نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
أستاذ التربية الخاصة المساعد بقسم التربية الخاصة، کلية التربية، جامعة المجمعة
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
کلیة التربیة
کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم
إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)
=======
معدلات الذکاء غیر اللفظی لدى عینة من المعاقین سمعیاً بولایة الخرطوم فی ضوء بعض المتغیرات
إعــــداد
د / عوض الله محمد أبو القاسم محمد
أستاذ التربیة الخاصة المساعد بقسم التربیة الخاصة، کلیة التربیة، جامعة المجمعة
} المجلد الثالث والثلاثین– العدد الأول– ینایر 2017م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
المستخلص
هدفت الدراسة إلى معرفة معدلات الذکاء غیر اللفظی لدى المعاقین سمعیاً بولایة الخرطوم فی ضوء بعض المتغیرات، ولأدوات الدراسة تم استخدام مقیاس الذکاء غیر اللفظی للصم لفائزة مکرومی، واشتملت عینة الدراسة على (98) من التلامیذ المعاقین سمعیاً بولایة الخرطوم، من مدینة الخرطوم بحری (51) ذکور، و(47) إناث، تراوحت أعمارهم بین (11-18) سنة.
کشفت نتائج الدراسة أن متوسط الذکاء غیر اللفظی للمعاقین سمعیاً بولایة الخرطوم بلغ (15.52)؛ عدم وجود فروق بین الذکور والإناث فی الذکاء غیر اللفظی؛ وتوجد فروق دالة احصائیاً فی الذکاء غیر الفظی للمعاقین سمعیاً تبعاً لمتغیر العمر.
الکلمات المفتاحیة: الذکاء غیر اللفظی، اختبار الذکاء غیر اللفظی للصم، المعاقین سمعیاً.
Abstract
This study aimed at identifying the Norms of None Verbal Intelligence for the Deaf considering some of the variables at Khartoum state, the study applied the None Verbal Intelligence test for the Deaf as a tool, and included a sample of (98) for the students from the deaf Schools at KhartoumNorthCity who aged (11-18) years.
The results showed that the mean of none verbal intelligence of the deaf was (15.52) and no statistical differential significance between the norms of none verbal Intelligece for the deaf between males and females; there are statistical significance differences in the none verbal intelligence according to age.
Key words: None Verbal Intelligence, None Verbal Intelligence Scale of the Deaf, The Deaf.
مقدمة:
فقد أظهرت العدید من الدراسات التی أُجریت حول مستوى ذکاء المعوقین سمعیاً، الأجنبیة منها والعربیة مثلاً (الحیلوانی، 2000؛ وخلیفة، والماریة، وسعد، 2010؛ والدماطی، 2002؛ وراغب، 2009؛ وصدیق، 2001؛ والظاهر، 2005؛ والقریوتی، 2006) والأجنبیة منها دراسات (Braden, 1985؛ Evans, 1980؛ Ensor & Phelps,198؛ Zweibel & Mertens, 1985) أن مستوى ذکاء الأشخاص المعوقین سمعیا کمجموعة لا یختلف عن مستوى ذکاء الأشخاص العادیین، وأن المعوقین سمعیاً لدیهم القابلیة للتعلم والتفکیر التجریدی، إذا لم یلازم الإعاقة السمعیة أی تلف دماغی، ویشیر الخطیب (2005، 79) إلى أن النمو المعرفی لدى المعاقین سمعیاً لا یعتمد على اللغة بالضرورة، کما یعتقد العدید من الباحثین، ولا یعنی اختلافات وفروقات الأداء والدرجات على اختبارات الذکاء بین المعوقین سمعیا والأشخاص العادیین أن المعوقین سمعیاً أقل ذکاءً، ویرى الخطیب (2005) أن الفروقات فی الأداء على اختبارات الذکاء قد تعود إلى عدم توافر طرق التعلیم الفعالة وعدم تزوید المعاقین سمعیاً بمستوى مناسب من الاستثارة من قبل الآباء والمعلمین. فی حین یرى مصطفى (2009) إن اختبارات الذکاء تعتمد إلى درجة کبیرة على المهارات اللغویة، لذا ینبغی الاعتماد على اختبارات الذکاء غیر اللفظیة لتقییم أداء الأشخاص المعوقین سمعیاً. وعند تطبیقها لابد من تکییفها حتى لا یصنف المعوق سمعیاً بالخطأ على أنه مختلف عقلیاً.
