیة وشخصیاتها" ، فى الترتیب قبل الأخیر من وجهة نظر المعلمین وبدرجة متوسطة، وفى الترتیب الأخیر من وجهة نظر أولیاء الأمور وبدرجة تحقق ضعیفة. أما مؤشر: "تعریف الطلاب بالأنشطة الاقتصادیة التى تتمیز بها المملکة" فقد جاء بالترتیب الأخیر من وجهة نظر المعلمین، وقبل الأخیر من وجهة نظر أولیاء الأمور، وبدرجة تحقق متوسطة لکلتا الفئتین.

ویمثل المؤشران الأخیران مظهرین من المظاهر التى تعزز الثقافة المحلیة لدى الطلاب وحصولهما على درجة تحقق متوسطة وضعیفة انما یؤشر إلى قصور فى أداء البرامج التعلیمیة الدولیة نحو تعزیز الثقافة المحلیة للمجتمع السعودی بما فیها من معالم وسمات ممیزة منبثقة من مبادئ الدین الإسلامی الحنیف.

-          مؤشرات تحقیق الهدف الخامس من أهداف المرحلة الابتدائیة بالبرامج التعلیمیة الدولیة :

جاءت مؤشرات تحقیق الهدف الخامس من أهداف المرحلة الابتدائیة بالبرامج التعلیمیة الدولیة، کما یوضح الجدول التالی:

جدول (9)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لمؤشرات تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة بمدینة جدة للهدف الخامس من أهداف المرحلة الابتدائیة

م

مؤشرات تحقیق الهدف

عینة المعلمین

عینة أولیاء الأمور

م1

ع1

الترتیب

مدى

التحقق

م2

ع2

الترتیب

مدى

التحقق

14

تُعرف طلابها بنعم الله علیهم فی أنفسهم.

3.67

0.94

1

کبیر

3.39

1.05

2

متوسط

25

تنمى وعی الطلاب بأهمیة الحفاظ على البیئة الطبیعیة.                                                       

3.40

0.72

2

کبیر

3.14

1.13

3

متوسط

30

تُعرف طلابها بنعم الله علیهم فی جوارهم للحرمین الشریفین.

3.35

1.08

3

متوسط

3.40

1.24

1

کبیر

37

تُعرف طلابها بواجباتهم للمحافظة على نعمة الأمن الذى تنعم به المملکة.

3.29

0.78

4

متوسط

3.11

1.18

4

متوسط

43

تُشجع طلابها على التراحم والتکافل الاجتماعی.

3.15

0.96

5

متوسط

3.02

1.01

5

متوسط

49

تُؤکد لطلابها أنّ معیار التفاخر هو التقوى.

3.06

1.21

6

متوسط

2.84

1.05

6

متوسط

52

تُشعر الطلاب بنعم الله علیهم من ثروات مجتمعهم الطبیعیة.

3.06

1.11

7

متوسط

2.84

1.10

7

متوسط

اجمالى الهدف الخامس

3.28

0.95

متوسط

3.11

0.97

متوسط

 

یتبین من جدول (9) السابق ما یلی:

-        اتفاق المعلمین وأولیاء أمور الطلاب على أنّ الهدف الخامس من أهداف المرحلة الابتدائیة یتحقق بالبرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة بمدینة جدة بدرجة متوسطة، وجاءت مؤشرات تحقق الهدف فى أغلبها بدرجة متوسطة من وجهة نظر الفئتین.

-        جاء مؤشر: "تعریف الطلاب بنعم الله علیهم فی أنفسهم"، فى الترتیب الأول من وجهة نظر المعلمین وبدرجة تحقق کبیرة، وفى الترتیب الثانی من وجهة نظر أولیاء أمور الطلاب وبدرجة تحقق متوسطة، وجاء مؤشر:" تعریف الطلاب بنعم الله علیهم فی جوارهم للحرمین الشریفین" فى الترتیب الأول من وجهة نظر أولیاء الأمور وبدرجة تحقق کبیرة، وفى الترتیب الثالث من وجهة نظر المعلمین، وبدرجة تحقق متوسطة.واتفقت الفئتین حول مجیء مؤشر:" اشعار الطلاب بنعم الله علیهم من ثروات مجتمعهم الطبیعیة" فى الترتیب الأخیر وبدرجة تحقق متوسطة.

-          مؤشرات تحقیق الهدف السادس من أهداف المرحلة الابتدائیة بالبرامج التعلیمیة الدولیة :

جاءت مؤشرات تحقیق الهدف السادس من أهداف المرحلة الابتدائیة بالبرامج التعلیمیة الدولیة کما یوضح الجدول التالی:

جدول (10)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لمؤشرات تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة بمدینة جدة للهدف السادس من أهداف المرحلة الابتدائیة

م

مؤشرات تحقیق الهدف

عینة المعلمین

عینة أولیاء الأمور

م1

ع1

الترتیب

مدى

التحقق

م2

ع2

الترتیب

مدى

التحقق

6

تهتم بالتربیة الفنیة لدى طلابها.

3.35

1.01

3

متوسط

2.83

1.17

4

متوسط

19

تنمى حاسة التذوق الأدبى لدى الطلاب من خلال مسابقات کتابة الشعر أو القصة.

3.12

1.06

4

متوسط

2.97

1.09

3

متوسط

36

تغرس حب العمل الیدوی فی طلابها .

2.96

1.03

5

متوسط

2.56

1.23

5

ضعیف

41

تُشجع الطلاب على الاستفسار والتساؤل.

3.75

0.74

1

کبیر

3.37

1.21

1

متوسط

47

تهتم باختراعات الطلاب وأفکارهم الابداعیة.

3.67

0.97

2

کبیر

3.02

1.33

2

متوسط

اجمالی الهدف السادس

3.37

0.70

متوسط

2.95

1.02

متوسط

یتبین من جدول (10) السابق ما یلی :

-        اتفاق المعلمین وأولیاء أمور الطلاب على أنّ الهدف السادس من أهداف المرحلة الابتدائیة یتحقق بالبرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة بمدینة جدة بدرجة متوسطة، وجاءت مؤشرات تحقق الهدف فى أغلبها بدرجة متوسطة من وجهة نظر الفئتین.

-        جاء مؤشر:"تشجیع الطلاب على الاستفسار والتساؤل"،فى الترتیب الأول، یلیه مؤشر:" الاهتمام باختراعات الطلاب وأفکارهم الابداعیة"، وکلاهما بدرجة تحقق کبیرة من وجهة نظر المعلمین، وبدرجة تحقق متوسطة من وجهة نظر أولیاء أمور الطلاب. وهذه النتیجة تعکس اهتمام البرامج التعلیمیة الدولیة بأسالیب التعلم والتعلیم الحدیثة التى تؤکد على ایجابیة الطالب وتعزیز الجوانب الابداعیة فى شخصیته بما یستلزمه ذلک من تنمیة مهارات التساؤل والاستفسار. وجاء فى الترتیب الأخیر مؤشر:"غرس حب العمل الیدوى فى طلابها" وبدرجة تحقق متوسطة من وجهة نظر المعلمین، وبدرجة ضعیفة من وجهة نظر أولیاء الأمور. ورغم أنّ البرامج التعلیمیة الدولیة ربما تم بناءها فى بیئة مادیة تهتم بالعمل والانتاج، إلا أنّ الخلفیة الاجتماعیة الثقافیة لطلاب هذه المدارس والذى ینحدر معظمهم من الطبقات الغنیة، جعلت الاهتمام بالعمل الیدوى یأتی فى الترتیب الأخیر، فضلا على البیئة العامة للمجتمع السعودی والتى تسند الأعمال الیدویة للعمالة الوافدة.

-          مؤشرات تحقیق الهدف السابع من أهداف المرحلة الابتدائیة بالبرامج التعلیمیة الدولیة :

جاءت مؤشرات تحقیق الهدف السابع من أهداف المرحلة الابتدائیة بالبرامج التعلیمیة الدولیة کما یوضح الجدول التالی:

 

 

 

جدول (11)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لمؤشرات تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة بمدینة جدة للهدف السابع من أهداف المرحلة الابتدائیة

م

مؤشرات تحقیق الهدف

عینة المعلمین

عینة أولیاء الأمور

م1

ع1

الترتیب

مدى

التحقق

م2

ع2

الترتیب

مدى

التحقق

1

تُشجع الطلاب على احترام أنظمة وقوانین المجتمع.

3.64

0.79

3

کبیر

3.16

1.03

3

متوسط

8

تُنمی وعی الطلاب بما لهم من حقوق .

3.44

0.83

4

کبیر

2.56

1.25

6

ضعبف

12

تغرس حب الوطن فی نفوس الطلاب .

3.85

0.96

2

کبیر

3.39

1.25

2

متوسط

15

تحتفل بالمناسبات الوطنیة(مثل:الیوم الوطنی للمملکة).

4.27

0.95

1

کبیرجدا

4.11

0.84

1

کبیر

20

تنمى وعى الطلاب بما علیهم من واجبات.

3.44

0.83

5

کبیر

3.12

1.24

4

متوسط

31

تُعرف الطلاب بالمخاطر التى تواجه مجتمعهم.

2.94

1.07

6

متوسط

2.77

1.18

5

متوسط

اجمالى الهدف السابع

3.60

0.64

کبیر

3.18

0.90

متوسط

یتبین من جدول (11) السابق ما یلی :

-   اختلاف المعلمین وأولیاء أمور الطلاب على درجة تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة بمدینة جدة للهدف السابع من أهداف المرحلة الابتدائیة، حیث یرى المعلمون تحققه بدرجة کبیرة، فیما یرى أولیاء أمور الطلاب تحققه بدرجة متوسطة. وعلى مستوى المؤشرات الفرعیة للهدف، یرى المعلمون تحقق أغلبها بدرجة کبیرة، فیما یرى أولیاء أمور الطلاب تحقق أغلبها بدرجة متوسطة.

-   تصدر مؤشر:"الاحتفال بالمناسبات الوطنیة (مثل : الیوم الوطنی للمملکة)" ترتیب مؤشرات الهدف السابع، بدرجة تحقق کبیرة جدا من وجهة نظر المعلمین، ودرجة کبیرة من وجهة نظر أولیاء أمور الطلاب، وربما یرجع ذلک لتأکید وزارة التعلیم على المشارکة فى الاحتفال بالیوم الوطنی. وجاء مؤشر:" تعریف الطلاب بالمخاطر التى تواجه المجتمع السعودی" فى الترتیب الأخیر من وجهة نظر المعلمین، وفى الترتیب قبل الأخیر من وجهة نظر أولیاء الأمور وبدرجة تحقق متوسطة لکلا منهما. أما فى الترتیب الأخیر من وجهة نظر أولیاء الأمور فقد جاء مؤشر:"تُنمیة وعی الطلاب بما لهم من حقوق" وبدرجة تحقق ضعیفة.

ولعل مجیء مؤشر:" تعریف الطلاب بالمخاطر التى تواجه المجتمع السعودی" فى مرتبة متأخرة رغم أهمیته المتزایدة وضرورته فى بناء الوعى لدى الطلاب بالمخاطر والتحدیات التى تواجه المجتمع السعودی، مما یساعدهم فى فهم التحولات والمتغیرات من حولهم والتهیؤ لها، یؤکد ضرورة إعادة النظر فى بعض مناشط وإجراءات البرامج التعلیمیة الدولیة حتى تحافظ على ارتباط الطالب بالمجتمع ووعیه بالتحدیات والتحولات المحیطة به.

