توظيف إمکانات نظام إدارة التعلم (Blackboard) في تنمية مهارات البحث العلمي لدى طالبات الدبلوم التربوي بجامعة بيشة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ أصول التربية المساعد، مشرفة وحدة التعلم الإلکتروني کلية العلوم والآداب للبنات بالنماص. جامعة بيشة.

10.12816/0042436

المستخلص

هناک جملة تحديات سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وتربوية يشهدها العالم، وتلک التحديات کانت المنطلق للدعوة إلى إصلاح التعليم بجميع مدخلاته وعملياته ومخرجاته، في ظل عجز النظام الحالي عن مواجهة التحديات التي أفرزها تحول العالم من مجتمع صناعي إلى مجتمع معلوماتي، لهذا تتسابق کثير من الدول في إصلاح نظمها التعليمية، بهدف إعداد مواطنيها لعالم جديد، يواجه تحديات وتحولات تتطلب تنمية مهاراته وقدراته، وبناء شخصيته؛ ليکون قادراً على التفاعل مع متغيرات العصر.
فقد أشار "رونالد ريغان" الرئيس الأربعون للولايات المتحدة في خطابه "أن المعلومات هي أکسجين العصر الحديث، فهو يتسرب من خلال جدران تعلوها أسلاک شائکة. إنها نسمات تنساب عبر الألواح المکهربة" هذا الخطاب کان يتحدث عن قوة المعلومات في عالم اليوم المتغير أکثر من أي وقت مضى، وهذا يتطلب تعزيز تعلم الطلاب (Simon, 2011, 114).
ومن المألوف في ظل التطور التکنولوجي مع دخول الألفية الثالثة استخدام تقنيات التعليم بشکل أساس في العملية التربوية، ولم يعد استخدام التعلم الإلکتروني e-learning في عمليتي التعليم والتعلم ترفا؛ بل أصبح من الضروريات، وبات إتقان هذه التقنيات وتوظيفها في التعليم من الأمور الملحة؛ لذا لزم على عضو هيئة التدريس استغلال کل ما تقدمه التکنولوجيا لمساعدة الطالب الجامعي على تنمية مهاراته.
وقد جعلت تلک التقنية العديد من التربويين وصناع القرار التربوي في العالم أجمع تقريبا ينظر إلى إمکاناتها باعتبارها فرصة سانحة ينبغي استثمارها لإحداث تحول نوعي في المنظومة التربوية بجميع مدخلاتها وعملياتها ومخرجاتها (نصر وشاهين، 2010، 200) ؛ لذا سعى التعليم العالي إلى تطوير بيئات التعلم التي تعتمد على دمج التعلم الإلکتروني بهدف تطوير مخرجاته. وقد رکزت الابتکارات الحديثة في أواخر القرن العشرين على تطوير أدوات تقنية متنوعة لمساعدة العملية التعليمية، ومن أهم الابتکارات المستخدمة في دمج التعلم الإلکتروني إدارة نظم التعلم الإلکتروني Management System Learning، الذي يضم مجموعة من الأدوات الإلکترونية التي تسهم في دعم المقررات الدراسية، بالإضافة إلى المصادر الإلکترونية الأخرى، کما يقدم أدوات متنوعة تدعم العملية التعليمية.
وقد بذلت جهود في المملکة العربية السعودية منذ منتصف القرن الماضي لتوفير البنية الأساسية لدمج التعلم الإلکتروني، حيث يعتقد المسئولون عن التعليم بالمملکة أن استخدام التعلم الإلکتروني سيؤدي إلى مساندة تطوير التعلم الذاتي، وتحقيق استفادة أکبر من الموارد، وأنظمة تقنية المعلومات، لذا کان السعي لتوفير المعامل الحديثة، وتدريب أعضاء هيئة التدريس لإدارة العملية التعليمية (العقلا، 2010، 66).
ومع انتشار استخدام التعلم الإلکتروني من خلال نظم إدارة التعلم (Blackboard) في جميع جامعات المملکة تقريباً، وحرص إدارات الجامعات على تدريب أعضاء هيئة التدريس على هذه التقنية في التعليم، يمکن توظيف جميع إمکانات هذا النظام في تنمية مهارات الطالب الجامعي بشکل عام، ومن أهم المهارات التي يجب تنميتها لدى الطالب الجامعي، البحث العلمي، وخاصة التعاوني منه، لما له من أهمية في إنتاج المعرفة التي هي من أهم وظائف الجامعة وأهدافها على الإطلاق.
وقد أشار "هولمس" و"جاردنر" Holmes, Gardner(2006) أن فکرة التعلم الإلکتروني تکمن في الجمع بين مجموعة متنوعة من الابتکارات الحديثة المتقدمة التي تتيح لأعضاء هيئة التدريس والطلاب فرصاً جديدة للحصول على معلومات متنوعة، ومن مصادر مختلفة، وإتاحة الفرصة لمعالجتها مع معارفهم السابقة وخبراتهم، لتعزيز التعلم والأداء، لإنتاج معارف جديدة تسهم في حل مشکلة تعليمية حقيقية، أو بناء نماذج جديدة.
وقد ذکر "هورد" Howard (2012) أن هذه الابتکارات التي يقدمها التعلم الإلکتروني تمنح عضو هيئة التدريس قوة مؤثرة في سلوک الطلاب نحو تبنّي طرق مختلفة للحصول على معلومات متميزة في التخصص لإثراء التعلم، والإسهام في بناء معارف جديدة، عن طريق تقديم الدعم Scaffolding الذي يقدمه عضو هيئة التدريس، والتفاعل Interaction الذي يعتمد على الطلاب أثناء دمج التعلم الإلکتروني في البيئة التعليمية بواسطة إدارة نظم التعلم الإلکتروني.
وقد أشارت (عبد الغفور، 2011، 46) أنه يمکن خلق بيئات وأوضاع للمتعلمين باستخدام التکنولوجيا، تمکنهم من الحصول على المعرفة والتعلم، کما لو کانوا داخل الحرم الجامعي، وبالإمکان أيضا تحقيق نتائج أفضل للتعلم، وإجراء تقييم أکثر فعالية لهذه النتائج، کما أنها (التکنولوجيا) تعتبر الأساس الذي ينطلق منه التصميم التعليمي، بل تعد الوسيلة الأکثر فعالية من حيث التکلفة لتحقيق بيئات تعلم مناسبة للمتعلمين، حيث يسمح التعلم الالکتروني للمتعلمين عن بعد، بالتفاعل مع بعضهم البعض، مع تمثيلات أو تصورات للموضوع في شکل، قد لا يستطيع المتعلمون تحقيقه دون التکنولوجيا، فأي نموذج من نماذج التعلم الالکتروني يحتاج إلى مبادئ تربوية تضاف إليه ويستند عليها وتتعلق بتشغيله، فالإطار النظري لتصميم التعلم الالکتروني، والتأکيد على التفاعلية والتبادلية بين النماذج التربوية والاستراتيجيات التعليمية، وتقنيات التعلم، أمر في غاية الأهمية، کما أن الربط بين النظرية والتطبيق في تصميم وتطوير أي نظام تعليمي أمر مهم أيضا. لذلک فان نجاح نظام التعلم الإلکتروني وفاعليته في أية مؤسسة تعليمية، لا يقتصر على الإعداد المادي والمکاني للبيئة التعليمية، أو وجود أو عدم وجود نظام إدارة التعلم((LMS، بل يتعدى ذلک ليشمل أمورا أخرى کثيرة تتعلق بالتصميم والإعداد العلمي والفني لهذه البيئة، مع مراعاة الأسس التربوية والنفسية للفئة المستهدفة، کما ينبغي أن تصمم هذه البيئة فنيا في ضوء مبادئ علم الاتصال، ونظريات علم النفس (التعليم والتعلم)، وذلک لضمان توافق هذه البيئة التعليمية مع خصائص المتعلمين، بحيث تکون ملبية لاحتياجاتهم وطموحاتهم النفسية.
لذا فمن خلال ما توصلت إليه عديد من الأدبيات والدراسات السابقة، مثل دراسة کل من: "بودين" Bowdoin (2005)، "زهانج"، وآخرون Zhang, et.al. (2005)، "بريدفورد"، وآخرون Bradford, et.al. (2007)، "فازيو"، و"روزکوز" Fazio, Roskos (2008)، "تيکنرسلان" Tekinarslan (2009)، الجراح (2011)، عبد العزيز (2014)، السعدي (2014)، حول التعلم الإلکتروني والتعليم عن بعد، وکيفية توظيفه في تنمية مهارات الطلاب المختلفة، ومن خلال الوقوف على إمکانات نظم إدارة التعلم (Blackboard) قامت الباحثة بتوظيف تلک الإمکانات تربويا لتنمية مهارات البحث العلمي لدى طالبات الدبلوم التربوي بجامعة بيشة، حيث سعت إلى تعزيز تعلم الطالبات، وتنمية مهارات البحث العلمي لديهن من خلال استغلال إمکانات نظام إدارة التعلم (Blackboard) المتمثلة في زيادة إمکانية الوصول، ومراعاة الفروق الفردية بهدف تعزيز تحقيق أهداف التعلم.

الموضوعات الرئيسية


 

              کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

توظیف إمکانات نظام إدارة التعلم (Blackboard)

فی تنمیة مهارات البحث العلمی لدى طالبات

الدبلوم التربوی بجامعة بیشة

 

 

إعــــداد

د/ سهام محمد أمر الله طه

أستاذ أصول التربیة المساعد، مشرفة وحدة التعلم الإلکترونی

کلیة العلوم والآداب للبنات بالنماص. جامعة بیشة.

 

 

 

}         المجلد الثالث والثلاثین– العدد الأول – ینایر2017م  {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

أولاً: الإطار التمهیدی:

(أ) مقدمة البحث:

هناک جملة تحدیات سیاسیة، واقتصادیة، واجتماعیة، وثقافیة، وتربویة یشهدها العالم، وتلک التحدیات کانت المنطلق للدعوة إلى إصلاح التعلیم بجمیع مدخلاته وعملیاته ومخرجاته، فی ظل عجز النظام الحالی عن مواجهة التحدیات التی أفرزها تحول العالم من مجتمع صناعی إلى مجتمع معلوماتی، لهذا تتسابق کثیر من الدول فی إصلاح نظمها التعلیمیة، بهدف إعداد مواطنیها لعالم جدید، یواجه تحدیات وتحولات تتطلب تنمیة مهاراته وقدراته، وبناء شخصیته؛ لیکون قادراً على التفاعل مع متغیرات العصر.

فقد أشار "رونالد ریغان" الرئیس الأربعون للولایات المتحدة فی خطابه "أن المعلومات هی أکسجین العصر الحدیث، فهو یتسرب من خلال جدران تعلوها أسلاک شائکة. إنها نسمات تنساب عبر الألواح المکهربة" هذا الخطاب کان یتحدث عن قوة المعلومات فی عالم الیوم المتغیر أکثر من أی وقت مضى، وهذا یتطلب تعزیز تعلم الطلاب (Simon, 2011, 114).

ومن المألوف فی ظل التطور التکنولوجی مع دخول الألفیة الثالثة استخدام تقنیات التعلیم بشکل أساس فی العملیة التربویة، ولم یعد استخدام التعلم الإلکترونی e-learning فی عملیتی التعلیم والتعلم ترفا؛ بل أصبح من الضروریات، وبات إتقان هذه التقنیات وتوظیفها فی التعلیم من الأمور الملحة؛ لذا لزم على عضو هیئة التدریس استغلال کل ما تقدمه التکنولوجیا لمساعدة الطالب الجامعی على تنمیة مهاراته.

وقد جعلت تلک التقنیة العدید من التربویین وصناع القرار التربوی فی العالم أجمع تقریبا ینظر إلى إمکاناتها باعتبارها فرصة سانحة ینبغی استثمارها لإحداث تحول نوعی فی المنظومة التربویة بجمیع مدخلاتها وعملیاتها ومخرجاتها (نصر وشاهین، 2010، 200) ؛ لذا سعى التعلیم العالی إلى تطویر بیئات التعلم التی تعتمد على دمج التعلم الإلکترونی بهدف تطویر مخرجاته. وقد رکزت الابتکارات الحدیثة فی أواخر القرن العشرین على تطویر أدوات تقنیة متنوعة لمساعدة العملیة التعلیمیة، ومن أهم الابتکارات المستخدمة فی دمج التعلم الإلکترونی إدارة نظم التعلم الإلکترونی Management System Learning، الذی یضم مجموعة من الأدوات الإلکترونیة التی تسهم فی دعم المقررات الدراسیة، بالإضافة إلى المصادر الإلکترونیة الأخرى، کما یقدم أدوات متنوعة تدعم العملیة التعلیمیة.

وقد بذلت جهود فی المملکة العربیة السعودیة منذ منتصف القرن الماضی لتوفیر البنیة الأساسیة لدمج التعلم الإلکترونی، حیث یعتقد المسئولون عن التعلیم بالمملکة أن استخدام التعلم الإلکترونی سیؤدی إلى مساندة تطویر التعلم الذاتی، وتحقیق استفادة أکبر من الموارد، وأنظمة تقنیة المعلومات، لذا کان السعی لتوفیر المعامل الحدیثة، وتدریب أعضاء هیئة التدریس لإدارة العملیة التعلیمیة (العقلا، 2010، 66).

ومع انتشار استخدام التعلم الإلکترونی من خلال نظم إدارة التعلم (Blackboard) فی جمیع جامعات المملکة تقریباً، وحرص إدارات الجامعات على تدریب أعضاء هیئة التدریس على هذه التقنیة فی التعلیم، یمکن توظیف جمیع إمکانات هذا النظام فی تنمیة مهارات الطالب الجامعی بشکل عام، ومن أهم المهارات التی یجب تنمیتها لدى الطالب الجامعی، البحث العلمی، وخاصة التعاونی منه، لما له من أهمیة فی إنتاج المعرفة التی هی من أهم وظائف الجامعة وأهدافها على الإطلاق.

وقد أشار "هولمس" و"جاردنر" Holmes, Gardner(2006) أن فکرة التعلم الإلکترونی تکمن فی الجمع بین مجموعة متنوعة من الابتکارات الحدیثة المتقدمة التی تتیح لأعضاء هیئة التدریس والطلاب فرصاً جدیدة للحصول على معلومات متنوعة، ومن مصادر مختلفة، وإتاحة الفرصة لمعالجتها مع معارفهم السابقة وخبراتهم، لتعزیز التعلم والأداء، لإنتاج معارف جدیدة تسهم فی حل مشکلة تعلیمیة حقیقیة، أو بناء نماذج جدیدة.

وقد ذکر "هورد" Howard (2012) أن هذه الابتکارات التی یقدمها التعلم الإلکترونی تمنح عضو هیئة التدریس قوة مؤثرة فی سلوک الطلاب نحو تبنّی طرق مختلفة للحصول على معلومات متمیزة فی التخصص لإثراء التعلم، والإسهام فی بناء معارف جدیدة، عن طریق تقدیم الدعم Scaffolding الذی یقدمه عضو هیئة التدریس، والتفاعل Interaction الذی یعتمد على الطلاب أثناء دمج التعلم الإلکترونی فی البیئة التعلیمیة بواسطة إدارة نظم التعلم الإلکترونی.

وقد أشارت (عبد الغفور، 2011، 46) أنه یمکن خلق بیئات وأوضاع للمتعلمین باستخدام التکنولوجیا، تمکنهم من الحصول على المعرفة والتعلم، کما لو کانوا داخل الحرم الجامعی، وبالإمکان أیضا تحقیق نتائج أفضل للتعلم، وإجراء تقییم أکثر فعالیة لهذه النتائج، کما أنها (التکنولوجیا) تعتبر الأساس الذی ینطلق منه التصمیم التعلیمی، بل تعد الوسیلة الأکثر فعالیة من حیث التکلفة لتحقیق بیئات تعلم مناسبة للمتعلمین، حیث یسمح التعلم الالکترونی للمتعلمین عن بعد، بالتفاعل مع بعضهم البعض، مع تمثیلات أو تصورات للموضوع فی شکل، قد لا یستطیع المتعلمون تحقیقه دون التکنولوجیا، فأی نموذج من نماذج التعلم الالکترونی یحتاج إلى مبادئ تربویة تضاف إلیه ویستند علیها وتتعلق بتشغیله، فالإطار النظری لتصمیم التعلم الالکترونی، والتأکید على التفاعلیة والتبادلیة بین النماذج التربویة والاستراتیجیات التعلیمیة، وتقنیات التعلم، أمر فی غایة الأهمیة، کما أن الربط بین النظریة والتطبیق فی تصمیم وتطویر أی نظام تعلیمی أمر مهم أیضا. لذلک فان نجاح نظام التعلم الإلکترونی وفاعلیته فی أیة مؤسسة تعلیمیة، لا یقتصر على الإعداد المادی والمکانی للبیئة التعلیمیة، أو وجود أو عدم وجود نظام إدارة التعلم((LMS، بل یتعدى ذلک لیشمل أمورا أخرى کثیرة تتعلق بالتصمیم والإعداد العلمی والفنی لهذه البیئة، مع مراعاة الأسس التربویة والنفسیة للفئة المستهدفة، کما ینبغی أن تصمم هذه البیئة فنیا فی ضوء مبادئ علم الاتصال، ونظریات علم النفس (التعلیم والتعلم)، وذلک لضمان توافق هذه البیئة التعلیمیة مع خصائص المتعلمین، بحیث تکون ملبیة لاحتیاجاتهم وطموحاتهم النفسیة.

لذا فمن خلال ما توصلت إلیه عدید من الأدبیات والدراسات السابقة، مثل دراسة کل من: "بودین" Bowdoin (2005)، "زهانج"، وآخرون Zhang, et.al. (2005)، "بریدفورد"، وآخرون Bradford, et.al. (2007)، "فازیو"، و"روزکوز" Fazio, Roskos (2008)، "تیکنرسلان" Tekinarslan (2009)، الجراح (2011)، عبد العزیز (2014)، السعدی (2014)، حول التعلم الإلکترونی والتعلیم عن بعد، وکیفیة توظیفه فی تنمیة مهارات الطلاب المختلفة، ومن خلال الوقوف على إمکانات نظم إدارة التعلم (Blackboard) قامت الباحثة بتوظیف تلک الإمکانات تربویا لتنمیة مهارات البحث العلمی لدى طالبات الدبلوم التربوی بجامعة بیشة، حیث سعت إلى تعزیز تعلم الطالبات، وتنمیة مهارات البحث العلمی لدیهن من خلال استغلال إمکانات نظام إدارة التعلم (Blackboard) المتمثلة فی زیادة إمکانیة الوصول، ومراعاة الفروق الفردیة بهدف تعزیز تحقیق أهداف التعلم.

(ب) مشکلة البحث:

تجلت مشکلة البحث الحالی من خلال عمل الباحثة مع طالبات الجامعة على مدار بضع سنوات؛ حیث لمست الباحثة ضعف مهارات الطالبات تجاه البحث العلمی، وقد تم تجریب عدد من الأسالیب المختلفة کمحاولات مستمرة لتنمیة تلک المهارات، إلا أن الاستجابات جاءت غیر مرضیة. وبالرغم من انتشار استخدام التعلم الإلکترونی فی جمیع جامعات المملکة تقریباً، وحرص إدارات الجامعات على تدریب أعضاء هیئة التدریس على هذه التقنیة فی التعلیم على أعلى مستوى، إلا أن عملیة توظیف إمکانات تلک التقنیة تربویاً لازال قید التطویر.

لذا انطلقت فکرة البحث الحالی فی محاولة توظیف تقنیة نظم إدارة التعلم (Blackboard)، فی تنمیة مهارات واتجاهات الطالبات نحو البحث العلمی، خاصة مع الدورات الممیزة التی قدمتها عمادة التعلم الإلکترونی بجامعة بیشة لأعضاء هیئة التدریس، وحرصها أن تصل تلک الخدمة التدریبیة لجمیع أعضاءها. ومن هنا تتبلور مشکلة البحث الحالی فی تساؤل رئیس مفاده: کیف یمکن توظیف إمکانات نظام إدارة التعلم (Blackboard) فی تنمیة مهارات البحث العلمی لدى طالبات الدبلوم التربوی بجامعة بیشة؟ وحتى یمکن الإجابة على التساؤل الرئیس السابق، ینبغی الإجابة على الأسئلة الفرعیة التالیة:

1)      ما هو نظام إدارة التعلم (Blackboard) بجامعة بیشة؟

2)      ما إمکانات نظام إدارة التعلم (Blackboard) بجامعة بیشة؟

3)      ما آلیة توظیف إمکانات نظام إدارة التعلم (Blackboard) فی تنمیة مهارات البحث العلمی لدى طالبات الدبلوم التربوی بجامعة بیشة؟

(ج) أهداف البحث:

یهدف البحث الحالی إلى:

1)      التعرف على نظام إدارة التعلم (Blackboard) بجامعة بیشة.

2)      الوقوف على إمکانات نظام إدارة التعلم (Blackboard) بجامعة بیشة التی یمکن استخدامها فی تنمیة مهارات البحث العلمی.

3)      الکشف عن آلیات توظیف إمکانات نظام إدارة التعلم (Blackboard) فی تنمیة مهارات البحث العلمی لدى طالبات الدبلوم التربوی بجامعة بیشة.

(د) أهمیة البحث:

تظهر أهمیة البحث فی ضوء الجوانب التالیة:

1)        تنبع أهمیة البحث من أهمیة المرحلة وهی مرحلة الدراسات العلیا؛ لأنها تمثل         البنیة الأساسیة لشخصیة الباحث، والاهتمام بهؤلاء الباحثین یعود بالفائدة علیهم           وعلى المجتمع.

2)        الإسهام فی مجال لم ینل اهتماماً کافیاً – فی حدود علم الباحثة – وهو نظام إدارة         التعلم (Blackboard)؛ لذا فیعمل البحث الحالی على إثراء المکتبات العربیة بما یقدمه من نتائج وتوصیات.

3)        تناوله لإحدى الجوانب الأساسیة فی البحث العلمی وهو مهارات البحث العلمی، وکیفیة تنمیتها لدى طالبات الدبلوم التربوی بجامعة بیشة.

4)        یمثل هذا البحث توجهاً مهماً یستفید منه جمیع أعضاء هیئة التدریس فی جمیع التخصصات؛ حیث تمکنهم من توظیف الإمکانات التقنیة لذلک النظام فی تنمیة مهارات الطلاب البحثیة.

5)        یثری هذا البحث جانب التوظیف التربوی لنظام إدارة التعلم (Blackboard) وتطوره.

6)        یقدم البحث آلیة للتوظیف التربوی لنظام إدارة التعلم (Blackboard) لتنمیة مهارات البحث العلمی لدى الطلاب.

(ه) حدود البحث:

الحدود البشریة: تتمثل الحدود البشریة للبحث الحالی فی طالبات الدبلوم التربوی بکلیة العلوم والآداب للبنات بالنماص – جامعة بیشة.

الحدود المکانیة: تتمثل الحدود المکانیة للبحث الحالی فی البیئة التی تجرى فیها الدراسة المیدانیة وهی کلیة العلوم والآداب للبنات بالنماص – جامعة بیشة.

الحدود الزمانیة: أجری البحث فی الفصل الثانی للعام الدراسی 1436-1437ه.

الحدود الموضوعیة: تتمثل الحدود الموضوعیة للبحث الحالی فی دراسة مهارات البحث العلمی على نظام إدارة التعلم (Blackboard).

(و) مصطلحات البحث:

1)      نظام إدارة التعلم (Blackboard): یتبنى البحث الحالی تعریف "بلنجر" Belanger (2008)، والذی یعرف نظام إدارة التعلم (Blackboard) بأنها برمجیة (حزم برمجیة) تتیح للمعلم تحمیل المواد التی یقوم بتدریسها على موقع إلکترونی، وتتیح للمتعلم فرصة الاستمرار فی عملیة التعلم؛ حیث تفسح المجال للمتعلمین التواصل والتفاعل فیما بینهم، والتواصل مع معلمیهم، من أجل القیام بعمل مشترک بطرق جدیدة وممتعة، کما تساعد المؤسسات التعلیمیة فی تحویل الإنترنت إلى وسط قوی وفعال فی إدارة العملیة التعلیمیة.

2)      مهارات البحث العلمی: تعرف مهارات البحث العلمی إجرائیاً فی البحث الحالی على أنها المهارات اللازمة لإعداد بحث علمی متکامل یقوم على تحدید وصیاغة المشکلات العلمیة، وفرض الفروض، وجمع المعلومات، وتنظیمها، واقتراح الحلول، ثم استخلاص النتائج، والتأکد من مدى ملاءمتها للفروض المبدئیة.

3)      طالبات الدبلوم التربوی: تعرف طالبات الدبلوم التربوی إجرائیاً فی البحث الحالی على أنهن طالبات أنهین دراسة بکالوریوس علوم وآداب، ویرغبن فی الحصول على الدبلوم العام فی التربیة من کلیة العلوم والآداب للبنات بالنماص – جامعة بیشة.

ثانیاً: الإطار النظری والدراسات السابقة:

یدعم التعلم الإلکترونی العملیة التعلیمیة ویحولها من طور التلقین إلى طور الإبداع والتفاعل وتنمیة المهارات؛ حیث یتابع المتعلم تعلمه حسب طاقاته وقدراته وسرعة تعلمه، ووفقا لما لدیه من خبرات ومهارات سابقة، ویعتبر التعلم الإلکترونی أحد الأنماط المتطورة للتعلم عن بعد، ویعتمد التعلم الإلکترونی أساسا على الکمبیوتر والشبکات فی نقل المعارف والمهارات، وتضم تطبیقات التعلم عبر الویب، وغرف التدریس الافتراضیة، والتعاون الرقمی، ویتم تقدیم محتوى الدروس عبر الإنترنت، والأشرطة السمعیة، والفیدیو، والأقمار الصناعیة، والأقراص المدمجة؛ حیث یهدف إلى إیجاد بیئة تفاعلیة تمکن الطالب من الوصول إلى مصادر التعلم فی أی وقت ومن أی مکان.

ویتضمن التعلم الإلکترونی استخدام الوسائل المتعددة من صوت، وصورة، ورسومات، وآلیات بحث، ومکتبات إلکترونیة، والشبکة العالمیة للمعلومات، لإیصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأکبر فائدة، بالإضافة إلى استخدام البرید الإلکترونی، ولوحة المناقشات، مع تقدیم المحتوى التعلیمی وما یتضمنه من شرح وتمارین وتفاعل. وبهذا یتجاوز التعلیم والتعلم حدود الفصول التقلیدیة، والانطلاق لبیئة غنیة متعددة المصادر، ویکون لتکنولوجیا التعلیم التفاعلی من بعد دور أساسی فیها، بحیث تعاد صیاغة دور کل من المعلم والمتعلم (عبد العزیز، 2014، 115).

(أ) أنظمة إدارة العملیة التعلیمیة:

نظام إدارة التعلم Learning Management Systems أو ما یسمى فی الغالب اختصاراً (LMS) هو نظام إلکترونی لإدارة وتوثیق وتتبع والإبلاغ عن سیر المقررات الدراسیة أو البرامج التدریبیة للطلاب أو المتدربین، وتوفیر إمکانیات التعلم والتدریب التعاونی، وإتاحة المشارکة، والتواصل بین المستخدمین والأستاذ أو المدرب، وإدارة کامل العملیة التعلیمیة إلکترونیا (السلوم، 2011، 114).

