القيم الإسلامية وسبل تعزيزها _ قيمة اتقان العمل أنموذجاً

           کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

القیم الإسلامیة وسبل تعزیزها _ قیمة اتقان العمل أنموذجاً

إعــــداد

د/ رجاء بنت سید علی بن صالح المحضار

أستاذ مساعد بقسم التربیة الإسلامیة والمقارنة

بکلیة التربیة بجامعة أم القرى بمکة المکرمة

}     المجلد الثالث والثلاثین– العدد السابع – سبتمبر 2017م  {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

الملخص

 هدف البحث :-

 تحدید مفهوم القیم الإسلامی عموماً وقیمة العمل واتقانه خصوصاً وأهمیة القیم ومکوناتها ومصادرها وخصائصها ومجالاتها ووظائفها ، وتحدید مکانة العمل فی الاسلام . والعلاقة بین التربیة والقیم مع بیان أهمیة غرس القیم والطرق المستخدمة فی غرسها ، کیفیة تربیة الناشئة على اتقان العمل واسرار الاتقان ، مع تحدید مؤشرات القیم والمؤشرات الدالة على قیمة العمل ، وبیان طرق غرس قیمة العمل وتطویرها لدى الناشئة فی البیت والمدرسة.

منهج البحث:- اعتمد البحث على المنهج الوصفی التحلیلی    

أهم النتائج :-

• القیم الإسلامیة هی القیم المستمدة من مصادر التشریع الإسلامی الذی یعتبر الحسن هو ما وافق شرع الله واستوجب الثواب فی الآخرة ، ویعتبر القبیح هو ما خالف شرع الله ویترتب علیه العقاب فی الآخرة .
• تعریف العمل : بأنه غایة إنسانیة وواجب لا تقوم الحیاة بدونه ، و قیمة إسلامیة تصل الى مستوى العبادة ، لأن الانسان من خلال العمل یحقق الحکمة من وجوده فی الدنیا . أما اتقان العمل هو: أداء العمل دون خلل فیه والالتزام بمتطلبات ذلک العمل من التقید بضوابط وتقنیات معین ، وأداؤه فی الوقت المحدد دون تأخیر .
• تتکون القیم من ثلاث مکونات معرفیة وسلوکیة ووجدانیة .
• عملیة زرع القیم وتنمیتها لدى الفرد تبدأ منذ أیام حیاته الأولى وهو طفل وتنتهی بوفاته .
• من أهم طرق غرس قیمة العمل : القدوة الحسنة ، الموعظة باستخدام أسلوب الحوار والاستجواب ، الموعظة بالمداعبة ، الموعظة بضرب المثل ، الموعظة باستخدام اسلوب التشبیه والتمثیل ، الموعظة باستخدام وسائل الإیضاح کالرسم ، الموعظة بالممارسة ، استخدام العقاب ، أسلوب العادة ، أسلوب القصة ، أسلوب الملاحظة مع مراعاة عدم استخدام الموعظة المباشرة .
• التربیة من أجل العمل : هی عملیة توعیة وتوجیه الطلبة إلی عالم الأعمال ومساعدتهم علی اختیار الأعمال المناسبة لقدراتهم وامکانیاتهم

الکلمات المفتاحیة :- القیم ، القیم الاسلامیة ، العمل ، اتقان العمل .

مقدمة :-

القیم منظومة تمس مباشرة جوهر الانسان ، ولقد افتخر المسلمون عبر التاریخ الفکری والحضاری بامتلاکهم لمنظومة قیم متکاملة ذات مرجعیة صلبة تستند الى الوحی ،وجدت تجلیاتها فی صیاغة الانسان وصناعة محطات مهمة فی تاریخ الإنسانیة ، ونحن فی عالمنا الحاضر بحاجة ماسة لهذه المنظومة من القیم الشاملة لجمیع جوانب الحیاة ، والمستندة الى عقیدة الإسلام المبنیة على الثواب والجزاء الأخروی متجاوزة النفعیة المادیة الظرفیة ، والمطبقة فی الواقع والتی من خلالها بنیت الأمة الإسلامیة عبر التاریخ .

وحظی موضوع القیم باهتمام غیر یسیر من الدارسین والباحثین ، فالقیم من أهم مقومات المجتمع التی تحکم توجهاته وسلوکیات أفراده ، وتضمن له شخصیة متمیزة عن غیرها ، والفرد فی أی مجتمع کان بحاجة أثناء تعامله مع الآخرین فی مختلف المواقف إلى نسق قیمی یوجه سلوکه وطاقاته إزاء المواقف التی یتعرض لها ، ویحقق له الإحساس بالأمان ، ویمنحه الفرصة للتعبیر عن ذاته ، کما أن أی تنظیم اجتماعی یحتاج الى نسق قیمی یمکنه من المحافظة على تماسکه ویساعده على مواجهة التغیرات التی تحدث فیه ، وعلیه فإن القیم لا تقتصر على الفرد بحد ذاته ، بل تتسع لتشمل جمیع أفراد المجتمع .

وتعد القیم من أهم محددات وضوابط سلوک الفرد ، قال تعالى : { قُلْ إِنَّنیِ هَدَانیِ رَبّیِ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِیمٍ دِیناً قِیَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِیمَ حَنِیفاً وَمَا کَانَ مِنَ الْمُشْرِکِینَ } الانعام/161  أی مستقیماً لا عوج فیه .

ویمر المجتمع العربی والإسلامی فی الوقت الراهن بفترة حرجة فی حیاته تتسم باهتزاز القیم ، واضطراب المعاییر الاجتماعیة والأخلاقیة ، وکثرة حالات الخروج على تعالیم الإسلام .

     فنظرة إلى الحیاة النفسیة والاجتماعیة التی یحیاها شباب المسلمین من الجنسین ، تؤکد ما یعانونه من اغتراب نفسی وخلل قیمی مخیف .

کما یلاحظان فی عصر التطور التقنی والانفجار المعرفی أن الأمور تسیر فی طریق إبعاد الفرد والمجتمع عن قیمه ودینه أکثر فأکثر ، ابتداءً من الانبهار بالتطور التقنی والتجاوب معه دون وجود رصید قیمی وسلوکی یضبط الحیاة ، مروراً بشعور اللامبالاة بما یقترفه بعض الأفراد والجماعات فی المجتمع من سلوکیات تتنافى مع قیم مجتمعنا الإسلامی ، إضافة الى الدعوات التی تنادی ضمناً أو صراحةً بالخروج على هذه القیم ، مع تسلل القدوة السیئة التی لا تتفق مع قیمنا إلى معظم البیوت من خلال أجهزة الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعی ، حتى أصبحت هذه القدوة بمرور الوقت شیئاً مألوفاً ، مع انشغال الناس بهم لقمة العیش الذی أصبح یستنزف معظم وقت وجهد رب الأسرة ."( المجلس القومی للتعلیم والبحث العلمی ، 1993م ، ص214-232 )

وتم عرض لهذه الأمور من باب التنبیه والتأکید على المخلصین من أبناء المجتمع وهم کثیرون بحمد الله تعالى ، أن یأخذوا بعین الجد هذا الأمر ویعدوا له عدتهم ، وأن یکونوا على قدر المسئولیة ، فیسعوا جاهدین إلى مقاومة هذا الشر المستشری من خلال تحصین النشء بالقیم والأخلاق والعقیدة الإسلامیة الصحیحة وترسیخها فی نفوسهم حتى یواجهوا بثبات هذا التیار الجارف .

     فالأسرة ومؤسسات التربیة والتعلیم فی مقدمة الوسائل التی یمکن ان تستخدم فی تنمیة وتطویر القیم لدى الأفراد، ففی المیدان التربوی شهد موضوع القیم اهتماماً متزایداً ، نظراً لدوره الحساس ، وباعتباره المکون الأساسی للمناخ المدرسی ولشخصیة المعلم، فالقیم تساهم فی توجیه الأداء الدراسی وتحقیق النجاح والتفوق باعتبارهما حصیلة عوامل متعددة تتعلق بتصورات الطلاب، کما تعکس نوع القیم السائدة التی تظهر أثارها فی السلوک الدراسی للتلامیذ " ولقد استطاع الباحثون ربط الجسور لإثبات العلاقة القویة بین القیم التی یتباها الفرد وبین دافعیة الإنجاز المحفزة للقیام بالعمل ".( بنی یونس ، 2004م ، ص5 )" ولقد ذهب کای ورد إلى أن التلامیذ ذوی التحصیل المرتفع کانوا دائماً یتمیزون بالاعتماد على النفس والعمل الجاد والقدرات الدراسیة وإنجاز الأعمال واتقانها ". ( عبداللطیف ، 1990م ، ص23  )والله سبحانه وتعالى أَمر عبادهُ بالسعی فِی الأرض طلبًا للرزق قالَ الله تعالَى : { هُوَ الَّذِی جَعَلَ لَکُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِی مَنَاکِبِهَا وَکُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَیْهِ النُّشُورُ} الملک /15، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَطْیَبَ مَا أَکَلَ الرَّجُلُ مِنْ کَسْبِهِ وَوَلَدُهُ مِنْ کَسْبِهِ ». ( النسائی ، 1986م ، حدیث رقم 4451 )

