نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
أستاذ مساعد بقسم رياض الأطفال کلية التربية – جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل
المستخلص
الموضوعات الرئيسية
کلیة التربیة
کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم
إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)
=======
صورة الطفل الیتیم فی الأمثال الشعبیة
إعــــداد
د / حنان عبد الغفار عطیة
أستاذ مساعد بقسم ریاض الأطفال
کلیة التربیة – جامعة الإمام عبد الرحمن بن فیصل
} المجلد الثالث والثلاثین– العدد الرابع – یونیه 2017م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
ملخص البحث
تعتبر الأمثال الشعبیة أحد الفنون الشعبیة التی تؤثر على سلوک الإنسان، فهی مرآة لطبیعة ومعتقدات الناس ومشاعرهم وأفکارهم وتقالیدهم وعاداتهم، وتتسم الأمثال بسرعة انتشارها وتداولها من جیل إلى جیل، ولذلک یهدف البحث الحالی إلى التعرف على صورة الطفل الیتیم فی الأمثال الشعبیة.
Research Summary
Considered proverbs A folk art that affect human behavior, it is a mirror of nature and people 's beliefs and their feelings and their thoughts and their traditions and customs, and are parables quickly spread and traded from generation to generation, and that current research aims to identify the image of the child an orphan in proverbs.
أوصی الإسلام بالطفل الیتیم والاهتمام به، وحث على الإحسان إلیه، فقد قال تعالی فی کتابه الکریم (فَأَمَّا الْیَتِیمَ فَلَا تَقْهَرْ) (سورة الضحى:9)
(وَیَسْأَلُونَکَ عَنِ الْیَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَیْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُکُمْ وَاللّهُ یَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَکُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِیزٌ حَکِیمٌ)(سورة البقرة:220).
ومن الأحادیث النبویة الشریفة التی تحث على رعایة الیتیم. عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله :(أنا وکافل الیتیم فی الجنة کهاتین وأشار بالسبابة والوسطى) رواه البخاری.
فرعایة الأطفال الأیتام عبر التاریخ أصبحت غایة اجتماعیة سواء من جانب الشّرائع السّماویّة أو من جانب علوم الدّراسات الإنسانیّة.
وبانتشار الأمثال الشعبیة فی العدید من الدول العربیة والاسلامیة والتی تناولها الکثیر من الکُتاب فی کتابتهم، ومع تحول اللهجات العربیة الفصحى إلى العامیة، بدأت تظهر الأمثال باللهجات المختلفة الشامیة، المصریة،الحجازیة، الجزائریة والیمنیة، الخ.......
ولهذا حظیت الأمثال الشعبیة باهتمام کبیر عند العرب،نظراً للأهمیة التی تکتسبها الأمثال فی الثقافة العربیة، حیث تعتبرالأمثال من أبرز عناصر الثقافة الشعبیة،ومرآة لطبیعة ومعتقدات الناس،لتغلغلها فی معظم جوانب حیاتهم الاجتماعیة، فالأمثال وضعت نتیجة حوادث اقتضتها، فصار المثل عندهم کالعلامة التی یعرف بها الشیء.
ومن الأمثال الشعبیة ما تفرزها حکایة أو نکتة شعبیة، فالمثل الشعبی یعتبر أحد الفنون الشعبیة المؤثرة على سلوک الإنسان وحصیلة لخبرة اجتماعیة أو تجربة انسانیة.
فالإنسان عندما یتحدث یکون لحدیثه هدف یرید تحقیقه، وکذلک الأمثال الشعبیة حینما یرددها الناس فإنها تعکس مشاعرهم وآمالهم وآلامهم وأفرحهم وأحزانهم وتفکیرهم، وطریقة تعاملهم مع بعضهم البعض.
من هنا أردنا من خلال الأمثال الشعبیة التعرف على نظرة المجتمع للطفل الیتیم وعلى سماته.
کما أن الأبحاث التی تناولت الطفل فی التراث الشعبی على حد علم الباحثة نادرة وخاصة التی تناولت الطفل الیتیم، مما دفع الباحثة الی الاهتمام بهذا البحث.
أشار (قدیس،2010 :15) فی کتابه" الإنسانیة تتشابه رؤیة عربیة للأمثال الکوریة" بأن الأمثال الشعبیة هی محصلة تجارب الإنسانیة، فهی ذات مغزى وقیمة أدبیة کبیرة ویتأثر بها الأفراد نفسیاً، کما أنها لون من ألوان الفنون الشعبیة التی لها تأثیر على سلوک الأفراد إما ایجابیاً أو سلبیاً، فإذا کان التأثیر سلبی فقد یضر بالفرد والمجتمع.
والطفل الیتیم هو أحد أفراد المجتمع الذی قد یتأثر بهذه الأمثال الشعبیة وقد یکون التأثیر ایجابی أو سلبی فیظهر لنا من خلال شخصیته وتفاعله مع الآخرین ومن خلال دوره فی بناء هذا المجتمع.
حیث أکدت العدید من الدراسات على أن هذه الشریحة فی المجتمع تعانی من سوء التوافق النفسی والتعلیمی والاجتماعی مما یؤثر على اندماجهم فی هذا المجتمع کدراسة (قادری، 2014)، (نصر،2010)، (یونس ،2010). ومن هنا تحددت مشکلة البحث الحالی فی التعرف على صورة الطفل الیتیم فی الأمثال الشعبیة ومدى اتفاق هذه الصورة مع ما توصلت إلیه الدراسات النفسیة والاجتماعیة.
یهدف البحث الحالی إلى:
التعرف على صورة الطفل الیتیم فی الأمثال الشعبیة.
یکمن أهمیة البحث من الفئة موضع الدراسة للتعرف على طبیعة هذه الفئة ومساعدتها على الانخراط فی المجتمع لیکون لها دور بناء فهی فئة تمثل ثروة بشریة للمجتمع یجب الاهتمام بها ورعایتها وفقاً لما جاءت به الأدیان السماویة.
والعمل على إثراء التراث النظری بمعرفة هذه الشریحة من المجتمع نظراً لندرة الدراسات العربیة فی هذا الموضوع على حد علم الباحثة.وإفادة الباحثین والمختصین بملامح الطفل الیتیم السلبیة والإیجابیة ونقاط القوة والضعف لدیه فی الأمثال الشعبیة، لوضع البرامج الإرشادیة والعلاجیة لهم.
یستخدم البحث المصطلحات التالیة:
المثل الشعبی:
هو جملة أو قول مأثور متوارث شفاهة من جیل إلى جیل، تظهر بلاغته فی ایجاز لفظه وإصابة معناه. (سلیم، 85:2011)
الیتیم
هو من مات أبوه قبل البلوغ، ویطلق تجاوزاً على من فقد أحد والدیه أو کلیهما. (قوزح، 16:2011)
تری الباحثة أن أقرب مناهج البحث لهذا البحث هو منهج البحث المکتبی الوثائقی وهو کما یعرفه العساف (١٤٠٩ه) (الجمع المتأنی والدقیق للسجلات والوثائق المتوافرة ذات العلاقة بمشکلة البحث ،والتحلیل الشامل لمحتویاتها ؛بهدف استنتاج أدلة تساعد على الإجابة على أسئلة البحث ).
- الحدود المکانیة: الدول العربیة والإسلامیة.
- الحدود الزمانیة: 2015/2016
استخدمت الباحثة الأمثال الشعبیة الموجود بالکتب والمراجع والمتعلقة بموضوع البحث.
- جمع المادة العلمیة من أبحاث ودراسات ومقالات کتبت حول موضوع البحث.
- مراجعة الأدبیات والدراسات السابقة حول موضوع البحث.
- معالجة البیانات التی تم جمعها.
- تحلیل النتائج البیانات وتفسیرها والتعقیب علیها.
- تقدیم التوصیات والمقترحات نحو نتائج البحث.
المثل الشعبی
المثل فی معجم اللغة العربیة المعاصرة هو جملة من القول مقتطعة من کلام، أو مرسلة بذاتها، تنقل مما وردت فیه إلى مشابهة بدون تغییر مثل (الجار قبل الدار والرفیق قبل الطریق). (عمر، 2008 :2068)
ضرب مثلاً﴿ وَتِلْکَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ یَتَفَکَّرُونَ ﴾(سورة الحشر:21) صار مضرب الأمثال: مشهور معروف – مثل سائر: قول مأثور شائع بین الناس.
فالمثل الشعبی هوموروث اجتماعی ثقافی یتم تداوله بین أفراد المجتمع لتشبیه شیء بشیء مثله. (کشیک ،2014 :6).
کما یُعرف بأنه جمل قصیرة تتضمن الحکمة والحقائق والأخلاق والآراء التقلیدیة التی صدرت شفویاً من جیل إلى جیل.(Fahmi,2016:51)
فالأمثال الشعبیة والأقوال هی جزء لا یتجزأ من ثقافة ولغة الناس، فهی جزءاً هاماً من ثقافة اللغة البشریة والتی یمکن أن تجسد فنیاً مختلف جوانب الحیاة، الخبرة الاجتماعیة، أصالة المواقف الأخلاقیة والعقلیة والقیم الجمالیة،والنظرة للآخرین.
,2014: 318)( Syzdykov
وهذا ما أکدته دراسة (Joshua,2013: 47) بعنوان محددات الهویة الثقافیة من خلال الأمثال بأن الأمثال للمجتمع هی بمثابة صورة لطریقة حیاة الناس، وفلسفتهم، وانتقاداتهم وللحقائق الأخلاقیة والقیم الاجتماعیة، کما أنها تعبر عن وجهات النظر حول مجموعة متنوعة من المواضیع والمشاکل الهامة.
فالأمثال عادة نکتسبها ونتعلمها من الاستماع إلى حدیث الشیوخ باعتبارهم المستودع البشری من الحِکم. فالمثل هو قول حکیم أو ساخر یعالج جوهر المسألة فی سیاق معین بصدق وموضوعیة.
واتفقت معها دراسة (أبو زر ،2004: 11) بعنوان (أخطاء عقائدیة فی الأمثال والتراکیب والعادات الشعبیةالفلسطینیة)والتی أشارت إلى أهمیة الأمثال الشعبیة فی معالجة شئون الحیاة، والتحدث عن العادات والتقالید السائدة فی المجتمع والتعرض للمعتقدات الدینیة والعلاقات الإنسانیة.
کما أکدت دراسة (زاهر ،1994 :214) بعنوان (التراث الشعبی وتربیة الطفل المصری "دراسة تحلیلیة")أن أطفالنا لهم میراث شعبی یؤثر فی حیاتهم وتنشئتهم، ومن الأمثال الشعبیة التی أوضحت أهمیة تربیة الطفل بین والدیه وفی أحضان أسرته
(اللی یتولد فی الحی ما یضعش) أی الذی یولد بین أسرته وعشیرته لن یضیع، و (البطیخة ما تکبرش إلا فی بیتها) أی أن الطفل الذی یقوم بتربیته أسرة غیر أسرته لا ینمو لقلة الاهتمام والرعایة والعنایة به.
فالأمثال الشعبیة جمیعها تؤکد على أهمیة دور الأسرة فی حیاة الطفل لما لها من آثار إیجابیة فی مستقبله وبالتالی جعله محلاً لثقة المجتمع.
ومن الدراسات والبحوث العلمیة التی تناولت الطفل فی الأمثال الشعبیة دراسة (عامر ،2011 :415) بعنوان (الطفل فی الأمثال الشعبیة)والتی أکدت على أهمیة معرفة واقع الطفل فی الأمثال الشعبیة لما له من انعکاسات على واقع ومستقبل الأمة فی مختلف جوانب الحیاة فهناک أمثال إیجابیة تعمل على تنمیة الطفل تنمیة شاملة وأخرى سلبیة تسیء للأطفال یجب تلاشیها.
کما أشارت دراسة (عزت،2000 :21) بعنوان (صورة الطفل فی الأمثال الشعبیة) إلى الصورة التی رسمتها الأمثال العامیة المصریة للطفل عن سماته السلبیة والإیجابیة وأکثرها کانت إیجابیة مثل الأبناء (عزوة وسند)وموضع فخر، کما أوضحت الأمثال أثر الورثة والبیئة فی الطفل ومکانته بالأسرة وعلاقته بالمحیطین.
وبما أنه لا توجد دراسات تناولت الطفل الیتیم فی الأمثال الشعبیة على حد علمنا لهذا اهتمت هذه الدراسة بالأمثال الشعبیة الخاصة بالطفل الیتیم للتعرف على صورته وملامحه.
حیث أشار (باشا ،2010 :6)فی کتابه (الأمثال العامیة)إلى إحدى الأمثال الخاصة بالیتامى وهو)اتعلم الحجامة فی رُوس الیتامى). ویشیر المثل إلى استغلال وضعف الطفل الیتیم الذی یمکن لمن یرید تعلم المهنة أو الصنعة أن یتعلم ویتدرب فیه لأنه یحتاج إلى الحجامة بلا أجر، فهو غیر قادر على الاعتراض إذا أصابه ضرر.
