البناء النفسي وأساليب التفکير لدى الأحداث الجانحين وغير الجانحين بمنطقة القصيم دراسة مقارنة في ضوء بعض المتغيرات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 أستاذ الصحة النفسية المشارک کلية التربية بجامعة القصيم المعهد العالي للخدمة الاجتماعية بأسوان - مصر

2 أستاذ علم النفس التربوي المشارک کلية التربية بجامعة القصيم کلية التربية بجامعة الحديدة باليمن

10.12816/0042456

المستخلص

يعد جنوح الأحداث  Juvenile Delinquencyمشکلة من أهم المشکلات الاجتماعية المؤرقة لکل المجتمعات سواء المحلية أو الإقليمية أو العالمية، فتزايد أعداد الجانحين على المستويات المحلية والإقليمية والدولية تؤرق المؤسسات العاملة في جميع المجالات النفسية والتربوية والاجتماعية والتنموية.
وفي هذا الشأن ذهب کثير من الباحثين إلى أن جنوح الأحداث صاحب ظهوره وانتشاره تحولات شاملة، اقتصادية واجتماعية مما نتج عنه عدة آثار سلبية أدت إلى حدوث تغيرات غير حميدة سواء في  الجوانب الاجتماعية أو سواها (حومر، 2006، ص 13).
الجريمة والعنف بصفة عامة مشکلة اجتماعية دائمة، وتأثيراتها وعواقبها مدمرة، فهما يضران بالعلاقات وبالنظام الأخلاقي داخل المجتمع، وغالبا ما تستخدم معدلات العنف والجريمة دليلا ومؤشرا على مستوى الأمن والأمان بالمجتمعات المختلفة (Kamaluddin, Shariff, Othman, Ismail & Saat, 2015, p. 135)، ولکن في حقيقة الأمر فإنها لا تعتبر مؤشرا من مؤشرات تقدم هذه المجتمعات اقتصاديا أو حضاريا، فقد أشار کوزار وآخرون Kausar et al. (2012, p. 487) إلى أن جناح الأحداث أصبح مشکلة عالمية خاصة في العصر الحديث، حتى في الدول المتقدمة، فإن تقدمها الاقتصادي لا يمکنه أبدا أن يمنع وقوع المشکلات والجرائم أو يمنع الإحساس بالخوف منها.
ولعل زيادة أعداد الأحداث الجانحين وارتفاع نسب المودعين منهم في المؤسسات الإيوائية من عام إلى آخر في العديد من دول العالم؛ يعتبر علامة على ارتفاع معدلات الجريمة بشکل عالمي، وذلک على الرغم من أن هذه الزيادة ليست مطردة من عام إلى آخر؛ ولکن بشکل عام تدل الإحصائيات على ضخامة الأعداد، وفي هذا السياق ذکر ثومبسون وموريس (Thompson & Morris, 2016, pp. 9-10) أنه في الفترة من 1980 – 1997م زادت أعداد الأحداث الجانحين في المؤسسات الإيوائية على مستوى العالم کله بشکل مأساوي، حيث أنها في عام 1990م بلغت مليوني حدثا جانحا، ولکن انخفض هذا العدد في عام 2010م ليصبح 1,6 مليون حدثا جانحا، وأن سلوک الجناح يرتبط بعدة متغيرات ترجع للوالدين والتنشئة الاجتماعية والتاريخ الإجرامي للأسرة واتجاهات الشباب الجريئة غير المحسوبة، وحسب تقديرات الأمم المتحدة فقد وصل عدد الأحداث الجانحين الأقل من 18سنة ومحتجزين بالمؤسسات الإيوائية إلى حوالي1,5 مليون حدثا جانحا(Puzzanchera, 2013).
وعن التفسير السيکولوجي للجريمة وجناح الأحداث، نرى التطور التاريخي لعلم الجريمة قدم فرصا ممتازة لدراسة وتوضيح التداخل والتفاعلات بين العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية، وبين القانونية والطبية، وفي الفکر العلمي المعاصر ومن خلال وجهات نظر متعددة فإن مرحلتي الطفولة والمراهقة تختلفان عن مرحلة الرشد وخاصة من الجوانب البيولوجية والنفسية والاجتماعية، ومنذ بداية الحضارة الإنسانية؛ کانت الظروف الاجتماعية المتغيرة لها تأثير کبير على البناء النفسي للطفل، الذي يعتمد إلى حد کبير على الوضع الاجتماعي والثقافي للأطفال والشباب، ولا يوجد بين الذريات البشرية من يملک فرص الاختيار لبيئة معينة من البيئات الاجتماعية والثقافية لينمو فيها، فشخصياتهم وهوياتهم تنمو فقط بعد مولدهم من خلال المرور بعمليات معقدة، والبيئة التي ينشأ فيها الطفل تشکل سماته النفسية (Kostic, 2013, pp. 1-2).
ولا يخفى على العاملين في المجال وجود بعض العوامل التي تتسبب بشکل أو بآخر في جنوح الأحداث، وخاصة العوامل الأسرية والبيئية، وتأثير الأقران الذي يعتبر من أکثر العوامل خطورة وتأثيرا على سلوکيات الأحداث وسماتهم الشخصية.
فقد تم التوصل إلى أن العلاقات الأسرية والوالدية تشکل نسبة حوالي 30-40% من العوامل المسببة للسلوکيات المضادة للمجتمع، وأن العوامل الأسرية مثل الرفض الوالدي وقلة الالتزام وضعف الرقابة للأطفال؛ يمکن من خلالها التنبؤ بالسلوک الإجرامي المستقبلي، کذلک فإن الأقران يؤثرون على سمات شخصية الأحداث وخاصة السمات العدوانية، وتأثير الأقران منفصل تماما عن تأثير العلاقات الأسرية الوالدية(Wilson, Williams, Garner, Duxbury & Steiner, 2001, p. 33)، بمعنى أن تأثير الأقران في تشکيل شخصية الحدث لا يقل أهمية وخطورة عن تأثير الوالدين والأسرة في تشکيل شخصيته.
کذلک فإن علاقة التفکير بالسلوک علاقة قديمة، فقد تحدث إليس عن هذه العلاقة من حيث أن أسلوب التفکير يؤثر على سلوک الفرد، ويمکن أن يؤدي إلى تفاعلات اجتماعية فقيرة وسلوکيات غير اجتماعية، وخاصة أساليب التفکير اللاتوافقية(Rodriguez, 2010, p. 2)، کما أن دراسة أساليب التفکير لدى الأفراد لها أهمية في إبراز جوانب عديدة في شخصية الإنسان (السيد، 2004، ص 8).
وتشير أساليب التفکير إلى الطرق والأساليب المفضلة للأفراد في توظيف قدراتهم واکتساب معارفهم وتنظيم أفکارهم والتعبير عنها بما يتلاءم مع المهام والمواقف التي تعترض الفرد (العتوم، 2004، ص 201)، وذکر ستيرنبرج (2004، ص 19) أن أساليب التفکير هي طريقة الفرد في التفکير، وهي ليست بقدرة وإنما هي تعبر عن طريقة الفرد المفضلة في استخدام القدرات التي يمتلکها.
وقد زاد الاهتمام في الآونة الأخيرة بالوظائف المعرفية للأحداث بصفة عامة، حتى أصبح هذا المجال من أکثر المجالات البحثية اهتماما، وأشارت نتائج العديد من الدراسات والبحوث إلى أن الأحداث لديهم مشکلات في المرونة المعرفية والانتباه والذاکرة وبعض المهام الحرکية ، وأنه في مرحلة الشباب المبکر من الوارد جدا الانخراط في تصرفات إجرامية غير شرعية وسمات شخصية مضادة للمجتمع، وأکثر الفترات لحدوث ذلک هي ما تسبق سن 18 سنة (Thompson & Morris, 2016, pp. 20-22).
لقد استحوذت محاولات فهم السلوک الانحرافي والتنبؤ به اهتمامات العديد من الباحثين لعشرات السنوات، وتناول عدد من البحوث العلاقة بين عدد من المتغيرات الشخصية ومتغيرات أخرى کالعوامل الأسرية ونوع الجنس من جهة والسلوک الإجرامي من جهة أخرى (Rodriguez, 2010, p. 1) ، وفي الدراسة الحالية سعى الباحثان إلى دراسة متغيرات ذات جدة وارتباط، وهي البناء النفسي وأساليب التفکير لدى فئة عمرية لها خصوصيتها النمائية، وهي فئة الأحداث وتناول هذه المتغيرات بشکل مقارن بين الجانحين وغير الجانحين         من الأحداث، مما يسهل للعاملين في المجال والمهتمين معرفة أفضل عنهم تجعلهم         قادرين على فهم شخصياتهم وطرق تفکيرهم، وبالتالي يسهل لهم آليات التعامل معهم بشکل يناسب شخصياتهم.

الموضوعات الرئيسية


 

               کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

 

البناء النفسی وأسالیب التفکیر

لدى الأحداث الجانحین وغیر الجانحین بمنطقة القصیم

دراسة مقارنة فی ضوء بعض المتغیرات

 

 

إعــــداد

       د/ جمال عبدالحمید جادو                      د/ أحمد علی المعمری

        أستاذ الصحة النفسیة المشارک                 أستاذ علم النفس التربوی المشارک

         کلیة التربیة بجامعة القصیم                       کلیة التربیة بجامعة القصیم

المعهد العالی للخدمة الاجتماعیة بأسوان - مصر      کلیة التربیة بجامعة الحدیدة بالیمن

 

 

}         المجلد الثالث والثلاثین–  العدد الخامس–  یولیو 2017م  {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

المقدمة:

یعد جنوح الأحداث  Juvenile Delinquencyمشکلة من أهم المشکلات الاجتماعیة المؤرقة لکل المجتمعات سواء المحلیة أو الإقلیمیة أو العالمیة، فتزاید أعداد الجانحین على المستویات المحلیة والإقلیمیة والدولیة تؤرق المؤسسات العاملة فی جمیع المجالات النفسیة والتربویة والاجتماعیة والتنمویة.

وفی هذا الشأن ذهب کثیر من الباحثین إلى أن جنوح الأحداث صاحب ظهوره وانتشاره تحولات شاملة، اقتصادیة واجتماعیة مما نتج عنه عدة آثار سلبیة أدت إلى حدوث تغیرات غیر حمیدة سواء فی  الجوانب الاجتماعیة أو سواها (حومر، 2006، ص 13).

الجریمة والعنف بصفة عامة مشکلة اجتماعیة دائمة، وتأثیراتها وعواقبها مدمرة، فهما یضران بالعلاقات وبالنظام الأخلاقی داخل المجتمع، وغالبا ما تستخدم معدلات العنف والجریمة دلیلا ومؤشرا على مستوى الأمن والأمان بالمجتمعات المختلفة (Kamaluddin, Shariff, Othman, Ismail & Saat, 2015, p. 135)، ولکن فی حقیقة الأمر فإنها لا تعتبر مؤشرا من مؤشرات تقدم هذه المجتمعات اقتصادیا أو حضاریا، فقد أشار کوزار وآخرون Kausar et al. (2012, p. 487) إلى أن جناح الأحداث أصبح مشکلة عالمیة خاصة فی العصر الحدیث، حتى فی الدول المتقدمة، فإن تقدمها الاقتصادی لا یمکنه أبدا أن یمنع وقوع المشکلات والجرائم أو یمنع الإحساس بالخوف منها.

ولعل زیادة أعداد الأحداث الجانحین وارتفاع نسب المودعین منهم فی المؤسسات الإیوائیة من عام إلى آخر فی العدید من دول العالم؛ یعتبر علامة على ارتفاع معدلات الجریمة بشکل عالمی، وذلک على الرغم من أن هذه الزیادة لیست مطردة من عام إلى آخر؛ ولکن بشکل عام تدل الإحصائیات على ضخامة الأعداد، وفی هذا السیاق ذکر ثومبسون وموریس (Thompson & Morris, 2016, pp. 9-10) أنه فی الفترة من 1980 – 1997م زادت أعداد الأحداث الجانحین فی المؤسسات الإیوائیة على مستوى العالم کله بشکل مأساوی، حیث أنها فی عام 1990م بلغت ملیونی حدثا جانحا، ولکن انخفض هذا العدد فی عام 2010م لیصبح 1,6 ملیون حدثا جانحا، وأن سلوک الجناح یرتبط بعدة متغیرات ترجع للوالدین والتنشئة الاجتماعیة والتاریخ الإجرامی للأسرة واتجاهات الشباب الجریئة غیر المحسوبة، وحسب تقدیرات الأمم المتحدة فقد وصل عدد الأحداث الجانحین الأقل من 18سنة ومحتجزین بالمؤسسات الإیوائیة إلى حوالی1,5 ملیون حدثا جانحا(Puzzanchera, 2013).

وعن التفسیر السیکولوجی للجریمة وجناح الأحداث، نرى التطور التاریخی لعلم الجریمة قدم فرصا ممتازة لدراسة وتوضیح التداخل والتفاعلات بین العلوم الطبیعیة والعلوم الاجتماعیة، وبین القانونیة والطبیة، وفی الفکر العلمی المعاصر ومن خلال وجهات نظر متعددة فإن مرحلتی الطفولة والمراهقة تختلفان عن مرحلة الرشد وخاصة من الجوانب البیولوجیة والنفسیة والاجتماعیة، ومنذ بدایة الحضارة الإنسانیة؛ کانت الظروف الاجتماعیة المتغیرة لها تأثیر کبیر على البناء النفسی للطفل، الذی یعتمد إلى حد کبیر على الوضع الاجتماعی والثقافی للأطفال والشباب، ولا یوجد بین الذریات البشریة من یملک فرص الاختیار لبیئة معینة من البیئات الاجتماعیة والثقافیة لینمو فیها، فشخصیاتهم وهویاتهم تنمو فقط بعد مولدهم من خلال المرور بعملیات معقدة، والبیئة التی ینشأ فیها الطفل تشکل سماته النفسیة (Kostic, 2013, pp. 1-2).

ولا یخفى على العاملین فی المجال وجود بعض العوامل التی تتسبب بشکل أو بآخر فی جنوح الأحداث، وخاصة العوامل الأسریة والبیئیة، وتأثیر الأقران الذی یعتبر من أکثر العوامل خطورة وتأثیرا على سلوکیات الأحداث وسماتهم الشخصیة.

فقد تم التوصل إلى أن العلاقات الأسریة والوالدیة تشکل نسبة حوالی 30-40% من العوامل المسببة للسلوکیات المضادة للمجتمع، وأن العوامل الأسریة مثل الرفض الوالدی وقلة الالتزام وضعف الرقابة للأطفال؛ یمکن من خلالها التنبؤ بالسلوک الإجرامی المستقبلی، کذلک فإن الأقران یؤثرون على سمات شخصیة الأحداث وخاصة السمات العدوانیة، وتأثیر الأقران منفصل تماما عن تأثیر العلاقات الأسریة الوالدیة(Wilson, Williams, Garner, Duxbury & Steiner, 2001, p. 33)، بمعنى أن تأثیر الأقران فی تشکیل شخصیة الحدث لا یقل أهمیة وخطورة عن تأثیر الوالدین والأسرة فی تشکیل شخصیته.

کذلک فإن علاقة التفکیر بالسلوک علاقة قدیمة، فقد تحدث إلیس عن هذه العلاقة من حیث أن أسلوب التفکیر یؤثر على سلوک الفرد، ویمکن أن یؤدی إلى تفاعلات اجتماعیة فقیرة وسلوکیات غیر اجتماعیة، وخاصة أسالیب التفکیر اللاتوافقیة(Rodriguez, 2010, p. 2)، کما أن دراسة أسالیب التفکیر لدى الأفراد لها أهمیة فی إبراز جوانب عدیدة فی شخصیة الإنسان (السید، 2004، ص 8).

وتشیر أسالیب التفکیر إلى الطرق والأسالیب المفضلة للأفراد فی توظیف قدراتهم واکتساب معارفهم وتنظیم أفکارهم والتعبیر عنها بما یتلاءم مع المهام والمواقف التی تعترض الفرد (العتوم، 2004، ص 201)، وذکر ستیرنبرج (2004، ص 19) أن أسالیب التفکیر هی طریقة الفرد فی التفکیر، وهی لیست بقدرة وإنما هی تعبر عن طریقة الفرد المفضلة فی استخدام القدرات التی یمتلکها.

وقد زاد الاهتمام فی الآونة الأخیرة بالوظائف المعرفیة للأحداث بصفة عامة، حتى أصبح هذا المجال من أکثر المجالات البحثیة اهتماما، وأشارت نتائج العدید من الدراسات والبحوث إلى أن الأحداث لدیهم مشکلات فی المرونة المعرفیة والانتباه والذاکرة وبعض المهام الحرکیة ، وأنه فی مرحلة الشباب المبکر من الوارد جدا الانخراط فی تصرفات إجرامیة غیر شرعیة وسمات شخصیة مضادة للمجتمع، وأکثر الفترات لحدوث ذلک هی ما تسبق سن 18 سنة (Thompson & Morris, 2016, pp. 20-22).

لقد استحوذت محاولات فهم السلوک الانحرافی والتنبؤ به اهتمامات العدید من الباحثین لعشرات السنوات، وتناول عدد من البحوث العلاقة بین عدد من المتغیرات الشخصیة ومتغیرات أخرى کالعوامل الأسریة ونوع الجنس من جهة والسلوک الإجرامی من جهة أخرى (Rodriguez, 2010, p. 1) ، وفی الدراسة الحالیة سعى الباحثان إلى دراسة متغیرات ذات جدة وارتباط، وهی البناء النفسی وأسالیب التفکیر لدى فئة عمریة لها خصوصیتها النمائیة، وهی فئة الأحداث وتناول هذه المتغیرات بشکل مقارن بین الجانحین وغیر الجانحین         من الأحداث، مما یسهل للعاملین فی المجال والمهتمین معرفة أفضل عنهم تجعلهم         قادرین على فهم شخصیاتهم وطرق تفکیرهم، وبالتالی یسهل لهم آلیات التعامل معهم بشکل یناسب شخصیاتهم.

مشکلة الدراسة:

للعوامل النفسیة تأثیر واضح فی تحلیل أسباب الانحراف أو الجنوح، کما أن الظروف الاجتماعیة التی یعیش فیها الحدث سواء کانت داخل الأسرة أو خارجها تؤثر علیه بطریقة مباشرة وتدفعه للجنوح.

فبعض التصرفات التی تصدر عن الحدث الجانح کالسرقة والکذب ما هی إلا تصرفات تجسد حالة من الإحباط والألم الانفعالی، کما أن السرقة العصابیة تحدث بسبب صراع داخلی تقع فیه الأنا الذی یتوزع بین الرغبة فی الانتماء الاجتماعی والرغبات اللاشعوریة، أما السرقة بأسلوب غیر شریف فهی تحدث على مستوى الوعی دون تقبل للقیم الأخلاقیة والتمسک بها (حومر، 2006، ص 29).

ویمثل جنوح الأحداث واحدة من أهم المشکلات الاجتماعیة الآنیة المؤرقة للمجتمع الدولی بأکمله حیث تزایدت أعداد الجانحین فی العالم وتنوعت جنحهم بدرجة کبیرة، وهذا ما أکده التقریر الصادر من منظمة حقوق الإنسان بشأن جنوح الأحداث کما أکد التقریر أن نسبة تقدر بحوالی الثلثین أو الثلاثة أرباع من الأحداث ینخرطون فی السلوکیات الانحرافیة بسبب انتمائهم لمجموعات من أقرانهم، وأن نسبة الأحداث الذین یصدر منهم سلوکیات انحرافیة بشکل منفرد ضعیفة مقارنة بالانحراف الجماعی(Human Rights Watch, 2007, p. 191)، وقد أشارت البیانات الرسمیة الأمریکیة إلى ارتکاب أکثر من 12 ملیون أمریکی ثلثهم من المراهقین تحت سن الحادیة والعشرین لجرائم وجنح مختلفة، کما وجد أن 4% من المراهقین الأمریکیین بین سن العاشرة وسن السابعة عشر یدخلون سنویا دور الأحداث (الغامدی ، 2000، ص 182)، وفی عام 2010م یوجد تقریبا حوالی 1,6 ملیون من الأحداث الجانحین فی العالم، وعلى الرغم من أن هذا الرقم قد یبدو ضخما للغایة،              ولکنه فی الحقیقة یمثل انخفاضا فی أعداد الأحداث الجانحین مقارنة بالسنوات السابقة، حیث أنه فی عام 1990م حسب إحصائیات الأمم المتحدة کان العدد ملیونی حدثا جانحا فی المؤسسات الإیوائیة، وأن الذکور یمثلون نسبة حوالی 71% من جملة الأحداث الجانحین (Thompson & Morris, 2016, p. 9).

ویرى کثیر من الباحثین أن جنوح الأحداث صاحب ظهوره وانتشاره عدة تحولات تنمویة فی الجانبین الاقتصادی والاجتماعی مما ترتب عنه آثار سلبیة أدت إلى حدوث تغیرات اجتماعیة سیئة بصفة عامة وتبدو هذه الآثار السلبیة لهذه الظاهرة بصورة جلیة وأکثر عمقا إذا ما انصب اهتمامنا على المجتمع المتمدن بصفة خاصة (حومر، 2006، ص 13).

وفی المملکة العربیة السعودیة تزایدت أعداد الأحداث الجانحین المودعین بدور الملاحظة فی مناطق المملکة المختلفة خلال السنوات الأخیرة ، ففی الفترة ما بین عامی 1415-1420هـ بلغ عدد الجانحین فی دور الملاحظة بالمملکة العربیة السعودیة (39270) جانحا، بمتوسط سنوی یصل إلى 7854 جانحا، وقد کان عدد الجانحین فی الفترة من 1400-1405هـ حوالی (11030) جانحاً بمتوسط سنوی (2206) جانحاً (الرمیح، 2006، ص 11)، بینما بلغ عدد الأحداث الجانحین بدور الملاحظة بالمملکة العربیة السعودیة (10934) جانحا فی الفترة من 1433-1434هـ، وبلغ عددهم (10045) جانحا فی الفترة من 1434-1435هـ (وزارة الشؤون الاجتماعیة، 1435هـ، ص 139).

وقد أجریت عدة دراسات للمقارنة بین سمات الأحداث الجانحین وغیر الجانحین، فقد أجرى خضر (1989) دراسة هدفت إلى المقارنة بین الجانحین والأسویاء فی أسلوب رسم الذات والأقران والأسرة، وقد تکونت عینة دراسته من (40) جانحا، (40) سویا وقد أشارت نتائج دراسته إلى وجود فروق بین الأسویاء والجانحین فی رسم الذات والأقران والأسرة، کما أجرى عیسوی (1992) دراسة یقارن فیها بین الجانحین وغیر الجانحین فی کل من الذکاء ومفهوم الذات وتقدیر الذات والتوافق الاجتماعی والنضج والعدوان والانسحاب والقلق الاجتماعی، وقد أشارت النتائج إلى أن الجانحین أقل من نظرائهم العادیین فی کل متغیرات الدراسة، وقام تفاحة (1992) بدراسة تهدف إلى الکشف عن الفروق بین الجانحین وغیر الجانحین فی أبعاد مصدر الضبط ودینامیته وتکونت عینة دراسته من (53) جانحا، (53) من غیر الجانحین، ولم توجد فروق بین الجانحین وغیر الجانحین فی مقیاس ضبط الآخرین الأقویاء وضبط الحظ، ووجدت فروق بین المجموعتین لصالح الجانحین فی الضبط الشخصی، کما أجرى أبو خاطر (2000) دراسة هدفت إلى التعرف على سمات الشخصیة الممیزة لأحداث الجانحین عن أقرانهم الأسویاء، تکونت عینة الدراسة من (40) جانحا، (100) من الأسویاء، وقد أشارت نتائج الدراسة إلى أن الجانحین لدیهم عدوانیة وبحث عن الإثارة وجمود فکری وقلق، أما غیر الجانحین فهم یتمیزون بتقدیر الذات والسعادة والاستقلال والتوجه للإنجاز والشعور بالذنب.

کما ذکر کوزار وآخرون Kausar et al. (2012, p. 488) أن سمات الشخصیة تمکن الفرد من الاستجابة للمثیرات المختلفة بطرق متعددة، وتؤثر سماتهم على طرق تفکیرهم، وأن الأحداث المنحرفین أکثر اکتئابا وتشتتا معرفیا وغیابا للاهتمامات وضعفا للهویة ویأسا وإحساسا بعدم الأهمیة وأفکارا ونزعات انتحاریة من العادیین، وأشار رودریجیز Rodriguez (2010, p. 2) إلى أنه حینما یؤثر متغیر بیئی خارجی على نظام التفکیر الداخلی للفرد، فإنه سیظهر نمط ما السمات السلبیة وخاصة فی مجال الانفعالات.

