استخدام العلاج متعدد المداخل للازاروس کمدخل من مداخل العلاج النفسي الانتقائي في تعديل فرط الاستثارات النفسية لدى الموهوبين: بحث فعل

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 أستاذ الصحة النفسية کلية التربية – جامعة أسيوط

2 أستاذ الصحة النفسية المساعد کلية التربية – جامعة أسيوط

3 مدرس مساعد الصحة النفسية کلية التربية- جامعة أسيوط

10.12816/0042372

المستخلص

تواجه المدرسة في الدول المتطورة والدول النامية- على حد سواء- تحديات غير مسبوقة تفرضها التغيرات المتسارعة في مجالات الاتصالات والعولمة والنظام العالمي الجديد الذي بدأت معالمه تتشکل في بداية العقد الأخير من القرن الماضي، وتتعرض المدرسة لضغوطات هائلة کي تطور برامجها حتى تستجيب لاحتياجات تلاميذها المستقبلية التي تتلخص في کيفية إعدادهم للتعامل مع هذه المتغيرات التي تکاد تطال جميع جوانب الحياة المعاصرة، وبحيث تستجيب لمتطلبات تنمية المجتمع بمختلف أشکالها، ولمسايرة التغير يتطلب ذلک دعوة للإصلاح المدرسي والتطوير التربوي التي تمثل استجابة ضرورية لضمان توفير متطلبات التنمية والتطوير التي تعد الموارد البشرية أهم عناصرها وأدواتها، ويمثل الکشف عن الموهوبين ورعايتهم أحد المحاور الرئيسة لمشروعات الإصلاح وخطط التطوير التربوي (فتحي عبد الرحمن جروان،2013، ص.3).
ولعل بحث الفعل من أهم المداخل البحثية التي تستجيب للعولمة والإصلاح والتطوير المدرسي (Somekh& Zeichner,2009,pp.5-9)، ويتضمن المشارکة المجتمعية والتعاون بين أصحاب المصلحة وأفراد المجتمع، والممارسين، وصانعي السياسة ومتخذي القرار، والباحثين من أجل توليد معارف جديدة أو فهم جديد يتعلق بالممارسة العملية لإحداث التغيير، ويتشارکوا جميعاً في بحث وتأمل مشکلة واقعية في المجتمع المدرسي (Economos& Hennessy,2011,pp.305-306).
وحتى تحصل أي مدرسة على الاعتماد وضمان الجودة ينبغي أن تهتم برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بصفة عامة، وبالموهوبين بصفة خاصة(معهد الشرق الأوسط للتعليم العالي بالجامعة الأمريکية، 2013، ص.3).
ونظراً لتميز التلاميذ لموهوبين في صفاتهم وخصائصهم وسماتهم الشخصية والسلوکية والانفعالية والتعليمية والقيادية والاجتماعية، فإن لهم مشکلات ناتجة عن تلک الصفات والخصائص مع مجتمع الرفاق في المدرسة، ومع أفراد الأسرة والعمل، ومن الضروري التعرف على هذه المشکلات بالنسبة للأخصائيين النفسيين والمعلمين والأسرة والإداريين، لکي يعرفوها ويعرفوا کيفية التعامل معها (محمد بن عليثة الأحمدي، 2015).
ومن هذه المشکلات الناتجة عن سمات شخصيتهم هي فرط الاستثارات النفسية التي تعيقهم عن الأداء وتجعلهم عرضة إلى اختلال التوازن النفسي وتعني الحساسية الشديدة والحدة الزائدة في المجالات الخمسة: النفسحرکية، والعقلية، والانفعالية، والحسية، والتخيلية، وارتبطت حدة الأطفال سلبياً بالعمر الزمني لهم، وإيجابياً بدرجات الذکاء (kitano,1990,p.5).
ونظراً لتعدد أبعاد فرط الاستثارة النفسية بما تشمله من بعد نفسحرکي، وحسي، وتخيلي، وانفعالي، وعقلي، وتعدد المشکلات الناتجة عن هذه الأبعاد، لذا فهناک ضرورة إلى استخدام فنيات واستراتيجيات علاجية متعددة مع فرط الاستثارات النفسية تتناسب معها، وحتى لا تکون الفنيات المستخدمة في البرنامج العلاجي منتقاة بشکل عشوائي، وحتى يؤدي العلاج إلى تحسن العلاقة العلاجية بين المريض والمعالج؛ فلابد من أن يتم انتقاء تلک الفنيات على أساس منظم (O’Connor,2003,p.132)، لذلک فإن أفضل نموذج من نماذج العلاج النفسي الانتقائي يمکنه التعامل مع هذه الأبعاد وعلاجها هو طريقة لازاروس Lazarus في العلاج متعدد المداخل؛ حيث إنه يتيح أکبر قدر من المرونة ويغطي کافة تلک الأبعاد، کما أنه يحقق احتياجات المسترشدين المتنوعة باستخدام فنيات متنوعة(David , 2010, p.120) .
وحيث أنه لا توجد دراسات استخدمت العلاج متعدد المداخل للازاروس في تعديل فرط الاستثارات النفسية لدى الموهوبين، فتسعى الدراسة الحالية إلى اختبار وتجريب هذا المدخل العلاجي، ويمکن توضيح ذلک من خلال مشکلة الدراسة.

الموضوعات الرئيسية


 

           کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

استخدام العلاج متعدد المداخل للازاروس کمدخل من مداخل العلاج النفسی الانتقائی فی تعدیل فرط الاستثارات

النفسیة لدى الموهوبین: بحث فعل

 

إعــــداد

أ.د/عبد الرقیب أحمد البحیری         د/ نور الهدى محمد عمر

أستاذ الصحة النفسیة

          أستاذ الصحة النفسیة المساعد                      

کلیة التربیة – جامعة أسیوط

          کلیة التربیة – جامعة أسیوط

فاطمة محمد على عمران

مدرس مساعد الصحة النفسیة

کلیة التربیة- جامعة أسیوط

 

}         المجلد الثانی والثلاثین– العدد الثانی– أبریل 2016م  {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

مقدمة الدراسة :

تواجه المدرسة فی الدول المتطورة والدول النامیة- على حد سواء- تحدیات غیر مسبوقة تفرضها التغیرات المتسارعة فی مجالات الاتصالات والعولمة والنظام العالمی الجدید الذی بدأت معالمه تتشکل فی بدایة العقد الأخیر من القرن الماضی، وتتعرض المدرسة لضغوطات هائلة کی تطور برامجها حتى تستجیب لاحتیاجات تلامیذها المستقبلیة التی تتلخص فی کیفیة إعدادهم للتعامل مع هذه المتغیرات التی تکاد تطال جمیع جوانب الحیاة المعاصرة، وبحیث تستجیب لمتطلبات تنمیة المجتمع بمختلف أشکالها، ولمسایرة التغیر یتطلب ذلک دعوة للإصلاح المدرسی والتطویر التربوی التی تمثل استجابة ضروریة لضمان توفیر متطلبات التنمیة والتطویر التی تعد الموارد البشریة أهم عناصرها وأدواتها، ویمثل الکشف عن الموهوبین ورعایتهم أحد المحاور الرئیسة لمشروعات الإصلاح وخطط التطویر التربوی (فتحی عبد الرحمن جروان،2013، ص.3).

ولعل بحث الفعل من أهم المداخل البحثیة التی تستجیب للعولمة والإصلاح والتطویر المدرسی (Somekh& Zeichner,2009,pp.5-9)، ویتضمن المشارکة المجتمعیة والتعاون بین أصحاب المصلحة وأفراد المجتمع، والممارسین، وصانعی السیاسة ومتخذی القرار، والباحثین من أجل تولید معارف جدیدة أو فهم جدید یتعلق بالممارسة العملیة لإحداث التغییر، ویتشارکوا جمیعاً فی بحث وتأمل مشکلة واقعیة فی المجتمع المدرسی (Economos& Hennessy,2011,pp.305-306).

وحتى تحصل أی مدرسة على الاعتماد وضمان الجودة ینبغی أن تهتم برعایة ذوی الاحتیاجات الخاصة بصفة عامة، وبالموهوبین بصفة خاصة(معهد الشرق الأوسط للتعلیم العالی بالجامعة الأمریکیة، 2013، ص.3).

ونظراً لتمیز التلامیذ لموهوبین فی صفاتهم وخصائصهم وسماتهم الشخصیة والسلوکیة والانفعالیة والتعلیمیة والقیادیة والاجتماعیة، فإن لهم مشکلات ناتجة عن تلک الصفات والخصائص مع مجتمع الرفاق فی المدرسة، ومع أفراد الأسرة والعمل، ومن الضروری التعرف على هذه المشکلات بالنسبة للأخصائیین النفسیین والمعلمین والأسرة والإداریین، لکی یعرفوها ویعرفوا کیفیة التعامل معها (محمد بن علیثة الأحمدی، 2015).

ومن هذه المشکلات الناتجة عن سمات شخصیتهم هی فرط الاستثارات النفسیة التی تعیقهم عن الأداء وتجعلهم عرضة إلى اختلال التوازن النفسی وتعنی الحساسیة الشدیدة والحدة الزائدة فی المجالات الخمسة: النفسحرکیة، والعقلیة، والانفعالیة، والحسیة، والتخیلیة، وارتبطت حدة الأطفال سلبیاً بالعمر الزمنی لهم، وإیجابیاً بدرجات الذکاء (kitano,1990,p.5).

