أساليب و خصائص التقويم المعتمد على الأداء في القرءان الکريم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

استاذ علم النفس التربوي جامعة الأمير سطام بن عبد العزيز(سلمان سابقا)

المستخلص

يعرف الأداء بأنه کل عمل يؤديه الانسان ذکر کان أو انثى  على درجة من الاتقان مبني على معرفة واعتقاد وقدرات محددة ويمکن تصنيفه على محک الاستقامة وهو محاسب عليه حسب التکليف ، أما مفهوم التقويم المعتمد على الأداء (فهو مجموعة من الأساليب القرءانية المستخدمة لإکساب معرفة تطبيقية أو مهارة أو عادات عمل من خلال أداء المتعلم لشعائر دينية أو مهام حياتية معينة ينفذها بشکل عملي متقن وفق شروط أداء محددة حسب السن والنوع والاستطاعة بقصد الوصول الى مخرجات  تتوافق مع المحک الشرعي) .
مستويات تقويم الأداء : 1- مستوى التهيئة-  (التهيئة المعرفية): في هذا المستوى يلاحظ الباحث ترکيز الآيات على المعرفة الخاصة بموضوع التقويم حيث يوضح المولى عز وجل التفاصيل التي تبين کيفية الأداء الصحيح أو الخطوات والتسلسل المطلوبين لإنجاز العمل ،( التهيئة الوجدانية): في هذا المستوى ترکز الآيات الکريمات على خلق رابط نفسي ايجابي قوي بين المسلم والسلوک المطلوب تقويمه وذلک بترغيب المسلم في الأداء موضع التقويم لتشکيل جانب قيمي ودافعية قوية تنمي في الشخصية المسلمة العزيمة وقوة الارادة المصحوبة بالنية الخالصة لأداء السلوک لکونه عقيدة تتبع وطاعة تؤدى وهذا الأمر ضروري لثبات واستمرارية السلوک . 2- مستويات الاعداد(التکوين) : يتضح في هذا المستوى الاهتمام بالجانب الارشادي حيث يتم تدريب المسلم على الخطوات السابقة للأداء النهائي وغالبا ما يدرب المسلم على استبعاد المتغيرات الدخيلة على موضوع الاداء والتي يمکن ان تعيق أو تحول دون جودة الاداء وأحيانا تهتم الآيات بالاقناع وتوضيح الأسباب. ، 3- مستويات الأداء : (الملاحظة) : في هذا المستوى يتم تدريب المسلم على طريقة الملاحظة لسلوک محدد بهدف تقوية الادراک الحسي لهذا السلوک مع تنمية القدرة على التقييم والتقويم والملاحظة هنا لا تعتبر فقط أداة لجمع المعلومات بل تقوم بوظيفة ترقية الاداء وذلک بالترکيز على التفاصيل الدقيقة المدرکة والتي من شأنها ان تؤثر على الأداء إذا تم إهمالها، مستوى تقليد الأداء(المحاکاة) : في هذا المستوى يتم تقليد نموذج الأداء من خلال الملاحظة المباشرة ، (مستوى التجريب) ، (مستوى الممارسة)، في هذا المستوى توضح لنا الآيات نماذج                أداء تظهر فيها التفاصيل والصعوبات والعوائق التي تقابل هذا المستوى مع بيان کيفية                  التعامل مع هذه العوائق التي غالبا ما تکون نفسية أو اجتماعية ، (مستوى الاتقان ) ،                 ( مستوى الإبداع وضمان الجودة) : بين القرءان الکريم کثير من أوجه الأداء المهاري التي تميزت بالإبداع ابتداء من الفکرة غير المألوفة انتهاء بتقييم العمل وفي هذا المستوى نجد ان الإبداع يوظف لحل مشکلة حلا جذريا أو دعم التنمية المستدامة بطريقة أساليب التقويم المعتمد على الأداء في القرءان الکريم :
1-    أساليب الأداء اللفظي : أسلوب الاسئلة المفتوحة النهاية أو التي تتطلب إجابة ممتدة : هذا الاسلوب يکشف اتجاه ونمط التفکير لدى الفرد موضع التقويم ب - التقارير: إن نماذج التقارير التي وردت في القرءان الکريم تبين کيفية التعامل مع الأوضاع السالبة خاصة التي تتعلق بالعقيدة أو العبادات والکليات عامة ، ج- العروض الشفوية : ويتضح من هذا الأسلوب أنه مهم لتنمية مهارات التقويم للمتعلم من خلال قصص السابقين .              د- المحادثة : أن محتوى المحادثة في القرءان الکريم يؤدي وظيفة تقويمية کبيرة حيث يعکس للمتعلم مواطن الخلل بطريقة مباشرة مما يسهل عملية التشخيص                     والعلاج للمواقف المماثلة التي قد يمر بها المتعلم مع إمکانية التعديل والإحلال .                هـ - المناظرة :
2-لعب الأدوار:
2-    أساليب الأداء العملي : أ- التعرف ، ب-المحاکاة ،ج-المعارض : في هذا النمط من أساليب التقويم تعرض لنا الآيات الکريمات بعضا من الأعمال أو المجسمات التي تم عرضها وشهدها عدد کبير من المشاهدين وغالبا ما ترتبط بأدلة وبراهين تثبت في نهاية العرض حقيقة التوحيد وانتصار العقيدة السليمة على ما عداها من أفکار ضالة، وفي الأداء العملي يقدم لنا القرءان الکريم نماذج للأداء يظهر من خلالها آلية التعامل معها کما يوضح لنا أهمية الرسالة التي يقوم على اساسها الاداء إذ لابد أن تکون سليمة کم ينهانا الله سبحانه وتعالى عن تخريب المخرجات ذات القيمة للمشاريع وعينات العمل والتجريب والإبداع.
3-أساليب تقدير الأداء : أسلوب التفضيل ، أسلوب التصنيف حسب نوع الأداء ،                 اسلوب التقدير الوصفي للمآل ، أسلوب إحصاء نواتج السلوک في صحيفة الأعمال.
 
4- خصائص التقويم المعتمد على الأداء :
أ‌-      خصائص ذات علاقة بالمقوم : السمات الروحية والعدل والمرونة والصبروالاتقان والاحسان والقدوة الحسنة ومهارات التواصل واستخدام وسائل الترغيب والترهيب والتوقيت المناسب والتدرج ومراعاة الفروق الفردية  والقدرة على التفاعل مع المقوم ومعالجة معوقات الأداء والمتغيرات الدخيلة والاستعانة بنماذج وأمثلة عالية الجودة و التوثيق.
ب‌-   خصائص ذات علاقة بالشخص موضع التقويم : الدافعية والمثابرة والصبر والسمات الروحية والوسطية حرية الاختيار ، والايجابية والتقبل والتميز بالقدرات اللازمة لانجاح عملية التقويم،المحاسبية والمسئولية الفردية .
  ج - خصائص ذات علاقة بموضوع التقويم : -النفع والأهمية وان يکون موضوعي وحيوي ،وقابل للتنفيذ ،وثابت وهادف وغير مکلف ومتدرج ، ويمکن المتعلم من ممارسة التقويم الذاتي. وقد خلص الباحث الى التوصيات الآتية :
-                                                                                      -   العمل على تأصيل العلوم النفسية والتربوية .
  استنباط اسس ومبادئ التقويم التربوي من القرءان الکريم والسنة النبوية الشريفة .-
 اشتقاق برامج التقويم والقياس من خلال النهج القرءاني .-
 تدريب القائمين على أمر التقويم على الخصائص والسمات التي يجب أن يتسم بها المقوم .-
 تهيئة المستهدفين بالتقويم نفسيا ومعرفيا حسب النهج القرءاني .-
نشر ثقافة التقويم کمنهج عقدي لا ينفصل عن الدين . -
المقترحات :
 -  إجراء بحوث مستقبلية عن مظاهر الرحمة في التقويم القرءاني .
استخدام النماذج القرءانية للتقويم کمنهج تطبيقي . -
الاستفادة من النموذج القرءاني لمستويات الابداع في تطوير النمط الابداعي للأداء .

الموضوعات الرئيسية


 

              کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

 

أسالیب و خصائص التقویم المعتمد على الأداء فی القرءان الکریم

 

 

إعــــداد

د/ هنادی عیسى مهنا ابراهیم

استاذ علم النفس التربوی

جامعة الأمیر سطام بن عبد العزیز(سلمان سابقا)

 

 

 

 

}       المجلد الحادی والثلاثین– العدد الخامس  – جزء ثانی  – أکتوبر2015م  {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

ملخص البحث:

یعرف الأداء بأنه کل عمل یؤدیه الانسان ذکر کان أو انثى  على درجة من الاتقان مبنی على معرفة واعتقاد وقدرات محددة ویمکن تصنیفه على محک الاستقامة وهو محاسب علیه حسب التکلیف ، أما مفهوم التقویم المعتمد على الأداء (فهو مجموعة من الأسالیب القرءانیة المستخدمة لإکساب معرفة تطبیقیة أو مهارة أو عادات عمل من خلال أداء المتعلم لشعائر دینیة أو مهام حیاتیة معینة ینفذها بشکل عملی متقن وفق شروط أداء محددة حسب السن والنوع والاستطاعة بقصد الوصول الى مخرجات  تتوافق مع المحک الشرعی) .

مستویات تقویم الأداء : 1- مستوى التهیئة-  (التهیئة المعرفیة): فی هذا المستوى یلاحظ الباحث ترکیز الآیات على المعرفة الخاصة بموضوع التقویم حیث یوضح المولى عز وجل التفاصیل التی تبین کیفیة الأداء الصحیح أو الخطوات والتسلسل المطلوبین لإنجاز العمل ،( التهیئة الوجدانیة): فی هذا المستوى ترکز الآیات الکریمات على خلق رابط نفسی ایجابی قوی بین المسلم والسلوک المطلوب تقویمه وذلک بترغیب المسلم فی الأداء موضع التقویم لتشکیل جانب قیمی ودافعیة قویة تنمی فی الشخصیة المسلمة العزیمة وقوة الارادة المصحوبة بالنیة الخالصة لأداء السلوک لکونه عقیدة تتبع وطاعة تؤدى وهذا الأمر ضروری لثبات واستمراریة السلوک . 2- مستویات الاعداد(التکوین) : یتضح فی هذا المستوى الاهتمام بالجانب الارشادی حیث یتم تدریب المسلم على الخطوات السابقة للأداء النهائی وغالبا ما یدرب المسلم على استبعاد المتغیرات الدخیلة على موضوع الاداء والتی یمکن ان تعیق أو تحول دون جودة الاداء وأحیانا تهتم الآیات بالاقناع وتوضیح الأسباب. ، 3- مستویات الأداء : (الملاحظة) : فی هذا المستوى یتم تدریب المسلم على طریقة الملاحظة لسلوک محدد بهدف تقویة الادراک الحسی لهذا السلوک مع تنمیة القدرة على التقییم والتقویم والملاحظة هنا لا تعتبر فقط أداة لجمع المعلومات بل تقوم بوظیفة ترقیة الاداء وذلک بالترکیز على التفاصیل الدقیقة المدرکة والتی من شأنها ان تؤثر على الأداء إذا تم إهمالها، مستوى تقلید الأداء(المحاکاة) : فی هذا المستوى یتم تقلید نموذج الأداء من خلال الملاحظة المباشرة ، (مستوى التجریب) ، (مستوى الممارسة)، فی هذا المستوى توضح لنا الآیات نماذج                أداء تظهر فیها التفاصیل والصعوبات والعوائق التی تقابل هذا المستوى مع بیان کیفیة                  التعامل مع هذه العوائق التی غالبا ما تکون نفسیة أو اجتماعیة ، (مستوى الاتقان ) ،                 ( مستوى الإبداع وضمان الجودة) : بین القرءان الکریم کثیر من أوجه الأداء المهاری التی تمیزت بالإبداع ابتداء من الفکرة غیر المألوفة انتهاء بتقییم العمل وفی هذا المستوى نجد ان الإبداع یوظف لحل مشکلة حلا جذریا أو دعم التنمیة المستدامة بطریقة أسالیب التقویم المعتمد على الأداء فی القرءان الکریم :

1-    أسالیب الأداء اللفظی : أسلوب الاسئلة المفتوحة النهایة أو التی تتطلب إجابة ممتدة : هذا الاسلوب یکشف اتجاه ونمط التفکیر لدى الفرد موضع التقویم ب - التقاریر: إن نماذج التقاریر التی وردت فی القرءان الکریم تبین کیفیة التعامل مع الأوضاع السالبة خاصة التی تتعلق بالعقیدة أو العبادات والکلیات عامة ، ج- العروض الشفویة : ویتضح من هذا الأسلوب أنه مهم لتنمیة مهارات التقویم للمتعلم من خلال قصص السابقین .              د- المحادثة : أن محتوى المحادثة فی القرءان الکریم یؤدی وظیفة تقویمیة کبیرة حیث یعکس للمتعلم مواطن الخلل بطریقة مباشرة مما یسهل عملیة التشخیص                     والعلاج للمواقف المماثلة التی قد یمر بها المتعلم مع إمکانیة التعدیل والإحلال .                هـ - المناظرة :

2-لعب الأدوار:

2-    أسالیب الأداء العملی : أ- التعرف ، ب-المحاکاة ،ج-المعارض : فی هذا النمط من أسالیب التقویم تعرض لنا الآیات الکریمات بعضا من الأعمال أو المجسمات التی تم عرضها وشهدها عدد کبیر من المشاهدین وغالبا ما ترتبط بأدلة وبراهین تثبت فی نهایة العرض حقیقة التوحید وانتصار العقیدة السلیمة على ما عداها من أفکار ضالة، وفی الأداء العملی یقدم لنا القرءان الکریم نماذج للأداء یظهر من خلالها آلیة التعامل معها کما یوضح لنا أهمیة الرسالة التی یقوم على اساسها الاداء إذ لابد أن تکون سلیمة کم ینهانا الله سبحانه وتعالى عن تخریب المخرجات ذات القیمة للمشاریع وعینات العمل والتجریب والإبداع.

3-أسالیب تقدیر الأداء : أسلوب التفضیل ، أسلوب التصنیف حسب نوع الأداء ،                 اسلوب التقدیر الوصفی للمآل ، أسلوب إحصاء نواتج السلوک فی صحیفة الأعمال.

 

4- خصائص التقویم المعتمد على الأداء :

أ‌-      خصائص ذات علاقة بالمقوم : السمات الروحیة والعدل والمرونة والصبروالاتقان والاحسان والقدوة الحسنة ومهارات التواصل واستخدام وسائل الترغیب والترهیب والتوقیت المناسب والتدرج ومراعاة الفروق الفردیة  والقدرة على التفاعل مع المقوم ومعالجة معوقات الأداء والمتغیرات الدخیلة والاستعانة بنماذج وأمثلة عالیة الجودة و التوثیق.

ب‌-   خصائص ذات علاقة بالشخص موضع التقویم : الدافعیة والمثابرة والصبر والسمات الروحیة والوسطیة حریة الاختیار ، والایجابیة والتقبل والتمیز بالقدرات اللازمة لانجاح عملیة التقویم،المحاسبیة والمسئولیة الفردیة .

  ج - خصائص ذات علاقة بموضوع التقویم : -النفع والأهمیة وان یکون موضوعی وحیوی ،وقابل للتنفیذ ،وثابت وهادف وغیر مکلف ومتدرج ، ویمکن المتعلم من ممارسة التقویم الذاتی. وقد خلص الباحث الى التوصیات الآتیة :

-                                                                                      -   العمل على تأصیل العلوم النفسیة والتربویة .

  استنباط اسس ومبادئ التقویم التربوی من القرءان الکریم والسنة النبویة الشریفة .-

 اشتقاق برامج التقویم والقیاس من خلال النهج القرءانی .-

 تدریب القائمین على أمر التقویم على الخصائص والسمات التی یجب أن یتسم بها المقوم .-

 تهیئة المستهدفین بالتقویم نفسیا ومعرفیا حسب النهج القرءانی .-

نشر ثقافة التقویم کمنهج عقدی لا ینفصل عن الدین . -

المقترحات :

 -  إجراء بحوث مستقبلیة عن مظاهر الرحمة فی التقویم القرءانی .

استخدام النماذج القرءانیة للتقویم کمنهج تطبیقی . -

الاستفادة من النموذج القرءانی لمستویات الابداع فی تطویر النمط الابداعی للأداء . -

-         تمهید:

ان التقویم هو الأمر الذی یقوم علیه صلاح الدنیا والآخرة فلقد خلق الله سبحانه وتعالى الانسان فی أحسن تقویم لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِی أَحْسَنِ تَقْوِیمٍ ﴿٤﴾-التین، وأنزل القرءان الکریم  لتقویم الناس ، یقول تعالى : إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ یَهْدِی لِلَّتِی هِیَ أَقْوَمُ ﴿٩﴾ ،ولقد وردت کثیر من الآیات الکریمات التی توضح أهمیة وأهداف التقویم وبعضا من نماذجه مما یدل على ارتباط الموضوع بمعارف واتجاهات حیاتیة ترتبط بجانب العقیدة ، لذا جاء أمره سبحانه للمؤمن أن یکون قواما ،یقول تعالى: یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا کُونُوا قَوَّامِینَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّـهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِکُمْ أَوِ الْوَالِدَیْنِ ﴿١٣٥﴾ -النساء

لا شک أن القرءان الکریم قد قدم نمازج للتقویم فی کل مجالاته ومستویاته والتی إذا ما قورنت بدراسات التقویم الحدیثة سنجد فروق جوهریة هامة تمیز الأسلوب  القرءانی على غیره من أسالیب تقویم الأداء بفاعلیته وجودة مخرجاته وارتباطه بتقنیات نفسیة ومعرفیة وأسالیب ارشادیة متطورة وکذلک العوامل المیسرة و المسهمة فی إنجاح الأداء المهاری               وآلیة تنفیذه .

إن العصر الحاضر یشهد تحولات جذریة وتطورات متسارعة فی مجال الأداء ، أدت فی جملتها إلى الاهتمام بالمجال المهاری ، والحرص على تنمیة المهارات وتقویمها بهدف إعداد أجیال من المتعلمین الذین یمتلکون مهارات إبداعیة وظیفیة متقدمة ، وکفایات نوعیة متمیزة تمکنهم من الإسهام الإیجابی الفاعل فی حرکة الحیاة المعاصرة التی تذخر بالتحدیات فی مختلف المجالات (ابراهیم المحیسن ،1999 )،وتشیر الأدبیات التربویة الى أن الاهتمام بالجانب المهاری للمتعلم أخذ یبرز بشدة فی العقود الأخیرة من العصر الحالی ، الأمر الذی دفع المربین –ولا سیما – خبراء القیاس والتقویم - الى التفکیر الجاد فی إیجاد أسالیب فعالة لقیاس نواتج التعلم التی ترتبط بهذا الجانب الأدائی العملی (فخری رشید،2005) .

إن سلامة العقیدة والاستقامة ، والالتزام الدینی من أهم مخرجات الأداء فی القرءان الکریم ویتضح ذلک جلیا فی سورة الفاتحة حیث وردت أصناف السلوک البشری والتی تمثل نواتج التعلم المکتسب سواء أکان إیجابی أم سلبی یقول تعالى فی محکم التنزیل : صِرَاطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ غَیْرِالْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ وَلَا الضَّالِّینَ﴿٧﴾ -الفاتحة ،فی هذه الآیة یمکن تقسیم السلوک الأدائی الى( سوی ، وغیر سوی) ، والمرجعیة التی على أساسها یقیم السلوک وتعتبر محک ،هی الاستقامة ، الواردة فی قوله تعالى: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِیم َ﴿٦﴾-الفاتحة ، إن المتأمل فی القرءان الکریم یجد أن نواتج تعلم الأداء الواردة إجمالا فی سورة الفاتحة قد ورد ذکر تفاصیلها فی بقیة سور القرءان الکریم ومن هذا نستنبط أن الطریقة الکلیة المعتمدة على تدرج وتجزئة النواتج التربویة تمیز أسلوب القرءان الکریم عن غیره من الأسالیب وذلک للآلیة الدقیقة فی تنفیذ تقویم الاداء عبر الزمن ،إن اهتمام الإسلام بالأداء المهاری ما هو إلا ترجمة وعکس حقیقی للجانبین المعرفی والوجدانی خاصة وأنه یستوعب شروط القیاس والتقویم الفعال کما یمکن من استثمار التغذیة الراجعة فی التعدیل الفوری لنقاط الضعف بطریقة إیجابیة تصحح وتغیر وتعدل الى الأفضل لیس الأداء فحسب ولکن مجموع السمات الشخصیة التی تؤهل للاستمراریة وتدفع للإتقان والأبداع.

-   مشکلة البحث :

إن أرکان الدین الاسلامی ومقاصد الشریعة یعتمدان على السلوک الادائی للمسلم ، الذی یمثل مخرجات التعلم المبنیة على المعرفة والوجدان وهذا یعنی ان الاداء السلوکی هو المحک و المرآة التی تعکس مدى نجاح الناتجین المعرفی والوجدانی فی تحقیق اهدافهما وبالتالی من الخطأ أن نفصل بین المعرفة والوجدان والأداء سواء على مستوى التخطیط أو العملیات فشعیرة الصلاة لا تصلح بدون معرفة أرکانها کما أنها لا تصلح بدون النیة أو الخشوع ،وهکذا الحج....الخ ، إن المعلوماتیة غیر الإسلامیة فی مجال العلوم النفسیة والتربویة أظهرت تباینا واختلافا کبیرا على مستوى النظرة والنظریة فنجد تمایزا واضحا مابین المعرفة السلوکیة والمعرفة المبنیة على التعلم المستند الى النظریة المعرفیة أو الإنسانیة وغیرها من النظریات التی لا تتسم بالثبات بدلیل وجود دراسات وتوصیات حدیثة تنادی بتفنید آراء ومسلمات بعض النظریات التی استخدمت أو ما تزال مستخدمة وتوصی بتبدیلها بأخرى أثبتت نجاحها فی مکان ما مع ذکر المبررات ولاشک أن الزمن هو الفیصل فبعد فترة قد تأتی توصیات أخرى مبنیة على دراسات تدعو إلى تبنی اتجاهات جدیدة وهذا أمر طبیعی لأن المعرفة الإسلامیة فقط هی الصالحة لکل زمان ومکان وهذا الأمر یرمی على عواتقنا مسئولیه کبیرة إزاء استنباط المعارف الإسلامیة الثابتة الصالحة لکل الناس وفی أی زمان ومکان ونشرها حتى تکون متاحة للجمیع وبذلک نسهم فی التعریف بدیننا ونقدم للعالم کل ما هو مفید وصالح للاستمرار.

من خلال استقراء الآیات القرءانیة الکریمة ذات العلاقة بموضوع البحث واستنتاج المفاهیم والمفردات من خلال تحلیل المحتوى تم تحدید مشکلة البحث فی الأسئلة التالیة :

1-          ما هو المفهوم القرآنی للتقویم المعتمد على الأداء ؟

2-          ما مستویات التقویم المعتمد على الأداء فی القران الکریم؟

3-          ما هی أسالیب التقویم المعتمد على الأداء فی القران الکریم؟

4-          ما هی خصائص التقویم المعتمد على الأداء فی القران الکریم؟

-         أهمیة البحث:

-          على المستوى النظری أحسب أن هذا البحث مهم وذلک للآتی:

1-    له قیمة دعویة ویستند على مرجعیة عظیمة (القرءان الکریم) کلام الله المنزه عن                 کل نقص.

2-    یسهم فی تأصیل العلوم النفسیة والتربویة.

3-    غیر مسبوق على حد علم الباحث .

4-    یثری المکتبة الإسلامیة ویوفر قاعدة معلوماتیة للباحثین فی هذا المجال.

5-    یشجع البحث العلمی لتأصیل المعرفة

-          على المستوى التطبیقی:

1-    یقدم للعالم خاصة العربی والإسلامی قاعدة معلوماتیة صادقة وثابتة فی مجال التقویم المستند على الأداء تمثل النموذج القرءآنی والتی على أساسها یمکن تطویر البرامج التربویة والمناهج فی هذا المجال.

2-    یقدم وجهة إیجابیة لبناء المنظومة المعرفیة لآلیات تنفیذ البرامج فی مجال التعلیم والتعلم والتی من شأنها أن تسهم فی تحقیق أهداف العملیة التربویة بنجاح.

3-    یوفر معلومات ذات قیمة تسهم فی تحسین المناخ والبیئة الأکادیمیة والتربویة على مستوى التعلم المباشر وغیر المباشر من خلال الخصائص النفسیة والتربویة المرتبطة بالتقویم القرءآنی للأداء .

4-    إضفاء القیم الروحیة على مجالات مستویات المعرفة والوجدان والمهارة ابتداء من عملیة التخطیط الى نهایة عملیة التنفیذ وبهذا یمکن تحقیق ضمان الجودة الشاملة.

5-    تقدیم نموذج قرءانی یمکن الإقتداء به فی بناء وتصمیم وتقویم نماذج وبرامج إرشادیة تتطلب الدقة العالیة فی تحدید أهداف نواتج التعلم ومواصفات المخرجات المطلوبة .

-         أهداف البحث :

استنادا على الایات القرءانیة الواردة فی هذا المجال یهدف هذا البحث الى التعرف على :

1-    المفهوم القرءانی للتقویم المعتمد على الأداء .

2-    مستویات التقویم المعتمد على  الأداء .

3-    أسالیب التقویم المعتمد على  الأداء .

4-    خصائص التقویم المعتمد على  الأداء .

حدود البحث :

-          الحدود المصدریة :

یتحدد هذا البحث بمرجعیته الکریمة کتاب القرءان الکریم کلام الله الذی لا ریب فیه هدى للمتقین ویقتصر التقویم على الأداء الصادر من البشر.

- الحدود الزمنیة : 1436هـ .

 

الحدود المنهجیة : انتهج الباحث المنهج الوصفی الذی یهدف الى دراسة الظروف أو الظواهر أو المواقف أو العلاقات کما هی موجودة والحصول على وصف دقیق لها یساعد على تفسیر المشکلات التی تتضمنها أو الاجابة على الأسئلة الخاصة بها ومن ثم دراستها دراسة علمیة دقیقة (محمود عبد الحلیم وسهیر کامل ،2013) ولقد استخدم الباحث اسلوبی الاستقراء(تتبع الأمثلة أو الجزئیات وتفحصها للتعرف على وجوه الشبه والخلاف للتوصل لتحدید القاعدة أو القانون أو التعریف) والاستنتاج(تبدأ بالکلیات وتنتهی بالجزئیات تسمى الطریقة ( القیاسیة التحلیلیة) : التحلیل ( تجزئة المعرفة إلى عناصرها مع إدراک العلاقة فیما بینها). بدأ الباحث بحصر الآیات الکریمات ذات العلاقة بالموضوع مستعینا بالتفسیر تمهیدا لاستنباط واستنتاج المحاور المطلوبة فی البحث ومن ثم صیاغتها فی شکل نتائج بنیت على أساسها التوصیات .

مصطلحات البحث :

1-     القرءان الکریم : کلام الله المنزل علی نبیه محمد  المعجز بلفظه المتعبد بتلاوته المنقول بالتواتر المکتوب فی المصاحف من أول سورة الفاتحة إلی آخر سورة الناس .

2-  التقویم :

-  لغة : أصل کلمة تقویم هو الفعل قوم ، حیث یقال :قوم الشئ تقویما بمعنى عدل مساره الى الجهة المرغوبة ،أی أصلح نقاط الاعوجاج والقصور فیه (جبران مسعود،1992) کما ورد فی لسان العرب أن القیمة هی واحدة القیم ، والأصل الواو لانه یقوم مقام الشیئ ویقال قیمت السلعة وقوم الشیئ فهو قویم ،أی مستقیم (جمال الدین منظور،1997) .

- إصطلاحا : عملیة منهجیة ، تقوم على أسس علمیة ، تستهدف إصدار الحکم - بدقة و موضوعیة - على مدخلات ، وعملیات ، ومخرجات أی نظام تربوی ، ومن ثم تحدید جوانب القوة والضعف والقصور فی کل منها تمهیدا ، لاتخاذ قرارات مناسبة ،لإصلاح ما یتم الکشف عنه من نقاط الضعف والقصور(ماهر اسماعیل ومحب محمود،2005).

- إجرائیا : المقصود بالتقویم فی هذا البحث العملیة القائمة على المنهجیة القرءانیة والتی تستهدف اصدار أحکام مبنیة على محک الاستقامة ومعالجة جوانب الضعف والقصور لدى المتعلم .

3-  التقویم المعتمد على الأداء Performance Based Evaluation : یعرف بروالدی (Brualdi, 1998) التقویم المستند على الأداء بأنه مجموعة من الاستراتیجیات لتطبیق المعرفة والمهارات وعادات العمل من خلال أداء المتعلم لمهام معینة ینفذها بشکل عملی ومرتبط بواقع الحیاة وذات معنى بالنسبة له وبقصد بالمهارة القدرة على أداء عمل ما بدرجة مناسبة من الإتقان مع الاقتصاد فی الجهد والوقت والنفقات وتلافی الأضرار والأخطار.

کما عرف(الفریق الوطنی للتقویم ،2004) التقویم المعتمد على الأداء بأنه قیام المتعلم بتوضیح تعلمه من خلال توظیف مهاراته فی مواقف حیاتیة حقیقیة ،أو مواقف تحاکی المواقف الحقیقیة ، أو قیامه  بعروض عملیة یظهر من خلالها مدى إتقانه لما اکتسب من مهارات ، فی ضوء النواتج التعلیمیة المراد انجازها.

إجرائیا : مجموعة من الأسالیب القرءانیة المستخدمة لإکساب معرفة تطبیقیة أو مهارة أو عادات عمل من خلال أداء المتعلم لشعائر دینیة أو مهام حیاتیة معینة ینفذها بشکل عملی متقن وفق شروط أداء محددة حسب السن والنوع والاستطاعة بقصد الوصول الى مخرجات  تتوافق مع المحک الشرعی .

الإطار النظری

للتقویم أکثر من معنى فقد استخدم مصطلح التقویم لغویا بمعنى التصحیح وإزالة الاعوجاج وبهذا یقال قوم الشیئ أی جعله مستقیما وأزال اعوجاجه . ومن معانی التقویم معرفة وتحدید قیمة الشیئ . ویتضمن مفهوم التقویم عملیة إصدار الحکم على قیمة الأشیاء أو الموضوعات  أو الأشخاص. وهو بهذا المعنى یتطلب استخدام معاییر أو مستویات أو محک لتقدیر هذه القیمة . والتقویم أیضا یتضمن معنی التحسین أو التعدیل أو التطویر الذی یعتمد على هذه الأحکام (تاج السر عبد الله وآخرون،2009)

التقویم المعتمد على الأداء Performance Based Evaluation : یشیر إلى ذلک التقییم الحقیقی الذی تتحدد فیه المهام  وما یتطلبه إنجازها من أداء  موصوف بشکل تفصیلی ، بما یسمح بملاحظة المتعلم أثناء القیام بالأداء ، مطبقا وموظفا لما تعلمه من معارف ، سواء تعلمها بالتحصیل المباشر ، أو من خلال التعلم البنائی ، عندما یشرع فی بناء مدارک وعلاقات جدیدة تربط بین ما تعلمه من حقائق ومفاهیم ، ویتمکن من اتخاذ القرارات السلیمة والتغلب على ما تتضمنه المهام المطلوبة من مشکلات (مدبولی، 2004)

تقوم عملیة التقویم على مجموعة من المبادئ والأسس والخصائص التی ینبغی مراعاتها ، إذا أردنا إجراء عملیات تقویم ناجحة ویمکن إجمال هذه الأسس والخصائص،                فیما یلی:

1-    الارتباط بالأهداف(Objective-directed process ): لابد أولا من تحدید الهدف المراد تقویمه بدقة ومن ثم ربط التقویم بهذا الهدف.

2-    الشمول:  ( Comprehensiveness ) : أن یشمل التقویم جمیع عناصر العملیة التعلیمیة.

3-    التنوع : (Variety Of Instruments ) : ویقصد به التنوع فی أدوات التقویم

4-    التعاون والمشارکة (Cooperative Process):

5-    الاستمراریة ( Continuity) : وهذا یعنی أن التقویم لا یأتی فی النهایة بل یسیر جنبا الى جنب مع العملیة التعلیمیة.

6-    وسیلة لتحسین المنهج ولیس غایة فی حد ذاته (Means to an End ).

7-    التقویم عملیة موضوعیة ( Objectivityلا تخضع للعوامل الذاتیة.

8-    ثابت وعلمی ومقنن (Scientific Standardization).

9-    التشخیص والعلاج (Diagnosis&Therapy) (کمال الدین محمد،2011).

أما التقویم المعتمد على الأداء فیتسم بمزید من الخصائص(الفریق الوطنی للتقویم ،2004) التی تمیزه عن غیره وهی :

-          تقویم مباشر للأدوار کما هو فی واقع الحیاة أو یحاکیها حیث تقوم فیه المهارات المعرفیة والأدائیة والوجدانیة وبذلک یستمد مصداقیته وصدقه.

-          تقویم متکامل یرکز على تقویم العملیات والنواتج.

-          یتیح للمتعلم دورا إیجابیا وفعالا فی البحث عن المعلومات من عدة مصادر ومعالجتها.

-          یمکن المتعلم من القیام بعملیة التقویم الذاتی أثناء تنفیذ مهمة أو عمل أو مشروع.

-          یشترک المتعلم مع المعلم فی وضع معاییر تقویم الأداء ومستویات الأداء على هذه المعاییر.

-          یعطی المتعلم والمعلم فرصة تعدیل إجراءات ومهام التقویم بناء على التغذیة الراجعة من أی منهما مما یساعد فی الوصول الى مستوى عال من الجودة.

-          یعطی المتعلم مجالا للدفاع عن أدائه بالحجج والبراهین لتبریرها منطقیا وعملیا.

-          مستویات مجال الأداء المهاری :( Performance Domain Level )

صنفت (کوثرکوجک ،1997) المجال المهاری الى ست مستویات مرتبة کالآتی:

-   الإبـداع: :( Creativity )

ویعبر هذا المستوى عن قدرة الدارس على الإتیان بشیء جدید طریف غیر مألوف یتسم بالإبداع

-         اختبارات الأداء(Performance Tests):

تهتم اختبارات الاداء بتقویم المهارات الأدائیة للمتعلم بأنماطها المختلفة سواء اکانت مهارات اتصالیه لغویه , او مهارات لحل المسائل الریاضیة  ,  او مهارات معملیه او غیرها من المهارات المرتبطة بالمناهج الدراسیة وهی تتطلب ان یظهر المتعلم بوضوح او یبرهن او یقدم امثلة او تجارب او نتاجات تعلمیه مهاریه  تتخذ دلیلا على تحقیقه مستوى تربویا او هدفا تعلیمیا معینا(کمال الدین محمد وحسن جعفر،2011)

ویقصد باختبار الأداء العملی أن یؤدی المتعلم مهارة ما عملیا ویتم الحکم على أدائه من خلال الملاحظة ، حیث تعد من أهم طرق التقییم فی اختبارات الأداء ، فیتم ملاحظة مدى إتباع المتعلم للخطوات الصحیحة للقیام بالمهارة المطلوب تنفیذها ویتم تحدید المهارة المراد اختبارها وتحلیلها إلى مجموعة من الأداءات والأفعال السلوکیة وذلک وفق ترتیب محدد ینبغی أن یقوم بها المتعلم للوصول إلى الأداء الأمثل للمهارة ویتم وضع درجات أمام کل فعل سلوکی یقوم به المتعلم ، ویتم فی النهایة جمع هذه الدرجات ومقارنتها بالدرجة الکلیة یمکن الحکم على مدى إتقان المتعلم لهذه المهارة . ( إبراهیم وبلعاوی ، 2007 )

ومما یجدر ذکره أن اختبارات الأداء تقوم على الملاحظة المباشرة للتلمیذ وسلوکیاته وهو یؤدی العمل ولذلک تسمى هذه الاختبارات باختبارات العملیات ( أبو جلالة وعلیمات ، 1421 هـ )

وترصد الکتابات المتخصصة أنه لم یحظ تجدید تربوی بمثل ما حظی به مدخل التقییم المستند إلى الأداء من اهتمام وترحیب ، یذکر ( جاسکی ) منها سببین  :

أولهما یتصل بما بلغه علم النفس المعرفی من تقدم فی مجال تحلیل ما یطلق علیه " التعلم المرکب " ، والحاجة الماسة إلى قیاس جوانب وأبعاد ذلک التعلم بصورة وافیة وموضوعیة .