مشکلة الدراسة:
تزایدت الدراسات والأبحاث العلمیة التی تناولت الجوانب المعرفیة، والعقلیة لذوی الإعاقة السمعیة خلال السنوات الأخیرة من القرن العشرین، وما یلاحظه الباحث عن نتائج الدراسات التی أجریت على المعاقین سمعیاً (الحیلوانی، 2000؛ وخلیفة، والماریة، وسعد، 2010؛ والدماطی، 2002؛ وراغب، 2009؛ وصدیق، 2001؛ والظاهر، 2005؛ وفان إلدیک،1994؛ والقریوتی، 2005؛ وکارمن، 2003؛ ولین، 2008؛ وهویدی، 1994) إنها أظهرت تضارباً، وتناقضاً، فیشیر نتائج دراسات (الحیلوانی،2000؛ والقریوتی، 2005) إلى تساوی ذکاء المعوقین سمعیاً والسامعین، فیما أشارت دراسات (الدماطی، 2002؛ وصدیق، 2001) إلى انخفاض ذکاء المعوقین سمعیاً عن أقرانهم غیر المعوقین (السامعین). ونتیجة لهذا التضارب والتناقض رأی الباحث القیام بدراسة "معدلات الذکاء غیر اللفظی لدى عینة من المعاقین سمعیاً بولایة الخرطوم فی ضوء بعض المتغیرات" وتتمثل مشکلة الدراسة فی محاولة الاجابة على التساؤلات التالیة:
أهمیة الدراسة:
تکمن أهمیة هذه الدراسة الاعتبارات التالیة:
1- أهمیة الفئة التی تناولتها الدراسة، "المعاقین سمعیاً" وهی تعتبر فئة مهمة قد حُظیت باهتمام الباحثین خلال السنوات الأخیرة من القرن العشرین، ویشیر القریوتی (2005) إلى أن الدراسات التی أجریت حول القدرات العقلیة لدى الأفراد المعوقین سمعیاً تمثل الجزء الأکبر من الأدب المنشور حول سیکولوجیه المعوقین سمعیاً.
2- تأخذ الدراسة أهمیتها کونها تقوم بدراسة "معدلات الذکاء غیر اللفظی لدى المعاقین سمعیاً بولایة الخرطوم فی ضوء بعض المتغیرات". ومن ثم إلقاء الضوء على نتائج بعض الدراسات التی تناولت موضوع الدراسة والدراسات ذات الصلة بموضوع الدراسة.
3- وعن الأهمیة التطبیقیة لهذه الدراسة، یمکن الاستفادة من نتائج هذه الدراسة فی تخطیط ورسم منهاج تعلیم المعاقین سمعیاً بولایة الخرطوم وفقاً لقدراتهم وامکاناتهم العقلیة، کما أنها یمکن أن تمهد لإجراء المزید من الدراسات والأبحاث حول موضوع الذکاء بالنسبة للمعاقین سمعیاً.
أهداف الدراسة : تهدف هذه الدراسة إلى:
حدود الدراسة :
تتحدد نتائج هذه الدراسة بالعینة المأخوذة من مجتمع المعاقین سمعیاً بولایة الخرطوم التی تقدر بــ (98) معاق سمعیاً من الذکور والإناث.
منهج وأدوات الدراسة:
تستخدم هذه الدراسة المنهج الوصفی الارتباطی، ولجمع البیانات تعتمد على تطبیق اختبار الذکاء غیر اللفظی للصم، ولتحلیل البیانات تستخدم الحزم الإحصائیة للعلوم (SPSS).
فروض الدراسة:
مصطلحات الدراسة:
الذکاء: یعرف وکسلر (Wechsler ,1974-1981-1993) الذکاء بأنه هو القدرة الکلیة لدی الفرد على التصرف الهادف والتفکیر المنطقی والتفاعل المجدی مع البیئة (أبو أسعد، 2009).
الذکاء غیر الفظی: یعرفه دسوقی (1990) المذکور عند إبراهیم (2013) بأنه الذکاء کما یقاس بالأداء فی المهام التی تتطلب أقل استخدام للمادة اللفظیة، وتُستخدم فیها الأشکال الناقصة وتصمیمات المکعبات وتکملة الصور، وما شابهها من فقرات.
التعریف الإجرائی: یعرف الباحث الذکاء غیر الفظی إجرائیاً هو الدرجات التی یحصل علیها المعاقین سمعیاً بولایة الخرطوم على اختبار الذکاء اللفظی فی هذه الدراسة.
المعاقین سمعیاً: هم الأفراد الذین یعانون من فقدان السمع من درجة (69-35دیسبل) بحیث تجعلهم یواجهون صعوبة فی فهم الکلام بالاعتماد على حاسة السمع سواء باستخدام المعینات السمعیة، أو دونها (قطنانی، عثمان، البنا،2012، 65).
اختبار الذکاء غیر اللفظی للصم: یشیر راجح (1999) إلى أن اختبارات الذکاء غیر اللفظیة هی تلک الاختبارات التی تُستخدم لقیاس الذکاء الأمیین، والأجانب، والصم البکم، وصغار الأطفال، وضعاف العقول (المتخلفین عقلیاً)، أو من لدیهم عیوب فی النطق، ونتائجها لا تتأثر بالعوامل الثقافیة والاجتماعیة التی یتأثر بها اللفظی (إبراهیم، 2013، 10)
الإطار النظری والدراسات السابقة:
تعریف الذکاء:
حاول عدد کبیر من علماء النفس والتربیة الخاصة تعریف الذکاء عن طریق الربط بینه وبین میادین النشاط الإنسانی الأخرى. إلا أن هذه التعریفات قد تعددت واختلفت نظراً إلى أن الذکاء شیء غیر مادی ومحسوس، کما أنه لا یمکن قیاسه قیاس مباشر، اختلاف نظرة العلماء المختلفة إلى الذکاء (جبل، 2002)، وذلک باختلاف المفهوم الذی یکونه کل منهم حول هذه القدرات العقلیة العامة (أبو القاسم، 2010). فقد عرف تیرمان (Terman , 1925) الذکاء بأنه القدرة على التفکیر المجرد، أی القدرة على التفکیر بالرموز من ألفاظ وأرقام مجردة من مدلولاته الحسیة (راجح، 1993)، ویرى سیترون (Stern ,1974) أن الذکاء هو القدرة على التکیف العقلی للمشکلات أو المواقف الجدیدة (الدردیری، 2004). وتبنى کل من دولارد ومیلر (Dolard & Miller, 1982) المشار إلیهما عند عطا الله (2004) تعریفاً خلاصته أن الذکاء هو القدرة على التعلم، بینما یعرفه وکسلر (Wechsler ,1974-1981-1993) المذکور عند أبو أسعد (2009) الذکاء بصورة أکثر شمولیة فیقول الذکاء هو القدرة الکلیة لدى الفرد على التصرف الهادف والتفکیر المنطقی والتفاعل المجدی مع البیئة (أبو أسعد، 2009)، فالذکاء من منظور معالجة المعلومات هو البرنامج العام العالی المتخصص المسؤول عن التزامن والتتابع فی توظیف تشغیل أکبر عدد من البرامج المتعلمة کقدرات دالة لمتطلبات الأداء، وهو بذلک قدرة القدرات وموهبة المواهب (إبراهیم، 2007). وقد استخدم جاردنر (Gardner,1983) فی کتابه أطر العقل (frames of mind) صیغة الجمع لکلمة ذکاء بدلاً من المفرد بالابتعاد عن نظریة حاصل (I.Q)، وعرف جاردنر (Gardnar, 1983) المذکور فی أبو القاسم (2010) الذکاء بأنه: القدرة على حل المشکلات التی تواجه المرء فی الحیاة الحقیقیة، والقدرة على تولید مشکلات جدیدة یمکن حلها، والقدرة على صنع شیء أو تقدیم خدمة تثمنها ثقافة المرء. ویقول جاردنر (Gardner, 1983) إن مصطلح الذکاء یشیر إلى قدرة بیولوجیة کامنة فی النوع البشری لتشغیل أنواع معینة من المعلومات بأنواع معینة من الطرق (حسین، 2008). ویتضمن بذلک الذکاء بوضوح عملیات تنفذ بواسطة شبکة متخصصة لهذا الغرض (إبراهیم، 2007). ویرى الباحث أن تباین تعریفات الذکاء المتنوعة لا تعنی بالضرورة استقلال القدرات العقلیة کلیة عن بعضها البعض، وربما یشیر ذلک إلى أن جوانب التشابه بینها أکثر من جوانب الاختلاف. مثلاً نجد أن القدرة على التفکیر المجرد تعزز القدرة على التعلم، کما أن القدرة على حل المشکلات قد تمکن الفرد من القدرة على التکیف مع البیئة المحیطة به، وبالتالی نجد أن ستودارد (Stoddard) المذکور عند ملحم (2006) قد حاول أن یجمع تلک القدرات مع قدرات أخرى ویدمجها فی تعریف واحد شامل للذکاء، حیث عرف الذکاء على أنه: نشاط عقلی یتمیز بالصعوبة والتعقید والتجرید والاقتصاد والتکیف الهادف والقیمة الاجتماعیة والابتکار والحفاظ على هذا النشاط فی ظروف تستلزم ترکیز الطاقة ومقاومة القوى الانفعالیة.
المعاقین سمعیاً: یرى الخطیب، والحدیدی (2004) أن الشخص المعاق سمعیاً هو الشخص الذی تعوق قدرته على السمع تقدمه اللغوی، بسبب فقدان حاسة السمع، فهو شخص یعانی من فقدان سمعی یزید عن (90) دیسیبل، أو هو شخص یتراوح سمعه بین (25 – 90) دیسیبل، ویضیف فهمی (1997) أن الإعاقة السمعیة یمکن أن تؤثر فی جوانب النمو المتعددة، کما أنها تعوق تفاعل المعاق سمعیاً مع الأخرین والمحیط الاجتماعی، ولا سیما النمو اللغوی، والتحصیل الدراسی، فضلاً عن تأثیرها على النواحی العقلیة والبیولوجیة، والنفسیة والاجتماعیة، ویؤکد کل من الروسان (1998) ومکارثی (1954) على تأثیر الإعاقة السمعیة على النمو اللغوی والتکیف الاجتماعی والشخصی للمعاق سمعیاً والتطور المعرفی.
القدرات العقلیة للمعاقین سمعیاً:
یمثل الأفراد المعاقین سمعیاً فئات غیر متجانسة إذ نجد لکل فرد معاق سمعیاً لـه خصـائص وسمات تمیـزه عـن غیـره، ولذلک فإن الإعاقة السمعیة لا یکون لهـا نفـس التـأثیر علـى جمیـع الأفـراد المعـاقین سـمعیاً وذلک حسب: شدة الاعاقة، مقدار الفقـدان السـمعی، العمـر عنـد الإصـابة بالإعاقـة، ومدى الاستفادة من القدرات السمعیة المتبقیة، ویذکر مورس (Moores, 1996) أن الأطفال ذوی الإعاقة السمعیة لا یعانون قصور فی الذکاء، ولا توجد محددات لقدراتهم العقلیة والمعرفیة ویشیر سید والببلاوی، وعبد الحمید (2013) إلى ثلاثة قضایا أساسیة تتعلق بقیاس الفروق فی الذکاء بین الأطفال من ذوی الإعاقة السمعیة وأقرانهم العادیین وهی:
1- نوع الاختبارات المستخدمة فی قیاس ذکاء ذوی الإعاقة السمعیة.
2- توصیل تعلیمات الاختبار المراد تطبیقه، ویؤکد مورس (Moores, 1996) أن انخفاض معدلات الذکاء لدى المعاقین سمعیاً على بعض اختبارات الذکاء قد یرجع إلى إخفاق الفاحص فی توصیل لتعلیمات بکاءة.
3- الجوانب السیکومتریة للاختبارات (الصدق، والثبات). ویذکر حنورة (1982) أن أداء الأطفال المعاقین سمعیاً على اختبارات القدرات العقلیة لا یختلف جوهریاً عن الأطفال العادیین، کما أن العادیین قادرون على الانخراط فی السلوک المعرفی، لکن ینبغی إکسابهم الخبرات اللغویة لأنهم إذا اکتسبوها فإنهم یکشفون عن فاعلیة ذهنیة کالتی یتصف بها العادیین (سید، الببلاوی، عبد الحمید، 2013). ویعزو المخلافی (٢٠٠٥) المذکور عند سید، الببلاوی، عبد الحمید (2013) وجود فروق فی القدرات المعرفیة بین المعاقین سمعیاً والعادیین، ربما إلى الفارق الزمنی، فما قد یتعلمه عادی السمع خلال ساعة قد یتعلمه المعاق سمعیاً خلال ساعتین، ویضیف المخلافی (2005) المذکور عند سید، الببلاوی، عبد الحمید (2013) فی الخطیب (1998) أن ما یتوافر للطفل العادی من رعایة وخدمات، قد لا یتعرض له المعاق سمعیاً، بالإضافة إلى ضعف کفاءة القائمین على تطبیق اختبارات الذکاء فی عملیة التواصل مع المعاقین سمعیاً، وعدم ملائمة هذه الاختبارات لقیاس ذکاء المعاقین سمعیاً. فقد تباینت الآراء والنتائج فیما یتعلق بتأثیر الإعاقة السمعیة علـى القـدرات المعرفیـة وعقلیة للمعوقین سمعیاً من حیث ارتباطها بالجانب اللغوی أو عدم ارتباطها. ومما یجدر الإشارة إلیه أن الإعاقة السمعیة تترک تأثیرات متباینة على القدرات التعلیمیة، ویشیر الخطیب (1998) أن المعاقین سمعیاً یعانون من تأخر وأحیاناً من تخلف تحصیلی، وخاصة فی القراءة (سید، الببلاوی، عبد الحمید، 2013)، وأن النمو اللغوی هو الأکثر تأثراً بالإعاقة السمعیة (الخطیب، 1998).
الدراسات السابقة:
دراسة الدماطی (2002) هدفت إلىالتعرف على صورة النمو العقلی (المعرفی) کما تصورها جان بیاجیه لدى عینه سعودیة من التلامیذ المعاقین سمعیاً والسامعین. وتکونت عینه الدراسة من (358) طالباً منهم (226) من السامعین و (112) معاق سمعیاً، أظهرت نتائج الدراسة أن التلامیذ العادیین یتفوقون على أقرانهم المعاقین سمعیاً فی النمو العقلی، فی فترة تکوین المفاهیم المتعلقة بالنمو العقلی.
ودراسة صدیق (2001) هدفت إلى معرفة الفروق فی القدرات المعرفیة الذکاء غیر اللفظی والانتباه، والتذکر قصیر المدى، والتفکیر المجرد على عینه من التلمیذات السامعات والمعوقات سمعیاً للأعمار (13-17) سنه، وأظهرت نتائج الدراسة وجود فروق دالة احصائیاً فی الذکاء غیر اللفظی لصالح المعوقات سمعیاً مقارنه بالسامعات؛ ووجود فروق داله احصائیاً لصالح السامعات فی: الانتباه والادراک والذاکرة.
دراسة هویدی (1994) هدفت إلى مقارنة الفروق فی الذکاء غیر اللفظی بین التلامیذ الصم والسامعین، وکشفت نتائج الدراسة عن عدم وجود فروق دالة احصائیاً فی الذکاء غیر اللفظی على اختبار المصفوفات المتتابعة والرسم بین المجموعتین، بینما أظهرت فروق لصالح السامعین فی متاهات بورتیوس، کما بیَّنت وجود فروق على عدد من بنود الاختبار.
دراسة الحیلوانی (2000): هدفت إلى مقارنه التفکیر فی العملیات الفکریة أو تنظیم عملیات التفکیر عند المعوقین سمعیا وضعاف السمع والسامعین وتکونت عینه الدراسة من (107) مفحوصا من المدراس العادیة ومراکز ورعایة التأهیل المعوقین بدولة الإمارات العربیة المتحدة، موزعة على مجموعتین المجموعة الأولى شملت (97) من الجنسین، (42) من الذکور، و(45) من الاناث، تراوحت أعمارهم بین (5- 15) سنه، والمجموعات الثانیة تشمل (20) مفحوصاً منهم (13) من الذکور و(7) من الاناث تتراوح اعمارهم بین (6- 16)سنه .و لأدوات الدراسة تم استخدام (79) صورة تمثل مواضیع متنوعة عامة ومواقف حیاتیة واقعیة مختلفة. وقد أظهرت نتائج الدراسة عدم وجود فروق بین الافراد المعاقین سمعیاً والسامعین فی تنظیم عملیات التفکیر، وعدم وجود فروق فی القدرات التفکیریة بین الذکور والاناث المعوقین سمعیاً، ؛ ووجود فروق فی الأداء على مقیاس تنظیم عملیات التفکیر بین الذکور والاناث السامعین لصالح الإناث؛ وأن استجابات الطلبة العادیین والمعوقین سمعیاً أفضل من أداء المتأخرین دراسیاً؛ وعدم وجود فروق بین الذکور بین مجموعات الثلاث؛ وأن أداء الإناث العادیین والمعوقین سمعیاً کان أفضل من الإناث المتأخرین دراسیاً.
وهدفت دراسة القریوتی (2005) إلى التعرف على القدرات العقلیة لدى التلامیذ السامعین وطلاب فصول التربیة الخاصة والمعاقین سمعیاً، وتکونت عینة الدراسة من (219) تلمیذ وتلمیذة منهم (97) تلمیذ وتلمیذة من العادیین. (59) من فصول التربیة الخاصة، و(73) من المعاقین سمعیاً فی دولة الإمارات العربیة المتحدة؛ وتم استخدام مقیاس المصفوفات الملونة لرافن؛ وکشفت نتائج الدراسة عن وجود ارتباط دال إحصائیاً بین الدرجة الکلیة لأفراد العینة على اختبار رافن وتحصیلهم فی الریاضیات والعمر وترتیبهم المئین؛ وجود فروق فی القدرات العقلیة غیر اللفظیة بین التلامیذ العادیین وتلامیذ فصول التربیة الخاصة، والمعاقین سمعیاً وتلامیذ فصول التربیة الخاصة؛ وعدم وجود فروق فی القدرات العقلیة غیر اللفظیة بین التلامیذ العادیین والمعاقین سمعیاً.
وهدفت دراسة بورکات ومایکل بست: المذکورة عند هریدی (2012) إلى معرفة تأثیر الصمم الولادی والمکتسب على الذکاء والنضج الاجتماعی والشخصیة، وتکونت عینة الدراسة من مجموعتین متجانستین من حیث العمر تراوحت أعمارهم بین (9 -19) سنة، وتم استخدام مقیاس آرثر للذکاء ومقیاس فیللاند للنضج الاجتماعی، وکشفت نتائج الدراسة عن عدم وجود فروق فی مستوى الذکاء؛ وفی النضج الاجتماعی والسلوک التکیفی بوجه عام.
منهج وأدوات الدراسة:
مجتمع الدراسة: یشمل مجتمع الدراسة المعاقین سمعیاً بولایة الخرطوم
عینة الدراسة: تکونت عینة الدراسة من (98) معاق سمعیاً من مدارس الصم بولایة الخرطوم بمدینة بحری منهم (41) معاق من الإناث، و(57)، ذکور تم أخذهم بطریقة عشوائیة بسیطة للأعمار بین (11 – 18) سنة.
منهج الدراسة: استخدم الباحث فی هذه الدراسة المنهج الوصفی الارتباطی، الذی یصف الظاهرة السلوکیة کما هی.
مقیاس الذکاء غیر الفظی لفائزة مکرومی (1998): لجمع البیانات اعتمد الباحث على مقیاس الذکاء غیر اللفظی للصم لفائزة مکرومی (1998) کأداة للدراسة. وهو اختبار غیر لفظی یستخدم لقیاس ذکاء الصم وهو یشمل ثلاثة مجموعات (أ، ب، ج)، وتتکون کل مجموعة من (11) فقرة تتدرج فی الصعوبة، وتستخدم فقرات المجموعة الأولى لتقدیر المستوى العام للفرد فی الوظائف المعرفیة وتستخدم المجموعة الثانیة، والثالثة فی تحسین وتأکید التنبؤ بالمستوى العقلی للفرد. وتبدأ کل مجموعة من مجموعات الاختبار بفقرات سهلة وتتدرج فی الصعوبة، ویعتبر هذا الاختبار من الاختبارات النمطیة المستوى (Typical level Test). ویطبق هذا الاختبار فردیاً شأنه فی ذلک شأن معظم اختبارات الذکاء غیر اللفظیة التی لا یناسبها التطبیق الجمعی الذی قد یقلل من دافعیة الصغار للاستمرار فی الحل ویمکن الفاحص من ملاحظة سلوک المفحوصین أثناء الحل .
طریقة التصحیح: أُعد لهذا الاختبار مفتاح التصحیح یتکون من ورقة تماثل ورقة الاجابة بحیث تتضمن مربعات الجانب الأیمن فی کل مستطیل أرقام الاجابات الصواب فی کل جزء من أجزاء الاختبار الثلاثة. وینزع مکان مربعات الجانب الأیسر حتى تظهر إجابات المفحوص من خلال الجزء المنزوع ویمکن مقارنتها بالإجابة الصواب، ویعطى المفحوص درجة واحدة مقابل کل اجابة صواب ولا یعطی درجات على الاجابات الخطأ.
الخصائص السیکومتریة لمقیاس الذکاء غیر اللفظی:
أولا: الصدق:وللتحقق من صدق اختبار الذکاء غیر اللفظی للصم تم حساب معامل الارتباط لفقرات الاختبار من ثم تطبیق الاختبار على (100) مفحوص من الجنسین من مدراس الصم وتم استخدام معادلة معامل الارتباط الثنائی لأسئلة اختبار الذکاء غیر اللفظی للصم فأظهر النتائج التالیة.
جدول رقم (1)
یوضح معاملات الارتباط الثنائی لأسئلة الاختبار
رقم السؤال |
معامل الارتباط |
رقم السؤال |
معامل الارتباط |
رقم السؤال |
معامل الارتباط |
1(أ) |
0,26 |
1 (ب) |
0,65 |
1 (ج) |
0,15 |
2(أ) |
0,24 |
2 (ب) |
0,51 |
2 (ج) |
0,27 |
3(أ) |
0,62 |
3 (ب) |
0,55 |
3 (ج) |
0,66 |
4(أ) |
0,24 |
4 (ب) |
0,15 |
4 (ج) |
0,35 |
5(أ) |
0,54 |
5 (ب) |
0,41 |
5 (ج) |
0,70 |
6(أ) |
0,50 |
6 (ب) |
0,53 |
6 (ج) |
0,27 |
7(أ) |
0,26 |
7 (ب) |
0,53 |
7 (ج) |
0,22 |
8(أ) |
0,44 |
8 (ب) |
0,58 |
8 (ج) |
0,17 |
9(أ) |
0,20 |
9 (ب) |
0,14 |
9 (ج) |
0,70 |
10(أ) |
0,05 |
10 (ب) |
0,26 |
10 (ج) |
0,10 |
11(أ) |
0,60 |
11 (ب) |
0,23 |
11 (ج) |
0,14 |
جدول رقم (2)
یوضح مصدق التمایز الداخلی لاختبار الذکاء غیر اللفظی للصم
رقم السؤال |
التمییز |
رقم السؤال |
التمییز |
رقم السؤال |
التمییز |
1(أ) |
0,09 |
1 (ب) |
0,19 |
1 (ج) |
0,23 |
2(أ) |
0,13 |
2 (ب) |
0,09 |
2 (ج) |
0,21 |
3(أ) |
0,21 |
3 (ب) |
0,19 |
3 (ج) |
0,21 |
4(أ) |
0,21 |
4 (ب) |
0,21 |
4 (ج) |
0,25 |
5(أ) |
0,19 |
5 (ب) |
0,12 |
5 (ج) |
0,16 |
6(أ) |
0,24 |
6 (ب) |
0,24 |
6 (ج) |
0,21 |
7(أ) |
0,21 |
7 (ب) |
0,22 |
7 (ج) |
0,24 |
8(أ) |
0,23 |
8 (ب) |
0,16 |
8 (ج) |
0,24 |
9(أ) |
0,25 |
9 (ب) |
0,26 |
9 (ج) |
0,25 |
10(أ) |
0,25 |
10 (ب) |
0,24 |
10 (ج) |
0,25 |
11(أ) |
0,12 |
11 (ب) |
0,21 |
11 (ج) |
0,15 |
ثانیاً: الثبات:وللتحقق من صدق اختبار الذکاء غیر اللفظی للصم تم حساب معامل الارتباط لفقرات الاختبار من ثم تطبیق الاختبار على (100) مفحوص من الجنسین من مدراس الصم وتم استخراج معامل ثبات الاختبار عن طریق التجزئة النصفیة وألفا فأظهر النتائج التالیة.
جدول رقم (3)
معاملات ثبات أسئلة اختبار الذکاء غیر اللفظی للصم
رقم السؤال |
معامل الثبات |
رقم السؤال |
معامل الثبات |
رقم السؤال |
معامل الثبات |
1(أ) |
0,90 |
1 (ب) |
0,78 |
1 (ج) |
0,65 |
2(أ) |
0,86 |
2 (ب) |
0,94 |
2 (ج) |
0,65 |
3(أ) |
0,69 |
3 (ب) |
0,75 |
3 (ج) |
0,59 |
4(أ) |
0,64 |
4 (ب) |
0,65 |
4 (ج) |
0,55 |
5(أ) |
0,65 |
5 (ب) |
0,83 |
5 (ج) |
0,53 |
6(أ) |
0,56 |
6 (ب) |
0,53 |
6 (ج) |
0,58 |
7(أ) |
0,68 |
7 (ب) |
0,60 |
7 (ج) |
0,53 |
8(أ) |
0,61 |
8 (ب) |
0,56 |
8 (ج) |
0,54 |
9(أ) |
0,56 |
9 (ب) |
0,59 |
9 (ج) |
0,54 |
10(أ) |
0,58 |
10 (ب) |
0,59 |
10 (ج) |
0,56 |
11(أ) |
0,55 |
11 (ب) |
0,56 |
11 (ج) |
0,85 |
من الجدول رقم أعلاه (3) یلاحظ أن معاملات الثبات تراوحت بین ((0.85 -0.53
جدول رقم (4)
معاملات ثبات الاختبار بطریقتی التجزئة النصفیة ومعامل ألفا کرونباخ
معامل الثبات بطریقة التجزئة النصفیة |
معامل الثبات بطریقة ألفاکرونباخ |
0,87 |
0,79 |
من الجدول أعلاه رقم (4) یلاحظ أن معامل الثبات عن طریق التجزئة النصفیة بلغ (0.87)، معامل ألفا کرونباخ بلغ (079) مما یشیر إلى تمتع الاختبار بدلالات صدق وثبات عالیة.
الأسالیب الاحصائیة لمعالجة البیانات:قام الباحث باستخدام الحزمة الاحصائیة لمعالجة العلوم (SPSS) بغرض تحلیل ومعالجة البیانات وذلک بعد تفریغها.
عرض ومناقشة النتائج:
عرض نتیجة الفرض الأول: الذی ینص على: یتسم الذکاء غیر اللفظی لدى المعاقین سمعیاً بولایة الخرطوم بالإیجابیة.
وللتحقق من صحة الفرض استخدم الباحث اختبار (ت) للعینة الواحدة فأظهر النتائج التالیة:
جدول رقم (5)
یوضح اختبار (ت) للعینة الواحدة
السمة |
العدد |
القیمة المحکیة |
الوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
درجة الحریة |
قیمة (ت) |
مستوی الدلالة |
الذکاء غیر اللفظی لدى المعاقین سمعیاً |
98 |
11 |
15.52 |
2.350 |
97 |
18.92 |
0.00 |
عرض نتیجة الفرض الثانی: الذی ینص على: توجد فروق دالة احصائیاً فی معدلات الذکاء غیر اللفظی لدى المعاقین سمعیاً تبعاً لمتغیر النوع. وللتحقق من صحة الفرض استخدم الباحث اختبار (ت) للعینتین المستقلتین فأظهر النتائج التالیة:
جدول رقم (6)
یوضح اختبار (ت) للعینتین المستقلتین
الذکاء غیر اللفظی لدى المعاقین سمعیاً |
العدد |
الوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
درجة الحریة |
قیمة (ت) |
مستوی الدلالة |
ذکور |
57 |
15.62 |
2.25 |
97 |
0.52 |
0.60 |
إناث |
41 |
15.36 |
2.49 |
عرض نتیجة الفرض الثالث: الذی على: توجد فروق دالة احصائیاً فی معدلات الذکاء غیر اللفظی لدى المعاقین سمعیاً تبعاً لمتغیر العمر. وللتحقق من صحة الفرض استخدم الباحث اختبار (ف) تحلیل التباین الأحادی فأظهر النتائج التالیة:
جدول رقم (7)
یوضح اختبار (ف) تحلیل التباین الأحادی
مصدر التباین |
مجموع المربعات |
متوسط المربعات |
درجة الحریة |
القیمة الفائیة |
مستوی الدلالة |
بین المجموعتین |
276.12 |
25.10 |
11 |
1.86 |
0.05 |
داخل المجموعتین |
1145.32 |
13.47 |
85 |
||
المجموع |
1421.44 |
|
96 |
مناقشة النتائج:
1- مناقشة نتیجة الفرض الأول: یتسم الذکاء غیر اللفظی لدى المعاقین سمعیاً بولایة الخرطوم بالإیجابیة.
من الجدول أعلاه رقم (5) یلاحظ أن قیمة (ت) المحسوبة هی (18.92) عند مستوی دلالة (0.05) فهی دالة إحصائیاً مما یشیر إلى أن الذکاء غیر اللفظی لدى المعاقین سمعیاً بولایة الخرطوم یتسم بالإیجابیة، وهذه النتیجة أکدتها نتائج دراسات کل من مورس (Moores, 1996) حیث أشارت إلى أن الأشخاص المعاقین سمعیاً لا توجد لدیمهم عیوب فی الذکاء، ولا توجد محددات لقدراتهم المعرفیة، ویشیر مورس ( Moores,1996 ) إلى أن الأشخاص المعاقین سمعیاً یمکنهم القیام بالوظائف المعرفیة ضمن المدى الطبیعی للذکاء، ویظهرون نفس التباین فی والاختلاف فی درجات الذکاء والقدرات العقلیة کما الأشخاص العادیین (السامعین)؛ ودراسة هویدی (1994) التی کشفت عن عدم وجود فروق دالة احصائیاً فی الذکاء غیر اللفظی على اختبار المصفوفات المتتابعة والرسم بین السامعین والمعاقین سمعیاً. ویشیر القریوتی (2006) إلى أن مستوى ذکاء الأفراد المعوقین سمعیاً کمجموعة لا یختلف عن مستوى ذکاء الأفراد العادیین فی المتوسط العام، کما أن المعوقین سمعیا لدیهم القابلیة للتعلم والتفکیر التجریدی ما لم یعانوا من تلف فی الدماغ أو إعاقات أخرى مصاحبة، وأکدت نتائج دراسة القریوتی (2005)عدم وجود فروق فی القدرات العقلیة غیر اللفظیة بین التلامیذ العادیین والمعاقین سمعیاً. ودراسة بورکات ومایکل بست: المذکورة عند هریدی (2012) فقد کشفت عن عدم وجود فروق فی مستوى الذکاء؛ وفی النضج الاجتماعی والسلوک التکیفی بوجه عام بین السامعین والمعاقین سمعیاً. وهذا ما أکدته نتائج دراسة الحیلوانی (2000) حیث أشارت إلى عدم وجود فروق بین الافراد المعاقین سمعیاً والسامعین فی تنظیم عملیات التفکیر.
ویرى الباحث أن امتلاک المعوقین سمعیاً ذکاءً یناظر ذکاء العادیین (السامعین) قد یکون أمر وارد بشکل کبیر خاصة، إذا ما توفرت العوامل المحفزة، ومما یجدر الإشارة إلیه أن المعاقین سمعیاً قد یتأثرون بسبب حرمانهم من بعض الخبرات التی یتمتع بها العادیین (السامعین) وبعدم قدرتهم على التواصل والتعبیر اللفظی، وتعترضهم بعض المعوقات التی قد تفرضها علیهم الإعاقة، لذا لابد من الاعتناء بهم ومراعاتهم الرعایة النفسیة والاجتماعیة، والتعامل معهم، والأخذ بیدهم من أجل تنمیة ما یمتلکون من قدرات عقلیة ومعرفیة والوصول بهم إلى الأفضل.
2- مناقشة الفرض الثانی: توجد فروق دالة احصائیاً فی معدلات الذکاء غیر اللفظی لدى المعاقین سمعیاً بولایة الخرطوم تبعاً لمتغیر النوع.
من الجدول رقم (6) أعلاه یلاحظ أن قیمة (ت) المحسوبة هی (0.52) عند مستوی دلالة (0.60) فهی غیر دالة إحصائیاً مما یشیر إلى: عدم وجود فروق دالة احصائیاً فی الذکاء غیر اللفظی لدى المعاقین سمعیاً بولایة الخرطوم بین الذکور والإناث، وهذه النتیجة أکدته نتائج دراسة الحیلوانی (2000) التی کشف عن عدم وجود فروق فی القدرات التفکیریة بین الذکور والاناث المعوقین سمعیاً، فی حین أظهرت أن أداء الاناث فی مجموعه الطلبة العادیین والمعوقین سمعیاً کان أفضل من الاناث المتأخرین دراسیاً. ونتائج دراسة إنسور وفیلیبس (Ensor & Phelps,1989) التی أشارت إلى عدم وجود فروق فی الذکاء لدى الصم بین الذکور والإناث. وتعارض نتیجة دراسة صدیق (2001) التی أظهرت فروق دالة احصائیاً فی الذکاء غیر اللفظی لصالح المعوقات سمعیاً مقارنه بالسامعات. فی حین کشفت فروق داله احصائیة لصالح السامعات فی المجالات الاخرى مثل: الانتباه والادراک والذاکرة. وأظهرت دراسة الحیلوانی (2000) اختلافاً فی الاداء على مقیاس تنظیم عملیات التفکیر بین الذکور والاناث السامعین لصالح الإناث؛ ونتائج دراسة إیفانز (Evans, 1980) التی کشفت عن تفوق الإناث على الذکور فی اختبار الشفرة؛ واختبارات التآزر البصری ـ الحرکی، والسرعة؛ وتفوق الذکور على الإناث فی اختبارات التحلیل المکانی.
3- مناقشة الفرض الثالث: توجد فروق دالة احصائیاً فی معدلات الذکاء غیر اللفظی لدى المعاقین سمعیاً تبعاً لمتغیر العمر.
من الجدول رقم (7) أعلاه یلاحظ أن القیمة الفائیة بلغت (1.86) عند مستوی دلالة (0.05) فهی دالة إحصائیاً مما یشیر إلى وجود فروق دالة إحصائیاً فی معدلات الذکاء غیر اللفظی لدى المعاقین سمعیاً بولایة الخرطوم تبعاً لمتغیر العمر، وهذه النتیجة أکدتها نتائج دراسات کل من (Braden, 1985؛ Zweibel & Mertens, 1985)، فقد توصل برادن (Braden, 1985) عن طریق التحلیل العاملی على عینتین من الصم والسامعین على اختبار ویسک المعدل إلى عامل عام وعامل أدائی، حیث ظهر العامل العام فی الفئة العمریة (11-17) سنة، بینما ظهرت ثلاثة عوامل للفئة العمریة (10-3) سنة، وتوصلت دراسة زوبیل ومیرتنز (Zweibel & Mertens, 1985) إلى أن البناء المعرفی للتلامیذ الصم یختلف باختلاف أعمارهم، فکلما زاد العمر یظهر المکون الإدراکی فی عامل الذکاء بجانب مکون التفکیر التجریدی، إذ یظهر المکون التفکیر التجریدی فی البناء المعرفی بالنسبة للسامعین للأعمار (12-10) سنوات، بینما لا یظهر عند الصم إلا عند الأعمار الأکبر التی تتراوح بین (15-13) سنة، وهذا یفسر وجود فجوة فی النمو العقلی والبناء المعرفی للصم، ویفسر ذلک زوبیل ومیرتنز (Zweibel & Mertens, 1985) ربما عاد ذلک إلى نقص الخبرة والتدریب لدى المعاقین سمعیاً (الصم) ولیس ناجماً عن الإعاقة السمعیة، ولربما بسبب القیود المفروضة على المعاقین سمعیاً (الصم) من قبل الأسرة، وهذه النتائج یرى الباحث أنها تعزز الفوارق البیئیة والاجتماعیة والتی من شأنها التأثیر على عملیات النمو المعرفی والعقلی والعملیات العقلیة بالنسبة للمعاقین سمعیاً. ویشیر براد (Braden, 1985) إلى أن الفروقات فی الذکاء غیر اللفظی لدى السامعین والصم فی البناء المعرفی، وإن وُجدت فهی تُعتبر صغیرة وثانویة.
التوصیات والمقترحات:
فی ضوء ما تم التوصل إلیه توصی الدراسة الحالیة بالتوصیات التالیة:
قائمة المراجع والمصادر:
أولاً: المراجع العربیة:
ثانیاً: المراجع الأجنبیة:
أولاً: المراجع العربیة:
ثانیاً: المراجع الأجنبیة: