الأمن الفکري لدى الطلاب مظاهره وصوره وطرق الوصول إليه

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد بقسم التربية بالجامعة الإسلامية

10.12816/0042393

المستخلص

 کانت وما زالت وستظل التربية هي صمام الأمن والأمان لأي مجتمع في أي زمان وفي أي مکان . والتربية هي الحصن الحصين , وهي الملاذ الآمن لأية أمة تريد أن تربي أبناءها على طلب العلم ونقاء العقيدة والعبادة والمعاملة والسلوک ، وصفاء الفکر وصحته وسلامته من التيه.
والتربية في أي أمة هي مرآة المجتمع , يرى فيها نفسه ويؤکد فيها ذاته , وکما يکون المجتمع تکون التربية , وکما تکون التربية يکون المجتمع، بمعنى أن التربية تتوجه بمقدرات المجتمع ومقوماته , کما أنها توجه المجتمع وتدير حرکة الحياة فيه , فهي تؤثر وتتأثر , تقود وتقاد , تنفعل وتتفاعل .
کما أن من أهم جوانب التربية عموما والتربية الإسلامية خصوصا الجانب العقلي (الجانب الفکري) کونه أحد الضروريات الخمس التي نص عليها الکتاب والسنة على وجوب حفظها وأمنها ورعايتها.
ونحن اليوم نواجه الکثير من التحديات ،تجاه طلابنا لعل في مقدمتها الأمن الفکري ، ولا سبيل لمواجهة ذلک التحدي إلا بتربية وتعليم تواکب هذه التحديات المعاصرة ، وتستطيع مواجهتها بما يجعل من الأجيال القادمة أجيالا آمنة محصنة ضد الأفکار الهدامة ،                والتيارات الفاسدة، مع التمسک الشديد بثوابتنا ومعتقداتنا، لما لهم من أثر واضح على أمن المجتمع واستقراره.
ومن هنا تطرح هذه الدراسة موضوع: [ الأمن الفکري لدى الطلاب وأثره في                          استقرار المجتمع ]

الموضوعات الرئيسية


 

                کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

 

الأمن الفکری لدى الطلاب مظاهره وصوره

وطرق الوصول إلیه

 

 

إعــــداد

د/ حسن بن محمد الزهرانی

الأستاذ المساعد بقسم التربیة

بالجامعة الإسلامیة

 

 

}         المجلد الثانی والثلاثین– العدد الثالث– جزء أول - یولیو 2016م  {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

المقدمة:

 کانت وما زالت وستظل التربیة هی صمام الأمن والأمان لأی مجتمع فی أی زمان وفی أی مکان . والتربیة هی الحصن الحصین , وهی الملاذ الآمن لأیة أمة ترید أن تربی أبناءها على طلب العلم ونقاء العقیدة والعبادة والمعاملة والسلوک ، وصفاء الفکر وصحته وسلامته من التیه.

والتربیة فی أی أمة هی مرآة المجتمع , یرى فیها نفسه ویؤکد فیها ذاته , وکما یکون المجتمع تکون التربیة , وکما تکون التربیة یکون المجتمع، بمعنى أن التربیة تتوجه بمقدرات المجتمع ومقوماته , کما أنها توجه المجتمع وتدیر حرکة الحیاة فیه , فهی تؤثر وتتأثر , تقود وتقاد , تنفعل وتتفاعل .

کما أن من أهم جوانب التربیة عموما والتربیة الإسلامیة خصوصا الجانب العقلی (الجانب الفکری) کونه أحد الضروریات الخمس التی نص علیها الکتاب والسنة على وجوب حفظها وأمنها ورعایتها.

ونحن الیوم نواجه الکثیر من التحدیات ،تجاه طلابنا لعل فی مقدمتها الأمن الفکری ، ولا سبیل لمواجهة ذلک التحدی إلا بتربیة وتعلیم تواکب هذه التحدیات المعاصرة ، وتستطیع مواجهتها بما یجعل من الأجیال القادمة أجیالا آمنة محصنة ضد الأفکار الهدامة ،                والتیارات الفاسدة، مع التمسک الشدید بثوابتنا ومعتقداتنا، لما لهم من أثر واضح على أمن المجتمع واستقراره.

ومن هنا تطرح هذه الدراسة موضوع: [ الأمن الفکری لدى الطلاب وأثره فی                          استقرار المجتمع ]

أهمیة الموضوع:

أدرک الإنسان منذ فجر حیاته قیمة الفکر کوظیفة من وظائف العقل فاعتمد علیه فی تعامله مع العالم الذی یعیش فیه ، وتحقیق أغراضه بما یتناسب مع درجة وعیه لنفسه ولحقیقة دوره فی هذه الحیاة . " فإذا نظرنا إلى العقائد التی یأخذ بها الإنسان وإلى الأسباب التی تجعله یعتقد فی صحتها ، فإننا نجد أن کل ذلک یتحدد إلى درجة کبیرة بعاملین هما : ذکاء الإنسان والبیئة التی تحیط به وتؤثر علیه"([1]) .

ولاشک أن ثمة علاقة وثیقة تربط بین العقل والواقع عموماً ، فالفکر الإنسانی -            أیاً کانت صورته - لا یعدو أن یکون دالة لظروف اجتماعیة واقتصادیة وثقافیة معینة تمده بمقومات الوجود وترسم له مسارات الاتجاه ، وتحدد له أهداف العمل ، ولا یمکن أن یقتصر الأمر هنا على ذلک ، إذ لابد أن یعید الفکر النظر فی الواقع ، إما لتغییره أو تدعیمه أو غیر ذلک من حاجات یبرزها التطبیق وتدل علیها الخبرة .  والفیصل هنا هو مدى کفاءة الفکر، فإذا کان الفکر حیویاً وثریاً وعمیقاً ، استطاع أن یلعب دوراً رئیسیاً فی تغییر دفة الواقع وتوجهه الوجهة السلیمة ، أما إذا کان جامداً فقیراً سطحیاً ، لم یستطع أن یلعب الدور الرئیسی فی تشکیل هذا الواقع ، وإنما یصبح عاملاً هاماً فی تثبیت أرکان الاقتراب منه .                    وفی کلتا الحالتین تکون العلاقة علاقة تأثیر وتأثر ، أی علاقة تفاعل بین الجانبین([2]) .

وتجدر الإشارة إلى أن التربیة عبر العصور - وکعملیة اجتماعیة فی الأساس - قد اهتمت - ولا زالت - بالعقل البشری بصورة ما ، وإن اختلفت هذه التربیة فی منطلقاتها وعملیاتها وأهدافها ، فعلى سبیل المثال کانت التربیة فی مصر القدیمة تعتمد على طریقة الحفظ الآلی فی تدریس الأدب ، وخاصة الأدب الدینی ، مما جعل العقل أسیراً للنصوص الدینیة التی لو أخطأ الفرد فیها حق علیه العقاب .  وإذا کانت التربیة الإغریقیة فی اسبرطة لم تعط للتدریب العقلی فرصاً حقیقیة ، فلعله کان من أهم أهداف التربیة الأثینیة أن یسیر الفرد فی حیاته بالحکمة التی یغلفها العقل فی أدائه لما یکلف به من واجبات([3]) .

والإسلام دین الفطرة ، فهو فی منهاجه التربوی یأخذ الکائن البشری کله ،               بفطرته التی خلقه الله علیها ، فیعالجه معالجة شاملة لا تترک شیئاً من هذه الفطرة ولا تغفل عن شیء ، جسمه وعقله وروحه ، حیاته المادیة والمعنویة وکل نشاطه على الأرض ، إضافة إلى أن الإسلام یصل بین الدنیا والآخرة والأرض والسماء .  إنه الشمول الذی             یتناول جمیع الجزئیات وفی وقت واحد ، وتلک دقة معجزة لا تصدر إلا من الخالق العظیم .

} فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِی فَطَرَ النَّاسَ عَلَیْهَا لَا تَبْدِیلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِکَ الدِّینُ الْقَیِّمُ وَلَکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ              لَا یَعْلَمُونَ [ð ([4])

والإسلام إذ یربی الإنسان بجوانبه المتعددة ، لا یعطی کل جانب منه مطالبه وحاجاته فحسب ، بل یعطیه إیاها کذلک بالقدر المضبوط الذی لا یحرمه ولا یُتخمه ، فینطلق الإنسان وقد أخذ حظه من الغذاء الصالح بمقادیر صالحة ، نشیطاً متحرکاً منتجاً باستمرار ، وما من نظام آخر یعالج النفس البشریة بهذه الدقة وذلک الشمول([5]) .

یتضح مما سبق أن العقل فی الإسلام أحد مکونات الشخصیة الإنسانیة ، وأن التربیة الفکریة أحد مجالات التربیة الإسلامیة التی تعنى بالکائن الإنسانی کوحدة مترابطة ممتزجة الأجزاء ، لا ینفصل منه جسم عن عقل وعن روح ، والعقل البشری طاقة من أکبر طاقاته ، ونعمة من أکبر نعم الله علیه ، لقوله تعالى :} قُلْ هُوَ الَّذِی أَنْشَأَکُمْ وَجَعَلَ لَکُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِیلًا مَا تَشْکُرُونَ[ ([6]) ،"أی : قل لهم یا محمد : الله جل وعلا هو الذی أوجدکم من العدم ، وأنعم علیکم بهذه النعم “ السمع والبصر والعقل ” وخص هذه الجوارح بالذکر لأنها أداة العلم والفهم]¾ قَلِیلاً مَا تَشْکُرُونَ [أی قلما تشکرون ربکم على نعمه التی لا تحصى قال الطبری : أی قلیلاً ما تشکرون ربکم على هذه النعم التی أنعمها علیکم " ([7]) .

وفی الحدیث النبوی عن علی رضی الله عنه أن رسول الله r قال : " رفع القلم عن ثلاثة : عن النائم حتى یستیقظ ، وعن الصبـی حتى یشب ، وعن المعتوه حتى یعقل " ([8]) . مما یوضح أنه لیس على هؤلاء المنصوص علیهم فی الحدیث تکلیف إذ لا تتصف أفعالهم بقبول أو رد لعدم وجود العقل الذی هو مناط التکلیف بأحکام الشرع .

 

ولذا میز الله تعالى الإنسان على غیر من الکائنات بالتفکیر الواسع ، بمعنى أنه قادر على الإبداع والابتکار ، فتفکیر الإنسان إذن هو العملیة التی ینظم بها العقل خبراته بطریقة جدیدة لحل مشکلة معینة ، أو هو إدراک علاقة جدیدة بین موضوعین أو أکثر بغض النظر عن نوع هذه العلاقة والتفکیر نشاط عقلی معقد حیث یعبر عن القدرة العقلیة العامة ویدل على تکامل الوظائف العقلیة جمیعاً فی مختلف مستویاتها ، والتفکیر من حیث هو وظیفة أو أحد مظاهر النشاط العقلی یمکن تدریبه وقدحه وتوجیهه وجهة معینة بالقدر الذی تسمح به القدرة الفطریة للفرد ، ومن ثم یجب أن یکون من أغراض التربیة الصحیحة تربیة الأجیال على التفکیر العلمی السلیم([9]) .

وأحکام الإسلام کلها معقولة لم تخاطب إلا العقل ولم توجه إلا إلیه .  فالإسلام وضع منهجاً تربویاً فریداً فی تربیة العقل وأمن فکره یعتمد على تحریر العقل وتبصیره بمدرکات الحیاة وإطلاق سراحه من القیود والأغلال ، وإثارة الحواس والوجدان لأنها أبواب الفکر ، کما یعتمد على الحث على العلم والارتباط الوثیق بین العقل والعلم ، والتزود من العلوم المختلفة التی تصقل العقل وتزکیه وترفع قدره ومنزلته ] یَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِینَ آَمَنُوا مِنْکُمْ وَالَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [([10]) .

وتکمن أهمیة البحث فی کونه:

1-    یعنى بأهم شریحة فی المجتمع وهم الطلاب "الشباب" إذ یتشکل ویتکون فکرهم واتجاههم فی مراحل التعلیم المختلفة.

2-    أنه یبرز مظاهر وصور الأمن الفکری وطرق الوصول إلیه.

3-    أنه یؤکد على أهمیة  المعلم ودوره نحو تحقیق الأمن إذ هو الذی یباشر البناء               الفکری للطلاب.

4- أنه یبرز دور المؤسسات التعلیمیة - الأسرة ومؤسسات المجتمع –المسجد، المدرسة، وسائل الإعلام -نحو تحقیق الأمن الفکری.

منهج البحث:

اتبع الباحث فی هذه الدراسة "المنهج الاستنباطی التحلیلی" ذلک المنهج الذی یقوم على إعمال العقل و جمع المعلومات  وتحلیلها فی صورة علمیة ومنطقیة مقبولة ؛ لأنه یمکننا فی المجال التربوی من وضع تصورات أکثر عمقاً عن البرامج المستقبلیة ,  وبالقدر الذی یتمشى مع أهداف الدراسة ، ویساعد فی الإجابة عن التساؤلات التی أثارتها.

والمنهج الاستنباطی: "هو الطریقة التی یقوم فیها الباحث ببذل أقصى جهد عقلی ونفسی عند دراسة النصوص لهدف استخراج مبادئ تربویة مدعمة بالأدلة الواضحة"  ([11]) .

والمنهج التحلیلی کما وضحه المیدانی بقوله:" هو تجزئة الکل إلى أجزائه التی یتألف منها بسیطة کانت أو مرکبة ، ودراسة کل جزء منها دراسة خاصة به لمعرفة صفاته وخصائصه ووظائفه ثم النظر فی وجهة ترابط الأجزاء بعضها ببعض، وأداء کل جزء فیها وظیفته الخاصة به بحسب موضعه من الکل حتى أجتمع منها الکل فأدى وظیفته الکبرى القائمة على تعاون الأجزاء. وبعد عملیة التحلیل للشئ الواحد أو لعدد من الأشیاء وبعد النظر فی صفات الأجزاء وخصائصها وما یمکن أن تقوم به من وظائف تأتی عملیة إعادة الترکیب، وابتکار ترکیب جدید یفترضه التخیل ملاحظاً الملائمة بین الترکیب الذی یتخیله وبین غایة الإنسان فی الحیاة ”([12])

واختیار هذا المنهج یفید فی إبراز مظاهر وصور الأمن الفکری ، ودور المعلم نحو تحقیقه، وکذلک مؤسسات المجتمع التعلیمیة والتربویة.

الدراسات السابقة:

-     الأمن الفکری فی مواجهة المؤثرات الفکری([13]).

وتهدف الدراسة إلى إیضاح أن الفکر والحریة الفکریة تکفلت بهما دساتیر الأمم، بل إن الشریعة الإسلامیة تؤکد تحریم المساس بهما أو انتهاکهما . وإیضاح ماهیة الأمن الفکری مع إیضاح أهمیته فی التصدی لکل ما یؤثر على الفکر ویحرف مساره عن الصواب .

منهج الدراسة :

استخدم الباحث فی دراستها لمنهج الاستنباطی والمنهج الوصفی .

وخرج الباحث بالتوصیات التالیة :

١- العمل على تحصین الفکر بالعقیدة الصحیحة النابعة من الکتاب والسنة لأنها مناط الأمن النفسی والاجتماعی والفکری .

٢- تربیة الناشئة على حریة الفکر وعدم القسر والضغط علیهم حتى لا یؤدی إلى              جمود فکرهم .

الدراسة الثانیة: وظیفة الأسرة فی تدعیم الأمن الفکری ([14]) .

وقد کانت أهداف الدراسة کالتالی :

١- التعرف على الأسرة والتنشئة الاجتماعیة، وکذلک وظیفة الأسرة فی تدعیم الأمن الفکری. وأهمیة الأسرة باعتبارها محضن التحصین من الانحرافات الفکریة .

منهج الدارسة :

استخدم الباحث المنهج الوصفی والتحلیلی .

ومن أهم النتائج التی توصلت لها هذه الدراسة :

١- إن شخصیة الشباب تتشکل من خلال أسالیب المعاملة التی تمارس علیهم من قبل أسرهم، وأن نوع المعاملة فی المنزل تنعکس على شخصیة الفتى أو الفتاة ویلازمهما فی سلوکهما ومستقبل أیامهما ، مما یقوی القول بأن الأسرة تقوم بوظیفة بالغة الأهمیة فی تعزیز الأمن الفکری أو اضطرابه .

٢- إن طبیعة العلاقة السائدة بین المراهقین على وجه الخصوص والوالدین تعانی مأزق اًسببه الأساسی جهل الکثیر من الآباء والأمهات بمسؤولیاتهم نحو وقایة أبنائهم من الانحرافات، وغیاب الحوار والاستماع الجید بین الوالدین وأبنائهم الذین یعیشون تحت سقف واحد مما أوجد اضطرابات سلوکیة متنوعة قد یکون الانحراف الفکری          فی مقدمتها .

٣-أن التربیة المنزلیة الصالحة سد منیع أمام الانحراف الفکری ، والزیغ، والضلال، ویتحول أفراد الأسرة إلى دروع واقیة لحمایة الاستقرار والأمن والتنمیة ...

التعلیق على الدراسات السابقة:

تتفق الدراسة الحالیة مع الدراسات السابقة فی الحدیث عن الأمن الفکری، کما تتفق معها فی استخدام المنهج، وتختلف الدراسة الحالیة عن الدراسات السابقة فی الحدیث عن الأمن الفکری لدى الطلاب وأثره فی استقرار المجتمع مع زیادة فی إبراز مظاهر الأمن الفکری وصوره وطرق الوصول إلیه وهو ما یمیز هذا البحث عما سبق

موضوعات البحث:

وسیکون حدیثی فی هذا البحث حول النقاط التالیة:

  1. المفهوم:
  2. أهمیة الأمن.
  3. مظاهر وصور الأمن الفکری.
  4. طرق الوصول إلیه.
  5. دور المعلم فی تحقیق الأمن الفکری.

أولاً: مفهوم الأمن:

الأمن فی اللغة:

الأمن فی أصله اللغوی بمعنى, وهو  مصدر للفعل أمن یؤمن. 

وقد جاء فی معجم مقاییس اللغة أن "(أمن) الهمزة والمیم والنون أصلان متقاربان: أحدهما الأمانة التی هی ضد الخیانة ومعناها سکون القلب, و الآخر التصدیق.               والمعنیان متدانیان"([15]) .

وجاء فی مختار الصحاح: " أ م ن: (الأمانة) و(الأمنة) بمعنى, وفی القرآن الکریم: ﴿إِذْ یُغَشِّیکُمْ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَیُنَزِّلُ عَلَیْکُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِیُطَهِّرَکُمْ بِهِ وَیُذْهِبَ عَنکُمْ رِجْزَ الشَّیْطَانِ وَلِیَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِکُمْ وَیُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ([16]).

وجاء فی لسان العرب أن الأمن "ضد الخوف"([17]) .

من خلال هذه المعانی اللغویة یتبین أن معنى الأمن فی لغة العرب یدور حول        أمرین هما:

  • الطمأنینة والشعور بالرضا والاستقرار أولاً.
  • ثم التصدیق والثقة وعدم الخوف ثانیاً, ومنه قوله تعالى: ﴿وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾([18]).

ثانیاً: مفهوم الأمن فی الاصطلاح:

تعددت تعریفات الأمن قدیماً وحدیثاً, وأکثر التعریفات لا تخرج کثیراً عن معناه اللغوی, فقدیماً قالوا: "عدم توقع مکروه فی الزمان الآتی"([19]).

ثم تطور هذا المفهوم نتیجة لتطور المجتمعات البشریة ولتنوع الحاجات الإنسانیة فتعددت الآراء والأقوال بحسب اختلاف المجالات والتخصصات.

     وبالتالی فهناک تعریفات اصطلاحیة للأمن حسب جوانبه وأقسامه وذلک من خلال ما یلی:

1-    الأمن فی الجانب النفسی عرف بأنه "الحالة التی یسود فیها الشعور بالطمأنینة والهدوء والاستقرار والبعد عن القلق والاضطراب "([20]).

2-      والأمن فی الجانب الجنائی "هو قدرة المجتمع على مواجهة لیس فقط الأحداث والوقائع الفردیة للعنف, بل جمیع المظاهر المتعلقة بالطبیعة المرکبة والمؤدیة للعنف"([21]) .

3-    والأمن فی الجانب السیاسی : "هو تحقیق کیان الدولة والمجتمع ضد الأخطار التی تهددها داخلیاً وخارجیاً وتأمین مصالحها وتهیئة الظروف المناسبة اقتصادیا واجتماعیاً لتحقیق الأهداف والغایات التی تعبر عن الرضا العام فی المجتمع"([22]).

4-    والأمن فی الجانب الشرعی : "هو الاستعداد والأمان بحفظ الضروریات الخمس من أی عدوان علیها , فکل ما دل على معنى الراحة والسکینة وتوفیر السعادة والرقی فی شأن من شؤون الحیاة فهذا أمن"([23]) .

من هنا یتضح التباین فی تعریف الأمن حسب المنظور الذی ینظر إلیه کل باحث.

 "وفی محاولة لنظرة شاملة ومتکاملة فالأمن عبارة عن "مجموعة من الإجراءات التربویة والوقائیة والعقابیة التی تتخذها السلطة لحمایة الوطن والمواطن داخلیاً وخارجیاً انطلاقاً من المبادئ التی تؤمن بها الأمة, ولا تتعارض أو تتناقض مع المقاصد            والمصالح المعتبرة"([24]) .

وعموما یمکن تعریف الأمن بمفهومه العام: بأنه النشاط الذی یهدف إلى استقرار الأمن والطمأنینة فی ربوع البلاد.

2.  الأمن فی القرآن الکریم:

     تأتی معانی مصطلح الأمن فی القرآن الکریم متنوعة منها:

المقابلة بین الأمن والخوف.

 فالإیمان والعمل الصالح وإقامة نظام الاستخلاف فی عمارة الأرض وتحقیق شروط التمکین الإنسانی لهذا النظام هو سبیل استبدال الإنسان الأمن بدلاً من الخوف"([25]).  قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُم فِی الأَرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَیُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمْ الَّذِی ارْتَضَى لَهُمْ وَلَیُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً یَعْبُدُونَنِی لا یُشْرِکُونَ بِی شَیْئاً وَمَنْ کَفَرَ بَعْدَ ذَلِکَ فَأُوْلَئِکَ هُمْ الْفَاسِقُونَ﴾([26]).

-      وفی القرآن أیضاً مقابلة بین الخوف والفزع قال تعالى: ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ یَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ﴾ ([27]). "وهذا الأمن الذی هو الطمأنینة المقابل للخوف والفزع یرد الحدیث عنه فی القرآن الکریم باعتباره نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى, وآیة من آیاته"([28]) قال تعالى: ﴿ لإِیلافِ قُرَیْشٍ * إِیلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّیْفِ * فَلْیَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَیْتِ * الَّذِی أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾ ([29]).

 " وکذلک آیة ونعمة الأمن فی المکان, وعن الحرم الآمن تحدثت کثیر من آیات القرآن الکریم"([30]) قال تعالى: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَیْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً ﴾([31]).

- وعن البلد الآمن یتحدث القرآن الکریم: ﴿فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى یُوسُفَ آوَى إِلَیْهِ أَبَوَیْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِینَ﴾([32])....وغیرها من المعانی

من خلال الآیات السابقة یتبین أن الأمن والطمأنینة مرتبط بالإیمان بالله تعالى وتوحیده وطاعته, وأن الخوف والفزع والجوع والقلق مرتبط بالکفر بالله والإعراض عن شرعه, وأنه شامل للفرد والجماعة فی دنیاهم وأخراهم.

وفی السنة النبویة ما یؤکد أهمیة الأمن قال صلى الله علیه وسلم " وقال النبی r فی بیان عظم شأن نعمة الأمن وأهمیتها: « من أصبح منکم آمنا فی سربه معافى فی جسده عنده قوت یومه فکأنما حیزت له الدنیا بحذافیرها »([33]).

وضع النبی rأسس وقواعد الأمن التی تکفل للمسلمین بعد التوکل على الله النصر والتمکین لیحافظوا على أمنهم. قال أبوفارس: "وهو القائد الذی تحوطه العنایة الربانیة ، والمتمتع بالصفات البشریة المتکاملة ، لا یتوانى عن الاستفادة من الآخرین ، کان حریصاً على الاطلاع على خبرات الأمم وعلومها فی المجال العسکری ، وکان یستفید من تلک الفنون العسکریة فیوضع خططه للتصدی لأعدائه"([34].( 

فعلى سبیل المثال استخدم النبی r أسلوب التمویه والتضلیل فی کل مراحل الدعوة: السریة والجهریة ؛ فی السلم والحرب ؛ لیحافظ على نفسه وأصحابه ، من بطش القوة الغاشمة التی کانت تحیط به ، وترصد تحرکاته.

مفهوم الفکر فی اللغة والاصطلاح:

الفکر فی اللغة:

جاء فی لسان العرب إلى أن الفکر هو " إعمال الخاطر فی شئ " ([35]).

وجاء فی مقاییس اللغة: "الفاء والکاف والراء تردد القلب فی شئ,  یقال: تفکر إذا ردد القلب معتبراً " ([36]).

وورد فی مختار الصحاح: "ف ک ر: (التفکر) التأمل, و (أفکر) فی الشئ و ( فکر) فیه بالتشدید و (تفکر) فیه بمعنى. ورجل (فکیر) بوزن سکیت کثیر التفکر"([37]).

فمفهوم الفکر فی اللغة یدور حول معنى واحد ،وهو إعمال الفکر بالتأمل والتدبر.

ثانیاً: الفکر فی الاصطلاح:

عرف الفیومی الفکر: " وقال: الفکر ترتیب أمور فی الذهن یتوصل بها إلى مطلوب, یکون علماً أو ظنا ً" ([38]).

 وعرفه الزنیدی بقوله : "الفکر فی المصطلح الفکری والفلسفی خاصة هو الفعل الذی تقوم به النفس عند حرکتها فی المعقولات, أی النظر والتأمل والتدبر والاستنباط والحکم ونحو ذلک, وهو کذلک المعقولات نفسها أی الموضوعات التی أنتجها العقل البشری"([39]).

 مما سبق یتضح أن التفکر یراد به " إعمال النظر والتأمل فی مجموعة من المعارف لغرض الوصول إلى معرفة جدیدة, وهو بهذا عملیة یقوم بها العقل أو الذهن بواسطة الربط بین المدرکات أو المحسوسات واستخراج معانٍ غائبة عن النظر المباشر "([40]).

الفکر فی القرآن:

التفکر فریضة إسلامیة دعا إلیها القرآن الکریم فی آیات کثیرة ،حضت على التفکیر وإعمال العقل، والتدبر , ولقد وردت مشتقات الفکر فی القرآن الکریم فی عدة مواضع بصیغة الفعل   وهی: (فَکَّرَ ) ([41]) , (تَتَفَکَّرُوا ) ([42]) , (تَتَفَکَّرُونَ ) ([43]), (یَتَفَکَّرُوا ) ([44]), (یَتَفَکَّرُونَ ) ([45]) . یقول الغزالی رحمه الله:" کثر الحث فی کتاب الله تعالى على التدبر والاعتبار والنظر والتفکر, ولا یخفى أن الفکر هو مفتاح الأنوار ومبدأ الاستبصار وهو شبکة العلوم ومصیدة المعارف والفهوم, وأکثر الناس قد عرفوا فضله ورتبه لکن جهلوا حقیقته وثمرته ومصدره"([46]). فالآیات التی  تدعوا إلى التفکر وإعمال الفکر والعقل کثیراة, وأن هذا التفکر وإعمال الفکر والعقل هو الذی یقود إلى الإیمان وتوحید الله جل وعلا وخشیته,  وأنه سبب زیادة الإیمان.

الفکر فی الحدیث النبوی الشریف :

    وردت کلمة الفکر فی کتب الحدیث النبوی الشریف فی عدة مواضع منها:

1-        أفرد البخاری باب بعنوان: (باب یفکر الرجل الشیء فی الصلاة) وأورد فیه حدیث عن الحارث رضی الله عنه قال : صلیت مع النبی r العصر فلما سلم قام سریعا دخل على بعض نسائه ثم خرح ورأى ما فی وجوه القوم من تعجبهم لسرعته فقال: " ذکرت وأنا فی الصلاة تبرا ([47]) عندنا فکرهت أن یمسی أو یبیت عندنا فأمرت بقسمته"([48]).

2-        وکذلک أفرد مسلم باب بعنوان: "باب فضل دوام الذکر والفکر فى أمور الآخرة والمراقبة وأورد فیه حدیثاً عن حَنْظَلَةَ رضی الله عنه قَالَ: کُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله علیه وسلم- فَوَعَظَنَا فَذَکَّرَ النَّارَ - قَالَ - ثُمَّ جِئْتُ إِلَى الْبَیْتِ فَضَاحَکْتُ الصِّبْیَانَ وَلاَعَبْتُ الْمَرْأَةَ - قَالَ - فَخَرَجْتُ فَلَقِیتُ أَبَا بَکْرٍ فَذَکَرْتُ ذَلِکَ لَهُ فَقَالَ وَأَنَا قَدْ فَعَلْتُ مِثْلَ مَا تَذْکُرُ. فَلَقِینَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله علیه وسلم- فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ نَافَقَ حَنْظَلَةُ فَقَالَ: « مَهْ ». فَحَدَّثْتُهُ بِالْحَدِیثِ فَقَالَ أَبُو بَکْرٍ: وَأَنَا قَدْ فَعَلْتُ مِثْلَ مَا فَعَلَ فَقَالَ :« یَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً وَلَوْ کَانَتْ تَکُونُ قُلُوبُکُمْ کَمَا تَکُونُ عِنْدَ الذِّکْرِ لَصَافَحَتْکُمُ الْمَلاَئِکَةُ حَتَّى تُسَلِّمَ عَلَیْکُمْ       فِى الطُّرُقِ » ([49]).

تعریف الأمن الفکری مصطلحا مرکباً

 یعد مفهوم الأمن الفکری من المفاهیم الحدیثة ، التی لم تکن متداولة فیما سبق ، ومن التعاریف الواردة لهذا المصطلح ما یلی:

  • یُعرف الأمن الفکری بأن: "یعیش الناس فی بلدانهم وأوطانهم وبین مجتمعاتهم آمنین على مکونات أصالتهم وثقافتهم النوعیة ومنظومتهم الفکریة "([50]).
  • ویعرفه السدیس بأنه"أن یعیش الناس فی بلدانهم وأوطانهم وبین مجتمعاتهم آمنین مطمئنین على مکونات أصالتهم وثقافتهم النوعیة ومنظومتهم الفکریة المنبثقة من     الکتاب والسنة"([51]).
  • ویعرفه الوادعی بأنه: "سلامة فکر الإنسان وعقله وفهمه من الانحراف والخروج عن الوسطیة والاعتدال فی فهمه للأمور الدینیة والسیاسیة وتصوره للکون"([52]) .
  • ویعرفه المالکی بأنه: "سلامة فکر الإنسان من الانحراف أو الخروج عن الوسطیة والاعتدال فی فهمه للأمور الدینیة والسیاسیة والاجتماعیة مما یؤدی إلى حفظ النظام العام وتحقیق الأمن والطمأنینة والاستقرار فی الحیاة السیاسیة والاجتماعیة والاقتصادیة وغیرها من مقومات الأمن الوطنی"([53]).
  • ویعرفه الحیدر بقوله: "تأمین خلو أفکار وعقول أفراد المجتمع من کل فکر شائب ومعتقد خاطئ, مما قد یشکل خطراً على نظام المجتمع وأمنه, وبما یهدف إلى تحقیق الأمن والاستقرار فی الحیاة الاجتماعیة "([54]).

نخلص مما سبق بأن الأمن الفکری هو "حفظ الفکر وصیانته مما یعکر صفوه من الأفکار الهدامة أو الدخیلة، أو الشبهات المضلله، وحمایته من الانحراف ،وتحصینه بالعلم والمعرفة فی مواجهة کل فکر منحرف ".

التفکر فریضة إسلامیة دعا إلیها القرآن الکریم فی آیات کثیرة ،حضت على التفکیر وإعمال العقل ، والتدبر , ولقد وردت مشتقات الفکر فی القرآن الکریم فی عدة مواضع بصیغة الفعل وهی: (فَکَّرَ)([55]) , (تَتَفَکَّرُوا )([56]) , (تَتَفَکَّرُونَ )([57]), (یَتَفَکَّرُوا )([58]), (یَتَفَکَّرُونَ )([59]) .

ثانیاً : أهمیة الأمن:

1-        الأمن قیمة عظیمة، تمثل الفیء الذی لا یعیش الإنسان إلا فی ظلاله، وهو قرین وجوده وشقیق حیاته، فلا یمکن مطلقا أنتقوم حیاة إنسانیة، تنهض بها وظیفة الخلافة فی الأرض، إلا إذا اقترنت تلک الحیاة بأمن وارف، یستطیع الإنسان الحیاة فی ظله وتوظیف ملکاته وإطلاق قدراته، واستخدام معطیات الحیاة من حوله لعمارة الحیاة، والإحساس بالأمن یسمح للإنسان أن یؤدی وظیفة الخلافة فی الأرض، ویطمئنه على نفسه ومعاشه وأرزاقه([60]) .

2-        الأمن أساسی للتنمیة: فلا تنمیة ولا ازدهار إلا فی ظلال أمن سابغ، فالتخطیط  السلیم والإبداع الفکری والمثابرة العلمیة، هی أهم مرتکزات التنمیة، وهی أمور غیر ممکنة الحدوث إلا فی ظلأمن واستقرار یطمئن فیه الإنسان على نفسه وثرواته واستثماراته.

3-        الأمن غایة العدل: والعدل سبیل للأمن، فالأمن بالنسبة للعدل غایة ولیس العکس، فإذا کان العدل یقتضی تحکیم الشرع والحکم بمیزانه الذی یمثل القسطاس المستقیم، فإن الشرع ذاته ما نزل إلا لتحقیق الأمن فی الحیاة، وغیاب العدل یؤدی إلى غیاب الأمن، ولذا فإن الحکمة الجامعة تقول: “ إن واجبات الدولة تنحصر فی أمرین هما:              (عمران البلاد وأمن العباد).

4-        الأمن غایة الشرائع وهدفه الأسمى : فقد أنزل الله الشرائع متعاقبة متتالیة منذ           أهبط أول إنسان إلى هذه الأرض ، حیث ظلت عنایة الله تتابعه وتلازمه،               فما تقوم أمة ولا یبعث جیل إلا ویکون لرسالة السماء شأن معه. قال تعالى:            ] وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِیهَا نَذِیرٌ [([61]).

 وقد کانت غایة هذه الرسالات هی إقامة السلام الاجتماعی بین بنی الإنسان، فتأتی الرسالة مبینة الحلال والحرام والحق والباطل .. وقد ذکر رسول اللهrهذا المعنى بقوله: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ویده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم"([62]).

ثالثاً: مظاهر وصور الأمن الفکری:

یعتبر نوع من أنوع الأمن یصعب تحقیقه فی نطاق المجتمع وفی نطاق الأسرة مالم تکن هناک تربیة إسلامیة صحیحة جادة على منهج الکتاب والسنة.

       ومعلوم أن التربیة الصحیحة تقف موقف الحارس الأمین على أفکار الناس وتوجهاتهم ما داموا ملتزمین بالدین قولاً وعملاً.

وهناک بعض مظاهر وصور الأمن الفکری ینبغی تربیة النشء علیها حتى تغرس فی نفوسهم فتصبح سلوکاً معتاداً یمارسونه فی حیاتهم الیومیة ،وتتمثل تلک الصور فی:

أ‌-     تربیة الأولاد على البعد عن التقلید الأعمى للسابقین من الآباء والکبراء دون تفکیر:

 التقلید: " مأخوذ من القلادة المعروفة والجمع قلائد، وقلدت المرأة تقلیداً جعلت القلادة فی عنقها، ومنه تقلید الهدى وهو أن یعلق بعنق البعیر قطعة من جلد لیعلم الناس أنه هدی فیکف الناس عنه، وتقلید العامل تولیته کأنه جعل قلادة فی عنقه وتقلدت السیف ))([63]). والتقلید مأخوذ من قلادة البعیر، حیث تقول العرب قلدت البعیر إذا جعلت فی عنقه حبلاً یقاد به فکأن المقلِّد  یجعل أمره کله لمن یقوده حیث شاء وهو عند العلماء قبول قول بلا حجة، وقیل: هو اعتقاد صحة فتیا من لا یعلم صحة قوله([64]). وقال الجرجانی:" التقلید عبارة عن إتباع الإنسان غیره فیما یقول أو یفعل معتقداً لحقیقة فیه من غیر نظر وتأمل فی الدلیل، کأن هذا المتبع جعل قول الغیر أو جعله قلادة فی عنقه "([65])، والذی یظهر من خلال هذه التعاریف أن التقلید الأعمى هو إتباع الشخص لغیره إلى کل ما یذهب إلیه سواء کان على صواب أو على خطأ دون نظر وتفکیر، ومن فعل ذلک فقد عطل عقله وحال بینه وبین أداء وظائفه.

والمتأمل فی آیات الکتاب والسنة النبویة المطهرة یجدها حفلت بالتندید لکل  من قلد دون فکر ورویة، إذ أن التقلد الأعمى دون تدبر أو تأمل أو تفکر لیس طریقاً للعلم ولا موصلاً له، ولذا یقول القرطبی: "التقلید لیس طریقاً للعلم ولا موصلاً له لا فی الأصول ولا فی الفروع"([66])، حیث أن الإسلام حذر من التقلید لسنن الآباء والأجداد وما کانوا علیه من السلوکیات المنحرفة والاعتقادات الباطلة، قال تعالى] وَإِذَا قِیلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَیْنَا عَلَیْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ کَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا یَعْقِلُونَ شَیْئًا وَلَا یَهْتَدُونَ[ ([67]) أی:                   (( وإذا قیل لهؤلاء الکفرة من المشرکین اتبعوا ما أنزل الله على رسوله واترکوا ما أنتم علیه من الضلال والجهل قالوا فی جواب ذلک، بل  نتبع ما ألفینا أی ما وجدنا علیه آباءنا أی من عبادة الأصنام والأنداد. قال الله تعالى منکراً علیهم: ] أَوَلَوْ کَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا یَعْقِلُونَ شَیْئًا وَلَا یَهْتَدُونَ[ أی الذین یقتدون بهم ویقتفون أثرهم أی: لیس لهم فهم ولا هدایة"([68])، ولذا فإن تربیة الفکر فی الإسلام لا تقبل من المسلم أن یلغی عقله لیجری سنة آبائه وأجداده ولا تقبل منه أن یلغی عقله رهبة من بطش الأقویاء وطغیان الأشداء([69])،

وحینما حرر الإسلام العقل الإنسانی فإنه لا یقبل التقلید الأعمى لما کان علیه الآباء والأجداد من اعتقادات باطلة، أو من سلوکیات خاطئة لا یقبلها العقل قال تعالى:           ]وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَیْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا یَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ[([70]) أی (( أنهم إذا فعلوا ذنباً قبیحاً متبالغاً فی القبح اعتذروا عن ذلک بعذرین)) : الأول : أنهم فعلوا ذلک اقتداءً بآبائهم لما وجدوهم متسترین على فعل تلک الفاحشة ؛ والثانی : أنهم مأمورون بذلک من جهة الله سبحانه، وکلا العذرین فی غایة البطلان والفساد، لأن وجود آبائهم على القبیح لا یسوغ لهم فعله، والأمر من الله سبحانه لهم لم یکن بالفحشاء، بل أمرهم باتباع الأنبیاء والعمل بالکتب المنزلة ونهاهم عن مخالفتهما، ومما نهاهم عنه فعل الفواحش ولهذا رد الله سبحانه علیهم بأن أمر نبیه r  ان یقول لهم                 ]إِنَّ اللَّهَ لَا یَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ[ فکیف تدَّعُون ذلک علیه سبحانه، ثم أنکر علیهم ما أضافوه  إلیه، فقال ]أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ[وهو من تمام ما أمر النبی r بأن یقوله لهم، وفیه من التقریع والتوبیخ أمر عظیم، فإن القول بالجهل إذا کان قبیحاً فی کل شیء فکیف إذا کان التقول على الله وفی هذه الآیة أعظم زاجر وأبلغ واعظ للمقلدة الذین یتبعون آباءهم فی المذاهب المخالفة للحق ، فإن ذلک من الاقتداء بأهل الکفر لا بأهل الحق، والمقلد لولا اغتراره بکونه وجد أباه على ذلک المذهب مع اعتقاده بأنه الذی أمر الله به، وأنه الحق لم یبق علیه، وهذه الخصلة هی التی بقی بها الیهودی على الیهودیة والنصرانی على النصرانیة والمبتدع على بدعته، فما أبقاهم على هذه الضلالات إلا کونهم وجدوا آباءهم فی الیهودیة والنصرانیة أو البدعیة وأحسنوا الظن بهم بأن ما هم علیه هو الحق الذی أمر الله به ولم ینظروا لأنفسهم ولا طلبوا الحق کما یجب وبحثوا عن دین الله کما ینبغی، وهذا هو التقلید البحت والقصور الخالص"([71]) کما أن تقلید أصحاب السلطة الدینیة، کالأحبار وغیرهم إفساد للعقل وشل لوظائفه، قال تعالى]اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِیحَ ابْنَ مَرْیَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِیَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا یُشْرِکُونَ   [([72]) وقد بدأ الإسلام بالتحذیر الشامل من هذا الفساد فأسقط الکهانة وأبطل سلطان رجال الدین على الضمائر ونفى عنهم القدرة على التحریم والتحلیل والإدانة والغفران([73]) وکثیراً ما یعرض لنا القرآن السلوکیات الخاطئة       للأمم الماضیة فی عباداتها وفی عقیدتها وفی أخلاقها ومعاملتها قال تعالى:                   ]  وَکَذَلِکَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِکَ فِی قَرْیَةٍ مِنْ نَذِیرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ [([74]) یقول صاحب الظلال :"الإسلام رسالة التحرر الفکری والانطلاق الشعوری لا تقر هذا التقلید المزری، ولا تقر محاکاة الآباء والأجداد اعتزازاً  بالإثم والهوى، فلابد من سند ولابد من حجة، ولابد من تفکر، ثم اختیار مبنی على الإدراک والیقین وهکذا یتجلى أن طبیعة المعرضین على الهدى واحد، وحجتهم کذلک مکررة، إنما وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون "([75])

         ویبدأ الإسلام بعلاج التقلید الأعمى الذی یقع بالدرجة الأولى على المؤسسات التربویة التی تعنى بتنشئة الأفراد وإعدادهم وتکوین الفکرة الصادقة والإرادة الحازمة لدیهم لصد الهوى الذی یعصف بالعقل ویتحکم فیه وذلک عن طریق الاتباع والاقتداء قال تعالى :   ]اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَیْکُمْ مِنْ رَبِّکُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِیَاءَ قَلِیلًا مَا تَذَکَّرُونَ[([76]) أی "اقتفوا آثار النبی الأمی الذی جاءکم بکتاب أنزل إلیکم من رب کل شیء وملیکه ]وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِیَاءَ ,[ أی لا تخرجوا عما جاءکم به الرسول إلى غیره فتکونوا قد عدلتم عن حکم الله إلى حکم غیره"([77]) وتبع: یقال تَبِعَـهُ واتبعهُ قفا أثره وذلک تارة بالارتسام والائتمار وعلى ذلک قوله تعالى : ]فَمَنْ تَبِعَ هُدَایَ فَلَا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَلَا هُمْ یَحْزَنُونَ[N ]قَالَ یَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِینَ(20)[اتَّبِعُوا مَنْ لَا یَسْأَلُکُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ [ویقال أتبعه إذا لحقه قال تعالى:          ]فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِینَ[([78]) فالإتباع والاقتداء بسلف هذه الأمة على بصیرة وعلم فهو الحق المطلوب، والتأسی والاقتداء بهم واجب، ولذا جاء على لسان نبـی الله یوسف علیه السلام بأنه متبع لما کان علیه آباؤه وأجداده. قال تعالى : ] إِنِّی تَرَکْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ کَافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِی إِبْرَاهِیمَ وَإِسْحَاقَ وَیَعْقُوبَ مَا کَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِکَ بِاللَّهِ مِنْ شَیْءٍ ذَلِکَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَیْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لَا یَشْکُرُونَ[([79]) أی : " هجرت طریق الکفر والشرک وسلکت طریق هؤلاء المرسلین صلوات الله وسلامه علیهم أجمعین وهکذا یکون حال من سلک طریق الهدى واتبع طریق المرسلین وأعرض عن طریق الضالین فإن الله یهدی قلبه ویعلمه ما لم یکن یعلم ویجعله إماماً یقتدى به فی الخیر وداعیاً إلى سبیل الرشاد "([80]) وبهذا یتضح أهمیة القدوة الحسنة والإتباع المحمود، وتوطین النفس، فعن حذیفة رضی الله عنه قال : قال رسول الله r:((لا تکونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا ولکن وطنوا أنفسکم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا ))([81]) والإسلام یربی العقل على عدم التأثر بالعوامل الخارجیة التی لا تتفق مع الفطرة السویة والعقل الرشید ، وسر ذلک هو ما تمیز به العقل المسلم من میل إلى الاحتکام للشرع والاطمئنان إلى الأساس الربانی الذی یقوم علیه وهو الوحی الإلهی، الذی یعلو به فوق الفکر البشری کله، " لأنه یرتکز على حقائق مطلقة الصدق لا تتغیر بتغیر الزمان والمکان ثم إن الشمولیة التی استمدها من شمولیة الوحی الإلهی أغنته عن الحاجة إلى استمداد مقومات حیاة من سواه "([82]) ولا شک أن القدوة ذات أثر کبیر فی سلوک الناشئة سلباً أو إیجاباً ، وکثیر ما تشکو المؤسسات التربویة من التقلید الأعمى الذی لا یمت إلى عقلیة ناضجة کما أوضحنا سابقاً، والقدوة الصالحة هی العلاج لکثیر من المشکلات التی تعانی منها المجتمعات .

وقد حذر الرسول الکریم r من التقلید الأعمى فعن أبی سعید الخدری t عن النبی r قال: " لتتبعن سَنَنَ من کان قبلکم شبراً شبراً وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم " قلنا یا رسول الله الیهود والنصارى؟ قال: ((فمن الناس إلا أولئک))([83]) وهکذا  یبین الرسول r ما یدبره الیهود والنصارى من المکائد التی قد تجر بعض المسلمین إلى تقلیدهم ومحاکاتهم، ثم إنه r نبه إلى ما یتحمله کل من یؤثر فی سلوک الآخرین من النتائج حین یقلدونه بخیر أو شر وبین أنها مسؤولیة صعبة یضاعف فیها الجزاء ثواباً وعقاباً بما یحمله الذی فی مرکز القدوة من تبعه الذین یقتدون به ویقلدونه([84]) . فعن جریر بن عبد الله البجلی t قال: قال رسول الله r : " من سن سنة خیر فاتُّبع علیها، فله أجره ومثل أجور من اتبع غیر منقوص من أجورهم شیئاً، ومن سن سنة شر فاتبع علیها، کان علیه وزره ومثل أوزار من اتبعه غیر منقوص من أوزارهم شیئاَ "([85]) ومن مظاهر هذه التبعة ذوبان الشخصیة الإسلامیة وفقدان الهویة والذی انعکس سلباً على کثیر من شباب الأمة الإسلامیة الیوم، حیث اجتمعت علیهم مشاکل الغرب وسلوکیاته لتصوغ منهم شباباً لا یعرف اتجاهه، بل اتجه معظمهم إلى تقلید الغرب تقلیداً أعمى فی کثیر من مظاهر حیاته - بدعوة التحضر والمدنیة - غافلین عن أن هذا الاتجاه یقودهم إلى التبعیة الفکریة التی تفسد عقیدتهم وتمحو شخصیتهم وتضر بأمتهم([86]) . وإذا لم تقم المؤسسات التربویة بدراسة هذه المشکلة ووضع الحلول الناجعة لها وتدرک أوضاع شباب الأمة من الانهزام والتبعیة فلاشک أن أمتنا ستکون سلعة سائغة للشرق والغرب، ولذا فواجب المؤسسات التربویة الإسلامیة العنایة بتنمیة الشخصیة الإسلامیة لشباب الأمة المسلمة.

ومن أمعن النظر والفکر فی آیات الله الکونیة وآیاته القرآنیة ، وتأمل صادقاً وتدبر مخلصاً بما آتاه الله من أسباب العلم والهدى فی سمعه وبصره وعقله، فإنه یتضح له تمام الوضوح أن کل ما تشقى به البشریة الیوم - وفی کل عصر - من العصبیات والفسوق والکفر، إنما تولد عن طریق التقلید الأعمى الذی زینه أعداء الرسل من شیاطین الجن والإنس، وزخرفوا القول به غروراً([87])

ب – تربیة الأولاد على اجتناب الظن السیئ: ظن الشیء ظناً: علمه بغیر یقین وقد یأتی بمعنى الیقین. وفی التنزیل: ]الَذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا اللَّهِ[ ویقال: ظن به الناس: عرضه لتهمتهم، والظن: إدراک الذهن الشیء مع ترجیحه وقد یکون مع الیقین، والظنون: کل ما لا یوثق به، یقال رجل ظنون: متهم فی عقله، أو متهم فی خبره وقیل الخیر([88]) والظن اسم لما یحصل عن أمارة ومتى قویت أدت إلى العلم، ومتى ضعفت جداً لم یتجاوز حد التوهم، ومتى قوی أو تَصَوَّرَ تَصَوُّرَ القوی استعمل معه أن المشددة وأن المخففة منها. ومتى ضعف استعمل أنَّ وأَنِ المختصة لمعدومین من القول والفعل، فقوله:                 ]W الَّذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ[ ] أَلَا یَظُنُّ أُولَئِکَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ [ وهو نهایة فی ذمهم. ومعناه ألا یکون منهم ظن لذلک تنبیهاً أن أمارات البعث ظاهرة، وقوله: ] وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَیْهَا[ تنبیهاً أنهم صاروا فی حکم العالمین لفرط طمعهم وأملهم، وقوله:       ]وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ[ أی علم، وقوله: ]وَاسْتَکْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَیْنَا لَا یُرْجَعُونَ[ فإنه استعمل فیه أنَّ المستعمل فی الظن الذی هو العلم تنبیهاً أنهم اعتقدوا ذلک اعتقادهم للشیء المتیقن وإن لم یکن ذلک متیقناً وقوله: ]یَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَیْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِیَّةِ[ أی یظنون أن النبی r لم یصدقهم فیما أخبرهم به کما ظن الجاهلیة تنبیهاً أن هؤلاء المنافقین هم فی حیز الکفار. والظن فی کثیر من  الأمور مذموم"([89])

والتربیة الإسلامیة تربی الفرد على حسن الظن المبنی على العلم الیقینی ولذا یقول الله تعالى مبیناً ضرر الظن السیء الذی یؤثر سلباً فی حیاة الفرد والجماعة: ] یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا کَثِیرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [([90]) "فإمارة عقد سوء الظن أن یتغیر القلب معه عما کان، فینفر عنه نفوراً ما، ویستثقله، ویفتر عن مراعاته وتفقده وإکرامه والاغتمام بسببه، فهذه أمارات عقد الظن وتحقیقه"([91]) والعقلیة الإسلامیة الواعیة ترفض الظن فی کل موقع یتطلب فیه الیقین کالقضایا الاعتقادیة إذ لا بد فیها من العلم والیقین، فهذه القضایا                      (( لا یکفی فیها الظن، بل لا بد فیها من العلم، أی العلم الیقینی، قد یکفی الظن فی قضایا الفروع والجزئیات، التی تقوم علیها تعاملات الناس بعضهم ببعض، ولهذا تقبل شهادة الشهود مع احتمال الخطأ والکذب، ویقبل حدیث الواحد، مع احتمال ذلک، أما فی القضایا الکبرى، فلا یستغنى فیها عن الیقین ))([92]).

 ویحذ الرسول rمن الظن، فعن أبی هریرةt  أن رسول الله صلى الله علیه وسلم قال:"إیاکم والظن، فإن الظن أکذب الحدیث"([93]).

 والإسلام حین یدعو إلى اجتناب الظن المذموم فهو فی نفس الوقت یربی العقل على العلم الیقینی على أساس من النظر والاستدلال قال ابن القیم: "مبدأ کل علم نظری وعمل اختیاری هو الخواطر والأفکار، فإنها  توجب التصورات، والتصورات تدعو إلى الإرادات، والإرادات تقتضی وقوع الفعل، وکثرة تکراره تعطی العادة، فصلاح هذه المراتب بصلاح الخواطر والأفکار، وفسادها بفسادها"([94]) ولذا یقسم القرطبی الظن فیقول: " إن الظن فی الشریعة قسمان: محمود ومذموم ، فالمحمود منه ما سلم  معه دین الظان والمظنون  به عند بلوغه، والمذموم ضده "([95]) بدلالة قوله تعالى]ð لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَیْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْکٌ مُبِینٌ[  ([96]) وقال النبی r : " إذا ظننت فلا تحقق وإذا حسدت فلا تبغ وإذا تطیرت فامض ))([97]). والإسلام یربی الإنسان على طلب العلم بغیة  الوصول إلى حقیقة الأشیاء ولذا یؤکد القرآن على العلاج لهذا المعوق ویبین أهمیة الیقین  فی العلم کعلاج تزیل معه الشکوک والظنون .

جـ - البعد عن إتباع الهوى:" الهوى میل النفس إلى الشهوة ویقال ذلک للنفس المائلة إلى الشهوة، وقیل سمی بذلک لأنه یهوی بصاحبه فی الدنیا إلى کل داهیة وفی الآخرة إلى الهاویة"([98]) وقد أشار القرآن الکریم فی آیاتٍ کثیرة إلى تأثیر الهوى على عقل الإنسان، وما یؤدی إلیه من تعطیل لجمیع وظائفه. قال تعالى واصفاً حال أصحاب الأهواء:]ð أَرَأَیْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَکُونُ عَلَیْهِ وَکِیلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَکْثَرَهُمْ یَسْمَعُونَ أَوْ یَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا کَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلًا (44)[ ([99]) أی " انه سبحانه بین أن بلوغ هؤلاء فی جهالتهم وإعراضهم عن الدلائل إنما کان لاستیلاء التقلید علیهم وأنهم اتخذوا أهواءهم آلهة، فکل ما دعاهم الهوى إلیه انقادوا له، سواء منع الدلیل منه أو لم یمنع"([100]) والقرآن الکریم یرسم نموذجاً من البشر انفلتت أنفسهم من کل المعاییر الثابتة فخضعت لهواها وحکمت شهواتها، تنکر الحجة والحقیقة تبعاً لهواها وشهواتها، والتعبیر القرآنی لا یعمم إذ یذکر أکثرهم ، وأما القلة منهم کانت تجنح إلى الهدى أو تقف عند الحقیقة تتدبرها، وأما الکثرة التی تتخذ من الهوى إلهاً مطاعاً، والتی تتجاهل الدلائل وهی تطرق الأسماع والعقول، فهی کالبهیمة العجماء وما یفرق الإنسان من البهیمة إلا الاستعداد للتدبر والإدراک والتکیف وفق ما یتدبر ویدرک من الحقائق عن بصیرة وإرادة واقتناع ، بل إن الإنسان حین یتجرد من خصائصه هذه یکون أحط من البهیمة، لان البهیمة تهتدی بما أودعها الله من استعدد، فتؤدی وظائفها أداء کاملاً صحیحاً، بینما الإنسان لم ینتفع بما منحه الله من قدرات فکان أضل سبیلاً من الأنعام. ([101]) ثم یوجه القرآن الکریم النبی r توجیهاً تربویاً - حینما طلبت منه الیهود أن یأتی بآیات وحجج مثل ما جاء به موسى علیه السلام - یحکمون عقولهم ویجردون أنفسهم من الرغبات والمیل إلى الباطل فقال سبحانه:]` قُلْ فَأْتُوا بِکِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ کُنْتُمْ صَادِقِینَ (49) فَإِنْ لَمْ یَسْتَجِیبُوا لَکَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا یَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَیْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ (50) [ ([102])

فالهوى یدعو إلى الاستغراق فی اللذات الجسمانیة، والاستغراق فیها یمنع من الاشتغال بطلب السعادات الروحانیة التی هی الباقیات الصالحات، لأنهما حالتان متضادتان فبقدر ما یزداد أحدهما ینقص الآخر. والضلال عن سبیل الله یوجب سوء العذاب، والأمر فیه ظاهر لأن الإنسان إذا عظم إلفه بهذه الجسمانیات ونسی بالکلیة أحواله الروحانیات، فإذا  مات فارق المحبوب والمعشوق ودخل دیاراً لیس له بأهل تلک الدیار إلف ولیس لعینه قوة مطالعة أنوار تلک الدیار، فکأنه فارق المحبوب ووصل إلى المکروه، فکان لا محالة فی أعظم العناء والبلاء فثبت أن متابعة الهوى توجب الضلال عن سبیل الله ، وثبت أن الضلال عن سبیل الله یوجب العذاب، وهذا بیان فی غایة الکمال"([103]).

ثم یحذر الله تعالى نبیه ومصطفاه محمدr من إتباع الهوى فقال جل شأنه:             WW] وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَکَ مِنَ الْحَقِّ [([104])

وفی السنة النبویة المطهرة یبین الرسول r أن من المهلکات إتباع الهوى فقال r: " ثلاث مهلکات وثلاث منجیات، فقال: ثلاث مهلکات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، وثلاث منجیات: خشیة الله فی السر والعلانیة، والقصد فی الفقر والغنى، والعدل فی الغضب والرضا " ([105]) کما أنه ش یستعیذ بالله من منکرات الأهواء لأنها ستغلق منافذ التفکیر ولذا یقول r :" اللهم جنبنی منکرات الأخلاق والأهواء والأعمال، والأدواء "([106]) فما تعوذ الرسول الکریم ش من الأهواء إلا لأنها تعمی صاحبها عن رؤیة الحقیقة وتجعله یرى الأمور على غیر ما هی علیه فی واقعها ، فإذا فطن العقل إلى هذا العائق الذی یحد من نشاطه، ضمن لنفسه السیر الصحیح" وهذا العقل الذی تجرد من الهوى وخلص من آثار التقلید هو الذی یخالطه الإسلام ویکلفه، ویدعوه إلى أن ینزع عنه ربقة الأهواء ، ویحذره الضلال الذی یمکن أن یقع فیه إذا اتبع الهوى أو عطل قواه بإتباع أعمى، ومثل هذا العقل فی نظر الإسلام یستطیع أن یبحث ویستطیع أن یکشف الحقیقة أو یصل إلیها"([107]).

ومما ینبغی التنویه عنه أن الإسلام لا یذم کل هوى فی النفس والطبع ولکنه یربیه بحیث یرتفع الإنسان عن الأهواء المضللة المفسدة للعقل ووظائفه فالهوى "میل الطبع إلى ما یلائمه وهذا المیل خلق فی الإنسان لضرورة بقائه، فإنه لولا میله إلى المطعم والمشرب والمنکح ما أکل ولا شرب ولا نکح، فالهوى مستحث لها لما یریده ... فلا ینبغی ذم الهوى مطلقاً ولا مدحه مطلقاً"([108])

والتربیة الإسلامیة تعالج الهوى ومیل النفس بالاعتدال والتوازن، ومن أعظم الوسائل المساعدة لذلک، إشعار الولد بأن إتباع الهوى ذل للنفس، واحتقار لها، إذ أنها تشعر بالذل والهزیمة أمام الهوى، أما إن انتصرت وخالفت هواها شعرت بالعز والانتصار([109]) وتربیة النفس على قوة الإرادة یجب أن یغرس فی قلوب الناشئة، وعلى المؤسسات التربویة أن تشبع حاجات الناشئة، وتشجعهم على مخالفة الهوى والشهوات، وتنمی میولهم ورغباتهم بکل ما هو مباح، وإذا ساعد المربی الناشئ على تلبیة شهواته فهذا عائق لعقله دون تربیته بل هو فساد فی التربیة ولذا یقول ابن القیم موجهاً الخطاب لولی الأمر: " ... ویجنبه مضار الشهوات المتعلقة بالبطن والفرج غایة التجنب، فإن تمکینه من أسبابها والفسح له فیها یفسده فساداً یعز علیه بعده صلاح، وکم ممن أشقى ولده وفلذة کبده فی الدنیا والآخرة بإهماله وترک تأدیبه ، وإعانته له على شهواته، ویزعم أنه یکرمه وقد أهانه وأنه یرحمه وقد ظلمه وحرمه ، ففاته انتفاعه بولده وفوت علیه حظه فی الدنیا والآخرة"([110]).

وموقف الإسلام من ذم الهوى هو فی نفس الوقت تنبیه للعقل وتربیة له على المنهج الصحیح فی توظیفه مدارکه ، لأنه إذا تدخلت الأهواء والرغبات فی تحکیم عقولنا أفسدت عملها وسیطرت على وظائفها لذلک " جاء الشرع بحسم مادة الهوى بإطلاق... لأنه إذا صار الهوى بعض مقدمات الدلیل لم ینتج إلا ما فیه من اتباع الهوى وذلک مخالفة للشرع ومخالفة الشرع لیست من الشرع فی شیء"([111]) والاعتدال والتوازن لا غنى عنه لطالب العلم لأنه یجرد من کل ما یتعلق بهواه قال تعالى:]وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِیَ الْمَأْوَى (41) …[ ([112]).

د –تربیة الطلاب على الترفع  عن الجهل وضحالة المعرفة: من العوامل التی تعوق الفکر عن تأدیته لوظیفته ، والجهل على ثلاثة أضرب، الأول: " وهو خلو النفس من العلم، هذا هو الأصل وقد جعل ذلک بعض المتکلمین معنى مقتضباً للأفعال الجاریة على غیر النظام. والثانی:  اعتقاد الشیء بخلاف ما هو علیه. والثالث: فعل الشیء بخلاف ما حقه أن یفعل سواء اعتقد فیه اعتقاداً صحیحاً أو فاسداً کمن یترک الصلاة متعمداً"([113]).

وإن المتأمل فی آیات الکتاب یجد أن الجهل ورد على سبیل الذم وهو الأکثر وتارة على غیر ذلک. والقرآن الکریم إذ یربی الإنسانیة یرسم لها المنهج العلمی للتعامل مع الجهلة الذین یدعون ما لا یعلمون، أو یتکلفون ما لا یعرفون، فیقول سبحانه وتعالى لرسوله r مبیناً له الأسلوب التربوی لمعالجة هذا الموقف مع هؤلاء الصنف من البشر قال تعالى              Y] خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِینَ[([114])" أمرٌ من الله لنبیه r أن یأمر عباده بالمعروف ویدخل فی ذلک جمیع الطاعات وبالإعراض عن الجاهلین وذلک وإن کان أمراً لنبیه r فإنه تأدیب لخلقه باحتمال من ظلمهم واعتدى علیهم  لا بالرضا عمن جهل الحق الواجب من حق الله ولا بالصفح عمن کفر بالله وجهل وحدانیته وهو للمسلمین حرب"([115]) ولا شک أن هذه الآیة اشتملت على مکارم الأخلاق والصفات الحمیدة التی یجب على المربی أن یتحلى بها ویربی الناشئة علیها - کما أن من صفات عباد الرحمن الحلم والصفح للذین یقابلونهم من الجهال فقال سبحانه:]W قَالَ الَّذِینَ حَقَّ عَلَیْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ الَّذِینَ أَغْوَیْنَا أَغْوَیْنَاهُمْ کَمَا غَوَیْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَیْکَ ۖ مَا کَانُوا إِیَّانَا یَعْبُدُونَ [([116]) أی " إذا سفه علیهم الجاهل بالقول السیئ لم یقابلوهم علیه بمثله بل یعفون ویصفحون ولا یقولون إلا خیراً کما کان رسول الله r لا تزیده شدة الجاهل علیه إلا حلماً"([117]).

ولقد ذم الله الجاهلیة فی مواضع عدة لیبین خطرها وضررها على العقیدة والأخلاق والسلوک والأحکام والقضاء.

فذم جاهلیة العقیدة کما فی تعالى: ] یَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَیْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِیَّةِ [([118]) وذم جاهلیة السلوک فی مجال الأسرة فی قوله تعالى: ] وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِیَّةِ الْأُولَى[ ([119]) وذم جاهلیة الأخلاق فی مجال الأفراد والمجتمع فی قوله تعالى: ] إِذْ جَعَلَ الَّذِینَ کَفَرُوا فِی قُلُوبِهِمُ الْحَمِیَّةَ حَمِیَّةَ الْجَاهِلِیَّةِ[([120]) وقال r فی شأن أبوذر الذی عیَّر رجلاً آخر بأمه: " یا أبا ذر، أعیرته بأمه؟ إنک امرؤ فیک جاهلیة "([121]) وذم جاهلیة الحکم والقضاء والسیاسة فی قوله تعالى: ]W أَفَحُکْمَ الْجَاهِلِیَّةِ یَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُکْمًا لِقَوْمٍ یُوقِنُونَ [ ([122]). وإذا کان هذا التوجیه الربانی الحکیم لبیان ضرر الجهل فی شتى نواحی الحیاة باعتباره من أبرز معوقات الفکر فی الإسلام فإنه فی الوقت نفسه وضع العلاج الذی به تحیا البشریة وتسعد متى ما التزمت به.

ومما أرشد إلیه القرآن: " أن معصیة الله تعالى من دلائل الجهل ولوازمه التی لا تنفک عنه، ولا ینفک عنها، فکل من عصى الله تعالى بمخالفة أمره أو ارتکاب نهیه، فهو لا محالة جاهل، جَهِلَ مقام ربه، وجَهِلَ قیمة نفسه وجهل أمر آخرته، وآثر اللذة العاجلة على المثوبة الآجلة، وقدم حظ النفس على حق الرب، وغلب باعث الهوى على باعث الدین والحق، ولا یقدم على هذا إلا جاهل غبی، لا عالم ذکی"([123])

 

ومما یؤید ذلک ما قاله ابن القیم: " أن مع کمال العلم لا تصدر المعصیة من العبد فإنه لو  رأى صبیاً یتطلع علیه من کوة لم تتحرک جوارحه لمواقعة الفاحشة، فکیف یقع منه حال کمال العلم بنظر الله إلیه ورؤیته له وعقابه على الذنب وتحریمه له وسوء عاقبته، فلا بد من غفلة القلب عن هذا العلم وغیبته عنه فحینئذ یکون وقوعه فی المعصیة صادراً عن جهل وغفلة ونسیان مضاد للعلم. والذنب محفوف بجهلین: جهل بحقیقة الأسباب الصارفة عنه. وجهل بحقیقة المفسدة المترتبة علیه. وکل واحد من الجهلین تحته جهالات کثیرة. فما عُصِی الله إلا بالجهل، وما أُطیع إلا بالعلم "([124]) .

فمن خلال هذا العرض عن الجهل وذم الإسلام له، نجد أنه  لا علاج له إلا بالعلم الصحیح النافع والعمل بمقتضاه من أجل النهضة والتقدم وإتباع طریق التعلیم السدیدة فی مؤسساتنا التربویة حتى تترسخ المعلومات المفیدة فی نفوس الناشئة والسلوک على ضوئها .  قال بعضهم:"التعلیم تنبیه النفس لتصور المعانی، والتعلم تنبیه النفس لتصور ذلک وربما استعمل فی معنى الإعلام إذا کان فیه تکریر"([125]) فالعلم هو العلاج النافع لمحاربة الجهل، وما تقوم به المؤسسات والهیئات والوزارات المسئولة عن التربیة والتعلیم من نشر العلم ومکافحة الأمیة إلا خیر دلیل على محاربة الجهل وضحالة المعرفة، فالتزود من العلم سلاح للإنسان وعصمة له بإذن الله من الوقوع فی الانحراف؛ ومما یزیده رفعة ومنزلة عند الله یوم القیامة، قال تعالى: ]یَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِینَ آَمَنُوا مِنْکُمْ وَالَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ[ ([126]) فالإسلام یحث           على التزود من العلم "وعدم الاکتفاء بالمعلومات والمقدمات اللازمة لحل المشکلات واتخاذ القرارات، أو تکون مقدمات ومعلومات لا صلة بینها وبین الموضوع مما یربک المفکر                ویعوق تفکیره"([127]).

 

والعلم الذی حث علیه الإسلام "ویدعو إلیه هو العلم بمفهومه الشامل الذی ینظم کل ما یتصل بالحیاة ولا یقتصر على علم الشریعة أو العلم الدینی کما یتبادر إلى الأذهان أو ما ذاع فی عهود التخلف"([128]). "فالعلم فی الإسلام یتناول کل موجود وکل ما یوجد؛ فمن الواجب أن یعلم، فهو علم أعم من العلم الذی یراد لأداء الفرائض والشعائر، لأنه عبادة أعم من عبادة الصلاة والصیام، إذا کان خیر عبادة الله أن یهتدی الإنسان إلى سر الله فی خلقه وأنه یعرف حقائق الوجود فی نفسه ومن حوله..." ([129]) ولهذا قال النبی r: " فقیه واحد أشد على الشیطان من ألف عابد "([130]).

هذه التوجیهات الإسلامیة الفکریة التی تحث على استعمال العلم تدعو إلى تربیة ملکة النظر والتدبر وتربیة الطاعة وتقویم الوجدان، وتربیة قوى الإنسان بأکملها من عقل وقلب وحواس من أجل أن یتکامل عملها جمیعاً فی قوة الإیمان الصادق، وفی تربیة الشخصیة الإنسانیة الإسلامیة.  وقلة العلم وضحالة المعرفة مرض عقلی خطیر ناتج عن الجهل ومنه: التکبر بالعلم والعجب والغرور فمن ازداد علماً ولم یزدد به تواضعاً لم یزدد من الله إلا بعداً.

هذه بعض مظاهر وصور الأمن الفکری.

رابعاً: طرق الوصول إلى الأمن الفکری.

ا - الدعوة إلى التفکیر المنضبط :

أعلى الإسلام من شأن الفکر کوظیفة من وظائف العقل منذ نزلت کلماته الأولى وحیاً على سیدنا محمد r وحث على احترام الفکر الإنسانی ، واعتبر ذلک أکبر تکریم له على الإطلاق ، ولذلک کان أول ما أنزل من القرآن الکریم قوله تعالى : ] اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ الَّذِی خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّکَ الْأَکْرَمُ (3) الَّذِی عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ یَعْلَمْ (5) [([131]) .

وفی هذا نجد أن الإسلام یسبق کل النظریات فی الدعوة إلى التفکیر البر هانی فهو یدعو کل مسلم أن یتعمق فی التفکیر غیر متأثر بعاطفة من یحیط به .  قال تعالى :               ] قُلْ إِنَّمَا أَعِظُکُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَکَّرُوا [([132]) وفی هذه الآیة یأمر الله تعالى رسوله الکریم rأن یدعو المشرکین إلى التفکیر السلیم فی سبیل الوصول إلى الإیمان               بالله تعالى .

2 - تحریر العقل من الخرافة والوهم والتخمین والتقلید :

یحرر الإسلام العقل من الخرافة والوهم والتقلید والتبعیة لأنها تحجب الحقائق عن العقل ، فیتوقف تفکیره وینحصر عقله فی حدود ما خلفه الآباء والأجداد من الأفکار والمعتقدات الفاسدة ، ولابد للإنسان من التفکیر السلیم ولا ینساق وراء تلک الأوهام ویستخف بعقیدته قال تعالى : ]: وَأَنْزَلْنَا إِلَیْکَ الذِّکْرَ لِتُبَیِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَیْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ یَتَفَکَّرُونَ [([133]) .

فالإسلام ینکر على الذین أغلقوا عقولهم وأهملوا تفکیرهم ، وهو بهذا یرید أن تکون للمسلمین شخصیة کریمة تجعل لهم الحیاة مستقیمة وتأبى علیهم أن یفنوا فی غیرهم ، وترتفع بهم عن أن یصبحوا إمعات تتلاشى عقولهم بجانب من یقلدونهم([134]) .  وفی هذا یقول تعالى  وَإِذَا قِیلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَیْنَا عَلَیْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ کَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا یَعْقِلُونَ شَیْئًا وَلَا یَهْتَدُونَ ([135]).

" إن التفکیر فیما یشتمل علیه الکون ، وزیادة النظر فیه یؤدیان إلى زیادة الإیمان ، ولذلک کان العلماء الذین یعرفون دقائق الجسم البشری مثلاً ، والذین یحیطون ببعض الأنظمة التی تسیر علیها الأفلاک ، کانوا أعمق إیماناً من إیمان غیرهم الذین لم یتح لهم مثل معرفتهم "([136]) . قال تعالى :]` أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِیضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِیبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ کَذَلِکَ إِنَّمَا یَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ غَفُورٌ[([137]) .

3 - احترام الحریة الفکریة التی تقوم على الإقناع العقلی والمحاورة بالحسنى:

لم تقم الدعوة الإسلامیة على الجبر والإکراه ، قال تعالى : ]: لَا إِکْرَاهَ فِی الدِّینِ قَدْ تَبَیَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَیِّ [([138]) فمهمة الرسولr وکل داعیة التبلیغ وتوضیح أسس ومبادئ الرسالة ، وبیان طریقی الخیر والشر ، ثم بعد هذا البلاغ یتحمل الإنسان مسؤولیة اختیاره ؛ لأنَّ له عقلاً یدرک به الحلال والحرام .

إن أهم قضایا العقیدة الإسلامیة توحید الله تعالى ، وقد أقامها الإسلام على الإقناع والحوار العقلی ، واستخدام الأدلة والبراهین ، بل أوضح الإسلام أن الاستدلال عمل من صمیم أعمال الفکر حین قدم القرآن کثیراً من القضایا مصحوبة بالأدلة والبراهین التی ترشد العقل . فالإسلام قد حرر العقل وخلصه من التبعیة الفکریة ، وأطلقه من قیود الأوهام والخرافات ، وأباح له أن یصول ویجول فی کل نواحی الحیاة ، " لأنه دین لا یعرف الکهانة ولا یتوسط فیه السدنة والأحبار بین المخلوق والخالق ، ولا یفرض على الإنسان قرباناً یسعى به إلى المحراب بشفاعة من ولی متسلط أو صاحب قداسة مطاعة فلا ترجمان فیه بین الله وعبادة یملک التحریم والتحلیل ویقضی بالحرمان أو بالنجاة ، فلیس فی هذا الدین إذن من أمر یتجه إلى الإنسان من طریق الکهان ، ولن یتجه الخطاب إذن إلا إلى عقل الإنسان حراً طلیقاً من کل سلطان ... یحول بینه وبین الفهم القویم والتفکیر السلیم "([139])إلى جانب حریة العقیدة فالإسلام یقرر حریة الکلمة والرأی المتمثلة فی حدیث المصطفى r: " الدین النصیحة قلنا لمن ؟ قال لله ولکتابه ولرسوله ولأئمة المسلمین وعامتهم " ([140]) وعن ابن مسعود رضی الله عنه أن رسول الله r قال : " ما من نبی بعثه الله فی أمته قبلی إلا کان له من أمته حواریون وأصحاب یأخذون بسنته ویقتدون بأمره ، ثم إنها تَخْلُفُ من بعدهم خلوف یقولون ما لا یفعلون ، ویفعلون ما لا یؤمرون ؛ فمن جاهدهم بیده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ولیس وراء ذلک من الإیمان حبة خردل "([141]) .

وهکذا تتجلى مظاهر الحریة الفکریة فی الإسلام ؛ فمن هنا کان لزاماً على التربیة
أن تعنى بالناشئة ، وتنمی قدراتهم العقلیة على الحریة فی القول والفعل على نهج
الدین الإسلامی وتدریبهم على التفکیر العلمی والبحث الجاد والصبر على                مشاقه وأعبائه .

4 – البعد عن الاعتقادات الباطلة التی تفسد عمل العقل :

جاء الإسلام بتحریم الأزلام والأوثان والخمر والمیسر والاعتقاد بالسحر والشعوذة والکهانة والعرافة والاعتماد على النجوم وقراءة الکف وما إلى ذلک مما یعطل طاقات العقل ویهدرها فضلاً عن أن ذلک یناقض البرهان والدلیل الذی یطالب به الإسلام قال تعالى :       ]إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَیْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّیْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ [([142]) وهنا ربط تحریم الخمر بالمیسر والأزلام والأنصاب؛ لأن الخمر یغیب العقل ویقتل وظیفته حساً ، والقمار یعطل قدراته فی البحث عن مصادر الرزق ، ویجعله یعتمد على الظنون والأوهام والتعلق بها ، وکل ذلک امتهان العقل فی التفکیر والتخطیط وإفساد لدوره فی الحیاة " إن إفساد العقول بالتصورات الخاطئة والبدع والأفکار الفاسدة أخطر من إفساده بالخمر ونحوه ، وهذا ما یفسر لنا أسباب مکث الرسالة الخاتمة ثلاثة عشر عاماً تصفی العقول من الشرک والوثنیة والخرافات دون تعرض لبعض من الأحکام الفرعیة فی بادئ الأمر ، والتی منها شرب الخمر . والذی یتأمل القرآن فی الفترة المکیة یجد ذلک واضحاً کل الوضوح "([143]) .

ومن أجل الحفاظ على العقل ووظائفه عدم تعریضه لکل ما یفسده أو یعطل وظیفته فقد جاء الإسلام ببیان ذلک على مایلی:

  •  تحریمه للخمر والمسکرات والمخدرات.
  •  تحریمه للسحر والشعوذة.

5 - تدبر حکمة التشریع فی الأحکام والعقوبات والعبادات :

الشریعة الإسلامیة أساس عظیم من أسس التربیة الإسلامیة ، فهی بمعناها القرآنی الواسع بیان للعقیدة ، وللعبادة ، وتنظیم الحیاة ، وبالتحدید تنظیم جمیع العلاقات الإنسانیة([144]) .

وهذه الشریعة نزلت لتواکب حیاة الناس وتراعی مصالحهم فی العاجل والآجل فمنذ نزولها على الرسول r روعی فیها " أن تواجه الثوابت والمتغیرات فی حیاة الناس . فأما الثابت الذی لا یتغیر أو لا ینبغی أن یتغیر ؛ لأن تغییره یحدث فساداً فی الأرض ، وقد أتت الشریعة المستمدة من کتاب الله وسنة رسوله ش بتفصیلات وافیة تشمل الأصول والفروع والکلیات والجزئیات . وأما المتغیر : فهو الذی یجد فی حیاة الناس بحکم التفاعل الدائم بین العقل البشری والکون المادی وما ینشأ عن ذلک من علوم وتطبیقات وتحویرات فی أنماط الحیاة ، والذی أذن الله تعالى فیه بالتغییر ؛ لأن ثباته یجمد الحیاة ویوقف نموها - هذا المتغیر لم تتناوله الشریعة بالتفصیل - بحکم تغیره الدائم - إنما وضعت له الأسس التی ینمو نمواً سلیماً فی داخل إطارها ، وترکت للعقل المؤمن المهتدی بالهدى الربانی ، المتفقه فی أمور الدین ، أن یستنبط له من الأسس الثابتة ما یناسبه فی کل طور من أطواره "([145]) .

إن الإسلام یتیح للعقل المسلم أن یتفکر ویتأمل ویتدبر ویستنتج حکمة التشریع حتى یطبق ما توصل إلیه وما استنتجه عن علم واقتناع ، والنصوص الشرعیة دعت العقل البشری إلى هذا ، قال تعالى : ] وَأَنْزَلْنَا إِلَیْکَ الذِّکْرَ لِتُبَیِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَیْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ یَتَفَکَّرُونَ [([146]) . فالإسلام لم یقتصر على مجال الدعوة إلى التفکیر السلیم فی الأحکام والعقوبات فقط ؛ وإنما شمل العبادات والمعاملات لما فیها من تربیة العقل والروح ، والسمو بالأخلاق الحسنة .

ومعلوم أن التشریع الإسلامی ، فیما یتصل بالعقیدة والعبادة ، ثابت لا یقبل التغییر والتبدیل ؛ أما فیما یتعلق بالمعاملات مع الناس وما یحدث من تغیرات تطرأ على الناس فی حیاتهم فیقبل الاجتهاد فیما لا نص فیه ، بل یدعو الإسلام أرباب العقول أن یتدبروا فی التشریع لیعرفوا أهدافه وما یدعو إلیه بحیث یتحقق لهم ما ینفعهم فی الدین والدنیا .

6 - قدرة العقل على ربط النتائج بأسبابها للوصول إلى المبادئ الثابتة .

إن الإسلام یربی العقل البشری على ربط النتائج بأسبابها للوصول إلى مبادئ ثابتة ، من خلال الوقائع التاریخیة للأمم السابقة حینما عصت وتکبرت وأفسدت فی الأرض ، وأعرضت عن الحق بعدما تبین لها ، ثم کان مآلهم العقوبة نتیجة لذلک الکفر والعناد قال تعالى: ] وَإِنِّی کُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِی آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِیَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَکْبَرُوا اسْتِکْبَارًا[ إلى قوله تعالى ]مِمَّا خَطِیئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ یَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا[ ([147]) فهذه عقوبة من الله تبارک وتعالى لقوم نوح حینما عطلوا عقولهم وحواسهم عن سماع الحق ، قال تعالى : ]pکَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِینَ[ إلى أن قال :           ]QW ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِینَ (172) وَأَمْطَرْنَا عَلَیْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِینَ [([148]) .

فالقرآن یعرض لنا قصة لوط علیه السلام ، وکیف کانت دعوته لقومه فی تحکیم عقولهم فی عملهم الذی کانوا یقومون به ، فکیف یأتون الذکران ویترکون الزوجات اللاتی خلقهن الله سبحانه لهم ، فهو یستنکر عملهم الذی یتبعون فیه شهواتهم ویخالفون الفطرة السلیمة والعقل الرشید.

 7 - التزود من العلوم المختلفة "النافعة" :

من مظاهر اهتمام الإسلام بتربیة العقل اهتمامه بثمرة هذا العقل وهو العلم والمعرفة ، ومن تتبع آیات الکتاب الکریم یجد أن مادة العلم ومشتقاته وردت أکثر من تسعمائة مرة([149]) وهذا دلیل على أهمیة العلم ومکانته فی القرآن الکریم وفی السنة النبویة نجد أئمة الحدیث عنونوا أبواباً للعلم وفضل طلبه ، وهذا أیضاً دلیل على أهمیة العلم والتزود به .

والعلم : إدراک الشیء بحقیقته ، وذلک ضربان : أحدهما إدراک ذات الشیء .
والثانی : الحکم على الشیء بوجود شیء هو موجود له أو نفی شیء هو منفی عنه . والعلم من وجهٍ ضربان : نظری وعملی ، فالنظری ما إذا علم فقد کمل نحو العلم بموجودات العالم ، والعملی ما لا یتم إلا بأن یعمل کالعلم بالعبادات . ومن وجه آخر ضربان : عقلی وسمعی ، وأعلمته وعلمته فی الأصل واحد إلا أن الإعلام اختص بما کان بإخبار سریع ، والتعلیم اختص بما یکون بتکریر وتکثیر حتى یحصل منه أثر فی نفس المتعلم. قال بعضهم : التعلیم تنبیه النفس لتصور المعانی، والتعلم تنبه النفس لتصور ذلک وربما استعمل فی معنى الإعلام إذا کان فیه تکریر([150]) .

ومهما اختلف تعریفات العلم بأن أهمیته واضحة لا تنکر وبدونه لا یدرک الإنسان حقیقة وجوده وتسخیر ما حوله ولا یحقق أی نهضة وتقدم ولا یعرف دین مثل الإسلام ، أشاد بالعلم وحث علیه ورغب فی طلبه ونوه بمکانة أهله ودعا إلى کسبه وتحصیله . ولیس أدل على أهمیة التعلیم فی حیاة الناس من أن أول آیة نزلت من القرآن الکریم کانت تتعلق بالقراءة والکتابة والتعلم قال تعالى : ]<K اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ الَّذِی خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّکَ الْأَکْرَمُ (3) الَّذِی عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ یَعْلَمْ [([151]) .

وهنا تبرز حقیقة العملیة التعلیمیة ... تعلیم الرب للإنسان ( بالقلم ) ؛ لأن القلم کان وما یزال من أوسع وأعمق أدوات التعلیم أثراً فی حیاة الإنسان ، ولم تکن هذه الحقیقة إذ ذاک بهذا الوضوح الذی نلمسه الآن ونعرفه فی حیاة البشریة ولکن الله سبحانه کان یعلم قیمة القلم، فیشیر إلیه هذه الإشارة فی أول لحظة من لحظات الرسالة الأخیرة للبشریة . فی أول سورة من سور القرآن الکریم .. هذا مع أن الرسول الذی جاء بها لم یکن کاتباً بالقلم ، وما کان لیبرز هذه الحقیقة منذ اللحظة الأولى لو کان هو الذی یقول هذا القرآن ، لولا أنه الوحی ، ولولا أنها الرسالة ! ثم تبرز مصدر التعلیم .. إن مصدره هو لله . منه یستمد الإنسان کل ما علم ، وکل ما یعلم ، وکل ما یفتح له من أسرار هذا الوجود ، ومن أسرار هذه الحیاة ، ومن أسرار نفسه ، فهو من هناک ، من ذلک المصدر الواحد ، الذی لیس هناک سواه([152]) . هذه رسالة الإسلام تدعو إلى العلم والتعلیم وتربیة العقل والفکر على التحصیل العلمی والبحث والتنقیب وهی رسالة تشیر إلى جوهرها وإطارها الأیدلوجی ، ونبین بوضوح أنها رسالة إنسانیة بمعنى أن مدارها الإنسان ، من حیث هو مخلوق عاقل ، فضله الله على سائر خلقه ، ولن یکون مستحقاً لهذا التفضیل الذی فضله إلا إذا کان أهلاً له ولن یکون أهلاً ، إلا إذا کان قادراً على تسخیر ما فی بیئته لخدمته فی إطار الحق والعدل والخیر والجمال ولن ینسى للإنسان فی الإسلام ذلک کله إلا إذا تعلم وفکر وتدبر ونظر وتبصر ، وتعاون مع غیره من البشر ، ومن ثم کانت الآیات القرآنیة الأولى أمراً بذلک کله([153]) .

فالعلم قیمة ضخمة وهبة عظیمة وسر کبیر من أسرار تکوین الإنسان فقد خلقه الله سبحانه وکونه بحیث یتجاوب بعقله وتفکیره وحواسه مع کل مظاهر الحیاة على الأرض ومع کل آیات الله فی الکون ، وبهذا أصبح أهلاً لرسالة الاستخلاف فی الأرض ، یعمرها ویرقى بالحیاة فیها على هدى ربه ووفق نهجه وتوجیهه([154]) ومن هنا حرصت التربیة الإسلامیة على تربیة المسلم تربیة علمیة ، وحرصت کذلک على بناء شخصیته وسلوکه بناءً علمیاً لأن " نمو التفکیر العلمی أمر ضروری وشرط لازم من شروط التقدم ، لأنه الباب الذی یلج منه المجتمع من البداوة إلى الحضارة ، ومن الفوضى إلى التخطیط ، والنظام ، وکسب الوقت للوصول إلى الإنتاج الوفیر وبناء الصحة العامة ، والقضاء على الأمیة ومحاربة العقلیة الخرافیة التی لا تهتم بالأسباب ولا تستفید من قانون العلیة فی الوجود لرسم مستقبله الحضاری "([155])؛ لذلک کانت عنایة الإسلام بالعلم والعلماء .

فالعلم والعقل هما وسیلة المعرفة ، ولذا یربط القرآن سلوک المسلم تجاه کل حیاته من فکر أو عمل ، بالعقل والعلم ، فلا یسمح لأفراده أن یکونوا عشوائیین أو مقلدین أو متواکلین ، وإنما بالمنهجیة التی تفکر وتخطط وتدرس([156]) ولو نظرت إلى أساس أی رقی حضاری أو اکتشاف کونی لوجدت منشأه الملاحظة العلمیة أولاً ، ثم التجربة ثم النظریة ، ثم حقیقة علمیة، وهذا ما یریده الله منا أن ننظر ونتدبر ونقف على کل ظاهرة کونیة وقفة نستنبط منها شیئاً نفید منه وکل الظواهر الکونیة التی استنبط العلماء منها فوائد للناس ، کان الناس یمرون علیها وهم عنها معرضون([157]) .

8 - مراعاة النمو العقلی والثقافی لدى الطالب :

النمو العقلی یعنی التغیرات التی تطرأ على الأداء العقلی فی الکم والکیف ، ذلک أن القدرات العقلیة تنمو بسرعة فی المراحل الأولى أکبر منها فی مراحل العمر الأخرى حین یکتمل النضج العقلی فی مرحلة الإعداد والبناء لشباب الأمة .

وهذا التطور النمائی للقدرات العقلیة أهم العوامل التی تساعد على تکیف الإنسان مع نفسه وبیئته الاجتماعیة وذلک مشروط بحسن التربیة والتوجیه حیث یلعب النمو العقلی دوراً عظیم الأهمیة فی حیاة الفرد([158]) ذلک أنه لا یستطیع أی مرب أو معلم أن یعطی معلومة فی أیة مرحلة من المراحل العمریة إلا بعد مراعاة السن والمستوى العلمی بالنسبة لمستوى النمو العقلی والثقافی ، وإذا لم یراع المربی هذا الجانب فإن المتعلم لا یستطیع فهم ما یلقى علیه من الأفکار والتوجیهات مما یؤثر سلباً على نمو المتعلم العقلی ولا یستطیع أن یتقدم طالما الأمر کذلک بل قد تکون النتیجة عکسیة على المتعلم فی نبذه لکل ما یقدم إلیه من معلومات ، ومعارف ولذلک یقول عبد الله بن مسعود : " وما أنت بمحدث حدیثاً قوماً لا تبلغه عقولهم إلا کان لبعضهم فتنة "([159]) .

واهتم علماء النفس بدراسة النمو العقلی اهتماماً بالغاً باعتباره أحد المرتکزات الأساسیة فی تکوین شخصیة الفرد والسبب الأول فی إحداث تکیفه الصحیح مع بیئته الاجتماعیة ، فالتغیرات المثیرة التی تحدث فی النمو الجسمی أثناء فترة المراهقة المبکرة یصاحبها غالباً تغیرات مثیرة متساویة فی النمو العقلی ، فالمراهقون الصغار عادة ما یکونون قادرین على التعامل مع متغیرات کثیرة فی نفس الوقت ، ویکون فی مقدورهم إدراک المجاز والتعبیر بالابتسام ویفکرون فی الأمور والأشیاء ، ... وهذه التغیرات التی تحدث فی القدرات العقلیة للمراهق یمکن وصفها بصورة کیفیة أو کمیة ، فمن الجانب الکمی هناک ما یسمى بالقدرة على التمییز أو المفاضلة . وتقدم مجرى النمو العقلی . کما أن الجوانب النوعیة فی تفکیر المراهق کالنمو اللغوی والتذکر والإدراک لم تکتشف بصورة مکثفة کما هو الحال فی فترة الطفولة ، کما أن کثیراً من الدراسات التی أجریت على تفکیر المراهقین قد رکزت على نمط التفکیر السببـی لهم وکذلک على حل المشکلة([160]) .

ولاشک أن هناک قصوراً فیما یتعلق بالنمو العقلی فی دراسات علم النفس والذی بینه القرآن الکریم وتمیز به حیث شمل جمیع الاتجاهات العقلیة وإرشاداته الواضحة التی تربی العقل وتوجه مساره ، وهذه إشارة القرآن الکریم إلى بدایة التکوین العقلی وأدواته المسببة          له قال تعالى:] وَاللَّهُ أَخْرَجَکُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِکُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَیْئًا وَجَعَلَ لَکُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ[ ([161]) کما أشار القرآن الکریم إلى التکوین العقلی فی مراحل العمر المتأخرة ، فتضعف القدرة العقلیة شیئاً فشیئاً قال تعالى : ]وَاللَّهُ خَلَقَکُمْ ثُمَّ یَتَوَفَّاکُمْ وَمِنْکُمْ مَنْ یُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِکَیْ لَا یَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَیْئًا [([162]) . فالنمو العقلی لدى الإنسان مدارج أو مستویات متتابعة ینتقل معها الإنسان من ولید لا یعقل شیئاً إلى راشد بالغ یدرک ما حوله ویدرک نفسه وما یجری فیها ویستجیب للبیئة ویکیفها للحیاة المتطورة وذلک بفضل العملیات العقلیة العلیا ونستطیع أن ندرک المستویات العقلیة فی تدرجها من مستویات دنیا إلى وسطى فعلیا فی مراحل التکامل التکوینی ثم باتجاه عکسی نازل فی مراحل التهدم والتناقض([163]) .

وعن أبی موسى عن النبی r قال : " مثل ما بعثنی الله به من الهدى والعلم کمثل الغیث الکثیر أصاب أرضاً فکانت منها نقیة قبلت الماء فأنبتت الکلأ والعشب الکثیر . وکان منها أجادب أمسکت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هی قیعان لا تمسک ماءً ولا تنبت کلأً . فذلک مثل من فقه فی دین الله ونفعه ما بعثنی الله به فعلم وعلم ، ومثل من لم یرفع بذلک رأساً ، ولم یقبل هدى الله الذی أرسلت به "([164]) وهذا الحدیث یشیر إلى الفروق بین الناس فی القدرة على التعلم والفهم والتذکر ، التی لابد من مراعاتها بین المتعلمین ، فمنهم من هو مثل الأرض الطیبة قادر على تحصیل العلم وحفظه والعمل به وتعلیمه لغیره ، فینفع به لنفسه وینفع به غیره ، ومنهم من هو مثل الأرض الجدباء وهی الأرض الصلبة التی لا تشرب الماء قادر على حفظ العلم ونقله إلى غیره فینفعه دون أن ینفع نفسه ، ومنهم مثل القیعان وهی الأرض المستویة الملساء التی لا نبات فیها وهم من لا ینتفعون بالعلم ولا یحفظونه لینقلوه إلى غیرهم([165]) .

ویهتم النووی بمراعاة النمو العقلی حیث کان فی ممارساته التربویة یقدر المتفوقین عقلیاً ویسمح لهم بالتقدم فی الدروس على نظرائهم من ذوی القدرات العقلیة المحدودة ، مما یدل على مراعاته لمبدأ الفروق الفردیة ، کما کان یتحرى أصوب طرق التعلیم وأیسرها فی تفهیم المتعلمین مستخدماً أکثر من طریقة فی توصیل المعلومات إلى عقول المتعلمین : " وینبغی أن یقدِّم فی تعلیمهم إذا ازدحموا الأسبق فالأسبق ، ولا یقدمه فی أکثر من درس إلا برضا الباقین ، وإذا ذکر لهم درساً تحرى تفهیمهم بأیسر الطرق ویذکره مترسلاً مبیناً واضحاً، ویکرر ما یشکل من معانیه وألفاظه ، إلا إذا وثق بأن جمیع الحاضرین یفهمونه دون ذلک ، وإذا لم یکمل البیان إلا بالتصریح بعبارة یستحی فی العادة من ذکرها فلیذکرها بصریح اسمها ، ولا یمنعه الحیاء ومراعاة الأدب من ذلک ؛ فإن إیضاحها أهم من ذلک "([166]) . ودعا ابن خلدون إلى أهمیة مراعاة النمو العقلی والثقافی بین الطلاب فی التعلیم ، وحث المعلم على الأخذ بمبدأ التدرج فی التعلیم لما له من علاقة وثیقة بالنمو العقلی " اعلم أن تلقین العلوم للطلاب إنما یکون مفیداً إذا کان على التدرج شیئاً فشیئاً ، قلیلاً فقلیلاً ، یلقی علیه أولاً مسائل من کل باب من الفن هی أصول ذلک الباب ، ویقرب له فی شرحها على سبیل الإجمال ، ویراعی فی ذلک قوة عقله ، واستعداده لقبول ما یرد علیه حتى ینتهی إلى آخر الفن ، وعند ذلک یحصل له ملکة فی ذلک العلم "([167]) .

ودعا ابن جماعة المعلم إلى مراعاة النمو العقلی والثقافی لدى الطلاب فقال :           "علیه - أی المعلم - أن یحرص على تعلیمه وتفهیمه ببذل جهده وتقریب المعنى له ، من غیر إکثار لا یحتمله ذهنه أو بسط لا یضبطه حفظه ، ویوضح لمتوقف الذهن العبارة ویحتسب إعادة الشرح له وتکراره "([168]) .

ولاشک أن النمو العقلی والتمایز فیه بین الطلاب یؤثر فی سرعة التعلم وقد نبه الخطیب البغدادی إلى أثر ذلک بین الطلاب وانعکاسه على تحصیلهم ، فبین أن من الطلبة من یستطیع حفظ الکثیر فی الزمن القلیل ، ومنهم من لا یستطیع حفظ نصف صفحة ولو فی أیام ویقول : إن على الطلبة أن یقبلوا بتلک الحقیقة ویراعوها ، فلا یکابروا ویحاولوا تجاهلها ، وتناسی قدراتهم الحقیقیة ویجب أن لا یأخذ المتعلم "نفسه بما لا یطیقه بل یقتصر على الیسیر الذی یضبطه ویحکم حفظه ویتقنه "([169]) .

وفی هذا المعنى یقول أیضاً : " اعلم أن القلب جارحة من الجوارح تحتمل أشیاء ، وتعجز عن أشیاء ، کالجسم الذی یحتمل بعض الناس أن یحمل مائتی رطل ، ومنهم من یعجز عن عشرین رطلاً ، وکذلک منهم من یمشی فراسخ فی یوم لا یعجزه ، ومنهم من یمشی بعض میل فیضر ذلک به ، ومنهم من یحفظ عشر ورقات فی ساعة ومنهم من لا یحفظ نصف صفحة فی أیام ، فإذا ذهب الذی مقدار حفظه نصف صفحة .. یروم أن یحفظ عشر ورقات تشبهاً بغیره لحقه الملل ، وأدرکه الضجر ونسی ما حفظ ولم ینتفع بما سمع فلیقتصر کل امرئ من نفسه على قدر ما یبقى فیه ما لا یستفرغ کل نشاطه ، فإن ذلک أعون له على التعلیم .. "([170]) فعلى المعلم تقع مسؤولیة عظیمة تجاه طلابه تجعله یتحمل ثقل الإعادة والتکرار والشرح والتبیان والتدرج مراعیاً الاختلاف فی القدرات والاستعدادات والمواهب ویتحلى بکل ما یجب من " الرفق والمداراة والاحتمال "([171]) .فإذا ربی الطالب على هذه المظاهر والصور لتربیة الفکر ، کان لدیه الحصانة الکافیة من أی خلل فکری.

دور المعلم فی تحقیق الأمن الفکری:

المعلم هو فی المفهوم الخاص : هو من یقوم بتدریس المناهج الدراسیة فی        مختلف مراحل التعلیم الثلاثة. " وبالمفهوم العام :هو کل من یقوم بتربیة الناشئة فی مختلف المراحل العمریة.

 إن المعلم بحکم سنه وخبرته وبحکم تأهیله فی موقع الوالد بالنسبة لطلابه"([172]) فالأسرة حین تبعث بأبنائها إلى المدرسة صباح کل یوم لم تقصد بذلک التخلص منهم لکرههم أو عدم رغبتها فی بقائهم معها ، إلا أن الباعث الحقیقی هو الحب والعطف والحنان لأؤلئک الأبناء لأن الوالدین یعتقدان أن المدرسة هی المکان المناسب لإعدادهم أفراداً صالحین للمجتمع ، ویواجه معلم المدرسة طلاباً ینتمون إلى أسر مختلفة وبیئات متعددة یصعب علیه التعامل معهم إن لم یعتبر نفسه والداً لهم رحیماً بهم عطوفاً علیهم حریصاً على أن لا یفرق بین طالب وآخر من أجل جاه أو مال کما أن الأب یحرص على سلامة فکر أبنائه ویسعى إلى رعایتهم لیکونوا مؤهلین لخدمة دینهم وأمتهم ومجتمعهم ، ووظیفة المعلم الوالد تعنی أن یحافظ على الطلاب الأبناء الذین یحتاجون للرعایة والتربیة .وما دام أن الأب یمنح أفراد أسرته الحب والحنان والشفقة ، فالمعلم مطالب أیضاً بأن یهب کل متعلم ما یحتاج إلیه من حب وعطف وشفقة وقسوة فی بعض الأحیان شأنه فی ذلک شأن الوالد الذی قد یعاقب ابنه لکی یعیده إلى طریق الرشد والصلاح. ورد عن أبی هریرة رضی الله عنه عن الرسول صلى الله علیه وسلم قوله "إنما أنا لکم مثل الوالد لولده أعلمکم " ([173]). ویقصد بذلک " إنقاذهم من نار الآخرة وهو أهم من إنقاذ الوالدین ولدهما من نار الدنیا " ([174]).

وقد بلغ من اهتمام السلف الصالح بأن یکونوا معلمین آباء ما روی عن ابن عباس رضی الله عنه إذ یقول :" أکرم الناس علی جلیسی الذی یتخطى رقاب الناس إلی ، لو استطعت أن لا یقع الذباب علیه لفعلت " .وفی روایة " إن الذباب لیقع علیه فیؤذینی " ([175]).

ویتمثل دوره فی الآتی:

1-       أن یکون قدوة حسنة لطلابه.  قال القرطبی([176]) رحمه الله تعالى " الاقتداء طلب موافقة الغیر فی فعله" . قال تعالى:  لَقَدْ کَانَ لَکُمْ فِی رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ کَانَ یَرْجُو اللَّهَ وَالْیَوْمَ الْآَخِرَ وَذَکَرَ اللَّهَ کَثِیرًا (5). والأسوة هذه بمعنى القدوة (6).

وقد أدرک علماء السلف رضی الله عنهم أهمیة القدوة فی التأثیر على المتعلم            فهذا عتبة بن أبی سفیان یخاطب مؤدب ولده فیقول له " لیکن أول ما تبدأ به من إصلاح بنی إصلاح نفسک لأن أعینهم معقودة بعینیک فالحسن ما استحسنت والقبیح عندهم ما              استقبحت " (7).

فالمعلم هو المحرک الأساسی والقوی لدفة المنهج التربوی وعلیه یتوقف نجاح المنهج أو فشله فی الوصول إلى الأهداف وبلوغ الغایات لذا یجب أن یحرص کل معلم على أن یکون هادیاً ولیس مضللاً وأن یکون قدوة صالحة ظاهراً وباطناً وأن یعمل بعلمه ولا یکذب فعلة قوله ولا یخالف ظاهرة باطنه فلا یأمر المتعلمین بأمر ما لم یکن هو أول عامل به ، ولا ینهاهم عن شیء ما لم یکن هو أول تارک له ، لتثمر تربیته وتوجیهه ففاقد النور لا یضئ الطریق لغیره ولا یستقیم الظل والعود أعوج (8) وأن یکون على أکمل صورة وأفضل زینة حتى یصبح أقرب إلى نفوس تلامیذه .

2-     غرس العقیدة الصحیحة فی نفوس الطلاب بعیدا عن الغلو والتطرف.

تعتبر العقیدة الإسلامیة الصحیحة ضروریة لصحة الطالب فکریاً نفسیا وتنشئةً ، وإذا ما أصاب الإنسان فراغ عقدی وفکری عاش فی قلق واضطراب واکتئاب قد یؤدی به إلى نهایة غیر محمودة .ویرتبط بالعقیدة قیم المجتمع التی یحافظ علیها ویدافع عنها والتی عادة ما تکون منبثقة مما یؤمن به ویعتقده والقیم فی أی مجتمع تسهم بشکل جاد فی توجیه السلوک وضبطه وحراسة الأنظمة وحمایة البناء الاجتماعی نظراً لما لها من دور هام فی            حیاة المجتمعات.

وإذا کانت قیم المجتمعات التی تتبع الأنظمة الوضعیة متغیرة فی أکثر الأحیان لأنها من وضع البشر ، فإن قیم المجتمع المسلم ثابتة لأن مصدرها ثابت من القرآن والسنة النبویة لا تتغیر ولا تتبدل ، الأمر الذی یجعلها لا تتأثر فی ذاتها بما یصیب الأفراد من تغیر وتبدل خلافاً لما یقع بقیم النظم الوضعیة الأخرى التی قد تتبدل وتتغیر بتغیر الأشخاص والأوقات ، ومن ثم فلیس لدیهم مقیاس ثابت للصلاح والفساد ولا قیم ثابتة للخیر والشر ولا میزان دائم للعدل والظلم .فالحق قیمة علیا تنبثق من عقیدة الإسلام باعتبارها التعبیر عن الواقع الکونی والحق اسم من أسماء الله عز وجل ومن ثم لا تعلو قیمة فی الإسلام على الحق ولا یمکن أن تکون مثل هذه القیم إلا مطلقة ثابتة ودائمة بدوام السموات والأرض وهی قیم خالدة بعد زوال السموات والأرض .

والخیر هو القیمة العملیة المنبثقة من الشریعة الإسلامیة والعدل قیمة ثابتة أیضاً فی المجتمع المسلم ، ینبثق من الحق والخیر ، ویتبع ذلک سائر القیم الخلقیة من أمانة                وصدق ووفاء ورحمة ومودة وإحسان وبر ، فکلها تهدف إلى الخیر وتحققه، وتقوم على        الحق وتؤیده ([177]).

والمعلم الناجح هو الذی لا یقتصر على نقل العلم إلى أذهان التلامیذ وتربیة              مواهبهم العقلیة فقط ، ولکنه إلى جانب ذلک یقوم بتربیة الحس وتقویم الأخلاق والفکر    وتهذیب السلوک ، وذهاب المتعلمین إلى المدرسة لا یعنی شیئاً ما لم یقترن بغرس الفضائل فی نفوسهم وترویضهم بمحاسن الشیم وکریم الصفات التی حث علیها الدین الإسلامی                    وتربیتهم علیها .

یقول أحمد علماء التربیة الحدیثة " إن الکثیر ینظرون إلى دور المعلم على أنه هو الشخص الذی ینبغی أن یحفظ النظام وأن یقوم مقام رجل الشرطة بالنسبة للمحافظة على قیم المجتمع وأخلاقیاته ، أی أنه یمثل السلطة الاجتماعیة بالنسبة للطلاب ([178]).

3-  تغذیة الطلاب بالعلم الصحیح بما ینمی فکرهم ویصحح مسارهم.

ومسئولیة المعلم ناقل المعرفة لا تعنی بالضرورة معرفته بإجابته کل سؤال یوجهه الطلاب إلیه فی شتى فروع العلم والمعرفة ، بل إن الواجب فی هذا الجانب تفرض علیه أن یکون ذا ثقافة عامة إضافة إلى ثقافته التخصصیة وهذه المسئولیة من أهم وظائف المعلم المسلم لأنها تعنی نشر العلم بین أفراد المجتمع، وتصحیح أفکاره وتغذیته بالعلم .

روى ابن مسعود رضی الله عنه مرفوعاً " نضر الله أمراً سمع منا شیئاً فبلغه                کما سمع " ([179]).

ولقد کان النبی صلى الله علیه وسلم یحث أصحابه على تبلیغ ما یسمعونه لینتفع         به من بعدهم زماناً ومن ورائهم مکاناً ففی حجة الوداع قال فی ختام خطبته : "لیبلغ          الشاهد الغائب" ([180]).

وهذا یستلزم أن یحث المعلم طلابه على طلب العلم وحبه سواء للمادة التی قوم بتدریسها أو أی مواد علمیة أخرى تعود بالفائدة والخیر على الطالب ، خصوصاً إذا أدرکنا أن هذا العصر عصر التقدم والانفجار المعرفی فی کافــة المجالات فما یدرسه الطالب الیوم فی بعض الفنون یصبح فی الغد قدیماً وتظـــهر أشیاء أخرى أحدث منه ([181]).

وقد أثبتت الدراسات التربویة أن حجم المعرفة العلمیة یتضاعف فی مدة تتراوح ما بین سبع وعشر سنین  ([182]).

وهذا یتطلب من المتعلم متابعة الجدید فی کافة المجالات ذات العلاقة بعلمه ومادته کما یتطلب نقل المعرفة الحدیثة للطلاب وحثهم على التعلیم الذاتی والمستمر، والرجوع إلى معلمیهم فی حالات الإشکال، أوالى الراسخین فی العلم من العلماء العاملین، بما یکفل           سلامة فکرهم.

4-       إقامة المجالس الحواریة الطلابیة لمعرفة ما لدى الطلاب من مشکلات فکریة أو غیرها وتصحیحها والعمل على تذلیل کل الصعوبات التی یواجهونها فی حیاتهم الدراسیة.

5-       تنفیذ المسابقات والبحوث بین الطلاب على مستوى الصف أو على مستوى المرحلة أو على مستوى إدارة التربیة والتعلیم لکل موضوع یتحقق من خلاله الأمن الفکری            لدى الطلاب.

6-       توظیف دروس التربیة الإسلامیة فی تحقیق الأمن الفکری لدى الطلاب من خلال المناقشات والتساؤلات. وتوظیف المقررات الدراسیة فی ذلک.

7-       تکوین علاقة وطیدة مع الطلاب لضمان الاستفادة من المعلم والمادة الدراسیة. والمعلم فی هذا المجال یجب أن یقدم العون لکل تلمیذ " وأن یعتنی بمصالح الطالب([183]) فکما یعلمهم مصالح دینهم لمعاملة الله تعالى یعلمهم مصالح دنیاهم لمعاملة الناس لتکمل لهم فضیلة الحالتین " ([184]).

والعلاقات الاجتماعیة من هذا المنطلق تسعى إلى :

  • إتاحة الفرصة للمتعلم للتوافق مع نفسه والآخرین .
  • تدریبه على التعامل مع الآخرین وفق آداب المجتمع المسلم وقیمه ومعاییره الاجتماعیة([185]).
  • کما تساهم أیضاً فی حل المشکلات الاجتماعیة والمعلم الکفء هو الذی یکون على علم ودرایة بالمشکلات الاجتماعیة التی یعیشها المتعلم لما لها من أثر فی نمو المتعلم علمیاً وفکریا واجتماعیاً فأصبح من الضروری معرفة المعلم لهذه المشکلات والسعی الجاد من أجل إقصائها والمبادرة فی حلها .

الخاتمة

الحمد لله الذی بنعمته تتم الصالحات ، والصلاة والسلام على نبینا محمد وعلى آله وصحبه أجمعین . . . وبعد،،،

فقد أعاننا الله على کتابة هذا البحث ویسر لنا بفضله ومنِّه الوصول إلى خاتمته ، فله الحمد والمنَّة ، وله الشکر من قبل ُومن بعد، فهذا الجهد المتواضع حاولنا من خلاله لفت الأنظار إلى أهمیة الأمن الفکری لدى الطلاب خصوصا فی هذا الوقت ،وقد خرجنا        بالنتائج الآتیة:

أولاً: أدرکنا حاجة الطلاب إلى الأمن الفکری الذی یحفظهم من الشبهات ومن دعاة الفتنة والضلال.

ثانیًا: عنایة القرآن الکریم والسنة النبویة المطهرة بالأمن الشامل لجمیع جوانب الحیاة.

ثالثاً: الأمن الفکری مسؤولیة اجتماعیة مشرکة بین المؤسسات المجتمعیة.

رابعاَ: تنوع وتعدد مظاهر وصور الأمن الفکری مما یدل على أهمیة الأمن الفکری.

خامساً: کما تعددت طرق الوصول إلى الأمن الفکری لدى الطلاب تبعا للمستویات               الفکریة لدیهم.

 

 

 المراجع:

-         القرآن الکریم

  1. ابن الأثیر ( المبارک بن محمد ) : جامع الأصول فی أحادیث الرسول ، بیروت ، دار الفکر ، ط2 ، 1403 هـ / 1983 ، جـ3 ، ص 506 ، رقم   الحدیث 1823 .
  2. ابن الجوزی (عبد الرحمن بن علی): الطب الروحانی، تحقیق، أبو هاجر محمد السعید بن بسیونی زغلول، القاهرة، مکتبة الثقافة الدینیة، ط1406هـ ص10.
  3. ابن قیم الجوزیة ( محمد بن أبی بکر ) روضة المحبین ونزهة المشتاقین .
  4. ابن قیم الجوزیة (محمد بن أبی بکر): تحفة المودود بأحکام المولود، تحقیق: عبد القادر الأرناؤوط، دمشق، مکتبة دار البیان، ط1 1391هـ/                  1971م، ص242.
  5. ابن قیم الجوزیة (محمد بن أبی بکر): مفتاح دار السعادة ومنشور ولایة العلم والإرادة، جـ1 ص111.
  6. أبوفارس، محمد عبدالقادر، المدرسة النبویة العسکریة، دار الفرقان للطباعة والنشر والتوزیع، عمان ،الأردن، الطبعة الأولى: 1413 هـ  1993 م،ص11.
  7. أحمد إبراهیم شکری : المعلم ومتطلبات إعداده فی الحیاة العصریة فی مجلة کلیة التربیة ، مکة ، جامعة الملک عبد العزیز ، العدد 6 ، ص126 .
  8. الألبانی (محمد ناصر الدین) : صحیح الجامع الصغیر وزیادته – بیروت، المکتب الإسلامی ، ط3 – 1408هـ.
  9. البخاری ابو عبد الله محمد بن اسماعیل بن ابراهیم بن المغیرة (ت 256ه ) , الجامع الصحیح المختصر , دار ابن کثیر ، بیروت ط3 ، 1987م.
  10. بریکان برکی القرشی: القدوة ودورها فی تربیة النشء، مکة المکرمة، المکتبة الفیصلیة، ط2 1405هـ/1984م.
  11. بن فارس ،أحمد مقاییس اللغة ،تحقیق: عبد السلام هارون. الناشر: اتحاد الکتاب العرب, 1423هـ.
  12. بن منظور محمد. لسان العرب مادة : أمن. الناشر: دار صادر, بیروت. الطبعة   الأولى. 1417هـ.
  13. الترکی عبد الله ،الأمن الفکری وعنایة المملکة العربیة السعودیة به..
  14. الجحنی علی فایز المفهوم الأمنی فی الإسلام، مجلة الأمن, الصادرة من وزارة الداخلیة العدد (2) ذی الحجة, 1408هـ.
  15. الجرجانی علی بن محمد التعریفات تحقیق: إبراهیم الأبیاری.ص 55, دار الکتاب العربی, بیروت, الطبعة الأولى1405هـ.
  16. الحاکم (أبو عبد الله) المستدرک على الصحیحین، کتاب الدعاء، دار المعرفة، د.ت .
  17. الحیدر ،حیدر بن عبد الرحمن، الأمن الفکری فی مواجهة المؤثرات الفکریة، رسالة دکتوراه فی أکادیمیة الشرطة فی جمهوریة مصر العربیة. الطبعة الأولى 1423هـ.
  18. الخطیب البغدادی ( أحمد بن علی ) : الجامع لأخلاق الراوی وآداب السامع ، تحقیق محمد الطحان ، الریاض ، مکتبة المعارف ، 1403 هـ / 1983 م.
  19. الخطیب البغدادی ( أحمد بن علی ) : الفقیه والمتفقه ، تحقیق وتعلیق إسماعیل الأنصاری ، بیروت ، دار الکتب العلمیة ، ط2، 1400هـ /1980 م.
  20. الدسوقی ، فاروق أحمد : مدى تأثیر القیم العربیة الإسلامیة على برامج الأطفال فی دول الخلیج فی رسالة الخلیج العربی ، الریاض، مکتب التربیة العربی لدول الخلیج ، العدد السابع 1403هـ .
  21. الزعبلاوی ،محمد السید محمد : تربیة المراهق بین الإسلام وعلم النفس ، بیروت ، لبنان ، مؤسسة الکتب الثقافیة ، ط2 ، 1416 هـ / 1996 م.
  22. الزنیدی ،عبد الرحمن، حقیقة الفکر الإسلامی، دار المسلم, الریاض, ط2, 1422ه.
  23. السدیس ،عبد الرحمن الشریعة الإسلامیة وأثرها فی تعزیز الأمن الفکری، ملتقى الأمن الفکری فی جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة. الریاض, الطبعة الأولى, 1426هـ.
  24. سعد مرسی أحمد ، سعید إسماعیل علی : تاریخ التربیة والتعلیم ، القاهرة ، عالم       الکتب ، 1985 م.
  25. الشاطبی (إبراهیم بن موسى) : الموافقات فی أصول الشریعة ، تحقیق: محمد عبد الله دراز، دار المعرفة بیروت د.ت .
  26. صالح ، أحمد زکی : علم النفس التربوی ، القاهرة ، مکتبة النهضة المصریة ،       ط2 ، 1951 م.
  27. عادل عز الدین الأشول : علم نفس النمو ، القاهرة ، مکتبة الأنجلو ، ط1 ، د. ت .
  28. عبد الأمیر شمس الدین : المذهب التربوی عند ابن جماعة ، بیروت ، دار اقرأ ، ط2 ، 1406 هـ / 1986 م.
  29. عبد الحمید محمد الهاشمی : علم النفس التکوینی أسسه وتطبیقاته من الولادة إلى الشیخوخة ، جدة ، دار المجتمع ، ط4 ، 1400 هـ - 1980 م.
  30. عبد الله الخریجی : علم الاجتماع الدینی ، جده ، رامتان ، ط1 ، 1402 هـ/1982 م.
  31. عبود ،عبد الغنی: فی التربیة الإسلامیة ، دار الفکر العربی ، الطبعة الأولى                1977 م ، د.ت.
  32. عطا محمد زهره، مرجع سابق، ص32 –وأنظر أیضا: د. ممدوح شوقی ، الأمن القومی والأمن الجماعی الدولی، دار النهضة العربیة، القاهرة، 1985.
  33. عطار، لیلى عبد الرشید : الجانب التطبیقی فی التربیة الإسلامیة ، مطبوعات تهامة ، جدة ، المملکة العربیة السعودیة ، 1403 هـ .
  34. عماره محمد, الإسلام والأمن الاجتماعی، دار الشروق, بیروت. الطبعة              الأولى, 1418هـ.
  35. الغزالی ، أبوحامد إحیاء علوم الدین, دار المعرفة, بیروت.
  36. الفقی ،محمد حامد: مقدمة - فی ابن قیم الجوزیة: تهذیب مدارج السالکین، هذبه عبد المنعم صالح العزی، المملکة العربیة السعودیة، جدة، دار المطبوعات الحدیثة- 1408هـ .
  37. قادری ،عبد الله أحمد : الإسلام وضرورات الحیاة ، جدة ، دار المجتمع ،               ط2 ، 1410 هـ .
  38. مالکولم دنکان وینسر : صحة الدین ، فی الله یتجلى فی عصر العلم ، ترجمة الدمرداش عبد المجید سرحان ، راجعه وعلق علیه محمد جمال الدین الفندی ، القاهرة ، مؤسسة الحلبـی وشرکاه للنشر والتوزیع ، ط 3 -1968 م.
  39. المبارکفوری ، محمد : تحفة الأحوذی بشرح جامع الترمذی ، دار الکتب العلمیة ، بیروت ، ط1 ، 1419 هـ / 1990 م.
  40. المجدوب، أحمد بن علی الأمن الفکری والعقائدی مفاهیمه وخصائصه وکیفیة تحقیقه ، بحث علمی منشور ضمن أوراق الندوة العلمیة : نحو استراتیجیة عربیة للتدریب فی المیادین الأمنیة. دار النشر بالمرکز العربی للدراسات الأمنیة والتدریب. الریاض, 1408ه.
  41. محمد شدید : منهج القرآن فی التربیة ، بیروت ، مؤسسة الرسالة ،                     1402 هـ / 1982 م.
  42. محمد علی الصابونی : صفوة التفاسیر ، دمشق ، مکتبة الغزالی ، بیروت ( د. ت ).
  43. محمد قطب : فی النفس والمجتمع ، القاهرة ، دار الشروق ، ط 9 ،               1409هـ - 1989 م.
  44. محمد قطب : مذاهب فکریة معاصرة ، القاهرة ، دار الشروق ، ط1 ، 1403 هـ / 1983 م.
  45. محمد قطب : منهج التربیة الإسلامیة “فی النظریة” القاهرة ، دار الشروق ، ط 7 ، 1403هـ ، 1983م
  46. محمد متولی الشعراوی : الإسلام حداثة وحضارة ، بیروت ، دار العودة ، 1982 م.
  47. المصری ،محمد أمین: لمحات فی وسائل التربیة الإسلامیة وغایاتها، بیروت، دار الفکر، ط4 – 1398هـ
  48. النحلاوی ،عبد الرحمن: أصول التربیة الإسلامیة وأسالیبها ، دمشق ، دار الفکر ،       ط2 ، 1403 هـ .
  49. النشمی ، عجیل جاسم: معالم فی التربیة، الکویت، مکتبة المنار الإسلامیة،              ط1، 1400هـ.
  50. النووی ( یحیى بن شرف ) : المجموع شرح المهذب ، بیروت ، دار الفکر ، د. ت ، جـ1 ص 33 .
  51. النیسابوری ،مسلم ابو الحسین مسلم بن الحجاج بن القشیری , الجامع الصحیح , دار الجیل , بیروت , ط2 , 1997م,
  52. الهویمل، إبراهیم سلیمان مقومات الأمن فی القرآن، المجلة العربیة للدراسات الأمنیة والتدریب. جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة. المجلد الخامس عشر, العدد التاسع والعشرون. محرم 1421ه.

 

 



([1]) مالکولم دنکان وینسر : صحة الدین ، فی الله یتجلى فی عصر العلم ، ترجمة الدمرداش عبد المجید سرحان ، راجعه وعلق علیه محمد جمال الدین الفندی ، القاهرة ، مؤسسة الحلبـی وشرکاه للنشر والتوزیع ، ط 3 - 1968 م ، ص 112  .

([2]) سعد مرسی أحمد ، سعید إسماعیل علی : تاریخ التربیة والتعلیم ، القاهرة ، عالم الکتب ، 1985 م ، ص 17 .

([3]) سعد مرسی أحمد ، سعید إسماعیل علی : تاریخ التربیة والتعلیم ، مرجع سابق ، ص ص 66 - 67 ، ص 75 ، ص 78  .

([4]) سورة الروم : آیة ( 30 ) .

([5]) محمد قطب : منهج التربیة الإسلامیة فی النظریة القاهرة ، دار الشروق ، ط 7 ، 1403هـ ، 1983م
جـ 1 ص ص 18 - 19 .  وأیضاً : محمد قطب : فی النفس والمجتمع ، القاهرة ، دار الشروق ، ط 9 ،1409 هـ - 1989 م ، ص 181  .

([6]) سورة الملک ، آیة ( 23 ) .

([7]) محمد علی الصابونی : صفوة التفاسیر ، دمشق ، مکتبة الغزالی ، بیروت ( د. ت ) ، مجلد3 ، حـ29، ص420.

([8]) محمد المبارکفوری : تحفة الأحوذی بشرح جامع الترمذی ، دار الکتب العلمیة ، بیروت ، ط1 ، 1419 هـ / 1990 م ، جـ 4 ص 570 ، وانظر : ابن الأثیر ( المبارک بن محمد ) : جامع الأصول فی أحادیث الرسول ، بیروت ، دار الفکر ، ط2 ، 1403 هـ / 1983 ، جـ3 ، ص 506 ، رقم الحدیث 1823 .

([9]) أحمد زکی صالح : علم النفس التربوی ، القاهرة ، مکتبة النهضة المصریة ، ط2 ، 1951 م ، ص 476  .

([10]) سورة المجادلة : آیة ( 11 ) .

(1( عبد الرحمن صالح عبد الله ، وآخرون: المرشد فی کتابة البحوث التربویة.  ص43

(2) المیدانی( عبد الرحمن حبنکة): ضوابط المعرفة والاستدلال والمناظرة، ص،139

([13]) حیدر،عبدالرحمن الحیدر(1422) الأمن الفکری فی مواجهة المؤثرات الفکریة. رسالة دکتوراه منشورة، مقدمة فی علوم الشرطة ، کلیة الدراسات الإسلامیة بأکادیمیة الشرطة ، جمهوریة مصر العربیة

([14]) الجحنی،علی بن فایز(٢٠٠٤) وظیفة الأسرة فی تدعیم الأمن الفکری. بحث علمی منشور، مجلة الفکرالشرطی،مجلد١٢،العدد٤.

([15]) مقاییس اللغة. أحمد بن فارس القزوینی. (1/133) باب الهمزة والمیم وما بعدهما فی الثلاثی. تحقیق: عبد السلام هارون. الناشر: اتحاد الکتاب العرب, 1423ه.

([16]) سورة الأنفال: الآیة ( 11).

([17]) لسان العرب. محمد بن منظور . مادة : أمن. الناشر: دار صادر, بیروت. الطبعة الأولى. 1417ه.

([18]) سورة قریش: الآیة ( 4).

([19]) التعریفات. علی بن محمد الجرجانی تحقیق: إبراهیم الأبیاری.ص 55, دار الکتاب العربی, بیروت, الطبعة الأولى1405ه.

([20]) الأمن الفکری والعقائدی مفاهیمه وخصائصه وکیفیة تحقیقه. أحمد بن علی المجدوب. ص53 . بحث علمی منشور ضمن أوراق الندوة العلمیة : نحو استراتیجیة عربیة للتدریب فی المیادین الأمنیة. دار النشر بالمرکز العربی للدراسات الأمنیة والتدریب. الریاض, 1408ه.

([21]) الأمم المتحدة ومفهوم الإرهاب. عبد المنعم المشاط. ص19, 1986م.

([22]) بین الأمن العام والأمن السیاسی. علی الدین هلال. ص84, 1406ه.

([23]) مقومات الأمن فی القرآن. إبراهیم سلیمان الهویمل. ص9. المجلة العربیة للدراسات الأمنیة والتدریب. جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة. المجلد الخامس عشر, العدد التاسع والعشرون. محرم 1421ه.

([24]) المفهوم الأمنی فی الإسلام. علی فایز الجحنی. مجلة الأمن, ص12. الصادرة من وزارة الداخلیة العدد (2) ذی الحجة, 1408ه.

([25]) الإسلام والأمن الاجتماعی. محمد عماره, ص 6. دار الشروق, بیروت. الطبعة الأولى, 1418ه.

([26]) سورة النور: الآیة (55).

([27]) سورة النمل: الآیة ( 89).

([28]) الإسلام والأمن الاجتماعی. محمد عماره, ص7. (مرجع سابق ).

([29]) سورة قریش: الآیات (1-4).

([30]) الإسلام والأمن الاجتماعی. محمد عمارة. ص 8. (مرجع سابق ).

([31]) سورة البقرة: الآیتان (125-126).

([32]) سورة یوسف: الآیة ( 99).

([33]) رواه الترمذی (2268) وصححه الألبانی

([34]) أبوفارس، محمد عبدالقادر، المدرسة النبویة العسکریة ، دار الفرقان للطباعة والنشر والتوزیع ، عمان ، الأردن ، الطبعة الأولى: 1413 هـ  1993 م،ص11.

([35]) لسان العرب. ابن منظور. (10/307). (مرجع سابق).

([36]) مقاییس اللغة. ابن فارس (4/446). ( مرجع سابق).

([37]) مختار الصحاح. زین الدین محمد الرازی. (1/242). (مرجع سابق).

([38]) المصباح المنیر فی غریب الشرح الکبیر. أحمد الفیومی, دار الفکر (بدون تاریخ) (2/479) نقلاً عن ورقة عمل فی الاجتماع الدوری الخامس لهیئة الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر بعنوان: الأمن الفکری مفهومه ضرورته مجالاته للدکتور إبراهیم الزهرانی. موقع السکینة. http://www.assakina.com/news/news4/6302.html#ixzz1gRRY12ag .

([39]) حقیقة الفکر الإسلامی. د/عبد الرحمن الزنیدی. ص10. دار المسلم, الریاض, ط2, 1422ه.

([40]) التعریفات. الجرجانی. ص55. ( مرجع سابق).

([41])  سورة المدثر : من الآیة: 18.              

([42])  سورة سبأ : من الآیة 46 .

([43])  سورة البقرة : من الآیة 219 و266, سورة الأنعام: من الآیة 50 .

([44]) سورة الأعراف: من الآیة 184 , سورة الروم: من الآیة 8 .

([45]) سورة الأعراف: من الآیة 176 , سورة یونس: من الآیة 24, سورة الرعد: من الآیة 3 , سورة النحل: من الآیة 11و44و69 , سورة الروم : من الآیة 21  , سورة الزمر: من الآیة 42 , سورة الجاثیة: من الآیة 13 , سورة الحشر: من الآیة 21  .

([46]) إحیاء علوم الدین. أبوحامد الغزالی, 4/423. دار المعرفة, بیروت.

([47]) التبر: الذهب ینظر: لسان العرب,4/88.

(8) البخاری ابو عبد الله محمد بن اسماعیل بن ابراهیم بن المغیرة (ت 256ه ) , الجامع الصحیح المختصر , دار ابن کثیر ، بیروت ط3 ، 1987م, 1/408 , الحدیث رقم 1163.

([49])  الامام مسلم ابو الحسین مسلم بن الحجاج بن القشیری النیسابوری , الجامع الصحیح , دار الجیل , بیروت , ط2 , 1997م, 8/94 , الحدیث رقم 7143 .

([50]) الأمن الفکری وعنایة المملکة العربیة السعودیة به. د/عبد الله الترکی. ص57. ( مرجع سابق).

([51]) الشریعة الإسلامیة وأثرها فی تعزیز الأمن الفکری. د/عبد الرحمن السدیس. ص16. ملتقى الأمن الفکری فی جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة. الریاض, الطبعة الأولى, 1426ه.

([52]) الأمن الفکری الإسلامی. مجلة الأمن والحیاة العدد (187), 1418ه. للدکتور سعید الوادعی. نقلا عن بحث للدکتور عبد الرحمن اللویحق بعنوان بناء المفاهیم ودراستها فی ضوء المنهج العلمی, 19. وهو بحث مقدم للمؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری بتاریخ22-25 جماد الأول 1430ه. کرسی الأمیر نایف لدراسات الأمن الفکری بجامعة الملک سعود.

([53]) نحو إستراتیجیة وطنیة لتحقیق الأمن الفکری فی مواجهة الإرهاب. د/عبد الحفیظ المالکی. نقلاً من بحث للدکتور عبد الرحمن اللویحق بعنوان بناء المفاهیم. ص19(مرجع سابق).

([54]) الأمن الفکری فی مواجهة المؤثرات الفکریة. حیدر بن عبد الرحمن الحیدر. ص 316. رسالة دکتوراه فی أکادیمیة الشرطة فی جمهوریة مصر العربیة. الطبعة الأولى 1423هـ.

([55])  سورة المدثر : من الآیة: 18.                                             

([56])سورة سبأ : من الآیة 46 .

([57])سورة البقرة : من الآیة 219 و266, سورة الأنعام: من الآیة 50 .

([58]) سورة الأعراف: من الآیة 184 , سورة الروم: من الآیة 8 .

([59]) سورة الأعراف: من الآیة 176 , سورة یونس: من الآیة 24, سورة الرعد: من الآیة 3 , سورة النحل: من الآیة 11و44و69 , سورة الروم : من الآیة 21  , سورة الزمر: من الآیة 42 , سورة الجاثیة: من الآیة 13 , سورة الحشر: من الآیة 21  .

([60]) عطا محمد زهره، مرجع سابق، ص32 – وأنظر أیضا: د. ممدوح شوقی ، الأمن القومی والأمن الجماعی الدولی، دار النهضة العربیة، القاهرة، 1985، ص28.

([61]) سورة فاطر:24.

([62]) سنن الترمذی، الجامع الصحیح، دار الفکر، بیروت، 1980م، ج4، ص71،ص128.

([63])  الفیومی ( أحمد بن محمد بن علی ) المصباح المنیر ، ص196.

([64])  القرطبی (محمد بن أحمد): الجامع لأحکام القرآن ، جـ2، ص211-212.

([65])  الجرجانی (علی بن محمد) : التعریفات ، ص64.

([66])  القرطبی (محمد بن أحمد) : الجامع لأجکام القرآن ، جـ2، ص212.

([67])  سـورة البقرة، الآیة: (170).

([68])  ابن کثیر (إسـماعیل بن عمر): تفسـیر القرآن العظیم، جـ1، ص110.

([69])  العقاد (عباس محمود): التفکیر فریضة إسـلامیة، ص17.

([70])  سـورة الأعراف، الآیة: (28).

([71])  الشوکانی (محمد علی) : فتح القدیر ، جـ2، ص198.

([72])  سـورة التوبة، الآیة: (31).

([73])  العقاد (عباس محمود): التفکیر فریضة إسـلامیة،  ص22.

([74])  سـورة الزخرف، الآیة: (23).

([75])  سـید قطب: فی ظلال القرآن ،جـ5 ص3182.

([76])  سـورة الأعراف، الآیة: (3).

([77])  ابن کثیر (إسماعیل بن عمر): تفسـیر القرآن العظیم، جـ2، ص209.

([78])  الراغب الأصفهانی: مفردات ألفاظ القرآن ، ص69.

([79])  سـورة یوسـف، الآیة: (37-38).

([80])  ابن کثیر (إسماعیل بن عمر): تفسـیر القرآن العظیم، جـ2، ص209.

([81])  الترمذی (محمد بن عیسى) سـنن الترمذی، کتاب البر والصلة، باب ما جاء فی الإحسـان والعفو، جـ4، ص320، رقم الحدیث: 2007.

([82])  عبد الرحمن الزنیدی: حقیقة الفکر الإسلامی - الریاض، دار المسلم ط1، 1415هـ ص130.

([83])  البخاری (محمد بن إسماعیل): صحیح البخاری. ، کتاب الاعتصام باب قول النبی ش لتتبعن سنن من کان قبلکم، جـ8 ص191 رقم الحدیث: 7320.

([84])  بریکان برکی القرشی: القدوة ودورها فی تربیة النشء، مکة المکرمة، المکتبة الفیصلیة، ط2 1405هـ/1984م، ص57.

([85])  ابن الأثیر الجزری ( المبارک بن محمد ) : جامع الأصول فی أحادیث الرسول، جـ9 ص566 رقم الحدیث: 7319.

([86])  عجیل جاسم النشمی: معالم فی التربیة، الکویت، مکتبة المنار الإسلامیة، ط1، 1400هـ، ص128

([87])  محمد حامد الفقی: مقدمة - فی ابن قیم الجوزیة: تهذیب مدارج السالکین، هذبه عبد المنعم صالح العزی، المملکة العربیة السعودیة، جدة، دار المطبوعات الحدیثة- 1408هـ ص16.

([88])  إبراهیم مصطفى وآخرون: المعجم الوسیط،  جـ2 ص578.

([89])  الراغب الأصفهانی: مفردات ألفاظ القرآن ، ص327 ص328.

([90])  سـورة الحجرات، الآیة: (12).

([91])  أبو حامد الغزالی (محمد بن محمد)، إحیاء علوم الدین، جـ3، ص186  .

([92])  یوسف القرضاوی: العقل والعلم فی القرآن الکریم، ص250.

([93])  مسلم بن الحجاج: صحیح مسلم، کتاب البر والصلة والآداب، باب تحریم الظن جـ4  ، ص1576  رقم الحدیث: 2563.

([94])  ابن قیم الجوزیة ( محمد بن أبی بکر): الفوائد ، ص224 ص225.

([95])  القرطبی (محمد بن أحمد): الجامع لأحکام القرآن، جـ16، ص332.

([96])  سـورة النور، الآیة: (12).

([97])  القرطبی (محمد بن أحمد): الجامع لأحکام القرآن، جـ16، ص332.

([98])  الراغب الأصفهانی: مفردات ألفاظ القرآن، ، ص545.

([99])  سـورة الفرقان، الآیة: (43-44).

([100])  الرازی (محمد بن عمر) التفسیر الکبیر، جـ24 ص75.

([101])  سید قطب، فی ظلال القرآن ، جـ5 ص2566.

([102])  سـورة القصص، الآیة: (49 - 50).

([103])  الرازی (محمد بن عمر): التفسیر الکبیر ، جـ26 ص175.

([104])  سـورة الجاثیة، الآیة: (18).

([105])  الألبانی (محمد ناصر الدین) : صحیح الجامع الصغیر وزیادته –بیروت،المکتبالإسلامی،ط3 – 1408هـجـ1 ص583 رقمالحدیث: 3039.

([106])  الحاکم (أبو عبد الله) المستدرک على الصحیحین، کتاب الدعاء، دار المعرفة، د.ت جـ1 ص532.

([107])  محمد أمین المصری: لمحات فی وسائل التربیة الإسلامیة وغایاتها، بیروت، دار الفکر، ط4 – 1398هـ
ص144.

([108])  ابن قیم الجوزیة ( محمد بن أبی بکر ) روضة المحبین ونزهة المشتاقین ، ، ص 467 .

([109])  ابن الجوزی (عبد الرحمن بن علی): الطب الروحانی، تحقیق، أبو هاجر محمد السعید بن بسیونی زغلول، القاهرة، مکتبة الثقافة الدینیة، ط1406هـ ص10.

([110])  ابن قیم الجوزیة (محمد بن أبی بکر): تحفة المودود بأحکام المولود، تحقیق: عبد القادر الأرناؤوط، دمشق، مکتبة دار البیان، ط1 1391هـ/1971م، ص242.

([111])  الشاطبی (إبراهیم بن موسى) : الموافقات فی أصول الشریعة ، تحقیق: محمد عبد الله دراز، دار المعرفة بیروت د.ت جـ4 ص422.

([112])  سـورة النازعات، الآیة: (40-41).

([113])  الراغب الأصفهانی: مفردات ألفاظ القرآن ، ص100.

([114])  سـورة الأعراف، الآیة: (199).

([115])  ابن کثیر (إسماعیل بن عمر) تفسیر القرآن العظیم، جـ2 ص289.

([116])  سـورة الفرقان، الآیة: (63).

([117])  ابن کثیر (إسماعیل بن عمر) تفسیر القرآن العظیم، جـ3، ص337.

([118])  سـورة آل عمران، الآیة: (154).

([119])  سـورة الأحزاب، الآیة: (33).

([120])  سـورة الفتح، الآیة: (26).

([121])  البخاری (محمد بن إسماعیل): صحیح البخاری، کتاب الإیمان، باب المعاصی من أمر الجاهلیة جـ1 ص15 ص16 رقم الحدیث: 30.

([122])  سـورة المائدة، الآیة: (50).

([123])  یوسف القرضاوی: العقل والعلم فی القرآن الکریم، ص134.

([124])  ابن قیم الجوزیة (محمد بن أبی بکر): مفتاح دار السعادة ومنشور ولایة العلم والإرادة، جـ1 ص111.

([125])  الراغب الأصفهانی: مفردات ألفاظ القرآن، جـ300 ص356.

([126])  سـورة المجادلة، الآیة: (11).

([127])  أحمد عزت: أصول علم النفس، ص336.

([128])  محمد شدید: منهج القرآن فی التربیة، ص115.

([129])  عباس محمود العقاد : التفکیر فریضة إسلامیة، ص58.

([130])  ابن الأثر الجزری (المبارک بن محـمد): جامع الأصول فی أحادیث الرسـول، جـ9، ص227. رقم الحدیث: 6819.

([131]) سورة العلق ، آیة ( 1 - 5 ) .

([132]) سورة سبأ ، آیة ( 46 ) .

([133]) سورة النحل ، آیة ( 44 ) .

([134]) لیلى عبد الرشید عطار : الجانب التطبیقی فی التربیة الإسلامیة ، مطبوعات تهامة ، جدة ، المملکة العربیة السعودیة ، 1403 هـ ، ص 25  .

([135]) سورة البقرة ، آیة ( 170 ) .

([136]) محمد أمین المصری : لمحات فی وسائل التربیة الإسلامیة وغایاتها ، بیروت ، دار الفکر ، ط 4 ، 1398 هـ ، ص 104 - ص 105  .

([137]) سورة فاطر ، آیة ( 27 ، 28 ) .

([138]) سورة البقرة ، آیة ( 200 ) .

([139]) عباس محمود العقاد : التفکیر فریضة إسلامیة ، ص 15 .

([140]) مسلم بن الحجاج القشیری ، صحیح مسلم ، کتاب الإیمان ، باب بیان الدین النصیحة جـ1 ،
ص 75 رقم الحدیث : 55  .

([141]) مسلم بن الحجاج القشیری : صحیح مسلم ، کتاب الإیمان ، باب بیان کون النهی عن المنکر من الإیمان ، جـ1 ص71 رقم الحدیث 50 .

([142]) سورة المائدة ، آیة ( 90 ) .

([143]) عبد الله أحمد قادری : الإسلام وضرورات الحیاة ، جدة ، دار المجتمع ، ط2 ، 1410 هـ ، ص 116 .

([144]) عبد الرحمن النحلاوی : أصول التربیة الإسلامیة وأسالیبها ، دمشق ، دار الفکر ، ط2 ، 1403 هـ ، ص 61 .

([145]) محمد قطب : مذاهب فکریة معاصرة ، القاهرة ، دار الشروق ، ط1 ، 1403 هـ / 1983 م ، ص 545 .

([146]) سورة النحل ، آیة ( 44 ) .

([147]) سورة نوح ، آیة ( 7 - 25 ) .

([148]) سورة الشعراء ، آیة ( 159 - 173 ) .

([149]) محمد فؤاد عبد الباقی : المعجم المفهرس لألفاظ القرآن ، ص 469 - 480 .

([150]) الراغب الأصفهانی : مفردات ألفاظ القرآن ، ص 355 ، ص 356 .

([151]) سورة العلق ، آیة ( 1 - 5 ) .

([152]) سید قطب : فی ظلال القرآن ، جـ6 ص 3939 .

([153]) عبد الغنی عبود : فی التربیة الإسلامیة ، دار الفکر العربی ، الطبعة الأولى 1977 م ، بدون ذکر بلد النشر
ص 90 ص 91 .

([154]) محمد شدید : منهج القرآن فی التربیة ، بیروت ، مؤسسة الرسالة ، 1402 هـ / 1982 م ، ص 270 .

([155]) عبد الله الخریجی : علم الاجتماع الدینی ، جده ، رامتان ، ط1 ، 1402 هـ / 1982 م ، ص 470 ، ص 471 .

([156]) علی خلیل أبو العینین : فلسفة التربیة الإسلامیة فی القرآن ، ص 156 .

([157]) محمد متولی الشعراوی : الإسلام حداثة وحضارة ، بیروت ، دار العودة ، 1982 م ، ص 62 .

([158]) محمد السید محمد الزعبلاوی : تربیة المراهق بین الإسلام وعلم النفس ، بیروت ، لبنان ، مؤسسة الکتب الثقافیة ، ط2 ، 1416 هـ / 1996 م ، ص 61 .

([159]) مسلم بن الحجاج القشیری : صحیح مسلم ، المقدمة ، جـ1 ص 25 ، رقم الحدیث 5 .

([160]) عادل عز الدین الأشول : علم نفس النمو ، القاهرة ، مکتبة الأنجلو ، ط1 ، د. ت ، ص 432 .

([161]) سورة النحل ، آیة ( 78 ) .

([162]) سورة النحل ، آیة ( 70 ) .

([163]) عبد الحمید محمد الهاشمی : علم النفس التکوینی أسسه وتطبیقاته من الولادة إلى الشیخوخة ، جدة ، دار المجتمع ، ط4 ، 1400 هـ - 1980 م ، ص 200 .

([164]) البخاری ( محمد بن إسماعیل ) : صحیح البخاری ، کتاب العلم ، باب فضل من علم وعلم ، جـ1 ص 32 ص 33 رقم الحدیث 79 ، ومسلم بن الحجاج : صحیح مسلم ، کتاب الفضائل ، باب مثل ما بعث الله به النبی ش من الهدى والعلم ، جـ4 ص 1427 رقم الحدیث 2282 .

([165]) محمد عثمان نجاتی : الحدیث النبوی وعلم النفس ، ص 258 .

([166]) النووی ( یحیى بن شرف ) : المجموع شرح المهذب ، بیروت ، دار الفکر ، د. ت ، جـ1 ص 33 .

([167]) ابن خلدون ( عبد الرحمن بن محمد ) : مقدمة ابن خلدون ، ص 533 .

([168]) عبد الأمیر شمس الدین : المذهب التربوی عند ابن جماعة ، بیروت ، دار اقرأ ، ط2 ، 1406 هـ / 1986 م
ص 100 .

([169]) الخطیب البغدادی ( أحمد بن علی ) : الجامع لأخلاق الراوی وآداب السامع ، تحقیق محمد الطحان ، الریاض ، مکتبة المعارف ، 1403 هـ / 1983 م ، جـ1 ص 231 .

([170]) الخطیب البغدادی ( أحمد بن علی ) : الفقیه والمتفقه ، تحقیق وتعلیق إسماعیل الأنصاری ، بیروت ، دار الکتب العلمیة ، ط2 ، 1400 هـ / 1980 م ، جـ2 ص 107 .

([171]) المرجع السابق ، جـ2 ص 150 .

([172]) محمد عبد العلیم مرسی : المعلم والمناهج وطرق التدریس ، ص 3 .

([173]) سنن أبی داود کتاب الطهارة باب کراهیة استقبال القبلة عند قضاء الحاجة ، ج1/18وأیضاً : سنن ابن ماجة کتاب الطهارة باب الاستنجاء بالحجارة ، ج1/114 ، واللفظ له . و أحمد بن حنبل : المسند ، ج2/247 .

(2) الغزالی أبو حامد ، إحیاء علوم الدین ، ج1/55 .

(3) ابن جماعة بدر الدین : تذکرة السامع والمتکلم فی أدب العالم والمتعلم ، ص49 .

(4) أبو عبد الله محمد بن أحمد : الجامع لأحکام القرآن ، ج7/35 .

(5) الأحزاب 21 .

(6) القرطبی أبو عبد الله محمد بن أحمد : الجامع لأحکام القرآن ، ج14/155 .

(7) الجاحظ أبو عثمان عمرو بن بحر : البیان والتبیین ، ج2/35-36 . ابن العدیم کمال الدین عمر بن أحمد : تذکرة الآباء وتسلیة الأبناء : المسمى الدراری فی ذکر الذراری ، ص56 .

(8) محمد جمال الدین محفوظ : تربیة المراهق فی المدرسة الإسلامیة ، ص 1

(1) فاروق أحمد الدسوقی : مدى تأثیر القیم العربیة الإسلامیة على برامج الأطفال فی دول الخلیج فی رسالة الخلیج العربی ، الریاض، مکتب التربیة العربی لدول الخلیج ، العدد السابع 1403هـ ، ص9-11 .

(1) محمد عبد العلیم مرسی : المعلم والمناهج ... وطرق التدریس ، ص 25 .

(2) الترمذی أبو عیسى محمد بن عیسى : الجامع الصحیح " سنن الترمذی " کتاب العلم باب ما جاء فی الحث على تبلیغ السماع ، ج5 / 33 ، حدیث رقم 7/265 .

(3) البخاری محمد بن إسماعیل : صحیح البخاری بشرحه فتح الباری کتاب العلم باب قول النبی صلى الله علیه وسلم : رب مبلغ أوعى من سامع ، ج1/158 حدیث رقم 9/67 .

(4) محمد عبد العلیم مرسی : المعلم والمناهج وطرق التدریس ، ص 19 .

(5) أحمد إبراهیم شکری : المعلم ومتطلبات إعداده فی الحیاة العصریة فی مجلة کلیة التربیة ، مکة ، جامعة الملک عبد العزیز ، العدد 6 ، ص126 .

(1) ابن جماعة بدر الدین : تذکرة السامع والمتکلم فی أدب العالم والمتعلم ، ص 72/73 .

(2) ابن جماعة بدر الدین : المرجع السابق ، ص 73.

(3) حسن عبد العال : فن التعلیم عند بدر الدین بن جماعة بن جماعة ، ص 134 .

  1. -         القرآن الکریم

    1. ابن الأثیر ( المبارک بن محمد ) : جامع الأصول فی أحادیث الرسول ، بیروت ، دار الفکر ، ط2 ، 1403 هـ / 1983 ، جـ3 ، ص 506 ، رقم   الحدیث 1823 .
    2. ابن الجوزی (عبد الرحمن بن علی): الطب الروحانی، تحقیق، أبو هاجر محمد السعید بن بسیونی زغلول، القاهرة، مکتبة الثقافة الدینیة، ط1406هـ ص10.
    3. ابن قیم الجوزیة ( محمد بن أبی بکر ) روضة المحبین ونزهة المشتاقین .
    4. ابن قیم الجوزیة (محمد بن أبی بکر): تحفة المودود بأحکام المولود، تحقیق: عبد القادر الأرناؤوط، دمشق، مکتبة دار البیان، ط1 1391هـ/                  1971م، ص242.
    5. ابن قیم الجوزیة (محمد بن أبی بکر): مفتاح دار السعادة ومنشور ولایة العلم والإرادة، جـ1 ص111.
    6. أبوفارس، محمد عبدالقادر، المدرسة النبویة العسکریة، دار الفرقان للطباعة والنشر والتوزیع، عمان ،الأردن، الطبعة الأولى: 1413 هـ  1993 م،ص11.
    7. أحمد إبراهیم شکری : المعلم ومتطلبات إعداده فی الحیاة العصریة فی مجلة کلیة التربیة ، مکة ، جامعة الملک عبد العزیز ، العدد 6 ، ص126 .
    8. الألبانی (محمد ناصر الدین) : صحیح الجامع الصغیر وزیادته – بیروت، المکتب الإسلامی ، ط3 – 1408هـ.
    9. البخاری ابو عبد الله محمد بن اسماعیل بن ابراهیم بن المغیرة (ت 256ه ) , الجامع الصحیح المختصر , دار ابن کثیر ، بیروت ط3 ، 1987م.
    10. بریکان برکی القرشی: القدوة ودورها فی تربیة النشء، مکة المکرمة، المکتبة الفیصلیة، ط2 1405هـ/1984م.
    11. بن فارس ،أحمد مقاییس اللغة ،تحقیق: عبد السلام هارون. الناشر: اتحاد الکتاب العرب, 1423هـ.
    12. بن منظور محمد. لسان العرب مادة : أمن. الناشر: دار صادر, بیروت. الطبعة   الأولى. 1417هـ.
    13. الترکی عبد الله ،الأمن الفکری وعنایة المملکة العربیة السعودیة به..
    14. الجحنی علی فایز المفهوم الأمنی فی الإسلام، مجلة الأمن, الصادرة من وزارة الداخلیة العدد (2) ذی الحجة, 1408هـ.
    15. الجرجانی علی بن محمد التعریفات تحقیق: إبراهیم الأبیاری.ص 55, دار الکتاب العربی, بیروت, الطبعة الأولى1405هـ.
    16. الحاکم (أبو عبد الله) المستدرک على الصحیحین، کتاب الدعاء، دار المعرفة، د.ت .
    17. الحیدر ،حیدر بن عبد الرحمن، الأمن الفکری فی مواجهة المؤثرات الفکریة، رسالة دکتوراه فی أکادیمیة الشرطة فی جمهوریة مصر العربیة. الطبعة الأولى 1423هـ.
    18. الخطیب البغدادی ( أحمد بن علی ) : الجامع لأخلاق الراوی وآداب السامع ، تحقیق محمد الطحان ، الریاض ، مکتبة المعارف ، 1403 هـ / 1983 م.
    19. الخطیب البغدادی ( أحمد بن علی ) : الفقیه والمتفقه ، تحقیق وتعلیق إسماعیل الأنصاری ، بیروت ، دار الکتب العلمیة ، ط2، 1400هـ /1980 م.
    20. الدسوقی ، فاروق أحمد : مدى تأثیر القیم العربیة الإسلامیة على برامج الأطفال فی دول الخلیج فی رسالة الخلیج العربی ، الریاض، مکتب التربیة العربی لدول الخلیج ، العدد السابع 1403هـ .
    21. الزعبلاوی ،محمد السید محمد : تربیة المراهق بین الإسلام وعلم النفس ، بیروت ، لبنان ، مؤسسة الکتب الثقافیة ، ط2 ، 1416 هـ / 1996 م.
    22. الزنیدی ،عبد الرحمن، حقیقة الفکر الإسلامی، دار المسلم, الریاض, ط2, 1422ه.
    23. السدیس ،عبد الرحمن الشریعة الإسلامیة وأثرها فی تعزیز الأمن الفکری، ملتقى الأمن الفکری فی جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة. الریاض, الطبعة الأولى, 1426هـ.
    24. سعد مرسی أحمد ، سعید إسماعیل علی : تاریخ التربیة والتعلیم ، القاهرة ، عالم       الکتب ، 1985 م.
    25. الشاطبی (إبراهیم بن موسى) : الموافقات فی أصول الشریعة ، تحقیق: محمد عبد الله دراز، دار المعرفة بیروت د.ت .
    26. صالح ، أحمد زکی : علم النفس التربوی ، القاهرة ، مکتبة النهضة المصریة ،       ط2 ، 1951 م.
    27. عادل عز الدین الأشول : علم نفس النمو ، القاهرة ، مکتبة الأنجلو ، ط1 ، د. ت .
    28. عبد الأمیر شمس الدین : المذهب التربوی عند ابن جماعة ، بیروت ، دار اقرأ ، ط2 ، 1406 هـ / 1986 م.
    29. عبد الحمید محمد الهاشمی : علم النفس التکوینی أسسه وتطبیقاته من الولادة إلى الشیخوخة ، جدة ، دار المجتمع ، ط4 ، 1400 هـ - 1980 م.
    30. عبد الله الخریجی : علم الاجتماع الدینی ، جده ، رامتان ، ط1 ، 1402 هـ/1982 م.
    31. عبود ،عبد الغنی: فی التربیة الإسلامیة ، دار الفکر العربی ، الطبعة الأولى                1977 م ، د.ت.
    32. عطا محمد زهره، مرجع سابق، ص32 –وأنظر أیضا: د. ممدوح شوقی ، الأمن القومی والأمن الجماعی الدولی، دار النهضة العربیة، القاهرة، 1985.
    33. عطار، لیلى عبد الرشید : الجانب التطبیقی فی التربیة الإسلامیة ، مطبوعات تهامة ، جدة ، المملکة العربیة السعودیة ، 1403 هـ .
    34. عماره محمد, الإسلام والأمن الاجتماعی، دار الشروق, بیروت. الطبعة              الأولى, 1418هـ.
    35. الغزالی ، أبوحامد إحیاء علوم الدین, دار المعرفة, بیروت.
    36. الفقی ،محمد حامد: مقدمة - فی ابن قیم الجوزیة: تهذیب مدارج السالکین، هذبه عبد المنعم صالح العزی، المملکة العربیة السعودیة، جدة، دار المطبوعات الحدیثة- 1408هـ .
    37. قادری ،عبد الله أحمد : الإسلام وضرورات الحیاة ، جدة ، دار المجتمع ،               ط2 ، 1410 هـ .
    38. مالکولم دنکان وینسر : صحة الدین ، فی الله یتجلى فی عصر العلم ، ترجمة الدمرداش عبد المجید سرحان ، راجعه وعلق علیه محمد جمال الدین الفندی ، القاهرة ، مؤسسة الحلبـی وشرکاه للنشر والتوزیع ، ط 3 -1968 م.
    39. المبارکفوری ، محمد : تحفة الأحوذی بشرح جامع الترمذی ، دار الکتب العلمیة ، بیروت ، ط1 ، 1419 هـ / 1990 م.
    40. المجدوب، أحمد بن علی الأمن الفکری والعقائدی مفاهیمه وخصائصه وکیفیة تحقیقه ، بحث علمی منشور ضمن أوراق الندوة العلمیة : نحو استراتیجیة عربیة للتدریب فی المیادین الأمنیة. دار النشر بالمرکز العربی للدراسات الأمنیة والتدریب. الریاض, 1408ه.
    41. محمد شدید : منهج القرآن فی التربیة ، بیروت ، مؤسسة الرسالة ،                     1402 هـ / 1982 م.
    42. محمد علی الصابونی : صفوة التفاسیر ، دمشق ، مکتبة الغزالی ، بیروت ( د. ت ).
    43. محمد قطب : فی النفس والمجتمع ، القاهرة ، دار الشروق ، ط 9 ،               1409هـ - 1989 م.
    44. محمد قطب : مذاهب فکریة معاصرة ، القاهرة ، دار الشروق ، ط1 ، 1403 هـ / 1983 م.
    45. محمد قطب : منهج التربیة الإسلامیة “فی النظریة” القاهرة ، دار الشروق ، ط 7 ، 1403هـ ، 1983م
    46. محمد متولی الشعراوی : الإسلام حداثة وحضارة ، بیروت ، دار العودة ، 1982 م.
    47. المصری ،محمد أمین: لمحات فی وسائل التربیة الإسلامیة وغایاتها، بیروت، دار الفکر، ط4 – 1398هـ
    48. النحلاوی ،عبد الرحمن: أصول التربیة الإسلامیة وأسالیبها ، دمشق ، دار الفکر ،       ط2 ، 1403 هـ .
    49. النشمی ، عجیل جاسم: معالم فی التربیة، الکویت، مکتبة المنار الإسلامیة،              ط1، 1400هـ.
    50. النووی ( یحیى بن شرف ) : المجموع شرح المهذب ، بیروت ، دار الفکر ، د. ت ، جـ1 ص 33 .
    51. النیسابوری ،مسلم ابو الحسین مسلم بن الحجاج بن القشیری , الجامع الصحیح , دار الجیل , بیروت , ط2 , 1997م,
    52. الهویمل، إبراهیم سلیمان مقومات الأمن فی القرآن، المجلة العربیة للدراسات الأمنیة والتدریب. جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة. المجلد الخامس عشر, العدد التاسع والعشرون. محرم 1421ه.