دور کلية التربية بجامعة طيبة في مواجهة التحديات السلبية للعولمة الثقافية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ التربية الإسلامية والمقارنة المشارک رئيس مجلس مرکز البحوث التربوية کلية التربية – جامعة طيبة

10.12816/0042481

المستخلص

هدفت الدراسة إلى التعرف على دور کلية التربية بجامعة طيبة في مواجهة التحديات السلبية للعولمة الثقافية من وجهة نظر طلابها، وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي، حيث رصد ثلاثة أبعاد تتصل بدور الکلية، تمثلت في المناهج الدراسية، وأعضاء هيئة التدريس، والأنشطة التربوية، بلغت عينة الدراسة (286) طالباً وطالبة، وتوصلت الدراسة إلى نتائج منها حصول البعد المتصل بالمناهج الدراسية على أعلى متوسط ومقداره(3.65)، وحصل بعد أعضاء هيئة التدريس على المرتبة الثانية بمتوسط مقداره(3.54)، يليه مباشرة بعد الأنشطة التربوية حصل على متوسط مقداره(3.53) کما حصلت الأبعاد الثلاثة على درجة أثر کبيرة . ولم تبين الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط إجابات الطلبة تُعزى لمتغير الجنس، ولا المستوى الدراسي، بينما وجدت فروق ذات دلالة احصائية تُعزى لمتغير الإقامة لصالح فئة المدينة، وأوصت الدراسة بالالتفات إلى التراث العربي الإسلامي لإعادة قراءته وتکييفه ثم توظيفه کقوة تحمي الهوية الثقافية، وإعداد برامج تربوية وتعليمية وإعلامية تخدم تقوية ارتباط الشباب في المجتمع السعودي بعناصر وأبعاد عقيدته وهويته الثقافية، والاهتمام باللغة العربية وتدريسها للناشئة والشباب باعتبارها الحامية لهوية المجتمع الثقافية.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

             کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

دور کلیة التربیة بجامعة طیبة فی مواجهة

التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة

 

 

إعــــداد

د/ سند بن لافی الشامانی

أستاذ التربیة الإسلامیة والمقارنة المشارک

رئیس مجلس مرکز البحوث التربویة

کلیة التربیة –  جامعة طیبة 

 

 

}     المجلد الثالث والثلاثین– العدد السادس – أغسطس 2017م  {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

الملخص

هدفت الدراسة إلى التعرف على دور کلیة التربیة بجامعة طیبة فی مواجهة التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة من وجهة نظر طلابها، وقد استخدم الباحث المنهج الوصفی التحلیلی، حیث رصد ثلاثة أبعاد تتصل بدور الکلیة، تمثلت فی المناهج الدراسیة، وأعضاء هیئة التدریس، والأنشطة التربویة، بلغت عینة الدراسة (286) طالباً وطالبة، وتوصلت الدراسة إلى نتائج منها حصول البعد المتصل بالمناهج الدراسیة على أعلى متوسط ومقداره(3.65)، وحصل بعد أعضاء هیئة التدریس على المرتبة الثانیة بمتوسط مقداره(3.54)، یلیه مباشرة بعد الأنشطة التربویة حصل على متوسط مقداره(3.53) کما حصلت الأبعاد الثلاثة على درجة أثر کبیرة . ولم تبین الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسط إجابات الطلبة تُعزى لمتغیر الجنس، ولا المستوى الدراسی، بینما وجدت فروق ذات دلالة احصائیة تُعزى لمتغیر الإقامة لصالح فئة المدینة، وأوصت الدراسة بالالتفات إلى التراث العربی الإسلامی لإعادة قراءته وتکییفه ثم توظیفه کقوة تحمی الهویة الثقافیة، وإعداد برامج تربویة وتعلیمیة وإعلامیة تخدم تقویة ارتباط الشباب فی المجتمع السعودی بعناصر وأبعاد عقیدته وهویته الثقافیة، والاهتمام باللغة العربیة وتدریسها للناشئة والشباب باعتبارها الحامیة لهویة المجتمع الثقافیة.

الکلمات المفتاحیة:

کلیة التربیة، مواجهة العولمة الثقافیة، جامعة طیبة.

 

 

 

 

 

 

مقدمة

یُعدّ موضوع العولمة وتحدیاتها الثقافیة أحد الموضوعات المهمة التی بدأ الباحثون منذ منتصف القرن الماضی الاهتمام بها، نظرا لحداثة مفهوم العولمة نسبیاً، وکذا التحدیات العمیقة التی تترکها هذه الظاهرة بمختلف تجلیاتها على الهویة الثقافیة، وهو ما جعل مجموعة من المجتمعات فی مختلف أرجاء العالم تتجاوب مع العولمة بطرق مختلفة، حیث رأى فیها  البعض عاملاً سلبیاً ومؤثراً على الهویة عن طریق تذویب الملامح الثقافیة والدینیة لهذه المجتمعات وقولبتها وفق نظام غربی محض، وبالتالی یعدّ البعد الثقافی للعولمة من أخطر أبعادها، فهی تعنی إشاعة قیم ومبادئ ومعاییر ثقافة واحدة وإحلالها محل الثقافات الأخرى، مما یعنی تلاشی القیم والثقافات القومیة وإحلال القیم الثقافیة للبلاد الأکثر تقدماً محلها، وبخاصة أمریکا وأوربا، الأمر الذی قد ینعکس سلباً على الهویة الثقافیة للشباب العربی المسلم. (الرواشدة، 2008، 34).

وعندما تلحق الثقافة بالعولمة تصبح هویتها ملتبسة، ذلک أن الثقافة تتکون من مجموع العناصر التی لها علاقة بطرق التفکیر والشعور والفعل، وفیها تتمایز المجتمعات ویختلف بعضها عن بعض، بل تشعر بالاعتزاز والتمایز بالهویة والانتماء. ولأن العولمة کدینامیة ومسار تقود بالمحصلة الى تجاوز الخصوصیة وتعمیم القیم والثقافة الغربیة عبر الضخ المتزاید والتدفق غیر المحدود لمضامینها وأدواتها فی العالم کله، فإنه من اللازم أن یترافق معها منطق نموذجها الثقافی.

لا شک فی أن العولمة ستعنی فی هذا السیاق التغریب، والمزید من العولمة سیعنی المزید من التغریب، وبالتالی الأمرکة باعتبارها النموذج الأکثر سطوة وانتشاراً، ونتیجة لذلک فقد أصبح شبابنا فی العصر الحاضر عبیداً لما تقدمه له القنوات الفضائیة ومواقع الانترنت والهواتف المحمولة من برامج ومحتویات، کما أنه أصبح یقلد کل ما یشاهده عبر هذه الوسائط، من سلوکیات وعادات وتقالید سواء أکانت مفیدة أم مضرة بالنسبة له، وذلک تحت شعار الموضة والتفتح على الآخر ومواکبة تطورات العصر.

وما نشاهده الیوم فی واقع المجتمعات العربیة والإسلامیة من انحلال للأخلاق وانتشار للعلاقات غیر الشرعیة، وأیضا فشو الجریمة والعنف والاغتصاب والغش والرشوة والمخدرات، وتبادل الصور الإباحیة بین الشباب أکبر دلیل على مخاطر وسلبیات القنوات الفضائیة، وشبکة الانترنت والهواتف المحمولة وغیرها من الوسائط الإعلامیة الحدیثة، التی تُحاول نشر ما تبثه العولمة الثقافیة من قیم ومبادئ لا تنسجم بطبیعة الحال مع قیم ومبادئ مجتمعاتنا العربیة والإسلامیة.

ولهذا فإنه من واجب المؤسسات التربویة عموماً، وکلیات التربیة فی الجامعات السعودیة بشکل خاص، أن تقوم بأدوارها التربویة فی مواجهة التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة، التی أشرنا إلى بعضها فی الفقرة السابقة، وتحصین الشباب الجامعی بالمهارات والکفایات والمعارف التی تمنع وقوعه فی فخ العولمة وما تحمله من قیم ثقافیة لا ینسجم الکثیر منها بأی حال من الأحوال مع منظومة القیم الثقافیة الإسلامیة التی تُشکل فی مجموعها الإطار الثقافی والقیمی للمجتمع السعودی. 

ومن هنا فقد أرجعت معظم الکتابات والأبحاث العدید من المشکلات التی یعانی منها شباب الیوم إلى اضطراب النسق القیمی لدیه، فقد أشارت دراسة مجاهد (2001) إلى أن العولمة فی بعدها الثقافی تسعى إلى تسیید الثقافة الأمریکیة وطمس الهویة الثقافیة للشعوب الضعیفة وإزالة مقوماتها، کما أنها تعمل على اضعاف الانتماء الوطنی وزیادة التفکک الداخلی، وتزید من الثقافة الاستهلاکیة، کما تشیر نتائج دراسة الشرقاوی (2001) إلى خطر تراجع اللغة العربیة فی مواجهة اللغات الأکثر تداولاً على المستوى العالمی، وبخاصة اللغة الإنجلیزیة، فضلاً عن الشعور بالاغتراب نتیجة استیراد نماذج غربیة للمجتمعات النامیة.

وهذا ما أکدته دراسة تاکا هاشی hashi, 2010، من أن الثقافة واللغة الوطنیة والمحلیة أصبحت مخترقة من خلال شبکة الانترنت، إذ أشارت الدراسة إلى أن : لغة العلم والثقافة والمعلومات کلها بشکل عام على شبکة الانترنت هی اللغات الأوروبیة وبخاصة الإنجلیزیة، وإذا أرادت الشعوب الأخرى الدخول فی نظام العولمة بکافة جوانبه العلمیة والثقافیة والمعلوماتیة، ینبغی علیها عندئذ أن تدخل عبر بوابة اللغات الأوروبیة والانجلیزیة بالذات، وهذا یتیح فرصة ذهبیة وکبیرة للدول الکبرى لبث ثقافتها.

