المشکلات النحوية والدلالية في ترجمات معاني القرآن الکريم إلى اللغة الإنجليزية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بالجامعة الإسلاميَّة بالمدينة المنورة

10.12816/0042453

المستخلص

الحمد لله القائل: ﴿ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِيثِ کِتَٰبٗا مُّتَشَٰبِهٗا مَّثَانِيَ تَقۡشَعِرُّ مِنۡهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمۡ وَقُلُوبُهُمۡ إِلَىٰ ذِکۡرِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِکَ هُدَى ٱللَّهِ يَهۡدِي بِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٍ﴾ [الزُّمَر:23]
والصلاة والسلام الأتمان الأکملان على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلما کانت اللغة أصواتا يعبر بها کل قوم عن أغراضهم، وأداة تواصل بين المتکلمين، تحمل حضارة الناطقين بها، وتعکس تقدمهم ورقيهم في مجالات المعرفة المختلفة أضحت الترجمة بين اللغات المختلفة، ومن بينها العربية والإنجليزية، تعد إحدى أهم وسائل تحقيق التواصل الحضاري وتبادل الخبرات الإنسانية والحياتية بين الشعوب المختلفة، وتزداد تلک الأهمية، إذا کان الأمر يتعلق بترجمة معاني القرآن الکريم، فهو کتاب العربية الأکبر، وهو ذلک النص العظيم الذي قامت عليه العلوم والحضارة الإسلامية.
وتمثل ترجمات معاني القرآن باللغات الأعجمية -وبخاصة اللغة الإنجليزية التي يتحدث بها ما لا يقل عن 25% من سکان العالم، بعدد يتجاوز 1.8 مليار نسمة في إحصائيات تقريبية -وسيلةً مهمةً وحيوية لأصحاب تلک اللغات للتعرف على الحضارة الإسلامية، ومن ثم تکوين صورة ذهنية صحيحة عن الدين الإسلامي، ولا يخفى ما لتلک الترجمات من أثر في المتلقين لها، ولا سيما فيما يتعلق بالحوار مع الآخر وصورة الإسلام في المجتمعات الغربية، وهو من تبليغ الناس بدين الله ودعوتهم إليه، ولذا استحسنها جمع من علماء الإسلام للحاجة إليها؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، يقول الحافظ ابن حجر:" فمن دخل في الإسلام أو أراد الدخول فيه فقرئ عليه القرآن فلم يفهمه فلا بأس أن يعرب له لتعريف أحکامه أو لتقوم عليه الحجة فيدخل فيه "([1]).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: " وأما مخاطبة أهل الاصطلاح باصطلاحهم ولغتهم فليس بمکروه إذا احتيج إلى ذلک، وکانت المعاني صحيحة کمخاطبة العجم من الروم والفرس والترک بلغتهم وعرفهم، فإن هذا جائز حسن للحاجة، وإنما کرهه الأئمة إذا لم يحتج إليه...ولذلک يترجم القرآن والحديث لمن يحتاج إلى تفهمه إياه بالترجمة "([2]).
وقد تعددت مناهج ترجمة القرآن الکريم إلى اللغة الإنجليزية وکثرت أنواعها بين صحيح وسقيم، وفي بعضها أخطاء عقدية ومنهجية ولغوية نظرا لقصور بعض أصحابها في الجانب اللغوي والعقدي معا أو في أحدهما، أو ضعف في العلم الشرعي الذي يعين على فهم النص القرآني فهما صحيحا، والترجمة الصحيحة بلا شک مدخل إلى فهم الإسلام فهما صحيحا والعکس بالعکس، ولا تکون الترجمة صحيحة إلا إذا سلمت وتحلت بمواصفات جودة الترجمة التي ذکرها بعض المتخصصين([3])، وکثيرا ما نسمع ونقرأ عن أخطاء في ترجمات معاني القرآن الکريم والتي هي غالبا ما تعود إلى مشکلات لغوية وعقدية ومنهجية، لهذا وغيره من الأسباب الرامية إلى خدمة هذا الکتاب العظيم بما في الوسع أردت الإسهام بجهد متواضع في بيان أهم المشکلات اللغوية التي تواجه مترجمي معاني القرآن الکريم إلى اللغة الإنجليزية من خلال الاطلاع على أشهر ترجمات معاني القرآن الکريم إلى الإنجليزية، وتحديد أهم المجالات التي تکون فيها أغلب الأخطاء اللغوية، وتحليل نماذج منها؛ ليکون نبراسا لکاتبه ولکل من رام قراءة أو ترجمة کتاب الله إلى اللغة الإنجليزية، وعنونت له بـ((المشکلات النحوية والدلالية في ترجمات معاني القرآن الکريم إلى اللغة الإنجليزية))، أسأل الله العظيم رب العرش الکريم أن يمن علي بتوفيقه وتسديده لإنجاز هذا العمل على الوجه الذي يرضيه عني، إنه ولي ذلک والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، أجمعين.
 



([1]) فتح الباري 13/ 517.


([2]) درء تعارض العقل والنقل 1/ 43.


([3]) ينظر: Essay on the Principles of Translation تأليف وودهسلي الکسندر ص 13-16.

الموضوعات الرئيسية


 

           کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

 

المشکلات النحویة والدلالیة فی

ترجمات معانی القرآن الکریم إلى اللغة الإنجلیزیة

 

      

 

إعــــداد

د / عبد الغنی عیسى أویارخوا

أستاذ مساعد بالجامعة الإسلامیَّة بالمدینة المنورة

 

 

}     المجلد الثالث والثلاثین– العدد الخامس – یولیو 2017م  {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

 

المقدّمة

الحمد لله القائل: ﴿ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِیثِ کِتَٰبٗا مُّتَشَٰبِهٗا مَّثَانِیَ تَقۡشَعِرُّ مِنۡهُ جُلُودُ ٱلَّذِینَ یَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ ثُمَّ تَلِینُ جُلُودُهُمۡ وَقُلُوبُهُمۡ إِلَىٰ ذِکۡرِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِکَ هُدَى ٱللَّهِ یَهۡدِی بِهِۦ مَن یَشَآءُۚ وَمَن یُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٍ﴾ [الزُّمَر:23]

والصلاة والسلام الأتمان الأکملان على المبعوث رحمة للعالمین، سیدنا ونبینا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعین، أما بعد:

فلما کانت اللغة أصواتا یعبر بها کل قوم عن أغراضهم، وأداة تواصل بین المتکلمین، تحمل حضارة الناطقین بها، وتعکس تقدمهم ورقیهم فی مجالات المعرفة المختلفة أضحت الترجمة بین اللغات المختلفة، ومن بینها العربیة والإنجلیزیة، تعد إحدى أهم وسائل تحقیق التواصل الحضاری وتبادل الخبرات الإنسانیة والحیاتیة بین الشعوب المختلفة، وتزداد تلک الأهمیة، إذا کان الأمر یتعلق بترجمة معانی القرآن الکریم، فهو کتاب العربیة الأکبر، وهو ذلک النص العظیم الذی قامت علیه العلوم والحضارة الإسلامیة.

وتمثل ترجمات معانی القرآن باللغات الأعجمیة -وبخاصة اللغة الإنجلیزیة التی یتحدث بها ما لا یقل عن 25% من سکان العالم، بعدد یتجاوز 1.8 ملیار نسمة فی إحصائیات تقریبیة -وسیلةً مهمةً وحیویة لأصحاب تلک اللغات للتعرف على الحضارة الإسلامیة، ومن ثم تکوین صورة ذهنیة صحیحة عن الدین الإسلامی، ولا یخفى ما لتلک الترجمات من أثر فی المتلقین لها، ولا سیما فیما یتعلق بالحوار مع الآخر وصورة الإسلام فی المجتمعات الغربیة، وهو من تبلیغ الناس بدین الله ودعوتهم إلیه، ولذا استحسنها جمع من علماء الإسلام للحاجة إلیها؛ لأن ما لا یتم الواجب إلا به فهو واجب، یقول الحافظ ابن حجر:" فمن دخل فی الإسلام أو أراد الدخول فیه فقرئ علیه القرآن فلم یفهمه فلا بأس أن یعرب له لتعریف أحکامه أو لتقوم علیه الحجة فیدخل فیه "([1]).

وقال شیخ الإسلام ابن تیمیة: " وأما مخاطبة أهل الاصطلاح باصطلاحهم ولغتهم فلیس بمکروه إذا احتیج إلى ذلک، وکانت المعانی صحیحة کمخاطبة العجم من الروم والفرس والترک بلغتهم وعرفهم، فإن هذا جائز حسن للحاجة، وإنما کرهه الأئمة إذا لم یحتج إلیه...ولذلک یترجم القرآن والحدیث لمن یحتاج إلى تفهمه إیاه بالترجمة "([2]).

وقد تعددت مناهج ترجمة القرآن الکریم إلى اللغة الإنجلیزیة وکثرت أنواعها بین صحیح وسقیم، وفی بعضها أخطاء عقدیة ومنهجیة ولغویة نظرا لقصور بعض أصحابها فی الجانب اللغوی والعقدی معا أو فی أحدهما، أو ضعف فی العلم الشرعی الذی یعین على فهم النص القرآنی فهما صحیحا، والترجمة الصحیحة بلا شک مدخل إلى فهم الإسلام فهما صحیحا والعکس بالعکس، ولا تکون الترجمة صحیحة إلا إذا سلمت وتحلت بمواصفات جودة الترجمة التی ذکرها بعض المتخصصین([3])، وکثیرا ما نسمع ونقرأ عن أخطاء فی ترجمات معانی القرآن الکریم والتی هی غالبا ما تعود إلى مشکلات لغویة وعقدیة ومنهجیة، لهذا وغیره من الأسباب الرامیة إلى خدمة هذا الکتاب العظیم بما فی الوسع أردت الإسهام بجهد متواضع فی بیان أهم المشکلات اللغویة التی تواجه مترجمی معانی القرآن الکریم إلى اللغة الإنجلیزیة من خلال الاطلاع على أشهر ترجمات معانی القرآن الکریم إلى الإنجلیزیة، وتحدید أهم المجالات التی تکون فیها أغلب الأخطاء اللغویة، وتحلیل نماذج منها؛ لیکون نبراسا لکاتبه ولکل من رام قراءة أو ترجمة کتاب الله إلى اللغة الإنجلیزیة، وعنونت له بـ((المشکلات النحویة والدلالیة فی ترجمات معانی القرآن الکریم إلى اللغة الإنجلیزیة))، أسأل الله العظیم رب العرش الکریم أن یمن علی بتوفیقه وتسدیده لإنجاز هذا العمل على الوجه الذی یرضیه عنی، إنه ولی ذلک والقادر علیه، وصلى الله وسلم على نبینا محمد، وعلى آله، وصحبه، أجمعین.

 

خطة البحث ومنهجه

تتکون خطة هذا البحث من مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة، وفهرس المصادر والمراجع، وعناوین المضامین.

المقدمة: وفیها بیان أهمیة الترجمة ودورها فی نشر العلم والدعوة الإسلامیة، وأهمیة الموضوع وأسباب اختیاره.

المبحث الأول: التعریف بالترجمة والفرق بینها وبین التفسیر، وأقسام وأنماط الترجمة، وفیها أربعة مطالب:

المطلب الأول: معنى الترجمة لغة واصطلاحاً.

المطلب الثانی: الفرق بین الترجمة والتفسیر.

المطلب الثالث: أقسام وأنماط الترجمة.

المطلب الرابع: ترجمة معانی القرآن الکریم إلى اللغة الإنجلیزیة.

المبحث الثانی: المشکلات النحویة فی ترجمات معانی القرآن الکریم إلى اللغة الإنجلیزیة، وفیه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: مشکلات تتعلق بالجملة الاسمیة.

المطلب الثانی: مشکلات تتعلق بالجملة الفعلیة.

المطلب الثالث: مشکلات تتعلق بشبه الجملة.

المبحث الثالث: المشکلات الدلالیة فی ترجمات معانی القرآن الکریم إلى اللغة الإنجلیزیة، وفیه أربعة مطالب:

المطلب الأول: مشکلات الدلالة المعجمیة.

المطلب الثانی: مشکلات المجاز والاستعارة.

المطلب الثالث: مشکلات الکنایة.

المطلب الرابع: مشکلات الاشتراک اللفظی.

الخاتمة،

وفیها أهم النتائج التی توصلت إلیها فی هذا البحث

فهرس المصادر والمراجع

عناوین المضامین.

سأسیر فی هذا البحث -إن شاء الله تعالى - وفق المنهج الوصفی التحلیلی والمقارن بالخطوات العلمیة المتعارف علیها.

 

المبحث الأول: التعریف بالترجمة والفرق بینها وبین التفسیر، وأقسام            وأنماط الترجمة

المطلب الأول: معنى الترجمة لغة واصطلاحاً.

تَرجَمَ فَعلَلَ على مثال دَحرَجَ، والتاء والمیم أصلیتان على قول الأکثرین، ومعناه التبیین والإیضاح، والاسم منه الترجمان بضم التاء وفتحها، قال فی المصباح المنیر: " وتَرْجَمَ فلان کلامه إذا بینه وأوضحه، و( تَرْجَمَ ) کلام غیره إذا عبّر عنه بلغة غیر لغة المتکلم، واسم الفاعل (تُرْجُمُانٌ)، وفیه لغات أجودها: فتح التاء وضم الجیم، والثانیة: ضمهما معا بجعل التاء تابعة للجیم، والثالثة: فتحهما بجعل الجیم تابعة للتاء، والجمع (تَرَاجِمُ)، والتاء والمیم أصلیتان فوزن ( تَرْجَمَ ) فَعْلَلَ مثل دحرج، وجعل الجوهری التاء زائدة، وأورده فی ترکیب (رَجَمَ)، ویوافقه ما فی نسخة من التهذیب من باب ( رَجَمَ ) أیضا، قال اللحیانی: وهو التَّرْجُمَانُ والتُّرْجُمَانُ لکنه ذکر الفعل فی الرباعی، وله وجه؛ فإنه یقال: لسان مْرجُمٌ إذا کان فصیحا قوّالا، لکن الأکثر على أصالة التاء"([4]).

وتأتی الترجمة بمعنى التفسیر، قال ابن منظور: "التُّرْجُمانُ والتَّرْجَمان المفسِّر للسان، وفی حدیث هِرَقْلَ: قال لتُرْجُمانه، الترجمان بالضم والفتح هو الذی یُتَرْجِم الکلام، أَی: ینقله من لغة إلى لغة أُخرى، والجمع التَّراجِم، والتاء والنون زائدتان، وقد تَرْجَمه                 وتَرْجَم عنه"([5]).

وقال فی موضع آخر:" ویقال قد تَرْجَمَ کلامَه إِذا فسره بلسان آخر، ومنه التَّرْجَمانُ، والجمع التَّراجِمُ، مثل: زَعْفَرانٍ وزَعافِر، وصَحْصحان وصَحاصِح، قال: ولک أَن تضم التاء لضمة الجیم فتقول تُرْجُمان"([6]).

 

ویقال: تَرجَمَ لفلان أو عنه إذا بیَّن تاریخه وسیرته، ومنه کتب التراجم([7])، وتَرجَمَ للکتاب أو الباب أی: عرَّفَه أو عَرَّفَ به([8]).

وعلى هذا فترجمة القرآن: أی تفسیره وبیان معانیه، وترجمان القرآن أیضاً تفسیره، وقد سمَّى به السیوطی تفسیرا مطولاً اختصره فی الدر المنثور([9]).

ونخلص مما سبق إلى أن لفظة الترجمة قد أتت فی اللغة لثلاثة معان هی: التبیین، والتوضیح، والتفسیر.

أما فی الاصطلاح فالترجمة هی نقل المحتوى من لغة المصدر إلى لغة الهدف([10]).

وقیل: عملیة تحویل نص أصلی مکتوب (ویسمى النص المصدر) من اللغة المصدر إلى نص مکتوب (النص الهدف) فی اللغة الأخرى([11]). وهذا التعریف قد قصر الترجمة على النصوص المکتوبة.

وعرفه محمد عبد العظیم الزرقانی بقوله: "هی التعبیر عن معنى کلام فی لغة بکلام آخر فی لغة أخرى مع الوفاء بجمیع معانیه ومقاصده"([12]). ولا شک أن هذا التعریف أجمع وأمنع من سابقیه.

 

المطلب الثانی: الفرق بین الترجمة والتفسیر

التفسیر فی الاصطلاح علم یبحث فیه عن القرآن الکریم من حیث دلالته على مراد الله بقدر الطاقة البشریة([13])، وتفترق الترجمة عن التفسیر مطلقا سواء أکان تفسیرا بلغة الأصل أم تفسیرا بغیر لغة الأصل، وذلک فی الأمور الآتیة([14]):

الأول: أن صیغة الترجمة صیغة استقلالیة یراعى فیها الاستغناء بها عن أصلها وحلولها محله ولا کذلک التفسیر، فإنه قائم أبدا على الارتباط بأصله بأن یؤتى مثلا بالمفرد أو المرکب ثم یشرح هذا المفرد أو المرکب شرحا متصلا به اتصالا یشبه اتصال المبتدأ بخبره إن لم یکن إیاه ثم ینتقل إلى جزء آخر مفرد أو جمله وهکذا من بدایة التفسیر إلى نهایته بحیث لا یمکن تجرید التفسیر وقطع وشائج اتصاله بأصله مطلقا، ولو جرد لتفکک الکلام وصار لغوا أو أشبه باللغو فلا یؤدی معنى سلیما فضلا عن أن یحل فی جملته وتفصیله محل أصله.

الثانی: أن الترجمة لا یجوز فیها الاستطراد أما التفسیر فیجوز، بل قد یجب فیه الاستطراد؛ وذلک لأن الترجمة مفروض فیها أنها صورة مطابقة لأصلها حاکیة له، فمن الأمانة أن تساویه بدقة من غیر زیادة ولا نقص حتى لو کان فی الأصل خطأ لوجب أن یکون الخطأ عینه فی الترجمة بخلاف التفسیر فإن المفروض فیه أنه بیان لأصله وتوضیح له.

الثالث: أن الترجمة فی الاصطلاح تتضمن دعوى الوفاء بجمیع معانی الأصل ومقاصده، ولا کذلک التفسیر، فإنه قائم على کمال الإیضاح سواء أکان هذا الإیضاح بطریق إجمالی أم تفصیلی، متناولا کافة المعانی والمقاصد، أو مقتصرا على بعضها دون بعض طوعا للظروف التی یخضع لها المفسر ومن یفسر لهم.

الرابع: أن الترجمة فی الاصطلاح تتضمن دعوى الاطمئنان إلى أن جمیع المعانی والمقاصد التی نقلها المترجم هی مدلول کلام الأصل، وأنها مرادة لصاحب الأصل منه، ولا کذلک التفسیر بل المفسر تارة یدعی الاطمئنان وذلک إذا توافرت لدیه أدلته، وتارة لا یدعیه وذلک عندما تعوزه تلک الأدلة، ثم هو طورا یصرح بالاحتمال ویذکر وجوها محتملة مرجحا بعضها على بعض، وطورا یسکت عن التصریح أو عن الترجیح.

المطلب الثالث: أقسام وأنماط الترجمة

أولاً: أقسام الترجمة:

تنقسم الترجمة إلى ثلاثة أقسام وأنواع وهی([15]):

الأول: ترجمة تحریریة Written Translation: وتکون بترجمة نص مکتوب إلى نص مکتوب بلغة أخرى.

الثانی: ترجمة تتبعیة Consecutive Interpretation: حیث یستمع المترجم للمتحدث وعندما یصمت المتحدث یبدأ المترجم بإعادة ما قاله المتحدث باللغة المترجم لها، وعادة ما یستخدم هذا النوع من الترجمة فی المقابلات بین رؤساء الدول وکبار المسؤولین.

الثالث: ترجمة فوریة Simultaneous Interpretation: وتتمثل فی ترجمة ما یقوله شخص أثناء حدیثه بحیث یضع المترجم سماعة یستمع من خلالها للمتحدث وفی نفس الوقت یترجم إلى اللغة الأخرى، ویستخدم هذا النوع من الترجمة فی البرامج التلفزیونیة المباشرة التی یستضاف فیها أجانب کما نشاهد عادة فی بعض القنوات العربیة مثل قناة الجزیرة والعربیة، ویعد هذا النوع أصعب أنواع الترجمة على الإطلاق حیث إنه لا یستحمل الخطأ أو التفکیر، ولابد من أن یکون المترجم متقنا لکلتا اللغتین.

وثمة تقسیم آخر للترجمة وهو([16]):

الأول: الترجمة ضمن اللغة الواحدة (intralingual translation): وتعنی هذه الترجمة إعادة صیاغة مفردات رسالة ما فی إطار نفس اللغة. ووفقا لهذه العملیة، یمکن ترجمة الإشارات اللفظیة بواسطة إشارات أخرى فی نفس اللغة، وهی تعتبر عملیة أساسیة نحو وضع نظریة وافیة للمعنى، مثل عملیات تفسیر القرآن الکریم.

الثانی: الترجمة من لغة إلى أخرى (interlingual translation): وتعنی هذه الترجمة ترجمة الإشارات اللفظیة لإحدى اللغات عن طریق الإشارات اللفظیة للغة أخرى. وما یهم فی هذا النوع من الترجمة لیس مجرد مقارنة الکلمات ببعضها وحسب، بل تکافؤ رموز کلتا اللغتین وترتیبها، أی یجب معرفة معنى التعبیر بأکمله.

وینقسم هذا النوع أیضا إلى قسمین أساسیین:

1-  الترجمة التحریریة: وهی التی تتم کتابة.

2-  الترجمة الشفهیة Oral Interpretation: وتکون شفهیا ویندرج تحتها بموجب هذا التقسیم عدة أنواع منها:

أ-الترجمة المنظورة At-Sight Interpretation أو الترجمة بمجرد النظر.

ب-الترجمة التتبعیة.

ج-الترجمة الفوریة.

الثالث: الترجمة من علامة إلى أخرى (intersemiotic translation): وتعنی نقل رسالة من نوع معین من النظم الرمزیة إلى نوع آخر دون أن تصاحبها إشارات لفظیة، وبحیث یفهمها الجمیع. ففی البحریة الأمریکیة على سبیل المثال، یمکن تحویل رسالة لفظیة إلى رسالة یتم إبلاغها بالأعلام، عن طریق رفع الأعلام المناسبة.

ثانیاً: أنماط ومستویات الترجمة:

اختلف فی تحدید أنماط ومستویات الترجمة، وأوصلها بعضهم إلى ثمانیة، ولکن نجمل هنا أهمها فی خمسة أنماط([17]):

الأول: الترجمة الحرفیة Literal Translation: وهی ترجمة النص کلمة کلمة بنفس تراکیب الجملة الأصلیة وبدون الالتفات على اصطلاحات اللغة المنقول منها مما یؤدی إلى نص مترجم ورکیک الأسلوب وغامض ومضطرب، وهذا النمط من الترجمة غالبا ما یظهر فی ترجمة المبتدئین أو فی مرحلة وسیطة لتراجم المحترفین.

الثانی: ترجمة بتصرف: وهی ترجمة للجملة کاملة بحیث ینقل المترجم للقارئ المعنى الذی یقصده الکاتب مع مراعاة تراکیب اللغة المنقول إلیها من حیث التقدیم والتأخیر، وترجمة الاصطلاحات والتعابیر الاصطلاحیة على ما یمکن أن یناظرها فی اللغة المترجم إلیها، ویتم اختیار الألفاظ بمراعاة الإیحاءات الهامشیة أو ظلال المعانی التی یقصدها الکاتب، ولا یهم فی هذا النمط تساوی عدد کلمات الجملة الأصلیة والجملة المترجمة، وتأتی هذه              على مستویین:

أ‌-      الترجمة الملتزمة: حیث یلتزم المترجم ما أمکن بالأصل لتحدید المعنى بدقة تعطی معنى واحدا محددا، ویستخدم هذا فی ترجمة القوانین والمعاهدات والاتفاقیات الدولیة.

ب‌-   الترجمة الذکیة: یدرس المترجم أسلوب الکاتب ثم یتقمص شخصیته ویسأل نفسه: کیف کان الکاتب سیصوغ هذه الجملة لو کان یعرف العربیة؟

الثالث: الترجمة الإبداعیة أو الترجمة الحرة Free Translation : وفیها یلتزم المترجم بموضوع النص المترجم وأفکاره الرئیسة، وفیما عدا ذلک یتصرف بطریقة حرة فی أسلوب الکتابة، وفی المصطلحات المستخدمة والصور الجمالیة بل قد یضیف أو یحذف بعض التفاصیل غیر الأساسیة، ویتم هذا عادة فی ترجمة الشعر التی یفضل فیها إنشاء شعر جدید به معظم أفکار الکاتب الأصلی.

الرابع: الترجمة الشارحة أو التفسیریة: وفیها یضیف المترجم بعض الألفاظ أو العبارات التی یشرح فیها غوامض النص الأصلی، وقد تکون هذه الإضافة فی متن النص، لکن یفضل أن تکون فی الهوامش. ونحتاج لهذه الترجمة عند ترجمة النصوص العلمیة حیث تکون معانی بعض المصطلحات غامضة، وکذلک فی بعض الترجمات الأدبیة لإیضاح بعض الغوامض التی تنبع من إشارات الکاتب إلى موضوعات، أو شخصیات ثقافیة غیر مألوفة للقارئ العادی.

الخامس: الترجمة التلخیصیة: فی هذا النمط من الترجمة یعطى المترجم فکرة عامة مختصرة عن الموضوع الذی یترجمه کخطوة لاختیار النص الجدیر بالترجمة الکاملة الأمینة.

والترجمة الجیدة والاحترافیة هی التی روعی فیها المقام ونوع النص، فاختار المترجم النمط المناسب من بین الأنماط السابقة مع الوفاء بجمیع معانی النص                  الأصلی ومقاصده.

 

المطلب الرابع: ترجمة معانی القرآن الکریم إلى اللغة الإنجلیزیة

یمکن تقسیم ترجمات معانی القرآن الکریم إلى قسمین: ترجمات المسلمین وترجمات غیر المسلمین، ونبدأ بالثانی لسبقه فی الزمن.

أولاً: ترجمات غیر المسلمین، وأخص بها ترجمات المستشرقین:

أول ما ترجم معانی القرآن الکریم إلى اللغة الإنجلیزیة کان فی أواخر القرن السابع عشر المیلادی، ومن أشهر ما ترجم فی هذه الفترة الزمنیة ما یلی([18]):

ترجمة ألکسندر روس عام 1688م الذی نقل عمل المستشرق الفرنسی                      (أندرودی رایر) من الفرنسیة إلى الإنجلیزیة، وعدَّ عمله هذا أول نسخة إنجلیزیة مترجمة للقرآن الکریم.

وتوالت الترجمات الإنجلیزیة التی اعتمد کثیر منها على ترجمة لاتینیة قام بها الأب (لا دوفیک ماراکس) عام 1668م.

وفی القرن الثامن عشر ظهر المستشرق (جورج سیل - بالإنجلیزیة:                    George Sale) الذی ترجم القرآن الکریم إلى الإنجلیزیة عام 1734م، وتعد ترجمته هذه أشهر الترجمات باللغة الإنجلیزیة للقرآن الکریم على الإطلاق، کما یعد صاحبها شیخ المترجمین الإنجلیز فی هذه المرحلة.

ثم تبعها ترجمات عدیدة جلها اعتمد على ترجمة (جورج سیل)، منها ترجمة               (جون میدوس رودیل -بالإنجلیزیة: John Medows Rodwell) فی عام 1861م، وترجمة (إدوارد هنری بالمر -بالإنجلیزیة: Edward Henry Palmer) فی عام 1880م، وترجمة (بل) فی عام 1939م، وترجمة نعیم جوزیف داوود -بالإنجلیزیة: N. J. Dawood) فی عام 1956م، وترجمة (البروفسور آرثر آربری -بالإنجلیزیة: Arthur John Arberry) التی نشرت عام 1955م.

ثانیاً: ترجمات المسلمین([19]):

وفی هذا القسم نوعان أیضا: ترجمات مستقیمة (غیر محرفة) وترجمات محرفة.

ومن أشهر ترجمات القسم الأول ترجمة محمد مارمادوک بکتال التی بدأها فی حیدر آباد واستکملها فی مصر بالتعاون مع بعض علماء الأزهر، وکانت ترجمته (The Meaning of the Glorious Qur'an by Muhammad M. Pickthall) أول ترجمة لمعانی القرآن الکریم یکتبها بالإنجلیزیة مسلم فی عام1930م، وترجمة عبد الله یوسف علی فی عام 1934م، وأهم ما یمیز هذه الترجمة هو احتواؤها على تفسیر سهل وبسیط لمعظم الآیات، وترجمة توماس بالنتین إرفینغ (بالإنجلیزیة: Thomas Ballantine Irving)، وهو أول من ترجم القرآن الکریم إلى اللغة الإنجلیزیة الأمیرکیة فی عام 1985م، وترجمة محمد تقی الدین الهلالی ومحمد محسن خان، وهی مبنیة على تفسیر الطبری والقرطبی وابن کثیر، صدرت طبعتها الأولى فی 1974م، وأعید النظر فیها فی 1993م، وتلقى عنایة فائقة من مجمع الملک فهد لطباعة المصحف الشریف بالمدینة المنورة، وترجمة صحیح إنترناشیونال (بالإنجلیزیة: Saheeh International) التی قام بها فریق من ثلاث نساء أمریکیات اعتنقوا الإسلام، ویتکوَّن الفریق من: أمینة أسامی (أم محمد)، وأمَة الله بانتلی، وماری کندی فی عام 1997م، وهذه الترجمة مبنیة على ترجمة محمد تقی الدین الهلالی ومحمد محسن خان.

أما الترجمات المحرفة فمن أشهرها: ترجمة محمد أسد فی عام1980م، وترجمة شیر علی (بالإنجلیزیة: Sher Ali) عام 1955م، وترجمة أحمد رضا خان البریلوی مؤسس فرقة البریلویة وهی فی الأصل أردیة لکن قام بنقلها إلى الإنجلیزیة ح. الفاطمی من لاهور عام 1985م، وترجمة رشاد خلیفة فی عام 1978م، وترجمة شبیر أحمد، نقلها من الأردیة محمد إشفاق أحمد عام 1999م، وشبیر هذا من جماعة القرآنیین (منکری الحدیث النبوی)، وترجمة أدیب یوکسل، وترجمة محمد طاهر القادری.

المبحث الثانی: المشکلات النحویة فی ترجمات معانی القرآن الکریم إلى               اللغة الإنجلیزیة

توطئة: النحو فی الاصطلاح هو العلم المستخرج بالمقاییس المستنبطة من استقراء کلام العرب الموصلة إلى معرفة أحکام أجزائه التی ائتلف منها([20])، ویقصد بالمشکلات النحویة تلک المشکلات التی تعزى لاختلاف نظام الترکیب النحوی العربی عنه فی الترکیب النحوی الإنجلیزی، والمشکلات التی تواجه مترجمی معانی القرآن إلى اللغة الإنجلیزیة فی هذا المجال متعددة، منها: ما یتعلق بالتعقید الموجود فی قواعد اللغة المصدر (Source Language)، واختلاف القواعد النحویة بین اللغة المصدر(Source Language) واللغة الهدف                   (Target Language)، والاختلاف فی نظام ترتیب المفردات فی اللغة الهدف                        (TL word order)([21])، وعلى هذا فیما یلی سنتناول نماذج من المشکلات المتعلقة بالترکیب النحوی المتمثل فی الجملة الاسمیة والجملة الفعلیة وشبه الجملة.

المطلب الأول: مشکلات تتعلق بالجملة الاسمیة.

تعد الموصولات الاسمیة المشترکة مثل (من) و(ما) فی اللغة العربیة من المشکلات التی تواجه مترجمی معانی القرآن الکریم إلى اللغة الإنجلیزیة، ویتمثل الإشکال فی اشتراکها فی الإفراد والجمع، والتذکیر والتأنیث، وأحیانا فی العاقل وغیر العاقل، إذا عومل غیر العاقل معاملة العاقل، على سبیل التغلیب([22]) قال ابن مالک: "وإذا اختلط صنف من یعقل بصنف ما لا یعقل، جاز أن یُعَبَّر عن الجمیع بـ (مَن) -وهی اسم موصول للعاقل-؛ تغلیباً للأفضل"، کقوله تعالى:   ﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ یُسَبِّحُ لَهُۥ مَن فِی ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ﴾[النور:41]، وأن یُعَبَّر عنه بـ (ما)؛ لأنها عامة فی الأصل نحو: ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِی ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ﴾ [الحدید:1]، واستحسن التعبیر بـ (مَن) عما لا یعقل، إذا أُجری مجرى من یعقل"([23]).

وقد لا یتنبه المترجم لأن یسترشد بالسیاق فیجعل ما للمفرد للجمع بمجرد کون ما تقدمه جمعا، وعلى سبیل المثال: ترجم عبد الله یوسف علی (مَن) بالجمع وتبعه على ذلک بعض المترجمین([24])، وذلک فی قوله تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفٖۖ فَإِنۡ أَصَابَهُۥ خَیۡرٌ ٱطۡمَأَنَّ بِهِۦۖ وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِکَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِینُ﴾ [الحج:11]

یقول عبد الله یوسف علی:

There are among men some who serve Allah, as it were, on the verge: if good befalls them, they are, therewith, well content; but if a trial comes to them, they turn on their faces: they lose both this world and the Hereafter: that is loss for all to see!

وطرد هذا الأسلوب فی الآیتین بعد هذه من قوله تعالى:﴿ یَدۡعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا یَضُرُّهُۥ وَمَا لَا یَنفَعُهُۥۚ ذَٰلِکَ هُوَ ٱلضَّلَٰلُ ٱلۡبَعِیدُ ﴾ [الحج:12]

They call on such deities, besides Allah, as can neither hurt nor profit them: that is straying far indeed (from the Way)!

وقوله: ﴿یَدۡعُواْ لَمَن ضَرُّهُۥٓ أَقۡرَبُ مِن نَّفۡعِهِۦۚ لَبِئۡسَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَلَبِئۡسَ ٱلۡعَشِیرُ ﴾[الحج:13]

(Perhaps) they call on one whose hurt is nearer than his profit: evil, indeed, is the patron, and evil the companion (or help)!

فترجم الفعل المضارع (یدعو) فی کلتا الآیتین على أنه (یدعون)! ولعل ما جعله یختار الجمع اعتباره أول الآیة من قوله: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ﴾ حیث إن (الناس) جمع.

 

بینما تجد فی أکثر الترجمات الأخرى أنهم قد اعتبروا معنى هذا الموصول مفردا بمعنى (الذی)، وهو ما یعضده سیاق الآیات اللاحقة، یقول مارمادوک بکتال:

And among mankind is he who worshippeth Allah upon a narrow marge so that if good befalleth him he is content therewith, but if a trial befalleth him, he falleth away utterly. He loseth both the world and the Hereafter. That is the sheer loss.

المطلب الثانی: مشکلات تتعلق بالجملة الفعلیة

یشکل زمن الفعل فی اللغة العربیة إحدى المشکلات النحویة الواضحة فی ترجمات معانی القرآن الکریم إلى اللغة الإنجلیزیة، وذلک فی أمور منها الالتفات من الماضی إلى المضارع فی جملة فعلیة. ففی قوله تعالى:﴿ إِذۡ جَآءُوکُم مِّن فَوۡقِکُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنکُمۡ وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠ ﴾ [الأحزاب:10]

جاء فی ترجمة عبد الله یوسف علی:

Behold! They came on you from above you and from below you, and behold, the eyes became dim and the hearts gaped up to the throats, and ye imagined various (vain) thoughts about Allah!

فی الآیة الکریمة جاءت الجمل الفعلیة (جاؤوکم) و(زاغت الأبصار) و(بلغت القلوب الحناجر) بصیغة الماضی، بینما جاءت الجملة (وتظنون بالله الظنونا) بصیغة المضارع للدلالة على تجدد تلک الظنون بتجدد أسبابها کنایة عن طول مدة البلاء الذی کانوا یعیشونه، قال الطاهر بن عاشور: "وفی صیغة المضارع معنى التعجیب([25]) من ظنونهم لإدماج العتاب بالامتنان"([26]). وقد ترجم عبد الله یوسف علی الجملة الفعلیة التی بصیغة المضارع بصیغة الماضی مشاکلة لسابقتها، فأفقد المعنى المقصود من الالتفات، وهذا بعینه یعد مشکلة لدى کثیر من المترجمین حیث یصعب علیهم نقل معانی القرآن کما هی فی بعض الحالات، فیحتاجون إلى التحول من صیغة النص الأصلی لنقل المعنى المقصود للجمهور المستهدف، وشرط الترجمة الصحیحة وفاؤها بجمیع معانی النص الأصلی ومقاصده کما قدمنا فی التعریف([27]). وهذه ظاهرة فی کثیر من الآیات التی فیها التفات بین الصیغ.

ونلاحظ أن محمد مارمادوک بکتال لم یرتکب هذا الأمر فی ترجمته بل أبقى الصیغة على ما هی علیه مع إضافة یسیرة وذلک فی قوله:

When they came upon you from above you and from below you, and when eyes grew wild and hearts reached to the throats, and ye were imagining vain thoughts concerning Allah

أی: وکنتم تظنون بالله الظنون، ومثل هذا فعل محمد تقی الدین الهلالی ومحمد محسن خان فی ترجمتهما([28])، ومع ذلک فإنه لا یفی بالمقصود أعلاه من التجدد والحدوث اللذین تدل علیهما صیغة المضارع، ولا تکاد تجد فی التراجم الموجودة بین أیدینا من وفقت ترجمته لهذا المعنى، بل ترجمها کثیر منها بما معناه (وبدأتم تظنون بالله الظنون)([29])، محاولة منهم استرشاد شکل الفعل بالسیاق العام، والاعتبارات الأسلوبیة على حساب المعنى المقصود.

وقد یصعب ترجمة النص الوارد بالجملة الفعلیة فیضطر المترجم إلى ترجمته بالجملة الاسمیة، مع أن التعبیر بالجملة الاسمیة له دلالة تختلف عنها فی الجملة الفعلیة، وهذه المشکلة تعود لاختلاف نظام الترتیب بین اللغة المصدر واللغة الهدف فقولک: محمد قائم، غیر قولک: یقوم محمد، وذلک ما نلاحظ فی ترجمة قوله تعالى: ﴿... وَمَا یَعۡزُبُ عَن رَّبِّکَ مِن مِّثۡقَالِ ذَرَّةٖ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِی ٱلسَّمَآءِ وَلَآ أَصۡغَرَ مِن ذَٰلِکَ وَلَآ أَکۡبَرَ إِلَّا فِی کِتَٰبٖ مُّبِینٍ ٦١﴾[یونس:61]

فی هذه الآیة جملة فعلیة مکونة من: (یعزب) فعل مضارع مرفوع، و(عَنْ رَبِّکَ) جار ومجرور متعلقان بـ(یعزب)، و(مِنْ) حرف جر زائد، و(مِثْقالِ) فاعل مجرور لفظا مرفوع محلا، و(ذَرَّةٍ) مضاف إلیه و(فِی الْأَرْضِ) جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال، وقد اختلف المترجمون فی ترجمة الآیة فأخرجها بعضهم عن صورة الجملة الفعلیة إلى صورة الجملة الاسمیة، ومعلوم أن الجملة الفعلیة تفید التجدد والحدوث، والجملة الاسمیة تفید الثبوت والدوام، ففرق بین الأمرین کما هو مقرر فی علم المعانی([30])، وأخرجها الآخرون من البناء للمعلوم إلى البناء للمجهول.

یقول آثر آربری :

And not so much as the weight of an ant in earth or heaven escapes from thy Lord, neither is aught smaller than that, or greater, but in a Manifest Book.

بمعنى (ولیس قدر وزن النمل فی الأرض أو السماء یهرب من ربک، لا هو أقل من ذلک، أو أکبر...)

وقال مارمادوک بکتال:

And not an atom's weight in the earth or in the sky escapeth your Lord, nor what is less than that or greater than that, but it is (written) in a clear Book.

بمعنى (ولیس وزن ذرة فی الأرض أو فی السماء یهرب من ربک، ولا ما هو أقل من ذلک أو أکبر من ذلک)

ولما حاول عبد الله یوسف علی الإبقاء على الجملة الفعلیة اضطر إلى تحویلها من صیغة البناء للمعلوم إلى البناء للمجهول فقال:

Nor is hidden from thy Lord (so much as) the weight of an atom on the earth or in heaven. And not the least and not the greatest of these things but are recorded in a clear record

أی: (ولا یُخَفی من ربک قدرُ وزن الذرة على الأرض أو فی السماء)

وجاءت العبارة رکیکة فی الترجمة الأمریکیة الموسومة بـ(صحیح إنترناشونال) والتی یراه بعضهم أفضل الترجمات الإنجلیزیة المعاصرة:

And not absent from your Lord is any [part] of an atom's weight within the earth or within the heaven or [anything] smaller than that or greater but that it is in a clear register.

أی: (ولیس غائبا عن ربک أی جزء من وزن الذرة داخل الأرض أو داخل السماء أو أی شیء أصغر من ذلک أو أکبر)

وهکذا فی بقیة الترجمات التی رجعت إلیها([31])، فقد أشکل علیها ترجمة هذه الآیة بسبب أن نظام الجملة فی اللغة العربیة غیرها فی الإنجلیزیة، فالجملة فی الإنجلیزیة اسمیة، ولا تکون فعلیة إلا إذا قصد الطلب من استفهام وأمر ونحوهما، بینما الأمر فی العربیة واسع فیتخیر الإنسان الجملة المناسبة لما یرید التعبیر عنه اسمیة کانت أم فعلیة من غیر الاضطرار إلى الخروج من البناء للمعلوم إلى المجهول.

المطلب الثالث: مشکلات تتعلق بشبه الجملة

وشبه الجملة إما أن تکون ظرفا أو جارا ومجرورا.

أما الظرف فالإشکال فیه من ناحیة الاختلاف فی تحدید معناه، ومن الأمثلة التی اختلف فیها الترجمات بسبب احتمال أکثر من معنى قوله تعالى:﴿ أَمَّا ٱلسَّفِینَةُ فَکَانَتۡ لِمَسَٰکِینَ یَعۡمَلُونَ فِی ٱلۡبَحۡرِ فَأَرَدتُّ أَنۡ أَعِیبَهَا وَکَانَ وَرَآءَهُم مَّلِکٞ یَأۡخُذُ کُلَّ سَفِینَةٍ غَصۡبٗا ﴾[الکهف:79]

الوراء فی الأصل اسم مکان للجهة التی خلف الشیء([32])، وهو عریق فی الظرفیة، لکنه قد یجعل مجازا أو کنایة عن الغائب؛ لأنه لا یبصره الشخص، أو مجازا عن المجاوز؛ لأن الشیء إذا کان أمام السائر فهو صائر إلیه، فإذا صار وراءه فقد تجاوزه وتباعد عنه، ویستعمل أیضا بمعنى الطلب والتعقب: تقول ورائی فلان، بمعنى: یتعقبنی ویطلبنی([33])، ومنه الآیة التی معنا، ویرى ابن فارس أنه من الأضداد حیث یقول: " أمَّا قولهم: ورَاءَکَ فإنَّه یکون من خَلف، ویکون من قُدّام. قال الله تعالى: ﴿ وَکَانَ وَرَآءَهُم مَّلِک﴾ أی: أمامَهم "([34]). وقد وافقه على هذا کثیر من اللغویین([35]).

وقال الطاهر بن عاشور: " والوراء: مستعمل فی معنى ما ینتظره ویحل به من بعد، فاستعیر لذلک بجامع الغفلة عن الحصول کالشیء الذی یکون من وراء المرء لا یشعر به؛ لأنه لا یراه "([36]).

