التفسير المصوَّر للقرآن الکريم ( ضوابطه وأحکامه )

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المشارک بجامعة القصيم

10.12816/0042461

المستخلص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء، وسيد المرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وسلَّم تسليماً کثيراً إلى يوم الدِّين؛ أمَّا بعدُ :
فإنَّ نعم الله على عباده لا تُعدُّ ولا تحصى، (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18)]  إبراهيم34، النحل 18 [، وإنَّ من أجلِّ تلک النِّعم، وأعظمِ تلک المِنَنِ، التي مَنَّ بها سبحانه على أمَّةِ محمدٍ r أنْ أنزلَ عليهم أفضلَ کتبه، القرآن العظيم، والذکر الحکيم، والسراج المبين، وحبل الله المتين، والصراط المستقيم، الذي لا تزيغ به الأهواءُ، ولا تلتبسُ به الألسُنُ، ولا يَخْلَقُ عن کثرة التَّرديد، ولا تنقضي عجائبه، ولا يشبع منه العلماء، مَن قال بهِ صَدَقَ، ومَن عَمِل به أُجِرَ، ومَن حکم به عَدَلَ، ومَن دعا إليه هُدِي إلى صراطٍ مستقيمٍ، ومَن ترکه مِن جبَّارٍ قَصَمَهُ الله، ومَن ابتغى الهدى في غيره أضلَّه الله، قال تعالى:    
(فَإِمَّا يَأْتِيَنَّکُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى(123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِکْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْکًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى(124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ کُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ کَذَلِکَ أَتَتْکَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَکَذَلِکَ الْيَوْمَ تُنْسَى(126)] طه: ١٢٣- ١٢٦ [، أنزله الله تعالى: (تِبْيَانًا لِکُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)] النحل :89[ ، وجعله الله نوراً مُبيناً، وذِکراً حکيماً، وهُدىً وموعظةً للمتقين، وبرهاناً وشفاءً لما في الصدور، ومبارکاً للعالمين، أنزله ـ سبحانه وتعالى ـ لإخراج الناس من الظُّلمات إلى النُّور.
لذا کانت الحاجة ماسة إلى فهم کتاب الله وتفسيره وفهم معانيه للعمل بما جاء فيه والدعوة إليه، وقد سلک العلماء في تفسير کتاب الله عدة أساليب لتفسيره وهي :
التفسير التحليلي ، التفسير الإجمالي ، التفسير المُقَارن ، التفسير الموضوعي([1]).
وکل أسلوب من هذه الأساليب له تعريفه وضوابطه وميزاته وأمثلته وهي مبحوثة في کتب أصول التفسير([2])
وقد رأيت أن أکتب بحثاً في أسلوب جديد من أساليب تفسير القرآن الکريم وهو: (التفسير المصوَّر) ؛ للوقوف على مفهوم  التفسير المصوَّر للقرآن الکريم، ومعرفة ضوابطه وأحکامه. لما ظهر لي من أهميةٍ لبحث هذا الموضوع .
أهمية الموضوع :
برزت أهمية الموضوع من عدة أمور ؛  منها :
1) الحاجة الماسّة إلى تفسير کلام الله، وفهم وتبسيط معانيه وبيانه ، خاصة مع بعد کثير من الناس عن اللغة العربية التي نزل بها القرآن الکريم مما أبعدهم عن فهم مراد الله لکثير من المعاني فضلا عن أولئک الذين ليسوا من أهل اللغة العربية . 
2) انتشار وسائل التواصل الحديثة، وما فيها من خدمات وتقنيات سهَّلت التصوير والتعامل معه، وتبادل المجتمع لبعض المقاطع المشتملة على التفسير المصوَّر فکانت الحاجة ماسة إلى معرفة حکمها والتعامل معها .
3) أنه بحثٌ في فن ٍمن فنون علوم القرآن وهو : (التفسير) والذي يخدم أشرف کتاب. ومما لا شک فيه أن شرف العلم بشرف المعلوم .
4) أنَّ التفسير المصوَّر منه الجائز ومنه الممنوع، وقد وقفت على عدد من الفتاوى کانت إجابة على بعض الأسئلة في التفسير المصوَّر فنهت عنه وحرمت هذا العمل وبدعت من يعمله، وهي فتاوى على أسئلة معينة، فأحجم البعض عن التفسير المصوَّر عموما، فکان لابد من ايضاح لضوابط التفسير المصوَّر، ومعرفة الجائز منه والممنوع .
5) سهولة التفسير المصوَّر في إيصال بعض معاني القرآن الکريم للمتلقي؛ بسبب قوة تأثير الصورة، مما يغني عن کثير من الإيضاحات .
ومع أهمية هذا الموضوع فقد رأيتُ  قلَّة من کتب في التفسير المصوَّر، إذ أن الکتابات کثيرةٌ في أساليب التفاسير بخلاف هذا النوع  مع الحاجة إليه([3]).
لذا وقع اختياري على موضوع : (التفسير المصوَّر ـ ضوابطه وأحکامه ـ) . 
 أسباب اختيار الموضوع :
  دفعني إلى اختيار هذا الموضوع  أمور منها :
1- أهمية الموضوع والحاجة إلى معرفة حکمه .
2- رغبتي لمعرفة مفهوم  التفسير المصوَّر، وإيضاح ضوابطه وأحکامه.
3- التشرف بخدمة کتاب الله، والمساهمة في ربط الأمة به، والنهل من معينه.



([1])  ذکر الأستاذ الدکتور مساعد الطيّار في کتابه : (مقالات في علوم القرآن وأصول التفسير ص 239): أنَّ أولَّ من رآه قسَّم التفسير إلى أنواع  الدکتور أحمد جمال العمري في کتابه ( دراسات في التفسير الموضوعي للقصص القرآني) وأنه لا يعلم هل سُبق أم لا ، وأنه قد ذکر ثلاثة ألوان ( التفسير التحليلي ، التفسير الإجمالي، التفسير الموضوعي) وقد زاد الأستاذ الدکتور فهد الرومي في کتابه (بحوث في أصول التفسير ومناهجه) لونا رابعاً: وهو التفسير المقارن.


([2]) انظر : بحوث في أصول التفسير ومناهجه، الأستاذ الدکتور فهد الرومي ص 57ـ 69. 


([3]) في نهاية کتابة البحث وقفت على بحث بعنوان: ( تقريب غريب القرآن بالوسائل الحديثة بين التأصيل والتطبيق ) للدکتور علي بن عبدالله السکاکر أستاذ مساعد في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وهو بحث مقدم للمؤتمر الدولي الثاني لتطوير الدراسات القرآنية والمقام في رحاب جامعة الملک سعود خلال الفترة 10ـ 13/ 5/ 1436 هـ والبحث يبحث عن تساؤل هو: هل يمکن رسم أو تصوير بعض غريب القرآن؟ وتقريبها للمتعلمين بتلک الوسائل، بحيث تکون الفائدة المستنبطة منها أکبر؟ وما مشروعية هذا العمل ؟ وما مدى أهميته ؟.
     والبحث کما في هوا واضح من عنوانه مقيد في غريب القرآن.  

الموضوعات الرئيسية


 

               کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

 

التفسیر المصوَّر للقرآن الکریم

( ضوابطه وأحکامه )

 

 

إعــــداد

د/ ناصر بن مُحَمَّد بن صالح الصائغ

الأستاذ المشارک بجامعة القصیم

 

 

 

}         المجلد الثالث والثلاثین–  العدد الخامس–  یولیو 2017م  {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

 

 

المقدمة

الحمد لله رب العالمین، والصلاة والسلام على أشرف الأنبیاء، وسید المرسلین، نبینا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعین، وسلَّم تسلیماً کثیراً إلى یوم الدِّین؛ أمَّا بعدُ :

فإنَّ نعم الله على عباده لا تُعدُّ ولا تحصى، (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِیمٌ (18)]  إبراهیم34، النحل 18 [، وإنَّ من أجلِّ تلک النِّعم، وأعظمِ تلک المِنَنِ، التی مَنَّ بها سبحانه على أمَّةِ محمدٍ r أنْ أنزلَ علیهم أفضلَ کتبه، القرآن العظیم، والذکر الحکیم، والسراج المبین، وحبل الله المتین، والصراط المستقیم، الذی لا تزیغ به الأهواءُ، ولا تلتبسُ به الألسُنُ، ولا یَخْلَقُ عن کثرة التَّردید، ولا تنقضی عجائبه، ولا یشبع منه العلماء، مَن قال بهِ صَدَقَ، ومَن عَمِل به أُجِرَ، ومَن حکم به عَدَلَ، ومَن دعا إلیه هُدِی إلى صراطٍ مستقیمٍ، ومَن ترکه مِن جبَّارٍ قَصَمَهُ الله، ومَن ابتغى الهدى فی غیره أضلَّه الله، قال تعالى:    

(فَإِمَّا یَأْتِیَنَّکُمْ مِنِّی هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَایَ فَلَا یَضِلُّ وَلَا یَشْقَى(123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِکْرِی فَإِنَّ لَهُ مَعِیشَةً ضَنْکًا وَنَحْشُرُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَعْمَى(124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِی أَعْمَى وَقَدْ کُنْتُ بَصِیرًا (125) قَالَ کَذَلِکَ أَتَتْکَ آَیَاتُنَا فَنَسِیتَهَا وَکَذَلِکَ الْیَوْمَ تُنْسَى(126)] طه: ١٢٣- ١٢٦ [، أنزله الله تعالى: (تِبْیَانًا لِکُلِّ شَیْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِینَ (89)] النحل :89[ ، وجعله الله نوراً مُبیناً، وذِکراً حکیماً، وهُدىً وموعظةً للمتقین، وبرهاناً وشفاءً لما فی الصدور، ومبارکاً للعالمین، أنزله ـ سبحانه وتعالى ـ لإخراج الناس من الظُّلمات إلى النُّور.

لذا کانت الحاجة ماسة إلى فهم کتاب الله وتفسیره وفهم معانیه للعمل بما جاء فیه والدعوة إلیه، وقد سلک العلماء فی تفسیر کتاب الله عدة أسالیب لتفسیره وهی :

التفسیر التحلیلی ، التفسیر الإجمالی ، التفسیر المُقَارن ، التفسیر الموضوعی([1]).

وکل أسلوب من هذه الأسالیب له تعریفه وضوابطه ومیزاته وأمثلته وهی مبحوثة فی کتب أصول التفسیر([2])

وقد رأیت أن أکتب بحثاً فی أسلوب جدید من أسالیب تفسیر القرآن الکریم وهو: (التفسیر المصوَّر) ؛ للوقوف على مفهوم  التفسیر المصوَّر للقرآن الکریم، ومعرفة ضوابطه وأحکامه. لما ظهر لی من أهمیةٍ لبحث هذا الموضوع .

أهمیة الموضوع :

برزت أهمیة الموضوع من عدة أمور ؛  منها :

1) الحاجة الماسّة إلى تفسیر کلام الله، وفهم وتبسیط معانیه وبیانه ، خاصة مع بعد کثیر من الناس عن اللغة العربیة التی نزل بها القرآن الکریم مما أبعدهم عن فهم مراد الله لکثیر من المعانی فضلا عن أولئک الذین لیسوا من أهل اللغة العربیة . 

2) انتشار وسائل التواصل الحدیثة، وما فیها من خدمات وتقنیات سهَّلت التصویر والتعامل معه، وتبادل المجتمع لبعض المقاطع المشتملة على التفسیر المصوَّر فکانت الحاجة ماسة إلى معرفة حکمها والتعامل معها .

3) أنه بحثٌ فی فن ٍمن فنون علوم القرآن وهو : (التفسیر) والذی یخدم أشرف کتاب. ومما لا شک فیه أن شرف العلم بشرف المعلوم .

4) أنَّ التفسیر المصوَّر منه الجائز ومنه الممنوع، وقد وقفت على عدد من الفتاوى کانت إجابة على بعض الأسئلة فی التفسیر المصوَّر فنهت عنه وحرمت هذا العمل وبدعت من یعمله، وهی فتاوى على أسئلة معینة، فأحجم البعض عن التفسیر المصوَّر عموما، فکان لابد من ایضاح لضوابط التفسیر المصوَّر، ومعرفة الجائز منه والممنوع .

5) سهولة التفسیر المصوَّر فی إیصال بعض معانی القرآن الکریم للمتلقی؛ بسبب قوة تأثیر الصورة، مما یغنی عن کثیر من الإیضاحات .

ومع أهمیة هذا الموضوع فقد رأیتُ  قلَّة من کتب فی التفسیر المصوَّر، إذ أن الکتابات کثیرةٌ فی أسالیب التفاسیر بخلاف هذا النوع  مع الحاجة إلیه([3]).

لذا وقع اختیاری على موضوع : (التفسیر المصوَّر ـ ضوابطه وأحکامه ـ) . 

 أسباب اختیار الموضوع :

  دفعنی إلى اختیار هذا الموضوع  أمور منها :

1- أهمیة الموضوع والحاجة إلى معرفة حکمه .

2- رغبتی لمعرفة مفهوم  التفسیر المصوَّر، وإیضاح ضوابطه وأحکامه.

3- التشرف بخدمة کتاب الله، والمساهمة فی ربط الأمة به، والنهل من معینه.

خطة البحث :

اقتضت طبیعة البحث أن یکون فی مقدمة، ومباحث، وخاتمة، وفهارس، وجاءت على النحو التالی:

المقدمة :

       تحدثت فیها عن أهمیة الموضوع، وأسباب اختیاره، وخطة البحث، ومنهجی فی کتابته.

المبحث الأول: مفهوم التفسیر المصوَّر ، وفیه ثلاثة مطالب :

المطلب الأول: معنى التفسیر.

المطلب الثانی: معنى المصوَّر  .

المطلب الثالث: معنى التفسیر المصوَّر للقرآن الکریم .

المبحث الثانی: أسالیب التفسیر المصوَّر .  

المبحث الثالث: حکم التفسیر المصوَّر .

المبحث الرابع: ضوابط التفسیر المصوَّر  .

المبحث الخامس : نماذج من التفسیر المصوَّر .

الخاتمة : اشتملت على أهم نتائج البحث .

الفهارس : اشتملت على فهرس المصادر والمراجع، وفهرس الموضوعات . 

منهجی فی البحث :

اجتهدت  ـ مستعیناً بالله ـ فی بحث هذا الموضوع ، متَّبعاً المنهج التالی :

1- الرجوع إلى الکتب التی اشتملت على مظان البحث، وجمع المادة العلمیة منها.

2- وضع تصور علمی، للتفسیر المصور وأسالیبه، وحکمه، ووضع ضوابط له.

3- صیاغة البحث بأسلوب علمی، وترتیب وتنظیم أفکاره، محاولاً الاختصار فی کتابته ، والبعد عن التطویل والتفصیل قدر الإمکان. 

4- تخریج  الأحادیث النبویة من مصادرها الأصلیة، فإن کان فی الصحیحین، أو فی أحدهما اکتفیت بهما.

5- عدم إثقال الحواشی بالتراجم .  

والله أسأل أن یجعل عملی هذا خالصاً لوجهه الکریم، والحمد لله ربِّ العالمین.

المبحث الأول : مفهوم التفسیر المصوَّر .

یتألف مصطلح « التفسیر المصوَّر » من جزأین رکّبا ترکیبًا وصفیًّا فلا بد من تعریف الجزأین أولاً ، ثم تعریف المصطلح المرکب منها. وفی هذا المبحث سیتم التعرف على التفسیر المصوَّر وذلک من خلال ثلاثة مطالب :

المطلب الأول : معنى التفسیر  :

التفسیر: مصدر على وزن تفعیل، من الفعل الماضی الرباعی المضعَّف العین:        (فَسَّر)، وأصل مادته تدل على البیان والکشف والإظهار والإیضاح والتفصیل.

قال ابن فارس ـ رحمه الله ـ : «الفاء والسین والراء کلمة واحدة، تَدُلُّ على بیانِ شیءٍ وإیضاحه. من ذلک الفَسْرُ، یقال: فَسَرتُ الشیءَ وفَسَّرتُه  »([4]).

وکلمة التفسیر لغة تستعمل فی الکشف عن المحسوسات والأعیان، وفی الکشف عن المعانی المعقولة، فیقال: فسَّرَ الکلامَ، أی أَبَانَ معناه وأظهره، کما یُقَالُ: فَسَّرَ عن ذِرَاعِهِ، أی کشف عنها.

 وقال الراغب الأصفهانی ـ رحمه الله ـ : «الفَسْرُ والسَفْرُ: یتقارب معناهما کتقارب لفظیهما: لکن جُعِل الفَسْرُ لإظهار المعنى المعقول... وجُعِل السَفْرُ لإبراز الأعیان للأبصار، فقیل: سَفَرتْ المرأةُ عن وجهها، وأَسْفَرَ الصبحُ، وسَفَرَتْ البیت : إذا کنسته »([5])

والتفسیر فی الأصل لیس خاصا بتفسیر القرآن، ولکن شاع واشتهر أنه إذا أطلق التفسیر فالمراد به تفسیر القرآن. 

وتفسیر القرآن عُرِّف بتعریفات کثیرة، فتوسع فیه قوم واختصره آخرون.

ومن تلک التعاریف: تعریف ابن جُزی الکلبی ـ رحمه الله ـ حیث قال: «معنى التفسیر: شرح القرآن، وبیانُ معناه، والإفصاح بما یقتضیه بنصِّه أو إشارته أو نجواه»([6]).

وعرَّفه أبو حیان  - رحمه الله - بقوله: «التفسیر: علم یبحث فیه عن کیفیة النطق بألفاظ القرآن، ومدلولاتها، وأحکامها الإفرادیِّة والترکیبیة، ومعانیها التی تُحْمَلُ علیها حالَ الترکیب، وتتماتُ ذلک »([7]).

وعرَّفه الزرکشی ـ رحمه الله ـ بقوله: «هو علمٌ یُعرفُ به فَهمُ  کتابِ الله المُنَزَّلِ على نبیِّه محمد ـ r ـ ، وبیانُ معانیه، واستخراجُ أحکامه وحِکَمِه »([8]).

ومن التعاریف أیضا أنه: « علمٌ یُبحثُ فیه عن القرآن الکریم، من حیثُ دلالته على مُرادِ الله بقدر الطاقة البشریَّةِ »([9]).

ومن أجمل التعاریف وأسلمها ـ حسب ما اطلعت ـ أنه: «علمُ بیانِ معانی القرآن الکریم بالنقل والعقل »([10]).

المطلب الثانی : معنى المصوَّر .  

فی اللغة العربیة : صوَّرَ یصوِّر ، تصویرًا ، فهو مُصوِّر ، والمفعول مُصوَّر.

وصَوَّرَ الشَّیْءَ : جَعَلَ لَهُ صُورَةً ، رَسَمَهُ ، جَسَّمَهُ جعل له شکلاً وصورة .

وتطلق الصورة فی اللغة العربیة ویراد بها : حقیقة الشیء وهیئته .

 قال ابن فارس ـ رحمه الله ـ : « وصورة المخلوق هی هیئتهُ وخِلْقته »([11]).

وتطلق ویراد بها صفة الشیء . یقال : صورة الأمر کذا وکذا أی صفته([12]).

وتطلق الصورة على ما یرسم فی الذهن والعقل.  یقال: صوّر الشیء ، إذا تکونت له صورة، وخیال فی ذهنه وعقله([13]).

فصوّر الشیء إذا جعل له صورة مجسَّمة ؛ وقد یطلق على الرسم أیضا فیقال: صوَّرَ الشیءَ إذ رسمه .ویطلق التصویر لغة على التخطیط ، والتشکیل ، یقال : صوَّره، إذا جعل له صورة ، وشکلا ، أو نقشا معینا ، وهذا الاستعمال ، والاطلاق عام فی الصورة المجسمة وغیرها ، فالکل یطلق علیه صورة من حیث الاستعمال اللغوی .

فالتَّصویر: إیجادُ صورة تُشبه شکلَ المخلوق، بأیِّ وسیلةٍ؛ سواء کان ذلک ببناءِ تِمثال على هیئة المخلوق، أو بِرسمِ صُورة تُشبهه على لوحةٍ أو ورقٍ أو قُماش أو جدارٍ، أو بِالتقاط صورتِه بالآلة الفوتوغرافیة وتثبیتِها على شیء مِن ذلک. 

 والتصویر جنس یشتمل على أنواع أذکر منها :

1- التصویر المجسَّم : وهو ما کان  له ظل وجسم على هیئة إنسان ، أو حیوان، أو جماد.  وهو ما یعرف بذوات الظل من المجسّمات، وقد یصنع من جبس أو حدید أو خشب أو حجر أو غیر ذلک بما له جرم ملموس .

2- التصویر الیدوی أو الرسم : وهو التصویر الذی تکون الید فیه مباشرة لعملیة التصویر بواسطة القلم أو الفرشة ونحوهما .

3- التصویر الضوئی «الفوتوغرافی »: وهو ما یعرف الآن بالتصویر عن طریق آلة «الکامیرا» التی تلتقط الصورة من خلال تصویبها نحو الهدف، ثم من خلال نقل الأضواء والظلال الواقعة على الشیء المراد تصویره، فینتج عنه صورة جامدة .

وذکر فی المعجم الوسیط أنه هو ما یتم بواسطة : « آلة تنقل صورة الأشیاء المجسمة بانبعاث أشعة ضوئیة من الأشیاء تسقط على عدسة فی جزئها الأمامی، ومن ثمَّ            إلى شریطٍ  أو زجاجٍ حساس فی جزئها الخلفی، فتطبع علیه الصورة بتأثیر الضوء فیه      تأثیرا  کیمیاویا » ([14])

4- التصویر التلفزیونی : وهو الذی ینقل الصورة والصوت فی وقت واحد بطریق الدفع الکهربائی ([15]).

5- التصویر السینمائی : وهو الذی ینقل الصورة المتحرکة مع الصوت على امتداد فترة زمنیة محددة وبکل ما تضمنته هذه الفترة من أحداث ووقائع ([16])

والتصویر بالنظر إلى الوسیلة نوعان :

أولهما: التصویر الیدوی : ویشمل التصویر المجسَّم من ذوات الظل، والتصویر المسطَّح.

وثانیهما: التصویر الآلی: ویتضمن التصویر الفوتوغرافی، والتلفزیونی، والسینمائی.

وهذا النوع الثانی هو الذی انتشر وطغى على النوع الأول فی الکثرة مؤخرا لحاجة الناس إلیه ، ولسهولة استخدامه ([17]).

والتصویر باعتبار الصورة نوعان :

أولهما : تصویر مجسّم : وهو ما کان  له جسم وحجم بارز .

ثانیهما : تصویر مسطّح : ویشمل جمیع أشکال التصویر المسطّح سواء ما کان عن طریق التصویر الآلی أو التصویر الیدوی المسطّح .

والتصویر - باعتبار الحیاة وعدمها  نوعان :

أولهما : صور ذوات الأرواح سواء لبنی آدم ، أو صور الحیوانات غیر العاقلة .

وثانیهما: صور غیر ذوات الأرواح من المخلوقات الکونیة النامیة منها ـ کالأشجار، والنباتات ـ وغیر النامیة ـ کالجبال والأحجار والأفلاک ونحوها ، وصور المصنوعات البشریة کالسیارات والطائرات ونحوها  ([18]).

المطلب الثالث : معنى التفسیر المصوَّر .

وأما تعریف التفسیر المصوَّر ، فلم أقف على تعریف له فیما بین یدی من مراجع، وبعد أن نظرت فی معنى الکلمة فی اللغة، واستخداماتها فی القرآن والسنة، وأقوال أهل العلم، رأیتُ أن أعرِّف التفسیر المصوَّر  بأنه: «علمٌ  یَبحثُ ـ وفق ضوابط محددة ـ فی بیان ما یمکن من معانی القرآن الکریم، عن طریق تصویر تلک المعانی، ورسمها، أو عن طریق استخدام وسائل حسیة توضیحـیة لتلک المعانی ».

فعبارة : ( علم ٌ یبحث ) تفید أن التفسیر المصور هو علم یُبنى على قواعد وأسس.

وعبارة: (وفق ضوابط محددة ) ، تفید أن التفسیر المصوَّر لابد أن یکون وفق ضوابط محددة إذ أن عدم الالتزام بتلک الضوابط یخرجه من التفسیر المصوَّر .

وعبارة ( فی بیان ) تفید أن التفسیر المصوَّر هو للبیان والإیضاح وتقریب المعنى.

وعبارة :( ما یمکن ) تفید أن هناک ما لا یمکن بیانه عن طریق التفسیر المصوَّر کالغیبیات أو آیات الصفات فهو قول على الله بغیر علم .

وعبارة ( من معانی القرآن الکریم ) یخرج بیانی معانی غیر القرآن الکریم کالسنة النبویة أو الأمثال العامة .  

(عن طریق تصویر تلک المعانی ورسمها)  کرسم نخلة باسقة تفسیراً  لقوله تعالى:          (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِیدٌ (10)] ق  :10[، أو الإشارة إلى بعض الخیول العادیة تفسیراً لقوله تعالى: (وَالْعَادِیَاتِ ضَبْحًا (1)] العادیات :1[ ، أو تصویر بعض الجبال الملوّنة  تفسیراً  لقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِیضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِیبُ سُودٌ (27)] فاطر :27 [.

وعبارة :(أو عن طریق استخدام لوسائل حسیة توضیحـیة لتلک المعانی) کقیام البعض فی وضع بعض المجسمات التوضیحیة أو الوسائل الحسیة التی توضح المعنى المراد         تفسیره مثل احضار بعض الصوف ونفشه لتفسیر قوله تعالى:(وَتَکُونُ الْجِبَالُ کَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5)] القارعة :5[، أو احضار قطعة خشب ووضع علیها بعض الرمل وهزها لبیان معنى الزلزلة فی تفسیر قوله تعالى: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1)] الزلزلة :1 [، (ولیس المراد ایضاح المعنى الحقیقی للعهن المنفوش یوم القیامة، أو بیان معنى زلزلة یوم القیامة، فهو علم غیبی ، ولکن المراد تفسیر المعنى اللغوی لها )،  أو احضار بعض الطین لتفسیر قصة خلق آدم علیه السلام .

المبحث الثانی : أسالیب التفسیر المصوَّر : ([19])

من خلال  استعراض موضوع التفسیر المصوَّر ، نستطیع أن نلحظ أربعة أسالیب للتفسیر المصوَّر  للقرآن الکریم وهی :

الأسلوب الأول: التفسیر المصوَّر للقرآن جمیعا.

وذلک بأن یقوم المفسر بالتفسیر المصوَّر لجمیع ما یمکن تفسیره تفسیرا تصویریا من آیات القرآن الکریم ، بدأً بالفاتحة وختماً بالناس، مع مراعاة ضوابط التفسیر المصوَّر،  إذ أن هناک آیات لا یمکن تفسیرها تفسیر تصویریا کآیات الصفات مثلا ، أو الآیات المتعلقة بعلم غیبی أو تصویر للأشخاص وغیرها .

ومیزة هذا النوع: المرور على آیات القرآن الکریم وتفسیر ما یمکن تفسیره ، وکذلک التسهیل على فهم الآیات لمن یقرأ القرآن الکریم جمیعا. والعیش معها أثناء تلاوته  . 

الأسلوب الثانی: التفسیر المصوَّر لسورة معینة فی القرآن.

وذلک بأن یقوم المفسِّر باختیار سورة معینة من القرآن الکریم، ثُمَّ یقوم  بتفسیر تلک السورة  تفسیرا تصویریا بتسلسل الآیات فیها . مع مراعاة ضوابط التفسیر المصوَّر . ومیزة هذا النوع: المرور على آیات السورة المختارة من القرآن الکریم وتفسیر ما یمکن تفسیره منها، وکذلک التسهیل على فهم الآیات لمن یقرأ هذه السورة وتصویر ما جاء فیها مناسبا للسیاق التی جاءت فیه الآیة المفسرة فی تلک السورة  . 

الأسلوب  الثالث : التفسیر المصوَّر لمفردة معینة فی القرآن الکریم .

وذلک بأن یتتبع المفسر لفظة من کلمات القرآن الکریم فی جمیع سور القرآن الکریم، مثل : ( نخلة ، جبل ، سحاب، مطر ... ) ، ویجمعها استحضارا، أو بالاستعانة بالمعاجم أو الحاسوب، و کتب غریب القرآن، وکتب الأشباه والنظائر مما یساعد فی جمع لک الآیات ومعرفة معانیها .

 وبعد أن یجمع الآیات التی وردت فیها اللفظة أو مشتقاتها من مادتها اللغویة، والإحاطة بتفسیرها ، یقوم المفسر بتفسیر تلک الکلمة تفسیرا تصویریا بحسب معناها فی السیاق القرآنی . مع مراعاة ضوابط التفسیر المصوَّر.

ومیزة هذا النوع: الإحاطة الشاملة بالمفردة المختارة من نظرة قرآنیة، ومعرفة کیف ورد ت هذا المفردة فی القرآن مختلفة بحسب ورودها فی ذلک الموضع ([20]).

الأسلوب  الرابع  : التفسیر المصوّر لموضوع معین فی القرآن الکریم .

وذلک بأن یقوم المفسر بتحدید موضوع ما یلحظ فیه تعرض القرآن الکریم له بأسالیب متنوعة فی العرض والتحلیل والمناقشة والتعلیق مثل موضوع : (الأمطار، الکواکب ، النجوم، البحار، المحیطات ، الجبال ، الأنهار ، النبات )فیتتبع الموضوع من خلال سور القرآن الکریم، ویستخرج الآیات التی تناولت الموضوع، وبعد جمعها والإحاطة بتفسیرها  ، یصور المفسر معانی تلک الآیات التی تحدثت عن موضوع معین کلا فی موضعه ، وفق ضوابط التفسیر المصوّر .

المبحث الثالث  : حکم التفسیر المصوَّر  .

لمعرفة حکم التفسیر المصوَّر لابد أن یُعلَم أن حکمه مبنی على نوعه وهیئته والأسلوب الذی انتهجه المفسر، فلا یقال بالجواز المطلق، ولا بالمنع المطلق بل یختلف باختلاف نوعه والتزام المفسر بضوابطه .

وقد وقفت على فتاوى شرعیة عن التفسیر المصوَّر بعضها جاء فیها الفتیا بتحریمه وبعضها بجوازه .

وبعد استعراض تلک الفتاوى لاحظت أنَّ بعضها  جاءت على سؤال معین جاء فیه السؤال عن تفسیر مصوَّر مخالفاً للضوابط ؛ لذا جاءت الفتوى  بتحریمه والإنکار على فاعله. وبعض الفتاوى فصلَّت القول ؛ فأجازت التفسیر المصوَّر وفق ضوابط محددة ومعینة .

 لذا یمکن أن یقسَّم حکم التفسیر المصوَّر إلى ممنوع وجائز  :

القسم الأول :

التفسیر المصوَّر الممنوع : وهو التفسیر المصوّر بغیر علمٍ ، أو التفسیر المصوَّر للغیبیات، أو التصویر التخیلی للأنبیاء والصالحین، أو التفسیر المصوَّر لذوات الأرواح عموماً. أو المصاحب لشیء من المحرمات الشرعیة .

وهذا التفسیر محرم لا یجوز فعله ،مهما کانت نیة صاحبه حسنة، کدعوى تقریب فهم الآیات للصغار، أو لحدیثی العهد بالإسلام، أو غیر ذلک من الأسباب ؛ وذلک لما تشتمل علیه هذه الطریقة فی تفسیر کتاب الله تعالى من محذورات ومخالفات منها :

1) أن القول على الله بغیر علم، محرّم شرعاً ، قال تعالى : (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّیَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْیَ بِغَیْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِکُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ یُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)] الأعراف  :33[ . قال أبو بکر الصدیق  ـ رضی الله عنه -:« أیُّ أرض تقلّنی ،وأیُّ سماء تظلّنی ،إنْ قلتُ فی آیةٍ من کتاب الله برأیی » ([21]). وقال شیخ الإسلام ابن تیمیة ـ رحمه الله ـ : « فمن قال بالقرآن برأیه ، فقد تکلَّف ما لا علم به، وسلک غیر ما أُمر به، فلو أنَّه أصاب المعنى فی نفس الأمر لکان قد أخطأ؛ لأنَّه لم یأت الأمر من بابه، کمن حکم بین الناس على جهلٍ فهو فی النَّار، وإن وافق حکمه الصواب» ([22]). فمن فسّر القرآن وصوَّر المُفَسَّر بغیر علم، ولو وافق الصواب ،  فقد وقع فی الحرام .

2) أن تصویر ذوات الأرواح حرام ؛ لدلالة کثیر من الأحادیث الصحیحة عن النبی r فی الصحاح والسنن والمسانید على تحریم تصویر کل ذی روح آدمیا کان أو غیره ، وهتک الستور التی فیها الصور ، والأمر بطمس الصور ، ولعن المصورین وبیان أنهم أشد الناس عذابا یوم القیامة. ومن تلک الأحادیث :

 ـ حدیث أبی هریرة رضی الله عنـه قال : قال رسـول r:  (( قال الله عــز وجل : ومـن أظلمُ ممّن ذهب یخلق خَلقاً کخلقی؟ فلیخلُقُوا ذرَّةً، أو لیخلُقُوا حَبّةً، أو لیخلُقُوا شَعِیرةً )) ([23]).

ـ حدیث ابن مسعود  رضـی الله عنه قال : قال رســول الله r ((إنَّ أشدَّ النّاس عذاباً عند الله یومَ القیامة المُصوِّرون )) ([24]).

ـ حدیث ابن عمر رضی الله عنهـــما قال : قال رسول الله r: (( إنَّ الذین یصنعون هذه الصُّور یُعذّبون یوم القیامة، یُقالُ لهم : أحیُوا ما خلقتُم )) ([25]).

ـ حدیث عائشة رضی الله عنها قالت : دخل علیَّ النبیُّ r وقد سترت سَهوَةً لی بقِرَامٍ فیه تماثیلُ، فلما رآه هَتَکَه وتَلَوَّن وجهُه وقال : ((یا عائشةُ ! أشدُّ النَّاس عذاباً عند الله،      یوم القیامة، الذین یُضَاهُون بخَلْق اللهِ )) قالت عائشةُ: فقطَّعناه فجعلنا منه وِسادةً أو وِسَادتین» ([26]).

ـ حدیث أبی طلحة، عن النبی rقال :((إنَّ الملائکة لا تدخلُ بیتاً فیه کلب ولا صورة)) ([27]). وغیرها من الأحادیث الکثیرة.

فهذه الأحادیث وما یماثلها دلیل على  تحریم تصویر ذوات الأرواح عمومًا([28]).

ویستثنى من منع تصویر ذوات الأرواح : ما کان عن طریق التصویر الفوتوغرافی أو التصویر التلفزیونی أو السینمائی؛ وذلک لأن الراجح والله أعلم من أقوال العلماء أنه لا یدخله التحریم؛ لأنه لیس فیه مضاهاة لخلق الله، حیث إنَّ الصورة بهذه الوسیلة لا فعل للإنسان فیها، وإنما هی صورة حقیقیة خلقها الله ، سلطت علیها الآلة فالتقطتها بواسطة أشعة معینة ، ولیس فیها مضاهاة لخلق الله ([29]).

ومن قال أیضاً بتحریم تصویر ذوات الأرواح بالتصویر الفوتوغرافی أو التصویر التلفزیونی أو السینمائی المتحرک ([30]) فقد أجاز عدد منهم ما تقتضیه المصلحة العامة المعتبرة، أو تدعو إلیه الضرورة ، أو تدعو إلیه الحاجة الماسة ، وذلک مثل : تصویر الدروس العلمیة ، والمحاضرات الدینیة ، وما یستفاد منه ویستخدم فی الدعوة ونشر العلم وغیر ذلک ([31])  .

3) رسم صور الأنبیاء المتخیلة سبب ظاهر لفتنة الشرک بالله تعالى ونقض التوحید، کمـا قص الله علینا خبر الذین اتخذوا ودا وسواعا ویغوث ویعوق ونسرا ، فقال تعالى:        (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَکُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا یَغُوثَ وَیَعُوقَ وَنَسْرًا (23)         ] نوح :23[، فالشرک إنما وقع فی قوم نوح لما صوروا هؤلاء الصالحین ، ونصبوا صورهم فی  مجالسهم ، فآلت بهم الحال إلى عبادتهم .

قال أبو بکر بن العربی ـ رحمه الله ـ : « والذی أوجب النهیّ عنه فی شرعنا ـ والله أعلم ـ ما کانت العرب علیه من عبادة الأوثان والأصنام ، فکانوا یصورون ویعبدون ، فقطع الله الذریعة، وحمى الباب .... وقد شاهدت بثغر الإسکندریة إذا مات منهم میت صوروه من خشب فی أحسن صورة ، وأجلسوه فی موضعه من بیته وکسوه بزته إن کان رجلا وحلیتها إن کانت امرأة ، وأغلقوا علیه الباب .فإذا أصاب أحدا منهم کرب أو تجدد له مکروه فتح الباب [علیه] وجلس عنده یبکی ویناجیه بکان وکان حتى یکسر سورة حزنه بإهراق دموعه ، ثم یغلق الباب علیه وینصرف عنه ، وإن تمادى بهم الزمان یعبدوها من جملة الأصنام والأوثان» ([32]).

4) الأنبیاء ـ علیهم السلام ـ لهم مقام عالٍ، ومنزلة رفیعة ، وتصویرهم فیه انتقاص لحقهم،  وتعریض للضحک والاستهانة والاستخفاف بهم .

 ومما یؤکد حرمة هذا العمل أنه ینطوی على مجموعة من المفاسد: ککونه لیس مطابقا لواقع حیاة الأنبیاء من أن أفعالهم تشریع, وأن التمثیل یعتمد علی الحبکة الدرامیة       مما یدخل فی سیرتهم ما لیس منها, والمقرر أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
وهو ما ذهبت إلیه المجامع والهیئات العلمیة المعتبرة کمجمع البحوث الإسلامیة بالأزهر الشریف, ومجمع الفقه الإسلامی الدولی التابع لمنظمة التعاون الإسلامی, وهیئة کبار     العلماء بالمملکة العربیة السعودیة, والمجمع الفقهی الإسلامی بمکة المکرمة التابع لرابطة العالم الإسلامی ([33]).

5) أن حقائق الغیب من الماضی ، والحاضر ، والمستقبل ومن ذلک أحوال یوم القیامة ؛ کالبعث ، والصراط ، والمیزان ، وما یسبق ذلک من النفخ فی الصور ، وما ینشأ عنه من فزع ، وصعق ، وتغیرات فی العالم العلوی ، والسفلی ، وما یصاحب ذلک من أهوال لا یمکن تصورها ، فضلاً عن تصویرها ! فهو قولٌ على الله بغیر علم ([34]).

6) وجود المحرمات کخلفیات موسیقیة. أو وجود صور نساء غیر متحجبات مما یسبب حرمة التفسیر لیس لذاته بل لما هو مصاحب له . 

القسم الثانی :

التفسیر المصوَّر الجائز : وهو ما لم یکن من النوع الأول، وکان وفق ضوابط التفسیر المصوَّر، ویدل على جوازه :

1) أن الأمثال بحد ذاتها هی لتقریب شیء مراد إیصاله للناس ، فما یحصل من تمثیل لذلک المثال لیس فیه ما یُنکر ، وهو مؤدٍّ لدور المثال نفسه .

2) استعمل النبی r طرقاً کثیرة من أجل إیصال معانٍ جلیلة للصحابة، ومن ذلک:

 ـ تقریب معنى رحمة الله تعالى بالعباد بصورة واقعیة لامرأة وابنها :

فعن عمر بن الخطاب رضی الله عنه قال: قدِمَ على النبیِّ r سَبیٌ، فإذا امرأةٌ من السَّبیِ قد تحلَّب ثَدیُها تَسقِی، إذا وجدَتْ صَبیًّا فی السَّبیِ أخذَتْهُ، فألصقَتْهُ ببَطنِها وأرضعَتْهُ، فقال لنا النبیُّ  r : (( أتُرَونَ هذه طارحَةً ولدَها فی النَّارِ)). قُلنا: لا، وهی تقدِرُ على أن لا تطرَحَه، فقال : ((آلَلّهُ أرحَمُ بعبادِه من هذه بولَدِها)) ([35]).  

ـ تقریب معنى رؤیة الله تعالى برؤیة شیء محسوس مشاهَد .

فعن جریر بن عبدالله رضی الله عنه قال : کنَّا عند النَّبی r ، فنظر إلى القَمَر لَیلةً ـ یعنی البدرـ فقال:((إنّکم سَتَرون ربَّکم، کما تَرَون هذا القَمَر، لا تُضَامُّونَ فی رؤیته ..)) ([36])

3) استعمال النبی r للرسم لتوضیح الصورة فی أذهان من یراه . ومن أمثلة ذلک:

ـ  عن عبدالله بن مسعود رضی الله عنه قال : خطَّ لنا رسول الله r خطًّا ثم قال :        ((هذا سبیل الله)) ثم خطَّ خطوطا عن یمینه وعن شماله ثم قال : ((هذه سُبُلٌ متفرقةٌ على کلِّ سبیلٍ منها شیطانٌ یدعو إلیه، ثم قرأ: (قُلْ إِنِّی أَخَافُ إِنْ عَصَیْتُ رَبِّی عَذَابَ یَوْمٍ عَظِیمٍ (15) ]الأنعام:15 [)([37]).

ـ وعن عبدالله بن مسعود رضی الله عنه قال : خطَّ النبیُّ r خطًّا مربعًا، وخطَّ خطًّا فی الوسط خارجاً منه، وخطَّ خُططاً صغاراً إلى هذا الذی فی الوسط من جانبه الذی فی الوسط ، وقال : (( هذا الإنسانُ، وهذا أجلُهُ مُحیطٌ به – أو: قَد أَحاطَ به - وهذا الذی هو خارِجٌ أَملُه، وهذه الخُطَطُ الصّغار الأَعرَاضُ، فإن أَخطَأَهُ هذا نَهَشَهُ هذا، وإن أَخطَأَهُ هذا نَهَشَهُ هَذَا )) ([38]).

فهذان الحدیثان یدلان على أنّ النبی r کان ـ أحیاناً ـ  یستعمل الرسوم التوضیحیة لبیان بعض المعانی .

قال الزرقانی ـ رحمه الله ـ  : « وأما السنة النبویة فقد ضربت الرقم القیاسی فی باب هذه السیاسة التعلیمیة الراشدة، حتى إذا کان علماء التربیة فی العصور الحدیثة قد عدّوا من الحکمة فی التعلیم والتربیة الاستعانة بوسائل الإیضاح وألوان التشویق، فإنّ محمداً النبیَّ الأمیَّ کان من قبل أربعة عشر قرناً، ومن قبل أن یولد علمُ التربیة وعلمُ النفس کان هو المعلِّم الأول، فی رعایة تلک الوسائل الموضحة، وهاتیک المشوقات الرائعة، حتى تفتحت قلوب سامعیه للهدایة، وامتلأت صدور أصحابه بتعالیمه، کأنما کتبت فیها کتابا بالکلمة والحرف... (وأورد عددا من الأمثلة ثم قال) : ... ومن العجائب فی وسائل إیضاحه ـ علیه الصلاة و السلام ـ أنَّه کان یستعین برسم یدیه الکریمتین على توضیح المعانی وتقریبها إلى الأذهان، مع أنه النبیّ الأمیّ الذی لم یقرأ کتابا، ولم یجلس إلى أستاذ، ولم یذهب إلى مدرسة، ولم یدرس الرسم ولا الهندسة »([39])

4) أن التفسیر المصور لیس بعبادة فی نفسه تفعل من أجل التقرب إلى الله ، حتى یقال بمنعه مطلقا. أو أنه مبتدع عن طریقة السلف .

5) أن تفسیر القرآن وهو أحد العلوم الأساسیة علمٌ یُبحثُ فیه عن القرآن الکریم، من حیثُ دلالته على مُرادِ الله بقدر الطاقة البشریَّةِ فهو بیان وکشف وإظهار وإیضاح وتفصیل لکلام الله ، والصور من أفضل ما یسهّل ویعین تعیین المراد وتوضیحه . فلا یظهر ما یمنعه مادام أنه وفق ضوابط محددة ومعینة . فهو لون من تفسیر القرآن الکریم، فکما یفسر القرآن باللغة العربیة لبیان معانیه، وشرح الغامض، وتفصیل المجمل، واستنباط الهدایات منه، فکذلک تفسیر الممکن منه  بالصور .

6) أن التفسیر المصوَّر یحقق تیسیر فهم القرآن الکریم على بعض المسلمین سواء من غیر العرب أو صغار السن، وذلک لإدراک معانی بعض آیات القرآن واتباع هدایاته. خاصة مع بعد الناس عن اللغة العربیة وتفهّم معانیها .

7) ضُربت فی القرآن الکریم وفی السنة النبویة أمثالٌ صریحة وأمثالٌ غیر صریحة، وبطرق وأسالیب عدیدة، رمزیة وقصصیة وطبیعیة، جاءت هذه الأمثال لفوائد عدیدة منها : إبراز المعانی فی صورة مجسمة لتوضیح الغامض، وتقریب البعید, وتقریب المراد للعقل وتصویره بصورة المحسوس لتثبت فی الأذهان.

قال إبراهیم النظام: « یجتمع فی المثل أربعٌ لا تجتمع فی غیره من الکلام :
إیجاز اللفظ ، وإصابة المعنى، وحسن التشبیه، وجودة الکنایة  فهو نهایة البلاغة» ([40]).

 والتفسیر المصوَّر مما یوضح الغامض ویقرب المراد من کلام الله ویبینه  .

المبحث الرابع  : ضوابط التفسیر المصوَّر .

نظراً لأهمیة التفسیر المصوَّر، ومن أجل أن یکون وافیا بالمطلوب ومحققا للمقصود ، فلابد أن تتوافر فیه  ضوابط معینة، حتى یحقق الهدف منه، ولا یحید عنه. وأحاول فی هذا المبحث أن أضع ضوابط محددة للتفسیر المصوَّر ، وهی :

الأول : أن یکون التفسیر المصوَّر بعلم ، وضرورة الرجوع إلى کُتب التفسیر الموثوقة؛ لعدم تفسیر القرآن بغیر علم، أو بِما یتبادر إلى الذهن .

الثانی : أن یکون المفسِّرـ تفسیراً تصویریاً ـ أمیناً على مدلولات الألفاظ، وما تقتضیه حسب السیاق .

الثالث : أن یکون المفسِّر عالماً بمعانی الألفاظ الشرعیة فی القرآن الکریم ، عارفاً بتفسیر کلام الله ومدلولاته .

الرابع : أن یکون التفسیر المصوَّر خاضعاً للشروط التی یجب توافرها فی تفسیر کلام الله تعالى عموماً . 

الخامس : ألا یکون التفسیر المصوَّر بدیلاً عن التفسیر النَّصی للقرآن، بحیث یُستغنى به عنه ، لذا لابدّ أن یکون التفسیر المصوّر مصحوباً بتفسیرٍ نصیّ .

السادس : البعد عن تصویر الغیبیات عموماً .

السابع : البعد عن  تصویر ذوات الأرواح . عدا ما تم استثناؤه  سابقا .

الثامن : البعد عن المحاذیر الشرعیة کالخلفیات الموسیقیة ، أو ظهور النساء بغیر حجاب . 

التاسع : أن ینبّه فی مقدمة تفسیره على ما یلی :

أ)  أن تفسیره المصوّر هو لما فهمه من معانی القرآن الکریم

ب) أن التفسیر المصوّر لا یتضمن کل وجوه التأویل المحتملة لمعانی القرآن.

ج) أن التفسیر المصوّر لا یغنی عن التفاسیر الأخرى ، نظراً لتنوع معانی القرآن وسعة مدلولاتها .

المبحث الخامس : نماذج من التفسیر المصوَّر.

وجدت بعض النماذج للتفسیر المصوَّر، کتألیف  مستقل فی تفسیر بعض الآیات والسور ، أو نشر بعض المقاطع التفسیریة المصورة لبعض الآیات والتی یتم نشرها وتداولها فی وسائل التواصل الحدیثة .