وثانیهما یعود إلى مناسبة الظرف الذی یطرح فیه هذا المدخل البدیل ، حیث یسود مفهوم المحاسبیة ، و بالتالی فقد أدرک الباحثون خطورة ومحدودیة الاختبارات الموضوعیة وأسئلة الاختیار من متعدد على جودة التعلم ، حیث ینحرف المعلمون بأسالیبهم التدریسیة نحو الترکیز على المهارات الأساسیة التی تقیسها مثل تلک الاختبارات ، سعیا وراء النسب المئویة العالیة للنجاح (مدبولی ،2004) أهداف التقویم المعتمد على الأداء :

-          أهداف التقویم المعتمد على الأداء یمکن جعلها فی النقاط الآتیة :

-          تنمیة مبادئ التواصل والمهارات الریاضیة .

-          تزوید المفاهیم الأساسیة والمبادئ من جمیع مواضیع حقول المعرفة .

-          جعل المتعلم معتمدا على ذاته .

-          جعل المتعلم عضوا منتجا فی أسرته وفی مدرسته و فی مجتمعه .

-          جعل المتعلم مفکرا وقادرا على حل مشکلاته .

-          الربط بین أجزاء المعرفة المختلفة .

ویختص هذا الأسلوب بقیاس قدرات المتعلمین ومهاراتهم فی انجاز المهام الموکلة إلیهم وذلک عن طریق تطبیقهم للمعرفة التی اکتسبوها وعرضهم لإمکانیة استخدامها فی حل مشکلات حیاتیة من تلک التی تواجههم بطریقة منظمة ( مهیدات والمحاسنة ، 2009م )

-         طبیعة اختبارات الأداء :

یقع هذا النوع من الاختبار موقعا وسطا بین الاختبار التحریری الذی یقیس المخرجات المعرفیة ، ومواقف الحیاة الطبیعیة الذی سوف یطبق فیه التعلم فی النهایة . ویعتبر الموقف الطبیعی فی هذه الحالة محک الأداء . وکلما اقتربنا من الموقف الطبیعی کانت درجة الواقعیة فی الاختبار أکبر.

- أنواع اختبارات الأداء:

- اختبارات الورقة والقلم.

-اختبارات التعرف.

-اختبارات المحاکاة.

-اختبارات عینات العمل الممثلة للموقف الکلی (ماهرصبری ومحب الرافعی،2008).

-   أنماط التقویم المعتمد على الأداء :

تتعدد المواقف التعلیمیة التی یمر بها المتعلم وتبعا لذلک تتعدد أنماط وأشکال ومتطلبات المهمات التی یتم من خلالها التقویم المعتمد على الأداء ومن الأسالیب التی یظهر بها هذا النمط :

1-             التمرینات أو الأسئلة مفتوحة النهایة أو الأسئلة التی تتطلب إجابة ممتدة :  یتطلب هذا النوع من الأسئلة أن یقوم المتعلم باستکشاف موضوع معین شفهیاً أو تحریریاً ، فقد یطلب المعلم من طلبته مثلاً وصف ملاحظاتهم ومشاهداتهم حول تجربة عملیة أو أن یقدم الطالب عرضا عن شخصیة تاریخیة متخذاً موقفاً معیناً أو مقدماً شرحاً حول الظروف التی دفعت تلک الشخصیة لاتخاذ موقف معین من قضیة ما ، کما یمکن للطالب فی موقف أخر شرح طریقة اکتشافه لأسباب العطل فی جهاز معین مثلاً (الدوسری ، 1425) .

2-             المشروع : هو عمل استقصائی قد یجریه المتعلم بمفرده أو بالاشتراک مع زملائه بهدف حل مشکلة ما أو الإجابة عن سؤال أو تصمیم عمل أو القیام بتجربة أو انجاز مهمة ما ، بما یکفل اکتشاف قدرة أو إبداع المتعلم ، ویتطلب المشروع عرضا شفویا باستخدام طرق العرض المختلفة ویمکن تقییم المشروع بإحدى أدوات التقویم المعروف کقائمة الشطب أو سلم التقدیر ( العددی أو اللفظی) .

3-             التقاریر: وهو وصف لموقف تعلیمی أو لحدث یتعلق بموقف تعلیمی کمشاهدة فیلم أو حضور تجربة أو القیام بها أو تلخیصا لقصة أو بحث حل آخر لمسألة أو واجب ما أو رحلة تعلیمیة أو ترفیهیة ولا یتعدى فی العادة (1-2) صفحة ومن المهم الإشارة إلى المصادر التی یمکن الرجوع إلیها بطریقة مناسبة .

4-             العروض الشفویة : عرض عملی یقوم به المتعلم أمام زملائه أو المعلمین لتوضیح انجازه فی مشروع أو تقریر أو أی أداء موظفاً التقنیات الحدیثة مظهرا من خلال العرض قدراته ومهاراته فی العمل مثل : التواصل والثقة بالنفس وتقبل أفکار الآخرین والإجابة عن الاستفسارات (مهیدات والمحاسنة ، 2009 ، ( قطیط ، 1430 هـ ) .

5-             المحادثة : هی تعبیر یؤدیه المتعلم خلال فترة زمنیة محددة وقد تکون إعادة لروایة بشکل مختصر أو سردا لقصة أو فیلم سبق وأن شاهده أو رحلة قام بها أو إبراز فکرة فی موقف تعلیمی تعرض له .

یعتبر الحوار من الأمور التی نمارسها باستمرار لذا فإتقان هذه المهارة أمر مهم فأسلوب الحوار والحدیث یدل على شخصیة وسلوک وأخلاق المتحدث ویمکن من خلالها تطویر مهارات المتعلمین من خلال طرح مشکلة عملیة یتحاور حولها الأطراف فیما بینهم لتفادی المشکلة وأسبابها مستقبلا ومن ثم طرح الحل المناسب للمشکلة وبعد ذلک یحلل ویبرهن على فاعلیته وأهمیته.

6-    المناظرة : ویمکن تعریف المناظرة على أنها حوار بین شخصین أو فریقین یسعى کل منهما إلى إعلاء وجهة نظره حول موضوع معین والدفاع عنها بشتى الوسائل العلمیة والمنطقیة واستخدام الأدلة والبراهین على تنوعها محاولا تفنید رأی الطرف الأخر وبیان الحجج الداعیة للمحافظة علیها أو عدم قبولها .

ومن الأمثلة التی قد تکون مجالاً وعنوانا للمناظرات : المواطنة الصالحة – الرفقة الصالحة – التدخین – الإرهاب.

7-    الأداء العملی : وهو مجموعة من الإجراءات التی تتخذ لإظهار المعرفة والمهارات والاتجاهات من خلال أداء المتعلم لمهمات محددة ینفذها عملیا (العبسی ، 2010)

8-    معارض بلوغ المنتهى : هو نمط من أنماط التقویم المتعمد على الأداء والذی یتطلب من المتعلم عرض ما تعلمه من معارف ومهارات أساسیة والغرض من ذلک إظهار المتعلم لقدرته على مواجهة التحدیات وتمکنه من عرض لانجازاته کالمجسمات واللوحات البیانیة واللوحات الفنیة أو مجسمات لخرائط تعتبر المعارض والفعالیات والأنشطة المنهجیة واللامنهجیة جزء لا یتجزأ من مهام العملیة التعلیمیة لأی نظام تربوی فهی تنمی الکثیر من المبادئ والقیم مثل :التعاون ، الجرأة ، الشجاعة ، الثقة بالنفس ، الطلاقة فی التعبیر ، الإبداع ، الابتکار ، التفکیر ، التخیل .

9-    لعب الأدوار : وهو نمط یقوم المتعلم من خلاله بممارسة حرکات أو إیماءات أو أدوار من خلال الحوار والمناقشة والتقلید ضمن مواقف تحاکی الواقع ، من أجل الکشف عن المهارات  المعرفیة والأدائیة والقدرة على الامتثال للتعلیمات وتقدیم الاقتراحات واتخاذ القرارات أو الحلول لمشکلات حیاتیة  (مهیدات والمحاسنة ، 2009م ) ،                       ( قطیط ، 1430 ).

ویجب على من یتولى مهمة تقییم عمل المتعلم تبصیره أن أعماله سیتم تقییمها طبقاً لمعاییر ومستویات أداء محددة ومتفق علیها بین الطرفین ومن هنا یجب أن یکون تقییم الأداء مؤشراً صادقاً  وأکثر تعبیراً عن مخزون المتعلم المعرفی وقدراته الذاتیة کما یجب على المعلم أن یتیح للمتعلم فرصة الحکم على جودة عمله ونتاجه وهو یتقدم تدریجیا فی أثناء عملیة أداء المهمة أو المهمات المطلوبة  (الدوسری ، 2004)

-          طرق تقدیر الأداء : وهناک طریقتان أساسیتین لتقدیر الأداء: الطریقة الکلیة ( Holistic Method) فی التقدیر والطریقة التحلیلیة (nalytic Method A) التی تتفرع بدورها إلى ثلاث طرق هی قوائم الفحص وموازین التقدیر الرقمیة وموازین التقدیر الوصفیة (صلاح الدین علام،1425 هـ)

-          قوائم المراجعة( Check List) : یقوم المعلم هنا بإعداد سلسلة أو قائمة من الأحداث السلوکیة أو من الأسئلة التی ترتبط بالأداء الفعال فی المهمة، ثم تستعمل هذه الأحداث کمعاییر للحکم على جودة الأداء للمتعلم وذلک بتحدید السلوکیات المنجزة .

 

-          موازین التقدیر الرقمیة (Numerical Rating Scale ) :

تستعمل هذه الطریقة لتقویم المتعلم فی عدة جوانب من أدائه وشخصیته وهذا باستعمال سلم متدرج یتراوح عادة بین 3 و7 نقاط ، والسلم الأکثر استعمالا هو 1 - 5 حیث یشیر رقم 1 إلى أداء ضعیف ویشیر رقم 5 إلى أداء مرتفع وهذه أمثلة لتقدیر مدى تحقیق الطالب للأهداف المتوقعة منه (الأداء) .

المثال الأول : حدد درجة تحقیق المتعلم للهدف التالی : یقدم خطة علمیة متکاملة للإجابة عن تساؤل بحث .

یتم تقدیر الدرجة بواحد من عدة طرق منها :

أولا- التقدیر الرقمی : وفیه یعطى لکل تقدیر درجة أو رقما معینا کما یلی :

ممتاز =5 ، جید =4 ، متوسط = 3،  ضعیف =2،  غیر مقبول= 1

أو بطریقة الوصف

جدول (1) میزان التقدیر الوصفی

التقدیرات

أداء ممتاز یتعدى تحقیق الهدف المطلوب

غالبا یحقق الهدف المطلوب

عادة یحقق الهدف المطلوب فی الوقت المطلوب

نادرا ما یحقق الهدف المطلوب فی الوقت المطلوب

الدرجة

4

3

2

1

-          ثانیا-التقدیر البیانی ( Graphic Rating) : وفیه یطلب من الفرد وضع إشارة فی موقع ما على الخط البیانی الذی یتضمن فی احد طرفیه تقدیرا ایجابیا وفی الطرف الآخر تقدیرا سلبیا

نادرا                                                              دائما

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل (1) میزان التقدیر البیانی

-    موازین التقدیر الوصفیة( Descriptive Rating Scale(Rubric))

یعد هذا النوع من أهم الموازین وأکثرها استعمالا ودقة فی تقویم الأداء ویتم فیه صیاغة أوصاف تعکس مستویات مختلفة من الأداء الفعلی الذی یقوم به المتعلم ویقوم المقوم باختیار الوصف الذی ینطبق على الطالب والمثال التالی یوضح تقدیر وصفی لمهارة طرح                  مشکلة البحث

جدول (2) میزان التقدیر الوصفی

 

 

مستوى الأداء

4

مستوى الأداء

3

مستوى الأداء

2

مستوى الأداء

1

طرح المشکلة

 

یثیر المتعلم سؤالا یتطلب التفکیر والإبداع ویتحدى البحث فیه ویسهم فی تقدم المعرفة

یثیر المتعلم سؤالا یدفعه إلى التحدی والبحث

یبنی المتعلم سؤالا یقوده إلى إجابة معروفة

یعتمد المتعلم على سؤال بحثی أثاره المعلم یتطلب القلیل من الإبداع

الدراسات السابقة

من الصعوبات التی واجهت الباحث قلة دراسات التأصیل فی هذا المجال وتعد دراسة   (سلیمان حماد عبد الهادی،2002) بعنوان :منهج التقویم فی القرءان الکریم _جامعة کراتشی- من أهم البحوث فی هذا المجال إذ تهدف الى استنتاج المعاییر والقواعد التی تقوم أوضاع الناس وتحکم على الأشیاء والأفکار والأشخاص فی مجالات شتى وکذلک التعرف على فوائد وأسالیب ومعوقات التقویم وکیفیة توظیف منهج التقویم .استخدم الباحث المنهج الوصفی (الاستقراء الاستنتاجی) ، ولقد توصل الى النتائج التالیة : یتمیز التقویم القرءانی بالشمول والموازنة ، العدل والموضوعیة،الصراحة والوضوح وثبوت الدلیل وهدفیة التقویم وأخلاقیاته. أما المجالات تتمثل فی: المخلوقات (الانسان،الحیوان والجان)،العقائد والأفکار،ومجال الأعمال ویعد التقویم الذاتی من أهم انواع التقویم .ومن فوائد التقویم : کونه غائی،أخلاقی،أخذ العبر والدروس ،إشاعة الشورى والحوار. من آلیات وأسالیب التقویم :المعایشة،الملاحظة العملیة،التشبیه وضرب المثل،السجل التأریخی للأقوام والأمم السالفة،الاحصاء والتسجیل،والتقریر المیدانی.من معوقات التقویم:المعارف والانفعالات السالبة الاضطرابات النفسیة،غیاب المنهج التربوی الهادف،ولقد أوصى الباحث بالآتی:زیادة الوعی والفهم للعصر الحاضر فی ضوء معاییر التقویم  القرءانی وذلک بإتباع منهاج تربوی اسلامی یستهدف جمیع مراحل النمو.

أما دراسة (اقبال زین العابدین درندری،2010)-مرکز بحوث کلیة التربیة-جامعة الملک سعود والتی کانت تحت عنوان: (تقییم نواتج التعلم-نحو اطار مفاهیمی حدیث فی ضوء الاتجاهات المعاصرة للتقییم وجود التعلم)،استخدم الباحث المنهج الوصفی التحلیلی ،یهدف البحث الى تقدیم رؤیة معاصرة للتقییم ،أثبتت النتائج کفاءة الأنموذج النظری والإطار المفاهیمی الحدیث للتعلم والتقییم،وظهرت الحاجة الى تغطیة المعارف والمهارات التی لا یمکن ان تتم بأنواع محدودة من طرق التقییم وأصبح هناک توجه نحو استخدام اسلوب نواتج التعلم المرتبط بالتقویم المستمر کما ظهرت الحاجة الى الترکیز على التقویم البدیل واختبارات الاداء. أما التوصیات فقد أکدت على تبادل الخبرات فی مجال التقییم ونواتج التعلم،الاستفادة من النموذج المعاصر للتقویم القائم على المعاییر المتمرکز حول المتعلم والذی یهتم بالجانب الکیفی،تکاملیة خطط التقییم ،أن یکون التقییم مدمج ویعکس الأداء عبر الزمن وتطویر أنشطة التقویم الذاتی.

الاتجاهات الحدیثة فی تقویم الطالب من منظور الجودة والاعتماد الأکادیمی                (عبد الحفیظ سعید (1430 حاولت هذه الورقة تقدیم صورة عن مفهوم التقویم التربوی من منظور معاییر الجودة والاعتماد واستعرضت بإیجاز الإصلاحات والتطورات العدیدة التی حدثت فی النظام التربوی عامة والتقویم التربوی خاصة ، ثم استعرضت المفهوم الجدید للتقویم أو ما یسمى بالتقویم البدیل وأغراضه وأسالیبه وعلاقته بالمفهوم المعاصر للتعلم وبکل من مفاهیم الجودة والاعتماد والمعاییر والمساءلة التربویة. وتشیر الدلائل إلى انه کلما ازدادت فعالیة التقویم ازدادت معه الجودة التعلیمیة ذلک أن استراتیجیات التعلیم التی ینفذها المدرسون والطلاب تتغیر بتغیر فلسفة التقویم ومستویاته وأسالیبه. کما  استعرضت الورقة خطوات تصمیم تقویم الأداء مع تدعیمها بأمثلة واقعیة من مقرر البحث العلمی.