کما ان الله سبحانه وتعالَى خلق الإنسان لحکمة ، وکلَّفه بالعمل لیعمر الدنیا وینتفع بها ، ویَملأ جنباتها بالجد والاجتهاد ، وهو مع ذلکَ لا ینسى أنَّ أمامه آخرة تنتظره لینال فیها جزاءه وحسابه قالَ اللهُ تعالَى:{ فَمَن یَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ * وَمَن یَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَراًّ یَرَهُ } الزلزلة /7-8 . وقالَ عزَّ وجلَّ :{ وَأَن لَّیْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْیَهُ سَوْفَ یُرَى} النجم / 39-40.ولا ینال الإنسان حظَّه فی الحیاة بغیر کد وسعی ، فهذا سیدُنَا عمر رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ یقول " لَا یَقْعُدُ أحدکم عن طلب الرزق یقول اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی فَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ السَّمَاءَ لَا تمطر ذهباً ولا فضة ". ( الغزالی ، د . ت ، ص6 )ج2

فَحجمُ الإنسان عند الله بِحجم عَملِه یقولُ الله سبحانه وتعالى : { وَلکُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمّا عَمِلُوا } الأحقاف / 19 ، کما أن قِیمة الفرد تبرُز ویتم تحدید مکانته ویتبوأ موقعه فی المجتمع بقدر عمله وحسب مجهوده وطاقته وما یحققه للمجتمع . وفی الأثر [ مکسبة فیها دناءة خیر من مسألة الناس ] . والإسلام یفرض فرضاً محتماً على کل فرد السعی للحصول على عمل یسدُ حاجته ویوفی بضروریاته الأساسیة ، وواجب الدولة والمجتمع معاً إتاحة فرص العمل المنتج والکسب النافع ، یقول الله تعالى { فَإِذَا قُضِیَتِ الصَّلاةُ فَاْنتَشِرُواْ فِی الأَرْضِ وَابتْغَوُا مِن فَضْلِ اللهِ } الجمعة / 10 ، فالإسلامِ ینظر للعمل نظرة إجلال وتکریم ، فهو یوفر حاجات الإنسان المختلفة ومطالبه المادیة ، ویحقق له الاستقرار الاجتماعی ، ویساعد فی البناء والتطور والتقدم الحضاری ، لذلک اهتم الإسلام بالعمل اهتماما بالغا ، وجعله من الواجبات ، ورتب علیه الأجر العظیم والثواب العمیم ، فعَنْ کَعْبِ بْنِ عُجْرَة، قَالَ: مَرَّ عَلَى النَّبِیِّ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَرَأَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جِلْدِهِ وَنَشَاطِهِ، فَقَالُوا: یَا رَسُولَ اللهِ: لَوْ کَانَ هَذَا فِی سَبِیلِ اللهِ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ کَانَ خَرَجَ یَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِی سَبِیلِ اللهِ، وَإِنْ کَانَ خَرَجَ یَسْعَى عَلَى أَبَوَیْنِ شَیْخَیْنِ کَبِیرَیْنِ فَهُوَ فِی سَبِیلِ اللهِ، وَإِنْ کَانَ یَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ یُعِفُّهَا فَهُوَ فِی سَبِیلِ اللهِ، وَإِنْ کَانَ خَرَجَ رِیَاءً وَمُفَاخَرَةً فَهُوَ فِی سَبِیلِ الشَّیْطَانِ» 0( الطبرانی ، 1994م ، ص129 ) ج19

یسعد الإنسان بعمله ، ویشقى بعمله ، ولقد أقسم الله سبحانه وتعالى بالعصر الذی هو مطلق الزمن ، ومضی الزمن وحده یقتضی خسارة الإنسان ، لأن الإنسان بضعة أیام ، کلما أنقضى یوم أنقضى بضع منه ، وما من یوم ینشق فجره إلا وینادی یا ابن أدم أنا خلق جدید وعلى عملک شهید فتزود منی فإنی لا أعود إلى یوم القیامة ، إذاً الإنسان فی خسارة لأنه زمن یستهلکه ، ویتلافى الخسارة إذا انفق الزمن إنفاقاً استثماریاً لا إنفاقاً استهلاکیاً یقول الله تعالى : { والعصر إن الإنسان لفی خسر إلا الذین آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ] العصر .

وعلیه فإن دراسة قیمة العمل واتقانه تّمد مخططی المناهج الدراسیةبقائمة المهارات المناسبة التی یمکن فی ضوئها تطویر المناهج حتى تصبح أکثر فاعلیة فی تنمیة تلک القیمة لدى المتعلمین بما یلبی حاجات المجتمع من جمیع النواحی الانتاجیة والاستهلاکیة ، کما تزود المعلمین بمجموعة القیم اللازمة للمتعلمین لکی یعملوا على غرسها ودعمها وتنمیتها فی نفوس الطلاب لیسهموا بذلک فی التنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة ، وإشباعُ حاجات الأفرادِ النّفسیة والفِکریّة والاجتماعیّة وغیرها .

أهمیة البحث :-

1-      یکتسب هذاالبحث أهمیته من أهمیة القیم نفسها فی حیاة الأفراد والجماعات .

2-      الواقع الملموس فی مجتمعنا الإسلامی والذی أخذ یبتعد عن القیم والمبادئ شیئاً فشیئاً ویتنکر لها .

3-      الواقع العالمی المتمیز بالتقدم التقنی الهائل والتواصل السریع بین أجزاءه مما قد یؤثر سلباً على قیمنا ومبادئنا .

4-      أهمیة بیان الدور الذی تلعبه الأسرة والمدرسة فی غرس القیم وتنمیتها والتصدی لموجة اللاقیمیه التی تجتاح العالم .

أهداف البحث :- یهدف البحث إلى :-

1-            تحدید المقصود بالقیم بصورة عامة والقیم الإسلامیة بصورة خاصة .

2-            توضیح المقصود بقیمة العمل .

3-            تحدید أهمیة القیم ومکوناتها ومصادرها وخصائصها ومجالاتها ووظائفها  .

4-            ابراز مکانة العمل فی الاسلام .

5-            اظهار العلاقة بین التربیة والقیم مع بیان أهمیة غرس القیم .

6-            بیان أهم الطرق المستخدمة فی غرس القیم .

7-            بیان کیفیة تربیة الناشئة على اتقان العمل واسرار الاتقان .

8-            تحدید مؤشرات القیم والمؤشرات الدالة على قیمة العمل .

9-            بیان طرق غرس قیمة العمل وتطویرها لدى الناشئة فی البیت والمدرسة .

تساؤلات البحث :-

1-      ما المقصود بالقیم بصورة عامة والقیم الإسلامیة بصورة خاصة .

2-      ما المقصود بقیمة العمل واتقان العمل .

3-      ما الإطار المفاهیمی والفلسفی للقیم ؟

4-      ما مکانة العمل فی الإسلام؟

5-      ما العلاقة بین التربیة والقیم مع بیان أهمیة غرس القیم .

6-      ما الطرق المستخدمة فی غرس القیم .

7-      کیف یتم تربیة الناشئة على اتقان العمل وما اسرار الاتقان .

8-      ما مؤشرات القیم وما المؤشرات الدالة على قیمة العمل .

9-      ما التصور المقترح لدور التربیة فی تنمیة القیم ؟

الدراسات السابقة :-                        

دراسة عباس متولی ( 1990م ) والتیهدفت الدراسة إلى دراسة العلاقة بین المسؤولیة الاجتماعیة ومجالات القیم ( الاجتماعیة ، الاقتصادیة ، الجمالیة ، الدینیة ، السیاسیة ،  النظریة ) وعن الفروق بین الطلبة فی الترتیب الهرمی للقیم ، حیث طبقت اداة البحث على 335 طالب وطالبة فی مصر، واظهرت النتائج وجود علاقة ارتباطیة موجبة بین القیم الاجتماعیة والدینیة والمسؤولیة الاجتماعیة لدى الطلبة وهی اکثر حدة لدى الطالبات ، حیث أن القیم النظریة والدینیة والاجتماعیة تتصدر نسق القیم لدى الطلبة ذوی المسؤولیة الاجتماعیة ، وتتفق الدراسة مع الدراسة الحالیة فی بیان مفهوم القیم ومجالاتها .

بینما دراسة فائزة قحطان اسماعیل ( 2002م ) والتیهدفت الى التعرف على منظومة القیم التربویة الممارسة من قبل طالبات جامعة تعز ، وکان من اهم نتائج الدراسة متانة العلاقة بین القیم والتربیة ، باعتبار أن العمل التربوی فی أصله عمل قیمیاً ، ونظاماً یقوم على الاختیار والتفضیل بین البدائل والقیم المطروحة ، وهو ما یجعل من القیم حجر الزاویة فی العاقات بین الأفراد ومجتمعهم بصورة قد تختلف من فرد لآخر ومن جماعة لآخری ، ولکنها فی النهایة تثبت البنیة الثقافیة والحضاریة وترسخ التفاعل الایجابی ، وتضمن            سلامة المجتمع .