فمع نهایة القرن الماضی وبدایة القرن الحالی ظهرت أنظمة حاسوبیة متعددة تساعد فی إدارة العملیة التعلیمیة کاملة، أو إدارة جزء منها کالمحتوى وغیرها، وذلک على شکل برمجیات تشتمل على أدوات مختلفة من أجل تسهیل وتیسیر العملیة التعلیمیة للراغبین فیها دون التقید بمکان أو زمان. ومن تلک الأنظمة: (Moodel; Sakai; Jenzabar; eCollege; WebCT Blackboard)، وغیرها. والمستخدم لتلک الأنظمة یلاحظ بأنها جمیعا تقوم على مبدأ توفیر التعلم إلکترونیاً، سواءً فی الصفوف الاعتیادیة، أو فی الصفوف الافتراضیة التی تتم عن بعد، أی بفصل دائم أو شبه دائم ما بین المعلم والمتعلم، شریطة وجود تفاعل باستمرار بین عناصر العملیة التعلیمیة عن طریق استخدام أی من الوسائط المتعددة، کاستخدام الإنترنت وما تقدمه من خدمات (Bhagyayati, et.al., 2005; Servonsky, et.al., 2005). إن ما یمیز برمجة (Blackboard) عن غیرها هو سهولة استخدامها وانتشارها السریع والواسع بین الجامعات والمؤسسات التعلیمیة الأخرى (Bradford, et.al., 2007)؛ فقد قام کل من "ماثیو بیتنسکی" و"مایکل جاسن" عام (1997) فی تأسیس شرکة استشاریة لتوفیر المعاییر التقنیة لتطبیقات التعلم الإلکترونی، وقامت تلک الشرکة بتصمیم برمجیة (Blackboard) کمثیل لغرفة الصف الاعتیادی، بما فیها من أدوات وألواح وغیرها، للمساعدة فی إتمام العملیة التعلیمیة إلکترونیاً عن طریق استخدام تکنولوجیا المعلومات والاتصالات. وتقوم برمجیة (Blackboard) على توفیر وسائل سهلة الاستعمال، یمکن من خلالها أن یقوم المعلم عن طریق استخدامها وضع کل ما یحتاج إلیه، وما یحتاج إلیه طلابه من معلومات عن مادته الدراسیة، أو عن دورة تدریبیة سیقوم بتدریسها، کالمحاضرات، المحتوى الدراسی، المراجع الدراسیة ومواقعها إن کانت إلکترونیة، أدلة الدراسة، الاختبارات، الملفات المرئیة والمسموعة، السجلات الطلابیة، وجمیع الأمور الأخرى بما فیها الوسائل التی تسمح بالتفاعل ما بین عناصر منظومة العملیة التعلیمیة. وفی عام (2004) تم اندماج ما بین شرکتی "بلاک بورد" وشرکة "ویب س.ت"؛ حیث أصبحت شرکة واحدة احتفظت بمسمى "بلاک بورد"، تسیطر على ما نسبته (80%) من سوق          أنظمة المعلومات فی أمریکا الشمالیة؛ حیث تستخدم برمجیة (Blackboard) حالیا من قبل          أکثر من (70%) من الکلیات والجامعات الأمیرکیة، کما أنها تستخدم فی أکثر من (60)  بلداً، وتضم أکثر من (12) ملیون مستخدم، وتقدم من خلال (12) لغة، إلى ما یزید عن (2200) من المؤسسات التعلیمیة (Olsen, 2001)، (Pittinsky, Bell, 2005)، (Jayson, 2006)، (الجراح، 2011، 1294).

(ب) برمجیة (Blackboard) ومیزاتها:

برمجیة (Blackboard) هی برمجیة أو حزم برمجیة تتیح للمعلم تحمیل المواد التی یقوم بتدریسها على موقع إلکترونی، وتتیح للمتعلم فرصة الاستمرار فی عملیة التعلم؛ حیث تفسح المجال للمتعلمین التواصل والتفاعل فیما بینهم والتواصل مع معلمیهم من أجل القیام بعمل مشترک بطرق جدیدة وممتعة، وهی تساعد المؤسسات التعلیمیة فی تحویل الإنترنت إلى وسط قوی فی عملیة التعلیم. ویشیر کل من: "بودین" Bowdoin (2005)، "زهانج"، وآخرون Zhang, et.al. (2005)، "بریدفورد"، وآخرون Bradford, et.al. (2007)، "فازیو"، و"روزکوز" Fazio, Roskos (2008)، "تیکنرسلان" Tekinarslan (2009)، الغدیان ( 2009، 113)، الجراح (2011، 1294-1295)، بودهان (2011، 18)، عبد العزیز (2014، 115-116)، إلى أن برمجیة (Blackboard) تمتاز بمیزات متعددة منها:

  1. سهولة الوصول: تسمح برمجیة (Blackboard) للمستخدم التواصل والتفاعل مع المادة الدراسیة عن طریق الربط مع الإنترنت فی أی وقت ومن أی مکان؛ حیث یستطیع الطالب مراجعة المادة الدراسیة، والمحاضرات، والواجبات وأیة مساعدات سمعیة وبصریة أخرى، کما یستطیع القیام بإرسال واجباته وما یطلب منه من مشاریع إلى معلمه بأسرع وقت حالما یفرغ من إنجازها.
  2. المرونة فی الوقت والمکان: حیث یتم نقل وعرض المعلومات، والمادة التعلیمیة، وأنشطة التعلم بشکل مرن، وتتنوع الاختیارات والبدائل المتاحة، وفق احتیاجات المتعلم.
  3. العبور الإلکترونی للمادة التعلیمیة: ویتمثل فی حصول المتعلمین على التعلم الخاص بهم من المصادر التربویة الإلکترونیة، وبما یسمح لکل متعلم بإنجاز تعلمة بصورة فردیة، حیث یقوم أساسا بالتمرکز حول المتعلم.
  4. سهولة تطویر محتوى المنهج: حیث یمکن تطویر المنهج کل فصل دراسی بمنتهى السهولة وفق مقتضیات المقرر واحتیاجاته، مع قلة التکلفة.
  5. توفیر تغذیة راجعة سریعة ومستمرة: توفر البرمجیة تغذیة راجعة فوریة عن نتائج الاختبارات وعن استفسارات الطالب سواءً من المدرس أو من زملائه عن طریق لوحة المناقشة، أو البرید الإلکترونی وغیرها، کما تقدم تغذیة راجعة حول ما یتعلق ببرنامج الطالب واستفساراته.
  6. تطویر مهارات الطلاب على استخدام الحاسوب : حیث ن استخدام مهارات الحاسوب المختلفة فی عملیة التعلم تنمی هذه المهارات بتلقائیة.
  7. تحسین وتسهیل عملیة الاتصال: تمتاز البرمجیة بخصائص متعددة تسمح للطلاب بالتواصل مع مدرسیهم ومع زملائهم، من خلال عدة خیارات توفرها البرمجیة کالإعلانات، والمناقشات، والصفوف الافتراضیة، والبرید الإلکترونی وغیرها. إن وظیفة الإعلان متاحة للطلاب مباشرة بعد تسجیل الدخول على البرمجیة، وهذا یضمن وصول مادة الإعلان لجمیع الطلبة؛ مما یسهل العمل الإداری على المعلم والمؤسسة التعلیمیة. أما بالنسبة لوظیفة المناقشة فإنها تساعد على تطور الزمالة بین الطلاب، وتوفر لهم وسائل دعم إضافیة من خلال تشجیعهم على الرد على أسئلة ومداخلات زملائهم، وفی الوقت نفسه تتیح للمعلم المراقبة. إن غرفة الصف الافتراضیة هی بیئة متزامنة تتیح التفاعل الحی بین المشارکین من خلال استخدام وسائط متعددة. کما أن خیار البرید الإلکترونی الموجود فی برمجیة (Blackboard) مرن، یتیح إرسال برید إلکترونی لطالب واحد، أو إلى مجموعة من الطلاب فی ذات الوقت.
  8. توفیر مزید من فرص التعلیم: مما یسهم فی تمکین الموظفین على الجمع بین العمل والدراسة، حیث یستطیع الطالب الحصول على شهادة جامعیة أو دبلوم یرفع من مکانته فی العمل.
  9. التتبع: إن برمجیة (Blackboard) تعمل على تتبع استخدام الطلاب لهذه البرمجیة، وتقوم بإیداع النتائج فی ملف إحصائی خلال فترة التعلیم؛ حیث یستطیع المعلم الحصول على معلومات إحصائیة عن جمیع طلابه أو عن مجموعة جزئیة منهم، ویمکن للمعلم تتبع الواجبات الفردیة، وتاریخ ووقت طبع واستلام الواجبات التی تم إرسالها له من قبل طلابه، کما یمکن للطلاب أیضا متابعة تقدمهم بأنفسهم ، کما یمکن المعلم تتبع نشاط کل طالب ، وتحذیره عند التقصیر فی الوقت المناسب من خلال لوحة معلومات الأداء أو تقاریر المقرر.
  10. بناء المهارات: هناک مهارات إضافیة عدیدة تقدمها برمجیة (Blackboard) للطالب لمساعدته على تأدیة واجباته بکفاءة، مثل: تنظیم وإدارة الوقت؛ حیث یتم تحدید تاریخ بدایة ونهایة لکل قراءة، وواجب، ونشاط، واختبار، وغیرها؛ مما یساعد الطالب على استخدام الوقت بحکمة. کما تساعد برمجیة (Blackboard) المعلم على مراعاة أنماط التعلم لدى طلبته، وتساعده فی تحمیل المادة التدریسیة، وما یلزمها من أنشطة وتدریبات وواجبات واختبارات، باستخدام وسائط متعددة (کتابة، وصور ورسومات ثابتة ومتحرکة، وتسجیلات صوتیة أو مقاطع فیدیو للمحاضرات، وغیرها)؛ فالمتعلم القارئ الذی یعتمد على السمع واللفظ، والذی یفضل الکلمات، واللغة المکتوبة، والتفسیرات المنطوقة، یمکن تلبیة حاجاته بسهولة؛ کذلک المتعلم المتأمل الذی یفضل المراقبة والنظر إلى الأمور من زوایا متعددة، یمکنه الاستفادة من لوحة المناقشة الموجودة فی البرمجیة؛ حیث تتیح للمتعلم فی البحث عن موضوعات کثیرة وعمل الأحکام والإجابة عن أسئلة معینة تم إعدادها وإیداعها من قبل المعلم أو من قبل طلاب آخرین؛ کما إن البرمجیة تلبی حاجات المتعلم المرئی أی الذی یتعلم من خلال العرض ویفضل الرسوم البیانیة، والخرائط، والجداول الزمنیة، والصور والأفلام؛ بالإضافة إلى تلبیة البرمجیة حاجات المتعلم الذی یفضل التعلم من خلال القیام بعمل، أی الذی یستمتع بالتعلم من خلال المحاکاة، ولعب الأدوار، والحرکات الإبداعیة، وعمل المشاریع، والبحوث المشترکة.
  11. تنمیة الاتجاهات: ینظر إلى الاتجاهات بشکل عام على أنها استعدادات وجدانیة مکتسبة، لها دور کبیر فی تحدید سلوک الکائن الحی بشکل عام، والإنسان بشکل خاص، إزاء الأشیاء التی یمارسها. وقد تکون الاتجاهات إیجابیة، أو سلبیة، أو محایدة، وقد تکون سریة یحاول الفرد إخفاءها، أو معلنة ومکشوفة ، ولا یستطیع الفرد أن یکون اتجاهًا معینًا إلا إذا کان فی محیط إدراکه، أی أن الفرد لا یستطیع تکوین اتجاهات حیال أشیاء لا یعرفها أو حیال أشخاص لا یتفاعل معهم ، وربما تساهم تکنولوجیا المعلومات والاتصالات فی تکوین اتجاهات لدى المتعلمین فی هذه الأیام، وذلک من خلال ما توفره من میزات متعددة، تؤثر فی حاجاتهم ومیولهم، فهی بمثابة الدافع الذی یوجه سلوکهم؛ لذا یمکن توظیف تلک الإمکانات فی تنمیة الاتجاهات الإیجابیة نحو البحث العلمی.

 (ج) مبادئ التعلم الفعال فی نظام إدارة التعلم (Blackboard):

یشیر کل من: "جرهام"، وآخرون Graham, et.al. (2001)، "أوجو"، و"أولاکوهن" Ojo, Olakulehin (2006)، الجراح (2011، 1295)، إلى أن برمجیة (Blackboard) تراعی وتشجع مبادئ التعلم الفعال الآتیة:

  1. تشجع المتعلم على التواصل والتفاعل مع المعلم ومع زملائه، وذلک استنادا لإرشادات معلمه، وتعلیماته وأنظمة المؤسسة التعلیمیة حول عملیة التواصل، وتسلیم الواجبات، والاختبارات. وذلک عن طریق استخدام صندوق الإرسال الرقمی، أو البرید الإلکترونی فی البرمجیة الخاصین فی المعلم، مما یدعم ویبنی روح الفریق ویوجد الثقة لدى الطلاب
  2. تشجع المتعلم على التعاون مع زملائه من خلال الواجبات الجیدة المصممة والمجدولة زمنیا، والتی تسهل وتساعد على التعاون بین الطلاب. کما تسهل على المتعلم فهم ما یطلب منه أن یقوم به، من اجل تعزیز المشارکة وتعزیز التفاعل الاجتماعی. إن برمجیة (Blackboard) تتیح للمعلم مراقبة عملیة المناقشة ، حیث إن لوحة التحکم تمکن المعلم من أن یسمح للطالب بتعدیل أو إزالة أجزاء أو إضافة ملفات وبنود. وفی نهایة کل واجب یستطیع المعلم وقف المتعلم بحیث لا یستطیع إضافة أیة ملاحظات جدیدة من خلال لوحة المناقشة. کما یستطیع المعلم استخدام برمجیة (Blackboard) من اجل إرسال برید إلکترونی إلى طالب واحد أو إلى جمیع طلبته، وإرسال ملفات ملحقة تبین درجة الطالب على الواجبات والاختبارات والمناقشات.
  3. تشجع التعلم النشط من خلال تقدیم مشاریع للمتعلمین فردیة کانت أو جماعیة، عن طریق استخدام نظام الاتصالات فی برمجیة (Blackboard) ولوحة المناقشة، التی یمکن للمتعلم استخدامها فی إیداع الأسئلة والأجوبة مع الوثائق الداعمة، أو إجابات لأسئلة من قبل بعض الطلبة، حیث یطلب المعلم منهم تقبل عملیة النقد بعضهم لبعض فی مشارکاتهم ومناقشاتهم لموضوع أو فکرة لها علاقة بالمادة التعلیمیة، وفی نهایة المناقشة یمکن للمعلم تقدیم مشارکته ووجهة نظره.
  4. تسهل تقدیم تغذیة راجعة فوریة من خلال نظام الاتصالات الذی توفره للمعلم وللمتعلم فی آن واحد، مما یساعد على بناء مجتمع صفی متعاون على الشبکة وإیجاد نوع من الثقة بین عناصر المجتمع.
  5. تساعد البرمجیة المتعلم على الالتزام فی إنجاز واجباته فی وقتها المحدد. فالبرمجیة توفر للمعلم تذکیر المتعلم بما یطلب منه من خلال کتابة إعلان على صفحة الإعلانات المتوافرة فی البرمجیة؛ إضافة إلى أنها تتیح للمعلم استخدام مجلدات بحیث تفتح وتغلق وفقا لتواریخ یحددها المعلم تتضمن الاختبارات، والواجبات، والأنشطة، وأیة أمور أخرى تهم المتعلم.
  6. تساعد على تنمیة مواهب متعددة لدى المتعلم من خلال السماح له باختیار مشروعه العملی، ومناقشة زملائه فی مشروعه، وفی مشاریعهم أیضا. وهذا یتیح للمتعلم البحث فی موضوعات تناسب اهتماماته، یستطیع المشارکة فی مناقشتها من خلال طرح أسئلة أو الإجابة على الأسئلة المطروحة من قبل زملائه.

(د) بناء بیئات التعلم الافتراضی فی نظام إدارة التعلم (Blackboard):

یلعب نظام إدارة التعلم (Blackboard) دوراً أساسیاً فی بناء بیئات التعلم الافتراضیة، والعنصر الرئیس الذی یسهم فی نجاح بیئات التعلم هو المعلم والتصمیم التعلیمی للبرنامج؛ حیث تدعم المواد التعلیمیة والوسائط التعلیمیة عملیة التعلم، ولابد للمعلم أن یشارک المؤسسة التعلیمیة فی عرض المادة التعلیمیة والتکامل بینها فی بیئة التعلم الافتراضیة، ویوفر نظام إدارة التعلم (Blackboard) خطوات للتصمیم التعلیمی تساعد على بناء وترابط المقرر من خلال الترکیز على: (عیاد، 2008، 192-193)

  • تنظیم المواد التعلیمیة.
  • الترابط بین مکونات عناصر التعلم.
  • بناء قاعدة معرفیة.
  • تشجیع مشارکة المتعلمین.
  • تقدیم فرص للتغذیة الراجعة.
  • تقدیم طرق مختلفة للتقییم.
  • تقدیم أسالیب مختلفة لعرض المحتوى.
  • تقدیم عرض کامل ومنظم لمحتوى المقرر.
  • عرض قائمة توضح الأولویات والمواعید النهائیة والمسؤولیات ومواعید الطلاب.

(ه) أسالیب التفاعل على نظام إدارة التعلم (Blackboard):

قسمت أسالیب التفاعل على نظام إدارة التعلم (Blackboard) (Swan, 2003, 23)،         (عیاد، 2008، 191-192) إلى:

  1. التفاعل بین المعلم والمتعلم Learner-Instructor Interaction: حیث یقوم المعلم بتقدیم المساعدة والنصح والإرشاد للمتعلم فی عملیة منظمة، بحیث تعمل على تنشیط وتحفیز المتعلم للتعلم، وأیضا تقدیم العون والدعم للمتعلم فی بناء مفهوم جدید للمحتوى، ویعتمد ذلک على أهمیة الدافعیة والتغذیة الراجعة؛ حیث یقوم بتشخیص وتعدیل الخبرات عن طریق إتاحة الفرصة للطلاب للتحدث عن أنفسهم، وتخصیص وقت للمحادثات غیر الرسمیة، ومنها ینشأ الشعور بالانتماء للمجموعة، ومشارکة الخبرات والتفاعل مع المعلم، ویعتبر ذلک أیضا أساس طبیعی لتعلم الأنشطة اللاحقة فی البرنامج الدراسی.
  2. التفاعل بین طالب وطالب Learner-learner Interaction: هو تفاعل أفقی بین المتعلمین عندما یتفاعل طالب مع آخر، یؤدی هذا إلى زیادة اندماجه، ویحسن من دافعیته للتعلم، وتقوم وسائل التفاعل المتوافرة على الإنترنت، مثل البرید الإلکترونی، ولوحة المناقشات، والویکی، والمجموعات، وغیرها بتسهیل عملیة التعاون والتفاعل بین الطلاب، ویستطیع الطالب الاتصال بزمیل الدراسة عن طریق هذه الأدوات ، سواء کان ذلک أثناء وجود المعلم أم عدم وجوده.
  3. التفاعل بین مجموعات الطلاب: وهذا النوع من التفاعل یعطی الفرصة لمختلف الطلاب لإظهار أنفسهم وعرض الأفکار والآراء التی تظهر مدى استجابتهم ودافعیتهم للتعلم، وأیضا إتاحة الفرصة لکل طالب بإجراء المحادثات والمناقشات المختلفة بینه وبین أقرانه دون التقید بمواعید محددة أو بموضوعات نقاش معینة، وهذا ینمی قدرة التعبیر عن الذات، ویزید من حماس الطالب لممارسة عملیات التعلم.
  4. تفاعل الطلاب مع المحتوى: بالحصول على الأفکار والمعلومات التی یمکن اشتقاقها منه، وتبادل المعلومات.

 وتعمل جمیع هذه التفاعلات على دعم التعلم، وجمیعها تحدث إلکترونیًّا. ویجب أن یشجع الطلاب على التفاعل مع خبراء المجتمع لیتمکنوا من تزوید الطلاب بالمعلومات الجدیدة، ومساعدتهم فی تطویر أفکار جدیدة، وتطویر أدوات تفکیر جدیدة تساعدهم على معالجة المعلومات واشتقاق الحلول المناسبة.

هذا وقد أکدت دراسة Making the Most of Discussions (2016)، أن هناک علاقة بین التفاعل فیما بین الأشخاص فی بیئة الإنترنت والتعلم، وقد أجریت دراسة على أکثر من ستة آلاف طالب جامعی أن معدل الرضا عن المقررات والتعلم یتعلق بتفاعلهم مع بعضهم البعض، والطلاب الذین قیموا بدرجة کبیرة على سلوکیات تواجدهم التعلیمی، مثل تسهیل الخطاب الفعال، سجلوا أیضا مستویات عالیة من الرضا والتعلم فی المقرر. وتقدم لوحة المناقشات تولیفة مهمة للتفاعل بین الأشخاص، فالمناقشات یمکن أن تحقق مجموعة من الأهداف من أهمها: مکان للاجتماع عبر الإنترنت للتفاعل الاجتماعی ما بین الأقران، ووسط لطرح الأسئلة حول الواجبات، والمهام، والقراءات، ومحتویات المقرر، ونشاط متدرج یوضح مدى فهم أو تطبیق مواد المقرر.

کما أشارت دراسة "شان"، و"برادشو" Chen, Bcadshaw (2007) إلى أن التعلم الإلکترونی یمکن الطلاب من تطویر معارفهم ومفاهیمهم عندما یحصلون على المعلومات والخبرات بشکل متنوع، کما تزید بیئات التعلم الإلکترونیة من التواصل والتفاعل الإلکترونی لتقویة معارفهم. وأن تقدیم الدعم له أثر جید فی تقدمهم الدراسی، والوصول فی نهایة التعلم إلى إجابات دقیقة بناءً على تحلیل أسباب المشکلة التعلیمیة والمقارنة بین المعلومات والتوصل إلى الحل المناسب فی ضوء البدائل المتنوعة. وذکرت أن التعلم من خلال الشبکة العالمیة للمعلومات تعلم مثمر؛ نظرًا لما یحققه للمتعلم من دعم للفهم من خلال المعلومات والمعارف المتنوعة التی تتیح للمتعلم تطویر المعارف الجدیدة باستخدام التفکیر الناقد ومعالجة المعلومات.

فمثلا عند إنشاء مجتمع ما نتیح للأعضاء خیارات مختلفة للتواصل مع بعضهم البعض. فالمدونات تمکن الأعضاء فی بث المعلومات للمجتمع، کما تتیح لهم تلقی التغذیة الراجعة على ما کتبوه فی نفس الوقت. وتسمح لوحات المناقشة للأعضاء إجراء محادثات حول الموضوعات المهمة لهم أو للمجتمع ککل. ویمکن مجتمع ویکی من خلق المعرفة والمعلومات لتسهیل الوصول إلیها. علاوة على أن تقویم أفراد المجتمع یهیئ الفرصة لتبادل الأحداث ذات الأهمیة مع زملائه (Koutropoulos, 2010, 73).

(و) مهارات البحث العلمی:

البحث العلمی محاولة دقیقة ناقدة فاحصة للتوصل إلى حلول للمشکلات التی تؤرق الفرد أو البشریة (فان دالین، 1969، 9). ویرى "جلیفور" أن البحث یعتمد أساسًا على التفکیر النقدی التحلیلی لاکتشاف الحقیقة، ویقوم هذا المنهج بتحدید وصیاغة المشکلات العلمیة، وفرضالفروض، وجمع المعلومات، وتنظیمها، واقتراح الحلول، ثم استخلاص النتائج، والتأکد من مدى ملاءمتها للفروض المبدئیة (محمد، 1984، 106-107).

وعلیه فالبحث العلمی عملیة فکریة منظمة یقوم بها شخص یسمى (الباحث)، من أجل تقصی الحقائق فی شأن مسألة أو مشکلة معینة تسمى (موضوع البحث)، بإتباع طریقة        علمیة منظمة تسمى (منهج البحث)، بغیة الوصول إلى حلول ملائمة للعلاج أو إلى نتائج صالحة للتعمیم على المشکلات المماثلة تسمى (نتائج البحث). وبالتالی فالبحث العلمی یقوم أساساً على طلب المعرفة وتقصّیها والوصول إلیها، فهو فی الوقت نفسه یتناول کل العلوم ویستند إلى أسالیب علمیة فی تقصیه لحقائق العلوم، والباحث عندما یتقصّى الحقائق والمعلومات إنما یهدف إلى إحداث إضافات أو تعدیلات فی میادین العلوم؛ مما سیسفر بالتالی عن تطویرها وتقدمها.

وللبحث العلمی عدد من الأسس یجب على الباحث الالتزام بها وإلا خرج من        نطاق البحث العلمی مثل: الأصالة والابتکار، الأمانة العلمیة والتوثیق العلمی، سلامة عنوان البحث، سلامة عرض المشکلة، وضوح أهداف البحث، سلامة صیاغة الفرضیات، شمول ودقة عرض الدراسات السابقة، سلامة حجم العینة والبیانات وعمق التحلیل، سلامة        النتائج والتوصیات، دقة اللغة واستیفاء الجوانب الشکلیة، حداثة المراجع وارتباطها بالبحث (زیتون، 2004، 44)، (طایع، 2007، 31-47)، (فراج، 2016، 1).

کما أن للبحث العلمی خصائص تمیزه عن غیره؛ فالبحث أسلوب حل لمشکلة صعبة فی محاولة لدفع حاجز الجهل الإنسانی إلى الخلف، فالبحث فی النهایة طریقة للتفکیر، وهو طریقة للبحث عن مجموعة من الحقائق، ولذلک تخاطب البیانات عقل الباحث للوصول إلى حل المشکلة، وللبحث سبعة خصائص ممیزة، یأخذها کل باحث متخصص فی الاعتبار، حیث تتضمن اتجاه خاص لتقصی الحقیقة، وهی: (Pule, 2004, 4-7)

  1. البحث یبدأ بسؤال فی عقل الباحث: فعند طرح السؤال، نصنع أول شرارة للموقف الفضولی الذی یعد من أهم شروط البحث، ذلک الموقف الذی لا یجد حلاً ویستدعی طرح أسئلة، مثل: "لماذا؟"، "ما سبب ذلک؟"، "ماذا یعنی کل هذا؟"، هذه النوعیة من الأسئلة هی نقطة بدایة البحث، فالبحث ینشأ بسؤال عقلی فی وجود حقائق معقدة.
  2. یتطلب البحث تحدید المشکلة ووضعها فی حدود واضحة مفهومة: فالبحث الناجح یبدأ بعبارة واضحة وبسیطة لمشکلة البحث التی یسعى الباحث لحلها، ولابد أن یبلور السؤال فی عبارة صحیحة لغویاً تسبق الهدف من البحث؛ فیجب أن نرى بوضوح من البدایة ما الذی نبحث عنه، فالبحث یتکون من طریق ثلاثی المحاور: المشکلة، والباحث، والحقائق، وکل عنصر من هذه العناصر یجب النظر إلیه بوضوح وتقیمه بدقة حتى یأتی البحث بنتائج مثمرة.
  3. یتطلب البحث خطة: لا یسعى الباحث إلى الکشف عن الحقائقfacts التی یحتاجها، أو الحقیقیة truth التی ینشدها بالمصادفة، فالبحث لیس شیئاً بدون هدف، أو مجرد نشاط غیر مباشر، مثل: "التأمل فی السقف" على أمل أن "تعبر" من خلاله لحل مشکلتک. فالبحث یحتاج إلى خطة واضحة صارمة. وهذا یعنی أن أنشطتک لابد وأن یکون لها اتجاه، وتخطیط واع، فکل الجهود البحثیة لابد وأن تحکم بتصمیم هادف وشامل.
  4. یجب أن یتفق البحث مع المشکلة الرئیسیة من خلال المشکلات الفرعیة: فأول خطوة فی تخطیط البحث هو فحص المشکلة الرئیسیة للبحث من خلال فحص المشکلات الفرعیة، فمعظم المشکلات القابلة للحل یندرج تحتها مشکلات أخرى أقل اتساعاً وأهمیة تشکل فی مجملها عناصر المشکلة بأکملها. وأول خطوة فی التفکیر فی آداب الباحث المتخصص هو التمیز بین العناصر الفرعیة والمکملة، المتضمنة للمشکلات الأکبر، لعزل المشکلات الأقل تأثیر عن مجال المشکلة الأساسیة، وتصمیم نقاط الارتکاز تعتبر وسیلة لتقسیم المشکلة الرئیسیة إلى مشکلات فرعیة، التی إذا تم حلها کلها، ستؤدی إلى حل مشکلة البحث الرئیسیة.
  5. یحدد اتجاه البحث من خلال وضع الفروض والاعتماد على المسلمات: وضع المشکلة وما ینبثق عنها من مشکلات فرعیة، کل مشکلة فرعیة حینذاک ینظر إلیها من خلال بناء منطقی یطلق علیه الفروض، الفرض: هو افتراض منطقی أو تخمین معقول أو حدس یمکن من خلاله إعطاء اتجاه لتفکیرک مع الوضع فی الاعتبار المشکلة، وبالتالی تساعد فی حلها، وهو یمثل العمل الطبیعی للعقل الإنسانی، فإذا واجهتک مشکلة بحثیة، فأنت تصنع تخمینات جیدة تساعدک فی الکشف عن الحل، وإعطاءک الاتجاه الذی تبحث فیه عن الحقائق. ولابد وأن نمیز ما بین الفروض والمسلمات، فالفروض تحفظ مؤقتاً حتى تحدد صحتها أو خطأها، ومتى أتیحت الحقائق أمکن إثبات أو دحض الفروض. أما المسلمات، فهی حالة تأخذ للتسلیم، وبدونها تستحیل الجهود البحثیة، فالمسلمات حالات واضحة لیس من الضرورة الإشارة إلیها، ولکن الباحث الحریص یفعل ذلک، وقد یتکبد نتیجة هذا أن یتطرق البحث لکل العناصر ویقیمها بناء على ذلک.
  6. البحث یتعامل مع الحقائق ومعانیها: الخطوة الثانیة هو تجمیع أی حقائق متعلقة بالمشکلة، ثم تنظیمها فی مجموعات، حتى یمکن تفسیرها، فالحقائق، والأحداث، والملاحظات نفسها مجرد حقائق تستقی أهمیتها من أسلوب الباحث فی التعامل معها، فکل بحث یقدم من نفس البیانات معان مختلفة عن الآخر، ولا توجد قاعدة واحدة للتفسیر الصحیح، فأی منهما صحیح؟، فقد یکون کلاً منهما، أو یکون ولا واحد منهما، أو قد یسوق کلاهما مشکلات مستقبلیة یمکن أن یقوم بحلها باحثون آخرون فی المستقبل، فالبحث لیس مجرد تجمیع بیانات أو نقلها، إنما یبدأ البحث عندما یقرأ الباحث المعانی من الحقائق والبیانات المتراکمة، ویفسرها مع الوضع فی الاعتبار المشکلة التی وضعها الباحث فی مقدمة البحث.
  7. البحث دائری: دائرة البحث تبدأ ببساطة بسؤال عقلی یسبق وضع مشکلة، ولرؤیة الحلقة بوضوح یمکن تلخیص العملیة البحثیة فی: عزل الباحث المشکلة الرئیسیة وتوضیحها، ثم تقسمها إلى مشکلات فرعیة، کل منها جزء مکمل للمشکلة الرئیسیة، ویبحث الباحثون عن الحقائق التی تبدو وثیقة الصلة بحل المشکلة والتی تصاحب المشکلات الفرعیة، عن طریق وضع فروض مؤقتة، التی تشیر إلى اتجاه البحث عن الحقائق ذات العلاقة، بعدها تجمع الحقائق وتنظم، وتحلل، وتفسر بغرض الکشف عن معانی الحقائق من أجل حل المشکلة، التی تجیب عن السؤال الذی استنفر جهود البحث، وهکذا تکتمل الحلقة، وکما أن البحث دائماً یؤدی إلى سؤال آخر، فمهما قدم البحث حلول لمشکلات، فإنه لا تزال هناک مشکلات فی حاجة إلى حل، ویصبح البحث حلزون متصل مستمر فی التقدم إلى الأمام، ولابد وأن یقنع الباحث أن وظیفته تکمن فی خلق المزید من الأسئلة أکثر من کونه یحلها، وهذه هی طبیعة البحث.

(ز) کیف یمکن توظیف إمکانات نظام إدارة التعلم (Blackboard) فی تنمیة مهارات البحث العلمی؟

یمکن توظیف إمکانات نظام إدارة التعلم (Blackboard) فی تنمیة مهارات البحث العلمی لدى طالبات الدبلوم التربوی، وذلک اعتماداً على الإمکانات المستخدمة والمستفاد منها (المجموعات، الویکی، لوحة المناقشات "المنتدیات"، برید المقرر، المحاضرات، أستاذ المقرر، الإعلانات، درجاتی، مرکز التقدیرات)، وقد وفر نظام إدارة التعلم (Blackboard) میزة مهمة وهی توفیر معظم هذه الإمکانات فی المجموعات، بالإضافة إلى میزات أخرى تعمل على دعم العمل فی مجموعات مثل: (تبادل الملفات، المدونات، الیومیات، التخصیص، التعاون، البرید الإلکترونی)؛ لذا لتسهیل وصف توظیف إمکانات نظام إدارة التعلم (Blackboard) سیتم استخدام المجموعات کأساس لوصف هذا التوظیف.

(ح) ما إمکانات نظام إدارة التعلم (Blackboard) المستفاد منها؟

یمتلک نظام إدارة التعلم (Blackboard) مجموعة من الإمکانات والأدوات موزعة على عدد من الروابط على موقع کل طالبة ومن أهم الإمکانات :

  1. الصفحة الرئیسیة : وما تحویه من وحدات نمطیة تساعد الطالبة على متابعة جمیع المقررات، کما أن کل مقرر یحتوی على نفس الصفحة لیسهل على الطالبة متابعة کل ما فی المقرر من تحدیثات، وتنبیهات، وإعلانات،... وغیرها وفق ما یحدد أستاذ المقرر.
  2. توصیف المقرر (ابدأ من هنا) : وما تحویه من أهداف للمقرر وموضوعاته، وتوزیع الدرجات، وإدارة المقرر، علاوة على ملف دلیل الطالبة فی التعلم الإلکترونی.
  3. أستاذ المقرر: وما یتضمنه من عرض للسیرة الذاتیة لأستاذ المقرر، وخبراته ومهاراته، علاوة على وسائل الاتصال المختلفة به.
  4. المحاضرات: (مجلدات، وحدات تعلیم نمطیة، ملفات)، وهو المکان الرئیس الذی یحتوی على المواد التعلیمیة بصورها المختلفة، سواء ملفات تحتوی على المحتوى العلمی للمقرر، أو ملفات مساعدة من عروض تقدیمیة أو فیدیوهات تعلیمیة، أو تسجیلات للمحاضرات، بغرض خدمة عملیة التعلم غیر المتزامن.
  5. رسائل الإعلام (الإعلانات) : وهذه الرسائل تعمل عملیة الربط بین الطالب وأستاذ المقرر، وهی أسهل وأهم وسیلة إعلام جماعیة، لتقدیم التنبیهات والمعلومات الخاصة بإدارة المقرر.
  6. المجموعات (الویکی، لوحة المناقشات، الیومیات، تبادل الملفات) : وهی الرابط الأساس الذی اعتمدت علیه الدراسة فی تنمیة المهارات المختلفة للطالبة لما تضمه من أدوات مختلفة یمکن الاعتماد علیها فی ذلک.
  7. برید المقرر: وما توفره من وسیلة ممتازة للتواصل بین الطالبات، وبین أستاذ المقرر، بشکل فردی، کما یعطی الفرصة الفریدة للتواصل الجماعی عن طریق البرید الجماعی.
  8. الواجب: تعطی الفرصة لتوجیه واجبات منزلیة للطالبات، یمکن أستاذ من تصحیح هذه الواجبات إلکترونیا، والبعد عن استخدام الواجبات الورقیة، التی کثیرا ما تثیر الفوضى.
  9. درجاتی: وهی وسیلة جیدة لتراقب الطالبة باستمرار أدائها فی المقرر، مما یعطی الفرصة الممیزة للتقویم الذاتی والمستمر.
  10. عملیات المتابعة (الإصدار المخصص، مرکز التقدیرات، لوحة معلومات الأداء، تقاریر المقرر)، وهی أدوات یمکن لأستاذ المقرر متابعة الطالبات فی أدائهن فی المقرر بشکل عام وفی الروابط المستخدمة فی نظام إدارة التعلم (Blackboard) بشکل خاص، مما یسهل عملیة التقویم المستمر لأداء المقرر بشکل عام، وأداء الطالبات الفردی ‘ علاوة على ما تقدمه من إمکانیة لتوجیه تحذیرات، أو تنبیهات، وکذلک تغذیة راجعة لطالبات باستمرار.

(ط) أهمیة نظام إدارة التعلم (Blackboard):

هناک أربعة أسباب رئیسة تجعلنا نستخدم الإنترنت عموماً فی التعلیم ونظام إدارة التعلم على وجه الخصوص من أهمها: (بودهان، 2011، 18) (العقلا، 2010، 64)

  • مثال واقعی للقدرة عل الحصول على المعلومات من مختلف أنحاء العالم.
  • یساعد على التعلم التعاونی الجماعی، نظراً لکثرة المعلومات المتوفرة عبر الإنترنت فإنه یصعب عل الطالب البحث فی کل القوائم؛ لذا یمکن استخدام طریقة العمل الجماعی بین الطلاب، حیث یقوم کل طالب بالبحث فی قائمة معینة ثم یجتمع الطلاب لمناقشة ما تم التوصل إلیه.
  • یساعد على الاتصال بأسرع وقت وبأقل تکلفة.
  • یساعد على توفیر أکثر من طریقة فی التدریس، ذلک أن الإنترنت هو بمثابة مکتبة کبیرة تتوفر فیها جمیع الکتب سواء کانت سهلة أو صعبة. کما أنه یوجد فی الإنترنت بعض البرامج التعلیمیة باختلاف المستویات.

ثالثاً: الدراسة المیدانیة:

(أ) کیف تم توظیف إمکانات نظام إدارة التعلم (Blackboard) فی تنمیة مهارات البحث العلمی؟

لنظام إدارة التعلم (Blackboard) ثلاث أنواع رئیسة، هی: الکامل: ویکون الحضور کاملاً (100%) على نظام إدارة التعلم (Blackboard) عدا الاختبارات النهائیة، وبعض المحاضرات التوجیهیة فی بدایة الفصل الدراسی، وذلک لشرح طریقة التعلم الإلکترونی على النظام، وکیفیة التواصل معهم، أما باقی المقرر فیؤخذ بالکامل على النظام (وهذا النوع لم یطبق بعد). والمدمج: وهو مقسم بین القاعة الدراسیة والتعلم فی نظام إدارة التعلم (Blackboard) بنسبة محددة (طبق هذا النوع مع عدد محدود من المقررات فی جامعة بیشة لهذا العام). والنوع الأخیر وهو الداعم: فی هذا النوع یتم الحضور فی القاعة، ویستخدم نظام إدارة التعلم (Blackboard) کداعم للنظام (وهو النوع الأکثر شیوعا والتی استخدمته الباحثة فی الدراسة الحاضرة).

ویعتبر نظام إدارة التعلم (Blackboard) من الأنظمة الفعالة تربویاً، ویمتلک عدد من الإمکانات التی یمکن توظیفها فی العملیة التعلیمیة، وخاصة فی تنمیة مهارات الطلاب بشکل عام، ومهارات الاتصال والعمل الجماعی بشکل خاص، ومن هذا الإمکانات: المجموعات، المدونات، المنتدیات، برید المقرر، الإعلانات، الویکی. وفیما یلی توضیح لما قامت به الباحثة من توظیف لهذه الإمکانات تربویاً:

  1. الأنشطة التفاعلیة: حیث أوضحت الباحثة أهمیة الأنشطة التفاعلیة (المجموعات، الویکی، المنتدیات) کأسلوب لتنمیة مهارات البحث العلمی.
  2. استخدام المجموعات: حیث یمکن من خلال المجموعات تنمیة مهارات العمل الجماعی، سواء فی المشروعات، أو فی البحوث المشترکة، أو ورش العمل، ومن خلال التدریب على التعامل مع المجموعات تم توضیح توظیف کل عنصر فی المجموعات فی تنمیة مهارات الطلاب، وذلک من خلال:
  • الإنشاء.
  • تحدید المجموعات، والحذف والإضافة.
  • تحدید الأدوات.
  • التعرف على طریقة الاستخدام.
  • التصحیح.
  1. استخدام لوحة المناقشات (المنتدیات): حیث تعمل المنتدیات على توفیر بیئة ممیزة للتواصل والاتصال السریع، کما أنه ممتاز فی إجراء المناقشات خاصة غیر المتزامن منها، وتم إرشاد الطالبات على:
  • الإنشاء وتحدید الدرجات.
  • التعرف على طریقة الاستخدام.
  • التصحیح.
  1. استخدام الویکی: الویکی من الأسالیب التی تعتمد على نفس النظام الموسوعی ویکیبیدیا، حیث تقوم أساسا على مساهمة، تتلوها مساهمات وتعدیلات من الطالب ذاته أو من باقی الزملاء، إلى أن تکتمل الفکرة أو الرؤیة المطلوبة، وهی تسهم بشکل فاعل فی تنمیة مهارات العمل الجماعی، وقد أرشدت الباحثة الطالبات على:
  • الإنشاء وتحدید الدرجات.
  • التعرف على طریقة الاستخدام.
  • التصحیح.
  1. استخدام المحاضرات لإضافة الملفات المساعدة: حیث یمکن إضافة الملفات المعاونة، والإشارة إلى وجود المجموعات من خلال المدیولات التعلیمیة.
  2. أستاذ المقرر: توفر أسلوب جید للتعرف على أستاذ المقرر وکیفیة الاتصال والتواصل معه، کما تعرفة على إمکانات ومهارات وخبرات أستاذ المقرر.
  3. برید المقرر: وسیلة فعالة للتواصل بین الأستاذ وطلابه وبین الطلاب وبعضهم.
  4. إعلانات المقرر: وسیلة ممتازة لإعطاء تعلیمات جماعیة للطلاب بیسر وسهولة.

یتضح مما سبق ما قامت به الباحثة من توظیف لإمکانات نظام إدارة التعلم (Blackboard) فی تنمیة مهارات البحث العلمی (انظر ملحق رقم1)، کما استعانت بما تقدمه جامعة بیشة من خدمات لطلابها مثل :المکتبة الرقمیة السعودیة ، ما تحویه من محرکات بحث متنوعة عربیة وأجنبیة، وتوظیف وسائل التواصل الاجتماعی (واتساب) (انظر ملحق رقم2) کوسیلة لتسهیل التواصل والمتابعة للطالبات، وذلک من خلال عمل مجموعة خاصة بالطالبات من قبل القسم.

(ب) مجتمع وعینة البحث:

یمثل مجتمع البحث فی جمیع طالبات الدبلوم التربوی بکلیة العلوم والآداب للبنات بالنماص جامعة بیشة فی العام الجامعی (1436-1437) والبالغ عددهن (208) طالبة، مقسمات إلى أربع شعب، منهم شعبتین تقوم الباحثة بالتدریس لهن، لهذا فقد اختارت الباحثة تلک الشعبتین کعینة أساسیة للبحث، وبلغت الشعبة الأولى رقم (159) (46) طالبة، والشعبة الثانیة رقم (233) (61) طالبة، بإجمالی (107) طالبة، وذلک فی الفصل الدراسی الأول، وتکررت نفس الطالبات فی الفصل الدراسی الثانی تقریباً فی الشعبة رقم (536)، وتضم (45) طالبة، والشعبة رقم (537)، وتضم (44) طالبة، بإجمالی (89) طالبة.

(ج) منطلقات البحث:

ینطلق البحث الحالی من المنطلقات التالیة:

  1. استخدام طالبات الدبلوم التربوی کعینة للبحث لکونهن طالبات فی المراحل الأولى        للبحث التربوی، واللاتی یجب تأهیلهن لإعداد البحوث التربویة العلمیة لدرجتی الماجستیر والدکتوراه.
  2. ملاحظة الباحثة من خلال عملها مع طالبات الدبلوم التربوی خلال السنوات السابقة تدنی مهارات البحث العلمی لدیهن، وکیفیة إعداده، وقلة إدراکهن لأهمیة البحث العلمی، وأخلاقیاته؛ مما دفعهم إلى نسب الأبحاث المأخوذة من الإنترنت، والمنتدیات، والفیسبوک لأنفسهن ، أو لجوئهن إلى أصدقائهن أو معارفهن، أو المکاتب المتخصصة لإجراء     هذه البحوث.
  3. من خلال متابعة الباحثة للمؤشرات المختلفة الخاصة بنشاط الطالبات على موقع نظام إدارة التعلم (Blackboard) اتضح انخفاض تفاعلهن فی کثیر من الروابط المهمة، کما بلغ متوسط عدد ساعات تفاعل الطالبات على النظام فی الشعبة رقم (159) (2.73) ساعة، بینما بلغ متوسط عدد ساعات تفاعل الطالبات على النظام فی الشعبة رقم (233) (2.99) ساعة، بمتوسط عام (2.86) ساعة فقط، وذلک من خلال عرض مؤشر تفاعل الطالبات على النظام (انظر ملحق رقم 3).
  4. اعتماد جامعة بیشة لنظام إدارة التعلم (Blackboard)، وتقدیم دورات تدریبیة مکثفة لأعضاء هیئة التدریس والطلبة، وتوجیه أعضاء هیئة التدریس لتفعیله بشکل مکثف مع الطلبة فی کل المجالات.

بناء على ذلک قامت الباحثة بتغییر أسلوب التعامل مع الطالبات حتى تتمکن من      سد منافذ التحایل، وذلک من خلال توظیف إمکانات نظام إدارة التعلم (Blackboard)، فی تنمیة مهارات البحث العلمی لدى الطالبات باستخدام الروابط المختلفة؛ مما یسهل على         أستاذة المقرر المتابعة والتقویم المستمر للطالبات أثناء عملها لحظة بلحظة، وذلک باتباع الخطوات التالیة:

(د) خطوات توظیف إمکانات نظام إدارة التعلم (Blackboard) فی تنمیة مهارات البحث العلمی:

1) دورات تدریبیة تمهیدیة:

حتى یمکن توظیف إمکانات نظام إدارة التعلم (Blackboard) فی تنمیة مهارات البحث العلمی لابد أولاً من تدریب الطالبات على استخدام نظام (Blackboard)، خاصة وأن النظام یعتبر من الأنظمة الحدیثة على الطالبات، کما یجب تقدیم دورة فی استخدام محرکات البحث العلمی، بالإضافة إلى دورة أکادیمیة فی أسس البحث العلمی، لذا قدمت الباحثة لطالبات الدبلوم التربوی الدورات التالیة:

  • دورة فی (Blackboard): قدمت دورة فی بدایة الفصل الدراسی الثانی لتعریف الطالبات بنظام (Blackboard)، وإمکاناته، والترکیز على الإمکانات والروابط المستخدمة فی البحث العلمی (مثل: المجموعات، وما تحویه من ویکی، وتبادل ملفات، ولوحة مناقشة، ویومیات،....الخ. هذا بالإضافة إلى تعریفهم على المدیولات التعلیمیة، وبرید المقرر، وأستاذ المقرر (انظر ملحق رقم4 "دلیل الطالبة فی التعلم الإلکترونی بجامعة بیشة").
  • دورة فی محرکات البحث: ومن الممیز فی جامعة بیشة اتصالها بالمکتبة الرقمیة السعودیة، التی تحتوی على محرکات بحث عربیة وأجنبیة على مستوى العالم، تزخر بعدد مهول من الکتب، والأبحاث، والرسائل العلمیة؛ لذا من خلال تدریب الطالبات على محرکات البحث من خلالها یوفر للطالبة مکتبة إلکترونیة ممتازة تساعدها فی إتمام بحثها بیسر وسهولة. "فهذا لا یساعد فقط على توفیر المراجع، ولکنها تتنمی للطالبات فی ذات الوقت المهارات البحثیة اللازمة والمنهجیات لتحقیق غایتها من خلال الاطلاع على مقال أو أطروحة، فالمراجع الإلکترونیة وغیرها تسمح لردود الفعل التکوینی والتجمیعی الذی یمکن الحصول علیه من عدد من: "الهیکل"، "تحلیل المحتوى"، "الفقرة"، "الملخص". حتى وإن کانت موجزة فی شکل صفحة واحدة. یمکن للطالبات استرجاعها بسرعة" (Simon, 2011, 113).
  • دورة على أسس البحث العلمی وکیفیة کتابة خطة البحث: وتجرى هذه الدورة قبل بدء الطالبات فی کتابة الخطة البحثیة، مع توفیر بعض الملفات المساعدة فی هذا المجال (انظر ملحق رقم5 "أساسیات البحث العلمی").

2) مرحلة التطبیق:

  • إنشاء المجموعات: حیث تم إنشاء مجموعات مختلفة فی الحجم للتعرف على علاقة حجم المجموعة بدرجة استجابة الطالبات، ویتم إنشاء المجموعات على نظام (Blackboard) بعدة طرق:

!   الذاتیة: ومن خلالها أتیح للطالبات اختیار مجموعة العمل بحریتها، ویمکن أن یحدد أستاذ المقرر أن تکون مجموعة بحثیة اختیاریة واحدة، أو مجموعات بحثیة لکل طالبات الشعبة، وبالتالی تتیح هذه العملیة أن تسجل الطالبة نفسها فی أی مجموعة تریدها.

!   الیدویة: وفی هذه الحالة یقوم أستاذ المقرر بتوزیع الطالبات على المجموعات بطریقة عمدیة، إما وفقاً لرؤیته، أو نتیجة لتسجیل الطالبات لدیه وموافقته على کل مجموعة، ویقوم فیما بعد بتسجیل الطالبات بنفسه فی المجموعات.

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل (1)
إنشاء المجموعة عشوائیاً وأدواتها

!   العشوائیة: وهنا یقوم النظام بشکل آلی بتوزیع الطالبات على المجموعات التی یحدد عددها وحجمها أستاذ المقرر. وإذا لاحظ أستاذ المقرر أن هناک مجموعات کلها ضعیفة أو العکس یمکنه التدخل بإعادة توزیع الطالبات بشکل یدوی، ویسمح له البرنامج بذلک.

وقد استخدمت الباحثة التوزیع العشوائی حیث ترى أنه أفضل، لتجنب "الشلالیة"، حیث تمیل الطالبات للعمل مع الأصدقاء، والأفضل تدریب الطالبات على التعامل والتواصل مع الأشخاص حتى وأن کانت لا تعرفهم، وهذا ما یعودهم على العمل فی الفرق البحثیة حتى عن بعد، وعلى أستاذ المقرر أن یضیف نفسه کعضو فی کل مجموعة لسهولة المتابعة.

  • تکوین أول شرارة للبدء: وتتکون هذه الشرارة بفعل أستاذ المقرر، حیث یقوم بتفعیل جمیع روابط المجموعات، وهذا الإجراء من شأنه یثیر ضجة فی الشعبة؛ حیث تظهر هذه الإضافات فی التنبیهات، والإعلانات، مرکز التقدیرات، ودرجاتی، مما یثیر انتباه الطالبة ویجعلها تتساءل ما هذا؟. وهنا یبدأ أستاذ المقرر فی شرح ما سوف یقدمه للطالبات، من خلال الدورات التدریبیة المقترحة، أو ما یسمع من الطالبات عبارات: کیف أفعل ذلک؟، لم أسمع عن هذه المصطلحات من قبل، أخشى العمل بهذه الطریقة، لم نستخدم هذه الروابط من قبل.
  • مکونات شرارة البدء:

!   الویکی: إنشاء صفحة ویکی ویضاف علیها العناصر التالیة: قائمة ببلیوغرافیة، خطة البحث (مقدمة، مشکلة، أهداف، أهمیة، مصطلحات، منهج، عینة، حدود)، الإطار النظری، نتائج، توصیات، مراجع. على أن یکون درجة المجموعة محددة على صفحة الویکی، وأن تحدد عدد الإضافات اثنان أو ثلاثة لکل طالبة، فمثلا إذا کان عدد الطالبات فی المجموعة (5) یکون التصحیح بعد (10) مشارکات لکل مجموعة.

!   مهامی: أدراج فی مهامی عنصرین أساسیین: حددی مع زمیلاتک موضوع         بحثک باستخدام لوحة المناقشات - من خلال ما تعلمتیه فی الدورة التدریبیة لتصفح المکتبة الرقمیة السعودیة کونی قائمة ببلیوغرافیة تتناسب وموضوع بحثک وضعیها  على الویکی. على أن تحدد درجة أهمیة عالیة، وفی حدود زمنیة لا تزید عن أسبوع لکل مهمة.

!   تبادل الملفات: یطلب من الطالبات وضع ما تم تنزیله من المکتبة الرقمیة فی رابط تبادل الملفات، مع تحدید عدد من المراجع التی على کل طالبة تنزیلها، للتدریب على کیفیة الحصول على المراجع وحفظها وإتاحتها لزمیلاتها، فکل ما أحصل علیه هو ملک للمجموعة.

!   إنشاء إعلان على صفحة الإعلانات للتنبه على الطالبات للعمل فی المجموعات.

!   إضافة المجموعات ضمن المدیولات التعلیمة داخل محاضرات وأنشطة المقرر.

  • متابعة الطالبات بشکل مستمر من خلال استعراض أسبوعی لما تم إنجازه فی کل مجموعة، وتنبیه المتقاعسة منهن باستمرار لأداء العمل بشکل جید. وذلک من خلال الدخول على مرکز التقدیرات بشکل دوری. (یجب أن تشعر الطالبة بذلک). ویجب الدخول على تقییم الدورة التدریبیة باستمرار لمراقبة أداء الطالبات، والذی یعکس بشکل دقیق جدا نشاط الطالبات من خلال لوحة معلومات الأداء.

وقد أشار "ستیف وات" Steve Watt (2016) وهو نائب رئیس بلاک بورد الإقلیمی لأسترالیا ونیوزیلندا فی قوله "ما لا یمکن قیاسه لا یمکن إدارته"؛ حیث یرى إنه فی مؤسسات کبیرة مثل الجامعة، تتباین احتیاجات المتعلمین وفقا لشخصیتهم. لهذا تعتبر تقنیات تحلیل البیانات فی غایة من الأهمیة؛ حیث تصبح تحلیلات التعلم کالأشعة السینیة، فهی أفضل وسیلة لتسلیط الضوء على تعلم الطالب والتنبؤ به، من حیث مدى الوفاء باحتیاجات الطلاب         وهل تواجه مخاطر التعلم. فنظام إدارة التعلم (Blackboard) یوفر أسالیب وتقاریر مهمة لاختبار مدى ملاءمة التدابیر المختلفة، والتدخلات التجریبیة والردود على المخاطر التی تکشف عنها البیانات.

  • التنبیه على الطالبات أن العمل على الویکی لیس الوسیلة الوحیدة لتقییم المجموعة، ولکن یعتمد على التفاعل العام، والنشاط على کل الروابط من لوحة مناقشات، وبرید المقرر، والیومیات، وتبادل ملفات، وأیضا على المنتج النهائی للبحث وعرضه.
  • لفت نظر الطالبات أن التقییم الظاهر لها فی درجاتی لیس التقییم النهائی، ولکن قابل للزیادة والنقص تبعا لتفاعلها الأسبوعی على المجموعة وروابطها.

(ه) نتائج التطبیق:

بعد تجریب توظیف إمکانات نظام إدارة التعلم (Blackboard) فی تنمیة مهارات البحث العلمی على عینة البحث من طالبات الدبلوم التربوی بکلیة العلوم والآداب للبنات بالنماص – جامعة بیشة فی الفصل الدراسی الثانی من العام الجامعی (1436-1437)، لوحظ تحسن فی مهارات البحث العلمی مقارنة بأدائهن فی الفصل الدراسی الأول، وهذا ما یتضح من خلال عرض نتائج الطالبات المصورة لتوظیف إمکانات نظام إدارة التعلم (Blackboard) فی تنمیة مهارات البحث العلمی بالفصل الدراسی الثانی (انظر ملحق رقم6):

  1. تمکن الطالبات من استخدام المحرکات البحثیة المختلفة من خلال تصفح المکتبة الرقمیة السعودیة وتنزیل عدد من الملفات لمراجع تتعلق بموضوع البحث.
  2. تمکن الطالبات من تکوین قائمة ببلیوغرافیة للبحث وعرضها على الویکی.
  3. التمکن من استخدام التقنیات المختلفة فی البرنامج، وتوظیفها بشکل فعال فی العمل التعاونی.
  4. التمکن من استخدام التقنیات المختلفة المتوفرة فی المجموعات البحثیة من: لوحة المناقشات، الویکی، البرید الإلکترونی، المدونات لتنمیة مهارات الاتصال بین أعضاء المجموعة (رغم عدم إدخالها ضمن التقییم).
 
   

 

 

 

 

 

 

 

شکل (2)
المواقع المستخدمة من قبل إحدى الطالبات قبل التطبیق

 

 

 

 

 

شکل (3)
المواقع المستخدمة من قبل إحدى الطالبات بعد التطبیق

ومن الملاحظ من الشکل السابق أنه قد تطورت مهارات الطالبات وفاعلیتهن فی استخدام الموقع والروابط المختلفة فیه؛ حیث کان فی الأول یقتصر على تفعیل روابط مثل: المحاضرات، الواجبات، الاختبارات، ابدأ من هنا، فقد بلغ متوسط عدد ساعات تفاعل الطالبات على النظام فی الشعبتین رقمی (159، 233) (2.73، 2.99) ساعة على التوالی، بمتوسط عام (2.86) ساعة فقط، وذلک فی الفصل الدراسی الأول الذی لم یتم فیه تدریب الطالبات على استخدام نظام إدارة التعلم (Blackboard) فی تنمیة مهارات البحث العلمی. أما بعد التطبیق فی الفصل الدراسی الثانی، وبعد تلقی الطالبات الدورات التدریبیة اللازمة لتنمیة مهارتهن فی استخدام نظام إدارة التعلم (Blackboard) لتنمیة مهارات البحث العلمی، فقد بدأت الطالبات فی استخدام: الإعلانات، ولوحة المناقشات، والبرید الإلکترونی، وتبادل الملفات، والمحتویات، والیومیات، ودرجاتی، والمهام، والتعاونی، بالإضافة إلى الروابط السابقة، حیث بلغ متوسط عدد ساعات تفاعل الطالبات على النظام فی الشعبتین رقمی (537، 538)، (13.38، 13.57) ساعة على التوالی، بمتوسط عام (13.475) ساعة، بزیادة متوسطة قدرها (10.615) ساعة (انظر ملحق رقم 7 "مؤشرات نشاط الطالبات على موقع نظام إدارة التعلم (Blackboard) فی الفصل الدراسی الثانی")، وهذا مؤشر استخدمته الباحثة لقیاس مدى فعالیة الطالبات على الموقع أثناء التطبیق.

  1. تجمیع العناصر البحثیة، وتوظیف الملفات المساعدة فی إعداد الورقة البحثیة وفق لمعاییر علمیة سلیمة.
  2. تصمیم صفحة نهائیة للمجموعة لها شعار یعبر عن موضوع البحث.

 

شکل (4)
تصمیم صفحة نهائیة للمجموعة لها شعار یعبر عن موضوع البحث

  1. تقدیم ملف وورد نهائی للبحث وفق الشروط العلمیة للبحث العلمی مع تصمیم عروض تقدیمة بطریقة سلیمة لعرض نتائج البحث وشرحها وتقدیمها فی عرض علنی جماعی.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

\شکل (5)
تقدیم المجموعة ملف وورد نهائی للبحث

  1. من خلال التطبیق اتضح أن أداء ومهارات الطالبات فی المجموعات الکبیرة (6-8) کان أفضل من المجموعات المتوسطة (4) والصغیرة (3)، کما أتضح أن المجموعات التی انجزت مهماتها بنجاح کان لها قائد للمجموعة قام بتنسیق العمل وتوجیهه، لذا یعتقد أن سبب نجاح المجموعات الکبیرة زیادة فرصة تواجد طالبة ذات مهارات قیادیة أکبر فی المجموعات الکبیرة.
  2. سهولة المتابعة من قبل أستاذ المقرر للمجموعات اذا کان عددها أقل فی الشعبة، (المجموعات الکبیرة)، کما أن هناک إمکانیة للتقویم المستمر وتحدید المقصر فی المجموعة باستمرار.
  3. تکون اتجاهات إیجابیة نحو البحث العلمیة نتیجة لتمکنهن من مهارات البحث العلمی.
  4. تشجیع التعلم الذاتی، وهذا ما اتفق مع دراسة "کابانیلاس"، "مارتینیز" Cabanillas, Martinez (2013) التی أکدت أن استخدام التعلم الإلکترونی یزید من قابلیة الطلاب للتعلم الذاتی، حیث لوحظ أنه یعزز المشارکة الأولیة. فالدوافع الذاتیة الموجود داخل الفرد ترتبط بأداء الطالب. فی فهناک صلة مباشرة بین الدوافع الذاتیة (ممثلة فی التنظیم الذاتی فی عملیة التعلم) والإنجاز. فإذا کان هذا النوع من الدوافع ینبع من داخل الفرد، فالحوافز التی تولد الدوافع الذاتیة تتمثل فی الفضول والمتعة والفائدة من التعلم. ویمکن أن تثار هذه الدوافع باستخدام المهام التی یتم تقدیمها للمتعلمین. وهذا یثبت أن البرنامج قد زاد من حافز الطالبات من خلال مکافأتهم المستمرة على أدائهم للمهام وارتیاحهن بعد أن تحسنت کفاءتهن فی البحث العلمی وإتقان أدواته.
  5. سعادة الطالبات نتیجة لتقدیم بحوث قمن بأنفسهن بإعدادها، عوضا عن طلب العون من المکاتب المتخصصة فی ذلک بأسعار باهظة (اتجاه سلبی ؟؟؟؟)
  6. شکوى الطلاب من حداثة الأسلوب وعدم قدرتهم فی بدایة العمل على التعامل معه      (وهذا طبیعی وقد سمح لهم بالاستفسار المستمر إلى أن أتقنوا العمل).
  7. الشکوى المستمرة من سوء شبکة الإنترنت بالمنطقة (منطقة السروات بالمملکة ذات طبیعة جبلة وتقلبات جویة حادة تؤدی إلى انقطاع الاتصال فی بعض المناطق).
  8. ضیق الوقت نظرا لقیامهن بالتطبیق العملی فی الفصل الدراسی الثانی واقتراح بعض الطالبات تطبق هذا الأسلوب خلال الفصل الأول لتواجدهم المستمر بالکلیة.


(و) توصیات البحث:

فی ضوء نتائج البحث، ومن أجل المساعدة فی تطویر الواقع الحالی لاستخدام نظام إدارة التعلم (Blackboard) فی عملیة التدریس الجامعی توصی الباحثة، بما یلی:

  1. توعیة الطالبات وأعضاء هیئة التدریس بأهمیة توظیف التعلم الإلکترونی فی العملیة التعلیمة عامة، وفی تنمیة مهارات البحث العلمی خاصة.
  2. إضافة مقرر متخصص فی مهارات البحث العلمی لأهمیته لطالبات الدبلوم التربوی، واستخدام هذا البرنامج فیه للتغلب على مشکلة ضیق الوقت، على أن یدرس خلال الفصل الأول، وتقدم المشاریع البحثیة خلال الفصل الدراسی الثانی.
  3. عمل دورات تدریبیة مکثفة فی بدایة الفصل الدراسی الأول على مهارات استخدام نظام إدارة التعلم (Blackboard)، قبل البدء فی عملیة التدریس الفعلیة، والعمل على الاستفادة من جمیع الخدمات التی توفرها تلک البرمجیة، والترکیز على الأنشطة التفاعلیة والمجموعات.
  4. تکاتف أعضاء هیئة التدریس فی ذلک العمل حتى لا یکون هناک تعارض أو تضارب فیما بین التخصصات.
  5. أن تقسم الطالبات على التخصصات حیث تقوم الطالبة بإجراء ثلاثة بحوث فقط فی المجالات التربویة الثلاث الأساسیة: الأصول، المناهج، علم النفس؛ لتدریب الطالبات على الأنواع المختلفة من المناهج البحثیة: الوصفیة، والتاریخیة، وشبه التجریبیة.
  6. ترک الحریة للطالبات فی اختیار المجال، ولکن على عضو هیئة التدریس تحدید الموضوعات، لنقص خبرة الطالبات، ولضمان جدیة البحوث وتنوعها.
  7. تقسیم الطالبات إلى مجموعات کبیرة (6-8) طالبت، وإذا کان لابد من تقسیمهن إلى مجموعات صغیرة، فلابد وأن یعید أستاذ المقرر توزیع الطالبات بحیث یضع فی کل مجموعة طالبة على الأقل تمتلک مهارات قیادیة.
  8. حرص أستاذ المقرر على إجراء التقویم المستمر، وتوجیه الطالبات إلى العمل بطریقة صحیحة، وذلک عن طریق تقییم الأداء وتعدیل درجة التقییم وفقا لدرجة الاستجابة، حتى تشعر الطالبة بضرورة التفاعل المستمر.
  9. توجیه الطالبات فی بدایة العمل وتکوین الشرارة الأولى من قبل أستاذ المقرر، من خلال افتتاح الویکی وکتابة الخطوات الأولیة، والاستمرار فی کتابة المهام الأساسیة         (إجباریا) للمجموعة إلى أن ینخرط الطالبات فی العمل، ثم ترکهن بعد ذلک لأداء العمل بشکل ذاتی.
  10. توفیر إمکانیة الاتصال بالإنترنت لجمیع أعضاء هیئة التدریس، فی المعامل ذات سرعة عالیة، ووضع خطط بدیلة لمعالجة الانقطاع فی الاتصال، وتوفیر إمکانیة الاتصال اللاسلکی بالإنترنت فی الجامعة لأعضاء هیئة التدریس والطالبات.
  11. توفیر الدعم المادی والمعنوی لمطبقی التعلم الإلکترونی بمستویاته الثلاثة: الداعم، والمدمج، والکامل وفق لمعاییر معینة.
  12. تصمیم مقررات التعلم الإلکترونی على أساس معاییر علمیة واضحة لضمان الاستمراریة.
  13. العمل على تشجیع أعضاء الهیئة التدریسیة فی جامعة بیشة على تجریب استخدام         تلک البرمجیة أو تطویر برمجیات أخرى مماثلة تساعدهم فی إدارة العملیة التعلیمیة من        اجل التوجه نحو توفیر التعلم عن بعد مستقبلا فی الجامعة، ومن اجل توفیر طرق       تدریس جدیدة.
  14. إجراء مزید من الدراسات حول استخدام تلک البرمجیة فی التدریس للتأکد من فاعلیتها وتحدید معوقات استخدامها.
  15. العمل على إجراء مزید من التدریب للمستخدمین على تلک البرمجیة ومحاولة الاستفادة منها فی جمیع الخدمات التی توفرها.

(ز) مقترحات البحث:

  1. إجراء دراسة مماثلة لتوظیف إمکانات نظام إدارة التعلم (Blackboard) على نطاق واسع للتعرف على أثره فی تنمیة مهارات البحث العلمی لدى طالبات وطلاب الدبلوم التربوی بجامعة بیشة.
  2. عمل بحوث مشابهة، لتوظیف إمکانات نظام إدارة التعلم (Blackboard) تهدف إلى تنمیة مهارات التعلم المختلفة کتطبیقات تربویة على نظام إدارة التعلم (Blackboard).

 

المراجع

  1. الجراح، عبد المهدی علی (2011). اتجاهات طلبة الجامعة الأردنیة نحو استخدام برمجیة بلاک بورد فی تعلمهم، دراسات العلوم التربویة، الأردن، مج 38، ص ص1304-1293.
  2. السعدی، مهرة یحیى حسین موجان (2014)، فاعلیة نظام إدارة تعلم إلکترونی فی تسهیل إدارة مقرر إلکترونی لتحسین التحصیل فی مادة الریاضیات لدى طلاب المرحلة المتوسطة، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة-جامعة الباحة.
  3. العقلا، علی بن فراج (2010)، متطلبات تطبیق بیئات التعلم الإلکترونی فی الجامعات السعودیة، مجلة بحوث التربیة النوعیة، جامعة المنصورة، ع17، ص ص55-68.
  4. الغدیان، عبد المحسن بن عبد الرزاق (2009)، التعلم الإلکترونی : دراسة            تقویمیة لتجربة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة من جهة نظر الطلاب والطالبات، مجلة العلوم الإنسانیة والاجتماعیة، السعودیة، ص ص99-163.
  5. بودهان، یامین (2011) المکون المعرفی ودوره فی ضمان الجودة فی التعلم الإلکترونی، مجلة المعلوماتیة، السعودیة، ع33، ص ص15-24.
  6. فرَّاج، خالد خمیس (2016). البحث العلمی للمدارس والجامعات،

www.angelfire.lycos.com.

  1. زیتون، کمال عبد الحمید (2004). منهجیة البحث التربوی والنفسی من المنظور الکمی والکیفی، (القاهرة: عالم الکتب،)، ص 44.
  2. السلوم، عثمان بن إبراهیم (2011). الفصول الافتراضیة وتکاملها مع نظام إدارة التعلم الإلکترونی بلاک بورد (Blackboard)، دراسات المعلومات، ع11، ص ص111-127.
  3. طایع، سامی (2007). مناهج البحث وکتابة المشروع المقترح للبحث، مرکز تطویر الدراسات العلیا والبحوث، جامعة القاهرة، 2007.

10. عبد العزیز، غادة عبد الحمید (2014). أثر مستوى التعلم الإلکترونی فی تدریس المقررات بنظام إدارة التعلم Blackboard على التحصیل المعرفی وکفاءة التعلم للطالبات، دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس – السعودیة، ع52، ج2، أغسطس، ص ص113-158.

11. عبد الغفور، نضال (2011). الأطر التربویة لتصمیم التعلم الإلکترونی، مجلة المعلوماتیة، السعودیة، ع34، ص ص45-61.

12. عیاد، سوزان عطیة (2008). مصطفة السید، توظیف بیئات التعلم الافتراضیة فی بناء المقررات الإلکترونیة بنظام البلاک بورد فی التعلیم الجامعی، التربیة جامعة الأزهر – مصر، ع 138، ج1، دیسمبر، 179-233.

13. فان دالین (1969). منهج البحث فی التربیة وعلم النفس، (ترجمة: محمد نبیل نوفل وآخرون)، القاهرة: الأنجلو المصریة.

14. محمد، محمد علی (1984). علم الاجتماع والمنهج العلمی - دراسة فی طرائق البحث وأسالیبه، الإسکندریة: دار المعرفة الجامعیة.

15. نصر، نوال، وشاهین، أمیرة (2010)، جودة التعلم الإلکترونی وفقا لمعاییر دول         الاتحاد الأوروبی، مؤتمر کلیة التربیة ببورسعید، مصر، مج1، ص ص199-209.

16. Belanger, Y. (2008). Summary of fall 2003 Blackboard survey results. Retrieved 2016 from

                             www.Blackboard.duke.edu/pdf/Bb_survey_report_ f2003.pdf.

17. Bhagyayati E., Kurkovsky S. and Whitehead C. (2005). Using asynchronous discussions to enhance student participation in CS courses. ACM SIGCSE Bulletin 37(1):111-115.

18. Bowdoin College. 2005. Retrieved 2016 from

 www.bowdoin.edu/it/pedagogy/files/bb-Student Satisfaction.ppt.

19. Bradford, P., Porciello, M., Balkon, N., and Backus, D. (2007). The Blackboard Learning System: The Be all and End All in Educational Instruction. Journal of Educational Technology Systems, 35(3), 301-314.

20. Cabanillas, I. De La Cruz, Martinez, C. Tejedor (2013). The Wonderful World Of Words: A Computer-Based Learning Experience, Resla 26, 159-176.

21. Chen, C., & Bcadshaw, A. (2007). The effect of web-based question prompts on scaffolding knowledge integration and ill-structured problem solving. Journal of Research on Technology in Education, 39(4)359-376.

22. Fazio, R. and Roskos, E. (2008). Acting as we feel: When and how attitudes guide behavior. T. C. Brock and S. Shavitt (Eds.), The psychology of persuasion (2nd Ed.). New York: Allyn & Bacon.

23. Graham, C., Cagitay, K., Lim, B., Craner, J. and Duffy, T. (2001). Seven principles of effective teaching: A practical lens for evaluating online courses. Retrieved

www.westvalley.edu/trc/seven.html 2016 from.

24. Holmes, B., & Gardner, J. (2006). E-learning concepts and practice. London: SAGE

25. Howard, C. (2012). Technology in higher education. In W. Buskist & V. A. Benassi(Eds.), Effective College and University Teaching Strategies and Tactics for the New Professoriate (pp.163-172). Los Angeles, CA: SAGE.

26. Jayson, S. (2006). Blackboard breaks through. The Motley Fool. Retrieved 2016 from

http://www.fool.com/investing/small-cap/2006/05/09/Blackboard-breaksthrough. aspx?source=isesitlnk0000001&mrr=1.00.

27. Koutropoulos, A. (2010). Creating Networking Communities beyond The Classroom, Human Architecture: Journal Of The Sociology Of Self-Knowledge, Viii, 1, Spring, 71-78

28. Making the Most of Discussions (2016). Blackboard Learn 9.1, United States, https://www.trentu.ca/it/learningsystem/documents/discussions.pdf

29. Ojo, D. and Olakulehin, F. (2006). Attitudes and perceptions of students to open and distance learning in Nigeria. International Review of Research in Open and Distance Learning, 7(1), 1-10

30. Olsen, F. (2001). Getting ready for a new generation of course-management systems. Chronicle of Higher Education 48(17), 25-28.

31. Pule, D. (2004). Leedy, practical research planning, and design,2nd edition, Pearson Education Limited, British Library, 2004.

32. Pittinsky, M. and Bell, T. (2005). From the dining hall to the campus bookstore to a networked transaction environment: Overview white paper. Blackboard, Inc.

33. Servonsky, E., Daniels W. and Davis B. (2005). Evaluation of Blackboard as a platform for distance education delivery. ABNF Journal 16(6), 132-135.

34. Simon, J. (2011). Rofe, Teaching And Training The ‘Ir Model’: A Schema For Pedagogic Design And Development In International Relations Distance Learning Programmes, european political science, 103-117

35. Steve Watt (2016). Retaining the New Learner: Challenges and Solutions, http://blog.Blackboard.com/retaining-the-new-learner-challenges-and-solutions/?lang=uki.

36. Swan, K. (2003). Learning effectiveness: what the research tells us. In J. Bourne & J. Moore (Eds.), Elements of Quality Online Education Practice and Direction (pp.13-45). USA: Sloan.

37. Tekinarslan, E. (2009). Turkish university students’ perceptions of the World Wide Web as a learning tool: An investigation based on gender, socio-economic background, and Web experience. The International Review Research in Open Distance Learning, 10(2), 1-19.

38. Zhang, W., Perris, K., and Yeung, L. (2005). Online tutorial support in open and distance learning: students’ perceptions. British Journal of Educational Technology,36(5),         789-804.

 

 

  1. المراجع

    1. الجراح، عبد المهدی علی (2011). اتجاهات طلبة الجامعة الأردنیة نحو استخدام برمجیة بلاک بورد فی تعلمهم، دراسات العلوم التربویة، الأردن، مج 38، ص ص1304-1293.
    2. السعدی، مهرة یحیى حسین موجان (2014)، فاعلیة نظام إدارة تعلم إلکترونی فی تسهیل إدارة مقرر إلکترونی لتحسین التحصیل فی مادة الریاضیات لدى طلاب المرحلة المتوسطة، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة-جامعة الباحة.
    3. العقلا، علی بن فراج (2010)، متطلبات تطبیق بیئات التعلم الإلکترونی فی الجامعات السعودیة، مجلة بحوث التربیة النوعیة، جامعة المنصورة، ع17، ص ص55-68.
    4. الغدیان، عبد المحسن بن عبد الرزاق (2009)، التعلم الإلکترونی : دراسة            تقویمیة لتجربة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة من جهة نظر الطلاب والطالبات، مجلة العلوم الإنسانیة والاجتماعیة، السعودیة، ص ص99-163.
    5. بودهان، یامین (2011) المکون المعرفی ودوره فی ضمان الجودة فی التعلم الإلکترونی، مجلة المعلوماتیة، السعودیة، ع33، ص ص15-24.
    6. فرَّاج، خالد خمیس (2016). البحث العلمی للمدارس والجامعات،

    www.angelfire.lycos.com.

    1. زیتون، کمال عبد الحمید (2004). منهجیة البحث التربوی والنفسی من المنظور الکمی والکیفی، (القاهرة: عالم الکتب،)، ص 44.
    2. السلوم، عثمان بن إبراهیم (2011). الفصول الافتراضیة وتکاملها مع نظام إدارة التعلم الإلکترونی بلاک بورد (Blackboard)، دراسات المعلومات، ع11، ص ص111-127.
    3. طایع، سامی (2007). مناهج البحث وکتابة المشروع المقترح للبحث، مرکز تطویر الدراسات العلیا والبحوث، جامعة القاهرة، 2007.

    10. عبد العزیز، غادة عبد الحمید (2014). أثر مستوى التعلم الإلکترونی فی تدریس المقررات بنظام إدارة التعلم Blackboard على التحصیل المعرفی وکفاءة التعلم للطالبات، دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس – السعودیة، ع52، ج2، أغسطس، ص ص113-158.

    11. عبد الغفور، نضال (2011). الأطر التربویة لتصمیم التعلم الإلکترونی، مجلة المعلوماتیة، السعودیة، ع34، ص ص45-61.

    12. عیاد، سوزان عطیة (2008). مصطفة السید، توظیف بیئات التعلم الافتراضیة فی بناء المقررات الإلکترونیة بنظام البلاک بورد فی التعلیم الجامعی، التربیة جامعة الأزهر – مصر، ع 138، ج1، دیسمبر، 179-233.

    13. فان دالین (1969). منهج البحث فی التربیة وعلم النفس، (ترجمة: محمد نبیل نوفل وآخرون)، القاهرة: الأنجلو المصریة.

    14. محمد، محمد علی (1984). علم الاجتماع والمنهج العلمی - دراسة فی طرائق البحث وأسالیبه، الإسکندریة: دار المعرفة الجامعیة.

    15. نصر، نوال، وشاهین، أمیرة (2010)، جودة التعلم الإلکترونی وفقا لمعاییر دول         الاتحاد الأوروبی، مؤتمر کلیة التربیة ببورسعید، مصر، مج1، ص ص199-209.

    16. Belanger, Y. (2008). Summary of fall 2003 Blackboard survey results. Retrieved 2016 from

                                 www.Blackboard.duke.edu/pdf/Bb_survey_report_ f2003.pdf.

    17. Bhagyayati E., Kurkovsky S. and Whitehead C. (2005). Using asynchronous discussions to enhance student participation in CS courses. ACM SIGCSE Bulletin 37(1):111-115.

    18. Bowdoin College. 2005. Retrieved 2016 from

     www.bowdoin.edu/it/pedagogy/files/bb-Student Satisfaction.ppt.

    19. Bradford, P., Porciello, M., Balkon, N., and Backus, D. (2007). The Blackboard Learning System: The Be all and End All in Educational Instruction. Journal of Educational Technology Systems, 35(3), 301-314.

    20. Cabanillas, I. De La Cruz, Martinez, C. Tejedor (2013). The Wonderful World Of Words: A Computer-Based Learning Experience, Resla 26, 159-176.

    21. Chen, C., & Bcadshaw, A. (2007). The effect of web-based question prompts on scaffolding knowledge integration and ill-structured problem solving. Journal of Research on Technology in Education, 39(4)359-376.

    22. Fazio, R. and Roskos, E. (2008). Acting as we feel: When and how attitudes guide behavior. T. C. Brock and S. Shavitt (Eds.), The psychology of persuasion (2nd Ed.). New York: Allyn & Bacon.

    23. Graham, C., Cagitay, K., Lim, B., Craner, J. and Duffy, T. (2001). Seven principles of effective teaching: A practical lens for evaluating online courses. Retrieved

    www.westvalley.edu/trc/seven.html 2016 from.

    24. Holmes, B., & Gardner, J. (2006). E-learning concepts and practice. London: SAGE

    25. Howard, C. (2012). Technology in higher education. In W. Buskist & V. A. Benassi(Eds.), Effective College and University Teaching Strategies and Tactics for the New Professoriate (pp.163-172). Los Angeles, CA: SAGE.

    26. Jayson, S. (2006). Blackboard breaks through. The Motley Fool. Retrieved 2016 from

    http://www.fool.com/investing/small-cap/2006/05/09/Blackboard-breaksthrough. aspx?source=isesitlnk0000001&mrr=1.00.

    27. Koutropoulos, A. (2010). Creating Networking Communities beyond The Classroom, Human Architecture: Journal Of The Sociology Of Self-Knowledge, Viii, 1, Spring, 71-78

    28. Making the Most of Discussions (2016). Blackboard Learn 9.1, United States, https://www.trentu.ca/it/learningsystem/documents/discussions.pdf

    29. Ojo, D. and Olakulehin, F. (2006). Attitudes and perceptions of students to open and distance learning in Nigeria. International Review of Research in Open and Distance Learning, 7(1), 1-10

    30. Olsen, F. (2001). Getting ready for a new generation of course-management systems. Chronicle of Higher Education 48(17), 25-28.

    31. Pule, D. (2004). Leedy, practical research planning, and design,2nd edition, Pearson Education Limited, British Library, 2004.

    32. Pittinsky, M. and Bell, T. (2005). From the dining hall to the campus bookstore to a networked transaction environment: Overview white paper. Blackboard, Inc.

    33. Servonsky, E., Daniels W. and Davis B. (2005). Evaluation of Blackboard as a platform for distance education delivery. ABNF Journal 16(6), 132-135.

    34. Simon, J. (2011). Rofe, Teaching And Training The ‘Ir Model’: A Schema For Pedagogic Design And Development In International Relations Distance Learning Programmes, european political science, 103-117

    35. Steve Watt (2016). Retaining the New Learner: Challenges and Solutions, http://blog.Blackboard.com/retaining-the-new-learner-challenges-and-solutions/?lang=uki.

    36. Swan, K. (2003). Learning effectiveness: what the research tells us. In J. Bourne & J. Moore (Eds.), Elements of Quality Online Education Practice and Direction (pp.13-45). USA: Sloan.

    37. Tekinarslan, E. (2009). Turkish university students’ perceptions of the World Wide Web as a learning tool: An investigation based on gender, socio-economic background, and Web experience. The International Review Research in Open Distance Learning, 10(2), 1-19.

    38. Zhang, W., Perris, K., and Yeung, L. (2005). Online tutorial support in open and distance learning: students’ perceptions. British Journal of Educational Technology,36(5),         789-804.