فاعلية برنامج إرشادي تکاملي لتنمية الصلابة النفسية واثره على رفع مستوى الرضا عن الحياة لدى عينة من مدمني المخدرات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

تخصص علم النفس الجنائي – قسم علم النفس کلية العلوم الاجتماعية والإدارية – جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية

المستخلص

يعتبر إدمان المخدرات من أعقد القضايا التي تواجه المجتمعات في الوقت الحاضر. ولا يکاد ينجو مجتمع حضاري من الوقوع في براثن هذه الآفة الفتاکة ذات الأبعاد السلبية المختلفة فهي تمس المجتمع في أمنه وفي اقتصاده؛ بل إن آثارها السلبية وأضرارها الجسيمة تنفذ بعواقبها إلى کل فئات المجتمع وتنعکس عليه ليس في الحاضر فحسب بل تهدد مستقبله.
وتتعرض الکتابات في مجال التخصص بالتناول المفصل أحياناً والمقتضب أحياناً أخرى للاضطرابات النفسية، والمشکلات الاجتماعية المترتبة على تعاطي المواد المخدرة بجميع أنواعها. حيث إن هناک ما يقارب 26 اضطراباً جسميًّا ومن أمثلتها: "الاختلالات البدنية وإصابات الجهاز التنفسي واضطراب وظائف الکبد والفشل الکلوي واضطرابات الجهاز الدوري القلبي والجهاز الدوري الدماغي ونقصان وزن الجسم وارتعاش الأطراف". کما يوجد 35 اضطراباً نفسيًّا ومن أمثلتها: "حالات الخلط الذهني والتسممي والتفکير الاضطهادي والتدهور العقلي والنوبات الذهانية الحادة والاکتئاب والهلاوس واضطراب النوم بالإضافة إلى 55 إشکالا اجتماعيًّا ومن أمثلتها الانزلاق نحو زيادة الإقبال على المخدرات وکثرة النزاعات الشخصية والانسحاب الاجتماعي وتدهور الشعور بالمسؤولية وسوء التوافق الاجتماعي، والتدهور في مستوى الأداء في العمل وارتفاع احتمالات البطالة وقصور في الدافعية وتدهور الإنتاجية کمًّا وکيفًّا والتسرب الدراسي والانهيار الأسري وارتفاع معدلات الهجرة والطلاق وارتفاع معدلات الجريمة والعنف والسرقة والتزوير والاغتصاب والقتل. (سويف، 2000م، ص 25).
          ومن عرض لهذه الحقائق ندرک مدى خطورة إدمان المخدرات وأن أي تهاون في إيجاد الحلول وتأخير برامج العلاج سيکون سبباً رئيسيًّا في تفاقم خطرها وصعوبة علاجها.
          وعند النظر إلى الظواهر السلبية لتعاطي المخدرات فإن "المتعاطي ينتهي غالباً بالإدمان عليها وإذا سلم من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإنه يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الأعصاب وفي هذا الصدد تؤکد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الکبدي الخطر وغيره من الأمراض الفتاکة بتعاطي المخدرات والإدمان عليها"(الجريوي، 2001م، ص1- 2).
          وتزداد أهمية الصلابة النفسية في أنها توضح الأسباب التي تؤدي إلى اختلاف تصرفات الأفراد تجاه الموقف أو الحدث الضاغط الواحد، وبالتالي فهي ذات دور مهم في علاج أنواع السلوک المنحرف والوقاية منه، بل إن معرفتها ومعرفة طرق ووسائل تنميتها مهمة وضرورية لکل من تخصص في العلاج والإشراف على جماعة من الجماعات بالتوجيه والعمل على تحفيزها من أجل تحقيق أهداف محددة، فکثيراً ما يکون الاتجاه نحو الإدمان لدى بعض المرضى ليس لأسباب تعود إلى الرغبة في ذلک بل يکون راجعاً لعدم توافر الصلابة النفسية الکافية المقاومة للضغوط النفسية. هذا فضلاً عن أن دراسة الصلابة النفسية لا تقتصر أهميتها على النواحي العملية فهي وثيقة الصلة بجميع موضوعات علم النفس حيث لا بد من فهم الصلابة النفسية لتفسير أي سلوک إذ لا سلوک يسلک دون أن يکون للصلابة النفسية               دور فيه .
          الأمر الذي يتطلب إعداد برامج متخصصة في تنمية الصلابة النفسية تتناسب ووضع المدمنين وتراعي کل المتغيرات والظروف الخاصة لطبيعة الإدمان . فالصلابة النفسية هي إحدى القوى المهمة في نظام بناء الشخصة ومقاومة الضغوط .

الموضوعات الرئيسية


 

              کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

فاعلیة برنامج إرشادی تکاملی لتنمیة الصلابة النفسیة واثره على رفع مستوى الرضا عن الحیاة لدى عینة من مدمنی المخدرات

 

إعــــداد

د / محمد رشید صالح صیدم

تخصص علم النفس الجنائی – قسم علم النفس

کلیة العلوم الاجتماعیة والإداریة – جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة

 

 

 

 

}       المجلد الحادی والثلاثین– العدد الخامس  – جزء ثانی  – أکتوبر2015م  {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

 

الفصل الأول : مشکلة الدراسة وأبعادها

أولاً : مقدمة الدراسة :

          یعتبر إدمان المخدرات من أعقد القضایا التی تواجه المجتمعات فی الوقت الحاضر. ولا یکاد ینجو مجتمع حضاری من الوقوع فی براثن هذه الآفة الفتاکة ذات الأبعاد السلبیة المختلفة فهی تمس المجتمع فی أمنه وفی اقتصاده؛ بل إن آثارها السلبیة وأضرارها الجسیمة تنفذ بعواقبها إلى کل فئات المجتمع وتنعکس علیه لیس فی الحاضر فحسب بل تهدد مستقبله.

وتتعرض الکتابات فی مجال التخصص بالتناول المفصل أحیاناً والمقتضب أحیاناً أخرى للاضطرابات النفسیة، والمشکلات الاجتماعیة المترتبة على تعاطی المواد المخدرة بجمیع أنواعها. حیث إن هناک ما یقارب 26 اضطراباً جسمیًّا ومن أمثلتها: "الاختلالات البدنیة وإصابات الجهاز التنفسی واضطراب وظائف الکبد والفشل الکلوی واضطرابات الجهاز الدوری القلبی والجهاز الدوری الدماغی ونقصان وزن الجسم وارتعاش الأطراف". کما یوجد 35 اضطراباً نفسیًّا ومن أمثلتها: "حالات الخلط الذهنی والتسممی والتفکیر الاضطهادی والتدهور العقلی والنوبات الذهانیة الحادة والاکتئاب والهلاوس واضطراب النوم بالإضافة إلى 55 إشکالا اجتماعیًّا ومن أمثلتها الانزلاق نحو زیادة الإقبال على المخدرات وکثرة النزاعات الشخصیة والانسحاب الاجتماعی وتدهور الشعور بالمسؤولیة وسوء التوافق الاجتماعی، والتدهور فی مستوى الأداء فی العمل وارتفاع احتمالات البطالة وقصور فی الدافعیة وتدهور الإنتاجیة کمًّا وکیفًّا والتسرب الدراسی والانهیار الأسری وارتفاع معدلات الهجرة والطلاق وارتفاع معدلات الجریمة والعنف والسرقة والتزویر والاغتصاب والقتل. (سویف، 2000م، ص 25).

          ومن عرض لهذه الحقائق ندرک مدى خطورة إدمان المخدرات وأن أی تهاون فی إیجاد الحلول وتأخیر برامج العلاج سیکون سبباً رئیسیًّا فی تفاقم خطرها وصعوبة علاجها.

          وعند النظر إلى الظواهر السلبیة لتعاطی المخدرات فإن "المتعاطی ینتهی غالباً بالإدمان علیها وإذا سلم من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثیر للسموم ونحوها فإنه یعیش ذلیلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الأعصاب وفی هذا الصدد تؤکد الفحوص الطبیة لملفات المدمنین العلاجیة أو المرفقة فی قضایا المقبوض علیهم التلازم بین داء فیروس الوباء الکبدی الخطر وغیره من الأمراض الفتاکة بتعاطی المخدرات والإدمان علیها"(الجریوی، 2001م، ص1- 2).

          وتزداد أهمیة الصلابة النفسیة فی أنها توضح الأسباب التی تؤدی إلى اختلاف تصرفات الأفراد تجاه الموقف أو الحدث الضاغط الواحد، وبالتالی فهی ذات دور مهم فی علاج أنواع السلوک المنحرف والوقایة منه، بل إن معرفتها ومعرفة طرق ووسائل تنمیتها مهمة وضروریة لکل من تخصص فی العلاج والإشراف على جماعة من الجماعات بالتوجیه والعمل على تحفیزها من أجل تحقیق أهداف محددة، فکثیراً ما یکون الاتجاه نحو الإدمان لدى بعض المرضى لیس لأسباب تعود إلى الرغبة فی ذلک بل یکون راجعاً لعدم توافر الصلابة النفسیة الکافیة المقاومة للضغوط النفسیة. هذا فضلاً عن أن دراسة الصلابة النفسیة لا تقتصر أهمیتها على النواحی العملیة فهی وثیقة الصلة بجمیع موضوعات علم النفس حیث لا بد من فهم الصلابة النفسیة لتفسیر أی سلوک إذ لا سلوک یسلک دون أن یکون للصلابة النفسیة               دور فیه .

          الأمر الذی یتطلب إعداد برامج متخصصة فی تنمیة الصلابة النفسیة تتناسب ووضع المدمنین وتراعی کل المتغیرات والظروف الخاصة لطبیعة الإدمان . فالصلابة النفسیة هی إحدى القوى المهمة فی نظام بناء الشخصة ومقاومة الضغوط .

ثانیاً : مشکلة الدراسة :

من عوامل مقاومة الضغوط النفسیة تمتع النفس البشریة بقدر کاف من الصلابة النفسیة التی بلاشک تحتاج کغیرها من الخصائص والسمات الشخصیة إلى دراسة وتحلیل تساعدان فی إیجاد البرامج والطرق التی تؤدی إلى دعمها وتقویتها کی تصل إلى درجة من القوة تؤهلها لمواجهة أحداث الحیاة وتعقیداتها خصوصاً لدى من یحاولون الانسحاب منها بطرق انهزامیة کما هو الحال لدى مدمنی المخدرات. وعلیه فإن مشکلة هذه الدراسة هی:              " کیفیة تفعیل الجوانب الأیجابیة لشخصیة المدمن بغیة تنمیة الصلابة النفسیة لدی مدمنی المخدرات لرفع مستوى رضاه عن حیاته " .

 

 

ثالثاً : تساؤلات الدراسة :      

سعت الدراسة إلى الإجابة على السؤال الرئیسی من خلال الأسئلة الفرعیة التالیة :

1ـ هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی القیاس القبلی بین المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة فی کل من الصلابة النفسیة والرضا عن الحیاة ؟

2ـ     هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی القیاس البعدی بین المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة فی کل من الصلابة النفسیة والرضا عن الحیاة ؟

3ـ     هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی والقیاس البعدی لدى المجموعة التجریبیة فی الصلابة النفسیة والرضا عن الحیاة لصالح القیاس البعدی؟

4ـ     هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی والقیاس البعدی لدى المجموعة الضابطة فی الصلابة النفسیة والرضا عن الحیاة ؟

رابعاً : أهداف الدراسة : تهدف هذه الدراسة إلى ما یلی :

  1. معرفة مدى فاعلیة برنامج إرشادی فی تنمیة الصلابة النفسیة لدى مدمنی المخدرات .
  2. تصمیم برنامج إرشادی نفسی یتم من خلاله توظیف استراتیجیات نظریات العلاج النفسی المعرفی السلوکی المختلفة فی تنمیة الصلابة النفسیة لدى مدمنی المخدرات من مرضى قسم الإدمان بمستشفى الأمل للصحة النفسیة بمدینة الریاض.

خامساً : أهمیة الدراسة :  تکمن أهمیة هذه الدراسة فیما یلی :

من الناحیة النظریة : فی کونها تلقی مزیداً من الضوء على مفهوم الصلابة النفسیة الذی قد یعانی من نقصها مدمنو المخدرات. ولقلة الدراسات التی تناولت جانب الصلابة النفسیة وخصوصاً لدى مدمنی المخدرات على المستوى العربی بشکل عام وعلى مستوى المملکة العربیة السعودیة بشکل خاص فإن هذه الدراسة تسعى إلى إضافة شیء من الأطر النظریة فیما یتعلق بالصلابة النفسیة وکیفیة تنمیتها لمواجهة الضغوط النفسیة والاستفادة منها فی مجال الوقایة والعلاج من الإدمان على المخدرات.

من الناحیة التطبیقیة : فإن هذه الدراسة تقدم برنامجاً إرشادیًّا نفسیًّا، وتقییس فاعلیته العیادیة التطبیقیة، وفی حال ثبوت فاعلیته فإنه یمکن توظیف هذا البرنامج وتعمیم استخدامه فی المجمعات والمراکز النفسیة وعیادات علاج الإدمان کواحد من البرامج المستخدمة ضمن الخدمات العلاجیة النفسیة والاجتماعیة المقدمة للمدمنین.

سادساً : حدود الدراسة :

الحدود الموضوعیة : اقتصر هذا البحث على دراسة فاعلیة برنامج إرشادی لتنمیة الصلابة النفسیة لدى مدمنی المخدرات.

     الحدود البشریة : جمیع النزلاء المرضى الذین تنطبق علیهم شروط العینة فی قسم الإدمان بمستشفى الأمل للصحة النفسیة بمدینة الریاض.

الحدود الزمانیة : أجرى الباحث الدراسة خلال شهر جمادى الأول من العام 1433هـ.

الحدود المکانیة : المبنى رقم10والمبنى رقم 9 فی قسم الإدمان بمستشفى الأمل للصحة النفسیة بمدینة الریاض.

سابعاً : مفاهیم ومصطلحات الدراسة :

1ـ الفاعلیة (Effectiveness):عرفت الفاعلیة بأنها عبارة عن: "القدرة على تحقیق النتیجة الإیجابیة المقصودة حسب المعاییر المحددة مسبقاً، حیث ترتفع درجة الکفایة عندما یتم تحقیق النتیجة بشکل کامل" (الشبانات،1996م، ص 15).

         کما یمکن تعریف الفاعلیة إجرائیًّا: بأنها الأثر الذی یترکه البرنامج الإرشادی المصمم من قبل الباحث وذلک بتحقیق درجة أفضل فی القیاس البعدی من تلک الدرجة التی حققها المفحوص نفسه فی القیاس القبلی على مقیاس الصلابة النفسیة بعد تطبیق البرنامج الإرشادی المقترح لتنمیة الصلابة النفسیة لمقاومة الإدمان والعود للتعاطی لدى عینة من مدمنی المخدرات.

2ـ الصلابة النفسیة Psychological Hardiness: عرفهامخیمر (1996م) بأنها أحد خصائص الشخصیة الإیجابیة التی تؤدی إلى المحافظة على سلامة الأداء النفسی والجسمی فی حالة التعرض للضغوط والمواقف الضاغطة.

         وعرفها فلورین وآخرون (Florian, et. al., 1995) بأنها: "متغیر داخلی یعدل أو یخفف (Buffer or Moderate) من تأثیر الضغوط على الصحة الجسمیة والنفسیة.

         أما التعریف الإجرائی للصلابة النفسیة فی هذه الدراسة هو: "تلک الدرجة التی سیحصل علیها المفحوص باستخدام استبیان الصلابة النفسیة سواء کان هذا الفحص قبل تطبیق البرنامج الإرشادی النفسی المستخدم فی هذه الدراسة أو بعدها".

3ـ المخدرات (Drugs) : الخدر هو: فقد الإحساس وضعف الوعی، وقد یکون عامًّا فیشمل جمیع أجزاء الجسم وقد یکون جزئیًّا أو موضعیًّا، فینحصر فی عضو معین من جسم الإنسان، ولفظ الخدر هو أصل اشتقاق المخدرات (وزارة الداخلیة، 1405هـ).

4ـ الإدمان (Addiction) : إدمان المخدرات أو الکحولیات ویقصد به التعاطی المتکرر لمادة نفسیة، أو لمواد نفسیة لدرجة أن المتعاطی ویقال له المدمن یکشف عن انشغال شدید بالتعاطی کما یکشف عن عجز أو رفض للانقطاع أو لتعدیل تعاطیه، وکثیراً ما تظهر علیه أعراض الانسحاب إذا ما انقطع عن التعاطی، وتصبح حیاة المدمن تحت سیطرة التعاطی إلى درجة تصل إلى استبعاد أی نشاط آخر .  

          ویمکن تعریف المدمن إجرائیًّا فی هذه الدراسة بأنه: "أحد مرضى قسم الإدمان بمستشفى الأمل بالریاض أثناء فترة تطبیق الدراسة وأنه من مدمنی الحشیش أو الإمفیتامینات أو الکحول أو نوعین مجتمعین منهما أو جمیعها".

5ـ العلاج النفسی (Psychotherapy) : وردت تعاریف عدیدة للعلاج النفسی فقد عرفه عقل فی معجم علم النفس بأنه فرع من العلوم الطبیة أو الطبیة النفسیة یستهدف علاج الأمراض أو الوقایة منها (عاقل، 1979م، ص 115).

          کما عرفته سری بأنه: "نوع من العلاج المتخصص تستخدم فیه طرق وأسالیب نفسیة لعلاج المشکلات أو الاضطرابات أو الأمراض نفسیة المنشأ، بهدف حل المشکلات وإزالة الأعراض والشفاء من المرض، ونمو الشخصیة، وتحقیق أفضل مستوى ممکن من التوافق النفسی، والتمتع بالصحة النفسیة" (سری، 1990م، ص 90).

6ـ البرنامج الإرشادی (Counseling Program) : یعرفه زهران بأنه: "برنامج مخطط ومنظم فی ضوء أسس علمیة لتقدیم الخدمات الإرشادیة المباشرة وغیر المباشرة فردیًّا وجماعیًّا لجمیع من تضمهم المؤسسة بهدف مساعدتهم فی تحقیق النمو السوی والقیام بالاختیار الواعی المتعقل ولتحقیق التوافق النفسی داخل المؤسسة وخارجها، ویقوم بتخطیطه وتنفیذه وتقییمه لجنة وفریق من المسئولین المؤهلین" (زهران، 1977م: 439)

          ویعرفه الباحث إجرائیًّا بأنه: مجموعة الجلسات المخططة والمنظمة التی استمدها الباحث من الأسس العلمیة وتوجیه وتقویم فریق من المختصین المؤهلین فی مجال الإرشاد النفسی وذلک لتقدیم برنامجا بجلسات تعتمد على العلاج المعرفی السلوکی المباشر وغیر المباشر فردیا وجماعیا لجمیع أفراد المجموعة التجریبیة بهدف مساعدتهم فی تنمیة الصلابة النفسیة بأبعادها الثلاثة (الالتزام والتحکم والتحدی).

الفصل الثانی : الخلفیة النظریة للدراسة

أولاً: الإطار النظـری . 

أ: الصلابة النفسیة :

  1. مفهوم الصلابة النفسیة: نشأ مفهوم الصلابـة النفسیــة على ید الأمریکیة سوزان کوباز (Suzanne Kobasa) أثناء اعدادها لرسالة الدکتوراه تحت إشراف استاذها سالفاتور مادی (Maddi) بجامعة شیکاغو بالولایات المتحدة الأمریکیة والتی انتهت منها سنة 1977م.

          ورغم وجود بدایات مبکرة سبقت کوبازا فی الإشارة إلى المتغیرات النفسیة والاجتماعیة التی تخفف من حدة وقع الضغوط، إلا أن رسالتها للدکتوراه وأبحاثها التی تلت ذلک (Kobasa,1979,1982,1983,1985)، وکذلک أبحاث أستاذها مادی قد                   أحدثت تحولات کبیرة فی دراسة الضغوط النفسیة لدرجة أن بعض العلماء کالعالم بینز(Pines, 1995, p171-187) اعتبر أن أبحاث کوبازا ومادی علامة فارقة فی تاریخ دراسة الضغوط النفسیة، فقبل نشر أبحاث کوبازا واستاذها مادی کانت الأبحاث تهتم فقط بالعلاقة بین الضغوط والأمراض Stress illness حیث استخدمت معظم الأبحاث مقیاس هولمز وراه Holmes and Rahe لقیاس أحداث الحیاة الضاغطة ودرسوا العلاقة بین إدراک هذه الأحداث وبین الأعراض المرضیة الجسمیة والنفسیة (قلق، اکتئاب، أمراض سیکوسوماتیة... إلخ)، وکان التساؤل الرئیسی لکوبازا على عکس من سبقها: لماذا لا یمرض بعض الناس رغم تعرضهم للضغوط ؟ أو ماهیة الأسباب النفسیة والاجتماعیة التی تکمن خلف احتفاظ بعض الأشخاص بصحتهم الجسمیة والنفسیة رغم تعرضهم للضغوط؟

          فکل الناس یتعرضون للضغوط النفسیة ولکن بعضهم فقط من یتأثر ویمرض ومعظمهم یقاوم الضغوط، ومن ثم فمن یقاوم الضغوط هم الأکثریة وهم الذین یجب أن نرکز علیهم لمعرفة المتغیرات النفسیة والاجتماعیة التی تساعدهم على مواجهة الضغوط بکفاءة وعدم الوقوع فی الأمراض النفسیة الجسمیة (مخیمر، 2011م، ص 12).

          وأطلقت کوبازا على مجموعة الخصائص التی تمیز الأشخاص الذین یقاومون الضغوط Stress- Resistent people مصطلح الصلابة النفسیة Psychlogical Hardness، ولم تغفل أو تتجاهل کوبازا دور المتغیرات الأخرى التی تساعد على مقاومة الضغوط مثل الوراثة الجیدة، التدین، المساندة النفسیة والاجتماعیة، الدخل المرتفع، الوظیفة، الرعایة الطبیة الجیدة ونظام التأمین، اللیاقة والصحة الجسمیة، روح الدعابة                   (Kobasa, 1982, pp: 168-177).

          وهؤلاء الأشخاص الذین یتسمون بالصلابة النفسیة لدیهم القدرة على التحکم ولدیهم التزام تجاه القیم والأخلاق ولدیهم القدرة على التحدی واعتبار أن التغیر لیس تهدیدا لهم بقدر ما هو اختبار لقوتهم وصلابتهم.

وتشیر کوبازا (Kobass, 1979, 1982, Kobase et al.,1982, Kobasa & Puccetti, Pines, 1976) فی عرضها لمفهوم الصلابة النفسیة Psychological Hardiness أنها قد تأثرت کثیراً بعلماء النفس الإنسانیین وعلى رأسهم ماسلو وروجرز الذان أکدا أن هناک بعض الأشخاص یستطیعون تحقیق ذواتهم وإمکاناتهم الکامنة رغم تعرضهم للضغوط والإحباطات وبالتالی فإن مجال الدراسة یجب أن یرکز على الأشخاص الأسویاء الذین یشعرون بقیمتهم ویحققون ذواتهم ولیس المرضى، کما تأثرت کوبازا أیضا بأعمال فرانکل Frankel التی أشار فیها إلى أن وجود معنى أو هدف فی حیاة الفرد یجلعه یتحمل الإحباطات والضغوط – فالحیاة معاناة والمهم أن نجد معنى لهذه المعاناة – کما تأثرت کوبازا أیضاً بالمنظور المعرفی للازاروس (Lazarus, 1966) الذی أشار فیه إلى أن تقییم الفرد المعرفی Cognitive Appraisal لخصائصه النفسیة کالصلابة مثلاً تؤثر فی تقییمه المعرفی للحدث الضاغط ذاته وما ینطوی علیه من تهدید لأمنه وصحته النفسیة وتقدیره لذاته، کما یؤثر أیضاً التقییم المعرفی لخصائص الفرد النفسیة فی تقییمه لأسالیب مواجهة الضغوط (مواجهة المشکلات، الهروب، التجنب، تحمل المسئولیة، البحث عن المساندة الاجتماعیة). ومن خلال تأثر کوبازا بکل من سبق فقد استهدفت من سلسلة دراساتها معرفة المتغیرات النفسیة والاجتماعیة التی تکمن وراء احتفاظ الأشخاص بصحتهم الجسمیة والنفسیة رغم تعرضهم للضغوط (مخیمر، 2011م: 13).

  1. خصائص ذوی الصلابة النفسیة المرتفعة :  توصلت کوبازا من سلسلة دراساتها المتعددة (1979م، 1982م، 1983م) وکذلک مادی وآخرون (1998م) إلى أن أهم خصائص ذوی الصلابة النفسیة المرتفعة The Hardy Pesonality هی:
  • §         وجود نظام قیمی ودینی لدیهم یقیهم من الوقوع فی الانحراف أو الأمراض أو الإدمان.
  • §         وجود أهداف فی حیاتهم ومعانی یتمسکون بها ویرتبطون بها.
  • §         الالتزام والمساندة للآخرین عند الحاجة.
  • §         المبادأة والنشاط.
  • §         المثابرة وبذل الجهد والقدرة على التحمل والعمل تحت الضغوط .
  1. خصائص ذوی الصلابة النفسیة المنخفضة : تتمثل خصال ذوی الصلابة النفسیة المنخفضة فی اتصافهم بعدم الشعور بهدف واضح أو محدد لأنفسهم ولا معنى لحیاتهم ولا یتفاعلون مع بیئتهم بإیجابیة، ویتوقعون التهدید المستمر والضعف فی مواجهة الأحداث الضاغطة المتغیرة، ویفضلون ثبات الأحداث الحیاتیة، ولیس لدیهم أی اعتقاد بضرورة التجدید والارتقاء، کما أنهم سلبیون فی تفاعلهم مع بیئتهم، وعاجزون عن تحمل الأثر السیئ للأحداث الضاغطة (مخیمر، 2011م، ص 20).

 

  1. التنشئة الاجتماعیة للأفراد الذین یتسمون بالصلابة النفسیة :  وعن نشأة الصلابة النفسیة تبین للباحث عماد مخیمر (1996م) فی دراسة قام بها أن العلاقة التی تتسم بالدفء بین الطفل ووالدیه تمثل أهم سند اجتماعی له وتجعله أکثر شعورا بالفاعلیة عند مواجهة الضغوط، فإدراک الأبناء للدفء، أی اعتقادهم أنهم محبوبون، إذا اقترن هذا الاعتقاد بإعطائهم قدراً معقولا من الحریة فی اتخاذ القرارات فإن هذا یزید من شعورهم بالثقة والکفایة ویجعلهم أکثر قدرة على المثابرة والتحدی، ما یجعلهم یعتقدون أن الضغوط التی تواجههم لیست تهدیدا لهم بقدر ماهی اختبار لمدى صلابتهم النفسیة وقدرتهم على التحدی، فالدفء المدرک یجعلهم یکونون صیغة إیجابیة عن الذات والعالم والمستقبل، وهذه الصیغة تتضمن إدراکهم لکفایتهم وفعالیتهم ما یجعلهم یعتقدون أن بإمکانهم مواجهة المشکلات والأزمات بنجاح – أما الرفض الوالدی وخاصة الإهمال فإنه یؤثر على صلابة الفرد ویقلل من قدرته على التحکم والتحدی، حیث إن خبرات الرفض التی تتضمن (العداء والعدوان، والإهمال واللامبالاة، والرفض غیر المحدد تجعل الطفل یشعر بعدم الأمن وعدم القیمة وعدم الکفایة، ما قد یجعله یکون صیغة سلبیة إجمالیة عن ذاته فیشعر بعدم الفاعلیة، کما أنه یحرف الخبرات التی ترد إلیه فی اتجاه توقع الفشل وتوقع الشر والخطر، فبدلاً من المبادأة واقتحام المشکلات لحلها یظل الفرد یستشعر خطرا مستمرا ما یجعله یبالغ فی تقییم الأحداث التی یمر بها، وفی نفس الوقت یقلل من قدرته على مواجهتها ما یزید من شعوره بالعجز وعدم القیمة. وقد انتهت کوبازا من سلسلة دراساتها إلى أن الدراسة فی مجال الضغوط یجب أن تتجاوز مجرد دراسة العلاقة بین الضغوط والأمراض إلى دراسة وتقویة متغیرات المقاومة (کالصلابة النفسیة أو الفاعلیة الذاتیة أو المساندة الاجتماعیة)، حیث إن تعرضنا للضغوط أمر حتمی لا مفر منه بل إن الضغوط النفسیة قد تکون فرصة للنمو النفسی ولاختبار مدى فاعلیة الفرد وقدرته على استخدام مصادره النفسیة والاجتماعیة کی یدرک ویفسر ویواجه بفاعلیة الأحداث الضاغطة. (مخیمر، 1996م، ص 275-299).

 

 

ثانیاً : بعض المفاهیم ذات العلاقة بالصلابة النفسیة :

  1. الضغوط النفسیة : 

أ‌-    مفهوم الضغط النفسی :  مازال مفهوم الضغط النفسی من أکثر المفاهیم غموضاً، وهناک صعوبة فی تحدید تعریفه ودراسته بشکل دقیق؛ وذلک لارتباطه بعدة مفاهیم متقاربة من حیث المعنى، وارتباطه کذلک باتجاهات نظریة مختلفة. ولم یتوصل العلماء والباحثون إلى اتفاق محدد حول معنى الضغط النفسی، إذ مازال هذا المصطلح غامضا ویحتاج إلى مزید من البحث والدقة والتحدید. جمیعنا بلا استثناء نتعرض یومیًّا لمصادر متنوعة من الضغوط الخارجیة بما فیها ضغوط العمل والدراسة والضغوط الأسریة وضغوط تربیة الأطفال ومعالجة مشکلات الصحة والأمور المالیة وتکاثر الأعباء الاجتماعیة أو الانتقال لبیئة جدیدة والعجز عن تنظیم الوقت أو السفر والصراعات الأسریة وتکاثر الأعمال المطلوب إنجازها والأزمات المختلفة التی قد نتعرض لها على نحو متوقع أو غیر متوقع. کما نتعرض یومیًّا للضغوط ذات المصادر الخارجیة کالمضاعفات المرضیة وأنواع الأدویة والعقاقیر التی نتعاطاها والقلق النفسی والاکتئاب والآثار العضویة الصحیة السلبیة التی تنتج عن أخطائنا السلوکیة فی نظام الأکل والنوم والتعرض للملوثات البیئیة.

          ویشیر کانون Cannon إلى أن حدوث الضغط النفسی یؤدی إلى حالة انعدام توازن الکائن الحی بشکل أکبر فی الحدود الطبیعیة، إذ حال إدراک الکائن الحی للمهدد یستثار الجسم ویحفز بواسطة الجهاز العصبی السمبتاوی والغدد الصماء حیث تحدث مضاعفات وآثار فسیولوجیة، وتعتبر الاستجابة التکیفیة سریعة نحو التهدید وتحث الجسم على مهاجمة الموقف المسبب للضغط أو الهرب، وقد یکون الضغط النفسی سبباً فی حدوث مشکلات صحیة نتیجة الخلل فی الوظائف الفسیولوجیة والانفعالیة وأحیاناً قد تؤدی إلى الوفاة .

ویرى کانون بأن البیئة لها أثر فی طبیعة أو ردود الفعل الجسدیة والنفسیة لأی خطر أو خوف یتعرض له الفرد (الغریر وأبو أسعد، 2009م، ص 22) .

وعموماً لا یمکن القول إن شخصاً یعانی من ضغوط ما، ما لم یکن هناک مصدر لهذه الضغوط واستجابات من جانب الفرد وبدون هذین العاملین لا یکون هناک موقف ضاغط. کما أن الآثار السلبیة للضغط النفسی تتمثل فی حالة الاحتراق النفسی الشدید والشعور بالضیق والمشاعر غیر السارة واللامبالاة وقلة الدافعیة للعمل.

إذاً فالضغط هو: "عبارة عن شدة أو صعوبة جسدیة أو عقلیة أو انفعالیة تحدث بسبب مطالب أو ضغوطات بیئیة أو موقفیة أو شخصیة مثل أن یتوتر الفرد عندما یتأخر عن عمله بسبب أزمة سیر وهو قلق لأنه تأخر عن اجتماع هام، وهناک ضغوطات تبقى فترة طویلة وتتضمن معاناة أکبر مثل أن یمرض أحد أفراد الأسرة مرضاً عضالاً أو أن یتعرض جندی لفترات طویلة من القتال فی الحرب، وعموما یحدث الضغط أکثر عندما تحدث الأحداث فجأة.  (الغریر وأبو أسعد، 2009: 25).

ب: آثار ومظاهر الضغوط النفسیة : للضغوط النفسیة آثار سلبیة ومدمرة أحیاناً ومهددة لحیاة الأفراد وسعادتهم، وترتبط الضغوط النفسیة بالخبرات الحیاتیة المختلفة وطبیعة عمل الأفراد، وتلعب دوراً هاماً وکبیراً فی حدوث ظاهرة الاحتراق النفسی Burnout  والتی تعتبر أخطر الآثار الناجمة عن الضغوط النفسیة، وتصنف آثار الضغوط النفسیة إلى ما یلی:

أولاً : الآثار الجسمیة Physiological Effects وتشمل فقدان الشهیة وارتفاع ضغط الدم وتقرحات الجهاز الهضمی واضطرابات الهضم والإنهاک الجسمی والربو والصداع والحساسیة الجلدیة.

ثانیاً: الآثار الفسیولوجیهPhysicological   وتشمل التعب والإرهاق والملل وانخفاض المیل للعمل والاکتئاب والأرق والقلق وانخفاض تقدیر الذات (Taylor, 1986).

ثالثاً: الآثار الاجتماعیة Social Effects وتشمل إنهاء العلاقات والعزلة والانسحاب وانعدام القدرة على قبول وتحمل المسؤولیة والفشل فی أداء الواجبات الیومیة المعتادة.

رابعاً: الآثار السلوکیة Behavior Effects وتشمل ما أشار إلیه لازاروس (Lazarus, 1966) کالارتجاف وزیادة التقلصات العضلیة واللعثمة فی الکلام وتغیرات فی تعبیرات الوجه والأقدام والأحجام، وکذلک اضطراب عادات النوم ونقص المیول والحماس والشک فی الزملاء کما أشار إلیها الفرماوی 1991م. وقد أوردت مارینا Marina  مجموعة من الآثار الناجمة عن الضغوط النفسیة وتتمثل فی حالات الغضب وعدم القدرة على الترکیز وارتفاع ضغط الدم والنظرة السوداویة للحیاة.

خامساً: الآثار المعرفیة Cognitive Effects وتشمل اضطراب وتدهور الانتباه والترکیز والذاکرة وصعوبة فی التنبؤ وزیادة الأخطاء وسوء التنظیم والتخطیط. (الغریر وأبو أسعد، 2009م، ص 52) .

        کما أن الآثار السلبیة للضغط النفسی تتمثل فی حالة الاحتراق النفسی والتوتر الشدید والشعور بالضیق والمشاعر غیر السارة واللامبالاة وعدم الاکتراث وقلة الدافعیة للإنجاز فی العمل، ویؤدی التعرض المستمر والمتکرر للضغوط النفسیة إلى آثار سلبیة تجعل الفرد عاجز عن اتخاذ القرارات والتفاعل مع الآخرین وظهور اضطرابات سیکوسوماتیة واختلال وظیفی ما یؤدی إلى اعتلال الصحة النفسیة، وهذا یؤدی إلى الإنهاک والاحتراق النفسی الذی یتمثل فی حالات التشاؤم واللامبالاة وقلة الدافعیة وفقدان القدرة على الابتکار والقیام بالواجبات بصورة آلیة تفتقر إلى الاندماج الوجدانی، ما یحدو بالمتعرض لهذه الضغوط إلى اللجوء إلى العزلة والانسحاب من الواقع عن طریق تعاطی العقاقیر المخدرة أملا فی الخروج من سطوة هذه الضغوط.

 وتشیر الدراسات إلى ما یلی :

  • یوجد ضغط إیجابی یحتاجه کل فرد لتحقیق قدر کبیر من النجاح فی الحیاة ویعتبر حافزاً لمواجهة التحدیات الیومیة، ویقود الفرد إلى العمل وتحسین أدائه وتقدیم أفضل ما لدیه، وکمثال على ذلک نجاح بعض الطلبة بتفوق فی الامتحانات ناتج عن ضغوط إیجابیة.
  • إن أسوأ الضغوط التی یتعرض لها الإنسان وأکثرها ارتباطا بالتوتر والاضطراب النفسی هی تلک التی تحدث للفرد المنعزل الفاقد للمساندة الوجدانیة وللصلات والدعم الاجتماعی والمؤازرة.
  • جمیع الدراسات والبحوث تکاد تجزم على أن للضغوط آثاراً نفسیة تتمثل فی الآتی :

    اضطراب إدراک الفرد -  عدم وضوح إدراک الفرد - عدم وضوح مفهوم الذات -  ضعف الذاکرة والتشتت.

  1. الرضا عن الحیاة : أ- تعریف الرضا عن الحیاة : یرى شین وجونسون (Shin & Johnson, 1978) أن الرضا عن الحیاة هو تقدیر عام لنوعیة حیاة الشخص حسب المعاییر التی انتقاها لنفسه. (Shin & Johnson, 1978, pp: 475). کما یرى ریس (Rice, 1980) أن الرضا عن الحیاة یعنی قدرة الفرد على التوافق مع المشکلات التی تواجهه والتی تؤثر على سعادته. وهذا ما یوحی بارتباط الرضا عن الحیاة بالقدرة على مواجهة الضغوط وتنمیة الصلابة النفسیة. (Rice, 1980, pp: 38) .

        وهکذا یمکن القول أن رضا الفرد عن حیاته یعتمد على مقارنة ظروفه أو أحواله بالمستوى الذی یعتقد أنه مناسب له، وهذا المستوى یقرره الفرد لنفسه أی أنه إحساس داخلی بالنسبة للفرد یظهر فی سلوکه واستجاباته، والمقصود بالرضا عن الحیاة: تقییم الفرد لنوعیة الحیاة التی یعیشها طبقاً لنسقه القیمی، ویعتمد هذا التقییم على مقارنة الفرد لظروفه الحیاتیة بالمستوى الأمثل الذی یعتقد أنه مناسب لحیاته وذلک کما یقاس بالمقیاس الخاص بقیاس الرضا عن الحیاة (الدسوقی، 1999م، ص 7)

ب- صفات الرضا عن الحیاة :  یعد موضوع الرضا عن الحیاة من الموضوعات التی یتناولها کل من علم الصحة النفسیة وعلم الأمراض العقلیة على حد سواء باعتباره مؤشراً مهما من مؤشرات الصحة النفسیة السلیمة. إذ أن الرضا عن الحیاة یعنی تحمس الفرد للحیاة والإقبال علیها والرغبة الحقیقیة فی أن یعیشها، ویتضمن هذا المتغیر صفات عدة أهمها:

     ( الاستبشار – التفاؤل - توقع الخیر - الرضا عن النفس وتقبلها - احترام النفس )

        وموضوع الرضا عن الحیاة من الموضوعات التی لفتت أنظار الباحثین فی النصف الثانی من القرن الماضی، وترجع أهمیة هذا الموضوع إلى أن شباب هذا العصر یعانون من الشعور بالإحباط، لذلک أصبح هؤلاء الشباب معرضین بحکم طبیعة الحیاة التی یعیشونها لمعاناة کثیر من صور الاضطراب النفسی، وتبعاً لذلک فقد شاع فی مجال علم النفس فی الآونة الأخیرة استخدام عدید من المصطلحات التی تصف أو تصور حقیقة ما یعیشه الشباب من مشاکل واضطرابات نفسیة وأصبح کل من الإحساس بعدم الرضا عن الحیاة والاکتئاب والشعور بالوحدة النفسیة والغضب ظواهر نفسیة تتطلب مزیداً من جهد الباحثین وتفکیرهم بهدف سبر غورها حتى یتسنى الکشف عن طبیعة کل منها ومسبباته ومصاحبته، وقد لانخطیء عندما نذهب إلى القول بأن الإحساس بعدم الرضا عن الحیاة یمثل واحدة من المشکلات المهمة فی حیاة شباب هذا العصر نظراً لأن هذه المشکلة تعتبر بمثابة نقطة البدایة بالنسبة لکثیر من المشکلات التی تبدد طاقات الشباب وتجعله فریسة للتیارات المغرضة کتیارات العنف والإرهاب وتعاطی المخدرات.

ج : المتغیرات المرتبطة بالرضا عن الحیاة :  یتفق عدد من الباحثین على أن الإحساس بالرضا عن الحیاة یشیر إلى تقییم الفرد لمدى صحته النفسیة وسعادته فی الحیاة استناداً إلى سماته الشخصیة، کذلک أشارت نتائج العدید من الدراسات إلى أن الرضا عن الحیاة یرتبط إیجابیا بتقدیر الفرد لذاته، وأن تقدیر الفرد لذاته أحد أهم العوامل المسئولة عن إحساس الفرد بالرضا عن الحیاة ومن هذه الدراسات دراسة کل من (شمیت وبدیان، 1982م، إیمونز ودینر، 1985م، وینر وآخرون، 1978م ، فیرمونت وآخرون، 1989م، بارکرسون وآخرون، 1990م، لونشون وآخرون، 1991م) .

        هذا وقد أشارت نتائج العدید من الدراسات إلى وجود تأثیر دال لمتغیر الاکتئاب على الإحساس بالرضا عن الحیاة، وأن المستوى المنخفض من الإحساس بالرضا عن الحیاة هو بدایة تعرض الفرد للاکتئاب (سلیجمان، 1973، إیفانز وآخرون، 1984م، هیر وآخرون، 1978م) وهذا یعنی وجود علاقة عکسیة بین الإحساس بالرضا عن الحیاة والاکتئاب بین جمیع الأفراد سواء الأصحاء أو المرضى النفسیین. (الدسوقی، 1999م: 4)

        کما توصل سالوکنجاس وآخرون (Salokangas & Others, 1991) إلى  وجود ارتباط موجب ودال بین الرضا عن الحیاة والصحة النفسیة السلیمة. وأوضحت نتائج دراسة هونج وجیاناکوبلوس (Hong & Giannakopoulos, 1994) وجود علاقة موجبة بین الرضا عن الحیاة وکل من تقدیر الذات والتدین ووجهة الضبط بینما وجدت علاقة سالبة بین الرضا عن الحیاة وکل من سمة الغضب والاکتئاب .

        وقد أوضحت نتائج دراسة (الدسوقی، 1998م) وجود علاقة سالبة ودالة إحصائیًّا بین الرضا عن الحیاة وکل من الشعور بالوحدة النفسیة والاکتئاب والغضب إلى جانب وجود علاقة موجبة ودالة إحصائیًّا بین الرضا عن الحیاة وتقدیر الذات، کذلک أظهرت النتائج عدم وجود فروق بین الجنسین على أبعاد مقیاس الرضا عن الحیاة.

        وهکذا یتضح أن کثیراً من علماء النفس یسلمون بأن الإحساس بعدم الرضا عن الحیاة ذو تأثیر على شخصیة الفرد وتکیفه وعلاقاته داخل المجال الاجتماعی الذی یعیش فیه وهو تأثیر لاینبغی إغفاله أو تجاهله إذا کان یراد للفرد أن یعیش حیاة آمنة ومنتجة، ویؤید ذلک ما ورد لدى هونج وجیاناکوبلوس (1994م) عندما أوضحا أن الإحساس بعدم الرضا عن الحیاة یمثل مشکلة لدى نسبة لا تقل عن (36,3%) من مختلف قطاعات الراشدین.

  1. إدمان المخدرات :  أ: إدمان المخدرات وأهم خصائصه :  ظهرت محاولات عدیدة لتعریف مفهوم الإدمان والمفاهیم الرئیسة المتعلقة به وهذه المحاولات قام بها المهتمون بدراسة تعاطی المخدرات هذا فضلا عن المحاولات التی قامت بها بعض الهیئات العلمیة المحلیة والعالمیة لتعریف الإدمان ووصف طبیعته .

        وتشیر موسوعة أیدلبرج (Eidelberg, 1968) إلى أن التعاطی Addiction هو التعود على مادة معینة تؤدی إلى الشعور بالنشوة عند التعاطی ویرتبط مفهوم التعاطی بالأفراد فی الاستعمال بصورة متصلة أو دوریة بإرادة الفرد حتى یصل إلى درجة الإدمان (مرعی، 1989م، ص 12).

        ویرى (سویف، 1996م) أن التعاطی هو التناول المتکرر لمادة نفسیة بحیث تؤدی آثارها إلى الإضرار بمتعاطیها أو ینجم الضرر عن النتائج الاجتماعیة والاقتصادیة المترتبة علیها. وقد أوضح سویف أن خصائص الإدمان تتمثل فی ما یلی:

میل إلى زیادة جرعة المادة المتعاطاة وهو ما یعرف بالتحمل -  وضوح مظاهر فسیولوجیة معینة - تأثیر ظاهر على الفرد والمجتمع .

        والإدمان بشکل عام هو سوء استعمال العقاقیر أو الکحولیات ویصبح المدمن تحت تأثیرها فی جمیع تصرفات حیاته ولا یمکنه الاستغناء عنها. وبمجرد نفاد مفعولها یلجأ إلى البحث عنها، وتصبح شغله الشاغل متجاهلاً أی شیء مهم آخر، أو الالتفات إلى حقیقة اعتماده الإدمانی علیها، والذی یوصل له الشعور بالسعادة والانبساط الذی یترجم من الناحیة الأخرى، ویرى فی صورة ملموسة من تدمیر مستقبله وعائلته وحیاته بأکملها. وقد تزاید الاهتمام فی السنوات الأخیرة بمشکلة الإدمان نظراً لارتباطها بالعدید من المشکلات الخطیرة والمدمرة. وینعکس هذا الاهتمام فیما تقوم به الدول على اختلاف أجهزتها سواء على المستوى المحلی أو على المستوى الدولی فی سبیل مواجهة هذه الظاهرة والتصدی لها والذی یتخذ أشکالا متعددة.

        ویرتبط بالإدمان عدة مفاهیم منها مفهوم التعود Habituation ومفهوم الاعتماد Dependence، کما یرتبط به مفهوم  الاعتیاد والاستعمال غیر الطبی وإن کانا یستخدمان کثیراً وبنفس المعنى (عواد، 2003م، 14. المصری، 2001م، 152).

        کما أن البعض یعرض لمفهوم سوء الاستعمال Substance Abuse لیشیر إلى تعاطی المخدرات بطریقة مضرة (صادق، 1999: 55) وکانت منظمة الصحة العالمیة قد أصدرت منذ عام 1964م تعمیماً باستبدال کلمة الإدمان لکلمة أخرى وهی الاعتماد على المخدرات Drugs Dependence (عواد، 2003: 14).

        ویختلف العلماء فی تعریف کلمة إدمان فیصر البعض على أن الکلمة لا تنطبق إلا على مواد قد یتناولها الإنسان ثم یبدأ بالتعود علیها بل لا یستطیع الاستغناء عنها، وإذا استغنى عنها تسبب ذلک فی حدوث أعراض الانسحاب لتلک المادة التی تعرضه لمشاکل بالغة، وبالتالی لا یستطیع أن یستغنی عنها مرة واحدة، بل یحتاج إلى برنامج للإقلاع عن تلک المادة باستخدام مواد أولیة بدیلة وسحب المادة الأصلیة بشکل تدریجی کما هو الحال فی أغلب حالات المخدرات. فی حین یعترض بعض العلماء على هذا المفهوم الضیق للتعریف حیث یرون أن الإدمان هو عدم قدرة الإنسان على الاستغناء عن شیء ما بصرف النظر عن هذا الشیء طالما استوفى بقیة شروط الإدمان من حاجة إلى المزید من هذا الشیء بشکل مستمر حتى یشبع حاجته حین یحرم منه.

        ویمکن تعریف الإدمان بأنه الحالة الناجمة عن تکرار استعمال المادة المخدرة بطریقة منتظمة، وهذه الحالة تتسم بالصفات التالیة:

ü      الرغبة القهریة فی سبیل الحصول على المخدر (التعلق).

ü      المیل إلى زیادة الجرعة.

ü      ظهور ما یسمى بالاعتماد النفسی والفیسیولوجی (منصور، 1986م، ص 24).

        کما یعنی الإدمان المداومة على تعاطی مادة أو مواد معینة، أو القیام بأنشطة محددة لفترة زمنیة طویلة بقصد الدخول فی حالة من النشوة أو إبعاد الحزن أو الاکتئاب                (البریثن، 2002م، ص 16),

        کما یعد الإدمان من المنظور السیکودینامی علاجاً نفسیًّا ذاتیًّا، یقوم به الفرد بعد أن یجد ضالته فی عقار بعینه لغیاب الحمایة الذاتیة إزاء التعامل مع الاحباطات                     (السید، 2004م، ص 178) فالاستعداد للتعاطی ومنه الإدمان یسبق خبرة التخدیر.

        کما ظهر مؤخراً مفاهیم للإدمان ترتبط بغیر المخدرات، کإدمان التدخین وإدمان المسکنات وإدمان الإنترنت وإدمان السفر وإدمان القراءة والکتاب، وأجریت عدد من الدراسات على هذه الأنواع من الإدمان إلا أن موضوع إدمان المخدرات ظل هو أهم تلک الأنواع وأشدها خطورة على الفرد والمجتمع الإنسانی.

ب: المخدرات (Drugs) : اتفقت غالبیة الدراسات والأدبیات المتخصصة على تعاریف شبه موحدة للمخدرات سواء من الناحیة اللغویة أو الاجتماعیة أو العلمیة أو القانونیة                     والتی منها:

  • §           التعریف اللغوی للمخدرات: المخدرات لغة أتت من اللفظ (خدر) ومصدره التخدیر ، ویعنی ستر بحیث یقال تخدر الرجل أو المرأة أی استتر أو استترت وخدر الأسد أی التزم بعرینه، ویقال یوم خدر یعنی ملیء بالسحاب الأسود، ولیلة خدرة أی اللیل الشدید الظلام. ویقال إن المخدر هو الفتور والکسل الذی یعتری شارب الخمر فی ابتداء السکر أو أنها الحالة التی یتسبب عنها الفتور والکسل والسکون الذی یعتری متعاطی المخدرات کما أنها تعطل الجسم عن أداء وظائفه وتعطل الإحساس والشعور              (ابن منظور، 1980)
  • §           التعریف العام للمخدرات: وهو کل مادة خام من مصدر طبیعی أو مشیدة کیمیائیًّا تحتوی على مواد مثبطة أو منشطة إذا استخدمت فی غیر الأغراض الطبیة، فإنها تسبب خللاً فی العقل وتؤدی إلى حالة من التعود أو الإدمان علیها ما یضر بصحة الشخص جسمیَّا ونفسیَّا واجتماعیًّا (الدمرداش، 1982)
  • §           التعریف الاجتماعی: یعرفها بأنها تلک المواد التی تؤدی بمتعاطیها ومتداولها إلى السلوک الجانح، وهی أیضا تلک المواد المذهبة للعقل فیأتی مستعملها سلوکا منحرفا.

ج : الآثار الناجمة عن الإدمان :  یؤدی الإدمان على المخدرات بشکل عام إلى ضمور قشرة الدماغ التی تتحکم فی التفکیر والإرادة. وتؤکد الأبحاث الطبیة أن تعاطی المخدرات ولو دون إدمان یؤدی إلى نقص فی القدرات العقلیة وإلى إصابة خلایا المخیخ بالضمور ما یخل بقدرة الشخص على الوقوف من غیر ترنح.

        أما انحلال نخاع القنطرة الوسطى عند المدمن فیؤدی إلى شلل النصف السفلی من الجسم. کما یصاب المدمن بنوبات من الهذیان والارتعاش وفقدان الوعی وتلیف الکبد وتضخم الطحال، ویصاب بالتهاب الأعصاب المتعددة، ومنها العصب البصری المفضی إلى العمى وإلى إلتهاب مزمن فی البلعوم والمریء قد یفضیان إلى سرطان المریء کما أن القیء المتکرر  وفقدان الشهیة یؤدیان بالمدمن إلى الهزال الشدید، وتؤدی المخدرات إلى تهیج الأغشیة المخاطیة للأمعاء والمعدة وإلى احتقانها وتقرحاتهما. وحدوث نوبات إسهال وإمساک وسوء هضم مع سوء امتصاص للغذاء.

        ومن أبرز أضرار المخدرات النفسیة الشعور بالاضطهاد والکآبة والتوتر العصبی النفسی وحدوث أهلاس سمعیة وبصریة مثل سماع أصوات ورؤیة أشیاء لا وجود لها، وتخیلات قد تؤدی إلى الخوف فالجنون أو الانتحار.  کما یحدث اضطراب فی تقدیر الزمان والمکان ما ینتج عنه أحکام خاطئة، وضعف فی الترکیز. ما یقلل من تفاعل المدمن مع محیطه بحیث لا یسعده شیء سعادته بالحصول على المخدر.

د : أهم المشکلات الناجمة عن الإدمان :  تعددت الدراسات التی اتفق کثیر منها على مجموعة من المشکلات والآثار الناجمة عن إدمان وتعاطی المخدرات، التی بلا شک ستزداد حدتها عند العود للإدمان، وقد تصل نهایتها إلى نهایة المدمن ذاته. وفیما یلی تلخیص لأهم المشکلات الناجمة عن الإدمان:

 

 

 

 

 

 

المشکلات الاجتماعیة

المشکلات الصحیة

المشکلات الاقتصادیة

تفکک الأسرة

ضعف الذاکرة واضطراب فی التفکیر وانخفاض فی معدلات الذکاء.

إن الشخص المدمن أو المتعاطی یتأثر نشاطه وقدرته الإیجابیة الناتجة عن التعاطی.

المراوغة والکذب

یقلل من الترکیز الدائم وحضور الذاکرة وتعریض المهارات المیکانیکیة للضیاع.

لا یستطیع تحمل أی أعباء مادیة والتی تؤثر اقتصادیًّا على الأسرة وبصفة عامة على إنتاجیة واقتصاد المجتمع.

زیادة المشاکل بین أفراد الأسرة التی تنتهی بالدمار والخراب

ضعف قوة الإبصار وذلک بالتأثیر المباشر على العصب البصری وفقدان الرؤیة.

یظهر الکسل والإهمال والسطحیة وعدم تحمل المسؤولیة فی الأعمال الخاصة بهم.

ینقص القیم الاجتماعیة والأخلاقیة للمدمن.

تغیر فی نمط شخصیة المتعاطی فیصبح شخصیة هستیریة یکره المجتمع ویکره أسرته.

بعض المخدرات تؤثر على الوظائف العقلیة وبالتالی یؤدی إلى تدهور عقلی وأیضا تدهور آخر فی کفاءة الفرد الإنتاجیة وغیرها من الوظائف.

خلق الاتجاهات العدوانیة والعنف.

الإصابة ببعض الأمراض مثل الالتهاب الکبدی والإیدز.

الوصول إلى حالة من الغباء والتدهور العقلی واضطراب التفکیر وبالتالی قلة الإدراک والذاکرة.

الدفع بالمدمن إلى القیام بالجرائم کالسرقة والقتل حتى یستطیع أن یحصل على ما یرید.

اضطراب فی الجهاز الدوری والتنفسی واضطرابات القلب.

ینتقل الفرد من وظیفته إلى أعمال أخرى أقل حتى یصل إلى عدم القدرة على القیام بأی عمل، وبالتالی یفقد المدمن عمله.

التوتر الشدید والحساسیة الزائدة لأی مؤثر مهما کان صغیراً

إضعاف جهاز المناعة ما یجعل الجسم أکثر عرضة للإصابة بالأمراض.

ینخفض الدخل أو ینعدم.

سرعة الانفعال أو الغضب والثورة على أی شیء.

الموت المفاجئ أثناء تناول جرعات زائدة من المخدر.

 

  1. البرنامج الإرشادی النفسی:  إن البرنامج الإرشادی النفسی هو أحد الوسائل المستخدمة فی تنمیة المهارات والخصائص النفسیة وتنمیة القیم الإنسانیة والأخلاقیة وزیادة درجة الصحة النفسیة والاستقرار النفسی وبالتالی هی وسیلة للتکیف یلجأ إلیها الفرد أو من یرید مساعدته لیعیش بعیدا عن التهدیدات والوقوع فی اتخاذ القرارات الخاطئة أو الهرب من ضغوط         الحیاة المختلفة.

        ویعرف البرنامج الإرشادی بأنه تصمیم مخطط ومنظم مبنی على أسس علمیة ویحتوی على مجموعة من الخدمات التی تساعد على حل المشکلات التی تواجه الأفراد فی مجالات التوافق والتکیف والانسجام والتغلب على الاضطراب والتحصن ضد المغریات والتغلب على الأحداث الضاغطة؛ فالبرنامج الإرشادی یعتمد بالدرجة الأولى على الجانب الوقائی أی وقایة الأفراد من الوقوع فی بعض المشکلات النفسیة کما أنه له دور فی معالجة بعض المشکلات وتغییر الاتجاهات أو  التخفیف من الآثار السلبیة إلى أکبر درجة ممکنة. وهو عملیة تقوم على علاقة لمساعدة الناس فی عملیة الاختیار والوصول إلى أحسن الخیارات المناسبة، وهی عملیة تعلم ونمو، ومعلومات ذاتیة من الممکن أن تترجم إلى فهم أفضل لدور الإنسان والسلوک بفاعلیة إیجابیة.

أ: تخطیط البرنامج الإرشادی النفسی : یعمل التخطیط للبرامج الإرشادیة النفسیة على تحقیق التکامل النفسی المطلوب بکل مرحلة عمریة، ویضمن تکوین شخصیة سویة متکاملة ومتمتعة بمفهوم ذاتی إیجابی. ولکی نقوم بتصمیم برنامج إرشادی نفسی ینبغی أن نقوم بتحدید ما یلی:

1ـ المستفید من البرنامج الإرشادی : - یراعى فی ذلک تحدید الفئة العمریة وأهم السمات والخصائص التی تمیز هذه الفئة فسیولوجیًّا ونفسیًّا واجتماعیًّا وحرکیًّا وحسیًّا ولغویًّا ثم النمو  الانفعالی والاجتماعی، ویلزم کذلک تحدی أهم احتیاجات ومطالب نمو هذه المرحلة المقدم لها البرنامج الإرشادی، وأهم نواقص أو سوء النمو فیها، أی وصف العینة أو الفئة المستفیدة من حیث المجتمع المحیط الذی تعیش فیه هذه الفئة والبیئة السکنیة والمستوى التعلیمی لها.

2ـ أهداف البرنامج الإرشادی : - أی تحدید الهدف من حیث المحتوى مع تحدید فلسفة البرنامج من حیث تحقیق ما یلی فی کل برنامج :

ü           أهداف غایتها تحقیق الذات.

ü           أهداف غایتها تحقیق التوافق.

ü           أهداف غایتها تحقیق الصحة النفسیة.

ü           أهداف غایتها تخفیف اضطراب نفسی.

3ـ عناصر البرنامج الإرشادی : - وهی عبارة عن مجموعة من الإجراءات والطرق التی یقوم علیها البرنامج الإرشادی وتتضمن عدداً من العناصر هی :

أ: الطرق والأسالیب التی تشارک فی تحقیق أهداف البرنامج الإرشادی:

المحاضرات -  الحوارات والمناقشات - لعب الأدوار - عرض الأفلام -                   تبادل الأدوار .

ب: النظریات التی تساهم فی تحقیق أهداف البرنامج الإرشادی :

نظریة التحلیل النفسی -  النظریات المعرفیة السلوکیة -  النظریة السلوکیة -                     النظریة العقلانیة الانفعالیة.

ج: الوسائل والتجهیزات التی تعمل على تحقیق أهداف البرنامج الإرشادی : 

الوسائل السمعیة - الوسائل البصریة -  وسائل الإیضاح -  أجهزة الحاسب الآلی - استخدام النماذج -  المسرح  - أماکن اللعب والریاضة .

د: الموارد البشریة التی تساهم فی تحقیق أهداف البرنامج :

المرشد النفسی - الأخصائی الاجتماعی- الطبیب النفسی الإکلینیکی - المدرب الریاضی – الأقران - الممرضین.

هـ: المقاییس والاختبارات المطلوبة لتطبیق البرنامج وتحقیق أهدافه

        یلزم لتطبیق البرنامج أن یکون هناک مقاییس وأدوات مناسبة لمعرفة درجة الاستفادة من هذا التطبیق.

ثانیاً: الدراسات السابقة :

1ـ  دراسات سابقة تناولت موضوع الصلابة النفسیة : بدأت الدراسات فی مجال الصلابة النفسیة حدیثاً بعد أن سبقها کم من الدراسات حول الضغوط النفسیة خلال السنوات القلیلة الماضیة لاسیما فی الثمانینات وبدایة التسعینات وذلک بالترکیز على الجوانب الإیجابیة فی الشخصیة، وعلى المتغیرات التی من شأنها أن تجعل الفرد یظل محتفظا بصحته الجسمیة والنفسیة فی مواجهة الضغوط، وسوف نرکز فی عرض الدراسات السابقة على الدراسات التی تناولت الصلابة النفسیة کونها هی المتغیر الأساسی والتابع فی هذه الدراسة وباعتبارها أحد أهم المتغیرات النفسیة الإیجابیة وسنتناول                  کذلک دراسات سابقة تطرقت إلى الصلابة النفسیة فی تفاعلها مع المساندة                النفسیة والاجتماعیة.

          وهنا یستعرض الباحث بعض الدراسات التی أجریب فی البیئة العربیة حول الصلابة النفسیة فقد قام مخیمر باستخدام استبیان الصلابة النفسیة فی دراستین عن "إدراک القبول والرفض الوالدی وعلاقته بالصلابة النفسیة لطلاب الجامعة" والثانیة عن "الصلابة النفسیة والمساندة الاجتماعیة کمتغیرات وسیطة فی العلاقة بین ضغوط الحیاة وأعراض الإکتئاب لدى الشباب الجامعی".

          وفی الدراسة الأولى استهدف مخیمر معرفة العلاقة بین إدراک القبول/ الرفض الوالدی والصلابة النفسیة وذلک على عینة بلغ عددها (ن= 163) منهم 88 ذکور و 75 إناث، وتراوحت أعمارهم ما بین 99 – 23 بمتوسط عمری قدره 20.85 عاما وانحراف معیاری 1.02 من طلبة جامعة الزقازیق وبالإضافة إلى استبیان الصلابة النفسیة استخدم الباحث استبیان القبول/ الرفض الوالدی من اعداد ممدوحة سلامة 1986م لیقیس أبعاد القبول الوالدی والرفض المتمثل فی (العداء ، العدوان، الإهمال، اللامبالاة، والرفض غیر المحدد) وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود فروق دالة إحصائیا بین متوسط درجات الذکور والإناث فی بعدی التحکم والتحدی لصالح الذکور- بینما لم توجد فروق دالة إحصائیا بین متوسط درجات الذکور والإناث فی الدرجة الکلیة للصلابة النفسیة وفی بعد الالتزام.

          أما الدراسة الثانیة لمخیمر والتی استخدم فیها استبیان الصلابة النفسیة فکانت عن "الصلابة النفسیة والمساندة الاجتماعیة کمتغیرات وسیطة فی العلاقة بین ضغوط الحیاة وأعراض الاکتئاب لدى الشباب الجامعی" وذلک على عینة بلغ عددها (ن= 171) منهم 75 ذکور و 96 إناث تراوحت أعمارهم مابین 19 – 24 عاما بمتوسط عمری قدره 20.75 وانحراف معیاری 1.12 والعینة من طلاب الفرقتین الثالثة والرابعة بکلیات الآداب والعلوم والتربیة بجامعة الزقازیق .

        وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود ارتباط دال موجب بین درجات أفراد العینة على مقیاس أحداث الحیاة الضاغطة ودرجاتهم على مقیاس الاکتئاب .

        أما الدراسات الأجنبیة التی کان لها السبق فی مجال بحوث المهتمین بموضوع الصلابة النفسیة وعلى رأسهم سوزان کوبازا Kobasa Suzanne ومن دراساتها الجدیرة بالعرض عند تناول أی دراسة تتعلق بالصلابة النفسیة وأبعادها والمتغیرات ذات العلاقة معها  ما قامت  به کوبازا (Kobasa 1979, p 1-11) بدراستها الاستکشافیة الأولى مستهدفة معرفة المتغیرات النفسیة التی من شأنها مساعدة الفرد على الاحتفاظ بصحته الجسمیة والنفسیة رغم تعرضه للضغوط، وذلک على عینة من الذکور (ن = 76). وتراوحت أعمارهم مابین 40– 49 عاماً من الحاصلین على درجات جامعیة على الأقل وطبق علیهم المقاییس الآتیة:

1ـ      مقیاس هولمز وراهی لأحداث الحیاة الضاغطة.

2ـ      استبیان وایلر للأمراض (Illness Questionnaire).

3ـ بالإضافة إلى مقیاس الصلابة النفسیة لقیاس الالتزام والتحکم والتحدی.

          وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الأشخاص الأکثر صلابة رغم تعرضهم للضغوط کانوا أقل مرضاً، کما أنهم یتسمون بأنهم أکثر صموداً وانجازاً وسیطرة وقیادة وضبطًّا داخلیًّا فی حین أن الأشخاص الأقل صلابة کانوا أکثر مرضاً وعجزاً وأعلى فی الضبط الخارجی. کما توصلت الدراسة إلى أن الأشخاص الأکثر صلابة کانوا أکثر مرونة وکفایة واقتداراً ونشاطاً ومبادأة واقتحاماً وواقعیة.

2 -  دراسات سابقة تناولت برامج إرشادیة نفسیة لعلاج الإدمان : ففی دراسة هدفت إلى اختبار مدى فاعلیة برامج العلاج المعرفی فی علاج إدمان الهیروین فی المملکة العربیة السعودیة لعلی الفقیه (1996م) وقد تکونت عینة الدراسة من حالتین من المرضى المنومین بمستشفى الأمل بجدة (ن= 2). وقد استخدم الباحث نموذج بیک المعرفی Beck الذی لا یتعارض مع الوسائل المعرفیة الأخرى بقدر ما یتکامل مع تلک الوسائل العلاجیة فی صیاغة نسق اعتقادات المریض الفردیة من خلال العلاج المعرفی السلوکی یتواءم بصورة جیدة مع العلاج الدوائی وبرنامج الخطوات الاثنى عشر أو النموذج النفسی البیولوجی الاجتماعی.

          وقد أظهرت النتائج أن هناک فروقاً بین التطبیق القبلی والتطبیق البعدی على مقیاس الاتجاه نحو المعالجة والشفاء بصورتیه. کذلک أظهرت نتائج الدراسة أن هناک فروقاً بین التطبیق القبلی والتطبیق البعدی حول مقیاس الاعتقاد حول المواد المخدرة ومقیاس اعتقادات الرغبة والاشتیاق قبل العلاج وبعده ما یشیر إلى فاعلیة العلاج المعرفی للإدمان. وتؤکد الدراسة  انخفاض مستوى أعراض الإدمان والامتناع عن التعاطی نتیجة تأثیرات العلاج المعرفی السلوکی بالإضافة إلى أن فاعلیة العلاج المعرفی مضافاً إلیه العلاجات المقدمة من مستشفى الأمل بجدة کان لها الأثر الأکبر فی التعامل مع النظام المعرفی وبنیته والتی بدورها تحسن من مستوى السلوک الإدمانی للمدمن وتقلل من مستوى الاشتیاق والرغبة إلى التعاطی.

3 - التعلیق على الدراسات السابقة : یتضح لنا من العرض السابق للدراسات السابقة سواء فی مجال الصلابة النفسیة أو فی مجال البرامج الإرشادیة النفسیة فی مجال علاج الإدمان، أن الدراسات التی شملت الصلابة النفسیة أوضحت أهمیة هذا المتغیر کأحد المتغیرات الوقائیة أو المقاومة النفسیة للآثار السلبیة الناتجة عن ضغوط الحیاة، والأحداث الضاغطة. کما فی دراسة محمد غانم 2007م التی أوضح فیها أن الصلابة تلعب دورا مهما فی زیادة المناعة ضد الأمراض النفسجسمیة. وکذلک دراسة غادة الشواف 2010م والتی بینت فیها أهمیة الصلابة النفسیة فی مرحلة المراهقة فی مواجهة ضغوط الحیاة فی هذه المرحلة. وأکدت على أن الصلابة النفسیة تخفف من حدة الضغوط وأیضا تزید من قدرة الفرد على الإبداع والخروج على المألوف. ولعل کل الدراسات التی تم استعراضها تتفق على أن للصلابة النفسیة دور فی مساعدة الفرد على الاحتفاظ بصحته الجسمیة والنفسیة رغم تعرضه للضغوط، وهذا بدى واضحا فی دراسة کوبازا الاستکشافیة 1979م والتی وضحت من خلالها أن الأشخاص الأکثر صلابة رغم تعرضهم للضغوط کانو أقل مرضا وأکثر ضبطا داخلیا فی حین أن الأشخاص الأقل صلابة کانوا أکثر مرضا وعجزا وهذا ما یتفق مع فروض دراستنا الحالیة من أنه ینبغی العمل على استخدام البرامج الإرشادیة النفسیة المبنیة على الطرق العلمیة لتنمیة هذا المتغیر (الصلابة النفسیة) لدى المرضى النفسیین وکذلک المرضى المدمنین، لیصبحوا أکثر قدرة على مواجهة الضغوط وأکثر مرونة وکفایة واقتدارا ونشاطا ومبادأة وواقعیة.

          ومن خلال الدراسات السابقة التی تم استعراضها یمکن أن نستخلص أن الصلابة النفسیة بأبعادها (الإدراک والتحکم والتحدی) تعمل کمتغیر سیکولوجی یخفف من وقع الأحداث الضاغطة على الصحة الجسمیة والنفسیة ولیس هذا فحسب ولکنها تمثل مصدر للمقاومة والصمود والوقایة من الأثر الذی تحدثه الأحداث الضاغطة على الصحة النفسیة والجسمیة وهذا ما أکدته دارسة کوبازا 1982م ویتفق کذلک مع حاجتنا إلى تأمین القدر الکافی من البرامج الإرشادیة النفسیة التی تعمل على تنمیة الصلابة النفسیة لدى من کان لدیهم ضعف فیها کأمثال المدمنین على أنواع المخدرات والمتکرری العود للإدمان.

          أما بخصوص الدراسات السابقة التی تناولت اعداد برامج إرشادیة نفسیة لعلاج الإدمان، فقد تم الترکیز على البرامج الإرشادیة النفسیة التی استخدمت برامج العلاج المعرفی السلوکی CPT وتتفق هذه الدراسات فی استخدام المنهج التجریبی أو شبه التجریبی للتأکد من فاعلیة هذه البرامج والتدلیل على وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی والبعدی لأفراد العینة، حیث أن استخدام المنهج التجریبی بشکله العلمی الصحیح من الدلائل القویة على صدق النتائج وصحتها بالرغم من صغر حجم العینات المستخدمة فیها. فدراسة الفقیه 1996م لاختبار مدى فاعلیة العلاج المعرفی فی علاج إدمان الهیروین بینت أن هناک فروقا فی التطبیق القبلی والبعدی على مقیاس الاتجاه نحو المعالجة والشفاء بصورتیه، کذلک أظهرت نتائج الدراسة أن هناک فروقا بین التطبیق القبلی والبعدی حول مقیاس الاعتقاد حول المواد المخدرة ومقیاس اعتقادات الرغبة والاشتیاق قبل العلاج وبعده مما یشیر إلى فاعلیة العلاج المعرفی للإدمان.

 

الفصل الثالث: الإجراءات المنهجیة للدراسة

          یتناول هذا الفصل المنهج العلمی المستخدم فی هذه الدراسة، والتصمیم التجریبی، ومجتمع الدراسة، وعینة الدراسة ومواصفاتها وکیفیة التحقق من تجانس أفرادها، کما یتناول هذا الفصل الأدوات المستخدمة فی الدراسة، واجراءاتها، والأسالیب الإحصائیة المستخدمة للتحقق من صحة الفروض وفیما یلی عرض لذلک.

أولا: منهج الدراسة : یقول مورفی (Murphy) إن أهم حدث فی علم النفس الحدیث هو إدخال المنهج التجریبی، والاعتماد علیه بشکل واضح. ففی هذا المنهج لا یقف الباحث عند مجرد وصف موقف أو تحدید حالة أو التأریخ للحوادث الماضیة. وبدلاً من أن یقتصر نشاطه على ملاحظة ماهو موجود ووصفه یقوم عامداً بمعالجة عوامل معینة تحت شروط مضبوطة ضبطاً دقیقاً لکی یتحقق من کیفیة حدوث شرط أو حادثة معینة ویحدد أسباب حدوثها (الجوهی، 2004م، ص: 38).

          وقد اعتمدت الدراسة الحالیة على المنهج التجریبی باعتبارها دراسة شبه تجریبیة هدفها اختبار فاعلیة برنامج علاجی یتم من خلاله توظیف إستراتیجیات وفنیات نظریات العلاج النفسی فی تنمیة الصلابة النفسیة لدى مدمنی المخدرات الموجودین فی مستشفى الأمل للصحة النفسیة بمدینة الریاض؛ وذلک من خلال دراسة إکلینیکیة لبعض الحالات المرضیة من ضحایا الإدمان. ومن حیث تصمیم منهج هذه الدراسة فقد اعتمدت هذه الدراسة على التصمیم التجریبی ذی المجموعتین المتکافئتین، الأولى مجموعة تجریبیة والأخرى ضابطة.

          وقد استخدم الباحث فی هذه الدراسة المنهج شبه التجریبی الذی یهدف من خلاله التعرف على فاعلیة برنامج إرشادی نفسی (کمتغیر مستقل) فی تنمیة الصلابة النفسیة (کمتغیر تابع)، لدى مدمنی المخدرات، واستخدم الباحث منهج تصمیم المجموعتین:               مجموعة ضابطة، ومجموعة تجریبیة، مع القیاس القبلی والبعدی لکل مجموعة على حدة على النحو التالی:

مجموعة تجریبیة

القیاس القبلی

اجراء التجربة

القیاس البعدی

مجموعة ضابطة

القیاس القبلی

-

القیاس البعدی

          وفی هذا التصمیم یتم تعیین الأفراد على المجموعتین تعیینا عشوائیا أولا، ثم تختبر کلا المجموعتین اختبارا قبلیا، وبعد ذلک تخضع المجموعة التجریبیة للمتغیر المستقل، ویحجب عن المجموعة الضابطة، وبعد نهایة مدة التجربة یتم اختبار المجموعتین اختبارا بعدیا لقیاس الأثر الذی أحدثه تطبیق المتغیر المستقل (العساف، 1409م، ص 102).

ثانیاً: مجتمع الدراسة :  یتکون مجتمع الدراسة من جمیع المرضى المنومین فی قسم الإدمان بمستشفى الأمل للصحة النفسیة فی مدینة الریاض خلال شهر جمادى الأولى من العام 1433هـ وتحدیداً خلال فترة إعداد هذه الدراسة. حیث یقسم المستشفى إلى قسمین رئیسیین الأول هو قسم الأمراض النفسیة والثانی هو قسم الإدمان. وبداخل قسم الإدمان مجموعة من المبانی وقد جرت هذه الدراسة فی المبنى رقم 10 وهو المبنى الذی تتم فیه الإقامة الأولى للمرضى. والسبب فی اختیار هذا المبنى هو البحث عن عینة من المرضى الجدد الذین لم یتم تطبیق أی برنامج إرشادی نفسی علیهم قبل البرنامج الذی سیقوم الباحث بتطبیقه. ویضم المبنى رقم 10عدداً من الأسرة تکفی لـ(36) مریضاً یتم مکوثهم فی هذا القسم ما یقارب (14) یوماً بعدها إما أن یخرج المریض لذویه خارج المجمع أو یحول إلى مبنى آخر لمواصلة واستکمال العلاج.

ثالثاً: عینة الدراسة :

  1ـ اختیار عینة الدراسة : قام الباحث باختیار عینة الدراسة من مدمنی المخدرات کما قام باختیار عینة عبارة عن ثلاثین مریضاً (ن=30) من مرضى المبنى رقم 10 فی قسم الإدمان بمستشفى الأمل للصحة النفسیة بمدینة الریاض، بحیث تم تقسیم هذا العدد إلى مجموعتین متکافئتین الأولى تجریبیة وعددها خمسة عشر مریضا والثانیة مجموعة ضابطة وعددها خمسة عشر مریضاً.

          وقد تم استخدام الأسالیب الإحصائیة فی تقسیم مجموعتی العینة وذلک بأن تم احتساب درجات العینة کاملة وعددها واحد وثلاثون مریضاً فی قسم الإدمان وهذه الدرجات تم الحصول علیها فی القیاسات القبلیة لجمیع أفراد العینة دون استثناء. ومن ثم تم ترتیب جمیع أفراد العینة بناء على درجاتهم على مقیاسی الصلابة النفسیة والرضا عن الحیاة من الأعلى إلى الأدنى. بعد ذلک قام الباحث بتقسیم العینة إلى مجموعتین بحیث یوضع فی کل مجموعة واحد من کل زوجین من الدرجات المتساویة أو المتقاربة بحیث لایزید الفرق فی الدرجات عن ثلاث درجات بین کل درجتین.

          وبعد تقسیم العینة إلى مجموعتین متساویتین فی کل مجموعة (15) مریضاً، قام الباحث بعمل القرعة لاختیار العینة التجریبیة واختیار العینة الضابطة، ونظراً لعدم قدرة الباحث على استخدام الأسماء نظرا للخصوصیة وسریة المعلومات وکذلک عدم قدرته على استخدام أرقام الاستمارات فی القیاس القبلی خوفاً من نسیان أو ضیاع هذه الأرقام، فقد قام الباحث باستخدام رقم العلاج الخاص بکل مریض کرمز لترمیز الاستمارات وقیاس النتائج.

رابعاً:  أدوات الدراسة : قام الباحث فی دراسته الحالیة باستخدام ثلاث أدوات للقیاس والتجریب، کما قام بإعداد واحدة منها بالإضافة إلى استمارة البیانات الأولیة والتی اقتصر استخدامها فی القیاس القبلی فقط وهذه الأدوات هی:

1ـ      مقیاس الصلابة النفسیة من إعداد الدکتور عماد محمد مخیمر.

2ـ      مقیاس الرضا عن الحیاة من إعداد الدکتور مجدی الدسوقی.

3ـ      برنامج إرشادی نفسی لتنمیة الصلابة النفسیة لدى متعاطی المخدرات من               إعداد الباحث.

الفصل الرابع : عرض وتحلیل بیانات الدراسة ومناقشة نتائجها

      تناولت الدراسة الحالیة التأکد من فاعلیة برنامج إرشادی نفسی لتنمیة الصلابة النفسیة لدى مدمنی المخدرات على عینة من مرضى قسم الإدمان بمجمع الأمل للصحة النفسیة بالریاض، وسیتناول الباحث فی هذا الفصل عرض نتائج الدراسة وفیما یلی النتائج التی انتهت إلیها الدراسة، حیث یقوم الباحث بعرض نتائج کل فرض على حدة، فیبدأ بکتابة الفرض ثم یعرض الأسلوب الإحصائی المستخدم للتحقق من صحة الفرض، ثم یعرض النتائج التی تم التوصل إلیها.

النتائج المتعلقة بالفرض الأول وتفسیرها ینص الفرض الأول على مایلی:

  • لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی القیاس القبلی بین المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة فی کل من الصلابة النفسیة والرضا عن الحیاة. وذلک قبل البدء فی تطبیق البرنامج الإرشادی النفسی على عینة الدراسة.
  • وللتحقق من صحة هذا الفرض قام الباحث باستخدام اختبار ت (T test) للعینات المستقلة لدلالة الفروق بین متوسطات درجات أفراد المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة فی القیاس القبلی على استبیان الصلابة النفسیة بأبعاده الثلاثة والموضح بالجدول التالی رقم (1) والنتائج المتعلقة بذلک.

الجدول رقم (1) 

نتائج اختبار ت لدلالة الفروق فی متوسطات درجات أفراد المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة فی القیاس القبلی على استبیان الصلابة النفسیة

م

البعد

المجموعة

ن

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

قیمة ت

مستوى الدلالة

1

الالتزام

التجریبیة

15

28.20

7.65

0.574

0.571

الضابطة

15

26.66

6.96

2

التحکم

التجریبیة

15

26.53

3.97

1.337

0.192

الضابطة

15

28.40

3.66

3

التحدی

التجریبیة

15

27.66

7.00

0.161

0.873

الضابطة

15

28.06

6.58

4

المقیاس ککل

التجریبیة

15

82.40

17.75

0.116

0.908

الضابطة

15

83.13

16.72

          ویتضح من الجدول السابق رقم (1) أن قیم (ت) غیر دالة إحصائیا مما یعنی عدم وجود أی فروق دالة إحصائیا بین أفراد المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة فی القیاس القبلی فی جمیع أبعاد مقیاس الصلابة النفسیة وکذلک فی المقیاس ککل، حیث بلغت قیم (ت) لأبعاد المقیاس فی المجموعة الضابطة وفی المجموعة التجریبیة فبلغت (0,574) لبعد الالتزام، وبلغت قیمة (ت) فی المجموعة الضابطة والمجموعة التجریبیة لبعد التحکم (1,337) ، وکذلک أتت قیم (ت) للمجموعتین الضابطة والتجریبیة فی بعد التحدی (0,161). وکانت النتیجة للمقیاس ککل هی أن قیمة (ت) هی (0,116) وهی غیر دالة إحصائیا بمعنى أنه لا توجد فروق دالة إحصائیا فی الدرجة الکلیة للمقیاس بین أفراد المجموعة الضابطة والمجموعة التجریبیة. ما یشیر إلى تساوی متوسطات درجات القیاس القبلی على مقیاس الصلابة النفسیة بأبعاده الثلاثة للمجموعتین الضابطة والتجریبیة. وهذا یدل على تکافؤ المجموعتین الضابطة والتجریبیة قبل تطبیق البرنامج الإرشادی النفسی لتنمیة الصلابة النفسیة. مما یساعد على التنبؤ بنتائج فاعلیة هذا البرنامج وملاحظة آثاره.

          ولإکمال التحقق من صحة هذا الفرض قام الباحث کذلک باستخدام اختبار ت               (T test) للعینات المستقلة لدلالة الفروق بین متوسطات درجات أفراد المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة فی القیاس القبلی على مقیاس الرضا عن الحیاة بأبعاده الستة والموضح بالجدول التالی رقم (2).

الجدول رقم (2)

 نتائج اختبار ت لدلالة الفروق فی متوسطات درجات أفراد المجموعة التجریبیة

 والمجموعة الضابطة فی القیاس القبلی على مقیاس الرضا عن الحیاة

م

البعد

المجموعة

ن

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

قیمة ت

مستوى الدلالة

1

السعادة

التجریبیة

15

12.00

7.44

0.273

0.787

الضابطة

15

11.26

7.25

2

الاجتماعیة

التجریبیة

15

8.80

6.06

0.090

0.929

الضابطة

15

8.60

6.17

3

الطمأنینة

التجریبیة

15

11.40

5.08

0.818

0.420

الضابطة

15

10.00

4.25

4

الاستقرار النفسی

التجریبیة

15

3.46

2.69

0.638

0.529

الضابطة

15

2.93

1.79

5

التقدیر الاجتماعی

التجریبیة

15

9.80

5.78

0.033

0.974

الضابطة

15

9.86

5.15

6

القناعة

التجریبیة

15

4.80

3.12

0.277

0.784

الضابطة

15

4.46

3.46

7

المقیاس ککل

التجریبیة

15

50.26

29.07

0.310

0.759

الضابطة

15

47.13

26.16

          ویتضح من الجدول السابق رقم (2) أن قیم (ت) غیر دالة إحصائیا مما یدل على عدم وجود أی فروق دالة إحصائیا بین أفراد المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة فی القیاس القبلی فی جمیع أبعاد مقیاس الرضا عن الحیاة وکذلک فی المقیاس ککل، حیث أن قیم (ت) لأبعاد المقیاس فی المجموعة الضابطة وفی المجموعة التجریبیة غیر دالة إحصائیا فبلغت (0,273) لبعد السعادة، وبلغت قیمة (ت) فی المجموعة الضابطة والمجموعة التجریبیة لبعد الاجتماعیة (0,090) فی المجموعتین،  وکذلک بلغت قیمة (ت) للمجموعتین فی بعد الطمأنینة (0,818) فی المجموعتین.

 

          وبلغت قیم (ت) للمجموعتین فی بعد الاستقرار النفسی (0,638) فی المجموعتین.  وبلغت قیم (ت) للمجموعتین فی بعد التقدیر الاجتماعی (0,033) فی المجموعتین. وبلغت قیم (ت) للمجموعتین فی بعد القناعة (0,277) فی المجموعتین.  کما کانت النتیجة للمقیاس ککل هی (ت) فی المجموعة الضابطة والمجموعة التجریبیة (0,310).

          وهذا یشیر إلى تساوی متوسطات درجات القیاس القبلی على مقیاس الصلابة النفسیة بأبعاده الثلاثة للمجموعتین الضابطة والتجریبیة. وهذا یعنی أن الفرض الأول قد تحقق وهو فرض صحیح وأنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی القیاس القبلی بین المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة فی کل من الصلابة النفسیة والرضا عن الحیاة. وذلک قبل البدء فی تطبیق البرنامج الإرشادی النفسی على عینة الدراسة.

          وهذا ما یطمئن الباحث إلى نتائج الدراسة وذلک للتأکد من أن أی تحسن أو نمو یحدث فی الصلابة النفسیة وفی الرضا عن الحیاة لدى أفراد العینة التجریبیة من مرضى قسم الإدمان بمجمع الأمل للصحة النفسیة، لم یکن عائدا إلى الصدفة أو إلى عوامل أخرى، وإنما یرجع إلى تطبیق البرنامج الإرشادی النفسی المعد من قبل الباحث لتنمیة الصلابة النفسیة باستخدام العلاج المعرفی السلوکی. حیث قام الباحث  بالترکیز على تنمیتها کما أوصت بذلک نتائج الدراسات السابقة، لکل من  غادة الشواف 2010م ودراسة کوبازا 1979م ودراستها 1982م ودراسة هولان وموس 1985م. 

الفصل الخامس : النتائج والتوصیات

أولاً: نتائج الدراسة : برزت بعض النتائج الإیجابیة من تطبیق هذا البرنامج الإرشادی ومنها:

  • § تحسن وتفاعل أفراد المجموعة التجریبیة سواء بأنفسهم أو من خلال اتصالهم بأسرهم أثناء الزیارات وأثناء الاتصالات الهاتفیة، حیث کانت من قبل المشارکة فی البرنامج لهم مواقف سلبیة مع أسرهم بسبب عدم قدرة المرضى على التعامل مع أسرهم بالطریقة الصحیحة وذلک بسبب ضعف الصلابة النفسیة وعدم القدرة على مواجهة أحداث الحیاة.
  • § زیادة رغبة المرضى فی التعرف أکثر على الصلابة النفسیة، ودخول هذا المفهوم ضمن المفاهیم التی یحتاجها الواقع فی الإدمان للعلاج والتعافی وعدم العود للتعاطی. بالإضافة إلى زیادة الإدراک لدى المرضى بأن ذوی الصلابة النفسیة المرتفعة هم أفضل حالا وقدرة على التحکم من أصحاب الصلابة النفسیة الضعیفة.
  • § تحول النظرة لدى أغلب أفراد المجموعة التجریبیة من أنهم ضحایا لعوامل أخرى أدت إلى إدمانهم إلى أفراد أسویاء لدیهم القدرة على على اتخاذ القرارات کما أنهم وحدهم هم المسؤولون عن عدم العود للتعاطی وبالتالی فإنهم لدیهم القدرة على ذلک.
  • § تغیر وجهة نظر أغلب أفراد المجموعة التجریبیة من حیث طرق صیاغة الأهداف سواء کانت أهداف رئیسیة أو أهداف فرعیة، حیث أنها کانت لاتعنی لهم شیء فی السابق قبل تطبیق البرنامج. بالإضافة إلى حرصهم على تطبیق مهارات مراقبة الذات لتحقیق الأهداف وتقویم الانحراف من البدایة والعودة إلى الخطة المرسومة من قبل المریض نفسه والتی التزم بها مع نفسه وتحکم فی نفسه من أجلها وهو بالتالی یتحدى کل الأحداث والضغوط التی تواجهه من أجل تحقیقها.
  • § التفاعل الإیجابی بین أفراد المجموعة التجریبیة والباحث والذی بدا واضحا من الجلسة الثالثة تقریبا.
  • § تنمیة الصلابة النفسیة بشکل واضح على أفراد المجموعة التجریبیة بعد تطبیق البرنامج الإرشادی النفسی المعد من أجل هذه الدراسة بالمقارنة بمعدل مستوى الصلابة النفسیة قبل تطبیق هذا البرنامج.
  • § احتوى البرنامج على مجموعة من المهارات الإرشادیة النفسیة وفنیات العلاج المعرفی السلوکی بطریقة تکاملیة کان لها دور کبیر فی جذب انتباه المرضى، کما أنها ساهمت فی جلب مجموعة أخرى من المرضى الآخرین الغیر معنیین فی الدراسة مطالبین بالاستفادة من البرنامج.
  • § یعتبر تطبیق البرنامج الإرشادی النفسی المستخدم فی هذه الدراسة فرصة جیدة للباحث لتطبیق واختبار ما تعلمه من أساتذته من مهارات وخبرات نظریة وعملیة خلال فترة دراسته فی الجامعة. وقد ثبت للباحث بأن المنهج العلمی المقرر فی الجامعة من البرامج الأکادیمیة الناجحة فی اعداد الطلبة الدارسین فی قسم العلوم الاجتماعیة والنفسیة بجامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة لممارسة الإرشاد النفسی فی مجالاته المختلفة.

        وقد أجابت الدراسة الحالیة على تساؤلها الرئیس الذی ینص على: هل یؤدی استخدام البرنامج الإرشادی النفسیة لتنمیة الصلابة النفسیة والذی قام الباحث بتصمیمه بتنمیة الصلابة النفسیة لدى عینة من مدمنی المخدرات؟

        وقد اتضح من نتائج الدراسة أن استخدام البرنامج الإرشادی النفسی الذی صممه الباحث یؤدی إلى تنمیة الصلابة النفسیة بأبعادها الثلاثة ویه الالتزام والتحکم والتحدی.

کما أن الأهداف التی وضعها الباحث لإجراء هذه الدراسة قد تم تحقیقها وهی               کما یلی:

1ـ تصمیم برنامج إرشادی نفسی یتم من خلاله توظیف استراتیجیات نظریات العلاج النفسی المعرفی السلوکی المختلفة فی تنمیة الصلابة النفسیة لدى مدمنی المخدرات لدى عینة من مرضى قسم الإدمان بمستشفى الأمل للصحة النفسیة بمدینة الریاض.

2ـ  اختبار فاعلیة برنامج الإرشاد النفسی فی تنمیة الصلابة النفسیة الذی تم تصمیمه من قبل الباحث وقام بتطبیقه على عینة من مرضى قسم الإدمان بمستشفى الأمل للصحة النفسیة بمدینة الریاض.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثانیاً: التوصیات :      

لما کانت هذه الدراسة تتفق مع الأطر النظریة فی مجال علم النفس، وکذلک ما لاحظه الباحث أثناء تطبیق دراسته التجریبیة المیدانیة، ودراسته الأکادیمیة فی مجال الإرشاد النفسی، فی أن الإرشاد النفسی لأصحاب السلوک المرضی والسلوک المنحرف ضرورة یجب تقدیمها للأفراد والجماعات صغارا وکبارا ذکورا وإناثا، ومع إدراک الباحث لأهمیة تقدیم مثل هذه البرامج الإرشادیة وما تترکه هذه البرامج من آثار إیجابیة على کل من المجتمع والفرد، لذلک یکون لزاما على الباحثین والأخصائیین النفسیین والقائمین على رعایة الحالات المرضیة القیام بدراسات تهتم بإعداد البرامج الإرشادیة النفسیة سواء کانت برامج علاجیة أو برامج وقائیة، ویسر الباحث فی ضوء نتائج هذه الدراسة التی کشفت عن اقتراح بعض التوصیات التی قد یکون لها دورا إیجابیا فی مجال الإسهام فی تحقیق الصحة النفسیة وذلک بعلاج وإرشاد من یحتاجون إلى ذلک بالإضافة إلى وقایة الفئات المعرضة للخطر، وهذه التوصیات کمایلی:

  • الترکیز والاهتمام بالجوانب النفسیة والإنفعالیة لفئات المرضى کالمدمنین والمرضى النفسیین قبل الترکیز على النواحی العلاجیة الدوائیة.
  • یوصی الباحث بوضع برامج إعلامیة عبر وسائل الإعلام المختلفة وتنظیم محاضرات إرشادیة تهدف إلى توعیة من لدیهم حالات من المتعاطین سواء داخل البیت أو فی أماکن الدراسة أو فی العمل، وذلک لتعلیم هؤلاء بالأسس والمهارات والقواعد الإرشادیة التی تمکنهم من التعامل مع هذه الفئات وإرشادهم. وذلک لمساعدتهم فی تشکیل شخصیة سویة تسهل علیهم مواجهة المشکلات التی تواجههم.
  • الاهتمام والعمل على تنظیم وتقدیم مثل هذه البرامج الإرشادیة لغیر المرضى، وذلک فی المدراس والجامعات، وذلک بإدخال مثل هذه البرامج الإرشادیة النفسیة التطبیقیة ضمن المناهج الدراسیة وخصوصا للمراحل الدراسیة الکائنة فی مرحلة المراهقة والشباب.
  • یوصی وزارة الصحة ووزارة التربیة والتعلیم ووزارة الشؤون الاجتماعیة بالاستفادة من هذا البرنامج من قبل الأخصائیین النفسیین العاملین فی وزارة الصحة، وذلک لتعمیمه وتطبیقه على المدمنین وأصحاب الصلابة النفسیة الضعیفة، ولتحقیق هذه التوصیة یتحتم اتخاذ الآلیة التنفیذیة التالیة:

ü      تعمیم البرنامج الإرشادی النفسی لتنمیة الصلابة النفسیة على جمیع المراکز العلاجیة والإرشادیة النفسیة المتخصصة فی علاج الإدمان، وفی المدراس وفی دور الملاحظة الاجتماعیة.

ü      عمل ورش تدریبیه للأخصائیین النفسین لمعرفة کیفیة تنفیذ البرنامج الإرشادی.

  • یوصی الباحث بضرورة القیام بمزید من الدراسات والبحوث التجریبیة التطبیقیة من قبل الباحثین والمتخصصین فی النواحی النفسیة والاجتماعیة للعمل على تطویر البرامج الإرشادیة النفسیة، وذلک لتحقیق مبدأ العلاج المبنی على الأصول والمناهج الإرشادیة النفسیة العلمیة الحدیثة.
  • إعداد برامج وندوات ومحاضرات تنمی الصلابة النفسیة والصحة النفسیة وترکز على تعلم کیفیة صیاغة الأهداف وکیفیة تحقیقها والتفریق بین ماهو هدف وبین ماهو حلم یستحیل الحصول علیه. مما یساعد على وقایة الأفراد من الوقوع ضحیة للمرض النفسی الذی یقوده إلى الاکتئاب والانتحار أو التعاطی الذی یقوده للإدمان.
  • تأسیس مؤسسات حکومیة وأهلیة دائمة تقوم بإجراء الدراسات والبحوث التجریبیة لاختبار فاعلیة برامج الإرشاد النفسی المختلفة والتی یحتاج إلیها أفراد المجتمع وخصوصا البرامج الوقائیة التی تسبق المرض أو الإدمان.

 

 

 

 

 

 

 

 

المصادر والمراجع

أولاً: المراجع العربیة :

أبو عمة، عبدالرحمن (1998): حجم ظاهرة الاستعمال غیر المشروع للمخدرات، أکادیمیة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، الریاض، السعودیة.

أحمد، سهیر کامل (1999م): التوجیه والارشاد النفسی، مرکز الاسکندریة للکتاب، الإسکندریة، مصر.

الأصفر، أحمد (2004): عوامل انتشار ظاهرة المخدرات فی المجتمع العربی، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، الریاض.

أوتوفیجل (1969): نظریة التحلیل النفسی فی العصاب، ترجمة صلاح مخیمر وآخرون، الجزء الثانی، مکتبة الانجلو المصریة، القاهرة، مصر.

البریثن، عبدالعزیز (2002): الخدمة الاجتماعیة فی مجال إدمان المخدرات، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، الریاض.

الجریوی، محمد (2001): المخدرات خطر ومواجهة، الیوم العالمی لمکافحة المخدرات، جریدة الجزیرة، ع 10498، ط 2، دار الجزیرة للطباعة والنشر، الریاض، السعودیة.

الجوهی، عبدالله عمر (2004م): أثر النموذج المعرفی السلوکی فی علاج عینة من مرضى الإدمان. رسالة دکتوراه غیر منشورة، جامعة المنیا، مصر.

الحازمی، صالح (1422هـ): تعاطی المخدرات وعلاقته بأبعاد الشخصیة وبعض المتغیرات الأسریة، رسالة دکتوراه، معهد الدراسات والبحوث التربویة، قسم الإرشاد النفسی، جامعة القاهرة، مصر.

الحجار ، محمد حمدی (1990): فن العلاج فی الطب النفسی السلوکی، دار العلم للملایین، بیروت، لبنان.

خیال، محمود (2001): الإدمان، دار الهلال، القاهرة، مصر.

الدسوقی، مجدی محمد (1999م): مقیاس الرضا عن الحیاة، مکتبة النهضة المصریة، القاهرة، مصر.

الرشودی، سعد (2006): فاعلیة برنامج إرشادی نفسی فی خفض درجة السلوک العدوانی لدى طلاب المرحلة الثانویة، دراسة تجریبیة، أطروحة دکتوراه، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، الریاض، السعودیة.

زهران، حامد (1977): الصحة النفسیة والعلاج النفسی، ط 2، دار عالم الکتب، القاهرة، مصر.

الزهرانی، أحمد سعید (2006م): فعالیة برنامج علاجی نفسی مقترح لخفض درجة بعض الاضطرابات النفسیة التالیة للصدمة، رسالة دکتوراه غیر منشورة، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، الریاض، السعودیة.

سلامة، محمد والعمروسی، أنور (2001): الإدمان، المرکز القومی للعلوم الاجتماعیة والجنائیة، القاهرة، مصر.

سویف، مصطفى (1996): المخدرات والمجتمع نظرة تکاملیة، ع 205، کتاب عالم المعرفة، مصر.

سویف، مصطفى (2000م): مشکلة تعاطی المخدرات بنظرة علمیة، الدار المصریة اللبنانیة، القاهرة، مصر .

السید، رأفت (2004): الاضطرابات النفسیة لدى عینة من المدمنین بالمقارنة بغیر المدمنین کما یکشف عنه اختبار الشخصیة المتعدد الأوجه، المجلة المصریة للدراسات النفسیة، ع 42، الجمعیة المصریة للدراسات النفسیة، القاهرة، مصر.

العساف، صالح (1409): المدخل إلى البحث فی العلوم السلوکیة، مکتبة العبیکان، الریاض، السعودیة.

عواد، حنان (2003): المخدرات وأثرها المدمر لصحة الإنسان والمجتمع، دار سعاد الصباح، الکویت.

الغریر، أحمد وأبو أسعد، أحمد (2009): التعامل مع الضغوط النفسیة، دار الشروق للنشر والتوزیع، عمان ، الأردن.

الفحل، نبیل محمد (2009م): برامج الارشاد النفسی، النظریة والتطبیق، دار العلوم للنشر والتوزیع، القاهرة، مصر.

الفقیه، علی حسن (1416هـ): فعالیة العلاج المعرفی فی علاج حالات الإدمان على الهیروین، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة، السعودیة.

اللیل، محمد جعفر (2002م): المساعدة الإرشادیة النفسیة، الدار السعودیة للنشر والتوزیع، جدة، السعودیة.

مخیمر، عماد محمد (1996م): إدراک القبول/ الرفض الوالدی وعلاقته بالصلابة النفسیة لطلاب الجامعة، مجلة دراسات نفسیة، رابطة الأخصائیین النفسیین، ج 6، ع2، القاهرة، مصر.

مخیمر، عماد محمد (1997م): الصلابة النفسیة والمساندة الاجتماعیة، متغیرات وسیطة فی العلاقة بین ضغوط الحیاة وأعراض الاکتئاب لدى الشباب الجامعی، المجلة المصریة للدراسات النفسیة، ج7، ع17، مصر.

مخیمر، عماد محمد،(2011): استبیان الصلابة النفسیة، مکتبة الأنجلو المصریة.

مرعی، محمد (1989): تعاطی المشروبات الکحولیة، رسالة ماجستیر، کلیة الآداب، جامعة الزقازیق، مصر.

المصری، ولید (2001): دور العوامل النفسیة فی الهوس بالسموم لدى المراهقین الذکور، مجلة شؤون اجتماعیة، ع69، جمعیة الاجتماعیین.

مصطفى، محمود (2009): العلاج المعرفی السلوکی للاکتئاب، برنامج علاجی تفصیلی، إیتراک للطباعة والنشر والتوزیع، القاهرة، مصر.

وزارة الداخلیة السعودیة (1405هـ): المخدرات والعقاقیر المخدرة، سلسلة کتب مرکز أبحاث مکافحة الجریمة، الریاض، السعودیة.

ثانیاً: المراجع الأجنبیة :

Cozzi, L. (1991): The influence of hardiness stress and social support and academic achievement among urban students. Dissertation Abstracts International.

Florian. V.; Mikulincer, M. & Taubman, O. (1995): Does hard contribute to mental health during astressful real life situations? The role of appraisal and coping, Journal of Personality and Social Psychology.

Lowinsohn, P. ; Redner, J., & Seeley, J. (1991). The relationship between life satisfaction and psychosocial variables: New perspectives. In F. Strach; M. Argyle & N. Schwarz (Eds.), Subjective wel-being : An interdisciplinary perspective. Oxford, England: Pergamon Press.

Salokangas, R. et al. (1991). On determinants of life satisfaction in later middle age: Reports of the TURVIA project. Psychiatria – Fennica, Vol. 22.

 

 

 

أولاً: المراجع العربیة :
أبو عمة، عبدالرحمن (1998): حجم ظاهرة الاستعمال غیر المشروع للمخدرات، أکادیمیة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، الریاض، السعودیة.
أحمد، سهیر کامل (1999م): التوجیه والارشاد النفسی، مرکز الاسکندریة للکتاب، الإسکندریة، مصر.
الأصفر، أحمد (2004): عوامل انتشار ظاهرة المخدرات فی المجتمع العربی، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، الریاض.
أوتوفیجل (1969): نظریة التحلیل النفسی فی العصاب، ترجمة صلاح مخیمر وآخرون، الجزء الثانی، مکتبة الانجلو المصریة، القاهرة، مصر.
البریثن، عبدالعزیز (2002): الخدمة الاجتماعیة فی مجال إدمان المخدرات، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، الریاض.
الجریوی، محمد (2001): المخدرات خطر ومواجهة، الیوم العالمی لمکافحة المخدرات، جریدة الجزیرة، ع 10498، ط 2، دار الجزیرة للطباعة والنشر، الریاض، السعودیة.
الجوهی، عبدالله عمر (2004م): أثر النموذج المعرفی السلوکی فی علاج عینة من مرضى الإدمان. رسالة دکتوراه غیر منشورة، جامعة المنیا، مصر.
الحازمی، صالح (1422هـ): تعاطی المخدرات وعلاقته بأبعاد الشخصیة وبعض المتغیرات الأسریة، رسالة دکتوراه، معهد الدراسات والبحوث التربویة، قسم الإرشاد النفسی، جامعة القاهرة، مصر.
الحجار ، محمد حمدی (1990): فن العلاج فی الطب النفسی السلوکی، دار العلم للملایین، بیروت، لبنان.
خیال، محمود (2001): الإدمان، دار الهلال، القاهرة، مصر.
الدسوقی، مجدی محمد (1999م): مقیاس الرضا عن الحیاة، مکتبة النهضة المصریة، القاهرة، مصر.
الرشودی، سعد (2006): فاعلیة برنامج إرشادی نفسی فی خفض درجة السلوک العدوانی لدى طلاب المرحلة الثانویة، دراسة تجریبیة، أطروحة دکتوراه، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، الریاض، السعودیة.
زهران، حامد (1977): الصحة النفسیة والعلاج النفسی، ط 2، دار عالم الکتب، القاهرة، مصر.
الزهرانی، أحمد سعید (2006م): فعالیة برنامج علاجی نفسی مقترح لخفض درجة بعض الاضطرابات النفسیة التالیة للصدمة، رسالة دکتوراه غیر منشورة، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، الریاض، السعودیة.
سلامة، محمد والعمروسی، أنور (2001): الإدمان، المرکز القومی للعلوم الاجتماعیة والجنائیة، القاهرة، مصر.
سویف، مصطفى (1996): المخدرات والمجتمع نظرة تکاملیة، ع 205، کتاب عالم المعرفة، مصر.
سویف، مصطفى (2000م): مشکلة تعاطی المخدرات بنظرة علمیة، الدار المصریة اللبنانیة، القاهرة، مصر .
السید، رأفت (2004): الاضطرابات النفسیة لدى عینة من المدمنین بالمقارنة بغیر المدمنین کما یکشف عنه اختبار الشخصیة المتعدد الأوجه، المجلة المصریة للدراسات النفسیة، ع 42، الجمعیة المصریة للدراسات النفسیة، القاهرة، مصر.
العساف، صالح (1409): المدخل إلى البحث فی العلوم السلوکیة، مکتبة العبیکان، الریاض، السعودیة.
عواد، حنان (2003): المخدرات وأثرها المدمر لصحة الإنسان والمجتمع، دار سعاد الصباح، الکویت.
الغریر، أحمد وأبو أسعد، أحمد (2009): التعامل مع الضغوط النفسیة، دار الشروق للنشر والتوزیع، عمان ، الأردن.
الفحل، نبیل محمد (2009م): برامج الارشاد النفسی، النظریة والتطبیق، دار العلوم للنشر والتوزیع، القاهرة، مصر.
الفقیه، علی حسن (1416هـ): فعالیة العلاج المعرفی فی علاج حالات الإدمان على الهیروین، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة، السعودیة.
اللیل، محمد جعفر (2002م): المساعدة الإرشادیة النفسیة، الدار السعودیة للنشر والتوزیع، جدة، السعودیة.
مخیمر، عماد محمد (1996م): إدراک القبول/ الرفض الوالدی وعلاقته بالصلابة النفسیة لطلاب الجامعة، مجلة دراسات نفسیة، رابطة الأخصائیین النفسیین، ج 6، ع2، القاهرة، مصر.
مخیمر، عماد محمد (1997م): الصلابة النفسیة والمساندة الاجتماعیة، متغیرات وسیطة فی العلاقة بین ضغوط الحیاة وأعراض الاکتئاب لدى الشباب الجامعی، المجلة المصریة للدراسات النفسیة، ج7، ع17، مصر.
مخیمر، عماد محمد،(2011): استبیان الصلابة النفسیة، مکتبة الأنجلو المصریة.
مرعی، محمد (1989): تعاطی المشروبات الکحولیة، رسالة ماجستیر، کلیة الآداب، جامعة الزقازیق، مصر.
المصری، ولید (2001): دور العوامل النفسیة فی الهوس بالسموم لدى المراهقین الذکور، مجلة شؤون اجتماعیة، ع69، جمعیة الاجتماعیین.
مصطفى، محمود (2009): العلاج المعرفی السلوکی للاکتئاب، برنامج علاجی تفصیلی، إیتراک للطباعة والنشر والتوزیع، القاهرة، مصر.
وزارة الداخلیة السعودیة (1405هـ): المخدرات والعقاقیر المخدرة، سلسلة کتب مرکز أبحاث مکافحة الجریمة، الریاض، السعودیة.
ثانیاً: المراجع الأجنبیة :
Cozzi, L. (1991): The influence of hardiness stress and social support and academic achievement among urban students. Dissertation Abstracts International.
Florian. V.; Mikulincer, M. & Taubman, O. (1995): Does hard contribute to mental health during astressful real life situations? The role of appraisal and coping, Journal of Personality and Social Psychology.
Lowinsohn, P. ; Redner, J., & Seeley, J. (1991). The relationship between life satisfaction and psychosocial variables: New perspectives. In F. Strach; M. Argyle & N. Schwarz (Eds.), Subjective wel-being : An interdisciplinary perspective. Oxford, England: Pergamon Press.
Salokangas, R. et al. (1991). On determinants of life satisfaction in later middle age: Reports of the TURVIA project. Psychiatria – Fennica, Vol. 22.