کما أشارت نتائج دراسة جلاند ونالدرGlenda, Nalder, 2007 إلى أن العولمة الثقافیة تعمل على تزویر الترابط بین الأمم والشعوب من خلال فرض الثقافة الواحدة والمعرفة الواحدة، من خلال التکنولوجیات والاتصالات الهائلة التی تمیز بها عصر العولمة، أو کما عبر عنها الباحثان بفن العولمة فی تعمیم الثقافة الامریکیة والمعرفة الامریکیة من خلال الثورة الاتصالیة المعلوماتیة.

وإلى ذلک ذهبت دراسة تیسدل Teasdal, 2006، التی أوضحت أن العولمة الثقافیة جلبت معها أنماطَا ثقافیة مغایرة، ولمواجهة ذلک نمت حرکة قویة فی منطقة الباسفیک الآسیوی لتدعیم الثقافة المحلیة والخصوصیة المجتمعیة، وذلک من خلال برامج إعداد المعلمین حتى یکتسبوا هذا الاتجاه، وینقلوه إلى طلابهم. وقد أکدت الدراسة فی نتائجها على أن الذاتیة المجتمعیة، وعدم التقلید هی أفضل طریق لتحقیق التقدم، ومواجهة الثقافة المغایرة للثقافة المحلیة والوطنیة.

أما دراسة الضبع (2004) فقد أشارت إلى أن العصر الحدیث أصابه الکثیر من التغیرات التکنولوجیة والمعرفیة والثقافیة، مما یقتضی متابعة هذه التغیرات من قبل المؤسسات التربویة العربیة، ودراسة أثرها على منظومة القیم المجتمعیة، ومن أجل ذلک قدمت الدراسة تصوراً مقترحاً لدور المدرسة فی مواجهة مخاطر العولمة بغیة المحافظة على قیم المجتمع الإسلامی، وإرشاد الطلاب وتوجیههم إلى التکیف مع المتغیرات التکنولوجیة والتعامل الرشید مع أدوات عصر العولمة.

فی حین أکدت دراسة الخمیسی (2004) على أهمیة مراجعة التربیة العربیة لفلسفتها وأهدافها حتى تکون مؤهلة لمواجهة تحدیات عصر العولمة فی إطار الخصوصیة الثقافیة والتوجهات المستقبلیة، کما أکدت فی نتائجها على عدد من الغایات التی لابد أن تحققها التربیة العربیة، مثل إکساب المعرفة للطلبة وإعدادهم لمواجهة مطالب الحیاة فی عصر العولمة، على أن تُضمن التربیة العربیة هذه الغایات فی فلسفتها لتکون هادیاً ومرشداً لها فی سیاساتها واستراتیجیاتها وخططها وبرامجها.

     کما بینت دراسة کنعان (2004) التحدیات التی تعیق التربیة فی الوطن العربی، والمتمثلة فی الاستلاب الثقافی والهیمنة الأجنبیة فی ظل العولمة، وهیمنة القطب الواحد على الثقافات العالمیة، وذکرت آلیات التصدی لهذه التحدیات من خلال تعزیز الهویة الحضاریة والانتماء للأمة العربیة، والمحافظة على أصالتها القومیة والإنسانیة، باعتبارها مصدر إبداع وعطاء وتفاعل مع مختلف الثقافات العالمیة.

     وعلیه فإنه إذا کانت الصورة بهذه الخطورة فإن کلیات التربیة بالجامعات السعودیة عموماً، وکلیة التربیة بجامعة طیبة بوجه خاص، تصبح معنیة بتکوین المتعلمین دینیا واجتماعیاً وثقافیاً وخلقیاً، من خلال ممارستها دوراً فاعلاً للمحافظة على القیم العربیة الإسلامیة الأصیلة فی إطار حاملها التاریخی الراهن بأبعاده السیاسیة والاجتماعیة والتربویة، وهذا یقتضی أیضاً من المؤسسة الجامعیة العمل على تنمیة الإرادة الواعیة والقدرة على الفعل والمشارکة والتأثیر لدى الطلبة، کی یصبحوا فاعلین فی صناعة تاریخهم وقادرین على مواجهة السلبیات والتشوهات فی بنیة المجتمع، بعد أن جعلت وسائط العولمة الثقافیة الشاب السعودی یعیش فی عالم لا یدرک ماذا یفعل فیه، إذ جعلته یعیش فی عالم خیالی بعیداً عن مجتمعه وأسرته، یفکر دوماً فی محاولة الوصول إلى هذا العالم المثالی الذی صورته وزرعته وسائط الإعلام والاتصال فی مخیلته، مما ولد لدى شبابنا مرض الإحباط والقنوط والیأس من واقعه المعاش، وغیرها من الأمراض التی لا تعالج إلا بالرجوع إلى التربیة الإسلامیة التی ترتکز على العقیدة الصافیة، والقیم الروحیة والنیة الخالصة لله تعالى فی العمل، والتی مصدرها کتاب الله تعالى الذی قال عز وجل فی شأنه:] یَا أَهْلَ الْکِتَابِ قَدْ جَاءَکُمْ رَسُولُنَا یُبَیِّنُ لَکُمْ کَثِیرًا مِمَّا کُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْکِتَابِ وَیَعْفُو عَنْ کَثِیرٍ قَدْ جَاءَکُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَکِتَابٌ مُبِینٌ  یَهْدِی بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَیُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَیَهْدِیهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ[(المائدة:15-16)، وسنة نبیه e القائل: « یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنِّی قَدْ تَرَکْتُ فِیکُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا: کِتَابُ اللهِ, وَسُنَّةُ نَبِیِّهِ » (البیهقی،1424، 10/194 )، وبهذین المصدرین استطاع صلى الله علیه وسلم أن یمحو من نفوس أصحابه y کل أثر للجاهلیة، ویبعث فیهم الروح الجدیدة فأصبحوا نماذج مشرقة تجمع بین الکفایة والصلاح، (مجاهد، 2001: 196). ولنا فی رسول الله e وأصحابه y الأسوة والمثل والقدوة الحسنة. وهذه وظیفة المؤسسات التعلیمیة على اختلاف مراحلها حیث تعد أداة الإسلام المنظمة لتحقیق رسالته وأهدافه وتحویلها إلى نماذج حیة، وهی التی تحافظ على هویة الأمة بما تصنعه وما تعدّه من أجیال.

من هنا تکمن مبررات الدراسة الحالیة فی التعرف على التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة على الشباب الجامعی المسلم وهویته الثقافیة، من خلال مکوناتها کالدین، واللغة وبعض مظاهر القیم الثقافیة، ومن ثم التعرف على الدور التربوی الذی تقوم به کلیة التربیة بجامعة طیبة لمواجهة هذه التحدیات.

مشکلة الدراسة وأسئلتها:

لا شک أن المکونات الأساسیة للهویة الثقافیة، متمثلة فی الإسلام واللغة العربیة والقیم الثقافیة تتعرض لمخاطر العولمة، فقد أصبح من الثابت أن العولمة تعتمد على اللغة الانجلیزیة، کما أن صورة العرب والمسلمین فی الإعلام الغربی المهیمن على الساحة الدولیة لا تعبر عن الواقع، بالإضافة إلى أن الإعلام الغربی یتعامل مع العرب بحکم علاقات الاستعمار والتبعیة. ولهذا یری العلماء أن الحفاظ على الهویة الثقافیة والحضاریة أصبح التحدی المطروح علینا بشدة فی عصر الفضاءات المفتوحة التی تکتظ بالأقمار الصناعیة التی تحمل مئات القنوات التلفزیونیة من کل أنحاء العالم، بما تنطوی علیه من تأثیرات مختلفة تشکل الفکر والوجدان للشباب على حد السواء، فالإحساس بالخطر یستلزم البحث عن الهویة والانتماء حتى لا نتعرض للصراع. (الجوهری، 2002، 51).

وفی إطار هذه الإشکالیة تسعى الدراسة الراهنة إلى طرح مجموعة من القضایا والتساؤلات المثارة بین المثقفین والمهمومین بقضایا الهویة والشخصیة، فی ظل تجلیات العولمة الثقافیة والاجتماعیة، وتأثیراتها الوافدة على تغریب الذات وتهمیش الشخصیة وتعمیم نوع آخر من ثقافة الاستهلاک المفعم بالقیم النفعیة، والثقافة الشعبیة الغربیة وغیرها من الثقافات الأخرى التی تنتشر الیوم بصورة سریعة بین الفئات الاجتماعیة المختلفة، لتسلبهم الهویة فقد یتحول الإنسان العربی والمسلم إلى مواطن مغترب عن ذاته وعن وطنه وعن قیمه الأصیلة وعن الفهم الصحیح لدینه. وفی ضوء ما سبق، یمکن بلّورة سؤال الدراسة الرئیس على النحو الآتی:

ما دور کلیة التربیة بجامعة طیبة فی مواجهة التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة من وجهة نظر الطلبة؟

ویتفرع عن هذا السؤال الأسئلة الفرعیة الآتیة:

1- ما دور المناهج الدراسیة فی مواجهة التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة من وجهة نظر الطلبة فی کلیة التربیة بجامعة طیبة؟

2- ما دور أعضاء هیئة التدریس فی مواجهة التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة من وجهة نظر الطلبة فی کلیة التربیة بجامعة طیبة؟ 

3- ما دور الأنشطة التربویة غیر الصفیة فی مواجهة التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة من وجهة نظر الطلبة فی کلیة التربیة بجامعة طیبة؟  

4- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (α ≤ 0.05) بین متوسط إجابات الطلبة نحو دور کلیة التربیة بجامعة طیبة فی مواجهة التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة تُعزى لمتغیر النوع؟

 5- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (α ≤ 0.05) بین متوسط إجابات الطلبة نحو دور کلیة التربیة بجامعة طیبة فی مواجهة التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة تُعزى لمتغیر المستوى الدراسی؟

6- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (α ≤ 0.05) بین متوسط إجابات الطلبة نحو دور کلیة التربیة بجامعة طیبة فی مواجهة التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة تُعزى لمتغیر مکان الإقامة؟

أهمیة الدراسة:

 تتبلور أهمیة الدراسة فی الآتی:

  • · توفر هذه الدراسة خلفیة نظریة وعملیة للقائمین على رسم السیاسات التربویة والإعلامیة فی جامعة طیبة، ولاسیما عندما یحددون أهداف التربیة التی من شأنها تمکین الشباب السعودی من مواجهة التأثیرات السلبیة للعولمة الثقافیة، وما یبث على الفضائیات ووسائل الاتصال الأخرى من مسلسلات وبرامج تُروج لقیم وأفکار لا تنسجم مع قیم وأفکار  مجتمع المملکة.
  • · تسهم هذه الدراسة فی الکشف عن أهم تحدیات مواجهة آثار العولمة الثقافیة فی تفکیر الطلاب والطالبات، مما یساعد إدارة الجامعة على تحدید جوانب النقص فی البرامج والأنشطة المخصصة لمواجهة مخاطر المد الثقافی الغربی الذی یستهدف هویة الطلبة ومواطنتهم.
  • · وأخیراً تتضح أهمیة هذه الدراسة فی أنها تتناول موضوعاً مهماً یرتبط ببناء الشباب السعودی الجامعی، من أجل إعداده للإسهام فی المحافظة على منظومة القیم الاجتماعیة والأخلاقیة والثقافیة الإسلامیة بوصفها مدخلاً لتکریس الاستقرار وثقافة السلم الاجتماعی فی وطنه.