اما دراسة (محمد هاشم واحمد صومان ،2012) هدفت ّ إلى التعرف على مدى استخدام معلمی المدارس الحکومیة الأردنیة للتقویم الواقعی واتجاهاتهم نحوه. تکونت عینة الدراسة من (176) معلماً ومعلمة ( 80 ) معلماً و (96) معلمة ، من (16) مدرسة فی محافظة العاصمة عمان (8) مدارس إناث و (8) مدارس ذکور، تم اختیارها بالطریقة العشوائیة البسیطة. قام الباحثان بتطویر إستبانة وتطبیقها على أفراد العینة. أشارت النتائج إلی أن المعلمین یستخدمون التقویم الواقعی بدرجة عالیة. کما دلت النتائج على وجود اتجاهات إیجابیة قویة لدى المعلمین والمعلمات نحو استخدام التقویم الواقعی ، وظهرت العدید من معیقات استخدام التقویم الواقعی مثل کثرة أعداد الطلبة فی الصف ، وکثرة عدد الحصص المسندة للمعلم و نقص التدریب المقدم للمعلمین حول کیفیة إعداد وتطبیق أدوات التقویم الواقعی. أوصت الدراسة بضرورة تدریب المعلمین على کیفیة إعداد أدوات التقویم الواقعی، وکیفیة  استخدامها.

قام اندرید وآخرون(Andrade, Heidi. et al.,2009) بدراسة هدفت إلى استقصاء أثر استخدام التقویم الذاتی مستندا إلى مجموعة من الإرشادات ( Rubric) فی الکفاءة الذاتیة، تکونت عینة الدراسة من (268) من طلبة المدارس الإبتدائیة ُ والإعدادیة فی ولایة نیویورک الأمریکیة، حیث اعدت مدونة تحوی مجموعة من الإرشادات للطلبة، وعددا من المعاییر التی یجب أن یراعیها الطالب فی التقویم الذاتی لأعماله، ولقیاس الکفاءة الذاتیة لکتابته تم إعداد مقیاس الکفاءة الذاتیة أشارت نتائج الدراسة إلى أن الکفاءة الذاتیة فی الکتابة فی المجموعة التجریبیة کان أفضل من المجموعة الضابطة ، کما أشارت النتائج إلى وجود أثر للجنس حیت بینت الدراسة أن کفاءة الطالبات الذاتیة کانت أعلى من کفاءة الطلاب الذاتیة.

أجرى (الناصر، 2003) دراسة هدفت للتعرف على أثر استخدام المعلم لأداتی التقویم الحقیقی (الملاحظة وملف الإنجازات) فی رفع مستوى تعلم طلبة الصف الرابع الأساسی لمهارات الکتابة. استخدم الباحث المنهج التجریبی ، وتکونت عینة الدراسة من (31) طالباً من مدرسة أساسیة فی المنطقة الشرقیة بالسعودیة. أشارت نتائج الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی مستوى ّ تعلم الطلبة لمهارات الکتابة لمصلحة طلبة المجموعة التجریبیة التی استخدم فیها المعلم أدوات التقویم الحقیقی.

أما دراسة مکدونالد وبود ((Mcdonald , Boud,2003) فقد هدفت إلى استقصاء أثر تدریب طلبة عشر مدارس ثانویة من مدینة سیدنی الأسترالیة على عملیة التقویم الذاتی فی تحصیلهم الدراسی ، تم تقسیم عینة الدراسة إلى مجموعتین ، تجریبیة تکونت من (256) طالباً تلقوا تدریباً على مهارات التقویم الذاتی ، وضابطة من (256) طالباً. أظهرت نتائج الدراسة تفوق الطلبة الذین تلقوا عملیة التدریب على إجراء عملیة التقویم الذاتی لأعمالهم ،وتحسن مستوى التحصیل الدراسی لدیهم مقارنة مع المجموعة الأخرى.

وأجرت (خلود مراد ،2001): دراسة هدفت إلى الکشف عن أسالیب التقییم الأکثر استخداماً من قبل معلمی ومعلمات الحلقة الأولى من التعلیم الابتدائی فی البحرین. تکونت عینة الدراسة من (130) معلماً ومعلمة. استخدمت الباحثة أداتین : الأولى استبانة مکونة من (56) فقرة موزعة على ثلاثة محاور ، والثانیة بطاقة متابعة ملف إنجازات الطالب. توصلت الدراسة إلى أن المعلمین والمعلمات یمارسون الأسالیب الثلاثة المتضمنة فی الاستبانة                  ) الاختبارات ، الملاحظة ، ملف الانجازات ) .

-   التعلیق على الدراسات السابقة:

یلاحظ الباحث أن جمیع الدراسات هدفت الى التعرف على أهمیة التقویم المعتمد على الأداء ومدى استخدامه واتجاهات المعلمین والمتعلمین نحوه ولقد توصلوا جمیعا الی نتائج ایجابیة ، ولقد تمیزت دراسة (سلیمان عبد الهادی،2002) باتجاهها نحو التأصیل حیث توصلت الى ارتباط التقویم بالأخلاق والقیم الروحیة کما توصلت الی تعدد مجالات التقویم فی القرءان حیث شمل الانسان والحیوان والجن.أما دراسة (إقبال زین العابدین،2010) فقد توصلت الى ضرورة استخدام [1] التقویم الادائی من أجل تطویر عملیة التعلم. أما الدراسة الحالیة تهتم بتأصیل تقویم الاداء حیث قام الباحث باستنتاج المفهوم والمستویات کذلک أسالیب وخصائص التقویم المستند على الأداء فی القرءان الکریم ولقد توصلت الدراسة الى نتائج نوعیة أکثر شمولا وتتسم بخصائص وقیم روحیة.

محاور البحث :

1-  المحور الأول :

مفهوم التقویم المعتمد على الأداء فی القرءان الکریم :

تحددت مفاهیم الأداء فی القرءان الکریم على النحو التالی :

1- مفاهیم مبنیة على العادات والتقالید أو الارث الثقافی المجتمعی : وتتمثل فی قوله تعالى : وَاتْلُ عَلَیْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِیمَ ﴿٦٩﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِیهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ ﴿٧٠﴾قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاکِفِینَ ﴿٧١﴾ قَالَ هَلْ یَسْمَعُونَکُمْ إِذْ تَدْعُونَ ﴿٧٢﴾ أَوْ یَنفَعُونَکُمْ أَوْ یَضُرُّونَ ﴿٧٣﴾ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا کَذَٰلِکَ یَفْعَلُونَ ﴿٧٤﴾- الشعراء

2- مفاهیم مبنیة على الإستقامة : کما فی قوله تعالى : اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِیمَ ﴿٦﴾ صِرَاطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ غَیْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ وَلَا الضَّالِّینَ ﴿٧﴾-الفاتحة

عن سفیان بن عبد الله رضی الله عنه قال: قلت یا رسول الله ، قل لی فی الاسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غیرک قال: قل آمنت بالله ثم استقم (رواه مسلم)1.

3- مفاهیم مقصورة على جنس المتعلم :

أ-البشر : قال تعالى : فَمَن یَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَیْرًا یَرَهُ ﴿٧﴾ وَمَن یَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ ﴿٨﴾-الزلزلة

ب- الجن : کما فی قوله تعالى : وَلِسُلَیْمَانَ الرِّیحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَیْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن یَعْمَلُ بَیْنَ یَدَیْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن یَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِیرِ ﴿١٢﴾ یَعْمَلُونَ لَهُ مَا یَشَاءُ مِن مَّحَارِیبَ وَتَمَاثِیلَ وَجِفَانٍ کَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِیَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُکْرًا ۚ وَقَلِیلٌ مِّنْ عِبَادِیَ الشَّکُورُ ﴿١٣

جـ- بعض الحیوانات : قال تعالى : حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ یَا أَیُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاکِنَکُمْ لَا یَحْطِمَنَّکُمْ سُلَیْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا یَشْعُرُونَ﴿١٨﴾-النمل

وکذلک فی قوله تعالى : فَمَکَثَ غَیْرَ بَعِیدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُکَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ یَقِینٍ﴿٢٢﴾-النمل

د-مفاهیم مبنیة على النوع : یقول تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَیْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّـهُ ۚ وَاللَّاتِی تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِی الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَکُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَیْهِنَّ سَبِیلًا ۗإِنَّ اللَّـهَ کَانَ عَلِیًّا کَبِیرًا ﴿٣٤﴾- النساء

کما قال عز وجل :وَمَن یُنَشَّأُ فِی الْحِلْیَةِ وَهُوَ فِی الْخِصَامِ غَیْرُ مُبِینٍ﴿١٨﴾-الزخرف

فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّی وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَیْسَ الذَّکَرُ کَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّی سَمَّیْتُهَا مَرْیَمَ وَإِنِّی أُعِیذُهَا بِکَ وَذُرِّیَّتَهَا مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ ﴿٣٦﴾- آل عمران

هـ- مفاهیم مبنیة على العمر: کما فی قوله تعالى: أَوِ الطِّفْلِ الَّذِینَ لَمْ یَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ –النور

یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لِیَسْتَأْذِنکُمُ الَّذِینَ مَلَکَتْ أَیْمَانُکُمْ وَالَّذِینَ لَمْ یَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنکُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ  ﴿٥٨﴾-النور

وعنْ عَمْرِو بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ مُرُوا أَوْلَادَکُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِینَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَیْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَیْنَهُمْ فِی الْمَضَاجِعِ (سنن أبی داؤود)1

و- مفاهیم مبنیة على الاستطاعة: یقول تعالى : وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَیْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَیْهِ سَبِیلًا ۚ وَمَن کَفَرَ فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِیٌّ عَنِ الْعَالَمِینَ ﴿٩٧﴾ آل عمران

وکذلک فی قوله تعالى : لَّیْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِیضِ حَرَجٌ  ﴿١٧﴾ - الفتح

ومما سبق یتضح اتساع مجالات التقویم فی القرءان الکریم لذا یقتصر هذا البحث على الأداء الصادر من البشر وخاصة المسلمین ، و یمکن تعریف الأداء بأنه کل عمل یؤدیه الانسان ذکر أو أنثى على درجة من الاتقان مبنی على معرفة واعتقاد وقدرات محددة ویمکن تقییمه على محک الاستقامة وهو محاسب علیه حسب التکلیف.

کما یمکن تعریف مفهوم تقویم الاداء  بأنه مجموعة من الأسالیب القرءانیة المستخدمة لإکساب معرفة تطبیقیة أومهارة أوعادات عمل من خلال أداء المتعلم لشعائر دینیة أو مهام حیاتیة معینة ینفذها بشکل عملی متقن وفق شروط أداء محددة حسب السن والنوع والاستطاعة بقصد الوصول الى مخرجات  تتوافق مع المحک الشرعی.

ومن الأدبیات التی تتوافق مع هذه النتیجة دراسة (سلیمان حماد عبد الهادی،2002) التی خلصت الى أن مجالات التقویم فی القرءان الکریم تتمثل فی: المخلوقات (الانسان،الحیوان والجان)،العقائد وال[2]أفکار،ومجال الأعمال ویعد التقویم الذاتی من أهم انواع التقویم .ومن فوائد التقویم : کونه غائی،أخلاقی،أخذ العبر والدروس ،إشاعة الشورى والحوار.

کما قام اندرید وآخرون(Andrade, Heidi. et al.,2009) بدراسة هدفت إلى استقصاء أثر استخدام التقویم الذاتی مستندا إلى مجموعة من الإرشادات( Rubric) فی الکفاءة الذاتیة) أشارت النتائج إلى وجود أثر للجنس حیت بینت الدراسة أن کفاءة الطالبات الذاتیة کانت أعلى من کفاءة الطلاب الذاتیة فی الکتابة.

2-المحور الثانی :

یلاحظ الباحث أن القرءان الکریم تمیز عن غیره من الادبیات فی هذا المجال باهتمامه بنوعین من المستویات ذات الصلة بالأداء دون فصلهما وهما مستوى التهیئة(المعرفیة والنفسیة)، ومستوى الاعداد، وارتباط مستوى الابداع بضمان الجودة ، ویمکن تصنیف المستویات الى :

1- مستوى التهیئة:-

التهیئة المعرفیة : فی هذا المستوى یلاحظ الباحث ترکیز الآیات على المعرفة الخاصة بموضوع التقویم حیث یوضح المولى عز وجل التفاصیل التی تبین کیفیة الأداء الصحیح أو الخطوات والتسلسل المطلوبین لإنجاز العمل،یقول تعالى: یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَکُمْ وَأَیْدِیَکُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِکُمْ وَأَرْجُلَکُمْ إِلَى الْکَعْبَیْنِ ۚ وَإِن کُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن کُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنکُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَیَمَّمُوا صَعِیدًا طَیِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِکُمْ وَأَیْدِیکُم مِّنْهُ ۚمَا یُرِیدُ اللَّـهُ لِیَجْعَلَ عَلَیْکُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـٰکِن یُرِیدُ لِیُطَهِّرَکُمْ وَلِیُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَیْکُمْ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ ﴿٦﴾-المائدة فی هذه الآیة الکریمة توضیح لکیفیة الوضوء والتیمم والمعلومات الخاصة بأداء کل منهما . 
وفی حدیث عبد الله بن عباس رضی الله عنهما قال : کنت خلف النبی صلى الله علیه وسلم فقال لی : یا غلام إنی أعلمک کلمات : احفظ الله یحفظک ، احفظ الله تجده تجاهک ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ینفعوک بشیء ، لم ینفعوک إلا بشیء قد کتبه الله لک ، وإن اجتمعوا على أن یضروک بشیء ، لم یضروک إلا بشیء قد کتبه الله علیک ، رفعت الأقلام وجفت الصحف . رواه الترمذی1 ، وقال : حدیث حسن صحیح .فی هذا الحدیث نموذج رائع لاسلوب التهیئة المعرفیة المرتبطة بالعقیدة والتی على اساسها یسلک الفرد.

التهیئة الوجدانیة: فی هذا المستوى ترکز الآیات الکریمات على خلق رابط نفسی ایجابی قوی بین المسلم والسلوک المطلوب تقویمه وذلک بترغیب المسلم فی الأداء موضع التقویم لتشکیل جانب قیمی ودافعیة قویة تنمی فی الشخصیة المسلمة العزیمة وقوة الارادة المصحوبة بالنیة الخالصة لأداء السلوک لکونه عقیدة تتبع وطاعة تؤدى وهذا الأمر ضروری لثبات واستمراریة السلوک یقول تعالى : " قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١﴾ الَّذِینَ هُمْ فِی صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴿٢﴾-المؤمنون "

فی هذه الآیة مدح الله جل وعلا المسلم الذی یؤدی صلاته بخشوع ،کذلک بشر  الرسول  r من یحافظ على صلواته بالمغفرة ، فعن أبی هریرة رضی الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله علیه وسلم یقول: أَرَأَیْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِکُمْ یَغْتَسِلُ مِنْهُ کُلَّ یَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ یَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَیْءٌ؟ قَالُوا: لَا یَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَیْءٌ، قَالَ: فَذَلِکَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، یَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَایَا) صحیح مسلم)1.

ویلاحظ الباحث أن التوظیف الأمثل للوجدانیات یمثل دافعیة قویة لتفعیل عملیة التقویم الذاتی ، یقول جل وعلا  فی محکم التنزیل: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴿٧﴾ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴿٨﴾ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَکَّاهَا ﴿٩﴾ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ﴿١٠﴾- الشمس

کذلک نجد أن الاسلوب القرءانی فی الترغیب یتمیز بالتشویق مما یرفع طموح المسلم لبلوغ الغایات فی الدنیا والآخرة قال تعالى : یَطُوفُ عَلَیْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ ﴿١٧﴾ بِأَکْوَابٍ وَأَبَارِیقَ وَکَأْسٍ مِّن مَّعِینٍ ﴿١٨﴾ لَّا یُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا یُنزِفُونَ ﴿١٩﴾ وَفَاکِهَةٍ مِّمَّا یَتَخَیَّرُونَ ﴿٢٠﴾ وَلَحْمِ طَیْرٍ مِّمَّا یَشْتَهُونَ ﴿٢١﴾ وَحُورٌ عِینٌ﴿٢٢﴾ کَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَکْنُونِ ﴿٢٣﴾ جَزَاءً بِمَا کَانُوا یَعْمَلُونَ﴿٢٤﴾ لَا یَسْمَعُونَ فِیهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِیمًا ﴿٢٥﴾ إِلَّا قِیلًا سَلَامًا سَلَامًا ﴿٢٦﴾-الواقعة .

کما نجد کثیر من الآیات القرءانیة تبرز أوجه ومظاهر الجودة والإتقان فی نعم    الجنان بطریقة حسیة مدرکة ترفع من مستوى الإیمان بالغیب، یقول تعالى: مَّثَلُ الْجَنَّةِ                الَّتِی وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِیهَا أَنْهَارٌ‌ مِّن مَّاءٍ غَیْرِ‌ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ‌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ یَتَغَیَّرْ‌ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ‌ مِّنْ خَمْر ٍ‌ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِ‌بِینَ وَأَنْهَارٌ‌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِیهَا مِن کُلِّ الثَّمَرَ‌اتِ وَمَغْفِرَ‌ةٌ مِّن رَّ‌بِّهِمْ  ﴿١٥﴾-محمد

إن بناء الجانب الوجدانی فی الشخصیة المسلمة یجعلها تتصف بالثقة والثبات والأمن النفسی الذی ینبع من تقوى الله ودرجة الإیمان بالله تعالى ربا وخالقا ورازقا ،ویتصف بصفات الجلال والجمال والکمال ، یقول تعالى : وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَیْهِم بَرَکَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَـٰکِن کَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا کَانُوا یَکْسِبُونَ ﴿٩٦﴾-الأعراف

یقول تعالى: وَمَن یَتَّقِ اللَّـهَ یَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ وَیَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لَا یَحْتَسِبُ ۚ وَمَن یَتَوَکَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ  ﴿٣﴾-الطلاق

إن استعراض بعض الآیات للقدرات النوعیة للأداء لبعض المخلوقات کالجن أو بعض الصالحین من العباد والتی یطلق علیا کرامات وکذلک معجزات الرسل ،هذه الآیات تقوی العقیدة وتدفع الى الطاعات یقول تعالى : قَالَ یَا أَیُّهَا الْمَلَأُ أَیُّکُمْ یَأْتِینِی بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن یَأْتُونِی مُسْلِمِینَ﴿٣٨﴾ قَالَ عِفْرِیتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِیکَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِکَ ۖ وَإِنِّی عَلَیْهِ لَقَوِیٌّ أَم[3]ِینٌ ﴿٣٩﴾ قَالَ الَّذِی عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْکِتَابِ أَنَا آتِیکَ بِهِ قَبْلَ أَن یَرْتَدَّ إِلَیْکَ طَرْفُکَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّی لِیَبْلُوَنِی أَأَشْکُرُ أَمْ أَکْفُرُ  ﴿٤١﴾- النمل وفی تفسیر الطبری(قبل أن یرتد الیک طرفک) (من قبل أن یبلغ طرفک مداه وغایته )2.

2-   مستویات الاعداد(التکوین):

یتضح فی هذا المستوى الاهتمام بالجانب الارشادی حیث یتم تدریب المسلم على الخطوات السابقة للأداء النهائی وغالبا ما یدرب المسلم على استبعاد المتغیرات الدخیلة على موضوع الاداء والتی یمکن ان تعیق أو تحول دون جودة الاداء وأحیانا تهتم الآیات بالاقناع وتوضیح الأسباب ،یقول تعالى : یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُکَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ﴿٤٣﴾- النساء  کما قال تعالى: قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَـٰکِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا یَدْخُلِ الْإِیمَانُ فِی قُلُوبِکُمْ ﴿١٤﴾-الحجرات ، وتعد الملاحظة أداة مهمة فی هذا المستوى حیث یتم تدریب المسلم على طریقة الملاحظة لسلوک محدد بهدف تقویة الادراک الحسی لهذا السلوک مع تنمیة القدرة على التقییم والتقویم والملاحظة هنا لا تعتبر فقط أداة لجمع المعلومات بل تقوم بوظیفة ترقیة الاداء وذلک بالترکیز على التفاصیل الدقیقة المدرکة والتی من شأنها ان تؤثر على الأداء إذا تم إهمالها یقول تعالى فی محکم التنزیل: الَّذِی خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِی خَلْقِ الرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ ﴿٣﴾ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ کَرَّتَیْنِ یَنقَلِبْ إِلَیْکَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِیرٌ ﴿٤﴾ وَلَقَدْ زَیَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْیَا بِمَصَابِیحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّیَاطِینِ ﴿٥﴾-الملک

3-   مستویات الأداء:

أ‌-      مستوى تقلید الأداء(المحاکاة) : فی هذا المستوى یتم تقلید نموذج الأداء من خلال الملاحظة المباشرة یقول عز وجل فی قصة قابیل وهابیل: فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِیهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِ‌ینَ ﴿٣٠﴾ فَبَعَثَ اللَّـهُ غُرَ‌ابًا یَبْحَثُ فِی الْأَرْ‌ضِ لِیُرِ‌یَهُ کَیْفَ یُوَارِ‌ی سَوْءَةَ أَخِیهِ ۚ قَالَ یَا وَیْلَتَىٰ أَعَجَزْتُ أَنْ أَکُونَ مِثْلَ هَـٰذَا الْغُرَ‌ابِ فَأُوَارِ‌یَ سَوْءَةَ أَخِی ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِینَ ﴿٣١﴾-المائدة-الملاحظ هنا أن الغراب الهمه الله سبحانه وتعالى الطریقة الصحیحة للدفن التی کان یجهلها قابیل ویستفاد من هذا أن الانسان یمکن ان یستفید من المخلوقات التی حوله فی البیئة فی تنظیم وترقیة أداءه .

ب‌-  مستوى التجریب : نجد هذا المستوى فی القرءان یلبی طموحا أو یبرهن على امکانیة حدوث حقیقة غیبیة أو یجیب على سؤال بطریقة عملیة مما یبعث الراحة والطمأنینة النفسیة ،یقول تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِیمُ رَبِّ أَرِنِی کَیْفَ تُحْیِی الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلىٰ وَلَـٰکِن لِّیَطْمَئِنَّ قَلْبِی ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّیْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَیْکَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ کُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ یَأْتِینَکَ سَعْیًا ۚوَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِیزٌ حَکِیمٌ ﴿٢٦٠﴾-البقرة-جاء فی تفسیر بن کثیر(ذکروا لسؤال إبراهیم علیه السلام ، أسبابا ، منها : أنه لما قال لنمرود :  ربی الذی یحیی ویمیت ) أحب أن یترقى من علم الیقین فی ذلک إلى عین الیقین ، وأن یرى ذلک مشاهدة (1

ج-   مستوى الممارسة : فی هذا المستوى توضح لنا الآیات نماذج أداء تظهر فیها التفاصیل والصعوبات والعوائق التی تقابل هذا المستوى مع بیان کیفیة التعامل مع هذه العوائق التی غالبا ماتکون نفسیة أو اجتماعیة یقول تعالى : وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّـهَ یَأْمُرُ‌کُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَ‌ةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّـهِ أَنْ أَکُونَ مِنَ الْجَاهِلِینَ ﴿٦٧﴾ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَ‌بَّکَ یُبَیِّن لَّنَا مَا هِیَ ۚ قَالَ إِنَّهُ یَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَ‌ةٌ لَّا فَارِ‌ضٌ وَلَا بِکْرٌ‌ عَوَانٌ بَیْنَ ذَٰلِکَ ۖ فَافْعَلُو[4]ا مَا تُؤْمَرُ‌ونَ ﴿٦٨﴾ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَ‌بَّکَ یُبَیِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ یَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَ‌ةٌ صَفْرَ‌اءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ‌ النَّاظِرِ‌ینَ ﴿٦٩﴾ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَ‌بَّکَ یُبَیِّن لَّنَا مَا هِیَ إِنَّ الْبَقَرَ‌ تَشَابَهَ عَلَیْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّـهُ لَمُهْتَدُونَ ﴿٧٠﴾ قَالَ إِنَّهُ یَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَ‌ةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِیرُ‌ الْأَرْ‌ضَ وَلَا تَسْقِی الْحَرْ‌ثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِیَةَ فِیهَا ۚ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا کَادُوا یَفْعَلُونَ ﴿٧١﴾-البقرة-فی هذه الآیة یتضح لنا کیف تمت معالجة مشکلة الدخول فی تفاصیل غیر مطلوبة فی ممارسة الأداء .

عن عمر بن أبی سلمة یقول  کنت غلاما فی حجر رسول الله صلى الله علیه وسلم وکانت یدی تطیش فی الصحفة فقال لی رسول الله صلى الله علیه وسلم( یا غلام سم الله وکل بیمینک وکل مما یلیک فما زالت تلک طعمتی بعد (رواه البخاری)2. فی هذا الحدیث نستشف أن الارشاد المباشر من وسائل تصحیح الأداء على مستوى الممارسة

د- مستوى الاتقان : یقول الله تعالى:  لِّلَّذِینَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِیَادَةٌ ۖ وَلَا یَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَـٰئِکَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِیهَا خَالِدُونَ ﴿٢٦﴾-یونس ، ویقول النبی صلى الله علیه وسلم: إن الله کتب الإحسان على کل شیء( رواه مسلم )3 من هذا الحدیث یستفاد ان اتقان الأداء مطلوب فی کل اعمالنا ومرتبط بالثواب فی الدارین.

هـ -  مستوى الإبداع وضمان الجودة : بین القرءان الکریم کثیر من أوجه الاداء المهاری التی تمیزت بالأبداع ابتداء من الفکرة غیر المألوفة انتهاء بتقییم العمل وفی هذا المستوى نجد ان الإبداع یوظف لحل مشکلة حلا جذریا أو دعم التنمیة المستدامة بطریقة ضمان الجودة ،یقول تعالى: حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَیْنَ السَّدَّیْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا یَکَادُونَ یَفْقَهُونَ قَوْلًا ﴿٩٣﴾ قَالُوا یَا ذَا الْقَرْ‌نَیْنِ إِنَّ یَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِی الْأَرْ‌ضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَکَ خَرْ‌جًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَیْنَنَا وَبَیْنَهُمْ سَدًّا ﴿٩٤﴾ قَالَ مَا مَکَّنِّی فِیهِ رَ‌بِّی خَیْرٌ‌ فَأَعِینُونِی بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَیْنَکُمْ وَبَیْنَهُمْ رَ‌دْمًا ﴿٩٥﴾ آتُونِی زُبَرَ‌ الْحَدِیدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَیْنَ الصَّدَفَیْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارً‌ا قَالَ آتُونِی أُفْرِ‌غْ عَلَیْهِ قِطْرً‌ا ﴿٩٦﴾ فَمَا اسْطَاعُوا أَن یَظْهَرُ‌وهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴿٩٧﴾قَالَ هَـٰذَا رَ‌حْمَةٌ مِّن رَّ‌بِّی ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَ‌بِّی جَعَلَهُ دَکَّاءَ ۖ وَکَانَ وَعْدُ رَ‌بِّی حَقًّا ﴿٩٨﴾-الکهف ،فی الآیتین (97و98)نجد أشارات واضحة تدل على جودة الأداء وضمان إستمراریة المنتج فی تحقیق الأهداف لسنوات طویلة وهذا مایسمى بالتنمیة المستدامة.فقد فسر القرطبی(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَ‌بِّی جَعَلَهُ دَکَّاءَ)- (فإذا جاء وعد ربی أی یوم القیامة . وقیل : وقت خروجهم[5] (.1

إن الاتجاهات الحدیثة فی التقویم ارتبطت بمنظور الجودة والاعتماد الأکادیمی فقد قدم (عبدالحفیظ سعید (1430  ورقة عن مفهوم التقویم التربوی من منظور معاییر الجودة والإعتماد واستعرض بإیجاز الإصلاحات والتطورات العدیدة التی حدثت فی النظام التربوی عامة والتقویم التربوی خاصة، ثم استعرضت المفهوم الجدید للتقویم و ما یسمى بالتقویم البدیل وأغراضه وأسالیبه وعلاقته بالمفهوم المعاصر للتعلم وبکل من مفاهیم الجودة والاعتماد والمعاییر والمساءلة التربویة. وتشیر الدلائل إلى انه کلما ازدادت فعالیة التقویم ازدادت معه الجودة التعلیمیة ذلک أن استراتیجیات التعلیم التی ینفذها المدرسون والطلاب تتغیر بتغیر فلسفة التقویم ومستویاته وأسالیبه.

ومن الدراسات الحدیثة التی اکدت أهمیة تکامل نواتج التعلم مع الأداء ، دراسة (اقبال زین العابدین درندری،2010) حیث توصلت الى أن الحاجة الى تغطیة المعارف والمهارات التی لا یمکن ان تتم بأنواع محدودة من طرق التقییم وأصبح هناک توجه نحو استخدام اسلوب نواتج التعلم المرتبط بالتقویم المستمر کما ظهرت الحاجة الى الترکیز على التقویم البدیل واختبارات الاداء. أما التوصیات فقد أکدت على تبادل الخبرات فی مجال التقییم ونواتج التعلم،الاستفادة من النموذج المعاصر للتقویم القائم على المعاییر المتمرکز حول المتعلم والذی یهتم بالجانب الکیفی،تکاملیة خطط التقییم ،أن یکون التقییم مدمج ویعکس الأداء عبر الزمن وتطویر أنشطة التقویم الذاتی.

 

 

3-المحور الثالث :

أسالیب التقویم المعتمد على الأداء فی القرءان الکریم :

أسالیب الأداء اللفظی:

-          أسلوب الاسئلة المفتوحة النهایة أو التی تتطلب إجابة ممتدة:

هذا الاسلوب یکشف اتجاه ونمط التفکیر لدى الفرد موضع التقویم  فیسهل التعرف على حالة ونفسیة الفرد وتشخیص حالته تمهیدا لعلاج الخلل ،یقول تعالى:

وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَیَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِیزُ الْعَلِیمُ ﴿٩﴾-الزخرف ،اذن لماذا لاتعبدوا الله سبحانه وتعالى مادمتم تؤمنون به خالقا ؟ تأتی الإجابه فی قوله تعالى:وَالَّذِینَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِیَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِیُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّـهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّـهَ یَحْکُمُ بَیْنَهُمْ فِی مَا هُمْ فِیهِ یَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا یَهْدِی مَنْ هُوَ کَاذِبٌ کَفَّارٌ ﴿٣﴾-الزمر

لقد وضح القرءان العظیم انماط مختلفة من الاسئلة و منها نماذج سیتم تداولها یوم القیامة وبهذا یکون لدى الفرد تصور کامل لما سیحدث یوم القیامة حتى یجنب نفسه ورود المهالک یقول تعالى:  تَکَادُ تَمَیَّزُ مِنَ الْغَیْظِ ۖ کُلَّمَا أُلْقِیَ فِیهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ یَأْتِکُمْ نَذِیرٌ ﴿٨﴾ قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِیرٌ فَکَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّـهُ مِن شَیْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِی ضَلَالٍ کَبِیرٍ ﴿٩﴾وَقَالُوا لَوْ کُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا کُنَّا فِی أَصْحَابِ السَّعِیرِ ﴿١٠﴾ - الملک

التقاریر:

فَمَکَثَ غَیْرَ بَعِیدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُکَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ یَقِینٍ﴿٢٢﴾إِنِّی وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِکُهُمْ وَأُوتِیَتْ مِن کُلِّ شَیْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِیمٌ ﴿٢٣﴾ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا یَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ وَزَیَّنَ لَهُمُ الشَّیْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِیلِ فَهُمْ لَا یَهْتَدُونَ ﴿٢٤﴾-النمل ،یتضح من الایة الکریمة أن ما جاء به الهدهد کان تقریرا کاملا فی رصد الملاحظات التی شاهدها وتقییمها ،إن نماذج التقاریر التی وردت فی القرءان الکریم تبین کیفیة التعامل مع الأوضاع السالبة خاصة التی تتعلق بالعقیدة أو العبادات والکلیات عامة .

 

-    العروض الشفویة :

قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ یَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَکَذَٰلِکَ سَوَّلَتْ لِی نَفْسِی ﴿٩٦﴾-طه ،الآیة توضح عرض شفوی لما قام به السامری وفیه وصف دقیق للخطوات التی اتبعها ابتداء من تعامله مع الوضع الاستثنائی الذی شاهده لکی یتوصل الى منتج (عجل له خوار) فیکون سبب فتنة لبنی إسرائیل . ویتضح من هذا الأسلوب أنه مهم لتنمیة مهارات التقویم للمتعلم من خلال قصص السابقین .

-    المحادثة :

أن محتوى المحادثة فی القرءان الکریم یؤدی وظیفة تقویمیة کبیرة حیث یعکس للمتعلم مواطن الخلل بطریقة مباشرة مما یسهل عملیة التشخیص والعلاج للمواقف المماثلة التی قد یمر بها المتعلم مع إمکانیة التعدیل والإحلال، یقول تعالى: إِذْ قَالُوا لَیُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِینَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِی ضَلَالٍ مُّبِینٍ ﴿٨﴾ اقْتُلُوا یُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا یَخْلُ لَکُمْ وَجْهُ أَبِیکُمْ وَتَکُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِینَ ﴿٩﴾-یوسف

-          المناظرة : فی هذا النوع من الأداء اللفظی لابد من توفر قدرات لفظیة خاصة کالطلاقة اللفظیة وسرعة البدیهة والخلفیة المعرفیة زائدا فهم نفسیة الطرف الآخر ونمط تفکیره،یقول تعالى:

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِی حَاجَّ إِبْرَاهِیمَ فِی رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّـهُ الْمُلْکَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِیمُ رَبِّیَ الَّذِی یُحْیِی وَیُمِیتُ قَالَ أَنَا أُحْیِی وَأُمِیتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِیمُ فَإِنَّ اللَّـهَ یَأْتِی بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِی کَفَرَ ۗ وَاللَّـهُ لَا یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ ﴿٢٥٨﴾-البقرة

2-     أسالیب تقویم الأداء المهاری:

-          التعرف :

یعتبر من اسالیب اختبارات الأداء التی توضح المام المفحوص بالخلفیة المعرفیة للموضوع موضع التقویم ومن النماذج التی وردت فی هذا المجال

قوله تعالى: فَلَمَّا جَاءَتْ قِیلَ أَهَـٰکَذَا عَرْشُکِ ۖ قَالَتْ کَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِینَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَکُنَّا مُسْلِمِینَ ﴿٤٢﴾ وَصَدَّهَا مَا کَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ إِنَّهَا کَانَتْ مِن قَوْمٍ کَافِرِینَ ﴿٤٣﴾ قِیلَ لَهَا ادْخُلِی الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَکَشَفَتْ عَن سَاقَیْهَا ۚقَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِیرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّی ظَلَمْتُ نَفْسِی وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَیْمَانَ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ ﴿٤٤﴾-النمل

-          لعب الأدوار:

یقول تعالى : قِیلَ لَهَا ادْخُلِی الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَکَشَفَتْ عَن سَاقَیْهَا ۚقَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِیرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّی ظَلَمْتُ نَفْسِی وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَیْمَانَ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ ﴿٤٤﴾- النمل،یتضح  من الآیة أن ملکة سبأ عندما لم تستطع  تحدید ما هیة الصرح وظنته لجة کشفت عن ساقیها تحسبا واستعدادا للعب دور من یدخل الماء. أما فی قوله تعالى: فَأَشَارَتْ إِلَیْهِ ۖ قَالُوا کَیْفَ نُکَلِّمُ مَن کَانَ فِی الْمَهْدِ صَبِیًّا ﴿٢٩﴾-مریم ، فی تفسیر السعدی (فأشارت لهم إلیه، أی: کلموه. )1،[6]استخدمت مریم بنت عمران علیها السلام لغة الإشارة (الإیماء) ونجحت فی لعب هذا الدور الذی تحققت أهدافه.