فقد اختلفت الترجمات الإنجلیزیة لهذه الآیة بین من یعبر عن معنى الظرف المذکور بالخلف ومن یترجمه ببعد أو أمام، یقول:آثر آربری :

As for the ship, it belonged to certain poor men, who toiled upon the sea; and I desired to damage it, for behind them there was a king who was seizing every ship by brutal force.

أی: کان خلفهم ملک... ومثله ترجمة مارمادوک بکتال ومحمد شاکر([37]).

وقال عبد الله یوسف علی -ووافقه محمد محسن خان وصاحبات صحیح انترنشونال ([38]):

As for the boat, it belonged to certain men in dire want: they plied on the water: I but wished to render it unserviceable, for there was after them a certain king who seized on every boat by force.

وعبارته تحتمل أن یکون قد ترجمه على الحقیقة بمعنى (کان بعدهم ملک)، وتحتمل أن تکون مجازیة بمعنى (یتعقبهم ویطلبهم ملک). وهذا مشکل وبخاصة إذا کان الظرف یحتمل أکثر من معنى کهذا.

وأحیانا یشکل على المترجم التفریق بین الظرف المختص وغیر المختص ومثاله ما وقع فی ترجمة عبد الله یوسف علی فی معنى الآیة: ﴿وَیَوۡمَ نَحۡشُرُهُمۡ جَمِیعٗا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِینَ أَشۡرَکُواْ مَکَانَکُمۡ أَنتُمۡ وَشُرَکَآؤُکُمۡۚ فَزَیَّلۡنَا بَیۡنَهُمۡۖ وَقَالَ شُرَکَآؤُهُم مَّا کُنتُمۡ إِیَّانَا تَعۡبُدُونَ ﴾[یونس:28] حیث قال:

One day shall We gather them all together. Then shall We say to those who joined gods (with Us): "To your place! ye and those ye joined as 'partners' We shall separate them, and their "Partners" shall say: "It was not us that ye worshipped([39])!

أی: فی یوم من الأیام سنحشرهم جمیعا أو ویوماً سنحشرهم جمیعا ........

ولم أجد من وافقه فی هذه الترجمة، وقد ترجمها غیره صحیحاً على کون الظرف مختصا بالإضافة، یقول: آثر آربری :

And the day We shall muster them all, then We shall say to those who associate other gods with God: 'Get you to your place, you and your associates!' Then We shall set a space between them, and their associates will say, 'Not us you were serving([40]).

أما القسیم الثانی لشبه الجملة فهو الجار والمجرور، وقد وقع فی هذا خلط کثیر لما تختص به حروف الجر فی العربیة من خصائص لا تکاد توجد فی الإنجلیزیة، فالباء مثلا له معان کثیرة منها الإلصاق، والتبعیض والسببیة وغیرها([41])، وقد یضمن الفعل معنى فعل آخر فیعدى بالحرف الذی یتعدى به، وقل من یتنبه لهذا من المترجمین. فمن الأمثلة على ذلک تضمین لفظ (یشرب) معنى (یروى) فی قوله تعالى: ﴿عَیۡنٗا یَشۡرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ یُفَجِّرُونَهَا تَفۡجِیرٗا﴾ [الإنسان:7].

یقول الفراء: "وقوله-عز وجل-:﴿ یَشۡرَبُ بِهَا﴾، و«یشربها» سواء فی المعنى ، وکأن (یشرب بها): یَرْوَى بها، ویَنقَع، وأما یشربونها فبیّن"([42]).

وجمیع الترجمات التی رجعت إلیها لم تراع تضمین الفعل (یشرب) معنى الفعل (یروى) و(یتلذذ) وتعدیته بالباء بدلا من (من)، الذی هو أحسن فی هذا الباب، فعاملوا الجار والمجرور (بها) معنى (منها) على التبعیض أو (فیها) على الظرفیة، وکلاهما معنیان مجازیان، على أن التبعیض هو ما علیه الکوفیون وکثیر من اللغویین([43])، ولو کانا هما مقصود الشارع الحکیم لم یعدل عن الحروف الأصلیة (من) و(فی) إلى الباء، فدل على أن الباء جاءت لزیادة معنى الری والتلذذ، وعلى سبیل المثال یقول مارمادوک بکتال:

A spring wherefrom the slaves of Allah drink, making it gush forth abundantly

والترجمة الصحیحة أن یقال:

A spring where the slaves of Allah drink to their fill, making it gush forth abundantly.

المبحث الثالث: المشکلات الدلالیة فی ترجمات معانی القرآن الکریم إلى                اللغة الإنجلیزیة

توطئة:

الدلالة فی الاصطلاح: کون الشیء بحالة یلزم من العلم به العلم بشیء آخر، والشیء الأول هو الدال والثانی هو المدلول([44]). ویقصد بها المعنى عند اللغویین([45])، وترتبط الدلالة -بوصفها فرعا من فروع علم اللغة الحدیث-بمجالات البحث اللغوی المختلفة فتشمل الدلالة المعجمیة والصوتیة والصرفیة والنحویة([46])، فالدلالة المعجمیة أصل الدلالات ومنبعها، وتهتم ببیان المعانی المفردة للکلمات([47])، والدلالة الصوتیة تستمد من طبیعة بعض الأصوات ومن أبرز مظاهرها النبر والنغمة الکلامیة([48])، والدلالة الصرفیة تنبنی على المعانی المستفادة من الأوزان والأبنیة الصرفیة([49])، أما الدلالة النحویة فهی المفهوم المستمد من التراکیب النحویة([50])، وفیما یلی نتناول بعض المشکلات الدلالیة فی ترجمة معانی القر آن إلى اللغة الإنجلیزیة وذلک فی أربعة مطالب:

المطلب الأول: مشکلات الدلالة المعجمیة

تعد ترجمة بعض المفردات المعجمیة إلى اللغة الإنجلیزیة المشکلة الرئیسة التی یواجها مترجمو معانی القرآن، وتتمثل فی عدم التکافؤ فی المعنى أو غیاب ما یعادل بعض المصطلحات الإسلامیة فی اللغة الإنجلیزیة، وقد یوجد لکنه لا یؤدی معنى المصطلح بدقة وإن وافقه فی معناه اللغوی، مما یجبر المترجم على نقلها کما هی وتفسیر مفهومها بین القوسین، وقد ارتکب محمد تقی الدین الهلالی ومحمد محسن خان هذا کثیرا فی ترجمتهما مما عرض عملهما للنقد من بعض القراء، دون مراعاة کون هذا الأمر مشکلة أساسیة فی ترجمة معانی القرآن الکریم، ومن هذه المصطلحات الإسلامیة: الإیمان، والصلاة والزکاة والصیام، والطهارة، والغیب والتوبة والتقوى والکفر والشرک والفسق والمعروف والمنکر، فإن ترجمة هذه المصطلحات تعطی معانی تقریبیة فقط، ولا یمکن بحال من الأحوال الوفاء بمعانیها المتکافئة فی اللغة الإنجلیزیة، لذلک تجد المترجمین حیص بیص فی التعامل معها، وفیما یلی نماذج من ذلک:

قال تعالى: ﴿ ٱلَّذِینَ یُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَیۡبِ وَیُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ یُنفِقُونَ ﴾[البقرة:3]

فقد جاءت ترجمة الغیب والصلاة فی الآیة هکذا([51]):

Arberry: who believe in the Unseen, and perform the prayer, and expend of that We have provided them;

Pickthall: Who believe in the Unseen, and establish worship, and spend of that We have bestowed upon them;

Yusuf Ali: Who believe in the Unseen, are steadfast in prayer, and spend out of what We have provided for them;

Shakir: Those who believe in the unseen and keep up prayer and spend out of what We have given them.

Muhammad Sarwar: the pious who believe in the unseen, attend to prayer, give in charity part of what We have granted them;

Mohsin Khan: Who believe in the Ghaib and perform As-Salat (Iqamat-as-Salat), and spend out of what we have provided for them [i.e. give Zakat, spend on themselves, their parents, their children, their wives, etc., and also give charity to the poor and also in Allah's Cause -                        Jihad, etc.].

Sahih International: Who believe in the unseen, establish prayer, and spend out of what We have provided for them.

نلاحظ أن جمیع الترجمات السبعة السابقة عدا ترجمة محمد محسن خان قد ترجمت لفظ الغیب بغیر المرئی (Unseen) قصرا للغیب على ما لا یرى، وهو غیر صحیح ؛ لأن الغیب عند أهل اللغة هو کل ما غاب عنک([52])، فیشمل غیر المرئی وغیر المعلوم أصلا للمخلوق، وإن کان أصل مادته یدلُّ على تستُّر الشیء عن العُیون([53]). لهذا لاحظنا توقف محمد محسن خان فی ترجمته، بل نقل اللفظ کما هو لکن بالحروف اللاتینیة (Ghaib)؛ لعدم وجود کلمة متکافئة له فی اللغة الإنجلیزیة، وکان ینبغی فی مثل هذه الحال اللجوء إلى الترجمة التفسیریة فیفسر اللفظ بین القوسین أو فی الهامش أو یختار اللفظ الذی یدل على غیر المعلوم (unknown)؛ لکونه أشمل من (unseen) فغیر المعلوم یشمل المرئی وغیر المرئی، ورؤیة الشیء لا یعنی بالضرورة العلم بکنهه ودقائقه.

وأیضا ترجموا لفظ الصلاة فیها إما بالعبادة (Worship) کما فعل محمد مارمدوک بکتال أو (Prayer) الذی له عدة معان فی اللغة الإنجلیزیة منها: طلب رسمی للعون أو التعبیر عن الشکر لله، وألفاظ محددة لهذا الطلب، وأمل جاد أو رجاء، والنشاط نفسها، وشعیرة دینیة یغلب علیها الدعاء([54]).

ولهذا فقد أبقى محمد محسن خان اللفظ کما هی ونقلها بالحروف اللاتینیة (as-Salat) لعدم وجود لفظ معادل، والصلاة فی الشرع: أقوال وأفعال مخصوصة مفتتحة بالتکبیر مختتمة بالتسلیم([55]).

وقال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ أَنزَلۡنَآ إِلَیۡکَ ءَایَٰتِۢ بَیِّنَٰتۖ وَمَا یَکۡفُرُ بِهَآ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقُونَ﴾[البقرة:99] 

 

جاءت ترجمة الفاسقون فی الآیة على النحو الآتی([56]):

Arberry: the ungodly. (الفجار)

Pickthall: miscreants (الأوغاد)

Yusuf Ali: those who are perverse.( المنحرفون)

Shakir: the transgressors.( العادون)

Muhammad Sarwar: the wicked sinners. (الخاطئون الأشرار)

Mohsin Khan: Fasiqun (those who rebel against Allah's Command). (الفاسقون – بلا ترجمة)

Sahih International: the defiantly disobedient. (العصاة المتَحَدُّون)

هکذا نلاحظ أنهم جمیعا لم یتفقوا على لفظ واحد یقوم مقام (الفاسقون)؛ لعدم وجوده فی اللغة الإنجلیزیة، وهذا یشکل على المترجمین. ونختم هذا بأن الفاسق کما فی عرف الشرع هو الخارج عن الطاعة([57]). فکانت ترجمة محمد محسن أقرب إلى المقصود.

المطلب الثانی: مشکلات المجاز والاستعارة

المجاز فی الاصطلاح: لفظ مستعمل فی غیر ما وضع له فی اصطلاح به التخاطب على وجه یصح مع قرینة عدم إرادته([58]).

وینقسم المجاز من حیث وجود العلاقة وعدمها إلى قسمین([59]):

الأول: المجاز اللغوی، ویتعلق بنقل الألفاظ من حقائقها اللغویة إلى معانٍ أخر بینها صلة ومشابهة.

الثانی: المجاز العقلی، وهو ما استعملت ألفاظه فی حقائقها مع التجوز فی الإسناد کقولنا: بَنى الأمیر المدینة، والبانی الحقیقی عماله؛ لأن الأمیر لا یشترک فی البناء عادة على سبیل الحقیقة، فأسند إلیه البناء على سبیل المجاز الذی طریقه العقل.

وینقسم المجاز اللغوی بالنظر إلى العلاقة المصححة إلى ضربین([60]):

الأول: الاستعارة، وهو ما کانت العلاقة بین ما استعمل فیه وما وضع له هی المشابهة.

والثانی: المجاز المرسل، وهو ما کانت العلاقة بین ما استعمل فیه وما وضع له ملابسة غیر المشابهة کالید إذا استعملت فی النعمة.

المجاز والاستعارة من الأسالیب البلاغیة الواردة فی القرآن الکریم، فهما خاصیة من خصائص النص القرآنی، وعلیه ینبغی للمترجمین عدم تجاهلهما عند ترجمة القرآن الکریم إلى اللغة الإنجلیزیة، فعلى سبیل المثال قال الله تعالى:﴿ وَأَرۡسَلۡنَا ٱلسَّمَآءَ عَلَیۡهِم مِّدۡرَارٗا ﴾[الأنعام:6]

قال أبو حیان: " و(ٱلسَّمَآءَ) السماء المظلة قالوا: لأن المطر ینزل منها إلى السحاب، ویکون على حذف مضاف أی: مطر السَّمَاء، ویکون (مِدْرَاراً) حالاً من ذلک المضاف المحذوف"([61]).

فهذا مجاز مرسل بحذف المضاف علاقته المحلیة حیث إنه عبر بالمحل وهو السماء عن الحالّ الذی هو المطر، وهذه العلاقة هی التی تدل على أن المعنی الحقیقی للسماء غیر مراد هنا، وعندما ننظر فی ترجمات الآیة نجد ما یلی([62]):

Arberry: We loosed heaven upon them in torrents

Pickthall: and We shed on them abundant showers from the sky

Muhammad Sarwar: We sent down plenty of rain from the sky for them.

هکذا نجد أنه بینما راعى أکثر الترجمات الحذف المشار إلیه أعلاه قد ترجم آثر آربری الآیة ترجمة حرفیة بما معناه (أطلقنا السماء علیهم بالسیول) وکان ینبغی أن یترجم السماء بمعنى المطر الغزیز کما رأینا فی الترجمات الأخرى، وهذا یدل على أن المجاز المرسل یشکل واحدا من المشکلات الدلالیة التی تواجه المترجمین.

ومثل هذا وقع فی ترجمة لفظ القریة فی قول الله سبحانه:﴿وَسۡ‍َٔلِ ٱلۡقَرۡیَةَ ٱلَّتِی کُنَّا                فِیهَا ﴾[یوسف:82]

جاء فی الترجمات الإنجلیزیة([63]):

Arberry: Enquire of the city wherein we were.

Pickthall: Ask the township where we were.

Yusuf Ali: "'Ask at the town where we have been.

Shakir: And inquire in the town in which we were. Muhammad Sarwar: You can ask the people of the town where we were.

Mohsin Khan: "And ask (the people of) the town where we have been.

Sahih International: And ask the city in which we were.

 قد جاءت ترجمة القریة فی جمیع هذه الترجمات حرفیة (القریة أو المدینة) إلا فی ترجمة محمد سرور وترجمة محمد محسن خان حیث ترجماها بأهل القریة لإدراکهما أن القریة لا تُسأل وإنما یُسأل أهلُها، وهو المراد فی الآیة کما بین علماء اللغة والتفسیر، قال الألوسی: "وسؤال القریة عبارة عن سؤال أهلها إما مجازا فی القریة؛ لإطلاقها علیها بعلاقة الحالیة والمحلیة، أو فی النسبة، أو یقدر فیه مضاف، وهو مجاز أیضا عند                          سیبویه وجماعة "([64]).

وقال عز وجل: ﴿ وَتَرَى ٱلۡأَرۡضَ هَامِدَةٗ فَإِذَآ أَنزَلۡنَا عَلَیۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡ وَأَنۢبَتَتۡ مِن کُلِّ زَوۡجِۢ بَهِیجٖ﴾[الحج:5]ن

ففی الآیة الکریمة استعار الله عز وجل بعض أوصاف الحیوان لتصویر ما یحدث للأرض بعد نزول المطر من الإحیاء والإنبات، قال الشریف الرضی: "وهذه استعارة؛ لأن المراد هاهنا باهتزاز الأرض -واللّه أعلم -تشبیهها بالحیوان الذی همد بعد حراکه، وخشع بعد تطالّه وإشرافه، لعلّة طرأت علیه، فأصارته إلى ذلک، ثم أفاق من تلک الغمرة، وصحا من تلک السّکرة، فتحرک بعد هموده، واستهب بعد رکوده. وکذلک حال الأرض إذا أماتها الجدب، وأهمدها المحل، ثم حالها إذا نضحها الغیث بسجاله، وبلّها القطر ببلاله، واهتزت بالنبات ناضرة، ورطبت بعد الجفوف متزیلة([65])".

فی هذه الحالة، لا یمکن استخدام الترجمة الحرفیة فی نقل المعنى الدقیق للآیة للجمهور، ولإظهار هذه الصورة الرائعة نحتاج إلى استخدام الترجمة التفسیریة أو إعادة الصیاغة لنقل المعنى المقصود، والخصائص البلاغیة، ومراعاة سیاق الآیة. لذا نجد اختلاف الترجمات لهذه الآیة، یقول آثر آربری:

And thou beholdest the earth blackened, then, when We send down water upon it, it quivers, and swells, and puts forth herbs of every joyous kind.

ویقول: محمد محسن

And you see the earth barren, but when We send down water (rain) on it, it is stirred (to life), it swells and puts forth every lovely kind (of growth)

وبمثل هذین قال الآخرون([66])، ولا تکاد تجد فیها ترجمة وافیة بالتصویر المقصود فی الآیة، والمبین فی کلام الشریف الرضی.

 

المطلب الثالث: مشکلات الکنایة

الکنایة فی الاصطلاح: لفظ أرید به لازم معناه مع جواز إرادة معناه حینئذ نحو قولک: فلان طویل النجاد، أی: طویل القامة، وفلانة نؤوم الضحى، أی: مرفهة مخدومة غیر محتاجة إلى السعی بنفسها فی إصلاح المهمات([67]).

والفرق بین الکنایة والمجاز کما ذهب السکاکی وغیره أن الأول مبنی على الانتقال من اللازم إلى الملزوم، والثانی مبنی على الانتقال من الملزوم إلى اللازم([68]). وتنقسم ثلاثة أقسام([69]):

الأول: ما یطلب بها صفة کقولک: طویل النجاد، أی: طویل القامة، وعریض القفا کنایة عن الأبله.

الثانی: ما یطلب بها نسبة کقول العرب: المجد بین ثوبیه، والکرم بین بردیه.

الثالث: ما یطلب بها غیر صفة ولا نسبة، کقولنا المضیاف کنایة عن زید، وقولنا کنایة عن الإنسان: حی مستوی القامة عریض الأظفار.

والکنایة من أسالیب القرآن البلاغیة التی تشکل عقبة أمام بعض مترجمی القرآن إلى الإنجلیزیة، فعلى سبیل المثال قال تعالى: ﴿وَلَا تَجۡعَلۡ یَدَکَ مَغۡلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِکَ وَلَا تَبۡسُطۡهَا کُلَّ ٱلۡبَسۡطِ فَتَقۡعُدَ مَلُومٗا مَّحۡسُورًا ٢٩﴾[الإسراء:29].

کنى الله سبحانه فی هذه الآیة بغل الید إلى العنق عن شدة البخل، وببسطها کل البسط عن الإسراف([70])، وإذا تأملنا الکنایتین نجد فیهما من روائع البیان ما لا یحیط به فکر إنسان؛ لما فیهما من جمال فی التعبیر، وروعة فی التصویر، وإیجاز وتأثیر وتنفیر، لکن کثیرا من الترجمات الإنجلیزیة لم توف الآیة حقها من المعنى، وهذا من المشکلات الدلالیة المتعلقة بالکنایة، وإلیک نماذج سریعة منها([71]):

Arberry: And keep not thy hand chained to thy neck, nor outspread it widespread altogether, or thou wilt sit reproached and denuded.

Pickthall: And let not thy hand be chained to thy neck nor open it with a complete opening, lest thou sit down rebuked, denuded.

Yusuf Ali: Make not thy hand tied (like a niggard's) to thy neck, nor stretch it forth to its utmost reach, so that thou become blameworthy and destitute.

Shakir: And do not make your hand to be shackled to your neck nor stretch it forth to the utmost (limit) of its stretching forth, lest you should (afterwards) sit down blamed, stripped off.

Muhammad Sarwar: Do not be stingy nor over generous lest you become empty handed and bankrupt.

Mohsin Khan: And let not your hand be tied (like a miser) to your neck, nor stretch it forth to its utmost reach (like a spendthrift), so that you become blameworthy and in severe poverty.

Sahih International: And do not make your hand [as] chained to your neck or extend it completely and [thereby] become blamed and insolvent.

لقد ترجمت الآیة فی جمیع ما سبق ترجمة حرفیة أفقدها المعنى الحقیقی الذی دلت علیه الکنایة بما یصعب فهمها لدى القارئ إلا فی ترجمة محمد سرور وترجمة محمد محسن خان حیث بینا ما فیها من الکنایة عن غایة البخل بغل الید، والإسراف ببسطها، وإن أشار یوسف علی فی ترجمته إلى الکنایة عن البخل لکن أغفل الکنایة عن الإسراف.

وقال تعالى فی ذکر النساء: ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَکُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾[البقرة:187]

فی الآیة الکریمة کنى الله عن النساء باللباس، واللباس من الملابسة وهی الاختلاط والجماع، والمراد به قرب بعضهم من بعض واشتمال کل واحد من الزوجین على الآخر، کما تشتمل الملابس على الأجسام([72])، قال أبو عبیدة: " یقال لامرأة الرجل: هی فراشه، ولباسه، وإزاره، ومحل إزاره"([73]).

وعندما نرجع لترجمة الآیة إلى اللغة الإنجلیزیة فی الترجمات السبعة موضوع البحث نجد أنها کلها قد ترجمها حرفیا اللهم إلا ما جاء فی ترجمة محمد محسن خان الذی ترجمها بالاستمتاع معتمدا على تفسیر الطبری فقال:

They are Libas [i.e. body cover, or screen, or Sakan, (i.e. you enjoy the pleasure of living with her).

وإلیک الترجمات الأخرى:

Arberry: they are a vestment for you, and you are a vestment for them

Pickthall: They are raiment for you and ye are raiment for them

Yusuf Ali /Muhammad Sarwar: They are your garments and ye are their garments

Shakir: They are an apparel for you and you are an apparel for them

فی الترجمات السابقة أربع مفردات مترادفة فی التعبیر عن اللباس کما هو معهود فی اللغة، وهی (vestment, raiment, garments, apparel )، ولیس فیها إشارة إلى المعنى المقصود بالکنایة، ولا یخفى ما للکنایة من مقاصد عظیمة، وهی فی الآیة الکریمة العدول عما یفحش ذکره فی السمع إلى ما لا ینبو عنه الطبع.

 

المطلب الرابع: مشکلات الاشتراک اللفظی

الاشتراک ویقال له المشترک: خلاف الانفراد، وعرف بعدة تعریفات فی اصطلاح اللغویین، ولعل أجمعها ما نقله الإمام السیوطی – رحمه الله -عن علماء الأصول بأنه "اللفظُ الواحدُ الدالُّ على معنیین مختلفین فأکثر دلالةً على السواء عند أهل تلک اللغة"([74])، وقد نبه علیه الإمام سیبویه – رحمه الله -بقوله: "واتفاقُ اللفظین والمعنى مختلِفٌ قولُک: وجَدتُ علیه من المَوْجِدة، ووجَدتُ إذا أردتَ وجِدانَ الضّالَّة، وأشباهُ هذا کثیرٌ"([75]).

ولوقوع المشترک فی اللغة أسباب منها الاستعمال المجازی، واختلاف لهجات العرب، والاقتراض اللغوی، والتطور اللغوی([76])، وینقسم من حیث المعانی التی یشترک                 فیها قسمین([77]):

الأول: اشتراک یجمع معانی مختلفة متضادة، کالقرء الذی یطلق على الحیض والطهر، والجَوْن للأبیض والأسود.

الثانی: اشتراک یجمع معانی مختلفة غیر متضادة، کالعین للباصرة والینبوع والجاسوس والذهب والشمس والذات ونحوها.

          ویعد الاشتراک اللفظی من الخصائص الدلالیة واللغویة فی القرآن الکریم التی کثیرا ما یواجه فیها المترجم إشکالات من ناحیة تحدید المعنى المناسب والمراد للفظ المشترک، فیحتاج إلى النظر فی السیاق والرجوع إلى کتب التفاسیر المعتمدة، ومن المفردات التی فیها اشتراک لفظی فی القرآن: القرء، والأمّة، والآیة، والرجز، والمحصنات، وغیرها.

 

مثلا لفظ (الأمّة) لها ثمانیة معان فی اللغة العربیة ذکرها أبوبکر السجستانی([78])، وهی الجمَاعَة، وأَتبَاع الأنبیاء عَلَیْهِم السَّلَام، والإمام أو رجل جَامع للخیر یُقْتَدى بِهِ، والدین والملة، والحِین والزمان، والقامة، ورجل مُنْفَرد أَو متفرد بدین لَا یشرکهُ فِیهِ أحد، والأم، وأضاف بعضهم الصنف والنوع([79])، وقد ورد بعض هذه المعانی فی القرآن الکریم، کما یلی:

الأول: الجماعة فی قوله تعالى: ﴿تِلۡکَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ ﴾[البقرة:134] وقوله: ﴿ مِّنۡهُمۡ أُمَّةٞ مُّقۡتَصِدَةٞۖ ﴾ [المائدة:66] وقوله: ﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدۡیَنَ وَجَدَ عَلَیۡهِ أُمَّةٗ مِّنَ ٱلنَّاسِ یَسۡقُونَ﴾[القصص:23]

الثانی: الإمام المقتدى به فی الخیر، قال تعالى:﴿ إِنَّ إِبۡرَٰهِیمَ کَانَ أُمَّةٗ قَانِتٗا لِّلَّهِ ﴾[النحل:120]

الثالث: الحین والزمان، قال تعالى:﴿ وَلَئِنۡ أَخَّرۡنَا عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابَ إِلَىٰٓ أُمَّةٖ مَّعۡدُودَةٖ ﴾ [هود:8].

الرابع: الملة، قال تعالى:﴿ کَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ﴾[البقرة:213] وقوله:﴿ إِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُکُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ﴾ [الأنبیاء:92]

الخامس: الصنف، قال الله عز وجل:﴿ وَمَا مِن دَآبَّةٖ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَا طَٰٓئِرٖ یَطِیرُ بِجَنَاحَیۡهِ إِلَّآ أُمَمٌ أَمۡثَالُکُمۚ ﴾[الأنعام:38] أی: أصنافٌ.

          ولا شک أن تعدد المعانی کهذه یشکل على المترجمین وبخاصة عندما یکون النص القرآنی نفسه محتملاً لأکثر من معنى، وقد یختلف المفسرون فی تحدید معناه أصلا، وعلى هذا ینبغی للمترجم أن یکون على علم بظاهرة الاشتراک حتى تکون ترجمته صحیحة صائبة، فعلى سبیل المثال ترجم آثر آربری الأمة فی قوله تعالى:﴿إِنَّ إِبۡرَٰهِیمَ کَانَ أُمَّةٗ قَانِتٗا لِّلَّهِ﴾[النحل:120] بالجماعة من الناس ووافقه محمد مارمادوک بکتال؛ ولعله لکونها أشهر معانی الکلمة، یقول آثر آربری:

Surely, Abraham was a nation obedient unto God

 وهذا المعنى غیر دقیق ویوجد ما هو أدق منه فی معانی الکلمة وهو الإمام المقتدى به فی الخیر کما ورد فی أمهات التفاسیر([80]) وهو الذی جاء فی أغلب الترجمات الأخرى([81])، وقد جمع محمد محسن خان بین هذا المعنى والمعنى الأول الذی هو الجماعة من الناس فقال([82]):

Verily, Ibrahim (Abraham) was an Ummah (a leader having all the good righteous qualities), or a nation, obedient to Allah.

وکذا ترجم قوله تعالى:﴿بَلۡ قَالُوٓاْ إِنَّا وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٖ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم مُّهۡتَدُونَ ٢٢﴾ [الزُّخرُف:22] بالجماعة من الناس مخالفا فی ذلک لکافة التراجم الستة الأخرى، فقال:

Nay, but they say, 'We found our fathers upon a community, and we are guided upon their traces.'

والصحیح فی معناه: أی على دین وملة کما جاء فی التفاسیر المعتمدة والترجمات الأخرى([83]). کل ما سبق مثال للمشترک الذی یجمع معانی مختلفة غیر متضادة، أما النوع الأول وهو ما یجمع معانی مختلفة متضادة فکما فی قوله تعالى: ﴿لَوۡ نَشَآءُ لَجَعَلۡنَٰهُ حُطَٰمٗا فَظَلۡتُمۡ تَفَکَّهُونَ﴾[الواقعة:65]

 نقل عن الکسائی أن المراد من لفظ (تَفَکَّهون) التلهف على ما فات، وأنه من الأضداد؛ ذلک أن العرب تقول: تفکَّهت، أی: تنعَّمت، وتفکَّهت، أی: حزنت([84]).

وقد اختلفت الترجمات الإنجلیزیة لهذه الآیة بین من یختار المعنى الأول وهو التنعم وانبساط النفس، والثانی وهو التلهف والحزن على ما فات، بسبب الإشکال فی تحدید المعنى المراد من هذا اللفظ الذی یعد من الأضداد، وممن ترجمه بالمعنى الأول آثر آربری فی قوله:

Did We will, We would make it broken orts, and you would remain bitterly jesting

 وممن ترجمه بالحزن والتلهف على ما فات مارمادوک بکتال ومحمد شاکر ومحمد سرور کما یلی:

Pickthall: If We willed, We verily could make it chaff, then would ye cease not to exclaim

Shakir: If We pleased, We should have certainly made it broken down into pieces, then would you begin to lament:

Muhammad Sarwar: Had We wanted, We could have crushed it to bits and you would have been left to lament,

وترجمه محمد محسن خان بالمعنیین: الحزن والتعجب فقال:

Were it Our Will, We could crumble it to dry pieces, and you would be regretful (or left in wonderment).

أما صحیح إنترناشونال فقد اختار معنى التعجب کما یلی:

If We willed, We could make it [dry] debris, and you would remain in wonder.

وقد ورد هذا الاختلاف أیضا فی کتب التفسیر قال ابن جریر الطبری: " وقوله:(فَظَلۡتُمۡ تَفَکَّهُونَ) اختلف أهل التأویل فی تأویل ذلک، فقال بعضهم: معنى ذلک: فظلتم تتعجبون مما نزل بکم... وقال آخرون: معنى ذلک: فظلتم تلاومون بینکم فی تفریطکم فی طاعة...... وقال آخرون: بل معنى ذلک: فظلتم تعجبون"([85]).

وجاء معنى التنعم وانبساط النفس عند أبی جعفر النحاس ضمن معان أخرى أوردها([86])، وفسر به ابن عطیة الآیة فی قوله: " (فَظَلۡتُمۡ تَفَکَّهُونَ) معناه تندمون أی: تطرحون الفاکهة([87]) عن أنفسکم، وهی انبساط النفس وسرورها یقال رَجُلٌ فَکِهٌ إذا کان کثیر السرور"([88])، وبه قال أیضا أبو حیان([89]).

وهذا یدعونا إلى التقریر أن الذی یتصدى لترجمة معانی القرآن الکریم ینبغی أن یکون على درایة وإلمام بسنن العرب فی کلامها نحوا وصرفا ودلالة وبلاغة، وکافة علوم اللغة الأخرى، وأن یستفید مما سطره علماء اللغة والتفسیر وعلوم القرآن من خلال الرجوع إلى کتبهم لاستیضاح الألفاظ والمعانی الشائکة، وإلا لن تکون الترجمة صحیحة سلیمة من الأخطاء، وافیة بمقاصد الشرع الحکیم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الخاتمة

          الحمد لله الذی بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على خیر البریات، وعلى آله وأصحابه وأزواجه الطاهرات المؤمنات، ومن تبعهم بإحسان إلى یوم الدین.

أما بعد، فبعد هذه الوقفة مع بعض المشکلات التی تواجه مترجمی معانی القرآن إلى اللغة الإنجلیزیة من خلال سبع ترجمات مشهورة أجمل فیما یلی أهم النتائج التی توصل إلیها البحث والتوصیات:

أولا: الترجمة فی اللغة لها ثلاثة معان أساسیة هی: التبیین والتوضیح والتفسیر، والترجمة الجیدة والاحترافیة هی التی روعی فیها المقام ونوع النص، فاختار المترجم النمط المناسب من بین الأنماط ومستویات الترجمة المختلفة مع الوفاء بجمیع معانی النص الأصلی ومقاصده.

ثانیاً: من أهم أسباب المشکلات النحویة فی الترجمة الإنجلیزیة لمعانی القرآن الکریم التعقید الموجود فی بعض قواعد اللغة العربیة، واختلاف القواعد النحویة بین اللغة العربیة واللغة الإنجلیزیة، والاختلاف فی نظام ترتیب المفردات بین اللغة الإنجلیزیة والعربیة.

ثالثاً: تتمثل أبرز المشکلات النحویة فی ترجمة الموصولات المشترکة فی الجملة الاسمیة، وکذا ترجمة الجمل الفعلیة، والجمل المشتملة على الالتفات من الماضی إلى المضارع والعکس، والتفریق بین الظرف المختص وغیر المختص.

رابعاً: من أبرز مشکلات الدلالة المعجمیة ترجمة کثیر من المصطلحات الإسلامیة إلى اللغة الإنجلیزیة، وتتمثل فی عدم التکافؤ فی المعنى، أو غیاب ما یعادلها فی اللغة الإنجلیزیة، وإن وجد لا یؤدی معنى المصطلح بدقة وإن وافقه فی معناه اللغوی.

خامساً: تتمثل أبرز مشکلات المجاز فی المجاز المرسل أو (المجاز بالحذف) فی انتباه المترجم للعلاقة المصححة التی تدل على أن المعنی الحقیقی غیر مراد، أو الکلمة المحذوفة على سبیل الإیجاز والتجوز، أما فی الاستعارة ففی قصور الترجمة عن عرض الصورة البیانیة الرائعة التی أتت الاستعارة لتصویرها وإظهارها.

سادساً: تکمن أبرز المشکلات المتعلقة بالکنایة فی عدم إلمام المترجم بأسلوب الکنایات فی اللغة العربیة عامة وفی القرآن خاصة، فتضیع المقاصد والأسباب التی من أجلها استخدمت الکنایة.

سابعاً: تتحدد أبرز إشکالات المشترک اللفظی بقسمیه فی تحدید المعنى المناسب والمراد للفظ المشترک، فیحتاج إلى النظر فی السیاق والرجوع إلى کتب التفاسیر المعتمدة، وهو أمر لا یقوم به کثیر من المترجمین.

ثامناً: توصل البحث إلى أنه لا یمکن ترجمة معانی القرآن الکریم ترجمة متکافئة للنص الأصلی للأسباب والمشکلات التی جاءت فی البحث، وعلیه فإنه لا توجد حتى الآن ترجمة لمعانی القرآن الکریم إلى الإنجلیزیة یمکن القول بأنها أفضل الترجمات والمهیمنة علیها؛ إذ لا توجد ترجمة خالیة من مشکلات وأخطاء.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التوصیات:

یوصی الباحث بإجراء دراسات على کل مشکلة من المشکلات التی أثارها البحث، على مستوى سور القرآن، وعلى مستوى أشهر الترجمات المتداولة لمعانی القرآن الکریم إلى اللغة الإنجلیزیة، ونهوض المؤسسات الإسلامیة والعربیة لتبنی مشروع "ترجمة نموذجیة لمعانی القرآن الکریم إلى اللغة الإنجلیزیة"، یشارک فیه خبراء الترجمة والدراسات القرآنیة من حول العالم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فهرس المصادر والمراجع

أولاً: المراجع العربیة:

القرآن الکریم.

  1. أثر اللغة فی اختلاف المجتهدین، تألیف: عبد الوهاب عبد السلام طویلة، دار السلام، القاهرة، مصر، ط (2) 1420هـ/2000م.
  2. أسرار البلاغة، عبد القاهر الجرجانی، تحقیق: محمود محمد شاکر، مطبعة المدنی بالقاهرة -دار المدنی بجدة.
  3. أسس الترجمة من الإنجلیزیة إلى العربیة وبالعکس، تألیف د. عز الدین محمد نجیب، الطبعة الخامسة، مکتبة ابن سینا، القاهرة، 2005م.
  4. أضواء البیان فی إیضاح القرآن بالقرآن، محمد الأمین بن محمد المختار بن عبد القادر الجکنی الشنقیطی (المتوفى 1393هـ)، دار الفکر، 1415هـ -1995م، بیروت – لبنان.
  5. إعراب القرآن، أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعیل النحاس المتوفى 338هـ، تحقیق: د. زهیر غازی زاهد، عالم الکتب، 1409هـ-1988م، بیروت.
  6. الإیضاح فی علوم البلاغة، جلال الدین أبو عبد الله محمد بن سعد الدین بن عمر القزوینی، المعروف بالخطیب القزوینی، تحقیق الشیخ بهیج غزاوی، دار إحیاء العلوم، بیروت، الطبعة الرابعة، 1419هـ 1998م.
  7. الإیضاح فی علوم البلاغة، جلال الدین أبو عبد الله محمد بن سعد الدین بن عمر القزوینی، المعروف بالخطیب القزوینی، تحقیق الشیخ بهیج غزاوی، دار إحیاء العلوم، بیروت، الطبعة الرابعة، 1419هـ 1998م.
  8. البحر المحیط أو (تفسیر البحر المحیط)، محمد بن یوسف الشهیر بأبی حیان الأندلسی، تحقیق الشیخ عادل أحمد عبد الموجود والشیخ علی محمد معوض، الطبعة الأولى، دار الکتب العلمیة، لبنان/ بیروت -1422 هـ -2001 م.
  9. تاج العروس من جواهر القاموس، محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسینی، أبو الفیض، الملقّب بمرتضى، الزَّبیدی، تحقیق مجموعة من المحققین، دار الهدایة.
  10. تاریخ حرکة ترجمة معانی القرآن الکریم من قِبل المستشرقین ودوافعها وخطرها، بحث من إعداد. محمد حمادی الفقیر التمسمانی، نشره مرکز المدینة المنورة لدراسات وبحوث الاستشراق على موقعه فی الانترنت: http://www.madinacenter.com
  11. التحریر والتنویر «تحریر المعنى السدید وتنویر العقل الجدید من تفسیر الکتاب المجید»، تألیف: محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسی (المتوفى 1393هـ)، الدار التونسیة للنشر – تونس، 1984م.
  12. ترجمات القرآن الإنجلیزیة عبر العصور، إعداد د. أورنک زیب الأعظمی، وهو بحث منشور فی موقع الألوکة على الرابط: http://www.alukah.net/sharia/0/83655/.
  13. الترجمة ماهیتها وأنواعها، بحث منشور فی موقع المنتدى العربی:
  14. http://chott.montadarabi.com/t1274-topic
  15. التعریفات، تألیف: علی بن محمد بن علی الجرجانی، تحقیق: إبراهیم الأبیاری، دار الکتاب العربی – بیروت، الطبعة الأولى، 1405هـ.
  16. تفسیر القرآن العظیم المشهور بتفسیر ابن کثیر، أبو الفداء إسماعیل بن عمر بن کثیر القرشی الدمشقی (المتوفى 774هـ)، تحقیق: مصطفى السید محمد ومحمد السید رشاد ومحمد فضل العجماوی وعلی أحمد عبد الباقی، مؤسسة قرطبة ومکتبة أولاد الشیخ للتراث، الجیزة، الطبعة الأولى، 1412هـ، 2000م.
  17. تلخیص البیان فی مجازات القرآن، الشریف الرضى، دار الأضواء ـ بیروت.
  18. جامع البیان فی تأویل القرآن (تفسیر الطبری)، محمد بن جریر بن یزید بن کثیر بن غالب الآملی، أبو جعفر الطبری، [ت 310 هـ] تحقیق: أحمد محمد شاکر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ -2000 م.
  19. الجامع لأحکام القرآن = تفسیر القرطبی، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبی بکر بن فرح الأنصاری الخزرجی شمس الدین القرطبی (المتوفى: 671هـ)، تحقیق: أحمد البردونی وإبراهیم أطفیش، الطبعة الثانیة، 1384هـ -1964م، دار الکتب المصریة – القاهرة.
  20. حاشیة الصبان، محمد بن علی الصبان الشافعی، دار الکتب العلمیة، الطبعة الأولى، 1417هـ -1997م، بیروت-لبنان.
  21. الخصائص، تألیف أبی الفتح عثمان بن جنی، تحقیق: محمد علی النجار، عالم الکتب -بیروت.
  22. الدر المنثور فی التفسیر بالمأثور، عبد الرحمن بن أبی بکر، جلال الدین السیوطی (المتوفى 911هـ)، تحقیق: عبد المحسن الترکی، دار هجر – مصر، 1420هـ 2003م.
  23. درء تعارض العقل والنقل، تقی الدین أبو العباس أحمد بن عبد الحلیم بن تیمیة الحرانی (المتوفى    728هـ)، تحقیق: محمد رشاد سالم، دار الکنوز الأدبیة -الریاض، 1391هـ.
  24. دلالة الألفاظ، إبراهیم أنیس، الطبعة السادسة، 1986م، مکتبة الأنجلو المصریة، القاهرة.
  25. روح المعانی فی تفسیر القرآن العظیم والسبع المثانی، شهاب الدین محمود بن عبد الله الحسینی الألوسی (المتوفى 1270هـ)، دار إحیاء التراث العربی – بیروت.
  26. شرح الکافیة الشافیة لابن مالک، جمال الدین أبو عبد الله محمد بن عبید الله بن مالک الطائی الجیانی، دراسة وتحقیق: عبد المنعم أحمد هریدی، جامعة أم القرى مرکز البحث العلمی وإحیاء التراث الإسلامی کلیة الشریعة والدراسات الإسلامیة مکة المکرمة، الطبعة الأولى.
  27. شرح الکافیة الشافیة، لأبی عبد الله جمال الدین محمد بن عبد الله بن مالک الطائی الجیانی، تحقیق: د. عبد المنعم أحمد هریری، دار المأمون للتراث، لا.ط. لا. ت.
  28. الصاحبی فی فقه اللغة العربیة ومسائلها وسنن العرب فی کلامها، أحمد بن فارس بن زکریا الرازی أبو الحسین، تحقیق: أحمد حسن بسج، دار الکتب العلمیة، 1418هـ -1997م.
  29. علم الدلالة، أحمد مختار عمر، الطبعة السابعة، 2009م، عالم الکتب، القاهرة.
  30. علم المعانی، تألیف: عبد العزیز عتیق، الطبعة الأولى، 1430ه – 2009م، دار النهضة العربیة للطباعة والنشر والتوزیع، بیروت – لبنان.
  31. غریب القرآن المسمى بنزهة القلوب، محمد بن عُزیر السجستانی، أبو بکر العُزیری (المتوفى 330هـ)، تحقیق: محمد أدیب عبد الواحد جمران، دار قتیبة، الطبعة الأولى، 1416هـ -1995م –سوریا.
  32. فتح الباری شرح صحیح البخاری، أحمد بن علی بن حجر أبو الفضل العسقلانی الشافعی (المتوفى: 852هـ)، تحقیق: محمد فؤاد عبد الباقی، ومحب الدین الخطیب، دار المعرفة -بیروت، 1379هـ.
  33. فصول فی فقه العربیة، للدکتور رمضان عبد التواب، مکتبة الخانجی بالقاهرة، ط (6)، 1420هـ/1999م.
  34. کتاب سیبویه لأبی بشر عمرو بن عثمان بن قنبر، تحقیق وشرح: عبد السلام محمد هارون، دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، ط.(3)، 1408هـ/1988م.
  35. کیف تترجم، إعداد محمد حسن یوسف الطبعة الثانیة: ربیع الأول 1427 هـ -أبریل 2006http://saaid.net/Doat/hasn/index.htm
  36. اللباب فی علوم الکتاب، أبو حفص سراج الدین عمر بن علی بن عادل الحنبلی الدمشقی النعمانی (المتوفى 775هـ)، تحقیق: الشیخ عادل أحمد عبد الموجود والشیخ علی محمد معوض، دار الکتب العلمیة، الطبعة الأولى، 1419 هـ -1998 م، بیروت – لبنان.
  37. لسان العرب، محمد بن مکرم بن منظور الأفریقی المصری (المتوفى 711هـ) تحقیق: عبد الله علی الکبیر ومحمد أحمد حسب الله وهاشم محمد الشاذلی، دار المعارف، القاهرة.
  38. مجاز القرآن، لأبی عبیدة معمر بن المثنى التیمی ت 210هـ، تحقیق وتعلیق: محمد فؤاد سزکین، مکتبة الخانجی، دار الفکر، الطبعة الثانیة، لا. ب. 1390هـ/1970م.
  39. محاولات بناء المعیار الدلالی فی الدلالة المعجمیة (دراسة وصفیة تحلیلیة)، تألیف د. بدر بن عاید الکلبی، الطبعة الأولى، 1438هـ/2017م، دار الجنان، عمان – الأردن.
  40. المحرر الوجیز فی تفسیر الکتاب العزیز، أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطیة الأندلسی المحاربی (المتوفى 542هـ)، تحقیق: عبد السلام عبد الشافی محمد، دار الکتب العلمیة، 1413هـ-1993م، لبنان.
  41. مختار الصحاح، محمد بن أبی بکر بن عبد القادر الرازی، تحقیق: محمود خاطر، مکتبة لبنان ناشرون – بیروت، 1415هـ -1995م.
  42. مدخل إلى دراسات الترجمة: نظریات وتطبیقات لجرمی مندی، ترجمة هشام علی جواد؛ مراجعة عدنان خالد عبد الله. أبو ظبی، 2009م. لا. مط.
  43. مدونة القرآن الکریم على موقع: http://corpus.quran.com/translation.jsp
  44. المزهر فی علوم اللغة وأنواعها، تألیف: جلال الدین عبد الرحمن بن أبی بکر السیوطی، تحقیق: فؤاد علی منصور، دار الکتب العلمیة – بیروت، الطبعة الأولى، 1998م.
  45. المصباح المنیر فی غریب الشرح الکبیر للرافعی، أحمد بن محمد بن علی المقری الفیومی، المکتبة العلمیة – بیروت.
  46. معانی القرآن للفراء، تألیف: أبو زکریا یحیى بن زیاد الفراء، تحقیق: أحمد یوسف نجاتی ومحمد على نجار وعبد الفتاح إسماعیل شلبی، الدار المصریة للتألیف والترجمة، مصر.
  47. المعجم الوسیط، إبراهیم مصطفى وأحمد الزیات وحامد عبد القادر ـومحمد النجار، تحقیق: مجمع اللغة العربیة، دار الدعوة.
  48. معجم مقاییس اللغة، تألیف: أبو الحسین أحمد بن فارس بن زکریا، تحقیق: عبد السلام محمد هارون، دار الفکر، 1399هـ -1979م.
  49. مغنی اللبیب عن کتب الأعاریب، لجمال الدین أبو محمد عبد الله بن یوسف بن هشام الأنصاری، تحقیق: د. مازن المبارک ومحمد علی حمد الله، دار الفکر -بیروت، الطبعة السادسة، 1985م.
  50. مفاتیح الغیب (تفسیر الفخر الرازی)، محمد بن عمر بن الحسین الرازی الشافعی المعروف بالفخر الرازی أبو عبد الله فخر الدین، دار إحیاء التراث العربی.
  51. المفردات فی غریب القرآن، تألیف: أبو القاسم الحسین بن محمد المشهور بالراغب الأصفهانی ت 502هـ، تحقیق: محمد سید کیلانی، دار المعرفة، لبنان.
  52. الملخص الفقهی، الشیخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، الطبعة: الأولى، 1423هـ، دار العاصمة، الریاض، المملکة العربیة السعودیة.
  53. مناهل العرفان فی علوم القرآن، محمد عبد العظیم الزرقانی (المتوفى 1367هـ)، مطبعة عیسى البابی الحلبی وشرکاه، الطبعة الثالثة.
  54. مواصفات الترجمة المعدة للاستعمال فی مجال الدعوة، د. إبراهیم بن صالح الحمیدان، بحث منشور فی موقع: http://www.muslim-library.com/dl/books/ar4436.pdf
  55. الموسوعة الحرة ویکیبیدیا: https://ar.wikipedia.org/wiki / ترجمة
  56. النکت والعیون (تفسیر الماوردی)، أبو الحسن علی بن محمد بن حبیب الماوردی البصری، تحقیق: السید بن عبد المقصود بن عبد الرحیم، دار الکتب العلمیة – بیروت-لبنان.
  57. یاقوتة الصراط فی تفسیر غریب القرآن، أبو عمر محمد بن عبد الواحد البغدادی الزاهد المعروف بغلام الثعلب المتوفى 345هـ، تحقیق: أ. د. محمد بن یعقوب الترکستانی، مکتبة العلوم والحکم 1423هـ -2002م، المدینة المنورة، السعودیة.

ثانیاً: المراجع الأجنبیة:

58- Essay on the Principles of Translation by Woodhouselee Alexander, 3rd edition, Neil & Co. Edinbyrge, London, 1813.

59- Oxford Advanced Learner's Dictionary, A.P. Cowie (Chief editor), 4th edition, Oxford University Press, Great Britain.

60-The Qur'an Online Translation and Commentary, http://al-quran.info/pages/language/english

61-Translation as Problems and Solutions- Prof. Hassan Ghazala, Special edition, 1429AH/2008, Dar El-Elm Lilmalayin, Beirut, Lebanon.

  1.  

 

 

  1.  

 

 

  1.  

 

 

  1.  

 

 

  1.  

 

 

  1.  

 

 

  1.  

 

 

  1.  

 

 

  1.  

 

 

 



([1]) فتح الباری 13/ 517.

([2]) درء تعارض العقل والنقل 1/ 43.

([3]) ینظر: Essay on the Principles of Translation تألیف وودهسلی الکسندر ص 13-16.

([4]) المصباح المنیر 1/74.

([5]) لسان العرب 1/426 (ترجم).

([6]) المرجع السابق: مادة (رجم): 3 / 1603، وینظر أیضا: مختار الصحاح ص 267 مادة (رجم).

([7]) ینظر: لسان العرب 3/1603 (رجم)، والمعجم الوسیط 1/83.

([8]) ینظر: تاج العروس 2/303، ومواصفات الترجمة المعدة للاستعمال فی مجال الدعوة ص 14.

([9]) ینظر: الدر المنثور 1/3.

([10]) الترجمة ماهیتها وأنواعها بحث منشور فی موقع المنتدى العربی: http://chott.montadarabi.com/t1274-topic، وینظر: الموسوعة الحرة ویکیبیدیا: https://ar.wikipedia.org/wiki / ترجمة

([11]) مدخل إلى دراسات الترجمة: نظریات وتطبیقات لجرمی مندی ص18، ترجمة هشام علی جواد، ومراجعة عدنان خالد عبد الله. أبو ظبی، 2009م.

([12]) مناهل العرفان 2/111.

([13]) مناهل العرفان 2/133.

([14]) ینظر: المرجع السابق نفسه 2/115-116.

([15]) ینظر: الترجمة ماهیتها وأنواعها، بحث منشور فی موقع المنتدى العربی:

http://chott.montadarabi.com/t1274-topic     

([16]) ینظر: کیف تترجم، إعداد محمد حسن یوسف ص 46-50.

([17]) ینظر: أسس الترجمة، عز الدین محمد نجیب ص 17-21.

([18]) ینظر: تاریخ حرکة ترجمة معانی القرآن الکریم من قِبل المستشرقین ودوافعها وخطرها ص 20، وأصله بحث من إعداد. محمد حمادی الفقیر التمسمانی، نشره مرکز المدینة المنورة لدراسات وبحوث الاستشراق على موقعه فی الانترنت: http://www.madinacenter.com.، وینظر أیضا: الموسوعة الحرة ویکیبیدیا: https://ar.wikipedia.org/wiki/ ترجمة_القرآن. و(The Qur'an Online Translation and Commentary) فی الموقع: http://al-quran.info/pages/language/english

([19]) ینظر: المراجع السابقة، وترجمات القرآن الإنجلیزیة عبر العصور وهو بحث منشور فی موقع الألوکة على الرابط: http://www.alukah.net/sharia/0/83655/.

([20]) حاشیة العلامة الصبان" على شرح الشیخ الأشمونی 1/22 طبعة دار الکتب العلمیة.

([21]) ینظر: Translation as Problems and Solutions تألیف: أ.د. حسن غزالة ص 18.

([22]) ینظر: الصاحبی فی فقه اللغة ص 13، والبحر المحیط لأبی حیان 5/281.

([23]) شرح الکافیة الشافیة لابن مالک 1/66 (فصل الموصول).

([24]) مثل محمد سرور، ینظر ترجمته للآیة فی: مدونة القرآن الکریم على موقع:        http://corpus.quran.com/translation.jsp .     

([25]) هذه عبارته، وهو مسلک الذین ینفون هذه الصفة عن الذات المقدسة، والأولى أن یقول: التعجب؛ لإثبات صفة التعجب لله تعالى.

([26]) التحریر والتنویر 21/281.

([27]) ینظر ص 6 من البحث عند التعریف.

([28]) ینظر ترجمته لهذه الآیة فی: مدونة القرآن الکریم على موقع:

                                                  http://corpus.quran.com/translation.jsp.

([29]) ینظر مثلا: ترجمة الآیة عند محمد حبیب شاکر ومحمد سرور فی مدونة القرآن الکریم على موقع: http://corpus.quran.com/translation.jsp.

([30]) ینظر:الإیضاح فی علوم البلاغة ص 86، 87، 99، وعلم المعانی تألیف د.عبد العزیز عتیق ص 48، 49

([31]) ینظر: مدونة القرآن الکریم على موقع: http://corpus.quran.com/translation.jsp.

([32]) وبه قال ابن السکیت، ینظر: لسان العرب 6/4807 (ورأ).

([33]) ینظر: لسان العرب 6/4807 (ورأ)، والتحریر والتنویر 1/607.

([34]) معجم مقاییس اللغة 6/104.

([35]) ینظر: المصباح المنیر 2/656، ولسان العرب 6/4807(ورأ).

([36]) التحریر والتنویر 13/210.

([37]) ینظر: مدونة القرآن الکریم على موقع: http://corpus.quran.com/translation.jsp

([38]) ینظر: المرجع السابق نفسه.

([39]) ینظر: مدونة القرآن الکریم على موقع: http://corpus.quran.com/translation.jsp

([40]) ینظر المرجع السابق نفسه.

([41]) ینظر: مغنی اللبیب ص 137.

([42]) معانی القرآن له 3/215.

([43]) ینظر: مغنی اللبیب ص 142.

([44]) التعریفات للجرجانی ص 139.

([45]) ینظر: علم الدلالة، أحمد مختار عمر ص 11.

([46]) ینظر: دلالة الألفاظ، إبراهیم أنیس ص 46-50.

([47]) ینظر: علم الدلالة، أحمد مختار عمر ص 14.

([48]) ینظر: محاولات بناء المعیار الدلالی فی الدلالة المعجمیة، د. بدر الکلبی ص 32.

([49]) ینظر: الخصائص لابن جنی 3/98، والمرجع السابق ص 34.

([50]) ینظر: محاولات بناء المعیار الدلالی فی الدلالة المعجمیة ص 36.

([52]) ینظر: لسان العرب 5/3321 (غیب)، والمصباح المنیر 2/458، وتفسیر القرطبی 1/163.

([53]) ینظر: معجم مقاییس اللغة 4/403 (غیب).

([54]) ینظر: قاموس أکسفورد: Oxford Advanced Learner's Dictionary ص 972، الإصدار الرابع 1989م.

([55]) الملخص الفقهی 1/94.

([57]) المصباح المنیر 2/473.

([58]) ینظر: الإیضاح للقزوینی ص 252.

([59]) ینظر: أسرار البلاغة ص 408.

([60]) ینظر: الإیضاح للقزوینی ص 254.

([61]) البحر المحیط 4/81.

([62]) http://corpus.quran.com/translation.jsp  

([64]) روح المعانی 7/37، وینظر: یاقوتة الصراط فی تفسیر غریب القرآن ص 299، والإیضاح فی علوم البلاغة ص 177، والنکت والعیون للماوردی 3/68، وتفسیر القرطبی 11/291، والتحریر والتنویر 8/19.

([65]) تلخیص البیان فی مجازات القرآن، الشریف الرضی 2/235-236.

([66]) ینظر: http://corpus.quran.com/translation.jsp  

([67]) ینظر: الإیضاح فی علوم البلاغة ص 301.

([68]) ینظر: المرجع السابق نفسه.

([69]) ینظر: الإیضاح فی علوم البلاغة ص 302-306.

([70]) ینظر: مفاتیح الغیب 20/345، وروح المعانی 15/65، والتحریر والتنویر 15/84.

([71]) ینظر: http://corpus.quran.com/translation.jsp

([72]) ینظر: تلخیص البیان فی مجازات القرآن 2/119.

([73]) مجاز القرآن 1/67، وینظر: البحر المحیط 2/55.

([74]) المزهر فی علوم اللغة 1/292.

([75]) کتاب سیبویه 1/24.

([76]) ینظر: فصول فی فقه العربیة ص 326-332.

([77]) ینظر: أثر اللغة فی اختلاف المجتهدین ص 90.

([78]) ینظر: غریب القرآن لأبی بکر السجستانى ص 89-91، وینظر أیضا: تفسیر القرطبی 11/55، ولسان العرب 1/135 (أ م م).

([79]) ینظر: المفردات فی غریب القرآن للراغب الأصفهانی ص 23.

([80]) ینظر: مجاز القرآن 1/99، وتفسیر الطبری 4/246، وتفسیر القرطبی 2/127، والبحر المحیط 5/529.

([81]) مدونة القرآن: http://corpus.quran.com/translation.jsp

([82]) المرجع السابق نفسه.

([83]) ینظر: تفسیر الطبری 13/243، تفسیر القرطبی 2/127، 11/55، والتحریر والتنویر 2/106. وینظر: http://corpus.quran.com/translation.jsp

([84]) ینظر: تفسیر ابن کثیر 13/385، والتحریر والتنویر 27/322.

([85]) تفسیر الطبری 23/139-140، وینظر: یاقوتة الصراط ص 502، واللباب فی علوم الکتاب 18/421، وأضواء البیان فی إیضاح القرآن بالقرآن 7/533،

([86]) ینظر: إعراب القرآن 4/340.

([87]) کذا فی الأصل ولعل صوابه الفکاهة.

([88]) المحرر الوجیز 3/478.

([89]) ینظر: البحر المحیط 8/211.

  1. أولاً: المراجع العربیة:

    القرآن الکریم.

    1. أثر اللغة فی اختلاف المجتهدین، تألیف: عبد الوهاب عبد السلام طویلة، دار السلام، القاهرة، مصر، ط (2) 1420هـ/2000م.
    2. أسرار البلاغة، عبد القاهر الجرجانی، تحقیق: محمود محمد شاکر، مطبعة المدنی بالقاهرة -دار المدنی بجدة.
    3. أسس الترجمة من الإنجلیزیة إلى العربیة وبالعکس، تألیف د. عز الدین محمد نجیب، الطبعة الخامسة، مکتبة ابن سینا، القاهرة، 2005م.
    4. أضواء البیان فی إیضاح القرآن بالقرآن، محمد الأمین بن محمد المختار بن عبد القادر الجکنی الشنقیطی (المتوفى 1393هـ)، دار الفکر، 1415هـ -1995م، بیروت – لبنان.
    5. إعراب القرآن، أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعیل النحاس المتوفى 338هـ، تحقیق: د. زهیر غازی زاهد، عالم الکتب، 1409هـ-1988م، بیروت.
    6. الإیضاح فی علوم البلاغة، جلال الدین أبو عبد الله محمد بن سعد الدین بن عمر القزوینی، المعروف بالخطیب القزوینی، تحقیق الشیخ بهیج غزاوی، دار إحیاء العلوم، بیروت، الطبعة الرابعة، 1419هـ 1998م.
    7. الإیضاح فی علوم البلاغة، جلال الدین أبو عبد الله محمد بن سعد الدین بن عمر القزوینی، المعروف بالخطیب القزوینی، تحقیق الشیخ بهیج غزاوی، دار إحیاء العلوم، بیروت، الطبعة الرابعة، 1419هـ 1998م.
    8. البحر المحیط أو (تفسیر البحر المحیط)، محمد بن یوسف الشهیر بأبی حیان الأندلسی، تحقیق الشیخ عادل أحمد عبد الموجود والشیخ علی محمد معوض، الطبعة الأولى، دار الکتب العلمیة، لبنان/ بیروت -1422 هـ -2001 م.
    9. تاج العروس من جواهر القاموس، محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسینی، أبو الفیض، الملقّب بمرتضى، الزَّبیدی، تحقیق مجموعة من المحققین، دار الهدایة.
    10. تاریخ حرکة ترجمة معانی القرآن الکریم من قِبل المستشرقین ودوافعها وخطرها، بحث من إعداد. محمد حمادی الفقیر التمسمانی، نشره مرکز المدینة المنورة لدراسات وبحوث الاستشراق على موقعه فی الانترنت: http://www.madinacenter.com
    11. التحریر والتنویر «تحریر المعنى السدید وتنویر العقل الجدید من تفسیر الکتاب المجید»، تألیف: محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسی (المتوفى 1393هـ)، الدار التونسیة للنشر – تونس، 1984م.
    12. ترجمات القرآن الإنجلیزیة عبر العصور، إعداد د. أورنک زیب الأعظمی، وهو بحث منشور فی موقع الألوکة على الرابط: http://www.alukah.net/sharia/0/83655/.
    13. الترجمة ماهیتها وأنواعها، بحث منشور فی موقع المنتدى العربی:
    14. http://chott.montadarabi.com/t1274-topic
    15. التعریفات، تألیف: علی بن محمد بن علی الجرجانی، تحقیق: إبراهیم الأبیاری، دار الکتاب العربی – بیروت، الطبعة الأولى، 1405هـ.
    16. تفسیر القرآن العظیم المشهور بتفسیر ابن کثیر، أبو الفداء إسماعیل بن عمر بن کثیر القرشی الدمشقی (المتوفى 774هـ)، تحقیق: مصطفى السید محمد ومحمد السید رشاد ومحمد فضل العجماوی وعلی أحمد عبد الباقی، مؤسسة قرطبة ومکتبة أولاد الشیخ للتراث، الجیزة، الطبعة الأولى، 1412هـ، 2000م.
    17. تلخیص البیان فی مجازات القرآن، الشریف الرضى، دار الأضواء ـ بیروت.
    18. جامع البیان فی تأویل القرآن (تفسیر الطبری)، محمد بن جریر بن یزید بن کثیر بن غالب الآملی، أبو جعفر الطبری، [ت 310 هـ] تحقیق: أحمد محمد شاکر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ -2000 م.
    19. الجامع لأحکام القرآن = تفسیر القرطبی، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبی بکر بن فرح الأنصاری الخزرجی شمس الدین القرطبی (المتوفى: 671هـ)، تحقیق: أحمد البردونی وإبراهیم أطفیش، الطبعة الثانیة، 1384هـ -1964م، دار الکتب المصریة – القاهرة.
    20. حاشیة الصبان، محمد بن علی الصبان الشافعی، دار الکتب العلمیة، الطبعة الأولى، 1417هـ -1997م، بیروت-لبنان.
    21. الخصائص، تألیف أبی الفتح عثمان بن جنی، تحقیق: محمد علی النجار، عالم الکتب -بیروت.
    22. الدر المنثور فی التفسیر بالمأثور، عبد الرحمن بن أبی بکر، جلال الدین السیوطی (المتوفى 911هـ)، تحقیق: عبد المحسن الترکی، دار هجر – مصر، 1420هـ 2003م.
    23. درء تعارض العقل والنقل، تقی الدین أبو العباس أحمد بن عبد الحلیم بن تیمیة الحرانی (المتوفى    728هـ)، تحقیق: محمد رشاد سالم، دار الکنوز الأدبیة -الریاض، 1391هـ.
    24. دلالة الألفاظ، إبراهیم أنیس، الطبعة السادسة، 1986م، مکتبة الأنجلو المصریة، القاهرة.
    25. روح المعانی فی تفسیر القرآن العظیم والسبع المثانی، شهاب الدین محمود بن عبد الله الحسینی الألوسی (المتوفى 1270هـ)، دار إحیاء التراث العربی – بیروت.
    26. شرح الکافیة الشافیة لابن مالک، جمال الدین أبو عبد الله محمد بن عبید الله بن مالک الطائی الجیانی، دراسة وتحقیق: عبد المنعم أحمد هریدی، جامعة أم القرى مرکز البحث العلمی وإحیاء التراث الإسلامی کلیة الشریعة والدراسات الإسلامیة مکة المکرمة، الطبعة الأولى.
    27. شرح الکافیة الشافیة، لأبی عبد الله جمال الدین محمد بن عبد الله بن مالک الطائی الجیانی، تحقیق: د. عبد المنعم أحمد هریری، دار المأمون للتراث، لا.ط. لا. ت.
    28. الصاحبی فی فقه اللغة العربیة ومسائلها وسنن العرب فی کلامها، أحمد بن فارس بن زکریا الرازی أبو الحسین، تحقیق: أحمد حسن بسج، دار الکتب العلمیة، 1418هـ -1997م.
    29. علم الدلالة، أحمد مختار عمر، الطبعة السابعة، 2009م، عالم الکتب، القاهرة.
    30. علم المعانی، تألیف: عبد العزیز عتیق، الطبعة الأولى، 1430ه – 2009م، دار النهضة العربیة للطباعة والنشر والتوزیع، بیروت – لبنان.
    31. غریب القرآن المسمى بنزهة القلوب، محمد بن عُزیر السجستانی، أبو بکر العُزیری (المتوفى 330هـ)، تحقیق: محمد أدیب عبد الواحد جمران، دار قتیبة، الطبعة الأولى، 1416هـ -1995م –سوریا.
    32. فتح الباری شرح صحیح البخاری، أحمد بن علی بن حجر أبو الفضل العسقلانی الشافعی (المتوفى: 852هـ)، تحقیق: محمد فؤاد عبد الباقی، ومحب الدین الخطیب، دار المعرفة -بیروت، 1379هـ.
    33. فصول فی فقه العربیة، للدکتور رمضان عبد التواب، مکتبة الخانجی بالقاهرة، ط (6)، 1420هـ/1999م.
    34. کتاب سیبویه لأبی بشر عمرو بن عثمان بن قنبر، تحقیق وشرح: عبد السلام محمد هارون، دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، ط.(3)، 1408هـ/1988م.
    35. کیف تترجم، إعداد محمد حسن یوسف الطبعة الثانیة: ربیع الأول 1427 هـ -أبریل 2006http://saaid.net/Doat/hasn/index.htm
    36. اللباب فی علوم الکتاب، أبو حفص سراج الدین عمر بن علی بن عادل الحنبلی الدمشقی النعمانی (المتوفى 775هـ)، تحقیق: الشیخ عادل أحمد عبد الموجود والشیخ علی محمد معوض، دار الکتب العلمیة، الطبعة الأولى، 1419 هـ -1998 م، بیروت – لبنان.
    37. لسان العرب، محمد بن مکرم بن منظور الأفریقی المصری (المتوفى 711هـ) تحقیق: عبد الله علی الکبیر ومحمد أحمد حسب الله وهاشم محمد الشاذلی، دار المعارف، القاهرة.
    38. مجاز القرآن، لأبی عبیدة معمر بن المثنى التیمی ت 210هـ، تحقیق وتعلیق: محمد فؤاد سزکین، مکتبة الخانجی، دار الفکر، الطبعة الثانیة، لا. ب. 1390هـ/1970م.
    39. محاولات بناء المعیار الدلالی فی الدلالة المعجمیة (دراسة وصفیة تحلیلیة)، تألیف د. بدر بن عاید الکلبی، الطبعة الأولى، 1438هـ/2017م، دار الجنان، عمان – الأردن.
    40. المحرر الوجیز فی تفسیر الکتاب العزیز، أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطیة الأندلسی المحاربی (المتوفى 542هـ)، تحقیق: عبد السلام عبد الشافی محمد، دار الکتب العلمیة، 1413هـ-1993م، لبنان.
    41. مختار الصحاح، محمد بن أبی بکر بن عبد القادر الرازی، تحقیق: محمود خاطر، مکتبة لبنان ناشرون – بیروت، 1415هـ -1995م.
    42. مدخل إلى دراسات الترجمة: نظریات وتطبیقات لجرمی مندی، ترجمة هشام علی جواد؛ مراجعة عدنان خالد عبد الله. أبو ظبی، 2009م. لا. مط.
    43. مدونة القرآن الکریم على موقع: http://corpus.quran.com/translation.jsp
    44. المزهر فی علوم اللغة وأنواعها، تألیف: جلال الدین عبد الرحمن بن أبی بکر السیوطی، تحقیق: فؤاد علی منصور، دار الکتب العلمیة – بیروت، الطبعة الأولى، 1998م.
    45. المصباح المنیر فی غریب الشرح الکبیر للرافعی، أحمد بن محمد بن علی المقری الفیومی، المکتبة العلمیة – بیروت.
    46. معانی القرآن للفراء، تألیف: أبو زکریا یحیى بن زیاد الفراء، تحقیق: أحمد یوسف نجاتی ومحمد على نجار وعبد الفتاح إسماعیل شلبی، الدار المصریة للتألیف والترجمة، مصر.
    47. المعجم الوسیط، إبراهیم مصطفى وأحمد الزیات وحامد عبد القادر ـومحمد النجار، تحقیق: مجمع اللغة العربیة، دار الدعوة.
    48. معجم مقاییس اللغة، تألیف: أبو الحسین أحمد بن فارس بن زکریا، تحقیق: عبد السلام محمد هارون، دار الفکر، 1399هـ -1979م.
    49. مغنی اللبیب عن کتب الأعاریب، لجمال الدین أبو محمد عبد الله بن یوسف بن هشام الأنصاری، تحقیق: د. مازن المبارک ومحمد علی حمد الله، دار الفکر -بیروت، الطبعة السادسة، 1985م.
    50. مفاتیح الغیب (تفسیر الفخر الرازی)، محمد بن عمر بن الحسین الرازی الشافعی المعروف بالفخر الرازی أبو عبد الله فخر الدین، دار إحیاء التراث العربی.
    51. المفردات فی غریب القرآن، تألیف: أبو القاسم الحسین بن محمد المشهور بالراغب الأصفهانی ت 502هـ، تحقیق: محمد سید کیلانی، دار المعرفة، لبنان.
    52. الملخص الفقهی، الشیخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، الطبعة: الأولى، 1423هـ، دار العاصمة، الریاض، المملکة العربیة السعودیة.
    53. مناهل العرفان فی علوم القرآن، محمد عبد العظیم الزرقانی (المتوفى 1367هـ)، مطبعة عیسى البابی الحلبی وشرکاه، الطبعة الثالثة.
    54. مواصفات الترجمة المعدة للاستعمال فی مجال الدعوة، د. إبراهیم بن صالح الحمیدان، بحث منشور فی موقع: http://www.muslim-library.com/dl/books/ar4436.pdf
    55. الموسوعة الحرة ویکیبیدیا: https://ar.wikipedia.org/wiki / ترجمة
    56. النکت والعیون (تفسیر الماوردی)، أبو الحسن علی بن محمد بن حبیب الماوردی البصری، تحقیق: السید بن عبد المقصود بن عبد الرحیم، دار الکتب العلمیة – بیروت-لبنان.
    57. یاقوتة الصراط فی تفسیر غریب القرآن، أبو عمر محمد بن عبد الواحد البغدادی الزاهد المعروف بغلام الثعلب المتوفى 345هـ، تحقیق: أ. د. محمد بن یعقوب الترکستانی، مکتبة العلوم والحکم 1423هـ -2002م، المدینة المنورة، السعودیة.

    ثانیاً: المراجع الأجنبیة:

    58- Essay on the Principles of Translation by Woodhouselee Alexander, 3rd edition, Neil & Co. Edinbyrge, London, 1813.

    59- Oxford Advanced Learner's Dictionary, A.P. Cowie (Chief editor), 4th edition, Oxford University Press, Great Britain.

    60-The Qur'an Online Translation and Commentary, http://al-quran.info/pages/language/english

    61-Translation as Problems and Solutions- Prof. Hassan Ghazala, Special edition, 1429AH/2008, Dar El-Elm Lilmalayin, Beirut, Lebanon.