وتتفق الدراسة مع البحث الحالیفی بیان العلاقة بین القیم والتربیة .

کما ان دراسة سعدیة خالد ( 2004م ) هدفت الى التعرف على العلاقة المتبادلة بین التغیر الاجتماعی والقیم خلال النصف الثانی من القرن الماضی ، وتوصلت الدراسة إلى حدوث تغیر قیمی فی المجتمع متمثلاً فی زیادة قیمة العمل الحرفی والعمل الحر ، وانخفاض أهمیة قیمة اتقان العمل وسیطرة القیم المادیة على شتى جوانب الحیاة ، حیث اوصت الدراسة بأهمیة الاهتمام بقیم العمل واتقانه وغرسها فی نفوس افراد المجتمع .وتتفق تلک الدراسة مع البحث الحالی فی بیان مفهوم قیم العمل واتقانه وأهمیة غرسها فی نفوس افراد المجتمع .

کذلک دراسة أمل الحباری ( 2007م ) والتیهدفت الى معرفة الدور التربوی للمدرسة الثانویة الحکومیة للبنات فی تعزیز قیمة العمل التطوعی لدى الفتاة السعودیة ، حیث تکونت عینة الدراسة من 630 معلمة ، وتوصلت الدراسة إلى أن المدرسة تقوم بدورها بدرجة قلیلة فی تعزیز قیم العمل التطوعی وفی توضیح مفهومه والتوعیة بأهمیة وتعزیز قیم التعاون والتکافل والإیثار والبذل والتضحیة .وتتفق الدراسة هذه مع الحالی فی بیان مفهوم قیم العمل بشکل عام .

وجاءت دراسة فاطمة الجوابرة ( 2010م ) والتیهدفت الى الکشف عن دور مدیر المدرسة فی تغییر الهویة الثقافیة لدى طلبة المرحلة الثانویة فی الأردن فی ظل تحدیات العصر ، وقد أوصت الدراسة بتعزیز دور مدیر المدرسة فی بناء الهویة الثقافیة ، وتقدیم برامج ارشادیة لمدراء المدارس تعمل على تأهیل الهویة الثقافیة ، وتساعدهم بالارتقاء بمستوى أسالیب تربیة النشء مع مهارة مواجهة تحدیات العصر.وهى تتفق مع البحث الحالی فی بیان علاقة التربیة بالقیم .

ویتفق البحث الحالى مع دراسة إبراهیم صعدی وأحمد أبو الحسن ( 2013م )        فی بیان مفهوم القیم واهمیتها فی حیاة الفرد والمجتمع وفی المنهج المستخدم . حیث کانت تهدفالى تقییم النسق القیمی لدى طلاب قسم التربیة الخاصة بکلیة التربیة بجدة والتعرف على قیم الصدارة فی هذا النسق فی ضوء الأداء الاکادیمی للطلاب والتخصص ، واستخدم الباحثان المنهج الوصفی شملت عینة الدراسة على 202 طالباً من طلاب قسم التربیة الخاصة بکلیة التربیة بجامعة الملک عبدالعزیز بجدة ، وذلک باستخدام اختبار القیم لألبورت واظهرت النتائج تصدر القیم الدینیة ثم تلیها الاقتصادیة فالاجتماعیة  .

کذلک دراسة علی القرنی ( 2015م ) التیهدفت الدراسة إلى رصد التغیرات القیمیة والمعرفیة وانعکاسات تلک المتغیرات على قضایا ومشکلات الشباب الجامعی فی منطقة تبوک ومحافظاتها ، والتعرف على الآلیات المقترحة لإدارة هذه التغیرات ومواجهتها وتقویمها ، ولتحقیق أهداف الدراسة استخدم الباحث المنهج الوصفی ، وطبقت الدراسة على عینها مکونة من 242 طالب وطالبة و44 من القیادات الاکادیمیة فی الکلیات الجامعیة بمحافظات منطقة تبوک وکان من نتائج الدراسة ظهور تغیرات قیمیة ومعرفیة سلبیة على سلوک واتجاهات الشباب الجامعی ، وکان من اهم التوصیات تخصیص اسبوع للمهنة  فی کل فصل دراسی یُدرب فیه الطلاب على مهارات العمل المختلفة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلی مع تدریبهم على مهارات اداء الاعمال بأنماطها المختلفة ( العمل عن بعد ، بالمشارکة ، بالمراسلة ) مع الالتزام بمنظومة القیم الإسلامیة لمواجهة الأخطار الناجمة عن التطور العلمی والتقنی . وهى تتفق مع البحث الحالی فی بیان مفهوم القیم وفی أهمیة غرس قیمة العمل فی نفوس الشباب کقیمة تأثرت بالتغیر القیمی والمعرفی وفی المنهج المستخدم  .

الاطار النظری – الطریقة والاجراءات :-

1-     منهج البحث : - اتبعت البحث المنهج الوصفی التحلیلی وذلک بحسب طبیعة الدراسة .

2-     الاجابة على السؤال الأول :-

القیم :-التعریف اللغوی للقیم : " جمع قیمة وهی الثمن الذی یقاوم به المتاع ، أی یقوم مقامه ... وقومت المتاع : جعلت له قیمة معلومة ". ( الفیومی ، 2010م ، ص 520 ) ج2

" قوما وقیاما وقومة انتصب وَاقِفًا وَالْأَمر اعتدل وَیُقَال قَامَ میزَان النَّهَار انتصف وَقَامَ قَائِم الظهیرة حَان وَقت الزَّوَال وَالْمَاء ثَبت متحیرا لَا یجد منفذا وَالْحق ظهر وَاسْتقر وعَلى الْأَمر دَامَ وَثَبت وللأمر تولاه وعَلى أَهله تولى أَمرهم وَقَامَ بنفقاتهم وَالْمَتَاع بِکَذَا تحددت قِیمَته وَیُقَال قَامَ یفعل کَذَا أَخذ فِی عمله ."     ( مصطفى وآخرون ، د . ت ، ص767 ) ج2

مما سبق یتضح ان مادة (قَوَمَ) استعملت فی اللغة لعدة معان منها:-

1-            تأتی بمعنى التقدیر فقیمة هذه السلعة کذا ، أی تقدیرها کذا .

2-            الاستقامة والاعتدال یقول تعالى " إن هذا القرآن یهدی للتی هی أقوم " أی یهدی للأمور الأکثر قیمة ، " أی للأکثر استقامة " .

3-            وتأتی بمعنى الثبات على أمر ، نقول فلان ماله قیمة ، أی ماله ثبات على الأمر .

4-            نظام الامر وعماده .

5-            الثبات والدوام والاستمرار .ولعل اقرب هذه المعانی لموضوع بحثنا هو الثبات والدوام والاستمرار على الشیء.

التعریف الاصطلاحی للقیم :-"هی مقاییس یحکم بها على الأفکار والأشخاص والأشیاء والأعمال والموضوعات والمواقف الفردیة والجماعیة من حیث حسنها وقبحها والرغبة فیها ، أو من حیث سوؤها وعدم قیمتها وکراهیتها ."(نور هان ، 2008م ،  ص32-33 )

کما تعرف القیمبأنها : أحکام مکتسبة من الظروف الاجتماعیة التی یتشربها الإنسان ویحکم بها،وتحدد مجالات تفکیره وسلوکه ، وتؤثر فی عمله وتعلمه ، وتختلف درجة القیمة وشدتهاوحدتها باختلاف المجتمعات، کون القیمة اهتمام، او اختیار،او تفضیل، یصدر عن الإنسان على الأشیاء، بالاعتماد على المعاییر والمبادئ الموضوعة من المجتمع الذی یحدد المرغوب والمرفوض0( ناصر ، 1992م ، ص119 )  وهی " مجموعة المبادئ والقواعد والمثل العلیا التی یؤمن بها الناس ویتفقون علیها فیما بینهم ، ویتخذون منها میزاناً یزنون به أعمالهم ویحکمون بها على تصرفاتهم المادیة والمعنوی" طهطاوی ، 1996م ، ص42 )

          ویستنتج مما سبق أن القیم نوعان : قیم إیجابیة ، وقیم سلبیة ، أما القیم الإیجابیة فهی : القیم المرغـوب فیها وتشترط قبولاً من الجماعة، وهی القیم المعبرة عن الأوصاف والسلوکیات الإیجابیة التی یتحلى بها الفرد ویتبناها بصفتها اعتقاداً أو قناعة راسخة تدفعه إلى النجاح والتفوق . أما القیم السلبیة فهی :  القیم المرغوب عنها من الجماعة .

تعریف القیم الإسلامیة :-

" هی تصورات أساسیة عن الکون والحیاة والإنسان والإله ، کما صورها الإسلام وتتکون لدى الفرد والمجتمع من خلال التفاعل مع المواقف والخبرات الحیاتیة المختلفة بحیث تمکنه من اختیار أهداف وتوجهات لحیاته تتفق مع امکانیاته ، وتتجسد من خلال الاهتمامات والسلوک العملی بطریقة مباشرة وغیر مباشرة " 0 ( مصطفى ، 1980م ، ص 34 )وهی " حکم یصدره الإنسان على شیء ما ، مهتدیاً بمجموعة من المبادئ والمعاییر ، التی ارتضاها الشرع محددا المرغوب فیه والمرغوب عنه من السلوک ". ( عبدالله وآخرون ، د . ت ، ص81 ) ج1

کما تعرف القیم الإسلامیة  بأنها القیم المستمدة من الدین الإسلامی الحنیف الذی یعتبر " الحسن " هو ما وافق شرع الله واستوجب الثواب فی الآخرة ، ویعتبر " القبیح " هو ما خالف شرع الله ویترتب علیه العقاب فی الآخرة .

3-    الاجابة على السؤال الثانی :-

تعریف العمل :- فی اللغة :- " عملا فعل فعلا عَن قصد ومهن وصنع وَفُلَان على الصَّدَقَة سعى فِی جمعهَا وَفِی التَّنْزِیل الْعَزِیز {إِنَّمَا الصَّدقَات للْفُقَرَاء وَالْمَسَاکِین والعاملین عَلَیْهَا} وللسلطان على بلد کَانَ والیا عَلَیْهِ فَهُوَ عَامل ". ( مصطفى وآخرون ، د . ت ، ص628 ) ج2

والعَمَل: " المِهْنة والفِعْل، وَالْجَمْعُ أَعْمَال، عَمِلَ عَمَلًا، وأَعْمَلَه غَیرهُ واسْتَعْمَلَه، واعْتَمَلَ الرجلُ: عَمِلَ بِنَفْسِهِ؛ وَقِیلَ: العَمَلُ لِغَیْرِهِ والاعْتِمالُ لِنَفْسِهِ؛واسْتَعْمَلَه: طَلَب إِلیه العَمَل. واعْتَمَلَ: اضْطَرَبَ فِی العَمَل. واسْتُعْمِلَ فُلَانٌ إِذا وَلیَ عَمَلًا مِنْ أَعْمالِ السُّلْطَانِ. والاعْتمال: افْتِعَالٌ مِنَ العَمَل أَی أَنهم یَقُومون بِمَا یُحْتاج إِلیه مِنْ عِمارة وَزِرَاعَةٍ وتَلقیح وحِرَاسة وَنَحْوِ ذَلِکَ". ( ابن منظور ، 1994م ، ص475 ) ج11

أما التعریف الاصطلاحی لإتقان العمل :-

العمل قیمة عظیمة من قیم الإسلام، فالإنسان عندما  یندفع إلى تأمین طعامه ، وشرابه وسائر حاجاته المادیة ، والمعنویة ، یعمل بدافع من فطرته ، وحینما یعمل یبتلى ، والله سبحانه وتعالى ، جعل علة خلق الإنسان فی هذه الأرض الابتلاء ،یقول الله سبحانه وتعالى {الَّذِی خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَیَاةَ لِیَبْلُوَکُمْ أَیُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِیزُ الْغَفُورُ } الملک / 2، والجنة التی خلقها الله للإنسان تحتاج إلى عمل ، والعمل یندفع إلیه الإنسان من خلال تأمین حاجاته الأساسیة ، ومن خلال أن طبیعة الخیرات التی أودعها الله فی الأرض ، لا یستفاد منها إلا عن طریق العلم ، والعمل ، فلذلک فطرة الإنسان تقتضی أن یبحث عن حاجاته الأساسیة ، وهو یبحث عن حاجاته الأساسیة یبتلى ، فعلمه وعمله ، إما أن یرفعه إلى أعلى علیین ، وعلمه وعمله ، قد یهبط به إلى أسفل سافلین والعیاذ بالله ، یقول الله سبحانه وتعالى :{ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ یُتْرَکُوا أَنْ یَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا یُفْتَنُونَ } العنکبوت / 2   0

من خلال العلم والعمل ، من خلال تأمین الحاجات الأساسیة لأن المواد التی أودعها الله فی الأرض لا یستفاد منها ، إلا عن طریق تدخل جهد بشری أساسه العلم والعمل ، یندفع الإنسان بفطرته وبتصمیم الله لطبیعة الکون الذی من حوله یندفع إلى العمل ، فهو یعمل شاء أم أبى .ولقد قرن الله سبحانه وتعالى بین العلم والعمل فی مواضع کثیرة ، لأن العلم بحد ذاته لیس غایة ، إنما هو وسیلة ، فما لم یستخدم العلم من أجل رفع مستوى العمل ، ومن أجل نفع البشر ، هذا العلم لا قیمة له ، فالناس یحاسبون على أعمالهم ، وما العلم إلا من أجل               العمل الصالح .

وعلیه یمکن تعریف العمل : بأنه غایة إنسانیة وواجب لا تقوم الحیاة بدونه ، کما أنه قیمة إسلامیة تصل الى مستوى العبادة ، لأن الانسان من خلال العمل یحقق الحکمة من وجوده فی الحیاة الدنیا .

أما اتقان العمل هو: أداء العمل دون خلل فیه والالتزام بمتطلبات ذلک العمل من التقید بضوابط وتقنیات معین ، وأداؤه فی الوقت المحدد دون تأخیر .

4-    الاجابة على السؤال الثالث :- الإطار المفاهیمی والفلسفی للقیم :-

أ‌-               أهمیة القیم :-

القیم الإسلامیة هی القیم المستمدة من الکتاب والسنة ، لذلک وجب على کل المسلمین الالتزام بتطبیق مبادئها ومقاییسها ، فهی ثابته لا تتغیر مع الظروف لأن معیارها الأساسی ثابت وهو تقوى الله سبحانه وتعالى ، وفی إطار هذه القیم تحددت معاییر السلوک وآداب التعامل بین الناس ، کما انتظمت العلاقات بینهم على أساس: التعاون ، والإخاء ، والشورى ، وحسن الخلق ، والاحترام ، والمساواة ، العدل  ومن ثم نجد أن المجتمع الإسلامی یتخذ من القرآن الکریم والسنة الشریفة المطهرة دستوراً للحیاة ،  وتظهر أهمیة القیم الإسلامیة فی حیاة الفرد والمجتمع واضحة ، لأنها تمثل رکناً أساسیاً فی تکوین العلاقات بین الناس ، وتسهم بشکل فعال فی تحدید طبیعة التفاعل بینهم ، علاوة على أنها تشکل معاییر وأهداف تنظم سلوک الفرد والجماعة . فغرس القیم فی نفوس الناس لا یقل أهمیة عن المعارف التی یزودون بها ، إذ القیم قوة دافعة للعمل ، کما تعتبر معاییر یقیم الإنسان على أساسها هذا العمل وهی الدعامة الأساسیة التی تسهم فی تکوین شخصیة الفرد ، کما أن لها أثراً عظیماً على المجتمع ، فهی تعمل على توحید أفراد المجتمع وتماسکهم ، وأیُّ عملٍ اجتماعیّ أو اقتصادیّ لحلّ مشکلات المجتمع یهتمُّ بالقیَم المادیة ویتجاهل القیَم الإیمانیّة فإنه یسلک طریقَ الضَّعف ویقذف بالجیل إلى حیاةِ الفوضى والعبث، ویقتلُ فیه روحَ المسؤولیة والفضیلة. وما أصاب المسلمین الیومَ مِن قصورٍ لیس مرجعُه قیَمَ الإسلام ومبادِئَه ومقاصدَه وغایاته، وإنما سببُه الفرقُ بین العِلم والعمل والفصلُ بین العقیدة والمبادئ والقِیَم، واللّحاقُ برکب الحضارة لا یکون على حساب الثوابت، إنَّ ثوابتَنا وقِیَمنا نحن المسلمین هی سبَبُ عزِّنا وهی سبَبُ تقدُّمنا، ویجب أن یعرفَ کلُّ فردٍ فی الأمّة التی ترید النهوضَ إلى المجد أنَّ العقیدة هی التی تبنی القوى وتبعثُ العزائمَ وتضیء الطریقَ للسالکین. إنَّ الحفاظَ على قِیَم العمل کالإتقان والجودة والبعد عن الربا والریاء والتبذیر والاسراف والبخل هی أحدَ أکبر صمّامات الأمان للمجتمع إزاءَ الکوارث المادیة والاجتماعیة  التی تصیب العالم الیوم .

مکونات القیم :-تتکون القیم من ثلاث مکونات أساسیة هی :-

1-      المکون المعرفی ویشمل المعارف والمعلومات النظریة .

2-      المکون الوجدانی ویشمل الانفعالات والمشاعر والأحاسیس الداخلیة .

