Document Type : Original Article
Author
Associate Professor of Fundamentals of Education College of Social Sciences Imam Muhammad ibn Saud Islamic University Full-time Advisor at Saudi Electronic University
Abstract
Keywords
Main Subjects
کلیة التربیة
کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم
إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)
=======
تصور مقترح لتفعیل دور الجامعات السعودیة
فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها
إعـــداد
د/ إبراهیم بن عبدالله العبید
أستاذ أصول التربیة المشارک
کلیة العلوم الاجتماعیة
جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامیة
المستشار المتفرغ بالجامعة السعودیة الالکترونیة
} المجلد الثانی والثلاثین– العدد الرابع – أکتوبر 2016م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
هدفت الدراسة الى بیان منطلق ومفهوم واهداف ومستویات وعناصر وأسس ومعوقات المسؤولیة الاجتماعیة وتوضیح الاصول النظریة والنظریات المفسرة لتبنی المسؤولیة الاجتماعیة وإلى بیان دور المؤسسات التربویة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة مع تقدیم تصور مقترح لتفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها . وقد توصلت الدراسة إلى الاجابة على تساؤلاتها من خلال بیان منطلق ومفهوم واهداف ومستویات وعناصر وأسس ومعوقات المسؤولیة الاجتماعیة وتوضیح الاصول النظریة والنظریات المفسرة لتبنی المسؤولیة الاجتماعیة وإلى بیان دور المؤسسات التربویة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة مع تقدیم تصور مقترح لتفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها من خلال ثلاثة مداخل هی :
1- المدخل المستقل 2- المدخل التشریبی 3-المدخل التکاملی .
کلمات مفتاحیة:
المسؤولیة الاجتماعیة ، تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة ،الجامعات السعودیة
Abstract
Study Title: Suggested proposal to activate the role of Saudi universities in the development of social responsibility among students.
The study aimed to terms of the concept and the goals and standards of the elements and principles and constraints of social responsibility and to clarify the assets theory and theories interpreted to embrace social responsibility and to indicate the role of educational institutions in the development of social responsibility while providing a suggested statement to activate the role of Saudi universities in the CSR development among its students.
The study found the answer to its questions through out the concept and the goals and standards of the elements and principles and constraints of social responsibility and to clarify the assets theory and theories interpreted to embrace social responsibility statement and the statement of the role of educational institutions in the development of social responsibility with a provision to imagine a proposal to activate the role of Saudi universities in the CSR development among its students through three entrances are:
1- Independent entrance 2- Experimental entrance 3- Integrative entrance
Keywords: social responsibility, the development of social responsibility, universities Arabia.
مقدمة :
یؤدی التعلیم دوراً مهماً فی تطویر المجتمع وتنمیته، وغرس مبادئ الانتماء والولاء الوطنی والاجتماعی لدى افراد مجتمعه وذلک من خلال إسهام المؤسسات التربویة فی تربیة وتنشئة الأفراد على العقیدة الاسلامیة وتنمیة عادات المجتمع وتقالیده وأعرافه لدیهم ، والمشارکة فی تحمل المسؤولیة الاجتماعیة.
والمسؤولیة الاجتماعیة هی إحدى المقومات الأساسیة فی تشکیل شخصیة الفرد، وتمکینه من التفاعل مع المستجدات المحلیة والعالمیة بطریقة فعالة، وإحدى مظاهر النمو الاجتماعی .
وعلى الرغم من ان المسؤولیة الاجتماعیة تمس المؤسسات الاقتصادیة اکثر مما تمس المؤسسات العامة باعتبار انها ترتبط بالاستثمار الاخلاقی والمساهمة فی التنمیة التی تخدم المجتمع والبیئة ،الا ان النظرة الى المؤسسات التعلیمیة والتربویة ارتبطت بالمسؤولیة الاجتماعیة ارتباطا وثیقاً بکل جوانبها ومکوناتها وابعادها .
وانطلاقاً من الدور الاجتماعی والوطنی للمؤسسة التربویة باعتبارها المسؤولة فی المقام الأول عن بناء تلک الشخصیة الإنسانیة وفق المستجدات والتغیرات المتسارعة یتأکد دور الجامعات کمؤسسة تعلیمیة تربویة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة انطلاقاً من کونها نظاماً تربویاً وثقافیاً واجتماعیاً یرتبط بالعدید من العوامل المجتمعیة المباشرة وغیر المباشرة، حیث تمثل المرحلة الجامعیة قمة الهرم التعلیمی ، ولذلک تترکز أهدافها حول استکمال نمو الطالب فی إطار متوازن لکافة الجوانب الدینیة والعقلیة والروحیة والاجتماعیة والجسمیة وإعدادهم لمواجهة الحیاة.
ولقد أظهرت التغییرات المتسارعة فی هذا العصر أن المؤسسة التربویة لم تعد مجرد مکان یکتسب فیه الفرد المعرفة فقط، ولکن اصبحت مکانا یتزود فیه بطرائق الحیاة المفیدة فی المجتمع، وحل مشکلاته وتحقیق أهدافه، فی بیئة تربویة ذات وعی بمسؤولیاتها ورسالتها ووظائفها ذات الشمولیة والتنوع، فهناک الوظیفة الاجتماعیة التی تحقق التماسک الاجتماعی والوظیفة الثقافیة والإرشادیة، وکلها وظائف تمثل مطلباً مهماً لمواکبة المستجدات، والتحکم فی تأثیراتها السلبیة (الرحاحلة ,2011م : 37).
وتعد المسؤولیة الاجتماعیة من أهم القیم التی یجب أن تحرص المؤسسات التعلیمیة على غرسها لتتمثل فی السلوک ، ویعد فقدانها أو اختلالها من أخطر ما یهدد حیاة الأفراد والمجتمع، فتنتشر القیم السلبیة بین أفراده, لذلک تسعى المؤسسات التربویة باعتبارها أقدر مؤسسة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة، من حیث اکتساب وتنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى افرادها, ولأن من أهداف المؤسسة التعلیمیة المساعدةَ فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة وما یدور داخلها من عملیات اجتماعیة تدور فی سیاق تفاعل اجتماعی. (الرویشد ،2007م:37)
ان المؤسسات التعلیمیة والتربویة مطالبة الیوم اکثر من أی وقت مضى بتحمل المسؤولیة وان تبادر هذه المؤسسات ان تؤسس لعمل مؤسسی للمسؤولیة الاجتماعیة من خلال خططها الاستراتیجیة والتنفیذیة والتی تتضمن اجراء الدراسات ووضع الالیات لقیاس مؤشرات اداء المسؤولیة الاجتماعیة وان ینتقل المفهوم من مفهوم الخدمة التطوعیة الى التطبیق الاوسع والاشمل بتبنی مفهوم المسؤولیة الاجتماعیة التی ترکز على حاجة المجتمع للخدمة المقدمة اکثر من الخدمة ذاتها لان المسؤولیة الاجتماعیة ثقافة التزام بالمسؤولیة ضمن أولویات التخطیط الاستراتیجی للمؤسسة وان توفر القیادة العلیا للمؤسسة الدعم والمساندة للتنمیة المستدامة للمجتمع بأبعادها الثلاثة : الاقتصادیة ، الاجتماعیة ، البیئیة .
وتعد المسؤولیة الاجتماعیة للجامعات أهم مراحل استکمال وظائف الجامعة وادوارها؛ لأنها تغطی وظیفة خدمة المجتمع لدى الجامعة ، وما یصاحبها من تطورات وظیفیة عبر المتغیرات المتسارعة فی المجتمع ، وهی أیضاً إحدى أهم أبعاد الجامعة لتحقیق أهداف سیاسة التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة للمرحلة الجامعیة ،ولذا فقد أصبح منوطاً بالجامعات فی الوقت الراهن تنفیذ الأنشطة والبرامج التعلیمیة التی تسهم فی تحقیقها للمسؤولیة الاجتماعیة وإعداد طلابها واعضائها للمشارکة فی الحیاة العامة تحقیقا للمسؤولیة الاجتماعیة وغرس مفاهیم التضحیة والمسؤولیة نحو المجتمع، وهذا الأمر یتطلب وجود آلیة للجامعة واضحة المعالم، تساعدها فی تعمیق مفهوم المسؤولیة الاجتماعیة لدیها ولدى منسوبیها وفق الإطار الاجتماعی، لتجعل منها نسیجاً واحداً، للحد من المشکلات التی تعیق تنمیة المجتمع ، لذا تسعى هذه الدراسة إلى تقدیم تصور مقترح لتفعیل دور الجامعات فی المملکة العربیة السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها .
مشکلة الدراسة:
تؤکد بعض الدراسات مثل دراسة (عبداللطیف 2010) على وجود عوامل عدیدة تساهم على نجاح الجامعة فی دورها المجتمعی ومسؤولیاتها الاجتماعیة ومن اهمها الشراکة بین والقطاعات الحکومیة والخاصة وتنوع تلک الشراکات وان یکون للجامعة برامج وانشطة تعکس مسؤولیاتها الاجتماعیة تجاه المجتمع ، بینا أکدت دراسة نجادات (2010) إلى اهمیة تفعیل دور الجامعة فی تحمل مسؤولیاتها المجتمعیة والامنیة ، بینما اجرى مهیران وآخرون (Mehran et al , 2011) دراسة اکدت على ان هناک اهتمام متزاید بالمسؤولیة الاجتماعیة بین الاکادیمیین والممارسین والجامعات کمراکز لتولید المعرفة التی تؤدی دوراً مهماً فی حل المشکلات العالمیة ، وطرحت الدراسة سؤلاً هل الجامعات الرائد بالعالم مهتمة بالمسؤولیة الاجتماعیة وما مدى ذلک الاهتمام وبینت ان الجامعات تقدم معلومات کافیة حول المسؤولیة الاجتماعیة من خلال التنظیم المجتمعی والحقوق وتطور المجتمع .وفی دراسة لـشاهین (2012) ابرزت مفهوم المسؤولیة الاجتماعیة للجامعات ووضع تصور لأداء المسؤولیة للجامعات من خلال تأثیرها فی المجتمع ، بینما هدفت دراسة شقوارة (2012) الى بیان ابعاد المسؤولیة المجتمعیة للجامعات ومتطلبات تطبیقها ، وفی دراسة اخرى لشقوارة (2013) لبیان دور القیادات بالجامعة فی تعزیز المسؤولیة المجتمعیة للجامعات الاردنیة توصلت الدراسة ان القادة الاداریون فی الجامعات الاردنیة یتحملون المسؤولیة الاجتماعیة بأبعادها الثلاثة : الاجتماعی – البیئی – الاقتصادی . بینما أشارت دراسة میشیل (Michael Loh, 2006) إلى وجود ضعف فی مستویات وأشکال المسؤولیة الاجتماعیة عند الأفراد العاملین فی مختلف المجالات فی کثیر من المجتمعات، کما أظهرت الدراسة ذاتها أن للقیمة والمعارف والمؤسسات التربویة دوراً فی علاج تأکید المسؤولیة الاجتماعیة وتنمیتها .
وأکدت دراسة بطرس (2000) على تدنی مستوى المسؤولیة الاجتماعیة لدى العدید من أفراد المجتمع العربی والذی اتخذ أشکالاً عدیدة مثل : التسیب، واللامبالاة، والاستهتار، وعدم الاهتمام أو الحرص على القیام بالأعمال المختلفة فی العدید من نواحی النشاط فی المجتمع، ولقد عزت تلک المستویات المتدنیة من المسؤولیة إلى اعتبارات عدیدة، منها ما یرتبط بخصوصیة المجتمعات العربیة، وحرصها على نقل ثقافة المجتمع دون تطویر، ومنها ما یرتبط بفاعلیة المؤسسات المجتمعیة والتربویة فی تنمیة المسؤولیة لدى منسوبیها.
وعلى مستوى الجامعات السعودیة اکدت بعض الدراسات ان هناک ضعف فی مستوى المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلاب بعض الجامعات مثل ما اکدته دراسة کل من : (الخراشی ، 1425 هـ) ، (السید ، 2002م) حیث أکدت دراسة الخراشی (1425هـ) أن هناک معوقات لها أثر فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى الطلاب، کعدم التعاون والمشارکة من قبل الطالب مع غیره, وعدم اهتمام الأسرة بتنمیة الشعور بالمسؤولیة الاجتماعیة لدى الطلاب, وعدم تکلیفهم بدور مهم ینمی فیهم المسؤولیة والاعتماد على الذات، بینما أشارت دراسة آل سعود (2006) على وجود معوقات تحول دون قدرة المؤسسة التربویة عن أداء دورها فی تنمیة الإحساس بالمسؤولیة الاجتماعیة من أهمها معوقات ترتبط بالبیئة الخارجیة ،مثل المستجدات والمتغیرات الثقافیة المتسارعة التی تحیط بالمجتمع السعودی، ومنها معوقات مرتبطة بمناخ العمل بالمؤسسة التربویة، مثل کثرة الأعباء الملقاة على افرادها، وکثرة المقررات الدراسیة التی تتسبب فی إرهاق الطالبة والمعلمة، ومن ثم إضعاف الدور التربوی للمدرسة، وازدحام الیوم الدراسی بالحصص النظریة، وکذلک عدم تشجیع المدرسة للمعلمات على حضور الدورات التدریبیة التی تدعم دور المعلمة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة .
یتضح مما سبق أن هناک مشکلة فی ادوار الجامعة فی تعزیز وتنمیة وتفعیل المسؤولیة الاجتماعیة لدیها ولدى منسوبیها ولابد من وجود دراسة تبین دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها وهی حاجة ملحة الى تقدیم تصورات ونماذج ورؤى لتفعیل دور الجامعات السعودیة على تنمیة وتفعیل المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها، حتى یساعدها فی أن تکون الجامعة أکثر التزاماً وتحملاً للمسؤولیة، لذا ترتکز مشکلة الدراسة فی التساؤل التالی :
ما التصور المقترح لتفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها؟
أسئلة الدراسة:
تسعى الدراسة للإجابة عن التساؤلات التالیة :
أهداف الدراسة:
تعمل الدراسة على تحقیق الاهداف التالیة:
أهمیة الدراسة:
تبرز أهمیة هذه الدراسة فی الآتی:
1) تسهم الدراسة من خلال تقدیمها تصوّر مقترح فی تعزیز دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها .
2) تناول موضوع المسؤولیة الاجتماعیة باعتبارها جانبا مهما فی حیاة المجتمع وفکرة شاملة للجامعة فی الدور المنوط بها فی مجال تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها من خلال تصور لتنمیة المسؤولیة الاجتماعیة .
3) تسهم الدراسة فی تطویر وظیفة ودور الجامعة فی مجال خدمة المجتمع بما یواکب المستجدات والمتغیرات المعاصرة من خلال العمل تنمیة وتعزیز المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها وهذا ما ستقدمه هذه الدراسة .
حدود الدراسة:
تقتصر الدراسة الحالیة على الحدود التالیة:
1-الحدود الموضوعیة : تقتصر الدراسة موضوعیاً على تقدیم تصور مقترح لتفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها.
2 -الحدود المکانیة : تقتصر هذه الدراسة مکانیاً على الجامعات السعودیة الحکومیة.
3-الحدود الزمانیة : تقتصر هذه الدراسة زمانیا خلال الفصل الدراسی الثانی من العام الجامعی 1436-1437
منهج الدراسة:
استخدم الباحث المنهج الوصفی بمدخله الوثائقی باعتباره الاکثر ملاءمة لطبیعة هذه الدراسة حیث عمل الباحث مسحاً شاملاً للأدبیات المتعلقة بالدراسة والاعتماد على مصادر اصلیة ورئیسیة تناقش موضوع الدراسة وتحقق الاجابة على اسئلتها واستعرضت الدراسة اهم ما توصل الیه الباحثون فی دراساتهم النظریة المختلفة فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة والتی تم من خلالها الاجابة على اسئلة الدراسة المختلفة وتقدیمها للتصور المقترح للدراسة .
مصطلحات الدراسة:
1. المسؤولیة الاجتماعیة Social Responsibility :
تشتق ماهیة المسؤولیة لغویاً من الفعل: سأل، یسأل، فهو سائل، والمفعول مسؤول، ویقال سأل الشخص، فهو مسؤول مسؤولیة، وهی حال أو صفة من یسأل عن أمر تقع علیه تبعته. ( ابن منظور، ج5، : 452).
وقد ورد مصطلح المسؤولیة الاجتماعیة لأول مرة فی عام 1923م عندما أشار شیلدون (Sheldon) إلى أن مسؤولیة أیة منظمة هی بدرجة أساسیة مسؤولیة اجتماعیة، وأن بقاء المنظمة واستمرارها یوجب علیها الالتزام بمسؤولیتها الاجتماعیة، وأن تستوفیها عند أداء الوظائف المختلفة المنوطة بها (جربوع، 2006 : 239). وقد بذلت بعدها جهود عملیة کثیرة فی محاولة لوضع تعریف لمفهوم المسؤولیة الاجتماعیة، واختلفت باختلاف وجهات النظر فی تحدید شکل هذه المسؤولیة.
فقد عرفها دایفز (Davis, 1973) بأنها الجهود التطوعیة من قبل المنظمة لتحقیق التوازن ما بین الأهداف الاقتصادیة وبین الرفاهیة الاجتماعیة (Obalola, 2008 : 400 ).
کما عرفها جری ( (Grayبأنها المسؤولیات تجاه الأنشطة والتی لا تتضمن جانباً مالیاً بحتاً، والتی تکون المنظمة مطالبة بها وفق عقد محدد ( ضمنی أو صریح ). (Abu Baker, Abdulkarim, 1998 :409 )
وقد عرفت اللجنة الأوربیة (European Commission) المسؤولیة الاجتماعیة بأنها "مفهوم بموجبه تقرر المنظمات بشکل طوعی المساهمة فی مجتمع أفضل وبیئة أنظف، وهو مفهوم بموجبه تراعی المنظمات الاهتمامات الاجتماعیة والبیئیة فی أنشطتها وأعمالها وفی تفاعلها مع أصحاب المصالح فیها على أساس طوعی" (Www.Mallenbaker.Net) .
یعرفها (عبد المقصود , 2002 : 22) بأنها "مجموع استجابات الفرد على مقیاس المسؤولیة النابعة من ذاته والدالة على حرصه على جماعته وعلى تماسکها واستمرارها وتحقیق أهدافها وتدعیم تقدمها فی شتى النواحی وتفهمه للمشکلات والظروف التی تتعرض لها جماعته فی حاضرها ومستقبلها وللمغزى الاجتماعی لأفعاله وقراراته، بحیث یدفعه ذلک إلى بذل قصارى جهده فی تنفیذ کل ما یوکل إلیه من أعمال وإن کانت هینة، وفی مواجهة أیة مشکلة تعوق سیر الجماعة وتقدمها".
ویعرفها (الحارثی 2002م : 10 ) بأنها "إدراک ویقظة الفرد ووعی ضمیره وسلوکه للواجب الشخصی والاجتماعی".
ویعرفها الباحث إجرائیا بأنها " الترجمة الفعلیة للوظیفة الثالثة من وظائف الجامعة المتمثلة فی خدمة المجتمع من خلال المهام والواجبات التی تؤدیها الجامعات السعودیة لخدمة المجتمع وتنمیته ، والقدرة على أدائها فی الحیاة بوجه عام , من خلال ما یکتسبه ویتعلمه منسوبیها من أنشطة وبرامج داخل الجامعة " .
2. التصور المقترح Conceived Proposal :
تعرف (خطاطبة , 2008 : 112 ) التصور المقترح بأنه "مجموعة من الخطط والأنشطة التی یتم وضعها بطریقة تضمن تحقیق درجة من التطابق بین رسالة المؤسسة وأهدافها، وبین هذه الرسالة والبیئة التی تعمل فیها بصورة فعالة ذات کفاءة عالیة، تتضمن کذلک السیاسات والأهداف بالإضافة إلى سلسلة متصلة من الأحداث (العملیات) الرئیسة فی المؤسسة والتی تؤدی إلى اختیار أفضل البدائل ".
ولأغراض هذه الدارسة یعرفه الباحث إجرائیا بأنه "السیاسات والعملیات والأنشطة والأسالیب التی سیتم تطویرها، وتهدف إلى تفعیل دور الجامعة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها .
3. الدور: (The Role ):
فی قاموس علم الاجتماع یعرف الدور بأنه "نموذج یترکز حول بعض الحقوق والواجبات، ویرتبط بوضوح محدد للمکانة داخل جماعة أو موقف اجتماعی معین, ویتحدد دور الشخص فی أی موقف عن طریق مجموعة توقعات یعتنقها الآخرون, کما یعتنقها الشخص نفسه". (غیث , 1979: ص ص 390-391).
وتعرف (الخطیب ،2002م : 81) الدور اصطلاحاً بأنه "مجموعة من الأنشطة والواجبات والمسؤولیات التی تصدر عن أفراد أو مؤسسات بهدف تحقیق ما هو متوقع من هؤلاء الأفراد أو تلک المؤسسات فی موقف معین".
ویعرفه( العاجز وعساف ، 2007م : 10) من زاویة البناء الاجتماعی بأنه : "وضع اجتماعی ترتبط به مجموعة من الخصائص الشخصیة، ومجموعة من أوجه النشاط الذی له قیمة على مستوى الفرد والمجتمع".
ویعرفه الباحث إجرائیا بأنه : "مجموعة الأنماط والأنشطة والسلوکیات الواقعیة والمتوقعة من الجامعة لتنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها".
محاور الدراسة :
المحور الأول : الإطار الفکری و الفلسفی للمسئولیة الاجتماعیة .
المحور الثانی : النظریات المفسرة للمسئولیة الاجتماعیة .
المحور الثالث : دور المؤسسات التعلیمیة فی تنمیة المسئولیة الاجتماعیة .
المحور الرابع : التصور المقترح لتفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسئولیة الاجتماعیة لدى طلابها .
المحور الأول : الاطار الفکری والفلسفی للمسؤولیة الاجتماعیة .
1- المسؤولیة الاجتماعیة :
إن المتتبع لحرکة التعلیم الجامعی على المستوى الدولی یلاحظ اهتماماً متنامیا به نظراً للدور الذی یقوم به فی صناعة المستقبل للأفراد فعن طریقه یتم إعداد القوى البشریة المؤهلة التی تقود إلى تنمیة المجتمع وتقدمه والجامعة هی احد مظاهر التطور بالمجتمعات مما جعل وظائف الجامعة متعددة ومتداخلة فالمدارس التربویة اختلفت عبر العصور المختلفة عن دور الجامعة وهذا أدى إلى ظهور تغیرات واستراتیجیات جدیدة لأدوار الجامعة کالتنمیة المستدامة والمسؤولیة الاجتماعیة ذات البعد الاجتماعی لتحل محل السیاسات قصیرة الأجل ذات البعد الاقتصادی، و عملت مؤسسات التعلیم الجامعی نتیجة لذلک على تهیئة وتکییف نفسها مع العالم المتغیر وأدى ذلک إلى قیام الجامعات العالمیة بتحویل وجهتها نحو المسؤولیة الاجتماعیة ذات الأبعاد الإقلیمیة، الوطنیة والعالمیة، وأضحت الجامعات فی المنظور الحدیث جزءا من المجتمع وعلى طلابها وأعضائها القیام بالبحوث وخدمة المجتمع ، إن الغرض من مؤسسات التعلیم الجامعی فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة هو : القیام بالمهام والواجبات فی خدمة المجتمع وتنمیته, من خلال ما یکتسبه ویتعلمه طلابها من أنشطة وبرامج داخل الجامعة.
2- مفهوم المسؤولیة الاجتماعیة:
تشتق ماهیة المسؤولیة لغویاً من الفعل: سأل، یسأل، فهو سائل، والمفعول مسئول، ویقال سأل الشخص، فهو مسئول مسؤولیة، وهی حال أو صفة من یسأل عن أمر تقع علیه تبعته(ابن منظور، ج5،: 452).
أما عن معناه فی الاصطلاح لدى علماء التربیة والاجتماع فهو: "إلزام والتزام الفرد بحاله, وما علیه تجاه خالقه, وتجاه نفسه, وتجاه أسرته ومجتمعه وأمته, مسؤولیة یستفید منها إذا قام بها على الوجه المطلوب, ویندم ویخسر إذا أهملها وقصر فیها . (المطرفی, 1421هـ: 66) .
ویعرفها کشک ( 2005 م : 16 ) : بأنها الإحساس والشعور بالالتزام نحو مساعدة الآخرین ورعایتهم, والمسؤولیة هنا متبادلة, مسؤولیة الأفراد نحو مجتمعهم والنهوض به, وأیضاً مسؤولیة المجتمع نحو إشباع احتیاجات أفراده والتغلب على ما یواجهونه من مسئولیات، وتوفیر النمو والتکیف لهم.
ویعرفها (الحارثی 2002م : 10 ) بأنها "إدراک ویقظة الفرد ووعی ضمیره وسلوکه للواجب الشخصی والاجتماعی".
وقد أورد الباحث مجموعة من المفاهیم والتعریفات للمسؤولیة الاجتماعیة والتی تخدم الدراسة وتوجهها وأهدافها وقدم تعریف للمسؤولیة الاجتماعیة بأنها " الترجمة الفعلیة للوظیفة الثالثة من وظائف الجامعة المتمثلة فی خدمة المجتمع من خلال المهام والواجبات التی تؤدیها الجامعات السعودیة لخدمة المجتمع وتنمیته والقدرة على أدائها فی الحیاة بوجه عام , من خلال ما یکتسبه ویتعلمه منسوبیها من أنشطة وبرامج داخل الجامعة " .
3- أهداف المسؤولیة الاجتماعیة:
هناک خلاف على تحدید أهداف المسؤولیة الاجتماعیة, ومبعث هذا الخلاف هو المصدر وطبیعة هذا المصدر الذی یستقی منه الباحثون توجهاتهم العلمیة, فالفکر الغربی مصدره بشری، وعلیه انطلقت أهدافه والتی تتمحور حول "التزام المنظمة بمسئولیتها الاجتماعیة, وهی تحقیق المنافع المادیة فی الأجل الطویل, بمعنى أن المحرک والدافع من وراء التزام المنظمات بمسئولیاتها الاجتماعیة هو تحقیق الأرباح للمساهمین ومراعاة مصالحهم, فهذا هو هدف مادی أجله قصیر" (الحربی, 1425هـ : 24).
ویذکر (کوناتی , 2010م : 930 – 931) غایة المسؤولیة الاجتماعیة وأهدافها بأنها: إصلاح الشئون الاجتماعیة لأفراد المجتمع , فکل عضو من أعضاء المجتمع مسئول عن إصلاح ذلک المجتمع, انطلاقاً من "کلکم راع, ومسئول عن رعیته"، ضمان کیان المجتمع, وضمان بقائه واستمراریته ومحاربة کل ما یؤدی إلى إبادته أو هلاکه، وتأمین عیش أفراده, وبإشباع حاجاتهم الغذائیة والحمایة لهم .
الحفاظ على حضارة المجتمع وعدم ضیاعها .
الترابط بین الأفکار والسلوک والإنفاق والتعاون بین أفراد المجتمع .
کما یذهب (أمین, 2010م: 309 - 310) إلى أن غایة المسؤولیة الاجتماعیة فی هی:
أ- تعزیز انتماء الشباب ومشارکتهم فی مجتمعهم .
ب- تنمیة قدرات الشباب ومهاراتهم الشخصیة والعلمیة والعملیة .
ت- تتیح التعرف على الثغرات التی تشوب نظام الخدمات فی المجتمع .
ث- تتیح التعبیر عن آرائهم وأفکارهم فی القضایا العامة التی تهم المجتمع.
ج- توفر فرصة تأدیة الخدمات بأنفسهم وحل المشکلات بجهدهم الشخصی .
ح- توفر فرصة المشارکة فی تحدید الأولویات التی یحتاج إلیها المجتمع, والمشارکة فی اتخاذ القرارات .
وإذا کانت أهداف المسؤولیة الاجتماعیة هی فی مجملها الارتقاء بالفرد ثم بالمجتمع وتحقیق الخلافة الراشدة لله فی الأرض من قبل خلیفته – الإنسان – فإن لهذه المسؤولیة خصائصَ توضح الأهداف السابقة, حیث توضح لنا (السید, 2003م: 99 -101) هذه الخصائص فی:
1) أن المسؤولیة الاجتماعیة فی الإسلام لا تتحقق إلا بعد العلم بها, أی لا تتحقق إلا بعد تبلیغ الناس وتعلیمهم وإخبارهم بواسطة الرسل المبشرین المنذرین .
2) المسؤولیة الاجتماعیة ذات شقین، أحدهما: فردی والآخر جماعی .
3) المسؤولیة الاجتماعیة شاملة للأعمال والأقوال .
4) أنها فی حدود استطاعة الإنسان, فلقد شرعها - سبحانه وتعالى - وفق ما یعلم مع استعداد الإنسان وهو محاسب على ما یعمله فی حدود طاقته .
4- مستویات المسؤولیة الاجتماعیة:
تنطلق مستویات المسؤولیة الاجتماعیة من الحدیث: "کلکم راع"، حیث یقسمها (أمین, 2010م: 311) إلى المستویات الآتیة:
مسؤولیة الفرد تجاه نفسه (الذات): ویأتی هذا النوع من المسؤولیة فی مقدمة الأنواع، وینصبُّ هذا النمط من المسؤولیة فی الأساس على تنمیة المهارات المعرفیة التی تأخذ بُعد المسؤولیة المجتمعیة فی:
مسؤولیة الفرد تجاه الأسرة: وتتلخص هذه المسؤولیة أو هذا المستوى فیما یأتی:
المسؤولیة تجاه الزملاء: وتتبلور فی الآتی:
الحرص على التواصل مع الزملاء والأصدقاء .
مساعدة الزملاء إذا طلبوا منه ذلک .
محاولة الدخول مع الزملاء فی بعض الأعمال الجماعیة .
تقبل الاختلاف فی الرأی مع الزملاء .
المسؤولیة تجاه الحی: ویمکن حصر مسؤولیة الفرد تجاه الحی فی الآتی:
الاعتقاد فی أن الاهتمام بالحی واجب اجتماعی.
مساعدة الجیران فی أی عمل یتطلب المساعدة .
المساهمة فی حل مشکلات الحی الاجتماعیة .
مشارکة الجیران فی أفراحهم وأحزانهم .
المسؤولیة تجاه الوطن: ویمکن حصر مسؤولیة الفرد تجاه الوطن فی الآتی:
المحافظة على الأماکن العامة والممتلکات فی الوطن .
الاهتمام بمشروعات التنمیة فی الوطن .
نشر الوعی والتربیة الوطنیة فی المجتمع الذی یعیش فیه .
حضور الندوات والفعالیات ذات الفائدة للوطن والمجتمع .
المساهمة فی حل المشکلات التی تنشأ فی مؤسسة العمل أو الدراسة.
التعرف على طریقة سیر العمل السیاسی فی الوطن .
الإسهام بالرأی فی القضایا العامة التی تهم الوطن .
المسؤولیة تجاه العالم: حیث إن مسؤولیة المسلم تجاه العالم تنطلق من الآتی:
الاهتمام بالقضایا التی تتصل بالضمیر العالمی کالمجاعات والکوارث .
الاعتقاد فی أهمیة المحافظة على البیئة التی نعیش فیها باعتبارها جزءاً مهما من العالم.
متابعة الأخبار والأحداث التی تجرى فی العالم.
ومن الملاحظ أن (أمین) ینطلق من الفرد، ویجعله الأساس فی المسؤولیة الاجتماعیة لیصل به إلى مستوى العالمیة, عن طریق التسلسل فی دوره فی المسؤولیة الاجتماعیة: (الذات – الأسرة – الحی – الوطن – العالم), لکن لیس هذا هو التقسیم النهائی لمستویات المسؤولیة الاجتماعیة فهناک وجهات نظر أخرى لتقسیم مستویات المسؤولیة الاجتماعیة، ومنها وجهة نظر (التیه, 1992م: 3) حیث یقسم المستویات إلى قسمین، هما:
1- المستوى الفردی 2- المستوى الجماعی .
ولکل مستوى من هذه المستویات تشابک وتکامل مع الآخر، حیث یقول: "إن الفرد مسئول عن نفسه وعن عمله وعن نشاطه, أما المستوى الجماعی للمسؤولیة الاجتماعیة فتکون الجماعة مسئولة عن أعضائها فی جملتها, وعن کل عضو فیها، کما أنها مسئولة عن سلوکها وأعمالها وقراراتها, ویضیف مستوى ثالثاً، وهو المستوى الاجتماعی للمسؤولیة الاجتماعیة, والذی یقصد به مسؤولیة الفرد الذاتیة عن الجماعة, حیث ترکز المسؤولیة الاجتماعیة على ارتباط الحقوق بالواجبات, فإشباع الاحتیاجات وحل المشکلات لا بد أن یرتبط بمدى مساهمة أفراد المجتمع واشتراکهم لإشباع حاجاتهم, وحل مشکلاتهم معتمدین على أنفسهم فی ذلک".
کما تتبنى (الحربی, 1425هـ: 22) تقسیما آخر لمستویات المسؤولیة الاجتماعیة , وهی کالآتی:
1) مسؤولیة شخصیة: أی اعتبار الشخص مسؤولاً عن ذاته .
2) مسؤولیة أسریة: وهی مسؤولیة رب الأسرة عن الأسرة فی حدود التکلیف بحسب قدراته.
3) مسؤولیة جماعیة: وهی عبارة عن عدم ترک الجماعة باعتبارها وحدة متکاملة ذات شخصیة معنویة .
4) مسؤولیة وطنیة (الدولة): مسؤولیة الدولة عن تنفیذ الشرائع وإقامة الأحکام.
5) مسؤولیة القیادات التوجیهیة عن بیان معالم الطریق والتنبیه إلى خطورة الانحراف .
ومن خلال وجهات النظر السابقة فی مستویات المسؤولیة الاجتماعیة یمکن للباحث أن یقسم المستویات السابقة إلى قسمین وهما:
1- مسؤولیات تخص الفرد، وهی: مسئولیته عن ذاته, وأسرته والحی الذی یعیش فیه, ووطنه, وأمته وعالمه
2- مسؤولیات تخص الجماعة: وهی مسؤولیة الجماعة عن الفرد من: تعلیمه وتهذیبه, ووقایته من الانحراف, وإقامة شرائع الله وتبصرة المواطنین بها.
بالإضافة إلى مسئولیاتها تجاه الأمة الإسلامیة (إقلیمیاً – ودولیاً), والمشارکة مع العالم فی صنع الحضارة الإسلامیة, وإظهار کنه الإسلام وروحه فکراً وسلوکاً وعملاً .
5- عناصر المسؤولیة الاجتماعیة :
إضافة للمستویات التی تتدرج فیها المسؤولیة الاجتماعیة والتی أوضحناها من قبل ، فهی أیضاً تتکون من عناصر وأسس یعتمد کل منها على الآخر وهی: الاهتمام, والفهم والمشارکة، وهذه العناصر تنطلق من أن حیاة الإنسان فی دنیاه قائمة على الأمانة والمسؤولیة, فهو مسؤول عن أقواله وأفعاله, ومسؤول عن سعیه ونشاطه فی الحیاة , یؤثر فی حیاة الجماعة إیجابا وسلباً باعتباره عضو فاعل ومسؤول، وهو فی نفس الوقت یتأثر بها , ولذا کان لزاماً علیه أن یعمل لخیرها وتحقیق مصالحها , برعایته واهتمامه بها و مشارکة لها بإخلاص وثقة وإتقان , ونستعرض هذه العناصر فیما یلی :
أ- العنصر الأول: الاهتمام : وهو الارتباط العاطفی بالجماعة التی ینتمی إلیها الفرد , والتی یحرص على سلامتها وتماسکها واستمرار تقدمها لبلوغ أهدافها. وللاهتمام أربع مستویات ، وهی( برقاوی , 1429ه : 11 ) و ( قاسم , 2008 م : 19 ) :
المستوى الأول : وهو مستوى الانفعال مع الجماعة , حیث یتأثر الفرد بما یجری فی الجماعة دون اختیار منه، فهو یسایر الجماعة بصورة آلیة , ویتفاعل معها , وهذا المستوى یعتبر أدنى مستویات الاهتمام .
المستوى الثانی : وهو مستوى الانفعال بالجماعة , ویعنی تعاطف الفرد وتضامنه مع الجماعة بصورة إرادیة بناء على رغبته وقناعته , والسعی لتحقیق أهدافها.
المستوى الثالث : وهو مستوى التوحد مع الجماعة وهو شعور الفرد بأنه جزء لا یتجزأ من الجماعة التی ینتمی إلیها
المستوى الرابع : وهو مستوى تعقل الجماعة , وهی مرحلة الرشد حیث یبدأ العقل والفکر فی الظهور بوضوح فی فکر الفرد , ویتصف بالاهتمام بمشکلات الجماعة ومصیرها, ویعتبر هذا المستوى أعلى مستویات الاهتمام ولتعقل الجماعة - الذی یعبر عنه هذا المستوى - شقان هما :
استبطان الجماعة : أی تصبح الجماعة داخل فکر الفرد بحیث تنطبع فی فکره وتصوره العقلی .
الاهتمام المتفکر بالجماعة : وهو الاهتمام المتزن الرشید والمتمیز برجاحة العقل بالجماعة ومشکلاتها ومصیرها وهذا الاهتمام المتفکر یقوم على منهج موضوعی أمام الذات تجاه مصالح الجماعة .
ب - العنصر الثانی: الفهم: وهو إدراک لفرد للظروف التی تمر بها الجماعة التی ینتمی إلیها , ماضیها وحاضرها وقیمها وعادتها والعمل على تغلیب المصلحة العامة على المصلحة الذاتیة , ویتضمن هذا العنصر مکونین رئیسین هما (القحطانی , 1419ه : 22) و ( الزامل , 1420ه : 20 ) :
1) فهم الفرد للجماعة : وهو أن یتوفر لدى الفرد الإلمام المناسب بعلم وتاریخ الجماعة وحاضرها وتقالیدها وتنظیماتها والقوى المؤثرة فیها .
2) فهم الفرد للمغزى الاجتماعی لأفعاله وسلوکه , بحیث یدرک الفرد آثار ونواتج قراراته والآثار المترتبة علیها .
ج - العنصر الثالث: المشارکة : وتعنی مشارکة الفرد مع الجماعة فی عمل یملیه الاهتمام، ویتطلبه الفهم من أعمال تساعد الجماعة فی حل مشکلاتها والوصول إلى أهدافها المنشودة , ویتمثل هذا العنصر فی ثلاثة جوانب هی ( قاسم , 2008م : 20 ) :
الجانب الأول : تقبل الفرد للدور أو لعدة أدوار اجتماعیة تناسبه، ویقوم بها ومستعد لما یرتبط بها من سلوک وآثار وتوقعات .
الجانب الثانی : المشارکة المنفذة وهی تعنی العمل الفعلی الإیجابی المشترک وفق حدود قدرات الفرد وإمکاناته .
الجانب الثالث : المشارکة المقومة ( الناقدة ) وهی تعتبر المصححة والموجهة , والفرد یتطلب منه القیام بهذین النوعین بشکل مستقل أحیانا , أو بدور المقوم والموجه الناقد , أو أن یمزج بین النوعین معاً ,فسلامة الجماعة تحتاج إلى المشارک المقوم کحاجتها للمشارک المنفذ.
ویتضح من خلال العرض السابق لعناصر المسؤولیة الاجتماعیة , أنها متماسکة ومترابطة ومکملة لبعضها, وکل منها یدعم ویساند الآخر , وبالتالی لا یمکن أن تتحقق غایة المسؤولیة الاجتماعیة عند الفرد إلا بتوافرها .
6- أسس المسؤولیة الاجتماعیة :
تقوم المسؤولیة الاجتماعیة على الأسس التالیة ( قاسم , 2008 م : 21 ) و ( المطرفی , 1421 ه : 80 ) :
1) الرعایة : وهی ترتبط بعنصر الاهتمام بالجماعة , بحیث یکون لکل عضو فی الجماعة نصیبه من مسؤولیة الرعایة وما یسند إلیه من أعمال مهما کان وضعه الاجتماعی .
2) الهدایة:وهی ترتبط بعنصر الفهم للجماعة وتتضمن الدعوة للنصح والقیم والمثل العلیا .
3) الإتقان : وهی ترتبط بعنصر المشارکة تقبلاً ونقداً وتوجیهاً , حیث یتطلب من الفرد إتقان العمل والنظام والانتظام وبذل الجهد حسب قدراته وإمکاناته والتی تنتج عن طریق الرغبة والدافعیة لدیه .
7- معوقات المسؤولیة الاجتماعیة :
تتعدد معوقات المسؤولیة الاجتماعیة بین المعوقات التعلیمیة والثقافیة والاقتصادیة والسیاسیة وغیرها وسوف نتناولها کما یلی :
أ) معوقات تعلیمیة: ونعنی بها الأسالیب والوسائل والإجراءات والممارسات ذات الصبغة التعلیمیة أو التربویة والتی تحول دون التفعیل الأمثل للمسؤولیة الاجتماعیة , ومن أهم هذه العوائق الترکیز على الأسالیب التعلیمیة التقلیدیة مما اضعف الهدف التربوی الاجتماعی وعدم وضوح أهداف السیاسات التعلیمیة وندرة القدوات الحیة من آباء وأمهات ومعلمین ومعلمات فی المشارکة ببرامج المسؤولیة الاجتماعیة وترکیز المناهج التعلیمیة على التعلیم والإقلال من التربیة وعدم إشراک الشباب فی صنع القرار على کثیر من المستویات التعلیمیة وانتشار الأمیة والجهل وإهمال بعض الأسر للجانب التربوی وإضعاف بعض الأسر من قدر وأهمیة المشارکة الاجتماعیة . ( المغامسی , 2010 م :334 – 335 ) .
ب) معوقات ثقافیة : ونقصد بها ما له صلة بتعویق تثقیف المجتمع , وتوعیته ببرامج وأنشطة المسؤولیة الاجتماعیة , وترسیخ الاهتمام بها , ویحددها (أمین, 2010م: 314) فی المعوقات الآتیة: ضعف الوعی بمفهوم وفوائد المشارکة فی برامج المسؤولیة الاجتماعیة والعمل التطوعی وقلة التعریف بالبرامج والنشاطات التطوعیة التی تنفذها المؤسسات الحکومیة والأهلیة التی تدور فی إطار المسؤولیة الاجتماعیة وبعض الأنماط الثقافیة السائدة فی المجتمع کالتقلیل من شأن الشباب والحد من دور المرأة فی المشارکة فی الأعمال التطوعیة وبرامج المسؤولیة الاجتماعیة فی بعض المجتمعات وقلة تشجیع العمل الاجتماعی والتطوعی .
ج ) معوقات اقتصادیة: ویقصد بها المعوقات ذات الجانب الاقتصادی التی تحول دون تمکین الدول والأفراد من أداء الأدوار المأمول منها نحو المسؤولیة الاجتماعیة , وهی کما یلی: الظروف الاقتصادیة السیئة التی تمر بها الدول الفقیرة وانتشار الفساد والترهل الإداری فی بعض مؤسسات العمل الأهلی الراعیة لبرامج المسؤولیة الاجتماعیة وضعف القوة الشرائیة للأفراد بسبب الفقر وسطوة رأس المال وانتشار الأفکار الاقتصادیة الرأسمالیة, الهادفة إلى الربح السریع وترکیز الثروة فی ید قلة (أمین, 2010م: 316).
د) معوقات سیاسیة: ونعنی بها العقبات المرتبطة بالقرار والإرادة السیاسیة وتوجهات الدول نحو أنشطة وبرامج المسؤولیة الاجتماعیة, وهی کما یلی:
1- عدم السماح للشباب فی المشارکة فی اتخاذ القرارات بداخل المنظمات العاملة فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة.
2- تشکیک بعض الأطراف السیاسیة فی نوایا بعض منظمات العمل الاجتماعی.
3- قلة البرامج التدریبیة الخاصة بتکوین جیل جدید من المتطوعین الشباب أو صقل مواهبهم فی مجال العمل الأهلی (أمین , 2010م: 317).
ولیست تلک المعوقات السابقة وحدها هی جملة المعوقات التی تقف أمام تطبیق وترسیخ المسؤولیة الاجتماعیة، بل إن هناک معوقاتٍ أخرى یجملها (لیلة, 2009م: 96-106) فی غیاب ثقافة المسؤولیة الاجتماعیة وعدم وفاء الفاعلین بمسؤولیاتهم الاجتماعیة تجاه المجتمع والتراجع بالمسؤولیة الاجتماعیة إلى حدود الخلافات .
ویضع (الشهری, 2010م: 55) مجموعة من الدوافع التی عن طریقها یمکن التغلب على المعوقات السابقة، وهذه الدوافع هی:
1) أن الجمیع یتحمل المسؤولیة تجاه النفس والأسرة والمجتمع.
2) المشارکة فی العمل الخیری هو أساس الاستقلال الاقتصادی.
3) یجب أن تسعى الحکومات إلى تشجیع أفراد المجتمع لکی یساعدوا أنفسهم.
4) ربط المسؤولیة الاجتماعیة بالمعتقدات والقیم الإسلامیة.
5) رد الجمیل للمجتمع بالإنفاق على الأعمال الخیریة.
6) أن المسؤولیة الاجتماعیة وسیلة للالتزام الإیجابی للشرکات والمؤسسات الخیریة والوقفیة تجاه المجتمع من خلال تنمیة الموارد البشریة.
3- المحور الثانی : النظریات المفسرة لتبنی المسؤولیة الاجتماعیة .
الاصول التاریخیة ، والثقافیة ،والاجتماعیة ، والنفسیة للمسئولیة الاجتماعیة :
العالم یمر بمجموعة من المتغیرات والتحدیات الثقافیة والحضاریة والاقتصادیة والسیاسیة والثورة المعلوماتیة وتکنولوجیا الاتصالات وهذه المتغیرات القت بظلالها على البنیة الاجتماعیة للمجتمعات ، وتعد التربیة هی أداة المجتمعات لمواجهة تلک المتغیرات وهی الاداة للمحافظة على البنیة الاجتماعیة وتعزیزها فی المجتمعات والاداة لبناء المسؤولیة الاجتماعیة وترسیخها وتنمیتها لدى افراد المجتمع . والمسؤولیة الاجتماعیة الیوم أصبحت تمثل مطلبا حیویا ومهما من أجل إعداد الناشئین، وتحمل أدوارهم والقیام بها والعودة للأصول أصبحت أمرا مهما وخیارا لا مفر ولا محیص عنه، ویهدف هذا المبحث الاجابة على التساؤل الثانی من اسئلة الدراسة حول التأصیل النظری للمسؤولیة الاجتماعیة وهو محاولة من الباحث لبلورة المسؤولیة الاجتماعیة لکی تکون هادیا ونبراسا للجامعة لتنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها وسوف نتناول لمحة عن تلک الاصول النظریة من خلال الآتی :
أولا: الأصول التاریخیة : تعد المسؤولیة الاجتماعیة بما تحمله من قیم موضع اهتمام عبر التاریخ فی العصر الحدیث والعصور القدیمة، لأن المسؤولیة الاجتماعیة ولدت مع المجتمع والجماعة منذ نشأتها عبر آلاف السنین، وعرفتها الحضارات القدیمة، وارتباطها بالتربیة باعتبارها أداةً فعالةً لإکساب أفرد المجتمع أو الجماعة سلوک المجتمع ومسئولیاته، وأهداف المجتمع وغایاته ففی التربیة البدائیة ثقافتهم لا تتعدى إشباع الحاجات الأولیة فالتعلیم القائم على المسؤولیة الاجتماعیة یمر بثلاث مراحل: هی الاستماع، والملاحظة، والتطبیق، وهی مراحل متتابعة لا یمکن تجاوزها وعلیه فإن المسؤولیة الاجتماعیة البدائیة تکونت من خلال المحاکاة والتقلید ثم ینتقل الإنسان بعد ذلک إلى مرحلة الحضارة وتکوین التجمعات البشریة، ومن ثم تطورت المسؤولیة الاجتماعیة بحسب القوانین والمبادئ والأفکار التی قامت علیها الحضارات فالصینیون من الأمم الموغلة فی القدم، ویبدأ التاریخ المکتوب ( المدون ) بأسرة شانج فی القرن الرابع قبل المیلاد، ومما کان له أعمق الدلالة تلک الروح العائلیة التی سادت نمط العلاقات فی الصین، إذ تعتمد الدولة فیها على هذه الصورة من صور الرابطة الأخلاقیة وحدها، والولاء الموضوعی للأسرة هو الذی میز الدولة الصینیة ( علی , 2006 م: 237)، وعلیه فإن المجتمع الصینی مجتمع مغلق لا یسمح و ظهر عندهم کنفوشیوس الذی ألف خمسة کتب وقد کانت کتبه هی المرجع لکل أمور المجتمع الصینی، ومسؤولیة الفرد الصینی الاجتماعیة هی حسن السلوک والأمانة. اما الهنود فإن المسؤولیة الاجتماعیة کانت تقوم على تعالیم بوذا لکبح الشهوات فی الواقع الاجتماعی، حیث وضع بوذا عشر وصایا لا تکتمل الإنسانیة حسب زعمه إلا بإتباعها، وللمجتمع کله مسئولیاته الاجتماعیة، وهی الحفاظ على تعالیم بوذا الروحیة، وقبل ذلک الحفاظ على حاجات ومسئولیات المجتمع البیولوجیة الوجودیة ،ویرى (عبد الدائم, 1973م: 26) أن المسؤولیة الاجتماعیة فی المجتمع الهندی القدیم کانت تحت وطأة الدین (تعالیم بوذا), وفی الحضارة الیونانیة (الإغریقیة ) تعود جذور المسؤولیة الاجتماعیة إلى فکرة المواطنة فی الفکر الغربی والتی عرفت بالدیمقراطیة المباشرة أو الکلاسیکیة فالمسئولیة الاجتماعیة عندهم کانت مسؤولیة الصفوة (الأحرار)، وظل المجتمع قائماً على العنصریة.(الجمل, 2007م: 108).
وفی أثینا ظهرت المدارس الفلسفیة والفلاسفة الکبار، ومن هذه المدارس السفسطائیة, حیث إن المسؤولیة الاجتماعیة عندهم-کما یرى (سلطان، 1983م:123) کانت تقوم على قوة المنطق والبلاغة ومحاولة إقناع الآخرین عن طریق العاطفة، حیث کان السوفسطائی یستطیع أن یسخر الحق لنفسه وإن کان على الباطل"، ثم ظهر بعد ذلک فلاسفة أثینا الثلاثة: سقراط وأفلاطون وأرسطو، فسقراط –حول المسؤولیة الاجتماعیة من البحث التجریدی إلى بحث على أساسه الواقعی للحیاة والناس، وأما أفلاطون فأراد تحقیق العدالة فی کتابة (جمهوریة أفلاطون)، حیث قسم الوظائف الاجتماعیة فی مدینته على أساس قدرات الأفراد، وأما أرسطو-وهو من طلاب أفلاطون-فکان أکثر واقعیة-بالنسبة للمسؤولیة الاجتماعیة-من أستاذه؛ لأنه اعتمد على البحث التجریدی ونقده للدساتیر والسیاسة. (دیورانت، 1976م:65).
ویمکن بلورة المسؤولیة الاجتماعیة فی المجتمع الأثینی التی سبق للدولة إکسابها لمواطنیها بحسب طبقاتهم الاجتماعیة فی "تعلم القراءة والکتابة والحساب، وحفظ الشعر، والتربیة الموسیقیة، والتربیة الریاضیة، والخطابة، والمواد المهنیة، والتربیة الدینیة، والمواد العقلیة والقانون " (العمایرة، 2002م: 84- 85). وفی إسبرطة شهدت حضارة عظیمة لا تقل عن حضارة أثینا، "کتب لیکر جوس - أحد کبار فلاسفتها - قوانین إسبرطة وبهذا فإن المسؤولیة الاجتماعیة فی إسبرطة تتضح من أن "سیاسیة إسبرطة اعتمدت على التفوق العسکری؛ لتظل للطبقة الأرستقراطیة السیادة على بقیة السکان، وعلى المناطق أو الأقالیم المجاورة . (بول فور، 1989: 67).
ومما سبق، ومن خلال التتبع للمسؤولیة الاجتماعیة وأصولها التاریخیة فی بلاد الیونان، یتضح لنا أن الهدف العام للمسؤولیة الاجتماعیة فی الیونان (أثینا وإسبرطة) کما یراها (العمایرة،2002 م: 110-111) أنها کانت تهدف إلى "تکوین المواطن الصالح.
وفی حضارة الرومان ترجمت التربیة المسؤولیة الاجتماعیة من خلال ما تقوم به باعتبارها أداة عملیة لترجمة فلسفة وأفکار المجتمع الاجتماعیة، فقامت التربیة کما یراها (الحاج، 2013م: 82 ) بترجمة المسؤولیة الاجتماعیة على أنها تربیة نفعیة.
وکانت مسؤولیة الفرد الاجتماعیة عند الفراعنة القدماء فی مصر عبارة عن ((تعزیز الشعور بالانتماء، وهو أهم ما یرکز علیه الحکام والکهنة والأدباء والمربون فی مصر القدیمة)) (بهاء الدین، 2000م: 88).ومن ثم تطور تقریر الولاء والانتماء باعتباره أحد أهم جوانب المسؤولیة الاجتماعیة، حیث یقول (الجمل، 2007م:108): ((وتطور هذا المفهوم فی مصر القدیمة من مجرد واجبات یجب أن یقوم بها المواطن إلى أن أصبحت حقوقًا وواجباتٍ)).
وفی العصر الجاهلی فقد انطلقت المسؤولیة الاجتماعیة من "إعداد الفرد للقیام بمتطلبات الحیاة المعیشیة، إضافة إلى إکسابه عادات قبیلته ومُثُلَها وقِیَمَها، مثل إکساب الفرد صناعة من الصناعات: الطب والریاضة وعلم الفلک، وکذلک تعلمه الصناعات التی من أشهرها الرمی وإعداد الآلات وتعلم الحکم والنصح والإرشاد من رؤساء قبائلهم".
أما المسؤولیة الاجتماعیة فی عصر النهضة الأوربیة فقد أثرت فیها "عوامل سیاسیة واقتصادیة وجغرافیة وثقافیة ساعدت على بلورة عصر النهضة فی أوروبا، وقد صیغت المسؤولیة الاجتماعیة فی تلک الفترة فی اتجاهین، وهما کما یراهما (المعمری, 1428هـ: 33) : "اتجاه یرى أن المواطنین یجب أن یقوموا بحمایة أنفسهم ضد انتهاکات الدولة لحقوقهم، کما أن الدولة یجب أن تستند فی عملها إلى الاحتیاجات العامة للمواطنین، والاتجاه الثانی یرکز على ضرورة المشارکة فی الحیاة السیاسیة لیس فقط لحمایة حقوق المواطنین، ولکن أیضا لإیجاد مواطنین ملتزمین عارفین بشئون الحکم .
أما المسؤولیة الاجتماعیة فی القرن السابع عشر "فقد اتسمت بتغیرات جوهریة واسعة نتیجة للتغیرات السیاسیة والعلمیة والاقتصادیة والاجتماعیة فی الدول الأوربیة، حیث برز الاهتمام بالعلم و ظهور الدول القومیة وأصبحت المسؤولیة الاجتماعیة قائمة على فکرة القومیة ( الحاج، 2013م: 87).
أما فی القرن الثامن عشر فکانت المسؤولیة الاجتماعیة نتاجاً لحرکة التنویر، وهی "تکوین الموطن المستنیر، وبروز النزعة النقدیة الإصلاحیة، ومن ثم ظهرت النظریات التربویة لتعزیز المسؤولیة الاجتماعیة فی تکوین المواطن المستنیر، المؤمن بالفکر القومی الإصلاحی.
أما فی القرن التاسع عشر فقد ظهر الاتجاه العقلانی وتبلورت المسؤولیة الاجتماعیة فی نظم قومیة للتعلیم، تشرف علیها الحکومات، ومناهج تسعى لتحقیق هذه المسؤولیة قائمة على مواصفات المواطن المحب لوطنه المعتز بقومیته ولغاته.
أما المسؤولیة الاجتماعیة فی القرن العشرین فکانت مبنیة عل مبادئ الدیمقراطیة، والإیمان بقیمة الفرد واحترام شخصیته وحریته، والإیمان بمبادئ العدل والمساواة بین جمیع المواطنین بصورة انعکست على تطبیق مبدأ تکافؤ الفرص ولم تکن المسؤولیة الاجتماعیة لتصل لهذا المستوى سوى بتغیرات عمیقة ومتسارعة فی البنى الاجتماعیة والاقتصادیة، والتطور العلمی والتکنولوجی، یشمل جمیع جوانب الحیاة بما فیها التربیة .
وفی القرن الحادی والعشرین وجدت الکثیر من التحدیات التی تفرض نفسها على المجتمعات، وبخاصة المجتمع الإسلامی، ومن شانها التأثیر فی الأنظمة التربویة فی العالم الإسلامی، مما یؤثر على المسؤولیة الاجتماعیة لمؤسسات التربیة وفرضت علیها أدواراً جدیدةً لا بد أن تقوم بها تجاه مسئولیاتها الاجتماعیة فی المجتمع التی نمت فیه .
ثانیا: الأصول الثقافیة : تحدید الأصول الثقافیة للمسؤولیة الاجتماعیة عملیة یکتنفها الکثیر من الصعاب، وذلک لأن الأصول الثقافیة للمسؤولیة الاجتماعیة تختلف من مجتمع إلى آخر، بل تختلف فی المجتمع نفسه وفق مراحله التاریخیة ( ماضیه وحاضره )، ومن ثم یمکن بلورة الأصول الثقافیة للمسؤولیة الاجتماعیة فی: العمومیات والخصوصیات والبدائل (المتغیرات ) وتتضح المسؤولیة الاجتماعیة الثقافیة للفرد فی "عملیة التطبیع الاجتماعی القائم على أهمیة التعرف والتمسک بالمثل العلیا الرفیعة فی الأخلاق والقیم والعقائد التی تنبع من حضاراتهم، وتنبثق من تراثهم على مر التاریخ، ومن ثم فإنه على المجتمع غرس القیم والمثل العلیا فی الأفراد بما یتفق والعقائد والتقالید والقیم الأخلاقیة للمجتمعات التی یعیش فیها الفرد " ( الخطابی، 2003م: 37).
ثالثا: الأصول الاجتماعیة : وهو اصل مهم لأنه یتعلق بالمجتمع نفسه من تنشئة اجتماعیة وحراک وضبط اجتماعی، ولأنه یهتم بأصول السلوک الاجتماعی باعتباره مسؤولیة للفرد والمجتمع . وعلیه فإن حاجات المجتمع الأساسیة النابعة من المسؤولیة الاجتماعیة للفرد القائمة على التکیف الاجتماعی بین أفراد المجتمع من خلال اتجاهه نحو ذاته ونحو مجتمعه وحاجاته الى التربیة الخلقیة والمهنیة والعائلیة والوطنیة والاستجمامیة والصحیة
رابعا: الأصول النفسیة : تتعدد الأصول النفسیة للمسؤولیة الاجتماعیة بحسب تناول علماء النفس والاجتماع والتربیة، ومن هذه الأصول ما یلی:
(الطبیعة الإنسانیة، الفروق الفردیة، العملیات العقلیة، نظریات التعلم) فالطبیعة الإنسانیة فیمکن تقسیمها إلى: طبیعة المتعلم والدوافع، ثم الغرائز، وأما الفروق الفردیة فالمقصود هو اختلاف أفراد أیة مجموعة من أیة سمة أو صفة من الصفات وتقسم إلى: الاستعداد، والقدرات، والذکاء . أما العملیات العقلیة فهناک مجموعة من العملیات العقلیة العلیا مثل ( الانتباه والإدراک والتذکر والنسیان والتفکیر والاستدلال )، وهذه العملیات العقلیة یناط بها مسئولیات اجتماعیة ذات أصول نفسیة ،ولا یمکن لأی من الباحثین أن یتناول المسؤولیة الاجتماعیة بعیدا عن الأصول النفسیة، والتی بدورها تفسر سلوک الإنسان نحو نفسه ونحو الأفراد والجماعة ونحو الدولة عامةً، والذی یتأثر بما سبق تناوله فی الأصول النفسیة .
خامسا: الأصول الفلسفیة : مما لا شک فیه أن الفلسفة هی المحدد للبناء الاجتماعی والتغیر الاجتماعی، وعلیه تحدد الفلسفة المسئولیات الاجتماعیة لأفراد المجتمع وما یجب أن یقوم به کل فرد، لذلک فإن الفلسفة التی یتبناها المجتمع وینطلق منها هی أصل لکل النظم فی المجتمع بما فیها النظم الاجتماعیة ومن ثم الأدوار والمسئولیات الاجتماعیة، وعلیه فإن علاقة الفلسفة بالمسئولیة الاجتماعیة هی أن المسؤولیة الاجتماعیة عبارة عن انعکاس واقعی لهذه الفلسفة وطریقة تنفیذ تلک الفلسفة فی شئون الإنسان، فالمسئولیة الاجتماعیة تطبیق لهذا الفکر. فالمثالیة ترتبط جذورها بالفیلسوف الیونانی أفلاطون ( ت 348 ق . م ) ،وعلیه فإن غایة المسؤولیة الاجتماعیة من خلال الفلسفة المثالیة کما یذکرها ( الکیلانی 1997م: 57) "هی مساعدة المتعلم فی التعبیر عن طبیعته الخاصة وفی إعداده للحیاة، بتزویده بالمعرفة من خلال تنمیة عقله وتدریبه على إدراک الحقائق العلیا، وهی حقائق عقلیة نظریة فی المقام الأول، وأهملت کل الجوانب الأخرى للنمو الإنسانی"، کما أن غایة المسؤولیة الاجتماعیة وفق هذه الفلسفة یذکرها ( بدران، محفوظ 2000م: 103 ) بأنها "إعداد الأفراد غیر المتعلمین للتوافق مع القوى العظمى عند بلوغهم، لیکونوا مؤهلین للإسهام فی تحقیق مراد هذه القوى، والتوافق مع القوانین والتعالیم الصادرة عن هذه القوى، والعیش فی خدمتها فی بیئة مثالیة .أما عن التطبیق العملی للمسؤولیة الاجتماعیة وفق الفلسفة المثالیة فیحدده ( فهمی 1985 م: 37) فی: التسلسل المنطقی، وذلک من کون عقل الإنسان مُنَظَّماً بطریقة منطقیة، فلا یدرس التاریخ إلا بعد تدریس القراءة، کما أن التاریخ یدرس على أساس تتابعه الزمنی، وکل مرحلة تعد تأهیلا للمرحلة التی تلیها، وبما یسمح بنمو أفکار الطفل الفطریة الکامنة فیه، وإخراج الأفکار من حالة النسیان التی أصابت عقل الطفل عند المیلاد، وإخراجها إلى النور أو إلى الوعی، وبذلک فإن الجهل نسیان الأفکار، والعلم استرجاعٌ أو تذکرٌ لها من حالة النسیان".
والواقعیةترجع نشأتها إلى الفیلسوف الیونانی أرسطو (384-322ق.م) وتتضح المسؤولیة الاجتماعیة فی الفلسفة الواقعیة من خلال نظرة هذه الفلسفة للإنسان "ککائن بیولوجی، له جهاز عصبی متطور جدا، ولدیه استعداد اجتماعی طبیعی، فنشاطاته العقلیة أو الروحیة هی فی الواقع عملیات جسمیة معقدة إلى حد بعید، لم یستطع العلم الطبیعی حتى الآن تفسیرها بدرجة مرضیة، وینکر معظم الواقعیین وجود حریة للإرادة، وهم یرون على أن على الفرد بحکم مسئولیته الاجتماعیة یتأثر بالبیئة الطبیعیة والاجتماعیة على الأصل الموروث، أی أن حریة الاختیار هی حریة ظاهریة فحسب (التل وشعراوی، 1427 هـ: 26) .
والبراجماتیة تنسب إلى الفیلسوف الأمریکی جون دیوی، وتنظر هذه المدرسة إلى الطبیعة الإنسانیة على أنها طبیعة مرنة وطیعة، وتنظر للفرد على أنه کلا متکاملا ، فعقله وجسمه ومشاعره لیست أجزاء منفصلة بل هی خصائص لعنصر متکامل (الرشیدان 2007م: 56) . والمسؤولیة الاجتماعیة فی إطار هذه الفلسفة أو المجتمع البراجماتی تتمثل فی مساعدة الطفل لیصبح کیانا عصریا ناشطا ذا قیمة اجتماعیة فی الحاضر والمستقبل، وفی مساعدته للعیش بتوافق مع الآخرین، کما أن غایة المسؤولیة الاجتماعیة فی ظل هذه الفلسفة أو المجتمع البراجماتی هی "احترام الدیمقراطیة والممارسات السیاسیة والاجتماعیة، وتعلیم الطلاب الأسالیب العلمیة لتکون أداةً للتعرف على مشکلات الحیاة وحلها حلا علمیا ( محمد 2002 م: 17).
نظریات المسؤولیة الاجتماعیة :
1- نظریة الاقتصاد السیاسی(Political Economy Theory): ساعدت نظریة الاقتصاد السیاسی الباحثین فی تفسیر العملیات الاجتماعیة من السیاق الاقتصادی والسیاسی والاجتماعی.
ویمکن أن یفسر المنظور الحداثی لنظریة الاقتصاد السیاسی ممارسة المسؤولیة الاجتماعیة للمؤسسات، حیث یرکز المنظور الحداثی للنظریة على تفاعلات المجموعات من منظور تعددی جدید، على سبیل المثال المؤسسات والمستخدمین أو المستهلکین أو مجموعة الضغط ، وقد استُخدم فی العدید من الدراسات النموذج الحداثی لنظریة الاقتصاد السیاسی لشرح ممارسات المسؤولیة الاجتماعیة للمؤسسات مثل غوثری وبارکر سنة 1990، وویلیامز سنة 1999. (Ataur , 2008, 13)
2- النظریة الشرعیة (Legitimacy Theory) : تشیر هذه النظریة إلى أن المؤسسات تحاول اضافة الشرعیة لتشریع نشاطاتها بنشر تقاریر المسؤولیة الاجتماعیة للمؤسسات، من أجل الحصول على موافقة ومساندة من المجتمع فی دعم استمرار وجودها، وبالتالی تعتبر المسؤولیة الاجتماعیة "رخصة للعمل".(نوفان ، 2010) ، وتَعتبر هذه النظریة أن إعداد تقاریر المسؤولیة الاجتماعیة للمؤسسات هو عقد اجتماعی بین المؤسسة والمجتمع الذی تعمل فیه، یزودها بالشرعیة القانونیة لامتلاک واستعمال المصادر الطبیعیة وإمکانیة استئجار المستخدمین ، والعقد الاجتماعی مفاده أن أیة مؤسسة إنما ترتبط بعلاقة تعاقدیة قد تکون صریحة أو ضمنیة مع المجتمع ویترتب على العلاقة التعاقدیة بین المجتمع والمؤسسة أن تقوم المؤسسة بوظیفتین رئیسیتین هما:
أ- وظیفة الإنتاج والتی تتضمن تقدیم منتجات أو خدمات نافعة ومرغوبة للمجتمع.
ب- وظیفة التوزیع وتتضمن توزیع العوائد والمکاسب الاقتصادیة والاجتماعیة على المجموعات المتواجدة فی المجتمع بعدالة، والتی تشکل أصلا القاعدة التی تستمد منها المؤسسة مواردها.
ویبین (Ataur , 2008,17 ) انه یمکن للمؤسسات اعتماد أربع استراتیجیات من أجل الحصول على الشرعیة، وذلک من خلال السعی إلى:
أ- إعلام الجهات المعنیة حول الأداء الفعلی.
ب- تغییر تصورات أصحاب المصلحة دون تغییر التصرف الفعلی للمؤسسة.
ت- صرف الأنظار بعیدا عن أی مسألة مثیرة للقلق.
ث- تغییر التوقعات الخارجیة حول الأداء.
3- نظریة أصحاب المصالح (Stakeholder Theory) : أشاع فریمان ولأول مرة، فی سنة 1984 تعبیر أصحاب المصلحة، ویشیر التعبیر إلى العدید من المجموعات ذات الاهتمامات الخاصة التی تستطیع التأثیر على المؤسسة أو تکون متأثرة من قبل نشاط أو قرارات المؤسسة مثل المستثمرین والمستخدمین والزبائن والحکومة ومجموعات الضغط والمجتمع . (Ataur , 2008,18-22 )
تُسند العدید من البحوث الحدیثة المسؤولیة الاجتماعیة للمؤسسات إلى نظریة أصحاب المصالح والتی تنص على أن الهدف الأساسی للمؤسسات یتمثل فی تولید وتعظیم القیمة لجمیع أصحاب المصالح من حملة أسهم أو شرکاء، وموردین، وموزعین، وزبائن وأیضا العاملین وأسرهم، والبیئة المحیطة والمجتمع المحلی والمجتمع ککل. وتعد المسؤولیة الاجتماعیة للمؤسسات أداة رئیسیة للوصول إلى هذا الهدف من خلال تحقیق الاستقرار السیاسی والاقتصادی والاجتماعی والبیئی لمجتمع الأعمال. (المغربل وفؤاد ،2008،3) .
4- المسؤولیة الاجتماعیة فی ضوء الفکر الاسلامی : أستعمل العدید من الباحثین نظریة الشرعیة لتفسیر المسؤولیة الاجتماعیة على أنها تطوع المؤسسات بناءً على العقد الاجتماعی بینها وبین المجتمع لإضفاء الشرعیة لأعمالها، واستعمل باحثون آخرون نظریة أصحاب المصالح لتفسیر الواجب الاجتماعی للمؤسسات نحو أطراف المصلحة. والملاحظ أن رؤیة الشریعة الإسلامی للمسؤولیة الاجتماعیة شاملة من الناحیتین.
ویعتبر الدین الإسلامی أول من اهتم بمفهوم المسؤولیة الاجتماعیة ونظم طبیعة العلاقات بین أفراد المجتمع، وطالب کل فرد أن یقوم بواجباته تجاه الآخرین وجاء بالعدید من الآیات القرآنیة والأحادیث النبویة الشریفة التی تنظم العلاقة بین المؤسسة والمجتمع. (مقدم ، 2011)
وتعتبر المسؤولیة الاجتماعیة فی النظام الإسلامی جزء عضویا من الدین لصحة العقیدة والشریعة. (الزعتری، 2011) . والمسؤولیة الاجتماعیة لیست دخیلة على المجتمعات الإسلامیة وعلى مبادئ الاقتصاد الإسلامی کما فی النظام الرأسمالی، ولیست بدیلا وحیدا کما فی النظام الشیوعی ، وتستند هذه الأصالة إلى أن ملکیة المال فی المنظور الإسلامی لله عز وجل، استخلف الإنسان فیه، وبالتالی فإن لله سبحانه وتعالى حقا فی المال، وحق الله فی التصور الإسلامی هو حق المجتمع.(مولای وبو زیدی ، 2011، 3)
وتعتبر المسؤولیة الاجتماعیة التی حث علیها الإسلام کتنظیم اجتماعی یؤسس لبناء مجتمع مستقر ومتماسک تکتمل فیه جمیع العناصر الثقافیة والاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة وغیرها، وهی لا تتوقف عند حد المساهمات المادیة أو العینیة کما هو حاصل فی المنظور الوضعی، إنما تتعداه إلى غرس روح المحبة و الألفة و الرحمة کلبنة لإنشاء المجتمع المسلم المستقر والمستمر عبر العصور من خلال الحقوق والواجبات والأوامر والنواهی فی شتى مجالات الحیاة الاجتماعیة.
وخلاصة القول وجدت الدراسة أن کل من نظریة الاقتصاد السیاسی والنظریة الشرعیة ونظریة أصحاب المصالح من أهم النظریات المفسرة لتوجه المؤسسات نحو إعداد تقاریر المسؤولیة الاجتماعیة، مع أن نظریة الشرعیة ونظریة أصحاب المصالح مشتقة من المنظور الحدیث لنظریة الاقتصاد السیاسی، بالإضافة إلى توافق رؤیة الفکر الإسلامی ومنطق المسؤولیة الاجتماعیة للمؤسسات.
4- المحور الثالث :دور المؤسسات التعلیمیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة وخاصة التعلیم الجامعی .
الباحث ینطلق من خلال ان المؤسسات التربویة من أهم المؤسسات المجتمعیة ولها دور مهم فی تشکیل الشباب علمیاً ودینیاً وثقافیاً واجتماعیاً، نظراً لطبیعة عمل تلک المؤسسات، ولعوامل وخصائص النمو لدى الافراد ، والتی تتلخص فی رغبة الفرد الجامحة للإشباع العلمی والدینی والاجتماعی والثقافی وهذا لا یتم الا من خلال المؤسسات التربویة ، وزاد من أهمیة هذه عمل تلک المؤسسات التربویة طبیعة العصر الحالی، من ثورة المعلومات وتکنولوجیا الاتصال ، مما یحتم على القائمین علیها إعادة النظر فیها وفق معطیات العصر والعمل على تطویرها وبخاصة فی النواحی الاجتماعیة وسوف نتناول أدوار المؤسسات التربویة التالیة (الجامعة – الاسرة –الاعلام -المجتمع) فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى الافراد وذلک على النحو التالی :
1- الجامعة ودورها فی تنمیة وتعزیز المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها: المرحلة الجامعیة من أهم مراحل التعلیم، إن لم تکن أهمها على الإطلاق علمیاً واجتماعیاً، لأنها تأتی على رأس هرم التعلیم ، ولها دور مهم فی تشکیل الشباب: علمیاً ودینیاً وثقافیاً واجتماعیاً، نظراً لطبیعة طالب هذه المرحلة، ولعوامل وخصائص النمو، والتی تتلخص فی رغبة الطالب الجامحة فی هذه المرحلة للإشباع العلمی والدینی والاجتماعی والثقافی . وسوف نتناول فی هذا المبحث العناصر التالیة :
أ- التعلیم الجامعی / University Education : وهو التعلیم الذی یقدم من خلال الجامعات بکافة مؤسساتها سواء کان تعلیم لمرحلة البکالوریوس واللسانس أو تعلیم لمبعد هذه المرحلة وهو ما یتم من خلال الدراسات العلیا ومراکز البحوث التابعة للجامعات ، کما یعرف بأنه : کل أنواع التعلیم الذی یلی المرحلة الثانویة أو ما یعادلها وتقدمه مراکز التدریب المهنی والمعاهد العلیا والکلیات الجامعیة . (العقیل ، 2005 م ،134)
ب - الجامعة University : وهی مؤسسة تختص بکل ما یتعلق بالتعلیم الجامعی الأکادیمی والبحث العلمی وتضم مجموعة من الکلیات والمعاهد المتخصصة متوخیة المساهمة فی الرقی فی الفکر والتقدم العلمی وتنمیة القیم وإعداد الإنسان المزود بالعلم والمعرفة .(Stimnan.2000)
والباحث یضیف إلى التعریفات السابقة: وهی المرحلة التی یمکن فیها غرس قیم المسؤولیة الاجتماعیة وتعظیمها فکرا وسلوکا، لشغل أوقات الفراغ، وربط الطالب بالحی والمجتمع والدولة، وتوثیق عرى العقد الاجتماعی مع الدولة الأمة والعالم، فی ضوء ما شرعه الله سبحانه وتعالى بدینه الإسلام. وعلیه فإن أهمیة المرحلة تکمن فی:
1) تهیئة الشباب فی أدق مراحل النمو.
2) تهیئة الشباب التقدم الدراسی من خلال التعلیم العالی أو العمل فی میادین الحیاة.
3) دعامة مهمة لتنمیة المهارات اللازمة بالمواطنة الناضجة (البشری, 1428هـ:94-95).
ومما سبق تتضح لنا أهمیة المرحلة الجامعیة باعتبارها أهم مراحل التعلیم ، وما علیها من مهام کثیرة تجاه تنمیة الفرد والمجتمع، وسوف نتناول فیما یلی أهداف المرحلة الجامعیة:
ج-وظائف التعلیم الجامعی : یقوم التعلم الجامعی بوظائف رئیسیة بشکل عام هی التدریس والبحث العلمی وخدمة المجتمع وهی وظائف متکاملة ومترابطة، ویشیر (الرویلی،1431 هـ) إلى أن وظیفة التدریس والتعلیم فی الجامعة تساهم فی نشر العلم و المعرفة بینما ووظیفة البحث العلمی تساهم فی تجدید المعرفة وإنتاجها وتطویرها، أما وظیفة خدمة المجتمع فهیا تساهم فی تطبیق المعرفة لحل مشکلات المجتمع.
ویؤکد(السلطان،2008،46)أن الجامعات التی تنتهج وظیفة التعلیم والتدریس والبحث العلمی وخدمة المجتمع بأنها العمود الفقری الذی ترتکز علیه عملیة التنمیة والتطویر والابتکار، فالجامعات البحثیة باتت فی العدید من الدول الأمل الوحید للتحول الاقتصادی. وفیما یلی عرض موجز لوظائف التعلیم الجامعی وهی کما یلی:
1- وظیفة التدریس والتعلیم : وهی تعنی قیام الجامعة بمجموعة من النشاطات التعلیمیة والتدریسیة المباشرة التی تهدف إلى تأهیل الدارسین، وهذه الوظیفة للجامعة تساهم فی تنمیة شخصیة الطالب الجامعی من جمیع جوانبه من خلال الحصول على المعرفة وحفظها وتکوین الاتجاهات الجیدة عن طریق الحوار والتفاعل وتولید المعرفة والعمل على تقدیمها ، وتعود أهمیة هذه الوظیفة للجامعة إلى درجة إسهامها فی تنمیة الأفراد تنمیة شاملة بمعنى أن المستوى الذی تصل إلیه الجامعة فی أداء وظیفتها نحو تنمیة وإعداد القوى البشریة لسد متطلبات المجتمع منها والإفادة مما یتعلمه الطالب للنهوض بالمجتمع وإثرائه. (الخطیب،2006م).
ویؤکد (حراحشة،2009م) أن وظیفة التدریس والتعلیم تثیر کثیر من النقاشات والحوارات ومنها:
أ-محتوى التعلیم یجب أن یرکز على الجانب المعرفی والعقلی وتکوینه.
ب-أن محتوى التعلیم یجب أن یقوم بدور الإعداد المهنی بالقوى العاملة وتضخم المعرفة والتأکید على وجوب التخصص الدقیق.
ج-یجب أن یشمل التعلیم على الدراسات العامة فی المهارات الأساسیة اللغویة والحاسوبیة ومهارات التفکیر والاتصال والتواصل.
د-یجب أن یشمل التخصص الدقیق على فروع مختلفة من المعرفة لتلبیة حاجات المجتمع وأفراده.
2- وظیفة البحث العلمی : البحث العلمی هو وسیلة الإنسان لإیجاد الحلول للمشکلات التی تقابله والصعاب التی تعیق حیاته وهو وسیلة الإنسان لمضاعفة موارده المالیة والمعنویة وهو کل جهد علمی منظم یهدف إلى تنمیة المعرفة الإنسانیة (التل،1998م).
ویؤکد(الرواشده،2011م،184)أن وظیفة البحث العلمی هی أکثر الوظائف التصاقاً بالجامعة وذلک لسببین هما:
أ-أن الجامعة تتوفر لدیها الموارد البشریة والفکریة القادرة على القیام بنشاطات والأبحاث المرتبطة بحاجات التنمیة ب-أن الجامعة هی المؤسسة الوحیدة التی یمکن عن طریقها القیام بنشاطات الأبحاث المرتبطة بصورة انضباطیة والتی یمکن لها أن تقدم الخدمات الاستشاریة التی تحتاجها قطاعات المجتمع المختلفة .
3- وظیفة خدمة المجتمع : وهی الوظیفة الثالثة للجامعة ، الجامعة منذ إنشاؤها لها دور ریادی فی نشر المعرفة والنهوض بالمجتمع وهی تعتبر مرکز إشعاع ثقافی للمجتمع تتعرف من خلاله على مشکلاته وتصنع الحلول المناسبة لها.
وتبرز أهمیة خدمة المجتمع فی کونها أداة لتطبیق المعرفة وترجمتها إلى واقع ملموس یسهم فی تقدم الحضارة الإنسانیة وازدهارها ،فما یشهده العالم الیوم ما هو إلا نتاج لتطبیق المعرفة.
ویذکر(الحراحشة،2009م،43)أن وظیفة الجامعة فی مجال خدمة المجتمع تأخذ أهمیة من خلال بعدین بعد خاص بالجامعة وهو بعد فلسفی من مبدأ رسالة الفرد ومسؤولیاته نحو مجتمعه والمشارکة فی خدمة المجتمع وواجب وطنی على الجامعة ، وبعد آخر یتمثل فی استثمار کل الطاقات البشریة والفکریة والموارد المالیة فی الجامعات باعتباره مؤسسة اجتماعیة تعلیمیة متمیزة للمجتمع .
ویشیر(الرواشده،2011م)إلى أصناف أدوار الجامعة فی مجال خدمة المجتمع:
أ-تنظیم وتنفیذ البرامج التعلیمیة والتدریبیة بما یحقق مبدأ التربیة والتعلیم المستمر لمواجهة احتیاجات المجتمع.
ب-الاستشارات العلمیة وهی ما یقدمه عضو هیئة التدریس بالجامعة بشکل خاص أو الجامعة بشکل عام فی مجال تخصص معین لمؤسسات المجتمع المختلفة الحکومیة والأهلیة أو لأفراد المجتمع .
ج-البحوث التطبیقیة وهی البحوث التی تسعى فی حل مشکلات المجتمع وسد حاجاته وتحقیق الکفایة الاجتماعیة والاقتصادیة.
وحول مبررات أهمیة وظیفة الجامعة والتعلیم الجامعی فی مجال خدمة المجتمع یذکر(العمری،1995م،67) المبررات التالیة:
1-التغیرات العلمیة والتکنولوجیة وهذا یجعل الجامعة تواکب هذه التغیرات والتطورات والتحولات وتقدیم ما لدیها خدمة للمجتمع وأفراده.
2-تضاعف المعرفة وحجمها بشکل متسارع فی شتى المیادین والتخصصات.
3-ظهور المؤسسات والمعاهد المنافسة للجامعة.
4-التطورات والتغیرات الاجتماعیة وتعقد دور المواطن ومسؤولیاته وواجباته.
وبین(kuklinski,2001) أن الجامعة یمکن أن تؤثر فی المجتمع من خلال تزوید المجتمع بأفراد أصحاب کفاءة عالیة مؤهلة تتمیز بالجانب العلمی المعرفی والجانب العملی التطبیقی شاملة المعرفة والخبرة والقدرة وتوفیر جو وثقافی وعلمی ومعرفی مناسب لتطویره .
وحول مجالات وظیفة الجامعة فی مجال خدمة المجتمع ذکر کل من (الرواشده،2011م) (الاسمری ،1430 هـ) (الحراحشة،2009 م) (الرویلی ،1431 هـ) (کیلانی ، 2005م) المجالات التالیة :
1- مجال الجامعة کقیادة فکریة یجب إبراز الهویة الوطنیة وتوضیح فلسفة المجتمع وأبعاده والرؤیة الاجتماعیة والإنسانیة للمجتمع .
2-مجال التعلیم المستمر .
3-مجال الاستشارات والدراسات.
4-مجال المرافق والتسهیلات.
5-مجال الندوات والمؤتمرات والمحاضرات العامة والخاصة.
6-مجال النشر العلمی والمعرفی .
7-مجال المناسبات العامة والدینیة والوطنیة.
8-مجال المشارکات الدولیة فی الندوات والمؤتمرات وتبادل الزیارات.
ان للجامعات دوراً فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها وذلک من خلال :
أ- إعداد الطلاب فکریاً وعلمیاً للقیام بالأعمال الاجتماعیة لتفعیل دور الجامعات فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها .
ب- تنمیة قدرات الطلاب على التعامل مع المجتمع على مختلف أطیافه واتجاهاته وسلوکیاته ومعایشة التغیرات الاجتماعیة والثقافیة والتقنیة الناجمة عن التطورات الحثیثة فی التقنیات والوسائل.
ت- تشجیع الطلاب على المشارکة والإبداع للبرامج والأعمال التطوعیة.
ث- تدریب طلاب الجامعات على التعامل الإیجابی مع وسائل الاتصال الحدیثة بما یعزز من مقدرتهم على التفاعل مع المجتمع وتعمیق التواصل بین أفراده.
ج- تنمیة روح الفریق الواحد والإحساس بالمسؤولیة لدى طالب المرحلة الجامعیة باعتبار أن الفرد هو العنصر الأساس فی المجموعة .
ح- تعزیز الانتماء والتفاعل والتعایش مع المجتمع وفق أسس علمیة.
خ- تنمیة الأعمال التطوعیة وفق الضوابط الشرعیة والأطر الاجتماعیة .
د- تهیئة بیئة الجامعات لتکون محضناً للبرامج والأنشطة التربویة الموجهة لخدمة المجتمع ولتنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها .
ذ- تعزیز دور اعضاء هیئة التدریس والطلاب فی الجامعات للإعداد والتخطیط للأنشطة اللاصفیة والبرامج التی تنمی میولهم وقدراتهم ومواهبهم وتشبع حاجاتهم سواء کانت فردیة أو جماعیة.
ر- بناء المقررات الجامعیة لتسهم فی المحافظة على القیم والمبادئ الإسلامیة وتعزیز المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها .
د-مجالات المسؤولیة الاجتماعیة للجامعة : تتعدد مجالات المسؤولیة الاجتماعیة للجامعة بتعدد احتیاجات المجتمع ومشکلاته ودرجة انغماس الجامعة فی تلبیة احتیاجات المجتمع وبتعدد الجماعات التی توجه الخدمات سواء مهنیة او مدنیة او صناعیة او تجاریة او زراعیة ، ولخص (رحال ،2011 ،7) مجالات المسؤولیة الاجتماعیة للجامعة فی المجالات التالیة :
1- مجال الصحة العامة :من خلال المحافظة على البیئة والتلوث ونشر الوعی الصحی وانشاء المراکز التخصصیة(الرعایة الصحیة-التنمیة الاجتماعیة-حمایة البیئة-مکافحة التلوث) .
2- محال الموروث الثقافی : من خلال قیام الجامعة بنشر الثقافة بأنواعها واقامة المعارض الثقافیة والتراثیة .
3-مجال المراکز التعلیمیة والبحثیة والاستشاریة : من خلال تقدیم الاستشارات واجراء البحوث والخدمات المیدانیة وتفعیل مراکز تعلیم اللغات واستدامة التعلیم .
4-مجال المنشآت الجامعیة : من خلال المستشفیات الجامعیة والعیادات والمراکز الطبیة والمکتبات الجامعیة والمنشآت الریاضیة والمتاحف والمختبرات .
هـ-ابعاد المسؤولیة الاجتماعیة للجامعة : تنطلق ابعاد المسؤولیة للجامعة من خلال ثلاثة ابعاد رئیسیة کما ذکرها (بخیت ،2009)،(الحموری ،2009)،(عبداللطیف ، 2011)، (عواد ، 2010) ، (بنی سلامة ، 2011) ، (شاهین ،2012) ، (شقوارة ، 2012) والمتمثلة بالأبعاد التالیة :
1-البعد الاقتصادی : وهو یشیر إلى الالتزام بممارسات اخلاقیة داخل المؤسسات مثل الحوکمة المؤسسیة ومنع الرشوة والفساد وحمایة حقوق المستهلک والاستثمار الاخلاقی وتبنی المساءلة والشفافیة والسلوک الاخلاقی فی الجوانب الاقتصادیة داخل المجتمع وخارجه .
2-البعد الاجتماعی : وهو یشمل احترام القواعد الاجتماعیة واحترام الثقافات المختلفة وتعزیز القیم الاخلاقیة ودعم الانشطة الاجتماعیة وتنفیذ برامج تطوعیة وتبنی مبادرات ذات مردود اجتماعی ورفع درجة الوعی فی مشروعات التنمیة ونشر ثقافة المسؤولیة الاجتماعیة والمشارکة فی البرامج الاجتماعیة للمجتمع .
3-البعد البیئی : ویشمل اجراء الدراسات المیدانیة حول التلوث البیئی ونشر الوعی الصحی وعقد ندوات ومؤتمرات ودورات حول أهمیة المحافظة على البیئة والالتزام بالقوانین والانظمة والتعلیمات الخاصة بالبیئة .
ولکی تقوم الجامعة بدورها فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها وبطریقة فاعلة لابد من التعامل مع اربعة محاور تتمثل فی الآتی :
1-التنظیم : ویشمل تنظیم الحیاة الجامعیة للطلاب وتکون ذات مسؤولیة عن المجتمع والبیئة.
2-التعلیم : وتشمل اعداد الطلاب للمواطنة والمسؤولیة الاجتماعیة للتنمیة المستدامة .
3-المعرفة:وتشمل معرفة الجامعة للنشاطات العلمیة والتثقیفیة المحققة للمسؤولیة الاجتماعیة.
4-الشراکة : وتشمل مشارکة الطالب مع التجمعات المجتمعیة للتعلم المتبادل من اجل التطویر للمسؤولیة الاجتماعیة .
وأخیرا فإن الجامعات بحکم طبیعة عملها وأهدافها ورسالتها ودورها المؤثر فی المجتمعات یفترض أن تقوم بدور ریادی فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة، هذا یتطلب ایجاد إدارة أو لجنة ترتبط تنظیمیا بالإدارة العلیا تسند لها مهام المسؤولیة الاجتماعیة وتحقیق أهدافها. من أمثلة هذه الأهداف ما یلی:
ویمکن تحقیق تلک الأهداف من خلال البرامج والأنشطة التالیة:
2- الأسرة ودورها فی تنمیة وتعزیز المسؤولیة الاجتماعیة لدى ابنائها: للأسرة دور کبیر فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة وإکساب أبنائها قیم المجتمع وشرائعه، لأنها کما یذکر (المطرفی, 1421هـ: 89) المکان الأول الذی یتعلم منه الطفل المسؤولیة الاجتماعیة، حیث إن الطفل لا یولد عارفا بالمسؤولیة الاجتماعیة، ولهذا ینبغی أن یتعلم تحملها، فالواجب أن یتعلم التعاون، واحترام الآخرین والأخلاق الکریمة، کما یتعلم المشی والکلام من خلال الأسرة، وعملیة المسؤولیة تبدأ فی وقت مبکر أکثر مما یظنه الناس، فهی تنمیة لا تأتی فجأة، أو بطریقة المصادفة، ولکن الطفل یتعلم شیئا عن تحمل المسؤولیة من العنایة التی لیست من المصادفة، ولکنه یتعلم تحمل المسؤولیة من العنایة التی یجدها من والدیه والمعاملة التی یجدها ممن یتصلون به.
وتعد الأسرة الجماعة الأولیة، أی أنها الوسیلة الرئیسة للتنشئة الاجتماعیة، فعن طریقها یکتسب قیمه الاجتماعیة ومعاییره السلوکیة، فالحیاة فیها ذات طبیعة فریدة فی نوعها وتجعلها میدانا صالحا لکثیر من المثیرات والاستجابات الإنسانیة والاجتماعیة وبالتالی فی مجال للنمو وللرعایة (العلبی, 2010م: 117).
ومن الأمور الاجتماعیة التی تقوم بها الأسرة فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة غرس القیم والمعتقدات والتعالیم الاجتماعیة واللغة وجمیع الرموز الثقافیة فی النسق الشخصی، ومن خلال هذه العملیة یتم تحضیر کافة أفراد المجتمع للمماثلة، وإیجاد الرغبة کفرد اجتماعی والتماثل مع القواعد الاجتماعیة (خان , 2012م: 2).
وعلیه فإن "الأسرة المتعاونة تساعد النشء علی الإیجابیة، والتغلب على الصعاب، فکلما الفرد الدعم والتقبل والحدود الواضحة واحترام الأفعال الفردیة التی تنشأ داخل هذه الحدود لتصبح قاعدة آمنة، تتوسع منها الأهداف، وعند ذلک یصبح لدیه القدرة على تحمل المسؤولیة، أما عندما یشعر المراهق بالنبذ والإهمال من جانب الآباء فإن العلاقة تصبح سالبة، ویصبح من الصعب علیه تعلم المسؤولیة والثقة، وإن تعلم المسؤولیة یعتمد کذلک على قدرة الفرد على توجیه سلوکه ومفاهیمه ودرجة تقبله للنظم والقواعد الإرشادیة والاختبار الذاتی والانتقادی (التیه, 1992: 15).
وإن مثوبة العمل خارج المنزل تعطی المراهق قدرا من الإحساس بالمسؤولیة أکثر من نشاطاته داخل أسرته؛ لأن أداءه خارج المنزل یجری لذاته ومجرد من أی اعتبارات أخرى، بینما تتداخل عدة اعتبارات فی تقییم أسرته لما یصدر عنه، وقد دلت الدراسات على أن الآباء هم المصدر المباشر للمعتقدات والاتجاهات والقیم عن طریق ما یغرسونه فی النشء (جیدل ، عمار وعبدالمجید الصلاحین وعبدالکریم وریکا, 1423هـ: 272)، وخیر نموذج للعلاقات الوالدیة الصالحة للتنشئة الاجتماعیة ینتهی بتدعیم المناخ المناسب، وبذلک فالأسرة لها علاقة بنمو المسؤولیة الاجتماعیة لدى الأبناء، حیث یکون الانصیاع لبعض القیم متمشیا مع قیم الوالدین، ویکوِّن المراهق من هذه القیم مسؤولیاته الاجتماعیة (الحارثی, 1420هـ: 110).
وبناء على ما سبق فإن على الأسرة أن تجتهد فی تصحیح سلوکیات أبنائها وغرس المثل الإسلامیة فی نفوسهم، وتأصیل الأخلاق الحمیدة التی جاء بها دیننا الحنیف؛ لیکون الوالدان قدوةً حسنة لأبنائهم، فلا یکون هناک تناقض بین ما یمارسونه من سلوک عملی، وبین ما ینصحون به أبناءهم من کلام نظری.
وخلاصة دور الأسرة – کمؤسسة اجتماعیة – فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة کما حددها (عمر, 2010م: 1191) فی:
1) تربیة الأولاد على تحمل المسؤولیة الفردیة.
2) تربیة الأولاد على حب إخوانهم المسلمین وجیرانهم والتعاون معهم.
3) تربیة الأولاد على تربیة اجتماعیة متکاملة.
4) تربیة الأولاد على غرس القیم الإنسانیة لدیهم
3- وسائل الإعلام ودورها فی تنمیة وتعزیز المسؤولیة الاجتماعیة: : وسائل الإعلام من الوسائل المهمة فی المجتمع، حیث إنها "تعج بالرسائل الإعلامیة التی تنقل ثقافات من خارج المجتمع، کما یسعى عدد کبیر منها لتحقیق أهداف ومصالح تجاریة لأفراد ومؤسسات لا تعیر اهتماما لمختلف المعاییر والقیم الأخلاقیة التی تهم مختلف المجتمعات الإنسانیة (حسن, 2012م: 56)، وعلیه فإن المسؤولیة الاجتماعیة الإعلامیة مهمة للتعامل مع هذا الانفتاح الإعلامی للأسباب التی یحددها کلٌّ من (القرشی, 2007هـ: 2) و(الشمیمری, 1431هـ: 25) فیما یلی:
وبناء على أهمیة الإعلام ومکانته فی عصر العولمة الثقافیة وأثره فی إکساب وتنمیة القیم الاجتماعیة والمسؤولیة الاجتماعیة فإن (الصعب ,2013 م: 89) تضع الأهداف الآتیة للإعلام لتحصین المسؤولیة الاجتماعیة والقیم الاجتماعیة، وهی:
أما عن دور الإعلام فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة فهو دور کبیر یحدده الکثیر من الباحثین، ومنهم (أمین, 2010م: 322-323) فی الآتی:
1- تشکیل رأیٍ عامٍّ مهتمٍّ بقضیة المسؤولیة الاجتماعیة.
2- تقدیم النماذج الناجحة ممن یقومون على برامج المسؤولیة الاجتماعیة .
3- القیام بدور الوسیط بین الأفراد ومؤسسات المجتمع المدنی العاملة فی مجال تنفیذ برامج المسؤولیة الاجتماعیة وبین المسؤولین لتذلیل العقبات .
4- یلعب دورا مهما فی ترسیخ الأفکار لدى الجماهیر عن برامج المسؤولیة الاجتماعیة
5- إقناع الجماهیر الانخراط فی العمل الاجتماعی، والانضمام إلى قوافل التنمیة الاجتماعیة والتعاون مع مؤسسات المجتمع التی تقوم على تفعیل برامج المسؤولیة الاجتماعیة.
6- التعاون مع المؤسسات المعنیة لتقدیم جوائز تقدیریة وتشجیعیة للمتمیزین فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة لإذکاء روح التنافسیة بین شباب العالم الإسلامی لخدمة المجتمعات المحلیة التی ینتمون إلیها، وجذب مزید من الشباب للمشارکة فی برامج المسؤولیة الاجتماعیة.
4- المجتمع و دوره فی تنمیة وتعزیز المسؤولیة الاجتماعیة لدى افراده : المجتمع الرکیزة الاساسیة فی غرس المبادئ والقیم والعادات والتقالید وهو یقوم بهذا الدور بالتعاون مع المؤسسات التربویة ویکون هذا الدور متکاملاً ویتسم بالشمولیة مع تلک المؤسسات .
فالمجتمع المسلم کما یذکر (المطرفی, 1421هـ: 98) هو الأداة الموصلة إلى تثبیت المفاهیم الاجتماعیة الإسلامیة ، وتنشئة الأفراد علیها منذ نعومة أظافرهم، حتى یتطبعوا بانطباعاته، ویکونوا صدى ذاتیا معها، والتشرب بها، وإن کل الجهود التی تبذل فی التربیة الاجتماعیة عرضة للضیاع، حین لا یوجد هذا المجتمع، أو حین لا یوجد مجتمع یهتم بالمسؤولیة الاجتماعیة، ولا یراعی صغاره رعایة اجتماعیة متکاملة.
وعلیه فإن (المطرفی, 1421هـ: 99)(عبدالمقصود, 2002م: 79)(عمر, 2010م: 1190) یحددون دور المجتمع فی تنمیة وتعزیز المسؤولیة الاجتماعیة لدى افراده من خلال الآتی:
المحور الرابع : التصور المقترح لتفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها .
تهتم مؤسسات المجتمع على اختلاف أنواعها وأدوارها ومسؤولیاتها بتحقیق مفهوم المسؤولیة الاجتماعیة الشامل وزیادة الوعی به وتنمیتها ونشرها باعتبارها من الأهداف الرئیسیة لخدمة المجتمع الحدیث وهذا یجعل تلک المؤسسات تسعى قدماً إلى العانیة بها وتنمیتها وتعزیزها لدى الأفراد عبر جمعیات ومؤسسات ومنظمات لدى أفراد المجتمع بشکل عام وفئة الشباب بشکل خاص وطلاب المرحلة الجامعیة بأکثر خصوصیة ومن هذا المنطلق جاءت هذه الدراسة لتقدیم تصور مقترح لتفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها حیث یمثل هذا المبحث الإجابة عن السؤال (الرابع) الرئیسی للدراسة: ما التصور المقترح لتفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها ؟ ویشمل الآتی :
1) خطوات بناء التصور المقترح:
تم بناء التصور المقترح بالخطوات التالیة:
1-مراجعة الدراسات والبحوث العلمیة السابقة ذات العلاقة بالمسؤولیة الاجتماعیة .
2- بناء التصور من خلال الأسس والمنطلقات والأهداف والمحتوى والتنظیم والتقویم.
3-التحکیم ویتخلل ذلک تغذیة راجعة Feed Back فی کل خطوة من الخطوات.
|
|||||
2) فلسفة التصور المقترح: تنطلق فلسفة التصور المقترح من الإیمان بدور الجامعات الریادی , والمسؤولیات المناطة بها لإعداد جیل یخدم دینه ووطنه ویتعامل مع تحدیات ومستجدات العصر, وما تحتمه علیها من تبصیر الطلاب بمسؤولیاتهم تجاه مجتمعهم ، باعتبار أن الجامعة من الأسس والدعائم التی یقوم علیها أی مجتمع ویضع علیها آماله وتطلعاته فی تزوید الطلاب بالعلم والمعرفة لکی یکونوا قادرین على التعامل مع مختلف حاجات ومتطلبات المجتمع فی جمیع جوانب الحیاة .
3) مکونات التصور المقترح: تتمثل مکونات التصور المقترح بالمکونات التالیة:
1-الأسس والمنطلقات للتصور المقترح. 2-الأهداف العامة والخاصة للتصور
3- المحتوى للتصور المقترح. 4-التنظیم الإجرائی والتطبیقی والفنی والإداری.
5- التقویم سواء کانت عملیات التقویم تقویم بنائی أو تکوینی أو نهائی.
شکل رقم (2): مکونات التصور المقترح
4) مرتکزات إعداد التصور المقترح : هناک العدید من المرتکزات ومن أهم تلک المرتکزات ما یلی:
1- الأدبیات العلمیة فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة
2- الدراسات العلمیة التی تناولت المسؤولیة الاجتماعیة .
3- التجارب العالمیة والاقلیمیة والمحلیة ذات العلاقات بالمسؤولیة الاجتماعیة
4- طبیعة المجتمع على تفعیل المسؤولیة الاجتماعیة .
5- الجامعة کمؤسسة تربویة وادوارها ووظائفها المختلفة (التدریس-البحث العلمی-خدمة المجتمع) .
6- السیاسات التعلیمیة فی المملکة العربیة السعودیة والتنظیمات التعلیمیة التی تؤکد وتؤمن بأهمیة المسؤولیة الاجتماعیة وتدعو إلى تفعیلها
5) الخصائص العامة للتصور المقترح: من ابرز خصائص التصور ما یلی:
1- یشمل هذا التصور المقترح الجامعات السعودیة .
2- یهدف هذا التصور تفعیل دور الجامعات فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة.
3- یتیح هذا التصور المقترح فرصاً أکبر للجامعات فی تفعیل دورها فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها.
4- یتضمن هذا التصور جانبین هما:
أ - جانب نظری علمی. ب - جانب تطبیقی عملی.
5- یراعی هذا التصور المقترح المرحلة الجامعیة من حیث طلابها وحاجاتهم ومیولهم واهتماماتهم فی الجامعات السعودیة.
6- التصور المقترح یؤمن بضرورة الحاجة لإجراء تطویر من أجل تفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها
6) التخطیط العام للتصور المقترح(بناء التصور المقترح) : اعتمد الباحث فی تخطیطه العام للتصور المقترح على أ- الفئة التی وضع لها التصور المقترح : وضع هذا التصور المقترح لتفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها.
ب- أهداف التصور المقترح: تأتی أهمیة تحدید أهداف التصور المقترح فی کونه یؤدی إلى تحدید أسبقیة فی الخدمات والإجراءات والأعمال التی توجه إلى المستهدف من خلال التصور المقترح ولذا فإن أهداف التصور المقترح تتمثل فی جانبین هما:
أولاً: الهدف العام من التصور المقترح: یهدف هذا التصور إلى تفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها .
ثانیاً: الأهداف الخاصة من التصور المقترح: تتمثل بالأهداف التالیة:
1- بناء تصور مقترح لتفعیل دور الجامعات فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها من خلال مدخل مستقل أو مدخل تشریبی او مدخل تکاملی
2- تزوید العاملین بالجامعات السعودیة بتصور مقترح لتفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها .
ج- الأسس والمنطلقات للتصور المقترح: تتمثل بالأسس والمنطلقات التالیة :
1- إمکانیة تنفیذ التصور المقترح فی جانبها التطبیقی فی الجامعات السعودیة.
2- المستوى العلمی وقدرات الطلاب .
3- إمکانیة التنفیذ من خلال ثلاثة مداخل (مستقل- تشریبی- تکاملی) .
4- سیاق التصور المقترح ضمن مقرر دراسی مستقل أو تشریب مفاهیم المسؤولیة الاجتماعیة ضمن المقررات الدراسیة أو تکامل أنشطة علمیة بالجامعات.
د) مسلمات التصور المقترح: هناک بعض المسلمات تتمثل بالآتی:
1-إن التصور المقترح لتفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها یعتبر مسألة جماعیة وبالتالی فإن الجهود الفردیة سواء على مستوى الجامعة او الاعضاء او الطلاب لن تقدم الکثیر فی هذا الجانب بل تحتاج إلى تکاتف مشترک وشراکة بین وزارة التعلیم (شؤون التعلیم العالی) وجمیع قطاعاتها من جامعات وکلیات ومعاهد ومراکز مع مؤسسات المجتمع المدنی.
2-إن التصور المقترح لتفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها دائماً فی حاجة إلى الفکر التوجیهی والإرشادی فی کافة مستویاته الخططیة والتنفیذیة والمتابعة والتقویم.
3- إن کافة أجهزة وزارة التعلیم (شؤون التعلیم العالی) یجب أن تتشارک فی هذه التصور وتکون مشارکة قائمة على الحس بالمسؤولیة والاقتناع بالمشکلة والفهم الصحیح للتنفیذ لمسارات العمل فی هذا التصور المقترح .
4-إن التصور المقترح لتفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها لا بد أن یکون مناسباً لهم مع درجة الوعی بأهمیة هذا الأمر.
5-أن یتجه تطبیق التصور المقترح لتفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها إلى بناء اتجاهات وقیم وسلوکیات وهو محرک رئیسی فی التصور المقترح ولا یکتفی بالمعارف والمعلومات .
6-إن الأنشطة الطلابیة تعنى ببعض جوانب تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة ولذا یجب العنایة بجوانب المسؤولیة الاجتماعیة بشکل عام وتنمیتها ونشر ثقافتها بشکل خاص بالجامعات السعودیة من خلال التخطیط لهذه الأنشطة الطلابیة وبنائها وتنفیذها وتطویرها عبر آلیات محددة لتفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها.
7-إن العالم المتقدم والمتطور الیوم یموج بالأبحاث والدراسات والتجارب ولذا یجب الاستفادة منها على المستوى المحلی فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة
هـ) عناصر التصور المقترح: للتصور المقترح لتفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها عناصر تتمثل بالنقاط التالیة:
1- الفئة المستهدفة بالتصور المقترح: یستهدف هذا التصور طلاب الجامعات السعودیة على اختلاف کلیاتهم وتخصصاتهم ومستویاتهم.
2-عضو هیئة التدریس بالجامعة :إن نجاح أی تصور مقترح یتوقف على المنفذ لهذا التصور المقترح وفی هذا التصور یتوقف على عضو هیئة التدریس خلال قدراته التدریسیة والبحثیة وخدمة المجتمع فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة 3-المقرر الدراسی: لا بد من أن یراعى فی هذا التصور المقترح المقرر الدراسی لأنه من العناصر الأساسیة سواء کان المقرر الدراسی من خلال المدخل المستقل بتوفیر مقرر دراسی (منهج دراسی) مستقل لتفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها أو من خلال المدخل التشریبی بتشریب المقررات الدراسیة الجامعیة لمفاهیم ومصطلحات المسؤولیة الاجتماعیة أو من خلال المدخل التکاملی بحیث یکون المنهج أو المقرر الدراسی متکاملاً مع الأنشطة الطلابیة لتفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها ولذا یمکن أن نفصل بهذا العنصر الخاص بالمنهج الدراسی ( المحتوى) کما یلی:
أ- طرح وحدات ضمن موضوعات المنهج تتناول موضوعات تتعلق بالمسؤولیة
ب- طرح مقرر دراسی بالمسؤولیة الاجتماعیة یکون ضمن متطلبات الجامعة .
ت- دمج مفهوم المسؤولیة الاجتماعیة والمفاهیم التی تعزز وتنمی المسؤولیة الاجتماعیة من خلال المقررات الجامعیة الدراسیة فی إطار یرتبط بموضوعات المسؤولیة الاجتماعیة.
4- طرق التدریس [ استراتیجیات التدریس] [ أسلوب التدریس]: هناک العدید من الاستراتیجیات التدریسیة والطرق التعلیمیة والتی تحقق وتساهم فی تفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة حیث إن أسلوب التدریس أحد العناصر الرئیسیة فی التصور المقترح لتفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها ومن استراتیجیات التدریس المحاضرة- المناقشة والحوار- تمثیل الأدوار- العصف الذهنی- حل المشکلات- التعلم التعاونی – التفکیر الإبداعی – التفکیر الناقد – المشروعات البحثیة – مشروعات التخرج ونحوها
و) الإطار المیدانی للتصور المقترح: یتحدد من خلال الأبعاد التالیة:
1- الدراسات النظریة والأطر المرجعیة التی تهتم بالمسؤولیة الاجتماعیة .
2- خلاصة نتائج الدراسات السابقة.
3- ملاحظة الباحث المباشرة لواقع المسؤولیة الاجتماعیة فی الجامعات .
4- التوجهات الحالیة فی لتفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة .
ز) تطبیق التصور المقترح: یتم تنفیذ التصور المقترح لتفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها فی ضوء الشکل التالی:
الهدف العام |
المرحلة |
التخصصات |
تفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها |
الجامعیة |
الشرعیة واللغة العربیة والعلوم الإنسانیة والمعماریة والهندسیة والإداریة والطبیعیة والزراعیة والطبیة والتقنیة |
الأهداف الخاصة |
||
1-تزوید العاملین بالجامعات على أدوار الجامعات لتنمیة المسؤولیة الاجتماعیة . 2-تزوید العاملین بالجامعات بأهمیة المسؤولیة الاجتماعیة . |
شکل رقم (3) التصور المقترح لتفعیل دور الجامعات فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة
ح) مداخل تطبیق التصور المقترح: ویتم التطبیق والتنفیذ الفعلی لتفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة من خلال ثلاث مداخل رئیسیة هی:
1-المدخل المستقل. 2-المدخل التشریبی. 3-المدخل التکاملی.
ویمکن توضیح ذلک من خلال الشکل التالی:
شکل رقم (4) : مداخل التصور المقترح
جدول رقم (1) : التمییز بین المدخل المستقل والمدخل التشریبی والمدخل التکاملی.
المدخل المستقل |
المدخل التشریبی |
المدخل التکاملی |
1-أن تکون المسؤولیة الاجتماعیة وأهمیتها وآلیاتها وطرقها وأنواعها وأشکالها شکل مهارات مستقلة عبر محتوى مادة أو مقرر دراسی مستقل او ادارة مستقلة تعنى بتنمیة المسؤولیة الاجتماعیة بالجامعات السعودیة لدى طلابها . |
1- أن تکون المسؤولیة الاجتماعیة فی المرحلة الجامعیة بالمملکة العربیة السعودیة من خلال تشریب المقررات الدراسیة الجامعیة ببعض المفاهیم والمصطلحات التی تعزز وتنشر المسؤولیة الاجتماعیة وأهمیتها . |
1- أن تکون المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلاب الجامعات السعودیة من خلال أنشطة طلابیة مختلفة تسهم فی تنمیة وتعزز المسؤولیة الاجتماعیة بالجامعات السعودیة لدى طلابها. |
2- یتم تخصیص مقرر دراسی بالمسؤولیة الاجتماعیة ضمن متطلبات التخرج من الجامعة ویکون ضمن الخطة الدراسیة للطالب فی جمیع الکلیات والتخصصات المختلفة . |
2- لا یتم تخصیص مقرر دراسی بل یتم الترکیز على المفاهیم والمصطلحات التی تعزز وتنمی المسؤولیة الاجتماعیة من خلال تشریب المقررات الدراسیة. |
2-ربما یتم تخصیص محاضرات دراسیة وندوات لتنفیذ أنشطة طلابیة أو تدرج ضمن المحاضرة الاسبوعیة والأنشطة الطلابیة. |
3- یکون هناک وقت محدد للانتهاء من تنفیذ التصور المقترح خلال فترة زمنیة هی فترة تدریس هذا المقرر وتعم نتائجه من خلال تدریسه وتستمر المعرفة لدى . |
3-لا یتوقف إدماج وسائل وأسالیب المسؤولیة الاجتماعیة لدى اعضاء هیئة التدریس والموظفین والطلاب بالجامعات السعودیة مع مفردات المقرر الدراسی فی وقت محدد بل تشمل طیلة السنوات الدراسیة بالجامعة. |
3- لا یتوقف إدماج الأنشطة الطلابیة مع المحتوى الدراسی بوقت معین بل تشمل طیلة السنوات الدراسیة بالجامعة. |
أولاً: المدخل المستقل: لتطبیق تفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها فإنه یمکن استخدام المدخل المستقل من خلال تقدیم مقرر دراسی جامعی مستقل یعنى بالمسؤولیة الاجتماعیة بالجامعات السعودیة ضمن متطلبات التخرج من المرحلة الجامعیة وفیما یلی عرض للمقرر الدراسی یقدمه التصور المقترح لتطبیق تفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة ضمن المقررات المعتمدة والأساسیة للتخرج من الجامعة حیث یتضمن المقرر الدراسی المقترح النقاط التالیة :
1- اسم المقرر: المسؤولیة الاجتماعیة : یدرس الطالب ضمن الخطة مقرر دراسی باسم المسؤولیة الاجتماعیة .
2- عدد ساعات المقرر فی الأسبوع: (2) ساعة
3- أهداف المقرر: أ- الهدف العام: تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة بالجامعات السعودیة لدى طلابها.
ب-الأهداف الخاصة: یسعى المقرر لتحقیق اهداف ویتوقع بعد دراسة هذا المقرر ان یکون الطالب قادراً على:
1- توضیح مفهوم المسؤولیة الاجتماعیة.
2- توضیح مفهوم المسؤولیة الاجتماعیة فی القرآن الکریم والسنة النبویة.
3- المسؤولیة الاجتماعیة ومقوماتها ومرتکزاتها وآلیاتها واهمیتها ودواعیها .
4- التمییز بین أنواع المسؤولیة الاجتماعیة وأشکالها وأهدافها ومقوماتها.
5- ضوابط تحقیق المسؤولیة الاجتماعیة القواعد الذهبیة الشاملة لها.
6- نماذج تطبیقیة المسؤولیة الاجتماعیة.
7- المقومات الأساسیة لتحقیق الفائدة المرجوة من المسؤولیة الاجتماعیة.
8- أخطاء وممارسات غیر مناسبة فی المسؤولیة الاجتماعیة.
9- دور الفرد لتحقیق المسؤولیة الاجتماعیة .
10- مؤسسات المجتمع المدنی ودورها فی المسؤولیة الاجتماعیة.
11- دور الجامعات فی تحقیق المسؤولیة الاجتماعیة .
4-موضوعات المقرر الدراسی: یشتمل الموضوعات التالیة
1- لماذا مقرر دراسی عن المسؤولیة الاجتماعیة بالجامعات السعودیة (أهداف المقرر وموضوعاته وأهمیته فی هذه المرحلة).
2- توضیح مفهوم المسؤولیة الاجتماعیة.
3- تناول مفهوم المسؤولیة الاجتماعیة فی القرآن الکریم وفی السنة النبویة.
4- المسؤولیة الاجتماعیة ومقوماتها ومرتکزاتها وآلیاتها واهمیتها ودواعیها .
5- التمییز بین أنواع المسؤولیة الاجتماعیة وأشکالها وأهدافها ومقوماتها.
6- ضوابط تحقیق المسؤولیة الاجتماعیة والقواعد الذهبیة الشاملة لها .
7- نماذج تطبیقیة للمسؤولیة الاجتماعیة.
8- المقومات الأساسیة لتحقیق الفائدة المرجوة من المسؤولیة الاجتماعیة.
9- أخطاء وممارسات غیر مناسبة فی المسؤولیة الاجتماعیة.
10- دور الفرد لتحقیق المسؤولیة الاجتماعیة.
11- مؤسسات المجتمع المدنی ودورها فی المسؤولیة الاجتماعیة.
12- دور الجامعات فی المسؤولیة الاجتماعیة.
5- محتوى المقرر الدراسی: یشمل محتوى المقرر الدراسی بالمسؤولیة الاجتماعیة بالجامعات ما تضمنه من الموضوعات السابقة فی موضوعات المقرر الدراسی .
6- طرائق التدریس المقترحة لتدریس هذا المقرر: هناک جملة من طرائق التدریس المقترحة لتدریس هذا المقرر(المسؤولیة الاجتماعیة)مع التأکید على أن عضو هیئة التدریس هو من یقرر الأسلوب والطریقة التدریسیة التی سوف یتبعها فی تدریس موضوعات المقرر الدراسی ولکن من المقترح أن یستخدم عضو هیئة التدریس فی تدریسه للمقرر طریقة المحاضرة والالقاء والحوار والمناقشة والعصف الذهنی والتفکیر الابداعی والناقد والمدخل لحل المشکلات والمدخل القصصی والتعلم التعاونی والمشروع ونحوها .
ب- مدخل التشریب: ویتضمن هذا المدخل تشریب المقررات الدراسیة الإجباریة والتخصصیة والاختیاریة والإعداد العام وکافة الأنشطة الطلابیة التی تقدم للطالب مجموعة من المفاهیم ذات العلاقة بالمسؤولیة الاجتماعیة من خلال ربط المحتوى بقضایا ومفاهیم المسؤولیة الاجتماعیة ، ویمکن تناول مدخل التشریب من خلال بعض المفاهیم التی تعنى بالمسؤولیة الاجتماعیة وذلک على النحو الآتی:
جدول رقم (3) یوضح المفاهیم التی یجب أن یجری تشریبها لمقرر المسؤولیة الاجتماعیة والکفایات الأساسیة المتوقع تحقیقها بعد تشریب المقرر بهذه المفاهیم :
العنصر |
الموضوع |
المفاهیم |
|
الکفایات الأساسیة المتوقع تحقیقها |
|
ج - المدخل التکاملی: تسعى الجامعة من خلال وظائفها التدریسیة والبحث العلمی وخدمة المجتمع لفئات المجتمع المختلفة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة من خلال المدخل التکاملی وفی تقدیم ما یفید عن المسؤولیة الاجتماعیة ، ویمکن أن نتناول مکونات المدخل التکاملی من خلال تقدیم الأنشطة المنهجیة والأنشطة الطلابیة غیر المنهجیة وسعیها فی المسؤولیة الاجتماعیة.
ونقصد بالأنشطة المنهجیة فی هذ التصور المقترح هو جمیع الممارسات والأسالیب العلمیة التی تقدم ویمارسها المتعلم وعضو هیئة التدریس لزیادة الوعی وتحصیل ثقافة المسؤولیة الاجتماعیة داخل القاعة الدراسیة .
ونقصد بالأنشطة الطلابیة غیر المنهجیة فی هذه الصیغة هی جمیع الممارسات والأسالیب العلمیة التی تقدم لطالب المرحلة الجامعیة ویمارسها داخل أو خارج الجامعة من أجل زیادة الوعی والثقافة فی المسؤولیة الاجتماعیة ، ویتم تطبیق التصور المقترح لتفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها من خلال المدخل التکاملی مجموعة من الأنشطة المنهجیة ومجموعة من الأنشطة الطلابیة غیر المنهجیة وذلک على النحو التالی:
أولاً: الأنشطة المنهجیة التی یتضمنها التصور المقترح لتفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها .
1) المناهج والمقررات الدراسیة وطرق التدریس: انطلاقاً من ان المنهج بمفهومه الحدیث والواسع یمثل مجموعة الخبرات التربویة التی تهیؤها الجامعة لطلابها لمساعدتهم على النمو الشامل والمتکامل فی شتى جوانب الشخصیة، فإن على المنهج أن یقوم بدوره کوسیلة تثقیفیة تسهم فی تعزیز إدراک مکانة المسؤولیة الاجتماعیة فی المجتمع .
2) المسؤولیة الاجتماعیة من خلال عضو هیئة التدریس: ان لعضو هیئة التدریس دور فی تنمیة وتعزیز المسؤولیة الاجتماعیة وقیمها ، لذا لا بد من الاهتمام بنوعیة أعضاء هیئة التدریس حیث إن تحقیق مضامین المسؤولیة الاجتماعیة تتطلب عضواً مؤمناً بأهمیة المسؤولیة الاجتماعیة وکذلک یجب على أعضاء هیئة التدریس مراعاة التعامل مع قیم المسؤولیة الاجتماعیة .
وبمراجعة وضع هیئة التدریس ومستواهم المهنی والأکادیمی نجد أن هناک کثیراً من أوجه النقد وهذا یتطلب إعداد برامج تدریبیة تشخص الواقع وعمل تغذیة راجعة للتأکید على زیادة کفایة أعضاء هیئة التدریس فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة وهناک احتیاجات بموضوع المسؤولیة الاجتماعیة لدى عضو هیئة التدریس تتمثل فی:
P لا بد من وضع الاحتیاجات التدریبیة وتحدیدها عند تزوید أعضاء هیئة التدریس بمفهوم المسؤولیة الاجتماعیة ومبادئها وآلیاتها ومقوماتها .
P احتیاجات خاصة وأساسیة لمهنة عضو هیئة التدریس یمارسها فی کل قاعة دراسیة لزیادة الوعی فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة.
P احتیاجات عضو هیئة التدریس من حیث المعارف والنتائج السلوکیة المتوقعة من برنامج المسؤولیة الاجتماعیة وما هی الاستراتیجیات التی یستخدمها عضو هیئة التدریس فی تحقیق الأهداف المنشودة.
P تبنی العضو اتجاهات حدیثة فی التربیة فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة
3) الأحداث الجاریة: یطلق تعبیر الأحداث الجاریة على کل التغیرات التی تحدث فی المجتمع أو العالم، أی قد تکون محلیة تثیر اهتمام من یعیشها، وقد تکون عالمیة معاصرة أوسع من الأحداث المحلیة وتهم العالم بأسره ( السید، 2003 م: 215).
إن استخدام الأحداث الجاریة فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة وجعلها محوراً للحوار الدائر لتحقیق الوعی بالمسؤولیة الاجتماعیة من خلال الأحداث والمستجدات له أهمیة کبیرة من الناحیة التربویة إذ یساهم فی خلق التفاعل على أسس علمیة بین المتعلم والأحداث التی یعیشها وطنه أو إقلیمه أو العالم کما یساهم فی تحقیق التربیة على المسؤولیة الاجتماعیة من خلال ما یطرح فی وسائل الإعلام أو غیرها ، کما أن عضو هیئة التدریس یستطیع أن ینمی ویفعل الوعی بالمسؤولیة الاجتماعیة عن طریق استخدام الأحداث الجاریة فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة وذلک من خلال تکلیفه المتعلم بتلخیص أی حدث جار کتابیاً له علاقة بالمسؤولیة الاجتماعیة.
أولاً: الأنشطة غیر المنهجیة التی یتضمنها التصور المقترح لتفعیل دور الجامعات السعودیة فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعیة لدى طلابها .
تتمیز الأنشطة غیر المنهجیة بأنها تنمی مواهب الطلبة وسلوکیاتهم المختلفة وتوفر أنماطاً متعددة من المشارکات التی تشبع حاجاتهم وتصقل مواهبهم وتبنی شخصیتهم فی مختلف الجوانب الشرعیة والثقافیة والاجتماعیة والریاضیة والتقنیة وتحقق للطلبة مزیدا من التوازن والتکیف النفسی والاجتماعی ،وبما أن الطالب کفرد یؤثر ویتأثر بالجماعة والمجموعة والمجتمع، وبما أن هذه المناشط على تنوعها واختلافها تحقق قدراً من الإشباع النفسی والعاطفی والاجتماعی فإنها بذلک تسهل وتبرز دور المسؤولیة الاجتماعیة لدى الطلبة، ولذا من المفضل استغلالها لتأصیل المسؤولیة الاجتماعیة لدیهم من خلال ربط ما یقومون به من مناشط لواجباتهم تجاه مجتمعهم وإشعارهم بالأثر الإیجابی لهذه المناشط الذی یعود علیهم وعلى مجتمعهم بالنفع والرقی والتمیز وفیما یلی عرض لبعض الانشطة غیر المنهجیة والتی تسهم فی تنمیة المسؤولیة الاجتماعی لدى طلاب الجامعة :
1) الأنشطة التعلیمیة: لا بد من مراعاة أن تکون الأنشطة التعلیمیة تسمح بتحقیق التوعیة والتربیة على المسؤولیة الاجتماعیة ، وکذلک یجب الاهتمام بنوعیة المواقف أکثر من کمیتها أو عددها ولا بد من توظیف تلک المواقف فی الإسهام فی التربیة والتوعیة فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة وتکون تربیة قائمة على المسؤولیة الاجتماعیة والتأکید على أن الأنشطة الثقافیة والعقلیة التی تقوم على البحث والتفکیر والتعمیر والحوار الحر المفتوح بین الطلاب أنفسهم، وبینهم وبین أعضاء هیئة التدریس وکذا بینهم وبین ضیوف الجامعة من أهل الفکر والرأی ومن ألوان الأنشطة التی یمکن أن تهیئها الجامعة للطلاب لتحقیق التربیة والتوعیة فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة ما یلی:
أ- النشاط الثقافی: ومن خلال هذا النشاط یمکن إتاحة الفرصة أمام الطلاب لتوسع مجالات إدراکهم الثقافیة- وذلک باتصالهم بالمصادر الثقافة فی المجتمع، ویمکن والتوعیة فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة من خلال عقد المحاضرات والندوات التی تتناول المسؤولیة الاجتماعیة
ب- النشاط الاجتماعی: یهدف هذا النشاط إلى ربط الجامعة بالمجتمع بوسائط عدیدة ولعل من المجالات التی یتم بها هذا الربط، أن یقدم الطالب بالجامعة خدمات حقیقیة للبیئة المحلیة ولا بد هنا من الترکیز على أن تعامل المتعلمین مع البیئة یظهر فیه قیم المسؤولیة الاجتماعیة .
ت- النشاط الریاضی: من خلالها یمکن أن یتم التوعیة فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة وقیمها من خلال دعوة بعض الشخصیات الریاضیة لتنمیة وزیادة الوعی فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة .
ث- النشاط العلمی: من خلالها یتم الربط بین العلم والعمل وإبراز وجه الاستفادة من العلوم فی حیاة المتعلمین ومن خلال ممارسة النشاط العلمی یجب ملاحظة سلوک الطلاب وتطبیقاتهم للتربیة والتوعیة فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة أثناء المشارکة فی الأنشطة والنوادی العلمیة
ج- النشاط الفنی: یهدف هذا النشاط إلى إشباع العدید من میول الطلاب وقدراتهم واتجاهاتهم الفنیة المختلفة مثل تنمیة موهبة التمثیل ولعب أدوار فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة وإعطاء الطلاب کافة الحریة فی إبراز ما یختاره من أنشطة فنیة تساهم فی التربیة فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة.
2) الصحافة الجامعیة: وتعد آلیة جیدة لتحقیق التربیة فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة فلا قیود تمنع عمل الطلاب ومشارکتهم فی عمل الصحافة فی الجامعة من خلال الصحیفة التی تصدر عن الجامعة وتطبیقاً لذلک یختار الطلاب ما ینشرونه من موضوعات تتناول المسؤولیة الاجتماعیة ومقوماتها وأهدافها وآلیاتها ،ومن هنا ینعکس ذلک على نفسیة الطلاب ویشعرهم بثقافته فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة.
3) الکشافة: من ضمن الأنشطة التی تؤدی إلى التربیة والتوعیة فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة من خلال المدخل التکاملی هی أعمال الکشافة حیث یتم عمل معسکرات داخلیة یوم إجازة الجامعة من بدایة الیوم وحتى نهایته ویتم تدریب الطلاب على مهام الکشافة ثم یتم تدریبهم بعد ذلک على أعمال الکشافة خارج جدران الجامعة ومنها تناول أعمال فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة.
4) الأندیة الطلابیة: وهی عبارة عن مقرات طلابیة یمکن أن یتم إقامتها وتشکیلها داخل الجامعة هو ما یسمى بالنادی الطلابی وذلک بفتح باب الاشتراک للطلاب وتهدف الأندیة الطلابیة إلى التربیة والتوعیة فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة وزیادة الوعی والثقافة فی المسؤولیة الاجتماعیة لدى الطالب المرحلة الجامعیة من خلال بعض المناشط والأعمال .
5) المسرح الجامعی: یعد المسرح الجامعی إحدى الأنشطة التی تسعى إلى صقل مواهب ومهارات المتعلم من جوانب مختلفة وتدخل التربیة والتوعیة فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة کأحد المطالب التی یجب أن یساهم المسرح الجامعی فی تحقیقها حیث یکون للمسرح الجامعی دور فی التربیة والتوعیة فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة لطلاب المرحلة الجامعیة وتنفیذها کما أنه یمکن أن یکسب طالب الجامعة ثقافة المسؤولیة الاجتماعیة من خلال تناول قضایا المسؤولیة الاجتماعیة بطریقة تمثیلیة ،ومن الأمثلة على کیفیة قیام المسرح بهذا الدور هو طرح مسرحیة تتناول مشکلة من مشکلات وکارثة من الکوارث او قضیة من القضایا او دور من الادوار الاجتماعیة والتی تساهم فی تحقیق المسؤولیة الاجتماعیة .
6) نادی المسؤولیة الاجتماعیة: وهی عبارة عن مقر طلابی لنشاط غیر منهجی یمکن أن یتم إقامته وتشکیله داخل الجامعة هو ما یسمى بنادی المسؤولیة الاجتماعیة وذلک بفتح باب الاشتراک للطلاب ویهدف نادی المسؤولیة الاجتماعیة إلى التربیة والتوعیة فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة وزیادة الوعی والثقافة فی المسؤولیة الاجتماعیة لدى الطالب المرحلة الجامعیة من خلال بعض المناشط والأعمال .
توصیات الدراسة ومقترحاتها :
تقدم الدراسة التوصیات والمقترحات التالیة :
المراجع
المراجع