ومن خلال ما سبق یمکن تحدید مشکلة الدراسة فی الأسئلة الآتیة :

أسئلة الدراسة:

  1. ما مستوى البناء النفسی لدى کل من الأحداث الجانحین وغیر الجانحین بمنطقة القصیم؟
  2. ما هی أسالیب التفکیر السائدة لدى الأحداث الجانحین وغیر الجانحین بمنطقة القصیم؟
  3. هل یمکن التنبؤ بالبناء النفسی للأحداث الجانحین وغیر الجانحین من خلال أسالیب التفکیر السائدة لدى کل منهم؟
  4. هل توجد فروق دالة إحصائیا فی مستوى البناء النفسی لدى الأحداث الجانحین ترجع إلى عوامل :عدد أفراد الأسرة ، الترتیب المیلادی للحدث ، نوع الجنحة، وحالة الوالدین من حیث الطلاق ؟
  5. هل توجد فروق دالة إحصائیا فی أسالیب التفکیر السائدة لدى الأحداث الجانحین ترجع إلى عوامل: عدد أفراد الأسرة، الترتیب المیلادی للحدث، نوع الجنحة، وحالة الوالدین من حیث الطلاق؟
  6. هل توجد فروق دالة إحصائیا فی مستوى البناء النفسی بین الأحداث الجانحین وغیر الجانحین؟
  7. هل توجد فروق دالة إحصائیا فی أسالیب التفکیر بین الأحداث الجانحین وغیر الجانحین؟

أهداف الدراسة:

یمکن تحدید أهداف الدراسة الحالیة فیما یلی :

-      معرفة مستوى البناء النفسی للأحداث الجانحین وغیر الجانحین.

-      تحدید أسالیب التفکیر السائدة لدى کل من الأحداث الجانحین وغیر الجانحین.

-      دراسة الفروق بین الأحداث الجانحین وغیر الجانحین فی کل من البناء النفسی وأسالیب التفکیر.

-      معرفة إمکانیة التنبؤ بالبناء النفسی للأحداث الجانحین وغیر الجانحین من خلال أسالیب التفکیر المنتشرة لدیهم.

-      معرفة تأثیر بعض المتغیرات (عدد أفراد الأسرة، الترتیب المیلادی للحدث، نوع الجنحة، وحالة الوالدین من حیث الطلاق) على کل من البناء النفسی وأسالیب التفکیر لدى الأحداث الجانحین.

أهمیة الدراسة:

-      دراسة متغیرات مهمة وهى البناء النفسی وأسالیب التفکیر لدى فئة لها خصوصیتها وهى فئة الأحداث الجانحین، ومقارنتها بالأسویاء العادیین بمنطقة القصیم بالمملکة العربیة السعودیة.

-      بناء مقیاس للبناء النفسی للمراهقین والشباب مصمم على البیئة السعودیة، وخاصة أنه من خلال اطلاع الباحثین على التراث السیکولوجی فی موضوع البناء النفسی فإنهما لم یجدا مقیاسا یناسب عینة الدراسة فی هذه المرحلة العمریة الهامة  مقنن على البیئة السعودیة.

-      تزاید أعداد الأحداث الجانحین المودعین بدور الملاحظة بالمملکة العربیة السعودیة من عام إلى آخر وتضاعف هذه الأعداد خلال السنوات الأخیرة عن قبلها.

-      من خلال دراسة البناء النفسی وأسالیب التفکیر لدى الأحداث الجانحین یمکن الوصول إلى فهم أکثر عمقا لطبیعة شخصیتهم وتفکیرهم، ومن خلال ذلک یمکن السیطرة على أسباب ودوافع الجنوح لدیهم.

مصطلحات الدراسة :

جناح الأحداث Juvenile Delinquency:

یستخدم مصطلح الحدث مع الأفراد الأقل من سن (18) سنة وأکبر من سن (7) سنوات، أما الجناح فیعرف قانونیا بأنه سلوک إجرامی یکون فی الغالب نتیجة لسلوکیات متطرفة (Kausar et al., 2012, p. 487).

والحدث الجانح هو الفرد الذی وصل إلى سن التمییز ولم یصل إلى سن الرشد وارتکب عملا یخالف المعاییر الاجتماعیة السائدة فی المجتمع (الشریف، 2014، ص 168).

        ویعرف الباحثان إجرائیا الحدث الجانح بأنه الفرد الذی یزید عمره على (7) سنوات ویقل عن (18) سنة وقد ارتکب فعلا أو عدة أفعال تعتبر غیر شرعیة وغیر قانونیة مما استوجب إیداعه بالمؤسسات الإیوائیة الخاصة برعایة الأحداث مثل دور الملاحظة الاجتماعیة.

البناء النفسیPsychological Structure:

یعرف البناء النفسی بأنه مجموعة من الخصائص والسمات النفسیة التی تمیز الفرد فی تفاعله مع المواقف المختلفة والتی یمکن أن تحدد أهدافه وتمیز سلوکه فی تکیفه مع ذاته ومع البیئة الاجتماعیة وتحدد مدى ثقته بنفسه واعتماده على نفسه وضبط ذاته (الأغا والسحار، 2005، ص 547)، وذکر الفرماوی (1996، ص 7) أنه یمکن من خلال رکائز البناء النفسی تحدید معالم الطبیعة الإنسانیة مع افتراض أن لهذه الرکائز قدرة على تفسیر جوانب البناء النفسی وهی قوى الذات وقوى النفس، التکامل والتوازن، منحنى النمو، ویعرف شهوان (2007، ص 7) البناء النفسی بأنه جملة المکونات المتکاملة الجسمیة الحرکیة والعقلیة المعرفیة والانفعالیة العاطفیة والروحیة التی ترتبط مع بعضها ارتباطا وظیفیا.

ویعرف الباحثان البناء النفسی إجرائیا بأنه مجموعة من المکونات الانفعالیة والجسمیة والعقلیة والاجتماعیة التی تتکامل معا فی سیاق واحد وتمثل فی مجموعها نسقا واحدا من خصائص وسمات الفرد النفسیة، ویتحدد من خلال الدرجة الکلیة التی یحصل علیها الفرد على مقیاس البناء النفسی من إعداد الباحثین الحالیین.

أسالیب التفکیرThinking Styles:

یعرف ستیرنبرج أسالیب التفکیر بأنها طریقة تفضیل الأفراد فی استخدام قدراتهم ومعالجة البیانات المتاحة لهم، وهی لا تؤثر فقط على نمط الابتکار لدیهم، ولکنها تؤثر       على وجهات نظرهم ومساراتهم الحیاتیة (Sternberg, 1997, p. 14)، وذکر العتوم (2012، ص 201) أن أسالیب التفکیر هی الطرق والأسالیب المفضلة للأفراد فی توظیف قدراتهم واکتساب معارفهم وتنظیم أفکارهم والتعبیر عنها بما یتلاءم مع المهمات والمواقف التی تعترض الفرد وقد تتغیر أسالیب التفکیر مع الزمن.

ویتبنى الباحثان تعریف ستیرنبرج لأسالیب التفکیر.

الإطار النظری للدراسة:

البناء النفسی:

توجد عدة مبادئ أطلق علیها رکائز البناء النفسی، من خلالها یمکن تحدید معالم الطبیعة الإنسانیة على افتراض أن لهذه الرکائز قدرة على تفسیر جوانب البناء النفسی وهی قوى الذات، قوى النفس، التکامل والتوازن، ومنحنى النمو (الفرماوی، 1998، ص 96)، ویعرف الأغا والسحار (2005، ص 547) البناء النفسی بأنه مجموعة من الخصائص والسمات النفسیة التی تمیز الفرد فی تفاعله مع المواقف المختلفة والتی یمکن أن تحدد أهدافه وتمیز سلوکه فی تکیفه مع ذاته ومع البیئة الاجتماعیة وتحدد مدى ثقته بنفسه واعتماده على نفسه وضبط ذاته، وقد وصف حنورة (1998، ص 8) الشخصیة بأنها ذلک البناء النفسی الدینامی المنتظم والمتبلور فی سیاق سیکولوجی له وعی وإرادة واستمراریة واتساق سواء زمانیا أو اجتماعیا وعندما یکون هناک اضطراب فی الوعی أو الإرادة أو الاتساق فی البناء یحدث الخلل فی الشخصیة، وعرف شهوان (2007، ص 7) البناء النفسی بأنه جملة المکونات المتکاملة الجسمیة والحرکیة والعقلیة والمعرفیة والانفعالیة العاطفیة والروحیة التی ترتبط مع بعضها ارتباطا وظیفیا، وهو أیضا مجموعة القوى الدینامیة المحددة الشکل والمتداخلة والمتفاعلة معا والتی تؤثر فی بعضها البعض وتنشأ من خبرات الإشباع والإحباط التی یتعرض لها الفرد وتکون فی النهایة البنیة النفسیة الممیزة للفرد وتشمل هذه القوى  صورة الذات والصورة الوالدیة وکفاءة الأنا والحاجات والصراعات ومیکانیزمات الدفاع وصورة العالم الخارجی أو البیئة (تفاحة، 2003، ص 143)، کما أشار داود والطیب (1991، ص 29) إلى البناء النفسی بأنه یتکون من ثلاثة أبعاد؛ البعد التکوینی وهو یتمثل فی الکیان العضوی للفرد، والبعد الثانی هو البعد الثقافی الذی یحدد نمط الثقافة السائدة وتاریخها عبر الأجیال، أما البعد الثالث فهو البعد الاجتماعی الذی یحدد بدقة التفاعلات بین الأشخاص وعملیات التطبیع التی یتعرض لها الفرد داخل ثقافته.

وقد ظهرت إرهاصات المفاهیم البنائیة فی أعمال فروید فی أواخر القرن التاسع عشر وذلک حینما زود مکتشفاته الأولى بالمفاهیم التفسیریة التی فرضها علیه موضوع البحث وهو الصراع النفسی، وافترض فروید أن الحیاة النفسیة وظیفة لجهاز یتألف من عدة أقسام، وقد میز فروید بین ثلاث حالات للمواقف النفسیة هی الشعور وما قبل الشعور واللاشعور، وبین ثلاثة منظمات أو تشکیلات للشخصیة؛ الهو والأناوالأنا الأعلى؛ هذه الأبنیة النفسیة الثلاثة لیست أجزاء مستقلة عن بعضها البعض فی الشخصیة ویعارض کل منهما الآخر، بل هی مراکز ثلاثة للنفس یمکن تمییزها تبعا لمستوى النمو الخاص بها وکمیة الطاقة المتاحة فی کل منها (حشاد، 2001، ص ص 6-7).

وفی کتابه عن البنیة النفسیة عند الإنسان؛ ذکر یونج (1995، ص ص 33-34) أن النفس من حیث هی انعکاس للعالم وللإنسان شیء بلغ من التعقید مبلغا یمکننا معه ملاحظته ودراسته من جوانب کثیرة جدا، وأن النفس شرط لازم لکل خبرة، والأشیاء الوحیدة التی نختبرها خبرة مباشرة هی محتویات الوعی الذی یجری فینا انطلاقا من الخارج على هیئة مدرکات حسیة، فنحن نرى ونسمع ونتذوق ونشم ما حولنا وبذلک یحدث الوعی، ثم یأتی دور الإدراک والفهم الذی یعد ترکیبا بالغ التعقید، وأیضا إدراک الحس لیس شیئا بسیطا فکل ما فی الأمر أن طبیعته المعقدة لیست نفسیة بقدر ما هی فسیولوجیة على حین أن مرکب الفهم أمر نفسی نتبین فیه عدد من السیاقات النفسیة کالتفکیر والتذکر والتقویم، ومن وظائف النفس الرئیسیة؛ الحدس وهو یعنی إدراک الإمکانات الکامنة فی وضع معین، وأشار إیکستروم   Ekstrom (2004, p. 659) إلى اهتمام یونج بعامل الوعی واللاوعی فی تکوین البنیة النفسیة للشخصیة، حیث ذکر یونج أنه یمکن أن نمیز فی محتویات الوعی (النفس الواعیة) سیاقات إرادیة وأخرى غریزیة، تعرف الأولى بأنها دوافع موجهة مبنیة على الإدراک (الفهم) توضع تحت تصرف ما یسمى بالإرادة الحرة ، أما الغریزیة فهی دوافع تنشأ فی العقل الباطن  (النفس الخافیة) أو فی الجسم مباشرة وتتصف بافتقارها للحریة وبالجبریة، کما أشار یونج (1995، ص 36) فی کتابه عن البنیة النفسیة إلى النشاط النفسی غیر الشعوری وهو یوجد بکثرة فی الحالات المرضیة وهو الجزء المخفی من النفس ولا یکون على مستوى الوعی وإنما فی العقل الباطن.

أسالیب التفکیر:

 تختلف التصورات النظریة لأسالیب التفکیر عن بعضها البعض من حیث عدد وطبیعة هذه الأسالیب، فمنها نموذج بایفیو 1971م الذی یتصور فیه وجود نوعین من تفضیلات الأفراد وطرقهم فی التفکیر، هما طریقة التفکیر اللفظی وطریقة التفکیر التصوری، ونموذج هاریسون وبرامسون 1982 الذی یقترح وجود خمسة أسالیب یفضلها أو               یتعامل بها الأفراد مع المعلومات المتاحة حیال ما یواجهونه من مشکلات ومواقف                (أبو هاشم، 2006، ص 8)، وأشار حبیب (1996، ص 162) إلى أن نموذج هاریسون وبرامسون یبنى على أساس السیطرة النصفیة للمخ (النمط الأیسر والنمط الأیمن) وأن لکل منهما نمطا مختلفا عن الآخر فی معالجة وتجهیز المعلومات حسب نوع الأداء ومحتواه وینتج عن ذلک خمسة أسالیب للتفکیر هی الترکیبی والعملی والواقعی والمثالی والتحلیلی.

وقد شهد عام 1988م ظهور مؤلف ستیرنبرج عن نظریة التحکم العقلی الذاتی – أسالیب التفکیر Theory of Mental Self Government – Thinking Styles، وقد استخدم ستیرنبرج مفهوم التحکم العقلی للإشارة إلى عمل العقل الإنسانی، فکما توجد طرق للتحکم فی مجتمعاتنا؛ أیضا توجد طرق للتحکم فی أنشطتنا الیومیة ولإدارتها، هذه الطرق هی ما یسمیه ستیرنبرج بأسالیب التفکیر(Zhang, 2002b, p. 332)، ویعرف ستیرنبرج (Sternberg , 1992 , 68; Sternberg, 1997, p. 14) أسلوب التفکیر بأنه الطریقة التی یفضل الفرد استخدامها فی توظیف قدراته ومعالجة المعلومات. أو هی طریقة الفرد المفضلة فی التفکیر عند أداء الأعمال وهو لیس قدرة، إنما هو تفضیل لاستخدام القدرات ویقع بین الشخصیة والقدرات، ویصنف التفکیر من حیث أسالیبه أو أنماطه إلى مجموعة من الطرق الفکریة التی یعتاد الفرد أن یتعامل بها مع المعلومات المتوفرة لدیه نحو ما یواجه من مشکلات ومواقف (رمزی، 2013، ص 459).

وحسب نظریة التحکم العقلی فإن أسالیب التفکیر یجب فهمها على أساس الرؤیة الإنسانیة للتحکم التی تأتی من منظور أن أنماط التحکم التی تظهر بشکل عالمی لکل         الناس فی کل الأماکن لیست مجرد صدفة ولکنها انعکاسات خارجیة لطرق تنظیم الأفراد لأنفسهم، وهذه النظریة قابلة للتطبیق فی مجالات عدة کالمجالات التربویة والشخصیة        والحیاة المهنیة (Sternberg, 1997, p. 18 ; Sternberg & Zhang, 2005, p. 247 ; Zhang & Sternberg, 2002, p.4)

ویؤکد ستیرنبرج Sternberg (1997, p. 79) أن أهمیة أسالیب التفکیر لا        ترجع إلى تأثیرها فی العملیة التعلیمیة فقط ولکن لدورها فی مجال الحیاة العامة حیث أن معرفة الأفراد لأسلوب التفکیر المفضل لدیهم یساعدهم على انتقاء الأعمال المهنیة المناسبة لهذه الأسالیب.

وتؤثر أسالیب التفکیر لیس فقط على النمط الإبداعی للفرد ولکنها تؤثر أیضا على نمط وأسلوب حیاته بشکل عام (Dikici, 2014, p. 179)، وأشار ستیرنبرجSternberg (1994, p. 37; 1997, p.17) إلى أن أسالیب التفکیر یمکن قیاسها وتحسینها، کما أن هناک عدة متغیرات تؤثر علیها مثل نوع الجنس والعمر والنمط الوالدی والدراسة وطرق التدریس والتقییم وخبرات العمل والمهنة والثقافة.

ویری ستیرنبرج أن هناک ثلاثة عشر أسلوبا للتفکیر تندرج تحت خمس فئات، الشکل ویندرج تحته أسالیب التفکیر الملکی والهرمی والفوضوی والأقلی، والوظیفة ویندرج تحتها الأسالیب التشریعی والتنفیذی والحکمی ، والمستوى ویندرج تحته أسالیب العالمی والمحلی ، والنزعة ویندرج تحته أسالیب المتحرر والمحافظ ، والمجال ویندرج تحته أسالیب الخارجی والداخلی (ستیرنبرج، 2004، ص 36؛(Sternberg, 1997, p. 294; Zhang, 2002a, p. 180، ویذکر ستیرنبرج أن الإنسان یمیل عادة إلى أسلوب واحد فقط داخل کل فئة من هذه الفئات الخمس السابقة (رمزى، 2013، ص 452؛ بقیعی ، 2012، ص 109).

ولکل أسلوب من أسالیب التفکیر الثلاثة عشر توجد مجموعة من السمات التی تمیز الأفراد الذین تسیطر علیهم إحدى هذه الأسالیب(Bernardo, Zhang & Callueng, 2002, p. 150; Grigorenko & Sternberg, 1997, p. 297; Sternberg,1992, p. 68; 1994, p. 37;  1997, pp. 295-312; Zhang, Stenberg, 1998, p. 43 )کما یلی:

الأسلوب التشریعی Legislative: یفضلون العمل فی مهمات تتطلب استراتیجیات إبداعیة کما أنهم یفضلون إنجاز أعمالهم بطریقتهم الخاصة.

الأسلوب التنفیذی Executive: یفضلون العمل فی مهمات لها قواعد وتعلیمات محددة، حیث یمیل الفرد فی هذا الأسلوب إلى تنفیذ مهام بتوجیهات معینة ودلیل محدد.

الأسلوب الحکمی Judicial: یمیلون إلى العمل فی مهمات تسمح لهم بالتقییم وإبداء الرأی والحکم على أداء الآخرین.

الأسلوب الهرمی Hierarchic: یفضل الشخص منهم توزیع اهتماماته على العدید من المهام ویرتبها حسب أولویاته.

الأسلوب الملکی Monarchic: یفضلون العمل فی مهام تتطلب ترکیزا کاملا فی شیء واحد طوال الوقت.

الأسلوب الأقلیOligarchic: یفضلون العمل فی مهام متعددة تخدم أهدافا متعددة بدون تحدید أولویات.

الفوضوی Anarchic: یفضلون العمل فی مهام تسمح بالمرونة فیما یخص أین ومتى وماذا وکیف یعملون.

العالمی Global: یصرفون انتباههم إلى الصورة العامة للقضیة أو المسألة التی تشغلهم، ویمیلون إلى الأفکار المجردة.

المحلی Local: یفضلون العمل فی مهام تتطلب العمل بتفاصیل دقیقة.

الداخلی Internal: یفضلون العمل فی مهام تسمح للشخص بأن یعمل کوحدة مستقلة منفردة بمعنى أنه یمیل إلى أن یعمل منفردا.

الخارجی External: یفضلون العمل فی مهام تسمح بالتعاون والتطوع مع الآخرین.

المتحرر Liberal: یفضلون العمل فی مهام تتطلب الحداثة والغموض.

المحافظ Conservative: یفضلون العمل فی مهام تتطلب التمسک بالقواعد والإجراءات الموجودة وعدم الخروج عن القانون وعن کل ما هو مألوف.

وعلى الرغم من أن هذه الأسالیب الثلاثة عشر السابقة تندرج تحت خمسة أبعاد رئیسیة إلا وأنه یمکن تقسیمها إلى نمطین؛ النمط الأول یشیر إلى طریقة أداء الأعمال أو المهام بشکل ابتکاری وأکثر تعقیدا ومن أمثلته الأسلوب التشریعی والحکمی والعالمی والمتحرر، أما النمط الثانی فینطوی على طریقة أداء الأعمال أو المهام بشکل مبسط یمیل إلى اتباع القواعد والمعاییر المعتادة وإلى النمطیة ومن أمثلته الأسلوب التنفیذی والمحلی والمحافظ (Zhang, 2002b, p. 332; 2004, p. 235).

جناح الأحداث :

  الحدث هو الفرد الذی یقل عمره عن )18( سنة، والجناح حسب التعریفات القانونیة هو سلوک جرائمی یکون عادة کنتیجة لارتکاب سلوکیات مشکلة شدیدة، ویستخدم انحراف         أو جناح الأحداث مع الأفراد فی عمر من 7-18 سنة الذین صدر منهم تصرفات غیر شرعیة أو غیر قانونیة، أما الأفراد دون سن السابعة فلا یسمون أحداثا جانحین، ولکن یطلق علیهم أطفال مشکلین لأنهم لم یمیزوا بعد بین الصواب والخطأ، بین الشرعی وغیر الشرعی (Kausar et al., 2012, p. 487).

وتشیر کلمة الحدث فی اللغة العربیة إلى " صغیر السن " وهو من أتم السابعة ولم یتم الثامنة عشر من عمره، ویختلف تعریف الحدث فی القانون عنه فی علم الاجتماع، فالتعریف القانونی للحدث هو صغیر السن الذی أتم السن التی حددها القانون للتمییز ولم یتجاوز السن التی حددت لبلوغ الرشد، أما التعریف الاجتماعی للحدث فهو الصغیر منذ ولادته حتى یتم نضجه الاجتماعی والنفسی وتتکامل لدیه عناصر الرشد المتمثلة فی الإدراک التام، أی معرفته لطبیعة وضعه والقدرة على تکییف سلوکه وتصرفاته طبقا لما یحیط به من ظروف ومتطلبات الواقع الاجتماعی، أما المقصود بجنوح الأحداث فهو إقدام الحدث على ارتکاب جریمة کالسرقة أو الإیذاء أو القتل ...إلخ (جعفر، 2004، ص 31).

نظریات تفسیر الجناح :

تعددت نظریات تفسیر الجناح، فمنها ما أید عوامل الوراثة کسبب للانحراف والجریمة ومنها ما شدد على العوامل الاقتصادیة والسیکولوجیة والاجتماعیة، وفیما یلی عرضا موجزا لأهم هذه الاتجاهات:

التفسیر الوراثی (نظریة التکوین الطبیعی):

یرى أنصار هذا الاتجاه أن السبب فی الجریمة والجناح هو العوامل الوراثیة ویرفضون تماما تأثیر البیئة والعوامل الاجتماعیة فی انحراف الأشخاص، فتربط هذه النظریة الظاهرة السلوکیة الإجرامیة وتحدد أسبابها فی عوامل بیولوجیة تتصف بأنها غیر طبیعیة (شاذة) ، فهی تختلف عن التکوینات العادیة للشخص السوی، وترى أن سمات المنحرفین العضویة تتمیز بخلل بنائی یتسبب بدوره فی حدوث خلل وظیفی (عبدالمجید، 1985، ص 134)، ومن أهم وأشهر أنصار هذا الاتجاه الطبیب الإیطالی الشهیر لومبروزو الذی درس سمات عدد کبیر من جماجم لمجرمین بعد موتهم (383 جمجمة) وتوصل لما أطلق علیه لومبروزو " المجرم بالمیلاد " (رمضان، 1995، ص ص 46)، وقد توصل لومبروزو إلى أن للمجرم ملامحا خلقیة تجعله أشبه بالإنسان البدائی، حیث تجعله الوراثة یحتفظ بخصائص بیولوجیة للإنسان ما قبل التاریخ فهو یتمیز فی الشکل الخارجی بتضخم فی عظام الوجه والفک والخدین إلى غیر ذلک من الصفات، ویرى لومبروزو أن أساس المسئولیة لیس حریة الاختیار ولکنها الحتمیة الجبریة (عقیدة، 1994، ص ص 64-66)، وقدر سار على درب لومبروزو وأیده فی القرن العشرین مجموعة من العلماء لعل أشهرهم شیلدون صاحب نظریة الأنماط الجسمیة وجلوک (رمضان، 1995، ص 46).

وبمراجعة تفسیر هذه النظریة " نظریة الوراثة أو التکوین الطبیعی " لعوامل الانحراف والجریمة نری أنها ترکز على أن المجرم فی سلوکه الإجرامی یکون مدفوعا مجبرا على ذلک بحکم تکوینه الخلقی الذی تحمله بحکم عوامل الوراثة التی تختبئ فی البشر منذ آلاف بل ملایین السنین، بمعنى آخر لیس للبیئة ذنب ولا للمجتمع فی دفع المجرم إلى ارتکاب جرائمه فهو مجرم بالفطرة.

تفسیر العوامل الاقتصادیة:

من مؤیدی هذا الاتجاه بونجروستاجنر ، فهما یرون أن الانحراف ولید ظروف اقتصادیة قاسیة، فیولد المجرم والمنحرف فی بیئة وأسرة فقیرة ضرب فیها الفقر والعوز والبطالة وساءت أحوالها المادیة، فتتولد لدى الفرد مشاعر الحقد والغیرة والانتقام من بقیة أفراد المجتمع حیث تتحول هذه المشاعر إلى أنماط سلوکیة منحرفة ومضادة للمجتمع        (سعد، 1997، ص 37).

تفسیر العوامل الاجتماعیة ( نظریة المخالطة الفارقة ):

للظروف الاجتماعیة التى یعیش فیها الحدث سواء کانت داخل الأسرة أو خارجها تأثیر فی جنوحه سواء بطریقة مباشرة أو بطریقة غیر مباشرة لما للأسرة والوسط الاجتماعی المحیط من أهمیة وأثر فی تشکیل وتقویم سلوک الحدث (حومر، 2006، ص 28) ، ومن أهم النظریات الاجتماعیة فی تفسیر الجریمة والانحراف نظریة " المخالطة الفارقة " للعالم الأمریکی سوزرلاند الذی یرى أن السلوک الإجرامی نتاج لعوامل البیئة الاجتماعیة، فالمنحرف أو المجرم یتعامل فی بیئته الاجتماعیة مع أشخاص منحرفین أکثر من تعامله أو تعرضه لأشخاص أسویاء، فالسلوک الإجرامی یتم اکتسابه عن طریق التعلم المتصل بأشخاص یربطهم بهذا الشخص - المنحرف - تواصلا مباشرا (رمضان، 1995، ص 77؛ جابر، 1988، ص 155)، وقد توصل سوزرلاند إلى أن الفرد یکتسب السلوک الإجرامی عن طریق اتصاله بالآخرین بشکل مباشر وغالبا ما یکون هذا الاتصال من النوع اللفظی، وأن الجزء الأکبر من عملیة تعلم السلوک الإجرامی یحدث داخل جماعات تربطها المودة والألفة والصداقة، مما ینفی تأثیر الصحافة وبقیة وسائل الإعلام فی انتشار السلوک الإجرامی لدى المنحرفین والمجرمین (العیسوی، 1992، ص ص 73-75) ، فالمخالطة الفارقة معناها هنا المفارقة بین السواء واللاسواء أو بین الارتباطات الإجرامیة وغیر الإجرامیة، وقد أطلق علیها دونالدریکس اسم " مبدأ الصراع القیمی " متجنبا إطلاق مصطلح " نظریة " علیها لعدم توافر الشروط العلمیة علیها (العیسوی، 1992، ص  73)، ویرى سیلین أن المجتمع یشمل مجموعات إنسانیة متعددة وتختلف باختلاف عدد أفرادها ودرجة التآلف أو الاتساق بینهم وطبیعة المصالح أو الأهداف التی تجمعهم مما قد یولد التنافر والصراع بین قواعد السلوک الخاصة بکل منهم، وقد یکون التنافر أو الصراع بین قواعد السلوک الخاصة بالفرد وقواعد السلوک العامة التی تخص المجتمع والتی تتمثل فی صورة عادات وتقالید، مما یتسبب فی ظهور السلوک المنحرف (القهوجی، 2000، ص 80) ، وقد توصل میرتون فی هذا السیاق إلى صیاغة العلاقة التبادلیة بین السلوک المنحرف واللامعیاریة وأشار میرتون إلى أن بعض الأفراد یتعرضون أکثر من غیرهم لضغوط تظهر نتیجة لانفصال بین الأهداف الثقافیة والوسائل الفعالة لتحقیقها ویرجع ذلک إلى إهمال الجماعة لهذا الشخص وتهمیش دوره مقارنة بغیره من الأعضاء، کما أن سلوک الانحراف یتجاوز الشخص المنحرف إلى الأشخاص الذین لهم صلة بهذا الشخص المنحرف، کما أکد میرتون إلى ارتفاع نسبة سلوک الانحراف بین الطبقات العاملة وبین أوساط سکان المدن الکبرى (جابر، 1988، ص 250).

التفسیر السیکولوجی للانحراف :

تعددت التفسیرات السیکولوجیة للانحراف ومن أهمها رؤیة التحلیل النفسی لفروید، وتفسیر إریکسون وهورنی ومکاندلس، فترى نظریة التحلیل النفسی أن اللاشعور یتولد        لدى الفرد بسبب ما یمر به من تجارب ونجاح وفشل، وقد فسر التحلیل النفسی سلوک  الجریمة والانحراف على أنهما یخفیان ورائهما رغبة، وأن المجرمین نوعان، الأول یشعر بالظلم فیخضع لتأثیر دوافع الجریمة فیرتکبها، أما الثانی فیشعر بالذنب تجاه رغباته الماضیة ویقوده إحساسه بالذنب إلى الجریمة والانحراف فهو یفکر فی الجریمة بطریقة غیر واعیة، کما یرى فروید أن الانحراف یحدث بسبب مؤامرة بین کبت عنیف وإحباط یولدان هما الاثنان صراعا بین مکونات الجهاز النفسی؛ الهو والأناوالأنا الأعلى، وهذا ما یولد الانحراف (رمضان، 1995، ص 63)، أما إریکسون فهو یؤکد على أن إخفاق الشباب یرجع إلى الهویة الشخصیة بسبب خبرات الطفولة السیئة والظروف الاجتماعیة الحاضرة مما یؤدی إلى أزمة وارتباک الهویة وتمیع الدور(جابر، 1988، ص 179)، أما هورنی فقد ترکزت وجهة نظرها فی العوامل الثقافیة وأثرها فی تکوین السلوک المنحرف والاضطرابات النفسیة والسلوکیة، کما تؤکد هورنی أن العوامل الاجتماعیة تؤدی إلى القلق الذی یؤدی بدوره إلى العدوان والتناقض وهما من أشد عوامل الانحراف والجریمة (تفاحة، 1992، ص 74) ، وعن مکاندلس فقد ربط بین الناحیة البیولوجیة ومفهوم الدافعیة، حیث یرى أن الدافعیة المرتفعة تزود المراهق بطاقة مرتفعة لإحداث التغییر الذی یریده، ولکن هذه الطاقة تکون مرتفعة وحادة لذلک یکون سلوکه عشوائیا ومضطربا وغیر مقبول اجتماعیا (المنیزل، 1992، ص 138).

تأثیر البناء النفسی للفرد والعوامل العقلیة على جنوح الأحداث:

من خلال العرض الموجز السابق عن أهم النظریات التی تناولت تفسیر الانحراف والجریمة وقد تعددت رکائزها ما بین عوامل بیولوجیة واقتصادیة وبیئیة واجتماعیة وأخرى نفسیة ، ومن خلال استعراض بعض ما کتب فی سیکولوجیة الانحراف والمنحرفین وجنوح الأحداث، یمکن الجزم بأن أکثر العوامل أهمیة فی جنوح الأحداث هو العوامل النفسیة العقلیة، إذ أن بقیة العوامل الأخرى التی تحدثت عنها النظریات البیولوجیة الوراثیة والاجتماعیة لن یکون لها تأثیر یذکر دون تفعیل التأثیر النفسی العقلی لها، فهو الذى یمیز شخصا عن شخص آخر، فالجمیع یتعرض لنفس الظروف والضغوط البیئة ولکن لیس کل من یتعرض لهذه الظروف یصبح منحرفا أو مجرما، فالتأثیر الفارق هنا یرجع لعوامل الشخصیة النفسیة والعقلیة التی تدفع السلوک وتوجهه.

شخصیة الإنسان ما هی إلا نتاج لمجموعة من السمات المتکونة بفعل التأثیرات البیئیة والوراثیة والاجتماعیة والعوامل النفسیة تتمثل فی انعکاسات للعوامل البیئیة الاجتماعیة التی یعیشها الفرد (أبو خاطر، 2000، ص 41؛ الدیدی، 1995، ص 127)، فاضطراب الشخصیة لا یرجع إلى عامل واحد بل إلى عدة عوامل یتضافر بعضها مع بعض، فالحیاة النفسیة لیست من البساطة بحیث یکون اعتلالها رهنا بعامل واحد، ذلک أن اضطراب الحیاة النفسیة کتکوینها حصیلة تآزر عوامل داخلیة جسمیة ونفسیة مع عوامل خارجیة شتى مادیة واجتماعیة (عبدالله ، 1996، ص 282).

وکما سبق وعرضنا فی التفسیر السیکولوجی للانحراف أن تفسیر التحلیل النفسی لحدوث الانحراف هو وجود تأثیر لعوامل الکبت والإحباط التی سببتها النزاعات والصراعات بین مکونات الجهاز النفسی والتى بدورها تسبب السلوک المضطرب والسلوک المنحرف.

کذلک فإن العوامل العقلیة سواء کانت موروثة أو مکتسبة قد تکون عاملا من عوامل الجناح فیرى بعض العلماء من أمثال جودرد وهیلی وبرونر أن سلوک الانحراف سببه الضعف العقلی الموروث، وأن سلوک الانحراف یکثر لدى ضعاف العقول، بل أن نسبة السلوک الانحرافی لدیهم تصل إلى ضعف نسبته لدى العادیین، کما أن هناک علاقة بین الذکاء ونوع الجریمة أو الانحراف (رمضان، 1990، ص 145)، ویرى کثیر من العلماء أن        اختلال وظائف العقل یؤدی إلى حدوث السلوک الإجرامی والانحرافی (الطرشاوی، 2002، ص 45)، کما أشار شهوان (2007، ص 94) إلى أن البنیة الشخصیة تلعب دورا کبیرا فی تقویة العزیمة والإرادة، وأن استقرار البنیة النفسیة یؤدی إلى زیادة التحمل والمقاومة النفسیة للضغوط وعدم استقرارها یؤدی إلى الاستسلام وعدم المقاومة النفسیة والخضوع للضغوط.

الدراسات السابقة:

أجرى الحامدی (1418هـ) دراسة هدفت إلى معرفة الفروق بین الجانحین وغیر الجانحین فی مستوى المسئولیة الاجتماعیة وبعض سمات الشخصیة، ومعرفة الفروق       فی مستوى المسئولیة الاجتماعیة تبعا لمتغیرات السن والمستوى التعلیمی والمستوى الاقتصادی، تکونت عینة الدراسة من (204) جانحا، ومثلهم من العادیین غیر الجانحین،       تم استخدام مقیاس المسئولیة الشخصیة الاجتماعیة للشباب السعودی من إعداد الحارثی، ومقیاس الشخصیة للشباب من إعداد جسنس تعریب هنا، أشارت نتائج الدراسة إلى وجود فروق دالة إحصائیا بین الجانحین وغیر الجانحین فی المسئولیة الاجتماعیة وأبعادها         الفرعیة لصالح غیر الجانحین، وأیضا وجدت فروق بینهما فی بعض سمات الشخصیة        (سوء التوافق الاجتماعی، إظهار العدوان) ولم توجد فروق بین الجانحین وغیر الجانحین فی سمتی (القلق الاجتماعی، الکبت)، وأثر المستوى التعلیمی لدى الجانحین على المسئولیة نحو البیئة والنظام، ولم یؤثر متغیر السن على المسئولیة الاجتماعیة لدیهم.

کما أجرى الغامدی (2000) دراسة هدفت إلى الکشف عن طبیعة تشکل هویة الأنا لدى عینة من الأحداث الجانحین وغیر الجانحین بالمنطقة الغربیة من المملکة العربیة السعودیة، تکونت عینة الدراسة من (64) جانحا من دار الملاحظة بجدة بعمر یتراوح ما بین 15-18 سنة ، (98) من غیر الجانحین من طلاب المرحلة الثانویة تتراوح أعمارهم ما بین 15-18 سنة، استخدم معهم المقیاس الموضوعی لرتب هویة الأنا لمارشا، أظهرت النتائج وجود فروق واضحة من الناحیة الوصفیة فی توزیع الجانحین وغیر الجانحین على رتب الهویة  الأیدیولوجیة والاجتماعیة وهویة الأنا الکلیة، وبالنسبة للهویة الأیدیولوجیة وجدت فروق بین الجانحین وغیر الجانحین فی الدرجات الخام لرتب تحقیق الهویة وتشتت الهویة، ولم توجد فروق بینهما فی رتبتی تعلیق وانغلاق الهویة الأیدیولوجیة، وبالنسبة للهویة الاجتماعیة وجدت فروق بین الجانحین وغیر الجانحین فی رتب تحقیق وتعلیق وتشتت الهویة ولم توجد فروق بینهما فی انغلاق الهویة، أما بالنسبة لرتب الهویة الکلیة فقد وجدت فروق دالة بین الجانحین وغیر الجانحین فی تحقیق وتعلیق وتشتت الهویة ولم توجد فروق بینهما فی انغلاق الهویة.

         وفی دراسة ویلسون وآخرین(Wilson et al.,2001)هدفت الدراسة إلى التأکد من ارتباط علاقات الأقران والعلاقات الأسریة کعوامل منبئة بالسلوک الإجرامی المستقبلی، تکونت عینة الدراسة من (137) من الذکور بأعمار ما بین 13-17 سنة من أصول عرقیة مختلفة، تم تطبیق مقیاس للتوافق واستمارة للتاریخ الاجتماعی النفسی، أشارت نتائج الدراسة إلى ارتباط علاقات الأقران والعلاقات الأسریة بالسمات الأساسیة للأحداث المنحرفین         (الشدة – الحرمان – الضبط الذاتی) التی تتنبأ بالسلوک الإجرامی.

کما أجرى الطرشاوی (2002) دراسة هدفت إلى معرفة الفروق بین الأحداث الجانحین وغیر الجانحین فی مفهوم الهویة الذاتیة والوضع الاجتماعی والاقتصادی والثقافی، بلغت عینة الدراسة (35) من الأحداث الجانحین بمتوسط عمر 16.56 سنة، (100) من الأسویاء من طلاب المدارس الثانویة بمتوسط عمر 15.75 سنة، استخدم الباحث مقیاس الهویة الذاتیة إعداد راسموس ومقیاس المستوى الاقتصادی والاجتماعی، أشارت النتائج إلى وجود فروق على مقیاس الهویة الذاتیة لصالح الأسویاء بمعنى أنهم یحققون مستوى أفضل فی الهویة الذاتیة من الأحداث الجانحین، کما أظهرت النتائج أن الأسویاء یتمتعون بمستوى اقتصادی واجتماعی أعلى من الجانحین ولم توجد فروق بینهما فی المستوى الثقافی.

        وفی دراسة لاحق (2004) هدفت إلى الکشف عن العلاقة بین الثقة بالنفس وبعض السمات المزاجیة لدى عینة من الجانحین وغیر الجانحین ومعرفة الفروق بین عینة الجانحین وغیر الجانحین فی کل من الثقة بالنفس وبعض السمات المزاجیة، تکونت عینة الدراسة من (120) جانحا من دار الملاحظة الاجتماعیة بجدة تراوحت أعمارهم ما بین 13-18 سنة، (150) من الأحداث غیر الجانحین من طلاب المرحلتین المتوسطة والثانویة بمحافظات الطائف ومکة المکرمة وجدة، تم استخدام مقیاس الثقة بالنفس من إعداد قواسمة والفرح ومقیاس السمات المزاجیة من إعداد عبده، أشارت نتائج الدراسة إلى عدم وجود علاقة ارتباطیة دالة إحصائیا بین الثقة بالنفس وبعض السمات المزاجیة لدى الجانحین بمنطقة مکة المکرمة ما عدا الطلاقة اللغویة والاستقلالیة وسمتی الإحساس والحدس، ووجدت علاقة ارتباطیة دالة بین الثقة بالنفس وبعض السمات المزاجیة لدى غیر الجانحین فیما یلی: الطلاقة اللغویة وکل من (الانبساط – الانطواء – الإحساس - الحدس – الشعور – إعطاء حکم – الإدراک)، الاستقلالیة وکل من (التفکیر – الشعور – إعطاء حکم – الإدراک)، العامل الفسیولوجی وإعطاء الحکم، العامل النفسی وکل من (الانطواء – الإحساس – الحدس – التفکیر – الشعور – إعطاء حکم – الإدراک)، کما وجدت فروق دالة بین الجانحین وغیر الجانحین فی الثقة بالنفس لصالح الطلاب غیر الجانحین وبعض السمات المزاجیة             (الانطواء – الإحساس – الحدس – إعطاء حکم – الإدراک) لصالح الجانحین،               (الانبساط –التفکیر – الشعور) لصالح غیر الجانحین، ولم یؤثر العمر ولا نوع الجنوح على الثقة بالنفس ولا السمات المزاجیة موضوع الدراسة.

       وهدفت دراسة العجمی (1426ه) إلى التعرف على أهم السمات الشخصیة ذات العلاقة بانحراف الأحداث والفروق بین الجانحین وغیر الجانحین فی سمات الشخصیة التالیة: التآلف، الذکاء، الحساسیة، الارتیاب، التخیل، الدهاء، عدم الأمان، الرادیکالیة، کفایة الذات، التنظیم الذاتی، والتوتر، والتعرف على الفروق لدى عینة الدراسة حیال علاقة سمات الشخصیة بانحراف الأحداث تعزی إلى متغیرات العمر والمستوى الدراسی والمستوى الاقتصادی وعدد أفراد الأسرة والعلاقات الأسریة، کذلک معرفة الفروق فی سمات الشخصیة لدى الجانحین تعزی إلى نوع المخالفة، تکونت عینة الدراسة من (217) من العادیین من طلاب المرحلة المتوسطة والمرحلة الثانویة، (113) من الجانحین من دار الملاحظة بالریاض، طبق علیهم مقیاس عوامل الشخصیة الستة عشر لکاتل، أشارت نتائج الدراسة إلى وجود فروق بین الجانحین وغیر الجانحین فی سمات الدهاء وعدم الأمان والرادیکالیة والتوتر لصالح الجانحین، کما وجدت فروق بینهما فی سمات الشخصیة (سمة السیطرة) تعزی إلى المستوى الدراسی لصالح غیر الجانحین، ووجدت فروق بینهما تعزی إلى المستوى الاقتصادی فی سمات الذکاء والاندفاعیة والمغامرة لصالح الجانحین، ووجدت فروق تعزی إلى عدد أفراد الأسرة فی سمات التآلف والمغامرة، ووجدت فروق بین الأحداث الجانحین فی سمات الارتیاب والدهاء.

       وفی دراسة خدیجة مقدم (2005) هدفت إلى معرفة الأبعاد الدینامیکیة لشخصیة المراهق الجانح، والعوامل الکامنة وراء جنوح الأحداث ومعرفة مدى قدرة المراهق الجانح على مواجهة المواقف الحیاتیة وتأکید الذات وبنائها بدون خوف أو قلق ودراسة وجود آلیات إسقاطیة للتخلص من صعوبات وظروف الواقع المعاش وکذلک دراسة شعور المراهق الجانح بالانتماء إلى عالم العصابة نتیجة اضطراب الهویة الاجتماعیة لدیه، تکونت عینة الدراسة من (64) جانحا من الذکور تراوحت أعمارهم ما بین 13-17 سنة وتم اختیار حالتین للدراسة الاکلینیکیة، تم استخدام اختبار الشباب الجانح لکارل جنسن أعده للعربیة عطیة هنا، والمقابلة الاکلینیکیة واختبار رسم العائلة واختبار التات، أشارت نتائج الدراسة إلى أن الأکبر فی السن لدیهم سوء توافق اجتماعی واتجاه القیم للتهور وتأخر النضج والاغتراب والانسحاب الانعزالی، کما أشارت نتائج دراسة الحالة لأسوأ حالتین وجود اضطراب حاد فی العلاقات الأسریة مع تعلق شدید بالأم وغموض فی الهویة وسوء توافق أسری اجتماعی وقوة الشعور بالذنب والتهمیش وعدم وجود المکانة بین أفراد الأسرة وهشاشة الشخصیة وسهولة الاستثارة والانقیاد، مع صعوبة فی تحمل مشاعر الفشل وعدم القدرة على تأکید الذات وضعف الثقة بالنفس، وصعوبة التمییز بین حقوقهم وحقوق الآخرین فی کسب الأشیاء، تمرد على السلطات وعدم الاستقرار المکانی والتوتر النفسی والشعور بالاغتراب، عدم نضج انفعالی واجتماعی واضطراب أسری علائقی ووجود صراع داخلی حاد من الناحیة الاجتماعیة والنفسیة وشعور بالقلق، عدوانیة موجهة نحو الذات ونحو الآخرین، ونمطیة وثبات السلوک الانحرافی، والإحساس بالعزلة وعدم الرضا عن الذات وعدم الثقة بالنفس والانسحاب وعدم الإحساس بالأمن والاستقرار النفسی.

       وهدفت دراسة حومر (2006) إلى معرفة تأثیر بعض العوامل المتصلة بالحدث مثل العمر والمستوى الدراسی على سلوک الجنوح وتأثیر بعض العوامل کالعامل الاقتصادی والمکانی والأسری، تکونت عینة الدراسة من (55) فردا من الأحداث الجانحین بمدینتی قسنطینة وعین ملة الجزائریتین تراوحت أعمارهم بین 12-18 سنة، أظهرت نتائج الدراسة أن 87% من الأحداث الجانحین عینة الدراسة کان الأب على قید الحیاة، 93% الأم على قید الحیاة، وکانت حالات الطلاق بین الوالدین تصل إلى 42%، 36% زواج الأب مرة ثانیة، 18% زواج الأم من غیر الأب، 4% من العینة یقیم مع الأب قبل دخوله مرکز الأحداث، 22% یقیم مع الأم، 56% یقیم مع والدیه، أکثر الجانحین بنسبة 42% کان عدد أفراد أسرهم من 8-10 أفراد، ثم من 7-8 أفراد بنسبة 29% من العینة، أقل نسبة 11% تکون عدد أفراد الأسرة من 2-4 أفراد، 42% منهم توجد لدیهم حالات طلاق فی الأسرة بخلاف طلاق الأب والأم، 58% لا توجد لدیهم حالات طلاق، 15% من العینة یتعاطى المخدرات بکثرة قبل دخوله مرکز الأحداث، 31% یتعاطى المخدرات أحیانا، 31% منهم یمارس الجنس بکثرة قبل دخوله مرکز الأحداث، 15% منهم یمارس الجنس أحیانا.

        وأجرى عبدالله (2006) دراسة هدفت إلى التعرف على مفهوم الذات لدى الأحداث الجانحین داخل دار التربیة وتوجیه الأحداث بطرابلس وأقرانهم من الأحداث غیر الجانحین، والتعرف على درجة التکیف النفسی لدیهم وکذلک دراسة الفروق بین الجانحین وغیر الجانحین فی مفهوم الذات والتکیف النفسی، وکذلک الفروق بینهما فی مفهوم الذات والتکیف النفسی تبعا لمتغیری الجنس والعمر، بلغت عینة الدراسة (92) فردا (46 من الجانحین، 46 من غیر الجانحین)، تم استخدام مقیاس تنسی لمفهوم الذات ومقیاس الإرشاد النفسی من إعداد محمد عماد الدین إسماعیل وسید عبدالحمید مرسی، أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق دالة بین الجانحین وغیر الجانحین فی مفهوم الذات وبأشکالها الشخصیة والأسریة فیما عدا مفهوم الذات فی صورته الاجتماعیة وکانت الفروق لصالح غیر الجانحین، وأن مستوى مفهوم الذات فی صورته الکلیة وبکافة أشکاله لم یصل لصورة مقبولة عند کل من الجانحین وغیر الجانحین، کما وجد عدم تکیف نفسی لکل من الجانحین وغیر الجانحین ووجدت فروق على مقیاس الإرشاد النفسی بین الأحداث الجانحین وغیر الجانحین لصالح غیر الجانحین مما یشیر إلى وجود أنواع من الخلل والتوترات لدى الأحداث الجانحین وعدم قدرة الحدث على التکیف مع الواقع، الأمر الذی قد یجعله یمیل إلى الجنوح.

وفی دراسة کل من کوفمان وفاروجی او کولدویبر(Cauffman, Farrugia & Coldweber, 2008) هدفت إلى دراسة السلوک اللااجتماعی والعلاقة بینه وبین العلاقات الوالدیة للأحداث الجانحین، تکونت عینة الدراسة من (355) مراهقا (184 جانحا، 171 حدثا عادیا) ، تراوحت أعمارهم ما بین 14-17 سنة، وجدت معدلات مرتفعة من السلوک اللااجتماعی لدى الأحداث الجانحین بشکل یفوق من معدلاته لدى الأحداث العادیین،       وکان یشجعهم على ذلک سوء العلاقة بین الوالدین، وکان أیضا للأم دور کبیر فی ارتفاع السلوک اللااجتماعی لدى الأحداث الجانحین حیث أنها کانت تقوم بتحریضهم على السلوک المضاد للمجتمع.

کما هدفت دراسة عبدالحکیم (2009) إلى معرفة تأثیر العلاج المعرفی السلوکی فی خفض السلوک اللاتوافقی لدى عینة من الأحداث الجانحین بلغ عددهم (50) فردا بدار التربیة تراوحت أعمارهم ما بین 12-15 سنة، تم استخدام مقیاس السلوک اللاتوافقی ودلیل  للملاحظة من إعداد الباحثة، أشارت الدراسة فی نتائجها إلى وجود حالات طلاق بین  الوالدین للجانحین تصل إلى 60%، کما أشارت النتائج إلى ارتفاع معدلات السلوک اللاتوافقی (العدوان – السلوک التمردی – السلوک الانسحابی) لدی الأحداث الجانحین عینة الدراسة فعالیة العلاج المعرفی السلوکی فی خفض السلوک اللاتوافقی لدى عینة الدراسة.

وهدفت دراسة جال (Ngale, 2009) إلى معرفة العلاقة بین التکوین الأسری وجناح الأحداث، تکونت عینة الدراسة من 120 مراهقا من باتینما بالکامیرون، أشارت نتائج الدراسة إلى أن الأحداث المنحرفین ینحدرون غالبا (شخصان من کل ثلاثة اشخاص) من أسر کبیرة العدد یزید عدد أفرادها عن سبعة أفراد ، ومن أسر ذات مستوى اقتصادی واجتماعی      فقیر، وأن التربیة الأخلاقیة للأحداث المنحرفین غالبا یکون المسؤول عنها أشخاصا آخرین غیر والدیهم.

وفی دراسة رودریجیز (Rodriguez, 2010) هدفت إلى البحث فی العلاقة بین أسالیب التفکیر غیر التوافقیة والسلوک المنحرف لدى عینة لیس علیها أحکام جنائیة، تکونت عینة الدراسة من (712) طالبا جامعیا، طبق علیهم مجموعة من مقاییس التقاریر الذاتیة لتقییم أسالیب التفکیر غیر التوافقیة وبعض البیانات الدیموغرافیة وتاریخ السلوک الانحرافی، أشارت نتائج الدراسة إلى أن أسالیب التفکیر غیر التوافقیة یمکن التنبؤ من خلالها بالسلوک الانحرافی، وقد تشابهت أسالیب التفکیر التی وجدت لدى عینة الدراسة مع تلک التی توجد لدى العینات التی وجد لها مشکلات وقضایا جنائیة.

وفی دراسة رود ورود (Rode & Rode, 2010) هدف الباحثان إلى معرفة أنماط التفکیر الإجرامی لدى المنحرفین من خلال استخدام أداة النسخة البولندیة للتفکیر الإجرامی إعداد جلیمووالتروکلستر، أظهرت نتائج التحلیل العاملی وجود نوعین من التفکیر الإجرامی لدى المنحرفین لهم درجات مرتفعة بما یسمى ما وراء عوامل أسالیب التفکیر الإجرامی، العامل الأول شمل الأسالیب الآتیة: العاطفی – الانغلاق – التوجه نحو القوة، وقد صنف هذا العامل على أنه من نوع التفکیر العدوانی، أما العامل الثانی فقد شمل الأسالیب الآتیة: الانقطاع – الخمول المعرفی – التوجه نحو القوة – التهدئة، وقد تم تعریف العامل الثانی کتفکیر سلبی.

کما هدفت دراسة طه (2010) إلى معرفة الأسباب النفسیة والاجتماعیة المؤدیة إلى جنوح الأحداث، تکونت عینة الدراسة من 20 فردا من الأحداث الجانحین، 10 أخصائیین اجتماعیین، استخدم فی الدراسة استبیان لقیاس الأسباب النفسیة والاجتماعیة المؤدیة إلى جنوح الأحداث، توصلت الدراسة إلى أن من أسباب جنوح الأحداث: انشغال الأم بالعمل عن رعایة الأطفال – فقدان أحد الوالدین – التفکک الأسری – انخفاض المستوى التعلیمی للوالدین – رفقاء السوء – عدم بذل الآباء جهدا کافیا مع أبنائهم والإشراف علیهم – أسالیب التربیة المبنیة على التعاطف والخیار الزائد –طبیعة مرحلة المراهقة وما یصاحبها من تغیرات – وفاة الأم وانشغال الأب – کثرة المشاکل بین الأب والأم – عدم التمسک بأوامر الدین ونواهیه– انخفاض المستوى الاقتصادی للأسرة – التفرقة فی معاملة الأطفال – ترکیز المراقبة على البنات وإهمال البنین – إعطاء الحریة الکاملة للحدث فی اختیار أصدقائه – الطلاق وانفصال الوالدین – عدم مناقشة الأبناء فی المشاکل التی یمرون بها – حاجة الحدث إلى الاطمئنان النفسی – ضعف الرعایة الاجتماعیة – فی المدرسة – مشاهدة الطفل للأفلام وقراءة المجلات الهابطة – قلة الأندیة والوسائل الترفیهیة – استعمال أسلوب الضرب والقسوة – حجم الأسرة الکبیر – الحی السکنی المزدحم والقلیل الخدمات.

وهدفت دراسة کوزار وآخرین (Kausar et al., 2012) البحث فی العلاقة بین سمات الشخصیة وانحراف الأحداث لدى عینة من الأحداث الجانحین وغیر الجانحین، تکونت عینة الدراسة من (240) حدثا منهم (120) من الجانحین ومثلهم من غیر الجانحین تراوحت أعمارهم ما بین 16-18 سنة، تم استخدام اختبار مینیسوتا المتعدد للشخصیة وأخذ فی الاعتبار بعض المتغیرات الدیموغرافیة کالعمر والنوع والتعلیم وحجم الأسرة، أشرت النتائج إلى حصول الأحداث المنحرفین على درجات مرتفعة على مقیاس الانحراف السیکوباتی والاکتئاب وتوهم المرض والشیزوفرینیا، وذلک بالمقارنة بغیر الجانحین.

وأجرت دعاء هاشم (2014) دراسة عن أسالیب التفکیر ونمط الشخصیة لدى فئات مختلفة من الأحداث الجانحین، تکونت عینة الدراسة من (154) من الأحداث الجانحین تراوحت أعمارهم ما بین 15-18 سنة، أستخدم فی الدراسة اختبار أسالیب التفکیر واختبار نمط الشخصیة (أ-ب-ج)، توصلت نتائج الدراسة أن بروفیل تفکیر الجانحین من مجموعة (القتل – السرقة) مسطح، وبروفیل مجموعة الجنح أحادی التفکیر فی اتجاه أسلوب التفکیر المثالی، وأن نوع الفعل للحدث یؤثر على أسلوب التفکیر الترکیبی وأسلوب التفکیر المثالی، ولا یؤثر نوع الفعل على أی أسلوب من أسالیب التفکیر الأخرى (التحلیلی–العملی– الواقعی)، کما أظهرت النتائج أن نوع الفعل للحدث لا یؤثر على نمط الشخصیة (أ-ب) بینما یؤثر على نمط الشخصیة (ج)،وأشارت نتائج الدراسة إلى عدم إمکانیة التنبؤ بنمط الشخصیة (أ-ب) من خلال أسالیب التفکیر، بینما یمکن التنبؤ بنمط الشخصیة (ج) من خلال أسالیب التفکیر.

کما هدفت دراسة کمال الدین وآخرین (Kamaluddin et al., 2015) مراجعة أربع سمات نفسیة لأفراد یحملون السلوک الإجرامی، تم تحلیل عدد من البحوث والدراسات السابقة التی تناولت السلوک العدوانی والتشتت المعرفی والشخصیة وانخفاض الضبط الذاتی، فی علاقتهم بالسلوک الإجرامی، وأوضح الباحثون أنه من المهم دراسة دور هذه السمات وفهم علاقتها بالسلوک الإجرامی مما یوفر فرصة جیدة لعامة الجمهور والباحثین تنمیة معارفهم حول أهمیة ودور التدریب والإعداد السلیم لما من شأنه أن یعوق ویحد من السلوک الإجرامی، وتوصلت الدراسة إلى أنه قد أجریت عدة دراسات باستخدام نماذج عدة لدراسة سمات الشخصیة لدى کل من الأفراد العادیین والذین لدیهم سلوک إجرامی، ومن سمات الشخصیة التی ارتبطت بشکل کبیر بالسلوک الإجرامی العدوانیة والتفانی حیث أنهما یعتبران من السمات المنبئة بالسلوک الإجرامی لدى الکبار، وأشارت بعض الدراسات إلى ارتباط العصابیة والعدوانیة والشعور کمنبئات بسلوک الجناح، کما أشارت نتائج الدراسة أنه یکثر لدى المجرمین السلوکیات المضادة للمجتمع والذهانیة والعصابیة، وإلى وجود ضبط ذاتی منخفض لدى الذین لدیهم سلوک إجرامی وسلوک منحرف، وأن السلوک العدوانی والعنف من السمات التی ترتبط بشکل أساسی ومباشر بالسلوک الإجرامی، أما بالنسبة للتشتت المعرفی فلم یوجد اجتماع کبیر على ارتباطه بالسلوک الإجرامی.

تعقیب على الدراسات السابقة:

تناولت الدراسات السابقة بعض المتغیرات لدى الأحداث الجانحین ومقارنتها فی عدد کبیر منها بالأحداث غیر الجانحین، ومن هذه المتغیرات المسئولیة الاجتماعیة والقلق الاجتماعی والکبت والعدوان وهویة الأنا والثقة بالنفس وبعض السمات المزاجیة والسمات العقلیة المعرفیة ومفهوم الذات وأسالیب التفکیر غیر التوافقی.

کما تناول عدد من الدراسات السابقة تأثیر بعض العوامل على جنوح الأحداث، ومن هذه العوامل السن والمستوى التعلیمی والاقتصادی وعدد أفراد أسرة الحدث الجانح وعلاقات الأقران والعلاقات الأسریة وطلاق الوالدین ووفاة أحدهما أو کلیهما.

وقد أشارت نتائج هذه الدراسات إلى وجود فروق فی معظم سمات الشخصیة والمتغیرات التی تناولتها الدراسات السابقة، وکانت الفروق فی أغلبها فی الاتجاه الإیجابی لصالح الأحداث غیر الجانحین، کما توصلت هذه الدراسات إلى انتشار بعض الاضطرابات النفسیة لدى الأحداث الجانحین واضطراب الهویة وعدم النضج الانفعالی ووجود أنواع من الخلل والتوتر لدیهم، وانتشار الانحراف السیکوباتی والاکتئاب وتوهم المرض، وانتشرت لدیهم أسالیب التفکیر غیر التوافقی.

کما أثرت کثیر من المتغیرات على سمات الأحداث الجانحین مثل علاقات الأقران والعلاقات الأسریة فی سمات الأحداث الجانحین، کما أثر المستوى الاقتصادی والاجتماعی ولم یؤثر العمر ولا نوع الجنحة على بعض السمات النفسیة لدى الأحداث الجانحین فی دراسة لاحق (2004)، وأثرت العلاقات الأسریة وأسالیب المعاملة الوالدیة وطلاق الوالدین وغیاب الرعایة الوالدیة وحجم الأسرة على جنوح الأحداث.

وتختلف الدراسة الحالیة عن هذه الدراسات السابقة فی أنها تبنت نموذج أسالیب التفکیر لستیرنبرج فی علاقته بالبناء النفسی لدى الأحداث الجانحین والمقارنة مع الأحداث غیر الجانحین، ودراسة تأثیر بعض المتغیرات (عدد أفراد الأسرة، الترتیب المیلادی للحدث، نوع الجنحة، وحالة الوالدین من حیث الطلاق) على کل من البناء النفسی وأسالیب التفکیر لدى الأحداث الجانحین، حیث أن معظم الدراسات السابقة اکتفت بدراسة مقارنة هذه المتغیرات بین الجانحین وغیر الجانحین دون دراسة تأثیرها على سماتهم النفسیة والعقلیة.

        ومن خلال ما تم عرضه فی الإطار النظری للدراسة الحالیة، وما تم تناوله من دراسات سابقة، یمکن صیاغة الفروض التالیة لتقوم علیها الدراسة:

فروض الدراسة:

تقوم الدراسة الحالیة على الفروض الآتیة:

  1. یوجد مستوى متوسط من البناء النفسی وأبعاده الفرعیة لدى کل من الأحداث الجانحین وغیر الجانحین بمنطقة القصیم.
  2. تختلف أنواع أسالیب التفکیر السائدة لدى کل من الأحداث الجانحین وغیر الجانحین.
  3. لا یمکن التنبؤ بالبناء النفسی للأحداث الجانحین وغیر الجانحین من خلال أسالیب التفکیر السائدة لدى کل منهما.
  4. لا توجد فروق دالة إحصائیا فی مستوى البناء النفسی لدى الأحداث الجانحین ترجع إلى عوامل : عدد أفراد الأسرة ، الترتیب المیلادی للحدث ، نوع الجنحة، وحالة الوالدین من حیث الطلاق.
  5. لا توجد فروق دالة إحصائیا فی أسالیب التفکیر السائدة لدى الأحداث الجانحین ترجع إلى عوامل : عدد أفراد الأسرة ، الترتیب المیلادی للحدث ، نوع الجنحة، وحالة الوالدین من حیث الطلاق.
  6. لا توجد فروق دالة إحصائیا فی مستوى البناء النفسی بین کل من الأحداث الجانحین وغیر الجانحین.
  7. لا توجد فروق دالة إحصائیا فی أسالیب التفکیر بین کل من الأحداث الجانحین وغیر الجانحین.

إجراءات الدراسة:

أولا: المنهج المستخدم فی الدراسة

       تم الاعتماد فی الدراسة الحالیة على المنهج الوصفی المقارن لمناسبته لأهداف الدراسة.   

ثانیا: عینة الدراسة

أ‌.       عینة الدراسة الاستطلاعیة:

     تکونت عینة الدراسة الاستطلاعیة من (50) طالبا بالمرحلة الثانویة بمدینة بریدة بمنطقة القصیم من غیر الجانحین تم اختیارهم بالطریقة العشوائیة، تراوحت أعمارهم ما بین 15-18 سنة، بمتوسط عمر 16,58 سنة، وانحراف معیاری 1,043.

ب‌.    عینة الدراسة الأساسیة:

تکونت عینة الدراسة الأساسیة من (71) طالبا بالمرحلة الثانویة بمدینة بریدة بمنطقة القصیم من غیر الجانحین تم اختیارهم بطریقة عشوائیة، تراوحت أعمارهم ما بین 15-18 سنة بمتوسط عمر 16,53 سنة وانحراف معیاری 1,048 ، کما اشتملت عینة الدراسة الأساسیة على (48) من الأحداث الجانحین بدار الملاحظة الاجتماعیة بمدینة بریدة بمنطقة القصیم، تم اختیارهم بطریقة مقصودة، وقد تراوحت أعمارهم ما بین 14-18 سنة بمتوسط عمر 16,547 سنة وانحراف معیاری 1,151 ، وفی جدول (1) وصفا تفصیلیا لبیانات عینة الدراسة الأساسیة من الأحداث الجانحین:

جدول (1): بیانات عینة الدراسة الأساسیة من الأحداث الجانحین

المتغیر

توصیف العینة فی ضوء المتغیر

العدد

النسبة

 

عدد أفراد الأسرة

صغیرة العدد (5 أفراد فأقل)

1

2,27%

متوسطة العدد (6-7 أفراد)

8

18,18%

کبیرة العدد (8 أفراد فأکثر)

35

79,55%

الإجمالی

44 (بیانات مفقودة 4)

100%

 

الترتیب المیلادی

الأول

8

19,05%

بین الأول والأخیر

22

52,38%

الأخیر

12

28,57%

الإجمالی

42 (بیانات مفقودة 6)

100%

 

نوع الجنحة وخطورتها

خطیرة

26

54,17%

مشکلات خفیفة

16

33,33%

أول مرة دخول لدار الملاحظة

6

12,5%

الإجمالی

48

100%

حالة الوالدین من حیث الانفصال

منفصلان

36

75%

غیر منفصلین

12

25%

الإجمالی

48

100%

ثالثا: الأدوات المستخدمة فی الدراسة

  1. مقیاس البناء النفسی للمراهقین (إعداد الباحثین)

مراحل إعداد المقیاس:

بعد الاطلاع على التراث السیکولوجی والعدید من الدراسات السابقة فی موضوع البناء النفسی للمراهقین، تم صیاغة عدد من العبارات البالغ عددها(60) عبارة تمثل النواة الأولى لمقیاس البناء النفسی للمراهقین، موزعة على أربعة أبعاد تمثل البناء النفسی للمراهق (الانفعالی، الجسمی، العقلی، والاجتماعی) وقد تم صیاغتها من نوع التقریر الذاتی فی ضوء مقیاس خماسی الاستجابة یتدرج من موافق بشدة إلى غیر موافق بشدة، ثم تم عرض المقیاس فی صورته الأولیة على مجموعة من المحکمین من الأساتذة المتخصصین فی علم النفس والصحة النفسیة فیما یمثل الصدق الظاهری للمقیاس أو کما یسمى بصدق المحکمین، ثم بعد ذلک تم تطبیق المقیاس على عینة بلغ عددها (50) طالبا بالمرحلة الثانویة وذلک لحساب معاملات الصدق والثبات للمقیاس، وکانت النتائج کما یلی:

-         حساب الصدق لمقیاس البناء النفسی للمراهقین:

تم حساب معاملات الصدق من خلال إیجاد معاملات الارتباط بین درجة کل عبارة والبعد الممثل لها بعد حذف درجة العبارة، وذلک لحساب صدق الاتساق الداخلی، وکانت النتائج کما یلی :

 

 

 

جدول (2): معاملات الارتباط بین درجة کل عبارة والبعد الممثل لها

بعد حذف درجة العبارة على مقیاس البناء النفسی للمراهقین

البعد الأول

(الانفعالی)

البعد الثانی(الجسمی)

البعد الثالث

(العقلی)

البعد الرابع

(الاجتماعی)

العبارة

معامل الارتباط

العبارة

معامل الارتباط

العبارة

معامل الارتباط

العبارة

معامل الارتباط

العبارة

معامل الارتباط

1

0,484**

15

0,458**

1

0,197

1

0,265

1

0,550**

2

0,075

16

0,489**

2

0,392**

2

0,434**

2

0,529**

3

0,128

17

0,483**

3

0,305*

3

0,479**

3

0,490**

4

0,463**

18

0,302*

4

0,638**

4

0,293*

4

0,541**

5

0,341*

19

0,309*

5

0,576**

5

0,331*

5

0,211

6

0,252

20

0,268

6

0,235

6

0,308*

6

0,335*

7

0,379**

 

 

7

0,055

7

0,391*

7

0,579**

8

0,177

 

 

8

0,217

8

0,105

8

0,545**

9

0,414**

 

 

9

0,381**

9

0,386**

9

0,385**

10

0,604**

 

 

10

0,059

10

0,445**

10

0,405**

11

0.451**

 

 

11

0.457**

11

0.708**

11

0.405**

12

0.433**

 

 

12

0.518**

12

0.461**

12

0.328*

13

0.502**

 

 

13

0.217

13

0.495**

13

0.436**

14

0.223

 

 

 

 

 

 

14

0.509**

   * مستوى دلالة إحصائیة 0,05 ،  ** مستوى دلالة إحصائیة 0,01

یتضح من جدول (2) وجود معاملات ارتباط دالة إحصائیا بین العبارات الممثلة لکل عامل والدرجة الکلیة للعامل ، فیما عدا العبارات (2 ، 3 ، 6 ، 8 ، 14 ، 20) فی البعد الأول (الانفعالی) والعبارات (1، 6 ، 7 ، 8 ، 10 ، 13) فی البعد الثانی (الجسمی) والعبارتین (1 ، 8) فی البعد الثالث (العقلی) والعبارة (5) فی البعد الرابع (الاجتماعی) حیث لم تکن معاملات الارتباط بینها وبین درجة الأبعاد الممثلة لها دالة إحصائیا ، لذلک تم استبعادها من عبارات المقیاس فی صورته النهائیة لیصبح عدد العبارات (45) عبارة بدلا من (60) عبارة .

-         حساب الثبات لمقیاس البناء النفسی للمراهقین:

تم حساب معاملات الثبات لمقیاس البناء النفسی للمراهقین باستخدام معامل ثبات ألفا- کرونباخ ، وکانت النتائج کما یلی :

جدول (3): معاملات الثبات لمقیاس البناء النفسی للمراهقین

الأبعاد

معامل الثبات

البعد الأول ( الانفعالی )

0.795

البعد الثانی ( الجسمی )

0.688

البعد الثالث ( العقلی )

0.763

البعد الرابع ( الاجتماعی )

0.821

الدرجة الکلیة

0.913

یتضح من جدول (3) وجود معاملات ثبات مقبولة بالنسبة لمقیاس البناء النفسی للمراهقین، وعلى ذلک یتضح أن للمقیاس مؤشرات سیکومتریة جیدة تؤکد مناسبته للتطبیق.

تصحیح مقیاس البناء النفسی للمراهقین:

یتکون المقیاس فی صورته النهائیة من (45) عبارة، وقد تم تصمیمه على أساس طریقة الاستجابة الخماسیة على العبارات (موافق بشدة – موافق – متردد – غیر موافق - غیر موافق بشدة) فی حالة العبارات الإیجابیة فی المقیاس تعطى استجابة موافق بشدة خمس درجات، واستجابة موافق أربع درجات، واستجابة متردد ثلاث درجات واستجابة غیر موافق درجتین، واستجابة غیر موافق بشدة درجة واحدة، أما فی حالة العبارات السلبیة فی المقیاس فتعکس الدرجات على الاستجابات، وعلى ذلک تصبح الدرجة الکلیة للمقیاس 225 درجة، وأقل درجة یمکن أن یحصل علیها المفحوص هی 45 درجة.

  1. قائمة أسالیب التفکیر لستیرنبرجوواجنر (تعریب: أبو هاشم، 2006)

        تقیس القائمة (13) أسلوبا للتفکیر وتتکون من (65) مفردة، بمعدل خمس مفردات لکل أسلوب من أسالیب التفکیر، وهی من نوع التقریر الذاتی فی ضوء مقیاس سباعی الاستجابة وتعطى علیها الدرجات من (1-7) ولیست للقائمة درجة کلیة، وإنما یتم التعامل مع درجة کل مقیاس فرعی أو کل أسلوب تفکیر على حدة، وقد قام أبو هاشم (2006) بتعریب المقیاس وقد تم تطبیقه على عینة بلغت (537) طالبا من طلاب جامعة الملک سعود بالمملکة العربیة السعودیة وأجرى التحلیل العاملی التوکیدی والاستکشافی للتحقق من الصدق العاملی للقائمة، کما أجرى الاتساق الداخلی لها من خلال إیجاد معاملات الارتباط بین المفردات والدرجة الکلیة للمحاور، وتم التحقق من ثبات القائمة من خلال إیجاد معامل ألفا کرونباخ وطریقة التجزئة النصفیة باستخدام معادلتی سبیرمان- براون وجتمان، وکانت النتائج جمیعها تشیر إلى خصائص سیکومتریة جیدة.

معاملات الصدق والثبات لقائمة أسالیب التفکیر فی الدراسة الحالیة:

أولا : حساب الصدق

     تم حساب معاملات الصدق من خلال إیجاد معاملات الارتباط بین درجة کل عبارة والبعد الممثل لها بعد حذف درجة العبارة، وذلک لحساب صدق الاتساق الداخلی لقائمة أسالیب التفکیر، وکانت النتائج کما یلی :

جدول (4): معاملات الارتباط بین درجة کل عبارة والبعد الممثل لها

بعد حذف درجة العبارة على مقیاس أسالیب التفکیر

أسلوب التفکیر: التشریعی

أسلوب التفکیر:

التنفیذی

أسلوب التفکیر:

 الحکمی

أسلوب التفکیر:

العالمی

أسلوب التفکیر:

 المحلی

العبارة

معامل الارتباط

العبارة

معامل الارتباط

العبارة

معامل الارتباط

العبارة

معامل الارتباط

العبارة

معامل الارتباط

1

0,801**

1

0,635**

1

0,485**

1

0,44**

1

0,73**

2

0,781**

2

0,69**

2

0,715**

2

0,693**

2

0,51**

3

0,786**

3

0,669**

3

0,633**

3

0,551**

3

0,783**

4

0,773**

4

0,757**

4

0,708**

4

0,685**

4

0,591**

5

0,314*

5

0,366**

5

0,363**

5

0,398**

5

0,385**

أسلوب التفکیر: المتحرر

أسلوب التفکیر:

 المحافظ

أسلوب التفکیر:

 الهرمی

أسلوب التفکیر:

الملکی

أسلوب التفکیر:

 الأقلی

العبارة

معامل الارتباط

العبارة

معامل الارتباط

العبارة

معامل الارتباط

العبارة

معامل الارتباط

العبارة

معامل الارتباط

1

0,701**

1

0,645**

1

0,729**

1

0,646**

1

0,617**

2

0,812**

2

0,793**

2

0,65**

2

0,688**

2

0,694**

3

0,811**

3

0,718**

3

0,616**

3

0,648**

3

0,675**

4

0,724**

4

0,515**

4

0,773**

4

0,643**

4

0,55**

5

0,315*

5

0,529**

5

0,66**

5

0,355*

5

0,394**

أسلوب التفکیر: الفوضوی

أسلوب التفکیر:

الداخلی

أسلوب التفکیر: الخارجی

* دالة عند مستوى 0,05

** دالة عند مستوى 0,01

العبارة

معامل الارتباط

العبارة

معامل الارتباط

العبارة

معامل الارتباط

1

0,672**

1

0,629**

1

0,521**

 

2

0,559**

2

0,678**

2

0,709**

3

0,521**

3

0,553**

3

0,665**

4

0,531**

4

0,551**

4

0,492**

5

0,299*

5

0,418**

5

0,656**

-     حساب الثبات لمقیاس أسالیب التفکیر:

تم حساب معاملات الثبات لمقیاس أسالیب التفکیر باستخدام معامل ثبات ألفا- کرونباخ، وکانت النتائج کما یلی :

جدول (5): معاملات الثبات لمقیاس أسالیب التفکیر

أسالیب التفکیر

معامل الثبات

أسالیب التفکیر

معامل الثبات

أسالیب التفکیر

معامل الثبات

التشریعی

0,707

المتحرر

0,665

الفوضوی

0,624

التنفیذی

0,606

المحافظ

0,633

الداخلی

0,676

الحکمی

0,611

الهرمی

0,726

الخارجی

0,771

العالمی

0,645

الملکی

0,655

 

 

المحلی

0,748

الأقلی

0,621

 

 

یتضح من جدول (5) وجود معاملات ثبات مقبولة بالنسبة لمقیاس البناء النفسی للمراهقین، وعلى ذلک یتضح أن للمقیاس مؤشرات سیکومتریة جیدة تؤکد مناسبته للتطبیق.

نتائج الدراسة ومناقشتها:

نتیجة الفرض الأول ومناقشتها:

ینص الفرض الأول للدراسة الحالیة على ما یلی: یوجد مستوى متوسط من البناء النفسی وأبعاده الفرعیة لدى کل من الأحداث الجانحین وغیر الجانحین بمنطقة القصیم.

وللتأکد من صحة هذا الفرض أو عدم صحته، تم استخدام أسلوب المتوسطات الموزونة لمعرفة مستوى البناء النفسی والأبعاد الفرعیة له لکل من الأحداث الجانحین وغیر الجانحین، وکانت النتائج کما یلی:

أولا: بالنسبة للأحداث الجانحین

جدول (6): المتوسطات الموزونة للبناء النفسی لدى الأحداث الجانحین (ن = 48)

البعد

المتوسط

الانحراف المعیاری

المتوسط الموزون

درجة المستوى

الانفعالی

46,875

9,731

3,348

متوسط

الجسدی

21,187

5,436

3,026

متوسط

العقلی

31,5

6,520

2,863

متوسط

الاجتماعی

43,479

9,13

3,344

متوسط

الدرجة الکلیة

143,041

20,202

3,178

متوسط

یتضح من جدول (6) وجود مستوى متوسط للأحداث الجانحین فی کل الأبعاد الفرعیة لمقیاس البناء النفسی وکذلک فی الدرجة الکلیة على المقیاس.

ثانیا: بالنسبة للأحداث غیر الجانحین

جدول (7): المتوسطات الموزونة للبناء النفسی لدى الأحداث غیر الجانحین (ن = 71)

البعد

المتوسط

الانحراف المعیاری

المتوسط الموزون

درجة المستوى

الانفعالی

54,197

8,425

3,871

مرتفع

الجسدی

24,591

5,871

3,026

مرتفع

العقلی

34,971

6,306

2,513

متوسط

الاجتماعی

47,69

8,288

3,668

مرتفع

الدرجة الکلیة

161,45

22,913

3,587

مرتفع

        یتضح من جدول (7) وجود مستوى مرتفع للأحداث غیر الجانحین فی الأبعاد: الانفعالی، الجسدی، والاجتماعی بینما ظهر مستوى البعد العقلی بدرجة متوسطة، أما على مستوى الدرجة الکلیة لمقیاس البناء النفسی فقد کان المستوى مرتفعا.

        وبملاحظة النتائج الموضحة فی جدولی (6)، (7) والتی تظهر وجود مستوى متوسط من البناء النفسی للأحداث الجانحین سواء على مستوى الأبعاد الفرعیة أو على مستوى الدرجة الکلیة على مقیاس البناء النفسی، حینما ظهر المستوى مرتفعا للأحداث غیر الجانحین فی معظم الأبعاد الفرعیة على مقیاس البناء النفسی وکذلک کان مرتفعا على مستوى الدرجة الکلیة على المقیاس، وهذا یتسق مع التنظیر السیکولوجی للانحراف، حیث یرى التحلیل النفسی أن الانحراف یحدث بسبب مؤامرة بین کبت عنیف وإحباط یولدان صراعا بین مکونات الجهاز النفسی (رمضان، 1995، ص 63)، وهذا ما یجعل البناء النفسی لدیهم متوسطا ولیس مرتفعا، ولا شک أن الظروف والخبرات الاجتماعیة السیئة التی یعیشها الأحداث المنحرفون تؤثر فی بنائهم النفسی، وقد ذکر جابر (1988، ص 179) أن خبرات الطفولة السیئة والظروف الاجتماعیة الحاضرة تؤدی إلى أزمة وارتباک الهویة وتمیع الدور، وهذا کله یصب فی النهایة فی مستوى البناء النفسی للأحداث الجانحین، وذکرت هورنی        أن العوامل الاجتماعیة السیئة للمنحرفین تؤثر فی مستوى القلق والعدوان والتناقض         (تفاحة، 1992، ص 74)، وقد أشار طه (2010) إلى وجود العدید من الأسباب النفسیة والاجتماعیة التی تؤدی إلى انحراف الأحداث.

      وقد أشارت نتائج العدید من البحوث والدراسات کدراسة الحامدی (1418هـ) ودراسة العجمی (1426هـ) إلى أن غیر الجانحین یفرقون فی مستوى العدید من سمات الشخصیة والسمات الانفعالیة عن الجانحین، وتوصل الغامدی (2000) إلى أن هویة الأنا أفضل عند غیر الجانحین منها لدى الجانحین وکذلک کانت الهویة الذاتیة فی دراسة الطرشاوی (2002)، والثقة بالنفس وبعض السمات المزاجیة فی دراسة لاحق (2004)، کما ظهر مفهوم الذات فی دراسة عبدالله (2006) بشکل أفضل لدى غیر الجانحین منه لدى الجانحین.

هذه المتغیرات والسمات المختلفة تؤثر بشکل أو بآخر فی مستوى البناء النفسی للفرد، وعلى ذلک فإن ما سبق توضیحه یدعم وجود مستوى من البناء النفسی بشکل عام لدى الأحداث غیر الجانحین أفضل منه لدى الأحداث الجانحین.

تتفق نتیجة الدراسة الحالیة المتعلقة بهذا الفرض مع ما توصل إلیه الحامدی (1418هـ)، والغامدی (2000)، ومع نتائج دراسة الطرشاوی (2002)، ودراسة            لاحق (2004)، والعجمی (1426هـ)، ودراسة عبدالله (2006)، ودراسة کوزار وآخرین (Kausar et al., 2012).

نتیجة الفرض الثانی ومناقشتها:

ینص الفرض الثانی للدراسة الحالیة على أنه: تختلف أنواع أسالیب التفکیر السائدة لدى کل من الأحداث الجانحین وغیر الجانحین.

ولمعرفة أنواع أسالیب التفکیر السائدة لدى کل من الأحداث الجانحین وغیر الجانحین فقد تم استخدام أسلوب المتوسطات الموزونة، وکانت النتائج کما یلی:

أولا: بالنسبة للأحداث الجانحین

جدول (8): المتوسطات الموزونة لأسالیب التفکیر وترتیبها

 لدى الأحداث الجانحین (ن = 48)

أسالیب التفکیر

المتوسط

الانحراف المعیاری

المتوسط الموزون

درجة المستوى

الترتیب

التشریعی

19,5

6,236

          3,9

متوسط

10

التنفیذی

19,645

5,479

3,929

متوسط

9

الحکمی

19,187

5,715

2,837

متوسط

11

العالمی

18,807

9,523

3,741

متوسط

13

المحلی

18,875

4,765

3,775

متوسط

12

المتحرر

21,0

5,801

4,2

متوسط

3

المحافظ

21,02

5,669

4,204

متوسط

1

الهرمی

20,312

5,219

4,062

متوسط

5

الملکی

20,77

5,717

4,154

متوسط

4

الأقلی

20,125

5,314

4,025

متوسط

6

الفوضوی

19,666

5,976

3,933

متوسط

8

الداخلی

21,0

5,123

4,2

متوسط

2

الخارجی

19,666

4,66

3,933

متوسط

7

      یتضح من جدول (8) وجود مستوى متوسط للأحداث الجانحین فی جمیع أسالیب التفکیر الثلاثة عشر، مع ملاحظة أن وصف درجة المتوسط الموزون تختلف فی مقیاس أسالیب التفکیر عن مقیاس البناء النفسی وذلک بسبب اختلاف درجات الاستجابة فی کل مقیاس، حیث أن مقیاس البناء النفسی یعتمد على نظام الاستجابة الخماسی، أما مقیاس أسالیب التفکیر فیعتمد على نظام الاستجابة السباعی، والمتوسط الموزون یعتمد فی تفسیر درجته على نظام الاستجابة للعبارات.

ویتضح من جدول (8) أن أسالیب التفکیر السائدة لدى الأحداث الجانحین هی بالترتیب من الأعلى إلى الأقل: المحافظ، الداخلی، المتحرر، الملکی، والهرمی (حیث تم اختیار الخمسة أسالیب الأولى الأعلى فی المتوسط الموزون).

ثانیا: بالنسبة للأحداث غیر الجانحین

جدول (9):المتوسطات الموزونة لأسالیب التفکیر وترتیبها لدى الأحداث

غیر الجانحین (ن = 71)

أسالیب التفکیر

المتوسط

الانحراف المعیاری

المتوسط الموزون

درجة المستوى

الترتیب

التشریعی

21,394

5,653

4,278

متوسط

4

التنفیذی

21,366

5,332

4,273

متوسط

5

الحکمی

20,535

4,866

4,107

متوسط

9

العالمی

19,253

4,618

3,85

متوسط

13

المحلی

21,507

4,765

4,301

متوسط

3

المتحرر

20,901

5,767

4,18

متوسط

7

المحافظ

20,704

5,48

4,14

متوسط

8

الهرمی

21,985

5,979

4,397

متوسط

2

الملکی

21,112

5,587

4,222

متوسط

6

الأقلی

23,14

5,484

4,628

مرتفع

1

الفوضوی

19,38

5,561

3,876

متوسط

12

الداخلی

19,563

5,301

3,912

متوسط

11

الخارجی

20,394

4,871

4,078

متوسط

10

یتضح من جدول (9) وجود مستوى متوسط للأحداث غیر الجانحین فی جمیع أسالیب التفکیر الثلاثة عشر ما عدا الأسلوب الأقلی فقد کان مستواه مرتفعا.

ویتضح أیضا من جدول (9) أن أسالیب التفکیر السائدة لدى الأحداث غیر الجانحین هی بالترتیب من الأعلى إلى الأقل: الأقلی، الهرمی، المحلی، التشریعی، والتنفیذی (حیث تم اختیار الخمسة أسالیب الأولى الأعلى فی المتوسط الموزون).

وکما أشار دیکیتشی Dikici (2014, p. 179) فی أن أسالیب التفکیر تؤثر على نمط وأسلوب حیاة الفرد، فمن الطبیعی أن تظهر جمیع مستویات التفکیر لدى الأحداث الجانحین بدرجة متوسطة ولا تظهر فیها أیة أسالیب بدرجة مرتفعة، فهم وقعوا فی الانحراف وأصبحوا جانحین ومخالفین للقانون مما استوجب إیداعهم بدور الملاحظة لإعادة تأهیلهم تربویا واجتماعیا ونفسیا لیصبحوا أفرادا صالحین لخدمة أنفسهم وذویهم ومجتمعهم، ولکن من غیر الطبیعی أن یظهر أعلى مستویات التفکیر لدیهم هو النمط المحافظ، الذی من طبیعته کما أشار بیرناردو وآخرون Bernardo et al. (2002, p. 150) وستیرنبرجSternberg (1992; 1994; 1997) تفضیل العمل فی مهام تتطلب التمسک بالقواعد والإجراءات الموجودة وعدم الخروج عن القانون وعن کل ما هو مألوف، ویمکن تفسیر ذلک فی ضوء أن الأحداث الجانحین یستشعرون وهم بداخل دور الملاحظة أنهم مراقبون وأنهم قد یکونون عرضة للعقاب فی حال خروجهم عن المألوف وعن التعلیمات والقواعد ولو حتى بإبداء الرأی، لذلک یجب الانتباه عند تفسیر درجات الجانحین المحتجزین، ومن الممکن أیضا تفسیر ذلک أنهم بتفکیرهم وعقولهم یحافظون على القانون والأنظمة والقواعد والتقالید فی حین أن سلوکهم یخالف ذلک تماما بدلیل تواجدهم فی دور الملاحظة.

ومما یؤکد ذلک أن ثانی أکبر أسالیب التفکیر وجودا لدیهم هما النمط المتحرر والنمط الداخلی الذین ظهرا بنفس النسبة، ومن طبیعة النمط المتحرر تفضیل العمل فی مهام تتطلب الحداثة والغموض (Zhang & Sternberg, 1998, p. 43)، وهذا یتناسب مع طبیعة عینة الدراسة من حیث کونهم أحداثا ومنحرفین، فهم یمیلون بالفعل إلى کل ما هو حدیث وغامض حتى ولو کانت لا تحمد عقباه، أما النمط الداخلی فمن طبیعته تفضیل العمل کوحدة مستقلة منفردة وهذا أیضا یتسق مع طبیعة السلوک الانحرافی.

وقد ظهرت مستویات أسالیب التفکیر بشکل عام لدى الأحداث غیر الجانحین أعلى مما ظهرت به لدى الأحداث الجانحین، وقد ظهر أسلوب التفکیر الأقلی أعلاها لدیهم والذی من طبیعته کما أشار بیرناردو وآخرون Bernardo et al. (2002, p. 150)تفضیل العمل فی مهام متعددة تخدم أهدافا متعددة دون تحدید أولویات، ولعل هذه النتیجة تتفق مع طبیعة المرحلة العمریة فهم لا یزالون فی طور المراهقة التی من طبیعتها وخصائصها عدم القدرة على تحدید أهداف بعنایة ودقة، ویتفق مع ذلک الأسلوب الذی ظهر کثانی أسالیب التفکیر لدى الأحداث غیر الجانحین وهو الأسلوب الهرمی الذی من طبیعته کما أشار ستیرنبرج Sternberg (1997, p. 297) أن الفرد یوزع اهتماماته على العدید من المهام دون ترکیز فی مهمة واحدة تلو الأخرى، لذلک فسمة منطقیة فی ظهور الأسلوب الهرمی کأعلى أسلوب مع الأسلوب الأقلیفی التفکیر لدى الأحداث غیر الجانحین.

تختلف نتیجة الدراسة الحالیة مع ما توصل إلیه رودریجیز (Rodriguez, 2010) الذی أشار إلى وجود أسالیب غیر توافقیة لدى الجانحین، ومع دراسة رود ورود (Rode & Rode, 2010) حیث توصلا إلى وجود أسالیب تفکیر مرتفعة لدى الأحداث الجانحین، کما تخلف نتیجة الدراسة الحالیة مع دراسة دعاء هاشم (2014) التی توصلت إلى أن أکثر أسالیب التفکیر انتشارا لدى الأحداث الجانحین هو الأسلوب المثالی.

نتیجة الفرض الثالث ومناقشتها:

  ینص الفرض الثالث للدراسة الحالیة على أنه: لا یمکن التنبؤ بالبناء النفسی للأحداث الجانحین وغیر الجانحین من خلال أسالیب التفکیر السائدة لدى کل منهما.

تم استخدام أسلوب تحلیل الانحدار المتعدد لمعرفة إمکانیة التنبؤ بالدرجة الکلیة على مقیاس البناء النفسی (متغیر تابع) من خلال أسالیب التفکیر السائدة (متغیرات مستقلة) لدى کل من الأحداث الجانحین والأحداث غیر الجانحین، وکانت النتائج کما یلی:

أولا: بالنسبة للأحداث الجانحین

جدول (10): تحلیل الانحدار المتعدد للبناء النفسی على أسالیب التفکیر السائدة

لدى الأحداث الجانحین

المتغیر

التابع

معامل الانحدار

المتغیرات المستقلة

 ( أسالیب التفکیر السائدة لدى الأحداث الجانحین )

 

الثابت

 

R

 

R2

 

F

& Sig

المحافظ

المتحرر

الداخلی

الملکی

الهرمی

البناء

النفسی

B

0,338

0,563

0,743

0,243

2,15

 

124,74

 

0,431

 

0,185

 

1,913

غیر دالة

Beta

0,095

0,162

0,189

0,069

0,555

یتضح من جدول (10) أنه لا یمکن التنبؤ بالبناء النفسی من خلال أسالیب التفکیر السائدة لدى الأحداث الجانحین.

ثانیا: بالنسبة للأحداث غیر الجانحین

جدول (11): تحلیل الانحدار المتعدد للبناء النفسی على أسالیب التفکیر السائدة

لدى الأحداث غیر الجانحین

المتغیر

التابع

معامل الانحدار

المتغیرات المستقلة

( أسالیب التفکیر السائدة لدى الأحداث غیر الجانحین )

 

الثابت

 

R

 

R2

 

F

& Sig

الأقلی

الهرمی

المحلی

التشریعی

التنفیذی

البناء

النفسی

B

0,603

0,288

0,645

0,35

0,753

 

131,34

 

0,28

 

0,078

 

1,106

غیر دالة

Beta

0,139

0,075

0,134

0,086

0,175

یتضح من جدول (11) أنه لا یمکن التنبؤ بالبناء النفسی من خلال أسالیب التفکیر السائدة لدى الأحداث غیر الجانحین.

ویمکن تفسیر النتائج التی ظهرت فی جدولی (10، 11) والتی مفادها عدم إمکانیة التنبؤ بالبناء النفسی من خلال أسالیب التفکیر لدى کل من الأحداث الجانحین وغیر الجانحین فی ضوء طبیعة مرحلة المراهقة، حیث لا یتحمل المراهق الکثیر من المسؤولیات ولا یعرف عواقب أفعاله ولا یتأثر بها کثیرا، فبناءه النفسی لا یتأثر کثیرا بأخطائه وأفعاله وطریقة تفکیره، فإذا کان هذا حال المراهق العادی، فما بالنا إذا کان جانحا وأتى بأفعال تخالف القانون والأنظمة المتعارف علیها، لذلک نجد بناءه النفسی من مختلف زوایاه وأبعاده لا یتأثر بطریقة تفکیره، فهو یخطئ ویخالف القانون ویقوده تفکیره إلى أفعال وتصرفات خاطئة لم تؤثر على بنائهم النفسی، ولعل ما یقوی ذلک ما أشار إلیه تقریر منظمة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة (Human Rights Watch, 2007, p. 191) فی أن السلوکیات الانحرافیة التی تأخذ شکلا جماعیا أکثر بکثیر من تلک التی تأخذ شکلا متفردا، فصفة الجماعیة فی السلوک الانحرافی تتسق مع أن تفکیرهم لا یؤثر بشکل کبیر على حیاتهم النفسیة، فإذا کانت هذه السلوکیات تؤثر على البناء النفسی للحدث المنحرف فلن تحدث بشکل جماعی أو على الأقل لن تزید معدلاتها الجماعیة بشکل ملحوظ عن معدلاتها المنفردة فهم یمارسون الجنوح دون تأثر نفسی یذکر حیال ذلک، وقد أشار الغامدی (2000، ص 182) إلى تزاید نسب الجنوح بشکل عالمی ویتسق أیضا مع أن تفکیرهم لا یؤثر على بنائهم النفسی بدلیل تزاید هذه النسب، وقد أشار میلتون إلى وجود علاقة بین السلوک المنحرف واللامعیاریة (جابر، 1988، ص 250)، فالمنحرفون لا یجیدون التعامل مع الأعراف والمعاییر الاجتماعیة أو الأخلاقیة التی تتطلب بدورها مستوى جید من التفکیر.

قد تقودنا هذه النتیجة التی تم التوصل لها إلى البحث عن عوامل أخرى بخلاف أسالیب التفکیر یمکن من خلالها التنبؤ بالبناء النفسی لدى الأحداث الجانحین کالعوامل الأسریة والاجتماعیة والاقتصادیة.

تتفق هذه النتیجة التی تم التوصل لها فی البحث الحالی ولو بشکل جزئی مع ما توصلت له دراسة دعاء هاشم (2014) حیث توصلت إلى أن أسالیب التفکیر لم تؤثر على نمط الشخصیة (أ، ب) لدى الأحداث المنحرفین، فی حین أثرت على نمط الشخصیة (ج) لدى الأحداث المنحرفین.

نتیجة الفرض الرابع ومناقشتها:

ینص الفرض الرابع للدراسة الحالیة على أنه: لا توجد فروق دالة إحصائیا فی مستوى البناء النفسی لدى الأحداث الجانحین ترجع إلى عوامل: عدد أفراد الأسرة ، الترتیب المیلادی للحدث ، نوع الجنحة، وحالة الوالدین من حیث الطلاق.

ولمعرفة تأثیر عدد أفراد الأسرة على البناء النفسی للأحداث الجانحین تم تقسیم أفراد عینة الدراسة الأساسیة من الأحداث الجانحین (ن = 48) إلى ثلاث فئات من حیث أعداد الأسرة، الأولى أسر صغیرة العدد وتم توصیفها بأنها الأسر التی یتکون عدد أفرادها من خمسة أفراد فأقل، وأسر متوسطة العدد یتکون عدد أفرادها من 6-7 أفراد، وأسر کبیرة العدد یتکون عدد أفرادها من ثمانیة أفراد فأکثر کما یتضح فی جدول (1)،وقد تم استبعاد الأسر الصغیرة العدد لأنها لن تکون ذات تأثیر یذکر على متغیرات الدراسة، حیث لم یمثلها فی عینة الدراسة الأساسیة من الأحداث الجانحین سوى فرد واحد فقط، لذلک تم استبعادها والاکتفاء بکل من الأسر المتوسطة العدد والکبیرة العدد لدراسة الفروق بینهما فی البناء النفسی باستخدام اختبار (ت)، وقد تم التحقق من التوزیع الاعتدالی للمجموعتین وتجانسهما وذلک للتحقق من شروط استخدام اختبار (ت)، وکانت النتائج کما یلی:

جدول (12): نتائج اختبارات التحقق من التوزیع الاعتدالی للمجموعات وتجانسها

على مقیاس البناء النفسی من حیث عدد أفراد الأسرة

 

الأسرة

اختبار شابیرو- ویلک

الدلالة

اختبار کولموجروف - سمیرنوف

الدلالة

اختبار لیفین

الدلالة

أسر متوسطة العدد

0.945

غیر دالة

0.155

غیر دالة

 

1,728

 

غیر دالة

أسر کبیرة العدد

0.975

غیر دالة

0.106

غیر دالة

یتضح من جدول (12) عدم وجود قیم دالة إحصائیا على اختبارات شابیرو– ویلک، وکولموجروف– سمیرنوف بما یفید باعتدالیة توزیع مجموعتی الجانحین من أسر متوسطة العدد وکبیرة العدد على مقیاس البناء النفسی لهما، کذلک لم تکن نتیجة اختبار لیفین دالة إحصائیا بما یفید بتجانس المجموعتین، مما یعنی إمکانیة استخدام اختبار (ت) لدراسة الفروق بین المجموعتین فی البناء النفسی لهما، وقد کانت النتائج کما یلی:

جدول (13): الفروق بین الأسر المتوسطة العدد والأسر کبیرة العدد

على الدرجة الکلیة لمقیاس البناء النفسی (ن= 43)

الأسرة

المتوسط

الانحراف المعیاری

ت

درجات الحریة

الدلالة

متوسطة العدد

149,5

14,861

1,089

41

غیر دالة

کبیرة العدد

141,85

20,584

       یتضح من جدول (13) عدم وجود فروق دالة إحصائیا بین الأسر متوسطة العدد والأسر کبیرة العدد على الدرجة الکلیة لمقیاس البناء النفسی.

أما عن تأثیر الترتیب المیلادی بین الأخوة على البناء النفسی للأحداث الجانحین، فکما یتضح من جدول (1) أنه قد تم تقسیم أفراد عینة الدراسة الأساسیة من الأحداث الجانحین (ن = 48) إلى ثلاث فئات من حیث ترتیبهم المیلادی، الأولى کانت لمن ترتیبهم الأول بین أخوته، والثانیة لمن ترتیبهم بین الأول والأخیر، والثالثة لمن کان ترتیبهم الأخیر بین الأخوة، وقد تم التحقق من التوزیع الاعتدالی للمجموعات الثلاث وتجانسها قبل أن یتم استخدام أسلوب تحلیل التباین الأحادی ANOVA لمعرفة الفروق بین المجموعات الثلاث فی البناء النفسی لهم وکانت النتائج کما یلی:

جدول (14): نتائج اختبارات التحقق من التوزیع الاعتدالی للمجموعات وتجانسها

على مقیاس البناء النفسی من حیث ترتیب الأبناء

ترتیب الأبناء

اختبار شابیرو- ویلک

الدلالة

اختبار کولموجروف - سمیرنوف

الدلالة

اختبار لیفین

الدلالة

الأول

0.902

غیر دالة

0.206

غیر دالة

 

0,481

 

 

غیر دالة

بالوسط

0.973

غیر دالة

0.105

غیر دالة

الأخیر

0.961

غیر دالة

0.146

غیر دالة

        یتضح من جدول (14) عدم وجود قیم إحصائیة دالة إحصائیا على اختبار اتشابیرو– ویلک، وکولموجروف – سمیرنوف بما یفید باعتدالیة توزیع مجموعات الجانحین من حیث ترتیب الأبناء على الدرجة الکلیة لمقیاس البناء النفسی، کذلک لم تکن نتیجة اختبار لیفین دالة إحصائیا بما یفید بتجانس المجموعات، مما یعنی بإمکانیة استخدام اختبار أسلوب تحلیل التباین الأحادی لدراسة الفروق بین المجموعات فی البناء النفسی لها، وقد کانت النتائج کما یلی:

جدول (15): الفروق بین مجموعات الأحداث الجانحین من حیث الترتیب المیلادی

على الدرجة الکلیة لمقیاس البناء النفسی (ن= 42)

مصدر التباین

مجموع المربعات

درجات الحریة

متوسط المربعات

F

الدلالة

بین المجموعات

داخل المجموعات

الإجمالی

860,403

17541,883

18402,286

2

39

41

430,202

449,792

 

0,956

 

غیر دالة

         یتضح من جدول (15) عدم وجود فروق دالة إحصائیا بین مجموعات الأحداث الجانحین من حیث الترتیب المیلادی على الدرجة الکلیة لمقیاس البناء النفسی.

وعن تأثیر نوع الجنحة وخطورتها على البناء النفسی للأحداث الجانحین، فکما یتضح من جدول (1) أنه قد تم تقسیم أفراد عینة الدراسة الأساسیة من الأحداث الجانحین (ن = 48) إلى ثلاث فئات من حیث نوع الجنحة وخطورتها، الأولى کانت للجنح الخطیرة ، والثانیة للمشکلات الخفیفة، والثالثة للذین یدخلون دار الملاحظة أول مرة، وتماما کما بالجدولین (12، 14) تم التحقق من التوزیع الاعتدالی للمجموعات الثلاث وتجانسها قبل أن یتم استخدام أسلوب تحلیل التباین الأحادی ANOVAلمعرفة الفروق بین المجموعات الثلاث فی البناء النفسی لهم وکانت النتائج کما یلی:

جدول (16): نتائج اختبارات التحقق من التوزیع الاعتدالی للمجموعات وتجانسها

على مقیاس البناء النفسی من حیث نوع الجنحة وخطورتها

نوع الجنحة وخطورتها

اختبار شابیرو- ویلک

الدلالة

اختبار کولموجروف - سمیرنوف

الدلالة

اختبار لیفین

الدلالة

مشکلات خطیرة

0.961

غیر دالة

0.114

غیر دالة

 

2,141

 

 

غیر دالة

مشکلات خفیفة

0.938

غیر دالة

0.133

غیر دالة

دخول للدار أول مرة

0.881

غیر دالة

0.264

غیر دالة

        یتضح من جدول (16) عدم وجود قیم إحصائیة دالة إحصائیا على اختبارات شابیرو– ویلک، وکولموجروف – سمیرنوف بما یفید باعتدالیة توزیع مجموعات الجانحین من حیث نوع الجنحة وخطورتها على الدرجة الکلیة لمقیاس البناء النفسی، کذلک لم تکن نتیجة اختبار لیفین دالة إحصائیا بما یفید بتجانس المجموعات، مما یعنی بإمکانیة استخدام اختبار أسلوب تحلیل التباین الأحادی لدراسة الفروق بین المجموعات فی البناء النفسی لها، وقد کانت النتائج کما یلی:

جدول (17): الفروق بین مجموعات الأحداث الجانحین من حیث نوع الجنحة وخطورتها

على الدرجة الکلیة لمقیاس البناء النفسی (ن= 48)

مصدر التباین

مجموع المربعات

درجات الحریة

متوسط المربعات

F

الدلالة

بین المجموعات

داخل المجموعات

الإجمالی

1593,992

17587,925

19181,917

2

45

47

796,996

390,843

 

2,039

 

غیر دالة

        یتضح من جدول (17) عدم وجود فروق دالة إحصائیا بین مجموعات الأحداث الجانحین من حیث نوع الجنحة وخطورتها على الدرجة الکلیة لمقیاس البناء النفسی.

       وعن انفصال الوالدین أو عدم انفصالهما على البناء النفسی للأحداث الجانحین، فکما یتضح من جدول (1) أنه قد تم تقسیم أفراد عینة الدراسة الأساسیة من الأحداث الجانحین         (ن = 48) إلى فئتین من حیث حالة الوالدین من الانفصال، الأولى کانت للوالدین المطلقین أو المنفصلین ، والثانیة للوالدین غیر المطلقین، ولدراسة الفروق بین المجموعتین فی البناء النفسی؛ تم التحقق من التوزیع الاعتدالی للمجموعتین وتجانسهما، وکانت النتائج کما یلی:

جدول (18): نتائج اختبارات التحقق من التوزیع الاعتدالی للمجموعات وتجانسها

على مقیاس البناء النفسی من حیث حالة طلاق الوالدین

حالة طلاق الوالدین

اختبار شابیرو- ویلک

الدلالة

اختبار کولموجروف–سمیرنوف

الدلالة

اختبار لیفین

الدلالة

منفصلان

0.988

غیر دالة

0.073

غیر دالة

 

0,061

غیر دالة

غیر منفصلین

0.809

0.05

0.262

0.05

         یتضح من جدول (18) أنه بالنسبة لمجموعة الأحداث الجانحین من والدین منفصلین فلم توجد قیم دالة إحصائیا على اختبارات شابیرو– ویلک، وکولموجروف– سمیرنوفبما یفید باعتدالیة التوزیع لهذه المجموعة، أما بالنسبة للمجموعة الثانیة (مجموعة الأحداث الجانحین من والدین غیر منفصلین) فقد کانت القیم الناتجة من اختبارات شابیرو– ویلک، وکولموجروف– سمیرنوف لها دلالة إحصائیة بما یفید بعدم اعتدالیة التوزیع لهذه المجموعة، لذلک فإنه سوف یتم استخدام اختبار مان ویتنی کبدیل لابارامتری لاختبار (ت) لدراسة الفروق بین مجموعتی الجانحین من والدین منفصلین (مطلقین) ووالدین غیر منفصلین على مقیاس البناء النفسی لهما، وکانت النتائج کما یلی:

جدول (19): الفروق بین مجموعتی الأحداث الجانحین من حیث حالة الوالدین من الانفصال

على الدرجة الکلیة لمقیاس البناء النفسی باستخدام اختبار مان ویتنی (ن= 48)

الوالدان

العدد

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قیمة U

قیمة Z

الدلالة

منفصلان

36

23,36

837,5

171,5

- 1,06

غیر دالة

غیر منفصلین

12

28,21

338,5

یتضح من جدول (19) عدم وجود فروق دالة إحصائیا بین مجموعتی الأحداث الجانحین من حیث حالة الوالدین من الانفصال على الدرجة الکلیة لمقیاس البناء النفسی.

یتضح من خلال النتائج التی ظهرت فی جداول (13، 15، 17، 19) تأثیر متغیرات عدد أفراد الأسرة، الترتیب المیلادی للحدث، نوع الجنحة، حالة الوالدین من الطلاق، وقد أشارت النتائج إلى عدم تأثیر هذه المتغیرات جمیعا على البناء النفسی للأحداث الجانحین.

بالنسبة لتأثیر عدد أفراد الأسرة على البناء النفسی للأحداث الجانحین، فإنه بالرجوع إلى بیانات عینة الدراسة الأساسیة بجدول (1) نجد أن الجانحین من أسر صغیرة لم یمثلوا نسبة تذکر فی عینة الدراسة الإجمالیة (2,27%)، لذلک تم استبعادها من نتائج الدراسة والاعتماد فقط على الأسر المتوسطة والأسر کبیرة العدد، حیث وصلت نسبتهما إلى 98% من عینة الدراسة الکلیة، ولم توجد فروق بینهما فی البناء النفسی للأحداث الجانحین، وذلک یرجع من وجهة نظر الباحثین إلى أن کلا من الأسرتین؛ المتوسطة والکبیرة یزداد         عدد أفرادها عن ستة أفراد حیث یقل فیها الضبط والتوجیه الأسری والرعایة الواجب  توافرها للأبناء.

کما أن أکثر عینة الدراسة الأساسیة مننوع الجنح الخطیرة، فهم اعتادوا ممارسة سلوک الجناح ودخلوا دار الملاحظة أکثر من مرة، ومثل هذه العینة لا یؤثر فی بنائها النفسی ترتیب المیلاد أو طلاق الوالدین من عدمه، کما کان أکثر عینة الدراسة الأساسیة (52,38%) من موالید ترتیب المیلاد الوسط، لیس الأول أو الأخیر، کما کان أکثرهم (75%) من والدین منفصلین، فهذه المتغیرات أثرت على أعداد الجانحین ولکنها فی الوقت نفسه لم تؤثر فی البناء النفسی لدیهم الذی ظهر بمستوى متوسط لدى الأحداث الجانحین.

        مثل هذه العوامل لا تؤثر على البناء النفسی وحدها حیث ذکر عبدالله (1996، ص 282) أن اضطراب الشخصیة لا یرجع إلى عامل واحد بل إلى عدة عوامل یتضافر بعضها مع بعض، فالحیاة النفسیة لیست من البساطة بحیث یکون اعتلالها رهنا بعامل واحد، ذلک أن اضطراب الحیاة النفسیة کتکوینها حصیلة تآزر عوامل داخلیة جسمیة ونفسیة مع عوامل خارجیة شتى مادیة واجتماعیة.

تختلف نتیجة الدراسة الحالیة مع دراسة العجمی (1436هـ) حیث أثر فیها عدد أفراد الأسرة على سمات الشخصیة لدى الجانحین، وتشابهت النسبة فی عینة دراسة حومر (2006) مع الدراسة الحالیة حیث کانت نسبة الطلاق التی تؤثر فی سلوک الجانح حوالی 42%، ونسبة 42% کان عدد أفراد أسرهم من 8-10 أفراد ، 29% عدد أفراد أسرهم من 7-8 فردا، أقل من 11% من عدد أفراد العینة تکونت أعداد أسرهم من 2-4 فردا، وتختلف نتیجة الدراسة الحالیة مع ما توصلت له دراسة خدیجة مقدم (2005) فی أن العلاقات الأسریة توثر على عدد من المتغیرات الشخصیة والنفسیة لدى الحدث الجانح، کما تختلف نتیجة الدراسة الحالیة مع دراسة کوفمان وآخرین (Cauffman et al., 2008) التی أثرت فیها العلاقة بین الوالدین على الأحداث الجانحین، کما تختلف الدراسة الحالیة مع دراسة عبدالحکیم (2009) حیث ظهر فیها نسبة الطلاق حوالی 60% فی أسر الجانحین وقد أثرت حالات الطلاق على سلوکهم اللاتوافقی، وفی دراسة جال (Ngale, 2009) وجد أن التربیة الأخلاقیة للأحداث المنحرفین تتأثر بالمسئول عن التربیة ما إذا کان هو الوالدین أو غیرهما، کما تختلف نتیجة الدراسة الحالیة مع ما توصل له کوزار وآخرون Kausar et al. (2012) فی تأثیر حجم الأسرة على سمات شخصیة الأحداث الجانحین.

نتیجة الفرض الخامس ومناقشتها:

     ینص الفرض الخامس للدراسة الحالیة على أنه: لا توجد فروق دالة إحصائیا فی أسالیب التفکیر السائدة لدى الأحداث الجانحین ترجع إلى عوامل: عدد أفراد الأسرة ، الترتیب المیلادی للحدث، نوع الجنحة، حالة الوالدین من حیث الطلاق.

ولمعرفة تأثیر عامل عدد أفراد الأسرة على أسالیب التفکیر السائدة لدى الأحداث الجانحین تم استخدام اختبار (ت) لدراسة الفروق بین مجموعتی الأسر المتوسطة والأسر الکبیرة لدى الأحداث الجانحین فی أسالیب التفکیر السائدة لدیهم وقد تم استبعاد الأسر صغیرة العدد للأسباب التی تم توضیحها من قبل، وقد تم التحقق من التوزیع الاعتدالی للمجموعتین وتجانسهما وذلک للتحقق من شروط استخدام اختبار (ت)، وکانت النتائج کما یلی:

جدول (20): نتائج اختبارات التحقق من التوزیع الاعتدالی والتجانس لمجموعتی الأسر المتوسطة والکبیرة العدد للأحداث الجانحین على أسالیب التفکیر السائدة لدیهم

أسلوب التفکیر

الأسرة

اختبار شابیرو- ویلک

الدلالة

اختبار کولموجروف - سمیرنوف

الدلالة

اختبار لیفین

الدلالة

المحافظ

أسر متوسطة العدد

0.97

غیر دالة

0.147

غیر دالة

1,032

غیر دالة

أسر کبیرة العدد

0.975

غیر دالة

0.088

غیر دالة

المتحرر

أسر متوسطة العدد

0,94

غیر دالة

0.134

غیر دالة

3,18

غیر دالة

أسر کبیرة العدد

0,989

غیر دالة

0.067

غیر دالة

الداخلی

أسر متوسطة العدد

0,931

غیر دالة

0.231

غیر دالة

0,527

غیر دالة

أسر کبیرة العدد

0,962

غیر دالة

0.177

غیر دالة

الملکی

أسر متوسطة العدد

0,878

غیر دالة

0.186

غیر دالة

0,337

غیر دالة

أسر کبیرة العدد

0,95

غیر دالة

0.107

غیر دالة

الهرمی

أسر متوسطة العدد

0,966

غیر دالة

0.172

غیر دالة

3,091

غیر دالة

أسر کبیرة العدد

0,977

غیر دالة

0.09

غیر دالة

       یتضح من جدول (20) عدم وجود قیم دالة إحصائیا على اختبارات شابیرو– ویلک، وکولموجروف– سمیرنوف بما یفید باعتدالیة توزیع مجموعتی الجانحین من أسر متوسطة العدد وکبیرة العدد على أسالیب التفکیر السائدة لهما، کذلک لم تکن نتیجة اختبار لیفین دالة إحصائیا بما یفید بتجانس المجموعتین فی جمیع أسالیب التفکیر السائدة، مما یعنی إمکانیة استخدام اختبار (ت) لدراسة الفروق بین المجموعتین فی أسالیب التفکیر السائدة لهما، وقد کانت النتائج کما یلی:

جدول (21): الفروق بین مجموعتی الأسر المتوسطة والأسر الکبیرة العدد

لدى الأحداث الجانحین فی أسالیب التفکیر السائدة لدیهم

أسلوب التفکیر

الأسرة

المتوسط

الانحراف المعیاری

ت

درجات الحریة

الدلالة

المحافظ

متوسطة العدد

19,5

4,69

-0,859

41

غیر دالة

کبیرة العدد

21,457

6,021

المتحرر

متوسطة العدد

18,0

3,38

-1,701

41

غیر دالة

کبیرة العدد

21,828

6,118

الداخلی

متوسطة العدد

19,875

4,189

-0,865

41

غیر دالة

کبیرة العدد

21,6

5,253

الملکی

متوسطة العدد

21,125

5,718

0,068

41

غیر دالة

کبیرة العدد

20,9714

5,823

الهرمی

متوسطة العدد

20,625

3,159

-0,002

41

غیر دالة

کبیرة العدد

20,629

5,678

یتضح من جدول (21) عدم وجود فروق دالة إحصائیا بین متوسطی مجموعة      الأسر متوسطة العدد والأسر کبیرة العدد لدى الأحداث الجانحین فی کل أسالیب التفکیر السائدة لدیهم.

ولمعرفة تأثیر عامل الترتیب المیلادی على أسالیب التفکیر السائدة لدى الأحداث الجانحین، تم التحقق أولا من التوزیع الاعتدالی للمجموعات وتجانسها وذلک للتحقق من شروط استخدام تحلیل التباین، وکانت النتائج کما یلی:

جدول (22): نتائج اختبارات التحقق من التوزیع الاعتدالی والتجانس لمجموعات الأحداث الجانحین من حیث ترتیب المیلاد على أسالیب التفکیر السائدة لدیهم

أسلوب التفکیر

الترتیب

اختبار شابیرو- ویلک

الدلالة

اختبار کولموجروف - سمیرنوف

الدلالة

اختبار لیفین

الدلالة

المحافظ

الأول

0.926

غیر دالة

0.23

غیر دالة

0,022

غیر دالة

بالوسط

0.968

غیر دالة

0.108

غیر دالة

الأخیر

0,957

غیر دالة

0,115

غیر دالة

المتحرر

الأول

0,979

غیر دالة

0.159

غیر دالة

0,315

غیر دالة

بالوسط

0,972

غیر دالة

0.13

غیر دالة

الأخیر

0,94

غیر دالة

0,169

غیر دالة

الداخلی

الأول

0,934

غیر دالة

0.242

غیر دالة

0,084

غیر دالة

بالوسط

0,966

غیر دالة

0.128

غیر دالة

الأخیر

0,947

غیر دالة

0,143

غیر دالة

الملکی

الأول

0,951

غیر دالة

0.147

غیر دالة

0,056

غیر دالة

بالوسط

0,967

غیر دالة

0.091

غیر دالة

الأخیر

0,927

غیر دالة

0,135

غیر دالة

الهرمی

الأول

0,876

غیر دالة

0.213

غیر دالة

0,577

غیر دالة

بالوسط

0,976

غیر دالة

0.12

غیر دالة

الأخیر

0,965

غیر دالة

0,184

غیر دالة

          یتضح من جدول (22) عدم وجود قیم دالة إحصائیا على اختبارات شابیرو– ویلک، وکولموجروف – سمیرنوف بما یفید باعتدالیة توزیع مجموعات الجانحین بالنسبة للترتیب المیلادی على أسالیب التفکیر السائدة لهم، کذلک لم تکن نتیجة اختبار لیفین دالة إحصائیا بما یفید بتجانس المجموعات فی جمیع أسالیب التفکیر السائدة، مما یعنی إمکانیة استخدام أسلوب تحلیل التباین لمعرفة تأثیر عامل الترتیب المیلادی على أسالیب التفکیر السائدة لدى الأحداث الجانحین ، والنتائج موضحة فی جدول (23) کما یلی:

جدول (23): الفروق بین مجموعات الأحداث الجانحین من حیث الترتیب المیلادی

على أسالیب التفکیر السائدة لدیهم (ن= 42)

أسالیب التفکیر السائدة

مصدر التباین

مجموع المربعات

درجات الحریة

متوسط المربعات

F

الدلالة

المحافظ

بین المجموعات

داخل المجموعات

الإجمالی

33,117

1428,716

1461,833

2

39

41

16,559

36,634

0,452

غیر دالة

المتحرر

بین المجموعات

داخل المجموعات

الإجمالی

59,53

1241,042

1300,571

2

39

41

29,765

31,822

0,935

غیر دالة

الداخلی

بین المجموعات

داخل المجموعات

الإجمالی

11,594

1086,883

1098,476

2

39

41

5,797

27,869

0,208

غیر دالة

الملکی

بین المجموعات

داخل المجموعات

الإجمالی

14,39

1381,443

1395,833

2

39

41

7,195

35,422

0,203

غیر دالة

الهرمی

بین المجموعات

داخل المجموعات

الإجمالی

29,981

1123,091

1153,071

2

39

41

14,99

28,797

0,521

غیر دالة

یتضح من جدول (23) عدم وجود فروق دالة إحصائیا بین مجموعات الأحداث الجانحین من حیث الترتیب المیلادی فی جمیع أسالیب التفکیر السائدة لدیهم.

ولمعرفة تأثیر نوع الجنحة وخطورتها على أسالیب التفکیر السائدة لدى الأحداث الجانحین، تم استخدام أسلوب تحلیل التباین، وقبل ذلک تم التأکد من اعتدالیة التوزیع والتجانس لمجموعات الجانحین من حیث نوع الجنحة وخطورتها على أسالیب التفکیر السائدة، والنتائج کما یلی:

جدول (24): نتائج اختبارات التحقق من التوزیع الاعتدالی والتجانس لمجموعات الأحداث الجانحین من حیث نوع الجنحة وخطورتها على أسالیب التفکیر السائدة لدیهم

أسلوب التفکیر

نوع الجنحة

اختبار شابیرو- ویلک

الدلالة

اختبار کولموجروف - سمیرنوف

الدلالة

اختبار لیفین

الدلالة

المحافظ

خطیرة

0.95

غیر دالة

0.179

غیر دالة

0,896

غیر دالة

خفیفة

0.902

غیر دالة

0.141

غیر دالة

أول مرة

0,987

غیر دالة

0,134

غیر دالة

المتحرر

خطیرة

0,97

غیر دالة

0.132

غیر دالة

0,793

غیر دالة

خفیفة

0,971

غیر دالة

0.14

غیر دالة

أول مرة

0,948

غیر دالة

0,253

غیر دالة

الداخلی

خطیرة

0,967

غیر دالة

0.126

غیر دالة

0,826

غیر دالة

خفیفة

0,95

غیر دالة

0.165

غیر دالة

أول مرة

0,932

غیر دالة

0,233

غیر دالة

الملکی

خطیرة

0,958

غیر دالة

0.106

غیر دالة

0,243

غیر دالة

خفیفة

0,898

غیر دالة

0.171

غیر دالة

أول مرة

0,982

غیر دالة

0,179

غیر دالة

الهرمی

خطیرة

0,966

غیر دالة

0.112

غیر دالة

0,216

غیر دالة

خفیفة

0,971

غیر دالة

0.16

غیر دالة

أول مرة

0,916

غیر دالة

0,245

غیر دالة

        یتضح من جدول (24) عدم وجود قیم دالة إحصائیا على اختبارات شابیرو– ویلک، وکولموجروف – سمیرنوف بما یفید باعتدالیة توزیع مجموعات الجانحین بالنسبة لنوع الجنحة وخطورتها على أسالیب التفکیر السائدة لهم، کذلک لم تکن نتیجة اختبار لیفین دالة إحصائیا بما یفید بتجانس المجموعات فی جمیع أسالیب التفکیر السائدة، مما یعنی إمکانیة استخدام أسلوب تحلیل التباین لمعرفة تأثیر عامل نوع الجنحة وخطورتها على أسالیب التفکیر السائدة لدى الأحداث الجانحین، والنتائج موضحة فی جدول (25) کما یلی:

جدول (25): الفروق بین مجموعات الأحداث الجانحین من حیث نوع الجنحة وخطورتها

على أسالیب التفکیر السائدة لدیهم (ن= 48)

أسالیب التفکیر السائدة

مصدر التباین

مجموع المربعات

درجات الحریة

متوسط المربعات

F

الدلالة

المحافظ

بین المجموعات

داخل المجموعات

الإجمالی

40,325

1470,654

1510,979

2

45

47

20,163

32,681

0,617

غیر دالة

المتحرر

بین المجموعات

داخل المجموعات

الإجمالی

106,691

1475,309

1582,00

2

45

47

53,345

32,785

1,627

غیر دالة

الداخلی

بین المجموعات

داخل المجموعات

الإجمالی

141,678

1093,322

1234,0

2

45

47

70,839

24,274

2,918

غیر دالة

الملکی

بین المجموعات

داخل المجموعات

الإجمالی

209,107

1327,372

1536,479

2

45

47

104,554

29,497

3,545

0,05

الهرمی

بین المجموعات

داخل المجموعات

الإجمالی

309,26

971,053

1280,313

2

45

47

154,63

21,579

7,166

0.01

     یتضح من جدول (25) أن قیمة F لم تکن دالة إحصائیا إلا فی حالة أسلوبی التفکیر الملکی والهرمی، لذلک تم إجراء اختبار توکی للمقارنات البعدیة على هذین الأسلوبین لمعرفة دلالة الفروق بین المجموعات من حیث نوع الجنحة، وکانت النتائج کما یلی:

جدول (26): نتائج اختبار توکی للمقارنات البعدیة على أسلوبی التفکیر الملکی والهرمی

لدراسة الفروق بین مجموعات الأحداث الجانحین من حیث نوع الجنحة وخطورتها

أسلوب التفکیر

أنواع الجنح

الفروق بین المتوسطات

الدلالة

 

 

الملکی

الأکثر خطورة

مشکلات خفیفة

-2,057

غیر دالة

أول مرة دخول

4,858

غیر دالة

مشکلات خفیفة

الأکثر خطورة

2,057

غیر دالة

أول مرة دخول

6,619

0,05

أول مرة دخول

الأکثر خطورة

-4,858

غیر دالة

مشکلات خفیفة

-6,619

0,05

 

 

الهرمی

الأکثر خطورة

مشکلات خفیفة

-3,418

غیر دالة

أول مرة دخول

4,769

غیر دالة

مشکلات خفیفة

الأکثر خطورة

3,418

غیر دالة

أول مرة دخول

8,187

0.01

أول مرة دخول

الأکثر خطورة

-4,769

غیر دالة

مشکلات خفیفة

-8,187

0,01

       کما یتضح من جدول (26) أن الفروق بین مجموعات الأحداث الجانحین من حیث نوع الجنحة وخطورتها کانت دالة إحصائیا بالنسبة لأسلوب التفکیر الملکی وأسلوب التفکیر الهرمی بین مجموعتی (مشکلات خفیفة)، (أول مرة دخول لدار الملاحظ) لصالح مجموعة المشکلات الخفیفة.

       وقد تم حساب حجم التأثیر لمعرفة مقدار تأثیر متغیر نوع الجنحة وخطورتها على أسلوبی التفکیر الملکی والهرمی وکانت النتائج کما یلی:

جدول (27): حجم تأثیر متغیر نوع الجنحة وخطورتها على

 أسلوبی التفکیر الملکی والهرمی

أسلوب التفکیر

معامل حجم التأثیر

قوة التأثیر

الملکی

13,609

متوسط

الهرمی

24,155

کبیر

یظهر من جدول (27) أن حجم تأثیر متغیر نوع الجنحة وخطورتها على أسلوب التفکیر الملکی کان متوسطا، بینما کان حجم التأثیر کبیرا فی حالة أسلوب التفکیر الهرمی، وقد ذکر أبو حطب وصادق (1991) أن التأثیر الذی یفسر 1% من التباین الکلی یدل على تأثیر ضعیف، والتأثیر الذی یفسر حوالی 6% من التباین الکلی یدل على تأثیر متوسط، والتأثیر الذی یفسر 15% فأکثر من التباین الکلی یعد تأثیرا کبیرا.

ولمعرفة تأثیر عامل حالة الوالدین من حیث الانفصال أو الطلاق على أسالیب التفکیر السائدة لدى الأحداث الجانحین تم استخدام اختبار (ت) لدراسة الفروق بین متوسطی مجموعتی الأحداث الجانحین لوالدین منفصلین ولوالدین غیر منفصلین فی أسالیب التفکیر السائدة، وقد تم التحقق من التوزیع الاعتدالی للمجموعتین وتجانسهما وذلک للتحقق من شروط استخدام اختبار (ت)، وکانت النتائج کما یلی:

جدول (28): نتائج اختبارات التحقق من التوزیع الاعتدالی والتجانس لمجموعتی الأحداث الجانحین من حیث حالة انفصال الوالدین على أسالیب التفکیر السائدة لدیهم

أسلوب التفکیر

الوالدان

اختبار شابیرو- ویلک

الدلالة

اختبار کولموجروف - سمیرنوف

الدلالة

اختبار لیفین

الدلالة

المحافظ

منفصلان

0.926

غیر دالة

0.197

غیر دالة

0,037

غیر دالة

غیر منفصلین

0.973

غیر دالة

0.1

غیر دالة

المتحرر

منفصلان

0,985

غیر دالة

0.091

غیر دالة

1,804

غیر دالة

غیر منفصلین

0,954

غیر دالة

0.076

غیر دالة

الداخلی

منفصلان

0,947

غیر دالة

0.116

غیر دالة

2,422

غیر دالة

غیر منفصلین

0,979

غیر دالة

0.107

غیر دالة

الملکی

منفصلان

0,831

0,05

0.191

غیر دالة

0,597

غیر دالة

غیر منفصلین

0,967

غیر دالة

0.081

غیر دالة

الهرمی

منفصلان

0,928

غیر دالة

0.188

غیر دالة

0,937

غیر دالة

غیر منفصلین

0,964

غیر دالة

0.112

غیر دالة

        یتضح من جدول (28) عدم وجود قیم دالة إحصائیا على اختبارات شابیرو– ویلک، وکولموجروف– سمیرنوف بما یفید باعتدالیة توزیع مجموعتی الجانحین من والدین منفصلین ووالدین غیر منفصلین على أسالیب التفکیر السائدة لهما، ونلاحظ فی مجموعتی الأحداث الجانحین لوالدین منفصلین ووالدین غیر منفصلین فی أسلوب التفکیر الملکی ظهور قیمة اختبار شابیرو- ویلک دالة إحصائیا عند مستوى 0,05 بینما ظهرت قیمة اختبار کولموجروف– سمیرنوف غیر دالة إحصائیا، ویمکن فی هذه الحالة الاعتماد على أحد القیمتین کدلیل على اعتدالیة التوزیع، کذلک لم تکن نتیجة اختبار لیفین دالة إحصائیا للمجموعتین فی کل أسالیب التفکیر السائدة لهما بما یدل على تجانس جمیع المجموعات، مما یعنی إمکانیة استخدام اختبار (ت) لدراسة الفروق بین المجموعتین فی أسالیب التفکیر السائدة لهما، وکانت النتائج کما یلی:

جدول (29): الفروق بین متوسطی مجموعتی الأحداث الجانحین لوالدین منفصلین ولوالدین غیر منفصلین فی أسالیب التفکیر السائدة لدیهم (ن=48)

أسلوب التفکیر

حالة الوالدین

المتوسط

الانحراف المعیاری

ت

درجات الحریة

الدلالة

المحافظ

منفصلان

21,083

5,541

0,131

46

غیر دالة

غیر منفصلین

20,833

6,293

المتحرر

منفصلان

20,638

5,172

-0,743

46

غیر دالة

غیر منفصلین

22,083

7,549

الداخلی

منفصلان

20,583

4,6

-0,975

46

غیر دالة

غیر منفصلین

22,250

6,574

الملکی

منفصلان

20,5

5,369

-0,564

46

غیر دالة

غیر منفصلین

21,583

6,855

الهرمی

منفصلان

19,75

4,656

-1,303

46

غیر دالة

غیر منفصلین

22,0

6,578

یتضح من جدول(29) عدم وجود فروق دالة إحصائیا بین متوسطی مجموعة الأحداث الجانحین لوالدین منفصلین ولوالدین غیر منفصلین فی کل أسالیب التفکیر السائدة لدیهم.

بالنسبة لتأثیر عوامل عدد أفراد الأسرة والترتیب المیلادی للحدث ونوع الجنحة وحالة الوالدین من الطلاق، على أسالیب التفکیر السائدة لدى الأحداث الجانحین، فیما یخص تأثیر عدد أفراد الأسرة فکما ذکرنا من قیل أنه تم استبعاد الأسر صغیرة التکوین لضعف تمثیلها  فی عینة الدراسة الأساسیة من الأحداث الجانحین، حیث أنه لم یمثلها سوى شخصا واحدا  فقط بنسبة 2,27% من الأحداث الجانحین، ولم توجد فروق دالة إحصائیا بین الأسر متوسطة العدد والأسر کبیرة العدد فی جمیع أسالیب التفکیر السائدة، کذلک لم یؤثر الترتیب المیلادی للأحداث الجانحین بین أخوتهم على أسالیب التفکیر السائدة لدیهم، أما بالنسبة لتأثیر نوع الجنحة وخطورتها على أسالیب التفکیر فیظهر من جدول (26) تأثیر هذا المتغیر على أسالیب التفکیر الملکی والهرمی، وکانت الفروق لصالح المشکلات الخفیفة فیما یخص الأسلوب  الملکی فی التفکیر، فهی کانت الأعلى فی ذلک الأسلوب بحجم تأثیر متوسط، أیضا کانت الفروق لصالح نفس المجموعة فی التفکیر الهرمی، فهی أیضا الأعلى فی ذلک الأسلوب وبحجم تأثیر کبیر.

ولم یؤثر متغیر حالة الوالدین من الطلاق على أسالیب التفکیر لدى الجانحین من عینة الدراسة.

ظهور مجموعة الأحداث الجانحین من فئة المشکلات الخفیفة کفئة صاحبة أعلى مستوى فی أسالیب التفکیر الملکی والهرمی یتفق مع ما جاء به دیکیتشی(Dikici, 2014, p. 179) فی أن أسالیب التفکیر تؤثر على نمط وأسلوب حیاة الفرد، فأصحاب المشکلات الخفیفة لم یتورطوا بعد فی مشکلات الجناح بشکل کبیر وسلوکیاتهم الجانحة لیست بالخطورة مثل مجموعة الجانحین من نوع المشکلات الخطرة حیث لم تظهر لدیهم أسالیب التفکیر کما ظهرت لدى المجموعتین الأخرتین، وعلى الرغم من ذلک فإن ظهور هذین الأسلوبین من أسالیب التفکیر، الملکی والهرمی؛ لدى مجموعة المشکلات الخفیفة بشکل فارق عن المجموعتین الأخرتین یدل على التناقض فی تفکیرهم وهذا ما یوقعهم فی السلوکیات المخالفة للقانون والعادات والتقالید والأعراف الاجتماعیة، فالأسلوب الملکی یتناقض فی صفاته مع الأسلوب الهرمی، ویمکن الرجوع فی ذلک إلى ما ذکره ستیرنبرجوزهانج(Sternberg, 1997; Zhang & Sternberg, 1998).

وفیما یتعلق بعدم تأثیر عدد أفراد الأسرة والترتیب المیلادی وطلاق الوالدین على أسالیب التفکیر السائدة لدى الأحداث الجانحین فهذا یتفق مع التفسیر الوراثی أو تفسیر نظریة التکوین الطبیعی لجنوح الأحداث التی تقلل من تأثیر العوامل البیئیة والاجتماعیة علیهم (عبدالمجید، 1985، ص 134)، ولکن ذکر حومر (2006، ص 28) أن الظروف الاجتماعیة التی یعیشها الحدث سواء کانت داخل الأسرة أو خارجها تؤثر فی جنوحه سواء بطریقة مباشرة أو غیر مباشرة، وأن الجانح یتأثر بأقرانه فی اکتسابه للسلوک الإجرامی، وهذا ما أشار إلیه أیضا رمضان (1995، ص 76)، کما ذکر العیسوی (1992، ص 76) أن الجزء الأکبر من عملیة تعلم الحدث للسلوک الجانح یعتمد على عوامل اجتماعیة فی المقام الأول، وبالتأکید فإن تعلم السلوک الجانح واکتسابه یعتمد فی جزء کبیر منه على أسالیب تفکیر الفرد، وأشار رمضان (1990، ص 145) إلى وجود علاقة بین القدرات العقلیة ونوع الجریمة أو الانحراف.

وتتسق نتیجة الدراسة الحالیة مع ما أشارت إلیه هورنی؛ فی أن العوامل الاجتماعیة للحدث الجانح تؤدی به إلى التناقض الذی هو من أهم عوامل انحراف الأحداث (تفاحة، 1992، ص 74)، وهذا ما أشارت إلیه نتائج الدراسة الحالیة وهو ظهور التناقض فی التفکیر لدى الأحداث الجانحین عینة الدراسة.

وتتفق نتیجة الدراسة الحالیة مع ما توصل إلیه رودریجیز(Rodriguez, 2010) فی ارتباط أنماط التفکیر بالقضایا الجنائیة، وتختلف مع ما توصل إلیه طه فی دراسته (طه، 2010) حیث توصل إلى أن العوامل الأسریة کالتفکک الأسری والطلاق وحجم الأسرة وعوامل أخرى بیئیة واقتصادیة واجتماعیة، تؤثر على أسالیب التفکیر لدى الأحداث الجانحین.

نتیجة الفرض السادس ومناقشتها:

       ینص الفرض السادس على أنه: لا توجد فروق دالة إحصائیا فی مستوى البناء النفسی بین کل من الأحداث الجانحین وغیر الجانحین.

      وللتحقق من صحة هذا الفرض أو عدم صحته تم استخدام اختبار (ت) لدراسة الفروق بین متوسطی الأحداث الجانحین وغیر الجانحین على الدرجة الکلیة لمقیاس البناء النفسی، وکانت النتائج کما یلی:

جدول (30): الفروق بین متوسطی الأحداث الجانحین وغیر الجانحین

 على مقیاس البناء النفسی

المقیاس

المجموعة

المتوسط

الانحراف المعیاری

ت

الدلالة

البناء النفسی

الأحداث الجانحین

143,041

20,202

-4,506

0,01

الأحداث غیر الجانحین

161,45

22,913

       یتضح من جدول (30) وجود فروق دالة إحصائیا بین متوسطی الأحداث الجانحین وغیر الجانحین على الدرجة الکلیة لمقیاس البناء النفسی، وقد تم حساب حجم التأثیر لمعرفة درجة تأثیر عامل الجنوح على البناء النفسی للأحداث، وکانت النتائج کما یلی:

جدول (31): حجم تأثیر متغیر الجنوح على البناء النفسی للأحداث

المتغیر

معامل حجم التأثیر

قوة التأثیر

البناء النفسی

14,787

متوسط

یتضح من جدول(31) وجود حجم تأثیر متوسط لمتغیر الجنوح على البناء النفسی للأحداث.

ومن خلال جدولی (30، 31) یتضح وجود فروق بین الأحداث الجانحین وغیر الجانحین فی الدرجة الکلیة على مقیاس البناء النفسی لصالح الأحداث غیر الجانحین وبحجم تأثیر متوسط لمتغیر الجنوح على مستوى البناء النفسی لعینة الدراسة الأساسیة، فغیر الجانحین أعلى من الجانحین فی مستوى البناء النفسی.

وقد ذکر حومر (2006، ص 29) أن بعض سلوکیات الجنوح ما هی إلا تصرفات تجسد حالة من الإحباط والألم الانفعالی وحالة من الصراع الداخلی للأنا، کما ترى نظریة التحلیل النفسی أن اللاشعور یتولد لدى الفرد بسبب ما یمر به من خبرات ونجاح وفشل، وأن الانحراف یحدث بسبب مؤامرة بین کبت عنیف وإحباط یولدان صراعا بین مکونات الجهاز النفسی (رمضان، 1995، ص 63) وقد أشار شهوان (2007، ص 94) إلى أن البیئة الشخصیة تلعب دورا فی تقویة العزیمة والإرادة واستقرار البنیة النفسیة یؤدی على زیادة التحمل والمقاومة النفسیة للضغوط وعدم استقرارها یؤدی إلى الاستسلام وعدم المقاومة النفسیة والخضوع للضغوط، ذلک یفسر سبب تفوق غیر الجانحین على الجانحین فی البناء النفسی بشکل عام.

تتفق نتیجة الدراسة الحالیة مع ما توصل إلیه الحامدی (1418هـ) فی وجود فروق دالة إحصائیا بین الجانحین وغیر الجانحین لصالح غیر الجانحین فی المسئولیة الاجتماعیة والشخصیة وبعض المتغیرات النفسیة الأخرى، وتتفق کذلک مع ما توصل إلیه الغامدی (2000) فی وجود فروق دالة إحصائیا لصالح غیر الجانحین فی عدد من رتب هویة الأنا، ومع ما توصل إلیه الطرشاوی (2002) فی وجود فروق بین الجانحین وغیر الجانحین لصالح غیر الجانحین فی الهویة الذاتیة والمستوى الاجتماعی والاقتصادی والثقافی، وتتفق نتیجة الدراسة الحالیة أیضا مع نتائج دراسة لاحق (2004) حیث توصل فی دراسته إلى وجود فروق بین الجانحین وغیر الجانحین لصالح غیر الجانحین فی الثقة بالنفس وبعض السمات المزاجیة، کما توصل العجمی (1426هـ) إلى وجود فروق دالة إحصائیا بین الجانحین وغیر الجانحین لصالح غیر الجانحین فی بعض سمات الشخصیة، فی حین لم توجد فروق دالة إحصائیا بین الأحداث الجانحین وغیر الجانحین فی دراسة عبدالله (2006) فی مفهوم الذات بأشکالها الشخصیة والأسریة، فیما عدا مفهوم الذات فی صورته الاجتماعیة، ولم توجد فروق بینهما فی التکیف النفسی فی حین وجدت فروق لصالح غیر الجانحین فی بعض السمات النفسیة الأخرى، وتتفق نتیجة الدراسة الحالیة مع نتائج دراسة کوفمان وآخرین (Cauffman et al., 2008) حیث وجدت معدلات مرتفعة فی السلوک اللااجتماعی لدى الجانحین عن غیر الجانحین، واتفقت مع دراسة کوزان وآخرین (Causan et al., 2008) حیث ارتفع معدل الانحراف السیکوباتی والاکتئاب وتوهم المرض والشیزوفرینیا لدى الجانحین عن غیر الجانحین.

نتیجة الفرض السابع ومناقشتها:

      ینص الفرض السابع على أنه: لا توجد فروق دالة إحصائیا فی أسالیب التفکیر بین کل من الأحداث الجانحین وغیر الجانحین.

      وللتحقق من صحة هذا الفرض أو عدم صحته تم استخدام اختبار (ت) لدراسة الفروق بین متوسطات الأحداث الجانحین وغیر الجانحین فی أسالیب التفکیر الثلاثة عشر، وکانت النتائج کما یلی:

جدول (32): الفروق بین متوسطی الأحداث الجانحین وغیر الجانحین فی أسالیب التفکیر

أسالیب التفکیر

المجموعة

المتوسط

الانحراف المعیاری

ت

الدلالة

التشریعی

الأحداث الجانحین

19,5

6,236

-1,72

غیر دالة

الأحداث غیر الجانحین

21,394

5,653

التنفیذی

الأحداث الجانحین

19,645

5,479

-1,707

غیر دالة

الأحداث غیر الجانحین

21,366

5,332

الحکمی

الأحداث الجانحین

19,187

5,715

-1,381

غیر دالة

الأحداث غیر الجانحین

20,535

4,866

العالمی

الأحداث الجانحین

18,708

5,523

-0,583

غیر دالة

الأحداث غیر الجانحین

19,253

4,618

المحلی

الأحداث الجانحین

18,875

4,765

-2,956

0,01

الأحداث غیر الجانحین

21,507

4,765

المتحرر

الأحداث الجانحین

21,0

5,801

0,091

غیر دالة

الأحداث غیر الجانحین

20,901

5,767

المحافظ

الأحداث الجانحین

21,02

5,669

0,305

غیر دالة

الأحداث غیر الجانحین

20,901

5,48

الهرمی

الأحداث الجانحین

20,312

5,219

-1,575

غیر دالة

الأحداث غیر الجانحین

21,985

5,979

الملکی

الأحداث الجانحین

20,77

5,717

-0,324

غیر دالة

الأحداث غیر الجانحین

21,112

5,587

الأقلی

الأحداث الجانحین

20,12

5,314

-3,047

0,01

الأحداث غیر الجانحین

23,14

5,284

الفوضوی

الأحداث الجانحین

19,666

5,976

0,296

غیر دالة

الأحداث غیر الجانحین

19,38

4,561

الداخلی

الأحداث الجانحین

21,0

5,123

1,47

غیر دالة

الأحداث غیر الجانحین

19,563

5,301

الخارجی

الأحداث الجانحین

19,666

4,66

-0,813

غیر دالة

الأحداث غیر الجانحین

20,394

4,871

        یتضح من جدول (32) عدم وجود فروق دالة إحصائیا بین متوسطی الأحداث الجانحین وغیر الجانحین فی معظم أسالیب التفکیر، فیما عدا أسلوبین فقط هما أسلوبی التفکیر المحلی والأقلی، حیث کانت الفروق بینهما دالة إحصائیا عند مستوى 0,01 وقد تم حساب حجم التأثیر لمعرفة درجة تأثیر عامل الجنوح على هذین الأسلوبین من أسالیب التفکیر، وکانت النتائج کما یلی:

جدول (33): حجم تأثیر متغیر الجنوح على أسلوبی التفکیر المحلی والأقلی

أسلوب التفکیر

معامل حجم التأثیر

قوة التأثیر

المحلی

6,949

متوسط

الأقلی

7,296

متوسط

یتضح من جدول (33) وجود حجم تأثیر متوسط لمتغیر الجنوح على کل من أسلوبی التفکیر المحلی والأقلی.

بالرجوع إلى جدولی (32، 33) نجد أنه لم تظهر فروق دالة إحصائیا بین الأحداث الجانحین وغیر الجانحین فی أسالیب التفکیر ما عدا أسلوبی التفکیر المحلی والأقلی، حیث کانت الفروق لصالح غیر الجانحین بحجم تأثیر متوسط لکلا الأسلوبین.

وعلى الرغم من أن غیر الجانحین کانوا أعلى فی متوسط درجات معظم أسالیب التفکیر إلا أن هذه الفروق لم تکن دالة إحصائیا إلا فی الأسلوبین المحلی والأقلی.

تتسق هذه النتیجة مع ما تم التوصل له فیما یخص مستوى أسالیب التفکیر التی ظهرت بمستوى متوسط لدى الأحداث الجانحین وغیر الجانحین ما عدا أسلوبا واحدا ظهر بشکل مرتفع لدى الأحداث غیر الجانحین هو الأسلوب الأقلی.

وعدم وجود فروق دالة إحصائیا بین الجانحین وغیر الجانحین فی معظم أسالیب التفکیر یرجع للبرامج التوعویة والتوجیهیة، الاجتماعیة والنفسیة والدینیة وغیرها التی  ترعاها مؤسسات رعایة الأحداث لتهذب من سلوکیات الأحداث الجانحین وتحسن من       أدائهم وتفکیرهم.

تتفق نتیجة الدراسة الحالیة مع ما توصل إلیه رودریجیزRodriguez (2010) حیث توصل إلى أن أسالیب التفکیر لدى عینة دراسته من العادیین تتشابه مع تلک التی لدى الذین لهم مشکلات وقضایا جنائیة، فی حین اختلفت نتیجة الدراسة الحالیة ولو نسبیا مع ما توصلت إلیه دراسة دعاء هاشم (2014) التی توصلت إلى أن أسالیب التفکیر لدى الجانحین تختلف عن تلک التی لدى غیر الجانحین,


التوصیات والبحوث المقترحة:

من خلال ما تم التوصل له من نتائج فی الدراسة الحالیة یمکن التوصیة بما یلی:

-      إعداد وتنفیذ برامج إرشاد نفسی مناسبة للأحداث الجانحین وغیر الجانحین ومناسبة لطبیعة المرحلة العمریة لهم تهدف لزیادة مستوى البناء النفسی لدیهم.

-      إعداد وتنفیذ برامج تهدف لتنمیة أسالیب التفکیر البناءة والإیجابیة لدى الأحداث الجانحین وغیر الجانحین.

-      إعداد وتنفیذ برامج توعویة لأسر الأحداث الجانحین عن طبیعة دور الأسرة فی رعایة الأبناء ووقایتهم من الانحراف والسلوکیات الجانحة.

-      الفصل فی دور الملاحظة بین العملاء ذوی المشکلات الخفیفة والعملاء ذوی المشکلات الخطیرة، وبطبیعة الحال بین العملاء الذین یدخلون أول مرة دور الملاحظة وبین العملاء من ذوی المشکلات الخطیرة، والفصل أیضا بین العملاء صغار السن وکبار السن فی دور الملاحظة.

کما یمکن اقتراح البحوث الآتیة:

-      فعالیة الإرشاد بالمعنی فی تنمیة معنى الحیاة لدى الأحداث الجانحین.

-      فعالیة الإرشاد بالمعنی فی تحسین مستوى البناء النفسی لدى الأحداث الجانحین.

-      فعالیة برنامج فی تنمیة التفکیر الإیجابی لدى الأحداث الجانحین.

-      فعالیة البرامج التأهیلیة والتربویة بدور الملاحظة الاجتماعیة، دراسة مقارنة بدور الملاجظة بالمملکة العربیة السعودیة.


المراجع:

أبو حطب، فؤاد وصادق، آمال (1991). مناهج البحث وطرق التحلیل الإحصائی فی العلوم النفسیة والتربویة والاجتماعیة. القاهرة: مکتبة الأنجلو المصریة.

أبو خاطر، نافذ (2000). سمات الشخصیة الممیزة لأحداث الجامحین عن أقرانهم الأسویاء فی محافظات غزة دراسة مقارنة. رسالة ماجستیر، الجامعة الإسلامیة بغزة.

أبو هاشم ، السید محمد (2006). الخصائص السیکومتریة لقائمة أسالیب التفکیر فی ضوء نظریة ستینبرج لدى طلاب الجامعة ، مرکز البحوث التربویة بجامعة الملک سعود.

الأغا ، عاطف والسحار ، ختام (2005، نوفمبر). أثر الانتفاضة على البناء النفسی لشخصیة الطفل وتوکیده لذاته. المؤتمر التربوی الثانی، کلیة التربیة بالجامعة الإسلامیة بغزة " الطفل الفلسطینی بین تحدیات الواقع وطموحات المستقبل " .

الحمادی، ممدوح عبدالفتاح (1418هـ). المسؤولیة الاجتماعیة وعلاقتها ببعض سمات الشخصیة لدى الأحداث الجانحین وغیر الجانحین فی کل من جدة والطائف. رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة أم القرى.

الدیدی ، عبدالغنی (1995). التحلیل النفسی للمراهقة. بیروت : دار الفکر اللبنانی .

الرمیح ، صالح رمیح (2006). البرامج التأهیلیة والإصلاحیة المقدمة للأحداث بداخل دور الملاحظة ، واقعها وسبل تطویرها. دراسة مطبقة على دور الملاحظة بالمملکة، مرکز النشر العلمی بکلیة الآداب والعلوم الإنسانیة بجامعة الملک عبدالعزیز .

السید، أحمد البیهی (2004). العلاقة بین أسالیب التفکیر والتمثیل المعرفی بمستویاتها على التفکیر الإبداعی. المجلة المصریة للدراسات النفسیة، 4، 1-42.

الشریف، بسمة (2014). فاعلیة برنامج إرشادی:  دراسة تقییمیة للأحداث الجانحین فی الأردن. المجلة الأردنیة للعلوم الاجتماعیة، 7 (1)، 166-183.

الطرشاوی ، خلیل (2002). أزمة الهویة لدى الأحداث الجانحین مقارنة بالأسویاء فی محافظات غزة فی ضوء بعض المتغیرات. رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة بغزة.

العتوم، عدنان (2004). علم النفس المعرفی، النظریة والتطبیق. عمان: دار المسیرة.

العجمی، سعید رفعان (1426ه). علاقة بعض سمات الشخصیة بانحراف الأحداث فی مدینة الریاض. رسالة ماجستیر، کلیة الدراسات العلیا، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة.

العیسوی ، عبدالرحمن (1992). سیکولوجیة الجریمة والانحراف. الإسکندریة : دار المعرفة الجامعیة.

الغامدی ، حسین ( 2000 ). تشکل هویة الأنا لدى عینة من الأحداث الجانحین وغیر الجانحین بالمنطقة الغربیة من المملکة العربیة السعودیة. المجلة العربیة للدراسات الأمنیة والتدریب، أکادیمیة نایف للعلوم الأمنیة ، 6 (30) ، 182-213.

الفرماوی، حمدی (1998). البناء النفسی فی الإنسان. القاهرة : دار زهراء الشرق.

القهوجی، علی (2000). علم الإجرام وعلم العقاب. بیروت : الدار الجامعیة للطباعة والنشر.

المنیزل، عبدالله فلاح (1992). أزمة الهویة ، دراسة مقارنة بین الأحداث الجانحین والأحداث غیر الجانحین. دراسات العلوم الإنسانیة، 21 (1)، 137-170.

بقیعی، نافذ (2012). أسالیب التفکیر والعوامل الخمسة الکبرى للشخصیة لدى الطلبة المعلمین فی الجامعات الأردنیة. مجلة جامعة الخلیل للبحوث، 7(1) ، 107-131 .

تفاحة ، جمال ( 1992 ). أبعاد مصدر الضبط لدى المراهقین الجانحین والأسویاء دراسة مقارنة. رسالة ماجستیر، کلیة التربیة ، جامعة عین شمس .

تفاحة، جمال (2003). البناء النفسی لعینة من أبناء الشوارع (دراسة حالة). مجلة البحث  فی التربیة وعلم النفس، کلیة التربیة، جامعة المنیا، 16 (4)، 141-199.

جابر، سامیة محمد (1988). الانحراف والمجتمع. الإسکندریة : دار المعرفة الجامعیة .

جعفر، علی محمود (2004). حمایة الأحداث المخالفین للقانون والمعرضین لخطر الانحراف. بیروت : مؤسسة المجد .

حبیب، مجدی (1996). التفکیر: الأسس النظریة والاستراتیجیات. القاهرة: النهضة المصریة.

حشاد، إیناس عبدالمنعم (2001). البناء النفسی للأنثى المختنة، دراسة فی التحلیل النفسی. رسالة دکتوراة ، کلیة الآداب، جامعة عین شمس.

حنورة، مصری عبدالحمید (1998). الشخصیة والصحة النفسیة. القاهرة: مکتبة الأنجلو المصریة.

حومر ، سمیة (2006). أثر العوامل الاجتماعیة فی جنوح الأحداث، دراسة میدانیة أجریت بمرکزی الأحداث بمدینة قسنطینة وعین ملة. رسالة ماجستیر، کلیة العلوم الاجتماعیة والعلوم الإنسانیة، جامعة مینتوری.

خضر، عادل کمال ( 1989 ). دراسة مقارنة بین الأسویاء والجانحین على أسلوب رسم الذات والأقران والأسرة. رسالة دکتوراه، کلیة الآداب، جامعة  عین شمس.

داوود، عزیز والطیب، محمد (1991). الشخصیة بین المرض والسواء. القاهرة : مکتبة الأنجلو المصریة.

رمزی ، فاطمة ( 2013 ). أسالیب التفکیر لدى طالبات کلیة التربیة للبنات بجامعة طیبة. المجلة التربویة الدولیة المتخصصة، 2(5) ، 456-482.

رمضان ، السید ( 1995 ). إسهامات الخدمة الاجتماعیة فی مجال انحراف الأحداث. الإسکندریة: دار المعرفة الجامعیة.

ستیرنبرج، روبرت (2004). أسالیب التفکیر. ترجمة: عادل سعد یوسف، القاهرة: مکتبة النهضة المصریة.

سعد ، أسعد نصیف ( 1997 ). إعداد برنامج فی اللعب الجماعی لتعدیل السلوک اللاتوافقی لدى الأحداث الجانحین. رسالة ماجستیر ، کلیة البنات بجامعة  عین شمس .

شهوان، إسلام محمود (2007). البناء النفسی لشخصیة الأسیر الفلسطینی وعلاقته ببعض المتغیرات. رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة بغزة.

طه، إسماعیل (2010). الأسباب النفسیة والاجتماعیة المؤدیة إلى جنوح الأحداث. مجلة کلیة التربیة للبنات، جامعة بغداد، 21 (3)، 683-714.

عبدالحکیم، نفین صابر (2009). ممارسة العلاج المعرفی السلوکی فی خدمة الفرد لتعدیل السلوک اللاتوافقی للأطفال المعرضین للانحراف. مجلة کلیة الآداب بجامعة حلوان، 26، 695-748.

عبدالله ، مجدی ( 1996 ). السلوک الاجتماعی ودینامیاته، محاولة تفسیریة. الإسکندریة : دار المعرفة الجامعیة .

عبدالله، محمد الطاهر (2006). مفهوم الذات والتکیف لدى الأحداث الجانحین بالمجتمع اللیبی. رسالة دکتوراة، کلیة العلوم الإنسانیة والاجتماعیة، جامعة الجزائر.

عبد المجید ، مصطفى (1998). مقدمة فی الانحراف الاجتماعی. بیروت : معهد الاتحاد العربی.

عقیدة، محمد أبو العلا (1994). أصول علم الإجرام. ط2 ، القاهرة : دار الفکر العربی .

عیسوی ، محمد ( 1992). دراسة مقارنة لاتجاه الجانحین وغیر الجانحین نحو الذات ونحو الآخرین. مجلة علم النفس، 21 ، 146 .

لاحق، لاحق عبدالله (2004). الثقة بالنفس وعلاقتها ببعض السمات المزاجیة لدى عینة من الأحداث الجانحین وغیر الجانحین بمنطقة مکة المکرمة. رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة أم القرى.

مقدم، خدیجة (2005). الأبعاد النفسیة والاجتماعیة لدى شخصیة المراهق الجانح، دراسة وصفیة بالسجن الاحتیاطی، قدیل (ولایة وهران). مجلة إنسانیات المجلة الجزائریة فی الأنثروبولوجیا والعلوم الاجتماعیة، 29-30، insaniyat.revues.org/4498

هاشم، دعاء فاروق (2014). أسالیب التفکیر ونمط الشخصیة لدى فئات مختلفة من الأحداث الجانحین. رسالة دکتوراة، کلیة الآداب، جامعة أسیوط.

وزارة الشؤون الاجتماعیة (1435هـ). الکتاب الإحصائی السنوی، الریاض: إدارة التخطیط والتطویر الإداری بوزارة الشؤون الاجتماعیة بالمملکة العربیة السعودیة.

یونج، کارل (1995). البنیة النفسیة عند الإنسان. (ترجمة: نهاد خیاطة)، دمشق: دار الحوار للطباعة والنشر.

Bernardo, A. , Zhang, L. &Callueng, C. ( 2002 ). Thinking Styles and Academic Achievement Among Filipino Students.The Journal of Genetic Psychology , 163(2) , 149-163 .

Cauffman, E. ,Farruggia, S. &Coldweber, A. (2008). Bad Boys & Poor Parents, Relations to Female Juvenile Delinquency. Journal of Research on Adolescence, 18 (4),         699-712.

Dikici, A. (2014). Relationships between Thinking Styles and Behaviors Fostering Creativity: An Exploratory Study for the Mediating Role of Certain Demographic Traits. Educational Sciences: Theory & Practice. 14 (1), 179-201

Ekstrom, S. (2004). The Mind Beyond Our Immediate  Awareness: Freudian, Jungian, and Cognitive Models of The Unconscious.Journal of Analytical Psychology, 49, 657–682

Grigorenko, E.& Stenberg, R. ( 1995 ). Styles of Thinking in The School.European Journal for High Ability , 6 ,      201-214 .

Grigorenko, E. &Stenberg, R. ( 1997 ). Styles of Thinking Abilities and Academic Performance.Exceptional Children , 63 , 295-312 .

Human Rights Watch ( 2007 ).Juvenile Delinquency. World Youth Report , The International Child and Youth Care Network , Reuters , UNICEF , and World Vision International .

Kamaluddin, M.,Shariff, N., Othman, A., Ismail, K. &Saat, G. (2015). Linking Psychological Traits with Criminal Behavior: A Review. ASEAN Journal of Psychiatry, 16 (2), 135-147.

Kausar, A., Nadeem, M., Rasheed, M., Amin, F., Fahd, A., Usman, M., … &Saleem, S. (2012, Jan). Personality Traits and Juvenile Delinquency in Punjab, Pakistan. InternationalConference on Business, Economics, Management and Behavioral Sciences, Dubai.

Kostic, M. (2013). Biological and Psychological Theories on Juvenile Delinquency. Fact A Universities Series: Law and Politics, 11(1), 1-10.

Ngale, I. (2009). Family Structure and Juvenile Delinquency: Correctional Centre Batemba, Centre Province of Cameroon, Internet Journal of Criminology, www.internetjournalofercriminology.com.

Puzzanchera, C. (2013). Juvenile Arrests 2011. Juvenile Offenders and Victims, National Report Series, http://www.njjn.org/uploads/digital-library/OJJDP_Juv-crime-stats-2011_Feb-2014.pdf

Rode, M. & Rode, D. (2010). Criminal Thinking Styles of Juvenile Delinquents. Problems of Forensic Sciences, 84, 356-379.

Rodriguez, A. (2010). The Relationship between Thinking Style and Delinquent Behavior. Master, Graduate School, University of Alabama.

Sternberg, R. (1992). Thinking Styles : Theory and Assessment at The Interface Between Intelligence and Personality. New York : Cambridge University Press .

Sternberg, R. (1994). Allowing for Thinking Styles.Educational Leadership, 52 (3), 36-40.

Stenberg, R. (1997). Thinking Styles. New York: Cambridge University Press.

Sternberg, R. & Zhang L. (2005). Styles of Thinking as a Basis of Differentiated Instruction. Theory into Practice, 44(3), 245-253.

Thompson, K. & Morris, R. (2016). Juvenile Delinquency and Disability. Switzerland: Springer Publishing.

Wilson, J., Williams, S., Garner, E., Duxbury, E. & Steiner, H. (2001). Personality Traits in Juvenile Delinquents: Associations with Peer and Family Relations. Jefferson Journal of Psychiatry, 16 (1), 32-45.

Zhang, L. (2002a). Thinking Styles and Cognitive Development. The Journal of Genetic Psychology, 163(2), 179–195

Zhang, L. (2002b). Thinking Styles: Their Relationships with Modes of Thinking and Academic Performance. Educational Psychology, 22 (3), 331-348.

Zhang, L. (2004). Thinking styles: University students’ Preferred Teaching Styles and Their Conceptions of Effective Teachers. The Journal of Psychology, 138(3), 233-252

Zhang, L. & Stenberg, R. (1998). Thinking Styles, Abilities and Academic Achievement Among Hong Kong University Students, Educational Research Journal, 13 , 41-62.

Zhang, L. & Sternberg, R. (2002). Thinking Styles and Teachers’ characteristics. International Journal of Psychology, 37 (1), 3-12.

 

 

المراجع:
أبو حطب، فؤاد وصادق، آمال (1991). مناهج البحث وطرق التحلیل الإحصائی فی العلوم النفسیة والتربویة والاجتماعیة. القاهرة: مکتبة الأنجلو المصریة.
أبو خاطر، نافذ (2000). سمات الشخصیة الممیزة لأحداث الجامحین عن أقرانهم الأسویاء فی محافظات غزة دراسة مقارنة. رسالة ماجستیر، الجامعة الإسلامیة بغزة.
أبو هاشم ، السید محمد (2006). الخصائص السیکومتریة لقائمة أسالیب التفکیر فی ضوء نظریة ستینبرج لدى طلاب الجامعة ، مرکز البحوث التربویة بجامعة الملک سعود.
الأغا ، عاطف والسحار ، ختام (2005، نوفمبر). أثر الانتفاضة على البناء النفسی لشخصیة الطفل وتوکیده لذاته. المؤتمر التربوی الثانی، کلیة التربیة بالجامعة الإسلامیة بغزة " الطفل الفلسطینی بین تحدیات الواقع وطموحات المستقبل " .
الحمادی، ممدوح عبدالفتاح (1418هـ). المسؤولیة الاجتماعیة وعلاقتها ببعض سمات الشخصیة لدى الأحداث الجانحین وغیر الجانحین فی کل من جدة والطائف. رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة أم القرى.
الدیدی ، عبدالغنی (1995). التحلیل النفسی للمراهقة. بیروت : دار الفکر اللبنانی .
الرمیح ، صالح رمیح (2006). البرامج التأهیلیة والإصلاحیة المقدمة للأحداث بداخل دور الملاحظة ، واقعها وسبل تطویرها. دراسة مطبقة على دور الملاحظة بالمملکة، مرکز النشر العلمی بکلیة الآداب والعلوم الإنسانیة بجامعة الملک عبدالعزیز .
السید، أحمد البیهی (2004). العلاقة بین أسالیب التفکیر والتمثیل المعرفی بمستویاتها على التفکیر الإبداعی. المجلة المصریة للدراسات النفسیة، 4، 1-42.
الشریف، بسمة (2014). فاعلیة برنامج إرشادی:  دراسة تقییمیة للأحداث الجانحین فی الأردن. المجلة الأردنیة للعلوم الاجتماعیة، 7 (1)، 166-183.
الطرشاوی ، خلیل (2002). أزمة الهویة لدى الأحداث الجانحین مقارنة بالأسویاء فی محافظات غزة فی ضوء بعض المتغیرات. رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة بغزة.
العتوم، عدنان (2004). علم النفس المعرفی، النظریة والتطبیق. عمان: دار المسیرة.
العجمی، سعید رفعان (1426ه). علاقة بعض سمات الشخصیة بانحراف الأحداث فی مدینة الریاض. رسالة ماجستیر، کلیة الدراسات العلیا، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة.
العیسوی ، عبدالرحمن (1992). سیکولوجیة الجریمة والانحراف. الإسکندریة : دار المعرفة الجامعیة.
الغامدی ، حسین ( 2000 ). تشکل هویة الأنا لدى عینة من الأحداث الجانحین وغیر الجانحین بالمنطقة الغربیة من المملکة العربیة السعودیة. المجلة العربیة للدراسات الأمنیة والتدریب، أکادیمیة نایف للعلوم الأمنیة ، 6 (30) ، 182-213.
الفرماوی، حمدی (1998). البناء النفسی فی الإنسان. القاهرة : دار زهراء الشرق.
القهوجی، علی (2000). علم الإجرام وعلم العقاب. بیروت : الدار الجامعیة للطباعة والنشر.
المنیزل، عبدالله فلاح (1992). أزمة الهویة ، دراسة مقارنة بین الأحداث الجانحین والأحداث غیر الجانحین. دراسات العلوم الإنسانیة، 21 (1)، 137-170.
بقیعی، نافذ (2012). أسالیب التفکیر والعوامل الخمسة الکبرى للشخصیة لدى الطلبة المعلمین فی الجامعات الأردنیة. مجلة جامعة الخلیل للبحوث، 7(1) ، 107-131 .
تفاحة ، جمال ( 1992 ). أبعاد مصدر الضبط لدى المراهقین الجانحین والأسویاء دراسة مقارنة. رسالة ماجستیر، کلیة التربیة ، جامعة عین شمس .
تفاحة، جمال (2003). البناء النفسی لعینة من أبناء الشوارع (دراسة حالة). مجلة البحث  فی التربیة وعلم النفس، کلیة التربیة، جامعة المنیا، 16 (4)، 141-199.
جابر، سامیة محمد (1988). الانحراف والمجتمع. الإسکندریة : دار المعرفة الجامعیة .
جعفر، علی محمود (2004). حمایة الأحداث المخالفین للقانون والمعرضین لخطر الانحراف. بیروت : مؤسسة المجد .
حبیب، مجدی (1996). التفکیر: الأسس النظریة والاستراتیجیات. القاهرة: النهضة المصریة.
حشاد، إیناس عبدالمنعم (2001). البناء النفسی للأنثى المختنة، دراسة فی التحلیل النفسی. رسالة دکتوراة ، کلیة الآداب، جامعة عین شمس.
حنورة، مصری عبدالحمید (1998). الشخصیة والصحة النفسیة. القاهرة: مکتبة الأنجلو المصریة.
حومر ، سمیة (2006). أثر العوامل الاجتماعیة فی جنوح الأحداث، دراسة میدانیة أجریت بمرکزی الأحداث بمدینة قسنطینة وعین ملة. رسالة ماجستیر، کلیة العلوم الاجتماعیة والعلوم الإنسانیة، جامعة مینتوری.
خضر، عادل کمال ( 1989 ). دراسة مقارنة بین الأسویاء والجانحین على أسلوب رسم الذات والأقران والأسرة. رسالة دکتوراه، کلیة الآداب، جامعة  عین شمس.
داوود، عزیز والطیب، محمد (1991). الشخصیة بین المرض والسواء. القاهرة : مکتبة الأنجلو المصریة.
رمزی ، فاطمة ( 2013 ). أسالیب التفکیر لدى طالبات کلیة التربیة للبنات بجامعة طیبة. المجلة التربویة الدولیة المتخصصة، 2(5) ، 456-482.
رمضان ، السید ( 1995 ). إسهامات الخدمة الاجتماعیة فی مجال انحراف الأحداث. الإسکندریة: دار المعرفة الجامعیة.
ستیرنبرج، روبرت (2004). أسالیب التفکیر. ترجمة: عادل سعد یوسف، القاهرة: مکتبة النهضة المصریة.
سعد ، أسعد نصیف ( 1997 ). إعداد برنامج فی اللعب الجماعی لتعدیل السلوک اللاتوافقی لدى الأحداث الجانحین. رسالة ماجستیر ، کلیة البنات بجامعة  عین شمس .
شهوان، إسلام محمود (2007). البناء النفسی لشخصیة الأسیر الفلسطینی وعلاقته ببعض المتغیرات. رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة بغزة.
طه، إسماعیل (2010). الأسباب النفسیة والاجتماعیة المؤدیة إلى جنوح الأحداث. مجلة کلیة التربیة للبنات، جامعة بغداد، 21 (3)، 683-714.
عبدالحکیم، نفین صابر (2009). ممارسة العلاج المعرفی السلوکی فی خدمة الفرد لتعدیل السلوک اللاتوافقی للأطفال المعرضین للانحراف. مجلة کلیة الآداب بجامعة حلوان، 26، 695-748.
عبدالله ، مجدی ( 1996 ). السلوک الاجتماعی ودینامیاته، محاولة تفسیریة. الإسکندریة : دار المعرفة الجامعیة .
عبدالله، محمد الطاهر (2006). مفهوم الذات والتکیف لدى الأحداث الجانحین بالمجتمع اللیبی. رسالة دکتوراة، کلیة العلوم الإنسانیة والاجتماعیة، جامعة الجزائر.
عبد المجید ، مصطفى (1998). مقدمة فی الانحراف الاجتماعی. بیروت : معهد الاتحاد العربی.
عقیدة، محمد أبو العلا (1994). أصول علم الإجرام. ط2 ، القاهرة : دار الفکر العربی .
عیسوی ، محمد ( 1992). دراسة مقارنة لاتجاه الجانحین وغیر الجانحین نحو الذات ونحو الآخرین. مجلة علم النفس، 21 ، 146 .
لاحق، لاحق عبدالله (2004). الثقة بالنفس وعلاقتها ببعض السمات المزاجیة لدى عینة من الأحداث الجانحین وغیر الجانحین بمنطقة مکة المکرمة. رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة أم القرى.
مقدم، خدیجة (2005). الأبعاد النفسیة والاجتماعیة لدى شخصیة المراهق الجانح، دراسة وصفیة بالسجن الاحتیاطی، قدیل (ولایة وهران). مجلة إنسانیات المجلة الجزائریة فی الأنثروبولوجیا والعلوم الاجتماعیة، 29-30، insaniyat.revues.org/4498
هاشم، دعاء فاروق (2014). أسالیب التفکیر ونمط الشخصیة لدى فئات مختلفة من الأحداث الجانحین. رسالة دکتوراة، کلیة الآداب، جامعة أسیوط.
وزارة الشؤون الاجتماعیة (1435هـ). الکتاب الإحصائی السنوی، الریاض: إدارة التخطیط والتطویر الإداری بوزارة الشؤون الاجتماعیة بالمملکة العربیة السعودیة.
یونج، کارل (1995). البنیة النفسیة عند الإنسان. (ترجمة: نهاد خیاطة)، دمشق: دار الحوار للطباعة والنشر.
Bernardo, A. , Zhang, L. &Callueng, C. ( 2002 ). Thinking Styles and Academic Achievement Among Filipino Students.The Journal of Genetic Psychology , 163(2) , 149-163 .
Cauffman, E. ,Farruggia, S. &Coldweber, A. (2008). Bad Boys & Poor Parents, Relations to Female Juvenile Delinquency. Journal of Research on Adolescence, 18 (4),         699-712.
Dikici, A. (2014). Relationships between Thinking Styles and Behaviors Fostering Creativity: An Exploratory Study for the Mediating Role of Certain Demographic Traits. Educational Sciences: Theory & Practice. 14 (1), 179-201
Ekstrom, S. (2004). The Mind Beyond Our Immediate  Awareness: Freudian, Jungian, and Cognitive Models of The Unconscious.Journal of Analytical Psychology, 49, 657–682
Grigorenko, E.& Stenberg, R. ( 1995 ). Styles of Thinking in The School.European Journal for High Ability , 6 ,      201-214 .
Grigorenko, E. &Stenberg, R. ( 1997 ). Styles of Thinking Abilities and Academic Performance.Exceptional Children , 63 , 295-312 .
Human Rights Watch ( 2007 ).Juvenile Delinquency. World Youth Report , The International Child and Youth Care Network , Reuters , UNICEF , and World Vision International .
Kamaluddin, M.,Shariff, N., Othman, A., Ismail, K. &Saat, G. (2015). Linking Psychological Traits with Criminal Behavior: A Review. ASEAN Journal of Psychiatry, 16 (2), 135-147.
Kausar, A., Nadeem, M., Rasheed, M., Amin, F., Fahd, A., Usman, M., … &Saleem, S. (2012, Jan). Personality Traits and Juvenile Delinquency in Punjab, Pakistan. InternationalConference on Business, Economics, Management and Behavioral Sciences, Dubai.
Kostic, M. (2013). Biological and Psychological Theories on Juvenile Delinquency. Fact A Universities Series: Law and Politics, 11(1), 1-10.
Ngale, I. (2009). Family Structure and Juvenile Delinquency: Correctional Centre Batemba, Centre Province of Cameroon, Internet Journal of Criminology, www.internetjournalofercriminology.com.
Puzzanchera, C. (2013). Juvenile Arrests 2011. Juvenile Offenders and Victims, National Report Series, http://www.njjn.org/uploads/digital-library/OJJDP_Juv-crime-stats-2011_Feb-2014.pdf
Rode, M. & Rode, D. (2010). Criminal Thinking Styles of Juvenile Delinquents. Problems of Forensic Sciences, 84, 356-379.
Rodriguez, A. (2010). The Relationship between Thinking Style and Delinquent Behavior. Master, Graduate School, University of Alabama.
Sternberg, R. (1992). Thinking Styles : Theory and Assessment at The Interface Between Intelligence and Personality. New York : Cambridge University Press .
Sternberg, R. (1994). Allowing for Thinking Styles.Educational Leadership, 52 (3), 36-40.
Stenberg, R. (1997). Thinking Styles. New York: Cambridge University Press.
Sternberg, R. & Zhang L. (2005). Styles of Thinking as a Basis of Differentiated Instruction. Theory into Practice, 44(3), 245-253.
Thompson, K. & Morris, R. (2016). Juvenile Delinquency and Disability. Switzerland: Springer Publishing.
Wilson, J., Williams, S., Garner, E., Duxbury, E. & Steiner, H. (2001). Personality Traits in Juvenile Delinquents: Associations with Peer and Family Relations. Jefferson Journal of Psychiatry, 16 (1), 32-45.
Zhang, L. (2002a). Thinking Styles and Cognitive Development. The Journal of Genetic Psychology, 163(2), 179–195
Zhang, L. (2002b). Thinking Styles: Their Relationships with Modes of Thinking and Academic Performance. Educational Psychology, 22 (3), 331-348.
Zhang, L. (2004). Thinking styles: University students’ Preferred Teaching Styles and Their Conceptions of Effective Teachers. The Journal of Psychology, 138(3), 233-252
Zhang, L. & Stenberg, R. (1998). Thinking Styles, Abilities and Academic Achievement Among Hong Kong University Students, Educational Research Journal, 13 , 41-62.
Zhang, L. & Sternberg, R. (2002). Thinking Styles and Teachers’ characteristics. International Journal of Psychology, 37 (1), 3-12.