3-      المکون السلوکی الذی تظهر فیه القیمة . ( الجمل ، 2002م ، ص23-24 )

ولکل مکون من المکونات الثلاثة السابقة معیار ، فمعیار المکون المعرفی اختیار القیمة بإرادته من أبدال مختلفة بحریة کاملة بحیث ینظر الفرد فی عواقب اختیار کل بدیل ویتحمل مسئولیة اختیاره بکاملها، وتکون عملیة الاختیار فی ثلاث خطوات ، الأولى استکشاف البدائل الممکنة ثم النظر فی عواقب کل بدیل ، ثم الاختیار الحر  . أما معیار المکوَّن الوجدانی تقدیر القیمة والاعتزاز بها ، والشعور بالسعادة لاختیارها والرغبة فی إعلانها على الملأ والتمسک بها . أما معیار المکوَّن السلوکیممارسة القیمة بصورة مستمرة والعمل بمقتضاها فی مختلف الأوضاع ویقصد بها ترجمة القیمة إلى ممارسة ، وبناء              نمط قیمی .

ج-مصادر القیم : للقیم مصادر عدیدة ، وتختلف هذه المصادر من مجتمع لآخر ، وفی المجتمع العربی والإسلامی یمکن حصر مصادر القیم فیما یلی :

1-    الدین الإسلامی : -

متمثلاُ فی کتاب الله القرآن الکریم" :یعنی القرآن فی اللغة المقروء ، وفی التعریف الشرعی کلام الله المعصوم المتعبد بتلاوته ، الذی نزل به جبریل على قلب النبی صلى الله علیه وسلم خلال 23 سنة مفرقا حسب الحوادث التی هی أسباب النزول ، لیُثَبّت رسوله صلى الله علیه وسلم والمؤمنین ویوجههم فی أمور حیاتهم . فهو الأصل المتین الذی یربط العبد المؤمن بربه فیکون له منهاجُ حیاة متکامل" .( جمعة ، 2008 ، ص22 )

وقد تعهد الله عز وجل بحفظه من أی تحریف أو ضیاع فقال سبحانه:  { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } الحجر / 9 ، ففی القرآن الکریم یجد المرء کل ما یحتاج إلیه من أمور دینه کالمعتقد والحلال والحرام وأحکام المعاملات والمواعظ والحِکم ، قال تعالى : {  قَدْ جَاءَکُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَکِتَابٌ مُّبِینٌ *یَهْدِی بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَیُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَیَهْدِیهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِیمٍ} المائدة / 16

وسنة الرسول صلى الله علیه وسلم : وهی " ما صدر من النبی محمد صلى الله علیه وسلم من  أقوال لم یقصد بها الإعجاز وأفعال غیر جبلَّیة وتقریرات " . وقد أجمع المسلمون على أن السنة حجة فی الدین ودلیل من أدلة الأحکام الشرعیة ، وبالتالی فهی تعتبر مصدراً من مصادر القیم الإسلامیة .

       ( القرنشاوی ، 1963 ، ص59 )

والقرآن والسنة هما المصدران الاساسیان للقیم فی مجتمعنا الاسلامی ، وجمیع القیم المستمدة من هاذین المصدرین هی الخیر کله ، ومصدر سعادة للبشریة فی دنیاها وأخراها إن تمسکت بها حق التمسک .

2-    العصر الجاهلی :-

حیث إن هناک قیماً لا زال کثیر من الناس یتمسک بها وکانت سائدة فی العصر الجاهلی ، وبعض هذه القیم قیم إیجابیة کالنخوة والشجاعة وإغاثة الملهوف ، وبعضها قیم سلبیة تضر الأفراد والمجتمع کالعصبیة القبلیة والأخذ بالثأر .( عبد الوهاب ، 1986 ، 82 )

3-    التراث الإنسانی العالمی :-

          فنظراً لسهولة الاتصال بین أجزاء العالم أصبح من السهل انتقال القیم من جزء لآخر ، وقد وفدت إلینا کثیر من القیم من العالم غیر الإسلامی ، وبعض هذه القیم قیم إیجابیة نافعة کالمنحى النظامی والتخطیط وهناک قیم سلبیة ضارة کالتفکک العائلی وقلة الروابط          الأسریة والاجتماعیة .

4-             مواد الدراسة المنهجیة :-

          فقد ظهرت على المستوى التربوی کثیر من القیم ذات العلاقة بالدراسة المنهجیة ، وأغلبها نافع ومفید إذا ما طبق تطبیقاً سلیماً مراعیاً واقعنا وظروفنا ، ومن هذه القیم : الاستدلال ، الدقة ، التساؤل ، العصف الفکری … الخ . (الناشف،1981، ص82 )

د- خصائص القیم :-

1)  أنها ربانیة المصدر أی تعتمد على الکتاب والسنة، وکون القیم الإسلامیة ربانیة المصدر لا ینفی دور العقل فی الاجتهاد ضمن حدود شرع الله ، وبحیث یکون عمل الفکر البشری أساساً التلقی والإدراک والتکیف والتطبیق فی واقع الحیاة .( قطب ، 1978م ، ص51 )

2)   " تمتاز بالکمال لأنها من عند رب العالمین الذی خلق الإنسان ویعلم ما یصلحه              ویعلم خبایاه0

3)   الخلود لأنها مجردة عن حدود الزمان والمکان ."  ( مسعود ، 1998م ، ص23 )

4)  الشمولیة لشمولها جمیع جوانب الإنسان، کما تشمل کل ما یصلح الفرد والمجتمع ، وهی شاملة لجمیع مناشط الحیاة الإنسانیة، وخاصیة الشمول جعلت القیم ذات امتداد أفقی واسع ، شمل التصور الاعتقادی والمنهج التشریعی والسلوک الاجتماعی  .

5)   التوازن حیث توازن القیم الإسلامیة بین الروح والجسد لقوله تعالى { وَابْتَغِ فِیمَا آتَاکَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِیبَکَ مِنَ الدُّنْیَا} سورة القصص / 77 .

6)  " القیم الإسلامیة نوعان:ثابته لا تخضع للأزمان ولا للبیئات کالإیمان بالله وملائکته وکتبه ورسله والیوم الآخر وبالقدر خیره وشره ، وقیم ترتبط بعادات الناس وتقالیدهم وتختلف من مکان لآخر بشرط عدم الخروج على القیم التی شرعها الله".  ( الأشقر ، 1982م ، ص57 )

7)  تربی القیم الإسلامیة الوازع الداخلی فی الإنسان من غیر رقابة خارجیة فالمسلم قد تربی على قوله تعالى { وَهُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ مَا کُنْتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ} سورة الحدید / 4 .

8)   " الواقعیة حیث تراعی القیم الإسلامیة الطاقة المحدودة التی جُبل علیها الإنسان فاعترفت بالضعف البشری وبحاجاته المادیة والنفسیة ."  ( طهطاوی ، 1996م ، ص67 )

9)  الثبات : والثبات هنا لا یعنی الجمود ، بل هو کما یقول سید قطب " خاصیة الحرکة داخل إطار ثابت حول محور ثابت " . ویقول:" هناک ثبات فی مقومات التصور الإسلامی وقیمه الذاتیة ، فهی لا تتغیر ولا تتطور حینما تتغیر ظواهر الحیاة الواقعیة وأشکال الأوضاع العملیة ، فهذا التغیر یظل محکوماً بالمقومات والقیم الثابتة لهذا التصور .. ولا یقتضی هذا " تجمید " حرکة الفکر والحیاة ، ولکنه یقتضی السماح لها بالحرکة – بل دفعها دفعاً – ولکن داخل هذا الإطار الثابت وحول هذا المحور الثابت .              ( قطب ، 1978م ، ص85 )

10)    الاستمراریة : فالقیم الإسلامیة قابلة للتطبیق فی کل زمان ومکان لأنها أولاً مستمدة من شریعة الله الصالحة لکل زمان ومکان ، کما أنها جاءت منسجمة مع الفطرة الإنسانیة السلیمة التی لا تتبدل بتبدل الأحوال والظروف .

هـ- مجالات القیم :-

تشتمل القیم الإسلامیة جمیع مناشط الحیاة ، وجمیع مناحی التفکیر والاعتقاد ، وجمیع العلاقات التی تربط المسلم بخالقه وبغیره من البشر ، بل وبالکون جمیعاً ، ویمکن تصنیف أهم المجالات التی تشملها القیم الإسلامیة إلى ما یلی : -

-         مجال العقیدة :-

          فالمسلم مطالب بأن یؤمن بالله وملائکته وکتبه ورسله والیوم الآخر والقدر خیره وشره ، ومطالب بأن یقر بأن الدین عند الله الإسلام وأنه خاتم الأدیان ، وأن محمداً صلى الله علیه وسلم خاتم الأنبیاء والرسل ، أنزل الله علیه القرآن وحیاً ، وهو المصدر الأساسی والأول للشریعة ، وحدیث الرسول صلى الله علیه وسلم المصدر الثانی ..الخ .

-         مجال علاقة الفرد المسلم بغیره من البشر :-

إذ یجعل الإسلام حسن الخلق جزءاً لا یتجزأ من التدین ، ومن هنا تفسیر دعوة الإسلام إلى الالتزام بقیم الآداب والتوافق السلوکی معها فیما جاء به الأمر من صدق القول والفعل فی السر والعلن ، والأمانة والعفة والإخلاص وطهارة الید واللسان وحسن الظن وإتقان العمل وصلة الأرحام وتوقیر الکبار ورحمة الصغار … الخ .

-   مجال علاقة الإنسان بالکون :-

إذ یجعل الإسلام النظر فی ملکوت الله والتفکر فیه قیمة ، یدعو إلى الحرص علیها بما یترتب فیه من إعلاء قیم العلم وکشف أسرار الله فی الأرض وفی السماء ، وللإسلام قیم تتعلق بالتعامل مع الحیوان والنبات ومع الجماد لخیر البشریة ، ونصوص القرآن والحدیث النبوی الشریف فی کل أولئک ماثلة شاهدة .  ( المجلس القومی للتعلیم ، 1993 ،                   ص 218-219 )

و- وظائف القیم :-

ذکر( مسعود ، 1998م ) أن للقیم مجموعة من الوظائف من أهمها :-

-            العمل على إیجاد التوافق النفسی والاجتماعی للأفراد وتعدیل سلوکهم .

-            العمل على إیجاد التوازن والثبات للحیاة الاجتماعیة من خلال توجیه السلوک نحو تحقیق الهدف .

-            العمل على دفع الأفراد للعمل وتوجیه نشاطهم .

-            تعتبر القیم معاییر وموازین یقاس بها العمل وتساهم فی التنبؤ بسلوک الفرد .

-            تساعد القیم فی ربط أجزاء الثقافة بعضها ببعض .

-            تزود القیم أفراد المجتمع بمعنى الحیاة والهدف الذی یجمعهم من أجل البقاء 0

5-    الاجابة على السؤال الرابع :-

مکان العمل وفضله وفوائده فی الإسلام :-

للعمل فی الإسلام مکانة عظیمة ، فلقد ذکر فی القرآن الکریم مقروناً بالإیمان فی أکثر من سبعین موضعاً " ولقد برزت مکانة العمل واحترام المهنة فی القرآن فی مواضع عدیدة منها ، ما یشیر إلى قیمة علیا من قیم الوسطیة فی الإسلام وهی إتقان العمل وتجویده ، وأداؤه بأمانة ، وإخراجه فی أحسن صورة " .   ( علی وآخرون ، 2005م ، ص38-40 )

ویبرز ذلک فی قوله تعالى { قَالَتْ إِحْدَاهُمَا یَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَیْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِیُّ الْأَمِینُ } القصص / 26 ، والعمل فی الإسلام أفضل من الانقطاع للعبادة ، لکنه عمل مصحوباً بذکر الله تعالى ، ولا یشغل عن أداء الفرائض یقول الله سبحانه وتعالى { یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذَا نُودِیَ لِلصَّلَاةِ مِنْ یَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِکْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَیْعَ ۚ ذَٰلِکُمْ خَیْرٌ لَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِیَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِی الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْکُرُوا اللَّهَ کَثِیرًا لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ }  الجمعة /  9-10  .

کما قُرن العمل بالعلم فی أکثر من مائتین موضعاً فی القرآن الکریم ، فالعلم بحد ذاته لیس غایة ، إنما هو وسیلة ، فالثواب العظیم والمنزلة السامیة الرفیعة لا یکون إلا لمن عمل بعلمه ، وعلیه لا بد من اتباع العلم بالعمل ، وظهور أثار العلم على مقتنیة ، فالعلم یُطلب لکی یُعمل به ، کالمال یُطلب لإنفاقه على المصالح العامة والخاصة وطرق الخیر ، فالعلم إذا لم یتحول إلى واقع ملموس یراه الناس فهو وبال على صاحبه ، یقول ابن القیم رحمه الله : " العلماء ثلاثة ؛ عالم استنار بنوره واستنار به الناس ؛ فهذا من خلفاء الرسل وورثة الأنبیاء ؛ وعالم استنار بنوره ولم یستنر به غیره ؛ فهذا إن لم یفرط ؛ کان نفعه قاصراً على نفسه ؛ فبینه وبین الأول ما بینهما ؛ وعالم لم یستنر بنوره ولا استنار به غیره ؛ فهذا علمه وبال علیه وبسطته للناس فتنة لهم ، وبسطة الأول رحمة لهم " .  ( ابن الجوزی ، 1416هـ ، ص302 ) ج3

ویقول ابن جماعة رحمه الله : " وأعلم إن جمیع ما ذکر فی فضیلة العلم والعلماء ، إنما هو فی حق العلماء العاملین الأبرار المتقین ، الذین قصدوا به وجه الله الکریم ، والزلفى فی جنات النعیم ، لا من طلبه لسوء نیة أو خبث طویه ، أو لأغراض دنیویة من جاه ، أو مال ، أو مکاثرة فی الأتباع والطلاب ."( ابن جماعة ، د.ت ، ص13 )

6-الاجابة على السؤال الخامس :-

أ‌-        العلاقة بین القیم والتربیة :

القیم هی التی توجه العملیة التربویة کاملة ، وهی فی نفس الوقت بحاجة إلى وسائل وأسالیب ومعلمین ونظام ، أی أنها فی حاجة للتربیة ، فالعلاقة إذن بین القیم والتربیة علاقة تبادلیة ، فبدون تربیة یصعب غرس القیم وتنمیتها ، وبدون القیم تصبح التربیة عقیمة غیر ذات فائدة .

والتربیة التی نقصدها هنا تشمل التربیة فی البیت وفی المدرسة وفی المؤسسات الأخرى ، وتشمل التربیة النظامیة وغیر النظامیة .وتبدأ عملیة زرع القیم وتنمیتها لدى الفرد منذ أیام حیاته الأولى وهو طفل بواسطة الأسرة ، ولا تنتهی إلا بانتهاء حیاته على وجه هذه البسیطة .

ب‌-     أهمیة غرس القیم فی نفوس الناشئة :-

تم الحدیث فیما مضى عن أهمیة القیم فی حیاة الفرد والمجتمع بصورة عامة ، ولکن تزداد أهمیة هذه القیم وضرورة غرسها والعنایة بها فی عالمنا الیوم المتغیر المتقلب الذی بدأ یتنکر للقیم ویحارب الفضیلة ، وتتضح هذه الأهمیة لأسباب عدیدة أجملها المجلس القومی للتعلیم والبحث العلمی والتکنولوجی فی بحثه الموسوم بتأصیل القیم الدینیة فی نفوس الطلاب فیما یلی :

1-      اتِّسام المجتمعات عامة ومنها الشعوب العربیة والإسلامیة حالیاً ، باهتزاز القیم واضطراب المعاییر الاجتماعیة والأخلاقیة ، وکثرة حالات الخروج على تعالیم الدین والقانون ، مما أصبح یثیر الخوف من تهدید أمن البلاد واستقرارها الاجتماعی ، مما یدعو إلى ضرورة بناء شخصیة الإنسان على الدین ، وإلى تعمیق العقیدة والشریعة فی نفوس أبناء جیل الغد ، على وجه یهیئ لهم الانتفاع مما شرعه الله لعباده ، ویعصمهم من الزلل ، ویحمیهم من التعصب ، ویبعدهم عن الانحراف وعن التأثر بالأفکار المسمومة .

2-      الواقع الراهن الذی یتمیز بالتطور التقنی والانفجار المعرفی ، وکل منهما یلاحق الآخر بصورة مذهلة ، ویفرض الانبهار به والتجاوب معه والتعامل مع متطلباته ، ولهذا التطور والتنامی سلوکیات یضبط حرکة الحیاة ، ویخشى مع مرور الوقت وقوعنا فی التبعیة المعرفیة والثقافیة المصاحبة ، مما یتهدد الانتماء إلى أمتنا الإسلامیة .

3-      المیل المتنامی لدى أفراد المجتمع إلى عدم المبالاة بالحماقات التی یقترفها بعض أفراده وجماعاته ، إضافة إلى ظهور التیارات المعاکسة للتدین ، وتسرب القدوة الصالحة من أکثر من موقع ، مما هیأ الساحة لأعداء وخصوم سعوا فی تفتیت الوحدة السلوکیة وتوسیع الفجوة بین الأجیال وإلى تکریس العلمانیة .

4-      ورود بعض السلوکیات التی لا تتفق وقیمنا الفاضلة من خلال أجهزة الإعلام والثقافة ووسائل الاتصال باسم الفن ، وباسم الاطلاع علی واقع العالم المتقدم ، وباسم اللحاق  برکب الحضارة وکثیر جداً من إنتاج هذه الأجهزة وأعمالها یدخل بیوتنا ویقتحمها دون استئذان ، ویفسد إلحاحه وتکراره علینا تدیننا ، إذ یصبح بمرور الوقت مألوفاً ومعتاداً ، ومن ثم تترسخ آثاره فی نفوس الکبار وتتزلزل القیم الدینیة ، ومنهم مباشرة تمتد الآثار إلى الصغار ، والصغار یصبحون کباراً وتصغر فی أعینهم قیم الدین بالاعتیاد .