-          المحاکاة :

فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِیهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِ‌ینَ ﴿٣٠﴾ فَبَعَثَ اللَّـهُ غُرَ‌ابًا یَبْحَثُ فِی الْأَرْ‌ضِ لِیُرِ‌یَهُ کَیْفَ یُوَارِ‌ی سَوْءَةَ أَخِیهِ ۚ قَالَ یَا وَیْلَتَىٰ أَعَجَزْتُ أَنْ أَکُونَ مِثْلَ هَـٰذَا الْغُرَ‌ابِ فَأُوَارِ‌یَ سَوْءَةَ أَخِی ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِینَ ﴿٣١﴾-المائدة،جاء فی تفسیر القرطبی(فبعث الله غرابا یبحث فی الأرض قال مجاهد : بعث الله غرابین فاقتتلا حتى قتل أحدهما صاحبه ثم حفر فدفنه ، وکان ابن آدم هذا أول من قتل)2[7]-یستفاد من هذا الحدیث أن فی المحاکاة أو التقلید یمکن الاستفادة من النماذج الحیة أو النماذج التی وردت فی                القصص القرءانی

-          معارض بلوغ المنتهى : فی هذا النمط من أسالیب التقویم تعرض لنا الآیات الکریمات بعضا من الأعمال أو المجسمات التی تم عرضها وشهدها عدد کبیر من المشاهدین وغالبا ما ترتبط بأدلة وبراهین تثبت فی نهایة العرض حقیقة التوحید وانتصار العقیدة السلیمة على ما عداها من أفکار ضالة یقول تعالى فی محکم التنزیل: قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَکَ بِمَلْکِنَا وَلَـٰکِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِینَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَکَذَٰلِکَ أَلْقَى السَّامِرِیُّ ﴿٨٧﴾ فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَـٰذَا إِلَـٰهُکُمْ وَإِلَـٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِیَ ﴿٨٨﴾ أَفَلَا یَرَوْنَ أَلَّا یَرْجِعُ إِلَیْهِمْ قَوْلًا وَلَا یَمْلِکُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ﴿٨٩﴾-طه کما ورد فی قوله تعالى:  فَلَنَأْتِیَنَّکَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَیْنَنَا وَبَیْنَکَ مَوْعِدًا لَّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنتَ مَکَانًا سُوًى ﴿٥٨﴾قَالَ مَوْعِدُکُمْ یَوْمُ الزِّینَةِ وَأَن یُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ﴿٥٩﴾ طه

قَالُوا یَا مُوسَىٰ إِمَّا أَن تُلْقِیَ وَإِمَّا أَن نَّکُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ ﴿٦٥﴾قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِیُّهُمْ یُخَیَّلُ إِلَیْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ ﴿٦٦﴾ فَأَوْجَسَ فِی نَفْسِهِ خِیفَةً مُّوسَىٰ ﴿٦٧﴾ قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّکَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ ﴿٦٨﴾ وَأَلْقِ مَا فِی یَمِینِکَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا کَیْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا یُفْلِحُ السَّاحِرُ حَیْثُ أَتَىٰ ﴿٦٩﴾ فَأُلْقِیَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ ﴿٧٠﴾- طه

-          الأداء العملی : یقدم لنا القرءان الکریم نماذج للأداء یظهر من خلالها آلیة التعامل معها کما یوضح لنا أهمیة الرسالة التی یقوم على اساسها الأداء إذ لابد أن تکون سلیمة ، ویتضح لنا أهمیة القضاء على کل برنامج أو مؤسسة أوعمل رسالته غیر سلیمة ، یقول تعالى :وَالَّذِینَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَکُفْرًا وَتَفْرِیقًا بَیْنَ الْمُؤْمِنِینَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَیَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّـهُ یَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَکَاذِبُونَ ﴿١٠٧﴾ لَا تَقُمْ فِیهِ أَبَدًا ۚلَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ یَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِیهِ ۚ فِیهِ رِجَالٌ یُحِبُّونَ أَن یَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّـهُ یُحِبُّ الْمُطَّهِّرِینَ ﴿١٠٨﴾- التوبة

یقول( Ewell, 2005). إن أول خطوة لتطبیق تقییم فعال للمؤسسة هی رسالة المؤسسة.

کما ینهانا الله سبحانه وتعالى عن تخریب المخرجات ذات القیمة

وَلَا تَکُونُوا کَالَّتِی نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنکَاثًا تَتَّخِذُونَ أَیْمَانَکُمْ دَخَلًا بَیْنَکُمْ أَن تَکُونَ أُمَّةٌ هِیَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا یَبْلُوکُمُ اللَّـهُ بِهِ ۚ وَلَیُبَیِّنَنَّ لَکُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَا کُنتُمْ فِیهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٩٢﴾-النحل-ورد فی تفسیر البغوی(لا ترجعوا فی عهودکم، فیکون مَثَلکم مثل امرأة غزلت غَزْلا وأحکمته، ثم نقضته، تجعلون أیمانکم التی حلفتموها عند التعاهد خدیعة لمن عاهدتموه، وتنقضون عهدکم إذا وجدتم جماعة أکثر مالا ومنفعة من الذین عاهدتموهم)3

-          المشروع : یقدم لنا القرءان فی هذا المجال نماذج لمشاریع ناجحة قد وردت فی قصص السابقین یقول تعالى: وَاضْرِ‌بْ لَهُم مَّثَلًا رَّ‌جُلَیْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَیْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَیْنَهُمَا زَرْ‌عًا ﴿٣٢﴾ کِلْتَا الْجَنَّتَیْنِ آتَتْ أُکُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَیْئًا ۚ وَفَجَّرْ‌نَا خِلَالَهُمَا نَهَرً‌ا ﴿٣٣﴾ وَکَانَ لَهُ ثَمَرٌ‌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ یُحَاوِرُ‌هُ أَنَا أَکْثَرُ‌ مِنکَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرً‌ا ﴿٣٤﴾وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِیدَ هَـٰذِهِ أَبَدًا ﴿٣٥﴾-الکهف ویستفاد من الآیة أن أی نعمة لم یحمد الله صاحبها ویکفر بها ویجحد تنزع منها البرکة مهما کان حجمها أو نوعها ،اذا لابد من ارتباط العمل بالعبادة .

-          عینات العمل: فی هذا الأسلوب توضح شروط ومواصفات الأداء من خلال نموذج قد نال رضا المستهلک مع العمل على رفع جودة المنتج یقول تعالى: وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّکُمْ لِتُحْصِنَکُم مِّن بَأْسِکُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاکِرُونَ ﴿٨٠﴾-الأنبیاء ،وقد ورد فی تفسیربن کثیر(قال قتادة : إنما کانت الدروع قبله صفائح ، وهو أول من سردها حلقا )1

-          التجریب :

-          نجد هذا المستوى فی القرءان یلبی طموحا أو یبرهن على امکانیة حدوث حقیقة غیبیة أو یجیب على سؤال بطریقة عملیة مما یبعث الراحة والطمأنینة النفسیة ،یقول تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِیمُ رَبِّ أَرِنِی کَیْفَ تُحْیِی الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلىٰ وَلَـٰکِن لِّیَطْمَئِنَّ قَلْبِی ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّیْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَیْکَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ کُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ یَأْتِینَکَ سَعْیًا ۚوَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِیزٌ حَکِیمٌ ﴿٢٦٠﴾-البقرة-جاء فی تفسیر بن کثیر(ذکروا لسؤال إبراهیم علیه السلام ، أسبابا ، منها : أنه لما قال لنمرود :  ربی الذی یحیی ویمیت ) أحب أن یترقى من علم الیقین فی ذلک إلى عین الیقین ، وأن یرى ذلک مشاهدة (2

-          الإبداع : وَاضْرِ‌بْ لَهُم مَّثَلًا رَّ‌جُلَیْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَیْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَیْنَهُمَا زَرْ‌عًا ﴿٣٢﴾ کِلْتَا الْجَنَّتَیْنِ آتَتْ أُکُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَیْئًا ۚ وَفَجَّرْ‌نَا خِلَالَهُمَا نَهَرً‌ا ﴿٣٣﴾ وَکَانَ لَهُ ثَمَرٌ‌ فَقَالَ لِصَاحِِهِ وَهُوَ یُحَاوِرُ‌هُ أَنَا أَکْثَرُ‌ مِنکَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرً‌ا ﴿٣٤﴾وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِیدَ هَـٰذِهِ أَبَدًا ﴿٣٥﴾-الکهف-تظهر لنا الآیة نموذج للأداء الإبداعی فی مجال البستنة حیث یتضح المستوى الرفیع للتخطیط وکذلک جودة المدخلات وبالتالى المخرجات .

3- أسالیب تقدیر الأداء :

أ‌-أسلوب التفضیل : یصنف العمل حسب مستوى الإحسان ،یقول تعالى :الَّذِی خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَیَاةَ لِیَبْلُوَکُمْ أَیُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِیزُ الْغَفُورُ﴿٢﴾-الملک ،فی هذه الآیة یمکن استنباط اربعة درجات للسلوک(أحسن ، حسن ، سیئ ، أسوأ) ولقد ورد فی تفسیر الآیة مع تفسیر الجلالین والطبری(لِیَخْتَبِرکُمْ فَیَنْظُر أَیّکُمْ لَهُ أَیّهَا النَّاس أَطْوَع , وَإِلَى طَلَب رِضَاهُ أَسْرَع .)3[8]

ب‌-  أسلوب التصنیف حسب نوع الأداء : فی هذا الاسلوب الى صالحة أو غیر صالحة وعلى اساس نوع العمل یقدر الحکم على المآل ،یقول تعالى :إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ کَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ﴿١٠٧﴾-الکهف

ویقول تعالى :إِنَّ الَّذِینَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِینَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ یَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِیقِ ﴿١٠﴾ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِی مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ ذَٰلِکَ الْفَوْزُ الْکَبِیرُ ﴿١١﴾- البروج

ج- أسلوب إحصاء نواتج السلوک فی صحیفة الأعمال : یقول تعالى :إِذْ یَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّیَانِ عَنِ الْیَمِینِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِیدٌ ﴿١٧﴾ مَّا یَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَیْهِ رَقِیبٌ عَتِیدٌ﴿١٨﴾ - ق-ورد فی تفسیر القرطبی (ما یلفظ من قول فیتکلم به إلا لدیه مَلَک یرقب قوله، ویکتبه، وهو مَلَک حاضر مُعَدٌّ لذلک.)1[9]

خلصت الدراسة التی أجراها(سلیمان حماد عبد الهادی،2002) الى النتائج التالیة : من آلیات وأسالیب التقویم :المعایشة،الملاحظة العملیة،التشبیه وضرب المثل،السجل التأریخی  للأقوام والأمم السالفة،الاحصاء والتسجیل،والتقریر المیدانی

اما دراسة (مراد ،2001): التی هدفت إلى الکشف عن أسالیب التقییم الأکثر استخداماً من قبل معلمی ومعلمات الحلقة الأولى من التعلیم الابتدائی فی البحرین توصلت إلى أن المعلمین والمعلمات یمارسون الأسالیب الثلاثة المتضمنة فی الاستبانة ) الاختبارات، الملاحظة، ملف الانجازات ).

4- المحور الرابع :

-          خصائص التقویم المعتمد على الأداء :

اجمعت أدبیات التقویم أن خصائص التقویم تشمل کل من (موضوعی ،ثابت ، شامل ، تعاونی ، مرتبط بالأهداف ،وسیلة ولیس غایة،متنوع ،متمیز ، مستمر، اقتصادی،علمی،یشخص ویعالج (تاج السر عبد الله وآخرون،2009) أما  التقویم  المعتمد على الأداء فیتسم بمزید من الخصائص(الفریق الوطنی للتقویم ،2004) التی تمیزه عن               غیره وهی :

تقویم مباشر للأدوار کما هو فی واقع الحیاة أو یحاکیها حیث تقوم فیه المهارات المعرفیة والأدائیة والوجدانیة وبذلک یستمد مصداقیته وصدقه. تقویم متکامل یرکز على تقویم العملیات والنواتج. یتیح للمتعلم دورا إیجابیا وفعالا فی البحث عن المعلومات من عدة مصادر ومعالجتها. یمکن المتعلم من القیام بعملیة التقویم الذاتی أثناء تنفیذ مهمة أو عمل أو مشروع. یمکن المتعلم من القیام بعملیة التقویم الذاتی أثناء تنفیذ مهمة أو عمل أو مشروع. یعطی المتعلم والمعلم فرصة تعدیل إجراءات ومهام التقویم بناء على التغذیة الراجعة من أی منهما مما یساعد فی الوصول الى مستوى عال من الجودة. یعطی المتعلم مجالا للدفاع عن أدائه بالحجج والبراهین لتبریرها منطقیا وعملیا.

تفرد القرءان الکریم عن غیره من المرجعیات بکثیر من الخصائص التی تجعل التقویم المستند الى الأداء عملیة متکاملة تحمل بین طیاتها مقومات تحقیق أهداف التقویم ویمکن تصنیف الخصائص کالتالی :

أ-  خصائص ذات العلاقة بالمقوم :

-   السمات الروحیة العدل والمرونة والصبروالاتقان والاحسان والقدوة الحسنة ومهارات التواصل واستخدام وسائل الترغیب والترهیب والتوقیت والتدرج ومراعاة الفروق الفردیة  والقدرة على التفاعل مع المقوم ومعالجة معوقات الأداء والمتغیرات الدخیلة والاستعانة بنماذج وأمثلة عالیة الجودة ، والتوثیق یقول تعالى: وَأَوْفُوا الْکَیْلَ وَالْمِیزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ لَا نُکَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖوَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ کَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّـهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِکُمْ وَصَّاکُم بِهِ لَعَلَّکُمْ تَذَکَّرُونَ ﴿١٥٢﴾ وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِی مُسْتَقِیمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِکُمْ عَن سَبِیلِهِ ۚذَٰلِکُمْ وَصَّاکُم بِهِ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ ﴿١٥٣﴾-الأنعام-فی هاتین الآیتین سرد مفصل للسمات المطلوبة فی المقوم ومطلوب منه فی نفس الوقت اکسابها للأشخاص موضع التقویم .

وفی قوله تعالى : وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَیْرٌ لِّلصَّابِرِینَ ﴿١٢٦﴾ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُکَ إِلَّا بِاللَّـهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَیْهِمْ وَلَا تَکُ فِی ضَیْقٍ مِّمَّا یَمْکُرُونَ ﴿١٢٧﴾-النحل-هذه الآیة تشیر الى أهمیة العدل فی التقویم وأضل من ذلک العفو.

ویقول تعالى:َ یا صَاحِبَیِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَیْرٌ أَمِ اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿٣٩﴾ -یوسف ، فی هذه الآیة توضیح لأهمیة تخیر الوقت المناسب للدعوة الى الله سبحانه وتعالى.إن الرحمة من أهم السمات التى یجب أن یتسم بها المقوم وإلا ستکون النتیجة سلبیة ،یقول تعالى: َبفِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ کُنتَ فَظًّا غَلِیظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِکَ  ﴿١٥٩﴾-آل عمران

وفی قوله نعالى :ادْعُ إِلَىٰ سَبِیلِ رَبِّکَ بِالْحِکْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّکَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِیلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِینَ﴿١٢٥﴾  النحل – ولقد ورد فی تفسیر بن کثیر( الموعظة الحسنة :أی بما فیه من الزواجر والوقائع بالناس ذکرهم بها، لیحذروا بأس الله تعالى و(وجادلهم بالتی هی أحسن) أی : من احتاج منهم إلى مناظرة وجدال ، فلیکن بالوجه الحسن برفق ولین وحسن خطاب

والصبر من المواصفات المطلوبة فی المقوم المعلم ،یقول تعالى : وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُکَ إِلَّا بِاللَّـهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَیْهِمْ و[10]َلَا تَکُ فِی ضَیْقٍ مِّمَّا یَمْکُرُونَ ﴿١٢٧﴾ إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الَّذِینَ اتَّقَوا وَّالَّذِینَ هُم مُّحْسِنُونَ ﴿١٢٨﴾-النحل

ویقول عز وجل : مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ ۚ وَالَّذِینَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْکُفَّارِ رُحَمَاءُ بَیْنَهُمْ ۖتَرَاهُمْ رُکَّعًا سُجَّدًا یَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِیمَاهُمْ فِی وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ  ﴿٢٩﴾-الفتح-فی هذه الآیة یتضح لنا مدى التفاعل والتوافق ما بین المقوم والأفراد موقع التقویم وقد ورد فی تفسیر السعدی للآیة (یخبر تعالى عن رسوله صلى الله علیه وسلم وأصحابه من المهاجرین والأنصار ، أنهم بأکمل الصفات ، وأجل الأحوال ، وأنهم { أَشِدَّاءُ عَلَى الْکُفَّارِ } أی: جادون ومجتهدون فی عداوتهم ، وساعون فی ذلک بغایة جهدهم ، فلم یروا منهم إلا الغلظة والشدة ، فلذلک ذل أعداؤهم لهم،وانکسروا ، وقهرهم المسلمون، { رُحَمَاءُ بَیْنَهُمْ } أی: متحابون متراحمون متعاطفون ، کالجسد الواحد ، یحب أحدهم لأخیه ما یحب لنفسه ، هذه معاملتهم مع الخلق ، وأما معاملتهم مع الخالق فإنک { تَرَاهُمْ رُکَّعًا سُجَّدًا } أی: وصفهم کثرة الصلاة ، التی أجل أرکانها الرکوع والسجود).

