نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلفون
1 طالب دکتوراه – کلية التربية بجامعة الملک خالد
2 مدير تطوير مهارات التربويين في التقويم بتعليم نجران
المستخلص
الموضوعات الرئيسية
کلیة التربیة
کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم
إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)
=======
إسهام مناهج اللغة العربیة فی تعزیز الأمن الفکری
لدى طلاب المرحلة الثانویة
إعـداد الباحثین
أ/ عمر بن محمد بن عمر حسانی
طالب دکتوراه – کلیة التربیة بجامعة الملک خالد
أ/ دخیل محمد مدیس القرنی
مدیر تطویر مهارات التربویین فی التقویم بتعلیم نجران
} المجلد الثالث والثلاثین– العدد الخامس– یولیو 2017م {
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
مقدمة البحث:
إن المتأمل فی حال عالمنا المعاصر لیرى بوضوح ما تتعرض له أمتنا الإسلامیة من نکبات على ید أعدائها, والهدف المبطن لکل هذه الحملات المغرضة هو هدم الأمة الإسلامیة وجعلها أمة تابعة منشغلة بنفسها, ومتحاربة فیما بینها, یقتل بعضها بعضا لتنشغل عن أداء رسالتها الخالدة.
ویرى الهذیلی (1433, 2) أن الطریق الذی اتبعه الأعداء لتحقیق هذا الغرض یتمثل فی تشکیک أبناء الإسلام فی عقیدتهم ومسخ هویتهم وحملهم على الانسلاخ من مبادئهم وقیمهم وزعزعة أمنهم عن طریق ما یلقونه من شبهات وشهوات. ومن هنا کان لزامًا على المثقف المسلم أن یدرس هذه الأفکار, وأن یصرف عزمه إلى تحصین العقول وحصانتها فکریا وجعلها أبوابًا موصدة لتحدیات الأمن الفکری المعاصر.
إن التحدیات التی تواجهها المجتمعات الإسلامیة کثیرة, ولعل أبرزها ما یتعلق بالأمن الفکری, ویرى الصالح (2008, 8): أن انتشار ظاهرة الانحراف الفکری والبعد عن الاعتدال فی التفکیر کان سببا مباشرا فی ظهور الفتن والصراعات وتعدد المذاهب الفکریة والاتجاهات, وهذا ما یضعف قوة الأمة وعزتها, ویهدد کیانها ویفقدها أمنها واستقرارها؛ فیعم الخوف والاضطراب, وتسفک الدماء البریئة, وتقتل الأنفس المعصومة.
وقد أشارت تحلیلات الخبراء وذوی الاختصاصات النفسیة والاجتماعیة والشرعیة إلى أن التهدیدات الأمنیة بکافة صورها إنما تنطلق من فکر منحرف یدفع بعض الجماعات والأفراد إلى تبنی رؤى وتصورات ومعتقدات معینة تبرر لهم القیام بأعمال عنف تهدد أمن المجتمع لتحقیق أهدافهم (محمد, 2013). ومن هنا فإن قضیة الأمن الفکری تمثل مسألة وجود وبقاء لکل مجتمع.
ویهدف الأمن الفکری إلى بناء العقل وحمایته مما یؤدی به إلى الانحراف, وتحصینه فی مواجهة المؤثرات التی قد تجعل صاحبها مصدر تهدید للأمن والاستقرار, ومعالجته وتصحیح ما قد یطرأ علیه من خلل أو اضطراب, ثم تأمین الدولة والمجتمع فی مواجهة ما ینتج عن هذا العقل من مخرجات فی الرؤى والأفکار والتوجهات التی یُعبر عنها عادة بالکلمة المسموعة أو المکتوبة وما یتبعها من سلوک أو تصرفات (الحکیم, 2009, 4).
کما یشیر حمید (2010, 10) إلى أن الأمن الفکری یتصدى إلى کل فکر دخیل, ویحمی الإنسان من الانحراف أو الخروج عن الوسطیة والاعتدال فی فهمه لمختلف القضایا, کما یهدف إلى حفظ النظام العام, وتحقیق الأمن والطمأنینة والاستقرار فی مناحی الحیاة المتعددة, وإلى أن یعیش الناس فی بلادهم آمنین على أصالتهم وعلى ثقافتهم المستمدة من دینهم.
ولعل الأحداث الإرهابیة الأخیرة التی شهدها العالم وشهدتها المملکة العربیة السعودیة بما حملته من سفک للدماء, وإتلاف للمال العام والخاص, وإشاعة للخوف فی قلوب أفراد المجتمع؛ تحتم علینا الانتباه لموضوع الأمن الفکری وما یتعلق به من موضوعات ومفاهیم, وتحصین أفراد المجتمع کافة ضد الانحرافات الفکریة التی قد تطرأ على بعض أفراده حتى یعیش المجتمع کله فی استقرار وطمأنینة مواصلا عجلة التقدم والنماء.
ویعد التعلیم المنطلق الذی یعتمد علیه المجتمع فی تحصین شبابه وأبنائه, وهذا الأمر جعل السلیمان (2006, 1) یعد المدرسة المؤسسة التربویة الاجتماعیة ذات الأهمیة العظیمة فی التحصین المجتمعی؛ وذلک لأنها تلعب أدوارا مهمة فی تشکیل سلوک النشء بما تمتلکه من نظم وأسالیب تربویة, وما تضمه من کفایات متخصصة ومدربة, وهی المدخل الحقیقی والموضوعی المعنی بتکوین المفاهیم الصحیحة وتعزیزها فی أذهان الناشئة بصورة مخططة. ویؤکد ذلک الحربی (2008, 12)؛ حیث یرى أن العلاقة بین النظام التعلیمی فی المجتمع والأمن الفکری علاقة طردیة, فکلما کان النظام التعلیمی قویا ومخططا ومرتبطا بعقیدة المجتمع وتقالیده وعاداته کلما کان أقدر على مواجهة مهددات الأمن الفکری.
والتعلیم الثانوی أشدّ ارتباطًا بما یحدث فی المجتمع من المرحلتین الأخریین, فالنضج العقلی والاجتماعی والنفسی والثقافی لطلابه یجعلهم یتأثرون بما یحیط بهم أکثر من تأثر طلاب المرحلتین الابتدائیة والمتوسطة؛ وبالتالی فهم معرضون أکثر من غیرهم للانحراف الفکری, ومن هنا وجب الاهتمام بهم والعنایة بتحصینهم لیکونوا جدارا منیعا ضد من یحاول استمالتهم للفکر المنحرف.
وتؤکد إسماعیل (2014, 285) على ذلک حیث ترى أن المرحلة الثانویة من أهم المراحل التعلیمیة المهتمة بالحفاظ على الأمن والاستقرار, وتحقیق الأمن الفکری لهذه الفئة یجنی ثمارها المجتمع بأکمله؛ ولذا فطالب هذه المرحلة إذا ما تم توجیهه الوجهة الصحیحة فإنه ینشأ نشأة سلیمة تقی المجتمع من أمراض فکریة قد تؤدی به إلى الضیاع.
وتعد مناهج اللغة العربیة بالمرحلة الثانویة من المناهج الدراسیة القادرة على التأثیر فی فهم الطلاب وإفهامهم, وتکوین القیم والاتجاهات الإیجابیة لدیهم, وتنمیة المهارات العقلیة والاجتماعیة اللازمة لهم للعیش فی مجتمع القرن الواحد والعشرین؛ وبالتالی تتکون لدیهم الحصانة الداخلیة التی تحول دون تأثرهم بالانحرافات العقدیة والفکریة؛ ولذا أکدت بعض الدراسات: (خریف, 2006؛ الربعی, 1430ه؛ علیان, 2012) على الدور الکبیر الذی تقوم به مناهج اللغة العربیة فی تعزیز الأمن الفکری ومواجهة الانحرافات الفکریة التی قد تصیب الطلاب, وذلک عن طریق تضمین تلک المناهج موضوعات حول الأمن الفکری وأنواعه وما یتعلق به من مفاهیم ومضامین.
ویذکر الحوشان (2015) أن الدراسات أشارت إلى أن المقررات الدراسیة التی تقدم للطلاب غیر حریصة على تحصینهم بالاعتدال والوسطیة فی التعامل مع غیر المسلمین, کما أنها لم تؤکد للطلاب والطالبات على حقوق غیر المسلمین المقیمین فی بلادنا وحقهم فی معاملتهم بالحسنى, کذلک لم تمنح قضیة التعاطف مع الإرهابیین ترکیزا کافیا یضمن نبذ العنف والإرهاب, کما أنها لم تعط الطلاب إشارة واضحة لتحریم الإسلام قتل الأبریاء من المسلمین فی العملیات الإرهابیة والانتحاریة. کما تأتی الدراسة الحالیة استجابة لتوصیة دراسة الجهنی وحسین (2012) التی أوصت بضرورة إجراء دراسات علمیة للتعرف على الدور الذی تسهم به المناهج التربویة فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب الذین یدرسونها.
وفی ضوء ما سبق تبدو الحاجة ملحة للقیام بدراسة علمیة تعرِّف بالأمن الفکری المنشود, وتوضح کیف تسهم مناهج اللغة العربیة بالمرحلة الثانویة فی تعزیزه عند الطلاب, ومن هنا فإن الدراسة الحالیة تسعى إلى التعرف على إسهام مناهج اللغة العربیة بالمرحلة الثانویة فی تعزیز الأمن الفکری لدى طلاب المرحلة الثانویة بالمملکة العربیة السعودیة.
مشکلة البحث:
من الملاحظ فی الآونة الأخیرة بالمجتمع السعودی أن جرائم الانحراف الفکری بدأت تظهر وتلقی بظلالها حتى فی داخل الأسرة الواحدة؛ حیث دونت لنا بیانات وزارة الداخلیة السعودیة عددا من هذه الجرائم التی حدثت فی المجتمع السعودی مؤخرا وبین أبناء العمومة والأقارب, بل إنها تمادت فی الطغیان حتى طالت النفوس المعصومة فی المساجد التی أعدت للعبادة.
ولکی یتحقق الأمن الفکری فی المجتمع یجب أن تشارک کافة نظم المجتمع فی تحقیقه ثم تعزیزه فی نفوس أبنائه, وأهم نظام یحقق الأمن الفکری المنشود هو النظام التعلیمی الذی تُدرَّس فیه مناهج محددة لتحقق أهداف منشودة تخدم المجتمع وتسهم فی تطویره ورقیه؛ ولذا أکدت البحوث والدراسات على أهمیة دور المناهج فی تعزیز الأمن الفکری؛ فقد اقترح الحسین (2009) إجراء دراسات تربویة تستهدف تضمین المناهج الدراسیة بعض الموضوعات ذات الصلة بتحقیق الأمن الفکری, ومن ثمّ تطویر تلک المناهج بشکل مستمر لمکافحة شتى أشکال الانحراف الفکری، واقترح العلی (2012) تضمین أهمیة تحقیق الأمن الفکری فی المجتمع فی مناهج التعلیم فی مختلف المراحل, وأوصى کل من: (الأکلبی وأحمد, 2009؛ محمد 2013) بمراجعة محتوى مناهج التعلیم وتدعیمها بکل ما یعزز الأمن الفکری. کما أوصت دراسة أبو زید (2011) بضرورة تقدیم جرعات عقدیة وثقافیة عن الأمن الفکری یتلقاها الطلاب فی المراحل الدراسیة لتکوین مناعة ضد الغزو الفکری.
وبالرغم من أهمیة الدور الذی تؤدیه المناهج فی تعزیز الأمن الفکری؛ إلا أن الباحثین لاحظا ارتفاع مستوى الجرائم المتعلقة بالأمن الفکری عن ذی قبل, ونظرا للحیز الزمنی الذی تأخذه مناهج اللغة العربیة فی جدول المرحلة الثانویة فقد کان یفترض بها أن تسهم فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب بدرجة کبیرة؛ ولذا أجرى الباحثان مقابلات مفتوحة مع (7) من معلمی اللغة العربیة بالمرحلة الثانویة, وطرح علیهم السؤال المفتوح التالی: (حسب رأیک؛ ما مدى إسهام مناهج اللغة العربیة بالمرحلة الثانویة فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب؟)؛ حیث تبین من خلال إجاباتهم عن السؤال السابق أن هناک قصورًا فی إسهام مناهج اللغة العربیة فی تعزیز الأمن الفکری لدى طلاب المرحلة الثانویة.
وفی ضوء ما سبق؛ تتحدد مشکلة البحث فی ضعف إسهام مناهج اللغة العربیة بالمرحلة الثانویة فی تعزیز الأمن الفکری لدى أولئک الطلاب. ونظرًا لندرة البحوث والدراسات التی تناولت إسهام مناهج اللغة العربیة بالمرحلة الثانویة فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب؛ فإن البحث الحالی یحاول تقدیم تصور لکیفیة إسهام مناهج اللغة العربیة بالمرحلة الثانویة فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب.
أسئلة البحث:
یحاول البحث الحالی الإجابة عن الأسئلة الآتیة:
1- ما المقصود بالأمن الفکری؟
2- کیف تسهم مناهج اللغة العربیة فی تعزیز الأمن الفکری لدى طلاب المرحلة الثانویة؟
أهداف البحث:
یسعى البحث الحالی إلى تحقیق الأهداف الآتیة:
1- التعریف بمفهوم الأمن الفکری.
2- تقدیم تصور مقترح لکیفیة إسهام مناهج اللغة العربیة بالمرحلة الثانویة فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب.
أهمیة البحث:
قد تفید نتائج البحث الحالی فی تحقیق مردودات تربویة إیجابیة؛ من أهمها ما یلی:
1- ترسیخ مفهوم الأمن الفکری, ونشر ثقافة الاعتدال والوسطیة.
2- لفت نظر القائمین على مناهج اللغة العربیة إلى ضرورة العنایة بالأمن الفکری؛ حیث یمکن أن تسهم مناهج اللغة العربیة کغیرها من المناهج فی تعزیز بالأمن الفکری لدى طلاب المرحلة الثانویة.
3- یمکن أن یفید القائمون على مناهج اللغة العربیة بالمرحلة الثانویة من التصور المقترح؛ وذلک بتفحص المناهج الحالیة وتضمینها التصور المقترح.
4- یمکن أن یفتح البحث الحالی آفاقا لبحوث جدیدة؛ وذلک من خلال تقدیم مجموعة من التوصیات والمقترحات تمکن الباحثین من عمل بحوث أخرى تستهدف تعزیز الأمن الفکری لدى طلاب المراحل الأخرى.
حدود البحث:
یقتصر البحث الحالی على الحدود التالیة:
1- الحدود الموضوعیة: إسهام مناهج اللغة العربیة بالمرحلة الثانویة فی تعزیز الأمن الفکری.
2- الحدود المکانیة: مناهج اللغة العربیة بالمرحلة الثانویة بالمملکة العربیة السعودیة.
3- الحدود الزمانیة: تم إجراء البحث الحالی فی الفصل الدراسی الثانی من العام الدراسی 1437/ 1438ه.
مصطلحات البحث:
الأمن الفکری:
تأمین عقول طلاب المرحلة الثانویة ضد الانحراف والخروج عن الوسطیة والاعتدال فی الأفکار والأفعال التی تهدد الأمن الوطنی من خلال الموضوعات التی تعالجها مناهج اللغة العربیة المقدمة لهم.
منهج اللغة العربیة:
الخبرات التربویة التی تنظمها المدرسة داخلها أو خارجها بقصد مساعدة طلاب المرحلة الثانویة على النمو الشامل المتکامل المتوازن فی کافة الجوانب نموا یؤدی إلى تعدیل سلوکهم وإلى تمکینهم من استخدام اللغة العربیة استخدامًا صحیحًا فی جمیع مواقف الحیاة التی تتطلب الاستماع والتحدث والقراءة والکتابة؛ وذلک من خلال منظومة الأهداف والمحتوى والأنشطة والطرق والوسائل وأسالیب التقویم.
المرحلة الثانویة:
التعلیم الذی یکمل النظام التعلیمی الرسمی فی المملکة العربیة السعودیة قبل المرحلة الجامعیة, ویقابل مرحلة المراهقة الوسطى, ومدتها ثلاث سنوات, ویهدف التعلیم الثانوی عموما إلى الإعداد العام للحیاة, والإعداد العلمی لمواصلة التعلیم الجامعی.
الدراسات السابقة:
لقد أجرت قمرة (1427) دراسة بعنوان: مدى توافر الخبرات التربویة المصاحبة فی منهج التوحید وإسهامها فی تعزیز الأمن الفکری لدى طالبات الصف الثالث الثانوی من وجهة نظر مشرفات ومعلمات التربیة الإسلامیة بمنطقة مکة المکرمة, وقد هدفت الدراسة إلى تحدید مدى توافر الخبرات التربویة المصاحبة فی منهج التوحید وإسهامها فی تعزیز الأمن الفکری لدى طالبات الصف الثالث الثانوی من وجهة نظر مشرفات ومعلمات التربیة الإسلامیة بمنطقة مکة المکرمة, وأوصت الدراسة بضرورة غرس مفاهیم الأمن الفکری من خلال المناهج الدراسیة, وتعلیم الطلاب کیف یفکرون؟, وکیف یتعاملون بفکر واعٍ مع القضایا المعاصرة حتى یمکنهم المشارکة الفعالة والتکیف مع واقعهم.
کما أجرى المالکی (١٤٣٠) دراسة بعنوان: الأمن الفکری مفهومه وأهمیته ومتطلبات تحقیقه, وهدفت الدراسة إلى تأصیل مفهوم الأمن الفکری شرعیاً على ضوء ما ورد فی الکتاب والسنة من النصوص الدالة على أن له أصلاً شرعیاً یستمد منه مشروعیته ومقوماته ومتطلبات تحقیقه، وتضمنت الدراسة الإشارة إلى مراحل تحقیق الأمن الفکری سواء على مستوى الوقایة أو المواجهة أو المعالجة, وأهم متطلبات تحقیقه.
وأجرى الأشقر (2010) دراسة بعنوان: دور الأنشطة الطلابیة غیر الصفیة فی تعزیز الأمن الفکری نحو بناء نموذج تربوی لتعزیز الأمن الفکری فی المرحلة الثانویة. وقد تکون مجتمع الدراسة من جمیع المدیرین والمعلمین والطلاب فی المرحلة الثانویة بمدینة الریاض. وتوصلت الدراسة إلى جملة من النتائج, من أهمها: قلة البرامج التی تعزز الأمن الفکری, وأن المدیرین والمعلمین یعملون على ترسیخ منهج الوسطیة والاعتدال, کما أن الأنشطة الطلابیة تعمل على نشر ثقافة التسامح بین الطلاب, أن من أبرز المعوقات التی تؤثر فی دور الأنشطة الطلابیة نحو تعزیز الأمن الفکری ضعف الحوافز المشجعة، وکثرة الأعباء على المعلم وضعف المخصصات المالیة لممارسة الأنشطة الطلابیة غیر الصفیة. وقد أوصت الدراسة بجملة من التوصیات منها: الاعتماد على الأسلوب الموضوعی والمنهجی فی التربیة الأمنیة کما هو مشار إلیه فی النموذج المقترح لتعزیز الأمن الفکری, وتعوید الطلاب على احترام الآخرین وتقدیر مشاعرهم، وتقدیر الرأی الآخر وإن کان مخالفاً ما دام فی حدود القیم والمنطلقات الشرعیة الإسلامیة، وفتح قنوات للحوار والمجادلة بالحسنى، والتأکید على أهمیة احترام حرمات ومحارم الآخرین, وغرس قیم الوسطیة والتوازن والاعتدال عند استخدام الأنشطة الطلابیة غیر الصفیة خصوصاً فی النشاط الدینی، لأنها تمثل محور الفکر الإسلامی الأصیل.
وأجرت علیان (2012) دراسة بعنوان: تصور مقترح لدور مناهج اللغة العربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدى طلاب مدارس التعلیم العام فی مصر, وهدفت الدراسة إلى التعرف على دور مناهج اللغة العربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدى طلاب مدارس التعلیم العام بمصر, وتحدید الصعوبات التی تواجه مناهج اللغة العربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدى أولئک الطلاب, ثم وضع تصور مقترح لدور مناهج اللغة العربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدیهم. ولتحقیق ذلک استخدم الباحث المنهج الوصفی التحلیلی, وکانت الاستبانة أداة للدراسة, وتکونت عینة البحث من (63) معلما من معلمی اللغة العربیة, و(23) مشرفا من مشرفیها. وقد توصلت الدراسة إلى تصور مقترح لدور مناهج اللغة العربیة فی تحقیق الأمن الفکری لدى الطلاب مدراس التعلیم العام بمصر فی خطوتین أولهما: تحدید الأهداف التربویة التی ینبغی إدراجها فی أهداف مناهج اللغة العربیة, ثم عرض المحتوى, والإستراتیجیات التدریسیة, والتقنیات الحدیثة, والانشطة التعلیمی, وثانیهما: آلیات تفعیل التصور المقترح.
کما أجرى المحاسن وبراهیم (2012) دراسة بعنوان: دور اللغة العربیة فی تجسید هویة المجتمع العربی وتکریس مقومات الأمن الفکری, وهدفت الدراسة إلى الوقوف على الأهمیة التی حازتها اللغة العربیة فی تحقیق المقومات الحضاریة وإقامة الأمن الفکری. واعتمد الباحثان المنهج الوصفی التحلیلی, وعالجت الدراسة مجموعة من المباحث: تناول المبحث الأول: بیان معنى إدارة الأزمات, وکان المبحث الثانی یتکلم عن: اللغة العربیة وإدارة الأزمة المعرفیة, فی حین تناول المبحث الأخیر: إدارة أزمات العقل العربی وأمنه الفکری. وتوصلت الدراسة إلى أن اللغة العربیة قادرة على تحقیق متطلبات الأمن الفکری الذی یعد لقاحا واقیا ضد المضار التی تنجم من المد المعلوماتی العولمی.
وأجرى الجهنی وحسین (2012) دراسة یعنوان: تصور مقترح لتفعیل دور جامعة تبوک فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب. وهدفت الدراسة إلى بناء تصور مقترح لتفعیل دور جامعة تبوک فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب؛ وذلک من خلال تحدید مفهوم الأمن الفکری, والتعرف على مدى وعی الطلاب بأهمیة الأمن الفکری, وأهم الأسباب المؤدیة إلى التطرف, والوقوف على أهم الآلیات التی یتم من خلالها تفعیل دور الجامعة فی تعزیز الأمن الفکری. ولتحقیق ذلک اتبعت الدراسة المنهج الوصفی من خلال استبانتین على عینة بلغت (470) طالبا وعضو هیئة تدریس بالجامعة, وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج منها: أن مستویات وعی الطلاب بأهمیة الأمن الفکری کانت فوق المتوسطة, وکان من أهم أسباب التطرف وزعزعة الأمن من وجهة نظر الطلاب: قصور الإعلام فی توجیه الشباب وتوعیتهم, وضعف الرقابة من الآباء على الطلاب, الأسالیب الخاطئة فی تربیة الابناء, کم أشارت النتائج إلى أن دور الجامعة فی تعزیز الأمن الفکری لم یکن مرتفعا, وأخیرا قدمت الدراسة تصورا مقترحا لتفعیل دور الجامعة فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب.
کما أجرى الیوسف (2015) دراسة بعنوان: تصور مقترح لتضمین الأمن الفکری بمقررات التربیة الإسلامیة, وبیان أثره على تنمیة قیم المواطنة لدى طلاب المرحلة الثانویة. وهدفت الدراسة إلى بناء تصور مقترح لتضمین الأمن الفکری بمقررات التربیة الإسلامیة وبیان أثره على تنمیة قیم المواطنة لدى طلاب المرحلة الثانویة. ولتحقیق ذلک تم بناء الإطار النظری ومراجعة الدراسات السابقة لبناء التصور المقترح وتصمیم مقیاس المواطنة, واستخدم الباحثان المنهج شبه التجریبی بتصمیم المجموعتین التجریبیة والضابطة, وقد تم اختیار الطلاب عشوائیا, حیث تکونت المجموعة التجریبیة من (67) طالبا, وکان عدد طلاب المجموعة الضابطة (71) طالبا من طلاب مدینة تبوک. وقد توصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات المجموعتین التجریبیة والضابطة فی التطبیق البعدی لمقیاس المواطنة لصالح المجموعة التجریبیة, کما تمت التوصیة بضرورة مراجعة مقررات التربیة الإسلامیة فی ضوء مکونات الأمن الفکری, وتدریب المعلمین على کیفیة معالجتها داخل الصف الدراسی.
أوجه الإفادة من البحوث والدراسات السابقة:
- تم الإفادة من البحوث والدراسات السابقة فی تحدید مشکلة البحث، وصیاغة أسئلتها، وأهدافها، وأهمیتها.
- تم الإفادة منها فی الإجابة عن تساؤلات البحث وتفسیر نتائجه ومناقشتها.
- تم الإفادة منها فی التعرف على الکتب والمجلات العلمیة والدراسات السابقة التی تخدم البحث الحالی وتثری مباحثه.
منهج البحث وإجراءاته:
المنهج البحث:
یستخدم البحث الحالی المنهج الوصفی التحلیلی لملاءمته لأهداف البحث؛ حیث یقوم بمسح الدراسات التی تناولت تعریف الأمن الفکری, وتلک التی تناولت تعزیز الأمن الفکری عن طریق المناهج عموما ومناهج اللغة العربیة خصوصا, ومن ثمّ یقدم تصورا مقترحا لکیفیة إسهام مناهج اللغة العربیة بالمرحلة الثانویة فی تعزیز الأمن الفکری لدى أولئک الطلاب.
إجراءات البحث:
- مراجعة البحوث والدراسات التی تناولت الأمن الفکری.
- التأصیل للأمن الفکری من خلال الرجوع إلى المعاجم اللغویة وتحلیل الدراسات التی تناولت الأمن الفکری.
- حصر البحوث والدراسات السابقة التی تناولت إسهام المناهج عامة ومناهج اللغة العربیة فی تعزیز الأمن الفکری.
- الإفادة من البحوث والدراسات السابقة فی الإجابة عن تساؤلات الدراسة الحالیة.
- تقدیم تصور مقترح لکیفیة إسهام مناهج اللغة العربیة بالمرحلة الثانویة فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب.
- وضع التوصیات والمقترحات فی ضوء النتائج.
الإجابة عن تساؤلات البحث:
أولا: المقصود بالأمن الفکری:
للإجابة على التساؤل الأول: (ما المقصود بالأمن الفکری؟) قام الباحثان بمراجعة الدراسات التی تناولت تعریف الأمن الفکری, کدراسة کلٍ من: (أبو صباح, 2014؛ أبو زید, 2011؛ إسماعیل, 2014؛ الترکی, 1423؛ الحربی, 2008؛ السدیس, 1425؛ عبد العزیز, 2012؛ علیان ,2012؛ اللویحق, 1426؛ المالکی, 1430)؛ حیث تطرقت هذه الدراسات إلى تعریف الأمن الفکری, وقد تطرقت بعضها إلى لفظ الأمن الفکری کلفظ مرکب من کلمتین هما: (الأمن), و(الفکری) نسبة إلى الفکر, ولکی یتضح المقصود بالأمن الفکری قصدت الدراسات الحالیة إلى تعریف کل لفظ منهما لغة واصطلاحا بقصد الفهم الدقیق للمقصود بهها, ومن خلال تحلیل تلک الدراسات وبالرجوع إلى المعاجم اللغویة یمکن تعریف الأمن الفکری کالتالی:
الأمن لغة:
تذکر معاجم اللغة کابن منظور (د.ت, 140), والفیروز أبادی (1426, 1176) أن الأمن: ضد الخوف, ومنه قوله تعالى: (قَالَ هَلْ آمَنُکُمْ عَلَیْهِ إِلاَّ کَمَا أَمِنتُکُمْ عَلَى أَخِیهِ مِن قَبْلُ فاللهُ خَیرٌ حَافظًا وهو أرحمُ الراحمین) سورة یوسف: 64, ویستدل الزجاجی على أن الأمن ضد الخوف بحدیث نزول المسیح علیه السلام: «وتقع الأمنة فی الأرض» أی الأمن، یرید أن الأرض تمتلئ بالأمن فلا یخاف أحد من الناس والحیوان. کما أصّل ابن فارس (د.ت) لکلمة الأمن فقال: "الهمزة والمیم والنون أصلان متقاربان: أحدهما الأمانة التی هی ضد الخیانة, ومعناها سکون القلب, والأخر التصدیق. والمعنیان متدانیان (ج1: ص. 133), ویطلق الأمن ویراد به عدم توقع المکروه. وفی المعجم الوسیط (1426) أمِن: اطمأن ولم یخف, فهو آمن (ص. 28).
وعلیه فالأمن فی لغة العرب ضد الخوف ونقیضه, فهو یشمل طمأنینة النفس واستقرارها, وعدم الخوف أو توقع المکروه.
الأمن فی الاصطلاح:
إن المتتبع للأدبیات المتعلقة بموضوع الأمن یلاحظ اختلاف المهتمین فی تحدید المفهوم الاصطلاحی له؛ حیث یعرفه الجرجانی (نقلا عن: أبو صباح, 2014, 261) بأنه: "عدم توقع مکروه فی الزمن الآتی". ویعرفه العلی (2012, 607) بأنه: "اطمئنان الفرد والأسرة والمجتمع فی حیاة طیبة لا یخافون فیها على أعراضهم ولا أموالهم ولا دینهم ولا عقولهم ولا نفوسهم من التعدی علیها بدون وجه حق". ویعرفه الهویمل (1421, 9) بأنه: "حفظ الضرورات الخمس من أی عدوان علیها, فکل ما دل على معنى الراحة والسکینة وتوفیر السعادة والرقی فی شأن من شؤون الحیاة فهو أمن". ویعرفه الحربی (2008, 43) بأنه: "حالة من الشعور بالاطمئنان والاستقرار تسود المجتمع فتجعل کل فرد فیه لا یخاف على دینه أو نفسه أو ماله أو عقله أو عرضه".
مما سبق یتضح أن الأمن مفهوم مرتبط عند الغالبیة بالضرورات الخمس: الدین, والنفس, والمال, والعقل, والعرض, فعندما یطمئن الفرد والمحیطون به علیها یحصل الأمن, ومن هنا فهو إحساس یتملک الفرد والمجتمع یجعله یشعر بالراحة والسکینة والاطمئنان, ویجعله لا یخاف على دینه أو نفسه أو ماله أو عقله أو عرضه, وهو بحسب ما یضاف إلیه, فهناک الأمن النفسی, والاجتماعی, والجنائی, والسیاسی, والفکری وغیرها. ومجالنا هو الأمن الفکری, وسیأتی التطرق للفکر الآن.
الفکر لغة:
یذکر ابن منظور (د.ت, 3451) أن الفِکر یعنی: "إعمال الخاطر فی الشیء". ویقول عنه الفیروز أبادی (1426, 458) : "الفِکر بکسر الفاء إعمال النظر فی الشیء ویجمع أفکار. فکّر فیه وأفکر وفکَّر وتفکَّر". ویذکر أبو صباح (2014) أن المعنى اللغوی للفکر یدور حول "إعمال النظر والتأمل فی مجموعة من المعارف بغرض الوصول إلى معرفة جدیدة, فهو عملیة بقوم بها العقل أو الذهن بوساطة التأمل والربط بین المدرکات والمحسوسات" (ص. 263). ویذکر ابن فارس (د.ت, 446) أن الفکر یعنی: "تردد القلب فی الشیء, یقال تفکر إذا ردد قلبه معتبرا, ورجل فکِّیر: کثیر الفِکر". وفی المعجم الوسیط (1425) یعنی الفکر: إعمال العقل فی المعلوم وصولا إلى معرفة المجهول, ویقال لی فی الأمر فکر: نظرٌ ورویَّة (ص. 698).
وعلیه فالفکر لغة یعنی: التأمل فی الشیء وتردید القلب فیه, وإعمال النظر والخاطر فیه بغرض الوصول إلى معرفة جدیدة.
أما الفکر اصطلاحا:
فیعرفه الترکی (1423, 57) بأنه: "جملة ما یتعلق بمخزون الذاکرة الإنسانیة من الثقافات والقیم والمبادئ الأخلاقیة التی یتغذى بها الإنسان من المجتمع الذی ینشأ فیه ویعیش بین أفراده". ویذکر الحربی (2008, 44) أن هناک من نظر إلى الفکر على أنه إعمال النظر والتأمل فی مجموعة من المعارف بغرض الوصول إلى معرفة جدیدة, فی حین یراه البعض على أنه الإنتاج العلمی والمعرفی والذی یشکل المرجعیة والمنظومة الثقافیة لدى الأفراد؛ ولذا نجد الفکر الاشتراکی والفکر الرأسمالی, والیهودی ..., کما یعرفه أبو صباح (2014) بأنه: "إعمال العقل فی المجال المعرفی, فهو مرادف للتفکیر, کما أنه من أعلى الوظائف الإدراکیة التی یندرج تحتها تحلیل العملیات التی تسهم فیه ضد إطار النفس الإدراکی؛ ولذا نجد أنه المناط بالتکلیف" (ص. 264).
الأمن الفکری:
إن المتتبع لما کتب عن الأمن الفکری من تعریفات یجدها تدور حول حمایة العقل وتحصینه بعدم الخروج عن الوسطیة والاعتدال, وتفصیل ذلک کالتالی:
یعرف الوادعی (1418) الأمن الفکری بأنه: "سلامة فکر الإنسان وعقله وفهمه من الانحراف والخروج عن الوسطیة والاعتدال فی فهمه للأمور الدینیة والسیاسیة وتصوره للکون بما یؤول به إلى الغلو والتنطع أو إلى الألحاد والعلمنة الشاملة" (ص. 51). کما یعرفه الحیدر (1422) بأنه: "خلو أفکار وعقول أفراد المجتمع من کل فکر شائب ومعتقد خاطئ قد یشکل خطراً على نظام الدولة وأمنها، وبما یهدف إلى تحقیق الأمن والاستقرار فی الحیاة الاجتماعیة، من خلال برامج وخطط الدولة التی تقوم على الارتقاء بالوعی العام لأبناء المجتمع" (ص23). ویعرفه الترکی (1423): بـ " أن یعیش الناس فی بلدانهم وأوطانهم وبین مجتمعاتهم آمنین مطمئنین على مکونات أصالتهم، وثقافتهم النوعیة، ومنظومتهم الفکریة" (ص. 57). کما یعرفه عبد العزیز (2009) بأنه: "حالة عامة من الطمأنینة والاستقرار الفکری التی تتیح للمجتمع بکل أفراده ونظمه ومؤسساته ممارسة نشاطات حیاتهم بصورة طبیعیة، ودون خوف أو محاذیر من أفکار وممارسات تتبناها فئة ما ضد أفراد المجتمع".
ویعرفه المالکی (1430) بأنه: "حمایة المنظومة الفکریة والعقدیة والثقافیة والأخلاقیة والأمنیة للفرد والمجتمع بما یحقق الاطمئنان إلى سلامة الفکر من الانحراف الذی یشکل تهدیداً للأمن الوطنی أو أحد مقوماته" (ص34). فی حین یعرفه الفقی (1430) بأنه: "الشعور بالأمن الروحی والنفسی والجسدی والعقلی والمادی، بما لا یتعارض مع الدین والمبادئ والمثل العلیا والأخلاق التی یؤمن بها الفرد والمجتمع ولا تؤثر سلباً على أفکار وحیاة الآخرین" (ص12). ویورد أبو زید (2011) تعریفا للأمن الفکری بأنه: "تأمین العقل البشری ضد أی نوع من الانحراف والخروج عن الوسطیة والاعتدال فی فهم کثیر من الأمور" (ص. 107).کما یعرفه أبو صباح (2016) أنه: "حمایة عقائد الطلاب من الإفراط والتفریط, والنهج بهم للوسطیة والاعتدال, والاهتمام بسلامة عقولهم وتدریبهم على التفکیر الصحیح, فیما یستجد علیهم فی حیاتهم من مصطلحات أو اتجاهات, وأن یکتسبوا مناعة ضد ما یحاک لأوطانهم عامة وللأمة الإسلامیة خاصة" (ص. 6).
وبالنظر إلى التعریفات السابقة یُلحظ أنها ترتکز على حمایة العقیدة والفکر والثقافة لدى الفرد والمجتمع المسلم، وتضمن السلامة من الانحراف عن طریق التوسط والاعتدال, فهو کما یرى أبو زید (2011, 103) مهما اتسع نطاقه فلن یخرج فی أسسه عن تحصیل الطمأنینة على الدین والنفس والعقل؛ ولذا کانت حمایة هذه الضرورات من مقاصد الشریعة الإسلامیة؛ وعلیه فهو یعرف الأمن الفکری بأنه "شعور الفرد والجماعة بحمایة المنظومة الفکریة, والاطمئنان فی ممارستها, ویقصد بالمنظومة الفکریة: کل خصوصیات الجماعة الدینیة والثقافیة والقیمیة والقومیة والأخلاقیة, وغیر ذلک مما تشعر الجماعة بأنه یخصها ویجمعها وتحرص علیه".
ویخلص الحمیدة (1432) إلى أن تعریفات الأمن الفکری تعتمد على عدد من الرکائز، وهی:
- أن خلفیة الأمن الفکری خلفیة دینیة بشکل عام وعقائدیة على وجه الخصوص.
- أن من أهم ما یمیّز الأمن الفکری الدعوة للوسطیة والاعتدال فی الدین وفی التعامل مع الآخر.
- أن للأمن الفکری تأثیر على الأمن العام للمجتمع.
- أن الأمن الفکری لا یقتصر على جانب المفاهیم والأفکار وإنما یشمل السلوک والأفعال الناجمة عمّن قام بها.
کما تذکر إسماعیل (2014) إلى أن تعریفات الأمن الفکری:
- تدور حول تأمین العقل البشری ضد الانحراف الفکری.
- یحکم الأمن الفکری ضوابط تتمثل فی الدین والمعتقد والعادات والتقالید والحقوق والثوابت الوطنیة والمبادئ السائدة فی المجتمع.
- یؤکد الأمن الفکری على الاعتدال والوسطیة فی فهم کثیر من الأمور.
- یعکس الأمن الفکری الطمأنینة والاستقرار فی جمیع مجالات الحیاة.
- یمیز الأمن الفکری بین الحق والباطل والخطأ والصواب.
- فقدان الأمن الفکری یشکل تهدیدا للمجتمع.
ویؤکد أبو صباح (2014) أن تعریفات الأمن الفکری تشیر إلى:
- أن الهدف من الأمن الفکری المحافظة على حریة الفکر ومواجهة مهدداته, ومواجهة الشوائب العقدیة التی تتعلق بأساس من الأسس المهمة التی یقوم علیها أمن الدولة والمجتمع.
- أهمیة مشارکة المجتمع فی تحقیق الأمن الفکری, فهو وإن کان من واجبات الدولة إلا أنه یتطلب مشارکة اجتماعیة فاعلة إلى جانب جهود الدولة الرسمیة.
- یأتی الأمن الفکری فی مواجهة الانحراف الفکری الذی یهدد الأمن بأبعاده المختلفة.
- أن الأمن الفکری حالة تشعر الفرد والمجتمع بالطمأنینة على الثقافة والمعتقدات والأعراف ومکونات الأصالة الفکریة المستمدة من الکتاب والسنة دون تشویه أو تشویش.
واستنادا إلى ما سبق؛ یرى الباحثان أن الأمن الفکری مفهوم یشمل أبعاد الأمن المختلفة, ویدور حول تأمین العقل البشری ضد الانحراف الفکری عن طریق الوسطیة والاعتدال والتسامح, وتشترک فی تحقیقه فئات المجتمع کافةً الأمنیة والمدنیة؛ لأن فقدانه یشکل تهدیدا للمجتمع کاملا, کما أن استتبابه یؤدی إلى الطمأنینة والاستقرار للمجتمع وفی مجالات الحیاة المختلفة, کما أنه لا یقتصر على جانب المفاهیم والأفکار وإنما یشمل أیضا السلوک والأفعال الناجمة عنها.
ومن هنا؛ یمکن تعریف الأمن الفکری بأنه: تأمین عقول طلاب المرحلة الثانویة ضد الخروج عن الوسطیة والاعتدال فی الأفکار والأفعال التی تهدد الأمن الوطنی من خلال الموضوعات التی تعالجها مناهج اللغة العربیة المقدمة لهم.
ثانیا: التصور المقترح لکیفیة إسهام مناهج اللغة العربیة بالمرحلة الثانویة فی تعزیز الأمن الفکری:
للإجابة عن التساؤل الثانی: (کیف تسهم مناهج اللغة العربیة فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب بالمرحلة الثانویة ؟) قام الباحثان بمراجعة الدراسات التی تناولت وضع تصور مقترح لکیفیة إسهام مناهج المرحلة الثانویة ومناهج اللغة العربیة خصوصا فی تعزیز الأمن الفکری, ومن تلک الدراسات دراسة کل من: (إسماعیل, 2014؛ الأشقر, 2010؛ الخریجی, 2010؛ السدیس، 1425؛ السلطان, 2009؛ عبد العزیز, 2009؛ علیان ,2012؛ المالکی، 1427؛ الیوسف, 2015)؛ حیث أشارت هذه الدراسات إلى الکیفیة التی یمکن من خلالها أن تسهم المناهج الدراسیة فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب.
فالأمن الفکری کما یقول الأمیر نایف بن عبدالعزیز-رحمه الله-: "جزء من منظومة الأمن العام فی المجتمع, بل هو رکیزة کل أمن وأساس لکل استقرار, وإن مبعثه ومظهره التزام بالآداب والضوابط الشرعیة والمرعیة التی ینبغی أن یأخذ بها کل فرد فی المجتمع" (مجلة الأمن والحیاة, 1420).
ویرى السلطان (2009, 8) أن المناهج الدراسیة تلعب مع بقیة عناصر العملیة التعلیمیة دورا مهما فی صناعة الشخصیة الإنسانیة السویة القادرة على مواجهة التحدیات والصعوبات, حیث یمکن عن طریق أهدافها غرس القیم الاجتماعیة الإیجابیة, وإکساب الطلاب مهارات التفاعل مع معطیات العصر, وتنمیة التفکیر الموضوعی والناقد للتمییز بین الأفکار الصحیحة والأفکار السلبیة, ومواجهة الاضطرابات السائدة کتأصیل الأمن الفکری, وتعزیزه فی نفوس الناشئة, وتحصین عقولهم ووقایتهم من الانحرافات الفکری, وتعرف مظاهر الانحراف الفکری عندهم ومعالجتها, وإبراز العلاقة الوثیقة بین حب الوطن والانتماء إلیه وبین الأمن الفکری.
ولکی تحقق مناهج اللغة العربیة دورها المنشود فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب فلابد لها من عرض المفاهیم والمضامین والموضوعات ذات العلاقة بالأمن الفکری وفقا لطبیعة اللغة العربیة وخصائصها, ووفقا لسمات طلاب المرحلة الثانویة. ویرى الخریجی (2010, 42) أن المناهج یمکن أن تسهم فی تعزیز الأمن الفکری من خلال: وضع الخطط والبرامج والمناشط الموجهة, والعمل على تحصین الطلاب ووقایتهم من أی انحراف فکری, وتشجیع الطلاب على التعبیر عن الأفکار والآراء والابتعاد عن التلقین, ورصد المظاهر السلبیة لدى الطلاب, وتکوین اتجاهات مضادة ومناهضة للانحراف الفکری, والتحذیر من الأسباب المؤدیة للغلو والتطرف, والنهوض بمستوى الوعی الأمنی لدى الطلاب.
وتضیف علیان (2012, 256) أن أبرز المفاهیم والموضوعات التی یجب إدراجها فی مناهج اللغة العربیة لکی تعزز الأمن الفکری لدى الطلاب هی: الثقافة الأمنیة, والثقافة السیاسیة, والثقافة القانونیة, والوعی الوقائی, والوعی الأمنی, والوعی الفکری, والسلامة الأمنیة, وقیم التوسط والاعتدال, والقیم الخلقیة, والهویة الثقافیة, ونبذ التطرف والإرهاب بأنواعه المختلفة الإلکترونی والفکری, والتعصب الفکری, والانحراف الفکری, والانتماء والمواطنة, والمسؤولیة الشخصیة والاجتماعیة, والحقوق والواجبات, والتعاون والإخاء والسلام, والتسامح والأنظمة والقوانین.
وتأسیسًا على ما سبق؛ یمکن لمناهج اللغة العربیة أن تسهم فی تعزیز الأمن الفکری لدى طلاب المرحلة الثانویة من خلال طریقتین, إحداهما: الطریقة الوقائیة, والأخرى: الطریقة العلاجیة, ویمکن تفصیل الطریقتین کالتالی:
أولا: الطریقة الوقائیة لحمایة الأمن الفکری لطلاب المرحلة الثانویة عن طریق الوسائل الآتیة:
- إظهار وسطیة الإسلام وتوازنه واعتدالیته.
- معرفة الأفکار المنحرفة وتحصین الطلاب ضدها.
- إتاحة الفرصة الکاملة للحوار الحر والاستماع من خلال موضوعات المنهج وأنشطته المختلفة.
- اعتماد طرق تدریس تهدف إلى تنمیة التفکیر بأنواعه المختلفة لدى الطلاب.
- اعتماد أنشطة تهدف إلى إشراک الطلاب فی علاج بعض المشکلات التی تواجه المجتمع.
- عرض نماذج من سیرة السلف الصالح تصدوا فیها لأصحاب الأفکار المنحرفة.
- التحذیر من فقدان الأمن الفکری وذلک بسبب ما ینشأ عنه من الجرائم والمفاسد.
- توضیح الآثار الناجمة عن الانحراف الفکری على المجتمع والوطن والعالم.
- تفنید المنهج لبعض الأدلة التی یعتمد على المنحرفون فکریا, والإتیان بالتفسیر الصحیح لها من العلماء الربانیین.
- توضیح المقصود بالمفاهیم المتعلقة بالأمن الفکری کالحقوق والواجبات, والمصلحة العامة والخاصة, والهویة الثقافیة, ونبذ التطرف, والتعصب الفکری, والانتماء والمواطنة... إلخ.
- تکوین جماعات تحت إشراف معلمی اللغة العربیة یتم فیها التعاون مع مختصین تهدف إلى خدمة المجتمع وتوعیة أفراده ضد مکدرات الأمن الفکری.
ثانیا: الطریقة العلاجیة لحمایة الأمن الفکری عند طلاب المرحلة الثانویة عن طریق الوسائل الآتیة:
- تجنب الأسئلة التی أثبت الواقع أنها غیر مجدیة.
- النهی عن مجالسة أهل الانحراف الفکری والتحذیر منهم ومن خطرهم على المجتمع.
- عرض صور ورسومات من الواقع لشناعة الجرائم التی قامت بها الفئة الضالة.
- التفریق بین الانحراف الفکری الذی لم یترتب علیه فعل وبین الذی ترتب علیه فعل أخل بأمن المجتمع.
- عرض أکثر من وجهة نظر حول الموضوع الأمنی, ثم تعزیز وجهة النظر التی تتبناها الدولة.
وهاتان الطریقتان السابقتان تتکاملان معا فی الإسهام فی تعزیز الأمن الفکری لدى طلاب المرحلة الثانویة؛ وذلک من خلال الاستناد إلیها عند بناء عناصر منظومة مناهج اللغة العربیة بالمرحلة الثانویة؛ وذلک کما یلی:
أولا: إسهام أهدافمناهجاللغة العربیةفیتعزیزالأمنالفکری:
المقصود بأهداف مناهج اللغة العربیة تلک العبارات التی تصف نواتج التعلم المستهدفة بعد تقدیم خبرات التعلم التی تشملها مناهج اللغة العربیة بالمرحلة الثانویة, ولکی تکون تلک الأهداف فی سیاق تعزیز الأمن الفکری ینبغی الترکیز فیها على أن:
- تتنوع بتنوع الجوانب المعرفیة والمهاریة والوجدانیة التی نرغب بتنمیتها لدى الطلاب.
- ترسخ العقیدة الصحیحة المستمدة من الکتاب والسنة فی نفوس الطلاب.
- تستجیب لمتطلبات المجتمع وثقافته وعاداته وتقالیده وقیمه.
- تأتی فی سیاق منظومة القیم الوطنیة العربیة الإسلامیة.
- ترکز على تنمیة الاتجاهات الإیجابیة نحو التفکیر العلمی.
- ترکز على ممارس عملیات التفکیر بدلاً من الترکیز على النتائج فقط.
- تکسب مهارات التواصل الإیجابی مع التقنیات الحدیثة.
- توضح الآثار الناتجة عن الانحراف الفکری على المجتمع والوطن والعالم.
- تبرز منهج الوسطیة والاعتدال والتسامح.
- تنمی الشعور بالمسؤولیة الشخصیة والاجتماعیة.
- تکسب السلوکیات الأمنیة الإیجابیة لتفادی الوقوع فی الجرائم أو الحوادث.
- تنمی لدى الطلاب الولاء والانتماء والمواطنة للوطن الکبیر المملکة العربیة السعودیة.
ثانیا: إسهام محتوىمناهجاللغة العربیةفیتعزیزالأمنالفکری:
المقصود بمحتوى مناهج اللغة العربیة تلک الخبرات والمفردات التعلیمیة المعرفیة والمهاریة والوجدانیة التی یتم اختیارها وتنظیمها لتحقیق الأهداف المرغوبة من منهج اللغة العربیة بالمرحلة الثانویة، ولکی یعزز محتوى منهج اللغة العربیة بالمرحلة الثانویة الأمن الفکری لدى الطلاب یجب فیه أن :
- یتناول الأحداث من وجهات نظر متعددة مع التأکید على وجهة النظر الوطنیة.
- تقدیم المبررات والأدلة العقلیة التی تبرر وجهة نظر معینة.
- تقدیم الخبرات المتنوعة ذات العلاقة بالأمن الفکری کالوسطیة والاعتدال, والتعامل مع غیر المسلمین.
- یتناول المکانة الرائدة للمملکة العربیة السعودیة على الصعیدین المحلی والعالمی.
- یوضح فضل العلماء وضرورة الرجوع إلیهم عند أخذ الفتوى.
- یزود الطلاب بمعارف مناسبة عن مؤثرات الفکر مثل: العولمة, الانفتاح الثقافی.
- یحث الطلاب على المحافظة على الممتلکات العامة والخاصة.
- توعیة الطلاب بإیجابیات وسلبیات استخدام التقنیات المعاصرة کالإنترنت, ووسائل التواصل الاجتماعی, والقنوات الفضائیة.
- یتضمن العدید من الصور والرسومات التی خلفتها التفجیرات الآثمة التی قامت بها الفئة الضالة.
ثالثا: إسهام الأنشطةالتعلیمیةومصادرالتعلملمناهجاللغة العربیة فی تعزیز الأمنالفکری لدى الطلاب:
المقصود بأنشطة التعلم تلک الأعمال والمهام والتدریبات التی یکلف المعلم الطلاب القیام بها بشکل فردی أو جماعی داخل الفصل أو خارجه، بما فی ذلک الاستفادة من مصادر التعلم التقلیدیة والإلکترونیة لتعزیز وإثراء تعلّمهم. وحتى تسهم الأنشطة ومصادر التعلم فی تحقیق الأمن الفکری لدى طلاب المرحلة الثانویة ینبغی الترکیز فیها على أن:
- تکون جاذبة ومشوقة لیقبل علیها الطلاب بإیجابیة.
- تساعد فی اکتساب مهارات التعلم الذاتی المستمر والتعلم مدى الحیاة.
- تتنوع بحیث تتضمن ورش عمل, ولقاءات, وحوارات ثنائیة وجماعیة لمناقشة قضایا الأمن الفکری.
- تساعد فی تعزیز الفکر السلیم والقدرة على التعبیر عن الذات والدفاع عن الوطن.
- تنمی لدى الطلاب مهارات التفکیر لمعالجة قضایا الأمن الفکری.
- تشرک الطلاب فی تقدیم حلول لما یواجه المجتمع من مشکلات.
- تحوی أنشطة طلابیة کافیة لجعل الطلاب أکثر تفاعلا مع قضایا المجتمع.
- تساعد الطلاب على التعبیر عن دعمهم للمجتمع ضد الأحداث المخلة بالأمن الفکری.
- تساعد الطلاب فی الحصول على المعلومات من مصادرها الموثوقة.
- تدعم العمل التعاونی لإنجاز الأنشطة المدرسة والمجتمعیة.
- تساعد فی ممارسة الطلاب لعدد من المهارات الحیاتیة.
- تتیح الفرص للطلاب فی ممارسة عملیات تفکیر متنوعة.
- توفر أنشطة تهدف إلى تزوید الطلاب بمعلومات إضافیة عن الواقع الثقافی والفکری فی المجتمع السعودی.
- تتصف بالوظیفیة التعلیمیة والحیاتیة.
- تفید من عرض أفلام الفیدیو والصور الفوتوغرافیة فی توضیح بشاعة الأعمال الإجرامیة المخلة بالأمن الفکری.
رابعا:إسهامطرق وإستراتیجیاتتدریسمناهجاللغة العربیةفیتعزیزالأمنالفکری:
المقصود بالطرق والإستراتیجیات التدریسیة تلک الخطوات والإجراءات المحدد فیها دور المعلم والطلاب وتنعکس أثارها على نواتج تعلم الطلاب فی مواقف التعلم. وحتى تکون هذه الطرق والإستراتیجیات فی سیاق تعزیز الأمن الفکری ینبغی الترکیز فیها على تدریب الطلاب على مهارات التعبیر الشفوی ومهارات الاتصال والتفاعل الاجتماعی, ومساعدة الطلاب على فهم بیئتهم والتفاعل مع مشکلاتهم وتحویل الدرس إلى محاورات شائقة یراعی فیها المعلم مستوى الطلاب تارکاً لهم الفرصة والحریة فی إبداء آرائهم وإظهار ما یجول فی خواطرهم, وهی تعتمد على تفاعل الطلاب أکثر من کونها تخزین للمعارف الثابتة فی عقول سلبیة. وحتى تکون هذه الطرق والإستراتیجیات فی سیاق تعزیز الأمن الفکری ینبغی الترکیز فیها على أن:
- تساعد فی اکتساب الطلاب أسالیب وعملیات تفکیر متنوعة.
- تساعد فی تولید الرغبة للتعلم.
- تساعد الطلاب على تنمیة مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعی.
- تسهم فی تنمیة خبرات الطلاب وقدراتهم المعرفیة.
- تساعد فی تنمیة مهارات الطلاب الاجتماعیة.
- تقوم على الدور الإیجابی للطالب فی الحصول على المعرفة, وتجعله محور العملیة التعلیمیة.
- تتیح للطلاب ممارسة العملیة فی جو تسوده المودة وعدم الخوف من العقاب.
- تسهم فی تبنى الطلاب لمسارات تفکیر خاصة بهم.
- تتنوع لتقابل الفروق الفردیة لدى الطلاب.
- ترکز على طرق الحوار والمناقشة والتدعیم بالدلیل.
- تثیر الدافعیة لدى الطلاب.
خامسا: إسهامأسالیبتقویممناهجاللغة العربیة فیتعزیزالأمنالفکری:
المقصود بذلک أسالیب التقویم المستخدمة فیما یتعلق بجوانب التعلم المتضمنة فی إطار منهج اللغة العربیة, ولعلّ من أبرزها: الأسالیب الشفویة کالأسئلة الشفویة, والأسالیب التحریریة کالأسئلة الموضوعیة وأسئلة المقال, والأسالیب الأدائیة کلعب الدور والمحاکاة, والأسالیب الوجدانیة کاستطلاع الرأی ومقایس القیم والاتجاهات. ولکی تکون أسالیب التقویم فی منهج اللغة العربیة بالمرحلة الثانویة تعزّز الأمن الفکری ینبغی علیها الترکیز على:
- شمول التقویم لجوانب التعلم المختلفة.
- یعتمد التقویم على مؤشرات أداء واضحة.
- یغطی کافة الأنشطة التی یقوم بها الطالب.
- یساعد فی الکشف عن جوانب القوة والضعف فی أداء الطالب.
- یفید من تعزیز جوانب القوة وتشخیص جوانب الضعف وعلاجها.
- تتیح الفرص أمام الطلاب لممارسة عملیات تفکیر متنوعة.
- الاستفادة من نتائج التقویم فی الوقت المناسب لتصحیح مسارات تفکیر الطلاب.
- تساعد نتائج التقویم فی التخطیط لعملیات تعلیم جدیدة مناسبة.
- طرح أسئلة متنوعة شفهیة وکتابیة لتعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب.
- تقدیم أوراق عمل تتضمن مناقشة آثار الانحرافات الفکریة.
- تساعد عملیات التقویم فی تقدیم تغذیة راجعة فوریة أو مؤجلة عن الأسئلة المطروحة.
- ربط بعض الواجبات المنزلیة بقضایا الأمن الفکری.
- تکشف أیة تغیرات طارئة فی سلوک المتعلم قد توحی بانحرافات فکریة.
- تضمین ملفات إنجاز الطلاب بعض الأعمال المتعلقة بالأمن الفکری.
- تهدف إلى تنمیة الطلاب تنمیة شاملة, ولا تستهدف الحکم بنجاح أو رسوب الطالب فقط.
النتائج والتوصیات والمقترحات:
أولا: أبرز النتائج:
- أن الأمن بمفهومه الواسع یشمل جوانب الحیاة المتعددة کالجانب النفسی والجنائی والسیاسی والشرعی.
- أن الأمن الفکری یسعى إلى تحقیق الحمایة التامة لفکر الإنسان من الانحراف أو الخروج عن الوسطیة والاعتدال, وأنه یُعنى بحمایة المنظومة العقدیة والثقافیة والأخلاقیة والأمنیة فی مواجهة کل فکر أو معتقد منحرف أو متطرف وما یتبعه من سلوک.
- ازداد الاهتمام بالأمن الفکری فی الآونة الأخیرة, وظهرت فی ذلک الدراسات والبحوث التی تُعنى بتحقیقه وتعزیزه.
- یمکن تحقیق الأمن الفکری عن طریق الوسطیة والاعتدال والتسامح, والاستقامة علیها؛ وهذا لا یمکن إلا من خلال الالتزام بمصدری الوحی: ( کتاب الله, وسنة رسوله r), وبالرجوع إلى العلماء الربانیین.
- منهج اللغة العربیة کغیره من المناهج التعلیمیة یمکن أن یسهم فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب.
- أظهرت کثرة البحوث التی أُجریت فی المرحلة الثانویة خطورة هذه المرحلة وأن أعداء الأمن الفکری یرکزون على استقطاب طلابها أکثر من طلاب المراحل الأخرى.
- تقدم الدراسة الحالیة تصورا لکیفیة إسهام مناهج اللغة العربیة فی تعزیز الأمن الفکری لدى طلاب المرحلة الثانویة.
- یستند التصور المقترح لکیفیة إسهام مناهج اللغة العربیة فی تعزیز الأمن الفکری على طریقتین, إحداهما: وقائیة, والأخرى: علاجیة.
ثانیا: التوصیات:
یوصی الباحثان بعدد من التوصیات فی ضوء النتائج التی توصلت إلیها الدراسة الحالیة, وهی کالتالی:
- إجراء المزید من البحوث والدراسات حول تعزیز الأمن الفکری.
- العمل على تدعیم المناهج الدراسیة بالموضوعات التی تعزز الأمن الفکری.
- تکامل جهود المؤسسات التربویة فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب, وتأسیس رؤیة مشترکة لهذه الجهود تسعى جمیع المؤسسات لتحقیقها.
- مناقشة وجهات النظر المختلفة عند التطرق للقضایا الخلافیة مع تبنی وجهة النظر الوطنیة وتدعیمها بالدلیل.
- تزوید المدارس الثانویة بأخصائی أمن فکری یکون قادرا على اکتشاف الانحرافات الفکریة لدى الطلاب وعلاجها بمهارة عالیة.
ثالثا: المقترحات:
یقترح الباحثان إجراء الدراسات التالیة فی ضوء النتائج والتوصیات التی توصل إلیها فی دراسته, وهی کالتالی:
- إجراء دراسة شاملة یقوم بها فریق عمل للتعرف على دور مناهج المرحلة الثانویة المختلفة فی تعزیز الأمن الفکری.
- إجراء دراسة مسحیة للتعرف على الأسباب المؤدیة إلى الانحرافات الفکریة بین طلاب المرحلة الثانویة.
- إجراء دراسة مسحیة للتعرف على الأسالیب التی یتبعها أفراد الفئة الضالة للتأثیر على طلاب المرحلة الثانویة.
- إجراء دراسة تجریبیة للتعرف على أثر تدریس وحدة دراسة مقترحة لتعزیز مفاهیم الأمن الفکری لدى طلاب المرحلة الثانویة.
قائمة المراجع:
القرآن الکریم.
ابن فارس، أحمد فارس القزوینی. (د.ت) مقاییس اللغة, تحقیق: عبد السلام هارون. الناشر: اتحاد الکتاب العرب.
ابن منظور, جمال الدین محمد (د.ت). لسان العرب. بیروت: دار صادر.
الفیروز أبادی, مجد الدین محمد (1426). القاموس المحیط, ط8. بیروت: مؤسسة الرسالة.
المعجم الوسیط (1425). مجمع اللغة العربیة, الإدارة العامة للمعجمات وإحیاء التراث, ط4, القاهرة: مکتبة الشروق.
أبو زید, محمد أبو زید (2011). أثر الوعی الوقائی فی حمایة الأمن الفکری دراسة قرآنیة. دراسات دعویة, (21), 101- 197.
إسماعیل, نجاة عبده (2014). مفاهیم الأمن الفکری المتضمنة فی منهج التربیة الوطنیة بالمرحلة الثانویة "دراسة تقویمیة". المجلة التربویة, مصر, 38, 281- 371.
الأشقر، منصور بن ناصر (2010). دور الأنشطة الطلابیة غیر الصفیة فی تعزیز الأمن الفکرى : نحو بناء نموذج تربوی لتعزیز الامن الفکرى. رسالة دکتوراه غیر منشورة, جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة, المملکة العربیة السعودیة.
الأکلبی, مفلح دخیل؛ أحمد, محمد آدم (2009). دور محتوى مناهج التعلیم الثانوی فی مواجهة الأمن الفکری والتقنی "الواقع والمأمول". المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری "المفاهیم والتجدیات" کرسی الأمیر نایف بن عبد العزیز للدراسات, جامعة الملک سعود, المملکة العربیة السعودیة, فی الفترة الفترة 22-25/5/ 1430ه.
الترکی, عبدالله عبد المحسن (1423). الأمن الفکری وعنایة المملکة العربیة السعودیة, تم الرجوع یوم7/7/1437ه, الساعة 3:30صباحا, متاح على الرابط:
https://islamhouse.com/ar/books/330478/
الجهنی, فواز عقیل؛ حسین, محمد فتحی (2012). تصور مقترح لتفعیل دور جامعة تبوک فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب. دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس, 2(25), 205- 243.
الحربی, جبیر سلیمان (2008). دور منهج العلوم الشرعیة فی تعزیز الامن الفکری لدى طلاب الصف الثالث الثانوی. رسالة ماجستیر غیر منشورة, کلیة التربیة, جامعة أم القرى, المملکة العربیة السعودیة.
الحسین، أحمد محمد (2009). دور مناهج المواد الاجتماعیة ومعلمیها فی المرحلة المتوسطة والثانویة فی تعزیز الأمن الفکری . المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری "المفاهیم والتحدیات"، کرسی الأمیر نایف بن عبدالعزیز للدراسات، جامعة الملک سعود.
الحکیم, نعیم تمیم (2009). نحو إستراتیجیة وطنیة لتکریس مفهوم الأمن الفکری فی المجتمع. المؤتمر الوطنی الأول للأمن الفکری "المفاهیم والتجدیات" کرسی الأمیر نایف بن عبد العزیز للدراسات, جامعة الملک سعود, المملکة العربیة السعودیة, فی الفترة الفترة 22-25/5/ 1430ه.
حمید, عبدالله (2010). الأمن الفکری فی ضوء مقاصد الشریعة. جامعة الملک سعود, المملکة العربیة السعودیة.
الحمیدة, عبدالله عبدالعزیز (1432). مدى توافر مفاهیم الأمن الفکری فی محتوى مقرر التوحید للصف الثانی المتوسط بالمملکة العربیة السعودیة. رسالة ماجستیر غیر منشورة, کلیة العلوم الاجتماعیة, جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة, المملکة العربیة السعودیة.
الحوشان, برکة بن زامل (2015). أهمیة المدرسة فی تعزیز الأمن الفکری , مجلة الفکر الشرطی, مرکز بحوث الشرطة, القیادة العامة لشرطة الشارقة, الإمارات, 24 (94), 231- 258.
الخریجی, عبدالواحد عبدالعزیز (2010). فاعلیة المرشد الطلاب فی تعزیز الأمن الفکری لدى طلاب المرحلة الثانویة بمدینة الریاض. رسالة ماجستیر, جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة, المملکة العربیة السعودیة.
خریف, سعود محمد (2006). دور وکلاء الادارة المدرسیة فی تحقیق الامن الفکری لدى الطلاب. رسالة ماجستیر غیر منشورة, جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة, المملکة العربیة السعودیة.
الدوسری, راشد بن ظافر (2013). دور مؤسسات التنشئة الاجتماعیة فی تعزیز الامن الفکری لدى المتعلمین فی المرحلة الثانویة فی المملة العربیة السعودیة, مجلة رابطة التربیة الحدیثة, مصر, 5 (17), 193- 238.
الربعی, محمد عبدالعزیز (1430). دور المناهج الدراسیة فی تعزیز مفاهیم الأمن الفکری لدى طلاب الجامعات بالمملکة العربیة السعودیة, بحث مقدم لمؤتمر الامن الفکری الاول: "المفاهیم والتحدیات", کرسی الأمیر نایف بن عبد العزیز للدراسات, جامعة الملک سعود, فی الفترة 22-25/5/ 1430ه.
الزهرانی, هاشم محمد (1425). الأمن مسؤولیة الجمیع رؤیة مستقبلیة. ورقة عمل مقدمة لندوة "المجتمع والأمن", المنعقدة بکلیة الملک فهد الأمنیة فی الریاض فی الفترة من 21- 24/2/1425ه.
السدیس, عبدالرحمن عبد العزیز (1426). الشریعة الإسلامیة ودورها فی تعزیز الأمن الفکری, کتاب الأمن الفکری, الریاض, الریاض: مرکز البحوث البحوث والدراسات, جامعة نایف العربیة للعلوم الامنیة. المملکة العربیة السعودیة.
السلطان, فهد سلطان (2009). التربیة الأمنیة وإمکانیة تطبیقها فی المؤسسات التعلیمیة, بحث مقدم لمرکز البحوث التربویة, کلیة التربیة, جامعة الملک سعود.
السلیمان, إبراهیم سلیمان (2006). دور الإدارات المدرسیة فی تعزیز الأمن الفکری لدى الطلاب. رسالة ماجستیر غیر منشورة, جامعة نایف العربیة للعلوم الامنیة. المملکة العربیة السعودیة.
السلیمان, تمیم عبدالله (2006). التدابیر الواقیة من الانحراف الفکری. رسالة ماجستیر غیر منشورة, جامعة نایف العربیة للعلوم الامنیة. المملکة العربیة السعودیة.
الصالح, سعدی محمد (2008). المسؤولیة التربویة للأسرة فی تحقیق الأمن الفکری. رسالة ماجستیر غیر منشورة, کلیة الدعوة وأصول الدین, الجامعة الإسلامیة بالمدینة المنورة, المملکة العربیة السعودیة.
العلی، ولید بن محمد (2012). الأمن الفکری فی المجتمع ومسؤولیة الجامعات الإسلامیة والکلیات الشرعیة فی تحقیقه. حولیة مرکز البحوث والدراسات الإسلامیة, کلیة دار العلوم, جامعة القاهرة, (34), 603-632.
علیان, إیمان أحمد (2012). تصور مقترح لدور مناهج اللغة العربیة فی تعزیز الأمن الفکری لدى طلاب التعلیم العام فی مصر, مجلة کلیة التربیة, جامعة الأزهر, 4 (141), 249- 290.
العنزی، ظاهر بشر ظاهر (2015). بعض العوامل المؤثرة على تحقیق الأمن الفکری لدى طلاب المرحلة الثانویة بدولة الکویت. دراسات تربویه ونفسیة, مجلة کلیة التربیة بالزقازیق, مصر, (88), 135- 199.
قمره، لطفیة سراج (1427). مدى توافر الخبرات التربویة المصاحبة فی منهج التوحید وإسهامها فی تعزیز الأمن الفکری لدى طالبات الصف الثالث الثانوی من وجهة نظر مشرفات ومعلمات التربیة الإسلامیة بمنطقة مکة المکرمة، رسالة دکتوراه غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة.
اللویحق, عبد الرحمن معلا (1426). الأمنالفکریماهیته وضوابطه. الریاض، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة.
المالکی, عبد الحفیظ عبد (١٤٣٠). الأمن الفکری مفهومه وأهمیته ومتطلبات تحقیقه. مجلةالبحوثالأمنیة, المملکة العربیة السعودیة, ١٨(43), 16-74.
مجلة الأمن والحیاة (1420). جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة, مرکز البحوث والدراسات, (202), 16.
المحاسن، لحرش أحمد؛ براهیم, داود (2012). دور اللغة العربیة فی تجسید هویة المجتمع العربی وتکریس مقومات الأمن الفکری. مجلة الحقوق والعلوم الإنسانیة, جامعة زیان عاشور بالجلفة, الجزائر, (11), 30- 50.
محمد, عبد الناصر راضی (2013). دور الجامعة فی تفعیل الأمن الفکری التربوی لطلابها "دراسة میدانی". المجلة التربویة, کلیة التربیة, جامعة سوهاج, ع (33), 80- 140.
الهذیلی, ماجد محمد (1433). مفهوم الأمن الفکری "دراسة تأصیلیة فی ضوء الإسلام. رسالة ماجستیر غیر منشورة, جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة, کلیة الشریعة, قسم الثقافة الإسلامیة, المملکة العربیة السعودیة.
الهویمل, إبراهیم سلیمان (1421). مقومات الأمن فی القرآن الکریم. المجلة العربیة للدراسات الأمنیة والتدریب. جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة, (29).
الوادعی, سعید بن مسفر (1418). الأمن الفکری الإسلامی. مجلة الأمن والحیاة, مرکز الدراسات والبحوث بجامعة نایف العربیة للعلوم الامنیة, ع (187), ص 51.
الیوسف, یحیى عبد الخالق (2015). تصور مقترح لتضمین الأمن الفکری بمقررات التربیة الإسلامیة وبیان أثره على تنمیة قیم المواطنة لدى طلاب المرحلة الثانویة. المجلة التربویة, الکویت, 29 (115), 313- 357.