نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
أستاذ مساعد- صحة نفسية- جامعة المنيا.
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
کلیة التربیة
کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم
إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)
=======
التحرش الجنسى کمنبئ بالسلوک الأخلاقى لدى طلاب جامعة المنیا
إعــداد
د/ إسهام أبو بکر عثمان
أستاذ مساعد- صحة نفسیة- جامعة المنیا.
} المجلد الحادی والثلاثین– العدد الخامس – جزء أول– أکتوبر2015م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
ملخص الدراسة
هدفت الدراسة الحالیة إلى التعرف على العلاقة الارتباطیة بین التحرش الجنسى والسلوک الأخلاقى لدى طلاب الجامعة، وکذلک الفرق بین الطلاب والطالبات على مقیاس التحرش الجنسى، والفرق بین الطلاب والطالبات على مقیاس السلوک الأخلاقى، والفرق بین بین الطلاب ذوى التخصصات العلمیة والطلاب ذوى التخصصات الأدبیة على مقیاس التحرش وکذلک الفرق بین الطلاب ذوى التخصصات العلمیة والطلاب ذوى التخصصات الأدبیة على مقیاس السلوک الأخلاقى والطلاب ذوى التخصصات الأدبیة على مقیاس السلوک الأخلاقى، والکشف عن إسهام التحرش الجنسى فى التنبؤ بالسلوک الأخلاقى لدى طلاب الجامعة، وتکونت عینة الدراسة من عدد من طلاب وطالبات جامعة المنیا بلغ عددهم (600) طالباً وطالبة یمثلون کلیات عملیة (التربیة-العلوم) وکلیات نظریة (الآداب-دار العلوم)، تتراوح أعمارهم بین (20-23 عام)، وتم تطبیق مقیاس التحرش الجنسى من إعداد الباحثة، ومقیاس السلوک الأخلاقى من إعداد الباحثة، وتوصلت الدراسة للنتائج الآتیة:
Abstract
The Present study is to identify the relationship correlation between sexual harassment and moral behavior of Minia University students, as well as the difference between male and female students on scale of sexual harassment, and the difference between male and female students on ascale moral behavior, and the difference between students with scientific disciplines and students with disciplinary literary on ascale of sexual harassment, as well as the fifference between students with scientific disciplines and students with disciplinary literary on ascal of Morel Behavior, conduct and discbsure of the contribution of sexual harassment in predicting the behavior of moral for University students and study sample consisted of anumber of students of Minia University numbered (600) students, representing the faculties of the process (Education-sciences), colleges theory (Arts-Dar aluloon) and between the ages of (20-23) was applied in sexual harassment scale of the researcher and the measure of the moral behavior of the researcher and the study founcl the results derived:
1- No relation ship correlation is negative stutisically significant at the level(1). Amory the students gracles on a scale of sexual harassment dimensions and six gracles on a scale the moral climencions of the five behavior.
2- There hash statistical difference between the average male and female students gracles study sample on a scale of sexual harassment in the direction of students.
3- There is a statistically significant difference between mean scores of male and female students study sample on a scale the moral climensions of the five hehavior that in the direction of the students.
4- There is a statistically significant difference between the averages of students with degrees of scientific disciplines and students with disciplinary literary on a scole of sexual harassment dimensions and six in the direction of students with disciplinary literary.
5- There is astatistically significant difference between the a verage scores of students with scientific disciplines and students with specialties in literary dimensions of moral behavior in the direction of students with degrees of scientific disciplines.
6- Contribute to sexual harassment Dalla contribution statistically significant at the level of(1.0) in predictiny the dimensions of ethical behavior amony University students.
مقدمة:
حظیت قضیة التحرش الجنسى فى الآونة الأخیرة باهتمام العدید من الأوساط الإعلامیة والأکادیمیة والمجتمعیة، وعلى کافة مستویاتها الاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة، حتى أصبحت جزء من خطاب الحیاة الیومیة بین النساء فى المجتمع المصرى بصفة عامة وبشکل یومى سواء فى الأماکن العامة کالأسواق والمواصلات العامة والشوارع أو الأماکن الخاصة مثل المؤسسات التعلیمیة وأماکن العمل والنوادى الریاضیة والجامعات المصریة، والتى تحتاج إلى جهود مهن متعددة وأبحاث مختلفة فى المجتمع المصرى لمواجهة هذه الظاهرة، ومن بین هذه المهن مهنة الإعلام والتى تساهم فى توعیة أفراد المجتمع للتصدى لهذه الظاهرة. وأیضاً ینبغى على الباحثین فى مجال علم النفس والصحة النفسیة التعرض لهذه القضیة الشائکة لمعرفة أسبابها والعوامل التى تؤدى إلیها وکیفیة التغلب علیها.
ففى الماضى کانت المرأة تخشى أن تتحدث وتصرح بتعرضها لأى شکل من أشکال التحرش فقد کن یعتبرونه فى إطار (العیب)، ولکن مع تفاقم المشکلة وزیادتها وتعدد صورها وجدن أن السبیل أمامهن هو التحدث حول هذه المشکلة ومحاولة البحث عن حلول لها.
وینظر للتحرش الجنسى على أنه أحد أشکال التمییز بخلاف کونه أحد أخطر المشکلات الإجتماعیة الحالیة لکلا طرفى عملیة التحرش القائم بها والواقعة علیه، وبطبیعة الحال نجد أن النساء هن الغالبیة العظمى ممن تقع علیهن التحرش برغم أن الدراسات تشیر لوجود فئات أخرى قد تکون ضحیة للتحرش مثل المراهقین والأطفال والأقلیات، إلا أن الشائع أن النساء هن الأکثریة من ضحایا التحرش الجنسى.
ویعتبر التحرش الجنسى هو أحد أشکال العنف ضد المرأة حیث أشار محمد ضو (2004: 18) إلى أن هذه الظاهرة حظیت فى العصر الحدیث باهتمام محلى وعالمى کبیرین، حیث أصبحت هذه الظاهرة تشمل النساء والأطفال فى مختلف مراحلهم العمریة، وهى لیست مرتبطة بالدین أو العرف أو المستوى الثقافى والاقتصادى، بل تنتشر فى مختلف الشرائح والطبقات الاجتماعیة، ومع هذا الانتشار الواسع لموجات العنف بمختلف صوره وأشکاله وحظیت المرأة بالنصیب الأکبر من العنف، وذلک إلى الحد الذى یجعل من الصعب إرجاع هذا إلى سبب واحد ولکن هناک العدید من الأسباب المتشابکة والمختلفة التى أدت إلى تنامى ظاهرة العنف ضد المرأة والذى یعتبر التحرش الجنسى أحد أشکاله.
وقد أخذت قضیة التحرش الجنسى مساحة مهمة فى حوارات البیوت وجزاءاً کبیراً من اهتمام الأسر وأیضاً مراکز الأبحاث مؤخراً، وأفاض فیها البعض باعتبارها أحد مظاهر العنف، واعتبرها آخرون نتیجة طبیعیة لحالة التسیب الأخلاقى الذى ألقى بظلاله على عدم الالتزام الدینى عند الشباب والملابس التى ترتدیها الفتیات، فقد تکون هذه الأسباب مجموعة فاعلة من تنامى الظاهرة، لکنها لا تصلح لأن تکون مبرراً.
وظاهرة التحرش الجنسى لا تختلف بین البلدان وإنما الاختلاف فیما بینهم یتجلى فى اختلاف المعاییر السلوکیة والأخلاقیة التى تختلف باختلاف الثقافات.
کما أشارت الجمعیة الوطنیة للدفاع عن الحقوق والحریات فى تقریر علمى لها بأن هناک تدنیاً أخلاقیاً فى المجتمع المصرى بدأ کظاهرة فردیة منذ عام 2005 ثم استمر فى الانتشار سنویاً وبشکل متدرج وفى الخفاء حتى أصبح التحرش الجنسى یقوم به الأفراد بشکل جماعى ومنظم وعلانیاً بدون أدنى خوف أو خجل، ویتم استغلاله بشکل سیاسى وعلى مختلف الأنظمة والخاسر الأساسى والوحید فیه هو المرأة المصریة التى دائماً وأبداً مفعول بها بصفتها الطرف الضعیف فى المعادلة.
مشکلة الدراسة:
التحرش الجنسى یتجسد فى سیاق الحیاة الیومیة فى عدد من الأشکال، فهناک التحرش الجنسى بالمحارم، وهو ذلک الشکل الذى یظهر داخل الأسرة، ویکون طرفین من الأشخاص الذین تربطهما صلة دم أو قرابة قد تحرم الزواج بینهما، وهناک التحرش الجنسى العام، وهو الذى تتعرض له الأنثى فى العدید من السیاقات، من خلال العدید من الرجال الذین تتفاعل معهم فى سیاق عمل أو زمالة أو جیرة، وقد لا یجمعهما أى موقف تفاعلى، مثل أشکال التحرش الجنسى الذى تتعرض له الأنثى فى الشارع ووسائل المواصلات من قبل أفراد لا تعرفهم.
وقد کشفت مراجعة التراث النظرى والدراسات السابقة أن هناک إهمال علمى واضح فى دراسة التحرش الجنسى، وأن الأسباب المرتبطة بذلک تتمثل فى سکوت النساء عن الاعتراف بمظاهر وأفعال التحرش الجنسى الذى یتعرض له، ومع هذا الإهمال الواضح، ومع تزاید انتشار أفعال التحرش الجنسى أصبح من الضرورى فى الوقت الراهن أن نفتح هذا الملف المتوتر، والذى یعد من الإشکالیات الخطیرة التى تهدد البناء الاجتماعى.
ویعتبر التحرش الجنسى أحد المشکلات الاجتماعیة الخطیرة التى تهدد التفاعل الاجتماعى فى المجتمع المصرى مثلما هى مشکلة خطیرة تهدد مجتمعات غربیة وعربیة کثیرة، ومن خلال الإحصائیات والأرقام نجد أن المجتمع الأمریکى قام بدراسة من خلال لجنة حمایة نظام الجدارة والاستحقاق کشفت أن هناک 42% من النساء تم التحرش بهن جنسیاً فى مکان العمل، وفى مسح آخر قامت به إحدى المنظمات الحکومیة اتضح أن 37% من النساء العاملات یتم التحرش بهن جنسیاً فى العمل، وأن 70% من الطالبات أشرن إلى مواجهتهن ومرورهن بتجارب للتحرش الجنسى من خلال زملائهن وأساتذتهن (Diana, 2003: 168).
أما عن الواقع العربى، فلقد انتهت دراسة أعدتها صحیفة الغد الأردنیة وشملت 100 من الطالبات إلى أن 57% من العینة قد تعرضن للمضایقات والتحرشات الجنسیة، وأظهرت الدراسة أن نسبة 33% کان شکل التحرش معهن لفظیاً، 24% کان التحرش جسدیاً (طارق دیلوانى، 2009).
أما بالنسبة للمجتمع المصرى، یأتى تقریر الأوضاع الإحصائیة للمرأة المصریة الذى یعده المجلس القومى للمرأة لیعترف بأن سلوکیات التحرش والاغتصاب بأشکاله المتعددة سواء ما یحدث داخل الأسرة من خلال المحارم، أو الذکور محل الثقة، أو من قبل أغراب، أصبح یشکل ظاهرة فى المجتمع المصرى (المجلس القومى للمرأة، 2004: 120).
وفى دراسة قامت بها مصر فى مؤتمر بکین أن هناک 66% من عینة الدراسة تعرضن للإهانة فى أماکن عملهن، وقد اتخذت هذه الإهانة فى 70% من هذه الحالات الطابع الجنسى، و30% من الحالات تحرش جنسى باللفظ و17% تحرش جنسى باللمس و20% من الحالات غزل مباشر (سامیة الساعاتى، 2006: 255).
والدراسة الراهنة لا تتعامل مع التحرش الجنسى بأشکاله المختلفة باعتباره مشکلة اجتماعیة مرتبطة بالبناء الاجتماعى، أو مشکلة تعبر عن خلل فى النسق القیمى، ولکن تتعامل مع التحرش الجنسى باعتباره فعلاً وسلوکاً أخلاقیاً انتشر فى الآونة الأخیرة بصورة واضحة وعلى الملأ مثلما حدث مع السیدة التى تعرضت للاغتصاب والتحرش فى میدان التحریر (2014) باحتفالات تنصیب السیسى رئیساً للجمهوریة وتعتبر هذه الواقعة هى الأسوأ فى تاریخ مصر الحدیث حیث قام مجموعة من البلطجیة المتحرشین جنسیاً باعتراض سیدة فى الثلاثین من عمرها تصطحب ابنتها، من خلفها فنظرت خلفها
محتجة وصارخة فوجدت نفسها بین حشد من المتحرشین بلغ عددهم (10) أشخاص قاموا بدفعها بعیداً عن المتظاهرین بحجة حمایتها ولکنهم فى الحقیقة تهافتوا وتکاثروا علیها وفعلوا فعلتهم المشینة، وعلى الرغم من صراخ السیدة وابنتها وقف الحاضرون مشاهدین وسط تهدید المتحرشین لضرب من یتجرأ على الدفاع عنها، وتعتبر هذه الحادثة لیست الأولى أو الأخیرة فى التحرش وهذا ما دعى الباحثة للقیام بهذه الدراسة لمعرفة العلاقة بین التحرش الجنسى والسلوک الأخلاقى، وفى ضوء العرض السابق، یمکن صیاغة مشکلة الدراسة الحالیة فى التساؤلات الآتیة:
1- ما طبیعة العلاقة بین التحرش الجنسى والسلوک الأخلاقى لدى طلاب الجامعة؟
2- ما الفرق بین متوسطى درجات الطلاب والطالبات عینة الدراسة على مقیاس التحرش الجنسى؟
3- ما الفرق بین متوسطى درجات الطلاب والطالبات عینة الدراسة على مقیاس السلوک الأخلاقى؟
4- ما الفرق بین متوسط درجات الطلاب ذوى التخصصات العلمیة والطلاب ذوى التخصصات الأدبیة على مقیاس التحرش الجنسى؟
5- ما الفرق بین متوسطى درجات الطلاب ذوى التخصصات العلمیة والطلاب ذوى التخصصات الأدبیة على مقیاس السلوک الأخلاقى؟
6- هل یسهم التحرش الجنسى فى التنبؤ بالسلوک الأخلاقى لدى طلاب الجامعة؟
هدف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالیة إلى التعرف على:
1- العلاقة الارتباطیة بین التحرش الجنسى والسلوک الأخلاقى لدى طلاب الجامعة.
2- الفرق بین الطلاب والطالبات على مقیاس التحرش الجنسى.
3- الفرق بین الطلاب والطالبات على مقیاس السلوک الأخلاقى.
4- الفرق بین الطلاب ذوى التخصصات العلمیة والطلاب ذوى التخصصات الأدبیة على مقیاس التحرش الجنسى.
5- الفرق بین الطلاب ذوى التخصصات العلمیة والطلاب ذوى التخصصات الأدبیة على مقیاس السلوک الأخلاقى.
6- إسهام التحرش الجنسى فى التنبؤ بالسلوک الأخلاقى لدى طلاب الجامعة.
أهمیة الدراسة:
تتمثل أهمیة الدراسة فیما یلى:
1- تتناول هذه الدراسة مشکلة هامة من المشکلات التى تتعرض لها المرأة أو الفتاة وهى التحرش الجنسى والذى یعتبر من أهم وأخطر المشکلات الاجتماعیة المسکوت عنها فى المجتمع المصرى.
2- عدم الاهتمام الکافى لدراسة التحرش الجنسى حیث أنه لم یکن سمة للمجتمعات العربیة فحسب، بل أن الأفعال المرتبطة بالتحرش الجنسى لم تلقى الاهتمام إلا بعد تزاید أعداد النساء والفتیات اللاتى یعانین من سلوکیات التحرش الجنسى فى العدید من المؤسسات مما أدى إلى تحرک المؤسسات التشریعیة والقضائیة فى العدید من المجتمعات إلى اعتبار التحرش الجنسى انتهاک للحقوق المدنیة.
3- یعد السلوک الأخلاقى من السلوکیات الضروریة التى یجب إکسابها للشباب لأنه یقوم فى جوهره على فضائل ومزایا یقرها ویرضاها المجتمع، وقد یتعرض بعض الشباب إلى الاستغلال السیئ نتیجة قصور الجانب الأخلاقى لدیهم.
4- ضرورة تسلیط الضوء على أهمیة السلوک الأخلاقى للمجتمع وضرورة العنایة بالتربیة الأخلاقیة حتى یمکن خفض ظاهرة التحرش الجنسى.
5- یمکن أن تساهم نتائج هذه الدراسة فى إعداد برامج إرشادیة للشباب لتوجیههم نحو مخاطر التحرش الجنسى على الأفراد وعلى المجتمع.
6- یمکن أن تساهم نتائج هذه الدراسة فى لفت نظر المسئولین عن التعلیم فى مصر بأن یتم الترکیز على الجانب الأخلاقى فى مناهج التعلیم العام، والمقررات الجامعیة بما یغرس فى نفوس الشباب الولاء والانتماء لوطنه وثقافته وقیم مجتمعه الأصیلة التى تخللتها سلوکیات لم تکن موجوده بهذا الشکل ومنها التحرش الجنسى وضعف السلوک الأخلاقى.
7- توجیه المسئولین لعقد برامج إرشادیة لأولیاء الأمور لتوعیتهم بالطرق المناسبة والتربویة فى التعامل مع أبنائهم والعمل على مشکلاتهم النفسیة والأسریة والاجتماعیة حتى لا یقعوا فریسة لاستخدام التحرش الجنسى کطریقة وأسلوب لتفریغ الکبت لدیهم.
8- یمکن أن تساعد هذه الدراسة المؤسسات المجتمعیة کالمدارس والجامعات والمساجد لتقوم بدورها فى عملیة النمو الأخلاقى للشباب وبناء قدرة الفرد على فهم وتمییز الصواب من الخطأ، وذلک من خلال الندوات والمؤتمرات والبرامج والمقررات الدراسیة والأنشطة.
مصطلحات الدراسة:
1- التحرش الجنسى:
هو مجموعة متنوعة من تعلیقات وسلوکیات غیر مرغوبة تشمل اللمس أو الکلام أو المحادثات التلیفونیة، ویحدث التحرش عادة من رجل فى موقع القوة بالنسبة للأنثى، ویرجع إلى مجموعة من العوامل أو الأسباب منها ما هو اقتصادى أو دینى أو قانونى، ومنها ما یرجع إلى العوامل الأسریة أو وسائل الإعلام أو تصرفات وملابس الفتیات وذلک کما یقیسه المقیاس.
ویمکن تعریف کل بعد من أبعاد التحرش الجنسى کما یلى:
أ- البعد الخاص بتصرفات وملابس الفتیات:
ویشتمل هذا البعد على المظهر العام لبعض الفتیات أو النساء وسلوکهن فى الطریق العام، وتخلى الفتاة عن العادات والتقالید المجتمعیة، وإزالة الحاجز بین الفتاة والشباب وذلک عن طریق مواقع التواصل الاجتماعى والذى یمکن أن یکون أحد الأسباب الهامة فى انتشار ظاهرة التحرش الجنسى.
ب- البعد الخاص: بالأسرة:
وتعتبر التنشئة الاجتماعیة الخاطئة للبنین والبنات والتهاون فى التربیة معهم، وانشغال الوالدین عن الأبناء وعدم الحوار معهم، والتفکک الأسرى، وعدم مراقبة الأسرة لأبنائها والقسوة الزائدة فى تربیة الأبناء تجعلهم یفرغوا کل هذا عن طریق التحرش بالآخرین.
جـ- بعد وسائل الإعلام:
تعتبر وسائل الإعلام وما تعرضه من بعض المواد الإباحیة کالأفلام والفیدیو کلیب واستخدام جسم المرأة للترویج والإثارة الجنسیة، حیث یصل إلى نتیجة مفاداها أن المرأة لیست کیاناً إنسانیاً جدیر بالاحترام وإنما هى کائن ملئ بألوان المتعة، وذلک کله یثیر الدوافع المکبوتة لدى المتحرش بما یؤدى إلى زیادة انتشار هذه الظاهرة.
د- البعد الاقتصادى:
یعتبر سوء الحالة الاقتصادیة وانتشار معدلات البطالة بین الشباب، وتأخر سن الزواج بسبب غلاء المهور، وعدم المقدرة على الاکتفاء الذاتى وشعور الفرد بعدم العدالة الاجتماعیة والاقتصادیة، وعدم إشباع حاجات الفرد، تجعله یلجأ إلى التحرش الجنسى کوسیلة للتعویض وإرضاء للنفس.
هـ- البعد الدینى:
تراجع الخطاب الدینى فى دور العبادة عن التحدث عن هذه الظاهرة، وعدم قیام المؤسسات التعلیمیة المختلفة بغرس القیم الدینیة التى تحمى الشباب من السلوکیات الخاطئة، وضعف الوازع الدینى، وعدم الالتزام بالقیم والتقالید والثقافة الدینیة یؤدى إلى انتشار التحرش الجنسى التى تضر بکل من الفرد والمجتمع.
و- البعد القانونى:
تعتبر صیاغة القوانین الخاصة بالتحرش الجنسى بطریقة مطاطة لا تؤدى إلى ردع المخالفین لها وتقیید قانون العقوبات بشروط قاسیة یؤدى إلى إفلات الجانى من العقوبة، کما أن التبلیغ عن حوادث التحرش الجنسى خاضعاً لنص المادة 306 من قانون العقوبات المصرى والتى تنص على الحبس مدة لا تتجاوز السنة وبغرامة لا تقل عن مائتى جنیه ولا تزید عن ألف جنیه أو بإحدى هاتین العقوبتین کل من تعرض لأنثى.
2- السلوک الأخلاقى:
هو سلوک یسعى به الفرد إلى الالتزام بالمعاییر والضوابط الأخلاقیة، وتجنب الخروج عنها، لتجنب إحداث التلف المادى للممتلکات أو الأشخاص خوفاً من العقوبة، وحرص الفرد على رفاهیة وسعادة الجماعة التى ینتمى إلیها وذلک بالتزامه بالقواعد التى تحکم هذا النظام الاجتماعى، وذلک کما یقیسه المقیاس.
ویمکن تعریف کل بعد من أبعاد السلوک الأخلاقى کما یلى:-
أ- الأمانة:
وتعرف إجرائیاً بأنها سلوک یسعى به الفرد إلى الإلتزام بالمعاییر والضوابط الأخلاقیة ومساعدة الآخرین، وتقدیم النصح لهم، دون تزییف الواقع.
ب- الضمیر:
ویعرف بأنه صوت ینبثق من أعماق الفرد یأمره بالخیر وینهاه عن الشر، ویأمره بعمل الواجب بغض النظر عن الثواب والعقاب إلا بمثوبة نفسه بارتیاحها.
جـ- المبادئ والمثل العلیا:
وتعرف إجرائیاً بأنها: مجموعة من المبادئ التى یختارها الشخص بنفسه لاعتقاده بأنها مناسبة للتعامل مع الآخرین وتحکم سلوک البشر.
د- الطاعة:
وهى تجنب کسر المعاییر الأخلاقیة أو الخروج عنها، لتجنب إحداث التلف المادى للممتلکات أو الأشخاص خوفاً من العقوبة.
هـ- النظام الاجتماعى:
وهو محافظة الفرد على احترام السلطة والمحافظة على النظام الاجتماعى، وحرص الفرد على رفاهیة وسعادة الجماعة التى ینتمى إلیها وذلک بالتزامه بالقواعد التى تحکم هذا النظام الاجتماعى.
الإطار النظرى للدراسة:
ستتناول الباحثة فى هذا الجزء متغیرات الدراسة وهما التحرش الجنسى والسلوک الأخلاقى.
أولاً: التحرش الجنسى Sexual Harassment
أ- مفهوم التحرش الجنسى:
تشیر العدید من الکتابات إلى أن مصطلح التحرش الجنسى Sexual Harassment لم یکن موجوداً حتى منتصف عام 1970م، وبدأ الباحثون والعلماء یهتمون به باعتباره شکل من أشکال العنف ضد المرأة، ولأنه یؤکد على الأدوار التقلیدیة للرجل، والتى تشیر إلى أنه أکثر قوة من المرأة، کما أنه فى التحرش الجنسى ینظر إلى المرأة على أنها موضوع أو کیان جنسى أولاً، ثم على اعتبار أنها امرأة عاملة أو طالبة (Asyan, 2008: 186)
ومنذ ذلک الوقت تبلورت العدید من الأسباب التى أدت إلى زیادة الاهتمام بمفهوم التحرش الجنسى والتى منها، ظهور الحرکات النسویة المدافعة عن قضایا المرأة بالإضافة إلى نشأة عدد من الجمعیات والمؤسسات المحلیة والقومیة والعالمیة التى اهتمت بقضایا المرأة ومنها القضایا المرتبطة بالعنف الموجه ضد المرأة فى کل صوره وأشکاله، وما ارتبط بذلک من فهم عالمى لحقوق المرأة وحریتها (هبه محمد، 2003: 15)
وترى مارى فرانس (2001: 95- 96) أن الهدف من التحرش الجنسى قد لا یکون دائماً جنسیاً بحتاً، بقدر ما هو تأکید لسلطة الشخص المتحرش، واعتبار المرأة موضوعاً "شیئاً" له، إن المرأة التى تتعرض للتنکید والتحرش الجنسى تعتبر من قبل المعتدى علیها کما لو کانت "تحت التصرف"، ویجب علیها القبول، بل یجب أن تعتبر نفسها محظوظة، وتزهو بقیمتها إذا کانت هى الصطفاه، ولا یتخیل المتحرش إطلاقاً إمکانیة أن ترفضه المرأة المحظیة.
وتؤکد أیضاً کاتلین Kathleen (2003: 41) على أن التحرش هو مجموعة من الأفعال، یقوم بها الرجل ضد المرأة، والتى تعکس فى مجملها المکانة الاجتماعیة المتدنیة للمرأة مقارنة بالرجل، کما تعکس أیضاً عملیة نشر الدور الجنسى النوعى للمرأة على أدوارها الأخرى.
وتعرف (عزه کریم، 1999: 546) التحرش الجنسى بأنه التعرض للأنثى على وجه یخدش حیاءها بالقول أو الفعل فى طریق عام، أو مکان مطروق، ولا یشترط فى ذلک أن یقع التعرض جهراً، ولکن الجریمة تتحقق أیضاً فى حالة إلقاء عبارات التعرض همساً فى أذن الأنثى بحیث لا یسمعها غیرها، مادامت هذه العبارات قد ألقیت فى طریق عام أو مکان مطروق، وتقع الجریمة على أنثى سواء کانت بالغة أو غیر ذلک، ولکن فى حالة صغر سنها یجب أن تکون ممن یدرکن دلالة القول أو الفعل، حتى یصح القول بأن حیاءها قد خدشن.
وتتناول (رقیة الخیارى، 2002: 32) التحرش الجنسى على أنه شکل من أشکال العنف الجسدى ضد المرأة، ویحدث إضراراً بکرامة المرأة وشرفها وحریتها، ویظهر على أرض الواقع فى صیغ مختلفة منها: تلمیحات لفظیة مباشرة، وتلمیحات غیر مباشرة بواسطة الإشارات، واللمس الذى یتدرج من القرص والملامسة إلى الاغتصاب.