-          الترغیب بتاکید استمراریة النعیم فی أبهى صوره : هذا النوع من الترغیب یولد فی النفوس الرغبة فی استمراریة العطاء والعمل الصالح الذی یقربه الى الله سبحانه وتعالى،کما یدفعه الى التفکیر الإبداعی حین یتأمل ویتفکر فی الصورة المبدعة التى یوصف بها نعیم الجنة،یقول تعالى: یَطُوفُ عَلَیْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ ﴿١٧﴾ بِأَکْوَابٍ وَأَبَارِ‌یقَ وَکَأْسٍ مِّن مَّعِینٍ ﴿١٨﴾ لَّا یُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا یُنزِفُونَ ﴿١٩﴾- الواقعة

-          ابراز الابداع الالهی فی خلق الجنان بصور حسیة مدرکة :

وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَ‌بِّهِ جَنَّتَانِ ﴿٤٦﴾ فَبِأَیِّ آلَاءِ رَ‌بِّکُمَا تُکَذِّبَانِ ﴿٤٧﴾ ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ﴿٤٨﴾ فَبِأَیِّ آلَاءِ رَ‌بِّکُمَا تُکَذِّبَانِ ﴿٤٩﴾ فِیهِمَا عَیْنَانِ تَجْرِ‌یَانِ ﴿٥٠﴾ فَبِأَیِّ آلَاءِ رَ‌بِّکُمَا تُکَذِّبَانِ ﴿٥١﴾ فِیهِمَا مِن کُلِّ فَاکِهَةٍ زَوْجَانِ ﴿٥٢﴾ فَبِأَیِّ آلَاءِ رَ‌بِّکُمَا تُکَذِّبَانِ ﴿٥٣﴾ مُتَّکِئِینَ عَلَىٰ فُرُ‌شٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَ‌قٍ ۚ وَجَنَى الْجَنَّتَیْنِ دَانٍ ﴿٥٤﴾ فَبِأَیِّ آلَاءِ رَ‌بِّکُمَا تُکَذِّبَانِ ﴿٥٥﴾ فِیهِنَّ قَاصِرَ‌اتُ الطَّرْ‌فِ لَمْ یَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ﴿٥٦﴾ فَبِأَیِّ آلَاءِ رَ‌بِّکُمَا تُکَذِّبَانِ ﴿٥٧﴾ کَأَنَّهُنَّ الْیَاقُوتُ وَالْمَرْ‌جَانُ ﴿٥٨﴾ فَبِأَیِّ آلَاءِ رَ‌بِّکُمَا تُکَذِّبَانِ ﴿٥٩﴾ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴿٦٠﴾ فَبِأَیِّ آلَاءِ رَ‌بِّکُمَا تُکَذِّبَانِ ﴿٦١﴾ وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ﴿٦٢﴾ فَبِأَیِّ آلَاءِ رَ‌بِّکُمَا تُکَذِّبَانِ ﴿٦٣﴾ مُدْهَامَّتَانِ ﴿٦٤﴾ فَبِأَیِّ آلَاءِ رَ‌بِّکُمَا تُکَذِّبَانِ ﴿٦٥﴾ فِیهِمَا عَیْنَانِ نَضَّاخَتَانِ ﴿٦٦﴾ فَبِأَیِّ آلَاءِ رَ‌بِّکُمَا تُکَذِّبَانِ ﴿٦٧﴾ فِیهِمَا فَاکِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُ‌مَّانٌ ﴿٦٨﴾ فَبِأَیِّ آلَاءِ رَ‌بِّکُمَا تُکَذِّبَانِ ﴿٦٩﴾ فِیهِنَّ خَیْرَ‌اتٌ حِسَانٌ ﴿٧٠﴾ فَبِأَیِّ آلَاءِ رَ‌بِّکُمَا تُکَذِّبَانِ ﴿٧١﴾ حُورٌ‌ مَّقْصُورَ‌اتٌ فِی الْخِیَامِ ﴿٧٢﴾ فَبِأَیِّ آلَاءِ رَ‌بِّکُمَا تُکَذِّبَانِ ﴿٧٣﴾ لَمْ یَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ﴿٧٤﴾ فَبِأَیِّ آلَاءِ رَ‌بِّکُمَا تُکَذِّبَانِ ﴿٧٥﴾ مُتَّکِئِینَ عَلَىٰ رَ‌فْرَ‌فٍ خُضْرٍ‌ وَعَبْقَرِ‌یٍّ حِسَانٍ ﴿٧٦﴾ فَبِأَیِّ آلَاءِ رَ‌بِّکُمَا تُکَذِّبَانِ ﴿٧٧﴾-الرحمن- وقد فسر البغوی (من دونهما جنتان ) جنتان من فضة آنیتهما وما فیهما ، وجنتان من ذهب آنیتهما وما فیهما ، وما بین القوم وبین أن ینظروا إلى ربهم إلا رداء الکبریاء على وجهه فی جنة عدن ).

-          المدح المرتبط بالأداء :

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١﴾ الَّذِینَ هُمْ فِی صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴿٢﴾ وَالَّذِینَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِ‌ضُونَ ﴿٣﴾ وَالَّذِینَ هُمْ لِلزَّکَاةِ فَاعِلُونَ ﴿٤﴾ وَالَّذِینَ هُمْ لِفُرُ‌وجِهِمْ حَافِظُونَ ﴿٥﴾ إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَکَتْ أَیْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَیْرُ‌ مَلُومِینَ ﴿٦﴾ فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَ‌اءَ ذَٰلِکَ فَأُولَـٰئِکَ هُمُ الْعَادُونَ ﴿٧﴾ وَالَّذِینَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَ‌اعُونَ ﴿٨﴾ وَالَّذِینَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ یُحَافِظُونَ ﴿٩﴾ أُولَـٰئِکَ هُمُ الْوَارِ‌ثُونَ ﴿١٠﴾-المؤمنون

إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ کَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ﴿١٠٧﴾-الکهف

النهی المصحوب بالتعریف بثوابت القیم کالعدل:

وَالسَّمَاءَ رَ‌فَعَهَا وَوَضَعَ الْمِیزَانَ ﴿٧﴾ أَلَّا تَطْغَوْا فِی الْمِیزَانِ ﴿٨﴾ وَأَقِیمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُ‌وا الْمِیزَانَ ﴿٩﴾-الرحمن

-          الکشف عن بعض معوقات الاداء المرتبطة بالادراک:

وَجَاوَزْنَا بِبَنِی إِسْرَائِیلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْیًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَکَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا الَّذِی آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِیلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِینَ ﴿٩٠﴾-یونس

وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِیدَ هَـٰذِهِ أَبَدًا ﴿٣٥﴾-الکهف

وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّـهَ یَأْمُرُ‌کُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَ‌ةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّـهِ أَنْ أَکُونَ مِنَ الْجَاهِلِینَ ﴿٦٧﴾ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَ‌بَّکَ یُبَیِّن لَّنَا مَا هِیَ ۚ قَالَ إِنَّهُ یَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَ‌ةٌ لَّا فَارِ‌ضٌ وَلَا بِکْرٌ‌ عَوَانٌ بَیْنَ ذَٰلِکَ ۖ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُ‌ونَ ﴿٦٨﴾ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَ‌بَّکَ یُبَیِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ یَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَ‌ةٌ صَفْرَ‌اءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ‌ النَّاظِرِ‌ینَ ﴿٦٩﴾ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَ‌بَّکَ یُبَیِّن لَّنَا مَا هِیَ إِنَّ الْبَقَرَ‌ تَشَابَهَ عَلَیْنَا وَإِنَّا إِن شاء[11] اللَّـهُ لَمُهْتَدُونَ ﴿٧٠﴾ قَالَ إِنَّهُ یَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَ‌ةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِیرُ‌ الْأَرْ‌ضَ وَلَا تَسْقِی الْحَرْ‌ثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِیَةَ فِیهَا ۚ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا کَادُوا یَفْعَلُونَ ﴿٧١﴾-البقرة

أما التوثیق فتظهر أهمیته فی حفظ الحقوق والوقائع والأداءات المراد تقویمها من النسیان وکذلک تحفظ خطوات الأداء والمواقف یقول تعالى: یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذَا تَدَایَنتُم بِدَیْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاکْتُبُوهُ ۚوَلْیَکْتُب بَّیْنَکُمْ کَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا یَأْبَ کَاتِبٌ أَن یَکْتُبَ کَمَا عَلَّمَهُ اللَّـهُ ۚ فَلْیَکْتُبْ وَلْیُمْلِلِ الَّذِی عَلَیْهِ الْحَقُّ وَلْیَتَّقِ اللَّـهَ رَبَّهُ وَلَا یَبْخَسْ مِنْهُ شَیْئًا ۚ فَإِن کَانَ الَّذِی عَلَیْهِ الْحَقُّ سَفِیهًا أَوْ ضَعِیفًا أَوْ لَا یَسْتَطِیعُ أَن یُمِلَّ هُوَ فَلْیُمْلِلْ وَلِیُّهُ بِالْعَدْلِ ﴿٢٨٢﴾- البقرة ، جاء فی تفسیر السعدی ( الأمر بکتابة جمیع عقود المداینات إما وجوبا وإما استحبابا لشدة الحاجة إلى کتابتها ، لأنها بدون الکتابة یدخلها من الغلط والنسیان والمنازعة والمشاجرة              شر عظیم )2

ب-   خصائص ذات علاقة بالمقوم :

-  الدافعیة والمثابرة، والصبر ،والسمات الروحیة والوسطیة ، وحریة الاختیار، والایجابیة وحسن الظن ، وحسن التقدیر ، وإدارة الأمور بحکمة ،والتقبل والتمیز بالقدرات اللازمة کالمعرفة والقیم المطلوبة لانجاح عملیة التقویم،المحاسبیة والمسئولیة الفردیة.

یقول تعالى: إِنَّ اللَّـهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ﴿١١﴾-الرعد

وعن عمر بن الخطاب رضی الله عنه  قال سمعت رسول الله صلى الله علیه وسلم یقول إنما الأعمال بالنیات وإنما لکل امرئ ما نوى فمن کانت هجرته إلى دنیا یصیبها أو إلى امرأة ینکحها فهجرته إلى ما هاجر إلیه  رواه البخاری3

وَاسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَکَبِیرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِینَ ﴿٤٥﴾-البقرة

لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَیْرًا وَقَالُوا هَـٰذَا إِفْکٌ مُّبِینٌ﴿١٢﴾-النور

وفی قوله تعالى :قَالَ اجْعَلْنِی عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ  إ ِنِّی [12] حَفِیظٌ عَلِیمٌ ﴿٥٥﴾-یوسف ،اما المثابرة وعدم التهاون والخزلان فقد ورد فی قوله تعالى: وَکَأَیِّن مِّن نَّبِیٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّیُّونَ کَثِیرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِی سَبِیلِ اللَّـهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَکَانُوا ۗ وَاللَّـهُ یُحِبُّ الصَّابِرِینَ ﴿١٤٦﴾-ال عمران ، من المهم فی الأداء الطاعة وتقبل الأوامر والتوجیهات،یقول تعالى: وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَکَ رَبَّنَا وَإِلَیْکَ الْمَصِیرُ ﴿٢٨٥﴾ -البقرة

أما الوسطیة فتتمثل فی قوله تعالى: وَالَّذِینَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ یُسْرِفُوا وَلَمْ یَقْتُرُوا وَکَانَ بَیْنَ ذَٰلِکَ قَوَامًا ﴿٦٧﴾-الفرقان

أما حسن التقدیر وادارة الأمور بحکمة فیتضح فی قوله تعالى : فَإِن کَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَکْرَهُوا شَیْئًا وَیَجْعَلَ اللَّـهُ فِیهِ خَیْرًا کَثِیرًا ﴿١٩﴾-النساء

وتتضح المحاسبیة والمسئوولیة فی قوله تعالى: مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَیْهَا ۗ وَمَا رَبُّکَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِیدِ ﴿٤٦﴾-فصلت ، وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ  ﴿٧﴾ -الزمر

ج-  الخصائص ذات العلاقة بموضوع التقویم :

-   النفع والأهمیة وان یکون موضوعی وحیوی ،وقابل للتنفیذ ،وثابت وهادف وغیر مکلف ومتدرج، ویمکن المتعلم من ممارسة التقویم الذاتی .

وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِیَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ یُذْکَرُ فِیهَا اسْمُ اللَّـهِ کَثِیرًا ۗ وَلَیَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن یَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِیٌّ عَزِیزٌ ﴿٤٠﴾ الَّذِینَ إِن مَّکَّنَّاهُمْ فِی الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّکَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنکَرِ ۗ وَلِلَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴿٤١﴾-الحج –تدل هذه الآیة على أهمیة وفوائد تقویم الأداء فلقد جاء فی تفسیر الطبرى) معنى ذلک: لولا أن الله یدفع بمن أوجب قبول شهادته فی الحقوق تکون لبعض الناس على بعض عمن لا یجوز شهادته وغیره, فأحیا بذلک مال هذا [13] ویوقی بسبب هذا إراقة دم هذا, وترکوا المظالم من أجله, لتظالم الناس فهدمت صوامع)1.

-          ربط أهمیة  المهارة بمدى نفعها : قال تعالى: وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّکُمْ لِتُحْصِنَکُم مِّن بَأْسِکُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاکِرُونَ ﴿٨٠﴾-الانبیاء،فی هذه الآیة تظهر أهمیة المنفعة المتوقعة من موضوع الأداء وإلا فلا جدوى من المهارة وتعتبر تضییع للوقت کمن یمارسون العاب غیر مفیدة أو السحر..الخ أما فی قوله تعالى : ذَٰلِکَ الَّذِی یُبَشِّرُ اللَّـهُ عِبَادَهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن یَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِیهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ شَکُورٌ ﴿٢٣﴾-الشورى-هذه الآیة تلفت انظار المقومین الى أن یکون التقویم غیر مکلف حتى لا یکون حجرا على فئة دون اخرى.

أما فی قوله تعالى :لَا یُکَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا کَسَبَتْ وَعَلَیْهَا مَا اکْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِینَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَیْنَا إِصْرًا کَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِینَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖوَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْکَافِرِینَ ﴿٢٨٦﴾-البقرة ، تتضح لنا أهمیة القدرات اللازمة للأداء والتی تعتبر من الامور التى تظهر فیها الفروق الفردیة

 

-          التدرج : یعتبر سمة أساسیة من سمات الارشاد والتقویم فی القرءان ومن النماذج التی یمکن اتخاذها مثلا التدرج فی تحریم الخمر الذی استنباط خطواته کالآتی:

1-  مدح خمر الجنة والترغیب فیه: یقول تعالى فی وصف خمر الجنة: مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِی وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِیهَا أَنْهَارٌ‌ مِّن مَّاءٍ غَیْرِ‌ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ‌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ یَتَغَیَّرْ‌ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ‌ مِّنْ خَمْرٍ‌ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِ‌بِینَ وَأَنْهَارٌ‌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِیهَا مِن کُلِّ الثَّمَرَ‌اتِ وَمَغْفِرَ‌ةٌ مِّن رَّ‌بِّهِمْ ۖ کَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِی النَّارِ‌ وَسُقُوا مَاءً حَمِیمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴿١٥﴾_محمد

2- توضیح الخلفیة الثقافیة للخمر: فی الآیات التالیات بین المولى عز وجل الخلفیة الثقافیة للخمر موضحا انها لیست من الاهمیة بمکان ولا تعتبر شیئ ضروری لا تستقیم الحیاة بدونه یقول تعالى فی الآیات التالیات:

وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَیَانِ ۖ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّی أَرَ‌انِی أَعْصِرُ‌ خَمْرً‌ا  ﴿٣٦﴾__یوسف

یَا صَاحِبَیِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُکُمَا فَیَسْقِی رَ‌بَّهُ خَمْرً‌ا  ﴿٤١﴾_یوسف

ثُمَّ یَأْتِی مِن بَعْدِ ذَٰلِکَ عَامٌ فِیهِ یُغَاثُ النَّاسُ وَفِیهِ یَعْصِرُ‌ونَ ﴿٤٩﴾_یوسف

توضح الآیات أن الخمرمرتبط بثقافات وضعیة انتشرت فی القصور واماکن الترف وأنها ترتبط بالرخاء ووفرة المنتجات کالحبوب والتمر غیرها ورد فی تفسیر البغوی (یعصرون العنب خمرا )1

3-التلمیح بأن الخمر رزق غیر حسن : یقول تعالى: وَمِن ثَمَرَ‌اتِ النَّخِیلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَکَرً‌ا وَرِ‌زْقًا حَسَنًا ۗ إِنَّ فِی ذَٰلِکَ لَآیَةً لِّقَوْمٍ یَعْقِلُونَ ﴿٦٧﴾_النحل

4-تقییم ومفاضلة مزایا الخمر: یقول تعالى: یَسْأَلُونَکَ عَنِ الْخَمْرِ‌ وَالْمَیْسِرِ‌ ۖ قُلْ فِیهِمَا إِثْمٌ کَبِیرٌ‌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَکْبَرُ‌ مِن نَّفْعِهِمَا ۗ وَیَسْأَلُونَکَ مَاذَا یُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ کَذَٰلِکَ یُبَیِّنُ اللَّـهُ لَکُمُ الْآیَاتِ لَعَلَّکُمْ تَتَفَکَّرُ‌ونَ ﴿٢١٩﴾_البقرة

5-التحریم الجزئی للخمر مع توضیح أثره على البنیة المعرفیة: قال تعالى: یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لَا تَقْرَ‌بُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُکَارَ‌ىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِ‌ی سَبِیلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا  ﴿٤٣﴾ _النساء

6-التحریم الکلی للخمر مع توضیح الأسباب : یقول جل وعلا: یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ‌ وَالْمَیْسِرُ‌ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِ‌جْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّیْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٩٠﴾ إِنَّمَا یُرِ‌یدُ الشَّیْطَانُ أَن یُوقِعَ بَیْنَکُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِی الْخَمْرِ‌ وَالْمَیْسِرِ‌ وَیَصُدَّکُمْ عَن ذِکْرِ‌ اللَّـهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴿٩١﴾_المائدة

وَالَّذِینَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَکَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ یُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ یَعْلَمُونَ ﴿١٣٥﴾-ال عمران

قام اندرید وآخرون(Andrade, Heidi. et al.,2009) بدراسة هدفت إلى استقصاء أثر استخدام التقویم الذاتی مستندا إلى مجموعة من الإرشادات( Rubric) فی الکفاءة الذاتیة،)أشارت نتائج الدراسة إلى أن الکفاءة الذاتیة فی الکتابة فی المجموعة التجریبیة کان أفضل من المجموعة الضابطة، کما أشارت النتائج إلى وجود أثر للجنس حیت بینت الدراسة أن کفاءة الطالبات الذاتیة کانت أعلى من کفاءة الطلاب الذاتیة.

وقد خلصت [14] الدراسة التی أجراها(سلیمان حماد عبد الهادی،2002) الى النتائج التالیة: یتمیز التقویم القرءانی بالشمول والموازنة، العدل والموضوعیة،الصراحة والوضوح وثبوت الدلیل وهدفیة التقویم وأخلاقیاته. أما المجالات تتمثل فی: المخلوقات (الانسان،الحیوان والجان)،العقائد والأفکار،ومجال الأعمال ویعد التقویم الذاتی من أهم انواع التقویم .ومن فوائد التقویم : کونه غائی،أخلاقی،أخذ العبر والدروس ،إشاعة الشورى والحوار..من معوقات التقویم:المعارف والانفعالات السالبة الاضطرابات النفسیة،غیاب المنهج التربوی الهادف،ولقد أوصى الباحث بالآتی:زیادة الوعی والفهم للعصر الحاضرفی ضوء معاییر التقویم القرءانی وذلک باتباع منهاج تربوی اسلامی یستهدف جمیع مراحل النمو.

اما دراسة (محمد هاشم واحمد صومان ،2012) هدفت ّ إلى التعرف على مدى استخدام معلمی المدارس الحکومیة الأردنیة للتقویم الواقعی واتجاهاتهم نحوه. أشارت النتائج إلى أن المعلمین یستخدمون التقویم الواقعی بدرجة عالیة. کما دلت النتائج على وجود اتجاهات إیجابیة قویة لدى المعلمین والمعلمات نحو استخدام التقویم الواقعی ، وظهرت العدید من معیقات استخدام التقویم الواقعی مثل کثرة أعداد الطلبة فی الصف ، وکثرة عدد الحصص المسندة للمعلم و نقص التدریب المقدم للمعلمین حول کیفیة إعداد وتطبیق أدوات التقویم الواقعی. أوصت الدراسة بضرورة تدریب المعلمین على کیفیة إعداد أدوات التقومی الواقعی، وکیفیة استخدامها، وفی هذا إشارة إلى ان نجاح تقویم الأداء یتطلب توفر الخصائص المطلوبة لانجاز عملیة التقویم.

مما سبق یتضح أن خصائص التقویم فی القرءان الکریم تتمیز عن خصائص التقویم الواردة فی الکتابات الحدیثة للتقویم بتکاملها وتدرجها والوصف النوعی لما تحویه من قیم روحیة فی کل المستویات والمراحل.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع :

1-                                              القرءان الکریم

2-                                              إبراهیم المحیسن(1999):تدریس العلوم ،تأصیل وتحدیث،الریاض مکتبة العبیکان ، ص28 .

3-                                              إقبال درندری(2010): تقییم نواتج التعلم-نحو إطار مفاهیمی حدیث فی الاتجاهات المعاصرة للتقییم وجودة التعلم،مرکز بحوث کلیة التربیة-جامعة الملک سعود،الریاض،ص 61 – 63 .

4-                                              الفریق الوطنی للتقویم.(2004). اسرتاتیجیات التقویم وأدواته:الإطار النظری.وزارة التربیة والتعلیم،عمان،الأردن.

5-                                              تاج السر عبدالله و أخرون (2009): القیاس والتقویم التربوی ، ط5، مکتبة الرشد ، الریاض .

6-                                              جبران مسعود(1992):الرائد،معجم لغوی عصری،بیروت،دار الملایین، ص121

7-                                              جمال الدین منظور (1997):لسان العرب ، بیروت دار صادر للطباعة والنشر،ص346

8-                                              خلود مراد(2001) : أسالیب التقییم لدى معلمی ومعلمات الحلقة الأولى من التعلیم الابتدائی فی ظل نظام التقییم التربوی ، رسالة ماجستیر غیر  منشورة ، جامعة البحرین.

9-                                              راشد حماد الدوسری ( 2004م ) القیاس والتقویم التربوی الحدیث مبادئ وتطبیقات وقضایا معاصرة . دار الفکر . الأردن

10-                                          سلیمان حماد الحوامدة(2002):منهج التقویم فی القرءان الکریم،رسالة دکتوراة منشورة،جامعة کراتشی-قسم الدراسات الاسلامیة،باکستان ،ص4

11-                                          صلاح الدین محمود علام (2004م). التقویم التربوی البدیل: أسسه النظریة والمنهجیة وتطبیقاته المیدانیة. القاهرة، دار الفکر العربی.

12-                                          صحبی ابو جلالة ومحمد علیمات (1421 هـ ) أسالیب التدریس العامة المعاصرة . مکتبة الفلاح . الکویت .

13-                                          غسان قطیط . ( 1430 هـ) حوسبة التقویم الصفی . دار الثقافة . الأردن

14-                                          فخری رشید(2005):التقویم التربوی،دبی،دار القلم للنشر والتوزیع،ص139

15-                                          کمال الدین محمد وحسن جعفر(2011):التقویم التربوی –مفهومه- أسالیبه- مجالاته وتوجهاته الحدیثة،ط3،الریاض،مکتبة الرشد،ص118

16-                                          ماهر اسماعیل ومحب محمود(2005):التقویم التربوی –أسسه وإجراءاته،ط4 ، مکتبة الرشد،ص 18

17-                                          محمد الناصر، (2003) : أثر استخدام المعلم لأدوات التقییم الحقیقی فی رفع مستوى تعلم مهارات الکتابة لتلامیذ الصف الرابع الابتدائی بنین بمدارس المملکة العربیة السعودیة، رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة البحرین.

18-                                          محمد مدبولی ( 2004) . تطویر مساق الأصول الفلسفیة للتربیة فی ضوء فلسفة التقییم المستند إلى الأداء ، دراسة تطبیقیة  ، دراسات تربویة واجتماعیة کلیة التربیة جامعة حلوان ، المجلد العاشر ، العدد الأول . مصر

19-                                          محمد مصطفى العبسی (2010) التقویم الواقعی فی العملیة التدریسیة . دار المسیرة

20-                                          محمود عبد الحلیم و سهیر کامل (2013):مناهج البحث فی التربیة وعلم النفس،دار الزهراء ،الریاض

21-                                          معتز احمد و برهان بلعاوی (2007م ) فن التدریس وطرائقه العامة . دار حنین ومکتبة الفلاح . الکویت .

22-                                          مهیدات ، عبد الحکیم علی و المحاسنة، إبراهیم محمد  ( 2009م ) التقویم الواقعی ، دار جریر للنشر والتوزیع . الأردن .

23   -       Andrade, Heidi. et al..(2009),“ Rubric-Referenced Self-Assessment and Self-Efficacy for writing”,The Journal of Educational Research, 102(4) 287-304.

24   -  Brualdi, A. (1998) implementing performance assessment in the classroom.  Pratical research and evaluation 6

25  -Ewell, P. (2005). Applying learning outcomes concepts to higher education:

An overview. Paper prepared for the Hong Kong University Grants Committee,

26  -Mcdonald , B. & Boud, D..(2003), The Impact of Self-Assessment on Achievement: The Effect of Self Assessment Training on Performance in External Examinations Assessment

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المواقع الألکترونیة :

27-                                          تفسیر القرءان الکریم مشروع المصحف الالکترونی بجامعة الملک سعود-موقع : http://quran.ksu.edu.sa/index.php#aya=67_1

28-                                          الأحادیث النبویة الشریفة- موقع

29-                                          سنن ابی  داؤود :کتاب الصلاة-باب متى یؤمر الغلام بالصلاةسالیبهأ (2/401)-الموقع: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=164345

30-                                          صحیح مسلم:کتاب المساجد ومواضع الصلاة(71/6671)ص 463http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&id=178255

31- صحیح البخاری:کتاب بدء الوحی –جزء (1) ص3 http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&id=178255

32-  بن رجب الحنبلی -جامع العلوم والحکم-کتاب مسألة الجزء الاول-الحدیث الحادی والعشرون –ص506http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=113&idto=115&bk_no=81&ID=23#docu

33-     صحیح البخاری—کتاب الاطعمة- باب التسمیة /5063 موقع http://www.al-islam.com/Page.aspx?pageid=695&BookID

-34-   بن رجب الحنبلی - جامع العلوم والحکم-الجزء الاول حدیث 19 –ص 459 –موقع:

islam.com/Page.aspx?pageid=695&BookID

36-عبد الحفیظ سعید(1430):الاتجاهات الحدیثة فی تقویم الطلاب من منظور الجودة،المجلة العربیة للدراسات الامنیة-المجلد 25 - موقع: http://uqu.edu.sa/files2/tiny_mce/plugins/filemanager/files/4300110/em_dar_49_5.pdf

37-                                          محمد عبد الوهاب واحمد صومان (2012): مدى استخدام معلمی المدارس الحکومیة الاردنیة للتقویم الواقعی واتجاهاتهم نحوه ومعوقات استخدامه، مجلة جامعة الخلیل للبحوث، مجلد 7، العدد 1،ص283- 265- الموقع:

http://www.hebron.edu/docs/journal/v7   -1/vol7_1.265-283.pdf

 

 

 



[1] -أورده بن رجب الحنبلی فی جامع العلوم والحکم باب مسألة  / الجزء الأول /حدیث 21-/ص 506

1- سنن ابی داؤود : کتاب الصلاة-باب متى یؤمر الغلام بالصلاةسالیبهأ (2/401)

1-صحیح مسلم-کتاب المساجد ومواضع الصلاة -71/6671- ص 463

2-تفسیر الطبری-المصحف الالکترونی بجامعة سعود http://quran.ksu.edu.sa/index.php#aya=27_36

1-تفسیر بن کثیر-المصحف الالکترونی –مرجع سابق

2- صحیح البخاری—کتاب الاطعمة-باب التسمیة /5063 –

3-اورده بن رجب الحنبلی  فی جامع العلوم والحکم جزء1 -حدیث 17-ص 379

1-       [5]تفسیر القرطبی-المصحف الالکترونی – مرجع سابق

1-                تفسیر السعدى-المصحف الالکترونی مرجع سابق

1-تفسیر القرطبی –المصحف الالکترونی –مرجع سابق.

2-تفسیر البغوی- نفس المرجع.

1-تفسیر بن کثیر-المصحف الالکترونی –مرجع سابق

2- تفسیر بن کثیر-المصحف الالکترونی –مرجع سابق

3-انظرتفسیر والطبری والبغوی وابن کثیر وابن عاشور  _نفس المرجع

1-تفسیر القرطبی –المصحف الالکترونی –مرجع سابق

1-تفسیر بن کثیر المصحف الالکترونی بجامعة سعود- http://quran.ksu.edu.sa/index.php#aya=16_125

2-تفسیر السعدی – نفس المرجع

3-تفسیر البغوی-نفس المرجع

1-       تفسیر البغوی-المصحف الالکترونی - مرجع سابق

2-       تفسیر السعدی-المصحف الالکترونی - مرجع سابق

3-       صحیح البخاری کتاب بدء الوحی –الجزء(1 )- ص 3

 

 

1-تفسیر الطبری – المصحف الالکترونی –مرجع سابق

1-      تفسیر البغوی المصحف الالکترونی – مرجع سابق

المراجع :
1-                                              القرءان الکریم
2-                                              إبراهیم المحیسن(1999):تدریس العلوم ،تأصیل وتحدیث،الریاض مکتبة العبیکان ، ص28 .
3-                                              إقبال درندری(2010): تقییم نواتج التعلم-نحو إطار مفاهیمی حدیث فی الاتجاهات المعاصرة للتقییم وجودة التعلم،مرکز بحوث کلیة التربیة-جامعة الملک سعود،الریاض،ص 61 – 63 .
4-                                              الفریق الوطنی للتقویم.(2004). اسرتاتیجیات التقویم وأدواته:الإطار النظری.وزارة التربیة والتعلیم،عمان،الأردن.
5-                                              تاج السر عبدالله و أخرون (2009): القیاس والتقویم التربوی ، ط5، مکتبة الرشد ، الریاض .
6-                                              جبران مسعود(1992):الرائد،معجم لغوی عصری،بیروت،دار الملایین، ص121
7-                                              جمال الدین منظور (1997):لسان العرب ، بیروت دار صادر للطباعة والنشر،ص346
8-                                              خلود مراد(2001) : أسالیب التقییم لدى معلمی ومعلمات الحلقة الأولى من التعلیم الابتدائی فی ظل نظام التقییم التربوی ، رسالة ماجستیر غیر  منشورة ، جامعة البحرین.
9-                                              راشد حماد الدوسری ( 2004م ) القیاس والتقویم التربوی الحدیث مبادئ وتطبیقات وقضایا معاصرة . دار الفکر . الأردن
10-                                          سلیمان حماد الحوامدة(2002):منهج التقویم فی القرءان الکریم،رسالة دکتوراة منشورة،جامعة کراتشی-قسم الدراسات الاسلامیة،باکستان ،ص4
11-                                          صلاح الدین محمود علام (2004م). التقویم التربوی البدیل: أسسه النظریة والمنهجیة وتطبیقاته المیدانیة. القاهرة، دار الفکر العربی.
12-                                          صحبی ابو جلالة ومحمد علیمات (1421 هـ ) أسالیب التدریس العامة المعاصرة . مکتبة الفلاح . الکویت .
13-                                          غسان قطیط . ( 1430 هـ) حوسبة التقویم الصفی . دار الثقافة . الأردن
14-                                          فخری رشید(2005):التقویم التربوی،دبی،دار القلم للنشر والتوزیع،ص139
15-                                          کمال الدین محمد وحسن جعفر(2011):التقویم التربوی –مفهومه- أسالیبه- مجالاته وتوجهاته الحدیثة،ط3،الریاض،مکتبة الرشد،ص118
16-                                          ماهر اسماعیل ومحب محمود(2005):التقویم التربوی –أسسه وإجراءاته،ط4 ، مکتبة الرشد،ص 18
17-                                          محمد الناصر، (2003) : أثر استخدام المعلم لأدوات التقییم الحقیقی فی رفع مستوى تعلم مهارات الکتابة لتلامیذ الصف الرابع الابتدائی بنین بمدارس المملکة العربیة السعودیة، رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة البحرین.
18-                                          محمد مدبولی ( 2004) . تطویر مساق الأصول الفلسفیة للتربیة فی ضوء فلسفة التقییم المستند إلى الأداء ، دراسة تطبیقیة  ، دراسات تربویة واجتماعیة کلیة التربیة جامعة حلوان ، المجلد العاشر ، العدد الأول . مصر
19-                                          محمد مصطفى العبسی (2010) التقویم الواقعی فی العملیة التدریسیة . دار المسیرة
20-                                          محمود عبد الحلیم و سهیر کامل (2013):مناهج البحث فی التربیة وعلم النفس،دار الزهراء ،الریاض
21-                                          معتز احمد و برهان بلعاوی (2007م ) فن التدریس وطرائقه العامة . دار حنین ومکتبة الفلاح . الکویت .
22-                                          مهیدات ، عبد الحکیم علی و المحاسنة، إبراهیم محمد  ( 2009م ) التقویم الواقعی ، دار جریر للنشر والتوزیع . الأردن .
23   -       Andrade, Heidi. et al..(2009),“ Rubric-Referenced Self-Assessment and Self-Efficacy for writing”,The Journal of Educational Research, 102(4) 287-304.
24   -  Brualdi, A. (1998) implementing performance assessment in the classroom.  Pratical research and evaluation 6
25  -Ewell, P. (2005). Applying learning outcomes concepts to higher education:
An overview. Paper prepared for the Hong Kong University Grants Committee,
26  -Mcdonald , B. & Boud, D..(2003), The Impact of Self-Assessment on Achievement: The Effect of Self Assessment Training on Performance in External Examinations Assessment
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المواقع الألکترونیة :
27-                                          تفسیر القرءان الکریم مشروع المصحف الالکترونی بجامعة الملک سعود-موقع : http://quran.ksu.edu.sa/index.php#aya=67_1
28-                                          الأحادیث النبویة الشریفة- موقع
29-                                          سنن ابی  داؤود :کتاب الصلاة-باب متى یؤمر الغلام بالصلاةسالیبهأ (2/401)-الموقع: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=164345
30-                                          صحیح مسلم:کتاب المساجد ومواضع الصلاة(71/6671)ص 463http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&id=178255
31- صحیح البخاری:کتاب بدء الوحی –جزء (1) ص3 http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&id=178255
32-  بن رجب الحنبلی -جامع العلوم والحکم-کتاب مسألة الجزء الاول-الحدیث الحادی والعشرون –ص506http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=113&idto=115&bk_no=81&ID=23#docu
33-     صحیح البخاری—کتاب الاطعمة- باب التسمیة /5063 موقع http://www.al-islam.com/Page.aspx?pageid=695&BookID
-34-   بن رجب الحنبلی - جامع العلوم والحکم-الجزء الاول حدیث 19 –ص 459 –موقع:
islam.com/Page.aspx?pageid=695&BookID
36-عبد الحفیظ سعید(1430):الاتجاهات الحدیثة فی تقویم الطلاب من منظور الجودة،المجلة العربیة للدراسات الامنیة-المجلد 25 - موقع: http://uqu.edu.sa/files2/tiny_mce/plugins/filemanager/files/4300110/em_dar_49_5.pdf
37-                                          محمد عبد الوهاب واحمد صومان (2012): مدى استخدام معلمی المدارس الحکومیة الاردنیة للتقویم الواقعی واتجاهاتهم نحوه ومعوقات استخدامه، مجلة جامعة الخلیل للبحوث، مجلد 7، العدد 1،ص283- 265- الموقع: