دور التعليم الجامعي والبحث العلمي في تأسيس مجتمع المعرفة دراسة ميدانية لعينة من القيادات الإدارية في بعض الجامعات السعودية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد _ قسم الإدارة والتخطيط التربوي جامعة تبوک

10.12816/0042354

المستخلص

هذه الدراسة محاولة وصفية تحليلية لدور مؤسسات التعليم الجامعي والبحث العلمي في التأسيس لمجتمع المعرفة في المملکة العربية السعودية, وقد اعتمد الباحث في هذه الدراسة على عينة من أعضاء هيئة التدريس والباحثين العاملين في الجامعات ومراکز البحث العلمي السعودية.
وقد استخدم الباحث أسلوب المسح على عينة بلغ حجمها 250 مفردة من القيادات الإدارية (رئيس قسم، وکيل عميد، عميد کلية) توزعت على خمسة جامعات ومراکز بحثية, وقد صمم الباحث استبانة انقسمت إلى خمسة أجزاء, الأول منها تضمن بيانات أولية والثاني, تعلق بدور مؤسسات التعليم, والثالث تعلق بدور البحث العلمي, والرابع حول الصعوبات والتحديات والأخير حول مستقبل دور التعليم والبحث العلمي في تأسيس مجتمع المعرفة السعودي.
وقد استخدم الباحث المعالجات الإحصائية البسيطة والمتقدمة باستخدام البرنامج الإحصائي spss وقد خلصت الدراسة إلى عدد من النتائج توضح في مجملها أن ثمة العديد الأدوار المهمة التي يقوم بها التعليم الجامع ومراکز البحث العلمي في تأسيس مجتمع المعرفة السعودي, إلا ان ذلک لم يمنع من ظهور عددا من المشکلات  التي تعوق هذا الدور, فضلا عن ذلک اتسم تصور أفراد العينة لمستقبل هذا الدور بالتفاؤل.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

              کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

 

دور التعلیم الجامعی والبحث العلمی فی تأسیس مجتمع المعرفة

دراسة میدانیة لعینة من القیادات الإداریة فی بعض الجامعات السعودیة

 

 

إعــــداد

د / عائض الغامدی

أستاذ مساعد _ قسم الإدارة والتخطیط التربوی

جامعة تبوک

 

 

 

}       المجلد الثانی والثلاثین– العدد الأول  – ینایر 2016م  {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

ملخص

هذه الدراسة محاولة وصفیة تحلیلیة لدور مؤسسات التعلیم الجامعی والبحث العلمی فی التأسیس لمجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة, وقد اعتمد الباحث فی هذه الدراسة على عینة من أعضاء هیئة التدریس والباحثین العاملین فی الجامعات ومراکز البحث العلمی السعودیة.

وقد استخدم الباحث أسلوب المسح على عینة بلغ حجمها 250 مفردة من القیادات الإداریة (رئیس قسم، وکیل عمید، عمید کلیة) توزعت على خمسة جامعات ومراکز بحثیة, وقد صمم الباحث استبانة انقسمت إلى خمسة أجزاء, الأول منها تضمن بیانات أولیة والثانی, تعلق بدور مؤسسات التعلیم, والثالث تعلق بدور البحث العلمی, والرابع حول الصعوبات والتحدیات والأخیر حول مستقبل دور التعلیم والبحث العلمی فی تأسیس مجتمع المعرفة السعودی.

وقد استخدم الباحث المعالجات الإحصائیة البسیطة والمتقدمة باستخدام البرنامج الإحصائی spss وقد خلصت الدراسة إلى عدد من النتائج توضح فی مجملها أن ثمة العدید الأدوار المهمة التی یقوم بها التعلیم الجامع ومراکز البحث العلمی فی تأسیس مجتمع المعرفة السعودی, إلا ان ذلک لم یمنع من ظهور عددا من المشکلات  التی تعوق هذا الدور, فضلا عن ذلک اتسم تصور أفراد العینة لمستقبل هذا الدور بالتفاؤل.

الکلمات المفتاحیة:

- المعرفة.

- مجتمع المعرفة.

- البحث العلمی.

 

 

 

 

 

 

مقدمة

برز مفهوم مجتمع المعلومات لیعبر عن التطور العمیق الذی أصاب المجتمع الإنسانی جراء التقدم الحادث فی مجال تکنولوجیا الاتصال والمعلومات، وهو مصطلح یشیر إلى التحول الحادث فی النماذج المعرفیة التی تتحکم فی الظواهر داخل المجتمع              (البرنامج الإنمائی, وآل مکتوم, 2009 : 29-30), کما أنه یجسد فی ذات الوقت تحولا بنیویا فی مفردات الاقتصاد والإعلام والتعلیم والبحث العلمی والثقافة.

وفی هذا المجتمع أصبحت المعرفة من القوى المؤثرة فی تشکیل أنماط الحیاة وإعادة هیکلة قطاعاتها وصیاغة أنظمتها الاجتماعیة والثقافیة والاقتصادیة بل والسیاسیة            (Andreea &  Plumb,2010 : 440), ففی هذا المجتمع تعد المعرفة حجز الزاویة فی تحدید وتجدید القوى المنتجة للمجتمع وبصفة خاصة القوى البشریة. (فؤاد مرسی،  1990 : 60 – 61 ), کما یتمیز هذا المجتمع أیضا بحول المجتمعات من نمط الاقتصاد القائم على الأصول التقلیدیة إلى نمطا مغایر یعتمد على الأصول غیر المادیة المتمثلة فی مکونات المعرفة على نحو ما أکدت دراسة (Oprea & Romania,2007 :6).

ویتکون هذا المجتمع من مکونات عدة، یأتی التعلیم فی مقدمتها، باعتباره الأساس لدخول عصر المعرفة وتطویر المجتمعات (سویلم محمد, 2006: 211 ),وإلى جانی  التعلیم یأتی البحث العلمی باعتباره نمط المعرفة الذی یثیر قضایا المجتمع المعرفی وقضایا البنی المجتمعیة التی تسهم بشکل مباشر فی تفعیل مجتمع المعرفة.( حسین عمران,          2006: 60  )                                                                                 

ویوضح "إیفان وزملاءه" أنه فی هذا المجتمع تم تحویر الموارد التقلیدیة إلى موارد مستحدثة تعمقت بشکل واضح فی ظل العولمة، وتحولت مقاییس القوة من المقاییس                المادیة لأخرى ترتکز على القوة والقدرة على إنتاج واستغلال المعلومات.                                                                                      (Ivan,etall, 2011 :13)

وبما أن المعرفة کما أشار (Moniz,2009) تعبر عن کل متکامل ومتجانس فی مرتکزاتها ومکوناتها, وتتأثر بالمعارف المکتسبة من مصادر عدة کالتعلیم والبحث العلمی والموروث الثقافی, تبرز أهمیة  المؤسسات العلمیة کآلیة أساسیة لتحسین أو لتفعیل أسس المعرفة فی المجتمع (سویلم محمد, 2006 : 229 ), وذلک فی ضوء دورها فی تعزیز إنتاج المعرفة ونشرها عموما ( مجدی حبیب, 2009 : 84).

وفی ظل الأهمیة الکبیرة التی تلعبها مؤسسات المعرفة, خاصة الجامعات ومراکز البحث العلمی, وفی ظل الأوضاع الممیزة لتلک المؤسسات فی المجتمعات العربیة ومنها المجتمع السعودی, تأتی أهمیة وضرورة طرح تساؤلات خاصة بدور تلک المؤسسات فی التأسیس لمجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة, وکانت تلک الأهمیة والضرورة الدافع الرئیس لاتجاه الباحث نحو دراسة هذا الموضوع, خاصة فی ظل التوجه المتنامی والاهتمام الواضح من قبل الدولة السعودیة بمؤسسات صناعة المعرفة, والذی عبر عن نفسه فی الاتجاه نحو افتتاح عددا من الجامعات فی مختلف مناطق البلاد, فضلا عن تأسیس عددا من المراکز البحثیة یأتی فی مقدمتها مدینة الملک عبدالله للعلوم, وغیرها من مؤسسات ومراکز البحث العلمی, إلى جانب ذلک ثمة اتجاه محسوس من قبل کثیر من الجامعات السعودیة نحو تبنی مشروعات تدعم التوجه نحو مجتمع المعرفة یأتی فی مقدمتها على سبیل المثال مشروع وادی الریاض للتقنیة الذی یعد ثمرة للتعاون بین الجامعات السعودیة والمراکز الصناعیة بها(فوزیة الزبیر, 2001), کما یعد مشروع الملک عبدالله بن عبد العزیز لتطویر التعلیم العام نموذجا جادا لتوجه المملکة نحو مجتمع المعرفة.

وهنا تبرز أهمیة ومبررات إجراء هذه الدراسة, فالتنامی الواضح لمؤسسات ومراکز صناعة المعرفة یستوجب التوجه نحو دراسة الدور الحقیقی الذی تقوم به تلک المؤسسات فی تشکیل وترسیخ أسس مجتمع المعرفة فی السعودیة, هذا فضلا عن قلة الدراسات السعودیة التی توجهت مباشرة لبحث هذا الدور.

المبحث الأول: الإطار العام للدراسة

 (ب ) مشکلة الدراسة وتساؤلاتها

تعد المعرفة منتجا غیر تقلیدیا, سواء من حیث طبیعة التکوین أو من حیث الأسالیب المستخدمة فی انتاجه, فعلى عکس الانتاج التقلیدی, تأتی المعرفة لتمثل واحد من أکثر مظاهر الإبداع الإنسانی حداثة, وفی نفس الوقت ترکیبا, سواء من حیث کم المداخل المستخدمة فی انتاجه, أو طبیعة المؤسسات المسؤولة عن إنتاجه.

فإذا کان الإنتاج المادی التقلیدی یتم من خلال آلات صنعها الإنسان وطورها بنفسه, وداخل مصانع وأنظمة للعمل شبکه میکانیکیة, فإن إنتاج المعرفة یتمایز عن هذا الانتاج التقلیدی, فی کلا الملمحین السابقین, حیث یحل الإنسان نفسه محل الآلة فی إنتاج المعرفة, کما أن العملیة ذاتها تتم من خلال مؤسسات شدیدة الخصوصیة, مؤسسات شیدت فی الأساس لأجل تطویر قدرات الإنسان وإکسابه المهارات والمعارف الضروریة لتقدمه ورقیه.

والباحث هنا یتحدث عن مؤسستین من أهم المؤسسات المسؤولة عن صناعة المعرفة, وهما الجامعات ومراکز البحث العلمی, فهاتین المؤسستین وکما أشارت الدراسات السابقة هما الرکیزتین الأساسیتین فی إنتاج المعارف الحدیثة, ومن ثم کان هما الطریق الأساس لولوج ما عرف فی الدول الصناعیة المتقدمة بمجتمع المعرفة.

فالتقاریر الدولیة (البرنامج الإنمائی, وآل مکتوم, 2009) توضع فی مواضع کثیرة الدور الذی تقوم به الجامعات ومراکز الأبحاث فی البلدان الصناعیة المتقدمة, فی إنتاج المعرفة وتصدیرها, وهو دور متعاظم یمکن فهه ووعیه فی ضوء التاریخ العریق لتلک الجامعات ومراکز الأبحاث فی هذه البلدان. والسؤال هنا: ترى ما الحال بالنسبة للمملکة العربیة السعودیة؟.

من هنا یمکن صیاغة مشکلة الدراسة على هیئة تساؤل عام وهو: ما دور الجامعات ومراکز البحث العلمی فی التأسیس لمجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة؟

یمثل التساؤل السابق الطرح العام لمشکلة البحث, وهنا یطرح الباحث مرة أخرى عدد من التساؤلات, تمثل الأبعاد الفرعیة للمشکلة, والتی سعى الباحث إلى الإجابة علیها خلال هذه الدراسة:

1-          ما دور الجامعات السعودیة فی التأسیس لمجتمع المعرفة؟

2-          ما دور مراکز البحث العلمی فی التأسیس لمجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة؟

3-          ما أهم المشکلات التی تحد من فاعلیة دور الجامعات ومراکز البحث العلمی فی تأسیس مجتمع المعرفة؟

4-          ما مقترحات تفعیل مؤسسات التعلیم العالی ومراکز البحث العلمی فی التأسیس لمجتمع المعرفة؟

(ج) أهداف الدراسة:

یتمثل الهدف الرئیس لهذه الدراسة فی محاولة تحدید  حقیقة وواقع دور الجامعات ومراکز البحث العلمی فی التأسیس لمجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة.

 

 

وفضلا عن هذا الهدف العام ثمة عدد من الأهداف الفرعیة على النحو التالی:

1-          وصف وتحلیل دور الجامعات السعودیة فی التأسیس لمجتمع المعرفة.

2-          وصف وتحلیل دور مراکز البحث العلمی فی التأسیس لمجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة.

3-          وصف وتحلیل أهم المشکلات التی تحد من فاعلیة دور الجامعات ومراکز البحث العلمی فی تأسیس مجتمع المعرفة.

4-          محاولة رسم صورة استشرافیة  لمستقبل دور کل من مؤسسات التعلیم العالی ومراکز البحث العلمی فی التأسیس لمجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة.

المبحث الثانی: الإطار النظری للدراسة

(أ )  مفاهیم الدراسة

 1- المعرفة Knowledge

یوضح تقریر المعرفة العربی (البرنامج الإنمائی, وآل مکتوم, 2009 : 26-28) أن مفردة المعرفة استعملت فی الموروث اللغوی والثقافی العربی فی عدة أوجه, وتحیل إلى أکثر من دلالة, فالمعرفة هی نقیض الجهل, حیث یطلق اسم العارف على من یتقن عملا یقوم به, والمعرفة تعنی الظهور والکشف عن المستور, والمعروف هو الواضح النظر, کما أنها استخدمت لتشیر إلى المحصول الرمزی والبحث العقلی فی مختلف الخطابات, وسمی أهل المعرفة بالصفوة أو النخبة, أی القلة الحاملة لکفاءات استثنائیة فی النظر والتأمل.

وعرف (حسین عمران : 2006 ،54)  المعرفة بأنها حجم البیانات والمعلومات والخبرات والإرشادات التی یکتسبها الفرد فی مراحل مختلفة من الزمان وتترسخ فی الأذهان، ویتم استخدامها للخروج بمعلومة جدیدة علمیة أو تطبیقیة.

کما عرف تقریر التنمیة الإنسانیة (البرنامج الإنمائی للأمم المتحدة, 2003 : 36) المعرفة بأنها تتمثل فی البیانات والمعلومات والإرشادات والأفکار، أو مجمل البنی الرمزیة التی یحملها الإنسان أو یمتلکها المجتمع فی سیاق دلالی وتاریخی محدد, وتوجه السلوک البشری فردیا ومؤسسیا.

ونظر(أنور إبراهیم,2007 : 18) إلى المعرفة بصفتها سلعة معلوماتیة لا غنی عنها للقوة الإنتاجیة قد أصبحت وستظل من أهم التنافس العالمی، أن لم تکن أهمها من أجل إحراز القوة فی المرحلة الراهنة .

وتتفق الدراسة الراهنة مع تعریف تقریر المعرفة العربی  للمعرفة باعتبارها " مجمل المخزون المعرفی والثقافی من منظور کون المعرفة تعد ناظما رئیسیا  لمجمل النشاطات الإنسانیة التنمویة (البرنامج الإنمائی, وآل مکتوم, 2009 : 26)

2- مجتمع المعرفة  Society of Knowledge  

استعمل مفهوم "مجتمع المعرفة" لأول مرة فی 1969 من قبل الأستاذ الجامعی " روبرت لین" فی مقالة له عن المعرفة العقلانیة, وفی علم الاجتماع قدم الأمریکی "دانیال بیل" فی مؤلفة عن المجتمع ما بعد الصناعی, تصورا للدور المرکزی الذی ستلعبه المعلومات فی هذا المجتمع. (Krings, 2006 : 3)

کما کان لأعمال کل من "بوش فانیفار" و"مارشال ماکلوهان" و"ألفین توفر" فی السبعینیات دورا رائدا فی التمهید والتنظیر لهذا المجتمع(Weber,2001 : 2590) , وقد تعمق فی التسعینیات وبخاصة عبر الدراسات المفصلة حول الموضوع التی نشرت من قبل باحثین مثل روبن مانسیل أو نیکوستیهر, فی الوقت نفسه مع ولادة مفهوم المجتمعات المتعلمة والتعلیم للجمیع مدى الحیاة(الیونسکو, 2005 : 22).

وتبنیت الیونسکو مفهوم مجتمع المعرفة واعتبره  المجتمع الأکثر مطابقة للتحولات الجاریة فی عالم یشکل البعد التکنولوجی فیه حجر الزاویة، ویشکل الاقتصاد الجدید وشبکات الاتصال المظهرین المرکزیتین فی ببنیته العامة.(البرنامج الإنمائی, وآل مکتوم, 2009 : 26-27).

وعرف (Miculescu & Pribac, 2010 : 91) مجتمع المعرفة بأنه المجتمع الذی یستخدم المعلومات فی جمیع جوانب النشاط البشری, والناس فی هذا المجتمع أکثر اعتمادا على المعدات اللازمة لمعالجة المعلومات ونشرها.

ویوضح(Dinu, 2012 :45) أن مجتمع المعرفة یشیر إلى المجتمع القائم علی اکتساب وإنتاج وتوظیف المعرفة فی خدمة التنمیة، وهو مجتمع تتعدد فیه مناهل العلم والثقافة وتتکامل فیه منظومة التعلیم مع جهود التنمیة.

فی ضوء تلک التعریفات یمکن القول بان مجتمع المعرفة هو ذلک المجتمع الذی یقوم أساسا على إنتاج المعرفة وتنظیمها ونشرها، وتوظیفها فی جمیع مجالات النشاط المجتمعی، وصولا لمجتمع یجید إنتاج واستعمال المعرفة وتوظیفها فی تیسیر أموره واتخاذ قراراته فی کافة قطاعاته.

وثمة ملاحظة مهمة أود أن اختم بها الحدیث عن مفهوم مجتمع المعرفة أن ثمة اختلاف بین هذا المفهوم ومفهوم آخر یتداخل معه وهو مفهوم مجتمع المعلومات, حیث یرتکز مجتمع المعلومات على الإنجازات التکنولوجیة بینما یتضمن مفهوم مجتمعات المعرفة أبعادا اجتماعیة وأخلاقیة وسیاسیة أکثر اتساعا بکثیر(Ramona,2008 :22), ولا ینبغی لبروز مجتمع عالمی للمعلومات باعتباره ثمرة لثورة التکنولوجیات الجدیدة کما أشار (Lepage & Kolarova,2008 :56) أن ینسینا أنه لا یصلح إلا وسیلة لتحقیق مجتمع حقیقی للمعرفة, فازدهار الشبکات لا یمکن لوحده أن یقیم قواعد مجتمع المعرفة, لأنها إذا کانت المعلومات فعلا وسیلة للمعرفة فلیست هی المعرفة

(ب) الدراسات السابقة

کم هی کثیرة تلک الدراسات التی عنیت بدراسة قضایا مجتمع المعرفة, وأمام هذه الکثرة اقترح الباحث تصنیف تلک الدراسات إلى مداخل بحثیة, لکی یوضح نقاط الاقتراب ومداخل التحلیل التی اتبعتها تلک الدراسات فی تناولها لقضایا مجتمع المعرفة.

المدخل الأول هو مدخل عنیت الدراسات التی تقع تحت مظلته ببحث العوامل المسؤولة عن تشکل مجتمع المعرفة, وأولى هذه العوامل کما أوضحت تلک الدراسات هی العوامل الاجتماعیة والثقافیة. وفی هذا الصدد یشیر (Hayek, 2003 : 4) إلى أن المعرفة أضحت منتجا اجتماعیا وظاهرة اقتصادیة مهمة فی عصر العولمة,  الأمر الذی یصعب معه الفصل فی هذا الارتباط بین مجتمع المعرفة وبین البنی الاجتماعیة والاقتصادیة                  والثقافیة للمجتمع.

کما یؤکد حسین عمران على أن المؤسسات الاجتماعیة بدءا من الأسرة, تقوم بدور کبیر فی تشجیع بناء ومشارکة وتوسیع المعرفة لدى الأفراد (حسین عمران, 2006 : 60), وتؤثر تلک المؤسسات فی مجتمع المعرفة من خلال ما تکسبه لأفراد المجتمع من  قیم ومرونة اجتماعیة، وتأهیلهم للتعامل مع الثقافة المعلوماتیة فی المجتمع والتعامل مع زیادة مستوی الوعی بتکنولوجیا المعلومات وأهمیة المعلومة ودورها فی الحیاة الیومیة للإنسان (مجدی حبیب :2009 ، 21 ),  فالفرد الذی یتمتع بقیم ومرونة اجتماعیة عالیة سیستطیع أن یوظف ویخضع العلم فی زیادة الإنتاجیة المعرفیة وذلک بفضل بعض القیم التی ستساعده فی ذلک, مثل: قیمة المعرفة، قیمة التعلم  وحریة التعبیر وغیرها من القیم التی تسهم فی  إتاحة الفرص للإبداع الفکری وتفعیل مجتمع المعرفة. (أنور إبراهیم, 2007 : 18 ).

وتتضامن البنی الاجتماعیة مع مؤثرات البیئة الثقافیة بمتغیرات عدة لتسهم إما            فی اتساع الدوائر المعرفیة أو قصورها, وذلک من خلال التوعیة الثقافیة بأهمیة التعلم واکتساب المهارات الاجتماعیة والاقتصادیة المختلفة التی تهتم بتشکیل مجتمع المعرفة (Oxley,2008 :6).

وثانی العوامل المؤثرة فی تشکیل مجتمع المعرفة هی العوامل الاقتصادیة حیث نجد أن البنیة الاقتصادیة  والنشاط الاقتصادی یشکلان مصدرا رئیسیا وفعالا لإنتاج المعرفة وانتشارها وإنتاجها (البرنامج الإنمائی للأمم المتحدة,  2003 : 132)،وتقوم البنی الاقتصادیة بدور کبیر فی تداول المعرفة عبر أبنیتها ومؤسساتها الاقتصادیة وتسهم فی تعمیقها عبر رأس المال المادی والبشری (Oxley,2008 :8), لقد أصبحت المعرفة کما یؤکد (Ticha, 2012 : 29) موردا اقتصادیا یفوق بأهمیته الموارد الاقتصادیة الطبیعیة، بل أن القیمة الناتجة عن العمل فی التکنولوجیا کثیفة المعرفة تفوق بعشرات وربما مئات المرات القیمة المضافة الناتجة عن العمل التقلیدی..

ویعد ظهور النمط الاقتصادی الجدید والذی یدعی باقتصاد المعرفة Knowledge Economy  أو الاقتصاد القائم علی المعرفة Knowledge – Based Economy   أبرز مثال على الترابط فیما بین القطاع الاقتصادی وقطاعات المعرفة، فأصبح هناک قطاع اقتصادی تشغل فیه قطاعات المعرفة بکل أشکالها وتجلیاتها من تکنولوجیا وبحوث وأعمال ذهنیة مساحة أوسع وأکبر من حیث العمق أو الحجم ( محمد جمعة, 2009 ), فضلا عن فإن التحول إلى مجتمع المعرفة على نحو ما أشار (Dragoş & Alexandru,2010 :186) لا یمکن أن یتم دول الارتکاز على بنی اقتصادیة تتیح تهیئة الإمکانیات الاقتصادیة والمادیة لإستراتیجیة تهدف إلی تفعیل مجتمع المعرفة .

أما المدخل الثانی فقد عینت البحوث التی وقعت تحت مظلته بدراسة علاقة کل من التعلیم والبحث العلمی بمجتمع المعرفة فضلا عن التحدیثات التی تواجه دور کل منهما, ومن مراجعة هذا الدراسات سنجد أن جلها أجری على بلدان غیر سعودیة.

فی هذا الصدد أکد "بارجارو وزملاءه , 2009" على أن التعلیم بمختلف مؤسساته یعد  من أهم آلیات تشکیل مجتمع المعرفة, فالتعلیم على حد تعبیرهم  هو الطریق الأساسی لتأسیس مجتمع المعرفة,  فهو نشاط أساسی فی مجتمع المعرفة, ومن خلاله یتم تولید الکفاءات الجدیدة التی یحتاجها هذا المجتمع, فتطویر مجتمع قائم على المعرفة یعتمد على خلق المعارف ونشرها من خلال التعلیم. (Pârgaru,etall,2009 :647).

وقد أکدت دراسة (Marta, etall, 2011) على الدور المحوری الذی تقوم به الجامعة فی التأسیس لمجتمع المعرفة, وذلک من خلال النفاذ إلى مصادر المعرفة – استیعاب المعرفة – استخلاص المعرفة وتنظیمها – توظیف المعرفة – تولید المعرفة الجدیدة – إهلاک المعرفة القدیمة أو إحلالها بالجدید.

ویؤکد " مجدی حبیب : على ان مفهوم  التعلیم قد تغیر تغیرا جذریا وشاملا فی الفترة الراهنة التی تظللها ثقافة مجتمع المعرفة، حیث أصبح المحرک الأساسی لمنظومة التنمیة الاجتماعیة الشاملة والوسیلة الفاعلة لتمکین الإنسان من الخبرات والقدرات ولإیجاد فرص العمل المتاحة فی الإنتاج کثیف المعرفة( مجدی حبیب, 2009: 22 ).

ویعد التعلیم _خاصة التعلیم الإلزامی_  وفقا لتقریر المعرفة العربی (البرنامج الإنمائی, وآل مکتوم ,2009: 90 ، 98) المدخل الأول لرأس المال المعرفی ومرحلة حاسمة  للتکوین الفکری للأفراد.

کما یطرح نظام التعلیم فی البلدان العربیة مشکلة المنهجیة التعلیمیة, التی تعتمد على تنمیة ملکة الحفظ  عن ظهر قلب ، وهذا لا یؤهل الطفل لإثارة أی تساؤل أو وضع فروض قابلة للفحص أو الانخراط فی نقاش علمی هادف ، وهی بذلک تنمی الفلسفة السماعیة التلقینیة التی تنحصر فی ظلها وظیفة الطالب فی التردید, وهذا ما یجعل عملیة التعلیم کما لو أنها عملیة إنتاج صناعی تلعب فیها المناهج وتفریعاتها والمضامین المشتقة منها دور القوالب المفترض أن تنصب فیها عقول الناشئة (  البرنامج الإنمائی للأمم المتحدة, 2003: 53 ) .

أما فیما یخص المؤسسات التعلیمیة الثانویة الفنیة, فهذا القطاع التعلیمی لا یجد اهتمام کافیا وذلک بفضل النظرة التقلیدیة الموجهة إلیه باعتباره أقل شأنا من التعلیم الثانوی العام. (منذر المصری, 2004 : 45), ولذا لا یهتم البعض من الشباب  بالالتحاق  بالتعلیم الفنی ویعتبرونه متدنیا عن التعلیم العام.

أما عن اهتمام المدارس الحکومیة الخاصة بقطاع الاتصالات والمعلومات, فمازال دون المستوی الذی یؤهل الأفراد وخصوصا الشباب إلی القدرة على التطبیق الفعال واستخدامها بشکل صحیح( أحمد بدر وآخرون, 2001: 191 )، وهذا یخلق أو یشکل فجوة فی علوم الاتصالات والمعلومات, وخصوصا فجوة الاستخدام الأمثل لتطبیقات تکنولوجیا المعلومات  والمهارات هی ما ستمکنهم من ذلک(عدنان بدران, 2000: 136).

وفیما یتعلق بالجامعات, فقد اتسعت الفرص أمام الکثیرون للالتحاق بالتعلیم العالی والمتوسط, ومع ذلک فإن العدید من مؤسسات التعلیم العالی تعانی من العدید من السلبیات فی الأداء الجامعی سواء من حیث نظام القبول فیها أو من حیث إمکانیاتها  المادیة والبشریة أو مناهجها أو إداراتها (سویلم محمد, 2006: 218 )، ذلک لأن آلیاتها وإدارتها التعلیمیة تسهم فی تراجع تشکیل مجتمعا تؤسسه المعرفة ولیس المعاییر الاقتصادیة والاجتماعیة               (مجدی حبیب, 2009، 311 ), وفی ضوء ذلک نجد أن العدید من مؤسسات التعلیم العالی کما أشار (ضیاء الدین زاهر, 2004 :325 ) غیر قادرة على تشکیل الأسس المعرفیة التی تؤهل الأفراد للتعامل مع طبیعیة التغیرات التی أحدثتها المعرفة فی کافة المجتمعات العربیة.

وعلى المستوى السعودی أـکدت الدراسات على أن خطط التنمیة فی المملکة قد  أولت أهمیة کبری لتنمیة الموارد البشریة من خلال دعمها للنمو المستمر فی التعلیم ما قبل الجامعی, وکذلک التعلیم العالی, فضلا عن التعلیم الفنی والتدریب المهنی, کما ترکت الخطط التنمویة السعودیة آثارها الواضحة على الخریطة الاقتصادیة والاجتماعیة  للمملکة. (ناریمان متولی, 2012)

وقد أشار تقریر ( ) إلى أن السعودیة تحتل المرکز الأول عربیا والثامن عالمیا فیما یتعلق بمؤشر الإنفاق على التعلیم, کما احتلت المملکة المرتبة 37 من بین 133 دولة من حیث جودة مؤسسات البحث العلمی, متفوقة فی ذلک على دول مثل أسبانیا وروسیا وایطالیا, والمرتبة نفسها من حیث التعاون بین القطاع الصناعی والجامعات فی مجالات البحوث والتنمیة. (وزارة التعلیم العالی, 1431 : 16-17)

أما فیما یتعلق بعلاقة مجتمع المعرفة بالبحث العلمی, فقد اوضحت الدراسات أن مجتمع المعرفة خصائص تختلف کثیرا عن خصائص المجتمع التقلیدی، حیث یبنی على مفاهیم مجتمع المعلومات المؤسس على تقنیات المعلومات والاتصالات التی تجعل المعرفة مشاعة بین الجمیع وتسمح بتداولها بین الأفراد بحریة وسهولة، ولأن هذا التشکل والتحول لمجتمع المعرفة یتطلب مجتمعا یشجع على الابتکار والإبداع, فلا بد کما أشار(Lamz & Mati, 2012) من زیادة إنتاجیة البحث العلمی والدراسات العلمیة فی کافة  قطاعات المجتمع, وهو الأمر الذی أکدته تجربة المجتمعات الصناعیة فی تأسیسها وتعمیقها لقواعد مجتمع المعرفة.

ویطرح مجتمع المعرفة فی علاقته بالبحث العلمی الکثیر من القضایا, تصب جمیعها فی خندق التحدیات أو الصعوبات التی تجعل تلک العلاقة مهدرة أو غیر فاعلة فی کثیر من المجتمعات العربیة, 

ویتفق الکثیرون على أن سببا أساسیا من أسباب تخلف الدول النامیة عن رکب التنمیة العالمی هو إهمال جانب البحث العلمی، من  اهم هذه القضایا ضعف الوعی المجتمعی بأهمیة البحث العلمی, وفی ذلک یشیر" حسین عمران" إلى أنه  بالرغم من الکثافة المعرفیة التی جعلت من العالم الآن قریة واحدة, إلا أنه مازلنا نعانی من ارتفاع معدلات الأمیة وتدهور مستوى المتعلمین, وتخلف وسائل الإعلام المختلفة عن القیام بدورها الثقافی فی توضیح أهمیة البحث العلمی ( حسین عمران, 2006: 53)،  إضافة إلی عدم نجاح جهود البحث العلمی فی العقود الماضیة فی تحقیق نجاحات تنمویة أدت جمیعها إلی شیوع ثقافة شعبیة غیر واعیة بأهمیة البحث العلمی ومن ثم غیر مشجعة لتطویره (أشرف العربی, 2006: 192 – 193).

ویشیر تقریر التنمیة الإنسانیة لعام 2003 أن برغم  التوجهات لربط الأبحاث بالاحتیاجات المجتمعیة فی مؤسسات التعلیم العالی ،إلا أن بعض الجامعات ومراکزها المتخصصة للبحث العلمی تتسم بالطابع الأکادیمی(البرنامج الإنمائی للأمم المتحدة, 2003 ، 73 ), کما أن أنشطة البحث العلمی التی تجری فی إطار التعلیم العالی, تعتبر من أضعف الأنشطة الجامعیة حیث لا تمثل أکثر من 5% من أعباء هیئة التدریس الجامعیة                     (حازم الببلاوی, 2000 : 24).

المبحث الثالث: الإجراءات المنهجیة للدراسة

(أ)- منهج الدراسة

اعتمدت هذه الدراسة بشکل أساسی على منهج المسح بالعینة, بوصفه أحد أبرز المناهج الوصفیة, وقد قام البحث بتطویع هذا المنهج الوصفی من خلال الحصول على بیانات وصفیة من عینة حاول قدر الإمکان ان تکون ممثلة لمجتمع الدراسة الأصلی.

 (ب) أدوات الدراسة:

 اعتمدت الدراسة على أداة الاستبیان حیث قام الباحث بتصمیم استبانه, مرت عملیة التصمیم بالمراحل التالیة:

1-وضع الاستبانة فی شکلها الأولی: وقد استفاد الباحث کثیرا من الأدب السابق الذی اهتم بقضایا مجتمع المعرفة خاصة التقاریر الدولی المعنیة بالحالة العربیة.

 2- عرض الاستبانة على محکمین: قام الباحث بعرض الاستبانة على عدد من المختصین, وقد خلص الباحث من هذا الإجراء إلى الإبقاء على کافة العبارات التی حازت على نسبة  اتفاق 90% فأکثر وبلغت 36 عبارة, وتم حذف جمیع العبارات التی کانت نسبة الاتفاق علیها أقل من 90%.

3- الاختبار الأولی للاستبانة: قام الباحث بتطبیق الاستبانة على عینة من مجتمع البحث بلغت 40 مفردة للتأکد من مدى صلاحیة الاستبانة للحصول على المعلومات المطلوبة.

4- ثبات الاستبانة: قام الباحث بإجراء الثبات بطریقتی الإعادة والتجزئة النصفیة, حیث قام الباحث بتطبیق الاستبانة على عینة بلغت 40 مفردة ثم أعاد التطبیق مرة أخرى بعد مرور أسبوعین والجدول التالی یوضح معامل الثبات:

 

 

 

 

ثبات الاستبانة بطریقتی ثبات الإعادة والتجزئة النصفیة

الطریقة

التطبیق

المتوسط

معامل الارتباط

معامل الثبات

مستوى الدلالة

ثبات الإعادة

التطبیق فى المرة الأولى

78.16

0.85

0,91

0.01

التطبیق فى المرة الثانیة

75.32

التجزئة النصفیة

الفقرات

المتوسط

معامل الارتباط

معامل الثبات

مستوى الدلالة

الفقرات الفردیة

37.92

0.79

0,88

0.01

الفقرات الزوجیة

40.09

یوضح الجدول السابق أن  معامل الارتباط  بلغ 0,85 , وبلغ معامل الثبات 0,91 وقیمته دالة عند مستوى 0,01من خلال حساب معامل الثبات بطریقة التجزئة النصفیة تبین أن درجة الثبات بین الفقرات الفردیة والزوجیة بالاستبانة کانت عالیة أیضاً، حیث بلغت 0,88 وهی قیمة دالة عند مستوى دلالة 0,01؛ لذا یمکن القول إن هذه الاستبانة تتمتع بدرجة عالیة من الثبات, ومن ثم  ویمکن الثقة فی نتائجها.

ج. المعالجة الإحصائیة لعبارات الاستبانة وحساب الوسط المرجح:

قام الباحث بوضع سلم الإجابة بمقیاس خماسی یبدأ بــ " أوافق بشدة " = (5) , وینتهی بـــ" أرفض بشدة " – (1).

وبما ان الاستجابات هی أحد خمسة اختبارات فانه عادة ما تدخل القیم (الاوزان) (Weights) على النحو التالی:

1-       أوزان أسئلة حدوث الظاهرة:

(الاوزان) (Weights)

الرای

1

لا یحدث مطلقاً

2

لا یحدث

3

یحدث احیاناً

4

یحدث غالباً

5

یحدث بکثرة

 

 

2- أوزان أسئلة الموافقة

(الاوزان) (Weights)

الرای

1

ارفض بشدة

2

ارفض

3

محـاید

4

اوافق

5

اوافق بشدة

3-        حساب الوسط الحسابی (الوسط المرجح) (Weighted Mean) وتحدد الاتجاه (Attitude) کما یلی:

الوسط المرجح

الرای

المستوى

الوزن النسبی

من 1 الى 1.79

لا یحدث مطلقاً

ارفض بشدة

منخفض للغایة

من 1.80 الى 2.59

لا یحدث

ارفض

منخفض

من 2.60 الى 3.39

یحدث احیاناً

محـاید

متوسط

من 3.40 الى 4.19

یحدث غالباً

اوافق

مرتفع

من 4.20 الى 5

یحدث بکثرة

اوافق بشدة

مرتفع للغایة

(ج) جمهور الدراسة:

طبقت الدراسة المیدانیة على القیادات الإداریة فی خمسة جامعات ومراکز بحثیة سعودیة, من درجة استاذ مساعد فأعلى, على اعتبار أن هذه الفئة  هی  الأقدر على إعطاء صورة حقیقیة عن دور کل من التعلیم والبحث العلمی فی علاقته بمجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة.

 

هذا وقد تم التطبیق الدراسة المیدانیة على الجامعات والمراکز التالیة:

- جامعة أم القرى

- جامعة تبوک.

- جامعة حائل.

- مدینة الملک عبدالعزیز للعلوم والتقنیة.

- جامعة الجوف.

 (د) عینة الدراسة:

بالنظر إلى الظروف التی تمیز خصائص مجتمع البحث جاءت العینة غرضیة، وتم اختیار مفرداتها من بعض المؤسسات العلمیة والعاملین بها متنوعة فیما بین مؤسسات تعلیمیة ومراکز البحوث العلمیة وفقا للهدف من أنشاؤها ونشاطها الذی یسهم بدور کبیر فی إطار مجتمع المعرفة .وقد بلغ حجم العینة 250 مفردة, وفیما یلی أهم خصائصها:

1- توزعت عینة الدراسة من حیث نوع النوع على النحو التالی: 58,3% من الذکور, و 41,7% من الإناث.

2- توزعت العینة من حیث الدرجة العلمیة على النحو التالی: 27,8% أساتذة, و33,3% أستاذة مشارکین, و 38,9% من الأساتذة المساعدین.

3- توزعت العینة حسب المؤسسة بالتساوی بواقع 50 مفردة على کل مؤسسة من المؤسسات التی تم تطبق الدراسة المیدانیة خلالها وهی: جامعة أم القرى وجامعة حائل وجامعة تبوک, ومدینة الملک عبد العزیز للعلوم والتقنیة وجامعة الجوف.

4- توزعت العینة حسب طبیعة التخصص على النحو التالی: 55,6% من تخصصات العلوم التطبیقیة, و44,4% من تخصصات العلوم النظریة.

5- توزعت العینة حسب سنوات الخبرة على النحو التالی: 38,9% تقل عدد سنوات خبرتهم عن عشر سنوات, و33,3% تتراوح سنوات خبرتهم ما بین 11 إلى 20 سنة, 27,8% تزید سنوات خبرتهم عن 21 سنة.

6- توزعت عینة الدراسة حسب المنصب الوظیفی على النحو الآتی: 62% من رؤساء الأقسام الأکادیمیة والعلمیة، 24% یشغلون منصب وکلاء عمداء، 14% یشغلون منصب عمید کلیة.

المبحث الرابع: نتائج الدراسة وتوصیاتها:

أولا- دور الجامعات السعودیة فی التأسیس لمجتمع المعرفة

بعد دور الجامعات فی توطین المعرفة وتأسیس دعائم مجتمعها, أحد أهم الأدوار التی عولت علیها الکثیر من المنظمات الدولیة المعنیة بشأن المعرفة, وهو أمر نلمسه من خلال التأکید المتکرر الذی تم الإشارة إلیه فی اکثر من تقریر دولی من تقاریر المعرفة, من هنا  جاء هذا الدور فی طلیعة القضایا التی رکز علیها الباحث فی الدراسة المیدانیة, ونعرض هنا لأهم الأدوار التی تقوم بها الجامعات السعودیة فی تأسیس مجتمع المعرفة وفقا لتقدیرات أفراد عینة البحث:

جدول (2)

توزیع أفراد عینة البحث حسب تقدیراتهم لدور الجامعات السعودیة فی تأسیس مجتمع المعرفة

الأدوار

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

زیادة أعداد الطلاب خاصة الإناث فی التعلیم الجامعی

4.01

.835

تزاید الاعتماد على العقول الوطنیة فی الجامعات

3.89

.842

دعم البنیة الاساسیة المعلوماتیة داخل الجامعات

3.88

.978

امتداد انشطة الجامعات فی مختلف مدن المملکة

3.73

.984

الاتجاه نحو مراعاة المعاییر الدولیة لجودة التعلیم

3.66

1.066

دعم تواصل الجامعات مع شبکات البحوث العلمیة العالمیة

3.48

1.092

تزاید أعداد عضوات هیئة التدریس فی الجامعات

3.45

1.140

التوجه نحو سیاسات مبتکرة لدعم المعرفة العلمیة داخل الجامعات

3.45

1.212

تکامل انشطة الجامعات العلمیة مع الخطط الوطنیة لتوطین المعرفة

3.38

1.225

تکامل انشطة الجامعات العلمیة مع الخطط الوطنیة لتوطین المعرفة

3.29

1.321

توضح بیانات الجدول رقم (2) أن هناک عشرة أدوار تقوم بها الجامعات السعودیة کمساهمة فی تأسیس مجتمع المعرفة، ووقفا للنسبة الموزونة فقد حصلت تلک الأدوار إما على تقدیرات مرتفعة أو متوسطة على النحو الآتی:

أ‌.       حصلت ثمانیة أدوار على تقدیرات مرتفعة (من 3.40 إلى 1.19 من 5) وهی:

-              فی الترتیب الأول زیادة أعداد الطلاب وبخاصة الإناث فی التعلیم الجامعی بمتوسط حسابی 4.01 وانحراف معیاری 0.035.

-              فی الترتیب الثانی، تزاید الاعتماد على العقول الوطنیة فی الجامعات بمتوسط حسابی 3.89 وانحراف معیاری 0.842

-              فی الترتیب الثالث دعم البنیة الأساسیة المعلوماتیة داخل الجامعات بمتوسط حسابی 3.88 وانحراف معیاری 0.978.

-              فی الترتیب الرابع امتداد انشطة الجامعات فی مختلف مدن المملکة بمتوسط حسابی 3.73 وانحراف معیاری 0.984

-              فی الترتیب الخامس الاتجاه نحو مراعاة المعاییر الدولیة لجودة التعلیم بمتوسط حسابی 3.66 وانحراف معیاری 1.066.

-              فی الترتیب السادس دعم تواصل الجامعات مع شبکات البحوث العلمیة العالمیة بمتوطس حسابی 3.448 وانحراف معیاری 1.092.

-      فی الترتیب السابع تزاید أعداد النساء العاملات فی الجامعات زیادة عدد عضوات هیئة التدریس فی الجامعات بمتوسط حسابی 3.45 وانحراف معیاری 1.140.

-              فی الترتیب الثامن التوجه نحو سیاسات مبتکرة لدعم المعرفة العلمیة داخل الجامعات بمتوسط حسابی 3.45 وانحراف معیاری 1.212؟

ب‌.   حصل دورین على تقدیر متوسط وهما:

-              فی الترتیب التاسع تکامل انشطة الجامعات العلمیة مع الخطط الوطنیة لتوطین المعرفة بمتوسط حسابی 3.38 وانحراف معیاری 1.225.

-      فی الترتیب العاشر والأخیر تکامل انشطة الجامعات العلمیة مع الخطط الوطنیة لتوطین المعرفة بمتوسط حسابی 3.29 وانحراف معیاری 1.321.

 

 

ثانیا- دور مراکز البحث العلمی فی التأسیس لمجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة

لا یقل دور البحث العلمی ومراکزه العاملة فی تأسیس مجتمع المعرفة اهمیة عن الدور الذی تقوم به مؤسسات التعلیم العالی, وهو أمر ایضا أکدت علیه الکثیر من التقاریر الدولیة المعنیة بهذا الشأن, ومن ثم کان هذا الدور هو القضیة الثانیة التی رکز علیها الباحث فی دراسته المیدانیة, ونعرض فیها یلی لنتائج الدراسة المیدانیة الخاصة بدور مراکز البحث العلمی فی التأسیس لمجتمع المعرفة فی  المملکة العربیة السعودیة وفقا لتقدیر أفراد                   عینة الدراسة:

جدول (3)

 توزیع أفراد عینة البحث حسب تقدیراتهم لدور مراکز البحث العلمی

 فی تأسیس مجتمع المعرفة

الأدوار

 

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

امتداد انشطة مراکز البحث العلمی إلى کافة أنحاء المملکة

4.2485

.79822

تشجیع العاملین بمراکز البحث العلمی على نشر بحوثهم فی المجالات الوطنیة والدولیة

4.1303

.90490

تعزیز الاستفادة من الخبرات الوطنیة والأجنبیة فی مجال البحث العلمی

4.0121

.89909

مواکبة المؤسسات والمراکز البحثیة للمستجدات العالمیة

3.9606

.85250

الاهتمام بالمختبرات والتقانة التکنولوجیة الحدیثة بما یتلاءم والتطور المعرفی

3.8455

1.11785

زیادة الدعم المالی الموجه لمراکز البحث العلمی

3.7394

1.22237

تزاید التوجه لدعم نشاط البحث العلمی لأعضاء هیئة التدریس بالجامعات

3.6909

1.24383

زیادة عدد العاملین بمراکز البحث العلمی

3.6121

1.32765

التکامل مع الخطط الوطنیة الخاصة بالبحث العلمی والمعرفة عموما

3.5909

1.38285

زیادة التواصل والشراکة مع مراکز البحوث العربیة والدولیة

3.3394

1.38817

 

توضح بیانات الجدول رقم (3) أن هناک عشرة أدوار تقوم بها مراکز البحث العلمی کمساهمة فی تأسیس مجتمع المعرفة، ووقفا للنسبة الموزونة حصل دور واحد من بین الأدوار العشرة على تقدیر مرتفع للغایة، فی حین حصلت ثمانیة أدوار على تقدیر مرتفع، ودورا واحدا على تقدیر متوسط وذلک على النحو التالی:

فی الترتیب الأول وبتقدیر مرتفع للغایة جاء دور مراکز البحث العلمی فی بسط مظلة أنشطة البحث العلمی إلى کافة أنحاء المملکة بمتوسط حسابی 4.24 وانحراف معیاری 0.79822.

أما الأدوار التی حصلت على تقدیرات مرتفعة فهی:

- فی الترتیب الثانی جاء تشجیع العاملین بمراکز البحث العلمی على نشر بحوثهم فی المجالات الوطنیة والدولیة بمتوسط حسابی 4.1 وانحراف معیاری 0.8049.

- فی الترتیب الثالث جاء دورها فی تعزیز الاستفادة من الخبرات الوطنیة والأجنبیة فی مجال البحث العلمی بمتوسط حسابی 4.01 وانحراف معیاری 0.8990.

- فی الترتیب الرابع جاء الدور الخاص بمواکبة المؤسسات والمراکز البحثیة للمستجدات العالمیة بمتوسط حسابی 3.96 وانحراف معیاری 0.9525.

- فی الترتیب الخامس جاء الدور الخاص بالاهتمام بالمختبرات والتقانة التکنولوجیة الحدیثة بما یتلاءم والتطور المعرفی بمتوسط حسابی 3.8 وانحراف معیاری 1.1178.

- فی الترتیب السادس جاء زیادة الدعم المالی الموجه لمراکز البحث العلمی بمتوسط حسابی 3.7 وانحراف معیاری 1.2223.

- فی الترتیب السابع جاء تزاید التوجه لدعم نشاط البحث العلمی لأعضاء هیئة التدریس بالجامعات بمتوسط حسابی 3.6 وانحراف معیاری 1.2438.

- فی الترتیب الثامن جاء زیادة عدد العاملین بمراکز البحث العلمی بمتوسط حسابی           3.6 وانحراف معیاری 1.3276.

- فی الترتیب التاسع جاء التکامل مع الخطط الوطنیة الخاصة بالبحث العلمی والمعرفة بمتوسط حسابی 3.5 وانحراف معیاری 1.3828.

أما الدور الذی حصل على تقدیر متوسط فهو زیادة التواصل والشراکة مع مراکز البحوث العربیة والدولیة حیث حصل على متوسط حسابی 3.33 وانحراف معیاری 1.3881.

ثالثا- أهم المشکلات التی تحد من فاعلیة دور الجامعات ومراکز البحث العلمی فی تأسیس مجتمع المعرفة

أسهبت التقاریر الدولیة فی توضیح الصعوبات والمشکلات التی تحد من دور کل من مؤسسات التعلیم والبحث العلمی فی البلدان النامیة عموما والمنطقة العربیة على وجه الخصوص، ونظرا للأهمیة التی تحتلها تلک القضیة، فقد اعتنى الباحث أیضا هنا بدراسة رؤیة أفراد عینة الدراسة لتلک المشکلات، وفیما یلی نعرض لنتائج الدراسة المیدانیة، وقد جاءت رؤیة أفراد العینة مرتبة من الأعلى إلى الأدنى وفقا للنسبة الموزونة على النحو الآتی:

(أ‌)          مشکلات وتحدیات خاصة بالتعلیم:

جدول (4)

 یوضح تقدیرات أفراد عینة البحث لمشکلات وتحدیات تأسیس مجتمع المعرفة المرتبطة بالتعلیم الجامعی

المشکلات

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

تدنی جودة مخرجات التعلیم بنسبة

4.5667

.64538

ضعف الاهتمام بتوطین العقول والکفاءات الوطنیة

4.4455

.78263

عدم تطور المناهج بما یتواکب مع المعرفة العالمیة

4.3212

.80469

تدنی نسبة النشر الدولی لأعضاء هیئة التدریس

4.2030

.88726

استمرار أسالیب التعلیم التقلیدیة

4.1030

.89065

عدم التوازن بین التخصصات النظریة والعملیة

4.0000

.97832

تظهر بیانات الجدول السابق أن أفراد عینة البحث أشاروا إلى ستة مشکلات أساسیة تمثل تحدیات لتأسیس مجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة، ترتبط تلک المشکلات والتحدیات بالتعلیم الجامعی، وقد حصلت کافة هذه المشکلات على تقدیرات مرتفعة من قبل أفراد عینة البحث وفقا للنسبة الموزونة على النحو التالی:

-        فی الترتیب الأول جاءت المشکلة الخاصة بتدنی جودة مخرجات التعلیم بمتوسط حسابی 4.56 وانحراف معیاری 0.6453.

-        فی الترتیب الثانی جاءت مشکلة ضعف الاهتمام بتوطین العقول والکفاءات الوطنیة بمتوسط حسابی 4.44 وانحراف معیاری 0.7826.

-        فی الترتیب الثالث جاءت مشکلة عدم تطور المناهج بما یتواکب مع المعرفة العالمیة بمتوسط حسابی 4.32 وانحراف معیاری 0.8046.

-        فی الترتیب الرابع جاءت مشکلة تدنی نسبة النشر الدولی لأعضاء هیئة التدریس بمتوسط حسابی 4.20 وانحراف معیاری 0.8872.

-        فی الترتیب الخامس مشکلة استمرار أسالیب التعلیم التقلیدیة بمتوسط حسابی 4.10 وانحراف معیاری 0.8909.

-        فی الترتیب السادس والأخیر جاءت مشکلة عدم التوازن بین التخصصات النظریة والعملیة بمتوسط حسابی 4.00 وانحراف معیاری 0.9783.

(ب‌)مشکلات وتحدیات خاصة بالبحث العلمی:

جدول (5)

 یوضح تقدیرات أفراد عینة البحث لمشکلات وتحدیات تأسیس مجتمع المعرفة

 المرتبطة بالبحث العلمی

المشکلات

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

ضعف مخرجات مؤسسات البحث العلمی

4.4840

.90291

ضعف قدرة مؤسسات البحث العلمی على التنافسیة الدولیة

4.3184

1.04350

ضعف مشارکة القطاع الخاص فی دعم انشطة البحث العلمی

3.9571

1.04866

عدم مراعاة سیاسات البحث العلمی لاحتیاجات السوق

3.8896

1.14121

قلة عدد براءات الاختراع المسجلة دولیا

3.7485

1.17063

قلة الإنتاج العلمی للباحثین فی مراکز البحث العلمی

3.6117

1.18569

تظهر بیانات الجدول السابق أن أفراد عینة البحث أشاروا إلى ستة مشکلات أساسیة تمثل تحدیات لتأسیس مجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة، ترتبط تلک المشکلات والتحدیات بمراکز البحث العلمی، وقد حصلت کافة هذه المشکلات على تقدیرات مرتفعة للغایة ومرتفعة من قبل أفراد عینة البحث وفقا للنسبة الموزونة على النحو التالی:

بالنسبة للمشکلات التی حصلت على تقدیرات مرتفعة جاءت على النحو التالی:

-        فی الترتیب الأول مشکلة ضعف مخرجات مؤسسات البحث العلمی بمتوسط حسابی 4.48 وانحراف معیاری 0.9029.

-        فی الترتیب الثانی مشکلة ضعف قدرة مؤسسات البحث العلمی على التنافسیة الدولیة بمتوسط حسابی 4.31 وانحراف معیاری 1.0435.

أما المشکلات التی حصلت على تقدیرات مرفعة (وعددها أربعة) فهی:

-        فی الترتیب الثالث مشکلة ضعف مشارکة القطاع الخاص فی دعم أنشطة البحث العلمی بمتوسط حسابی 3.95 وانحراف معیاری 1.0486.

-        وفی الترتیب الرابع مشکلة عدم مراعاة سیاسات البحث العلمی لاحتیاجات السوق بمتوسط حسابی 3.88 وانحراف عیاری 1.1412.

-        فی الترتیب الخامس مشکلة قلة عدد براءات الاختراع المسجلة دولیا بمتوسط حسابی 3.74 وانحراف معیاری 1.1706.

-        فی الترتیب السادس والأخیر مشکلة قلة الإنتاج العلمی للباحثین فی مراکز البحث العلمی بمتوسط حسابی 3.6 وانحراف معیاری 1.1856.

رابعا- مستقبل دور کل من مؤسسات التعلیم العالی ومراکز البحث العلمی فی التأسیس لمجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة

یعد البعد المستقبلی أحد أهم الأبعاد البحثیة التی یجب العنایة بها عند طرح ای قضیة للبحث والدراسة, ومن ثم حاول الباحث استشراف رؤیة أفراد عینة البحث لمستقبل دور کل من مؤسسات التعلیم العالی ومراکز البحث العلمی فی التأسیس لمجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة, وفیما یلی یعرض الباحث لنتائج الدراسة المیدانیة فی هذا الشأن, وفیما یلی نتائج الدارسة المیدانیة فی هذا الشأن:

 

 

 

جدول (6)

رؤیة أفراد العینة لمستقبل دور الجامعات ومراکز البحث العلمی فی تأسیس

 مجتمع المعرفة

الأسباب

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

نجاح مؤسسات التعلیم العالی فی توطین المعرفة والتأسیس لمجتمعها

4.09

.8341

تراجع حدة المشکلات التی تعوق دور مؤسسات التعلیم العالی فی تأسیس مجتمع المعرفة.

4.05

.8662

نجاح مراکز البحث العلمی فی توطین المعرفة والتأسیس لمجتمعها فی المملکة العربیة السعودیة

4.04

.1251

تراجع حدة المشکلات التی تعوق دور مراکز البحث العلمی فی تأسیس مجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة.

3.98

.2120

توضح بیانات الجدول السابق أن رؤیة أفراد عینة الدراسة لمستقبل دور کل من الجامعات ومؤسسات البحث العلمی فی تأسیس مجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة قد اتسم بالتفاؤل الکبیر، حیث حصلت جمیع العبارات الدالة على هذا المعنى على تقدیرات مرتفعة من قبل أفراد عینة البحث، فیما یتعلق بدور الجامعات، فقد بلغت النسبة الموزونة للذین أشاروا إلى نجاح مؤسسات التعلیم العالی فی توطین المعرفة والتأسیس لمجتمع (4.09) بانحراف معیاری قدره (0.8341)، فی حین بلغت نسبة الذین أشاروا إلى تراجع حدة المشکلات التی تعوق دور مؤسسات التعلیم العالی فی تأسیس مجتمع المعرفة (4.05) بانحراف معیاری (0.8662).

وفیما یتعلق بدور مؤسسات البحث العلمی بلغت نسبة الذین أشاروا إلی نجاح مراکز البحث العلمی فی توطین المعرفة والتأسیس لمجتمعها فی المملکة العربیة السعودیة (4.04) بانحراف معیاری قدره (0.1251)، کما بلغت نسبة الذین أشاروا إلى تراجع حدة المشکلات التی تعوق دور مراکز البحث العلمی فی تأسیس مجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة 3.97 بانحراف معیاری (0.2120)

خامسا-  دور بغض المتغیرات الوسیطة فی تحدید دور کل من التعلیم العالی والبحث العلمی فی تأسیس مجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة

اهتم الباحث بتحدید دور بعض المتغیرات الوسیطة (نوع المؤسسة ,طبیعة التخصص, الدرجة الوظیفیة, سنوات الخبرة) فی تشکیل رؤیة أفراد العینة لدور التعلیم العالی والبحث العلمی فی تأسیس مجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة, وفیما یلی نتائج الاختبارات الإحصائیة فی هذا الشأن:

1-       الفروق بین عینة المؤسسات التعلیمیة وعینة مؤسسات البحث العلمی

جدول (7)

 الفروق بین عینة المؤسسات التعلیمیة وعینة مؤسسات البحث العلمی

البیان

البعد

نوع المؤسسة

مجموع الرتب

متوسط الرتب

قیمة Z

مستوى الدلالة

دور التعلیم الجامعی

مؤسسات بحث علمی

380,00

15,89

1,49

غیر دالة

مؤسسات تعلیم

286,00

21,11

دور البحث العلمی

مؤسسات بحث علمی

297,00

16,50

1,14

غیر دالة

مؤسسات تعلیم

369,00

20,50

التحدیات

مؤسسات بحث علمی

286,50

15,92

1,47

غیر دالة

مؤسسات تعلیم

379,50

21,08

المستقبل

مؤسسات بحث علمی

360,11

16,50

1,18

غیر دالة

مؤسسات تعلیم

357,11

20,50

باستخدام طریقة "مان وتنی" Mann-Whitney test لقیاس الفروق بین المجموعات الصغیرة توضح البیانات الواردة بجدول رقم (7) أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین تقدیرات أفراد العینة الذین ینتمون إلى مؤسسات البحث العلمی, وأفراد العینة الذین ینتمون إلى مؤسسات التعلیم فی مجال تحدید دور کل من التعلیم والبحث العلمی فی تأسیس مجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة على کافة أبعاد الاستبانة (دور التعلیم الجامعی, دور البحث العلمی, التحدیات , مستقبل الدور) حیث جاءت جمیع قیم (Z) غیر دالة.

2- الفروق بین عینة التخصصات النظریة وعینة التخصصات التطبیقیة فی تحدید دور کل من التعلیم العالی والبحث العلمی فی تأسیس مجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة

جدول (8)

الفروق بین عینة التخصصات النظریة وعینة التخصصات التطبیقیة

البیان

البعد

طبیعة التخصص

مجموع الرتب

متوسط الرتب

قیمة Z

مستوى الدلالة

دور التعلیم الجامعی

تخصصات نظریة

380,00

21,11

1,49

غیر دالة

تخصصات تطبیقیة

286,00

15,89

دور البحث العلمی

تخصصات نظریة

369,00

20,50

1,14

غیر دالة

تخصصات تطبیقیة

297,00

16,50

التحدیات

تخصصات نظریة

389,50

21,08

1,47

غیر دالة

تخصصات تطبیقیة

186,50

15,92

المستقبل

تخصصات نظریة

368,00

20,40

1,18

غیر دالة

تخصصات تطبیقیة

297,00

18,50

باستخدام طریقة "مان وتنی" Mann-Whitney test لقیاس الفروق بین المجموعات الصغیرة توضح البیانات الواردة بجدول رقم (8) أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین عینة الخبراء من أصحاب التخصصات النظریة, وعینة الخبراء الذین من أصحاب التخصصات التطبیقیة فی بین تقدیرات أفراد العینة الذین ینتمون إلى مؤسسات البحث العلمی, وأفراد العینة الذین ینتمون إلى مؤسسات التعلیم فی مجال تحدید دور کل من التعلیم والبحث العلمی فی تأسیس مجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة على کافة أبعاد الاستبانة (دور التعلیم الجامعی, دور البحث العلمی, التحدیات , مستقبل الدور) حیث جاءت جمیع قیم (Z) غیر دالة.

 

 

 

2- الفروق بین المجموعات المختلفة حسب الدرجة الوظیفیة فی تحدید دور کل من التعلیم العالی والبحث العلمی فی تأسیس مجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة

جدول (9)

 الفروق بین المجموعات المختلفة حسب الدرجة الوظیفیة

 

البعد

تحلیل التباین

اختبار شیفیه لدلالة الفروق بین المجموعات

 

المتوسطات

مصدر التباین

مجموع المربعات

درجات الحریة

متوسط المربعات

قیمة ف

الدرجة الوظیفیة

أ مساعد

أ مشارک

أستاذ

دور التعلیم الجامعی

بین المجموعات

25,689

2

12,488

 

0,259

أ مساعد

-

 

 

30,5333

داخل المجموعات

1635,533

33

49,562

أ مشارک

0,28333

-

 

30,2500

المجموع

1661,222

35

 

استاذ

2,26667

2,55000

-

32,8000

دور البحث العلمی

بین المجموعات

85,422

2

42,711

 

0,932

أ مساعد

-

 

 

36,0000

داخل المجموعات

1502,800

33

45,539

أ مشارک

1,50000

-

 

34,50000

المجموع

1588,222

35

 

استاذ

3.20000

4,70000

-

39,2000

التحدیات

بین المجموعات

26,529

2

13,265

 

0,580

أ مساعد

-

 

 

22,1333

داخل المجموعات

745,417

33

22,863

أ مشارک

0,57083

-

 

21,5625

المجموع

781,000

55

 

استاذ

2,06667

2,53750

-

24,2000

المستقبل

بین المجموعات

83,422

2

41,711

 

0,832

أ مساعد

-

 

 

21,1333

داخل المجموعات

1402,800

33

44,539

أ مشارک

0,56083

-

 

22,5625

المجموع

1488,222

35

 

استاذ

2,05557

2,53750

-

23,2000

باستخدام تحلیل التباین الأحادی " ف " لدلالة الفروق بین المجموعات المختلفة. واستخدم أسلوب " شیفیه" لمعرفة اتجاه الدلالة على متغیرات الدراسة المختلفة. توضح بیانات جدول رقم (9) أنه لا توجد أی فروق بین المجموعات فی تصوراتها لدور کل من التعلیم والبحث العلمی فی تأسیس مجتمع المعرفة, حیث جاءت جمیع قیم "ف" غیر دالة

 

 

 

 

4- الفروق بین المجموعات المختلفة حسب سنوات الخبرة فی تحدید دور کل من التعلیم العالی والبحث العلمی فی تأسیس مجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة

جدول (10)

 الفروق بین المجموعات المختلفة حسب سنوات الخبرة

 

البعد

تحلیل التباین

اختبار شیفیه لدلالة الفروق بین المجموعات

 

المتوسطات

مصدر التباین

مجموع المربعات

درجات الحریة

متوسط المربعات

قیمة ف

سنوات الخبرة

أقل من10

11-20

20+

دور التعلیم الجامعی

بین المجموعات

44,241

2

22,121

 

0,451

أقل من10

-

 

 

31,3000

داخل المجموعات

1616,981

33

48,999

11-20

1,94286

-

 

29,3571

المجموع

1661,222

35

 

20+

0,53333

2,47619

-

31,9333

دور البحث العلمی

بین المجموعات

6,406

2

3,203

 

0,067

 

أقل من10

-

 

 

35,1000

داخل المجموعات

1581,817

33

47,934

11-20

0,90000

-

 

36,0000

المجموع

1588,222

35

 

20+

0,98333

0,08333

-

36,0833

التحدیات

بین المجموعات

21,076

2

10,538

 

0,637

أقل من10

-

 

 

22,9000

داخل المجموعات

759,924

33

23,028

11-20

0,68751

-

 

21,2143

المجموع

781,000

35

 

20+

0,23333

1,45238

-

22,6667

المستقبل

بین المجموعات

21,076

2

11,438

0,537

أقل من10

-

 

 

32,3000

داخل المجموعات

759,924

33

22,027

 

11-20

1,83286

-

 

27,3571

المجموع

781,000

35

 

 

20+

062333

257619

-

30,9333

باستخدام تحلیل التباین الأحادی " ف " لدلالة الفروق بین المجموعات المختلفة. واستخدم أسلوب " شیفیه" لمعرفة اتجاه الدلالة على متغیرات الدراسة المختلفة. تظهر بیانات جدول رقم (10) أنه لا توجد أی فروق بین المجموعات فی تصوراتها لدور التعلیم الجامعی والبحث العلمی فی تأسیس مجمع المعرفة, حیث جاءت جمیع قیم "ف" غیر دالة.

توضح نتائج المعاملات الإحصائیة لعلاقة بعض المتغیرات الوسیطة فی تشکیل رؤیة أفراد عینة الدراسة لدور کل من التعلیم والبحث العلمی فی تأسیس مجتمع المعرفة فی السعودیة, أن هذه المتغیرات لم یکن لها أی دور فی إحداث أو فروق بین مختلف مجموعات العینة سواء ما بین أصحاب التخصصات النظریة والتطبیقیة, أو بین الدرجات الوظیفیة الثلاثة (استاذ مساعد, استاذ مشارک, استاذ), أو بین طبیعة المؤسسة التی ینتمون إلیها (مؤسسات تعلیم, مراکز بحث علمی), أو حسب تنوع سنوات الخبرة, وعلى ذلک یمکن القول بأن ثمة اتفاق کبیر بین أفراد العینة على اختلاف تنوعاتهم فی تقدیراتهم لدور التعلیم والبحث العلمی فی تأسیس مجتمع المعرفة فی السعودیة.

ویمکن تفسیر ذلک الوضع فی ضوء ما یمکن أن یمیز أفرا د عینة البحث من تجانس, فعلى الرغم تنوع المتغیرات الوسیطة لأفراد العینة, إلا أن ذلک لم یمنع من وجود رؤیة مشترکة یمکن تفسیرها فی ضوء مستوى الوعی المتشکل لدى أفراد عینة الدراسة بطبیعة الموضوع, فالمستوى العلمی لأفراد العینة, واحتکاکهم بمختلف مصادر المعرفة داخل مؤسسات التعلیم ومراکز البحث العلمی, فضلا عن سنوات الخبرة التی تکونت لدیهم, کل ذلک جعل هناک وعی مشترک بین أفراد العینة بحقیقة دور التعلیم والبحث العلمی فی التأسیس لمجتمع المعرفة, ضلا عن تصوراتهم للتحدیات والمشکلات التی تواجه مجتمع المعرفة فی الوقت الراهن, وهو ما أدى إلى تشابه ووحدة الرأی فی  استشرافهم لتلک التحدیات                  فی المستقبل.

سادسا-التعلیق على النتائج

عرض الباحث الأجزاء السابقة لنتائج الدراسة المیدانیة حول أربعة قضایا أساسیة ترسم لنا حدود دور کل من التعلیم الجامعی والبحث العلمی فی تأسیس مجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة, وما یهم الباحث هنا هو مراجعة النتائج الخاصة بالتحدیات التی تواجه دور کل من التعلیم الجامعی والبحث العلمی فی تأسیس مجتمع المعرفة, على اعتبار أن تلک التحدیات هی الإشکال الحقیقی الذی یواجه الدور المفترض والمأمول لکل من التعلیم والبحث العلمی.

یتضح لنا من مراجعة نتائج الدراسة المیدانیة أن التحدیات التی أشار إلیها أفراد العینة تتفق مع الصعوبات والتحدیات التی أشارت إلیها التقاریر الدولیة, فقد أکد تقریر المعرفة العربی (المعهد الإنمائی, وآل مکتوم, 2009 : 87) على أن أنظمة التعلیم فی العالم العربی تعانی من مشکلات مثل: محو الأمیة, والمواءمة بین النظام التعلیمی وخطط التنمیة, وتعلیم العلوم بمزید من الانفتاح على مکاسب المعرفة العلمیة المعاصر, وعلاقة التعلیم بالسوق,  وتساءل التقریر نفسه (المعهد الإنمائی, وآل مکتوم, 2009 : 88) کیف یمکن الخروج من هذا النفق وفی الدول العربیة نحو 60ملیون أمی, ثلثاهم من النساء؟ کما أنه لا یزال هناک ما یقارب من تسعة ملایین طفل فی عمر المدرسة الابتدائیة خارج المدرسة, جلهم فی الدول ذاتها التی لم تحل مشکلة الأمیة؟ وکیف یمکن تحقیق الطموح لإقامة اقتصاد المعرفة فیما لا یزال المعدل العالم للالتحاق بالمرحلة المتقدمة من التعلیم الثانوی أقل من 55% للذکور والإناث على حد السواء.

أما التحدی الخاص باستمرار أسالیب التعلیم التقلیدیة, فهی مشکلة تتفق فیها الدراسة الحالیة مع العدید من الدراسات السابقة(الیونسکو, 2005, محمد على محمد, 1985), التی أکدت على أن هذه السمة واحدة من أهم خصائص أنظمة التعلیم فی البلدان العربیة, وهو تحدی مضاد لإمکانیة تأسیس مجتمع فاعلا للمعرفة, إذ أن تأسیس هذا الأخیر یتطلب الکثیر من القدرات المؤسسة على الإبداع وتنمیة الذات, وکلها قدرات لا یمکن الحصول علیها فی ظل أسالیب التدریس القائمة على التلقین والحفظ.

وثالث التحدیات المتعلقة بالتعلیم ترتبط بالمناهج الدراسیة, والتی أکدت النتائج على عدم تطورها بما تتواکب مع متطلبات مجتمع المعرفة, وتتفق تلک النتیجة مع ما أکد علیه تقریر(الیونسکو, 2003 : 53) حیث أکد على أن المناهج الدراسیة العربیة تبدو وکأنها تکرس الخضوع والتبعیة, ولا تشجع التفکیر النقدی الحر, فمحتوى المناهج یتجنب تحفیز التلامیذ على نقد المسلمات الاجتماعیة أو السیاسیة ویقتل فیهم النزعة الاستقلالیة والإبداع .

أما عدم وجود تتوازن بین التخصصات النظریة والتخصصات التطبیقیة خاصة فی التعلیم العالی, فهی أیضا مشکلة وتحدی یسم أنظمة التعلیم فی البلدان العربیة جمیعا, وتتفق تلک النتیجة مع ما أشار إلیه تقریر (الیونسکو, 2003 : 71), وینجم عن هذا الوضع عدم قدرة النظام التعلیمی على تلبیة احتیاجات مجتمع المعرفة من ناحیة, وعدم تقدیره لاحتیاجات سوق العمل, التی بات اقتصاد المعرفة یتحل مکانة محوریة فی صناعاتها.

أما التحدیات المرتبطة بالبحث العلمی فما یهمنا منها بالدرج الأولى ضعف مشارکة القطاع الخاص فی دعم أنشطة مراکز البحث العلمی, وهی أیضا مشکلة یعانی منها البحث العلمی فی الوقت الراهن, إلی جانب ما أکدت علیه التقاریر الدولیة من ضعف التمویل الحکومی والذی لم یتعدى فی الدول العربیة 0,3% من إجمالی الناتج المحلی (البرنامج الإنمائی, وآل مکتوم, 2009 : 166) 

وقد أرجعت التقاریر (البرنامج الإنمائی, وآل مکتوم, 2009 : 175) السبب فی تراجع أو ضعف مشارکة القطاع الخاص فی البحث والتطویر إلى اعتماد مؤسسات الإنتاج والخدمات على استیراد التقانة الجاهزة بصیغة تسلیم المفتاح فی معظم الأحیان, بدلا من الإنفاق على البحث والتطویر.

أما عن قلة إنتاج مؤسسات البحث العلمی فلها العدید من المؤشرات لعل من أهمها ضعف أنشطة الاختراع والابتکار, تدنی مستوى النشر خاصة فی الکتب والدوریات (البرنامج الإنمائی, وآل مکتوم, 2009 : 182 , الیونسکو, 2003 : 70- 71 ).

ولعل من أهم الأسباب التی تکمن خلف المشکلات التی تعوق من دور البحث العلمی فی إنتاج المعرفة ومن ثم تأسیس مجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة والعالم العربی, کما أوضحها تقریر (الیونسکو, 2003 : 71-75): الاستجابة الضعیفة لمتطلبات السوق فی نظلم التعلیم العالی ذات العلاقة بالعلوم والتقانة, وندرة الموارد المتوفرة, وینعکس هذا الوضع بشکل سلبی فی مجالات العلوم والتقانة علی وجه الخصوص باعتبارها تتطلب توفیر وتجدید منشآت وتجهیزات خاصة ومواد عالیة الکلفة , والقصور فی تلبیة هذه المتطلبات یؤدی حتما إلى تدنی ملحوظ فی مستوى الخریجین فی مجال العلوم والتقانة, مما سیحد من قدرات مرکز الأبحاث أو المؤسسات الإنتاجیة التی ستوظفهم فی تحقیق انجاز علمی وتقانی.

وتعکس هذه الأوضاع خطراً کبیراُ على المستوى الدولی فی تنامی شرخ هائل البلدان النامیة والبلدان الصناعیة, وإن لم نفعل شیئا لردم هذا التفاوت فإن الفوائد الآتیة من نهوض مجتمعات المعرفة لن تکون ذات منفعة إلا لعدد قلیل من البلدان, فهناک شرخ علمی حقیقی یفصل البلدان الغنیة علمیا عن سواها, یمیل العلم إلى العالمیة لکن المکاسب العلمیة تبدو مقصورة على جزء من العالم, وتعانی عدة مناطق من عجز کبیر فی هذا المجال, یعیق نهوض البحث.(الیونسکو, 2005 : 103)

وینتج مفهوم الشرخ العلمی أیضا عن الخلافات التی تصیب المفاهیم السیاسیة عن دور العلم الاقتصادی والاجتماعی, ویبرز خطر حدوث شرخ علمی عندما لا تقرر الحکومات اعتبار العلم والتکنولوجیا استثمارا اقتصادیا وبشریا بالدرجة الأولى, لعل خیر مثال علی ذلک ما أشار تقریر (الیونسکو, 2005 : 104) من أن مؤشر نسبة الإنفاق علی البحث والتطویر (R & D) فی إجمالی الناتج المحلی, یعطی فکرة دقیقة إلى حد بعید عن التفاوت فی هذا المیدان, یمثل هذا المؤشر نوعا ما کثافة الجهد الوطنی للبحث وقدرة کل بلد على استثمار موارد مادیة وبشریة فی النشاطات العلمیة والتکنولوجیة, عام(2000) خصص نحو 2.2% فی مجمل بلدان (OECD) " منظمة التعاون والتنمیة فی المیدان الاقتصادی, وفی إسرائیل بلغت النسبة 4.7% والسوید 4% بینما فی معظم البلدان النامیة نادرا ما یتجاوز 0.7% من إجمالی ناتجها المحلی للبحث والتطویر, وتمنح البلدان العربیة فی أفریقیا وآسیا (0.01% ) من إجمالی ناتجها الملحی للبحث والتطویر. ( الیونسکو, 2005 : 104)

إن الأسباب المباشرة وراء تدهور حالة البحث العلمی فی البلدان النامیة تتمثل فی غیاب الطلب الصناعی فی البحث والتنمیة, یستند الاقتصاد المحلی على نحو واسع علی شرکات ذات تکوین تکنولوجی ضعیف, یکتفی معظمها بتجمیع وتصدیر منتجات صنعت فی مکان آخر. (الیونسکو, 2005 : 108), إن حالة مراکز صناعة البحث العلمی فی البلدان النامیة محاصرة بالعدید من المشکلات التی تقلل من قدراتها على الولوج لمجتمع المعرفة, فعل الرغم من التوصیات الرسمیة العربیة المتکررة لتجسیر الفجوة بین نظم البحث العلمی والمشاریع التنمویة( العلاقة بین المنتج البحثی ومؤسسات صنع القرار ) إلا أن الواقع یشی بضعف ترجمة هذه التوصیات الی واقع علمی (البرنامج الإنمائی, وآل مکتوم, 2009 : 166 ), والمفارقة أن مراکز البحث العلمی الوطنیة تخلت أو أبعدت فی أحیان کثیرة عن مسؤولیتها فی بلورة رؤیة وطنیة للبحوث وترکت خطة عملها الاستراتیجیة الی القیادات السیاسیة فی بلدانها (البرنامج الإنمائی, وآل مکتوم, 2009 : 166), فمع أن الدول العربیة تملک مؤسسات ومراکز عامة خاصة للبحوث العلمیة إلا أنها تقع تحت تأثیر فکرة نقل التقانة ولیس العمل بغیة توطین المعرفة وصولا إلى الابتکار والابداع وانتاج المعرفة محلیا, لذلک لم تنجح هذه المؤسسات فی تحدید الاحتیاجات المجتمعیة وبناء أولویاتها البحثیة , مما قلل من تأثیرها الفعلی على مناهج التعلیم العالی والتقنی.(البرنامج الإنمائی, وآل مکتوم,              2009 : 168)

لقد کشفت النتائج المیدانیة أیضا عن عدد من التحدیات المشترکة بین کل من التعلیم والبحث العلمی, آثر الباحث أن یعرض لها معا نظرا للتداخل الشدید بینها على أرض الواقع, وهی: ضعف فاعلیة مؤسسات التعلیم والبحث العلمی فی إنتاج المعرفة.

إن ضعف فاعلیة مؤسسات التعلیم والبحث العلمی فی إنتاج المعرفة مسألة یمکن ربطها بقدرة تلک المؤسسات على الإبداع, وهی نقطة الضعف الکبرى فی الأداء المعرفی العربی کما أشار تقریر(البرنامج الإنمائی, وآل مکتوم, 2009 : 192) فالمفارقة الکبرى فی أن الوطن العربی تکمن فی أنه یمتلک الکفاءات والمهارات, بید أنه غیر قادر على توظیفها بالشکل الأمثل فی الدورة الإنتاجیة والتنمویة.

 

سادسا- التوصیات

فی ضوء النتائج السابقة یوصی الباحث بضرورة البدء فی تصمیم استراتیجیة خاصة بدور کل من التعلیم والبحث العلمی, فی تأسیس مجتمع المعرفة, على اعتبار أن هاتین المؤسستین هما حجز الزاویة فی توطین المعرفة والتمکین لمؤسساتها ورکائزها فی المجتمع السعودی, ویجب أن تنطلق تلک الاستراتیجیة من الأبعاد التالیة:

1-العمل على توفیر البیئات التمکینیة اللازمة لتأسیس تعلیم عالی فاعل فی التمکین المعرفی وبناء رأسمال معرفی سعودی:  حیث یقتضی بناء مجتمع المعرفة السعودی أولا تهیئة البیئات التمکینیة المناسب, ذلک أن هذا المجتمع ینشأ ویتطور فی ضوء هذه البیئات, التی تشمل الجوانب الآتیة:

(أ‌)               صوغ التشریعات القانونیة الداعمة لدور التعلیم العالی فی بناء مجتمع المعرفة.

(ب‌)           خلق الحوافز المادیة التی تهیئ العمل على الإبداع.

(ت‌)           مراجعة أسالیب التدریس والتقویم المتبعة فی الجامعات السعودیة.

(ث‌)           إعادة النظر فی المنتج التعلیمی للجامعات السعودیة فی موقعه من خریجی الجامعات العربیة والجامعات الدولیة ذات السمعة الطیبة.

2- نقل وتوطین المعرفة:

فلیس من السهل ولوج مجتمع المعرفة دون العمل على نقل أدواتها وتقنیاتها وجعلها متوفرة فی مختلف بنیات المجتمع, وذلک من خلال الآلیات التالیة:

(أ‌)      التوسع فی إنشاء مزید من الجامعات والاتجاه نحو فکرة الجامعات التخصصیة, کأن تکون هناک جامعة للتکنولوجیا وجامعة للعلوم.... ألخ.

(ب‌)  محاولة التوازن بین أعداد التخصصات النظریة والتخصصات العملیة سواء من حیث أعداد الطلاب أو من حیث أعضاء هیئة التدریس العاملین فی الجامعات.

(ت‌)  التوسع فی إنشاء المراکز البحثیة داخل المؤسسات الجامعیة والعمل على تعزیز ونشر ثقافة البحث العلمی والنشر بین أعضاء هیئة التدریس فی الجامعات.

(ث‌)  العمل على رجوع ما یمکن أن نسمیه الطیور المهاجرة من اساتذة الجامعات والباحثین الممیزین.

(ج‌)   الاستعانة بالخبرات المحلیة والدولیة فی ترقیة أوضاع الجامعات السعودیة للحصول على الاعتماد الأکادیمی والمؤسسی من الهیئات الدولیة المرموقة.

3- توظیف المعرفة لخدمة التنمیة الإنسانیة المستدامة

یتعلق هذا المحور بتوظیف المعرفة وتقنیاتها فی المجتمع والاقتصاد ومختلف مجالات الحیاة, إنه یعنی ربط المکاسب المعرفیة الجدیدة بمجالات الإنتاج والتقدیم فی المجتمع والاقتصاد ومختلف مجالات الحیاة, انه یعنی ربط المکاسب المعرفیة الجدیدة بمجالات الإنتاج والتقدم فی المجتمع, ویمکن تحقیق ذلک من خلال:

(أ‌)            العمل على ربط النشاط البحثی بالجامعات بمؤسسات اتخاذ القرار للاستفادة من هذا الانتاج وکی لا یتحول کما هو حادث إلى أوراق تغطیها الاتربة على أرفف ربما لا تمتد إلیها الید لعشرات السنوات.

(ب‌)        التوسع فی انشاء وحدات ذات طابع نوعی تقوم بتقدیم خدمات وبرامج متنوعة للمجتمع المحلی الذی توجه فیه الجامعة, بحیث لا یقتصر دور الجامعة على العملیة التقلیدیة المتمثلة فی التدریس.

(ت‌)        ضرورة قیام الجامعة بدورها فی نشر المعرفة بین أفراد المجتمع المحیطین بها من خلال الندوات والمؤتمرات وورش العمل والتی تدعوا لها کافة أفراد المجتمع, وکی تتحول الجامعة إلى منارة حقیقة للمعرفة.

(ث‌)        إلزام أعضاء هیئة التدریس بالقیام بخدمات تطوعیة للمجتمع المحلی الذی توجه فیه الجامعة على أن یؤخذ ذلک فی الحسبان عند تولیه العضو لأی منصب إداری فی الجامعة أو عند ترقیته العلمیة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع:

التقاریر:

- منظمة الأمم المتحدة للتربیة والعلم الثقافة,الیونسکو (2005).من مجتمع المعلومات إلی مجتمعات المعرفة ، مطبوعات الیونسکو ، فرنسا .

- برنامج الأمم المتحدة الإنمائی(2003). تقریر التنمیة الإنسانیة للعام 2003"نحو أقامة مجتمع المعرفة الصندوق العربی للإنماء الاقتصادی والاجتماعی. المکتب الإقلیمی للدول العربیة. عمان.

-البرنامج الإنمائی للأمم المتحدة, و مؤسسة فهد بن راشد آل مکتوم (2009). تقریر المعرفة العربی للعام 2009: نحو تواصل معرفی منتج ، برنامج الأمم المتحدة الإنمائی، دار الغریر ، أبو ظبی .

- وزارة التعلیم العالی, الإدارة العامة للتخطیط والإحصاء (1431). التعلیم العالی وبناء مجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة. تقریر دولی. الریاض.

الکتب والدوریات:

_الببلادوی, حازم(2000).النظام الاقتصادی الدولی المعاصر. ، سلسلة عالم المعرفة. العدد  257. الکویت.

- العربی, أشرف(2006).نحو بیئة جاذبة لرأس المال البشری فی ظل اقتصاد المعرفة. فی عبد الونیس, أحمد, وأیوب, مدحت (محرران) "اقتصاد المعرفة وعلاقته بالاقتصاد الجدید". مرکز دراسات وبحوث  الدول النامیة. جامعة القاهرة.

- الزبیر, فوزیة سبیت(2001).التعاون بین الجامعات والصناعة نحو اقتصاد المعرفة لتطویر البحث العلمی وتحقیق التنمیة المستدامة. دراسة مقدمة لمنتدی الشراکة المجتمعیة فی مجال البحث العلمی. 26-27 أبریل. الریاض.

- المصری, منذر الشرع(2000).الاستثمار فی رأس المال البشری. التعلیم والعالم العربی.مرکز الأمارات للدراسات والبحوث. أبو ظبی.

_ بدر, أحمد وآخرون(2001).السیاسة المعلوماتیة وإستراتیجیة التنمیة. دار غریب. ، القاهرة.

- بدران, عدنان بدران(2004). رأس المال البشری والإدارة بالجودة.:استراتیجیات لعصر العولمة. التعلیم والعالم العربی.مرکز الأمارات للدراسات والبحوث. أبو ظبی.

- جمعة, محمد سید أبو السعود(مارس2009). تطویر التعلیم ودوره فی بناء اقتصاد المعرفة. بحث مقدم للمؤتمر الدولی الأول للتعلیم الإلکترونی والتعلم عن بعد. صناعة التعلیم للمستقبل. الریاض.

- حبیب, مجدی عبد الکریم(2009).مجتمع المعرفة والإبداع فی القرن الحادی والعشرین.دار الفکر العربی. القاهرة.

- زاهر, ضیاء الدین(2004).مقدمة فی الدراسات المستقبلیة.العدد الأول.مرکز الکتاب للنشر.القاهرة.

- عمران,حسین(2006).الترکیب المعماری للاقتصاد المعرفی بین المفاهیم والإدارة مع التطبیق علی الحالة الیابانیة. فی عبد الونیس, أحمد, وأیوب, مدحت (محرران) "اقتصاد المعرفة وعلاقته بالاقتصاد الجدید". مرکز دراسات وبحوث  الدول النامیة. جامعة القاهرة.

- محمد, سویلم جودة سعید(2006).تطویر التعلیم ودوره فی بناء اقتصاد المعرفة فی مصر. فی عبد الونیس, أحمد, وأیوب, مدحت (محرران) "اقتصاد المعرفة وعلاقته بالاقتصاد الجدید". مرکز دراسات وبحوث  الدول النامیة. جامعة القاهرة.

رسائل جامعیة:

-        إبراهیم,أنور إبراهیم محمد(2007).الآثار الاجتماعیة للثورة المعلوماتیة علی الأسرة المصریة. رسالة ماجستیر  جامعة عین شمس ، کلیة الآداب.

 

 

 

 

مراجع أجنبیة:

- Andreea ,Zameir,   Plumb, Ion (2010). Conceptions on Services within Traditional Society and Knowledge-Based Society. Review of International Comparative Management.Volume 11, Issue 3, July, Bucharest, Romania .pp,.  436-444

-Dragoş Cristea & Alexandru, Capatina (2010). Knowledge Economy and the Necessity of Knowledge Management. The Annals of “Dunarea de Jos” University of Galati Fascicle I . Economics and Applied Informatics. Years XVI – no 1.pp.,181-188

-Dinu, Marin (2012). What is the Knowledge Society?. Academy of Economic Studies, Bucharest. Romania.

- Hayek, F.A. (2003).The Use of Knowledge in Society. American Economic Review, XXXV, No. 4, USA,pp.,1-9

- Ivan, Ion , Popa, Marius , Palaghita, Dragoş, Vintila, Bogdan and Doinea, Mihai (2011). The Particularities of the Economic Crisis in the Knowledge-Based Society. Theoretical and Applied Economics ,Volume XVIII (2011), No. 2(555), Romania, pp. 13-32

- Krings, Bettina(2006). The sociological perspective on the knowledge-based society: assumptions, facts and visions. Institut für Technikfolgenabschätzung und Systemanalyse (ITAS), Germany. Enterprise and Work Innovation Studies, No. 2,.pp.,1-13

- Lamz ,Maja& Mati ,Branko (2012).Promoting Knowledge Society Through Study Programme Quality Management. Faculty of Economics in Osijek, Croatia.67-81 

- Lepage ,Lise Bourdeau&  Kolarova ,Desislava (2008).Knowledge Society and Transition Economies. The Bulgarian Challenge. Romanian Journal of Regional Science. Vol.2, Winter,pp.,50-62

 

- Mculescu, Andra & Pribac, Loredana(2010).Knowledge and Information – Factors of Economic and Social Development. Annals of the University of  Petroşani, Economics, 10(1), Romania,pp,. 91-102

- Moniz, António B. (2009). Foresight Studies on Work in the Knowledge Society: A 2nd International Conference at UNL, Enterprise and Work Innovation Studies, 5, IET, Spain. pp. 77 - 81.

- Marta,Christina Suciu1, Irina,Virginia Drăgulănescu,Alexandru Ghiţiu-Brătescu and  Luciana, Picioruş (2011). Universities’ Role in Knowledge-Based Economy and Society. Implications for Romanian Economics Higher Education. Amfiteatru Economic. Vol. XIII • No. 30 • June. Romania.pp,.420-436

- Oprea, Dumitru Oprea & Romania,  Iaşi(2007).  The Long Way of Knowledge Society. Revista Informatica Economică, No. 3 (43).pp.,5-10

- Oxley, Les, Walker,Paul , David, Thorns, and Hong, Wang(2008). The Knowledge Economy/Society: The Latest Example of “Measurement Without Theory”?. Department of Economics. College of Business and Economics. University of Canterbury. New Zealand.pp,.2-46

- Ramona, Dana (2008). Knowledge Society and the flat World of Thomas L. Friedman. Revista  Informatica  Economică No. 1(45). Geneva.pp,.20-28

-Ticha,Ivana (2012). Learning for the Knowledge Society. Applied Studies in Agribusiness and Commerce, Agroinform Publishing House, Budapest.pp.,29-34

- Weber, Alan S. (2011). The role of education in knowledge economies in developing Countries. Procedia Social and Behavioral Sciences 15 .pp.,2589–2594. Available online at www.sciencedirect.com,6-2012.

 

 

 

مواقع إنترنت:

- متولی, ناریمان (2012). التأثیر المتکامل بین الخطط التنمویة السعودیة وتقنیات المعلومات والاتصالات للوصول إلى مجتمع المعرفة. أخذت هذه الدراسة من الموقع الإلکترونی التالی:

http://www.google.com.sa/ur

 

 

 

 

 

 

 

المراجع:
التقاریر:
- منظمة الأمم المتحدة للتربیة والعلم الثقافة,الیونسکو (2005).من مجتمع المعلومات إلی مجتمعات المعرفة ، مطبوعات الیونسکو ، فرنسا .
- برنامج الأمم المتحدة الإنمائی(2003). تقریر التنمیة الإنسانیة للعام 2003"نحو أقامة مجتمع المعرفة الصندوق العربی للإنماء الاقتصادی والاجتماعی. المکتب الإقلیمی للدول العربیة. عمان.
-البرنامج الإنمائی للأمم المتحدة, و مؤسسة فهد بن راشد آل مکتوم (2009). تقریر المعرفة العربی للعام 2009: نحو تواصل معرفی منتج ، برنامج الأمم المتحدة الإنمائی، دار الغریر ، أبو ظبی .
- وزارة التعلیم العالی, الإدارة العامة للتخطیط والإحصاء (1431). التعلیم العالی وبناء مجتمع المعرفة فی المملکة العربیة السعودیة. تقریر دولی. الریاض.
الکتب والدوریات:
_الببلادوی, حازم(2000).النظام الاقتصادی الدولی المعاصر. ، سلسلة عالم المعرفة. العدد  257. الکویت.
- العربی, أشرف(2006).نحو بیئة جاذبة لرأس المال البشری فی ظل اقتصاد المعرفة. فی عبد الونیس, أحمد, وأیوب, مدحت (محرران) "اقتصاد المعرفة وعلاقته بالاقتصاد الجدید". مرکز دراسات وبحوث  الدول النامیة. جامعة القاهرة.
- الزبیر, فوزیة سبیت(2001).التعاون بین الجامعات والصناعة نحو اقتصاد المعرفة لتطویر البحث العلمی وتحقیق التنمیة المستدامة. دراسة مقدمة لمنتدی الشراکة المجتمعیة فی مجال البحث العلمی. 26-27 أبریل. الریاض.
- المصری, منذر الشرع(2000).الاستثمار فی رأس المال البشری. التعلیم والعالم العربی.مرکز الأمارات للدراسات والبحوث. أبو ظبی.
_ بدر, أحمد وآخرون(2001).السیاسة المعلوماتیة وإستراتیجیة التنمیة. دار غریب. ، القاهرة.
- بدران, عدنان بدران(2004). رأس المال البشری والإدارة بالجودة.:استراتیجیات لعصر العولمة. التعلیم والعالم العربی.مرکز الأمارات للدراسات والبحوث. أبو ظبی.
- جمعة, محمد سید أبو السعود(مارس2009). تطویر التعلیم ودوره فی بناء اقتصاد المعرفة. بحث مقدم للمؤتمر الدولی الأول للتعلیم الإلکترونی والتعلم عن بعد. صناعة التعلیم للمستقبل. الریاض.
- حبیب, مجدی عبد الکریم(2009).مجتمع المعرفة والإبداع فی القرن الحادی والعشرین.دار الفکر العربی. القاهرة.
- زاهر, ضیاء الدین(2004).مقدمة فی الدراسات المستقبلیة.العدد الأول.مرکز الکتاب للنشر.القاهرة.
- عمران,حسین(2006).الترکیب المعماری للاقتصاد المعرفی بین المفاهیم والإدارة مع التطبیق علی الحالة الیابانیة. فی عبد الونیس, أحمد, وأیوب, مدحت (محرران) "اقتصاد المعرفة وعلاقته بالاقتصاد الجدید". مرکز دراسات وبحوث  الدول النامیة. جامعة القاهرة.
- محمد, سویلم جودة سعید(2006).تطویر التعلیم ودوره فی بناء اقتصاد المعرفة فی مصر. فی عبد الونیس, أحمد, وأیوب, مدحت (محرران) "اقتصاد المعرفة وعلاقته بالاقتصاد الجدید". مرکز دراسات وبحوث  الدول النامیة. جامعة القاهرة.
رسائل جامعیة:
-        إبراهیم,أنور إبراهیم محمد(2007).الآثار الاجتماعیة للثورة المعلوماتیة علی الأسرة المصریة. رسالة ماجستیر  جامعة عین شمس ، کلیة الآداب.
 
 
 
 
مراجع أجنبیة:
- Andreea ,Zameir,   Plumb, Ion (2010). Conceptions on Services within Traditional Society and Knowledge-Based Society. Review of International Comparative Management.Volume 11, Issue 3, July, Bucharest, Romania .pp,.  436-444
-Dragoş Cristea & Alexandru, Capatina (2010). Knowledge Economy and the Necessity of Knowledge Management. The Annals of “Dunarea de Jos” University of Galati Fascicle I . Economics and Applied Informatics. Years XVI – no 1.pp.,181-188
-Dinu, Marin (2012). What is the Knowledge Society?. Academy of Economic Studies, Bucharest. Romania.
- Hayek, F.A. (2003).The Use of Knowledge in Society. American Economic Review, XXXV, No. 4, USA,pp.,1-9
- Ivan, Ion , Popa, Marius , Palaghita, Dragoş, Vintila, Bogdan and Doinea, Mihai (2011). The Particularities of the Economic Crisis in the Knowledge-Based Society. Theoretical and Applied Economics ,Volume XVIII (2011), No. 2(555), Romania, pp. 13-32
- Krings, Bettina(2006). The sociological perspective on the knowledge-based society: assumptions, facts and visions. Institut für Technikfolgenabschätzung und Systemanalyse (ITAS), Germany. Enterprise and Work Innovation Studies, No. 2,.pp.,1-13
- Lamz ,Maja& Mati ,Branko (2012).Promoting Knowledge Society Through Study Programme Quality Management. Faculty of Economics in Osijek, Croatia.67-81 
- Lepage ,Lise Bourdeau&  Kolarova ,Desislava (2008).Knowledge Society and Transition Economies. The Bulgarian Challenge. Romanian Journal of Regional Science. Vol.2, Winter,pp.,50-62
 
- Mculescu, Andra & Pribac, Loredana(2010).Knowledge and Information – Factors of Economic and Social Development. Annals of the University of  Petroşani, Economics, 10(1), Romania,pp,. 91-102
- Moniz, António B. (2009). Foresight Studies on Work in the Knowledge Society: A 2nd International Conference at UNL, Enterprise and Work Innovation Studies, 5, IET, Spain. pp. 77 - 81.
- Marta,Christina Suciu1, Irina,Virginia Drăgulănescu,Alexandru Ghiţiu-Brătescu and  Luciana, Picioruş (2011). Universities’ Role in Knowledge-Based Economy and Society. Implications for Romanian Economics Higher Education. Amfiteatru Economic. Vol. XIII • No. 30 • June. Romania.pp,.420-436
- Oprea, Dumitru Oprea & Romania,  Iaşi(2007).  The Long Way of Knowledge Society. Revista Informatica Economică, No. 3 (43).pp.,5-10
- Oxley, Les, Walker,Paul , David, Thorns, and Hong, Wang(2008). The Knowledge Economy/Society: The Latest Example of “Measurement Without Theory”?. Department of Economics. College of Business and Economics. University of Canterbury. New Zealand.pp,.2-46
- Ramona, Dana (2008). Knowledge Society and the flat World of Thomas L. Friedman. Revista  Informatica  Economică No. 1(45). Geneva.pp,.20-28
-Ticha,Ivana (2012). Learning for the Knowledge Society. Applied Studies in Agribusiness and Commerce, Agroinform Publishing House, Budapest.pp.,29-34
- Weber, Alan S. (2011). The role of education in knowledge economies in developing Countries. Procedia Social and Behavioral Sciences 15 .pp.,2589–2594. Available online at www.sciencedirect.com,6-2012.
 
 
 
مواقع إنترنت:
- متولی, ناریمان (2012). التأثیر المتکامل بین الخطط التنمویة السعودیة وتقنیات المعلومات والاتصالات للوصول إلى مجتمع المعرفة. أخذت هذه الدراسة من الموقع الإلکترونی التالی: