فاعلية برنامج تدخل مبکر قائم على التکامل الحسي في تنمية التواصل غير اللفظي لدى عينة من أطفال التوحد

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 أستاذ علم النفس المساعد کلية الآداب – جامعة أسيوط

2 أستاذ الصحة النفسية المساعد کلية التربية – جامعة أسيوط

3 باحث ماجستير بقسم علم النفس کلية الآداب - جامعة أسيوط

10.12816/0042515

المستخلص

استهدفت الدراسة بناء برنامج تدخل مبکر قائم على التکامل الحسي ومعرفة أثره على تنمية التواصل الغير لفظي لدى عينة من الأطفال التوحديين, أجريت الدراسة على عينة مکونة من 5 أطفال ذکور، وتتراوح أعمارهم بين 4 : 6 سنوات بمتوسط عمري قدره 5 سنوات وانحراف معياري قدره عام واحد، وتراوحت درجة التوحد لديهم ما بين 14- 17 بمتوسط قدرة 15.4 وانحراف معياري قدرة  1.52على مقياس التوحد  لعادل عبد الله 2003, تراوحت درجة ذکائهم ما بين 55: 85 بمتوسط قدرة 69.60 وانحراف معياري قدرة 13.46على مقياس لوحة جودارد للذکاء, واستخدمت الدراسة برنامج التدخل المبکر القائم على التکامل الحسي، ومقياس تقدير التواصل الغير لفظي لدى أطفال التوحد دون سن المدرسة مکون من ستة أبعاد فرعية وهي (التقليد, فهم التعبيرات الانفعالية ونبرات الصوت, الإنتباه وتنفيذ الأوامر, التواصل البصري مع الأشياء والأشخاص, التواصل بالإشارة,         الفهم والتعبير عن الرغبات)، وکشفت النتائج عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين التطبيق القبلي والبعدي عند مستوى دلالة 0.05 في اتجاه القياس البعدي على مقياس التواصل غير اللفظي وأبعاده الفرعية، کما تشير النتائج إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين القياس البعدي والتتبعي (بعد مرور شهرين) على مقياس التواصل غير اللفظي وأبعاده الفرعية.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

               کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

     =======

 

فاعلیة برنامج تدخل مبکر قائم على

التکامل الحسی فی تنمیة التواصل غیر اللفظی

لدى عینة من أطفال التوحد

 

 

إعـــــــــــــداد

د /  أحمد کمال البهنساوی

أستاذ علم النفس المساعد

کلیة الآداب – جامعة أسیوط

د/مصطفى عبد المحسن الحدیبی

أستاذ الصحة النفسیة المساعد

کلیة التربیة – جامعة أسیوط

أ/ زید حسانین زید عبد الخالق

باحث ماجستیر بقسم علم النفس

کلیة الآداب - جامعة أسیوط

 

 

 

}         المجلد الثانی والثلاثین– العدد الرابع– جزء ثانى-أکتوبر 2016م  {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

الملخص

استهدفت الدراسة بناء برنامج تدخل مبکر قائم على التکامل الحسی ومعرفة أثره على تنمیة التواصل الغیر لفظی لدى عینة من الأطفال التوحدیین, أجریت الدراسة على عینة مکونة من 5 أطفال ذکور، وتتراوح أعمارهم بین 4 : 6 سنوات بمتوسط عمری قدره 5 سنوات وانحراف معیاری قدره عام واحد، وتراوحت درجة التوحد لدیهم ما بین 14- 17 بمتوسط قدرة 15.4 وانحراف معیاری قدرة  1.52على مقیاس التوحد  لعادل عبد الله 2003, تراوحت درجة ذکائهم ما بین 55: 85 بمتوسط قدرة 69.60 وانحراف معیاری قدرة 13.46على مقیاس لوحة جودارد للذکاء, واستخدمت الدراسة برنامج التدخل المبکر القائم على التکامل الحسی، ومقیاس تقدیر التواصل الغیر لفظی لدى أطفال التوحد دون سن المدرسة مکون من ستة أبعاد فرعیة وهی (التقلید, فهم التعبیرات الانفعالیة ونبرات الصوت, الإنتباه وتنفیذ الأوامر, التواصل البصری مع الأشیاء والأشخاص, التواصل بالإشارة,         الفهم والتعبیر عن الرغبات)، وکشفت النتائج عن وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین التطبیق القبلی والبعدی عند مستوى دلالة 0.05 فی اتجاه القیاس البعدی على مقیاس التواصل غیر اللفظی وأبعاده الفرعیة، کما تشیر النتائج إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس البعدی والتتبعی (بعد مرور شهرین) على مقیاس التواصل غیر اللفظی وأبعاده الفرعیة.

 

الکلمات المفتاحیة: التکامل الحسی, التواصل غیر اللفظی, التوحد

 

Abstract

The study aimed to build early intervention program based on sensory integration, and its impact on the development of non-verbal communication among a sample of children with a autism, The study was conducted on a sample of five male children, aged between 4: 6 with an average age of 5 years and a standard deviation of one year, Ranged from autism have between 14-17 and average of 15.4 and a standard deviation ability 1.52on  scale of Adel Abdullah for Autism 2003, ranged degree IQ between 55: 85 the ability of the average 69.60 and a standard deviation ability 13.46 on the scale of IQ Goddard, the study used early intervention program based on sensory integration, and non-verbal communication Scale with children  autism Preschoolers, Composed of six sub-dimensions a(tradition, Understand the emotional expressions and tones of voice, the attention and execute commands, eye contact with objects and people, communicating by pointing, Understanding and the expretion of their desires), the results revealed about the existence statistically significant differences Between tribal application and posttest at the level of significance 0.05 In the direction of post administration measurement on a scale of non-verbal communication and its sub-dimensions, The results also indicate that there were no statistically significant differences between the post administration and iterative(Two months later) on a scale of non-verbal communication and its sub-dimensions.                                                                                                  

Key words : sensory integration, non - verbal communication, Autism                  

أولاً : مقدمة الدراسة

قال تعالى : (ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ[النحل:78] .

الحواس هی المصادر الأولى التی یستقی منها الفرد اتصاله المباشر بنفسه وبعالمة الخارجی ؛ کونها إحدى ضروب الخبرة التی تنتقل إلى الجهاز العصبی عبر الأجهزة الحسیة المختلفة التی تتلقاها وترصدها وتنقل أثارها, وشعور الفرد بنوع هذه الإحساسات وبدرجاتها وبعلاقاتها بالأشیاء الأخرى إدراکاً حسیاً, فهو بهذا المعنى عملیة معقدة تنسق هذه الإحساسات المختلفة فی نظام متکامل, فالعین حاسة نبصر بها الأشیاء, والإبصار وظیفة هذه الحاسة, والإدراک شعور الفرد بما یبصر, شعوراً یحدد له العلاقات بین المرئیات ودرجاتها ونوعها             (فؤاد البهی السید, 1997, 124) (*) .

ویعتمد التدخل العلاجی عن طریق التکامل الحسی على نظریة التکامل الحسی التی وضعت من قبل Ayres 1991 وهو عبارة عن تدخل علاجی یعتمد على أنشطة تهدف إلى تنمیة القدرة على التمییز والاستثارة الحسیة وخاصة عن طریق اللمس, والنظام الدهلیزی, والتحفیز, والمشارکة النشطة, والاستجابة التکیفیة (Bundy et al ., 2002 , 479) ، ویعانی أطفال طیف التوحد من صعوبات فی دمج الخبرات الحرکیة والحسیة, ولذلک من المهم التدخل العلاجی لهؤلاء الأطفال باستخدام العلاج بالتکامل الحسی معتمدین على الواقع
الفعلی والملموس لطبیعة، وخصائص أطفال التوحد لأنهم یختلفون عن الأطفال العادیین
(Jung et al ., 2006 ,145) .

هذا بالإضافة إلى أن ثالوث تشخیص طیف التوحد ، والمتمثل فی الخلل النوعی           فی مهارات التفاعل الاجتماعی، والتواصل، والسلوکیات النمطیة المتکررة تؤکد على أن           ذوی طیف التوحد سواء کانوا أطفال أو مراهقین یعانون من ضعف فی الاستجابة للخبرات الحسیة ، ویکون ذلک بصورة واضحة عند مقارنتهم بأقرانهم من ذوی الإعاقات الأخرى,       وبهذا نجد أن مشکلة الاضطرابات الحسیة التی توجد لدى أطفال التوحد قد تم الاتفاق علیها من قبل العدید من العلماء فی المجالات العلمیة المتنوعة المهتمة باضطراب طیف التوحد                 (Tomchek & Dunn , 2007 , 190) .

ویتسق ذلک مع ما أشارت إلیه نتائج دراسة  Jung  et al ., (2006) والتی طبقت على (12) من أطفال التوحد و(20) من الأسویاء کعینة ضابطة, وتراوحت أعمارهم جمیعاً ما بین (5-6) سنوات , بوجود فروق دالة إحصائیا بین المجموعتین فی القدرة على التنسیق، والمهارات الاجتماعیة وکانت جمیعها فی اتجاه المجموعة الضابطة (الأسویاء) , وما أوضحه محمد الإمام وفؤاد الجوالدة (2010, 186) بأن القدرة على التنسیق والتدریب على المهارات الاجتماعیة عاملین لتشخیص التوحد, کما یوصی العلماء الراغبین فی فهم التوحد أن ینظروا إلیه على أنه حالة تتعلق بالإدراک الحسی .

والتکامل الحسی من العلاجات التی استخدمت منذ سنوات عدیدة من قبل إخصائی العلاج الوظیفی, وله قدرته وإمکانیاته القویة فی تعزیز الأداء الوظیفی للأطفال, حیث یوصف باعتباره منهج لتعزیز قدرة الدماغ على تنظیم المدخلات الحسیة لاستخدامها فی السلوکیات التفاعلیة مع الأشیاء والآخرین  (Davies & Gavin, 2007, 177) .

وهناک أسباب عدیدة تبرز أهمیة التدخل المبکر فی علاج التوحد منها إنه فی السنوات الأولى من عمر الطفـل تکـون بعض المراکز العصبیة والحسیة فی الجهاز العصبی لا تزال فی طور التشکیل بحیث یکون من السهل تعدیلها وتطویرها، کذلک فإن عدم الکشف عن المشکلة فی مرحلة مبکرة یؤثر سلباً فی مظاهر النمو الأخرى لدى الطفل ( الطیب محمد ذکی , 2014؛ إبراهیم محمود بدر, 2004, 64) ، فالتدخل المبکر مجموعة شاملة من الخدمات التعلیمیة، والاجتماعیة، والتربویة، والنفسیة، والصحیة تقدم للأطفال الذین یعانون من تأخر نمائی أو إعاقة أو عرضة لخطر التأخر العقلی (Hardman, 1996, 86) .

وقد ناقش عدد من الباحثین المشکلات الأساسیة فی التواصل على أنها تمثل العجز الأساسی فی التوحّد، فی حین تمثل المشـکلات السلوکیة العناصر الثانویة لهذه الحالة , حیث تم تحلیل وظائف التواصل للسلوک غیر المقبول لدى أطفال التوحّد، وتوصلوا إلى أن بعض أنماط السلوک التی یمارسونها کإیذاء الذات، والبکاء، والصراخ المستمر ما هی إلا سلوکیات ناتجة عن الصعوبات التی یواجهونها فی التواصل مع الآخرین, فغالباً ما یبدو الطفل التوحدی کما أوضحت لینا عمر بن صدیق (2007, 3) ، وAldred et al ., (2004, 1421)  أن طفل التوحد غیر قادر على فهم قیمة  التواصل، وهو لا یستطیع فهم التعبیرات التواصلیة ، فکثیراً ما یظهر أنه غیر متعاون، وغیر قابل للاستجابة فینتج عنه سلوکیات سلبیة, کما             أن اضطرابات التواصل التی یعانی منها الطفل التوحّدی قد ینتج عنها مجموعة من أنماط السلوک غیر المقبولة کموجات الغضب المستمر وإیذاء الذات وأن ظهرت لغة تکون محدودة ونمطیة تکراریة

ومما یؤکد على أهمیة الخبرات الإدراکیة والاجتماعیة أثناء الطفولة المبکرة فی تکوین وتقویة الطفل المعوق والتی ترتکز علیها عملیة تعلمه مستقبلاً لإثراء حیاة الطفل وبیئته, وتنویع المنبهات بما یؤدی إلى تعلم أفضل خلال استخدامه للأشیاء التی یراها ویسمعها, کما أن التعلم المبکر یعد من أقوى الأسس المنطقیة للتدخلات العلاجیة مع ذوی الإحتیاجات            الخاصة(عبد المطلب القریطی, 2005, 46) ، ویساعد التدخل المبکر على تنمیة المهارات المختلفة وتنشیط الجهاز العصبی منذ بدایة الإصابة بالتوحد, حیث أن تطور الحالة وتحسنها یکون أفضل بکثیر إذا کان الطفل خاضعاً لبرنامج تعلیمی منظم بدرجة عالیة ومکثفة , وذلک عند بلوغ  الطفل عامین إلى ثلاث أعوام, مما یتیح فرصة أکبر لتطور ونمو المخ واکتسـاب الخبرات والتفاعل مع المحیطین به, مما ینعکس على ارتقاء القدرات المعرفیة والاجتماعیة (الطیب محمد ذکی, 2014؛ إبراهیم محمود بدر, 2004, 64).

وتؤکد نتائج عدد من الدراسات ذات الصلة التی أهتمت بالتکامل الحسی وتنمیة الحواس کدراسة Jill  et al., (2008) ،  Beth  et al .,  (2011)،  Schaaf et al ., (2012) ، وعبد العزیز أمین عبد الغنی (2013) على أن التدخل فی الوقت المبکر یزید من فرص تعلیم وتأهیـل الطفل لـدخول المرحلـة الدراسـیة العادیـة أو أحیاناً یؤهله لإیجاد مهنة ما مقارنة بالأطفال الذین لم تتح لهـم فرصـة التـدخل المبکـر, وأن الأطفال الذین حصلوا على خدمة التدخل المبکر قـد ا ظهروا أداءً أکادیمیاً وغـیر أکادیمی أفضل بالمقارنة مع الأطفال الذین لم یتلقوا هذه الخدمة.

ویفسرAmy et al., (2008, 867) السلوکیات النمطیة المتکررة لدى أطفال اضطرابات طیف التوحد إلى الخلل النوعی فی تجهیز المعلومات الحسیة ، مما یؤدی إلى السلوکیات الاستثنائیة والاستجابات الفوضویة کمحاولة منهم لفهم وتنظیم المعلومات الآتیة من البیئة المحیطة , لذلک أوضح Piek & Murray (2004) أنه من الأهمیة فی التدخلات العلاجیة لأطفال التوحد خفض الاضطرابات الحسیة التی یعانون منها ، وأشار  Beth et al ., (2011, 76) إلى أن الأطفال الذین یعانون من ضعف المعالجة الحسیة مثل أطفال           طیف التوحد, لدیهم صعوبة فی تنظیم الردود على الأحاسیس وتحدید طرق التعامل مع المحفزات, وبذلک قد یستخدمون التحفیز الذاتی للرد على المدخلات الحسیة أو لتجنب تلک المحفزات ، وهذا ما حدا بالباحثین للتعرف على فاعلیة برنامج تدخل مبکر قائم على التکامل الحسی فی تنمیة التواصل غیر اللفظی لدى عینة من أطفال التوحد، وهذا ما قد یتضح ویتبلور فی مشکلة الدراسة.

ثانیاً : مشکلة الدراسة

بدأ إحساس الباحثین بمشکلة الدراسة من خلال زیارتهم لبعض المراکز المتخصصة فی علاج ذوی الاحتیاجات الخاصة وخصوصا أطفال التوحد (*) , ومن خلال هذه الزیارات لاحظ الباحثون أن أطفال طیف التوحد یعانون اضطرابات حسیة فی : حاسة البصر, حاسة السمع, حاسة اللمس, حاسة الشم, حاسة التذوق, الإحساس بالمفاصل والعضلات, وحاسة التوازن ، فی بعض أو کل الحواس وتحد من قدرتهم على الاستجابة بشکل ملائم وطبیعی للمثیرات الحسیة, وفی المواقف المختلفة .

وقد عزز إحساس الباحثین بمشکلة الدراسة ما توصلت إلیه نتائج الدراسات ذات الصلة عن وجود علاقة بین اضطراب التکامل الحسی أو الاضطرابات الحسیة وشدة أعراض التوحد والخلل النوعی فی التواصل اللفظی والمشارکة الاجتماعیة , حیث توصلت نتائج دراسة أیمن فرج البردینی (2006) إلى وجود علاقة ارتباطیة سالبة دالة احصائیا بین اضطراب التکامل الحسی وکل من اللغة والسلوک التوافقی, وإیجابیة بین اضطراب التکامل الحسی وشدة أعراض التوحد, وما أسفرت عنه نتائج دراسة (Shelley et al ., (2012  أن معظم أطفال التوحد لدیهم اضطرابات حسیة , وما توصلت إلیه نتائج دراسة  Jill et al ., (2008) بأن أطفال التوحد لدیهم حساسیة منخفضة للمثیرات ، وأن هناک علاقة ارتباطیة سالبة دالة إحصائیا بین ضعف الاستجابة الحسیة والانتباه إلى المهام المعرفیة, وبین فرط الحساسیة عن طریق اللمس وفرط النشاط وعدم الانتباه, وأیضا بین حساسیة الحرکة والسلوکیات المتناقضة , وما أوضحته نتائج دراسة Stone et al ., (1997)  بأن أطفال التوحد لدیهم قصور فی الإشارة إلى ما هو مرغوب فیه، والتواصل البصری, والإیماءات مقارنة بغیرهم من ذوی الإعاقات النمائیة الأخرى.

بالإضافة إلى ذلک أوضحت نتائج عدد من الدراسات ذات الصلة أهمیة التدخل المبکر عن طریق برامج التکامل الحسی فی تنمیة الأمن الجسدی ، حیث توصلت دراسة نعمات موسى (2013) ، وAyres & Linda  (1980) إلى دور التدخل المبکر باستخدام برامج التکامل الحسی فی تنمیة قدرة الطفل على تسجیل المدخلات الحسیة ، وتنمیة الاستجابة الحسیة، وتنمیة حاسة اللمس، والحرکة, وأسفرت نتائج دراسة Schaaf et al ., (2012)  عن قدرة العلاج الوظیفی بالتکامل الحسی فی تحسین التجهیز الحسی، والمشارکة الاجتماعیة, فی حین توصلت دراسة Jane & Teresa (1999) إلى فاعلیة التدخل المبکر باستخدام العلاج بالتکامل الحسی فی خفض حدة المشکلات السلوکیة لدى أطفال التوحد, وتوصلت دراسة Sinclair et al., (2005) إلى فاعلیة التکامل الحسی فی خفض حدة النشاط          الزائد مقارنة بأنشطة الطاولة, وتوصلت دراسة Susanne et al., (2014) إلى          وجود علاقة عکسیة بین اضطراب التکامل الحسی والمشارکة الاجتماعیة ، وأن أطفال التوحد لدیهم أداء مرتفع نسبیاً فی الأداء البصری ومنخفض فی التقلید والتصور الجسدی حسی            والتفاعل الحسی.

ورغم هذا الاهتمام الواسع ، والاستحسان المتنامی للتکامل الحسی بحـثاً ودراسة ، والذی یظهر فی العدید من الدراسات والتوصیات ؛ فإن الغالبیة العظمى من تلک الدراسات قد رکزت على تحقیق الاستجابة المناسبة لکل مثیر, وتحقیق السلوک التکیفی والمشارکة الاجتماعیة وغیرها من السلوکیات الإیجابیة لأطفال التوحد ، وندرة من تلک الدراسات رکزت على تنمیة التواصل غیر اللفظی لدى أطفال التوحد لا سیما کبرنامج تدخل مبکر، فإن مشکلة الدراسة الحالیة تتبلور فی التساؤل الرئیس: " ما فعالیة برنامج تدخل مبکر قائم على التکامل الحسی فی تنمیة التواصل غیر اللفظی لدى عینة من أطفال التوحد" ، ویتفرع عن هذا التساؤل الرئیس مجموعة من التساؤلات الفرعیة التالیة :

1-    هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی والبعدی على الدرجة الکلیة لمقیاس التواصل غیر اللفظی وأبعاده الفرعیة لدى أطفال التوحدیین ؟

2-    هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس البعدی والتتبعی على الدرجة الکلیة         لمقیاس التواصل غیر اللفظی وأبعاده الفرعیة لدى أطفال التوحد بعد مرور شهرین من انتهاء البرنامج ؟

ثالثاً : أهداف الدراسة

هدفت الدراسة إلى ما یلی:

3-    التعرف على الفروق ذات الدلالة الإحصائیة بین القیاس القبلی والبعدی على الدرجة الکلیة لمقیاس التواصل غیر اللفظی وأبعاده الفرعیة لدى أطفال التوحد .

4-    التعرف على الفروق ذات الدلالة الإحصائیة بین القیاس البعدی والتتبعی على الدرجة الکلیة لمقیاس التواصل غیر اللفظی وأبعاده الفرعیة لدى أطفال التوحد .

رابعاً : أهمیة الدراسة

ترجع أهمیة الدراسة الحالیة إلى ما یلی :

1-     الفئة التی تتناولها الدراسة من فئات ذوی الاحتیاجات الخاصة وهی اضطرابات طیف التوحد Autism Spectrum Disorders (ASDs) ؛ کونها أکثر الإعاقات النمائیة صعوبة بالنسبة للطفل ووالدیه وأفراد أسرته والقائمین على رعایته فی میدان التربیة الخاصة؛ فضلاً عما تحتاجه هذه الإعاقة من إشراف ومتابعة مستمرة ، الأمر الذی یستوجب توافر تدخلات علاجیة متنوعة قائمة على ما یظهره من سمات ممیزة للتکامل الحسی فی تخفیف من الخلل النوعی للتواصل غیر اللفظی لدیهم .

2-     على الرغم من أن خلل التواصل غیر اللفظی لا یهدد سلامة أطفال طیف التوحد ولا یؤذیهم جسدیاً ، إلا أنه من المهم تنمیة ذلک التواصل کلما أمکن ذلک ، لأن مثل هذه الخلل یلفت انتباه الآخرین ، ویؤدی ذلک بدوره إلى اتجاهات سلبیة تجاههم ، کما أنه یحد من تفاعله مع بیئته واستجاباتهم للمثیرات ، مما یؤثر سلباً على التعلم .

3-     أهمیة التدخل المبکر القائم على التکامل الحسی للتقلیل مما یترتب على خلل التواصل لأطفال التوحد من خسائر ومنع ظهور الأعراض الثانویة ، ولا یخفى من أهمیة ما تسفر عنه نتائج الدراسة من الاهتمام بالتخطیط لبناء وتنفیذ برامج علاجیة وظیفیة مبنیة على التکامل الحسی فی علاج المشکلات المختلفة لدى أطفال التوحد .

4-     ندرة الدراسات ذات الصلة بالتکامل الحسی لتنمیة التواصل غیر اللفظی لأطفال طیف التوحد فی البیئة العربیة .

خامساً : الإطار النظری والمفاهیم الأساسیة للدراسة :

1-التکامل الحسی Sensory Integration

یستخدم مصطلح التکامل الحسی لیشیر ویصف ثلاثة أشیاء ذات صلة ببعض وهی, أنها نظریة عصبیة, وشکل من أشکال العلاج, وغالباً ما یستخدم التکامل الحسی لوصف النظریة المقدمة من Ayres 1970  کأخصائی العلاج الوظیفی الذی بحث الأداء الحسی للأشخاص الذین یعانون من صعوبات التعلم, وأقترح فی ذلک الوقت أن الذین لا یستطیعون التأقلم مع المثیرات، وتصدر عنهم سلوکیات غیر ملائمة, وهذه الأعراض ناتجة عن
خلل وظیفی فی الجهاز العصبی, وذلک بین المستقبلات الحسیة والمخ والاستجابة الحرکیة(Myles et al ., 2007, 332) ، حیث تؤکد هذه النظریة على العلاقة بین الخبرات الحسیة والحرکیة والاستجابة السلوکیة (Bundy  et al ., 2002)

وتفترض هذه النظریة أن التجارب الحسیة یکون لها تأثیر على التعلم بصورة فعالة، وأقل أثارة للجدل على الرغم من أن الآلیات التی تتم فی هذا العلاج تکون غامضة إلى حد ما، وغالبا ما تصف اضطراب فی القشرة المخیة أو ما یعرف باضطراب التکامل الحسی، وهو خلل وظیفی فی القشرة المخیة, والذی یتم علاجه من خلال التدخل العلاجی المحکم من قبل أخصائی العلاج الوظیفی الذی یصمم التدریبات الحسیة للطفل, لکی یستجیب بصورة أکثر ملائمة للأحداث من خلال الأنشطة الحسیة، والدهلیزیة, مما یجعل الجهاز العصبی یعمل بصورة أفضل من خلال تنظیم، وتعدیل، ودمج المعلومات الآتیة من البیئة، وبالتالی یصدر عن الطفل استجابة ملائمة ((Baranek , 2002, 406

وترى نظریة التکامل الحسی أن الدماغ البشری مختل وظیفیاً لدى بعض الأطفال الذین یعانون من مشکلات فی التعلم, وبالتالی یهدف العلاج بالتکامل الحسی إلى توفیر المحفزات الحسیة، والتی من شأنها العمل على معالجة عمل الدماغ بصورة أکثر فاعلیة, وخصوصاً القشرة المخیة فی المقام الأول ، مما یساعد على نضوج القشرة المخیة, ویساعد الدماغ على العمل بصورة متکاملة (Short-Degraff, 1988, 200) .

ویتم وصف وتعریف المعالجة الحسیة من تخصصات متعددة بالإضافة للعلاج الوظیفی، وبرغم من اختلاف المصطلحات من قبل المؤلفین إلا أنه یوجد اجماع على
استخدام مصطلح التکامل الحسی الذی یتضمن کل التعریفات للمعالجة الحسیة
 (Miller et al ., 2005)، حیث یعرف التکامل الحسی بأنه عبارة عن قدرة الطفل على إدراک، وفهم، وتنظیم المعلومات الحسیة الآتیة من داخل جسمه، ومن البیئة المحیطة مما یؤدی لظهور استجابة سلوکیة طبیعیة (Emmons & Anderson, 2005, 14)، ویعرفه  Wakeford (2006 , 1) بأنه جزء من العملیات الحسیة التی من خلالها یتم الإحساس بالمؤثرات الحسیة من داخل أجسامنا، ومن البیئة المحیطة فی نفس الوقت ثم تنظیمها وتسویتها، وتصنیفها، وبالتالی نستطیع إصدار استجابة تکیفیة ملائمة لکل حالة أو موقف، کما یعرف عادل محمد العدل (2010, 27) التکامل الحسی بأنه عملیة تنظیم الجهاز العصبی للمعلومات الحسیة لاستخدامها وظیفیا, وهو ما یعنی العملیة الطبیعیة التی تجرى فی الدماغ، والتی تسمح للناس باستخدام البصر، والصوت، واللمس، والشم، والحرکة مجتمعة للفهم، والتفاعل مع العالم، ومن حولهم.

فی حین تعرف Ayres (1972, 11) التکامل الحسی بأنه عملیة عصبیة یتم من خلالها تنظیم الإحساسات من داخل الجسم، ومن البیئة الخارجیة حتى یستطیع الجسم أو الإنسان التفاعل بشکل ملائم، وفعال مع البیئة, وتستخدم هذه النظریة لشرح العلاقة بین الدماغ، والسلوک، وکیفیة استجابة الأفراد للمدخلات الحسیة.

وهناک ستة فرضیات تجعل التکامل الحسی نظریة وهی:

1-      أن الجهاز العصبی المرکزی هو الذی یستطیع تعدیل أو تغییر السلوک.

2-      أن التکامل الحسی خلال الجهاز العصبی, یمر بمراحل تطوریة وتسلسل, وهذا یعنی أن السلوکیات ممکن أن تتغیر مع نضوج ونمو الجهاز العصبی.

3-      یتم تنظیم وتنسیق وظائف المخ ککل ولکن الأنظمة الحسیة تنظم فی شکل هرمی حیث یتکون المخ من المناطق المنخفضة والعلیا, والمناطق المنخفضة هی التی تتلقی المعلومات الحسیة المختلفة وتقوم بتنظیمها, والمناطق العلیا بالدماغ أکثر تعقیدا حیث تشمل الأداء الإدراکی والوظائف المعرفیة مثل اللغة, والتعلم والسلوکیات المعقدة, ویعتمد المستوى الأعلى من هذه المناطق بالدماغ على قدرة المناطق المنخفضة على استقبال المعلومات وتنظیمها بشکل صحیح.

4-      تظهر السلوکیات التکیفیة من الجهاز العصبی وبکل سهولة نتیجة ضبط وتنظیم المعلومات الحسیة وبطریقة متکاملة والعکس بالعکس, ونظریة التکامل الحسی ترى أن تطویر السلوکیات یتم بشکل دائری أی أن کل سلوک له تغذیة رجعیة من الجهاز العصبی والذی یقوم بتحویل وتعزیز المزید من الجهاز العصبی, وأخیرا وجود الدافع الداخلی للناس لتطویر التکامل بین أنظمتهم الحسیة  (Fisher & Murray, 1991).

5-      یصف التکامل الحسی العملیة العصبیة التی تتم بین المستقبلات الحسیة والدماغ والعضلات والأعصاب التی تقوم بالسلوکیات والاستجابة, وهو قدرة الدماغ على تلقی المدخلات من مختلف مستقبلات الجسم وتنظیم وترتیب أولویات هذه المدخلات وإصدار الاستجابة الملائمة والتکیفیة.

کما أن هناک وظیفتین رئیسیتین للتکامل الحسی هما: (أ) المستقبلات الحسیة تستجیب فی حالة الاثارة الزائدة والخطر حتى یتولد الوعی بالدماغ بمقدار الخطر القادم, وهذا أمر مهم لمعرفة مصدر الخطر ، (ب) المستقبلات الحسیة تستجیب لجمیع المعلومات حول البیئة حتى نستطیع التعرف على أجسامنا والبیئة المحیطة (Kranowitz, 2003) ، التکامل الحسی یشیر أیضا إلى التدخل العلاجی من جانب أخصائی العلاج الطبیعی المهنی وبطریق مباشرة مع توفیر المدخلات الحسیة بجانب النشاط البدنی بما یساعد على ظهور الاستجابة المناسبة (Dunn, 1999) .

ومنذ الظهور المبکر للنظریات المعرفیة فی مجال التوحد, وثقت الاضطرابات الحسیة بشکل جید واعتبرت مجالاً رئیسیاً للعجز لدی التوحدیین (ولید السید خلیفة , وربیع شکری سلامة, 2010) ، فمن مؤشرات التوحد وجود زیادة مفرطة فی إحساس الطفل بالمثیرات من حوله, أو نفص فی الإحساس بها مثل: الملامسة, الرائحة, الإضاءة, الأصوات, حیث نجد بعض الأطفال ینزعجون من بعض الأصوات ویظهرون ضیقا وقلقا فی بعض الأحیان إلا أنهم أحیانا أخرى لا یظهر علیهم أی شیء, کما أنهم قد یتحملون صوتا عالیا جدا ولا یتحملون أخر أضعف منه أو العکس, وفی بعض الحالات نجد أن الطفل لدیة نقص فی الإحساس بهذه المثیرات, ویمیل إلى عمل حرکات أو أفعال لزیادة درجة المثیرات من حوله مثل کثرة شم الأشیاء أو تلمس بعض الأجسام الخشنة (کمال زیتون, 2003).

کما یوصف أطفال طیف التوحد بأنهم کسولین, أو لدیهم نشاط زائد, أو عنیدین,            أو یعرضون أنفسهم للأخطار ، وهذه الأوصاف ترجع إلى أن أطفال التوحد لدیهم صعوبة فی تنظیم المدخلات الحسیة أو ما یعرف بالخلل الوظیفی فی التکامل الحسی لأطفال التوحد (Myles, 2007, 335)

ویجب أن نشیر فی هذا الصدد إلى أنه, لیس کل الأطفال التوحدیین یظهرون أعراضاً تدل على وجود خلل فی التوازن الحسی, وقد لا یکون هناک ربط أو علاقة         واضحة ومثبتة بین نظریة التکامل الحسی ومشکلات اللغة عند أطفال التوحد, وذلک لا          یعنی تجاهل المشکلات الحسیة التی یعانی منها بعض الأطفال التوحدیین ( قحطان أحمد الظاهر, 2008, 222).

2- التواصل غیر اللفظیNon-verbal communication

إذا کانت اللغة أهم أدوات التواصل البشری, إلا أنه توجد العدید من أدوات التواصل، وهی الإشارات الحرکیة بالأیدی أو الشفاه, أو الإیماءات، وتعبیرات الوجه أو استخدام الرموز، ویتم ذلک بوسائط عدة سواء اللغة المنطوقة أو المقروءة على الورق أو على شاشة إلیکترونیة أو مسموعة ومکتوبة معا، والفرد البشری هوالمرسل، والمستقبل لوسائط التواصل والمطور لها بقدرته العقلیة، واللفظیة، وفهمه للإشارات، والإیماءات، والتعبیرات لتستمر عملیة التواصل بین الفرد، والآخرین، والبیئة من حوله طوال حیاته من المیلاد حتى الوفاة, مع التطویر والتغییر فی وسائل التواصل التی ینجح الفرد فی استخدامها بما یملکه من حواسه بشرط سلامة کل الحواس, ویستطیع الإنسان إذا ما اعترى بعضها عجز أو خلل أو إصابة أن یستعیض عن الجزء المصاب بآخر فی عملیة التواصل مما یحتاج إلى ما یطلق علیه التواصل التعویضی, کی یظل الفرد فی تواصل دائم مع من حوله (آمال باظه, 2003, 9).

فالأطفال التوحدیین یوجد لدیهم خللاً نوعیاً واضحاً فی اللغة، والاتصال اللفظی، وغیر اللفظی، ویتسع مدى مشکلات اللغة المنطوقة لدى الأطفال أصحاب التوحد أتساعا کبیرا      فهناک فئة تعانی من مشکلات لغویة تعلیمیة حادة, الأمر الذی یترتب علیة عدم استخدام أصحاب هذه الفئة من أطفال التوحد للغة المنطوقة وعدم نمو اللغة المنطوقة لدى هذه          الفئة من الأطفال, وفی جانب أخر توجد فئة أخرى من الأطفال أصحاب التوحد تنمو لدیها المهارات اللغویة, وبغض النظر عن مستوى کفاءة طفل التوحد فی اللغة المنطوقة توجد        عدة مشکلات فی کل جوانب الاتصال لدى أصحاب التوحد فهناک مشکلات ترتبط بفهم واستخدام تعبیرات الوجه والإیماءات التعبیریة, ولغة الجسم, وموضع الجسم, ومشکلات أخرى ترتبط بفهم الحالات المختلفة لاستخدام اللغة, هذا بالإضافة لمشکلات ترتبط بالمعنى (الجوانب الخاصة بدلالات الألفاظ) والجوانب العملیة للمعنى, وترتبط الجوانب العملیة للمعنى بالفهم الاجتماعی للغة, ونظرا لآن الجوانب العملیة للمعنى تمثل عملیة اتصال أکثر من کونها عملیة لغویة لذا فهی تؤثر فی التوحد (ریتا جوردن, ستیوارت بیول, 2007, 2-3).

ویؤکد Tavulari (2004, 13) ، و Gaspar & Bodfish (2011) أن معاناة الطفل التوحدی من صعوبة التواصل اللفظی وغیر اللفظی, یشکل مشکلة فی التواصل الاجتماعی الذی یشکل علامة مبکرة على وجود مشکلة مستمرة لدی الطفل التوحدی, مما أدى إلى افتراض أن القصور فی التواصل والتفاعل الاجتماعی هو الأساس الأول لاضطراب التوحد وباقی المشکلات والصعوبات الأخرى تعد ثانویة وناتجة عن ذلک.

والتواصل هو النشاط الإنسانی الذی ینتج عنه تبادل الأفکار والأحاسیس والخبرات والاتجاهات والمعلومات والمهارات بین طرفین أو أکثر, بقصد تحقیق التفاهم والتفاعل          بین أطراف العملیة الاتصالیة, وصولا إلى تحقیق ما رسم لهذا النشاط من أهداف              (عاطف أبوحمید الشرمان, 2015, 33) ، ویلاحظ على أطفال التوحد القصور فی التواصل البصری, والتفاعل الاجتماعی مثل: عدم تبادل الإیماءات وفهمها مع الآخرین وقصور الإدراک والانتباه, وقصور فی اللعب التخیلی, وتقلید الآخرین، وهذه السمات من المظاهر المبکرة على اضطراب التوحد, والتی یلاحظها الآباء منذ میلاد الطفل (  Dereu et el ., 2011; Zwaigenbaum et al ., 2009; Simons & Oishi, 1987 ) .

ومن أکثر الصعوبات التی تواجه أطفال التوحد هی تفسیر الإشارات غیر اللفظیة, کما تعد أسالیب التواصل غیر اللفظی من الوسائل الأساسیة التی یستخدمها الأفراد الذین لدیهم قصور فی التعبیر عن أنفسهم باستخدام الکلمات(Scott et al ., 2000, 15) ، کما یلاحظ على الأطفال والمراهقین من ذوی اضطراب طیف التوحد, أنهم یعانون من مشکلات فی تطور اللغة اللفظیة وأشکال التواصل الغیر لفظی مثل (التواصل العینی, ولغة الجسد, وتطور محدود فی مهارات التواصل (Wigram & Gold, 2006, 53) .

والمستقرئ للأدبیات البحثیة والأوعیة المعلوماتیة لخصائص أطفال التوحد یتضح له أنه لا یمکن الفصل بین التواصل اللفظی وغیر اللفظی, إلا فی التعریف فقط ولکن عند إحداث عملیة التواصل یتم الدمج بینهما لینتج عن ذلک تواصل فعال لأطفال التوحد
(Tammy & Gregersen , 2007) ، ویعرف( Andersen (1999, 2  التواصل غیر اللفظی بصورة مختصرة, بأنه عبارة عن کل أشکال التواصل بین الأفراد ولکن بدون استخدام اللغة اللفظیة أو المنطوقة.

ویمکن توضح ذلک القصور والضعف فی التواصل غیر اللفظی لدی أطفال التوحد من خلال عرض الأنماط الفرعیة الآتیة والتی یتکون منها ذلک النوع من التواصل وهی:

1-    التواصل بالإشارة : یتسم الطفل التوحدی بالإعاقة فی استخدام اللغة المرئیة ففی السنة الأولى یستخدم الصراخ کبدیل للغة, وقد تمر عدة سنوات قبل أن یبدأ الطفل فی استخدام الإشارة إلى الشیء الذی یریده.(ولید خلیفة, وربیع سلامة, 2010, 72).

2-    استخدام وفهم الإیماءات: یصعب على الطفل التوحدی استخدام الإیماءات فی التواصل مع الآخرین فلا یرفع یده لیعرف الوالدین أنه یرید أن یرفعه أحد منهم وإن فعل ذلک لا ینظر فلا ینظر إلى الوالدین عند حملهم له (Siegel, 1999, 44 -45).

3-    فهم التعبیرات الانفعالیة ونبرات الصوت: یجد الطفل التوحدی صعوبة فی التعبیر عن انفعالاته أو الاستجابة لانفعالات الآخرین مثل (السعادة, والحزن, والبکاء,...الخ) وأن کانت موجودة لدیهم أو تصدر منهم فی أو قات غیر مناسبة مثل الضحک والبکاء فجائیا مع أن الموقف لا یتطلب ذلک وبدون سبب, وأحیانا یظهر منهم تعبیر فی وقت مناسب فعند الانتهاء من عمل شیء بذل فیه مجهود نلاحظه یبتسم لنفسه بدلا من النظر فی وجه الشخص الذی أمامه ویبادله الابتسام (Siegel, 1999, 44-45).

4-    التواصل البصری مع الأشیاء والأشخاص: نلاحظ على طفل التوحد الضعف والقصور فی التواصل البصری حیث یجد الطفل صعوبة فی الاتصال البصری بالشخص الذی یحدثه, ویمیل إلى توجیه بصرة بعیداً عنه أو عن الشیء الذی یعرض علیه(کمال عبد الحمید زیتون, 2003, 173)، کما یظهر لدى معظم أطفال التوحد فی نهایة السنة الثانیة شذوذ فی التواصل بالعین من خلال نظرات تتمیز بالجمود والثبات تجاه الآخرین غیر المألوفین,حیث یکون أفضل نوعا ما تجاه الأشخاص المألوفین لهم. ولکن هذا التواصل العینی یکون محدود ومدته قصیرة (Rutter, 1998, 451).

5-    الفهم والتعبیر عن الرغبات: یشیر مفهوم الاستماع والفهم إلى قدرة الطفل على الانتباه للمثیرات الصوتیة والاستجابة لها, والفهم یشیر إلى قدرة الطفل على تنفیذ الأوامر البسیطة ضمن النشاط مثل: ارفع, لون, ضع, والتی تعکس مدى فهمه لما هو مطلوب منه (حسام سلام, 2012) کما تعد اللغة الاستقبالیة أفضل من اللغة التعبیریة لدى أطفال التوحد, إلا أنهم ایضا یعانون من صعوبة بهذه اللغة, والتی تتمثل فی صعوبة فهم لغة الآخرین, مثل عدم فهم الأسئلة ومتابعة التعلیمات اللفظیة الطویلة أو البسیطة فی معظم الأحیان أو یفهمون اللغة بحرفیتها أو فی سیاق خاص (Strouk & Margret, 2004)

6-    الانتباه وتنفیذ الأوامر:من مؤشرات التوحد وجود قصور فی الانتباه والترکیز,           وعدم إکمال المهام أحیانا والمیل إلى الحرکة باستمرار وتشتت فی الانتباه للأشیاء والأشخاص (کمال زیتون, 2003, 173)، وبالتالی یتأخر نمو اللغة والقدرة على التخاطب, بسبب ضعف الانتباه والإدراک لدى هؤلاء الأطفال والنقص الشدید لدیهم فی القدرة على التقلید ومتابعة الآخرین ومحاکاتهم, فالانتباه یساعد على اکتساب اللغة         (علا عبد الباقی, 2011, 46).

7-    التقلید: یتصف أطفال التوحد بشکل عام بالقصور الواضح فی مهارات التقلید الذی یعد مهما للتطور المعرفی والاجتماعی, سواء کانت مهارات التقلید الجسدیة أو الوجهیة أو اللفظیة, وقد أشار Rogers & pennington (1991) فی هذا الصدد إلى ثمانی دراسات قارنت بین الأطفال المصابین بالتوحد وأخرین لیسوا مصابین بالتوحد فی مهارة التقلید, وتوصلت سبع منها إلى قصور واضح فی مهارات التقلید مقارنة بالمجموعات الأخرى (قحطان الظاهر, 2009, 59) وقد توصلت دراسة  Escalona, etal (2002) إلى أن الدور المهم للتقلید فی تسهیل القیام ببعض أنماط السلوک الاجتماعی، کالاقتراب من الأشخاص، ومحاولة لمسهم, والنظر إلیهم والتحرک فی اتجاههم.

سادساً : الدراسات ذات الصلة 

أجرى Johnston  et al., (2004) دراسة تستهدف معرفة أثر تعلیم التواصل البصری على عینة من أطفال التوحد قبل سن دخول المدرسة على التفاعل الاجتماعی, واستخدموا فیها استراتیجیه تدخل مبکر لتعلیم أطفال التوحّد فی مرحلة ما قبل المدرسة على استخدام نظام تواصل بصری (کالرموز، والصور، والرسوم التخطیطیة، والرسوم البیانیة) وتکونت العینة أطفال من ثلاثة أطفال تراوحت أعمارهم ما بین (4.3 : 5.3)، وتوصلت الدراسة إلى فعالیة استخدام نظام التواصل البصری فی تنمیة قدرة أطفال التوحّد على التفاعل الاجتماعی، وعلى إنجازهم للمهمات المطلوبة منهم، وتنمیة اللغة اللفظیة عن طریق ربط الصورة بدلالتها اللغویة.

کما استهدفت دراسة لینا عمر بن صدیق (2007) التعرف على فعالیة برنامج مقترح لتطویر مهارات التواصل غیر اللفظی لدى عینة من أطفال التوحد بمدینة الریاض، وأثر ذلک على سلوکهم الاجتماعی وقد تکونت عینة الدراسة من (38) طفلا توحدیا تراوحت أعمارهم ما بین (6:4) سنوات، وقد تم تقسیم عینة الدراسة إلى مجموعتین, وأعدت الباحثة قائمة لتقدیر مهارات التواصل غیر اللفظی التی تمثلت فی: الانتباه المشترک، التواصل البصری، التقلید، الاستماع والفهم، والإشارة إلى ما هو مرغوب فیه، وفهم تعبیرات الوجه وتمییزها ونبرات الصوت الدالة علیها. کما أعدت قائمة تقدیر السلوک الاجتماعی، إضافة إلى بناء البرنامج المقترح لتنمیة مهارات التواصل غیر اللفظی، ومن نتائج الدراسة وجود فروق دالة إحصائیا فی مهارات التواصل غیر اللفظی بین المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة على القیاسین البعدی والتتبعی, وفی اتجاه أفراد المجموعة التجریبیة.

وسعت دراسة عزة مدکور (2008) إلى معرفة مدی فعالیة برنامج تدخل مبکر فی تحسین مستوى بعض العملیات المعرفیة (الانتباه – الإدراک – الذاکرة) لدی عینة من أطفال التوحد, وتکونت العینة(8) أطفال توحدیین من الذکو والإناث, وتراوحت أعمارهم من (7:3) سنوات, واستخدمت الباحثة الأدوات الآتیة : قائمة تقییم أعراض التوحد تعریب عادل عبد الله محمد 2006, ومقیاس بعض العملیات المعرفیة والبرنامج المعد لأطفال التوحد والبرنامج الإرشادی للأسرة جمیعا من إعداد الباحثة, وتوصلت الدراسة إلى وجود فرق ذو دلالة إحصائیة عند (0.01) بین القیاسین القبلی والبعدی لدى عینة الدراسة على مقیاس المهارات المعرفیة وفی اتجاه القیاس البعدی, ولا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاسین البعدی والتتبعی على مقیاس المهارات المعرفیة.

کما استهدفت دراسة عبد الحلیم محمد عبد الحلیم (2011) الکشف عن مدى فاعلیة برنامج مقترح فی تنمیة التواصل الاجتماعی لدی عینة من أطفال التوحد, وتکونت العینة من (16) طفل توحدی مقسمین إلى مجموعتین, وتراوحت أعمارهم ما بین (13:7)عام, وتوصلت الدراسة إلى فاعلیة البرنامج فی تنمیة مهارات التواصل اللفظی وغیر اللفظی, وذلک من خلال وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی والبعدی والبعدی والتتبعی, وفی اتجاه المجموعة التجریبیة.

أما دراسة بشرى عصام عویجان (2012) قد استهدفت التحقق من فاعلیة برنامج تدریبی فی تنمیة مهارات التواصل غیر اللفظی لدى أطفال التوحد، وتکونت العینة من 20 طفل توحدی من الجنسین, تراوحت أعمارهم ما بین (3 : 6)عام، تم توزیعهم على مجموعتین مجموعة تجریبیة, وقامت الباحثة بإعداد قائمة لتقدیر مهارات التواصل غیر اللفظی التی تمثلت فی (الانتباه، التقلید، التواصل البصری، استخدام الإشارة، فهم بعض الإیماءات الجسدیة وتعبیرات الوجه ونبرات الصوت الدالة علیها، کما قامت الباحثة ببناء برنامج تدریبی لتنمیة مهارات التواصل غیر اللفظی لدى أطفال التوحد، وقد استغرق تطبیق البرنامج التدریبی مدة خمسة أشهر بواقع (32)جلسة تدریبیة مدة کل جلسة(30) دقیقة, وتوصلت الدراسة إلى قدرة البرنامج التدریبی المعد فی هذه الدراسة على تنمیة مهارات التواصل غیر اللفظی لدى أطفال التوحد، کما أشارت نتائج الدراسة إلى فاعلیة هذا البرنامج فی تنمیة مهارات التواصل غیر اللفظی بعد مرور شهرین على تطبیقه من خلال القیاس البعدی والتتبعی باستثناء مهارتی الانتباه والتواصل البصری.

واستهدفت دراسة حسام سلام (2012) التعرف على مدى فاعلیة برنامج لتنمیة التواصل غیر اللفظی والسلوک الاجتماعی لدى عینة من أطفال التوحد, حیث تکونت العینة من ستة أطفال من ذوی اضطراب التوحد وتم تقسیمه إلى مجموعتین, وتراوحت أعمارهم ما بین (6- 8) سنوات بمتوسط عمری قدرة (7.6) سنوات, واستخدم الباحث الأدوات الآتیة:
استمارة دراسة الحالة للأطفال التوحدیین إعداد محمد خطاب, 2005, ومقیاس تقدیر التوحد الطفولی C A R S, وقد قام الباحث بإعداد قائمة تقدیر مهارات التواصل غیر اللفظی وقائمة تقدیر السلوک الاجتماعی والبرنامج التدریبی لدى أطفال التوحد, ومن نتائج الدراسة نجاح البرنامج فی تنمیة مهارات التواصل غیر اللفظی لدى العینة التجریبیة.

وأجرى دلشاد علی (2013) دراسة استهدف فیها التحقق من فاعلیة برنامج تدریبی فی تنمیة السلوکیات غیر اللفظیة لدى عینة مکونة من ثمانیة أطفال توحدیین من الذین تراوحت أعمارهم بین (8:4) سنوات، وقام الباحث ببناء قائمة لتقدیر السلوکیات غیر اللفظیة مؤلفة من (27) بنداً موزعة على أربعة أبعاد هی: (الترکیز والانتباه، التعبیرات الانفعالیة، التواصل الإشاری والتقلید، الإیماءات والأوضاع الجسدی)، کما استخدم الباحث کلاً من مقیاس تقدیر التوحد الطفولی (CARS) وقائمة السلوک التوحدی (ABC, وتوصلت الدراسة إلى فاعلیة البرنامج التدریبی فی تنمیة السلوکیات غیر اللفظیة المستهدفة وکان أکثرها فی بعد الترکیز والانتباه وأقلها فی بعد الإیماءات والأوضاع الجسدیة.

واستهدفت ابتسام بکری أحمد حسین(2014) من خلال دراسة لها معرفة مدى فاعلیة البرنامج المعد فی الدراسة فی تحقبق التواصل الغیر لفظی وتنمیة المهارات الاجتماعیة, وتکونت العینة من ثمانیة أطفال من ذوی اضطراب التوحد,, وتراوحت أعمار العینة من(9:7) سنوات, ونسبة الذکاء (70) فما فوق, واستخدمت الباحثة مقیاس فاینلاند للسلوک التکیفی, واختبار ستانفود بینیة الصورة الخامسة لقیاس نسبة الذکاء, ومقیاس کارز لتشخیص التوحد, وبرنامج البیکس, وتوصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی والبعدی على مقیاس السلوک التکیفی فی بعد (التواصل – المهارات الاجتماعیة – التنشئة الاجتماعیة – والدرجة الکلیة) وفی اتجاه القیاس البعدی, ولا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاسین البعدی والتتبعی فی الدرجة الکلیة لمقیاس السلوک التکیفی.

 وسعت دراسة أشرف الملک (2015) إلى معرفة أثر برنامج تدریبی قائم على أسلوب لوفاز فی تنمیة المهارات الاجتماعیة والتواصلیة لدى أطفال التوحد, وتکونت العینة من (20) طفل توحدی مقسمین إلى مجموعتین بالتساوی أی مجموعة تجریبیة ومجموعة ضابطة, وقد صمم الباحث مقیاس المهارات الاجتماعیة, ومقیاس مهارات التواصل اللفظی وغیر اللفظی, وبرنامج الدراسة, وتوصلت الدراسة إلى قدرة البرنامج المعد فی هذه الدراسة على          تنمیة المهارات الاجتماعیة والتواصل اللفظی وغیر اللفظی حیث کانت الفروق فی اتجاه المجموعة التجریبیة.

تعقیب على الدراسات السابقة:

تراوحت العینة من (100:1) طفل توحدی, وتراوحت أعمارهم من (3 : 13)          عام, فقد اتفقت الدراسة الحالیة مع الدراسات السابقة فی تناولها فئة أطفال التوحد, ولکنها تختلف معهم فی العدد حیث تطبق البرنامج على خمسة أطفال ذکور ممن لدیهم اضطرابات حسیة, سنوات

تعددت الأهداف باختلاف الباحثین الذین استخدموا العلاج الوظیفی القائم على التکامل الحسی حیث نلاحظ أن جمیعها استهدفت, تحسین السلوک التوافقی والأمن الجسدی والأداء التطبیقی والمشارکة الاجتماعیة والمشکلات السلوکیة وغیرها من الأهداف ، وکما استهدفت دراسة Escalona, et al (2002)؛ معرفة أثر التقلید فی تنمیة السلوک الاجتماعی, ودراسة جوهانستون وإیفانس وجونیJohnston, et al (2004) حیث استهدفت معرفة أثر التواصل البصری على التفاعل الاجتماعی, ودراسة عزة حسن مدکور (2008)؛ التی استهدفت تحسین بعض العملیات المعرفیة (الانتباه – الإدراک – الذاکرة)، وتتفق الدراسة الحالیة مع الدراسات السابقة من حیث اهتمامها بالتکامل الحسی وتنمیة بعض مهارات التواصل غیر اللفظی, والدراسات التی اهتمت بالتدخل المبکر.

وتختلف الدراسة الحالیة عن الدراسات السابقة فی أن جمیع الدراسات القائمة على التکامل الحسی لا تهتم بدراسة اللغة أو التواصل الغیر لفظی, سوى دراسة أیمن البردینی (2006) ولکنها کانت دراسة مقارنة بین اضطراب التکامل الحسی واللغة وشدة أعراض التوحد والسلوک التوافقی, والدراسة الحالیة دراسة تجریبیة تهتم بمعرفة أثر البرنامج القائم على التکامل الحسی فی خفض حدة الاضطرابات الحسیة وتنمیة التواصل الغیر اللفظی.

سابعاً : فروض الدراسة

1- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی، والبعدی على الدرجة الکلیة لمقیاس التواصل غیر اللفظی وأبعاده الفرعیة لدى عینة الدراسة من الأطفال التوحدیین فی اتجاه القیاس البعدی.

2- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس البعدی والتتبعی على الدرجة الکلیة لمقیاس التواصل غیر اللفظی وأبعاده الفرعیة لدى عینة الدراسة من الأطفال التوحدیین فی اتجاه القیاس التتبعی بعد مرور شهرین من انتهاء البرنامج.

ثامناً : منهج وإجراءات الدراسة:

1-منهج الدراسة:

استخدمت الدراسة المنهج المنهج شبه التجریبی، وتم الاعتماد على التصمیم التجریبی ذو المجموعة الواحدة (المجموعة التجریبیة)، ویرجع الاعتماد على المجموعة الواحدة لمناسبتها لخصائص عینة الدراسة " أطفال التوحد " ، ولمناسبتها لطبیعة الدراسة وأهدافها.

2-المشارکون بالدراسة:

أ-المشارکون بالدراسة الاستطلاعیة :

هدفت الدراسة الاستطلاعیة التحقق من الخصائص السیکومتریة لمقیاس تقدیر التواصل غیر اللفظی، حیث بلغ قوامها (50 مفردة) (36 ذکور - 14 إناث) تراوحت أعمارها ما بین (3- 6.2 عام) بمتوسط قدرة (5.32) وانحراف معیاری قدرة (0.79) وتراوحت درجة التوحد مابین (14-25) بمتوسط (18.22)، وإنحراف معیاری(2.92) .

ب-المشارکون بالدراسة الأساسیة :

بعد التحقق من الخصائص السیکومتریة لمقیاس الدراسة ، بلغ المشارکون بالدراسة الأساسیة 16 مفردة (12 ذکور - 4 إناث)، وتراوحت أعمارهم ما بین (3.10-6.20) بمتوسط قدرة (5.17) وانحراف معیاری قدرة (0.914) وتراوحت نسبة ذکائهم ما بین (40-86) بمتوسط قدرة (64.31)، وانحراف معیاری قدرة (15.55) وتراوحت درجة التوحد لدیهم ما بین (14-23) بمتوسط (17.50)، وإنحراف معیاری (2.85) ومن خلال العینة الأساسیة السابقة أمکن اختیار مجموعة علاجیة, والتی طبق علیها البرنامج وقوامها (5) أطفال ذکور, تراوحت أعمارها ما بین (4-6) سنوات, بمتوسط قدرة (5)سنوات، وانحراف معیاری قدرة عام واحد وتراوحت نسبة ذکائهم على مقیاس لوحة جودارد للذکاء ما بین (55-85) بمتوسط قدرة (69.60) وانحراف معیاری قدرة (13.46) واعتمد الباحثین فی تحدید درجة التوحد على مقیاس عادل عبدالله (2003) فکانت درجة التوحد لدیهم تتراوح ما بین (14-17)، بمتوسط قدرة (15.4)، وانحراف معیاری قدرة (1.52).

3-أدوات الدراسة:

أ- مقیاس تقدیر التواصل غیر اللفظی لدى أطفال التوحد

(1) خطوات إعداد المقیاس:

قام الباحثین بإعداد مقیاس تقدیر التواصل غیر اللغظی لدى أطفال التوحد, بهدف الحصول على أداة سیکومتریة تتناسب مع أطفال التوحد دون سن دخول المدرسة, وکذلک طبیعة وأهداف الدراسة, فکان الدافع من إعداد المقیاس عدم توافر مقیاس لتقدیر التواصل غیر اللفظی لدى أطفال التوحد دون سن السادسة من العمر, وذلک فی حد علم الباحث, وأیضا توفیر أداة سیکومتریة یمکن من خلالها التعرف على مهارات التواصل غیر اللفظی لدى طفل التوحد دون السادسة من العمر، وبعد إطلاع الباحث على الأطر النظریة والدراسات العربیة والأجنبیة التی تناولت التواصل غیر اللفظی لدى أطفال التوحد, کما جاء بالأطار النظری للدراسة الحالیة.

وبعد إطلاع الباحثین على ما وجد من مقاییس التواصل غیر اللفظی لدى أطفال التوحد, نذکر منها, حسام خلیل سلام (2012) قائمة تقدیر مهارات التواصل غیر اللفظی لدى أطفال التوحد من(6: 8) سنوات, وکذلک مقایس تشخیص التوحد وما وجد بها من بنود تقیس التواصل الغیر لفظی مثل, ومن خلال ملاحظة سلوکیات التواصل الغیر لفظی لدى أطفال التوحد دون سن السادسة من العمر, وطبیعة وهدف برنامج الدراسة, قام الباحث بصیاغة فقرات المقیاس فی صورته الأولیة, والتی تکونت من (44) عبارة تقیس مهارات التواصل الغیر لفظی والمتمثلة فی الأبعاد الستة وهی: (الترکیز والانتباه, التواصل البصری, التقلید, الأستماع والفهم, التواصل بالإشارة, فهم تعبیرات الوجه والجسد) ویتم الاجابة على کل بند من خلال خمس بدائل وهی (دائماً = 5, غالباً = 4, أحیاناً = 3, نادراً = 2, أبداً = 1) وتصحح العبارات السلبیة بصورة معکوسة، والجدیر بالذکر أن الدرجة المرتفعة على المقیاس تشیر إلى توافر تواصل غیر لفظی جید لدى طفل التوحد دون السادسة من العمر، والدرجة المنخفضة العکس حیث تعبر عن ضعف فی التواصل الغیر لفظی لدى الطفل.

وفی الصورة النهائیة للمقیاس بعد إجراء التحلیل العاملی للمقیاس تم حذف 10 بنود من المقیاس ، وهی: (4, 8, 9, 15, 16, 29, 33, 37, 40, 42) ، لیصبح المقیاس فی صورته النهائیة مکون من (34) بند بدلاً من (44) بند, کما یوجد بالمقیاس بالصورة النهائیة 4 بنود سلبیة، وهی : (13، 14، 32، 33) , وتوزعت عبارات المقیاس على ستة أبعاد ، وهی: (التقلید, فهم التعبیرات الانفعالیة ونبرات الصوت, الانتباه وتنفیذ الأوامر, التواصل البصری مع الأشیاء والأشخاص, التواصل بالإشارة, الفهم والتعبیر عن الرغبات).

(2) کفاءة المقیاس :

للتأکد من مدى صلاحیة المقیاس لدى عینة الدراسة الحالیة أمکن حساب صدق المقیاس تم عرض المقیاس بصورتة الأولیة على مجموعة من المحکمین, لمعرفة مدى ملائمة بنود المقیاس لطبیعة، وخصائص أطفال التوحد، وإجراء التعدیلات على المقیاس, فبلغت نسبة اتفاق الباحثین على عبارات المقیاس نسبة تتراواح ما بین (87.5%-100%) کذلک استخدم الباحثین فی حساب صدق المقیاس أسلوب التحلیل العاملی(*) بطریقة المکونات الأساسیة Principle Components لـ Hotelling مع تدویر مُتعامد للمَحاور بطریقة الفاریماکس Varimax لکایزر Kaiser، وقد تم استخدام محک الجذر الکامن واحد صحیح للعوامل التى تم استخراجها ومحک التشبع الجوهرى للبند بالعامل ≥ 35,0، ومحک جوهریة العامل هو أن یحتوى على ثلاثة بنود جوهریة على الأقل (أبو حطب، وصادق، 2010). وقد تم استخراج (13) عامل بالمصفوفة العاملیة منها ستة عوامل مقبولة فقط، وتم حذف باقی العوامل لعدم صلاحیتها .

وللتحقق من ثبات المقیاس أمکن حساب ثبات المقیاس بمعادلة ألفا کرونباخ حیث          بلغ معامل ألفاکرونباخ 0.751 للمقیاس ککل بینما تراوحت معاملات ألفاکرونباخ ما بین (0.817 : 0.802) للأبعاد الستة الفرعیة, کما أمکن حساب ثبات إعادة التطبیق من خلال الإعتماد على عینة مکونة من 35 مفردة أمکن التطبیق علیها بعد مرور أسبوعین، حیث تراوحت معاملات الارتباط بین التطبیق الأول والثانی ما بین (0.610-0.866) وذلک بالنسبة للأبعاد الفرعیة وجمیعها دالة عند 0.01, وبلغ معامل الارتباط بین التطبیق الأول والثانی للدرجة الکلیة للمقیاس (0.820) ودالة عند 0.01، وبهذا تشیر هذه المؤشرات إلى صدق وثبات جید للمقیاس مما یجعلنا یمکن الإعتماد علیه فی قیاس التواصل غیر اللفظی لدى التوحدیین دون سن المدرسة.

ب- برنامج قائم على التکامل الحسی لتنمیة التواصل غیر اللفظی لدى عینة من أطفال التوحد.

یتضمن البرنامج مجموعة من الأنشطة والمهام المختلفة, والمعتمدة على التکامل الحسی بهدف خفض حدة الاضطراب الحسی ومن ثم تنمیة التواصل الغیر لفظی لدى عینة الدراسة من الأطفال التوحدیین, وقد أعتمد الباحثین فی تصمیم أنشطة البرنامج على أدوات بسیطة تخدم الجانب الحسی لدى الطفل وتحقق التواصل الغیر لفظی, وتوجد لدى کل أسرة وتحقق أهداف البرنامج بعیدا عن غرف الحواس, ولدى عینة لا یطبق علیها برامج تکامل حسی, ومن هذه الأدوات: (الکور مختلف الألوان, البلونات, المزمار, الألوان, لوحة الأتجاهات, الکشفات مختلفة الأحجام, أحواض المیاة والرمال والمواد اللزجة, منضدة, أسطوانة مجوفة من الکرتون, جرس, لعب صغیرة ملونة وعملات معدنیة, قناع, علب صغیرة ملونة, لعبة اللیویو, بعض الأدوات المنزلیة, سماعات مکبرة للصوت...الخ) وأشتمل البرنامج على 24 جلسة تخدم الأهداف الستة الفرعیة للبرنامج، ویندرج تحت کل منها أهداف إجرائیة تحقق کل هدف فرعی, ومدة کل جلسة 35 دقیقة, بواقع 4 جلسات أسبوعیة, وبذلک استغرق تطبیق البرنامج شهر ونصف وبزمن کلی 14 ساعة, واستخدم الباحثین الأستراتیجیات والفنیات الأتیة:

1- النمذجة والتقلید: وهو یهدف إلى تنمیة قدرة الطفل على ملاحظة النموذج، وما یعرضة أمامة من أصوات وحرکات, ومن ثم تقلیده.

2- التدعیم: وبذلک باستخدام التدعیم الإیجابى سواء کان معنوی مثل: التصفیق, والتقبیل والربت, والقاء التحیة والسلام, والتلویح بالید والأبتسام...الخ, والتدعیم المادی مثل المأکولات, وغیرها بما یتناسب مع میول کل طفل، وفق قائمة المعززات الخاصة به, وتقدم هذه المعززات فور ظهور الاستجابة المرغوبة للحفاظ علیها.

3- الحث والتلقین: ویشمل حث الطفل وتوجیهة سواءً من خلال الألفاظ أو بالإشارة, أو مساندته وتوجیهه بدنیا.

4- السحب التدریجی للتدعیم والحث والتلقین: بعد أن یتحقق الهدف المرغوب یتم السحب التدریجی للتدعیم والحث والتلقین, وذلک حتى یستطیع الطفل إظهار الاستجابة المرغوبة دون الاعتماد على على التدعیم ومساعدة الأخرین.

5- التکرار: وهو القیام بتکرار النشاط بصور مختلفة حتى یتحقق الهدف المطلوب من الجلسة.

6- الإشارة: ومن خلال هذه الاستراتیجیة نستطیع تنمیة قدرة الطفل على التمیز بین الأشیاء وفق لخواصها مثل (الطول والحجم, والشکل...الخ) وذلک بالید أو باستخدام المعینات مثل الکشاف غیرة.

7- استراتیجیات الترکیز على المثیرات التی تخدم أهداف کل جلسة, بما یتناسب مع درجة الاضطراب الحسی لدى الطفل, بالإضافة للواجب المنزلی, وانتظار الدور.

تاسعاً : نتائج الدراسة

1-           نتائج الفرض الأول :

ینص الفرض الأول على : "  توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی، والبعدی على الدرجة الکلیة لمقیاس التواصل غیر اللفظی وأبعاده الفرعیة لدى عینة الدراسة من الأطفال التوحدیین فی اتجاه القیاس البعدی " .

وللتحقق من صحة هذا الفرض قام الباحثون بما یلی :

أ‌-      اختیار أفراد المجموعة العلاجیة بناء على انخفاض درجاتهم على مقیاس التواصل غیر اللفظی وأبعاده الفرعیة عن درجات القطع ، وقد بلغ قوامها 5 أطفال ، تم تطبیق برنامج التدخل المبکر القائم على التکامل الحسی علیهم ، وبعد الانتهاء من تطبیق البرنامج تم تطبیق مقیاس التواصل غیر اللفظی ، ثم قام الباحثون بحساب الفرق بین متوسطی رتب درجات المشارکین ببرنامج الدراسة على مقیاس التواصل غیر اللفظی وأبعاده فی التطبیق القبلی والبعدی ، باستخدام اختبار ویلکوکسون Welcoxon للأزواج المرتبطة ، ویوضح جدول (1) نتائج اختبار  Welcoxon لدلالة الفروق بین متوسطات رتب درجات القیاس القبلی والبعدی على مقیاس التواصل غیر اللفظی للأطفال التوحدیین  .

ب- حساب حجم الأثر لبرنامج التدخل المبکر القائم على التکامل الحسی باستخدام معادلـة حجم الأثر لـ "کارل " ( مجدی عبد الکریم حبیب ، 2001) ، ویوضح جدول (1) قیمة حجم الأثر لبرنامج التدخل المبکر القائم على التکامل الحسی فی تنمیة التواصل غیر اللفظی وأبعاده لدى المجموعة التجریبیة.

جدول (1)

نتائج اختبار Welcoxon لدلالة الفروق بین متوسطات رتب درجات القیاس القبلی والبعدی على مقیاس التواصل غیر اللفظی للأطفال التوحدیین (ن= 5)

الأبعاد

القیاس

م

ع

متوسط الرتب

مجموع

الرتب

قیمة Z المحسوبة

مستوى الدلالة

فی اتجاه

حجم التأثیر(*)

مستوى حجم التأثیر

التقلید

القیاس القبلی

9.20

0.45

0.00

0.00

2.023

0.05

القیاس البعدی

0.91

کبیر

القیاس البعدی

16.60

2.30

3

15

فهم التعبیرات الانفعالیة ونبرات الصوت

القیاس القبلی

20.80

2.17

0.00

0.00

2.023

0.05

القیاس البعدی

0.83

کبیر

القیاس البعدی

30.00

3.74

3

15

الإنتباه وتنفیذ الأوامر

القیاس القبلی

14.40

1.82

0.00

0.00

2.032

0.05

القیاس البعدی

0.95

کبیر

القیاس البعدی

26.20

2.17

3

15

التواصل البصری مع الأشیاء والأشخاص

القیاس القبلی

10.80

0.84

0.00

0.00

2.023

0.05

القیاس البعدی

0.84

کبیر

القیاس البعدی

17.00

2.74

3

15

التواصل بالإشارة

القیاس القبلی

12.00

3.39

0.00

0.00

2.032

0.05

القیاس البعدی

0.95

کبیر

القیاس البعدی

23.00

2.24

3

15

الفهم والتعبیر عن الرغبات

القیاس القبلی

9.00

1.22

0.00

0.00

2.032

0.05

القیاس البعدی

0.96

کبیر

القیاس البعدی

19.40

1.82

3

15

الدرجة الکلیة

القیاس القبلی

76.20

5.07

0.00

0.00

2.023

0.05

القیاس البعدی

0.97

کبیر

القیاس البعدی

132.20

7.66

3

15

(*) 0.2 0.5 تأثیر صغیر، 0.5 < 0.8 تأثیر متوسط، 0.8 تأثیر کبیر

یتضح من جدول (1) أن هناک فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی والبعدی على الدرجة الکلیة والمقایس الفرعیة على مقیاس تقدیر التواصل غیر اللفظی لدی عینة الدراسة من الأطفال التوحدیین دون سن المدرسة, وجمیعها دال عند مستوى دلالة 0.05 فی اتجاه القیاس البعدی ؛ مما یشیر إلى فاعلیة البرنامج فی تنمیة التواصل غیر اللفظی لدى عینة الدراسة , وتحقق صحة الفرض الأول .

ویتسق ذلک مع ما أسفرت عنه نتائج العدید من الدراسات ذات الصلة بالتدخل المبکر والتواصل غیر اللفظی لدى أطفال التوحد ، حیث استخدمت دراسة Johnston et al., (2004) برنامج تدخل مبکر قائم على التواصل البصری فی تنمیة التفاعل الاجتماعی والتواصل غیر اللفظی والتی توصلت إلى دور التواصل البصری فی تنمیة التفاعل الاجتماعی لدى عینة الدراسة من أطفال التوحد دون سن المدرسة, ودراسة لینا صدیق (2007) التی حاولت معرفة أثر برنامج مقترح فی تنمیة التواصل غیر اللفظی لدى عینة من أطفال التوحد وأسفرت عن نجاح البرنامج فی تنمیة التواصل غیر اللفظی, وذلک من خلال وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی والبعدی وفی اتجاه القیاس البعدی للمجموعة التجریبیة, کذلک دراسة عزة مدکور (2008) التی استهدفت معرفة مدی فعالیة برنامج تدخل مبکر فی تحسین مستوى بعض العملیات المعرفیة (الانتباه – الإدراک – الذاکرة) , وتوصلت إلى وجود فرق ذو دلالة إحصائیة عند (0.01) بین القیاسین القبلی والبعدی لدى عینة الدراسة على مقیاس المهارات المعرفیة فی اتجاه القیاس البعدی .

 وما توصلت ودراسة بشرى عصام عویجان (2012) التی توصلت إلى فاعلیة برنامج تدریبی فی تنمیة مهارات التواصل غیر اللفظی لدى أطفال التوحد، وذلک من خلال وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی والبعدی و فی أتجاه القیاس البعدى للمجموعة التجریبیة, وما أسفرت عنه نتائج دراسة حسام سلام (2012) عن فاعلیة برنامج الدراسة فی تنمیة التواصل غیر اللفظی والسلوک الاجتماعی لدى عینة من أطفال التوحد, وذلک من خلال وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی والبعدی وفی اتجاه القیاس البعدی للمجموعة التجریبیة

 کما تتسق نتائج الفرض الأول مع ما أسفرت عنه نتائج دراسة دلشاد علی (2013) لفاعلیة برنامج تدریبی فی تنمیة السلوکیات غیر اللفظیة لدى عینة من أطفال التوحد , وما توصلت دراسة ابتسام بکری أحمد حسین(2014) إلى فاعلیة البرنامج المعد فی الدراسة         فی تحقبق التواصل الغیر لفظی وتنمیة المهارات الاجتماعیة, ذلک من خلال وجود فروق        ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلی والبعدی على مقیاس السلوک التکیفی فی بعد            (التواصل – المهارات الاجتماعیة – التنشئة الاجتماعیة – والدرجة الکلیة) وفی اتجاه القیاس البعدی, تتفق نتائج الدراسة أیضا مع دراسة أشرف الملک (2015) التی توصلت إلى فاعلیة برنامج تدریبی قائم على أسلوب لوفاس فی تنمیة المهارات الاجتماعیة والتواصلیة لدى أطفال التوحد, حیث کانت هناک فروق ذات دلالة إحصائیة فی التواصل غیر اللفظی بین القیاس القبلی والبعدی وفی اتجاة القیاس البعدی للمجموعة التجریبیة.

2-       نتائج الفرض الثانی

ینص الفرض الثانی على أنه : " توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس البعدی والتتبعی على الدرجة الکلیة لمقیاس التواصل غیر اللفظی وأبعاده الفرعیة لدى عینة الدراسة من الأطفال التوحدیین فی اتجاه القیاس التتبعی بعد مرور شهرین من انتهاء البرنامج " .

للتحقق من صحة هذا الفرض ، قام الباحثون بحساب الفرق بین متوسطی رتب درجات المشارکین ببرنامج الدراسة على مقیاس التواصل غیر اللفظی وأبعاده فی التطبیق البعدی والتتبعی بعد مرور شهرین من انتهاء البرنامج ، باستخدام اختبار ویلکوکسون Welcoxon للأزواج المرتبطة ، ویوضح جدول(1) نتائج اختبار  Welcoxon لدلالة الفروق بین متوسطات رتب درجات القیاس البعدی والتتبعی على مقیاس التواصل غیر اللفظی للأطفال التوحدیین

جدول (2)

نتائج اختبار Welcoxon لدلالة الفروق بین متوسطات رتب درجات القیاس البعدی والتتبعی على مقیاس التواصل غیر اللفظی للأطفال التوحدیین (ن= 5)

الأبعاد

القیاس

م

ع

متوسط الرتب

مجموع

الرتب

قیمة Z المحسوبة

مستوى الدلالة

التقلید

القیاس البعدی

16.60

2.30

2.50

2.50

1

غیر دال

القیاس التتبعی

17.00

2.00

2.50

7.50

فهم التعبیرات الانفعالیة ونبرات الصوت

القیاس البعدی

30.00

3.74

2.50

7.50

1

غیر دال

القیاس التتبعی

29.60

3.29

2.50

2.50

الإنتباه وتنفیذ الأوامر

القیاس البعدی

26.20

2.17

2

4

0.577

غیر دال

القیاس التتبعی

26.00

1.58

2

2

التواصل البصری مع الأشیاء والأشخاص

القیاس البعدی

17.00

2.74

2.50

5

0.000

غیر دال

القیاس التتبعی

17.00

3.08

2.50

5

التواصل بالإشارة

القیاس البعدی

23.00

2.24

2.50

5

0.000

غیر دال

القیاس التتبعی

23.00

2.74

2.50

5

الفهم والتعبیر عن الرغبات

القیاس البعدی

19.40

1.82

0.00

0.00

1.732

غیر دال

القیاس التتبعی

20.00

1.41

2

6

الدرجة الکلیة

القیاس البعدی

132.20

7.66

2.50

2.50

0.272

غیر دال

القیاس التتبعی

132.60

7.20

1.75

3.50

یتضح من جدول (2) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس البعدی والتتبعی؛ مما یعنی استمرار فعالیة برنامج التدخل المبکر القائم على التکامل الحسی فی تنمیة التواصل غیر اللفظی لدى أطفال التوحد بعد مضی شهرین من أنتهاء برنامج العلاج بالتدخل المبکر القائم على التکامل الحسی ، وأن نتائج المتابعة أظهرت زیادة فی التحسن مقارنة بنتائج بعد التطبیق مباشرة ، حیث انخفضت درجات أفراد المجموعة العلاجیة على مقیاس التواصل غیر اللفظی لأطفال التوحد ؛ مما یعنی استمرار فعالیة البرنامج فی تنمیة التواصل غیر اللفظی، وأن أفراد المجموعة العلاجیة اکتسبوا مهارات جدیدة للتواصل ، وهذا ما یهدف إلیه برنامج التدخل المبکر القائم على التکامل الحسی فی مساعدتهم على التواصل من خلال مساعدتهم وتشجیعهم على اکتساب مهارات للتواصل غیر اللفظی .

وتتسق نتائج الدراسة الحالیة وهی استمرار فعالیة التدخل المبکر القائم على التکامل الحسی فی تنمیة التواصل غیر اللفظی لأطفال التوحد مع نتاج العدید من الدراسات ذات الصلة، حیث أوضحت  نتائج دراسة عزة مدکور (2008) التی استهدفت معرفة مدی فعالیة برنامج تدخل مبکر فی تحسین مستوى بعض العملیات المعرفیة (الانتباه – الإدراک – الذاکرة) إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاسین البعدی والتتبعی على مقیاس المهارات المعرفیة , وما توصلت إلیه دراسة ابتسام بکری أحمد حسین(2014) إلى فاعلیة البرنامج المعد فی الدراسة فی تحقیق التواصل غیر اللفظی وتنمیة المهارات الاجتماعیة, وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاسین البعدی والتتبعی فی الدرجة الکلیة لمقیاس السلوک التکیفی بصفة عامة ، وبعد التواصل بصفة خاصة .

کما جاءت نتائج الفرض الثانی متسقة مع ما أشارت إلیه نتائج دراسة لینا عمر
(2007) عن أستمرار فاعلیة برنامج الدراسة فی تنمیة التواصل غیر اللفظی لدى أطفال التوحد, وذلک من خلال وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس البعدی والتتبعی        بین المجموعتین التجریبیة والضابطة فی اتجاه القیاس التتبعی للمجموعة التجریبیة ، وما أوضحته نتائج دراسة عبد الحلیم محمد عبد الحلیم (2011) عن أستمرار فاعلیة البرنامج المقترح فی تنمیة التواصل الاجتماعی لدی عینة من أطفال التوحد, وذلک من خلال وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس البعدی والتتبعی وفی اتجاه القیاس التتبعی للمجموعة التجریبیة, وما توصلت إلیه نتائج دراسة بشرى عصام عویجان (2012) عن استمرار فاعلیة البرنامج التدریبی فی تنمیة مهارات التواصل غیر اللفظی لدى أطفال التوحد ، وذلک من خلال وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس البعدی والتتبعی وفی اتجاه القیاس التتبعی للمجموعة التجریبیة. 

التوصیات

1- زیادة عدد الندوات والورش التدریبیة والتوعویة لأسر الأطفال ذوی الإحتیاجات الخاصة بأهمیة برامج التدخل المبکر, وأهمیة دور الأسرة فی المشارکة بهذه البرامج.

2- إنشاء غرف حواس تتسم بالاتساع لتنمی الناحیة الحسیة الحرکیة للطفل, وکذلک أدوات متخصصة ومتضمنة أدوات أستثارة حسیة تحاکی البیئة الطبیعیة وما یتعرض له الطفل من مثیرات.

المقترحات

فی ضوء نتائج هذه الدراسة یقترح الباحثین إجراء بعض الدراسات التی تفید فی تنمیة قدرات الأطفال ذوی الإعاقة منها:

1- فاعلیة برنامج تدخل مبکر قائم على التکامل الحسی فی خفض حدة النشاط الزائد وقصور الإنتباة لدى عینة من أطفال التوحد.

2- فاعلیة برنامج تکامل حسی فی تنمیة الحواس لدى عینة من المعاقین بصریا.

3- دراسة مقارنة بین أطفال التوحد والمتخلفین عقلیا فی الاضطرابات الحسیة.

4- فاعلیة برنامج إرشادی قائم على التکامل الحسی للأسر الأطفال التوحدیین فی تنمیة التواصل غیر اللفظی.

 

قائمة المراجع

ابتسام بکری أحمد حسن . (2014) . فاعلیة برنامج مقترح للتواصل غیر اللفظی فی تنمیة المهارات الاجتماعیة والبیئة، رسالة ماجستیر, جامعة عین شمس.

إبراهیم محمود بدر (2004) الطفل التوحدی- التشخیص والعلاج, القاهرة, مکتبة الأنجلو المصریة.

أشرف إبراهیم الملک (2015) فاعلیة برنامج تدریبی قائم على أسلوب لوفاز فی تنمیة المهارات الاجتماعیة والتواصلیة لدى الأطفال ذوی اضطراب التوحد فی المدینة المنورة, مجلة التربیة الخاصة والتأهیل بمصر, 2(8): 1- 48.

آمال عبد السمیع ملیجی باظه (2003) اضطرابات التواصل وعلاجها, القاهرة, مکتبة          الأنجلو المصریة.

أیمن فرج احمد البردینی(2006) العلاقة بین اللغة واضطراب التکامل الحسی عند الأطفال التوحدیین (رسالة ماجستیرغیر منشورة) کلیة الآداب قسم علم النفس, جامعة عین شمس.

بشرى عصام عویجان (2012) فاعلیة برنامج تدریبی فی تنمیة مهارات التواصل غیر اللفظی لدی الأطفال التوحدیین (رسالة ماجستیر غیر منشورة) کلیة التربیة, قسم التربیة الخاصة, جامعة دمشق.

حسام عباس خلیل سلام (2012) فا علیة برنامج لتنمیة مهارات التواصل غیر اللفظی والسلوک الاجتماعی لدى الأطفال التوحدیین محدودی اللغة, مجلة العوم التربویة- مصر, 20(1): 3-54.

دلشاد علی (2013) فاعلیة برنامج تدریبی لتنمیة السلوکیات غیر اللفظیة لدى عینة من الأطفال التوحدیین, مجلة جامعة دمشق, 29(1): 193-234.

ریتا جوردن واستیوارت بیول (2007) الأطفال التوحدیون ـ جوانب النمو وطرق التدریس, ترجمة, رفعت محمود بهجات, القاهرة, عالم الکتب.

الطیب محمد ذکی یوسف (2014) فاعلیة برنامج تدریبی للطلاب معلمی المستقبل مسار التوحد بجامعة القصیم لتنمیة مهارات التواصل الاجتماعی: التواصل البصری, التواصل اللفظی, التواصل غیر اللفظیلدى أطفال التوحد, مجلة کلیة التربیة, جامعة الأزهر بالقاهرة, 2 (159): 51- 107.

عادل محمد العدل (2010) الموهوبون التوحدیون من الأطفال المراهقین استثمار الموهبة ودور مؤسسات التعلیم (الواقع والطموحات) المؤتمر العلمی الثامن بکلیة التربیة جامعة الزقازیق, فی الفترة من 21-22أبریل:19-32.

عاطف أبوحمید الشرمان (2015) تکنولوجیا التعلیم المساندة لذوی الاحتیاجات الخاصة, عمان, دار المسیرة للنشر والتوزیع.

عبد الحلیم محمد عبد الحلیم (2011) مدى فاعلیة برنامج تدریبی فی تنمیة التواصل الاجتماعی لدى الأطفال الذاتویین (رسالة دکتوراه غیر منشورة) معهد الدراسات العلیا للطفولة, قسم الدراسات النفسیة للأطفال, جامعة عین شمس.

عبد العزیز عبد العزیز أمین عبد الغنی(2013) فاعلیة برنامج إرشادی باستخدام أنشطة          العب لتحسین المهارات التواصلیة والحسیة لدى الأطفال الذاتویین       (رسالة ماجستیر غیر منشورة) کلیة التربیة, قسم الصحة النفسیة جامعة عین شمس.

عبد المطلب أمین القریطی (2005) سیکولوجیة ذوی الاحتیاجات الخاصة وتربیتهم, الطبعة الرابعة, القاهرة, دار الفکر العربی.

عزة سعید عرفه حسن مدکور (2008) فاعلیة برنامج تدخل مبکر لتحسین مستوى بعض العملیات المعرفیة لدى عینة من الأطفال التوحدیین 3-7 (رسالة ماجستیر غیر منشورة),کلیة التربیة, جامعة الإسکندریة.

علا عبد الباقی إبراهیم (2011) اضطراب التوحد " الأوتیزم " ـ أعراضه ـ أسبابه وطرق علاجه, القاهرة, عالم الکتب.

فؤاد البهی السید (1997) الأسس النفسیة للنمو من الطفولة إلى الشیخوخة, الطبعة الرابعة, القاهرة, دار الفکر العربی.

قحطان أحمد الظاهر (2008) التوحد, عمان, دار وائل للنشر.

کمال عبد الحمید زیتون (2003) التدریس لذوی الاحتیاجات الخاصة, الإسکندریة, عالم الکتب.

لینا عمر بن صدیق (2007) فعالیة برنامج مقترح لتنمیة مهارات التواصل غیر اللفظی لدى أطفال التوحد وأثر ذلک على سلوکهم الاجتماعی, مجلة الطفولة العربیة – الجمعیة الکویتیة لتقدم الطفولة العربیة, 9 (33): 8-39.

محمد صالح الإمام وفؤاد الجوالده (2010) التوحد ونظریة العقل, عمان, دار الثقافة.

نعمات عبد المجید موسى (2013) برنامج تدخل مبکر قائم على التکامل الحسی لتنمیة مهارات الأمن الجسدی لأطفال التوحد, الملتقى الثالث عشر للجمعیة الخلیجیة للإعاقة بالمنامة البحرین, فی الفترة من 4:2 أبریل: 1-34.

ولید السید أحمد خلیفة, وربیع شکری سلامة (2010) الإعاقة الغامضة (التوحد) الإسکندریة, دار الوفاء لدنیا الطباعة والنشر.

Aldred. C, Green.J,,& Adams.C (2004) A new social communication intervention for children with autism: pilot randomised controlled treatment study suggesting effectiveness, Journal of Child Psychology and Psychiatry 45(8): 1420-1430.

Amy. E. Z. Baker, Alison. L,Manya. T, Angley Robyn L& Young. (2008) The Relationship Between Sensory Processing Patterns and Behavioural Responsiveness in Autistic Disorder: A Pilot Study. Journal of Autism Developmental Disorder, 38: 867–875.

Andersen, P.A (1999) Nonverbal communication: Forms  and functions, Mountain View, CA : Mayfield Publishing Co.

  Ayres, A.J. &Linda, S. T (1980) Hyper-responsivity to Touch and Vestibular Stimuli as a Predictor of Positive Response to Sensory Integration Procedures by Autistic Children, American Journal of Occupational Therapy, June, 34: 375-381.

Ayres, A.J (1972) Sensory integration and learning disorders, Los Angeles, Western Psychological Services.

Baranek, G. T (2002) Efficacy of Sensory and Motor Interventions for Children with Autism, Journal of Autism and Developmental Disorders, 32(5): 379-422.

Beth, A. P., Kristie, K., Moya, K., Megan, S. & Lorrie, H (2011) Effectiveness of Sensory Integration Interventions in Children With Autism Spectrum Disorders: A Pilot Study, American, Journal of Occupational Therapy, January/February, 65: 76-85.

Bundy, A. C., Lane, S. J & Murray, E. A (2002) Sensory integration: Theory and practice, (2nd ed .) Philadelphia :              F. A. Davis.

Davies, P. L., & Gavin, W. J (2007) Validating the diagnosis of sensory processing disorders using EEG technology, American Journal of Occupational Therapy, 61: 176–189.

Dereu, M& Raymaekers, R, Warren, P, Schietecatte, I,Meirsschaut, M& Roeyers, H (2011) Can child care workers contribute to the early detection of autism spectrum disorder ? A comparison between screening instruments with child car workers versus parents as informants, Journal of Autism and Developmental Disorder, 42(5) :              781-796.

Dunn, W (1999) The sensory profile, San Antonio, TX: Harcourt Assessment.

Emmons, p.G & Anderson.L.M (2005) Understanding Sensory Dysfunction, London and Philadelphia, Jessica Kingsley Publishers.

Escalona, A. , Field, T., Nadel, J & Lundy, B (2002) Brief report: imitation effects on children with autism, Journal of Autism and Developmental Disorders, 23 (2) :          10-13.

Fisher, A.J. & Murray,E.G (1991) Vestibular-proprioceptive processing and bilateral integration and sequencing deficits, In: A. G. Fisher, E. A. Murray, & A. Bundy (Eds.) Sensory integration: Theory and practice, Philadelphia: F.A, Davis Company.

Gaspar, D& Bodfish, j (2011) Addressing Parental Concerns at the ini- tail diagnosis of an autism spectrum disorder, Research in Autism Spectrum Disorder, 5 :           633-639.

Hardman, I., Michael, L., Egan, W.M & Drew (1996) Human Exceptionality:  School, Community and Family, 8 th  edition, USA, Asimon & Schuste Company.

Jane, C.S & Teresa, B (1999) The Effects of Occupational Therapy With Sensory Integration Emphasis on Preschool-Age Children With Autism,  American Journal of Occupational Therapy, September/October, 53:       489-497.

Jill, A., Jenny, Z & Sylvia, R (2008) Sensory Processing and Classroom Emotional, Behavioral, and Educational Outcomes in Children With Autism Spectrum Disorder, American Journal of Occupational Therapy, September/October, 62: 564-573.

Johnston, S., Evans, E & Joanne, P (2004) The use of visual support in teaching young children with autism spectrum disorders to Initiate Interactions, London, Pawel Company.

Jung, K. E, Lee. H, J, Lee. Y. S, Cheong. S. S, Choi. M. Y, Suh. D. S, Suh. D, Oah. S, Lee. S & Lee. J. H (2006) The Application of a Sensory Integration Treatment Based on Virtual Reality-Tangible Interaction for Children with
Autistic Spectrum Disorder, PsychNology Journal, 4(2): 145-159.

Kranowitz, C. S (2003) The out of sync child has fun, New York, Berkley Publishing Group.

Miller, L. J., Lane, S., Cermak, S., Osten, E & Anzalone, M.
(2005) Section I—Primary diagnosis: Axis I: RegulatorySensory Processing Disorders, In: Greenspan S. I. & Wieder. S. (Eds.), Diagnostic manual for infancy and early childhood: Mental health, developmental, regulatory-sensory processing and language disorders and learning challenges (ICDL- DMIC): 73–112, Bethesda, MD: Interdisciplinary Council on Developmental and Learning Disabilities.

Myles,.B.S, Swanson,.T.C, Holverstott. J & Duncan.M.M (2007) Autism spectrum disorders a handbook for parents and professionals, Library of Congress Cataloging-in-Publication Data

Piek, J. P., & Murray, J. D (2004) Sensory-motor deficits in children with developmental coordination disorder, attention deficit hyperactivity disorder and autistic disorder, Human Movement Science, 23, 475–488.

Rutter,  M (1998) Cognitive Deficits In The Pathogenesis Of Autism, Journal of child Psychology And Psychiatry, 24: 531-31.

Schaaf, R. C., Hunt, J & Benevides, T (2012) Occupaz of
a child with autism: A case report, Journal of Occupational Therapy, 66: 1–9.

Scott, J., Clark, C & Brady, M (2000) Student with Autism, California, Singular Publishing Group, San Diego.

Shelley, O. D Jean, D., Deborah, K.,Theresa, N & Geraldine. D (2012) Sensory Processing, Problem Behavior, Adaptive Behavior, and Cognition in Preschool Children With Autism Spectrum Disorders, American Journal of Occupational Therapy, September, October, 66:  586-594.

Short-Degraff, M. A (1988) Human development for occupational and physical therapists, Baltimore: Williams & Wilkins.

Sigel, B (1999) Autistic Children Understanding and Treating Autistic Spectrum Disorders, Oxford University Press U.N.A.

Simons, J & Oishi, S (1987) The hidden child: The Linwood method for reaching the Autistic child, Kensington, MD: Woodbine House.

Sinclair, A. S., Bracha, P., Kristie, P. K & Moya, K (2005) Effects of Sensory Integration Intervention on Self-Stimulating and Self-Injurious Behaviors, American Journal of Occupational Therapy, July/August, 59: 418-425.

Stone, L., Ousley, O., Yoder, J., Hogan, L., &, Hepburn, L.(1997) Non verbal communication tow and three- year children with autism, Journal of autism and developmental disorders, 27 (6): 677-696.

Strock, & Margret (2004) Autism Spectrum Disorder (Pervasive Developmental Disorder), National Institute of Mental Health (NIH), (4):51-62. 

Susanne, S. R., Zoe, M.,  Parham, L. D, Roseann, C. S., Christianne. J. L & Sharon, C (2014) Sensory Integration and Praxis Patterns in Children With Autism, American Journal of Occupational Therapy, December,              69:  1-8.

Tammy, S. Gregersen (2007) Language learning beyond words: Incorporating body language into classroom activities, Reflections on English Language Teaching, 6     (1): 51-64.

Tavulari, D (2004) Communication in children with Autism Spectrum Disorders(ASDs): An inquiry, by means of a case study, into how a pre-school specialist provision for children with ASDs interpets theoretical models of practice. MA Education of Children and Young People with Autism, School of Education, Sheffield Hallam University.

Tomchek, S. D & Dunn, W (2007) Sensory processing in children with and without autism: A comparative study using the Short Sensory Profile, American Journal of Occupational Therapy, 61(2) 190–200.

Wakeford, L (2006) Sensory Processing: Strategies to Increase Engagement, www. Telability.org/affiiates /SP strategies to increase engagement.pdf.22/2/2015.

Wigram.T & Gold.C (2006) Music therapy in the assessment and treatment of autistic spectrum disorder, clinical application and research evidence Child: care, health and development, 32(5): 535–542.

Zwaigenbaum, L, Bryson, S, Lord, C, Rogers, S, Carter, A & Carver, L (2009) Clinical assessment of toddlers with suspected autism spectrum disorder insights from studies                of high- risk infants, Journal of pediatrics, 123 :  1383-1391.



(*) یتم التوثیق فی هذه  الدراسة  کالتالی : ( اسم الباحث أو الکاتب  ، السنة ، رقم الصفحة أو الصفحات  ) ،طبقاً لدلیل الجمعیة  الأمریکیة لعلم النفس – الطبعة السادسة APA Style of the Publication Manual of the American Psychological Association (6th ed)، وتفاصیل کل مرجع مثبتة فی قائمة المراجع.

(*) یتوجه الباحثون بالشکر للسادة القائمین على إدارة مرکز کیان لذوی الاحتیاجات الخاصة بأسیوط وسوهاج ,  وکذلک جمعیة خاتم المرسلین بمنفلوط التابعة لمحافظة أسیوط , ومرکز بلال بن رباح بأسیوط, والمؤسسة العربیة الأفریقیة لعلاج ذوی الاحتیاجات الخاصة, والجمعیة النسائیة لخدمة ذوی الاحتیاجات الخاصة بأسیوط على قدموه للباحثین من تسهیلات أثناء تطبیق أداة الدراسة والبرنامج على أطفال التوحد بها .

(*)للحصول على المصفوفة العاملیة بعد التدویر والمقیاس بالصورة الأولیة أو النهائیة یمکن الاطلاع على رسالة الماجستیر الخاصة بالباحث زید حسانین زید عبد الخالق ،  والمقدمة لقسم علم النفس -کلیة الآداب - جامعة أسیوط - مصر.

ابتسام بکری أحمد حسن . (2014) . فاعلیة برنامج مقترح للتواصل غیر اللفظی فی تنمیة المهارات الاجتماعیة والبیئة، رسالة ماجستیر, جامعة عین شمس.
إبراهیم محمود بدر (2004) الطفل التوحدی- التشخیص والعلاج, القاهرة, مکتبة الأنجلو المصریة.
أشرف إبراهیم الملک (2015) فاعلیة برنامج تدریبی قائم على أسلوب لوفاز فی تنمیة المهارات الاجتماعیة والتواصلیة لدى الأطفال ذوی اضطراب التوحد فی المدینة المنورة, مجلة التربیة الخاصة والتأهیل بمصر, 2(8): 1- 48.
آمال عبد السمیع ملیجی باظه (2003) اضطرابات التواصل وعلاجها, القاهرة, مکتبة          الأنجلو المصریة.
أیمن فرج احمد البردینی(2006) العلاقة بین اللغة واضطراب التکامل الحسی عند الأطفال التوحدیین (رسالة ماجستیرغیر منشورة) کلیة الآداب قسم علم النفس, جامعة عین شمس.
بشرى عصام عویجان (2012) فاعلیة برنامج تدریبی فی تنمیة مهارات التواصل غیر اللفظی لدی الأطفال التوحدیین (رسالة ماجستیر غیر منشورة) کلیة التربیة, قسم التربیة الخاصة, جامعة دمشق.
حسام عباس خلیل سلام (2012) فا علیة برنامج لتنمیة مهارات التواصل غیر اللفظی والسلوک الاجتماعی لدى الأطفال التوحدیین محدودی اللغة, مجلة العوم التربویة- مصر, 20(1): 3-54.
دلشاد علی (2013) فاعلیة برنامج تدریبی لتنمیة السلوکیات غیر اللفظیة لدى عینة من الأطفال التوحدیین, مجلة جامعة دمشق, 29(1): 193-234.
ریتا جوردن واستیوارت بیول (2007) الأطفال التوحدیون ـ جوانب النمو وطرق التدریس, ترجمة, رفعت محمود بهجات, القاهرة, عالم الکتب.
الطیب محمد ذکی یوسف (2014) فاعلیة برنامج تدریبی للطلاب معلمی المستقبل مسار التوحد بجامعة القصیم لتنمیة مهارات التواصل الاجتماعی: التواصل البصری, التواصل اللفظی, التواصل غیر اللفظیلدى أطفال التوحد, مجلة کلیة التربیة, جامعة الأزهر بالقاهرة, 2 (159): 51- 107.
عادل محمد العدل (2010) الموهوبون التوحدیون من الأطفال المراهقین استثمار الموهبة ودور مؤسسات التعلیم (الواقع والطموحات) المؤتمر العلمی الثامن بکلیة التربیة جامعة الزقازیق, فی الفترة من 21-22أبریل:19-32.
عاطف أبوحمید الشرمان (2015) تکنولوجیا التعلیم المساندة لذوی الاحتیاجات الخاصة, عمان, دار المسیرة للنشر والتوزیع.
عبد الحلیم محمد عبد الحلیم (2011) مدى فاعلیة برنامج تدریبی فی تنمیة التواصل الاجتماعی لدى الأطفال الذاتویین (رسالة دکتوراه غیر منشورة) معهد الدراسات العلیا للطفولة, قسم الدراسات النفسیة للأطفال, جامعة عین شمس.
عبد العزیز عبد العزیز أمین عبد الغنی(2013) فاعلیة برنامج إرشادی باستخدام أنشطة          العب لتحسین المهارات التواصلیة والحسیة لدى الأطفال الذاتویین       (رسالة ماجستیر غیر منشورة) کلیة التربیة, قسم الصحة النفسیة جامعة عین شمس.
عبد المطلب أمین القریطی (2005) سیکولوجیة ذوی الاحتیاجات الخاصة وتربیتهم, الطبعة الرابعة, القاهرة, دار الفکر العربی.
عزة سعید عرفه حسن مدکور (2008) فاعلیة برنامج تدخل مبکر لتحسین مستوى بعض العملیات المعرفیة لدى عینة من الأطفال التوحدیین 3-7 (رسالة ماجستیر غیر منشورة),کلیة التربیة, جامعة الإسکندریة.
علا عبد الباقی إبراهیم (2011) اضطراب التوحد " الأوتیزم " ـ أعراضه ـ أسبابه وطرق علاجه, القاهرة, عالم الکتب.
فؤاد البهی السید (1997) الأسس النفسیة للنمو من الطفولة إلى الشیخوخة, الطبعة الرابعة, القاهرة, دار الفکر العربی.
قحطان أحمد الظاهر (2008) التوحد, عمان, دار وائل للنشر.
کمال عبد الحمید زیتون (2003) التدریس لذوی الاحتیاجات الخاصة, الإسکندریة, عالم الکتب.
لینا عمر بن صدیق (2007) فعالیة برنامج مقترح لتنمیة مهارات التواصل غیر اللفظی لدى أطفال التوحد وأثر ذلک على سلوکهم الاجتماعی, مجلة الطفولة العربیة – الجمعیة الکویتیة لتقدم الطفولة العربیة, 9 (33): 8-39.
محمد صالح الإمام وفؤاد الجوالده (2010) التوحد ونظریة العقل, عمان, دار الثقافة.
نعمات عبد المجید موسى (2013) برنامج تدخل مبکر قائم على التکامل الحسی لتنمیة مهارات الأمن الجسدی لأطفال التوحد, الملتقى الثالث عشر للجمعیة الخلیجیة للإعاقة بالمنامة البحرین, فی الفترة من 4:2 أبریل: 1-34.
ولید السید أحمد خلیفة, وربیع شکری سلامة (2010) الإعاقة الغامضة (التوحد) الإسکندریة, دار الوفاء لدنیا الطباعة والنشر.
Aldred. C, Green.J,,& Adams.C (2004) A new social communication intervention for children with autism: pilot randomised controlled treatment study suggesting effectiveness, Journal of Child Psychology and Psychiatry 45(8): 1420-1430.
Amy. E. Z. Baker, Alison. L,Manya. T, Angley Robyn L& Young. (2008) The Relationship Between Sensory Processing Patterns and Behavioural Responsiveness in Autistic Disorder: A Pilot Study. Journal of Autism Developmental Disorder, 38: 867–875.
Andersen, P.A (1999) Nonverbal communication: Forms  and functions, Mountain View, CA : Mayfield Publishing Co.
  Ayres, A.J. &Linda, S. T (1980) Hyper-responsivity to Touch and Vestibular Stimuli as a Predictor of Positive Response to Sensory Integration Procedures by Autistic Children, American Journal of Occupational Therapy, June, 34: 375-381.
Ayres, A.J (1972) Sensory integration and learning disorders, Los Angeles, Western Psychological Services.
Baranek, G. T (2002) Efficacy of Sensory and Motor Interventions for Children with Autism, Journal of Autism and Developmental Disorders, 32(5): 379-422.
Beth, A. P., Kristie, K., Moya, K., Megan, S. & Lorrie, H (2011) Effectiveness of Sensory Integration Interventions in Children With Autism Spectrum Disorders: A Pilot Study, American, Journal of Occupational Therapy, January/February, 65: 76-85.
Bundy, A. C., Lane, S. J & Murray, E. A (2002) Sensory integration: Theory and practice, (2nd ed .) Philadelphia :              F. A. Davis.
Davies, P. L., & Gavin, W. J (2007) Validating the diagnosis of sensory processing disorders using EEG technology, American Journal of Occupational Therapy, 61: 176–189.
Dereu, M& Raymaekers, R, Warren, P, Schietecatte, I,Meirsschaut, M& Roeyers, H (2011) Can child care workers contribute to the early detection of autism spectrum disorder ? A comparison between screening instruments with child car workers versus parents as informants, Journal of Autism and Developmental Disorder, 42(5) :              781-796.
Dunn, W (1999) The sensory profile, San Antonio, TX: Harcourt Assessment.
Emmons, p.G & Anderson.L.M (2005) Understanding Sensory Dysfunction, London and Philadelphia, Jessica Kingsley Publishers.
Escalona, A. , Field, T., Nadel, J & Lundy, B (2002) Brief report: imitation effects on children with autism, Journal of Autism and Developmental Disorders, 23 (2) :          10-13.
Fisher, A.J. & Murray,E.G (1991) Vestibular-proprioceptive processing and bilateral integration and sequencing deficits, In: A. G. Fisher, E. A. Murray, & A. Bundy (Eds.) Sensory integration: Theory and practice, Philadelphia: F.A, Davis Company.
Gaspar, D& Bodfish, j (2011) Addressing Parental Concerns at the ini- tail diagnosis of an autism spectrum disorder, Research in Autism Spectrum Disorder, 5 :           633-639.
Hardman, I., Michael, L., Egan, W.M & Drew (1996) Human Exceptionality:  School, Community and Family, 8 th  edition, USA, Asimon & Schuste Company.
Jane, C.S & Teresa, B (1999) The Effects of Occupational Therapy With Sensory Integration Emphasis on Preschool-Age Children With Autism,  American Journal of Occupational Therapy, September/October, 53:       489-497.
Jill, A., Jenny, Z & Sylvia, R (2008) Sensory Processing and Classroom Emotional, Behavioral, and Educational Outcomes in Children With Autism Spectrum Disorder, American Journal of Occupational Therapy, September/October, 62: 564-573.
Johnston, S., Evans, E & Joanne, P (2004) The use of visual support in teaching young children with autism spectrum disorders to Initiate Interactions, London, Pawel Company.
Jung, K. E, Lee. H, J, Lee. Y. S, Cheong. S. S, Choi. M. Y, Suh. D. S, Suh. D, Oah. S, Lee. S & Lee. J. H (2006) The Application of a Sensory Integration Treatment Based on Virtual Reality-Tangible Interaction for Children with
Autistic Spectrum Disorder, PsychNology Journal, 4(2): 145-159.
Kranowitz, C. S (2003) The out of sync child has fun, New York, Berkley Publishing Group.
Miller, L. J., Lane, S., Cermak, S., Osten, E & Anzalone, M.
(2005) Section I—Primary diagnosis: Axis I: RegulatorySensory Processing Disorders, In: Greenspan S. I. & Wieder. S. (Eds.), Diagnostic manual for infancy and early childhood: Mental health, developmental, regulatory-sensory processing and language disorders and learning challenges (ICDL- DMIC): 73–112, Bethesda, MD: Interdisciplinary Council on Developmental and Learning Disabilities.
Myles,.B.S, Swanson,.T.C, Holverstott. J & Duncan.M.M (2007) Autism spectrum disorders a handbook for parents and professionals, Library of Congress Cataloging-in-Publication Data
Piek, J. P., & Murray, J. D (2004) Sensory-motor deficits in children with developmental coordination disorder, attention deficit hyperactivity disorder and autistic disorder, Human Movement Science, 23, 475–488.
Rutter,  M (1998) Cognitive Deficits In The Pathogenesis Of Autism, Journal of child Psychology And Psychiatry, 24: 531-31.
Schaaf, R. C., Hunt, J & Benevides, T (2012) Occupaz of
a child with autism: A case report, Journal of Occupational Therapy, 66: 1–9.
Scott, J., Clark, C & Brady, M (2000) Student with Autism, California, Singular Publishing Group, San Diego.
Shelley, O. D Jean, D., Deborah, K.,Theresa, N & Geraldine. D (2012) Sensory Processing, Problem Behavior, Adaptive Behavior, and Cognition in Preschool Children With Autism Spectrum Disorders, American Journal of Occupational Therapy, September, October, 66:  586-594.
Short-Degraff, M. A (1988) Human development for occupational and physical therapists, Baltimore: Williams & Wilkins.
Sigel, B (1999) Autistic Children Understanding and Treating Autistic Spectrum Disorders, Oxford University Press U.N.A.
Simons, J & Oishi, S (1987) The hidden child: The Linwood method for reaching the Autistic child, Kensington, MD: Woodbine House.
Sinclair, A. S., Bracha, P., Kristie, P. K & Moya, K (2005) Effects of Sensory Integration Intervention on Self-Stimulating and Self-Injurious Behaviors, American Journal of Occupational Therapy, July/August, 59: 418-425.
Stone, L., Ousley, O., Yoder, J., Hogan, L., &, Hepburn, L.(1997) Non verbal communication tow and three- year children with autism, Journal of autism and developmental disorders, 27 (6): 677-696.
Strock, & Margret (2004) Autism Spectrum Disorder (Pervasive Developmental Disorder), National Institute of Mental Health (NIH), (4):51-62. 
Susanne, S. R., Zoe, M.,  Parham, L. D, Roseann, C. S., Christianne. J. L & Sharon, C (2014) Sensory Integration and Praxis Patterns in Children With Autism, American Journal of Occupational Therapy, December,              69:  1-8.
Tammy, S. Gregersen (2007) Language learning beyond words: Incorporating body language into classroom activities, Reflections on English Language Teaching, 6     (1): 51-64.
Tavulari, D (2004) Communication in children with Autism Spectrum Disorders(ASDs): An inquiry, by means of a case study, into how a pre-school specialist provision for children with ASDs interpets theoretical models of practice. MA Education of Children and Young People with Autism, School of Education, Sheffield Hallam University.
Tomchek, S. D & Dunn, W (2007) Sensory processing in children with and without autism: A comparative study using the Short Sensory Profile, American Journal of Occupational Therapy, 61(2) 190–200.
Wakeford, L (2006) Sensory Processing: Strategies to Increase Engagement, www. Telability.org/affiiates /SP strategies to increase engagement.pdf.22/2/2015.
Wigram.T & Gold.C (2006) Music therapy in the assessment and treatment of autistic spectrum disorder, clinical application and research evidence Child: care, health and development, 32(5): 535–542.
Zwaigenbaum, L, Bryson, S, Lord, C, Rogers, S, Carter, A & Carver, L (2009) Clinical assessment of toddlers with suspected autism spectrum disorder insights from studies                of high- risk infants, Journal of pediatrics, 123 :  1383-1391.