ونظراً لتعدد أبعاد فرط الاستثارة النفسیة بما تشمله من بعد نفسحرکی، وحسی، وتخیلی، وانفعالی، وعقلی، وتعدد المشکلات الناتجة عن هذه الأبعاد، لذا فهناک ضرورة إلى استخدام فنیات واستراتیجیات علاجیة متعددة مع فرط الاستثارات النفسیة تتناسب معها، وحتى لا تکون الفنیات المستخدمة فی البرنامج العلاجی منتقاة بشکل عشوائی، وحتى یؤدی العلاج إلى تحسن العلاقة العلاجیة بین المریض والمعالج؛ فلابد من أن یتم انتقاء تلک الفنیات على أساس منظم (O’Connor,2003,p.132)، لذلک فإن أفضل نموذج من نماذج العلاج النفسی الانتقائی یمکنه التعامل مع هذه الأبعاد وعلاجها هو طریقة لازاروس Lazarus فی العلاج متعدد المداخل؛ حیث إنه یتیح أکبر قدر من المرونة ویغطی کافة تلک الأبعاد، کما أنه یحقق احتیاجات المسترشدین المتنوعة باستخدام فنیات متنوعة(David , 2010, p.120) .

وحیث أنه لا توجد دراسات استخدمت العلاج متعدد المداخل للازاروس فی تعدیل فرط الاستثارات النفسیة لدى الموهوبین، فتسعى الدراسة الحالیة إلى اختبار وتجریب هذا المدخل العلاجی، ویمکن توضیح ذلک من خلال مشکلة الدراسة.

مشکلة الدراسة:

تم إجراء عدة مناقشات جماعیة ومجموعات نقاش بؤریة مع إدارة المدرسة، والأخصائیة النفسیة، والأخصائیین الاجتماعیین، وبعض المعلمین بالمدرسة لشرح ماهیة بحث الفعل، وأهدافه، وخصائصه، وفوائده، وأنواعه، وخطوات إجرائه، ودورات بحث الفعل، وطرق جمع البیانات، والجدول الزمنی له، وخطة الفعل، والاعتبارات الأخلاقیة، وکتابة تقریر بحث الفعل وذلک تم فی الفصل الدراسی الثانی عام 2013/2014 ثم مع نهایة هذه المناقشات انتهى العام الدراسی 2013/2014، حیث تم تکوین فریق بحثی من الباحثة، والأخصائیة النفسیة، والأخصائیین الاجتماعیین.

ثم أجرى الفریق البحثی عدة مناقشات جماعیة مع بعضهم البعض، کما دارت مجموعات  نقاش بؤریة بین الفریق ومجموعة من المعلمین بالمدرسة، وأولیاء الأمور عن ماهیة الموهوبین، وبعد تحلیل هذه المناقشات وتأملها تبین أن هناک خلط لدى الأخصائیة النفسیة والأخصائیین الاجتماعیین بالمدرسة، والمعلمین، وأولیاء الأمور بین المتفوقین دراسیاً والموهوبین، فقرر الفریق البحثی أن یُحدد الموهوبین بالمدرسة من خلال إجرء بحث الفعل.

وبعد أن قام الفریق البحثی بتحدید الموهوبین، ناقش الفریق البحثی مع المعلمین، وأولیاء الأمور، والتلامیذ الموهوبین أنفسهم المشکلات التی تواجه هؤلاء التلامیذ الموهوبین، واتضح أن أهم هذه المشکلات التی تواجههم إما مشکلات معرفیة کنقد الذات، أو مشکلات انفعالیة: کالقلق، والاکتئاب، والفوبیا الاجتماعیة، والشعور بالوحدة النفسیة، والتأثر الشدید بانفعالات الآخرین، أو مشکلات تخیلیة: کالخوف من المجهول، وأحلام الیقظة، أو مشکلات حسیة: کفرط الأکل، والشراء القهری، وسطحیة العلاقات الاجتماعیة، والصراع مع العادیین، أو مشکلات نفسحرکیة: کالتحدث القهری، والعادات العصبیة: کقضم الأظافر، والاندفاعیة وفرط الحرکة العشوائی، وإدمان العمل، کما اتضح ذلک أیضاً من المقیاس الذی تم إعداده بعد تطبیقه على بعض من التلامیذ الموهوبین بالمدرسة أن هذه المشکلات تندرج جمیعها تحت مصطلح المِظلة وهو فرط الاستثارات النفسیة.

وعندما ناقش الفریق البحثی العوامل والأسباب التی تؤدی بالموهوبین إلى التعبیر عن فرط الاستثارات النفسیة بصورة سلبیة، وجد الفریق أن من أهم العوامل هو عدم وعی الأخصائیة النفسیة والأخصائیین الاجتماعین بماهیة فرط الاستثارات النفسیة، وتعبیراتها السلبیة والإیجابیة؛ الأمر الذی یجعلهم یعجزون عن تقدیم المساعدة لهم حتى یتوقفون عن التعبیر عنها بشکل سلبی ویعبرون عنها بشکل إیجابی.

وبمراجعة الأدبیات البحثیة تبین أن فرط الاستثارات النفسیة هی سلاح ذو حدین، وکما  یعتقد Dabrowskiأنها مسئولة عن تنشیط عملیات النمو، ولا تتوقف مهمة فرط الاستثارات  النفسیة على إحداث الصراعات الذاتیة من خلال تعبیراتها السلبیة فحسب، ولکن تتعدى ذلک  أیضاً إلى کونها وسائل وأدوات عن طریق تعبیراتها الإیجابیة یمکن من خلالها التغلب على هذه الصراعات(Mika, 2009, p.2).

وهذا ما حدا بالفریق البحثی إلى دراسة وتحدید فرط الاستثارات النفسیة لدى الموهوبین من خلال استخدام بحث الفعل، وبعد ما تم تحدید فرط الاستثارات النفسیة                   لدى الموهوبین.

ثم تم مناقشة کیفیة تعامل الأخصائیین النفسیین مع التعبیرات السلبیة لفرط الاستثارات النفسیة والتقلیل منها، ومساعدة الموهوبین على التعبیر عن فرط الاستثارات النفسیة بشکل إیجابی، فاتضح أنهم لا یستطیعون ذلک بسبب قلة خبراتهم، ونقص التدریب، وعدم تعاون أولیاء الأمور فی أحیان أخرى معهم لمساعدة أبنائهم.

وبمراجعة الأدبیات البحثیة بدأ الفریق البحثی یبحث ویتأمل ویتعمق فی الأسلوب العلاجی المناسب، ووجد أن سمة فرط الاستثارات النفسیة ذات ترکیب معقد یصعب على المعالج النفسی أن یستخدم فی علاج ذوی فرط الاستثارات النفسیة المداخل العلاجیة المعروفة کالعلاج المعرفی أو العلاج السلوکی؛ وذلک لقصورها ولاقتصارها على طریقة علاجیة واحدة، أو العلاج المعرفی السلوکی الذی یستخدم طریقتین علاجیتین، أو العلاج العقلانی الانفعالی السلوکی الذی یستفید من ثلاثة طرق   علاجیة؛ وذلک لأنها تتسم بالجمود والضعف والخصوصیة، ولعدم إلمامها بالأبعاد والعوامل المختلفة   لتلک السمة، وبالتالی فهی غیر شاملة لیتم تطبیقها على کل الأفراد وتحت کل الظروف (Thompson, 2003, pp. 9-10)

لذلک أصبح من اللازم ضرورة اللجوء إلى استخدام مدخل العلاج النفسی الانتقائی Eclectic Psychotherapyالذی یتصف بالمرونة، ویسمح باستخدام مبادئ واستراتجیات العلاج النفسی المباشر وغیر المباشر بما یتلاءم مع طبیعة المشکلة النفسیة ومواقفها، ویتیح للمعالج النفسی قدر کبیر من الحریة فی استخــدام أکثر الإجراءات والفنیات منـــــاسبة لأی مــوقف ولأی معــــالج(Ahmad, 2008, p.170).

ونظراً لتعدد المشکلات والأعراض النفسیة التی تظهر لدى الموهوب نتیجة فرط الاستثارات النفسیة والتی یمکن تصنیفها على أنها مشکلات جسمیة، وحسیة، وتخیلیة، ومعرفیة، وانفعالیة، ونفسحرکیة، واجتماعیة، فقرر الفریق أن یستخدم نموذج علاجی شامل یزود جوانب خبرة المریض المختلفة بنظرة کلیة متکاملة، ویضمن استخدام المداخل العلاجیة المناسبة لها وذات الفعّالیة فی علاجها على الرغم من اختلافها، ویتوفر ذلک فی نموذج Lazarus للعلاج متعدد المداخل کطریقة من طرق العلاج النفسی الانتقائی؛ لأنه یُحقق التکامل فی جوانب الشخصیة الإنسانیة والعمل على تعزیزها من خلال فهم تلک الجوانب، والتدخل لمساعدة المرضى من خلال تحدید طرق وفنیات علاجیة تتناسب مع کل جانب من جوانب الشخصیة، حیث جعل لازاروس تلک الطرق والفنیات العلاجیة ملازمة لخصائص وجوانب الإنسان وجمعها فی لفظ  BASIC.IDویمثل کل حرف منها طریقة علاجیة معینة کالطریقة السلوکیةB، والانفعالیةA، والحسیةS، والتخیلیة،IوالمعرفیةC،والاجتماعیةI، والبیولوجیةD(Kottler& Shepard, 2008, p.186) .

وحتى یستفید هؤلاء الأفراد الموهوبون من تلک السمة وتوظیفها بشکل جید، فلابد من تقدیم النصح والتوجیه والإرشاد الکافی؛ لمساعدتهم على التعبیر الإیجابی عن فرط الاستثارات النفسیة فی المدرسة والمنزل،وجاء ذلک نتیجة لما أوصت به الکثیر من الدراسات کدراسة (Robinson,1996,p.129)، ونظراًلما توصلت إلیه الدراسات السابقة من نتائج وتوصیات تفید بضرورة إعداد البرامج العلاجیة لمرتفعی الاستثارات النفسیة لندرتها، وتوسیع المساحة العلاجیة لهم، مع ضرورة أن یبدأ المعالجون بانتقاء وتصمیم استراتیجات وتدخلات علاجیة فعالة ومبنیة على الأبحاث الإمبریقیة(Bailey,2010,p.8).

فقرر الفریق البحثی القیام بتصمیم خطة فعل یستخدم فیها مدخل لازاروس فی العلاج متعدد المداخل کأحد مداخل العلاج النفسی الانتقائی لتعدیل فرط الاستثارات النفسیة لدى الموهوبین فی سیاق بحث الفعل.

تساؤلات الدراسة:

ولذلک تتبلور مشکلة الدراسة الحالیة فی التساؤلات التالیة:

1-            کیف شارک الفریق البحثی فی تعدیل فرط الاستثارات النفسیة لدى الموهوبین؟ 

2-            ما فاعلیة العلاج متعدد المدالخل للازاروس کمدخل من مداخل العلاج النفسی الانتقائی فی تعدیل فرط الاستثارات النفسیة لدى الموهوبین؟

3-     هل یوجد استمراریة لفاعلیة العلاج متعدد المدالخل للازاروس کمدخل من مداخل العلاج النفسی الانتقائی فی تعدیل فرط الاستثارات النفسیة لدى الموهوبین؟

 

أهداف الدراسة :

تمثل أهداف الدراسة الحالیة فی الأهداف التالیة:

1-      شرح الکیفیة التی شارک بها الفریق البحثی فی تعدیل فرط الاستثارات النفسیة                لدى الموهوبین.

2-      تعرف فاعلیة العلاج متعدد المدالخل للازاروس کمدخل من مداخل العلاج النفسی الانتقائی فی تعدیل فرط الاستثارات النفسیة لدى الموهوبین.

3-  التحقق من استمراریة فاعلیة العلاج متعدد المدالخل للازاروس کمدخل من مداخل العلاج النفسی الانتقائی فی تعدیل فرط الاستثارات النفسیة لدى الموهوبین.

أهمیة الدراسة:

اتضحت أهمیة الدراسة الحالیة من خلال ما یلی :

1-    الأهمیة النظریة:

ساهمت الدراسة الحالیة فی فهم مشکلة لم یتطرق إلیها کثیر من الباحثین فی المجتمع العربی –على حد علم الباحثة -على وجه الخصوص وهی فرط الاستثارات النفسیة فی المدرسة لدى الأخصائیین، وأولیاء الأمور، والتلامیذ أنفسهم، وعرض المفاهیم والمصطلحات التی تناولتها، وشرح أبعادها الخمسة: الانفعالیة، والحسیة، والتخیلیة، والعقلیة، والنفسحرکیة، والعوامل التی تساعد على نموها، والمشکلات والنتائج المرتبطة بها.

2-      الأهمیة التطبیقیة:

أ‌-   للتلامیذ: تُقدم الدراسة الحالیة برنامج علاجی وقائی شامل متکامل یتضمن مدى واسع من المشکلات التی قد تواجه الموهوبین على کافة المستویات العقلیة، والانفعالیة، والحسیة، والنفس حرکیة، والتخیلیة؛ الأمر الذی قد یفید الباحثین فی إعداد المزید من البرامج العلاجیة والإرشادیة اللازمة لإعداد وتأهیل تلک الفئة المتمیزة.

ب‌-  للأخصائیین النفسیین والاجتماعیین: ساهم بحث الفعل الحالی فی تطویر وتنمیة قدراتهم المهنیة والبحثیة بصفة خاصة من خلال تمکینهم من تشخیص المشکلات النفسیة لدى الموهوبین والمساعدة فی علاجها.

ج- لأولیاء الأمور والمعلمین: ساعد على زیادة وتفعیل مشارکتهم فی تشخیص مشکلات أبنائهم وتلامیذهم الموهوبین وعلاجها.

حدود الدراسة:

تحددت الدراسة بالعینة حیث تم تحدید 200 من التلامیذ العادیین بالصفوف الثالث، والرابع، والخامس، والسادس الابتدائی بمدرسة أسیوط الرسمیة المتمیزة للغات لتحدید التلامیذ الموهوبین باستخدام مقاییس تقدیر الخصائص السلوکیة للطلاب المتفوقین إعداد (Renzulli et al.,2013)، واختبار ستانفورد بینیه للذکاء الصورة الخامسة (إعداد: جال.ه. روید، 2003، وتعریب وتقنین: صفوت فرج)، وتم استخدام عینات من عمل التلمیذ، وتقاریر المعلمین اللفظیة،وبعد أن تم تحدیدهم، تم اختیار عینة استطلاعیة من التلامیذ لحساب کفاءة مقیاس فرط الاستثارات النفسیة لدى الأطفال (إعداد: فاطمة محمد على عمران)، ثم تم اختیار 200 من التلامیذ لتمثل العینة الأساسیة ولتحدید التلامیذ الموهوبین مرتفعی الاستثارات النفسیة باستخدام مقیاس فرط الاستثارات النفسیة لدى الأطفال (إعداد الباحثة)، ومقیاس  تقدیر عناصر فرط الاستثارة النفسیة (إعداد: Kitano,1990، وترجمة: الباحثة)، والملاحظات المیدانیة   للفریق البحثی، والملاحظات المیدانیة للمعلمین، وبعد أن تم تحدیدهم تم تقسیمهم إلى مجموعتین: تجریبیة وضابطة، حیث تلقت المجموعة التجریبیة برنامج العلاج الانتقائی، وتحددت الدراسة بالمنهجین المستخدمین وهما منهج البحوث المختلطة، والمنهج شبه التجریبی ذو المجموعتین التجریبیة والضابطة، ومنهج دراسة الحالة باختیار مدرسة واحدة؛ حتى تقدم وصف دقیق وشامل.

مصطلحات الدراسة:

1-   العلاج متعدد المداخل للازاروسLazarus' Multimodal Therapy:"عملیة مساعدة التلامیذ الموهوبینعلى التقلیل من التعبیرات السلبیة عن فرط الاستثارات النفسیة الخمس والاستفادة من تعبیراتها الإیجابیة من خلال استخدام طریقة Lazarus المرنة فی العلاج المتعدد المداخل بما یتناسب وطبیعة شخصیاتهم، بحیث یتم الانتقاء من النظریات العلاجیة المعروفة لتناسب جوانب شخصیتهم السبعة التی أشار إلیها، وهی: السلوکی، والانفعالی، والحسی، والتخیلی، والمعرفی، والاجتماعی، والبیولوجی".

2-   فرط الاستثارات النفسیة Overexcitabilities: تُعرف إجرئیاً بأنها "التفاعلات الفطریة الشدیدة والحادة لأکبر قدر ممکن من المثیرات المحیطة بالفرد سواء کانت هذه المثیرات داخلیة أوخارجیة، ویستدل علیها بالحدة المرتفعة، وطول مدة الاستجابة، وتکرار حدوث الاستجابة، ویتم التعبیر عنها فی الأشکال الخمسة التالیة":

2-1- فرط الاستثارة العقلیةIntellectual Overexcitabilities: ویظهر فی فرط الطاقة العقلیة، ونشاط المعرفة، وحدة الملاحظة، وقوة الترکیز، وحب الألغاز وإلقاء الأسئلة، ونقد الذات، ونقد الآخرین، والتفکیر الأخلاقی.

2-2-فرط الاستثارة النفسحرکیةPsychomotor Overexcitabilities: یمکن تعریفها إجرائیاً بأنها "فرط فی النشاط الحرکی، والاندفاعیة، والتحدث القهری، والأرق، وحب الألعاب السریعة، والتحرک کثیراً، والعادات العصبیة (کالتطبیل بالأصابع، ولف الشعر،...إلخ)، وإدمان العمل".

2-3- فرط الاستثارة الحسیةSensual Overexcitabilities: یمکن تعریفها إجرائیاً بأنها          "الاستمتاع بالأشیاء الجمیلة التی تشبع الحواس: السمع، والبصر، واللمس، والشم، والتذوق، والاهتمام بالدراما والفنون، والحساسیة لألوان الأشیاء وملمسها، والحاجة للرفاهیة، والاستمتاع بالموسیقى، والمیل إلى الشراء القهری، وفرط الأکل، والمیل إلى التدین."

2-4- فرط الاستثارة التخیلیةImaginational Overexcitabilities: یمکن تعریفها إجرائیاً بأنها" التخیل الزائد، وخلط الحقیقة   بالخیال، والاستغراق فی أحلام الیقظة، والخوف من المجهول، والقدرة على الاختراع."

2-5- فرط الاستثارة الانفعالیةEmotional Overexcitabilities: یمکن تعریفها إجرائیاً بأنها" الحساسیة الزائدة، وحدة الانفعالات، والمشاعر المتناقضة، والقلق، والاکتئاب، والتأثر بانفعالات وأحاسیس الآخرین، والخوف الزائد، والخجل، والفوبیا الاجتماعیة، والشعور بالوحدة النفسیة.

3- الموهوبGifted: یمکن تعریفه إجرائیاً بأنه:"هو التلمیذ الذی یحصل على اختبار ستانفورد بینییه النسخة الخامسة نسبة تصل إلى 120 درجة أو أکثر، ویحصل                  فی الوقت ذاته على درجات على مقیاس تقدیر الخصائص السلوکیة الذی أعده Renzulli et al., (2013)تزید عن المتوسط العام لدرجات أفراد العینة العشوائیة المستخدمة بمقدار واحد ونصف انحراف معیاری، تدعمها تقاریر المعلمین اللفظیة وعینات من عمل الطالب".

 

4- بحث الفعل Action Research: یمکن تعریفه إجرائیاً بأنه: "استقصاء منظم مقصود یشترک فیه مجموعة من الأفراد کالمدیر، والمعلمین، والوالدین، والأخصائیین النفسیین والباحثین بصورة تعاونیة، ویحرر المعلمین أو الأخصائیین النفسیین من إملاءات الباحثین؛ لتعدیل أفعالهم وممارساتهم التربویة والنفسیة باستمرار، ویتم ذلک من خلال جمع المعلومات الکمیة والکیفیة عن طریق إجراء هذا النوع من الأبحاث فی فصولهم؛ الأمر الذی یساعد على انبثاق التنمیة المهنیة المستدامة، ویتبنى قیم المشارکة، والدیمقراطیة، والتأمل؛ لاستبصار المشکلات المستهدفة، والالتزام الأخلاقی بحلها لبناء المجتمع، ویصبح بذلک هؤلاء الأفراد باحثین مشارکین بدلاً من أن یکونوا                أفراداً سلبیین."

الإطار النظری للدراسة:

العلاج متعدد المداخل للازاروس:

ینبثق من مدخل الانتقائیة الفنیة أحد مداخل العلاج الانتقائی، ومؤسسه أرنولد لازاروس نتیجة عدم رضاه عن العلاج السلوکی، وینتقی فنیات علاجیة من المجالات السبعة التی حددها لازاروس: السلوکی، والانفعالی، والمعرفی، والتخیلی، والحسی، والعلاقات البینشخصیة، والجانب البیولوجی/العقاقیر، وینتقی هذه الفنیات وفقاً للأدبیات الإمبریقیة، والخبرة الکلینیکیة(Stricker& Gold,2011,pp.429-432).

فرط الاستثارات النفسیة:

هی منافذ، وکلما کان المنفذ أوسع کلما کان عدد وحدة فرط الاستثارات النفسیة الظاهرة أکبر، وکلما کان فیض المشاعر وتنوعها أکبر، وکلما أصبح هناک تنوع فی التفکیر، والتخیل، والإحساس لدى الفرد، وغالباً ما سببت فرط الاستثارات النفسیة الصراع والتوتر لدى الفرد، ولکنها فی الوقت ذاته وسعت وزادت من حدة النمو النفسی للفرد، وعرفهاPiechowski بأنها أحجار بناء مستویات عدم التکامل الإیجابی، وکلما کان عددها وحدتها أکبر، کلما کانت إمکانیات النمو التی تحدث عنها Dabrowski أکبر(Ely, 1995, pp.40-41).کما یؤید ذلک بأن فرط الاستثارات النفسیة هی حالات من الوظیفة العقلیة المتقدمة والتی یمکن أن یعتقد أنها تمثل قنوات لتدفق المعلومات، وتم وصف کلاً من الاستثارات الزائدة باعتبارها تمثل نمط الخصائص والسمات الطبیعیة التی تغذی وتحسن وتقوی وتزید من مواهب الفرد والتی بدونها من الممکن أن تصبح الموهبة مجرد آلة حاسبة لیس أکثر من ذلک(Tieso,2007, p.232).

الموهوبون: بمراجعة الأدبیات البحثیة والکتابات النظریة تبین للباحثة أن هناک خلط فی تعریف الموهبة، وأن تعریفات الموهبة انقسمت إلى نوعین التعریفات أحادیة البعد التی رکزت على استخدام محک واحد فی تعریف الموهبة: کالذکاء، أو التحصیل، أو الإبداع، وتعریفات متعددة الأبعاد رکزت على استخدام أکثر من محک فی تحدید الموهبة.

عرف جانیه Gange الموهبة  بالقدرات التی تنمو بشکل طبیعی غیر مقصود أو ما تُسمى بالاستعدادات، وعرف الموهوب بأنه الفرد الذی یتمتع بقدرة فوق متوسطة فی مجال أو أکثر من مجالات الاستعداد الإنسانی، بینما عرف التفوق بالقدرات التی تنمو بشکل مقصود ومنظم، أو المهارات التی تکون خبرة فی مجال ما من مجالات النشاط الإنسانی، وعرف المتفوق بأنه الفرد الذی یتمتع بأداء فوق المتوسط فی مجال أو أکثر من مجالات النشاط الإنسانی (زینب محمود شقیر، 2006 ، ص ص. 258- 259).  

تبنى الباحثون فی البحث الحالی تحدید الموهبة من خلال استخدام عدة معاییر: کالذکاء، والسمات الشخصیة بتبنی نموذج رینزولی من خلال تحدید الموهبة بتفاعل 3  مجموعات من السمات وهی: هی القدرات العامة فوق المتوسطة، والمستویات المرتفعة من الالتزام بالمهمة، والمستویات المرتفعة من الإبداع واستخدام مقاییس رینزولی بتحدید 4 أبعاد وهی: خصائص التعلم، والإبداع، والدافعیة، والقیادة، واستخدلم معیار ثالث وهو عینات من عمل التلامیذ، وتقاریر المعلمین اللفظیة.

بحث الفعل:

خطوات إجراؤه: تتلخص فی دورةالفعل التی أشار إلیها کلٌ من Lodico, Spaulding &Voegtle (2010,p.322) وهی: تحدید المشکلة، ومراجعة الأدبیات النظریة، وتحدید التساؤلات، وجمع البیانات، ثم تحلیلها، القیام بالفعل، ثم تقریر النتائج.

خصائصه: أشار کلٌ من(2010,pp.319-321)Lodicoetal.إلى أنها هذه الخصائص هی: مشارکة الممارس کباحث، والتعاون مع الأفراد المتضمنین فی العملیة التعلیمیة،                   وتغییر وتحسین المماراسات التربویة، واستمراریة بحث الفعل من حیث جمع المعلومات، والتأمل، والفعل.

 

أدوات الدراسة:

استخدمت الدراسة الحالیة طرقاً کمیة وطرقاً أخرى کیفیة، ومن الطرق والأدوات الکمیة المستخدمة: مقیاس فرط الاستثارات النفسیة لدى الأطفال (إعداد الباحثة)، ومقاییس تقدیر الخصائص السلوکیة للطلاب المتفوقین إعداد Renzulli et al. (2013)، واختبار ستانفورد بینیه للذکاء الصورة الخامسة (إعداد: جال.ه. روید، 2003، وتعریب وتقنین: صفوت فرج)، ومقیاس تقدیر عناصر فرط الاستثارة النفسیةإعداد Kitano (1990)، وبرنامج العلاج النفسی الانتقائی.ومن الطرق والأدوات الکیفیة المستخدمة فی الدراسة الحالیة: الملاحظات المیدانیة، والمفکرات الیومیة، والمناقشات الجماعیة، ومجموعات النقاش البؤریة، والصور، وعینات من عمل الطالب (الوثائق)، والتقاریر البحثیة للفریق البحثی.

نتائج الدراسة ومناقشتها:

ینص التساؤل الأول على: " کیف شارک الفریق البحثی فی تعدیل فرط الاستثارات النفسیة لدى الموهوبین؟"

للإجابة على هذا التساؤل، تبنى الفریق البحثی استخدام دورة بحث الفعل التالیة التی  اقترحها کل من Lodicoetal., 2010, 322))، حیث مرت مراحل دورة بحث الفعل بالمراحل التالیة:

المرحلة الأولى: تأمل المشکلة:

وتتم المرحلة الأولى من خلال الإحساس بالمشکلة وتحدیدها، وتحدید التساؤلات البحثیة.

أدرک أفراد الفریق البحثی أن هناک مشکلةوهی فرط الاستثارات النفسیة لدى التلامیذ الموهوبین والتلمیذات الموهوبات، وأن الأمر لابد ألا یتوقف عند تحدید فرط الاستثارات النفسیة لدى الموهوبین فحسب، بل یجب علیهم ضرورة التوجه إلى حل هذه المشکلة، وتقدیم العلاج  النفسی الملائم لها؛ لمساعدة الموهوبین والموهوبات على تحقیق التوافق الأکادیمی، والنفسی، والاجتماعی.

وعلیه بدأ الفریق البحثی یتساءل عن ماهیة العلاج النفسی الملائم الذی یساعد على تعدیل فرط الاستثارات النفسیة لدى الموهوبین؟.

المرحلة الثانیة: جمع البیانات: من خلال فهم المشکلة وتحدید أدوات                جمع البیانات.

تم فهم المشکلة وجمع البیانات من خلال رجوع الفریق البحثی إلى الأدبیات النظریة والإطار النظری المتعلق بالتدخلات العلاجیة المستخدمة فی تعدیل فرط الاستثارات النفسیة لدى الموهوبین،   حیث  قام أفراد الفریق البحثی بجمع الأبحاث والدراسات السابقة المرتبطة بذلک، وعن طریق المناقشات الجماعیة، والمفکرات الیومیة التی یدونها أفراد الفریق، تبین لأفراد الفریق أن هناک ندرة فی الأبحاث والدراسات التی تناولت الفنیات العلاجیة المستخدمة فی تعدیل فرط الاستثارات النفسیة بصفة عامة، ولکنهم وجدوا أبحاثاً ودراسات علاجیة مرتبطة بمظاهر وأعراض  کل بعد من أبعادها. واکتشفوا تنوعاً   فی هذه التدخلات العلاجیة؛ الأمر الذی جعلهم یقررون استخدام العلاج النفسی الانتقائی فی تعدیل فرط الاستثارات النفسیة.

ولذلک بادر أفراد الفریق البحثی باتخاذ القرار بضرورة الرجوع مرة أخرى إلى مراجعة الأدبیات النظریة؛ للبحث عن نموذج من نماذج العلاج النفسی الانتقائی یناسب مشکلة فرط الاستثارات النفسیة وأبعادها الخمسة. وبالقراءة، والبحث، والاطلاع، والتأمل، تبین لأفراد الفریق البحثی أن أنسب نموذج یمکن استخدامه هو نموذج لازاروس Lazarusمتعدد المداخل التابع لمدخل الانتقائیة الفنیة أحد مداخل العلاج النفسی الانتقائی.

المرحلة الثالثة: التخطیط: وتتکون من تحدید المتعاونین وتصمیم خطة الفعل.

حدد أفراد الفریق البحثی الأفراد الذین سیقومون بإعداد برنامج العلاج النفسی الانتقائی، حیث أسند الفریق مهمة إعداد البرنامج العلاجی إلى مریم (الأخصائیة النفسیة بالمدرسة) والباحثة؛ وذلک لانشغال محمد وسوسن (باقی أفراد الفریق وهم الأخصائیین الاجتماعیین بالمدرسة) فی حل مشکلات التلامیذ بالمدرسة، على أن تقوم کل من مریم والباحثة بشرح ما فعلوه من خطوات فی إعداد البرنامج لهما.

ثم شرحت الباحثة لمریم خطوات إعداد برنامج علاجی، وذلک من خلال إعداد الأساس النظری للبرنامج، وأهمیته، وأهدافه، ومراحله، ومخطط جلسات البرنامج، وأوضحت کیفیة إعداد جلسات البرنامج بالتفصیل، بأن نسمی الجلسة، ونحدد زمن لها بحیث یتناسب وکم محتوى الجلسات، ونحدد أهداف الجلسة، ثم نختار الفنیات المناسبة لکل جلسة والتی تحقق أهداف الجلسة، ثم إعداد إجراءات الجلسة وکیف سوف یتم تنفیذها، والتفکیر فی أنشطة تخدم الفنیات المستخدمة وتُوظف ضمن إجراءات الجلسة.

حیث تعاونت الباحثة مع مریم مرة أخرى فی البحث عن الأدبیات النظریة التی تناولت الفنیات العلاجیة الملائمة فی تعدیل فرط الاستثارات النفسیة وطریقة تطبیق وتنفیذ هذه الفنیات. وبالبحث والتأمل، اتفقتا على الفنیات التی یمکن استخدامها من الفنیات التی أشارت الدراسات  السابقة بفعالیتها فی علاج مظاهر فرط الاستثارات النفسیة السلبیة وخصائصها غیر السویة، والفنیات التی یمکن انتقاؤها   من العلاجات المختلفة سواء کان العلاج المعرفی کفنیات تحلیل المزایا والعیوب، وتنمیة معتقدات جوهریة بدیلة، أو العلاج السلوکی کفنیات النمذجة، ولعب الدور، والتغذیة الراجعة، والواجبات المنزلیة أو العلاج المعرفی السلوکی کفنیات إعادة البنیة المعرفیة، والتنشیط السلوکی، أو العلاج بالواقع کفنیة الترکیز   على السلوک أکثر من الترکیز على الانفعالات والمشاعر. 

وذکرت مریم بعض الأفکار المفیدة التی أمکن الاستفادة منها فی إعداد البرنامج والتی اشتقتها من مشارکتها فی مشروع مناهضة العنف لدى الطلاب فی المدرسة، مثل فی کیفیة استخدام فنیة إعادة البنیة المعرفیة أنها قالت:"إحنا ممکن بدل من مناقشة الأفکار السلبیة وتغییرها إلى أفکار إیجابیة، ممکن نکتب الأفکار السلبیة فی کروت، ونخلی الأولاد یقطعوا الکروت دیه، بحیث یکون فیه صندوق یضعوا فیه الکروت التی تحتوی على                   الأفکار الإیجابیة".

 

المرحلة الرابعة: الفعل: تنفیذ خطة الفعل وجمع البیانات

بعد أن أکملتا الباحثة ومریم إعداد البرنامج العلاجی، رشح أفراد الفریق البحثی الباحثة لکی   تُقدِم البرنامج العلاجی لأفراد المجموعة العلاجیة (المجموعة التجریبیة) الذین تم اختیارهم من بین الموهوبین مرتفعی الاستثارات النفسیة والموهوبات مرتفعات الاستثارات النفسیة؛ وذلک لانشغال الأخصائیین بأعبائهم فی المدرسة، وتواجدهم فی تدریبات فی الفترة التی تزامن فیها تقدیم البرنامج العلاجی لأفراد المجموعة العلاجیة، وقدمت الباحثة البرنامج العلاجی لأفراد المجموعة واستطاعت إنهاءه قبل نهایة الفصل الدراسی الثانی للعام الدراسی 2014/2015، ثم قامت بإجراء القیاس البعدی، وذلک من خلال تطبیق مقیاس فرط الاستثارات النفسیة لدى الأطفال على أفراد المجموعة العلاجیة بعد تطبیق البرنامج العلاجی مباشرة، ومن خلال الملاحظات المیدانیة للمعلمین بسؤالهم، وبسؤال التلامیذ أنفسهم عن مدى استمراریة أعراض فرط الاستثارات النفسیة غیر السویة، واتفق الفریق البحثی على أن یقوم بإجراء القیاس التتبعی بعد خمسة أشهر من تطبیق البرنامج العلاجی أی فی بدایة الفصل الدراسی الأول من العام الدراسی 2015/2016؛ وذلک لانتهاء الفصل الدراسی الثانی للعام الدراسی 2014/ 2015 وحلول العطلة الصیفیة.

المرحلة الخامسة: مرحلة التحلیل: تحلیل البیانات وتشکیل استنتاجات مؤقتة

تضمنت مرحلة التحلیل المعالجة الإحصائیة لدرجات أفراد المجموعة التجریبیة بعد تصحیح مقیاس فرط الاستثارات النفسیة لدى الأطفال فی القیاس البعدی، ومقارنة نتائج القیاسین القبلی والبعدی للمجموعة التجریبیة، مع مقارنة نتائج القیاسین البعدی والتتبعی للمجموعة ذاتها، ومقارنة نتائج المجموعتین التجریبیة والضابطة فی القیاس البعدی، وتحلیل الملاحظات المیدانیة للمعلمین، وتحلیل إجابات التلامیذ، ثم تم اتخاذ القرار بشأن ما سوف یتم إجراؤه بعد ذلک. حیث قرر أفراد الفریق البحثی تأجیل کتابة التقریر البحثی بعد الانتهاء من هذه المرحلة.

 

التساؤل الثانی:

ینص التساؤل الثانی على: " ما فاعلیة العلاج النفسی الانتقائی فی تعدیل فرط الاستثارات النفسیة لدى الموهوبین؟"

وللإجابة على هذا التساؤل، قام أفراد الفریق البحثی بما یلی:

أ‌-    بُناءً على ارتفاع درجات الموهوبین على مقیاس فرط الاستثارات النفسیة لدى الأطفال عن درجة القطع فی التطبیق القبلی، تم تقسیمهم إلى مجموعتین متساویتین: مجموعة تجریبیة ویتم تطبیق برنامج العلاج النفسی الانتقائی علیها بصورة جماعیة وبلغ عددها 8 موهوبین (2 ذکور، 6 إناث)، ومجموعة ضابطة لا یتم تطبیق برنامج العلاج النفسی الانتقائی علیها وبلغ عددها 8 موهوبین (2 ذکور، 6 إناث)، حیث تمت المجانسة بینهما فی فرط الاستثارات النفسیة وأبعادها، ثم تطبیق مقیاسفرط الاستثارات النفسیة لدى الأطفال فی التطبیق البعدی (بعد تطبیق البرنامج العلاجی) على مجموعتی الدراسة التجریبیة  والضابطة، ثم تم حساب الفروق بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعتین التجریبیة والضابطة فی التطبیقین القبلی والبعدی وذلک من خلال استخدام اختبار مان ویتنی Mann-Whitney للأزواج المستقلة، کما فی جدول (1).

ب‌-   حساب الفرق بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعة الضابطة على مقیاس فرط الاستثارات النفسیة لدى الأطفال قبل وبعد تطبیق برنامج العلاج النفسی الانتقائی، وذلک باستخدام اختبار ویلکوکسون Wilcoxon للأزواج المرتبطة کما فی جدول (2).

ج- حساب الفرق بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة على مقیاس فرط الاستثارات النفسیة لدى الأطفال قبل وبعد تطبیق برنامج العلاج النفسی الانتقائی، وذلک باستخدام اختبار ویلکوکسون Wilcoxon للأزواج المرتبطة کما فی جدول (3).

د- حساب حجم الأثر لبرنامج العلاج النفسی الانتقائی باستخدام معادلة حجم الأثر لکارل، ویوضح جدول (4) قیمة حجم الأثر لبرنامج العلاج النفسی الانتقائی فی تعدیل فرط الاستثارات النفسیة لدى المجموعة التجریبیة. 

ه- تطبیق بطاقات تقییم أهداف جلسات برنامج العلاج النفسی الانتقائی، ثم حساب المتوسطات والانحرافات المعیاریة لدرجات أفراد المجموعة التجریبیة (العلاجیة) على بطاقات تقییم أهداف الجلستین الأولى والأخیرة من برنامج العلاج النفسی الانتقائی، کما فی جدول (5)؛ لبیان التأثیر التدریجی لبرنامج العلاج النفسی الانتقائی فی تعدیل فرط الاستثارات النفسیة وأبعادها.

و- تطبیق استمارة تقییم برنامج العلاج النفسی الانتقائی على أفراد المجموعة التجریبیة، ثم تحلیل وفحص استجاباتهم على أسئلة الاستمارة، لبیان مدى رضاهم عن أهداف البرنامج، ومحتواه، ومزایاه، وعیوبه، وما یمکن إضافته، کما فی جدول (6).

یتضح من جدول (1) أنه لم یکن هناک فرق دال إحصائیاً بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعتین التجریبیة والضابطة على مقیاس فرط الاستثارات النفسیة لدى الأطفال وأبعاده قبل تطبیق برنامج العلاج النفسی الانتقائی؛ وهذا یعنى أنهما متجانستان فی فرط الاستثارات النفسیة وأبعادها، بینما ظهر فرق دال إحصائیاً بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعتین التجریبیة والضابطة على مقیاس فرط الاستثارات النفسیة لدى الأطفال وأبعاده بعد تطبیق برنامج العلاج النفسی الانتقائی لصالح المجموعة التجریبیة (الصالح النفسی)؛ مما یعنی فاعلیة برنامج العلاج النفسی الانتقائی فی تعدیل فرط الاستثارات النفسیة                     لدى الموهوبین.

جدول (1)

دلالة الفرق بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعتین التجریبیة والضابطة على مقیاس فرط الاستثارات النفسیة وأبعاده قبل تطبیق برنامج العلاج النفسی الانتقائی وبعده

مقیاس فرط الاستثارات النفسیة لدى الأطفال

فرط الالدى الأطفال

التطبیق

التجریبیة

(ن=8)

الضابطة

(ن=8)

قیمة "ز"

"z"

متوسط الرتب

مجموع الرتب

متوسط الرتب

مجموع الرتب

فرط الاستثارات النفسحرکیة

قبلی

9

72

8

64

45,. NS

بعدی

4,5

36

12,5

100

3,4 **

فرط الاستثارات العقلیة

قبلی

9

72

8

64

62,. NS

بعدی

4,5

36

12,5

100

3,5 **

فرط الاستثارات الحسیة

قبلی

9

72

8

64

52,. NS

بعدی

4,5

36

12,5

100

3,5 **

فرط الاستثارات التخیلیة

قبلی

9,19

73,5

7,81

62,5

64,. NS

بعدی

4,5

36

12,5

100

3,4 **

فرط الاستثارات الانفعالیة

قبلی

9,31

74,5

7,96

61,5

73,. NS

بعدی

4,5

36

12,5

100

3,4 **

فرط الاستثارات الکلیة

قبلی

9,75

78

7,25

58

1,1 NS

بعدی

4,5

36

12,5

100

3,4 **

NS غیر دال                             ** دال عند 01,.

کما یتضح من جدول (2) عدم وجود فرق دال إحصائیاً بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعة الضابطة على مقیاس فرط الاستثارات النفسیة لدى الأطفال وأبعاده قبل تطبیق برنامج العلاج النفسی الانتقائی وبعده، فی حین یظهر من جدول (3) وجود فرق دال إحصائیاً بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة على مقیاس الاستثارات النفسیة لدى الأطفال وأبعاده فی التطبیقین القبلی والبعدی لصالح التطبیق البعدی (الصالح الإحصائی)؛ مما یعنی أن تطبیق برنامج العلاج النفسی الانتقائی ذو فاعلیة فی تعدیل فرط الاستثارات النفسیة لدى الموهوبین فی المجموعة التجریبیة مقارنة بالمجموعة الضابطة الذین لم یتم تقدیم البرنامج لهم.

ویتضح من جدول (4) وجود أثر کبیر لبرنامج العلاج النفسی الانتقائی فی تعدیل فرط الاستثارات النفسیة لدى الموهوبین فی المجموعة التجریبیة، حیث بلغت قیمة حجم الأثر(-11,04) وهی قیمةمرتفعة والإشارة السالبة تدل على نجاح البرنامج فی تعدیل فرط الاستثارات النفسیة لدى عینة الدراسة الموهوبین، طبقاً للمدى الذی حدده کل منGravetter&Wallnau  (2009, p.264) کما یلی:

-        إذا کان حجم الأثر یتراوح من 2, 0 إلى أقل من 5, 0 یکون حجم الأثر صغیراً .

-        إذا کان حجم الأثر یتراوح من 5, 0 إلى أقل من 8 , 0 یکون حجم الأثر متوسطاً .

-        إذا کان حجم الأثر 8, 0 فأکثر 0 یکون حجم الأثر کبیراً .

وهذا یدل على فاعلیة استخدام العلاج النفسی الانتقائی فی تعدیل فرط الاستثارات النفسیة لدى أفراد المجموعة التجریبیة.

 

 

 

جدول (2)

 دلالة الفرق بینمتوسطی رتب درجات أفراد المجموعة الضابطة على مقیاس فرط الاستثارات النفسیة لدى الأطفال وأبعاده قبل تطبیق برنامج العلاج النفسی الانتقائی وبعده

مقیاس فرط الاستثارات النفسیة لدى الأطفال

التطبیق

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قیمة "ز"

"z"

السلبیة

الإیجابیة

السلبیة

الإیجابیة

فرط الاستثارة النفسحرکیة

قبلی

2,5

0

10

0

1,9 NS

بعدی

فرط الاستثارة العقلیة

قبلی

0

0

0

0

0 NS

بعدی

فرط الاستثارة الحسیة

قبلی

1

0

1

0

1 NS

بعدی

فرط الاستثارة التخیلیة

قبلی

0

0

0

0

0 NS

بعدی

فرط الاستثارة الانفعالیة

قبلی

1

0

1

0

1 NS

بعدی

فرط الاستثارات النفسیة ککل

قبلی

2,5

0

10

0

1,9 NS

بعدی

NS غیر دال

ویوضح جدول (5) مدى انجذاب أفراد المجموعة العلاجیة نحو جلسات البرنامج العلاجی ومدى إعجابهم واستمتاعهم به وبمحتواه من خلال استجاباتهم على بطاقات تقییم أهداف الجلسات التی کلف الفریق البحثی الباحثة بإعدادها، ویتضح ذلک من خلال قیم المتوسطات والانحرافات المعیاریة للجلسات، حیث بلغت قیمة المتوسط الحسابی فی الجلسة الأولى (11,63) وبانحراف معیاری (2,26)، بینما وصلت قیمة المتوسط الحسابی فی الجلسة الأخیرة (12,38) وبانحراف معیاری(1,6)؛ مما یدل على تحقق أهداف الجلسات، وأهمیتها فی تعدیل فرط الاستثارات النفسیة لدى أفراد المجموعة العلاجیة.

 

 

جدول (3)

دلالة الفرق بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة على مقیاس فرط الاستثارات النفسیة لدى الأطفال وأبعاده قبل تطبیق برنامج العلاج النفسی الانتقائی وبعده

مقیاس فرط الاستثارات النفسیة لدى الأطفال

 

التطبیق

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قیمة "ز"

"z"

السلبیة

الإیجابیة

السلبیة

الإیجابیة

فرط الاستثارات النفسحرکیة

قبلی

4,5

0

36

0

2,53 **

بعدی

فرط الاستثارات العقلیة

قبلی

4,5

0

36

0

2,54 **

بعدی

فرط الاستثارات الحسیة

قبلی

4,5

0

36

0

2,53 **

بعدی

فرط الاستثارات الانفعالیة

قبلی

4,5

0

36

0

2,53 **

بعدی

فرط الاستثارات التخیلیة

قبلی

4,5

0

36

0

2,53 **

بعدی

فرط الاستثارات الکلیة

قبلی

4,5

0

36

0

2,53 **

بعدی

** دال عند 01,.

جدول (4)

قیمة حجم الأثر لبرنامج العلاج النفسی الانتقائی فی تعدیل فرط الاستثارات النفسیة لدى الموهوبین ودلالتها

متوسط المجموعة التجریبیة

متوسط المجموعة الضابطة

الانحراف المعیاری للضابطة

قیمة حجم الأثر

نوع حجم الأثر

دلالة حجم الأثر

99,63

135,5

3,25

-11,04

کبیر

دالة

جدول (5)

المتوسطات والانحرافات المعیاریة لدرجات أفراد المجموعة التجریبیة على بطاقات تقییم أهداف الجلستین الأولى والأخیرة من برنامج العلاج النفسی الانتقائی (ن=8)

الجلسة

المجموعة التجریبیة

الجلسة

المجموعة التجریبیة

م

ع

م

ع

1

11,63

2,26

24

12,38

1,6

ومن خلال تطبیق استمارة تقویم برنامج العلاج النفسی الانتقائیالتی تعاون الفریق البحثی فی إعدادها، لتحدید رضا أفراد المجموعة العلاجیة عن أهداف البرنامج، ومحتواه،  ومزایاه، وسلبیاته، ومقترحاتهم بشأن ما یمکن إضافته، وتم ذلک فی الجلسة الختامیة، ویوضح جدول (6) ملخص لاستجاباتهم على تلک الاستمارة بعد تحلیلها.

جدول (6)

ملخص لاستجابات أفراد المجموعة العلاجیة على استمارة تقویم البرنامج (ن=8)

عناصر التقویم

نسبة الرضا والنسبة المئویة

ملخص لأهم مقترحات المجموعة التجریبیة

الاستجابة

العد

النسبة

أهداف البرنامج

محتوى البرنامج

مزایا البرنامج

سلبیات البرنامج

آراء أخرى یمکن إضافتها

راضی تماماً

راضی تماماً

راضی تماماً

راضی تماماً

راضی تماماً

8

8

6

6

2

100%

100%

75%

75%

25%

زیادة زمن الجلسة.

زیادة عدد الأنشطة.

تقلیل المعلومات المقدمة وتقلیل محتوى البرنامج، وتقلیل عدد الفنیات المستخدمة.

محتوى البرنامج

شمولیة المحتوى، وبساطته واستخدام الفیدیوهات والکارتون والصور الکاریکاتیریة؛ مما  یجعله مشوق ممتع، حیث شمل المحتوى التعریف بفرط الاستثارات النفسیة، والتعریف بمفهوم العلاج النفسی، من خلال استخدام فنیات إعادة البنیة المعرفیة، والتدریب التوکیدی، والتعزیز، والتغذیة الراجعة، ولعب الدور، والنمذجة، والتدریب على المهارات الاجتماعیة، والمرح، والنمذجة الرمزیة، وتحلیل المزایا والعیوب، وتقدیم اختیارات وأفعال بدیلة، والتدریب على الاسترخاء التدریجی، والضبط الذاتی، وقلب العادة، وحل المشکلات، والتعریض التخیلی، والتدریب على الاسترخاء بالتنفس البطنی، والتنشیط السلوکی، والترکیز على السلوک أکثر من الترکیز على الانفعالات والمشاعر.

مزایا البرنامج

یضم العدید من العناصر والمکونات منها: تقلیل النقد الذاتی، والتغلب على سطحیة العلاقات الاجتماعیة، وتکوین الصداقات، وتقلیل الصراعات مع الآخرین، وخفض فرط الأکل، وخفض المیل نحو الشراء القهری، وتقلیل الاستغراق فی أحلام الیقظة، والتغلب على الخوف من المجهول، وتقلیل المیل نحو التحدث القهری، وخفض العادات العصبیة کقضم الأظافر، والتغلب على الاندفاعیة، وتقلیل إدمان العمل، وتقلیل الأرق، وتقلیل القلق، وخفض الاکتئاب، وتقلیل التأثر بانفعالات الآخرین، والتغلب على الفوبیا الاجتماعیة، والتدریب على المهارات الاجتماعیة. 

سلبیات البرنامج

قصر وقت البرنامج، واختصار بعض الجلسات حتى تتناسب مع الوقت المتاح، جاءت مشارکة أفراد المجموعة العلاجیة فی أوقات الحصص وذلک نتیجة قصر وقت الفصل الدراسی الثانی.

ما یمکن إضافته

إضافة أنشطة لمساعدة الفقراء والأیتام فی استثمار فرط الاستثارة النفسحرکیة للموهوب.

             

 

التساؤل الثالث:

ینص التساؤل الخامس على: "هل یوجد استمراریة لفاعلیة العلاج النفسی الانتقائی فی تعدیل فرط الاستثارات النفسیة لدى الموهوبین؟"

وللإجابة على هذا التساؤل قام الفریق البحثی بتطبیق مقیاس فرط الاستثارات النفسیة لدى الأطفال على أفراد المجموعة العلاجیة بعد انتهاء برنامج العلاج النفسی الانتقائی (التطبیق البعدی)، ثم أعید تطبیق المقیاس مرة أخرى على أفراد المجموعة العلاجیة أنفسهم بعد مضی خمسة أشهر من انتهاء تطبیق برنامج العلاج النفسی الانتقائی (التطبیق التتبعی)، ویوضح جدول (7) دلالة الفرق بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعة العلاجیة (التجریبیة) على مقیاس فرط الاستثارات النفسیة لدى الأطفال بأبعاده الخمسة فی التطبیقین البعدی والتتبعی باستخدام اختبار ویلکوکسون للأزواج المرتبطة.

جدول (7)

دلالة الفرق بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعة العلاجیة على مقیاس فرط الاستثارات النفسیة لدى الأطفال بأبعاده الخمسة فی التطبیقین البعدی والتتبعی (ن=8)

مقیاس فرط الاستثارات النفسیة لدى الأطفال

التطبیق

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قیمة "ز"

"z"

السلبیة

الإیجابیة

السلبیة

الإیجابیة

فرط الاستثارات النفسحرکیة

قبلی

3

0

15

0

2,04 *

بعدی

فرط الاستثارات العقلیة

قبلی

4,5

0

36

0

2,6 **

بعدی

فرط الاستثارات الحسیة

قبلی

4,5

0

36

0

2,55 *

بعدی

فرط الاستثارات التخیلیة

قبلی

4,5

0

36

0

2,6 **

بعدی

فرط الاستثارات الانفعالیة

قبلی

4,5

0

36

0

2,83 **

بعدی

فرط الاستثارات الکلیة

قبلی

4,5

0

36

0

2,53 *

بعدی

* دال عند 05,.                     ** دال عند 01,.

یتضح من جدول (7) استمرار فاعلیة برنامج العلاج النفسی الانتقائی فی تعدیل فرط الاستثارات النفسیة لدى الأطفال بعد مضی خمسة أشهر من انتهاء برنامج العلاج النفسی  الانتقائی، حیث أظهرت نتائج المتابعة تحسناً مقارنة بنتائج التطبیق البعدی، وذلک من خلال انخفاض درجات أفراد المجموعة العلاجیة على مقیاس فرط الاستثارات النفسیة لدى الأطفال؛ مما یدل على استمرار فاعلیة برنامج   العلاج النفسی الانتقائی فی تعدیل فرط الاستثارات النفسیة.  

توصیات الدراسة:

أن یتم استثمار المظاهر الإیجابیة لفرط الاستثارات النفسیة الخمسة؛ حتى لا یتم التعبیرعنها بصورة سلبیة، وتوصی الدراسة بأن تتم دراسة مشکلات واضطرابات أخرى یعانی منها الموهوبون باستخدام بحث الفعل من خلال تمکین الأخصائیین النفسیین والاجتماعیین، والمعلمین، والمدیرین بالمدارس، وأولیاء الأمور من تشخیص هذه المشکلات والاضطرابات، والمشارکة فی إیجاد حل وعلاج لها، واستخدام فنیات علاجیة جدیدة مبتکرة فی علاج هذه المشکلات لدى التلامیذ الموهوبین.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قائمة المراجع:

أولاً: المراجع العربیة:

جال. ه. روید (2003). مقاییس ستانفورد- بینیه للذکاء: الصورة الخامسة، تعریب وتقنین: صفوت فرج، القاهرة: مکتبة الأنجلو المصریة.

زینب محمود شقیر (2006). الاکتشاف المبکر والرعایة المتکاملة للتفوق والموهبة والإبداع. (ط1). القاهرة: النهضة المصریة.

