الذکاء الثقافي في ضوء بعض المتغيرات الديموغرافية لدى طلبة جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 أستاذ في القياس والتقويم قسم علم النفس، کلية التربية، جامعة السلطان قابوس

2 ماجستيرعلم النفس التربوى قسم علم النفس، کلية التربية، جامعة السلطان قابوس

3 أستاذ مشارک في علم النفس التربوي ومجلس البحث العلمي قسم علم النفس، کلية التربية، جامعة السلطان قابوس

10.12816/0042452

المستخلص

 هدفت الدراسة إلى الکشف عن علاقة الذکاء الثقافي ببعض المتغيرات الديموغرافية لدى طلبة جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان، والمتمثلة في متغير الجنس، والعمر، وعدد سنوات الخبرة، وعدد اللغات التي يتقنها الفردولتحقيق أهداف الدراسة طبق الباحثون مقياس الذکاء الثقافي على عينة مکونة من 340 طالبا وطالبة من طلبة البکالوريوس بجامعة السلطان قابوس للعام الأکاديمي 2016/2017، وتم استخدام المعالجات الإحصائية الآتية: المتوسطات الحسابية، والانحرافات المعيارية وتحليل التباين الأحادي، واختبار ت للعينات المستقلة. أظهرت النتائج عدم وجود فروق دالة إحصائيا في الذکاء الثقافي تعزى لمتغير الجنس، وعدم وجود فروق دالة إحصائيا تعزى لمتغير العمر ما عدا في البعد الدافعي، کما أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق دالة إحصائيا تعزى لمتغير عدد سنوات الخبرة ما عدا في البعد المعرفي، وعدم وجود فروق دالة إحصائيا تعزى لمتغير عدد اللغات ما عدا في البعد المعرفي. في ضوء هذه النتائج تم الخروج بعدد من التوصيات والمقترحات.
 The current study aimed to investigate the levels of culturalintelligence and how these levels vary based on gender, age, number of years of experience, and the number of languages that people ​​spoken. To achieve the objectives of the study, the researchers used The Cultural Intelligence Scale with a sample of 340 bachelor students (121 males and 219 females) at SultanQaboosUniversity for the academic year 2016/2017. Rresearchers used means, standard deviations, ANOVA, and independent samples t-test for data analysis. The results showed no statistically significant differences in the levels of cultural intelligence due to gender. Age-related differences were only found in the motivational dimension. Similarly, no statistically significant differences in cultural intelligence were found based on years of experience and the number of languages that people ​​spoke except in the cognitive dimension.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

           کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

الذکاء الثقافی فی ضوء بعض المتغیرات الدیموغرافیة لدى طلبة جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان

 

إعــــداد

أ / نوال حمدان المعولیة

أ. د/ علی مهدی کاظم

د/ سعید سلیمان الظفری

ماجستیرعلم النفس التربوی

أستاذ فی القیاس والتقویم

  أستاذ مشارک فی علم النفس التربوی ومجلس البحث العلمی 

قسم علم النفس، کلیة التربیة، جامعة السلطان قابوس

amkazem@squ.edu.om

 

 

}     المجلد الثالث والثلاثین– العدد الخامس – یولیو 2017م  {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

 

 

الملخص:

 هدفت الدراسة إلى الکشف عن علاقة الذکاء الثقافی ببعض المتغیرات الدیموغرافیة لدى طلبة جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان، والمتمثلة فی متغیر الجنس، والعمر، وعدد سنوات الخبرة، وعدد اللغات التی یتقنها الفردولتحقیق أهداف الدراسة طبق الباحثون مقیاس الذکاء الثقافی على عینة مکونة من 340 طالبا وطالبة من طلبة البکالوریوس بجامعة السلطان قابوس للعام الأکادیمی 2016/2017، وتم استخدام المعالجات الإحصائیة الآتیة: المتوسطات الحسابیة، والانحرافات المعیاریة وتحلیل التباین الأحادی، واختبار ت للعینات المستقلة. أظهرت النتائج عدم وجود فروق دالة إحصائیا فی الذکاء الثقافی تعزى لمتغیر الجنس، وعدم وجود فروق دالة إحصائیا تعزى لمتغیر العمر ما عدا فی البعد الدافعی، کما أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق دالة إحصائیا تعزى لمتغیر عدد سنوات الخبرة ما عدا فی البعد المعرفی، وعدم وجود فروق دالة إحصائیا تعزى لمتغیر عدد اللغات ما عدا فی البعد المعرفی. فی ضوء هذه النتائج تم الخروج بعدد من التوصیات والمقترحات.

الکلمات الدالة: الذکاء الثقافی، الجنس، العمر، عدد سنوات الخبرة، طلبة الجامعة.

 

 

 

 

 

 

 

 

Abstract:

 The current study aimed to investigate the levels of culturalintelligence and how these levels vary based on gender, age, number of years of experience, and the number of languages that people ​​spoken. To achieve the objectives of the study, the researchers used The Cultural Intelligence Scale with a sample of 340 bachelor students (121 males and 219 females) at SultanQaboosUniversity for the academic year 2016/2017. Rresearchers used means, standard deviations, ANOVA, and independent samples t-test for data analysis. The results showed no statistically significant differences in the levels of cultural intelligence due to gender. Age-related differences were only found in the motivational dimension. Similarly, no statistically significant differences in cultural intelligence were found based on years of experience and the number of languages that people ​​spoke except in the cognitive dimension.

Keywords: Cultural intelligence, gender, age, years of experience, university students.

 

 

 


المقدمة

إن مرکز اهتمام الدراسات والبحوث النفسیة فی الوقت الحالی قائم على الدور المحوری للقدرات العقلیة وسمات الشخصیة، والتی تعد من أهم محددات السلوک الإنسانی، کما إن معظم الدراسات ترکز على محورین مهمین وهما التفکیر والإبداع اللذان یحصلان حینما یکون هنالک تطابق بین التعبیر الذاتی عن الشخصیة مع المثیرات النفسیة والاجتماعیة، وحینما یدرک الفرد القیم والأفکار والتطلعات والهمم المشترکة بین الثقافات.

إن البنیة الأساسیة التی تمیز مجتمعا عن آخر تقوم على أساس الثقافة، فهی التی تشکل الاقتصاد، وتحدد النظام السیاسی، کما أنها ذات تفاعل اجتماعی                            (Rose, Ramalu, Uli, & Kumar, 2010).والثقافة مفهوم متعدد الأبعاد یشتمل على مجموعة من القیم والرموز والتعبیرات والإبداعات والتطلعات التی تحفظ للجماعات البشریة هویتها الحضاریة فی إطار ما تعرفه من تطور بفعل تفاعلاتها الداخلیة وقابلیتها للتواصل والأخذ والعطاء (صبری وحلیم، 2014).إن الثقافة حتى الیوم لم یحدد لها مفهوما واضحا نظرا لما تمثله من اتساع وشمول یمس مختلف جوانب الحیاة، کما أنها تختلف من مجتمع إلى آخر فی مفهومها وطریقة تناولها، مما یتطلب من الفرد أن یتعلم کیفیة تناول تلک الثقافات وعمل مزج فیما بینها لیتسنى له استخدامها والتفاعل معها فی مواقف حیاتیة وذلک لا یتأتى إلا إذاامتلک الفرد نوعا من الذکاء (طه، 2006).

وقد تناولت العدید من الدراسات والأبحاث الذکاء من اتجاهات مختلفة؛ فالبعض یراه على أنه القدرة على التعلم، والبعض الآخر اعتبره القدرة على الابتکار، ونتیجة لأن البعض یربط الذکاء بأسالیب السلوک مثل مظاهر القدرة على حل المشکلات ومظاهر السلوک العقلی کالتذکر والتعلم فهذه الفئة تعرف الذکاء على أنه القدرة على التفکیر، أما البعض فیرى أنه القدرة على التکیف أو التوافق مع المواقف الجدیدة المبنیة على أساس الاختلاط مع الثقافات المختلفة وتعدد اللغات والجنسیات کما أن للعوامل الثقافیة وأسالیب المعیشة والتربیة أیضا تأثیرا على الذکاء(خرنوب، 2010؛ صبری وحلیم، 2014؛ عبد الوهاب، 2011).

ومن ذلک ظهر الاهتمام بدراسة تأثیر العوامل الثقافیة فی الذکاء، وظهرت البدایات الأولى لدراسته تزامنا مع ظهور أبحاث ودراسات علم الانثروبولوجیا؛فقد نشأ المدخل الثقافی لدراسة الذکاء والقدرات العقلیة داخل إطار علم النفس کاتجاه معاکس للاتجاه البیولوجی؛فالاتجاه الثقافی کما یشیر صبری وحلیم(2014) یفترض أن الذکاء مکون اجتماعی یتحدد فی ضوء الثقافة السائدة فی مجتمع معین وهذه الثقافة تحدد أشکال السلوک وکیفیة قیاسه، إن الاهتمام بالذکاء الحقیقی یشمل الذکاء الذی یرکز على المجالات النوعیة للمحتوى الأمر الذی أدى إلى ظهور مفاهیم جدیدة وأنواع مختلفة للذکاء منها مفهوم الذکاء الثقافی (Ghafoor& Khan, 2011).

وقد ظهر مفهوم الذکاء الثقافیCultural Intelligence (CQ)عام 2000 على ید مجموعة من الباحثین المتخصصین فی علم النفس والإدارة، وقدم إیرلیوآنج       (Earley&Ang, 2003) هذا النوع من الذکاء کأساس لتفسیر الاختلافات بین الأفراد فی قدرتهم على التکیف مع المواقف الجدیدة. ویُعد الذکاء الثقافی من المفاهیم الحدیثة للذکاء والتی ظهرت معالاتساع الکبیر للأعمال المشترکة عبر القارات والدول مما أدى إلى اختلاط الفکر بین الأشخاص وإن کانوا یتنمون إلى ثقافات متعددة (خرنوب، 2010).

وظهرت عدة تعریفات للذکاء الثقافی فیرى بریسلینوورثلیوماکاب                       (Brislin, Worthley&Machab, 2006)إن للذکاء الثقافی معانی عدیدة، وربما تکون متکاملة؛ حیث یشیر إلى سمات ومهارات الأفراد سریعی التوافق مع الضغوط القلیلة عندما یتفاعلون على نطاق واسع فی الثقافات المختلفة، ویرىآنجوﻓﺎنداﯾن                          (Ang&Van Dyne, 2009) على أنه قدرة الفرد على التوافق الناجح مع المواقف الثقافیة الجدیدة وغیر المألوفة،أما تعریف ایرلیوآنج (Earley&Ang, 2003) وطه(2006) فیشیر إلى القدرة على إقامة علاقات تتسم بالکفاءة والتفاعل الکفء فی المواقف والبیئات التی تتسم بالتعدد الثقافی.

لذا فإن الذکاء الثقافی کقدرة مستمرة تساعد فی تفسیر لماذا یکون بعض الأفراد أکثر فاعلیة فی التفاعل بین الثقافات من غیرهم. وبذلک فإنه یشیر إلى المقدرة على النمو الشخصی من خلال عملیة التعلم المستمر، والفهم الجید للتراث الثقافی المتنوع، والتعامل بحکمة مع الأفراد مع خلفیة ثقافیة مختلفة.

ویرى ایرلیوموسکوسکی (Earley&Moskawski, 2004) أن الذکاء الثقافی یبدأ من حیث ینتهی الذکاء الوجدانی؛ فهو یشمل القدرة على فهم الجوانب المعرفیة والانفعالیةفی الثقافات الأخرى، إلا أن آنج(Ang, 2008) میز بین الذکاء الثقافی والذکاء الوجدانی باعتبار أن الذکاء الوجدانی یشمل فهما للمشاعر الذاتیة ومشاعر الآخرین فی ثقافات معینة، بینما یشمل الذکاء الثقافی القدرة على فهم کل الجوانب المعرفیة والانفعالیة فی الثقافات المختلفة، وهنالک العدید من النماذج التی قدمت تفسیرا للذکاء الثقافی منها نموذج أرلیوآنج                 (Early &Ang, 2003)ونموذج ستیرنبرجوﺟرﯾﺟورﻧﻛـو للذکاء الثقافی                       (Sternberg &Grigorenko, 2006)، ونموذج دﯾوبلیسیس للذکاء الثقافی                                 (Du Plessis, 2011)؛ ففی النموذج الأول حدد أرلیوآنج (Early & Ang, 2003) أربعة مکونات للذکاء الثقافی: وهی مکون ما وراء المعرفیMetacognitive CQ، والمکون المعرفیCognitive CQ، والمکون الدافعی Motivational CQ، والمکون السلوکی Behavioral CQ؛حیث یشیر المکون الأول إلى مستوى الوعی الثقافی الشعوری للفرد خلال التفاعلات عبر الثقافات، والذی یعکس العملیات المعرفیة ذات المستوى الأعلى، بینما المکون الثانی یشیر إلى المعرفة بالمعاییر والممارسات والتقالید فی الثقافات المختلفة والتی اکتسبت عبر مجموعة من الخبرات، ویشیر المکون الثالث إلى القدرة على الانتباه للمواقف التی تتمیز بالفروق الثقافیة والعمل بها، وأما المکون الأخیر فیشیر إلى القدرة على عرض الألفاظ اللفظیة والغیر لفظیة عند التفاعل مع أفراد من ثقافات مختلفة (خرنوب 2010).ووفقا لذلک فإن الأفراد الأذکیاء ثقافیا یمتلکون القدرة والدافعیة لتوسیع مجالات استجابتهم السلوکیة فی مواقف متعددة، وفی ثقافات مختلفة، ویعتمد ذلک على عوامل متعددة قد یکونمنها الجنس، والعمر، والمؤهلات الدراسیة، والحالة الاقتصادیة وعدد اللغات التی یجیدها الفرد وعدد سنوات الخیرة لدیه وغیره (صبری وحلیم، 2014).