أهداف الدراسة: 

تهدف هذه الدراسة إلى الإجابة عن سؤال الدراسة الرئیس وما یتفرع عنه من أسئلة، وبالتالی فهی معنیة بمعرفة دور کلیة التربیة بجامعة طیبة فی مواجهة التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة، وکذلک معرفة الاختلاف بین آراء الطلبة فی کلیة التربیة بجامعة طیبة، فیما یتصل بوجهة نظرهم فی التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة فی المرحلة الجامعیة، تبعاً لمتغیرات الدراسة، النوع والمستوى الدراسی ومکان الإقامة.

محددات الدراسة:

- یتحدد تعمیم نتائج الدراسة الحالیة خارج مجتمعها الإحصائی بمدى مماثلة المجتمع الخارجی لمجتمع الدراسة.

- تتحدد وجهات نظر طلبة کلیة التربیة فی دور کلیة التربیة بجامعة طیبة فی مواجهة التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة.

- تتحدد متغیرات الدراسة الحالیة فی نوع الطالب ومستواه الدراسی ومکان إقامته.

- تقتصر هذه الدراسة على طلاب وطالبات کلیة التربیة بجامعة طیبة فی العام الدراسی 1438هـ الفصل الدراسی الأول منه.

الدور:

      یمکن القول: إن هناک العدید من الأبحاث التی تناولت مفهوم الدور، وتوصل عدد من العلماء إلى إعطاء تعاریف متباینة، کل حسب تخصصه واتجاهاته العلمیة.فإذا ما نظرنا من زاویة التفاعل الاجتماعی، "فالدور سیاق مؤلف من مجموعة من الأفعال المکتسبة یؤدیها شخص فی موقف تفاعل اجتماعی، والمهم من وجهة نظر الجماعة هو مجموع الخدمات، والمهم من وجهة نظر الفرد هو الدافع وکیف یمکن له أن یجد ما یرضیه من خلال دوره". (عثمان، 2002، 14)

فالدور هو سلوک متوقع یرتبط بوضع اجتماعی معین، وللدور معنى استیتیکی وآخر معیاری، الأول یقصد به ذلک المعنى الذی یرتبط به، مثال ذلک أن یرتبط دور جنس معین باعتبار أن ذلک أمر بدیهی أو شائع داخل المجتمع، أما المعنى المعیاری فهو الذی یتوقع الدور والدور المقابل، ویتم تحدید هذا المعنى طبقاً لما یعتقد أنهُ هو الوضع الصحیح الذی یجب أن یتبع، فالدور بهذا هو مجموعة من الأفعال المکتسبة یؤدیها شخص معین فی وضع اجتماعی معین، ویتحدد هذا الفعل وفقاً لتوقعات المجتمع من جهة، ودوافع الشخص من جهة ثانیة. (مدکور وآخرون، 2001، 267).

ویمکن تعریف الدور بأنه مجموعة من النماذج الاجتماعیة المرتبطة بمکانة معینة، تحوی مواقف معینة وقیم وسلوکیات محددة من طرف المجتمع لکل فرد یشغل هذه المکانة، فهو کیفیة التمتع بالحقوق وتحمل الواجبات التی یمنحها المرکز، أی أن الدور هو الجانب الحرکی للمرکز.

ویفرق لینتون linton بین المکانة والدور، حیث یعتقد أن المکانة هی مجموعة الحقوق والواجبات، وأن الدور هو المظهر الدینامیکی للمکانة، فالسیر على هذه الحقوق والواجبات معناه القیام بالدور. ولهذا یرتبط الدور بمصطلحین أساسیین: أولهما، الحقوق والواجبات: إذ إن کل دور یجر معه سلسلة من الأفعال ینجزها الآخرون، وتنجز من أجل الآخرین، وتلک هی التوقعات المشترکة لدورنا نحن وللأدوار المقابلة التی نتصورها بعقولنا. وثانیهما، إدراک الدور: وهو طریقة وأسلوب تفکیر الشخص فی دوره الاجتماعی، وما ینبغی أن یفعله. فالدور هو: قیام الفرد بجملة الحقوق والواجبات بناءً على مستوى إدراکه لها. (غیث، 1995، 18)

وبما أن الدراسة الحالیة تندرج ضمن المنظور الوظیفی لکلیة التربیة بجامعة طیبة، فإنها تُعرف الدور إجرائیاً على أنه: الوظیفة التی تؤدیها کلیة التربیة من أجل مواجهة التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة، وتمکین الشباب الجامعی من مواجهتها، من خلال تعریفهم بمخاطرها والحد من آثارها ما أمکن ذلک.

العولمة:

لا شک أن العولمة فرضت نفسها فی الحیاة المعاصرة على العدید من المستویات، سیاسیاً واقتصادیاً وفکریاً وعلمیاً وثقافیاً وإعلامیاً وتربویاً. وکثرت التعاریف التی توضح معنى العولمة. ومن هذه التعریفات: یقول جیمس روزانو أحد علماء السیاسة الأمریکیین عن العولـمة: “إنّها العلاقة بین مستویات متعددة لتحلیل الاقتصاد والسیاسة والثقافة والأیدیولوجیا، وتشمل: إعادة الإنتاج وتداخل الصناعات عبر الحدود وانتشار أسواق التمویل، وتماثل السلع المستهلکة لمختلف الدول نتیجة الصراع بین المجموعات المهاجرة والمجموعات المقیمة”. (الجواد، 2000، 12)

أما الکاتب الأمریکی "ولیم جریدر" فی کتابه الصادر عام 1977م بعنوان (عالم واحد: مستعدون أم لا) فقد وصف العولمة “بأنها آلة عجیبة نتجت عن الثورة الصناعیة والتجاریة العالمیة وأنّها قادرة على الحصاد وعلى التدمیر، وأنّها تنطلق متجاهلة الحدود الدولیة المعروفة، وبقدر ما هی منعشة، فهی مخیفة، فلا یوجد من یمسک بدفة قیادتها، ومن ثمّ لا یمکن التحکم فی سرعتها ولا فی اتجاهاتها“. Qundt , J ,2004, 48))

العولمة الثقافیة:

      تشیر العولمة إلى بروز الثقافة کسلعة عالمیة تسوق کأی سلعة تجاریة أخرى ومن ثم بروز وعی وإدراک ومفاهیم وقناعات ورموز ووسائط ثقافیة عالمیة الطابع، وهی محاولة لوضع شعوب العالم فی قوالب فکریة موحدة وذلک لسلخها عن ثقافتها وموروثها الحضاری، فالعولمة نظام یقفز على الدولة والأمة والوطن نظام یرید رفع الحواجز والحدود، إنه نظام یعمل على إفراغ الهویة الجماعیة للأمة من أی محتوى، ویدفع إلى التفتیت والتشتیت لیربط الناس بعالم اللاأمة واللاوطن واللادولة. (شومان، 1998، 122)

       وهناک من یرى بأن العولمة الثقافیة ما هی إلا توحید القیم حول المرأة والأسرة، وحول الرغبة والحاجة وأنماط الاستهلاک فی الذوق والمأکل والملبس، إنها توحید طریقة التفکیر والنظر إلى الذات وإلى الآخر وإلى القیم وإلى کل ما یعبر عنه السلوک، وهذه الثقافة التی تدعو العولمة إلى توحیدها. (کنعان، 2004، 77).

وقد أشار نعوم تشومسکی الأکادیمی الأمریکی إلى قضیة العولمة الثقافیة بقوله: “إن العولمة الثقافیة لیست سوى نقلة نوعیة فی تاریخ الإعلام تعزز سیطرة المرکز الأمریکی على الأطراف أی على العالم کله. (لارین، 2002، 76).

من جهة أخرى، فقد اختلفت الآراء حول العولمة الثقافیة فهناک من یرفض وهناک من یقبل إمکانیة عولمة الثقافة، فالبعض یقول بأن الثقافة لا تعولم وأن أیة عولمة هی فی حقیقة الأمر هیمنة لثقافة معینة على الثقافات الأخرى، و هذه الهیمنة تستند إلى قوة من خارج مجال الثقافة سواء أکانت مستمدة من مجال التکنولوجیا أم الاقتصاد أم السیاسة، و یقول البعض الآخر باستحالة قیام ثقافة معولمة فبالرغم من انتشار العولمة فی مجالات أخرى فلن تمتد إلى مجال الثقافة، و یتوقع آخرون وجود نوعیة جدیدة من العلاقة بین العولمة و الثقافة التی لا تقوم على هیمنة ثقافة واحدة فقط و لا التنوع الثقافی فحسب.

والحقیقة رغم کل هذه المعارضات للعولمة الأمریکیة للمجتمعات إلا أن محاولات العولمة الثقافیة للنمط الأمریکی فی المجتمعات العربیة جاریة سواء من قبل الأمریکان أنفسهم أم من قبل العرب الذین یعملون على صب هذه الثقافة ومزجها بالثقافة العربیة، وأرى أنهم لم یدرکوا حتى الآن تمیز کل ثقافة عن الأخرى وصعوبة هذه العولمة الثقافیة رغم ما یبدو ظاهریا من تقبلها. إذن فالعولمة الثقافیة رغم ضراوتها ووجودها فعلا فی عدة مجتمعات من بینها المجتمع السعودی، إلا أنه حتى الآن لم یتم هضمها فی هذه المجتمعات ولم یتم تقبلها وإن کان هذا ظاهریا، وأقصد بذلک العولمة الثقافیة السلبیة.

التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة:

إنّ من سلبیات العولمة الثقافیة تحویل الثقافة نفسها ومؤسساتها إلى سلعة، وأمام إشاعة ثقافة العولمة ذات الطابع المؤمرک والمتجهة إلى إقصاء الثقافات الأخرى، من خلال قوتها المالیة وقدرتها على الإنتاج والتوزیع، لا من خلال قیمتها الثقافیة أو منافستها الثقافیة (السید،2000، 135). ونحن المسلمون لسنا بدعا بین الأمم إذا عملنا على تجنب سلبیات العولمة الثقافیة، خاصة وأن لها تأثیر ضار على هویتنا وخصوصیتنا الثقافیة، فالدول الکبرى تعمل على حمایة هویتها الثقافیة والمحافظة علیها من تیار المصطلحات والمفاهیم الأجنبیة الوافدة من الخارج. (الزقزوق، 2001، 18) ومن أهم سلبیات العولمة فی الجانب الثقافی یمکن أن نذکر:

  • · ثقافة الاختراق التی تمثلها العولمة، التی تهدف إلى اختراق البنیة الثقافیة المحلیة، وتفاقم مخاطر الاستلاب والغزو والاستعمار الثقافی، بما یؤدی إلى محو الهویة الحضاریة الثقافیة للأمة المسلمة، ونزع الخصوصیة الشخصیة للشعوب المسلمة، التی تتمثل فی: الدین واللغة والتاریخ والعادات والتقالید والأخلاق، بما تنطوی علیه من الترویج لقیم معینة لحضارة معینة هی الحضارة الغربیة (غلیون، 1991، مادة صحفیة).

إنّ أخطر ما فی العولمة أنًّها تنشر أفکاراً وسلوکیات من شأنها تحطیم الولاء للقیم التراثیة والدینیة الأصلیة، والولاء للوطن والأمة، وإحلال أفکار وولاءات جدیدة محلها (أمین، 1998، 156). وقد أشارت الشرعبی إلى أنَّ العولمة فی شکلها الثقافی تهدف إلى إزالة الحدود الدینیة والعادات والتقالید، حتى تکون العقول المستقبلة للمادة الثقافیة أکثر انفتاحا وتقبلا لما یأتی من الخارج، دون تفکیر أو إعادة نظر بعد أن حطمت کل بوابات المراقبة والنقد، ویقوم النظام العالمی الجدید فی مشروعه المعولم لکل شیء على اختراق الثقافات الوطنیة والثوابت الذاتیة، ویعمل على طمس معالم الذات والأصل والشرع،       بطرح بدائل هجینة منمقة ومزوقة، بحیث تجلب الأنظار ومن ثمة القلوب والعقول. (الشرعبی، 2006، 47) وهذا ما یُحتم على کلیة التربیة ممارسة دورها من خلال تدعیم المناهج بالمعارف التی تُمکن الطلبة من الفهم الصحیح للإسلام ومواجهة مظاهر الاستلاب الثقافی وطمس الخصوصیة الثقافیة للشعوب.

  • · التطبیع مع الهیمنة وتکریس الاستتباع الحضاری لأمریکا، ومع التطبیع والهیمنة والاستسلام لعملیة الاستتباع الحضاری، یأتی فقدان الشعور بالانتماء لوطن أو أمة أو دولة، وبالتالی إفراغ الهویة الثقافیة من کل محتوى. أو إیقاع الأفراد فی الدول النامیة بین ثقافتین متناقضتین، أی بین نظامه الاجتماعی وبین ما یأتیه من ثقافة عبر الفضائیات والشبکة الدولیة للمعلومات من ثقافة مادیة متطورة، وإزاء هذا تحصل التشوهات الذهنیة والمعرفیة والسلوکیة عند الأفراد المتلقین للثقافة الوافدة الجدیدة، مما یؤدی إلى جعل تفکیر الفرد تفکیراً ثقافیا مادیا، وجعل سلوکه الاجتماعی یصدر عن تقلید، ودون وعی أو بصیرة. (الجابری، 1998، 14) وهنا أیضاً لا بد لکلیة التربیة بجامعة طیبة من الاکثار من الأنشطة التربویة (محاضرات، ندوات) من أجل تعزیز ثقافة الحضارة الإسلامیة فی عقول وقلوب الطلبة، لکیلا ینجرفوا باتجاه ما تروجه العولمة من تشوهات تلصقها فی ثقافتنا وقیمنا الحضاریة.
  • · التقلیل من قیمة الثقافات المختلفة، وفرض هیمنة ثقافة واحدة، ألا وهی ثقافة القوى المالکة لمراکز توجیه آلیات العولمة، وهی الثقافة الأمریکیة فی الوقت الحاضر.        کما أنه من الملاحظ أن العولمة تحمل فی طیاتها مشروعا لأمرکة العالم، لأن القیم النفسیة والسلوکیة والعقائدیة الأمریکیة هی المهیمنة على هذه العولمة الثقافیة.         (جیدوری، 2013، 136).
  • · إشاعة الذوق الغربی فی الاستهلاک، وفی ممارسة السلوک الاجتماعی مع الآخرین، ونشر الثقافة الغربیة اللادینیة، وفرض الرکض-وغالباً بلا وعی-خلف الموضات الاجتماعیة الفجّة. وهکذا فإنّ الثقافات الوافدة تشکل خطراً على الهویة العربیة والإسلامیة، وبخاصة فی ظل ضعف التحصینات الداخلیة، والانفتاح بلا وعی على العالم الغربی، وخصوصاً الجانب الإعلامی، إنها تستهدف القضاء النهائی على التراث الثقافی والمکون الحضاری للأمة العربیة والإسلامیة، بعد أن لم یبق فی مواجهة الطغیان الغربی سوى الإسلام، وما یحمله من الضوابط والقواعد الأخلاقیة. (جیدوری، 2013، 137).

- اختفاء القیم النبیلة، لیصبح الربح هو القیمة الأساسیة، وعندما یکون الدافع دوماً هو الربح کما تروج العولمة، فإن قیمة الإشباع المادی هی التی ستحدد السلوک، وسیصبح العالم غابة یرکض فیها الإنسان بحثاً عمّا یشبع فیها حاجاته المادیة، وإلغاء الإبداع، ومن المعلوم أنّ الإبداع کان دوما شرطا من شروط التطور الإنسانی، وأهم شروطه وجود الدافع وهو ربطه بالإیمان، إذ إن الهدف من الإبداع تعمیق الإیمان، وتحقیق العبودیة الخالصة لله تعالى فی الحیاة الفردیة والجماعیة للإنسان، وعمارة الأرض وفق منهج الله تعالى.

  • · إشاعة ما یسمى بأدب الجنس وثقافة العنف، التی من شأنها تنشئة أجیال کاملة تؤمن بالعنف کأسلوب للحیاة وکظاهرة عادیة وطبیعیة. (ظاهر، 1993، 36) وما یترتّب على ذلک من انتشار الرذیلة والجریمة والعنف فی المجتمعات الإسلامیة، وقتل أوقات الشباب بتضییعها فی توافه الأمور، وبما یعود علیه بالضرر البالغ فی دینه وأخلاقه وسلوکه وحرکته فی الحیاة، وتساهم فی هذا الجانب شبکات الاتصال الحدیثة والقنوات الفضائیة وبرامج الإعلانات والدعایات للسلع الغربیة وهی مصحوبة بالثقافة الجنسیة الغربیة التی تخدش الحیاء والمروءة والکرامة الإنسانیة، ولقد أثبتت الدراسات الحدیثة خطورة القنوات الفضائیة- بما تبثه من أفلام ومسلسلات جنسیة فاضحة- على النظام التعلیمی والحیاة الثقافیة والعلاقات الاجتماعیة ونمط الحیاة الاقتصادیة فی العالم الإسلامی. (أمین، 1998، 126-128). 

إجراءات الدراسة المیدانیة:

       للإجابة عن أسئلة الدراسة قام الباحث بعدد من الإجراءات تمثلت فی تحدید المنهج، ووصف مجتمع الدراسة وأداتها، وما تحقق لها من دلالات صدق وثبات، والطریقة التی جمعت من خلالها المادة العلمیة للدراسة، فضلاً عن توضیح الأسالیب الإحصائیة التی استخدمت فی تحلیل معلومات الدراسة، والکیفیة التی تم بها تحلیل تلک المعلومات. وفیما یلی توضیح  لذلک.

1- منهج الدراسة:

استخدم الباحث فی هذه الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی، حیث رصد ثلاثة أبعاد تتصل بدور کلیة التربیة بجامعة طیبة نحو مواجهة التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة، تمثلت فی دور المناهج الدراسیة، ودور أعضاء هیئة التدریس، بالإضافة إلى دور الأنشطة التربویة غیر الصفیة فی مواجهة هذه التحدیات من وجهة نظر الطلبة، وجمع البیانات حول تلک الأبعاد، ثم قام بتحلیلها بهدف الوصول إلى نتائج تساعد فی تفسیر الظاهرة والإجابة عن أسئلة الدراسة، وذلک من خلال استبانة تناولت الأبعاد الثلاثة، مع الإشارة إلى أن اختیار الباحث للمحاور الثلاثة جاء لکونها الأکثر فاعلیة فی تحقیق دور کلیة التربیة فی مواجهة مخاطر وسلبیات العولمة.

2- المجتمع الأصلی للدراسة:

       یتکون مجتمع الدراسة من جمیع طلاب وطالبات المستوى الأول والثامن فی کلیة التربیة بجامعة طیبة والبالغ عددهم (1121) طالباً وطالبة، للعام الدراسی 1437-1438هـ، وقد وقع اختیار الباحث على المستویین المذکورین لمقارنة استجاباتهم على فقرات الاستبانة، مما یمکن الباحث من معرفة الدور الذی مارسته کلیة التربیة على الطلبة الذین یدرسون أربع سنوات فیها. أما عن توزیع أفراد مجتمع البحث حسب متغیرات الدراسة، فقد جاء کما هو مُبَیَّن فی الجدول الآتی:


جدول (1)

توزع أفراد المجتمع الأصلی وفق متغیرات الدراسة

متغیرات الدراسة

النسبة

عدد افراد مجتمع البحث فی کل طبقة

أولا: التوزیع حسب متغیر الجنس

ذکور

59%

658

إناث

41%

463

المجموع

100%

1121

ثانیا: التوزیع حسب متغیر المستوى الدراسی

المستوى الأول

86%

963

المستوى الثامن

14%

158

المجموع

100%

1121

ثالثا: التوزیع حسب متغیر مکان الإقامة

مدینة

65%

729

ریف

35%

392

المجموع

100%

1121

3- عینة الدراسة وخصائصها:

فی خطوة تالیة اختار الباحث عینة عشوائیة طبقیة مؤلفة من (286) طالباً وطالبة، وقد تم تحدید حجم العینة المطلوب سحبها من المجتمع الأصلی بناء على قانون الحد الأدنى لاختیار العینات. وقد توزعت عینة الدراسة وفق متغیرات الدراسة (الجنس، المستوى الدراسی، مکان الإقامة) على النحو الآتی:

جدول (2)

توزع أفراد العینة وفق متغیرات الدراسة

متغیرات الدراسة

النسبة

عدد افراد عینة البحث فی کل طبقة

أولاً: التوزیع حسب متغیر الجنس

ذکور

59%

169

إناث

41%

117

المجموع

100%

286

ثانیاً: التوزیع حسب متغیر المستوى الدراسی

المستوى الأول

86%

246

المستوى الثامن

14%

40

المجموع

100%

286

ثالثاً: التوزیع حسب متغیر مکان الإقامة

مدینة

65%

186

ریف

35%

100

المجموع

100%

286

4- أداة الدراسة:

      لتحقیق أهداف الدراسة أعدّ الباحث استبانة تضمنت ثلاثة أبعاد بهدف التعرف إلى دور کلیة التربیة بجامعة طیبة فی مواجهة التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة من وجهة نظر الطلبة، وتجلى ذلک من خلال دراسة الأدوار المتصلة بالمناهج الدراسیة، وأعضاء هیئة التدریس، والأنشطة التربویة.

       من جهة أخرى، قام الباحث بإجراءات الصدق والثبات على أداة الدراسة للتأکد من صلاحیتها للتطبیق، فقد قام بعرض الاستبانة فی صورتها الأولیة على مجموعة من المحکمین(الصدق الظاهری أو صدق المحکمین) المختصین فی العلوم التربویة بجامعة طیبة، وذلک بهدف التعرف إلى مدى وضوح العبارات، ومدى انتماء العبارة للبعد، ومدى أهمیة العبارة، ومدى مناسبة مقیاس الاستجابة. وقد تم تحدید نسبة (80%) کحد أدنى للاتفاق بین المحکمین کمعیار للحکم على صلاحیة العبارة، وبعد جمع آراء المحکمین اتضح أن معظم المحکمین وافقوا على صلاحیة العبارات وانتمائها إلى مجالات الدراسة.

    کما قام الباحث بإجراءات الاتساق الداخلی للاستبانةمن خلال توزیعهاعلى عینة استطلاعیة مؤلفة من (65) طالباً وطالبة، وتم حساب معاملات الارتباط بین الدرجة الکلیة لکل بعد والدرجة الکلیة للاستبانة، والجدول الآتی یوضح إجراءات حساب صدق الاتساق الداخلی.

جدول (3)

معاملات ارتباط بیرسون لدرجات کل بعد من أبعاد الاستبانة

رقم البعد

اسم البعد

معامل الارتباط

قیمة الدلالة

الأول

دور المناهج الدراسیة

0.834**

0.000

الثانی

 دور أعضاء هیئة التدریس

0.812**

0.000

الثالث

 دور الأنشطة التربویة

0.806**

0.000

**معامل الارتباط دال إحصائیا عند مستوى دلالة (0.01) باتجاهین

یتبین من الجدول (3) أن معاملات ارتباط درجات کل بعد من أبعاد الدراسة بدرجتها الکلیة تراوحت بین (0.806 – 0.834) درجة، وهی معاملات ارتباط عالیة، کما أنها       دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.01)، وهذا یدل على أن جمیع هذه الأبعاد تتمتع بصدق الاتساق الداخلی.

       وللتحقق من ثبات الاستبانة قام الباحث بتطبیق طریقة ألفا کرونباخ Cronbach's   Alpha، وهی طریقة تتطلب حساب ارتباط العبارات مع بعضها بعضاً. ویُظهر الجدول  الآتی معاملات ثبات الاستبانة وکل محور من محاورها باستخدام معادلة ألفا کرونباخ Cronbach's Alpha

جدول  (4)

معاملات ألفا کرونباخ لثبات الاستبانة

الأبعاد

عدد العبارت

معامل ألفا کروباخ

المناهج الدراسیة

5

0.747

دور أعضاء هیئة التدریس

6

0.716

الأنشطة التربویة

5

0.709

الثبات العام (الاستبانة کلها)

16

0.862

یتبین من الجدول (4) أن معاملات ألفا کرونباخ لأبعاد الاستبانة الثلاثة تراوحت بین (0.709-0.747)، وهی معاملات ثبات عالیة. کما یتضح من الجدول أن معامل الثبات العام للاستبانة بلغ (0.862)، وهو معامل ثبات عالٍ. ویمکن الاعتماد علیه فی التطبیق المیدانی للدراسة.

وتجدر الإشارة إلى أن الدراسة اعتمدت مفتاح التصحیح الذی یظهر فی الجدول (5) للحکم على المتوسطات الحسابیة: 

المتغیر

درجة دنیا

درجة علیا

درجة التحقق

ضعیفة جداً

ضعیفة

متوسطة

کبیرة

کبیرة جداً

العبارة

1

5

1 واقل من 1.8

1.8 واقل من2.6

2.6 واقل من 3.4

3.4 واقل من 4.2

4.2 - واقل من 5

نتائج السؤال الأول:

     ما دور المناهج الدراسیة فی مواجهة التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة من وجهة نظر الطلبة فی کلیة التربیة بجامعة طیبة ؟ للإجابة عن هذا السؤال حُسِبَت المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لاستجابات (أفراد العینة) عن کلِّ عبارة من عبارات البعد الخاص بالمناهج الدراسیة وفق الترتیب التنازلی، والجدول الآتی یوضح ذلک.

جدول (6)

المتوسطات والانحرافات المعیاریة والرتب
لاستجابات أفراد العینة على عبارات بعد المناهج الدراسیة

الرقم

العبارة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الرتبة

درجة الدور

4

تسعى المناهج الدراسیة إلى إبراز فلسفة النظام الاجتماعی بما یحمل من قیم منبثقة من الإسلام.

3.87

0.852

1

کبیرة

7

تؤکد المناهج الدراسیة على قیمة الانتماء والمواطنة الصالحة.

3.74

1.051

2

کبیرة

10

تحذر المناهج الدراسیة من أسالیب الغزو العولمی التی توجه نظرة الإنسان وفق الرؤى المادیة والتصورات اللادینیة.

3.67

1.091

3

کبیرة

1

تؤکد المناهج الدراسیة على أهمیة اللغة العربیة.

3.58

1.124

4

کبیرة

13

تبرز المناهج الدراسیة محاولات العولمة الثقافیة التی تعمل على تغریب مجتمعات العالم الثالث.

3.39

0.862

5

متوسطة

المتوسط الموزون العام

3.65

0.149

-

کبیرة

یتضح من الجدول (6) أن جمیع عبارات البعد المتصل بالمناهج الدراسیة جاءت بدرجة متوسط حسابی کبیر، ودرجة دور کبیر أیضاً باستثناء العبارة (13) فی مواجهة التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة، حیث احتلت العبارة (4) التی تؤکد فی محتواها سعی المناهج الدراسیة إلى إبراز فلسفة النظام الاجتماعی بما یحمل من قیم منبثقة من الإسلام على متوسط حسابی بلغ (3.87) درجة، وانحرافه المعیاری (0.852)؛ وقد یعود ذلک إلى أن المجتمع السعودی هو مجتمع مسلم بالدرجة الأولى، توجه نظامه التعلیمی رؤیة إسلامیة مستمدة من مصادر التشریع الإسلامی، وفی مقدمتها القرآن الکریم والسنة النبویة المطهرة، وبالتالی فإن المناهج الدراسیة لا بد وأن تکون محملة بمنظومة القیم الإسلامیة.

وقد جاءت فی المرتبة الثانیة العبارة رقم (7) التی بینت تأکید المناهج الدراسیة على قیمة الانتماء والمواطنة الصالحة، إذ جاءت بدرجة تأثیر کبیرة أیضاً، وبمتوسط حسابی قدره (3.74) وانحراف معیاری (1.051). وقد یعزى ذلک إلى ما جاء فی وثیقة سیاسة التعلیم فی المملکة التی تؤکد على تربیة المواطن المؤمن لیکون لبنة صالحة فی بناء أمته ویشعر بمسؤولیته لخدمة بلاده والدفاع عنها. وجاءت العبارة رقم (10) التی نصها: تُحذر المناهج الدراسیة من أسالیب الغزو العولمی التی توجه نظرة الإنسان وفق الرؤى المادیة والتصورات اللادینیة بدرجة تأثیر کبیرة وبمتوسط حسابی قدره (4.01) وانحراف معیاری (1.091)، ومرد ذلک یعود إلى تأکید سیاسة التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة على الخصوصیة الثقافیة، وضرورة تعزیز الثقافة الإسلامیة، واتخاذ کافة الإجراءات التی من شأنها حمایة منظومة القیم الدینیة.

کما جاءت العبارة رقم (1) "تؤکد المناهج الدراسیة على أهمیة اللغة العربیة"، بدرجة تأثیر کبیرة وبمتوسط حسابی قدره (3.97) وانحراف معیاری (1.124) ویعزو الباحث هذه النتیجة إلى کون اللغة العربیة هی اللغة الرسمیة للتعلیم فی المملکة، ولکونها حاملة لثقافة المجتمع، فضلاً عن کونها اللغة التی نزل بها القرآن الکریم. وأخیراً جاءت العبارة رقم (13) التی ترکز على إبراز المناهج الدراسیة لمحاولات العولمة الثقافیة التی تعمل على تغریب مجتمعات العالم الثالث فی المرتبة الأخیرة، حیث بلغ متوسطها الحسابی (3.91) وانحرافها المعیاری (0.862)، ویعزو الباحث هذه النتیجة إلى أنه على مستوى المناهج الدراسیة یجب التحذیر مما تتعرض له المجتمعات العربیة والإسلامیة عموماً، والمجتمع السعودی على وجه الخصوص من محاولات تغریب، وبخاصة ما یتصل بمحاولات اختراق الخصوصیة الثقافیة التی تتمثل بالدین والعادات والتقالید واللغة وطریقة المأکل والملبس.

نتائج السؤال الثانی:

       ما دور أعضاء هیئة التدریس فی مواجهة التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة من وجهة نظر الطلبة فی کلیة التربیة بجامعة طیبة ؟ للإجابة عن هذا السؤال حُسِبَت المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لاستجابات (أفراد العینة) عن کلِّ عبارة من عبارات البعد الخاص بدور أعضاء هیئة التدریس وفق الترتیب التنازلی، والجدول الآتی یوضح ذلک.

جدول  (7)

المتوسطات والانحرافات المعیاریة والرتب
لاستجابات أفراد العینة على عبارات بعد أعضاء هیئة التدریس

الرقم

العبارة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الرتبة

درجة الدور

11

یُرکز أعضاء هیئة التدریس على تعلیم الطلبة أسالیب مواجهة التحدیات الثقافیة للعولمة.

3.67

1.029

1

کبیرة

5

یوجه أعضاء هیئة التدریس الطلبة إلى احترام التراث الحضاری الإسلامی.

3.61

1.064

2

کبیرة

14

ینبه أعضاء هیئة التدریس الطلبة إلى ما تنطوی علیه العولمة الثقافیة من مخاطر طمس الهویة الإسلامیة.

3.59

1.087

3

کبیرة

2

یُنمی أعضاء هیئة التدریس الوعی الثقافی لدى الطلبة.

3.54

1.007

4

کبیرة

8

یوجه أعضاء هیئة التدریس الطلبة نحو تعمیق البعد الروحی الإیمانی فی نفوسهم.

3.40

0.908

5

متوسطة

16

یبین أعضاء هیئة التدریس للطلبة طبیعة العلاقة بین هیمنة تکنولوجیا المعلومات والاتصالات، وبین الهیمنة الثقافیة على الدول الضعیفة.

3.38

1.025

6

متوسطة

المتوسط الموزون العام

3.53

0.118

-

کبیرة

        یتضح من الجدول (7) أن جمیع عبارات البعد المتصل بأعضاء هیئة التدریس جاءت بدرجة متوسط حسابی کبیر، ودرجة دور کبیر أیضاً باستثناء العبارتین (8) و(16)، فی مواجهة التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة، حیث أخذت العبارة رقم (11) التی تؤکد فی محتواها ترکیز أعضاء هیئة التدریس على تعلیم الطلبة أسالیب مواجهة التحدیات الثقافیة للعولمة على متوسط حسابی بلغ (3.67) درجة، وانحرافه المعیاری (1.029)؛ وقد یعود ذلک إلى وعی أعضاء هیئة التدریس بمخاطر العولمة الثقافیة وما تبثه عبر آلیاتها المختلفة لزعزعة منظومة القیم المجتمعیة للمجتمع السعودی.

        ثم جاءت فی المرتبة الثانیة العبارة (5) التی نصها: توجیه أعضاء هیئة التدریس الطلبة إلى احترام التراث الحضاری الإسلامی. حیث جاءت بدرجة تأثیر کبیرة أیضاً وبمتوسط حسابی قدره (3.61) وانحراف معیاری (1.064). وقد یعزى ذلک إلى قیمة الدین والتراث التاریخی والاجتماعی والعلمی الذی تتمتع به الحضارة الإسلامیة، وضرورة العودة إلى هذا الدین والتاریخ ، وتوظیف ما هو نافع من التراث فی واقعنا المعاصر. وجاءت العبارة رقم (14) التی یقوم من خلالها أعضاء هیئة التدریس بتنبیه الطلبة إلى ما تنطوی علیه العولمة الثقافیة من مخاطر طمس الهویة الإسلامیة بدرجة تأثیر کبیرة وبمتوسط حسابی قدره (3.59) وانحراف معیاری (1.087) وتفسیر ذلک إنّ الثقافات الوافدة تشکل خطراً على الهویة العربیة والإسلامیة، وبخاصة فی ظل ضعف التحصینات الداخلیة، والانفتاح بلا وعی على العالم الغربی، وخصوصاً الجانب الإعلامی.

        فی حین جاءت العبارة (2) التی نصها: تأکید أعضاء هیئة التدریس على تنمیة الوعی الثقافی لدى الطلبة بدرجة تأثیر کبیرة وبمتوسط حسابی قدره (3.54) وانحراف معیاری (1.007) ویعزو الباحث هذه النتیجة إلى ضرورة الارتقاء بوعی الشباب بعد إشاعة ما یسمى بأدب الجنس وثقافة العنف التی من شأنها تنشئة أجیال کاملة تؤمن بالعنف کأسلوب للحیاة وکظاهرة عادیة وطبیعیة، وما یترتّب على ذلک من انتشار الرذیلة والجریمة والعنف فی المجتمعات الإسلامیة، وقتل أوقات الشباب بتضییعها فی توافه الأمور، وبما یعود علیه بالضرر البالغ فی دینه وأخلاقه وسلوکه وحرکته فی الحیاة. کما جاءت العبارة رقم (8) التی نصها: یوجه أعضاء هیئة التدریس الطلبة نحو تعمیق البعد الروحی الإیمانی فی نفوسهم بدرجة تأثیر متوسطة وبمتوسط حسابی قدره (3.40) وانحراف معیاری (0.908)، ومرد ذلک یعود إلى ضعف الإعداد للجانب الروحی فی الإنسان، رغم أهمیته فی تحصین الفرد من الانزلاق نحو الرذیلة والجریمة والعنف. وأخیراً جاءت العبارة رقم (16) التی نصها: یبین أعضاء هیئة التدریس للطلبة طبیعة العلاقة بین هیمنة تکنولوجیا المعلومات والاتصالات، وبین الهیمنة الثقافیة على الدول الضعیفة فی المرتبة الأخیرة فی بعد دور أعضاء هیئة التدریس، حیث بلغ متوسطها الحسابی (3.38) وانحرافها المعیاری (1.025)؛ وترجع هذه النتیجة إلى قلة وعی البعض بمخاطر وسائل التکنولوجیا الحدیثة ووسائل التواصل الاجتماعی، التی تبث الکثیر من الأفکار المعادیة للثقافة العربیة الإسلامیة، بقصد عولمة الثقافة وجعلها ثقافة مادیة.

نتائج السؤال الثالث:

ما دور الأنشطة التربویة فی مواجهة التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة من وجهة نظر الطلبة فی کلیة التربیة بجامعة طیبة ؟ للإجابة عن هذا السؤال حُسِبَت المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لاستجابات (أفراد العینة) عن کلِّ عبارة من عبارات البعد المتصل بالأنشطة التربویة غیر الصفیة وفق الترتیب التنازلی، والجدول الآتی یوضح ذلک.

جدول (8)

المتوسطات والانحرافات المعیاریة والرتب
لاستجابات أفراد العینة على عبارات بعد الأنشطة التربویة

الرقم

العبارة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الرتبة

درجة الدور

15

تعمل الأنشطة على حثّ الطلبة على تمسکهم بالخالق سبحانه وتعالى، وبالعقیدة وأرکانها.

3.61

1.064

1

کبیرة

3

تسعى الأنشطة إلى تحذیر الطلبة من الآثار الأخلاقیة المترتبة على الانفتاح على وسائل الاتصال التی تروج للجریمة والجنس وتمزیق القیم.

3.59

1.021

2

کبیرة

12

تعمل الأنشطة على تأصیل الهویة الإسلامیة فی نفوس الطلبة.

3.56

1.072

3

کبیرة

9

تحثّ الأنشطة الطلبة على التعلیم لما له من أثر عظیم على الحیاة الثقافیة والاجتماعیة وتماسکها.

3.51

1.181

4

کبیرة

6

یتم من خلال الأنشطة توجیه الطلبة إلى أهم التحدیات الثقافیة التی تواجه المجتمع، ومنها الإباحیة والتحلل الأخلاقی.

3.39

1.027

5

متوسطة

المتوسط الموزون العام

3.53

0.142

-

کبیرة

       یتبین من الجدول (8) أن جمیع عبارات البعد المتصل ببعد الأنشطة التربویة جاءت بدرجة متوسط حسابی کبیر، ودرجة دور کبیر أیضاً باستثناء العبارة (6) فی مواجهة التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة، حیث جاءت العبارة (15) التی نصها: أن الأنشطة التربویة تعمل على حثّ الطلبة على تمسکهم بالخالق سبحانه وتعالى، وبالعقیدة وأرکانها على متوسط حسابی بلغ (3.61) درجة، وانحرافه المعیاری (1.064)؛ وتفسیر ذلک یعود إلى أن المجتمع السعودی عموماً مجتمع مسلم یؤمن إیماناً مطلقاً بوحدانیة الله سبحانه وتعالى، وبالعقیدة الإسلامیة وأرکانها کما جاءت فی کتاب الله تعالى وسنة رسوله محمد e، ولذلک فمن الطبیعی أن تفرد الأنشطة التربویة مساحة کبیرة لهذا الشأن.

        وقد جاءت فی المرتبة الثانیة العبارة (3) التی نصها تسعی الأنشطة التربویة إلى تحذیر الطلبة من الآثار الأخلاقیة المترتبة على الانفتاح على وسائل الاتصال التی تروج للجریمة والجنس وتمزیق القیم، حیث جاءت بدرجة تأثیر کبیرة أیضاً، وبمتوسط حسابی قدره (3.59) وانحراف معیاری (1.021). وقد یعزى ذلک إلى ما تبثه شبکات الاتصال الحدیثة والقنوات الفضائیة وبرامج الإعلانات والدعایات للسلع الغربیة، وهی مصحوبة بالثقافة الجنسیة الغربیة التی تخدش الحیاء والمروءة والکرامة الإنسانیة، وقد أثبتت الدراسات الحدیثة خطورة القنوات الفضائیة- بما تبثه من أفلام ومسلسلات جنسیة فاضحة- على النظام التعلیمی والحیاة الثقافیة والعلاقات الاجتماعیة ونمط الحیاة الاقتصادیة فی العالم الإسلامی.

       أما العبارة (12) التی نصها: تعمل الأنشطة على تأصیل الهویة الإسلامیة فی نفوس الطلبة بدرجة تأثیر کبیرة وبمتوسط حسابی قدره (3.56) وانحراف معیاری (1.072). ومرد ذلک یعود إلى شیوع الثقافة الاستهلاکیة، لأنّ العولمة تمجِّد ثقافة الاستهلاک، التی استخدمت کأداة قویة فاعلة فی إطلاق شهوات الاستهلاک، ومن ثمَّ تشویه التقالید والأعراف السائدة فی العالم الإسلامی، فضلاً عن أن المنتجات الاستهلاکیة الثقافیة تکرس مفهوم الغربة عن الذات، والدین والمعتقد، والتقالید والأعراف.

         کما جاءت العبارة رقم (9) التی نصها: تحثّ الأنشطة التربویة الطلبة على التعلیم لما له من أثر عظیم على الحیاة الثقافیة والاجتماعیة وتماسکها، بدرجة تأثیر متوسطة وبمتوسط حسابی قدره (3.51) وانحراف معیاری (1.181) ویعزو الباحث هذه النتیجة إلى أنه لا یوجد توجیه کاف وتوعیة بأهمیة التعلیم کأمن قومی یمکن أن یحصن المجتمع من الکثیر من مخاطر العولمة الثقافیة، ومن الطبیعی القول إن المجتمع المتعلم هو أکثر قدرة على مواجهة المشکلات من المجتمع الجاهل. وأخیراً جاءت العبارة (6) والتی نصها یتم من خلال الأنشطة توجیه الطلبة إلى أهم التحدیات الثقافیة التی تواجه المجتمع، ومنها الإباحیة والتحلل الأخلاقی فی المرتبة الأخیرة فی بعد الأنشطة التربویة غیر الصفیة، حیث بلغ متوسطها الحسابی (3.39) وانحرافها المعیاری (1.027).

نتائج السؤال الرابع:

       هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (α 0.05) بین متوسط إجابات الطلبة نحو دور کلیة التربیة فی مواجهة التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة تُعزى لمتغیر النوع؟ للإجابة عن هذا السؤال تم استخدام اختبار (t-test) لعینتین مستقلتین، کما یتضح من الجدول الآتی:

جدول (9)

نتائج اختبار (T- Test) لدلالة الفروق فی استجابات الطلبة تبعاً لمتغیر الجنس

المتغیر

الجنس

العدد

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

قیمة (T)

درجة الحریة

قیمة

الدلالة

القرار

المناهج الدراسیة

الذکور

169

28.03

5.332

-1.08

284

0.209

غیر دال

الإناث

117

27.76

6.365

أعضاء هیئة التدریس

الذکور

169

30.38

5.032

-1.06

284

0.267

غیر دال

الإناث

117

29.06

6.481

الأنشطة التربویة

الذکور

169

26.87

5.023

-1.15

284

0.236

غیر دال

الإناث

117

25.58

6.512

الأبعاد ککل

الذکور

169

85.28

23.609

-1.17

284

0.242

غیر دال

الإناث

117

82.40

21.084

تشیر النتائج الواردة فی الجدول (9) أن قیم (T-Test) لأبعاد الدراسة (المناهج الدراسیة، أعضاء هیئة التدریس، الأنشطة التربویة) وللأبعاد ککل بلغت (1.08- 1.06-؛1.15-؛1.17-) على التوالی، وهی غیر دالة إحصائیاً عند مستوى (0.05)، حیث کانت قیم دلالتها کلها أکبر من (α> 0.05)، ویرجع الباحث هذه النتیجة إلى أن تأثیرات العولمة السلبیة التی تصیب الطلاب هی نفسها التی تُصیب الطالبات، فکما هو معروف أصبحت وسائل التواصل الاجتماعی متاحة للجمیع، وکذلک البث الفضائی لم یعد مقتصرا على الشباب دون البنات.

نتائج السؤال الخامس:

هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (α 0.05) بین متوسط إجابات الطلبة نحو دور کلیة التربیة فی مواجهة التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة تُعزى لمتغیر المستوى الدراسی؟ للإجابة عن هذا السؤال تم استخدام اختبار (t-test) لعینتین مستقلتین، کما یتضح من الجدول الآتی:

جدول (10)

نتائج اختبار (T- Test) لدلالة الفروق فی استجابات الطلبة تبعاً لمتغیر المستوى الدراسی

المتغیر

المستوى

العدد

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

قیمة (T)

درجة الحریة

الدلالة

القرار

المناهج الدراسیة

الأول

246

41.34

6.040

1.04-

284

0.201

غیر دال

الثامن

40

34.97

6.655

أعضاء هیئة التدریس

الأول

246

32.76

5.134

-1.21

284

  0.221

غیر دال

الثامن

40

27.25

5.955

الأنشطة التربویة

الأول

246

28.97

5.020

-1.10

284

0.203

غیر دال

الثامن

40

23.93

5.478

الأبعاد ککل

الأول

246

133.67

20.058

-1.22

284

0.271 

غیر دال

الثامن

40

112.15

22.267

تشیر النتائج الواردة فی الجدول (10) إلى أن قیم (T- Test) لأبعاد الدراسة  (المناهج الدراسیة، أعضاء هیئة التدریس، الأنشطة التربویة) وللأبعاد ککل بلغت          (1.04- 1.21-؛ 1.10-؛1.22-) على التوالی، وهی غیر دالة إحصائیاً عند مستوى (0.05)، حیث کانت قیم دلالتها کلها أکبر من (α> 0.05)، وتفسیر ذلک ربما یعود إلى وعی الطلبة فی کلا المستویین بمخاطر العولمة، بعد أن باتت جمیع المؤسسات التربویة تحذر من سلبیاتها على الفرد والمجتمع.

نتائج السؤال السادس:

هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (α 0.05) بین متوسط إجابات الطلبة نحو دور کلیة التربیة فی مواجهة التحدیات السلبیة للعولمة الثقافیة تُعزى لمتغیر الإقامة؟ للإجابة عن هذا السؤال تم استخدام اختبار (t-test) لعینتین مستقلتین، کما یتضح من الجدول الآتی:                          

جدول (11)

نتائج اختبار (T- Test) لدلالة الفروق فی استجابات الطلبة تبعاً لمتغیر الإقامة

المتغیر

مکان الإقامة

العدد

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

قیمة (T)

درجة الحریة

الدلالة

القرار

المناهج الدراسیة

المدینة

186

31.58

7.423

0.01

284

0.000

دال

الریف

100

29.55

6.672

أعضاء هیئة التدریس

المدینة

186

29.72

6.826

0.02

284

0.000

دال

الریف

100

27.03

5.933

الأنشطة التربویة

المدینة

186

28.54

6.554

0.04

284

0.000

دال

الریف

100

26.98

7.297

الأبعاد ککل

المدینة

186

89.84

31.276

0.03

284

0.000

دال

الریف

100

83.56

24.622

تشیر النتائج الواردة فی الجدول (11) إلى أن قیم (T- Test) لأبعاد الدراسة    (المناهج الدراسیة، أعضاء هیئة التدریس، الأنشطة اللاصفیة) وللأبعاد ککل بلغت         (0.01، 0.02، 0.04، 0.03) على التوالی، وهی دالة إحصائیاً عند مستوى (0.05) ، حیث کانت قیم دلالتها کلها أکبر من (α< 0.05) ، وجاءت الفروق لصالح فئة المدینة، وتفسیر ذلک ربما یعود إلى ارتفاع مستوى وعی أبناء المدینة بمخاطر العولمة نتیجة توافر الوسائط التربویة الحدیثة، ونتیجة للاهتمام الذی یحظى به أبناء المدینة فی المؤسسات التربویة أکثر من الریف الذی غالباً ما یکون مهملاً، أو لا توجه إلیه العنایة الکافیة.


توصیات الدراسة:

      من خلال ما تم عرضه حول العولمة وانعکاساتها على الهویة الثقافیة، ودور کلیة التربیة بجامعة طیبة فی مواجهة تحدیاتها السلبیة، یمکن الخروج ببعض التوصیات الکفیلة بالتخفیف من آثار العولمة الثقافیة ومواجهتها، حیث انتهى البحث إلى التوصیات الآتیة:

  • · تعزیز البناء العقیدی مع الالتفات إلى التراث العربی الإسلامی لإعادة قراءته وتکییفه ثم توظیفه بالشکل الذی یجعلنا نستفید منه فی ظل العولمة الثقافیة الحاصلة، بجعله نقطة قوة تحمی الهویة الثقافیة، وباعتباره عنصراً مهماً من عناصرها ولیس نقاط ضعف.
  • · مواجهة العولمة بالتعلیم والتدریب والتثقیف والتحصین ورفع الکفاءة وزیادة الإنتاج ومحاربة الجهل وخفض معدلات الأمیة المرتفعة عند المسلمین.
  • · العنایة الخاصة بالبرامج والمسلسلات والأفلام المعدة من قبل القائمین على القنوات التلفزیونیة، لما لها من تأثیر على الهویة الثقافیة، والعمل على الحد من بث البرامج وأفلام الکرتون المستوردة من ثقافات أخرى وتهذیبها لتناسب ثقافتنا العربیة الإسلامیة.
  • · الاهتمام باللغة العربیة وبطرق تدریسها للناشئة والشباب باعتبارها الحامیة لروح المجتمع وهویته الثقافیة، فهی وعاء ثقافی وهویة إسلامیة، مع تطویر وتأصیل المناهج التربویة والخطط الدراسیة الجامعیة.
  • · إعداد برامج تربویة وتعلیمیة وإعلامیة تخدم تقویة ارتباط الشباب فی المجتمع السعودی بعناصر وأبعاد هویته الثقافیة.


المراجع:

- أمین، جلال (1998) العولمة والدولة، ضمن کتاب (العرب والعولمة)، بحوث ومناقشات الندوة الفکریة التی نظمها مرکز دراسات الوحدة العربیة، بیروت.

- البیهقی، أحمد بن الحسین (1424). السنن الکبرى، المحقق: محمد عبد القادر عطا، بیروت، دار الکتب العلمیة.

- الجابری، محمد عابد (1998). العولمة والهویة الثقافیة: عشر أطروحات: مجلة المستقبل العربی، العدد 228، م 2، ص 14.

- الجوهری، محمد (2002). العولمة والثقافة الإسلامیة، القاهرة، دار الأمین للنشر والتوزیع.

- جیدوری، صابر (2013). دواعی تمکین الشباب الجامعی من مواجهة التأثیرات السلبیة للعولمة الإعلامیة، مجلة رسالة الخلیج العربی، العدد (127)، الریاض، مکتب التربیة العربی لدول الخلیج ص 123-160

- الخمیسی، السید (2004). التجدید فی فلسفة التربیة العربیة لمواجهة تحدیات عصر العولمة، بحث مقدم إلى مؤتمر العولمة وأولویات التربیة المنعقد فی جامعة الملک سعود فی الفترة من 20-22 / 4 / 2004 .

- الرواشدة، علاء زهیر(2008). العولمة والمجتمع، دار الحامد للنشر والتوزیع، عمان.

- الزقزوق، محمود حمدی (2001). الإسلام فی عصر العولمة، القاهرة، مکتبة الشروق.

- الشرعبی، راضیة (2006). الإعلام العربی وتحدیات العولمة الثقافیة، مرکز العهد الثقافی،  متاح على موقع شبکة المعلومات الدولیة (www.alahd.com) تاریخ الاسترجاع 18/4/1438ه.

- الشرقاوی، مریم إبراهیم (2001) "أسالیب تعزیز الهویة فی مواجهة الهیمنة الثقافیة، رؤیة معاصرة لإدارة التعلیم فی عصر العولمة" فی مؤتمر بعنوان: "التعلیم وإداراته فی مواجهة الهیمنة الثقافیة" المؤتمر السنوی الثامن المنعقد فی 27-29 ینایر 2001، الجمعیة المصریة للتربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة بالاشتراک مع مرکز تطویر التعلیم الجامعی . القاهرة : دار الفکر العربی .

- شومان، نعیمة (1998). العولـمة بین النظم التکنولوجیة الحدیثة، مؤسسة الرسالة، بیروت. - الضبع، ثناء (2004). دور المدرسة فی مواجهة مخاطر العولمة على الشباب، بحث مقدم إلى مؤتمر العولمة وأولویات التربیة المنعقد فی جامعة الملک سعود فی الفترة من 20-22 / 4 / 2004.

- ظاهر، مسعود (1993). مبحث الثقافة العربیة فی مواجهة المتغیرات الدولیة الراهنة، بیروت، مجلة الفکر العربی المعاصر العدد 100-101.

 

- عثمان، عمر بن عامر(2002). مفاهیم أساسیة فی علم الاجتماع، بنغازی، دار الکتاب الوطنیة.

- غیث، محمد عاطف (1995). قاموس علم الاجتماع، الإسکندریة، دار المعرفة الجامعیة.

- کنعان ، احمد (2004). دور التربیة فی مواجهة العولمة وتحدیات القرن الحادی والعشرین وتعزیز الهویة الحضاریة والانتماء للأمة، بحث مقدم إلى مؤتمر العولمة وأولویات التربیة المنعقد فی جامعة الملک سعود فی الفترة من 20-22 / 4 / 2004.

- لارین، جورج (2002). الإیدیولوجیا والهویة الثقافیة، الحداثة وحضور العالم الثالث، ترجمة فریال حسن خلیفة، القاهرة، مکتبة مدبولی.

- مجاهد، محمد إبراهیم عطوة (2001). بعض مخاطر العولمة التی تهدد الهویة الثقافیة للمجتمع ودور التربیة فی مواجهتها، مجلة مستقبل التربیة العربیة، مج 7، ع 22، القاهرة. ص 196

- مدکور، ابراهیم وآخرون (2001). معجم العلوم الاجتماعیة، القاهرة، الهیئة المصریة العامة للکتاب.

- Glenda, Nalder (2007) The Art of "Globalization the culture of difference, The Industry of Knowled age" (2007) Eeic NO: Ed455154. Eric.

- Teasdal G.R (2006) " Globalization, Localization: Im Pacts" and Impication for Teacher Education in the asia pacific Region, ERIC, NO: Ed416038.

- Taka hashi (2010) "Talk Actoss the oceanc: Languge and culture of the global, Internet community" Eirc, NO: EJ544815.

 - Qundt , J (2004) The new world information order and international power, J. Education , Vol.3, No.2.pp . 41-69 

 

 

المراجع:
- أمین، جلال (1998) العولمة والدولة، ضمن کتاب (العرب والعولمة)، بحوث ومناقشات الندوة الفکریة التی نظمها مرکز دراسات الوحدة العربیة، بیروت.
- البیهقی، أحمد بن الحسین (1424). السنن الکبرى، المحقق: محمد عبد القادر عطا، بیروت، دار الکتب العلمیة.
- الجابری، محمد عابد (1998). العولمة والهویة الثقافیة: عشر أطروحات: مجلة المستقبل العربی، العدد 228، م 2، ص 14.
- الجوهری، محمد (2002). العولمة والثقافة الإسلامیة، القاهرة، دار الأمین للنشر والتوزیع.
- جیدوری، صابر (2013). دواعی تمکین الشباب الجامعی من مواجهة التأثیرات السلبیة للعولمة الإعلامیة، مجلة رسالة الخلیج العربی، العدد (127)، الریاض، مکتب التربیة العربی لدول الخلیج ص 123-160
- الخمیسی، السید (2004). التجدید فی فلسفة التربیة العربیة لمواجهة تحدیات عصر العولمة، بحث مقدم إلى مؤتمر العولمة وأولویات التربیة المنعقد فی جامعة الملک سعود فی الفترة من 20-22 / 4 / 2004 .
- الرواشدة، علاء زهیر(2008). العولمة والمجتمع، دار الحامد للنشر والتوزیع، عمان.
- الزقزوق، محمود حمدی (2001). الإسلام فی عصر العولمة، القاهرة، مکتبة الشروق.
- الشرعبی، راضیة (2006). الإعلام العربی وتحدیات العولمة الثقافیة، مرکز العهد الثقافی،  متاح على موقع شبکة المعلومات الدولیة (www.alahd.com) تاریخ الاسترجاع 18/4/1438ه.
- الشرقاوی، مریم إبراهیم (2001) "أسالیب تعزیز الهویة فی مواجهة الهیمنة الثقافیة، رؤیة معاصرة لإدارة التعلیم فی عصر العولمة" فی مؤتمر بعنوان: "التعلیم وإداراته فی مواجهة الهیمنة الثقافیة" المؤتمر السنوی الثامن المنعقد فی 27-29 ینایر 2001، الجمعیة المصریة للتربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة بالاشتراک مع مرکز تطویر التعلیم الجامعی . القاهرة : دار الفکر العربی .
- شومان، نعیمة (1998). العولـمة بین النظم التکنولوجیة الحدیثة، مؤسسة الرسالة، بیروت. - الضبع، ثناء (2004). دور المدرسة فی مواجهة مخاطر العولمة على الشباب، بحث مقدم إلى مؤتمر العولمة وأولویات التربیة المنعقد فی جامعة الملک سعود فی الفترة من 20-22 / 4 / 2004.
- ظاهر، مسعود (1993). مبحث الثقافة العربیة فی مواجهة المتغیرات الدولیة الراهنة، بیروت، مجلة الفکر العربی المعاصر العدد 100-101.
 
- عثمان، عمر بن عامر(2002). مفاهیم أساسیة فی علم الاجتماع، بنغازی، دار الکتاب الوطنیة.
- غیث، محمد عاطف (1995). قاموس علم الاجتماع، الإسکندریة، دار المعرفة الجامعیة.
- کنعان ، احمد (2004). دور التربیة فی مواجهة العولمة وتحدیات القرن الحادی والعشرین وتعزیز الهویة الحضاریة والانتماء للأمة، بحث مقدم إلى مؤتمر العولمة وأولویات التربیة المنعقد فی جامعة الملک سعود فی الفترة من 20-22 / 4 / 2004.
- لارین، جورج (2002). الإیدیولوجیا والهویة الثقافیة، الحداثة وحضور العالم الثالث، ترجمة فریال حسن خلیفة، القاهرة، مکتبة مدبولی.
- مجاهد، محمد إبراهیم عطوة (2001). بعض مخاطر العولمة التی تهدد الهویة الثقافیة للمجتمع ودور التربیة فی مواجهتها، مجلة مستقبل التربیة العربیة، مج 7، ع 22، القاهرة. ص 196
- مدکور، ابراهیم وآخرون (2001). معجم العلوم الاجتماعیة، القاهرة، الهیئة المصریة العامة للکتاب.
- Glenda, Nalder (2007) The Art of "Globalization the culture of difference, The Industry of Knowled age" (2007) Eeic NO: Ed455154. Eric.
- Teasdal G.R (2006) " Globalization, Localization: Im Pacts" and Impication for Teacher Education in the asia pacific Region, ERIC, NO: Ed416038.
- Taka hashi (2010) "Talk Actoss the oceanc: Languge and culture of the global, Internet community" Eirc, NO: EJ544815.
 - Qundt , J (2004) The new world information order and international power, J. Education , Vol.3, No.2.pp . 41-69