فتحی عبد الرحمن جروان (2013). أسالیب الکشف عن الموهوبین ورعایتهم: الواقع واتجاهات التطویر، کلیة التربیة، جامعة الإمارات العربیة المتحدة، مؤتمر الإصلاح المدرسی: تحدیات وطموح، فی الفترة 17-19 أبریل عام 2007، متاح بتاریخ 16/ 10/ 2015 على موقع:http://www.jarwan-center.com/main/wp-content/uploads/2013/04/paper-dubai.pdf

محمد بن علیثة الأحمدی (2015). مشکلات الموهوبین، مقالة الیکترونیة متاحة بتاریخ 22/10/2015 على موقع:

http://www.gulfkids.com/ar/index.php?action=show_art&ArtCat=2&id=1192

معهد الشرق الأوسط للتعلیم العالی بالجامعة الأمریکیة (2013). إصلاح التعلیم فی مصر والتنمیة المهنیة للتربویین وبحوث الفعل، عروض مشروع بحوث الفعل فی المدارس المعتمدة الذی نظمه معهد الشرق الأوسط للتعلیم العالی بالجامعة الأمریکیة بالقاهرة- کلیة الدراسات العلیا فی الفترة من 15-19 دیسمبر 2013، ص ص: 1-4.

 

ثانیاً: المراجع الأجنبیة:

Ahmad, M. (2008).Comprehensive dictionary of education. India,New Delhi: Atlantic Publishers & Distributions (P) LTD.

Bailey, C.L. (2010). Overexcitabilities and Sensitivities: Implications of Dabrowski’s Theory of Positive Disintegration for Counseling the Gifted, Retrieved 29 Feb 2012 from

http://counselingoutfitters.com/vistas/vistas10/Article_10.pdf

David, O. (2010).Non-Academic Counselling in Distance Learner Support.Asian Journal of Distance Education, Vol.8, No 1, pp 119-126.

Economos, C. & Hennessy, E. (2011).A Community-Level Perspective for Childhood Obesity Prevention In D. Bagchi (Ed.), Global Perspectives on Childhood Obesity: Current Status, Consequences and Prevention, (pp.305-318), UK;London:  Academic Press.

Ely, E. I. (1995).The Overexcitability Questionnaire: An Alternative Method for Identifying Creative Giftedness in Seventh Grade Junior High School Students, Graduate School of Education, Kent State University.

Gravetter, F. J., &Wallnau, L. B. (2009).Statistics for the Behavioral Sciences.   (8 th ed.).  USA: Cengage Learning.

Kitano, M. K.  (1990): Intellectual abilities and psychological intensities in young children: Implications for the gifted. Roeper Review, Vol.13, No.1, pp.5-10.

Kottler, J.A., &Shepard, D.S. (2008). Introduction to Counselling: Voicesfrom the Field. (6 th ed.) . California: Thomson Brooks / Cole.   

Lodico, M. G., Spaulding, D. T., &Voegtle, K. H. (2010).Methods in educational research: from theory to practice (2nd. ed.), California; CA: John Wiley & Sons, Inc.

Mika, E. (2009, January 27). Theory of Positive Disintegration as a Model of Personality Development for Exceptional Individuals, Retrieved 5 Apr 2012 from http://www.talentdevelop.com/articles/TOPDAAM2.html

O’Connor, R. (2003). An Integrative Approach to Treatment of Depression.Journal of Psychotherapy Integration, Vol. 13, No. 2, 130–170.

Renzulli, J. S., Smith, L. H., White, A. J., Callahan, C. M., Hartman, R. K., Westberg, K. L. et al. (2013).Scales for Rating the Behavioral Characteristics of Superior Students (Renzulli Scales) (3 rd. ed.), USA; TX: Prufrock Press Inc.

Robinson, N. M. (1996).Counseling Agendas for Gifted Young People: A Commentary.Journal for the Education of the Gifted, Vol.20, No.2, pp. 128- 137.

Somekh, B. &Zeichner, K. (2009). Action research for educational reform: remodelling action research theories and practices in local contexts, Educational Action Research, Vol. 17, No. 1, pp. 5–21.

Stricker, G. & Gold, J. (2011). Integrative Approaches to Psychotherapy In  S. B. Messer & A. S. Gurman (Eds.), Essential Psychotherapies: Theory and Practice, (3 rd. ed.,pp.426-460), New York, NY: the Guilford Press.

Thompson, R.A. (2003). Counseling Techniques: Improving Relationships with Others, Ourselves, Our Families, and Our Environment. (2 nded.). New York: Routledge.

Tieso, C.L. (2007). Overexcitabilities: A New Way to Think about Talent?,Roeper Review, Vol. 29, No. 4, pp.232-239.

 

 

 

 

 

 

 

أولاً: المراجع العربیة:
جال. ه. روید (2003). مقاییس ستانفورد- بینیه للذکاء: الصورة الخامسة، تعریب وتقنین: صفوت فرج، القاهرة: مکتبة الأنجلو المصریة.
زینب محمود شقیر (2006). الاکتشاف المبکر والرعایة المتکاملة للتفوق والموهبة والإبداع. (ط1). القاهرة: النهضة المصریة.
فتحی عبد الرحمن جروان (2013). أسالیب الکشف عن الموهوبین ورعایتهم: الواقع واتجاهات التطویر، کلیة التربیة، جامعة الإمارات العربیة المتحدة، مؤتمر الإصلاح المدرسی: تحدیات وطموح، فی الفترة 17-19 أبریل عام 2007، متاح بتاریخ 16/ 10/ 2015 على موقع:http://www.jarwan-center.com/main/wp-content/uploads/2013/04/paper-dubai.pdf
محمد بن علیثة الأحمدی (2015). مشکلات الموهوبین، مقالة الیکترونیة متاحة بتاریخ 22/10/2015 على موقع:
معهد الشرق الأوسط للتعلیم العالی بالجامعة الأمریکیة (2013). إصلاح التعلیم فی مصر والتنمیة المهنیة للتربویین وبحوث الفعل، عروض مشروع بحوث الفعل فی المدارس المعتمدة الذی نظمه معهد الشرق الأوسط للتعلیم العالی بالجامعة الأمریکیة بالقاهرة- کلیة الدراسات العلیا فی الفترة من 15-19 دیسمبر 2013، ص ص: 1-4.
 
ثانیاً: المراجع الأجنبیة:
Ahmad, M. (2008).Comprehensive dictionary of education. India,New Delhi: Atlantic Publishers & Distributions (P) LTD.
Bailey, C.L. (2010). Overexcitabilities and Sensitivities: Implications of Dabrowski’s Theory of Positive Disintegration for Counseling the Gifted, Retrieved 29 Feb 2012 from
http://counselingoutfitters.com/vistas/vistas10/Article_10.pdf
David, O. (2010).Non-Academic Counselling in Distance Learner Support.Asian Journal of Distance Education, Vol.8, No 1, pp 119-126.

Economos, C. & Hennessy, E. (2011).A Community-Level Perspective for Childhood Obesity Prevention In D. Bagchi (Ed.), Global Perspectives on Childhood Obesity: Current Status, Consequences and Prevention, (pp.305-318), UK;London:  Academic Press.

Ely, E. I. (1995).The Overexcitability Questionnaire: An Alternative Method for Identifying Creative Giftedness in Seventh Grade Junior High School Students, Graduate School of Education, Kent State University.
Gravetter, F. J., &Wallnau, L. B. (2009).Statistics for the Behavioral Sciences.   (8 th ed.).  USA: Cengage Learning.
Kitano, M. K.  (1990): Intellectual abilities and psychological intensities in young children: Implications for the gifted. Roeper Review, Vol.13, No.1, pp.5-10.
Kottler, J.A., &Shepard, D.S. (2008). Introduction to Counselling: Voicesfrom the Field. (6 th ed.) . California: Thomson Brooks / Cole.   
Lodico, M. G., Spaulding, D. T., &Voegtle, K. H. (2010).Methods in educational research: from theory to practice (2nd. ed.), California; CA: John Wiley & Sons, Inc.
Mika, E. (2009, January 27). Theory of Positive Disintegration as a Model of Personality Development for Exceptional Individuals, Retrieved 5 Apr 2012 from http://www.talentdevelop.com/articles/TOPDAAM2.html
O’Connor, R. (2003). An Integrative Approach to Treatment of Depression.Journal of Psychotherapy Integration, Vol. 13, No. 2, 130–170.
Renzulli, J. S., Smith, L. H., White, A. J., Callahan, C. M., Hartman, R. K., Westberg, K. L. et al. (2013).Scales for Rating the Behavioral Characteristics of Superior Students (Renzulli Scales) (3 rd. ed.), USA; TX: Prufrock Press Inc.
Robinson, N. M. (1996).Counseling Agendas for Gifted Young People: A Commentary.Journal for the Education of the Gifted, Vol.20, No.2, pp. 128- 137.
Somekh, B. &Zeichner, K. (2009). Action research for educational reform: remodelling action research theories and practices in local contexts, Educational Action Research, Vol. 17, No. 1, pp. 5–21.
Stricker, G. & Gold, J. (2011). Integrative Approaches to Psychotherapy In  S. B. Messer & A. S. Gurman (Eds.), Essential Psychotherapies: Theory and Practice, (3 rd. ed.,pp.426-460), New York, NY: the Guilford Press.
Thompson, R.A. (2003). Counseling Techniques: Improving Relationships with Others, Ourselves, Our Families, and Our Environment. (2 nded.). New York: Routledge.
Tieso, C.L. (2007). Overexcitabilities: A New Way to Think about Talent?,Roeper Review, Vol. 29, No. 4, pp.232-239.