ولذا رأیت أن أذکر بعض النماذج  لهذه التفاسیر: 

- کتاب بعنوان ( القرآن الکریم - التفسیر المصور- : جزء عمّ ) ، أعده: حامد الفلاحی، وراجعه: الدکتور إحسان الطیف الدوری، ونشرته دار البشائر الإسلامیة ببیروت. تنوّعت فیه طرق العرض ما بین: صور متعددة .ومعلومات متنوعة ذات ارتباط بالآیات؛ فمثلاً: تجد معلومات عن الأرض والجمل والجبال...إلخ .وأحادیث شریفة موجزة تساعد فی فهم الآیات.کما قام بتقسیم الصفحة بشکل لطیف بحیث لا یکون الکلام مسروداً بطریقة مملة       بل تجد فی الصفحة کما یقال: من کل بستان زهرة. والتنوع فی المعلومات مزیة واضحة     فی الکتاب. 

- کتاب : ( التفسیر المصور لسورة البقرة) ، وکذلک التفسیر المصور لعدد من سور القرآن، إعداد : طبیب بیطری: أحمد علی محمد علی مرسی ، الشهیر بـ / أبو إسلام أحمد بن علی ، من جمهوریة مصر العربیة. وهذه التفاسیر لسور القرآن منشورة  على الشبکة العنکبوتیة فی موقع صید الفوائد، وطریقته أنه یفسر السورة آیة آیة، ومن ثمّ یورد بعض الصور التفسیریة للآیة التی یفسرها .

وقد بذل فیه جهداً إلا أنّ مما یلاحظ علیه: أنه یورد بعض صور الغیبیات ، کصور الجنة أو صور النار أو صور المعذبین فی النار، کذلک  یورد صورا لذوات الأرواح .

- (التفسیر المصوَّر)  للدکتور عبدالله المسند ـ الأستاذ المشارک فی قسم الجغرافیا بجامعة القصیم ـ  فی موقعه على الشبکة العنکبوتیة ،عمد فیه  إلى دمج الصورة المؤثرة مع الکلمة المفسرة، لتعطی القارئ والمشاهد جرعة ثقافیة خفیفة وسریعة ؛ لینتج عنها ومنها معان وشعور فسلوک ، وهو لم یقتصر على الآیات بل یشمل  الآیة، أو الحدیث، أو الحکمة، أو بیت من الشعر، مفسرة بصورة مختارة. ومما نشره فی موقعه :

   
   
   

ـ ( مصحف مرئی )  کامل فی 25 ساعة ، من إنتاج قناة آیات الفضائیة .

ـ ( روح الآیات ) مقاطع مرئیة من انتاج مرکز تفسیر للدراسات القرآنیة .

ـ  (القرآن المصور) ، صور کرتونیة من إنتاج قناة هدهد الفضائیة   .

ـ (100 مقطع مصور) من انتاج مؤسسة ضیاء الفضاء ، وترجموها لعدد من اللغات بجودة عالیة HD . وأغلب تلک الآیات المختارة آیات الأنفس والآفاق .

وفی ختام هذا لبحث أسوق بعض النماذج المتفرقة للتفسیر المصور لبعض المعانی  :

الکلمة

الآیة

معناها

التفسیر المصور لها

القطمیر

یُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهَارِ وَیُولِجُ النَّهَارَ فِی اللَّیْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ کُلٌّ یَجْرِی لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِکُمُ اللَّهُ رَبُّکُمْ لَهُ الْمُلْکُ وَالَّذِینَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا یَمْلِکُونَ مِنْ قِطْمِیرٍ (13)  فاطر: ١٣

هو قِشْر النواة

 

 

الفتیل

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِینَ یُزَکُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ یُزَکِّی مَنْ یَشَاءُ وَلَا یُظْلَمُونَ فَتِیلًا (49) النساء:٤٩،والإسراء71 یَوْمَ نَدْعُوا کُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِیَ کِتَابَهُ بِیَمِینِهِ فَأُولَئِکَ یَقْرَءُونَ کِتَابَهُمْ وَلَا یُظْلَمُونَ فَتِیلًا (71).

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِینَ قِیلَ لَهُمْ کُفُّوا أَیْدِیَکُمْ وَأَقِیمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّکَاةَ فَلَمَّا کُتِبَ عَلَیْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِیقٌ مِنْهُمْ یَخْشَوْنَ النَّاسَ کَخَشْیَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْیَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ کَتَبْتَ عَلَیْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِیبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْیَا قَلِیلٌ وَالْآَخِرَةُ خَیْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِیلًا (77) النساء: ٧7

هو الذی یکون فی شق  النواة  وبطنها.

 

 

 

 

 

النَّقیر

أَمْ لَهُمْ نَصِیبٌ مِنَ الْمُلْکِ فَإِذًا لَا یُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِیرًا (53) النساء: ٥٣

وَمَنْ یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَکَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِکَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا یُظْلَمُونَ نَقِیرًا (124)النساء: ١٢٤

هو النقرة التی فی ظهر النواة

 

 

الزَّبَدُ

أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِیَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّیْلُ زَبَدًا رَابِیًا وَمِمَّا یُوقِدُونَ عَلَیْهِ فِی النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْیَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ کَذَلِکَ یَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَیَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا یَنْفَعُ النَّاسَ فَیَمْکُثُ فِی الْأَرْضِ کَذَلِکَ یَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17) الرعد: ١٧

الزبد:  الذی علا السیـل، والذهب والفضة والنـحاس والرصاص عند الوقود علـیها، فـیذهب بدفع الریاح وقدف الـماء به وتعلقه بـالأشجار وجوانب الوادی.

 

 

 

 

صِنوانٌ

وَفِی الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِیلٌ صِنْوَانٌ وَغَیْرُ صِنْوَانٍ یُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِی الْأُکُلِ إِنَّ فِی ذَلِکَ لَآَیَاتٍ لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ (4) الرعد: ٤

الصنوان: النـخـلتان أو أکثر وأصلهما واحد.

 

 

غیر صِنوانٍ

وَفِی الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِیلٌ صِنْوَانٌ وَغَیْرُ صِنْوَانٍ یُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِی الْأُکُلِ إِنَّ فِی ذَلِکَ لَآَیَاتٍ لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ (4)الرعد: ٤

النـخـلة والنـخـلتان الـمتفرّقتان.

 

 

نشوء السحاب وجعله کسفا

اللَّهُ الَّذِی یُرْسِلُ الرِّیَاحَ فَتُثِیرُ سَحَابًا فَیَبْسُطُهُ فِی السَّمَاءِ کَیْفَ یَشَاءُ وَیَجْعَلُهُ کِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ یَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ یَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ یَسْتَبْشِرُونَ (48)  الروم: ٤٨

 

الله یرسل الریاح فتثـیر سحابـاً، تنشىء الریاحُ سحابـاً فـینشره الله، ویجمعه فـی السماء کیف یشاء ویجعل السحاب قِطعاً. متفرّقة.

 

الخاتمة

وبعد هذا التطواف فی التفسیر المصور للقرآن الکریم  ، وبیان مفهومه، وحکمه ، وتحدید ضوابطه، یمکننی فی خاتمة هذا البحث أن أسطر أهم نتائجه، وهی :

1)   تم التعریف بمعنى (تفسیر القرآن) بعدة تعاریف منها : «علمُ بیانِ معانی القرآن الکریم بالنقل والعقل» .

2)   تم التعریف بالتصویر وأنه : إیجادُ صورة تُشبه شکلَ المخلوق، بأیِّ وسیلةٍ؛ سواء کان ذلک ببناءِ تِمثال على هیئة المخلوق، أو بِرسمِ صُورة تُشبهه على لوحةٍ أو ورقٍ أو قُماش أو جدارٍ، أو بِالتقاط صورتِه بالآلة الفوتوغرافیة وتثبیتِها على شیء مِن ذلک .

3)   تم تحدید مفهوم التفسیر المصوّر للقرآن الکریم ، وهو : « علمٌ یُبحثُ وفق ضوابط محددة فی بیان ما یمکن من معانی القرآن الکریم عن طریق تصویر تلک المعانی ورسمها أو عن طریق استخدام وسائل حسیة توضیحـیة لتلک المعانی  ».

4)   بینتُ أنَّ التصویر جنس یشتمل على أنواع منها: التصویر المجسَّم، والتصویر الیدوی، و التصویر الضوئی، والتصویر الفوتوغرافی، والتصویر التلفزیونی أو السینمائی، وعرفت بکل واحد منها.

5)   أوضحت  أن التصویر بالنظر إلى الوسیلة نوعان: أولهما : التصویر الیدوی، ویشمل التصویر المجسَّم من ذوات الظل، والتصویر المسطَّح. وثانیهما: التصویر الآلی: ویتضمن التصویر الفوتوغرافی، والتصویر التلفزیونی والسینمائی.

6)   أوضحت أنَّ التصویر ـ باعتبار ذات الصورة ـ  نوعان : أولهما : صور ذوات الأرواح . وثانیهما :صور غیر ذوات الأرواح من المخلوقات الکونیة. 

7)   أوضحت أسالیب التفسیر المصوَّر للقرآن الکریم،  ومِیزة کل نوع منها. وبینتُ أنَّ أسالیب التفسیر المصوَّر أربعة أسالیب وهی : التفسیر المصور للقرآن جمیعا، والتفسیر المصوَّر لسورة معینة فی القرآن. والتفسیر المصوَّر لمفردة معینة فی القرآن الکریم. والتفسیر المصوّر لموضوع معین فی القرآن الکریم .

8)   بینت حکم التفسیر المصور للقرآن الکریم، وأن منه الممنوع ومنه الجائز  : فالتفسیر المصوَّر الممنوع :هو التفسیر المصوَّر بغیر علم ، أو التفسیر المصوَّر للغیبیات، أو التصویر التخیلی للأنبیاء والصالحین، أو لذوات الأرواح عموماً .  وبینت أدلة منعه .

والتفسیر المصوَّر الجائز : وهو ما لم یکن من النوع الأول، وکان وفق ضوابط التفسیر المصوَّر، وبینت أدلة  جوازه .

9) وضعت عدداً من الضوابط للتفسیر المصور للقرآن الکریم  بلغت (9) ضوابط.

10 ) ذکرت بعض النماذج للتفسیر المصور  . 

وبعد أن ذکرت أهم نتائج البحث فإنی آمل أن أکون قد وفقت فیما قلت وعرضت، کما آمل أن یلاقی البحث قارئاً کریماً، یقبل صوابه، ویصوّب خطأه، ویعفو عن زللـه .

وأرى أن موضوع التفسیر المصوَّر مازال بحاجة إلى مزید من الدراسة والبحث.

  وما کتبتُه فی التفسیر المصوَّر لعله یکون بدایة للکتابة فیه بشیء من التفصیل، ووضع مزید من الضوابط والأمثلة .

وأوصی بالتأکید على ضرورة  تفعیله ؛ ودراسة مزید من ضوابطه وأحکامه .  

والله أسأل أن یجعل ما کتبت خالصاً لوجهه الکریم ، وأن یوفقنی لهداه ، ویجعل عملی فی رضاه ، والحمد لله رب العالمین ، وصلى الله وسلّم وبارک على سیدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

* تم بحمد الله *

 

 


فهرس المصادر والمراجع

الإحسان فی تقریب صحیح ابن حبان = صحیح ابن حبان .

أحکام التصویر فی الفقه الإسلامی، محمد أحمد واصل، دار طیبة، ط3 ، 1427.

أحکام التصویر فی الشریعة الإسلامیة ، عبدالرحمن عبدالخالق .

أحکام القرآن ، لأبی بکر محمد بن عبدالله المعروف بابن العربی، راجعه محمد عبدالقادر عطا، دار الکتب العلمیة. 

الإحکام ، لابن حزم الظاهری .تحقیق أحمد شاکر ، دار الآفاق الجدیدة ، بیروت.

إعلان النکیر على المفتونین بالتصویر .

البحر المحیط ، لأبی حیان ، دار إحیاء التراث العربی .

بحوث فی أصول التفسیر ومناهجه ، د. فهد الرومی، مکتبة ابتوبة ، ط4 ، 1419.

البرهان فی علوم القرآن، للزر کشی، تحقیق أبوالفضل إبراهیم، دار المعرفة،1391.

التسهیل لعلوم التنزیل ،لابن جزی الکلبی، دار الفکر ، بیروت . 

التفسیر والمفسرون، د.محمد حسین الذهبی، دار الکتب الحدیثة،مصر،ط2، 1396.  

تقریب غریب القرآن بالوسائل الحدیثة بین التأصیل والتطبیق، للدکتور علی بن عبدالله السکاکر، منشور على الشبکة العنکبوتیة .

جامع بیان العلم وفضله، لابن عبدالبر، تحقیق أبو الأشبال الزهیری، دار ابن الجوزی، الدمام ، 1414.

حکم ممارسة الفن فی الشریعة الإسلامیة .

حکم الإسلام فی التصویر ، محمد بن علی الصابونی ، مطبعة المدنی ، القاهرة .

سلسلة الأحادیث الصحیحة ، للألبانی ، مکتبة المعارف ، الریاض .

سلسلة الأحادیث الضعیفة ـ للألبانی ، مکتبة المعارف ، الریاض .

سنن ابن ماجه، ترقیم عبد الباقی، اعتنى بها بیت الأفکار الدولیة، طبعها الراجحی

سنن أبی داود، ترقیم الدعاس، اعتنى بها بیت الأفکار الدولیة ، طبعها الراجحی

سنن الترمذی ،ترقیم أحمد شاکر اعتنى بها بیت الأفکار الدولیة ، طبعها  الراجحی

شعب الإیمان، للبیهقی، تحقیق محمد بسیونی، دار الکتب العلمیة ، بیروت ، 1410.

صحیح ابن حبان، ترتیب: ابن بلبان، تحقیق شعیب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، 1407.

صحیح البخاری، ترقیم عبد الباقی، طبعة اعتنى بها بیت الأفکار الدولیة طبعها الراجحی

صحیح مسلم ، ترقیم دعبد الباقی، اعتنى بها بیت الأفکار الدولیة طبعها الراجحی.

فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمیة والإفتاء، جمع وترتیب الدرویش، طبع ونشر مؤسسة العنود.

فتح الباری فی شرح صحیح البخاری،لابن حجر العسقلانی، دار المعرفة ، بیروت.

الکشف والبیان عن تفسیر القرآن، لأبی إسحاق الثعلبی، رسائل علمیة، دار التفسیر،       ط1، 1436.

لسان العرب ، لابن منظور، دار الفکر ، ط ، 3 ، 1414هـ

مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للهیثمی، مؤسسة المعارف ، بیروت 1406هـ.

مجمع الأمثال للمیدانی .تحقیق محمد محیی الدین عبدالحمید ، دار المعرفة ،بیروت.

المجموع الثمین من فتاوى فضیلة الشیخ محمد بن صالح العثیمین، جمع وترتیب فهد السلیمان، توزیع مؤسسة الجریسی . 

مجموع فتاوى شیخ الإسلام ابن تیمیة ، جمع وترتیب ابن قاسم ، مطابع الریاض .

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ، لابن باز ، جمع محمد الشویعر ، ط 2، 1421 .

المستدرک على الصحیحین فی الحدیث ، للحاکم ، دار الفکر، بیروت.   

المسند ، للإمام أحمد بن حنبل ، الطبعة المیمنیة.

المصنف فی الأحادیث والآثار، لابن أبی شیبة، تحقیق الأعظمی ، الدار السلفیة .   

معالم التنزیل ، للبغوی ، تحقیق النمر وآخرون ، دار طیبة ، الریاض ط ،  1409 .

المعجم الوسیط، إبراهیم أنیس وآخرون ، ط2، دار المعارف .

معجم مقاییس اللغة العربیة ، لابن فارس، تحقیق عبدالسلام هارون، دار الجیل .

مفردات ألفاظ القرآن، للراغب الأصفهانی، تحقیق صفوان داوودی، دار القلم.

مقالات فی علوم القرآن وأصول التفسیر، د.مساعد الطیار، دار المحدث، 1425.

مقدمة جامع التفاسیر، للراغب الأصفهانی، تحقیق أحمد حسن فرحات، دار الدعوة، الکویت،1405.

مناهل العرفان فی علوم القرآن، للزرقانی ، دار إحیاء الکتب العربیة .

النهایة فی غریب الحدیث والأثر، لابن الأثیر، تحقیق الطناحی ، دار الفکر، بیروت.

 

 

 



([1])  ذکر الأستاذ الدکتور مساعد الطیّار فی کتابه : (مقالات فی علوم القرآن وأصول التفسیر ص 239): أنَّ أولَّ من رآه قسَّم التفسیر إلى أنواع  الدکتور أحمد جمال العمری فی کتابه ( دراسات فی التفسیر الموضوعی للقصص القرآنی) وأنه لا یعلم هل سُبق أم لا ، وأنه قد ذکر ثلاثة ألوان ( التفسیر التحلیلی ، التفسیر الإجمالی، التفسیر الموضوعی) وقد زاد الأستاذ الدکتور فهد الرومی فی کتابه (بحوث فی أصول التفسیر ومناهجه) لونا رابعاً: وهو التفسیر المقارن.

([2]) انظر : بحوث فی أصول التفسیر ومناهجه، الأستاذ الدکتور فهد الرومی ص 57ـ 69. 

([3]) فی نهایة کتابة البحث وقفت على بحث بعنوان: ( تقریب غریب القرآن بالوسائل الحدیثة بین التأصیل والتطبیق ) للدکتور علی بن عبدالله السکاکر أستاذ مساعد فی الجامعة الإسلامیة بالمدینة المنورة، وهو بحث مقدم للمؤتمر الدولی الثانی لتطویر الدراسات القرآنیة والمقام فی رحاب جامعة الملک سعود خلال الفترة 10ـ 13/ 5/ 1436 هـ والبحث یبحث عن تساؤل هو: هل یمکن رسم أو تصویر بعض غریب القرآن؟ وتقریبها للمتعلمین بتلک الوسائل، بحیث تکون الفائدة المستنبطة منها أکبر؟ وما مشروعیة هذا العمل ؟ وما مدى أهمیته ؟.

     والبحث کما فی هوا واضح من عنوانه مقید فی غریب القرآن.  

([4]) معجم مقاییس اللغة : 4/504 مادة فسر.

([5]) انظر: مقدمة جامع التفاسیر ص47.      

([6]) التسهیل فی علوم التنزیل 1/6.

([7]) البحر المحیط 1/26.

([8]) البرهان فی علوم القرآن 1/13.

([9]) انظر : التفسیر والمفسرون للذهبی 1/15، مناهل العرفان للزرقانی 2/3 .

([10]) التعریف للأستاذ الدکتور: حکمت بشیر یاسین حفظه الله ، سماعا منه  . 

([11]) معجم مقاییس اللغة 3/ 320 .

([12]) لسان العرب 4/ 473، (صور ) .

([13]) المعجم الوسیط ، ص 528 . 

([14]) انظر : المعجم الوسیط مادة : صور ،  1/ 528 ، أحکام التصویر فی الفقه الإسلامی ص 37 ـ 43 . 

([15]) انظر : الموسوعة العربیة المیسرة (تیلفزیون) 1/ 544 . 

([16]) انظر : أحکام التصویر فی الفقه الإسلامی ص 65 .

وهناک تقسیمات أخرى للتصویر غیر ما ذکرته، ویمکن الاستزادة بالرجوع إلى :  أحکام التصویر فی الفقه الإسلامی ص 37 فما بعدها ، أحکام التصویر فی الشریعة الإسلامیة لعبدالرحمن عبدالخالق ص 31 فما بعدها.

([17]) انظر : أحکام التصویر فی الفقه الإسلامی ص 61 ـ  65 .

([18]) انظر : أحکام التصویر فی الفقه الإسلامی ص 61ـ 71 . 

([19]) لم أقف على من ذکر هذه الأنواع ،ولکن اجتهدت فی وضعها ، مستفیدا ممّن کتب فی التفسیر الموضوعی ،وذکر أنواعه. 

 

([20]) وممن بدأ فی بدایة الکتابة فی هذا النوع الدکتور علی بن عبدالله السکاکر فی بحث له بعنوان: ( تقریب غریب القرآن بالوسائل الحدیثة بین الـتأصیل والتطبیق )،  حیث وضع أساسات للکتابة فی هذا الأسلوب وفتح المجال فیه.

([21]) أخرجه مسدد فی المسند کما فی المطالب العالیة 14/ رقم 3512، وابن حزم فی الإحکام 6/ 213، وابن عبدالبر فی جامع بیان العلم وفضله 2/ 52، وابن أبی شیبة فی المصنف 6/ 136رقم 30103 ، والبیهقی فی شعب الإیمان 2/ رقم 2278 وغیرهم  ، وهو صحیح بمجموع طرقه .

([22]) مجموع الفتاوى 13/ 371 .

([23]) أخرجه البخاری فی صحیحه، کتاب التوحید،ح (7559)، ومسلم فی صحیحه ،کتاب اللباس والزینة،        ح (2111).

([24]) أخرجه البخاری فی صحیحه، کتاب اللباس ح (5950) ، ومسلم فی صحیحه ،کتاب اللباس والزینة،       ح (2109).

([25]) أخرجه البخاری فی صحیحه، کتاب اللباس ح (5951 )، ومسلم فی صحیحه ،کتاب اللباس والزینة،       ح (2108).

([26]) أخرجه البخاری فی صحیحه بنحوه، کتاب اللباس ح(5961)، ومسلم فی صحیحه ـ واللفظ له ـ کتاب اللباس والزینة ح (2107).

([27]) أخرجه البخاری فی صحیحه، کتاب بدء الخلق ح(3225) ، ومسلم فی صحیحه کتاب اللباس والزینة       ح (2106).

([28]) انظر : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمیة والإفتاء، المجموعة : 2 ، الجزء : 1 ، الصفحة : 308 الفتوى : 18828 

([29]) انظر : المجموع الثمین 1/ 201،فتوى 151، و 2/ 244، فتوى 323 . وأحکام التصویر فی الفقه الإسلامی ص 353.

([30]) وقال به من المعاصرین: الشیخ حمود بن عبدالله التویجری، والشیخ عبدالله بن حمید رحمهما الله تعالى. وهو المفهوم من فتاوى أعضاء اللجنة الدائمة بالمملکة العربیة السعودیة .

    وانظر: إعلان النکیر على المفتونین بالتصویر  ص 90،  وأحکام التصویر فی الفقه الإسلامی ص 354 .

([31]) انظر : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمیة والإفتاء ( 1/ 458ـ 464 ) ، وحکم ممارسة الفن فی الشریعة الإسلامیة ص 384 ، وأحکام التصویر فی الفقه الإسلامی ص 358 .

([32]) أحکام القرآن ، لابن العربی (سورة سبأ)  4/ 9 .

([34]) انظر: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمیة والإفتاء، المجموعة : 2 ، الجزء : 1 ، الصفحة : 308 الفتوى: 18828، والمجموعة : 2 ، الجزء 3 ، الصفحة :  127 الفتوى : 20878.

([35]) أخرجه البخاری فی صحیحه ، کتاب الأدب ح (5999) ، ومسلم فی صحیحه، کتاب التوبة ح (2754)  .

([36]) أخرجه البخاری فی صحیحه، کتاب مواقیت الصلاة، ح (554) ، ومسلم فی صحیحه، کتاب المساجد،ح (633).

([37]) أخرجه الإمام أحمد فی مسنده (1/ 435)، والدارمی فی سننه ( 1/232 ح 208) ، والنسائی فی الکبرى ( 6/ 343 ح 11174) ، وابن حبان فی صحیحه (1/ 180 ح 6) ، والحاکم فی المستدرک (2/ 318) وقال: صحیح الإسناد ولم یخرجاه ، ووافقه الذهبی . وحسَّنه غیر واحد من المحققین.

([38]) أخرجه البخاری فی صحیحه، کتاب الرقاق، ح (6417) .

([39]) مناهل العرفان فی علوم القرآن 1/ 304 .

([40]) انظر : مقدمة کتاب مجمع الأمثال، لأبی الفضل أحمد بن محمد المیدانی النیسابوری  1/ 7 .

فهرس المصادر والمراجع
الإحسان فی تقریب صحیح ابن حبان = صحیح ابن حبان .
أحکام التصویر فی الفقه الإسلامی، محمد أحمد واصل، دار طیبة، ط3 ، 1427.
أحکام التصویر فی الشریعة الإسلامیة ، عبدالرحمن عبدالخالق .
أحکام القرآن ، لأبی بکر محمد بن عبدالله المعروف بابن العربی، راجعه محمد عبدالقادر عطا، دار الکتب العلمیة. 
الإحکام ، لابن حزم الظاهری .تحقیق أحمد شاکر ، دار الآفاق الجدیدة ، بیروت.
إعلان النکیر على المفتونین بالتصویر .
البحر المحیط ، لأبی حیان ، دار إحیاء التراث العربی .
بحوث فی أصول التفسیر ومناهجه ، د. فهد الرومی، مکتبة ابتوبة ، ط4 ، 1419.
البرهان فی علوم القرآن، للزر کشی، تحقیق أبوالفضل إبراهیم، دار المعرفة،1391.
التسهیل لعلوم التنزیل ،لابن جزی الکلبی، دار الفکر ، بیروت . 
التفسیر والمفسرون، د.محمد حسین الذهبی، دار الکتب الحدیثة،مصر،ط2، 1396.  
تقریب غریب القرآن بالوسائل الحدیثة بین التأصیل والتطبیق، للدکتور علی بن عبدالله السکاکر، منشور على الشبکة العنکبوتیة .
جامع بیان العلم وفضله، لابن عبدالبر، تحقیق أبو الأشبال الزهیری، دار ابن الجوزی، الدمام ، 1414.
حکم ممارسة الفن فی الشریعة الإسلامیة .
حکم الإسلام فی التصویر ، محمد بن علی الصابونی ، مطبعة المدنی ، القاهرة .
سلسلة الأحادیث الصحیحة ، للألبانی ، مکتبة المعارف ، الریاض .
سلسلة الأحادیث الضعیفة ـ للألبانی ، مکتبة المعارف ، الریاض .
سنن ابن ماجه، ترقیم عبد الباقی، اعتنى بها بیت الأفکار الدولیة، طبعها الراجحی
سنن أبی داود، ترقیم الدعاس، اعتنى بها بیت الأفکار الدولیة ، طبعها الراجحی
سنن الترمذی ،ترقیم أحمد شاکر اعتنى بها بیت الأفکار الدولیة ، طبعها  الراجحی
شعب الإیمان، للبیهقی، تحقیق محمد بسیونی، دار الکتب العلمیة ، بیروت ، 1410.
صحیح ابن حبان، ترتیب: ابن بلبان، تحقیق شعیب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، 1407.
صحیح البخاری، ترقیم عبد الباقی، طبعة اعتنى بها بیت الأفکار الدولیة طبعها الراجحی
صحیح مسلم ، ترقیم دعبد الباقی، اعتنى بها بیت الأفکار الدولیة طبعها الراجحی.
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمیة والإفتاء، جمع وترتیب الدرویش، طبع ونشر مؤسسة العنود.
فتح الباری فی شرح صحیح البخاری،لابن حجر العسقلانی، دار المعرفة ، بیروت.
الکشف والبیان عن تفسیر القرآن، لأبی إسحاق الثعلبی، رسائل علمیة، دار التفسیر،       ط1، 1436.
لسان العرب ، لابن منظور، دار الفکر ، ط ، 3 ، 1414هـ
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للهیثمی، مؤسسة المعارف ، بیروت 1406هـ.
مجمع الأمثال للمیدانی .تحقیق محمد محیی الدین عبدالحمید ، دار المعرفة ،بیروت.
المجموع الثمین من فتاوى فضیلة الشیخ محمد بن صالح العثیمین، جمع وترتیب فهد السلیمان، توزیع مؤسسة الجریسی . 
مجموع فتاوى شیخ الإسلام ابن تیمیة ، جمع وترتیب ابن قاسم ، مطابع الریاض .
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ، لابن باز ، جمع محمد الشویعر ، ط 2، 1421 .
المستدرک على الصحیحین فی الحدیث ، للحاکم ، دار الفکر، بیروت.   
المسند ، للإمام أحمد بن حنبل ، الطبعة المیمنیة.
المصنف فی الأحادیث والآثار، لابن أبی شیبة، تحقیق الأعظمی ، الدار السلفیة .   
معالم التنزیل ، للبغوی ، تحقیق النمر وآخرون ، دار طیبة ، الریاض ط ،  1409 .
المعجم الوسیط، إبراهیم أنیس وآخرون ، ط2، دار المعارف .
معجم مقاییس اللغة العربیة ، لابن فارس، تحقیق عبدالسلام هارون، دار الجیل .
مفردات ألفاظ القرآن، للراغب الأصفهانی، تحقیق صفوان داوودی، دار القلم.
مقالات فی علوم القرآن وأصول التفسیر، د.مساعد الطیار، دار المحدث، 1425.
مقدمة جامع التفاسیر، للراغب الأصفهانی، تحقیق أحمد حسن فرحات، دار الدعوة، الکویت،1405.
مناهل العرفان فی علوم القرآن، للزرقانی ، دار إحیاء الکتب العربیة .
النهایة فی غریب الحدیث والأثر، لابن الأثیر، تحقیق الطناحی ، دار الفکر، بیروت.