وهناک بعض التعریفات التى أکدت على فکرة عدم رضا وقبول الأنثى لهذه الأفعال التى تهدف إلى الجنس ومقاومتها لمرتکب هذا الفعل ومنها تعریف (أنتونى جیدنز، 2002: 218) والذى أشار فیه إلى أن التحرش الجنسى هو محاولة فرد تحقیق تقدم فى العلاقات الجنسیة لا یرغب فیه الطرف الآخر، وفى هذه المحاولة یصر الفرد الأول حتى وأن اتضح له مقاومة الطرف الآخر لذلک.
أما دیانا کنیدل Diana Kendel (2003: 166) فترى أن التحرش الجنسى هو أى عرض أو طلب جنسى غیر مرغوب من قبل الأنثى بهدف الاتصال الجنسى، أو أیة سلوک لفظى مرتبط بالجنس أو فعل بدنى لملامسة الجسد موجه للأنثى.
أما طریف شوقى وعادل محمد (2004: 8) فوضعا تعریفاً إجرائیاً للتحرش الجنسى بأنه مجموعة من السلوکیات الصادرة عن أحد العاملین (زمیلاً- رئیساً) نحو إحدى العاملات (زمیلة-مرءوسه) والتى قد تأخذ صوراً متعددة سواء کانت لفظیة (تلمیحات-تعلیقات ذات طابع جنسى) أوبدنیة (ملامسات ذات طابع جنسى) یبدى من خلالها رغبته فى إقامة علاقة جنسیة معها على غیر رغبة أو ترحیب منها.
ویشیر کل من (Glomb: 1997) و (Miller: 1997) و (Nlurell: 1995) على أن التحرش الجنسى هو شکل من أشکال التمییز الجنسى وحیث أن العلاقة بینهما هى علاقة الخاص بالعام ویعتبر أن التحرش الجنسى هو التحرش بالمرأة المختلفة عنه فى النوع، بطرق متعددة مثل التعامل معها على أنها أقل، ولیس بمقدورها القیام بالأعمال الشاقة، وتصید أخطائها، وتکلیفها بما تعجز عن أدائه والتشهیر بها، والحط من قدرها لمجرد کونها امرأة، وکراهیتها، وقد یتحرش بها جنسیاً أیضاً فى بعض الأحیان.
وتعرف دعاء فکرى (2013: 72) التحرش الجنسى بأنه محاولة استثارة الأنثى بدون رغبتها ویشمل اللمس أو الکلام أو المحادثات التلیفونیة أو المجاملات غیر البریئة، ویحدث التحرش عادة من الرجل فى موقع القوة بالنسبة للأنثى مثل المدرس والتلمیذة، الطبیب والمریضة، أو حتى رجل دین ومتعبدة ولکن الحالات الأکثر والأغلب هى التى تحدث فى مکان العمل.
تعقیب:
من خلال العرض السابق لمختلف المحاولات التعریفیة التى صیغت حول مفهوم التحرش الجنسى، یمکن لنا الاستدلال والخروج ببعض الملاحظات المرتبطة بدراسة مفهوم التحرش الجنسى وهى:
ب- أشکال التحرش الجنسى:
یمکن من خلال مراجعة التراث المرتبط بظاهرة التحرش الجنسى، الوقوف على عدد کبیر ومتباین من المحاولات التصنیفیة لأشکال التحرش، وهذا التباین یرجع إلى أن طبیعة فعل التحرش الجنسى مرتبطة بأنه یتجسد فى أشکال مختلفة، باختلاف السیاقات الاجتماعیة والتنظیمیة، والبناء الثقافى الذى یتحکم فى هذه السیاقات وقد یختلف شکل فعل المتحرش باختلاف الفاعل، فهناک تحرش المدرس للطالبة وهناک تحرش الرئیس بمرءوسیه وهناک تحرش الأقران بعضهم ببعض.
قامت (Diana Kendell, 2003) بدراسة حول التحرش الجنسى بین الممرضات ومن خلال هذه الدراسة صنفت أشکال التحرش الجنسى إلى:-
1- سلوک جنسى لفظى، یتضمن التعلیقات والألفاظ والفکاهات الجنسیة.
2- سلوک جنسى غیر لفظى، یتضمن التعبیرات الجنسیة العدوانیة.
3- سلوک جنسى جسدى، ویتضمن عدد من السلوکیات تبدأ من الرتب على الجسد، والقرص والمعانقة إلى الاغتصاب.
أما جوکلین Joclyn (2006)ترى أن التحرش الجنسى یأخذ شکلین أساسین هما:
1- التحرش الجنسى الظاهر: ومن خلاله یطلب رجال اتصالات جنسیة من نساء بعینهن.
2- التحرس الجنسى القهرى: وفیه یقوم رجال بعینهم، ممارسة بعض أفعال التحرش الجنسى ضد النساء بهدف تخویفهم وقهرهم، ولیس بهدف الجنس فى حد ذاته.
ومن أشهر المحاولات التصنیفیة لأشکال التحرش، هى المحاولة التى أعدتها لجنة تکافؤ فرص العمل الأمریکیة، والاتحاد الأمریکى لأساتذة الجامعات، حیث میزت هذه المحاولة بین شکلین من أشکال التحرش الجنسى هما:-
1- التحرش الجنسى التعویضى:
وهذا الشکل یقوم فیه فرد ما باستخدام قوته التنظیمیة على مرءوس لدیه، لدفعه لکى یشارکه نشاط جنسى، ویتضمن هذا الشکل وجود علاقة ما بین أطراف التحرش، مثال علاقة الرئیس بمرءوسیه، أو علاقة المکانة المتساویة، کما أن هناک سابق تعارف ما بین طرفى التحرش، إضافة إلى أن مواقف الأنثى من التحرش قد یترتب علیه فى حالة الاستجابة منح الأنثى تعویض أو مکافأة، وقد یترتب علیه العقاب فى حالة رفضها.
2- التحرش الجنسى البیئى:
ویشیر هذا الشکل إلى العروض الجنسیة الدائمة والمستمرة التى تتعرض لها الأنثى داخل البیئة الاجتماعیة التى تعیش فیها، وتتضمن التعلیقات الجنسیة، أو الاهتمام الجنسى غیر المرغوب، وهذا الشکل قد لا یجمع طرفى عملیة التحرش أى علاقة، والأنثى هنا لا تضطر إلى أن تخضع لهذا الفعل طالما لا ترید الاستجابة لذلک (Donon, M, Richard, H, 2009)
وکما یوجد أنواع للتحرش الجنسى، یوجد أیضاً أنواع للمتحرش، وقد صنفت Irene (2000) المتحرش إلى ثلاثة أنواع تتمثل فى:
1- المتحرش السلطوى:
وهو المتحرش الذى یملک السلطة بهدف الضغط على ضحیته لامتثال أوامره، وینطبق هذا النوع على الرئیس والمرؤوس سواء کان ذلک فى محیط العمل أو التعلیم.
2- المتحرش الذکورى:
وهو المتحرش الذى یستخدم بعض القیم الذکوریة والتى تدعمها ثقافة بعض المجتمعات حیث سیادة الجنس الذکورى، فهو یحاول أن یمارس التحرش فقط لإثبات هیمنته وذکوریته على الجنس الأضعف.
3- المتحرش لأهداف جنسیة:
وهو المتحرش الذى یسعى إلى تحقیق أهداف جنسیة دون أى تمییز، فهو لا یحدد ضحایاه ولکن یرى أن أى أنثى یمکن من خلالها ممارسة ما یرید من أمور جنسیة دون أى اعتبارات من أى زمان أو أى مکان، فهو یرغب فقط فى إشباع لذته ویفضل هذا النوع من المتحرشین ضحایاهم غرباء عنهم، ولذلک فهم یفضلون ممارسة التحرش فى الأماکن العامة والمواصلات والأسواق.
حـ- العوامل المؤدیة إلى التحرش الجنسى:
یرى (2004) Rose أن التحرش الجنسى یرجع إلى بعض العوامل الخارجیة التى تزید من هذه المشکلة وقسم Rose هذه العوامل إلى:-
1- الازدحام:
هناک ما یسمى بالمساحة الحضاریة وهى حدود المساحة الحمیمة للشخص والتى هى مبدئیاً حوالى 45سم، ومن المعروف أنه کلما تقلصت هذه المساحة الحضاریة کلما کثرت الاحتکاکات والمشکلات فى التعامل بین الناس، وزادت المیول العدوانیة والتحرش الجنسى.
2- اختلاط الجنسین:
ویشیر Rose أن ارتفاع نسبة مشارکة المرأة فى التعلیم والقوى العاملة والرغبة فى إثبات الذات بصورة تعکس مستوى معیناً من التفکیر وأنه فى مستوى معین من المکانة الاجتماعیة أصبحت المرأة تتعرض للتحرش الجنسى (کلامیاً أو بدنیاً) سواء فى مکان العمل أو مکان الدراسة.
3- الإعـلام:
یعد الإعلام من أکثر العوامل المشجعة على التحرش الجنسى لما یبثه من بعض البرامج والأفلام الإباحیة بما یؤدى إلى انتشار هذه الظاهرة وذلک عن طریق التقلید والمحاکاة لما یراه الشباب وأیضاً لتنفیس الدوافع المکبوتة لدیهم.
أما (2008) Merkin فترى أن هناک بعض العوامل الداخلیة التى تؤدى إلى التحرش الجنسى منها:
1- عوامل مرتبطة بالمسیئ:
ویکون المسیئ غالباً شخصاً قد أسیئ إلیه جسدیاً، عاطفیاً، أو جنسیاً، أو قد یکون عانى من الإهمال وهو طفل أو مدمن على المسکرات أو المخدرات مما یجعله یتصرف بطریقة غیر واعیة.
2- عوامل مرتبطة بالمساء إلیه:
المرأة بشکل عام تهتم بالعنایة بمظهرها وشکلها وجمالها حتى یقال عنها أنها جمیلة مما یجعلها عرضة للتحرش الجنسى، وتصنیف Merkin أن المرأة ینبغى أن تکون قادرة على التمتع بالحریة الجنسیة کما یفعل الرجال.
3- عوامل مرتبطة بالعائلة:
وهى ترى أن الاعتداء الجنسى أو التحرش الجنسى قبل أن یکون مسئولیة الجانى الذى اقترف الجریمة فهو مسئولیة الأسرة بلا شک فى إهمالها لعضوها قبل الحادث، بعدم إفهامه معنى المحافظة على خصوصیة جسده وملابسه، وعدم الثقة فیمن حوله ثقة تامة.
د- الآثار السلبیة لظاهرة التحرش الجنسى:
یرى محمود فتحى (2010) أن أهم الآثار السلبیة لظاهرة التحرش الجنسى هى:-
1- تأثر الحیاة الشخصیة للضحیة وجعلها عرضه لنقد المجتمع.
2- تراجع فى الأداء الوظیفى.
3- فقدان الثقة فى الأشخاص الذین یشغلون مناصب مماثلة للمنصب الذى یشغله المعتدى.
4- فقدان الثقة بالأماکن المماثلة لمکان حدوث التحرش.
5- الإحباط أو الاکتئاب.
6- نوبات من الرعب والأرق أو الکوابیس، والشعور بالعار والذل.
7- صعوبة الترکیز، آلام فى الرأس وإرهاق وفقدان التحفیز.
8- الشعور بالخیانة والغضب.
9- الشعور بانعدام القوة وفقدان حسن السیطرة، وفقدان الثقة بالنفس.
هـ- التحرش الجنسى فى مصر وتحلیل الخبراء للقضیة والتحرش کعنف ضد المرأة:
وضع المرکز المصرى لحقوق المرأة مشکلة التحرش الجنسى من المشکلات الهامة وأعطاها أهمیة خاصة فى الدراسة حیث تناول هذه المشکلة وتحلیلها من عدة زوایا منها:
1- تحلیل الاجتماعیین لأسباب ظاهرة التحرش الجنسى فى مصر:
حیث یرى الاجتماعیین أن الفقر وتدهور القیم الدینیة وانتشار القنوات الإباحیة وعدم کفایة العقوبة، واعتبر أن ربط الظاهرة بالخطاب الدینى وحده یحمل تضییقاً للموضوع وتحمیلاً للخطاب الدینى بما لا یحتمل، والتحرش الجنسى موجود عبر الثقافات والطبقات المختلفة، مشیراً إلى أن الإنسان فى علاقاته الاجتماعیة تختلط لدیه قیم التملک مع قیم العواطف، کما أن أبناء الطبقة الفقیرة یتعمدون الذهاب للمناطق الراقیة لممارسة التحرش ببیئات الطبقة الراقیة، وهو مؤشر خطیر على تزاید الفجوة الاقتصادیة، والغضب المکتوم من الفقراء تجاه الأغنیاء، ویعتبر غیاب الأمن عن الشارع وهو ما یشکل الرادع الاجتماعى الخارجى هو فى مقدمة أسباب انتشار التحرش.
وربطت الخبیرة والمستشارة الاجتماعیة نجلاء محفوظ بین الحیاة الاقتصادیة المنهارة للمصریین والتحرش، حیث لاحظت أن نسبة کبیرة من المتحرشین هم من أبناء الطبقات الفقیرة، کما أن التحرش یمکن أن یکون وسیلة یستخدمها البعض لإثبات ذکورتهم التى تغیر مفهومها عن الماضى کثیراً، حیث کان الرجل یتحلى بقیم وصفات للشجاعة والمسئولیة وحمایة المرأة من الخطر، لکن ارتبط هذا المفهوم حالیاً بالجنس وقدرات الرجل، وأکدت أن المجتمع أصبح ذکوریاً صرف لدرجة أن یلغى وجود المرأة فى مجالات عدیدة وتصبح وکأنها خلقت فقط من أجل خدمة الرجل، وترى أن التحرش الجنسى یقصد به التهدید الجنسى أو تلبیة لطلب مقابل جنسى وتقوم على الاستفزاز والعدوانیة والسیطرة على الموقف، وحذرت من وجود مناخ عام یسمح بنوع من هذه الممارسات (htpp://www.ava-kyrilles.com)
أما (Maryellen, 1992: 122) فترى أن هناک افتراض مقبول وشائع لدى عدد کبیر من الباحثین مؤداه أن السلوکیات التى یتضمنها التحرش الجنسى تکون جزء من بعد العدوان والخصومة والمواجهة من الرجال تجاه النساء، ومنظومة الکراهیة تجاه النساء تتمثل فى سلوکیات مثل، التحقیر الموجه ضد النساء، ومحاولات الإذلال، والقهر والکلمات المهینة المکررة من جانب، والهجوم الجنسى والعنف الجنسى من جانب آخر.
2- تحلیل الطب النفسى لظاهرة التحرش الجنسى
یرى المتخصصین فى الطب النفسى أن ظاهرة التحرش الجنسى ترجع إلى تدهور الأوضاع الاقتصادیة وازدیاد معدلات الطلاق والکبت الجنسى فى المجتمع، ولا یرتبط فقط بالمناطق الفقیرة فى مصر، بل أن بعض الأماکن الراقیة یحدث فیها ذلک.
کما أرجع الطب النفسى حالات التحرش التى حدثت مؤخراً، أن هناک عوامل رئیسیة وراءها، أولها حالة الکبت التى یعانى منها هؤلاء الشباب، وثانیها تعرضهم لأفلام وبرامج وأغان مثیرة على بعض الفضائیات مما یجعلهم لا یجدون أى منفذ متاح لهم لإقامة العلاقات الجنسیة إلا التحرش، أما العامل الثالث فهو أن المتحرش شخص یشعر بعدم الاهتمام من أهله، ولا یجد من یتابع تصرفاته، لذى ینطوى على نفسه ویلجأ إلى تفریغ طاقاته الجنسیة المکبوتة عن طریق التحرش (http://muntada.islamtoday.net)
بینما یرى (یحیى الرخاوى، 2010) أن التحرش الشفوى أو اللفظى هو شکل جدید لتقلید قدیم واضح فى الضمیر والوجدان المصرى والعربى إنه الغزل، تقالید الغزل قدیمة وعریقة فى الوجدان العربى ککل، ومن ثم لم یکن غریباً بأن إشارات وحرکات الرجال للنساء فى الشوارع هى فى جوهرها مقترحات غیر ظاهرة وآمال دفنیة بلقاءات موعودة مع نساء لا سبیل التواصل معهن إلا فى الشوارع وعلى الملأ وأمام العیون الجاحظة والنفوس المتطفلة، فعندما تکون عضویة النادى باهظة الثمن، فماذا یبقى غیر الإنترنت والشارع، فأصبح الشارع هو المتنفس الوحید لأغلب الشباب والبحث عن الحلم الضائع وهو الفتاة.
3- رأى الدین فى ظاهرة التحرش الجنسى:
یرى علماء الدین أن هناک عدة أسباب للتحرش الجنسى منها التبنى المجتمعى لثقافة "الوصم" مما یجعل العبء ملقى بشکل دائم على المرأة، إضافة إلى تبنى ثقافة الکتم والتعتیم وغیاب الوعى العام بعناصر الجسد وکیفیة التعامل معها أو غیاب التربیة الجنسیة، ومن بین الأسباب حالة الازدحام بما یسمح باختراق خصوصیات الآخرین، وکذلک انتشار حالات الاقتراب غیر المحسوب بین الجنسین فى الأماکن العامة والوجود غیر المنضبط فى بعض منها کالجامعات، إضافة إلى العشوائیات التى تمثل بیئة أساسیة لانتشار مثل هذه الظاهرة، وضغط المثیرات الجنسیة وانتشار البطالة وغیاب الأمن
والتدعیم الإیجابى، والمخدرات وزنا المحارم، ووجود خطاب دینى یصور المرأة على أنها للجنس فقط ویتغافل عن حقیقة دور المرأة وضرورة التفاعل معها، ویعتبر أیضاً غیاب الحیاء والذى یمثل قمة الهرم القیمى بالمجتمع، وإلى تفسخ التقالید التى تدعوا إلى الشهامة والحفاظ على المرأة والفتاة فى حال تعرضها لخطر (سلوى سلیم، 1995).
أما (أحمد المجدوب، 2003: 53) فیرى أن سلوک التحرش الجنسى فى البیئة الأسریة التى تحترم القیم الدینیة یندر ارتکابه، فالدین عامل إیجابى حاسم فى العلاقة بین تکوین الشخصیة والسلوک الاجتماعى، کما أنه یؤثر تأثیراً قویاً فى ضبط النفس وتکوین الحاسة الأخلاقیة للإنسان، أما البیئة الأسریة التى تنعدم فیها القیم الدینیة والخلقیة فیکثر فیها ارتکاب ذلک السلوک وخاصة مع المحرمات کالابنة والأخت، فللدین أثر کبیر فى مقاومة هذا السلوک باعتباره داعیاً إلى مغالبة شهوات النفس وکبح جماحها کل ما هنالک أن هذا الأثر مرهون بمدى تدین الفرد، والتدین أمر باطنى لا سبیل إلى تلمسه أو قیاسه.
4- رأى القانون فى ظاهرة التحرش الجنسى:
یعتبر عدم الإبلاغ عن التحرش الجنسى أحد الأسباب التى تؤدى إلى زیادة هذه الظاهرة فى المجتمع، وأیضاً الخوف من الفضیحة الاجتماعیة والإدانة المسبقة للضحیة، کأهم أسباب الإحجام عن الإبلاغ عن العدید من حوادث التحرش.
والبعد القانونى لظاهرة التحرش الجنسى فى مصر له شقین، الأول: تنظمه القوانین الداخلیة، والثانى تتناوله المعاهدات والمواثیق الدولیة الخاصة بحقوق الإنسان، فبالنسبة للقوانین الداخلیة نجد أن أبرز ما نظم مسألة التعدى الجنسى على المرأة هو قانون العقوبات، حیث تناول معالجة العدید من الأفعال التى تندرج تحت مفهوم الانتهاک الجنسى، منها الاغتصاب وهتک العرض والفعل الفاضح. فعلى سبیل المثال عاقب القانون بالأشغال الشاقة المؤقتة کل من واقع انثى بغیر رضاها، أو هتک عرض إنسان بالقوة أو التهدید، وشدد العقوبة إلى الأشغال الشاقة المؤبدة إذا وقعت الجریمة من أصول المجنى علیها أو ممن یتولین تربیتها أو ملاحظتها أو من لهم سلطات علیها وکانت الضحیة لم تبلغ سن 16 عام فى حالة هتک العرض وذلک کما نصت علیه المادة (267، 268) من قانون العقوبات، أما لو کان هتک العرض بغیر قوة فیعاقب الجانى بالحبس فقط إذا کانت الضحیة لم تبلغ 18 عاماً، وتشدد إلى الأشغال الشاقة المؤقتة إذا لم یبلغ المجنى علیه سن 7 سنوات وذلک کما نصت علیه المادة (269) من قانون العقوبات (سداد جواد، 2013، 4)
ویشیر سداد جواد (2013: 5) أن اقتصار عقوبة الحبس فى حالة هتک العرض بغیر قوة والذى یسبب أیضاً ألماً کبیراً للمرأة سواء بدنیاً أو نفسیاً على الضحیة التى یقل سنها عن 18 عاماً وحدها دون غیرها ممن یتعرضن لنفس الجریمة ویتجاوزن هذه السن ینطوى على إهدار لحقوق الأخریات.
ویضیف سداد جواد (2013: 5) إلى أن المجلس العسکرى قد أصدر مرسوماً عسکریاً بتاریخ 13/2/2011 لتعدیل النصوص الواردة به بحیث یغلظ العقوبة فى حالات الاغتصاب إلى الإعدام، وهتک العرض إلى السجن المشدد فى حالات معینة نص علیها القانون، وعلى الرغم من ذلک فقد بلغت حالات الاغتصاب 129 حالة فى 2012 مقارنة 106 حالة فى 2011، أما جرائم هتک العرض فبلغت 349 حالة فى 2012 مقابل 279 حالة فى 2011 وذلک وفقاً لتصریحات وزیر الداخلیة، کما حررت مدیریة أمن القاهرة 134 محضر تحرش فى شهر أغسطس لعام 2012 وضبط رجال الشرطة بالجیزة 122 حالة فى مناطق متفرقة من المحافظة أثناء الاحتفال بعید الفطر، فیما أعلنت وزارة الداخلیة فى أعقاب عید الأضحى عن حصیلة أولیة لحالات التحرش الجنسى تصل إلى 172 حالة بینهم 7 حالات هتک عرض.
أما بالنسبة للقانون الدولى فقد اکتفى بعلاج مسألة التحرش الجنسى والانتهاکات الجنسیة من منطلق مناهضة وإدانة العنف ضد المرأة وحمایة الحقوق الإنسانیة، وتوجیه الدعوة للدول بأن تدرج فى قوانینها الداخلیة ما یکفل حقوق المرأة الإنسانیة وعدم استغلالها جنسیاً، ولکن دون أن یضع قاعدة واضحة وملزمة لضمان حمایة المرأة من التعدى الجنسى علیها (سداد جواد، 2013: 5)
5- رأى الإعلامیین لظاهرة التحرش الجنسى:
اختلف الإعلامیین فیما بینهم حول ظاهرة التحرش الجنسى فترى الکاتبة الصحفیة کریمة کمال أن ربط قضیة التحرش الجنسى بالمعتقد الدینى وحدة کعامل مؤثر یحمل تعسفاً للمعتقدات عن الأعراف والتقالید لدى الشعب المصرى، إضافة لعوامل أخرى کالظروف الاقتصادیة والاجتماعیة، کما أن هناک غیاب لرد فعل الخطاب الدینى تجاه حوادث التحرش مرجعه ذلک –فى رأیها- إلى الرغبة المستمرة فى إلقاء اللوم على المرأة وتسببها فى تلک الحوادث، لافتة إلى ارتفاع نسبة المحجبات اللاتى تعرض لتحرش جنسى، ومعتبر أن التحرش بالنساء یمثل نوعاً من أنواع العنف ضد المرأة، وینطلق من نظره دونیه ونمطیة لها.
أما الصحفیة دالیا یوسف، النشطة فى مجال المجتمع المدنى والجمعیات الأهلیة، فترى أن السیاق الاجتماعى والثقافى للمجتمع المصرى قد تغیر کثیراً لدرجة أن المتحرش أصبح واثقاً من أن أمره لن ینکشف، بسبب خجل البنت وخوفها على سمعتها وکرامتها، ولذا، فإنه یتمادى فى فعلته بلا خوف، وینتقل من ضحیة إلى أخرى بلا رادع، مشیرة إلى أن البُعد الغائب فى الموضوع، هو الضبط الاجتماعى http://www.c:hrs.org/Arabic/News)
وتشیر لیلى عبد المجید إلى أن هناک أسباباً عدیدة وراء حالات التحرش الجنسى على رأسها ما تبثه الفضائیات المختلفة من فیدیو کلیبات عاریة بالإضافة إلى من الأسباب الرئیسیة لهذه الحالات التى لم تکن نسمع عنها فى الماضى (http://www.Factjo.com)
تعقیب:
من خلال العرض السابق لتحلیل ظاهرة التحرش الجنسى فى مصر من خلال عدد من الخبراء فى المجال الاجتماعى والنفسى والدینى والقانونى والإعلامى نرى أن کل منهم وضع عدة أسباب لشیوع هذه الظاهرة فعلى سبیل المثال:
- یرى الاجتماعیین أن من أهم أسباب تفشى هذه الظاهرة فى المجتمع المصرى هو الفقر وتدهور القیم الدینیة وانتشار القنوات الإباحیة، کما أن تزاید الفجوة الاقتصادیة فى المجتمع المصرى والغضب المکتوم من الفقراء تجاه الأغنیاء، وغیاب الأمن عن الشارع وهو ما یشکل الرادع الاجتماعى الخارجى هو فى مقدمة أسباب انتشار التحرش الجنسى، کما یعتبر أیضاً التحرش الجنسى جزء من بعد العدوان والخصومة الموجهة من الرجال تجاه النساء، ومنظومة الکراهیة تجاه النساء تتمثل فى سلوکیات مثل التحقیر الموجه ضد النساء، ومحاولات الإذلال، والغمز والکلمات المهینة المکررة، والعنف الجنسى والهجوم الجنسى من جانب آخر.
- بینما یرى المتخصصین فى الطب النفسى أن التحرش الجنسى یرجع إلى تدهور الأوضاع الاقتصادیة وازدیاد معدلات الطلاق والکبت الجنسى، ولا یرتبط فقط بالمناطق الفقیرة کما یؤکد علیه المحللین الاجتماعیین بل أن بعض الأماکن الراقیة یحدث بها تحرش جنسى.
- یتفق بعض المحللین النفسیین مع الإعلامیین على أن من أهم أسباب انتشار ظاهرة التحرش الجنسى ما تقوم به وسائل الإعلام من عرض بعض الأفلام والبرامج والأغانى المثیرة على بعض الفضائیات مما یجعل الشباب لا یجدون أى منفذ متاح لهم لإقامة العلاقات الجنسیة إلا التحرش.
- ویختلف علماء الدین عن المحللین الاجتماعیین والنفسیین فى رأیهم عن التحرش الجنسى فهم یروا أن هناک عدة أسباب للتحرش الجنسى منها البیئى المجتمعى لثقافة "الوصم"، مما یجعل العبء ملقى بشکل دائم على المرأة، إضافة إلى تبنى ثقافة التکتم والتعتیم وغیاب الوعى العام وهذا الرأى یتفق مع ما أشارت إلیه الصحفیة دالیا یوسف من أن المتحرش أصبح واثقاً من أن أمره لن ینکشف بسبب خجل البنت وخوفها على سمعتها وکرامتها. ویعتبر أیضاً غیاب الحیاء الذى یمثل قمة الهرم القیمى بالمجتمع وإلى تفسخ التقالید التى تدعوا إلى الشهامة والحفاظ على المرأة والفتاة فى حالة تعرضها لخطر.
- أما رأى القانونیین حول ظاهرة التحرش الجنسى فیروا أن عدم الإبلاغ عن التحرش الجنسى أحد الأسباب التى تؤدى إلى زیادة هذه الظاهرة فى المجتمع، وأیضاً الخوف من الفضیحة الاجتماعیة والإدانة المسبقة للضحیة، تعتبر أهم أسباب الإحجام عن الإبلاغ عن العدید من حوادث التحرش الجنسى، کما یرى القانونین أنه على الرغم من القوانین التى وضعت للحد من هذه الظاهرة فتشیر الأرقام إلى أنها غیر رادعة لأنها مصاغة بطریقة مطاطة، فلم یوضح القانون مفهوم القوة أو التهدید، وعلى الرغم من أن الأدبیات الجنائیة فسرت معنى الإکراه بشقیه المادى کالضرب والتقیید بالحبال، والمعنوى کالترهیب أو التهدید النفسى، إلا أن الأمر فى النهایة متروک للسلطة التقدیریة للقاضى الذى ینتمى ویعیش فى مجتمع یلقى اللوم الأول فى هذه الجریمة على المرأة ولیس الرجل، لاسیما لو اتخذت القوة الطابع المعنوى.
- أما الإعلامیین فأرجعوا هذه الظاهرة إلى ما یبث على القنوات الفضائیة أو شبکات الإنترنت من فیدیوهات وکلیبات عاریة وأیضاً غیاب دور الأسرة والمدرسة وأیضاً موجة الأفلام الشبابیة التى ظهرت بکثافة فى السنوات الأخیرة، والتى تعرضت بصورة مکشوفة لتفاصیل العلاقات الجنسیة.
و- أسباب التحرش الجنسى بالإناث من وجهة نظرهن.
وضعت هیئة الأمم المتحدة للمرأة بعض الأسباب التى تؤدى إلى التحرش الجنسى بالإناث من وجهة نظرهن وذلک من خلال دراسة قامة بها الهیئة حیث تم طرح 37 سبب ونسبة التأیید التى حصلت علیها من خلال آراء المبحوثات ومن أکثر هذه الأسباب انتشاراً ما یلى:
1- البرامج الأجنبیة الإباحیة (موافقة بنسبة 97.2%).
2- مشاهدة المجلات الجنسیة (موافقة بنسبة 97%).
3- الأفلام السینمائیة المثیرة (موافقة بنسبة 96.6%).
4- الأفلام الثقافیة الجنسیة (موافقة بنسبة 69.7%).
5- المقاطع الإباحیة التى ترسل عن طریق المحمول (موافقة بنسبة 96.2%).
6- عدم تطبیق قواعد الشریعة الدینیة (موافقة بنسبة 95.5%)
7- تصفح المواقع الإباحیة على النت (موافقة بنسبة 95%)
8- الإنترنت وما یعرض من مواقع ومشاهدة إباحیة (موافقة بنسبة 94.6%)
9- عدم قیام المؤسسات التعلیمیة المختلفة بغرس القیم الأخلاقیة والدینیة (موافقة بنسبة 94.8%)
10- عدم الاهتمام بالتنشئة الدینیة داخل المنزل (موافقة بنسبة 94.5%)
11- عدم التزام الفتاة بالقیم الدینیة فى المظهر (موافقة بنسبة 94.3%)
12- ضعف الوازع الدینى (موافقة 93.8%)
13- المکالمات التلیفونیة البذیئة التى ترسل عن طریق المحمول (موافقة بنسبة 93.2%)
14- السلوک المنحرف للفتاه (موافقة بنسبة 92.4%)
15- طریقة سیر الفتاة (موافقة بنسبة 91.3%)
16- تراجع الخطاب الدینى فى دور العبادة (موافقة بنسبة 92.5%)
17- عدم الاستثمار الجید لوقت الفراغ (موافقة بنسبة 91.5%)
18- طریقة کلام الفتاة وکذا نظراتها (موافقة بنسبة 90.4%) (بثینة الدیب، ب.ن: 16-17)
ز- الآثار النفسیة المترتبة على تعرض المرأة للتحرش الجنسى:
مما لاشک فیه أن تعرض المرأة لأى شکل من أشکال التحرش الجنسى یترک العدید من الآثار النفسیة علیها ومن هذه الآثار التى تلاحق المرأة من جراء فعل التحرش الجنسى بها:
1- الشعور بالذنب ومحاولة تحقیر الذات، فقد تعتقد المرأة أنها کانت بالفعل مشارکة أو أن بها صفة جعلت المعتدى یختارها دون الآخرین، فتفقد الثقة بنفسها وتعیش فى توتر وقلق ولوم دائم وقد تکره أنوثتها التى عرضتها لهذا الموقف.
2- الغضب والحقد الدفین ضد الرجال جمیعاً والتخوف من الزواج واقتناعها بأن الرجال جمیعهم کائنات متوحشة یستهدفون جسدها وإهدار کرامتها، وقد تفشل فى العلاقة الزوجیة بسبب مشاعرها بعد خوض هذه التجربة السیئة التى ترکت آثارها داخل کیانها.
3- قد تتعرض لأحلام وکوابیس مستمرة مما یجعلها فى حالة تذکر دائم للواقعة فتبتعد عن البشر وتنکمش داخل نفسها وتبتعد عن أى مکان قد یذکرها بالحادثة (نفیسة حسن، 2003، 56)
ثانیاً: السلوک الأخلاقى: Moral Behavior
ظهرت على الساحة، محلیا، وعربیاً وعالمیاً متغیرات عدیدة تحتم الإهتمام بالتربیة الأخلاقیة، فما نلاحظه على مجتمعنا المعاصر من معاناة الکثیر من المشکلات والصعوبات ناتجة عن تغیر القیم ومنها مشکلة التحرش الجنسى التى انتشرت فى الآونة الأخیرة وحظیت باهتمام العدید من الأوساط الإعلامیة والأکادیمیة والمجتمعیة والتى یمکن أن تکون من بعض أسبابها السلوکیات الأخلاقیة وما حدث فیها من تغیر وانفلات یمکن أن یرجع التکنولوجیا المعاصرة والثورات المعرفیة شبکة المعلومات الدولیة (الإنترنت) إلى جانب تعرض شبابنا لتیارات متصلة من الإغراءات المختلفة التى یحاول مقاومتها بقدر ما لدیه من سلوک أخلاقى.
وسوف تناول الباحثة فى هذا الجزء بعض العناصر منها:
أ- لمحة تاریخیة عن الأخلاق Abrief History About Morality
إن موضوع الأخلاق وما ینتج عنه من سلوک، کأنما اختص به وطننا العربى منذ الأزمنة، السحیقة فى القدم، وذلک لأمر یریده الله تعالى، أن یجعل هذا الوطن وطن الأخلاق الفاضلة والسلوک القویم ووطن مکارم الأخلاق.
فقد تنزلت فى أرض العرب دیانة إبراهیم –علیه السلام- وهى الدیانة التى دعت إلى التوحید ووطدت دعائمه، فکانت القاعدة الأولى القدیمة والمستقر الأول لعقائد العرب وأخلاقها، وبعد أن بعث الله المسیح علیه السلام فى فلسطین، وصلت أصداء رسالته إلى العرب فدان فریق منهم بها وظهر الإسلام مصدقاً لما بین یدیه من النبوات والکتب، ومجدداً ملة إبراهیم علیه السلام، وهکذا توالت الدیانات والمثل الروحیة والمبادئ الخلقیة، وتلاحقت وقد ارتبطت مکارم الأخلاق عند العرب، وتفضیل القیم الدینیة والخلقیة عندهم بأساس عقائدى عمیق الجذور فى نفوسهم منذ عصور بعیدة جداً.
الروحیة ویقف العرب دوماً مدافعین عن قیمهم الدینیة ولقد کانت معارک الأمة العربیة الکبرى معارک یکون فیها الخصم دوماً عدو القیم الخلقیة والمثل والخلقیة. (أحمد الخسانى، 2013(
ب- مصطلح الأخلاق The term Morality
1- معنى الأخلاق فى اللغة:
إن الناظر فى کتب اللغة یجد أن کلمة أخلاق تطلق ویراد بها: الطبع والسجیة، والمروأه والدین. وحول هذه المعانى یقول الفیروز أبادى "الخلق بالضم وضمتین السجین والطبع والمروأة والدین، ویقول ابن منظور: "الخلق والخلق السجیه فهو بضم الخاء وسکونها الدین والطبع والسجیه (ابن منظور: 1244).
ثم یفسر ابن منظور ذلک بقوله وحقیقته، أى الخلق، أنه لصورة الإنسان الباطنة، وهى نفسه، وأوصافها ومعانیها المختصة بها بمنزلة الخلق لصورته الطاهرة وأوصافها ومعانیها ولهما أوصاف حسنة وقبیحة"، ولقد خص الخلق بالهیئات والأشکال والصور المدرکة بالبصر وخص الخلق بالقوى والسجایا المدرکة بالبصیرة. قال تعالى (وإنک لعلى خُلق عظیم) وقرئ: إن هذا إلا خلقُ الأولین، والخلاق وما اکتسبه الإنسان من الفضیلة بخُلقه قال تعالى (وماله فى الآخرة من خلاق) (البقرة 200).
ومن خلال هذا العرض اللغوى یمکن ملاحظة ثلاثة أمور هى:
- الخُلق یدل على الصفات الطبیعیة فى خلقه الإنسان الفطریة على هیئة مستقیمة متناسقة.
- تدل الأخلاق على الصفات المکتسبة حتى أصبحت کأنها خُلقت فیه فهى جزء من طبعه.
- أن للأخلاق جانبین: جانب نفسى باطنى، وجانب سلوکى ظاهرى.
2- الأخلاق فى الإصطلاح Moral in Convention
عرف العلماء الأخلاق بتعریفات کثیرة لا یتسع المجال لذکرها ولکن سیتم عرض أهم تلک التعریفات ومنها:
تعریف الغزالى للأخلاق بأنها: هیئة راسخة فى النفس تصدر عنها الأفعال بیسر وسهولة من غیر حاجة إلى فکر ورویة (إبراهیم ناصر، 2006: 37)
کما یعرفها عبد الکریم زیدان (1997: 8) بأنها مجموعة من المعانى والصفات المستقرة فى النفس وفى ضوئها ومیزانها یحسن الفعل نظر لإنسان أو یقبح، ومن ثم یقدم علیه أو یحجم عنه.
وعرفها محمد مهران (1998: 21) بأنها القواعد التى ینبغى أن یسیر علیها الإنسان لبلوغ کامل إنسانیته فى ضوء مثل أعلى یصبوا إلیه.
وتعرفها ثریا السید (2004: 15) بأنها الطرق والعادات سواء للفرد أو الجماعات وتتضمن جودة أو سوء الشخصیة، ومبادئ الصح والخطأ، والعادات والأفعال والقیم الخلقیة.
کما عرفتها هدى على (2008: 29) بأنها علم یوضح معنى الخیر والشر، ویبین ما ینبغى أن تکون علیه معاملة الناس مع بعضهم بعضاً، ویشرح الغایة التى ینبغى أن یقصدوا إلیها فى أعمالهم وینیر السبیل لعمل ما ینبغى.
تعقیب:
من خلال العرض السابق لتناول مصطلح الأخلاق لغویاً واصطلاحاً، نلاحظ أن المعنى لا یبتعد کثیراً فى اللغة والإصطلاح، فنجد بینهما تقارباً، فالباحثین یریدون بها تلک الصفات أو الطرق والعادات أو الأفعال التى تقوم بالنفس على سبیل الرسوخ، ویستحق الموصوف بها المدح أو الذم والإشادة أن المعانى اللغویة تدور حول هذه المفاهیم الأخلاقیة کالدین والمروأة ویستحق من اتصف بها المدح والعکس صحیح، فإن الأخلاق الکریمة مما تدعو إلیها العقوق السلیمة والفطر المستقیم ولهذا فإن الناس قد تعارفوا على أن الصدق والأمانة والوفاء بالعهود من الأخلاق الکریمة، کما تعارفوا على أن الغش والکذب والخیانة من الأخلاق الذمیمة التى ترفضها العقول السلیمة.
جـ- أهمیة الأخلاق The Importunce of Moral
1- للأخلاق أهمیة بالغة باعتبارها من أفضل العلوم وأشرفها وأعلاها قدراً، لذلک نجد بعض العلماء عندما یتحدث عن بیان قیمة علم الأخلاق بالنسبة للعلوم الأخرى یقول بعضهم أنه أکلیل العلوم، ذلک أن العلوم الأخرى تساعد أساساً على الأخلاق فى الکشف عن النافع والضار والخیر والشر وهما موضوع الأخلاق، فتعتبر تلک العلوم وسائل معینة لتحقیق هذا العلم. کما أن علم الأخلاق یستخدم العلوم الأخرى فى الکشف عن مهمته وتحقیق أهدافه.
2- أن السلوکیات الأخلاقیة وآدابها هى التى تمیز سلوک الإنسان عن سلوک الحیوان فى تحقیق حاجاته الطبیعیة، أو فى علاقاته مع غیره من الکائنات الأخرى، فالآداب الأخلاقیة فى کل المعاملات وقضاء الحاجات الإنسانیة زینة الإنسان وحلیته لجمیلة، وبقدر ما یتحلى بها الإنسان یضفى على نفسه جمالاً وبهاءً، وقیمة إنسانیة (عبد الله بن سیف، 2000: 7)
3- أن هدف الأخلاق تحقیق السعادة فى الحیاة الفردیة والجماعیة، ذلک أن الحیاة الأخلاقیة هى الحیاة الخیرة البعیدة عن الشرور بجمیع أنواعها وصورها، فإذا انتشرت الأخلاق انتشر الخیر والأمن والأمان الفردى والجماعى، فتنتشر الثقة المتبادلة والألفة والمحبة، بین الناس وإذا غابت انتشرت الشرور وزادت العداوة والبغضاء، وتناحر الناس من أجل المناصب، والمادة، والشهوات، فلابد من القیم الأخلاقیة الضابطة لهذا النوازع وإلا کثرت الشرور التى هى سبب التعاسة والشفاء فى حیاة الأفراد والجماعات ولهذا قال أحد الفرنسیین: أن الحیاة من غیر قیم- وإن کانت حلوه على الشفاه- فإنها مرة على القلوب والنفوس (مقداد یالجن، 1992: 8)
4- أنها وسیلة لنجاح الإنسان فى الحیاة، فالإنسان الشریر المعتدى على أموال الناس وأنفسهم وأعراضهم لا یمکن أن یکون محبوباً بین الناس، فلا یثقون به، ولا یتعاملون معه ثم أن الغشاش لابد أن ینکشف یوماً من الأیام فیظهر غشه وخداعه إن عاجلاً أو آجلاً، وقد قال الشاعر:
ومهما یکن عند امرء من خلیقه وإن خالها تخفى على الناس تعلم
فإذا اکتشف غشه وخداعه لاشک أنه معاقب بعدم التعامل معه إن کان تاجراً، أو بعزله من وظیفته إن کان موظفاً.
5- أنها وسیلة للنهوض بالأمة، ذلک أن التاریخ یخبرنا أن سقوط کثیر من الأمم والحضارات کان بسبب انهیار الأخلاق کما قرر ذلک ابن خلدون وغیره، وقد سئل أحد وزراء الیابان ما سر تقدم الیابان هذا التقدم؟ فقال الوزیر السر یرجع إلى تربیتنا الأخلاقیة، ولهذا کان النهج السدید فى إصلاح الناس وتقویم سلوکهم وتیسیر سبل الحیاة الطیبة لهم أن یبدأ المصلحون بإصلاح النفوس وتزکیتها وغرس معانى الأخلاق الجیدة فیها، ولهذا أکد الإسلام على صلاح النفوس وبین أن تغیر أحوال الناس من سعادة وشقاء ویسر وعسر، ورخاء وضیق، وطمأنینة وقلق، وعز وذل کل ذلک ونحوه لتغیر ما بأنفسهم من معان وصفات (عبد الکریم زیدان، 1997: 79).
د- النمو الأخلاقى Moral Development
عرف ویلیام کارینیس (William, 1991, 78) النمو الأخلاقى بأنه القدرة على الفهم والتصرف وفقاً لتنظیم السلوک، متضمناً کل شئ من القواعد الخاصة بالأخلاقیات والنظم الخلقیة العالمیة والتى یجب أن تحکم السلوک الإنسانى.
ویعرفه مجدى عبد الکریم (2003: 138) بأنها قدرة الطفل على تنمیة فئة من القیم سواء الداخلیة المرتبطة بالاهتمام الشخصى أو العامة المرتبطة باهتمامات الآخرین.
وتعلیم الأخلاق ونموها یبدأ فى مرحلة الطفولة ویرتبط بأسالیب التنشئة الاجتماعیة وما یرافقها من تقنیات وأسالیب یتعرض لها الطفل أثناء قیامه بسلوکیات مرغوبة أو غیر مرغوبة.
إنه بلا شک یکتسب الضمیر أو الأنا الأعلى الذى یتحلى به الآباء ومعاییرهم فى الحکم على الصواب والخطأ. لذا لا یکون من المستغرب اختلاف المعاییر الأخلاقیة وشدتها من أسرة إلى أخرى ومن مجتمع إلى آخر.
وهناک مجموعة من الطرق یستطیع من خلالها الطفل أن یتعلم الضمیر أو الأخلاق من خلال عملیة التنشئة الاجتماعیة، وتعتبر هذه الطرق أو الأسالیب متداخلة ومتتابعة، دون الاعتماد على أسلوب وترک غیره لأن التکامل فیما بینها قائم أساساً، بل لأن أحدها قد یؤدى إلى الآخر، ونذکر من هذه الأسالیب:
وتشیر (Maryan, 2013) أن مصطلح النمو الأخلاقى یرجع إلى التغیرات التى تحدث للشخص فى التفکیر الأخلاقى، وفى السلوک الأخلاقى مع مرور الزمن، وأن هذه التغیرات تحدث بسبب مجموعة من التأثیرات البیئیة والوراثیة، ومن أمثلة التأثیرات الوراثیة، النضج الداخلى فى الجهاز العصبى للطفل کما هو محدد بواسطة جدول زمنى داخلى وراثى، وکنتیجة لهذا النضج، فإن قدرة الطفل النامیة لفهم المسائل الأخلاقیة تزداد مع مرور السنوات.
الثواب والعقاب Reward and Punishment
تعد أسالیب الثواب والعقاب وسیلة هامة یلجأ إلیها الآباء والمربون لغرس الضمیر أو الأنا الأعلى فى نفوس أبنائهم، إنهم یریدون عن طریق مکافأة وتدعیم استجابات معینة وإیقاع العقاب على استجابات أخرى، معتمدین فى ذلک على مبادئ نظریة التعلم التى تؤکد أن السلوک الذى یکافأ یمیل إلى أن یقوى ویتکرر إلى الحد الذى یصبح فیه أسلوب حیاة یلجأ إلیه الفرد وکعادة سلوکیة ثابتة نسبیاً، وبالمقابل فإن السلوک الذى یعاقب علیه یمیل إلى یضعف وینطفئ، وفى حال الأخلاق فإن الثواب والعقاب لا یبقیان خارجیین موجهین من قبل الأفراد المحیطین بالطفل بل یندمجان لیشکلا جزءاً من الضمیر أو الأنا الأعلى لدى الفرد بحیث یصبحان رمزین أکثر منهما مادیین ملموسین، فقیام الفرد بسلوک یتفق مع معاییره ومعاییر الجماعة یشعره بالسعادة والرضى، وهذا بحد ذاته نوع من المکافأة أو الثواب الذاتى، فى حین قیامه بسلوک لا یتفق مع معاییره التى تربى علیها المندمجة فیه یشعر بالذنب وتأنیب الضمیر، وهذا نوع من العقاب الذاتى، فیقدر ما تکون شدة المکافأة أو العقاب الذاتیین بقدر ما یجعلان الفرد میالاً لإعادة السلوک وتکراره أو الابتعاد عنه واطفائه (Brimi, 2008: 159- 162)
2- الملاحظة والتقلیدObservation and Imitation
یمکن للأطفال من خلال ملاحظتهم لسلوک الآخرین، تنمیة معاییر أخلاقیة وأنماط سلوکیة محددة، فبمجرد ملاحظتهم لما یقوم به الآخرون فإنهم یتخذونهم قدوة، دون أى حاجة لتدعیم السلوک إیجابیاً أو سلبیاً وهؤلاء الآخرون یکونون عادة الآباء أو المدرسین والأخوة، وترتبط ملاحظة الطفل لسلوک الآخرین بقدرته على تقلیدهم ومحاولة محاکاتهم، حیث تعتمد المحاکاة على الملاحظة المباشرة للسلوک ولیس على صورة ذهنیة له، ولکن لا یلبث أن یتحول تقلیده من الصورة المادیة إلى الصورة الذهنیة حیث تستدمج هذه الصورة داخلیاً ویصبح قادراً على استرجاعها فیما بعد (Engeles, 2005: 242)
3- التوحـد Indentification
لا یقف ظهور السلوک عند الملاحظة والمحاکاة، بل یتعداه إلى التوحد الذى یمثل أعلى مرحلة من مراحل التقلید، فالطفل یلاحظ وجود شخص بشبهه، ثم لا یلبث أن یشارکه فى کل سلوکیاته، بل یبدو وکأنه یتقاسمها معه انفعالیاً ووجدانیاً، فیتبنى الطفل نمطاً کلیاً ثابتاً نسبیاً للسلوک الصادر عن الشخص المتوحد به والذى غالباً ما یکون الوالدین أو أحدهما، ویؤکد الثبات النسبى للنمط السلوکى أن السلوک الأخلاقى السائد فى الأسرة هو ذاته السلوک الذى یتوحد به الطفل، وهذا ما یؤکد الموروثیة الاجتماعیة أو الأسریة للسلوک بشکل یصبح تعدیله عسیراً، عکس السلوک الذى یعتمد على ملاحظة الآخرین (Williem, 1991: 53)
تعقیب:
یتضح مما سبق أن النمو الأخلاقى للفرد یتکون من خلال عدة طرق أو أسالیب لا تنفصل عن بعضها ولکن کل أسلوب أو طریقة یترتب على ما قبله ویؤثر على ما بعده فیبدأ تکوین الأخلاق ونموها فى بدایة حیاة الشخص وفى مرحلة طفولته بالثواب والعقاب حیث یعتبر وسیلة هامة یلجأ إلیها المربون والوالدین لغرس الضمیر أو الأنا الأعلى فى نفوس أبنائهم حیث أن من خلال الثواب أو المکافأة یتم تدعیم وتعزیز السلوک المرغوب فیه بحیث یصبح بعد ذلک أسلوب حیاة یلجأ إلیه الفرد وکعادة سلوکیة ثابتة نسبیاً، وبالمقابل فإن السلوک الذى یعاقب علیه الفرد یمیل إلى أن یضعف وینطفئ، أما الطریقة الثانیة فهى الملاحظة والتقلید ومن خلالها یتم تنمیة معاییر أخلاقیة وأنماط سلوکیة محددة، ثم تأتى الطریقة الثالثة وهى التوحد حیث یتبنى الطفل نمطاً کلیاً ثابتاً نسبیاً للسلوک الصادر عن الشخص المتوحد به. ومن خلال عملیة التنشئة الاجتماعیة یتم النمو الأخلاقى للطفل حیث
یبدأ بالشعور بالقلق إذا لم یطبق المعاییر الاجتماعیة المقبولة على سلوکه الخاص، إنه یتبنى منظومة سلوکیة ذاتیة لا شعوریة توجه سلوکه باتجاه ما بعیداً عن رقابة الشخص المتوحد به أو الرقابة الخارجیة، إنه یعمل برقابة داخلیة یطلق علیها الضمیر الخلقى أو ما یطلق علیه الأنا الأعلى.
ویقسم صالح بن إبراهیم (2001: 12) مراحل النمو الأخلاقى فى المنظور الإسلامى إلى:
- المرحلة الظاهریة الانقیادیة:
تستغرق فترة ما قبل المدرسة الابتدائیة وجزءاً من المرحلة الابتدائیة (من العاشرة وما قبلها) ویتجه الطفل إلى السلوک الشکلى الذى لا عمق فیه، ویکون متأثراً بالمردود المادى وللظاهر والهیئات الشکلیة، وتثبت الأخلاق عن طریق العادة والتعامل بمبادئ الثواب والعقاب، والتلقین، والتأثیر العاطفى المادى ولا یلتزم الطفل بالأخلاق التى تعلمها التزاماً تاماً، بل أنه یفضل عنها وینسى ویتراخى.
- المرحلة الاقتناعیة الانقیادیة:
تستغرق نهایة المرحلة الابتدائیة والمرحلة الإعدادیة وتدخل على جزء من المرحلة الثانویة (من سن الحادیة عشر إلى الخامسة عشر) مع مراعاة عامل الفروق الفردیة، ویبدأ الفرد مرحلة الوعى الحقیقى بالمعانى الخلقیة، والتعلیلات النفسیة والاجتماعیة للضوابط والأخلاق والاتجاهات والعادات القریبة من الضبط والالتزام الخلقى کما یبدأ بالتفکیر بقیمة الأشیاء فى ذاته وبآثارها البعیدة وعواقبها المعنویة ویتم تثبیت الأخلاق عن طریق الحوار والمناقشة العقلیة.
- مرحلة الرقابة الذاتیة:
وتقابل هذه المرحلة الطلاب فى المرحلتین الثانویة والجامعیة وما بعدها حیث یکون الفرد فى حالة تکامل لاستعداداته الجسمیة والعقلیة والنفسیة بحیث تستمر فى بناء المراقبة الذاتیة فى شخصیة المراهق من فترة مبکرة، وفى هذه المرحلة یکون شعور الفرد بأهمیة الالتزام الخلقى أکثر عمقاً مما سبق، وتکتسب المبادئ الخلقیة قیمة عظیمة لدى الفرد، ویشعر بحساسیة مرهفة نحو ما یقوم به من سلوک وتصرفات وعلاقات من حیث أهدافها وضوابطها وآثارها، وتحفز أى ممارسة بدوافع معنویة بعیدة، تحتوى على تصور واستحضار لعظمة الخالق وأنه مطلع، عالم، قریب، حفیظ ویکون السعى لرضى الله وطاعته من الغایات الأساسیة الفاعلة والمؤثرة فى اتجاهات المراهق الخلقیة والسلوکیة.
تعقیب:
النظرة الإسلامیة إلى السلوک الأخلاقى تتسم بالشمولیة، فترى أن السلوک الأخلاقى هو محصلة لتفاعل مجموعة من العوامل، وشمول النظرة الإسلامیة نتج عن شمول التصور الإسلامى للطبیعة الإنسانیة والأخلاق ودور الإنسان فى الحیاة، فیؤکد على نظریة الأخلاق فى البناء النفسى للفرد کما یؤکد على أهمیة التربیة الأخلاقیة فى کل مرحلة من مراحل حیاة الفرد ولم یکتفى القرآن الکریم بذلک بل قدم العدید من السلوکیات التى یجب أن یسلکها الفرد ونهى عن العدید من السلوکیات التى یجب أن یتجنبها الفرد.
هـ- الحکم الأخلاقى Moral Judgment
یعرف شحاته محروس ومصطفى محمد (2000، 176) الحکم الأخلاقى بأنه القرار الذى یتخذه الفرد حیال موقف أو مشکلة أخلاقیة معتمداً على الاستدلال استناداً إلى المعاییر الأخلاقیة، ویرى أنه التصرف الصائب والصحیح الذى یجب اتباعه فى حال الموقف المشکل أو المعضلة الأخلاقیة، ویعد الحکم الأخلاقى تالیاً لعملیة التفکیر الأخلاقى ومترتب علیها.
أما حسن شحاته وزینب النجار (2003: 171) فیروا أن الحکم الأخلاقى هو قدرة الفرد على إصدار قراراً منطقیاً حول موضوعاً ما أو قضیة أخلاقیة، بناء على تحلیل وتقییم ناقد لها.
أما سکوتت وآخرون (Scottet et al 2007, 1645) فیروا أن المواقف التى تسمح للحکم الخلقى بالظهور هى:
1- طریقة الحکم الخلقى وتشمل المحکات التى یصدر فى صورتها الحکم الخلقى وهى (الصواب، له الحق فى مقابل علیه الواجب، الواجب بمعنى الالتزام، المدح واللوم، الثواب والعقاب، الخیر والفضیلة، التبریر والشرح).
2- مبادئ الحکم الأخلاقى (عناصر الالتزام أو القیمة التى تتضمن الحکم الخلقى وهى:
- النظر فى العواقب (نواتج مرغوبة أو غیر مرغوبة للذات).
- الرفاهیة الاجتماعیة (نواتج مرغوبة أو غیر مرغوبة للآخرین).
- الحب والاحترام.
- العدالة باعتبارها مساواة.
- العدالة باعتبارها تناول مصالح وتعاقد مشترک.
3- محتوى الحکم الأخلاقى (الموضوعات التى تؤلف مضمون الحکم الخلقى) وقد تکون موضوعات أو مؤسسات أو قضایا اجتماعیة وتشمل:
- المعاییر الاجتماعیة (وتشمل القوانین والقواعد)
- الضمیر الشخصى.
- الأدوار الشخصیة والنواحى الوجدانیة.
- الأدوار والمسائل المتصلة بالسلطة الدیمقراطیة (تقسیم العمل بین الأدوار المتصلة بالضبط الاجتماعى).
- الحریات المدنیة (حقوق العیش فى حریة ومساواة کبشر أو مواطنین أو أعضاء فى جماعات).
- عدالة الأفعال التى تصدر عن الإنسان بعیداً عن الحقوق الثابتة ومنها العدالة العقابیة، الحیاة، الملکیة، والصدق والجنس.
ویشیر لوکبرج إلى أن الأحکام الأخلاقیة تمر فى ثلاثة مستویات هى:
المستوى الأول: مستوى ما قبل التقالید Reconvention Level
ویشمل مرحلتین هما: مرحلة التوجه نحو الطاعة وتجنب العقاب وفى هذه المرحلة یکون سلوک الطفل محکوماً بتجنب العقاب من أصحاب السلطة ولهذا یلتزم بالقواعد الأخلاقیة، أما المرحلة الثانیة فهى مرحلة التوجه نحو المنفعة الشخصیة وفیها ینصاع الطفل من أجل الحصول على المنفعة والمکافآت (Brimi, 2008)
المستوى الثانى: المستوى التقلیدى Conventional level
وهو مستوى سیادة العرف والتقالید حیث تستند أحکام الفرد إلى توقعات العائلة والقیم التقلیدیة وموافقة الآخرین، وینقسم هذا المستوى إلى مرحلتین هما: مرحلة التوافق الشخص مع معاییر الجماعة وفى هذه المرحلة یرغب الأفراد بطاعة القواعد لأنهم یطورون توافقاً اجتماعیاً، ومرحلة التوجه نحو القانون والنظام، ویدرک الطفل فى هذه المرحلة الحاجة إلى تقییم الأفعال والتصرفات باستخدام معاییر المجتمع الذى یعیشون فیه (معاویة أبو غزال، 2007: 85)
المستوى الثالث: ما بعد العرف والتقالید أو مستوى المبادئ الخلقیة
Post conventional level
ویشمل هذا المستوى:
- أخلاق التعاقد الاجتماعى: ویرى کولبرج أن هذه المرحلة تجمع بین (أخلاق المنفعة وحقوق الفرد)، وفیها یکون الفرد واعیا بأن لدى الناس قیماً وآراء مختلفة، هذه القیم نسبیة تبعاً للجماعة التى تتواضع علیها، ومع ذلک یجب احترامها حتى یوصف الفرد بالنزاهة والتجرد واللاتحیز، ولأنها تؤلف التعاقد الاجتماعى، وفى هذه المرحلة تحترم أیضاً بعض القیم والحقوق غیـر النسبیة (مفهوم المطلق لم یتحدد بشکل نهائى بعد) ومن أمثلة هذه المرحلة الشعور بالواجب نحو القانون لأن هـذا مطلب التعاقـد الاجتماعى من جانب الفرد، وهنا یکون الخضوع للقوانین لرفاهیة الفـرد ومصلحة المجتمع ولحمایة حقـوق الجمیع ویشعر الفرد بهذا الاحترام التعاقدى نحو الأسرة والأصدقاء ومجال العمل، ویـرى أن القوانین والواجبات تستند على حساب وتقدیر المنفعة الکلیة، ویستند السلوک الخلقى فى هـذه المرحلـة إلى منظور (سابق على الجمیع)، یتضمن فرداً یسلک سلوکاً (عقلانیاً) ویعى القیم والحقوق قبـل أى ارتباط أو تعاقد اجتماعى، ویتم التکامل بین مفاهیم الأفراد المختلفة بعملیات الاتفاق والتعاقد والنزاهة الموضوعیة والواجب (Engeles, 2005: 247-258)
- أخلاق المبادئ العامة: حیث یتوجه الفرد نحو الالتزام بمبادئ أخلاقیة یختارها وبعض ما فى المجتمع من قوانین واتفاقات وعقود یکون صحیحاً فى العادة لأنه یستند إلى مثل هذه المبادئ الأخلاقیة، أما حینما تخترق هذه القوانین والاتفاقیات والعقود مثل هذه المبادئ فإن الشخص یسلک تبعا للمبدأ، والمبادئ الأخلاقیة هى مبادئ عامة مطلقة ومن أمثلتها العدالة والمساواة، والسبب الجوهرى للسلوک الخلقى فى هذه المرحلة الراقیة اعتقاد الفرد فى صحة المبادئ الأخلاقیة العامة, وهذا الاعتقاد لیس محض إحساس وجدانى وإنما یقوم على الاستدلال والتعقل. والسبب الثانى هو الإحساس بالالتزام الشخصى نحو هذه المبادئ المطلقة والمنظور الاجتماعى الذى یصدر من خلال هذا السلوک الأخلاقى هى وجهة نظر أخلاقیة محضة والتى تصدر عنها جمیع التنظیمات الاجتماعیة، ومعنى ذلک أن کل شخص ناضج عاقل راشد یدرک طبیعة الأخلاق أو حقیقة أن للإنسان قیمة فى ذاته ویجب معاملته على هذا الأساس (آمال صادق وآخرون، 1990، 180- 188).
تعقیب:
یتضح مما سبق أن الحکم الأخلاقى یتضح من خلال موقف أو مشکلة أخلاقیة والتصرف الصائب والصحیح حیالها یتوقف على عملیة التفکیر الأخلاقى، ویقوم الحکم الأخلاقى على عدد من المبادئ منها الالتزام والنظر فى العواقب والرفاهیة الاجتماعیة والحب والاحترام والعدالة باعتبارها تبادل مصالح وتعاقد مشترک. کما أن الأحکام الأخلاقیة تمر فى ثلاثة مستویات هى مستوى ما قبل التقالید ویشمل مرحلتین هما مرحلة التوجه نحو الطاعة وتجنب العقاب ومرحلة التوجه نحو المنفعة الشخصیة والمستوى الثانى هو المستوى التقلیدى ومنه سیادة التقالید والاعراف حیث تستند أحکام الفرد إلى توقعات العائلة والقیم التقلیدیة وموافقة الآخرین والمستوى الثالث وهو مستوى ما بعد العرف والتقالید أو مستوى المبادئ الخلقیة ویشمل هذا المستوى أخلاق التعاقد الاجتماعى وفیها یکون الفرد واعیاً بأن لدى الناس قیماً وآراء مختلفة وهذه القیم نسبیة تبعاً للجماعة التى تتواضع علیه والمستوى الآخر هو مستوى أخلاق المبادئ العامة حیث یتوجه الفرد نحو الالتزام بمبادئ أخلاقیة یختارها.
و- السلوک أخلاقى Moral Behavior
1- مفهوم السلوک الأخلاقى:
یرى جون هوسبرس (1995: 39) أن السلوک الأخلاقى هو الأفعال التى تنتج من اعتقاد الفرد عن الصواب والخطأ والخیر والشر.
وعرفته موسوعة علم النفس بأنه السلوک المقبول من القیم والعادات والقواعد الذى یشرعه المجتمع أو جماعة دینیة (Raymond, 1999: 607)
أما شحاته محروس ومصطفى محمد (2000: 180) فعرفوه بأنه الاستجابة الکلیة لأى تغیر فى بیئة الإنسان، یتعلق بالصواب والخطأ أو العدل بما یتوافق مع السنن الأخلاقیة السائدة وقد یترتب على الحکم الأخلاقى ویتوافق معه، وقد لا یتوافق معه وقد یسبق التعلیل الأخلاقى وقد یتأخر عنه.
ویرى (Shaeffer, 2002: 54) أن الهدف من السلوک الأخلاقى هو کبح جماح التدفق المستمر لضروب الرغبة الملحة أو التوق والحکم وتوصف لحیاة تخلو من المعاناة.
ویشیر (Engeles, 2005: 240) إلى أن السلوک الأخلاقى یقوم على أساس الحب والحنان وینبع من الحکمة أو من عقل مستنیر، ولکن لتحقیق الحکمة ولمراعاة الحب الحنان فإن انضباط النفس یعد أمراً مطلوباً، وهکذا فإن السلوک الأخلاقى والانضباط والحکمة هى الحقائق الثلاثة للحیاة الخیرة.
أما (Gewirtz, 2000: 37) فیرى أن السلوک الأخلاقى یعنى سلامة القول أى تجنب کل قول یفضل إلى التعاسة واستخدام الصلات التى تجلب السعادة أى الکذب، لا حدیث یتسم بالشدة أو الوقاحة، لا ثرثرة نابعة من الکسل أو الخبث أو الحمق، وسلامة الفعل أو السلوک تعنى تجنب القتل أو الإیذاء والتعفف عن السرقة والغش والنشاط الجنسى غیر الأخلاقى، أى ینبغى أن تهدف سلوکیات المرء إلى دعم السلام والسعادة للآخرین.
ویشیر هیلرجل وسلوکم (Hellrigel& Slocum 1996: 146) إلى أن الأخلاق هى مجموعة من القواعد الأخلاقیة والقیم المبدئیة التى تحکم سلوک الفرد والجماعة بشأن الصح والخطأ، کما أنها تضع المعاییر عما هو جید وسیئ فى التصرف والأفعال.
أما نیجرو Nigro (2001: 316) فیرى أن الأخلاق هى تطبیق الفرد لما یؤمن به من القیم خلال القیام بسلوک معین فى موقف معین.
ویشیر بیرتیلو Purtilo (2004: 6) إلى أن الأخلاق ترتبط بقواعد السلوک الخاصة والمثل العلیا التى یتمسک بها الفرد، إذ رأى هذه القواعد والسلوک والمثل تتحکم فى استقامة الفرد أو عدم استقامته ومدى استجابته الإدراکیة للقیم والمثل التى یراها المجتمع.
تعقیب:
یتضح مما سبق أن السلوک الأخلاقى هو القول أو الفعل الذى یجلب للفرد السعادة وهو أیضاً ما یتعلق بالصواب والخطأ والعدل بما یتوافق مع السنن الأخلاقیة السائدة وکل ما هو مقبول من القیم والعادات والقواعد التى یشرعها المجتمع لکبح جماح التدفق المستمر لضروب الرغبة الملحة، والحکمة توصف لحیاة تخلو من المعاناة وإذا ارتبطت الحکمة مع الانضباط والسلوک الأخلاقى فإنها تؤدى للحیاة الخیرة التى تهدف إلى دعم السلام والسعادة للآخرین.
2- النظریات المفسرة للسلوک الأخلاقى
أ- نظریة التحلیل النفسى Psychoanalytic Theory
أکد فروید على أن عملیة اکتساب الأخلاق تتم عندما ینمو الأنا الأعلى عند الطفل، حیث أن الأنا الأعلى هو الإدارة التى تصدر الأوامر الأخلاقیة المشتقة من معاییر الراشدین المحیطین بالطفل، حیث تعتبر الأنا الأعلى هو الحارس الأخلاقى الأول للشخص، وهو الأداة المسئولة بالدرجة الأولى عند النمو الأخلاقى وهو مرکز المفاهیم والمعاییر الأخلاقیة فى شخصیة الطفل والراشد فیما بعد (جودت أحمد، 2003: 109)
ویرى (Hellrigel & Slocum, 1996: 152) أن معتقدات ما هو صحیح وما هو خاطئ یعتمد فى الأساس على القیم والأفکار التى توجد داخل ثقافة معینة والتى ینشأ فیها الفرد وتنتقل هذه المعتقدات للطفل من خلال توحده مع سلطة الوالدین ومن خلال وسیلة إبداء الاهتمام به من مکافأة وعقاب وهذا ما أطلق علیه فروید اسم الضمیر الخلقى أو الأنا الأعلى.
ویؤکد کل من شحاته محروس ومصطفى محمد (2000: 200) أن الطفل یکتسب من النموذج الوالدى اتجاهاته وقیمه وأحکامه الأخلاقیة، ثم تندمج کل هذه المکتسبات وتتوحد مع الأنا الأعلى للطفل، وتتوقف درجة تقمص سلوک الطفل لوالدیه على مدى رعایة وحب الوالدین للطفل، وتقبل الطفل لسلوک وقیم الوالدین.
ب- النظریة الفطریة (الطبیعیة): Natural Theory
طبقاً لهذه النظریة فإن للأخلاق منشأ فطریاً یکمن فى طبیعة الإنسان الذاتیة، فالصفات الحسنة والسیئة مودعة فى ذات النفس الإنسانیة ویولد الإنسان فى هذا العالم وهو یحملها بین جنبیه، وأن نفس الإنسان أو ذهنه هى (لوحة مکتوبة) یثبت علیها الأخلاق الحمیدة والمذمومة سلفاً، ولذلک فإن طبقاً لهذه النظریة فهناک تباین وتعدد النفوس وهى تتعدد وتختلف باختلاف اتصافها بالصفات الجیدة الحمیدة، أو المذمومة السیئة أو أنها تحمل بین هذه وتلک بنسب متفاوتة وفى النهایة هى تختلف مع بعضها البعض وتتباین تبعاً لتلک النسب، وهناک أیضاً عدم تغیر الأخلاق، ویعنى ثبات الأخلاق لأنها تنبع من الذات والفطرة للإنسان، وبما أن الذات لا یمکن أن یطرأ علیها التغیر وکذلک ینتج عنها أخلاق ذاتیة لا یمکن تبدیلها (Chassey, R. 1999)
جـ- النظریة السلوکیة: Behaviorist Theory
وتؤکد النظریة السلوکیة على أن اکتساب السلوک الاجتماعى یحدث من خلال التعلم، ولا یوجد ما یمیز بین التعلم الأخلاقى وغیره من صور بأشکال التعلم الأخرى، ولذا کانت تفسیراتهم لعملیة التعلم الأخلاقى وفق اتجاهین هما:
1- التعلم الاقترانى: حیث تفسر مقاومة الفرد للإغراء بأنها حالة خاصة مما یعرف بالتعلم الاحجامى، فحینما یقع الفرد فى أحد المحظورات فإنه یعاقب، مما یستثیر نوعاً من القلق والذى یعد استجابة قویة یمکنها کف وکبت الاستجابات الأخرى، وإذا ندر العقاب أو طال إرجاءه، فقد لا تنمو لدى الفرد القدرة على مقاومة الإغراء بدرجة مناسبة.
2- التعلم الوسیلى الإجرائى: هذا التعلم یعد نوعاً تفسر الفضیلة من خلاله، فالصدمة والإیثار وغیرها تعد صفات أخلاقیة عززت بواسطة الوالدین والمربین، فتحولت إلى عادات سارة معززه تعزیزاً موجباً، وبذلک تکون لهذه العادات الحسنة القویة قوة کف السلوک السیئ (شحاته محروس ومصطفى محمد، 2000، 220)
ویرى أصحاب هذه النظریة أن هناک ثلاثة معاییر لتصبح الأخلاقى تعبر عن نمو الضمیر کظاهرة سلوکیة مکتسبة هى:
1- التهذیب الذاتى الذى یقوم على طاعة قواعد السلوک السلیم وفقاً للمبادئ الأخلاقیة المعنویة التى یتعلمها الطفل من خلال القیم والمبادئ والأحکام الأخلاقیة التى یتعامل بها الوالدان مع الطفل، وما ینتقل إلى الطفل من خلال التعلم بالمحاکاة والملاحظة والتقلید.
2- القدرة على مقاومة الإغراء والغوایة.
3- الشعور بالذنب نتیجة ما یتعرض له الطفل من عقاب أو عدم رضا الوالدین عند قیامه بسلوک خاطئ من الناحیة الأخلاقیة (Brecher, 2009)
د- نظریة کولبرج Kohlberg Theory
یعد کولبرج من أشهر المنظرین المعاصرین فى میدان نمو الأحکام الأخلاقیة، ووضع کولبرج أساسیات لنظریته منها:-
- النمو الخلقى أحد مظاهر التطبیع الاجتماعى، وهو العملیة التى یتعلم بها الطفل مسایرة توقعات المجتمع والثقافة التى یعیش فیها.
- فى النمو الخلقى لا یتعلم الطفل محض المسایرة وإنما علیه أن یستوعب فى داخله معاییر الحکم الخلقى ویقبلها على أنها صحیحة وعلى أنها تمثل نظامه القیمى الشخصى.
- القیم الخلقیة یستوعبها الطفل داخلیاً ولیست مفروضة من الخارج عندما لا یخرق السلوک الإنسانى معیار الحکم الخلقى بالرغم من وجود الإغراءات التى تدفعه إلى ذلک، وعدم وجود السلطة الخارجیة التى تکشف أو تعاقب على ذلک.
- تقوم نظریة کولبرج على اتجاهات ثلاثة هى السلوک الملاحظ، ومشاعر الذنب، وأساس الحکم الخلقى.
- یرى أن دراسة نمو الشعور بالذنب لدى الطفل المراهق، وفقد الذات وعقابها المصاحب للقلق والأسف الناجمین عن خرق قاعدة أخلاقیة أو معیار اجتماعى وثقافى، وأن الطفل یطیع القواعد لیتجنب الشعور بالذنب، کما یرى أصحاب نظریة التحلیل النفسى والنظریة السلوکیة هى أساس مفهوم الضمیر (Harris, 1999)
3- مکونات السلوک الأخلاقى:
اختلفت وجهات نظر العلماء والباحثین بالنسبة لمکونات السلوک الأخلاقى فقد أوضح Gewirtz (2000) أن السلوک الأخلاقى یتکون من:
- الضبط الذاتى: ویعنى مقاومة الإغراء والعزم على أداء ما یؤمن به الفرد ویعتقد أنه صحیح.
- الإیثار: وهو الرغبة فى مساعدة الآخرین حتى لو تضمن ذلک التضحیة الشخصیة.
- الحکم الخلقى: ما نعتقد أنه صحیح أو خاطئ، والذى یتوقف على نضج الفرد وخبراته.
- التعاطف: وهو القدرة على الشعور والفهم لوجهة نظر الآخرین.
ویشیر Negro (2001) أن مکونات السلوک الأخلاقى یمکن أن تتکون من:-
- الحکم الأخلاقى: ویقصد به القدرة على الحکم حکماً صحیحاً على ما الذى ینبغى القیام به فى مواقف معینة.
- الدافع الأخلاقى: وهو الالتزام الشخصى بالعمل الأخلاقى وتحمل مسئولیة النتائج.
- الحساسیة الأخلاقیة: وهى القدرة على رؤیة المعضلة الأخلاقیة بما فى ذلک کیف من الممکن أن تؤثر تصرفاتنا على الآخرین.
ویرى Gewirtz (2000) أن السلوک الأخلاقى یتکون من أربعة
مکونات أساسیة هى:
- فهم واکتشاف وتفسیر الموقف وتحدید المسألة الأخلاقیة.
- تحدید ما یجب فعله فى الموقف.
- تقویم سیر الفعل الأخلاقى وما یجب على الفرد فعله واقعیاً.
- تنفیذ وتطبیق الفعل الأخلاقى.
کماوضعت نادیة یوسف (2003: 7) ثلاثة جوانب للسلوک الأخلاقى هى:
- الجانب المعرفى: هو الذى یمدنا بالخبرة اللازمة للحکم الأخلاقى، وهو بمثابة حیثیات ومبررات هذا الحکم، فالأحکام الأخلاقیة مبنیة على معرفة من کل نوع تاریخى، علمى، نفسى، اجتماعى، وهى ضروریة للوصول إلى الحکم الخلقى السلیم، إلا أن معرفتنا بالصواب لا تعنى بالضرورة اتباعه.
- الجانب الوجدانى: الشعور بالسعادة والرضا عند الإیمان بمبدأ أخلاقى معین.
- الجانب السلوکى "النزوعى": یأتى من تدریب الفرد على تنفیذ الخیر والاعتیاد علیه واختیاره حتى یصبح عمل الخیر والالتزام الخلقى عادة راسخة فى الإنسان.
تعقیب:
یتضح من مکونات السلوک الأخلاقى أن هناک تباین واضح فى تناول الباحثین لها فالبعض ینظر لها على أنها استجابة خارجیة حیث رکز على دراسة السلوکیات الملاحظة مثل الإیثار والتعاطف، والبعض ینظر له على أنه فهم واکتشاف وتفسیر الموقف وتحدید ما یجب فعله فى الموقف والبعض الآخر ینظر له على أنه ثلاث جوانب، معرفى، ووجدانى، وسلوکى.
ومن خلال مظاهر ومکونات السلوک الأخلاقى التى وردت فى التراث النفسى حددت الدراسة الحالیة مکونات أو أبعاد السلوک الأخلاقى کما یلى:-
أ- الأمانة:
وتعرف إجرائیاً بأنه سلوک یسعى به الفرد إلى الالتزام بالمعاییر والضوابط الأخلاقیة ومساعدة الآخرین وتقدیم النصح لهم دون تزییف الواقع.
ب- الضمیر:
ویعرف إجرائیاً بأنه: صوت ینبثق من أعماق الفرد یأمره بالخیر وینهاه عن الشر ویأمره بعمل الواجب بغض النظر عن الثواب أو العقاب إلا بمثوبة نفسه بارتیاحها.
جـ- المبادئ والمثل العلیا:
وتعرف إجرائیاً بأنها: مجموعة من المبادئ التى یختارها الشخص بنفسه لاعتقاده بأنها مناسبة للتعامل مع الآخرین وتحکم سلوک البشر.
د- الطاعة:
وتعرف إجرائیاً بأنها: تجنب تسر المعاییر الأخلاقیة أو الخروج عنها، لتجنب أحداث التلف المادى للممتلکات أو الأشخاص خوفاً من العقوبة.
هـ- النظام الاجتماعى:
ویعرف إجرائیاً بأنه: محافظة الفرد على احترام السلطة والمحافظة على النظام الاجتماعى وحرص الفرد على رفاهیة وسعادة الجماعة التى ینتمى إلیها وذلک بالتزامه بالقواعد التى تحکم هذا النظام الاجتماعى.
4- العوامل المؤثرة فى السلوک الأخلاقى:
أشار بیرک Berk (2004) إلى مجموعة من العوامل المؤثرة على نمو السلوک الأخلاقى هى:
- أسالیب التنشئة الاجتماعیة:
یستخدم الوالدین عدة أسالیب للنمو الأخلاقى لدى الأبناء منها التعلیل والتفسیر والتعزیز وبذلک یکون أبنائهم أکثر تطوراً فى الفهم الأخلاقى فى السنوات اللاحقة من أبناء الآباء الذین یستخدمون التهدید والوعید والتعلیقات الساخرة.
- الشخصیة:
ترتبط المرونة الذهنیة والانفتاح على الخبرات الجدیدة بنمو التفکیر الأخلاقى، فالمراهق المنفتح ذهنیاً أکثر مشارکة فى الحیاة الاجتماعیة، وهذا یزید من تعرضه لآراء ووجهات نظر مختلفة تمکنه من القدرة على إصدار الأحکام الأخلاقیة، أما الذى لدیه صعوبة فى التکیف مع الخبرات الجدیدة فیکون لدیه صعوبة فى الاقتناع بالأفکار والتبریرات المنطقیة.
- الأقران:
التفاعل مع الأقران یزید من الفهم الأخلاقى، فالمراهقین الذین لدیهم علاقات ویشارکون فى النشاط الاجتماعى ویتناقشون مع الرفاق سجلوا درجات أعلى فى السلوک الأخلاقى، کما أنه الصراع مع الأقران ینتج المجال للتعرف على وجهات نظر الآخرین مما یسهم فى تحسین التفکیر الأخلاقى لدیهم.
- الثقافة:
الأفراد فى المجتمعات المتقدمة تکنولوجیا وفى الثقافة المدنیة ینتقلون إلى المراحل التى أشار إلیها کولبرج بسرعة أکثر ویصلون إلى المستویات الأعلى من الأفراد فى المجتمعات غیر المدنیة.
دراسات سابقة:
أولاً: دراسات تناولت التحرش الجنسى
قامت عزه کریم (1993) بدراسة عن السمات الخاصة بالإناث التى تتعرض للجرائم الجنسیة، وتناولت ثلاث جرائم: الاغتصاب، هتک العرض، التعرض للأنثى على وجه یخدش حیائها، وتوصلت نتائج دراستها إلى أن الغالبیة من الإناث فى العینة تعرض لجریمة خدش الحیاء فى الطریق العام وکان ذلک بنسبة 91.9% یلیهن من تعرض لمحاولة الاغتصاب بنسبة 4.5%، ثم جریمة هتک العرض والاغتصاب بنسبة 1.8% ویتضح أن من أکثر الجرائم التى تتعرض لها الأنثى فى المجتمع المصرى هى جریمة خدش الحیاء مما یشیر إلى عدم الإلتزام الأخلاقى لدى الشباب فى الطریق العام وعدم وجود ضوابط أمنیة کافیة فى الشارع المصرى، کما أن العقوبة التى توقع فى مثل هذه الجرائم غیر رادعة، وأفادت نتائج الدراسة بالنسبة لسن الإناث فى عینة الدراسة اللائى تعرض للمضایقات أو الجرائم الجنسیة هى 51.8% تقع أعمارهن بین 16- 24 سنة وتلیها نسبة من هن فى سن 25 سنه حتى 34 سنه حیث بلغت نسبتهم 25.9% وتقل فى الفئات العمریة الأخرى.
کما قامت مارى ایلین (1995) Mary Ellen بدراسة عن التسامح مع التحرش الجنسى المرتبط بالسلوک الجنسى العدائى والمعلن عنه ذاتیاً، وهدفت دراستها إلى الکشف عن الفروق الفردیة بین عینة ضخمة من طلاب وطالبات الکلیات فیما یخص المعتقدات المعلن عنها ذاتیاً والسلوکیات الملائمة والمناسبة للتحرش الجنسى وکان إجمالى الطلاب المشارکین 920 تم تقسیمهم إلى 534 طالبة، 386 طالب بمتوسط عمرى 19.9% و20.7% بالنسبة للنساء والرجال تقریباً وکان عدد الأمریکان البیض 90% بینما کان الباقون من الأمریکان من أصل أفریقى وأسیوى وأسبانى، وکان 95% من أفراد العینة غیر متزوجین وأن 96% منهم قالوا أنهم کانت لهم علاقات جنسیة مع الجنس المغایر وتوصلت نتائج هذه الدراسة إلى وجود فروق بین الطلاب والطالبات فى التسامح مع التحرش الجنسى وکانت لصالح الطلاب، وأجاب 39.4% من الرجال أنهم أوقعوا ضحایا للتحرش الجنسى و47.3% من المشارکات تحدثن عن الخبرات الجنسیة التى کانت قسریة وقهریة وهجومیة واعتدائیة وفیها انتهاک وإساءة معاملة، کما تشیر نتائج الدراسة أن طلاب الجامعة ذوى السلوک الجنسى العدوانى یتسامح مع التحرش الجنسى، ویمکن أن یقوم بالهجوم والاعتداء الجنسى إذا تأکد واطمئن أنه لن تتم معاقبته.
أما کاثلین (2003) Kathleen قامت بدراسة عن ممارسة القوة، النوع، والسلاله والطبقة وعلاقتهما بالتحرش الجنسى وطبقت الدراسة على 8 جماعات من الجماعات البؤریه تم إجرائها مع موظفین من جامعة فى وسط غرب "میدویسترون" کانوا قد تعرضوا للتحرش فى مکان العمل. وطبق علیهم (20) مقابلة متعمقة مع من ذهبن إلى مکتب الفعل الإیجابى بالجامعة وذلک لتقدیم شکوى أو الحصول على نصیحة عن کیفیة التعامل مع التحرش الجنسى أو اللاجنسى أو التمیز والتفرقة فى المعاملة فى مکان العمل، ولقد تمت الاجتماعات مع الجماعات البؤریة وإجراء المقابلات کجزء من دراسة طولیة عن التحرش فى مکان العمل وکان أفراد العینة من أعضاء هیئة التدریس، وطلاب خریجون ومساعدو باحث، وعمال إداریون من المستوى الأدنى کتابیون فى الکلیة وعمال خدمات وصیانة، وتشیر نتائج هذه الدراسة إلى أن النوع عامل أساسى ورئیسى لفرض القوة بالنسبة للنساء (أهداف التحرش) والرجال مقترفى التحرش، وکذلک هذا العامل یسهم
فى التحرش الجنسى المضاد للقوة، فالنساء فى هذه الدراسة واللاتى شکلن الغالبیة العظمى من أهداف التحرش الجنسى وضعن أماکن العمل بأنها ممتلئة بالجنس غیر الملائم والعداء ضد النساء، کما توضح نتائج الدراسة أن السن یعتبر عاملاً هاماً فى تحدید القوة فى التحرش المضاد للقوة، وإن کبیرات السن عرضن التحرش الجنسى بشکل أقل من صغیرات السن، کما أن النوع عامل هام فى تحلیل التحرش داخل البیئة.
کما قامت إیرینى (2000) Irene بدراسة عن اتجاهات التحرش الجنسى فى النظام القضائى لولایة فلوریدا وتهدف هذه الدراسة إلى معرفة سیادة وسیطرة النوع على انتشار سلوک التحرش الجنسى فى المجال القضائى بواسطة القضاة والمحامین، کما هدفت إلى دور السن وفرض السیطرة التحرش الجنسى، ویعنى ذلک أن النساء صغیرات السن سوف تواجه مزید من أشکال التحرش الجنسى، وأعلنت نصف القاضیات تقریباً أن القضاة قالوا لهن نکات أو تعلیقات محقرة ومهینة عن النساء، وثلث النساء وضحن أن القضاة أخضعوا المحامیات لعروض مطالب جنسیة لفظیة والغالبیة العظمى من القاضیات لاحظن أن القضاة یشارکوا تنمیط نوع النساء فى قاعات المحاکم والمواقع القضائیة. وأظهرت نتائج الدراسة أن التحرش الجنسى طریقة یحافظ بها الرجال على سیادتهم وسیطرتهم على النساء فى مکان العمل، وفى المجتمع بوجه عام، والتحرش کعملیة فیه القلیل من الأمور الجنسیة ولیس مصمماً من أجل الحصول على التعاون الجنسى ولکن لإهانة وتحقیر النساء والسخریة منهن.
أما طریف شوقى وعادل هریدى (2004) قاما بدراسة عن التحرش الجنسى بالمرأة العاملة وتهدف الدراسة إلى تصورات بعض النساء العاملات المصریات حول ما هو سلوک تحرش جنسى، ومواصفات مرتکبیه، وضحایاه، وأسباب حدوثه، ورد فعل ضحایاه، وآثاره وسبل مواجهته والوقایة منه، وتکونت عینة الدراسة من (100) من العاملات فى الأجهزة الحکومیة والقطاع العام من المقیمات بمدینة القاهرة الکبرى بلغ متوسط أعمارهن (30.7) عاماً ویدین (87%) منهم بالإسلام مقابل (10%) بالمسیحیة، وثلاث حالات لم تذکر أى بیانات حول الدین وکانت نسبة المتزوجات 64% مقابل 33% لم یتزوجن، وطبقت الدراسة استخبار للتحرش الجنسى بالمرأة العاملة، وتوصلت نتائج الدراسة إلى نسبة کبیرة تقترب من نصف أفراد العینة یعرفن زمیلات تعرضن للتحرش الجنسى، وهو رقم یدعو للانتباه، واتضح أن المتحرش زمیل فى الکثیر من الحالات، ولیس رئیس کما یتوقع البعض، ویتبین أیضاً أن المتحرش یکون متزوجاً عادة ولدیه مشکلات مع زوجته، قد تکون ذات طابع جنسى، مما یشکل إلحاحاً علیه لمحاولة تفریغ رغباته الجنسیة، کما توصلت نتائج الدراسة أن ردود أفعال ضحایا التحرش متسم بالسلبیة، کما کانت نوعیة التحرش الجنسى تتسم باللفظى حیث بلغت (46% تحرش لفظى مقابل 22% تحرش بدنى ولفظى معاً)، کما توصلت الدراسة إلى أن الملامح السلوکیة البارزة لضحایا التحرش انخفاض توکید الذات، وعدم القدرة على المواجهة الحاسم والفوریة لمؤشرات وبوادر التحرش الأولیة کالتحدث فى أمور خاصة عادیة، ثم عاطفیة، ثم التحرش اللفظى فالبدنى، وعلیه فلابد من تشجیع المرأة العاملة للتصدى لمثل هذه المحاولات التحرشیة المبکرة أو ما یطلق علیها منذرات التحرش، حیث یکون الأمر أیسر حینئذ، لأن إصدار ردود أفعال حاسمة فى التوقیت السلیم سیقضى على المحاولات الجنینیة للتحرش فى مهدها.
کما قامت مدیحة عبادة وخالد أبو دوح (2007) بدراسة هدفت إلى فحص طبیعة أفعال التحرش الجنسى العام والتحرش الجنسى بالمحارم من الأبعاد الاجتماعیة المرتبطة بهذه الأفعال داخل السیاقات المتباینة للحیاة الیومیة الخاصة بالمرأة والوصول لأهم أشکال التحرش الجنسى الموجود داخل سیاقات التفاعل الاجتماعى القائم بین الأنثى والبیئة الاجتماعیة المحیطة بها، ورصد أهم التداعیات المترتبة على تعرف الأنثى لأى شکل من أشکال التحرش الجنسى، وأهم الاستراتیجیات التى تبنتها من قبل الضحایا لمواجهة هذه الأفعال، کل هذا مع الأخذ فى الاعتبار جملة العناصر الداخلیة التى تحکم الموقف، إضافة إلى العناصر الخارجیة التى تشکل من مجموعة الظروف الثقافیة والاجتماعیة التى تعطى للموقف سیاقه. وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن التحرش الجنسى وأشکاله المختلفة ظاهرة موجودة بین عینة الدراسة، حیث رأت أن 78.6% من عینة الدراسة تعرضن للتحرش الجنسى مما یؤکد تزاید أفعال التحرش الجنسى الموجه ضد الأنثى، کما أکدت 62.1%
من عینة الدراسة أن جمیع النساء عرضه للتحرش الجنسى بمعنى أن هذه الأفعال لم تعد موجهة نحو شریحة معینة من النساء.
أما Shannon وآخرون (2009) فقد قاموا بدراسة تناولوا فیها الآثار النفسیة السلبیة المترتبة على حدوث التحرش الجنسى للمرأة والتى توصلت إلى وجود آثار نفسیة سلبیة للمرأة نتیجة تعرضها للتحرش الجنسى ومنها حدوث صدمة، اکتئاب وعدم احترام الذات، وعدم الارتیاح النفسى للجنس وغیرها من الآثار النفسیة.
وقامت Goebel (2010) بدراسة تناولت فیها الآثار الناجمة عن العنف الجنسى بین المراهقین حیث توصلت نتائج دراستها أن التحرش الجنسى ینتج عنه بعض الآثار الصحیة المرتبطة بعدم النوم، وفقدان تقدیر الذات، والاکتئاب وغیرها من الآثار السلبیة والاجتماعیة السیئة، ومن تحلیل بیانات الدراسة اتضح أن المراهقین یواجهون مشکلات فسیولوجیة فى تحدید الذات الاجتماعیة ولیحل المراهق تلک المشکلة عن طریق تغیر العلاقات الجنسیة مع غیرهم من المراهقین بشتى الطرق، والعمل على إیجاد تطور علاجى من خلال التدخل لمساعدة المراهقین فى تکوین نماذج اجتماعیة إیجابیة.
تعقیب على الدراسات السابقة
یتضح من عرض الدراسات السابقة أنها تناولت عدد من المفاهیم والقضایا المرتبطة بظاهرة التحرش الجنسى ومنها:
1- ینتج عن التحرش الجنسى العدید من الآثار النفسیة والصحیة والتى تمثل أحد النتائج والتداعیات المترتبة على تعرض الأنثى للتحرش الجنسى کما فى دراسة Goebel (2010) دراسة (2009) Shannon ودراسة طریق شوقى، عادل هریدى (2004).
2- عدم تبلیغ الأنثى المتحرش بها واطمئنان من المتحرش به بأنه لم یتم معاقبته یجعله یقدم على التحرش الجنسى کما فى دراسة (1995) Mary حیث ترى أن طلاب الجامعة ذوى السلوک الجنسى العدائى یتسامح مع التحرش الجنسى، ویمکن أن یقوم بالهجوم والاعتداء الجنسى إذا تأکد وأطمئن أنه لم تتم معاقبته.
3- التحرش الجنسى یمثل مشکلة للنساء والفتیات فى مکان العمل حیث یکون مشکلة بالنسبة للرجال والنساء، ومع ذلک یزداد احتمال أن یصبح النساء ضحایا أکثر من الرجال، کما فى دراسة Kathlenn (1998) حیث قامت بإجراء مقابلات کجزء من دراسة طولیة عن التحرش فى مکان العمل حیث وصف النساء بأن مکان العمل ممتلئ بالجنس غیر الملائم والعداء ضد النساء، وأن کثیرات السن أقل عرضه للتحرش الجنسى من صغیرات السن. وأیضاً دراسة (2000) Lrene حیث تناولت اتجاهات التحرش الجنسى فى النظام القضائى لولایة فلوریدا، حیث توصلت نتائج دراستها إلى القضاة أخضعوا المحامیات لعروض ومطالب جنسیة لفظیة، وأظهرت أن التحرش الجنسى طریقة یحافظ بها الرجال على سیادتهم وسیطرتهم على النساء فى مکان العمل، وفى المجتمع بوجه عام، کما یعتبر التحرش الجنسى من الرجال للنساء هون نوع من الإهانة والتحقیر والسخریة منهن. کما تناولت دراسة طریف شوقى، عادل هریدى (2004) بدراسة عن التحرش الجنسى بالمرأة العاملة، واستعرض مواصفات مرتکبین، وضحایاه، وأسباب حدوثه، وردود فعل ضحایاه، وآثاره وسبل مواجته، وأوصت دراستهما إلى تشجیع المرأة العاملة للتصدى لمثل هذه المحاولات التحرشیة المبکرة.
ثانیاً: دراسات تناولت السلوک الأخلاقى:
قام لویبز (Lobez, et al, 2001) بدراسة هدفت إلى التعرف على العلاقة بین الاستدلال الاخلاقى والتعاطف الوجدانى، واشتملت عینة الدراسة على (225) طالباً من طلاب الجامعة بالولایات المتحدة الأمریکیة، وطبقت الدراسة مقیاس الاستدلال الأخلاقى ومقیاس التعاطف الوجدانى من أعداد الباحثین، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیة موجبة بین الاستدلال الأخلاقى، والتعاطف الوجدانى، أى أنه یمکن التنبؤ بالاستدلال الأخلاقى من خلال التعاطف الوجدانى، کما توصلت نتائج الدراسة إلى وجود فروق دالة إحصائیاً بین الجنسین فى التعاطف الوجدانى فى اتجاه الإناث.
أما سکوت (Scott , 2004) فهدفت دراسته للتعرف على العلاقة بین الذکاء الوجدانى وصنع القرار الأخلاقى، وطبقت الدراسة على عینة (550) من الفئات العمریة من (18- 50) سنة ومن مستویات تعلیمیة مختلفة، واستخدمت الدراسة مقیاس الذکاء الوجدانى، ومقیاس القضایا الأخلاقیة، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود ارتباط دال إحصائیاً بین الذکاء الوجدانى وصنع القرار الأخلاقى، ووجود تأثیر دال إحصائیاً بین النوع والمستوى التعلیمى على صنع القرار الأخلاقى.
وقام (Brecher, 2009) بدراسة عن النمو الأخلاقى لدى الطلبة الجامعیین وتکونت عینة الدراسة من (39) طالباً جامعیاً منهم (18) طالبة و(21) طالب واستخدمت أسلوب المقارنة بین وجهات نظرهم للوصول إلى مستواهم فى النمو الأخلاقى، وذلک بتقسیم الطلاب إلى مجموعتین: مجموعة انتهکت السلوکیات الأخلاقیة، ومجموعة لم تنتهک السلوکیات الأخلاقیة وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود فروق دالة فى النمو الأخلاقى بین طلاب المجموعتین کما أشارت النتائج أن الطلاب الذین فهموا طبیعة وضرورة الحفاظ على النظام والأخلاق فى المستوى الأخلاقى التقلیدى، أما الطلبة فى المستوى قبل التقلیدى أکدوا أن المحافظة على النظام قیود ضد حریة ورغبة الفرد.
أما میسون محمد (2009) فقامت بدراسة بعنوان التفکیر الأخلاقى وعلاقته بالمسئولیة الاجتماعیة وبعض المتغیرات لدى طلبة الجامعة الإسلامیة بغزة، وقد تناولت فى دراستها بعض المتغیرات منها الجنس، والکلیة، والمستوى الدراسى، ومستوى تعلیم الوالدین، والمستوى الاقتصادى للأسرة، وحجم الأسرة، وشملت عینة الدراسة (60) طالب وطالبة من طلاب الجامعة الإسلامیة بغزة، وتوصلت نتائج دراستها إلى أن مستوى التفکیر الأخلاقى لدى عینة الدراسة یقع فى المرحلة الرابعة من مراحل التفکیر الأخلاقى الستة لکولبرج، کما أظهرت نتائج الدراسة وجود فرق دال إحصائیاً فى مستوى التفکیر الأخلاقى بین الذکور والإناث فى اتجاه الإناث، وکذلک وجود فرق دال إحصائیاً بین الکلیات العملیة والأدبیة فى اتجاه الکلیات الأدبیة، کما توصلت نتائج دراستها إلى عدم وجود فرق دال إحصائیاً فى مستوى التفکیر الأخلاقى یعزى للمستوى الدراسى أو المنطقة السکنیة أو متغیر حجم الأسرة والمستوى الاقتصادى للأسرة.
دراسة فؤاد عبده مقبل (2012) عن نمو الأحکام الأخلاقیة وعلاقته بالاتزان الانفعالى والنضج الاجتماعى لدى عینة من تلامیذ الصف الرابع والسادس بدمشق وهدفت دراسته للکشف عن مستوى نمو الأحکام الأخلاقیة السائدة لدى أفراد العینة، والعلاقة بین نمو الأحکام الأخلاقیة والاتزان الانفعالى والنضج الاجتماعى لدى عینة الدراسة وأیضاً معرفة الفروق بین نمو الأحکام والاتزان الانفعالى والنضج الاجتماعى تبعاً لمتغیر العمر، فتکونت عینة الدراسة من (2400) تلمیذ وتلمیذة بواقع (1200) تلمیذ وتلمیذة من مدینة دمشق السوریة، و(1200) تلمیذ وتلمیذة من مدینة تعز بالیمن، وکشفت نتائج دراسیة إلى سیادة المرحلة الأخلاقیة الثانیة لدى أفراد عینة الدراسة، کما وجدت علاقة ارتباطیة دالة إحصائیاً بین نمو الأحکام الأخلاقیة والاتزان الانفعالى لدى أفراد عینة الدراسة، کما توصلت الدراسة أیضاً إلى وجود فروق دالة إحصائیاً بین متوسط درجات الاتزان الانفعالى لدى أفراد عینة الدراسة تبعاً لمتغیر العمر والجنس، کما توصلت الدراسة إلى عدم وجود فروق دالة إحصائیاً بین متوسط درجات الاتزان الانفعالى لدى أفراد عینة الدراسة تبعاً لمتغیر القطر، ولا توجد فروق دالة إحصائیاً بین متوسط درجات نمو الأحکام الاخلاقیة لدى أفراد عینة الدراسة تبعاً لمتغیر القطر.
کما قامت منار مصطفى وتامر مقالده (2014) بدراسة عن الحکم الأخلاقى وعلاقته بمستوى التفاؤل والتشاؤم لدى طلبة جامعة الیرموک، وهدفت الدراسة إلى التعرف على العلاقة بین الحکم الأخلاقى والتفاؤل والتشاؤم، والفروق ذات الدلالة الإحصائیة فى مستویات الحکم الأخلاقى والتفاؤل والتشاؤم التى یمکن أن تعزى إلیه کل من: الجنس والتخصص، وتکونت عینة الدراسة من (500) طالب وطالبة من جامعة الیرموک، واستخدمت الدراسة مقیاس الحکم الأخلاقى للراشدین، ومقیاس التفاؤل والتشاؤم، وأظهرت نتائج الدراسة أن مستوى الحکم الأخلاقى جاء بدرجة متوسطة لدى طلبة جامعة الیرموک، وفى المرحلة الرابعة وهى (التمسک الصارم بالقوانین والأنظمة) من مراحل الحکم الأخلاقى فى السته عند کولبرج کما أظهرت أیضاً نتائج الدراسة مستوى مرتفع من التفاؤل والتشاؤم لدى طلبة جامعة الیرموک، وتوصلت أیضاً نتائج الدراسة إلى وجود فروق فى مستوى الحکم الاخلاقى یعزى لمتغیر الجنس وکانت الفروق لصالح الإناث، وعدم وجود فروق دالة إحصائیاً فى مستوى التفاؤل والتشاؤم والحکم الأخلاقى تعزى لأثر الجنس أو التخصص.
فروض الدراسة:
من خلال العرض السابق للإطار النظرى، وما توصلت إلیه الدراسات السابقة یمکن صیاغة الفروض الآتیة:
1- لا توجد علاقة ارتباطیة دالة إحصائیاً بین التحرش الجنسى والسلوک الأخلاقى لدى طلاب الجامعة.
2- لا یوجد فرق دال إحصائیاً بین متوسطى درجات الطلاب والطالبات عینة الدراسة على مقیاس التحرش الجنسى.
3- لا یوجد فرق دال إحصائیاً بین متوسطى درجات الطلاب والطالبات عینة الدراسة على مقیاس السلوک الأخلاقى.
4- لا یوجد فرق دال إحصائیاً بین متوسطى درجات الطلاب ذوى التخصصات العلمیة والطلاب ذوى التخصصات الأدبیة على مقیاس التحرش الجنسى.
5- لا یوجد فرق دال إحصائیاً بین متوسطى درجات الطلاب ذوى التخصصات العلمیة والطلاب ذوى التخصصات الأدبیة على مقیاس السلوک الأخلاقى.
6- یسهم التحرش الجنسى فى التنبؤ بالسلوک الأخلاقى لدى طلاب الجامعة.
إجراءات الدراسة:
أولاً: منهج الدراسة:
اعتمدت الدراسة الحالیة على المنهج الوصفى التحلیلى الذى یعتمد على دراسة ظاهرة التحرش الجنسى فى الواقع ووصفها بدقة والتعبیر عنها کماً وکیفاً فى تصنیف المعلومات وتنظیمها والسعى لتحدید طبیعة العلاقة بین التحرش الجنسى والسلوک الأخلاقى لدى طلاب جامعة المنیا.
ثانیاً: مجتمع الدراسة:
یتمثل مجتمع الدراسة فى طلاب جامعة المنیا فى الفصل الدراسى الأول والثانى من العام الجامعى 2014/2015م.
ثالثاً: عینة الدراسة:
أ- عینة الدراسة الاستطلاعیة:
قامت الباحثة بدراسة استطلاعیة على عینة من طلاب جامعة المنیا، بلغ عددهم (320) طالباً وطالبة فى العام الدراسى 2014/ 2015 ویمثلون بعض کلیات الجامعة تخصصات علمیة وأدبیة مختلفة ذکوراً وإناثاً من مجتمع البحث ومن خارج العینة الأساسیة، تتراوح أعمارهم ما بین (20- 23) عاماً بمتوسط عمرى قدره (20.17) عاماً وانحراف معیارى (0.529) والجدول التالى یوضح توزیع العینة على الکلیات التى تم اختیار العینة منها.
جدول (1)
توزیع العینة الاستطلاعیة
الکلیة |
التربیة |
العلوم |
الآداب |
دار العلوم |
العدد |
60 |
60 |
100 |
100 |
وقد کانت العینة الاستطلاعیة فى البدایة (320) طالباً وطالبة من طلاب الجامعة وتم استبعاد (18) طالباً وطالبة لعدم الجدیة فى الإجابة وترک عدد من الفقرات دون إجابة وبذلک وصل عدد العینة الاستطلاعیة إلى (302) طالباً وطالبة.
ب- عینة الدراسة الأساسیة:
تتمثل عینة الدراسة الأساسیة فى عدد من طلاب وطالبات جامعة المنیا بلغ عددهم (600) طالباً وطالبة یمثلون کلیات عملیة (التربیة والعلوم) وکلیات نظریة ر (الآداب ودار العلوم)، تتراوح أعمارهم بین (30- 23) عاماً بمتوسط قدره (20.763) عاماً وانحراف معیارى (0.874) وذلک فى الفصل الدراسى الأول والثانى من العام الجامعى 2014/ 2015 والجدول (2) یوضح توزیع العینة الأساسیة فى ضوء الکلیة والفرقة الدراسیة ومتغیر الجنس.
جدول (2)
توزیع العینة الأساسیة
الکلیة |
التربیة |
العلوم |
الآداب |
دار العلوم |
المجموع |
||||
الفرقة |
ذکور |
إناث |
ذکور |
إناث |
ذکور |
إناث |
ذکور |
إناث |
|
الثانیة |
22 |
32 |
17 |
18 |
25 |
35 |
26 |
32 |
207 |
الثالثة |
21 |
22 |
16 |
19 |
23 |
37 |
30 |
32 |
200 |
الرابعة |
32 |
21 |
14 |
16 |
34 |
26 |
29 |
21 |
193 |
الخمیس |
75 |
75 |
47 |
53 |
82 |
98 |
85 |
85 |
600 |
رابعاً: أدوات الدراسة:
استخدمت الباحثة الأدوات الآتیة:
أ- مقیاس التحرش الجنسى (إعداد الباحثة):
وقد اتخذت الباحثة الإجراءات التالیة فى سبیل إعداد هذا المقیاس:
1- تم إعداد الصورة الأولیة لمقیاس التحرش الجنسى لدى طلاب جامعة المنیا من بعض کلیات الجامعة شملت کلیات عملیة (التربیة والعلوم) وکلیات نظریة (الآداب ودار العلوم) وقد اتبعت الباحثة الخطوات التالیة:
- مراجعة الإطار النظرى والدراسات السابقة التى تناولت التحرش الجنسى وذلک للإفادة فى تحدید وصیاغة مفردات المقیاس.
- الإطلاع على بعض المقاییس ومنها مقیاس محمود فتحى محمد (2010) وشمل مقیاسه على بعض البیانات الأولیة وعلى أشکال التحرش الجنسى والأماکن التى یحدث فیها التحرش الجنسى والعوامل التى تساعد على التحرش الجنسى وهذا المقیاس لا یعتبر مقیاساً یمکن استخدامه فى الدراسات النفسیة لأنه تم تناوله فى إطار دور الخدمة الاجتماعیة فى التعامل مع ظاهرة التحرش الجنسى حیث أنه لم یشتمل على أبعاد محددة أو على عبارات تتضمنها هذه الأبعاد.
- تم إجراء دراسة استطلاعیة فى شکل سؤال مفتوح للإفادة منها فى تحدید مفردات المقیاس، وذلک على عینة من الطلاب أثناء المحاضرات وقد کان السؤال المفتوح هو: ماذا تعرفون عن ظاهرة التحرش الجنسى وما هى الأبعاد التى یمکن وضعها لتحدید هذه الظاهرة بشکل واضح، وقام الطلبة والطالبات بکتابة ما یعرفونه عن هذه الظاهرة من خلال ما یتعرضون له یومیاً أو ما یسمعونه من خلال وسائل الإعلام وکانت أهم الأبعاد التى وضعها الطلاب هو بعد وسائل الإعلام والبعد الدینى والاقتصادى.
- وقد تم وضع الصورة الأولیة للمقیاس والتى تکونت من (71) مفرده، وتم تقسیم المقیاس إلى ستة أبعاد: البعد الأول خاص بتصرفات وملابس الفتاة ویحتوى على (18) عبارة، البعد الثانى وخاص بالأسرة ویشتمل على (11) عبارة، أما البعد الثالث فهو خاص بوسائل الإعلام ویشتمل على (12) عبارة أما البعد الرابع فهو خاص بالناحیة الاقتصادیة وهى تحتوى على (10) عبارات أما البعد الخامس وهو خاص بالناحیة الدینیة ویحتوى على (10) عبارات أما البعد السادس فهو القانونى ویشتمل على (10) عبارات.
- تم تعدیل صیاغة بعض العبارات وذلک طبقاً لآراء المحکمین، کذلک تم حذف بعض العبارات بلغ عددهم (5) عبارات، وبذلک وصلت عدد العبارات إلى (66) عبارة.
- تم التطبیق على العینة الاستطلاعیة التى بلغ عددها (302) طالباً وطالبة من طلاب جامعة المنیا بالکلیات الموضحة بالجدول (1).
- تصحیح المقیاس: بعد تطبیق المقیاس على العینة الاستطلاعیة صحح وفقاً لمعاییر التصحیح، حیث أن لکل عبارة ثلاثة اختیارات، بحیث یأخذ الاختیار (1) ثلاثة درجات والاختبار (2) درجتان أما الاختیار (3) درجة واحدة، والدرجة العالیة تدل على مستوى عال من التحرش الجنسى والدرجة المنخفضة على مستوى منخفض من التحرش الجنسى.
- تم إجراء التحلیل العاملى Factorial Analysis بطریقة المکونات Principal component وبعد التدویر المتعاقد Varimax Rotation، حیث أنتج ستة أبعاد ویأخذ محک جیلفورد (0.3) لاختیار التشبعات الدالة فقد تم حذف العبارات التى تشبعت على أکثر من بعدین، وفى حالة تشبع العبارة على بعدین بقیم غیر متقاربة تم أخذ التشبع الأکبر، وبذلک تم حذف عبارتین وهما المعاکسات عبر الإنترنت هى طرق غیر مباشرة للتحرش الجنسى بالفتیات، والعبارة الثانیة هى یعرض الشباب صور إباحیة على الإنترنت ویرسلها إلى الفتیات دون خجل، وتم الإبقاء على (64) عبارة تقیس ستة أبعاد، وفیما یلى وصف لتلک الأبعاد.
العامل الأول: تصرفات وملابس الفتیات
جدول (3)
بنود العامل الأول وتشبعاتها لمقیاس التحرش الجنسى
رقم العبارة |
العبــــــارة |
التشبع |
1 |
ارتداء الفتیات للملابس الضیقة یجعلهم عرضه للمعاکسات الکلامیة من الشباب |
0.665 |
7 |
یقوم الشباب بالتصفیر للفتیات اللاتى یضعن مکیاج ومساحیق بطریقة مثیرة |
0.661 |
13 |
ارتداء الفتیات للملابس الکاشفة یعرضهن للنظرة الفاحصة لأجسادهن من الجنس الآخر |
0.667 |
19 |
یقوم الشباب بالمعاکسات الکلامیة عندما یروا أن الفتاة تمشى بطریقة غیر مؤدبه |
0.498 |
25 |
کلام الفتیات بطریقة ناعمة تشجع الشباب على إصدار إشارات جنسیة لهن |
0.375 |
31 |
نظرات الفتیات للشباب بطریقة متحررة تجعلهن أکثر عرضة لإصدار ألفاظ جنسیة لهن |
0.346 |
37 |
سلام الفتیات على الشباب فى أى مکان وإزالة الحاجز بینهما یؤدى للتحرش بهن |
0.661 |
43 |
یقوم الشباب أحیانا بلمس جسد الفتیات أثناء سیرهن بالشارع |
0.514 |
49 |
تتعرض الفتیات والنساء للتحرش الجنسى بهن أثناء رکوبهن المواصلات |
0.579 |
55 |
تعتبر المعاکسات التلیفونیة أحد أشکال التحرش الجنسى بالفتیات والسیدات |
0.425 |
61 |
یحاول بعض الشباب أحیاناً تجرید الفتاة من بعض ملابسها أثناء التحرش بها |
0.315 |
62 |
یقوم بعض الشباب بقطع الطریق على الفتاة للتعرف علیها رغماً عن إرادتها |
0.467 |
64 |
التحرش لا یفرق بین من ترتدى الحجاب أو من لا ترتدیه |
0.587 |
یتضح من الجدول (3) أن العامل الأول بلغت قیمة الجذر الکامن له (5.66) وأن نسبة التباین العاملى المفسر (8.345) وتراوحت تشبعات بنوده ما بین (0.315) و (0.667) وقد تشبع بهذا العامل (13) عبارة وتمثلت بنوده المتشبعة بارتداء الفتیات للملابس الضیقة الکاشفة ووضع مساحیق مثیرة على الوجه، وسلام الفتیات على الشباب وإزالة الحاجز بینهما، ونظرات الفتیات، وطریقة المشى غیر المؤدب، وعلیه تم تسمیة هذا البعد بتصرفات وملابس الفتیات.
العامل الثانى: الأسرة
جدول (4)
بنود العامل الثانى لمقیاس التحرش الجنسى
رقم العبارة |
العبــــــارة |
التشبع |
2 |
تعتبر التنشئة الاجتماعیة الخاطئة للبنین والبنات أحد أسباب التحرش الجنسى |
0.605 |
8 |
مشارکة الأخوة والأخوات فراش النوم من العادات الخاطئة التى تساعد على التحرش الجنسى |
0.579 |
14 |
التدهور الأخلاقى للأبناء یرجع إلى الخلافات الأسریة بین الوالدین |
0.438 |
20 |
التهاون فى التربیة مع البنات یجعلها أکثر عرضه للتحرش الجنسى |
0.352 |
26 |
الثقافة الذکوریة فى مجتمعنا تجعل من الولد قوة یستخدمها ضد البنات بالتحرش بهن |
0.456 |
32 |
مشارکة الأبناء فراش الآباء یساعد على التحرش الجنسى |
0.306 |
38 |
التدلیل الزائد للأبناء یؤدى إلى بعض المشکلات الأخلاقیة ومنها التحرش الجنسى |
0.518 |
44 |
القسوة الزائدة فى تربیة الأبناء تجعلهم یفرغون عدوانهم عن طریق التحرش الجنسى |
0.583 |
50 |
التفکک الأسرى والطلاق بین الوالدین یساعد على ضعف القیم الأخلاقیة لأبنائهم |
0.436 |
56 |
عدم مراقبة الأسرة لأبنائها عند استخدام الإنترنت یزید من حدوث التحرش الجنسى |
0.488 |
یتضج من الجدول (4) أن العامل الثانى بلغت قیمة الجذر الکامن له (4.51) وأن نسبة التباین العاملى المفسر (6.685) وتراوحت تشبعات عبارته بین (0.306) و(0.605) وقد تشبع بهذا العامل (10) عبارات وتمثلت بنوده المشبعة التنشئة الاجتماعیة الخاطئة والقسوة الزائدة فى تربیة الأبناء ومشارکة الأخوة والأخوات الفراش فى النوم، وعدم مراقبة الأسرة لأبنائها عند استخدام الإنترنت، وعلیه یمکن تسمیة هذا البعد "الأسرة".
العامل الثالث: وسائل الإعلام
جدول (5)
بنود العامل الثالث لمقیاس التحرش الجنسى
رقم العبارة |
العبــــــارة |
التشبع |
3 |
وسائل الإعلام وما تعرضه من فیدیو کلیبات متحررة فى ملابس الفتیات سبباً فى التحرش الجنسى |
0.596 |
9 |
الأفلام السینمائیة المثیرة لغرائز الشباب تساعد على زیادة التحرش الجنسى للفتیات |
0.554 |
15 |
مشاهدة المجلات الجنسیة أحد أسباب تفریغ الکبت عند الشباب بالتحرش الجنسى بالفتیات |
0.621 |
21 |
تعتبر الأفلام الثقافیة الجنسیة والحدیث عنها بوسائل الإعلام أحد عوامل زیادة التحرش الجنسى |
0.551 |
27 |
الإنترنت وما یعرضه من مواقع ومشاهد إباحیة یشجع الشباب على القیام بالسلوکیات الخاطئة |
0.481 |
33 |
تصفح المواقع الإباحیة المتاحة عبر الإنترنت هدفها زیادة التحرش الجنسى بالمجتمع |
0.515 |
39 |
عرض وسائل الإعلام فى برامجها بعض الفتیات غیر المحتشمات یساعد على زیادة التحرش الجنسى |
0.427 |
45 |
البرامج والأفلام الأجنبیة المتحررة تزید من التحرش الجنسى فى مجتمعنا |
0.491 |
51 |
سماع المشاهدین لبعض الألفاظ الخارجة فى الأفلام والمسلسلات یستخدمها الشباب لمعاکسة الفتیات |
0.402 |
57 |
عرض بعض الأفلام التى یقوم فیها البطل بالتحرش الجنسى بالبطلة یزید من المشکلة |
0.348 |
63 |
یکتسب بعض الشباب سلوکیات خاطئة لا أخلاقیة من الأفلام التى تعرض بوسائل الإعلام |
0.421 |
یتضح من الجدول (5) أن العامل الثالث بلغت قیمة الجذر الکامل (5.021) وأن نسبة التباین العاملى المفسر (8.235) وتراوحت تشبعات بنوده ما بین (0.348) و(0.596) وقد تشبع بهذا العامل (11) عبارة، وتمثلت عباراته المشبعة بوسائل الإعلام وما تعرضه من فیدیو کلیبات متحررة من ملابس الفتیات وما تعرضه من أفلام مثیرة لغرائز الشباب وما یعرضه الإنترنت وما یعرض من مواقع ومشاهد إباحیة تشجع الشباب على القیام بالسلوکیات الخاطئة، وسماع المشاهدین لألفاظ خارجة، وعلیه یمکن تسمیة هذا البعد "وسائل الإعلام".
العامل الرابع: الاقتصادى
جدول (6)
بنود العامل الرابع لمقیاس التحرش الجنسى
رقم العبارة |
العبــــــارة |
التشبع |
4 |
غلاء المهور وجهاز العروسین من العوامل التى تشجع الشباب على التحرش الجنسى |
0.625 |
10 |
تدنى المستوى الاقتصادى وعدم إشباع حاجات الأبناء یؤدى إلى التحرش الجنسى بالفتیات |
0.566 |
16 |
انشغال الأسرة بأعبائها الاقتصادیة وعدم القدرة على متابعة الأبناء یزید من ظاهرة التحرش |
0.452 |
22 |
البطالة المنتشرة بین الشباب ووقت الفراغ من الأسباب التى تعمل على انتشار التحرش الجنسى |
0.585 |
28 |
إحساس الفرد بأنه أقل من الآخرین مادیاً یجعله یعوض ذلک عن طریق التحرش الجنسى |
0.302 |
34 |
إنهاء الشباب لمراحل تعلیمهم وعدم الحصول على وظیفة یسبب لهم الإحباط مما یؤدى للتحرش الجنسى |
0.515 |
40 |
تأخر سن الزواج بسبب الأعباء الاقتصادیة یؤدى إلى زیادة ظاهرة التحرش الجنسى |
0.489 |
46 |
عدم القدرة على الاکتفاء الذاتى یزید من مشکلة التحرش الجنسى |
0.325 |
52 |
الصراع الذى یعانیه الشباب من عدم قدرتهم الحصول على وظیفة یتم تفریغه عن طریق التحرش الجنسى |
0.431 |
58 |
شعور الفرد بعدم العدالة الاجتماعیة والاقتصادیة تجعله یستخدم التحرش الجنسى لإرضاء نفسه |
0.432 |
یتضح من الجدول (6) أن العامل الرابع بلغت قیمة الجذر الکامن (4.075) وأن نسبة التباین العاملى المفسر (6.783) وتراوحت تشبعات عباراته بین (0.302) و(0.625) وقد تشبع بهذا العامل (10) عبارات وتمثلت بنوده المشبعة فى غلاء المهور وجهاز العروسین، وتدنى المستوى الاقتصادى وعدم إشباع حاجات الأبناء، والبطالة المنتشرة بین الشباب ووقت الفراغ، وعدم الحصول على وظیفة وعدم العدالة الاجتماعیة والاقتصادیة، وعلیه یمکن تسمیة هذا البعد "الاقتصادى".
العامل الخامس: الدینى
جدول (7)
بنود العامل الخامس لمقیاس التحرش الجنسى
رقم العبارة |
العبــــــارة |
التشبع |
5 |
تراجع الخطاب الدینى فى دور العبادة وتوجیه الشباب سبب زیادة التحرش الجنسى |
0.563 |
11 |
عدم التزام الفتاة بالقیم الدینیة فى المظهر والسلوک یزید من تعرضها للتحرش الجنسى |
0.572 |
17 |
عدم قیام المؤسسات التعلیمیة بغرس القیم الدینیة التى تحمل الشباب من السلوکیات الخاطئة |
0.432 |
23 |
عدم الاهتمام بالتنشئة الدینیة داخل الأسرة لانشغال الآباء بمصدر الرزق من عوامل التحرش الجنسى |
0.458 |
29 |
یعتبر الاختلاط فى المدارس والجامعات وأماکن العمل من الأسباب المؤدیة للتحرش الجنسى |
0.488 |
35 |
ضعف الوازع الدینى لدى الشباب والفتیات یزید من مشکلة التحرش الجنسى |
0.463 |
41 |
عدم الاستثمار الجید لوقت الفراغ یوقع الشباب فریسة للإنترنت مما یعرضه لسلوکیات خاطئة |
0.561 |
47 |
عدم الالتزام بالقیم والتقالید والثقافة الدینیة یؤدى إلى سلوکیات ضارة بالفرد والمجتمع |
0.549 |
53 |
انشغال مؤسسات المجتمع بالأمور الدنیویة والابتعاد عن الأمور الدینیة لأفرادها |
0.344 |
59 |
إهمال الندوات الدینیة والتثقیفیة للطلاب فى مراحل تعلیمهم المختلفة یزید من مشکلة التحرش الجنسى |
0.325 |
یتضح من الجدول (7) أن العامل الخامس بلغت قیمة الجذر الکامن (5.046) وأن نسبة التباین العاملى المفسر (7.863)، وتراوحت تشبعات عباراته بین (0.325) و(0.572) وقد تشبع بهذا العامل (10) عبارات وتمثلت بنوده المتشبعة فى تراجع الخطاب الدینى فى دور العبادة وعدم التزام الفتاة بالقیم الدینیة فى المظهر والسلوک، وعدم الاهتمام بالتنشئة الدینیة داخل الأسرة، وضعف الوازع الدینى للشباب والفتیات وعدم استثمار وقت الفراغ وإهمال الندوات الدینیة والتثقیقیة وعلیه یمکن تسمیة هذا البعد بالبعد "الدینى".
العامل السادس: القانونى
جدول (8)
بنود البعد السادس لمقیاس التحرش الجنسى
رقم العبارة |
العبــــــارة |
التشبع |
6 |
عدم إبلاغ الفتیات أو السیدات عن تعرضهن للتحرش الجنسى قد یکون سبب الخوف من الفضیجة الاجتماعیة |
0.528 |
12 |
الإدانة المسبقة للضحیة أهم أسباب الأحجام عن الإبلاغ بحوادث التحرش الجنسى |
0.521 |
18 |
صیاغة القوانین الخاصة بالتحرش الجنسى بطریقة مطاطة لا تؤدى إلى ردع المتحرشین |
0.439 |
24 |
تقیید قانون العقوبات بشروط قاسیة یؤدى إلى إفلات الجانى من العقوبة |
0.583 |
30 |
إدانة العنف ضد المرأة عن طریق قوانین لحمایة حقوق الإنسان قولاً ولیس فعلاً |
0.351 |
36 |
معرفة الجانى أو من یقوم بالتحرش أنه لا عقوبة على ذلک فى القانون یشجع على الاستمرار فیه |
0.517 |
42 |
المجتمع یلقى اللوم الأول فى هذه الظاهرة على المرأة لا على الرجل |
0.491 |
48 |
المتحرش یعرف جیداً أن أمره لن ینکشف بسبب خجل الفتاة وخوفها على سمعتها وکرامتها |
0.605 |
54 |
تضطر أحیاناً الفتاة لأخذ خقها بیدها بسبب بطء إثبات واقعة التحرش قانونیاً |
0.458 |
60 |
رجال الشرطة فى مجتمعنا یحملون ثقافة التماس الأعذار للجانى وإدانة الضحیة المتحرش بها |
0.352 |
یتضح من الجدول (8) أن العامل السادس بلغت قیمة الجذر الکامن له (4.075) وأن نسبة التباین العاملى المفسر (6.785) وتراوحت تشبعات عباراته بین (0.351) و(0.605) وقد تشبع بهذا العامل (10) عبارات وتمثلت بنوده المشبعة فى أن المتحرش یعرف أن أمره لن ینکشف أمره، وعدم إبلاغ الفتیات أو السیدات خوفاً من الفضیحة الاجتماعیة، وتقیید قانون العقوبات بشروط قاسیة یؤدى إلى إفلات الجانى من العقوبة، وأن المجتمع یلقى باللوم على المرأة ولیس على الرجل، وعلیه یمکن تسمیة هذا البعد "القانونى".
وصف المقیاس:
یتکون المقیاس من (64) عبارة تندرج تحت ستة أبعاد مختلفة للتحرش الجنسى والجدول التالى یوضح هذه الأبعاد.
جدول (9)
أبعاد مقیاس التحرش الجنسى
الأبعاد |
ما یقیسه البعد |
أرقام العبارات |
عدد العبارات |
الأول |
تصرفات وملابس الفتیات |
1، 7، 13، 19، 25، 31، 37، 43، 49، 55، 61، 62، 64 |
13 |
الثانى |
الأسرة |
2، 8، 14، 20، 26، 32، 38، 44، 50، 56 |
10 |
الثالث |
وسائل الإعلام |
3، 9، 15، 21، 27، 33، 39، 45، 51، 57، 56 |
11 |
الرابع |
الاقتصادى |
4، 10، 16، 22، 28، 34، 40، 46، 52، 58 |
10 |
الخامس |
الدینى |
5، 11، 17، 23، 29، 35، 41، 47، 53، 59 |
10 |
السادس |
القانونى |
6، 12، 18، 24، 30، 36، 42، 48، 54، 60 |
10 |
طریقة التطبیق والتصحیح:
المقیاس یطبق بطریقة جماعیة، ولا یوجد زمن محدد للإجابة على المقیاس ویصحح المقیاس وفقاً للتدرج التالى: موافق، غیر متأکد، غیر موافق، حیث أنه إذا تم الاختیار الأول فإنه یأخذ 3 درجات، أما الاختیار الثانى علیه درجتان، أما الاختیار الثالث فعلیه درجة واحدة فقط، وبذلک تصبح الدرجة العالیة التى یحصل علیها الطلاب على المقیاس هى (192) درجة وأقل درجة هى 64 درجة.
حساب صدق وثبات المقیاس
أولاً: صدق المقیاس
للتحقق من صدق مقیاس التحرش الجنسى لدى طلاب الجامعة وأبعاده المختلفة استخدمت الدراسة الطریقة الآتیة:
صدق المقارنة الطرفیة:
تم حساب صدق المقارنة الطرفیة، وذلک على عینة قوامها (206) طالباً وطالبة من طلاب جامعة المنیا، وجدول (10) یوضح ذلک.
جدول (10)
صدق المقارنة الطرفیة لمقیاس التحرش الجنسى (ن= 206)
|
تصرفات وملابس الفتاة |
الأسـرة |
وسائل الإعلام |
الاقتصادى |
الدینى |
القانونى |
||||||
|
أعلى 27% |
أقل 27% |
أعلى 27% |
أقل 27% |
أعلى 27% |
أقل 27% |
أعلى 27% |
أقل 27% |
أعلى 27% |
أقل 27% |
أعلى 27% |
أقل 27% |
المتوسط |
48.651 |
34.895 |
26.216 |
20.614 |
44.521 |
32.523 |
39.171 |
28.741 |
21.23 |
18.78 |
34.56 |
31.25 |
الانحراف المعیارى |
3.536 |
4.572 |
2.519 |
2.741 |
2.934 |
4.113 |
2.695 |
2.930 |
4.64 |
4.23 |
6.24 |
5.67 |
الخطأ المعیارى |
0.477 |
0.615 |
0.341 |
0.372 |
0.392 |
0.541 |
0.362 |
0.393 |
0.256 |
2.98 |
0.365 |
0.397 |
قیمة ت |
17.598 |
11.45 |
17.881 |
19.412 |
10.415 |
19.314 |
||||||
الدلالة |
0.01 |
|
0.01 |
|
0.01 |
|
0.01 |
|
0.1 |
|
0.01 |
|
یتضح من الجدول (10) أن مقیاس التحرش الجنسى له القدرة على التمییز بین المستویات العالیة والمستویات المنخفضة فى التحرش الجنسى، وعلى هذا فالمقیاس صادق لقیاس التحرش الجنسى لدى طلاب جامعة المنیا.
ثانیاً: ثبات المقیاس
تم حساب ثبات المقیاس من خلال حساب معامل الفاکرونباخ، ومعاملات الثبات بالتجزئة النصفیة وذلک لکل أبعاد المقیاس الستة والمقیاس ککل والجدول (11) یوضح معاملات الثبات لمقیاس التحرش الجنسى.
جدول (11)
معاملات ثبات مقیاس التحرش الجنسى
الأبعاد |
معامل ثابت التجزئة النصفیة |
معامل ثبات |
|
سبیرمان- براون |
جوتمان |
الفاکرونباخ |
|
تصرفات وملابس الفتیات |
0.665 |
0.657 |
0.734 |
الأسرة |
0.548 |
0.591 |
0.831 |
وسائل الإعلام |
0.581 |
0.584 |
0.845 |
الاقتصادى |
0.564 |
0.622 |
0.851 |
الدینى |
0.757 |
0.759 |
0.665 |
القانونى |
0.672 |
0.675 |
0.659 |
المقیاس الکلى |
0.668 |
0.663 |
0.921 |
یتضح من الجدول (11) أن معاملات الثبات للأبعاد ما بین (0.548) و(0.759) وذلک بالنسبة لطریقة التجزئة النصفیة أما بالنسبة لمعامل الفاکرونباخ فقد تراوحت معاملات الثبات بین (0.659) و(0.851) وکلها دالة عند مستوى 0.01
ب- مقیاس السلوک الأخلاقى (إعداد الباحثة)
خطوات إعداد المقیاس:
مر المقیاس فى إعداده بالخطوات الآتیة:
1- تم عمل مسح لما هو موجود فى الکتابات العربیة والأجنبیة والمقاییس التى تقیس السلوک الأخلاقى لدى طلاب الجامعة، فلم تحصل الباحثة إلا على مقیاس تشخیص التسامح إعداد زینب محمود (2012)، ومقیاس القیم الدینیة والسلوک الاجتماعى إعداد سهام أحمد (2013).
2- تم طرح سؤال مفتوح على الطلاب وتم تطبیقه على عینة من الطلاب بلغ عددهم (60) طالباً وطالبة وکان السؤال هو ما هى أهم السلوکیات غیر الأخلاقیة الشائعة بین الطلاب فى الجامعة، وتم الحصول على مجموعة من السلوکیات اللااخلاقیة کما هو موضح فى الجدول التالى:
جدول (12)
السلوکیات اللااخلاقیة الشائعة بین طلاب الجامعة
التسلسل |
السلوک اللااخلاقى |
1 |
عدم الأمانة |
2 |
عدم الطاعة |
3 |
الأنانیة |
4 |
ضعف الضمیر |
5 |
الغش |
6 |
الکذب |
7 |
ضعف الانتماء والولاء |
8 |
الغضب |
3- تم الإطلاع على بعض الأطر النظریة الخاصة بمفهوم الأخلاق ونمو الأخلاق، والنظریات المفسرة لها والعوامل المؤثرة علیها وذلک بهدف تحدید أهم أبعاد وجوانب السلوکیات الأخلاقى.
4- تم تجمیع عدد من العبارات من خلال الأطر النظریة والدراسات السابقة التى قدمها الباحثین، حیث تم تحدید مقیاس السلوک الأخلاقى فى خمسة أبعاد، البعد الأول یقیس الأمانة ویحتوى هذا البعد على (12) عبارة، والبعد الثانى یقیس الضمیر ویحتوى على (13) عبارة، أما البعد الثالث فیقیس المبادئ والمثل العلیا ویحتوى هذا البعد على (15) عبارة، أما البعد الرابع فیقیس الطاعة ویحتوى على (13) عبارة، أما البعد الخامس فیقیس النظام الاجتماعى ویحتوى على (14) عبارة.
5- تم عرض المقیاس فى صورته الأولیة (67) عبارة على مجموعة من المحکمین من أساتذة علم النفس والصحة النفسیة، لتحدید مدى مناسبة تلک العبارات لقیاس السلوک الأخلاقى لدى طلاب الجامعة، وتم تعدیل صیاغة بعض العبارات، وحذف بعض العبارات بلغ عددهم (6) عبارات وبذلک وصل عدد عبارات المقیاس (61) عبارة حیث تم الإبقاء على العبارات التى بلغت نسبة الاتفاق علیها (80%) فأکثر.
6- ثم تطبیق هذا المقیاس فى صورته الأولیة على عینة الدراسة الاستطلاعیة التى بلغ عددها (206) من طالبات وطلاب جامعة المنیا.
7- تم تصحیح المقیاس بعد تطبیقه وفقاً لمعاییر التصحیح حیث أن لکل عبارة ثلاثة اختیارات (موافق- غیر متأکد- غیر موافق) وتکون الدرجات على هذه الاختیارات إذا کانت العبارة موجبة (3، 2، 1) على الترتیب، أما إذا کانت العبارة سالبة تکون الدرجات على التوالى (1، 2، 3).
- وصف المقیاس:
یتکون المقیاس من (61) عبارة تندرج تحت خمسة أبعاد مختلفة لقیاس السلوک الأخلاقى لدى طلاب جامعة المنیا والجدول التالى یوضح هذه الأبعاد.
جدول (13)
أبعاد مقیاس السلوک الأخلاقى لدى طلاب جامعة المنیا
الأبعاد |
ما یقیسه البعد |
أرقام العبارات |
عدد العبارات |
الأول |
الأمانة |
1، 6، 11، 16، 21، 26، 31، 36، 41، 46، 51 |
11 |
الثانى |
الضمیر |
2، 7، 12، 17، 22، 27، 32، 37، 42، 47، 52، 56 |
12 |
الثالث |
المبادئ والمثل العلیا |
3، 8، 13، 18، 23، 28، 33، 38، 43، 48، 53، 56، 57، 60 |
14 |
الرابع |
الطاعة |
4، 9، 14، 19، 24، 29، 34، 39، 44، 49، 54 |
11 |
الخامس |
النظام الاجتماعى |
5، 10، 15، 20، 25، 30، 35، 40، 45، 50، 55، 58، 61 |
13 |
- الخصائص السیکومتریة لمقیاس السلوک الأخلاقى:
أولاً: صدق المقیاس
1- حساب صدق التجانس الداخلى کمؤشر لصدق التکوین
تم حساب الارتباط بین الدرجة الکلیة للمقیاس والأبعاد الخمسة، کما تم حساب ارتباط کل عبارة من عبارات الأبعاد مع المجموع الکلى لکل بعد وذلک باستخدام عینة قوامها (206) من طلبة وطالبات جامعة المنیا.
جدول (14)
معاملات الارتباط بین درجة کل عبارة والدرجة الکلیة لمقیاس السلوک الأخلاقى
رقم العبارة |
معامل الارتباط |
رقم العبارة |
معامل الارتباط |
رقم العبارة |
معامل الارتباط |
رقم العبارة |
معامل الارتباط |
رقم العبارة |
معامل الارتباط |
1 |
0.45 |
14 |
0.55 |
27 |
0.62 |
40 |
0.66 |
53 |
0.71 |
2 |
0.67 |
15 |
0.76 |
28 |
0.69 |
41 |
0.48 |
54 |
0.69 |
3 |
0.58 |
16 |
0.68 |
29 |
0.48 |
42 |
0.56 |
55 |
0.51 |
4 |
0.59 |
17 |
0.48 |
30 |
0.55 |
43 |
0.52 |
56 |
0.48 |
5 |
0.65 |
18 |
0.47 |
31 |
0.44 |
44 |
0.39 |
57 |
0.57 |
6 |
0.48 |
19 |
0.39 |
32 |
0.35 |
45 |
0.58 |
58 |
0.49 |
7 |
0.43 |
20 |
0.37 |
33 |
0.67 |
46 |
0.47 |
59 |
0.61 |
8 |
0.35 |
21 |
0.63 |
34 |
0.56 |
47 |
0.51 |
60 |
0.65 |
9 |
0.52 |
22 |
0.58 |
35 |
0.43 |
48 |
0.39 |
61 |
0.53 |
10 |
0.39 |
23 |
0.44 |
36 |
0.38 |
49 |
0.46 |
|
|
11 |
0.58 |
24 |
0.46 |
37 |
0.44 |
50 |
0.67 |
|
|
12 |
0.66 |
25 |
0.57 |
38 |
0.42 |
51 |
0.61 |
|
|
13 |
0.58 |
26 |
0.61 |
39 |
0.55 |
52 |
0.59 |
|
|
ویتضح من الجدول (14) أن معاملات الارتباط بین درجة کل عبارة والدرجة الکلیة للمقیاس داله عند مستوى 0.01، مما یدل على تماسک المقیاس والاعتماد علیه فى قیاس السلوک الأخلاقى لدى أفراد العینة الأساسیة.
جدول (15)
ارتباط کل بعد من أبعاد السلوک الاخلاقى مع المجموع الکلى للمقیاس
الأبعـاد |
معاملات الارتباط بالدرجة الکلیة للمقیاس |
الأمانة |
59% |
الضمیر |
65% |
المبادئ والمثل العلیا |
61% |
الطاعة |
72% |
النظام الاجتماعى |
69% |
یتضح من الجدول (15) أن جمیع معاملات الارتباط بین کل بعد والدرجة الکلیة لمقیاس السلوک الأخلاقى دالة عند مستوى 0.01، مما یدل على قوة وتماسک أبعاد المقیاس.
ثانیاً: ثبات المقیاس:
تم حساب معامل الثبات باستخدام طریقة التجزئة النصفیة (سیرمان /براون) وطریقة الفاکرونباخ والجدول التالى یوضح معاملات الثبات بالطریقتین.
جدول (16)
معاملات ثبات مقیاس السلوک الأخلاقى
الأبعاد |
عدد العبارات |
معاملات ثبات التجزئة النصفیة |
معامل ثبات |
|
سبیرمان/براون |
جوتمان |
ألفاکرونباخ |
||
الأمانة |
11 |
0.732 |
0.734 |
0.832 |
الضمیر |
12 |
0.720 |
0.719 |
0.871 |
المبادئ والمثل العلیا |
14 |
0.616 |
0.618 |
0.734 |
الطاعة |
11 |
0.842 |
0.754 |
0.841 |
النظام الاجتماعى |
13 |
0.801 |
0.615 |
0.758 |
المقیاس الکلى |
61 |
0.890 |
0.88 |
0.93 |
یتضح من الجدول (16) أن معاملات الثبات بطریقة التجزئة النصفیة باستخدام معادلة سبیرمان/ براون تراوحت بین (0.616) و(0.842) وبطریقة جوتمان تراوحت بین (0.615) و(0.754) وهى دالة عند مستوى 0.01 أما بالنسبة لمعامل الثبات بطریقة معامل الفاکرونباخ فتراوحت معاملات الثبات بین (0.734) و(0.871) وهى دالة عند مستوى 0.01 مما یتضح ثبات المقیاس والاعتماد علیه.
خامساً: الأسالیب الإحصائیة:
1- استخدمت الباحثة الأسالیب الإحصائیة الآتیة:
أ- اختبار "ت" T- test
ب- معامل الارتباط الخطى لبیرسون.
جـ- تحلیل الانحدار Multiple Regression بطریقة Enter
نتائج الدراسة وتفسیرها:
1- الفرض الأول ینص على: لا توجد علاقة ارتباطیة دالة إحصائیاً بین التحرش الجنسى والسلوک الأخلاقى لدى طلاب الجامعة.
وللتحقق من صحة هذا الفرض تم استخدام معامل الارتباط الخطى لبیرسون، وجدول (17) یوضح قیمة معامل الارتباط ودلالته الإحصائیة.
جدول (17)
معامل الارتباط بین أبعاد التحرش الجنسى وأبعاد السلوک الأخلاقى (N= 600)
التحرش الجنسى السلوک الأخلاقى |
تصرفات وملابس الفتیات |
الأسرة |
وسائل الإعلام |
الاقتصادى |
الدینى |
القانونى |
الأمانة |
-0.765 |
-0.476 |
-0.545 |
-0.670 |
-0.767 |
-0.815 |
الضمیر |
-0.815 |
-0.538 |
-0.611 |
-0.723 |
-0.638 |
-0.756 |
المبادئ والمثل العلیا |
-0.823 |
-0.456 |
-0.541 |
-0.531 |
-0.755 |
-0.692 |
الطاعة |
-0.685 |
-0.575 |
-0.621 |
-0.589 |
-0.631 |
-0.541 |
النظام الاجتماعى |
-0.795 |
-0.783 |
-0.686 |
-0.673 |
-0.742 |
-0.608 |
یتضح من جدول (17) أنه توجد علاقة ارتباطیة سالبة دالة إحصائیاً عند مستوى (0.01) بین درجات الطلاب على مقیاس التحرش الجنسى بأبعاده الستة ودرجاتهم على مقیاس السلوک الأخلاقى بأبعاده الخمسة.
وتتفق نتیجة هـذا الفرض مع نتائج دراسة Glomb (1997), Miller (1997), Murell (1995) وطریف شوقى وعادل محمد (2004) على أن التحرش الجنسى هو شکل من أشکال التمیز الجنسى وحیث أن العلاقة بینهما هى علاقة الخاص بالعام ویعتبر أن التحرش الجنسى بالمرأة المختلفة عنه فى النوع حیث یقوم الرجل بالتعامل معها على أنها أقل ولیس بمقدورها القیام بالأعمال الشاقة، وتصید أخطائها، وتکلیفها بما تعجز عن أدائه، والتشهیر بها، والحط من قدرتها، وأن التحـرش الجنـسى
یرتبط بمجموعة من السلوکیات اللااخلاقیة الصادرة من بعض الرجال أو الشباب للأنثى (فتاة- سیدة) مثل التلمیحات والتعلیقات ذات الطابع الجنسى، وترجع هذه السلوکیات اللااخلاقیة إلى بعض العوامل والأسباب التى تدفع الشباب للقیام بمثل هذه الأفعال، ومنها الفقر وتدهور القیم الدینیة والأخلاقیة والکبت الذى یعانیه الشباب وأیضاً وسائل الإعلام وما تعرضه من أفلام وبرامج وأغانى مثیرة على بعض القنوات الفضائیة، مما یجعلهم لا یجدون أى منفذ متاح لهم لإقامة علاقة جنسیة إلا التحرش.
کما یؤکد أحمد المجدوب (2003) إلى أن سلوک التحرش الجنسى یرتبط أیضاً بالبیئة الأسریة التى یعیش فیها الفرد فالبیئة التى تحترم القیم الدینیة والأخلاقیة، یندر ارتکاب أفرادها مثل هذه السلوکیات، حیث تعتبر الأسرة أحد العوامل المؤثرة تأثیراً قویاً فى ضبط النفس وتکوین الحاسة الأخلاقیة لأفرادها، أما البیئة الأسریة التى تنعدم فیها القیم الدینیة والخلقیة، فیکثر فیها ارتکاب التحرش الجنسى، فللدین أثر کبیر فى مقاومة هذا السلوک باعتباره داعیاً إلى فعالیة شهوات النفس وکبح جماحها، وأن هذا الأثر مرهون بمدى تدنین الفرد، والتدین أمر باطنى لا سبیل إلى تلمسه وقیاسه.
وأشارت سلوى سلیم (1995) إلى أن غیاب الحیاء والذى یمثل قمة الهرم القیمى بالمجتمع وتفسخ التقالید التى تدعوا إلى الشهامة والحفاظ على المرأة والفتاة فى حال تعرضها لخطر من الأمور التى أدت إلى تفشى ظاهرة التحرش الجنسى فى المجتمع المصرى والعربى.
ویضیف یحیى الرخاوى (2010) أن التحرش الجنسى سواء الشفوى أو اللفظى هو شکل جدید لتقلید قدیم راسخ فى الضمیر والوجدان المصرى والعربى أنه الغزل، وتقالید الغزل قدیمة وعمیقة فى الوجدان المصرى والعربى ککل، ومن ثم لم یکن غریباً بأن إشارات وحرکات الرجال للنساء فى الشوارع هى فى جوهرها مقترحات غیر ظاهرة وآمال دفینة ولقاءات موعوده مع نساء لا سبیل للتواصل معهن إلا فى الشوارع، حیث أصبح الشارع هو المتنفس الوحید لأغلب الشباب والبحث عن الحلم الضائع وهو الفتاة.
ویؤکد مقدار یالجن (1992) أن الحیاة الأخلاقیة هى الحیاة الخیرة البعیدة عن الشرور بکل أنواعها وصورها، فإذا انتشرت الأخلاق بین الناس، انتشر الخیر والأمن والأمان الفردى والجماعى، فتنتشر الثقة المتبادلة والألفة والمحبة بین الناس، وإذا غابت انتشرت الشرور وزادت العداوة والبغضاء وتناحر الناس من أجل الشهوات والمناصب، مما أدى إلى زیادة بعض المشکلات والظواهر الجدیدة على مجتمعاتنا العربیة ومنها التحرش الجنسى الذى لا یتفق مع معاییر مجتمعنا.
2- نتائج الفرض الثانى:
وینص على: لا یوجد فرق دال إحصائیاً بین متوسطى درجات الطلاب والطالبات عینة الدراسة على مقیاس التحرش الجنسى.
وللتحقق من صحة هذا الفرض تم استخدام اختبار "ت" T-test للتعرف على الفروق بین متوسطات درجات الطلاب والطالبات على مقیاس التحرش الجنسى وجدول (18) یوضح قیم (ت) ودلالتها بین الطلاب والطالبات.
جدول (18)
المتوسط الحسابى والانحراف المعیارى وقیم (ت) للفروق بین الجنسین على مقیاس التحرش الجنسى
قیمة (ت) |
الطلاب (ن= 289) |
الطالبات (ن=311) |
قیمة (ت) |
الدلالة |
||
أبعاد التحرش الجنسى |
م |
ع |
م |
ع |
||
تصرفات وملابس الفتیات |
23.181 |
5.908 |
21.876 |
4.103 |
4.641 |
0.01 |
الأسرة |
25.502 |
7.421 |
22.175 |
5.263 |
4.984 |
0.01 |
وسائل الإعلام |
34.281 |
5.335 |
32.451 |
4.421 |
4.343 |
0.01 |
البعد الاقتصادى |
37.852 |
5.435 |
35.676 |
4.032 |
4.768 |
0.01 |
البعد الدینى |
29.971 |
8.302 |
27.015 |
7.301 |
4.493 |
0.01 |
البعد القانونى |
22.176 |
5.296 |
19.735 |
5.985 |
5.085 |
0.01 |
یتضح من الجدول (18) وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى (0.01) بین متوسط درجات الطلاب ومتوسط درجات الطالبات على أبعاد المقیاس لصالح الطلاب. وبذلک لم یتحقق الفرض الثانى من فروض الدراسة.
وبالنظر إلى نتیجة الفرض الثانى نجد أن هناک فروقاً دالة إحصائیاً بین متوسط درجات الطلاب والطالبات فى التحرش الجنسى وذلک فى اتجاه الطلاب.
ویمکن تفسیر ذلک إلى ما یمنحه المجتمع المصرى والثقافة السائدة فیه من حریة للذکور تفوق الإناث فى کثیر من الأحوال، حیث یتمیز الذکور بدرجة أکبر من الاستقلالیة والحریة، بما یعطى الذکور فرص لقضاء ساعات طویلة فى استخدام الإنترنت سواء داخل المنزل أو خارجه أو داخل الجامعة دون رقابة، مما یزید من حدة سلوک التحرش الجنسى لدى الأفراد فى المجتمع، حیث تسمح هذه المواقع التى تقدم عملیاً معلومات عن أى شئ وعن کل شئ تشمل الموضوعات الجنسیة ونوادى الصور الإباحیة التى تصل للمستخدم
حتى فى منزله وکذلک ما یعرف باسم مواقع الدردشة والتى من خلالها یستطیع الأفراد الاتصال ببعضهم البعض عبر شبکة الإنترنت للتحدث فیما یریدون من أمور جنسیة تزید من سلوک التحرش الجنسى لدى الشباب.
وتتفق هذه النتیجة مع سهیر العطار (2003) حیث ترى أن المواقع الحواریة (الدردشة) على وجه الخصوص قد أصبح القاسم المشترک الأعظم لها الحوارات الجنسیة، بل أن هناک بعض البرامج قد قصرت نشاطها على هذه النوعیة من الحوارات لیس هذا فحسب، بل أن هناک غرفاً للحوار تعرض المشاهد الجنسیة أو العروض الجنسیة أثناء عملیة الدراشة أو الحوار.
کما یمکن تفسیر زیادة التحرش الجنسى بین الشباب نتیجة التفسخ الأخلاقى الذى أصبحنا نعیش فیه والذى طرح علینا فى الفترة الأخیرة جرائم وسلوکیات جنسیة غیر متوقعة من خلال هذه التکنولوجیا الإلکترونیة، والحقیقة أن المشکلات والتحدیات الأخلاقیة التى تطرحها التکنولوجیا الإلیکترونیة لها جذور فى المسائل والقضایا الأخلاقیة التقلیدیة.
ومن هنا کان من الضرورى على الأسرة أن تلعب دوراً فاعلاً فى هذا الشأن، ولا تترک الأبناء فریسة لأجهزة الاتصال یشاهدون فیها کل شئ یجب أن تکون الأسرة انتقائیة تحدد ما ینبغى أن یشاهده أبنائها، ولماذا ینبغى أن یشاهدوه، وإذا فعلت ذلک فإنها تکمل دور الجهاز الإعلامى بفاعلیة وعمق.
ویعتبر الطلاب الذکور فى المرحلة الجامعیة یریدون الانطلاق بحثاً عن حریة التعبیر عن مشاعرهم وأحاسیسهم المکبوتة التى لا یستطیعون التعبیر عنها إلا من خلال استخدامهم المفرط لشبکة الإنترنت وذلک حتى یتسنى لهم الهروب من المشکلات التى تواجههم فى شتى مجالات حیاتهم، بالإضافة إلى رغبتهم فى تحقیق رغباتهم وإشباعها والتى یصعب علیهم إشباعها فى الواقع مما یضطرهم للجوء إلى التحرش الجنسى لإشباع رغباتهم وإثبات ذاتهم بأنهم الأقوى من الإناث.
3- نتائج الفرض الثالث:
وینص هذا الفرض على لا یوجد فرق دال إحصائیاً بین متوسطى درجات الطلاب والطالبات عینة الدراسة على السلوک الأخلاقى.
وللتحقق من صحة هذا الفرض تم استخدام اختبار (ت) T. test لقیاس دلالة الفروق بین متوسطى درجات الطلاب والطالبات عینة الدراسة على مقیاس السلوک الأخلاقى. وجدول (19) یوضح قیم (ت) ودلالتها للفروق بین الطلاب والطالبات.
جدول (19)
المتوسط الحسابى والانحراف المعیارى وقیم (ت) للفروق بین الذکور والإناث
على مقیاس السلوک الأخلاقى
قیمة (ت) |
الطلاب (ن= 289) |
الطالبات (ن=311) |
قیمة (ت) |
الدلالة |
||
أبعاد التحرش الجنسى |
م |
ع |
م |
ع |
||
الأمانة |
18.462 |
5.174 |
20.509 |
4.606 |
4.883 |
0.01 |
الضمیر |
25.489 |
7.419 |
27.475 |
6.621 |
3.284 |
0.01 |
المبادئ والمثل العلیا |
26.382 |
5.174 |
28.868 |
5.476 |
3.819 |
0.01 |
الطاعة |
27.017 |
8.061 |
29.979 |
7.303 |
4.498 |
0.01 |
النظام الاجتماعى |
19.721 |
5.981 |
22.172 |
5.265 |
5.079 |
0.01 |
یتضح من الجدول (19) وجود فرق دال إحصائیاً بین متوسطى درجات الطلاب والطالبات عینة الدراسة على مقیاس السلوک الأخلاقى بأبعاده الخمسة وذلک فى اتجاه الطالبات، وبذلک لم یتحقق الفرض الثالث من فروض الدراسة، وهذه الفروق دالة عند مستوى (0.01).
ومن خلال النتیجة السابقة یتضح لنا أن الطالبات فى الجامعة یتمتعن بسلوکیات أخلاقیة أکثر من البنین حیث أنهن حصلن على متوسطات درجات أعلى من الذکور فى أبعاد مقیاس السلوک الأخلاقى وهى الأمانة والضمیر والمبادئ والمثل العلیا والطاعة والنظام الاجتماعى ویمکن تفسیر ذلک بأن السلوک الأخلاقى ونمو الأخلاق ترتبط ارتباطاً وثیقاً بأسالیب التنشئة الاجتماعیة، وأنه بلاشک یکتسب الفرد الضمیر أو الأنا الأعلى الذى یتحلى به الآباء ومعاییرهم فى الحکم على الصواب والخطأ، وتختلف أوامر الضمیر من زمن لزمن ومن شخص لشخص، ومن الشخص نفسه من وقت لآخر ویتأثر الضمیر الذى یعتبر بعداً أساسیاً فى السلوک الأخلاقى للفرد بالحالة الاجتماعیة للمجتمع وقیمه وتقالیده ویتأثر أیضاً بدرجة عقله وعلمه، فکلما زاد علم الإنسان ونما عقله، ارتقى ضمیره.
وتتفق هذه النتیجة مع ما توصلت لدراسة لویبز (2001) Lopez حیث توصلت دراسته إلى أنه یمکن التنبؤ بالاستدلال الأخلاقى من خلال التعاطف الوجدانى، وتوصلت أیضاً دراسته إلى أن هناک فروق دالة إحصائیاً بین الذکور والإناث فى التعاطف الوجدانى فى اتجاه الإناث.
کما تتفق هذه النتیجة مع ما توصلت له دراسة میسون محمد (2009) إلى أن هناک فروق ذات دلالة إحصائیة فى مستوى التفکیر الأخلاقى بین الذکور والإناث فى اتجاه الإناث، وأیضاً اتفقت نتیجة الدراسة الحالیة مع ما توصلت إلیه دراسة منار مصطفى وتامر مقالده (2014) من وجود فروق دالة إحصائیاً فى مستوى الحکم الخلقى یعزى لمتغیر الجنس وکانت الفروق لصالح الإناث.
ومن خلال النتیجة التى توصلنا إلیها من خلال هذا العرض والذى یؤکد على أن الإناث یتمتعن بالسلوک الأخلاقى أکثر من الذکور یمکن أن نرجع ذلک إلى الظروف البیئیة الخاصة بکل فرد لذلک فقد ترجع هذه الفروق إلى الحریة التى یتمتع بها الذکور سواء داخل الأسرة أو خارجها أما الفتاة فلا یتیح لها التعامل إلا فى حدود تناسب قیم وأخلاقیات المجتمع، لأنها لو سلکت مثل الذکور فإن ذلک سوف یقابل بالرفض والاستهجان الاجتماعى وعدم القبول من الآخرین.
4- نتائج الفرض الرابع:
وینص هذا الفرض على: لا یوجد فرق دال إحصائیاً بین متوسطى درجات الطلاب ذوى التخصصات العلمیة والطلاب ذوى التخصصات الأدبیة على مقیاس التحرش الجنسى.
وللتحقق من صحة هذا الفرض تم استخدام اختبار (ت) لقیاس دلالة الفروق بین متوسطى درجات الطلاب ذوى التخصصات العلمیة والطلاب ذوى التخصصات الأدبیة على مقیاس التحرش الجنسى وجدول (20) یوضح قیم (ت) ودلالتها للفروق بین الطلاب ذوى التخصصات العلمیة والأدبیة.
جدول (20)
المتوسط الحسابى والانحراف المعیارى وقیم (ت) للفروق بین التخصصات
العلمیة والأدبیة على مقیاس التحرش الجنسى
قیمة (ت) |
تخصصات علمیة (ن=250) |
تخصصات أدبیة (ن= 350) |
قیمة (ت) |
الدلالة |
||
أبعاد التحرش الجنسى |
م |
ع |
م |
ع |
||
تصرفات وملابس الفتیات |
6.856 |
4.711 |
9.689 |
5.111 |
6.724 |
0.01 |
الأسرة |
6.537 |
5.075 |
9.772 |
5.181 |
7.361 |
0.01 |
وسائل الإعلام |
6.861 |
4.817 |
10.041 |
5.224 |
7.382 |
0.01 |
البعد الاقتصادى |
6.495 |
4.779 |
9.551 |
5.154 |
7.163 |
0.01 |
البعد الدینى |
6.533 |
4.775 |
9.815 |
5.230 |
7.645 |
0.01 |
العد القانونى |
7.125 |
4.785 |
10.021 |
5.013 |
6.901 |
0.01 |
یتضح من الجدول (20) وجود فرق دال إحصائیاً عند مستوى (0.01) بین متوسطى درجات الطلاب ذوى التخصصات العلمیة والطلاب ذوى التخصصات الأدبیة على مقیاس التحرش الجنسى بأبعاده الستة وهى تصرفات وملابس الفتاة والأسرة ووسائل الإعلام والبعد الاقتصادى والدینى والقانونى وذلک فى اتجاه التخصصات الأدبیة وبذلک لم یتحقق الفرض الرابع من فروض الدراسة.
وبالنظر إلى نتیجة هذا الفرض نجد أن هناک فرق دال إحصائیاً بین متوسط درجات الطلاب ذوى التخصصات العلمیة والطلاب ذوى التخصصات الأدبیة فى التحرش الجنسى وذلک فى اتجاه الطلاب ذوى التخصصات الأدبیة، أى أن الطلاب ذوى التخصصات الأدبیة أکثر ممارسة للتحرش الجنسى بالطالبات من الطلاب ذوى التخصصات العلمیة.
ویمکن تفسیر ذلک إلى طبیعة الدراسة فى الکلیات العملیة، حیث تکون هناک محاضرات تمتد لساعات طویلة فى المعمل، وکذلک صعوبة المواد العملیة حیث تحتاج إلى جهد وعمل دائب ومستمر، أما الدراسة النظریة فى الکلیات الأدبیة تحتاج إلى وقت أقل وبالتالى یوجد وقت کبیر لدى الطلاب یتیح لهم الکثیر من الوقت الذى یتم استخدامه فى معکاسات الطالبات والتحرش بهن وتطبیق ما یرونه من خلال ما یعرضه الإنترنت من مقاطع تثیر دوافع وغرائز الشباب مما یؤدى إلى تعویضه عن طریق التحرش الجنسى.
وتتفق نتائج هذه الدراسة مع ما توصلت إلیه دراسة Mickson (2005) من أن التحرش الجنسى أمر شائع فى المدارس والجامعات، حیث أشارت إلى أن نسبة حدوثه فى مساکن الطلبة 39% وخارج الحرم الجامعى 37% وفى قاعة الدراسة والمحاضرات 20% وأنه یزید لدى الطلاب ذوى التخصصات غیر العلمیة حیث أن الوقت لدیهم طویل ولا یقوموا باستثماره الاستثمار المفید ولکن یتم وضعیته فى التحرش بالفتیات.
5- نتائج الفرض الخامس:
وینص هذا الفرض على: لا یوجد فرق دال إحصائیاً بین متوسطى درجات الطلاب ذوى التخصصات العلمیة والطلاب ذوى التخصصات الأدبیة على مقیاس السلوک الأخلاقى.
وللتحقق من صحة هذا الفرض تم استخدام اختبار "ت" T. test للتعرف على الفروق بین درجات الطلاب ذوى التخصصات العلمیة والطلاب ذوى التخصصات الأدبیة على مقیاس السلوک الاخلاقى بأبعاده الخمسة وجدول (21) یوضح قیم (ت) ودلالتها للفروق بین الطلاب ذوى التخصصات العلمیة والأدبیة.
جدول (21)
المتوسط الحسابى والانحراف المعیارى وقیم (ت) للفروق بین التخصصات
الأدبیة والعلمیة على مقیاس السلوک الأخلاقى
قیمة (ت) |
علمى (ن= 250) |
أدبى (ن=350) |
قیمة (ت) |
الدلالة |
||
أبعاد التحرش الجنسى |
م |
ع |
م |
ع |
||
الأمانة |
30.797 |
6.990 |
26.275 |
7.945 |
7.091 |
0.01 |
الضمیر |
20.695 |
4.702 |
18.298 |
4.991 |
5.832 |
0.01 |
المبادئ والمثل العلیا |
28.731 |
6.521 |
24.341 |
6.992 |
6.997 |
0.01 |
الطاعة |
22.519 |
5.421 |
19.452 |
5.679 |
6.451 |
0.01 |
النظام الاجتماعى |
29.981 |
7.302 |
27.016 |
8.061 |
4.489 |
0.01 |
یتضح من الجدول (21) وجود فرق دال إحصائیاً عند مستوى (0.01) بین متوسطى درجات الطلاب ذوى التخصصات العلمیة والطلاب ذوى التخصصات الأدبیة فى أبعاد السلوک الأخلاقى المتمثلة فى الأمانة، والضمیر والمبادئ والمثل العلیا والطاعة والنظام الاجتماعى حیث بلغت قیم (ت)، (7.091)، (5.832)، (6.451)، (4.486) وکلها دالة عند مستوى (0.01) فى اتجاه درجات الطلاب ذوى التخصصات العلمیة وبذلک لم یتحقق هذا الفرض.
ومن خلال نتیجة الفرض الخامس نجد أن هناک فرق دال إحصائیا بین متوسطى درجات الطلاب ذوى التخصصات العلمیة والطلاب ذوى التخصصات الأدبیة فى السلوک الأخلاقى وذلک فى اتجاه الطلاب ذوى التخصصات العلمیة.
وتختلف هذه النتیجة مع ما توصلت له دراسة میسون محمد (2009) حیث وجدت أن هناک فرق دال إحصائیاً بین الکلیات العملیة والکلیات الأدبیة فى التفکیر الأخلاقى وذلک فى اتجاه الکلیات الأدبیة.
واختلفت أیضاً نتیجة الدراسة الحالیة مع نتیجة دراسة قامت بها منار مصطفى وتامر مقالده (2014) عن الحکم الأخلاقى وعلاقته بمستوى التفاؤل والتشاؤم لدى طلبة جامعة الیرموک وتوصلت نتائج دراستهما إلى عدم وجود فرق دال إحصائیاً فى الحکم الأخلاقى یعزى للتخصص.
وترى الباحثة أن الفروق بین التخصصات العلمیة والأدبیة فى السلوکیات الأخلاقیة، قد ترجع إلى انشغال الطلاب فى التخصصات العلمیة بالدراسة المستمرة، مما یسهم فى تطویر مستوى النمو الأخلاقى لدیهم، بینما یمثل الوقت الکثیر المتاح لطلاب التخصصات الأدبیة، واستغلاله فى القیام بأنشطة غیر مقیدة مثل الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعى للتسلیة بالإضافة إلى شعور البعض من الطلاب بعدم المسئولیة واللامبالاة الدراسیة قد یکون الدافع للسلوکیات أو الانتهاکات الأخلاقیة.
والطلاب فى المرحلة الجامعیة یدخلوا ضمن مرحلة الرقابة الذاتیة کما یراها صالح إبراهیم (2001) حیث یکون الفرد فى حالة تکامل لاستعداداته الجسمیة والعقلیة والنفسیة، بحیث تستمر فى بناء المراقبة الذاتیة فى شخصیة المراهق من فترة مبکرة، وفى هذه المرحلة یکون شعور الفرد بأهمیة الالتزام الخلقى أکثر عمقاً مما سبق، وتکتسب المبادئ الخلقیة قیمة عظیمة لدى الفرد، ویشعر بحساسیة مرهفة نحو ما یقوم به من سلوک وتصرفات وعلاقات من حیث أهدافها وضوابطها وآثارها، وتحفز أى ممارسة بدوافع معنویة بعیدة، تحتوى على تصور واستحضار لعظمة الخالق ویکون السعى لرضى الله وطاعته من الغایات الأساسیة الفاعلة والمؤثرة فى اتجاهات المراهق الخلقیة والسلوکیة.
وترى الباحثة أن الطلاب فى المرحلة الجامعیة ینطبق علیهم المستوى الثالث عند کولبرج Kohlberg وهو مستوى ما بعد العرف والتقالید أو مستوى المبادئ الخلقیة Post Conventional level حیث یرى کولبرج أن هذه المرحلة تجمع بین أخلاق المنفعة وحقوق الفرد، وفیها یکون الفرد واعیاً بأن الناس لدیهم قیماً وآراء مختلفة، وهذه القیم نسبیة تبعاً للجماعة التى تتواضع علیها، ومع ذلک یجب احترامها، حتى یوصف الفرد بالنزاهة والتجرد واللاتحیز، ویستند السلوک الخلقى فى هذه المرحلة إلى أن الفرد یسلک سلوکاً عقلانیاً، ویعنى القیم والحقوق قبل أى ارتباط أو تعاقد اجتماعى، ویتم التکامل من مفاهیم الأفراد المختلفة بعملیات الاتفاق والتعاقد والنزاهة الموضوعیة والواجب.
6- نتائج الفرض السادس:
وینص هذا الفرض على: یسهم التحرش الجنسى فى التنبؤ بالسلوک الأخلاقى لدى طلاب الجامعة، وللتحقق من صحة هذا الفرض تم استخدام تحلیل الانحدار المتعدد Multiple Regression والجدول (22) یوضح ذلک.
جدول (22)
تحلیل الانحدار بین الدرجة الکلیة لمقیاس التحرش الجنسى وأبعاد السلوک الأخلاقى
المتغیر المستقل |
أبعاد السلوک الأخلاقى |
معامل الارتباط R |
التباین المشترک |
قیمة نسبة (F) للارتباط المتعدد |
الدلالة الإحصائیة للارتباط المتغیر |
قیمة الثابت Constont |
وزن الانحدار العادى قیمة B |
وزن الانحدار المعیارى قیمة Beta |
قیمة (ت) |
الدلالة |
الدرجة الکلیة للتحرش الجنسى |
الأمانة |
-0.872 |
0.763 |
1765.249 |
0.01 |
38.954 |
0.228 |
0.872 |
42.037 |
0.01 |
الضمیر |
-0.923 |
0.854 |
313.515 |
0.01 |
29.862 |
0.178 |
0.921 |
56.862 |
0.01 |
|
المبادئ والمثل العلیا |
-0.889 |
0.793 |
2092.572 |
0.01 |
37.058 |
0.211 |
0.889 |
45.751 |
0.01 |
|
الطاعة |
-0.861 |
0.746 |
1613.841 |
0.01 |
26.592 |
0.143 |
0.861 |
40.189 |
0.01 |
|
النظام الاجتماعى |
-0.840 |
0.739 |
1523.687 |
0.01 |
25.985 |
0.130 |
0.785 |
40.120 |
0.01 |
یتضح من جدول (22) أن التحرش الجنسى بسهم إسهاماً دالاً إحصائیاً عند مستوى (0.01) فى التنبؤ بأبعاد السلوک الأخلاقى لدى طلاب الجامعة، وبذلک یتحقق الفرض السادس للدراسة.
وبالنظر إلى نتیجة الفرض السادس نجد أن التحرش الجنسى یسهم بشکل دال بأبعاد السلوک الأخلاقى ومن خلال الجدول (22) نلاحظ أن:
بعد الأمانة، بلغت قیمة معامل الارتباط المتعدد (-0.872)، وبلغت قیمة التباین الحادث (0.763)، وهذا یعنى أن متغیر التحرش الجنسى یسهم بنسبة تباین قدرها (76.3%) من تباین بعد الأمانة، و(23.7%) من تباین نفس البعد یرجع لمتغیرات أخرى، وبلغت قیمة النسبة الغائبة (1765.249) وهى دالة عند مستوى (0.01) وبذلک یمکن صیاغة معادلة التنبؤ لهذا البعد کالآتى
الأمانة = 38.954+ 0.228 × درجة الطالب على مقیاس التحرش الجنسى
أما بالنسبة لبعد الضمیر، بلغت قیمة معامل الارتباط المتعدد (-0.923)، وبلغت قیمة التباین الحادث (0.854)، وهذا یعنى أن التحرش الجنسى یسهم بنسبة (85.4%) من تباین بعد الضمیر، (14.6%) من تباین نفس البعد ترجع لمتغیرات أخرى، وبلغت قیمة النسبة الغائبة (3133.515) وهى دالة عند مستوى (0.01) وبذلک یمکن صیاغة معادلة التنبؤ لهذا البعد کالآتى.
الضمیر= 29.862 + 0.178 × درجة الطالب على مقیاس التحرش الجنسى
وبالنسبة لبعد المبادئ والمثل العلیا، بلغت قیمة معامل الارتباط المتعدد (-0.889)، وبلغت قیمة التباین الحادث من المبادئ والمثل العلیا (0.793) وهذا یعنى أن متغیر التحرش الجنسى یسهم بنسبة تباین قدرها (79.3%) من تباین بعد المبادئ والمثل العلیا، (20.7%) من تباین نفس البعد ترجع لمتغیرات أخرى، وبلغت قیمة النسبة الغائبة (292.572) وهى دالة عند مستوى (0.01) وبذلک یمکن صیاغة معادلة التنبؤ لهذا البعد کالآتى:
المبادئ والمثل العلیا= 37.058+ 0.211 × درجة الطالب على مقیاس التحرش الجنسى
أما بالنسبة لبعد الطاعة، بلغت قیمة معامل الارتباط المتعدد (-0.861)، وبلغت قیمة التباین الحادث من الطابعة (0.746) وهذا یعنى أن متغیر التحرش الجنسى یسهم بنسبة تباین قدرها (74.6%) من تباین بعد الطاعة و(25.4%) من تباین نفسى البعد ترجع لمتغیرات أخرى، وبلغت قیمة النسبة الغائبة (1613.841) وهى دالة عند مستوى (0.01) وبذلک یمکن صیاغة معادلة التنبؤ لهذا البعد کالآتى:
الطاعة = 26.592+ 0.143 × درجة الطالب على مقیاس التحرش الجنسى.
وبالنسبة لبعد النظام الاجتماعى، بلغت قیمة معامل الارتباط المتعدد (-0.840)، وبلغت قیمة التباین الحادث من النظام الاجتماعى (0.731) وهذا یعنى أن متغیر التحرش الجنسى یسهم بنسبة تباین قدرها (73.1%) من تباین بعد النظام الاجتماعى، و(26.9%) من تباین نفسى البعد یرجع لمتغیرات أخرى، وبلغت قیمة النسبة الغائبة (1523.687) وهى دالة عند مستوى (0.01) وبذلک یمکن صیاغة معادلة التنبؤ لهذا البعد کالآتى:
النظام الاجتماعى= 25.985+ 0.130 × درجة الطالب على مقیاس التحرش الجنسى
ویمکن تفسیر إسهام التحرش الجنسى فى التنبؤ بالسلوک الأخلاقى فى ضوء أن ما یتضمنه هذا الفعل من إحداث أضرار بکرامة المرأة وشرفها، وحریتها، حیث أنه یظهر فى أشکال مختلفة منها التلمیحات اللفظیة المباشرة، والتلمیحات غیر المباشرة بواسطة الإشارات واللمس الذى یندرج من الملامسة إلى الاغتصاب وکل هذه الأفعال منافیة للآداب العامة للمجتمع حیث أنها تساعد على انتشار الشرور بجمیع أنواعها وصورها مما یؤدى إلى انحطاط السلوک الأخلاقى لمرتکب هذا الفعل (التحرش الجنسى).
وتتفق هذه النتیجة مع ما توصل إلیه مقدار یالجن (1992) أنه إذا غابت الأخلاق انتشرت الشرور وزادت العداوة والبغضاء، وتناحر الناس من أجل الشهوات والمناصب والمادیات، ویرى أنه لابد من القیم الأخلاقیة الضابطة لهذه النوازع وإلا کثرت الشرور التى هى سبب التعاسة والشقاء فى حیاة الأفراد والجماعات وفى هذا قال أحد الفرنسیین: أن الحیاة من غیر قیم- وإن کانت حلوة على الشفاه- فإنها مرة على القلوب والنفوس.
کما تتفق هذه النتیجة مع عبد الکریم زیدان (1997) حیث یرى أن إصلاح الناس وتقویم سلوکهم وتیسیر سبل الحیاة الطبیة لهم أن یبدأ المصلحون بإصلاح النفوس وتزکیتها، وغرس معانى الأخلاق الجیدة فیها، وفى هذا الإطار أکد الإسلام على صلاح النفوس ویبین أن تغیر أحوال الناس من سعادة وشقاء، ویسر وعسر، ورخاء وضیق، وطمأنینة وقلق، وعز وذل، کل ذلک ونحوه منبع لتغیر ما بأنفسهم من معان وصفات.
کما تتفق هذه النتیجة مع بعض مبادئ نظریة التحلیل النفسى التى تؤکد على أن عملیة اکتساب الأخلاق تتم عندما ینمو الأنا الأعلى (الضمیر) عند الطفل، حیث أن الضمیر هو الأداة التى تصدر الأوامر الأخلاقیة المشتقة من معاییر الراشدین المحیطین بالطفل، حیث یعتبر الضمیر هو الحارس الأخلاقى الأول للشخص وهو الأداة المسئولة بالدرجة الأولى عن النمو الأخلاقى وهو مرکز المفاهیم والمعان الأخلاقیة فى شخصیة الأفراد.
وتتفق هذه النتیجة مع دراسة Mary Ellen (1995) حیث توصلت إلى أن هناک افتراض مقبول وشائع لدى عدد کبیر من الباحثین مؤداه أن السلوکیات التى یتضمنها التحرش الجنسى تکون جزء من بعد العدوان والخصومة الموجهة من الرجال تجاه النساء، ومنظومة الکراهیة تجاه النساء تتمثل فى سلوکیات غیر أخلاقیة منها التحقیر الموجه ضد النساء، ومحاولات الإذلال، والغمز، والکلمات المهینة المکررة من جانب، والهجوم الجنسى والعنف الجنسى
کما تتفق نتیجة هذا الفرض مع أحمد المجدوب (2003) الذى یرى أن سلوک التحرش الجنسى فى البیئة الأسریة التى تحترم القیم الدینیة والأخلاقیة یندر ارتکابه، فالدین عامل إیجابى حاسم فى العلاقة بین تکوین الشخصیة والسلوک الاجتماعى، کما أنه مؤثر تأثیراً قویاً فى ضبط النفس، وتکوین الحاسة الأخلاقیة للإنسان، أما البیئة الأسریة التى تنعدم فیها القیم الدینیة والخلقیة فیکثر فیها ارتکاب ذلک السلوک، فالدین له أثر کبیر فى مقاومة سلوک التحرش الجنسى باعتباره داعیاً إلى فعالیة شهوات النفس وکبج جماحها.
وبالنظر إلى نتیجة الجدول (22) یتضح أن التحرش الجنسى یرتبط سلبیاً بکل من أبعاد السلوک الأخلاقى هى الأمانة والضمیر والمبادئ والمثل العلیا والطاعة والنظام الاجتماعى ویمکن إرجاع ذلک إلى الشخص المتحرش جنسیاً یسلک سلوکاً لا یلتزم من خلاله بالمعاییر والضوابط الأخلاقیة کما أنه لا یمتلک الضمیر الذى یعتبر الصوت الذى یأمره بالخیر وینهاه عن الشر، ویأمره بعمل الواجب بغض النظر عن الثواب أو العقاب کما أنه یقوم بکسر المعاییر الأخلاقیة والخروج عنها واحداث تلف مادى ومعنوى للأشخاص کما أنه شخص لا یحافظ على احترام السلطة أو المحافظة على النظام الاجتماعى أو لا یسعى إلى رفاهیة وسعادة الجماعة التى ینمتى إلیها من خلال عدم التزامه بالقواعد التى تحکم هذا النظام الاجتماعى.
توصیات الدراسة:
فى ضوء الفروض وما أسفرت عنه الدراسة من نتائج یمکن تقدیم بعض التوصیات تتمثل فیما یلى:
1- عقد برامج إرشادیة للطلاب الذین یقومون بالتحرش الجنسى لمساعدتهم على التخلص من هذا السلوک المشین وتعویدهم على الاندماج فى الحیاة الواقعیة.
2- مراقبة الوالدین لأبنائهم وخاصة إذا اختلوا بأنفسهم حتى لا یقوموا بتقلید الکبار عن براءة.
3- عقد برامج توعیة لتعریف الطلاب بالآثار السلبیة للتحرش الجنسى، وغرس السلوک الدینى فى نفوس الشباب لوقایتهم من السلوکیات الضارة بهم وبمجتمعهم.
4- عقد ندوات دینیة بحضور بعض رجال الدین الموثوق بهم لإلقاء بعض النصائح الخاصة بالفضیلة والحفاظ على التقالید والقیم الدینیة.
5- الاهتمام بالأنشطة المدرسیة فى المراحل قبل الجامعیة والتى تشبع رغبات الطلاب من الجنسین.
6- اشتراک الوالدین فى ندوات ودورات للتوعیة بأهمیة التنشئة الاجتماعیة والدینیة الرشیدة للأبناء.
7- زیادة الاهتمام بفئة الشباب وتشجیعهم على العمل التطوعى والعمل الأهلى لتفریغ طاقاتهم المکبوتة.
8- التوعیة بأهمیة الاستخدام الرشید لوسائل الإعلام.
9- فتح مراکز مختلفة للتوعیة ورعایة الشباب وتوجیه نشاطهم بالشکل الصحى وذلک لحمایتهم من ممارسة السلوکیات المنحرفة.
10- إقامة دورات صیفیة وحملات توعیة بالتعاون مع الجامعات ومنظمات المجتمع المدنى من جمعیات وأحزاب سیاسیة تهدف لإنشاء جیل یتمتع بالأخلاق الحمیدة.
11- ضرورة السعى نحو نحسین وتفعیل القوانین الخاصة بالمرأة والطفل والتى تعارض الاتفاقیات الدولیة.
12- ضرورة اهتمام وسائل الإعلام بالجوانب الأخلاقیة من خلال تخصیص برامج وندوات تهدف لرفع الوعى الأخلاقى بالمجتمع.
13- ضرورة اهتمام الجامعات بالنواحى الأخلاقیة للطلاب من خلال إثراء المقررات الجامعیة، وتطویر طرق التدریس، وإقامة الندوات والمؤتمرات واشراک الطلاب فى الأنشطة المتنوعة التى تصحح لدیهم السلوکیات الضارة مثل التحرش الجنسى.
المراجـع
إبراهیم ناصر (2006). التربیة الأخلاقیة، عمان: دار وائل للنشر.
ابن منظور (ب ن). لسان العرب، بیروت، دار صادر.
أحمد الخانى (2013). الازدواجیة فى السلوک (أسبابها وطرق علاجها)، مکتبة الألوکه.
أحمد المجدوب (2003). ظاهرة العنف داخل الأسرة المصریة، المرکز القومى للبحوث الاجتماعیة والجنائیة، القاهرة.
آمال صادق (1990). نمو الإنسان من مرحلة الجنینیه إلى المسنین، ط2، القاهرة: مکتبة الأنجلو المصریة.
بثینة الدیب (ب.ن). دراسة طرق وأسالیب القضاء على التحرش الجنسى للمرأة، هیئة الأمم المتحدة للمرأة، معهد التخطیط القومى، القاهرة.
ثریا السید (2004). عقوق الوالدین وعلاقته بالقیم الخلقیة وتأکید الذات لدى الأبناء، مجلة کلیة التربیة، المرکز العربى للبحوث التربویة، 28 (1): 9- 41.
خالد کاظم (2007). الأبعاد الاجتماعیة للتحرش الجنسى فى الحیاة الیومیة، دراسة میدانیة بمحافظة سوهاج، رسالة دکتوراه، جامعة سوهاج.
دعاء فکرى (2013). معالجة الصحف الإلکترونیة المصریة لقضیة التحرش الجنسى ودورها فى توعیة طالبات الجامعة، مجلة کلیة الآداب، جامعة الزقازیق، ع67: 71- 126.
رقیة الخیارى (2002). التحرش الجنسى فى المغرب، دراسة سوسیولوجیة وقانونیة، المغرب: دار الفتک.
سامیة الساعاتى (2006). المرأة والمجتمع المعاصر، القاهرة: مکتبة الأسرة.
سداد جواد (2013). التحرش الجنسى فى مصر بین المجتمع والدولة، القاهرة: مکتبة زمزم.
سلوى سلیم (1995). الإسلام والضبط الاجتماعى، القاهرة: مکتبة وهبه.
سهیر العطار (2003). العولمة ووضع المرأة فى العلاقات الأسریة، مرکز البحوث والدراسات الاجتماعیة، القاهرة.
طریف شوقى، عادل محمد (2004). التحرش الجنسى بالمرأة العاملة، دراسة نفسیة استکشافیة على عینة من العاملات المصریات، مجلة کلیة الآداب، جامعة بنى سویف ع7: 19- 79.
عبد الکریم زیدان (1997). أصول الدعوة، ط3، القاهرة: دار الوفاء للطباعة.
عزة کریم (1999). دور ضحایا الجریمة فى وقوعها، مؤتمر البحوث الاجتماعیة، المرکز القومى للبحوث الاجتماعیة والجنائیة، القاهرة: 526- 547.
فؤاد عبده (2012). نمو الأحکام الأخلاقیة وعلاقتها بالاتزان الانفعالى والنضج الاجتماعى، دراسة میدانیة على عینة من تلامیذ الصفین الرابع والسادس من التعلیم الأساسى فى محافظتى (دمشق- سوریا) و(تعز- الیمن)- رسالة دکتوراه، کلیة التربیة، جامعة دمشق، 193: 195.
مارى فرانس (2001). تنکید المعنویات، ترجمة: فادیا لاذقانى، القاهرة: دار العالم الثالث.
مجدى عبد الکریم (2003). اتجاهات حدیثة فى تعلیم التفکیر استراتیجیات مستقبلیة للألفیة الجدیدة، القاهرة: دار الفکر العربى.
محمد ضو (2004). العنف ضد المرأة فى سوریا، دراسة میدانیة، مجلة شبکة العلوم النفسیة العربیة، ع 4: 18.
محمد مهران (1998). تطور الفکر الأخلاقى فى الفلسفة العربیة، القاهرة: دار قباء للطباعة والنشر والتوزیع.
مدیحه عباده، خالد کاظم (2007). الأبعاد الاجتماعیة للتحرش الجنسى فى الحیاة الیومیة، دراسة میدانیة بمحافظة سوهاج، القاهرة، مؤسسة مرکز قضایا المرأة المصریة.
معاویة أبو غزال (2007). نظریات التطور الإنسانى وتطبیقاتها التربویة، عمان: دار المسیرة للنشر والتوزیع والطباعة.
منار مصطفى، تامر مقالده (2014). الحکم الأخلاقى وعلاقته بمستوى التفاؤل والتشاؤم لدى طلبة جامعة الیرموک، المجلة الأردنیة فى العلوم التربویة، 10(4): 431- 441.
منى عبد الخالق (2000). دراسة للنمو الخلقى لدى المراهقات الکفیفات والمبصرات وعلاقته بأسالیب التنشئة الوالدیة، رسالة ماجستیر، معهد الدراسات والبحوث التربویة، جامعة القاهرة.
میسون محمد (2009). التفکیر الأخلاقى وعلاقته بالمسئولیة الاجتماعیة وبعض المتغیرات لدى طلبة الجامعة الإسلامیة بغزة، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة بغزة.
نفیسة حسن (2003). العنف ضد المرأة أسلوب حیاة غیر حضارى، أحوال مصریة، مرکز الدراسات السیاسیة والاستراتیجیة، القاهرة، ع22.
هبه محمد (2003). الإساءة إلى المرأة، القاهرة: مکتبة الأنجلو المصریة.
یحیى الرخاوى (2010). المختص فى علم النفس الجنسى، المجلة العربیة للعلوم النفسیة، ع23.
Aqguino, K., Reed, A, (2002). The self-importance of moral identity. Journal of Personality and social Psychology, 83, 1423- 1440.
Asyan, S. (2008). Mainstream Neglect of sexual Harassment as Asocial Problem, Journal of Sociology, p. 186.
Berk, L.E. (2004). Development throught the lifespam. Boston, Allyn and Bacon.
Brecher, R. (2009). Acomparison of Moral Devebpment of college student Beheivioral offenders and non offenders. Dissertation Abstract International, 55 (10), P. 3595.
Brimi, B (2008). Academic In Structors of Moral Guides, Moral education in America and the teacher's Dilemma. Clearing hous, 83 (1), 115- 120.
Chassey, R. (1999). A comparion of Moral Development of college student Behavioral offendess and Non offenders. Availableat: http://eric-ed.gov.
Diana, K. (2003). Sociology in our times, wads worth Canda.
Domon, M., Richazd, 11 (2009). Alaboratory Analogue for the study of peer sexual Harassment, Psychology of women quarterly, Vol. 28, p.195.
Engeles, R (2005) Delinquency and Nloral Reusoning in Adolescence and young Adulthood. International, Journal of Behavioral Development, 29 (3), 247-258.
Glomb, T, M; Richman, W.L.; Hulin, C, L & Fitzgerald, L, F (1997). Ambient sexual Harassment: An Integrated Model of Antecedent and conse quences, crgemizahonal Behavior and Humen Decision Processes, (71), 3, pp. 309-328.
Goebel S. Elizabeth (2010). SchoolPeerUniversity and teen dating violence, what's the difference? PHD, the university of Arizond 87- 95.
Harris, A (1999). Child Development, New York: west Publishing Company.
Irene, P. (2000). Perceptions of sexual Harassment, the florida legal system: Acomparison of Daminance and spillover Explanation, Gender and Society, 11(5), 199-215.
Jocelyn, H. (2006). Sexual Harassment in small town, Newzeland.
Karl Aguine, Dan Freeman, Americus Reed II, Vivien K.G. Lim (2009). Testing a cocial- cognitive Mlodel of Mloral Behavior: The Intevactive In fluence of situations and moval Identity centrality. Journal of Personality and social Psychology Vol.97, No (1) 123- 141.
Kathleen, M.R, (2003). The confluence of Gender, and Society, 12(1). 41.
Lopez, N., Scheifer, H. Bonenberger, J(2001). Parental discipinary history and current level of empatny and moral reasoning myoung adults. North American of psychology, 3(1); 193- 204.
Mary, Ellen (1995). Relly and othrs, to lerance for sexual Harassment Related to self-Reported sexual Victimization, Gender and Society, 6(1), 35-45.
Maryan, K.I (2013). The Morning Morality effect: The Influence of time of Day on Unethicul Behavior, Psychologicaul Science, (28). Pp. 135-170.
Merkin S, R (2008). Cross-cultural differences in perceiving sexual harassment demographic incidence rotes of sexual harassment/sexual Aggression in latin America, American Journal of Psycholog, 10(2), P.152.
Miller, L. J, (1997). Not Just weapons of the weak: Gender Harassment as aform of protest for Armynen, Social Psychology Quarterly, (60), 32-51.
Murrell, A. J.; Olson, J.E & Frieze, D.H (1995). Sexual Harassment and Gender Discrimination: Alongitudinal study of women Nanagers, Journal of social Issues, (91), 1, pp. 139-149.
Negro, D. (2001). Moral learning and development theory and research. Wiley and sons, New York.
Nickson H. K, (2009). The ehallenge of studying sexcual Harassment in higher education: An experince from the University of malawies chancelle college, Journal of International womens studies, 11 (2), 258-299.
Rose K. (2004). Zero Torlerance for sexual harassment by supervisors in the work place. employers don't have azeal choice, Journal of borensic Psychology Practice, Vol (4).
Scott J. Reynolds Tara L & ceranic (2007). The effects of moral Judgment and Moral Identity on moral Behavior. An Empirical Examination of the Moral Individual, Journal of Applied psychology, Vol. 192, No.6 pp. 1610-1624.
Scott, B. (2004). The Relationsip Between Emotional Intelligence and ethical Decision Making, Unpublished phD, UnionUniversity, Available from: Pro-quest Database.
Shannon A.G, Sandra E.B, (2005). The Roles of situational factors attributions, and guitt in the well-being of women who have experienced sexual coereian, the canadion, journal of Humadn sexcuality, 18(4), 55-60.
Williem M. Kurines (1991). Social cognitive theory of Mloral thought and action, Handbook of Morel Behavior and Development, Vol.(1) 58-93.