-          مؤشرات تحقیق الهدف الثامن من أهداف المرحلة الابتدائیة بالبرامج التعلیمیة الدولیة :

جاءت مؤشرات تحقیق الهدف الثامن من أهداف المرحلة الابتدائیة بالبرامج التعلیمیة الدولیة کما یوضح الجدول التالی:

جدول (12)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لمؤشرات تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة بمدینة جدة للهدف الثامن من أهداف المرحلة الابتدائیة

م

مؤشرات تحقیق الهدف

عینة المعلمین

عینة أولیاء الأمور

م1

ع1

الترتیب

مدى التحقق

م2

ع2

الترتیب

مدى

التحقق

2

تغرس حب القراءة فی نفوس طلابها

3.40

0.67

2

کبیر

2.58

1.3

3

ضعیف

7

تُدرب طلابها على طرق الإستفادة من أوقات فراغهم .

3.10

0.80

3

متوسط

2.72

1.19

2

متوسط

13

تحتفى بالشخصیات السعودیة ذات الشهرة العلمیة على المستوى الدولی.

2.65

1.20

4

متوسط

2.56

1.16

4

ضعیف

21

تُکرم الطلاب أصحاب التفوق العلمى.

4.31

0.76

1

کبیر جدا

3.93

0.96

1

کبیر

اجمالى الهدف الثامن

3.37

0.60

متوسط

2.95

0.86

متوسط

 

 

 

یتبین من جدول (12) السابق ما یلی :

-   اتفاق المعلمین وأولیاء أمور الطلاب على أنّ الهدف الثامن من أهداف المرحلة الابتدائیة یتحقق بالبرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة بمدینة جدة بدرجة متوسطة، ورغم الاتفاق إلا أنّ الفروق فى المتوسط الحسابی کانت واضحة                     لصالح المعلمین.

-   جاء مؤشر: "تکریم الطلاب أصحاب التفوق العلمى" فى الترتیب الاول وبدرجة تحقق کبیرة جدا من وجهة نظر المعلمین، وبدرجة تحقق کبیرة من وجهة نظر أولیاء الأمور، وفى الترتیب الأخیر جاء مؤشر:" الاحتفاء بالشخصیات السعودیة ذات الشهرة العلمیة على المستوى الدولی" بدرجة تحقق متوسطة لدى المعلمین، وبدرجة تحقق ضعیفة لدى أولیاء أمور الطلاب، ومن الملاحظ مجیء مؤشر:"غرس حب القراءة فی نفوس الطلاب" بدرجة تحقق ضعیفة من وجهة نظر أولیاء الأمور ومتوسطة من وجهة نظر المعلمین.

ولعل مجیء هذا الهدف والذى یحض على تولید الرغبة لدى الطالب فی الإزدیاد من العلم النافع والعمل الصالح وتدریبه على الإستفادة من أوقات فراغه بدرجة متوسطة ومجیء بعض مؤشراته بدرجة ضعیفة من وجهة نظر أولیاء الأمور لیشیر إلى وجه من أوجه القصور فى البرامج التعلیمیة الدولیة، فمن أهم واجبات المدرسة فی العصر الحاضر أن تولد الرغبة لدى المتعلم فى المزید من العلم والتحصیل فیما یعرف "بإثارة الدافعیة" للتعلم، ومجیء مؤشر "الاحتفاء بالشخصیات السعودیة ذات الشهرة العلمیة على المستوى الدولی" فى الترتیب الأخیر من حیث تحقیقه، رغم أهمیته لتدعیم الاعتزاز بالانتماء للمجتمع السعودی وتحفیز الطلاب للتفوق العلمى، یؤکد الحاجة للمزید من الاهتمام بذلک من قبل البرامج                      التعلیمیة الدولیة.

-          مؤشرات تحقیق الهدف التاسع من أهداف المرحلة الابتدائیة بالبرامج التعلیمیة الدولیة :

جاءت مؤشرات تحقیق الهدف التاسع من أهداف المرحلة الابتدائیة بالبرامج التعلیمیة الدولیة کما یوضح الجدول التالی:

 

جدول (13)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لمؤشرات تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة بمدینة جدة للهدف التاسع من أهداف المرحلة الابتدائیة

م

مؤشرات تحقیق الهدف

عینة المعلمین

عینة أولیاء الأمور

م1

ع1

الترتیب

مدى

التحقق

م2

ع2

الترتیب

مدى

التحقق

4

تُنمی لدى الطلاب مهارات العمل التعاونی.

3.92

0.737

1

کبیر

3.25

1.14

1

متوسط

9

تُشجع الطلاب على ممارسة التفکیر العلمی. 

3.75

0.837

2

کبیر

3.21

1.33

2

متوسط

16

تُنمى لدى الطلاب مهارات التعلم الذاتی.

3.64

0.742

3

کبیر

3.07

1.12

3

متوسط

23

تُنمى الهوایات المفیدة لدى الطلاب.

3.64

0.950

4

کبیر

3.04

1.34

4

متوسط

50

تُکسب الطلاب مهارات الاتصال الفعال مع الآخرین.

3.48

0.828

5

کبیر

2.95

1.14

5

متوسط

اجمالی الهدف التاسع

3.69

0.58

کبیر

3.10

1.02

متوسط

یتبین من جدول (13) السابق ما یلی :

-   اختلاف المعلمین وأولیاء أمور الطلاب على درجة تحقیق البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة بمدینة جدة للهدف التاسع من أهداف المرحلة الابتدائیة، حیث یرى المعلمون تحققه بدرجة کبیرة، فیما یرى أولیاء أمور الطلاب تحققه بدرجة متوسطة. وعلى مستوى المؤشرات الفرعیة للهدف، یرى المعلمون تحققهاجمیعا بدرجة کبیرة، فیما یرى أولیاء أمور الطلاب تحققها بدرجة متوسطة.

-   جاء مؤشر:"تنمیةمهارات العمل التعاونی لدى الطلاب"، فى الترتیب الأول، وجاء مؤشر: "اکساب الطلاب مهارات الاتصال الفعال مع الآخرین"، فى الترتیب الأخیر من وجهة نظر الفئتین ومن الملاحظ أن الانحرافات المعیاریة لاستجابات أولیاء أمور الطلاب کانت فوق الواحد الصحیح مما یدل على تباین وجهات نظرهم على مدى تحقق مؤشرات هذا الهدف على عکس فئة المعلمین.

 

ملخص النتائج :

تمثلت أبرز النتائج والتى کشفت عنها الدراسة النظریة والمیدانیة للبحث فیما یلی:

-        أنّ هناک توسعا متنامیاً للبرامج التعلیمیة الدولیة على المستوى العالمی عامة وعلى مستوى منطقة الخلیج العربی على وجه الخصوص، ویظهر هذا التوسع جلیا فى المملکة العربیة السعودیة فى التزاید المطرد لعدد المدارس التى تقدم هذه البرامج وعدد الطلاب المقبولین بها.

-        أنّ هناک عددا من الأسباب التى أسهمت فى التوسع المطرد فى هذا النوع من البرامج بالمملکة العربیة السعودیة منها: الطفرة الاقتصادیة، والرغبة فى تعلم اللغة الانجلیزیة والالتحاق بالجامعات العالمیة، والحصول على فرص وظیفیة أفضل مستقبلا.

-        أنّ الخطاب التربوی العام فی المدارس الدولیة یعزز المیل نحو مفهوم الکونیة والمواطنة العالمیة على حساب الهویةالوطنیة. کما أنّ التهمیش الواضح للمقررات التی تعزز الهویة الثقافیة فی هذه المدارس یسهم فی اضعاف تلک الهویة لدى الطلاب ویجعل انتماءهم وثقافتهم أکثر تعلقا بالغرب.

-        أنّ الکثیر من بلدان العالم تفتح المجال واسعا لعمل البرامج التعلیمیة الدولیة بها، ولکنها فى الوقت ذاته تتخذ الاجراءات الکفیلة بتعزیز والحفاظ على هویتها الثقافیة ولغتها الوطنیة، بتقدیم برامج ثنائیة اللغة، أو دروس اضافیة لتعزیز اللغة والثقافة الوطنیة.

-        أنّ وزارة التعلیم السعودیة بتأکیدها على تدریس الثقافة الاسلامیة واللغة العربیة والدراسات الاجتماعیة اجباریا بهذه المدارس تحاول الحفاظ على الهویة الثقافیة للطلاب السعودیین الملتحقین بهذه البرامج، ولکن اجراءات المتابعة والرقابة لم تکن بالدرجة الکافیة مما جعل بعض هذه البرامج لا تلتزم بکافة ضوابط الوزارة فى ذلک.

-        أنّ البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة فی بعض المدارس الأهلیة بمدینة جدة تحقق أهداف المرحلة الابتدائیة بدرجة متوسطة اجمالا وفى سبعة أهداف من أهداف المرحلة التسعة، وتحقق الهدفین الباقیین بدرجة کبیرة.

-        أنّ أولیاء أمور طلاب البرامج التعلیمیة الدولیة یرون أنّ هذه البرامج تحقق أهداف المرحلة الابتدائیة بدرجة أقل مما یراه المعلمون، کما أنّ هناک فجوة ملحوظة بین طموحات أولیاء أمور الطلاب وواقع هذه البرامج، ورغم ذلک کان هناک اتفاق بین الفئتین على درجة تحقق وترتیب الهدفین الأول والأخیر.

-        أنّ المؤشرات الفرعیة المعبرة عن أهداف المرحلة الإبتدائیةوالتى تتعلق بالهویة الثقافیة والانتماء للمجتمع السعودی جاءت بدرجات تحقق بین متوسطة وضعیفة وفى المراتب الأخیرة مقارنة بالمؤشرات الفرعیة لکل هدف.

الآلیات المقترحة لتوجیه البرامج التعلیمیة الدولیة لتتوافق مع سیاسة وأهداف التعلیم السعودی:

انبثقت الآلیات المقترحة من خبرة الباحثین والتى تبلورت من تحلیل واقع هذه البرامج فى المملکة، وتحلیل بعض الخبرات العالمیة، ومن استقراء الدراسات السابقة فى هذا المجال، بالاضافة إلى نتائج الدراسة المیدانیة،ومن الآلیات المقترحة ما یلی:

-        خضوع البرامج التعلیمیة الدولیة المطبقة بالمدارس الأهلیة لإشراف هیئة تقویم التعلیم العام، والحصول على اعتماد تربوی منها بصفة دوریة، بما یعزز من متابعة هذه المدارس والتأکد من توافقها مع مقومات سیاسة ورؤیة التعلیم فى المملکة.

-        تقدیم برامج تدریبیة للمعلمین الأجانب الذین یدرسون بهذه المدارس، بما یجعلهم أکثر وعیا بالخصوصیة الثقافیة والحضاریة للمملکة، واشتراط الحصول على رخصة مهنیة لمزاولة المهنة من هیئة تقویم التعلیم العام ، على أن تراعی هذه الرخصة خصوصیة هذه البرامج، والاعتبارات الثقافیة للمملکة.

-        إعداد برنامج تأهیلی مدته فصل دراسی تقدمه الجامعات للعاملین بالبرامج التعلیمیة الدولیة والمشرفین علیها، یمکنهم من فهم المنظور الثقافی والدولی للتعلیم، ویمکن أن یتضمن هذا البرنامج مقررات حول سیاسات التعلیم، والتربیة الدولیة، والأصول الإسلامیة للتربیة، وتخطیط المناهج، والإدارة التعلیمیة من منظور ثقافی، والتجارب الدولیة فى مجال المدارس الدولیة، ونظم الجودة والاعتماد.

-        اتاحة المجال لتقدیم البرامج التعلیمیة الدولیة باللغتین العربیة والأجنبیة، وللطالب حق الاختیار، أو تقدیمها وفقا لمنهح ثنائی اللغة، بحیث یقضی الطلاب أوقات متساویة فى دراسة اللغتین بما لا یجعل لغة تطغى على وقت اللغة الأخرىفى تدریس البرنامج وتقدیم محتواه.

-        تقدیم المزید من البرامج الصیفیة أوالدروس الإضافیةلإتقان اللغة العربیة، والالمام بتفاصیلها وأسرارها، على أن تستخدم فى ذلک استراتیجیات التدریس الحدیثة، ومواقف الحیاة الحقیقیة، لتعزیز فهم طلاب هذه البرامج للغة العربیة والایمان بقیمتها کقضیة مصیریة للمجتمع العربی الاسلامی.

-        العنایة بالمقررات الدراسیة المتعلقة بتعزیزالثقافة السعودیة لدى الطلاب، من جوانب الثقافة المختلفة: التاریخیةوالاقتصادیة والاجتماعیة والجغرافیة، ویمکن تقدیم هذه الجوانب الثقافیةفى اطار مقارن لتعزیز الایمان والانتماء للثقافة المحلیة وفى الوقت ذاته تعزیز قیم التعایش والسلام العالمی.

-        تعزیز الروابط بین طلاب هذه البرامج والمجتمع المحلى من خلال الزیارات المیدانیة للمعالم الأثریة والتاریخیة والاقتصادیة والجغرافیة، والاهتمام بخدمة المجتمع من خلال المشارکة فى الجمعیات الخیریة ومساعدة الأسر فى المناطق الفقیرة وفى                   القرى والهجر.

-        تعزیز الرقابة التعلیمیة على المدارس التى تقدم البرامج الدولیة، فى إطار مجموعة من الضوابط والاجراءات المقننة لالزام هذه المدارس بتدریس مقررات الثقافة الاسلامیة واللغة العربیة والدراسات الاجتماعیة وفقا لضوابط الوزارة،مع تحلیل نتائج أداء البرامج الدولیة وفقالمؤشرات جودة التعلیم، بما فی ذلک مدى جودة أداء المدارس فی تدریس اللغة العربیة. وتقدیم توصیات وملاحظات لکل مدرسة لتطویر وتحسین جوانب الأداء فى ضوء معاییر الجودة.

-        تطویر أداء المدارس الحکومیة وعلاج مشکلاتها، وذلک من خلال تطبیق نظم ومعاییر الجودة التعلیمیة علیها وتعزیز الرقابة المؤسسیة وتطویر المناهج وطرائق التدریس بما یجعل هناک تنافسیة حقیقیة بین المدارس الدولیة والمدارس الحکومیة وهذا ما یدفع للمزید من التطویر فى الأداء التعلیمی العام داخل المملکة.

البحوث والدراسات المقترحة:

یمکن اقتراح بعض البحوث والدراسات العلمیة التى یمکن إجراؤها فى هذا المجال، منها: 

-    مستوى الوعى بالقضایا المحلیة والاقلیمیة لدى طلاب المدارس الحکومیة والدولیة- دراسة مقارنة.

-    المضامین الثقافیة والقیمیة فی کتب الدراسات الاجتماعیة للمرحلة الابتدائیة فىالمدارس الأهلیة المطبقة للبرامج التعلیمیة الدولیة.

-    مفهوم الانتماء وأبعاده لدى طلاب المدارس الحکومیة والدولیة- منظور مقارن

-    اتجاهات طلاب البرامج التعلیمیة الدولیة حول بعض القضایا الثقافیة والاجتماعیة فى المجتمع السعودی.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مراجع الدراسة:

1.ابن خلدون، عبد الرحمن(د.ت) مقدمة ابن خلــدون، الإسکندریة، دار ابن خلدون.

2.الإدارة العامة للمناهج، وکالة التخطیط والتطویر، وحدة البرامج التعلیمیة الدولیة(1434) إطار الخطة الدراسیة فی البرامج الدولیة، عرض مقدم لملتقى البرامج التعلیمیة الدولیة، المنطقة الشرقیة، 8-6- 1434.

3.البداح، عبد العزیز بن أحمد (2009)المدارس الأجنبیة فی الخلیج : البحرین أنموذجا،التقریر الاستراتیجی السادس الصادر عن مجلة البیان               بعنوان - مستقبل الأمة وصراع الاستراتیجیات. السعودیة ، ص ص :97-115.

4.بدران، شبل (1985)التربیة والتبعیة فی مصر - دراسة فی التعلیم الأجنبی، مجلة التربیة المعاصرة، ع (3)، ص ص:  >23 - 69

5.جریدة الحیاة، ملیون طالب بالمدارس الدولیة فی الخلیج یدفعون 6 بلایین دولار سنویاً، الثلاثاء، 12 أغسطس 2014.

6.جوزیف،جون (2007) اللغة والقومیة: قومیة- إثنیة، دینیة، ترجمة عبد النور خراقى، عالم المعرفة، ع(342) ، أغسطس.

7.حتاملة، موسى رشید  (2002)  الصراع العربی الإسرائیلی من خلال مناهج التاریخ بالمدارس الخاصة الأجنبیة بدولة الإمارات العربیة،شؤون اجتماعیة -الامارات , س 19 , ع 74، صیف. ص ص : 93-138.

8.حتاملة، موسى رشید  (2010)الحروب الصلیبیة والقدس من خلال مناهج التاریخ فی المدارس الاجنبیةالخاصة بدولة الامارات العربیة،شؤون اجتماعیة -الامارات , س27 , ع 105. ص ص: 33-64.

9.حسن، محمد صدیق محمد  (2003)التعلیم فی المدارس الأجنبیة الإیجابیات والسلبیات،  مجلة التربیة -قطر , س 32, ع 146، ص  ص 64 - 75

  1. الروبی، منى سید ابراهیم (2013) الاحساس بالهویة وعلاقتها بالانتماء لدى عینة من طلبة المدارس الحکومیة والدولیة، مجلة الارشاد النفسی. مرکز الإرشاد النفسی، 35(2). أغسطس.
  2. سکران، محمد محمد (2010) ندوة حول التعلیم الأجنبی فی مصر فی ضوء التحدیات المعاصرة، مجلة رابطة التربیة الحدیثة- مصر، مج (3)، ع (7)، ص ص : 414-416.
  3. شبکة الصین : 5آلاف أجنبی "صغیر" یدرسون فی شانغهای، تم الحصول علیه فى 20أغسطس 2014، متاح على : http://arabic.china.org.cn/news
  4. الضبع، ثناء یوسف (2008) تعزیز الهویة الثقافیة لدى الطلاب الناشئین فی ضوء تداعیات العولمة-دراسة تحلیلیة، المؤتمر العلمی العشرون للجمعیة المصریة للمناهج وطرق التدریس بعنوان :"مناهج التعلیم والهویة الثقافیة،جامعة عین شمس، 30-31 یولیو، مجلد 4.
  5. طعیمة،رشدى أحمد(1998) الثقافة العربیة الإسلامیة بین التألیف والتدریس، القاهرة، دار الفکری العربی.
  6. ظفر، عبدالرازق أحمد(1984) أهداف التعلیم الابتدائی – واقعها والوسائل التی تساعد على تحقیقها، سلسلة الدراسات والبحوث التربویة (11)، جامعة أم القرى.
  7. عبد الفتاح، سیف الدین (2005) "التعلیم والهویة- نحو تأسیس جامعات حضاریة"، المؤتمر السنوی الثامن عشر للبحوث السیاسیة: التعلیم العالیفی مصر: خریطة الواقع واستشراف المستقبل،  مرکز البحوث                والدراسات السیاسیة، کلیة الاقتصاد والعلوم السیاسیة، جامعة القاهرة، 14-17 فبرایر.
  8. عبدالرازق، ناهد محمد، والنقیب، عبدالرحمن، وطه، مجدى صلاح (2012). التعددیة الثقافیة وانعکاساتها على قیم طلاب المدارس الأجنبیة الدولیة، مجلة کلیة التربیة، جامعة المنصورة، ع (79)، ج (1)، مایو.
  9. عبدالله ، ولاء السید (2011) دراسة مقارنة لسیاسات العمل بالمناهج الدراسیة بالمدارس الدولیة فى جمهوریة مصر العربیة والیابان وفرنسا، مجلة کلیة التربیة ، جامعة عین شمس ، ع (35) ، ج (1)، ص ص :737- 776
  10. عبدالناصر، عبدالناصر محمد رشاد (2009) اختیار وتدریب معلمی المدارس الدولیة – دراسة مقارنة لبعض الاتجاهات العالمیة المعاصرة وامکانیة الإفادة منها فی مصر، مجلة دراسات تربویة واجتماعیة، م(15)، ع(4)، أکتوبر. ص ص: 275-332.
  11. عدلی، هویدا (2007) الشباب العربی والهویة والعولمة- جدلیات القبول والرفض، مجلة شئون عربیة، جامعة الدول العربیة،ع(132)، ص 88..
  12. الکیلانی، ماجد عرسان (1986) الفکر التربوی عند ابن تیمیة ، ط(2)، السعودیة، دار التراث  .
  13. مجمع اللغة العربیة (1983)المعجم الفلسفی، القاهرة، الهیئة العامة لشئون المطابع الأمیریة.
  14. المرکز الوطنی للقیاس والتقویم فی التعلیم العالی (1435): تقویم تجربة المدارس الأهلیة المطبقة للبرامج التعلیمیة الدولیة، الریاض.
  15. ملحم، أحمد سلیم: الإثراء الثقافی للمدارس الخاصة المطبقة للأنظمة لتعلیمیة الأجنبیة فى الأردن، فی: ملحم، أحمد سلیم (2011) المدارس الأجنبیة بین الإثراء والاستلاب، عمان : دار الاعلام.
  16. المنیع، عبدالعزیز (1993)التعلیم الأهلی فی المملکة العربیة السعودیة: تطوره- واقعه – عوامل النهوض به، الریاض: مکتبة الملک فهد الوطنیة.
  17. هنتنجتون، صامویل (1999) صدام الحضارات- إعادة صنع النظام العالمی، ط(2)، ترجمة طلعت الشایب، القاهرة، سطور.
  18. وزارة التربیة والتعلیم (1430 هـ). القواعد التنظیمیة للبرامج التعلیمیة الدولیة، المملکة العربیة السعودیة.
  19. وزارة المعارف (1395هـ) لائحة تنظیم المدارس الأهلیة،المملکة العربیة السعودیة.
  20. وزارة المعارف (1995). سیاسة التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة، ط (4)، الریاض.
  21. وطفة، علی أسعد، والمطوع، فرح (2008). المدارس الخاصة الأجنبیة فی دولة الکویت کما یراها أولیاء أمور تلامیذ المرحلة الابتدائیة، مجلة رسالة الخلیج العربی، سنة (29)، ع (109).
    1. Bagnall, Nigel (2012) National or global: The mutable concepts of identity and home for international school students, Prospects, 42(2)Jun, 177-190.
    2. Baker, Ahmad M. &Kanan, Hana M.(2005) International Mindedness of Native Students as a Function of the Type of School Attended and Gender: The Qatari Case, Journal of Research in International Education,4(3), 333-349 .
    3. Bates, Richard(2012) Is Global Citizenship Possible, and Can International Schools Provide It?, Journal of Research in International Education,11(3), Dec.,262-274.
    4. Black, D.R. & Armstrong, P. (1995) Some aspects of staff development in international schools, International Journal of Educational Management, 9(4), 27- 33.
    5. Bingham, Derek & Council of International Schools‏(CIS) (2009) CIS International Schools Directory 2009/10, John Catt Educational Ltd, Uk.
    6. Dunne, Sandra & Edwards, Julie(2010) International Schools as Sites of Social Change, Journal of Research in International Education, 9(1) 24-39 .
    7. Eason, Tom; Reach, Sherry; Sismey, Val (2004)The Cambridge Continuum from CIE--A Positive Alternative for U.S. Schools,College and University, 80(2),Fall,53-55.
    8. Hayden, Mary (2006) Introduction to International Education : InternationalSchools and Their  Communities, SAGE Publications Inc., USA.
    9. Hayden, Mary (2011) Transnational Spaces of Education: The Growth of the InternationalSchool Sector, Globalization, Societies and Education, 9(2), 211-224 .

 

 

  1. Hayden, Matthew J.(2012) Mission Statement Possible: InternationalSchools and Cosmopolitanism, International Education Journal: Comparative Perspectives, 11(2), 5-26.
  2. International School Consultancy Group (ISC), New report says international schools end 2013-2014 school year on a high, cached at 18/1/2015, availableat:  http://www.iscresearch.com/company /who-we-are.aspx.
  3. James, Kieran(2005) International education: The concept, and its relationship to intercultural Education, Journal of Research in International Education, 4, 313-332.
  4. Kanan, Hana M. & Baker, Ahmad M.(2006) Influence of International Schools on the Perception of Local Students' Individual and Collective Identities, Career Aspirations and Choice of University, Journal of Research in International Education, 5(3),251-268 .
  5. Law, Elizabeth, McDowall, Janet, and Feder, Trevor (2012) The International Baccalaureate Primary Years Program in Australia: Parents and School Choice, The International Journal of Learning, 18(10), 295-310.

 

 

  1. Sears, Coreen (2011)Integrating Multiple Identities: Narrative in the Formation and Maintenance of the Self in International School Students,Journal of Research in International Education, 10(1),Apr.,71-86.
  2. Song, Jae Jung (2013) For Whom the Bell Tolls: Globalization, Social Class and South Korea's InternationalSchools, Globalization, Societies and Education, 11(1), 136-159.
  3. Techavijit, Virachai (2007) The International Schools Phenomenon in Thailand andthe Implementation of the International Baccalaureate, Presented at the University of Oxford, March.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  1. 1.ابن خلدون، عبد الرحمن(د.ت) مقدمة ابن خلــدون، الإسکندریة، دار ابن خلدون.

    2.الإدارة العامة للمناهج، وکالة التخطیط والتطویر، وحدة البرامج التعلیمیة الدولیة(1434) إطار الخطة الدراسیة فی البرامج الدولیة، عرض مقدم لملتقى البرامج التعلیمیة الدولیة، المنطقة الشرقیة، 8-6- 1434.

    3.البداح، عبد العزیز بن أحمد (2009)المدارس الأجنبیة فی الخلیج : البحرین أنموذجا،التقریر الاستراتیجی السادس الصادر عن مجلة البیان               بعنوان - مستقبل الأمة وصراع الاستراتیجیات. السعودیة ، ص ص :97-115.

    4.بدران، شبل (1985)التربیة والتبعیة فی مصر - دراسة فی التعلیم الأجنبی، مجلة التربیة المعاصرة، ع (3)، ص ص:  >23 - 69

    5.جریدة الحیاة، ملیون طالب بالمدارس الدولیة فی الخلیج یدفعون 6 بلایین دولار سنویاً، الثلاثاء، 12 أغسطس 2014.

    6.جوزیف،جون (2007) اللغة والقومیة: قومیة- إثنیة، دینیة، ترجمة عبد النور خراقى، عالم المعرفة، ع(342) ، أغسطس.

    7.حتاملة، موسى رشید  (2002)  الصراع العربی الإسرائیلی من خلال مناهج التاریخ بالمدارس الخاصة الأجنبیة بدولة الإمارات العربیة،شؤون اجتماعیة -الامارات , س 19 , ع 74، صیف. ص ص : 93-138.

    8.حتاملة، موسى رشید  (2010)الحروب الصلیبیة والقدس من خلال مناهج التاریخ فی المدارس الاجنبیةالخاصة بدولة الامارات العربیة،شؤون اجتماعیة -الامارات , س27 , ع 105. ص ص: 33-64.

    9.حسن، محمد صدیق محمد  (2003)التعلیم فی المدارس الأجنبیة الإیجابیات والسلبیات،  مجلة التربیة -قطر , س 32, ع 146، ص  ص 64 - 75

    1. الروبی، منى سید ابراهیم (2013) الاحساس بالهویة وعلاقتها بالانتماء لدى عینة من طلبة المدارس الحکومیة والدولیة، مجلة الارشاد النفسی. مرکز الإرشاد النفسی، 35(2). أغسطس.
    2. سکران، محمد محمد (2010) ندوة حول التعلیم الأجنبی فی مصر فی ضوء التحدیات المعاصرة، مجلة رابطة التربیة الحدیثة- مصر، مج (3)، ع (7)، ص ص : 414-416.
    3. شبکة الصین : 5آلاف أجنبی "صغیر" یدرسون فی شانغهای، تم الحصول علیه فى 20أغسطس 2014، متاح على : http://arabic.china.org.cn/news
    4. الضبع، ثناء یوسف (2008) تعزیز الهویة الثقافیة لدى الطلاب الناشئین فی ضوء تداعیات العولمة-دراسة تحلیلیة، المؤتمر العلمی العشرون للجمعیة المصریة للمناهج وطرق التدریس بعنوان :"مناهج التعلیم والهویة الثقافیة،جامعة عین شمس، 30-31 یولیو، مجلد 4.
    5. طعیمة،رشدى أحمد(1998) الثقافة العربیة الإسلامیة بین التألیف والتدریس، القاهرة، دار الفکری العربی.
    6. ظفر، عبدالرازق أحمد(1984) أهداف التعلیم الابتدائی – واقعها والوسائل التی تساعد على تحقیقها، سلسلة الدراسات والبحوث التربویة (11)، جامعة أم القرى.
    7. عبد الفتاح، سیف الدین (2005) "التعلیم والهویة- نحو تأسیس جامعات حضاریة"، المؤتمر السنوی الثامن عشر للبحوث السیاسیة: التعلیم العالیفی مصر: خریطة الواقع واستشراف المستقبل،  مرکز البحوث                والدراسات السیاسیة، کلیة الاقتصاد والعلوم السیاسیة، جامعة القاهرة، 14-17 فبرایر.
    8. عبدالرازق، ناهد محمد، والنقیب، عبدالرحمن، وطه، مجدى صلاح (2012). التعددیة الثقافیة وانعکاساتها على قیم طلاب المدارس الأجنبیة الدولیة، مجلة کلیة التربیة، جامعة المنصورة، ع (79)، ج (1)، مایو.
    9. عبدالله ، ولاء السید (2011) دراسة مقارنة لسیاسات العمل بالمناهج الدراسیة بالمدارس الدولیة فى جمهوریة مصر العربیة والیابان وفرنسا، مجلة کلیة التربیة ، جامعة عین شمس ، ع (35) ، ج (1)، ص ص :737- 776
    10. عبدالناصر، عبدالناصر محمد رشاد (2009) اختیار وتدریب معلمی المدارس الدولیة – دراسة مقارنة لبعض الاتجاهات العالمیة المعاصرة وامکانیة الإفادة منها فی مصر، مجلة دراسات تربویة واجتماعیة، م(15)، ع(4)، أکتوبر. ص ص: 275-332.
    11. عدلی، هویدا (2007) الشباب العربی والهویة والعولمة- جدلیات القبول والرفض، مجلة شئون عربیة، جامعة الدول العربیة،ع(132)، ص 88..
    12. الکیلانی، ماجد عرسان (1986) الفکر التربوی عند ابن تیمیة ، ط(2)، السعودیة، دار التراث  .
    13. مجمع اللغة العربیة (1983)المعجم الفلسفی، القاهرة، الهیئة العامة لشئون المطابع الأمیریة.
    14. المرکز الوطنی للقیاس والتقویم فی التعلیم العالی (1435): تقویم تجربة المدارس الأهلیة المطبقة للبرامج التعلیمیة الدولیة، الریاض.
    15. ملحم، أحمد سلیم: الإثراء الثقافی للمدارس الخاصة المطبقة للأنظمة لتعلیمیة الأجنبیة فى الأردن، فی: ملحم، أحمد سلیم (2011) المدارس الأجنبیة بین الإثراء والاستلاب، عمان : دار الاعلام.
    16. المنیع، عبدالعزیز (1993)التعلیم الأهلی فی المملکة العربیة السعودیة: تطوره- واقعه – عوامل النهوض به، الریاض: مکتبة الملک فهد الوطنیة.
    17. هنتنجتون، صامویل (1999) صدام الحضارات- إعادة صنع النظام العالمی، ط(2)، ترجمة طلعت الشایب، القاهرة، سطور.
    18. وزارة التربیة والتعلیم (1430 هـ). القواعد التنظیمیة للبرامج التعلیمیة الدولیة، المملکة العربیة السعودیة.
    19. وزارة المعارف (1395هـ) لائحة تنظیم المدارس الأهلیة،المملکة العربیة السعودیة.
    20. وزارة المعارف (1995). سیاسة التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة، ط (4)، الریاض.
    21. وطفة، علی أسعد، والمطوع، فرح (2008). المدارس الخاصة الأجنبیة فی دولة الکویت کما یراها أولیاء أمور تلامیذ المرحلة الابتدائیة، مجلة رسالة الخلیج العربی، سنة (29)، ع (109).
      1. Bagnall, Nigel (2012) National or global: The mutable concepts of identity and home for international school students, Prospects, 42(2)Jun, 177-190.
      2. Baker, Ahmad M. &Kanan, Hana M.(2005) International Mindedness of Native Students as a Function of the Type of School Attended and Gender: The Qatari Case, Journal of Research in International Education,4(3), 333-349 .
      3. Bates, Richard(2012) Is Global Citizenship Possible, and Can International Schools Provide It?, Journal of Research in International Education,11(3), Dec.,262-274.
      4. Black, D.R. & Armstrong, P. (1995) Some aspects of staff development in international schools, International Journal of Educational Management, 9(4), 27- 33.
      5. Bingham, Derek & Council of International Schools‏(CIS) (2009) CIS International Schools Directory 2009/10, John Catt Educational Ltd, Uk.
      6. Dunne, Sandra & Edwards, Julie(2010) International Schools as Sites of Social Change, Journal of Research in International Education, 9(1) 24-39 .
      7. Eason, Tom; Reach, Sherry; Sismey, Val (2004)The Cambridge Continuum from CIE--A Positive Alternative for U.S. Schools,College and University, 80(2),Fall,53-55.
      8. Hayden, Mary (2006) Introduction to International Education : InternationalSchools and Their  Communities, SAGE Publications Inc., USA.
      9. Hayden, Mary (2011) Transnational Spaces of Education: The Growth of the InternationalSchool Sector, Globalization, Societies and Education, 9(2), 211-224 .

     

     

    1. Hayden, Matthew J.(2012) Mission Statement Possible: InternationalSchools and Cosmopolitanism, International Education Journal: Comparative Perspectives, 11(2), 5-26.
    2. International School Consultancy Group (ISC), New report says international schools end 2013-2014 school year on a high, cached at 18/1/2015, availableat:  http://www.iscresearch.com/company /who-we-are.aspx.
    3. James, Kieran(2005) International education: The concept, and its relationship to intercultural Education, Journal of Research in International Education, 4, 313-332.
    4. Kanan, Hana M. & Baker, Ahmad M.(2006) Influence of International Schools on the Perception of Local Students' Individual and Collective Identities, Career Aspirations and Choice of University, Journal of Research in International Education, 5(3),251-268 .
    5. Law, Elizabeth, McDowall, Janet, and Feder, Trevor (2012) The International Baccalaureate Primary Years Program in Australia: Parents and School Choice, The International Journal of Learning, 18(10), 295-310.

     

     

    1. Sears, Coreen (2011)Integrating Multiple Identities: Narrative in the Formation and Maintenance of the Self in International School Students,Journal of Research in International Education, 10(1),Apr.,71-86.
    2. Song, Jae Jung (2013) For Whom the Bell Tolls: Globalization, Social Class and South Korea's InternationalSchools, Globalization, Societies and Education, 11(1), 136-159.
    3. Techavijit, Virachai (2007) The International Schools Phenomenon in Thailand andthe Implementation of the International Baccalaureate, Presented at the University of Oxford, March.