ومن الأمثال الشعبیة الجزائریة والتی وردت بدراسة (سلیم ،2011: 87) بعنوان (الأمثال الشعبیة کخلفیة للعنف فی المجتمع الجزائری "دراسة تحلیلیة") وتدل على سوء المعاملة والعنف ضد الأطفال الأیتام (الیتیم إذا ضربتوااطغیه) و (اتعلم الحفافة – الحلاقة – فی رأس الیتامى) والذی یعنی تعلم فن الحلاقة على رؤوس الأیتام. فالیتیم حتى لو تم تشویه شعره لیس له من یدافع عنه لأنه یتیم.
وهذا یتفق مع المثل الفلسطینی (بتعلم الحجامة فی رؤوس الیتامى) والذی جاء فی کتاب (جبر، 138:2010) بعنوان (المثل الشعبی الفلسطینی) والمثلالحجازی (یتعلموا الغشامى فی رؤوس الیتامى)والذی یعطی نفس المعنى السابق.
کما یشیر مثل(الکعکة فی ید الیتیم عجبه) إلى الحرمان الذی یعانی منه الیتیم ومدى فرحه بالشیء البسیط وتعجب الناس من حصوله علیه.
وأوضحت دراسة(فالق، 215:2005) بعنوان (المثل الشعبی فی منطقة الأوراس) الأمثال الجزائریة حالة الطفل الیتیم الذی فقد أباه أو أمه (اللی مات باباه یتوسد الرَّکْبَة واللی ماتت مُّو یتوسد العتبة)ویدل على مدى تأثر الیتیم بفقده لوالدیه وعلى ما تحمله له الحیاة من المآسی، ومن الأمثال التی تدل على سوء حالة الیتیم وما سیتعرض له من ظلم وإهمال وسوء معاملة (ما توصی لیتیم على بْکِاوالدیه)، (ما توصی لیتیم على قبر باباه)،(ما عز لیتیم فی عام اللی مات فیه بوه یدور العام یلحقو).
أما الأمثال الشعبیة المغربیة فقد ورد فی کتاب (دادون،2000: 264) بعنوان (الأمثال الشعبیة المغربیة) المثل (لا توصی یتیم على بُکا) ویعنی أن الیتیم لدیه القدرة على استخدام الوسائل المختلفة لتحقیق غرضه سواء بالبکاء أو الشکوى حتى یلین قلبک وتتأثر بحالته وتحقق له ما یریده. وهو نفس المثل العراقی القائل (لا تعلم الیتیم عالبجی) والوارد بدراسة (عباس ،2012 :128) بعنوان العناصر المشترکة للأمثال العامیة العربیة، واتفق معهم بالمعنى المثل التونسی (ما توصّی یتیم على نواح)، والمثل السودانی (الیتیم ما یوصوا على البکاء).
ومن الأمثال المصریة (اللی بلا أم حاله یغم) والذی یدل على أن من فقد أمه حاله غم وکرب وحیاته تکون صعبة لأنه فقد حنان وحب الأم (الصباغ، 2012 :2133).
وکذلک المثل القائل: "ما یتیم إلا یتیم الأم". لأن الأبقد یقصر فی رعایة أبنائه بغیاب الأم.
وفی موسوعة الأمثال الشعبیةالمصریة والتعبیرات السائرة مثل (ربنا ما یحکمک على یتامى) لیدل على ضعف الیتامى فعندما یتحکم فیهم بخیل أو یتولى أمرهم فانهم سوف یعانون من قسوة البخیل مما یزید من ایلامهم.(شعلان، 127:2003)
ومن الأمثال الفلسطینیة الإیجابیة مثل (اللی ما لو أب الو رب)ویدل على اعتماد الیتیم على نفسه، أما مثل (إن مات أبوک ملکت نفسک، وإن ماتت أمک مات کل من یحبک) یشیر الى نفس المعنى فی جزء منه، بالإضافة إلى أن الیتیم لن یجد فی حیاته من یحنو علیه ویحبه. (جبر،2010 :129،100).
ومثل (إن مات أبوه بلغ رشده. إن مات أخوه انکسر ظهره) ویعنی أن فقد الأب غالبا ًیعطی الإنسان قوة، ویجعله یواجه مشکلاته، وغالبًا ما یحقق العدید من الإنجازات.
النتائج: -
للإجابة على تساؤل البحث وهو ماهی صورةالطفل الیتیم فی الأمثال الشعبیة؟
فقد تم التعرض للأمثال الشعبیة للأیتام وتفسیرها وأوضحت النتائج ما یلی: -
1- أن ملامح الطفل الیتیم فی الأمثال الشعبیة تتمثل فی أنه (ضعیف ویمکن استغلاله - فاقد للحب والحنان-یعانی من الإهمال-یعانی من سوء المعاملة-یعانی من الحرمان المادی والمعنوی -یمکنه الاعتماد على نفسه -لدیه المهارة فی تحقیق أغراضه باستعطاف الآخرین -لدیه القدرة على مواجهة مشکلاته) وهذا ما أکدته العدید من الدراسات النفسیة والاجتماعیة کدراسة (شرشیر ،2006) والتی أشارت إلى افتقاد الطفل الیتیم للحب والعطف مما یؤثر على علاقاته الاجتماعیة.کما أکدت دراسة (المشرفیوالبکاتوشی،2011) بأن الطفل الیتیم یشعر بالضعف ویفتقد للأمن والحنان. واتفقت دراسة (سید ،2012) معهم بأن الأطفال الأیتام یعانون من التقصیر والإهمال والنقص. وبذلک نجد أن صورة الطفل الیتیم بالأمثال الشعبیة تتفق مع الصورة التی تواصلت إلیها الدراسات النفسیة والاجتماعیة.
2- النظرة السلبیة للمجتمعات تجاه الطفل الیتیم والتی صورته بأنه شخص ضعیف یمکن استغلاله جسدیاً ومادیاً.وهذا ما أکدته دراسة (المناصیر ،2009) بأن الفتیات الأیتام یشعرن بالعزلة والاستغلال وعدم القدرة على إقامة علاقات اجتماعیة. کما أوضحت دراسة (الجهنی ،2007) بالرغم من المعاهدات العالمیة المتمثلة باتفاقیة حقوق الطفل اهتمت بالجانب المادی للطفل إلا أنها لم تفی الطفل الیتیم حقه المادی الذی یحتاجه أو یستحقه.
3- أن بعض هذه الأمثال تتعارض مع جاء به دیننا الإسلامی الحنیف بتعلیماته السماحة و منها فی قوله تعالى (فَأَمَّا الْیَتِیمَ فَلا تَقْهَرْ)(سورة الضحى:9)و (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْیَتِیمِ إِلا بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ)(سورة الأنعام :152)، و حدیث رسول الله صلى الله علیه وسلم (" أَنَا وَکَافِلُ الْیَتِیمِ کَهَاتَیْنِ فِی الْجَنَّةِ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَفَرَّقَ بَیْنَهُمَا قَلِیلً" ).وهذا ما أشارت إلیه دراسة (حسن ،2010) والتی أوصت بضرورة التعامل مع الطفل الیتیم وفقاً لتعلیمات وتوجیهات دیننا الإسلامی والعمل على زرع الثقة والحب فی نفس الیتیم.
التوصیات
- تفعیل دور المؤسسات الدینیة من خلال الخطب فی المساجد والندوات فی حث الناس على الالتزام بالتعالیم الإسلامیة فی التعامل مع الأیتام.
- ضرورة تفعیل دور الإعلام فی تغییر نظرة المجتمع السلبیة تجاه الأیتام.
- ضرورة استغلال قدرات ومهارات الأیتام فی شیء یفید المجتمع لیشعرن بقیمة الحیاة فهم لیسوا ضعفاء فهناک أیتام بالإمة عظماء ساهموا فی بناء المجتمع وأولهم أشرف الخلق نبینا محمداً صلى الله علیه وسلم،وأشهر فنانی النهضة فی ایطالیا لیوناردو دافینشی کان یتیماً،وعبدالرحمن الداخل صقر قریش الذی أسس دولة عظیمة فی الاندلس کان یتیما ً..والثائر الکبیر محرر أمریکا اللاتینیة سیمون بولیفار،و أغلب الأئمة کانوا أیتاما ً ..الإمام أحمد بن حنبل،والإمام البخاری،والإمام الشافعی والإمام الغزالی.
المراجع