أما نموذج ستیرنبرجو ﺟرﯾﺟورﻧک و للذکاء الثقافی (Sternberg &Grigorenko, 2006) فیرى أن الذکاء مرکب متعدد الأبعاد یشمل جوانب مختلفة، ومتعددة تتضمن التفاعلات بین الثقافات والتی قد تنشأ بسبب الاختلافات فی الأصل العرقی والجنسیة والسلالة (صبری وحلیم ، 2014)؛ففی هذا النموذج یبین دور عوامل أخرى فی بناء الذکاء الثقافی، وبالتالی وضع ستیرنبرج أبعادا مختلفة للذکاء داخل الفرد والتی قد یکون بعضها مشابها للنموذج الأول وهی: الذکاء الثقافی ما وراء المعرفی والذکاء الثقافی المعرفی والذکاء الثقافی الدافعی؛ فالذکاء الثقافی ما وراء المعرفی یعکس قدرة الفرد على ضبط المعرفة، أما الذکاء الثقافی المعرفی فیشیر للهیاکل البنائیة المعرفیة، وبالتالی دور المعرفة کجزء من العقل، وأما الدافعی فیشیر إلى القدرة العقلیة على توجیه ودعم الطاقة فی مهمة معینة وإدراک أن القدرات الدافعیة ضرورة مهمة فی حل المشکلات فی العالم الواقعی (هیاجنة، 2014).

أما نموذج دﯾوبلیسیس للذکاء الثقافی (Du Plessis, 2011) فیرکز على أبعاد ثلاثة مستوحاة من النماذج السابقة، ومقسمة إلى معرفی ودافعی وسلوکی، فالمکون الأول وهو الذکاء الثقافی المعرفیالذی یشیر إلى القدرة على صیاغة الخبرات الثقافیة المشترکة، والتخطیط الاستراتیجی فی التفاعل مع الغیر، وصناعة القرارت، واتخاذ الأحکام حول عملیات التفکیر الخاصةوالذکاء الثقافی الدافعی الذی یرکز على الاهتمام بالتعرف على کل ما یرتبط بالثقافات الأخرى ودعم التعلم حول کل ما یرتبط بثقافة الدول المضیفة، والذکاء الثقافی السلوکی الذی یتمثل فی التکیف السلوکی اللفظی وغیر اللفظی، والمرونة فی الاستجابة السلوکیة للثقافة المغایرة عبر المواقف المتباینة.

وقد تم تبنی النموذج الأول الذی یحتوی على الأبعاد الأربعة (المعرفی، وما وراء المعرفی، والسلوکی، والدافعی) لکونهأکثر النماذج قبولا، وأکثرها شهرة فی الذکاء الثقافی. فالملاحظ على النماذج السابقة لیجد أنها تشترک فی بعض الجوانب التی تعد عوامل ثابتة وأبعاد أساسیة تؤثر بشکل کبیر فی بناء الذکاء الثقافی للفرد، إلا أن هنالک جوانب أخرى داخلیة کالمتغیرات الدیموغرافیةتؤثر فی بناء الذکاء الثقافی سواء على مستوى الثقافة الواحدة، أو على مستوى الثقافات بین الدول المختلفة کالجنس، والعمر، وخبرة الفرد،وعدد اللغات التی یجیدها الفرد، والجنسیة،والمستوى الاقتصادی والاجتماعی وغیره.وتأکیدا لدور العوامل المختلفة فی الذکاء الثقافی فقد تم دراستها من قبل عدد بسیط من الباحثین واختلفت المتغیرات التی تم تناولها فبعض من هذه الدراسات تربط بین الذکاء الثقافی ومتغیر الجنس                 (ذکر، أنثى) وبعضها یربط بین الذکاء الثقافی والعمر وبعضها یربط بین الذکاء الثقافی وعدد سنوات الخبرة.

 ومن الدراسات التی ربطت بین الذکاء الثقافی والعمر دراسة أحمد (2012) التی هدفت إلى الکشف عن الفروق فی مکونات الذکاء الثقافی وفقا لمتغیر العمر، وقد تکونت عینة الدراسة من 401 فرد ممن یعملون فی مجال الإرشاد السیاحی، واستخدم الباحث فی ذلک مجموعة من الأدوات منها مقیاس الذکاء الثقافی، وأظهرت النتائج وجود فروق وفقا للعمر فی اتجاه ذوی الفئة العمریة الأکبر فی البعد المعرفی والسلوکی، وما وراء المعرفی والدرجة الکلیة للذکاء الثقافی.

وهنالک دراسات أخرى ربطت بین الذکاء الثقافی والجنس من هذه الدراسات دراسة عبد الوهاب(2011) التی هدفت إلى التأکد من الخصائص السیکومتریة لمقیاس الذکاء الثقافی فی البیئة المصریة، واعداد معاییر خاصة بالبیئة المصریة، ودراسة الفروق فی الذکاء الثقافی وفقا للجنس، وقد تکونت عینة الدراسة من 500 طالب وطالبة من جامعة جنوب الوادی من أربع کلیات هی الزراعة، العلوم، الآداب، والتربیة تتراوح أعمارهم ما بین 18 سنة إلى 22 سنة، واستخدم الباحث مقیاس الذکاء الثقافی، وتوصل إلى وجود فروق دالة إحصائیا بین الجنسین فی بعد ما وراء المعرفة لصالح الذکور. وتأکیدا على ذلک قام بیز(Baez, 2012) بدراسة هدفت إلى الکشف عن أثر مساقات تدریس اللغات الأجنبیة کاللغة الإسبانیة فی تحسین مستوى الذکاء الثقافی لدى طلبة الجامعة، وتکونت عینة الدراسة من 42 طالبا وطالبة من جامعة ولایة أندیانا بأمریکا الذین یدرسون اللغات الأجنبیة، وتم استخدام مقیاس الذکاء الثقافی، وتوصل الباحث إلى وجود فروق دالة إحصائیا بین الذکور والإناث على مقیاس الذکاء الثقافی وکانت الفروق لصالح الذکور.کما أن دراسة أحمد (2012) المشار لها سابقاکشفت عن وجود فروق دالة إحصائیا وفقا لمتغیر الجنس فی کل من أبعاد الذکاء الثقافی(فیما عدا البعد الثقافی المعرفی) لصالح الذکور. وهدفت دراسة صبری وحلیم (2014) إلى التعرفعلىالعلاقة بین الذکاء الثقافی والتکیفالثقافی فی مصر ومالیزیا وقد بلغت عینة البحث 153 فردا من أعمار مختلفة ومن الجنسین من المغتربین عن بلادهم، وقد طبق علیهم مقیاس الذکاء الثقافی، وقد أظهرت النتائج عدم وجود فروق دالة إحصائیا بین متوسطی درجات الذکور والاناث فی أبعاد مقیاس الذکاء الثقافی (إلا فی بعد ما وراء المعرفی) لصالح الذکور.

أما الدراسات التی ربطت بین الذکاء الثقافی وعدد سنوات الخبرة فهی نادرة فمنها دراسة أحمد (2012) المشار إلیها والتی أظهرت وجود فروق وفقا لسنوات الخبرة لصالح الخبرة الأکبر فیالدرجة الکلیة للذکاء الثقافی، ولم یتوصل الباحثون إلى مزید من الدراسات متصلة بسنوات الخبرة.

ویتبین من هذه الدراسات أن عامل العمر والنوع وسنوات الخبرة لها دور فی بناء الذکاء الثقافی وهذا قد یکون ناتجا عن دور البناء الاجتماعی والمعرفی لدى الفرد الذی یتکون عبر مراحل عمریة متتالیة، وهذا ما أشار إلیه أحمد (2012) أن الذکاء الثقافی متعلم عبر الزمن من خلال التفاعلات بین الثقافات، وقد أشار بیاجیه (Piaget, 1985) إلى أن الأفراد یمرون بمراحل متنوعة متعددة للنمو فی مستوى ذکائهم الثقافی بدءا بمرحلة التفاعل بین الفرد والمثیر الخارجی، ثم مرحلة التعرف على المعاییر الثقافیة والدافعیة لتعلم المزید عنها، بعدها مرحلة إدماج القواعد والمعاییر الثقافیة الأخرى فی عقل الفرد، ثم المبادرة فی                  السلوک الثقافی.

ونظرا لقلة عدد الدراسات المتعلقة بالذکاء الثقافی وخاصة فی دول الخلیج وبالأخص فی سلطنة عمان، وعدم وجود دراسات تربط بین متغیری الذکاء الثقافی واللغة على حد علم الباحثون،لذا أرتأ الباحثون دراسة الذکاء الثقافی وعلاقته ببعض المتغیرات وهی الجنس والعمر وعدد سنوات الخبرة وعدد اللغات لدى الفرد فی سلطنة عمان.

مشکلة البحث وأسئلته

إن إدراک العالم الذی نعیشه یتطلب منا أن نفهم الرموز الشائعة فیه کاللغة، ونمط الملابس، وطریقة التحیة وغیرها، ومعرفة آلیة تأثیر هذه الرموز فی إدراکنا للأحداث والأشیاء والأفراد، فما یمیز أی مجتمع عن الآخر هو بنیته الثقافیة، وذلک یترتب علیه أن یحمل کل فرد بداخله بطاقة تعریفیة یعرف بها المجتمع الآخر عنه من خلال الأحداث والأشیاء والمواقف التی یمر بها، الأمر الذی یتطلب من الأفراد أن یمتلکوا نوعا من الذکاء یُعرف بالذکاء الثقافی.

إن المطلع على الأدب التربوی یجد الندرة البسیطة التی اهتمت بموضوع الذکاء الثقافی،بینما الاهتمام الواضح بدأ فی القرن الحالی حینما قدم ایرلیوآنج                   (Earley&Ang, 2003) أول نموذج للذکاء الثقافی بأبعاده الأربعة؛ فالذکاء الثقافی یُعد من الذکاءات الحدیثة التی بدأ الترکیز علیها لا سیما أنه یمکن من فهم ثقافات المجتمع، وثقافات دول مختلفة، وکیفیة التعامل معها، وخلق جو من المودة بین المجتمعات.

وسلطنة عمان واحدة من الدول التی تسعى لتکون فی مصاف الدول التی تنشر السلام بین الشعوب لذا کان مهما الترکیز على موضوع الذکاء الثقافی، بکونها محطة أنظار العدید من الدول المختلفة، کما أن معرفة الذکاء الثقافی الذی یمتلکه الفرد تمکن من معرفة السلوک الذی سیتخذه فی التعامل مع الآخرین باختلاف الثقافات.

وباء علیه، سعت الدراسة الحالیة إلى الإجابة عن التساؤلات الآتیة:

1-      هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی أبعاد الذکاء الثقافی (المعرفی، وما وراء المعرفی، والدافعی، والسلوکی) فی البیئة العمانیة تعزى لمتغیر الجنس؟

2-     هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی أبعاد الذکاء الثقافی (المعرفی، وما وراء المعرفی، والدافعی، والسلوکی) فی البیئة العمانیة تعزى لمتغیر العمر؟

3-       هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی أبعاد الذکاء الثقافی (المعرفی، وما وراء المعرفی، والدافعی، والسلوکی) فی البیئة العمانیة تعزى لمتغیر عدد سنوات الخبرة؟

4-       هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی أبعاد الذکاء الثقافی (المعرفی، وما وراء المعرفی، والدافعی، والسلوکی) فی البیئة العمانیة تعزى لمتغیر عدد اللغات؟

محددات الدراسة

  1. الحدود الموضوعیة: تقتصر الدراسة الحالیة على دراسة مستوى الذکاء الثقافی ومدى تباینه بناء على بعض المتغیرات الدیموغرافیة المتمثلة فی الجنس، والعمر، وعدد    سنوات الخبرة.
  2. الحدود الزمانیة: تقتصر حدود الدراسة الزمانیة على الفصل الدراسی الأول للعام 2016/2017.
  3. الحدود المکانیة: تقتصر حدود الدراسة المکانیة فی جامعة السلطان قابوس فی                محافظة مسقط.
  4. الحدود البشریة: تقتصر الحدود البشریة على طلاب البکالوریوس فی جامعة            السلطان قابوس.

مصطلحات الدراسة

الذکاء الثقافی:یعرفه ایرلیوآنج (Earley&Ang, 2003) بأنه: قدرة الفرد على أداء المهام، وإدراک العمل فی بیئة مختلفة ثقافیا ویمثل ذلک بقدرة الفرد على التکیف بفعالیة مع السیاقات المعرفیة الثقافیة الجدیدة.

ویعرف إجرائیا بأنه الدرجة التی یحصل علیها الفرد فی مقیاس الذکاء الثقافی المستخدم فی الدراسة الحالیة بأبعاده الأربعة (المعرفی، وما وراء المعرفی، والدافعی، والسلوکی).

منهج الدراسة

تحقیقا لأهداف البحث، تم استخدام المنهج الوصفی الذی یقوم على جمع البیانات ودراسة الظاهرة کما هی فی الواقع والتعبیر عنها بصورة رقمیة ففی الدراسة الحالیة تمت دراسة متغیر الذکاء الثقافی وفقا لمتغیرات أربعة وهی الجنس والعمر وسنوات الخبرة وعدد اللغات التی یتقنها الفرد.

مجتمع الدراسة والعینة

تکون مجتمع البحث من طلبة جامعة السلطان قابوس المسجلین فی برنامج البکالوریوس والمسجلین فی العام الأکادیمی 2016/2017م، والبالغ عددهم                 16251 طالبا وطالبة.

وأما عینة البحث، فقد تکونت من 340 طالبا وطالبة من جامعة السلطان قابوس المسجلین فی برنامج البکالوریوس، منهم 121 طالبا و219 طالبة تم اختیارهم بالطریقة العشوائیة.بلغ متوسط العمر الزمنی 23.14 سنة بانحراف معیاری مساوٍ لـ 5.25.

أداة الدراسة

استخدم الباحثون فی هذا البحث مقیاس الذکاء الثقافی والذی طوّره آنج وآخرون. یحتوی المقیاس على 20 فقرة مقسمة على أربعة أبعاد وهی: البعد المعرفی، والبعد السلوکی، والبعد ما وراء المعرفی، والبعد الدافعی. واحتوى البعد المعرفی على ستة فقرات، والبعد السلوکی على خمسة فقرات، والبعد ما وراء المعرفی على أربعة فقرت، والبعد الدافعی على خمسة فقرات. ویستجیب المفحوص وفق للمستویات بالتدرج من واحد إلى سبعة؛ حیث یشیر الواحد إلى غیر موافق بشدة وتشیر السبعة إلى موافق بشدة(Ang, 2008).

صدق المقیاس

قام کاظم والزبیدی (Kazem&Alzubaidi, 2014) بترجمة المقیاس إلى اللغة العربیة، وبعد ذلک تم عرضه على مجموعة من المتخصصین فی علم النفس التربوی لغرض التأکد من دقة الترجمة، وصلاحیة الفقرات ومدى مناسبتها للبیئة العمانیة وطلبة الجامعة، وبعد اتفاق المختصین على صحة النسخة المترجمة تم عرض النسخة الأجنبیة والمترجمة على محکمین من تخصص مناهج اللغة الإنجلیزیة لغرض مطابقة الترجمة والإصدار باللغة العربیة مع الإصدار الأجنبی، وتم التوصل إلى تناسب فقرات المقیاس مع أبعاده مع اجراء بعض التعدیلات الطفیفة ثم تم وضع المقیاس بصیغته النهائیة.کما تم استخدام أسلوب التحلیل العاملی لأبعاد المقیاس وتم التوصل إلى أن نسبة التباین فی المقیاس بلغت 53.89% حیث بلغ التباین فی البعد المعرفی15.40% والبعد السلوکی 14.39% والبعد ما وراء المعرفی 12.13% والبعد الدافعی 11.985 مما یشیر إلى صدق المقیاس وتمتعه بالخصائص                      السیکومتریة الجیدة.

ثبات المقیاس

تم قیاس ثبات المقیاس عن طریق استخدام ألفا لکرونباخ وقد بلغ ثبات المقیاس ککل 0.87 وأما بالنسبة لثبات کل بعد من أبعاد المقیاس فقد بلغ ثبات البعد المعرفی 0.79 وأما البعد الدافعی فقد بلغ ثباته0.76 والبعد السلوکی بلغ ثباته 0.78 وأما البعد ما وراء المعرفی فقد بلغ ثباته 0.73 وهذا ما یدل على ارتفاع ثبات المقیاس وأبعاده بشکل ملحوظ.

تصحیح المقیاس

یحتوی مقیاس الذکاء الثقافی على أربعة أبعاد مقسمة فی 20 فقرة وتشیر عبارات المقیاس إلى هذه الأبعاد وهی مقسمة بالتدرج؛ حیث تشیر الفقرات (1، 2، 3، 4) إلى بعد المکون ما وراء المعرفی، والفقرات (5، 6، 7، 8، 9، 10) إلى بعد المکون المعرفی، والفقرات (11، 12، 13، 14، 15) إلى بعد المکون الدافعی، والفقرات (16، 17، 18، 19، 20) إلى بعد المکون السلوکی.

المعالجة الإحصائیة

تم استخدام المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة واختبار ت للعینات المستقلة لمعرفة الفروق فی متغیری الجنس وسنوات الخبرة وعدد اللغات التی یتقنها الفرد، کما تم استخدام التباین الأحادی (ANOVA) للتعرف على الفروق لمتغیر العمر.

عرض النتائج

نتائج السؤال الأول: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی أبعاد الذکاء الثقافی (المعرفی، وما وراء المعرفی، والدافعی، والسلوکی) فی البیئة العمانیة تعزى لمتغیر الجنس؟

للإجابة عن هذا السؤال تم استخدام اختبار ت للعینات المستقلة، ویوضح الجدول (1) نتائج اختبار ت للعینات المستقلة وفقا لمتغیر الجنس.

الجدول (1)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة واختبار ت لأبعاد الذکاء الثقافی فی البیئة العمانیة وفقا لمتغیر الجنس

البعد

الجنس

العدد

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

قیمة ت

القیمة الاحتمالیة

ما وراء المعرفی

ذکر

121

4.84

1.13

1.81

0.070

أنثى

219

5.06

1.07

المعرفی

ذکر

121

3.79

1.10

1.83

0.068

أنثى

219

3.56

1.12

الدافعی

ذکر

121

4.59

1.13

0.46

0.646

أنثى

219

4.65

1.19

السلوکی

ذکر

121

4.90

1.23

1.32

0.186

أنثى

219

5.07

1.10

الذکاء الثقافی

ذکر

121

4.48

0.88

0.35

0.723

أنثى

219

4.51

0.82

 

یتضح من الجدول(1) أن قیم (ت) غیر دالة إحصائیة فی جمیع أبعاد الذکاء الثقافی والدرجة الکلیة للمقیاس، وبالتالی لا توجد فروق بین الجنسین فی مقیاس الذکاء الثقافی.

نتائج السؤال الثانی:هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی أبعاد الذکاء الثقافی (المعرفی، وما وراء المعرفی، والدافعی، والسلوکی) فی البیئة العمانیة تعزى لمتغیر العمر؟

للإجابة عن هذا السؤال تم استخدام تحلیل التباین الأحادی (ANOVA)، ویشیر الجدول(2) إلى نتائج تحلیل التباین الأحادی لأبعاد المقیاس وفقا لمتغیر العمر.

جدول(2)

نتائج اختبار التباین الأحادی لمقیاس الذکاء الثقافی وفقا لمتغیر العمر

البعد

العمر

العدد

المتوسط

الانحراف

قیمة ف

مستوى الدلالة

ما وراء المعرفی

18-20

124

4.93

1.10

0.78

0.456

21-32

143

4.95

0.96

23-فأکثر

73

5.13

1.32

المجموع

340

4.98

1.09

المعرفی

18-20

124

3.62

1.04

0.36

0.698

21-32

143

3.70

1.14

23-فأکثر

73

3.57

1.20

المجموع

340

4.64

1.12

الدافعی

18-20

124

4,50

1.15

3.21

0.042

21-32

143

4.59

1.17

23-فأکثر

73

4.93

1.19

المجموع

340

4.63

1.17

السلوکی

18-20

124

5.00

1.23

0.46

0.629

21-32

143

4.97

1.10

23-فأکثر

73

5.12

1.11

المجموع

340

5.01

1.15

الذکاء الثقافی

18-20

124

4.45

0.88

0.86

0.423

21-32

143

4.49

0.77

23-فأکثر

73

4.61

0.91

المجموع

340

4.50

0.84

یتضح من تحلیل التباین الأحادی الموضحة فی الجدوب (2)عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی درجات أبعاد الذکاء الثقافی وفی الدرجة الکلیة للمقیاس بین الفئات العمریة ما عدا فی البعد الدافعی، وباستخدام اختبار (LSD) للمقارنات البعدیة یتضح أن المجموعة الأکبر سنا تتصف بمستویات أعلى فی هذا البعد الدافعی مقارنة بالمجموعتین الأقل سنا.

نتائج السؤال الثالث: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی أبعاد الذکاء الثقافی               (المعرفی، وما وراء المعرفی، والدافعی، والسلوکی) فی البیئة العمانیة تعزى لمتغیر عدد سنوات الخبرة؟

للإجابة عن هذا السؤال تم استخدام اختبار (ت) للعینات المستقلة، والجدول (3) یتضمن خلاصة ذلک.

جدول(3)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة واختبار (ت) للعینات المستقلة على مقیاس الذکاء الثقافی وفقا لمتغیر سنوات الخبرة

البعد

عدد سنوات الخبرة

العدد

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

قیمة ت

القیمة الاحتمالیة

ما وراء المعرفی

لاتوجد خبرة

222

4.92

1.03

1.52

0.129

سنة فأکثر

118

5.11

1.20

المعرفی

لاتوجد خبرة

222

3.60

1.11

0.86

0.388

سنة فأکثر

118

3.71

1.13

الدافعی

لاتوجد خبرة

222

4.51

1.15

2.48

0.013

سنة فأکثر

118

4.84

1.19

السلوکی

لاتوجد خبرة

222

4.96

1.17

1.22

0.221

سنة فأکثر

118

5.12

1.11

الذکاء الثقافی

لاتوجد خبرة

222

4.43

0.84

2.02

0.044

سنة فأکثر

118

4.63

0.84

 

یتضح من الجدول(3) وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین درجات مقیاس أبعاد الذکاء الثقافی فی البعد الدافعی والدرجة الکلیة للمقیاس، وتشیر النتائج إلى أن المتوسطات الحسابیة للأفراد ذوی الخبرة أعلى من المتوسطات الحسابیة للأفراد الذین هم بدون خبرة عملیة سابقة.

نتائج السؤال الرابع: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی أبعاد الذکاء الثقافی (المعرفی، وما وراء المعرفی، والدافعی، والسلوکی) فی البیئة العمانیة تعزى لمتغیر                   عدد اللغات؟

للإجابة عن هذا السؤال تم استخدام اختبار (ت) للعینات المستقلة، والجدول (4) یتضمن خلاصة ذلک.

الجدول (4)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة واختبار(ت) للعینات المستقلة على مقیاس الذکاء الثقافی وفقا لمتغیر عدد اللغات

البعد

عدد اللغات

العدد

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

قیمة ت

القیمة الاحتمالیة

ما وراء المعرفی

لغة واحدة

95

4.92

1.14

0.674

0.501

لغتان فأکثر

245

5.01

1.08

المعرفی

لغة واحدة

95

3.41

1.13

2.41

0.016

لغتان فأکثر

245

3.73

1.10

الدافعی

لغة واحدة

95

4.50

1.21

1.24

0.214

لغتان فأکثر

245

4.78

1.61

السلوکی

لغة واحدة

95

4.97

1.14

0.44

0.659

لغتان فأکثر

245

5.03

1.15

الذکاء الثقافی

لغة واحدة

95

4.37

0.87

1.71

0.087

لغتان فأکثر

245

4.55

0.83

 

یتضح من الجدول (4) عدم وجود فروق دالة إحصائیا فی أبعاد مقیاس الذکاء الثقافی والمقیاس ککل ما عدا البعد المعرفی، وتشیر درجة حجم الأثر إلى وجود فروق تعزى لهذا المتغیر لصالح الأفراد الذین یتحدثون لغتین فأکثر؛ حیث أن المتوسط الحسابی أعلى ممن یتحدثون لغة واحدة.

مناقشة النتائج

کشفت الدراسة الحالیة عن مستویات الذکاء الثقافی بناء على متغیرات الجنس والعمر وسنوات الخبرة وعدد اللغات التی یتقنها الفرد لدى طلبة البکالوریوس فی جامعة السلطان قابوس وسیتم مناقشتها وفق ما توصل إلیه البحث الحالی من نتائج فی ضوء الإطار النظری للبحث ونتائج الدراسات السابقة المرتبطة بموضوع البحث.

فقد أشارت نتائج الدراسة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین الجنسین فی أبعاد مقیاس الذکاء الثقافی والمقیاس ککل. وتشیر هذه النتائج إلى تعارض بینها وبین دراسة أحمد (2012) والتی دلت على وجود فروق دالة إحصائیا بین الجنسین ولصالح الذکور ما عدا فی البعد الثقافی المعرفی، ومع دراسة عبد الوهاب (2011) التی أسفرت عن وجود فروق بین الذکور والإناث فی بعد ما وراء المعرفة لصالح الإناث.

 ویمکن تفسیر ذلک بسبب طبیعة الذکاء الثقافی والعوامل المؤثرة علیه، فوجود الذکور فی بیئة متنوعة الثقافات یساعدهم على امتلاک مهارات الذکاء الثقافی المعرفی وسهولة تعاملهم مع المجتمع (هیاجنة، 2014).وکما هو ملحوظ فی سلطنة عمان وبشکل عام فقد أصبح الذکور والاناث یتنافسون فی اکتساب المعرفة فالذکور یتفوقون على الاناث فی میلهم إلى اکتساب المعرفة المتصلة بالمواقف ولکونهم أکثر قربا من الأحداث الحاصلة فی المجتمع الأمر الذی یحتم علیهم تکوین بیئة خصبة من المعارف والمعلومات التی تساعدهم فی فهم المواقف بشکل واضح مما یحتم علیهم التکیف بصورة مباشرة مع أی بیئة جدیدة، وهذا ما أشار إلیه النملة (2012) أن الذکور یمیلون إلى اکتساب المعارف بطرق مختلفة قد تکون فی کثیر من الأحیان منفصلة عن مصادرها الأساسیة، فی الوقت نفسه نجد أن الإناث فی المجتمع العمانی أصبحن أکثر انفتاحا وفهما للأحداث وقد تبوأن مناصب أکثر فاعلیة مما جعل عملیة اکتساب الخبرات والتکیف مع الثقافات الأخرى أمرا یسیرا.

کما أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق دالة إحصائیا فی أبعاد الذکاء الثقافی والدرجة الکلیة ما عدا فی بعد واحد وهو البعد الدافعی بناء على متغیر العمر وتشیر النتائج إلى أن الأفراد الأکبر سنا هم من یملکون ذکاءً ثقافیا أکبر من الأفراد الأقل سنا. وتتفق هذه النتائج مع نتائج دراسة أحمد (2012) والتی أشارت إلى وجود فروق دالة إحصائیا فی درجات أبعاد الذکاء الثقافی والدرجة الکلیة للمقیاس لصالح الأفراد الأکبر سنا، کما تتعارض مع نتائج دراسة سادیان (Sadeghian, 2011) والتی أشارت إلى عدم وجود فروق دالة إحصائیا فی درجات الذکاء الثقافی باختلاف العمر. ویأتی ذلک لکون الذکاء الثقافی کغیره من الذکاءات یتأثر بعامل المرحلة العمریة وبالنظر لمتطلبات کل مرحلة نجد أن العملیات العقلیة تتطور تبعا لذلک فکل مرحلة عمریة لها خصائصها وسماتها (Ang&Van Dyne, 2009)، وطبقا لأن أبعاد الذکاء الثقافی مرتبطة بالقدرة الإدراکیة فکل مرحلة عمریة تتمیز بخصائصها ونظرا لأن عینة الدراسة الحالیة هم طلاب جامعة السلطان قابوس فهم فی مرحلة دراسیة واحدة تحتم علیهم الثقة بقدراتهم الإدراکیة والعقلیة الأمر الذی یتطلب منهم جمیعا التکیف مع البیئات المختلفة وخاصة أن معظم الطلاب جاءوا من بیئات مختلفة.

کما دلت النتائج على عدم وجود فروق دالة إحصائیا بین متوسطات درجات أفراد العینة فی أبعاد الذکاء الثقافی وفی الدرجة الکلیة للمقیاس فی ضوء متغیر عدد سنوات الخبرة ما عدا فی البعد الدافعی. وتتفق هذه النتائج مع نتائج دراسة أحمد (2012) التی أشارت إلى وجود فروق دالة إحصائیا للأفراد ذوی الخبرة الأکثر، ویأتی تفسیر ذلک على أساس أن الأفراد ذوی المستویات العالیة من الخبرة یمتلکون معرفة مرکبة عن بیئتهم فهم لدیهم القدرة على عمل ارتباطات ووصلات بین المعلومات لکونهم أکثر انغماسا فی المجتمع ولدیهم صورة واضحة للأحداث الواقعة حولهم. ومن وجهة نظر الباحثین فإن الأفراد من ذوی الخبرة یمتلکون القدرة على الأخذ بعین الاعتبار ما یلیق ببیئتهم دون غیرها وما یلیق بمجتمع دون آخر وبکون البیئة العمانیة بیئة خصبة بالأحداث وبشکل مستمر فمن یملک الخبرة الأکبر بالتالی سیکون لدیه القدرة على التکیف بشکل سریع مع الأحداث بالتالی ارتفاع مستوى الذکاء الثقافی لدیه، بعکس الأفراد الذین تکاد خبرتهم معدومة ولم یتعرضوا لمواقف وأحداث مختلفة.

وأشارت النتائج أیضا إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی أبعاد مقیاس الذکاء الثقافی والمقیاس ککل ما عدا فی البعد المعرفی ولصالح الأفراد الذی یتقنون أکثر من لغة. ولعل ذلک یتفق مع ما ذکره ویلیامز (کما ورد عن أحمد، 2012) إلى أن الأفراد من ذوی اللغات المتعددة ذوو مستوى مرتفع فی البعد المعرفی فهم یمتلکون قدرة أعلى على التکیف مع البیئات والثقافات المختلفة، ولعل قدرتهم اللغویة ساعدت فی ذلک، وهذا ما أکده النملة (2012) على أن البعد المعرفی یلعب دورا هاما فی کسب الثقافات الأخرى فتأثیر الاختلاف الثقافی ینعکس بصورة واضحة على اللغة واستخداماتها فی توصیل المعلومة.

التوصیات والمقترحات

فی ضوء نتائج البحث الحالی یوصی الباحثون بما یأتی:

  1. الاهتمام بموضوع الذکاء الثقافی وإدراجه ضمن أیقونة الذکاءات التی یجب التعامل معها بشکل کبیر فی البیئات المختلفة.
  2. ضرورة إجراء بحوث ودراسات أخرى للکشف عن الفروق فی الذکاء الثقافی بین طلاب المدارس والمعلمین أیضا.
  3. العمل على إجراء مزید من البحوث للتعرف على أثر عوامل أخرى فی الذکاء الثقافی سواء عوامل متعلقة بالفرد کالذکاء الوجدانی والتوافق النفسی ومفهوم الذات وأنماط الشخصیة، أو بالتنشئة الوالدیة والمستوى الاقتصادی للأسرة وموقع السکنى.
  4. إعداد برامج تدریبیة لتعریف الأفراد بمفهوم الذکاء الثقافی.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع

أحمد، ناهد فتحی (2012). الذکاء الثقافی وعلاقته بالحکمة والعوامل الخمسة الکبرى للشخصیة: صیغة مصریة من مقیاس الذکاء الثقافی. مجلة دراسات عربیة فی علم النفس، 11(3)، 419-467.

خرنوب، فتون محمود (2010). الذکاء الثقافی وعلاقته بالعوامل الخمسة الکبرى للشخصیة: دراسة میدانیة لدى طلبة المعهد العالی للغات فی جامعة دمشق. الأعمال الکاملة للمؤتمر الإقلیمی الثانی لعلم النفس - مصر، القاهرة: رابطة الاخصائیین النفسیین، 959 - 973.

صبری، نصر محمود؛ وحلیم، شیری مسعد (2014). العلاقة بین الذکاء الثقافی والتکیف الثقافی: دراسة عبر ثقافیة بین مصر ومالیزیا. مجلة دراسات عربیة فی علم النفس، 13، 347-407.

طه، محمد (2006). الذکاء الإنسانی اتجاهات معاصرة وقضایا نقدیة. الکویت: عالم المعرفة.

عبد الوهاب، محمد السید (2011). الخصائص السیکومتریة لمقیاس الذکاء الثقافی: دراسة على طلاب الجامعة. مجلة دراسات عربیة فی علم النفس، 3(10)، 523- 584.

النملة، یوسف (2012). المبتعث السعودی والذکاء الثقافی. مکتبة الملک فهد الوطنیة: الریاض.

هیاجنة، موسى علی موسى (2014). الذکاء الثقافی وعلاقته بقلق المستقبل لدى طلبة المرحلة الثانویة فی منطقة الناصرة(رسالة ماجستیر غیر منشورة). جامعة عمان العربیة. الأردن.

Ang, S. (2008). Cultural intelligence and offshore outsourcing success: A framework of firm-level intercultural capability. Nanyang Technological University, 15249 N 59thAvenue, Glendale, AZ85306.

Ang, S., & Van Dyne, L. (2009). Handbook on cultural intelligence: Theory, measurement, and applications.New York: ME Sharpe.

Brislin, R., Worthley.R.,& Macnab, B. (2006). Cultural Intelligence: Understanding behaviors that serve people's goals.  Sydney: Sage.

Du Plessis, Y. (2011). Cultural intelligence as Managerial competence.Alternation, 18(1), 28 – 46.

Earley, P. C., & Ang, S. (2003). Cultural intelligence: Individual interactions across cultures. Palo Alto, CA: StanfordUniversity Press

Earley, P. C., &Mosakowski, E. (2004). Cultural intelligence. Harvard Business Review.

Ghafoor, S., & Khan, U. F. (2011). Cultural aptitude and adjustment: The impact of the expected tenure of across cultural project. International Journal of Research in computer application and Management, 14(6), 9 - 15.

Kazem, A. M.,&Alzubaidi, A. (April, 2014). Psychometric Analysis of the Cultural Intelligence Scale (CQS) in the Arab culture. Paper presented at the International Psychological Applications Conference and Trends (InPACT 2014), Porto, Portugal.

Piaget, J. (1985). The equilibrium of cognitive structure: The central of intellectual development. Chicago: University of Chicago Press.

Rose, R., Ramalu, S., Uli, J., & Kumar, N. (2010). Expatriate performance in international assignments: The role of cultural intelligence as dynamic intercultural competency. International Journal Business and management, 5(8), 76 - 85.

Sadeghian, E. (2011). Presentation of the effectual cultural intelligence model of manager on effectiveness Iran Khodro Organization of Iran. European Journal of Scientific Research ISSN, 3(61), 401-414.

 

 

 

 

 

المراجع
أحمد، ناهد فتحی (2012). الذکاء الثقافی وعلاقته بالحکمة والعوامل الخمسة الکبرى للشخصیة: صیغة مصریة من مقیاس الذکاء الثقافی. مجلة دراسات عربیة فی علم النفس، 11(3)، 419-467.
خرنوب، فتون محمود (2010). الذکاء الثقافی وعلاقته بالعوامل الخمسة الکبرى للشخصیة: دراسة میدانیة لدى طلبة المعهد العالی للغات فی جامعة دمشق. الأعمال الکاملة للمؤتمر الإقلیمی الثانی لعلم النفس - مصر، القاهرة: رابطة الاخصائیین النفسیین، 959 - 973.
صبری، نصر محمود؛ وحلیم، شیری مسعد (2014). العلاقة بین الذکاء الثقافی والتکیف الثقافی: دراسة عبر ثقافیة بین مصر ومالیزیا. مجلة دراسات عربیة فی علم النفس، 13، 347-407.
طه، محمد (2006). الذکاء الإنسانی اتجاهات معاصرة وقضایا نقدیة. الکویت: عالم المعرفة.
عبد الوهاب، محمد السید (2011). الخصائص السیکومتریة لمقیاس الذکاء الثقافی: دراسة على طلاب الجامعة. مجلة دراسات عربیة فی علم النفس، 3(10)، 523- 584.
النملة، یوسف (2012). المبتعث السعودی والذکاء الثقافی. مکتبة الملک فهد الوطنیة: الریاض.
هیاجنة، موسى علی موسى (2014). الذکاء الثقافی وعلاقته بقلق المستقبل لدى طلبة المرحلة الثانویة فی منطقة الناصرة(رسالة ماجستیر غیر منشورة). جامعة عمان العربیة. الأردن.
Ang, S. (2008). Cultural intelligence and offshore outsourcing success: A framework of firm-level intercultural capability. Nanyang Technological University, 15249 N 59thAvenue, Glendale, AZ85306.
Ang, S., & Van Dyne, L. (2009). Handbook on cultural intelligence: Theory, measurement, and applications.New York: ME Sharpe.
Brislin, R., Worthley.R.,& Macnab, B. (2006). Cultural Intelligence: Understanding behaviors that serve people's goals.  Sydney: Sage.
Du Plessis, Y. (2011). Cultural intelligence as Managerial competence.Alternation, 18(1), 28 – 46.
Earley, P. C., & Ang, S. (2003). Cultural intelligence: Individual interactions across cultures. Palo Alto, CA: StanfordUniversity Press
Earley, P. C., &Mosakowski, E. (2004). Cultural intelligence. Harvard Business Review.
Ghafoor, S., & Khan, U. F. (2011). Cultural aptitude and adjustment: The impact of the expected tenure of across cultural project. International Journal of Research in computer application and Management, 14(6), 9 - 15.
Kazem, A. M.,&Alzubaidi, A. (April, 2014). Psychometric Analysis of the Cultural Intelligence Scale (CQS) in the Arab culture. Paper presented at the International Psychological Applications Conference and Trends (InPACT 2014), Porto, Portugal.
Piaget, J. (1985). The equilibrium of cognitive structure: The central of intellectual development. Chicago: University of Chicago Press.
Rose, R., Ramalu, S., Uli, J., & Kumar, N. (2010). Expatriate performance in international assignments: The role of cultural intelligence as dynamic intercultural competency. International Journal Business and management, 5(8), 76 - 85.
Sadeghian, E. (2011). Presentation of the effectual cultural intelligence model of manager on effectiveness Iran Khodro Organization of Iran. European Journal of Scientific Research ISSN, 3(61), 401-414.