5-      انشغال الناس حالیاً بهموم العیش والرزق ،  حیث لم تعد الدخول کافیة لمواجهة احتیاجات المعیشة ، وساعدت السلوکیات المعاصرة على شیوع الرغبة فی الاستزادة من الدخول ولم تعد الأسرة – لعدة أسباب – قادرة على القیام بالأعباء المتزایدة یوماً بعد یوم، مما أدى إلى ضعف القدرة على رعایة الأولاد _ إما عن قصور أو                عن تقصیر .

6-      تفضیل کثیر من الأمهات فی المدن وغیرها الخروج إلى الشارع وإلى میادین العمل ، وأکثرها غیر منتج ، مما أسهم فی الانصراف عن الاهتمام بالصغار ، وتفضیل دفعهم إلى دور الحضانة وبیوت الجیران وغیرهم ، فأصبح البیت على هامش التربیة .

7-      ضعف دور المدرسة والمؤسسات التعلیمیة عامة فی غرس القیم لدى التلامیذ وصار اهتمام المعلمین منصباً على تلقین المعارف وعلى الخلاص من المقررات فی                     أقرب وقت .

کل هذه الأمور مجتمعة ً وغیرها تؤکد ضرورة إعادة النظر فی القیم الإسلامیة وضرورة تضافر کل الجهود للعنایة بها وغرسها فی نفوس أبنائنا لمواجهة هذه التحدیات التی یتعرضون لها .

7-الاجابة على السؤال السادس :-

الطرق التی اتبعها الإسلام فی تعلیم القیم :

ولنا فی رسول الله أسوة حسنة ، فلقد استخدم بأقواله وأفعاله وبالقرآن الذی یتلوه لیل نهار ویعلمه للمسلمین طرقاً متعددة فی تعلیم القیم الإسلامیة للمسلمین وغرسها فیهم وتنمیتها ورعایتها ولم یستخدم طریقة بعینها فی جمیع المواقف ، بل کان یختار لکل موقف الطریقة التی تناسبه وکان أحیاناً یستخدم أکثر من طریقة فی الموقف الواحد بحسب مقتضیات هذا الموقف . وإذا أردنا أن نقتفی آثار الرسول الکریم فی تربیته للمسلمین على القیم الفاضلة وجب علینا أن لا نقتصر على طریقة واحدة ، کما یجب علینا أن نختار لکل موقف الطریقة التی تناسبه .

وأهم الطرق التی یمکن اتباعها فی تعلیم القیم واکتسابها هی :-

الطریقة الأولى : القدوة الحسنة :-

     من الفطرة السلیمة أنک ترى أن القدوة الصالحة هی من خیر وسائل التربیة وغرس القیم السلیمة ، کما أن القدوة السیئة لها تأثیر سلبی على الناشئ و المتعلم ، یقول الله تعالى :{ لَّقَدْ کَانَ لَکُمْ فِی رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن کَانَ یَرْجُو اللَّهَ وَالْیَوْمَ الْآخِرَ وَذَکَرَ اللَّهَ کَثِیرًا } الأحزاب/21 ، ولقد کان الرسول صلى الله علیه وسلم یعلم أصحابه بأسلوب القدوة وتشهد على ذلک أقواله : " صلوا کما رأیتمونی أصلی " و " خذوا عنی مناسککم "  ، فالولد الذی یرى والده یکذب لا یمکن أن یتعلم الصدق ، والولد الذی یرى أمه تغش أباه أو أخاه أو هو نفسه لا یمکن أن یتعلم الأمانة ، والولد الذی یرى أمه مستهترة لا یمکن أن یتعلم                 الفضیلة وهکذا .

ومن ثم یجب أن تکون الأسرة نظیفة مسلمة ملتزمة حتى یقتدی الأطفال بوالدیهم کما ینبغی أن تکون سیرة الرسول جزءاً دائماً من منهج التربیة سواءً فی المنزل أو المدرسة أو المسجد أو الإعلام أو أماکن التجمع العامة لتکون القدوة دائمة وحیة وشاخصة فی            المشاعر والأفکار .

الطریقة الثانیة : الموعظة :-

النفس الانسانیة لها استعداد للتأثر بما یلقی إلیها من الکلام ، وهو استعداد مؤقت فی الغالب ، ولذلک یلزمه التکرار ، کما یلزم تدعیم الموعظة بوسائل أخرى کالقدوة وتوفیر الوسط المناسب الذی یسمح بتقلید القدوة ، والقرآن الکریم ملیء بالمواعظ والتوجیهات کقوله تعالى : { نَّ اللَّهَ یَأْمُرُکُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَکَمْتُمْ بَیْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْکُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا یَعِظُکُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ کَانَ سَمِیعًا بَصِیرًا } النساء / 58 وقوله : { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ یَعِظُهُ یَا بُنَیَّ لَا تُشْرِکْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْکَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ } لقمان / 13 وقوله : { هَذَا بَیَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِینَ } آل عمران / 138 .   ( علوان ، 1981 ، 685 )ج2

وتعددت الأسالیب التی استخدمها الرسول صلى الله علیه وسلم فی إلقاء الموعظة وطریقة عرضها ومن ذلک :

الموعظة باستخدام أسلوب الحوار والاستجواب ، وذلک بطرح الأسئلة على                أصحابه لیثیر انتباههم ویحرک ذکاءهم ویقدح فطنتهم ویسقیهم المواعظ المؤثرة فی قالب الإقناع والمحاجاة ، ومن ذلک ما رواه مسلم عنْ أَبِی هُرَیْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ وَفِی حَدِیثِ بَکْرٍ : أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ ، یَقُولُ : " أَرَأَیْتُمْ لَوْ                 أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِکُمْ یَغْتَسِلُ مِنْهُ کُلَّ یَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ ، هَلْ یَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَیْءٌ ؟ قَالُوا : لَا یَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَیْءٌ ، قَالَ : فَذَلِکَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ ، یَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَایَا" .( مسلم ، د.ت ، کتاب المساجد ومواضع الصلاة ، حدیث رقم 1077 )

v     دمج الموعظة بالمداعبة ، وذلک لتحریک الذهن وإذهاب الملل وتشویق النفس ، ومن ذلک ما رواه الترمذی عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِکٍ ، أَنَّ رَجُلًا اسْتَحْمَل رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : إِنِّی حَامِلُکَ عَلَى وَلَدِ النَّاقَةِ ، فَقَالَ : یَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ النَّاقَةِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ : " وَهَلْ تَلِدُ الْإِبِلَ إِلَّا النُّوقُ". ( الترمذی ، 1998م ، ، کتاب البر والصلة ،حدیث رقم 1910 )

v     بدء الموعظة بالقسم وذلک لتنبیه السامع على أهمیة المقسم علیه ، عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ  , قَالَ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ : " وَالَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ , لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا , وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا , أَوَلَا أَدُلُّکُمْ عَلَى شَیْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ , أَفْشُوا السَّلَامَ بَیْنَکُمْ." ( ابن ماجة ، د . ت ، کتاب الأدب ، حدیث رقم 3690 )

v     عدم الإکثار من الموعظة واطالتها والاقتصاد بها مخافة السآمة : قَالَ سُلَیْمَانُ : سَمِعْتُ شَقِیقًا ، یَقُولُ : کُنَّا نَنْتَظِرُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فِی الْمَسْجِدِ یَخْرُجُ عَلَیْنَا ، فَجَاءَنَا یَزِیدُ بْنُ مُعَاوِیَةَ یَعْنِی النَّخَعِیَّ ، قَالَ : فَقَالَ : أَلَا أَذْهَبُ فَأَنْظُرَ ؟ فَإِنْ کَانَ فِی الدَّارِ ، لَعَلِّی أَنْ أُخْرِجَهُ إِلَیْکُمْ ، فَجَاءَنَا ، فَقَامَ عَلَیْنَا ، فَقَالَ : إِنَّهُ لَیُذْکَرُ لِی مَکَانُکُمْ ، فَمَا آتِیکُمْ کَرَاهِیَةَ أَنْ أُمِلَّکُمْ ، لَقَدْ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ " یَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِی الْأَیَّامِ ، کَرَاهِیَةَ السَّآمَةِ عَلَیْنَا. "  ( الشیبانی ، 2001م ، حدیث رقم 3581 ،                   ص 57 )ج60

عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ السُّوَائِیِّ ، قَالَ : " کَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ لَا یُطِیلُ الْمَوْعِظَةَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ ، إِنَّمَا هُنَّ کَلِمَاتٌ یَسِیرَاتٌ " ( ابی داود ، د . ت ، حدیث رقم 1107 ، ص289 )ج1

الموعظة بضرب المثل:- مثل ذلک ما ورد فی السنة المطهرة من استخدام الرسول صلى الله علیه وسلم لهذا الأسلوب ،عَنْ أَنَسٍ ، عَنْ أَبِی مُوسَى الأَشْعَرِیِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ : " مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِی یَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ ، رِیحُهَا طَیِّبٌ ، وَطَعْمُهَا طَیِّبٌ ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِی لَا یَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ ، لَا رِیحَ لَهَا ، وَطَعْمُهَا حُلْوٌ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِی یَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّیْحَانَةِ ، رِیحُهَا طَیِّبٌ ، وَطَعْمُهَا مُرٌّ ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِی لَا یَقْرَأُ الْقُرْآنَ کَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ ، لَیْسَ لَهَا رِیحٌ ، وَطَعْمُهَا مُرٌّ".( مسلم ، د.ت ، کتاب صلاة المسافرین وقصرها ، حدیث رقم 1334 )

الموعظة باستخدام اسلوب التشبیه والتمثیل :- عَنْ أَبِی مُوسَى ، عَنِ النَّبِیِّ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « إِنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ کَالْبُنْیَانِ یَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا » وَشَبَّکَ أَصَابِعَهُ  ." ( البخاری ، 2002م ، کتاب الصلاة ، حدیث رقم  481 )0       

v     الموعظة باستخدام وسائل الإیضاح کالرسم :- عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : کُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِیِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ ، فَخَطَّ خَطًّا هَکَذَا أَمَامَهُ ، فَقَالَ : " هَذَا سَبِیلُ اللَّهِ " ، وَخَطَّیْنِ عَنْ یَمِینِهِ ، وَخَطَّیْنِ عَنْ شِمَالِهِ ، فَقَالَ : " هَذِهِ سُبُلُ الشَّیْطَانِ " ، ثُمَّ وَضَعَ یَدَهُ فِی الْخَطِّ الأَوْسَطِ ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآیَةَ : وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِی مُسْتَقِیمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِکُمْ عَنْ سَبِیلِهِ سورة الأنعام آیة 153 0     ( الکَسّی ، 2003مـ ، حدیث رقم1139 ) ج2

v     الموعظة بالممارسة : عَنِ الزُّهْرِیِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِی عَطَاءُ بْنُ یَزِیدَ ، عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّان دَعَا بِوَضُوءٍ ، فَأَفْرَغَ عَلَى یَدَیْهِ مِنْ إِنَائِهِ فَغَسَلَهُمَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ أَدْخَلَ یَمِینَهُ فِی الْوَضُوءِ ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا وَیَدَیْهِ إِلَى الْمِرْفَقَیْنِ ثَلَاثًا ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ، ثُمَّ غَسَلَ کُلَّ رِجْلٍ ثَلَاثًا ، ثُمَّ قَالَ : رَأَیْتُ النَّبِیَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ یَتَوَضَّأُ نَحْوَ وُضُوئِی هَذَا ، وَقَالَ : " مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِی هَذَا ، ثُمَّ صَلَّى رَکْعَتَیْنِ لَا یُحَدِّثُ فِیهِمَا نَفْسَهُ ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " .( البخاری ، 2002م ، کتاب الوضوء ، حدیث رقم  161)

v     الموعظة بحسب الموقف من خلال انتهاز الفرص : ومثال على ذلک عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : " قُدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْیٍ ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْیِ تَسْعَى إِذَا وَجَدَتْ صَبِیًّا فِی السَّبْیِ فَأَخَذَتْهُ ، فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ ،                 فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ : أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِی النَّارِ ؟ ، قُلْنَا : لا وَاللَّهِ ، وَهِیَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لا تَطْرَحَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ بِوَلَدِهَا " . ( الطبرانی ، 1985مـ ، ص173 ) ج1

الطریقة الثالثة : استخدام العقاب :-

 حین لا تفلح القدوة ولا تفلح الموعظة فلا بد من علاج حاسم یضع الأمور فی وضعها الصحیح ، والعلاج الحاسم هو العقوبة ، والعقوبة لیست ضروریة لکل شخص ولیست أول خاطر یخطر على قلب المربی یقول الله تعالى : { ادْعُ إِلَىٰ سَبِیلِ رَبِّکَ بِالْحِکْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّکَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِیلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِینَ } النحل / 125 ولکن من الواقع المشهود أن هناک أناساً لا یصلح لهم الوعظ والمعاملة الحسنة أو یزدادون انحرافاً کلما زید لهم فی الوعظ والإرشاد ، ولیس من الحکمة أن نتجاهل وجود هؤلاء أو نستنکر الشدة علیهم ، وقد استخدم القرآن الکریم التهدید والوعید مرات عدیدة کقوله تعالى : {  یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِیَ مِنَ الرِّبَا إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَکُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِکُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ } البقرة / 279  وقوله تعالى : {  الزَّانِیَةُ وَالزَّانِی فَاجْلِدُوا کُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْکُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِی دِینِ اللَّهِ إِنْ کُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْیَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْیَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ} النور /2

الطریقة الرابعة : أسلوب القصة :-

ففی القصة سحر یسحر النفوس ، وقارئ القصة أو سامعها لا یملک أن یقف موقفاً سلبیاً من شخصیات القصة أو أحداثها ، فهو على وعی منه أو غیر وعی یدس نفسه على مسرح الأحداث ، ویتخیل أنه کان فی هذا الموقف أو ذاک ، ویروح یوازن بین نفسه وبین أبطال القصة ، فیوافق أو یستنکر أو یملکه الإعجاب ، والإسلام یدرک هذا المیل الفطری للقصة ویدرک مالها من تأثیر ساحر على القلوب فیستغلها لتکون وسیلة من وسائل التربیة والتقویم ، وهو یستخدم کل أنواع القصة فی هذا المضمار : القصة التاریخیة کقصص الأنبیاء ، وقصص المکذبین بالرسالات وما أصابهم من جراء هذا التکذیب ، والقصة التمثیلیة التی تعرض نموذجاً لحالة بشریة کقصة بنی آدم . أو التی لا تمثل واقعة بذاتها ولکنها یمکن أن تقع فی أیة لحظة من اللحظات وفی أی عصر من العصور مثل قصة صاحب الجنتین فی سورة الکهف .

الطریقة الخامسة : أسلوب العادة :-

العادة تؤدی مهمة خطیرة فی حیاة البشریة ، فهی توفر قسطاً کبیراً من الجهد البشری بتحویله إلى عادة سهلة میسرة لینطلق هذا الجهد فی میادین جدیدة من العمل والإنتاج والإبداع ، وقد بدأ الإسلام بإزالة العادات السیئة التی وجدها سائدة فی البیئة العربیة ، واتخذ لذلک إحدى وسیلتین : إما القطع الحاسم الفاصل ، وإما التدرج البطیء حسب نوع العادة التی یعالجها وطریقة تمکنها من النفس ، والمنهج الإسلامی فی الإصلاح والتربیة على القیم الفاضلة یراعی المرحلة العمریة للشخص الذی یتلقى التربیة ، فالکبار لهم أسلوب یختلف عن الأسلوب الذی یتعامل مع الصغار ، أما " منهج الإسلام فی  إصلاح الکبار فیقوم على أسس ثلاثة لها أکبر الأثر فی تعدیل الأخلاق وتقویم الاعوجاج ، الأول الربط بالعقیدة ، الثانی تعریة المنکر والشر ، الثالث تغییر البیئة الاجتماعیة ". ( علوان ، 1981م ، ص678 )ج2

وأما منهج الإسلام فی إصلاح الصغار فیعتمد على شیئین أساسین هما التلقن وبقصد به الجانب النظری ، والتعوید ویقصد به الجانب العملی .

الطریقة السادسة :- أسلوب الملاحظة :-

ویقصد بذلک متابعة الناشئ وملازمته فی التکوین العقیدی والأخلاقی ، ومراقبته وملاحظته فی الإعداد النفسی والاجتماعی ، والسؤال المستمر عن وضعه وحاله ، وقد حضَّ الإسلام المربین جمیعاً إلى أن یهتموا بمراقبة أولادهم والعمل على إصلاحهم . ومن ذلک ع عَنْ وَهْبِ بْنِ کَیْسَانَ ، سَمِعَهُ مِنْ عُمَرَ بْنِ أَبِی سَلَمَةَ ، قَالَ : کُنْتُ فِی حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَکَانَتْ یَدِی تَطِیشُ فِی الصَّحْفَةِ ، فَقَالَ لِی : " یَا غُلَامُ سَمِّ اللَّهَ وَکُلْ بِیَمِینِکَ وَکُلْ مِمَّا یَلِیکَ " . ( مسلم ، د.ت ، کتاب الأشربة ، حدیث رقم 3774 )

وتشمل الملاحظة عدة جوانب ومجالات نذکر منها :

أن یلاحظ الوالدین ما یتلقنه الولد من مبادئ وأفکار ومعتقدات على ید من یشرفون على توجیهه وتعلیمه فی المدرسة أو غیر المدرسة ، فإن وجدا خیراً فلیحمدا الله ، وإن وجد غیر ذلک فلیقم کلٍ منهما بمهمته الکبیرة فی غرس المبادئ السلیمة ، وأن یلاحظا ما یطالعه الولد من کتب ومجلات ونشرات فإن وجد فیها ما ینافس الفضیلة والأخلاق الحمیدة فلیقوما بمهمة المصادرة ثم إقناع الولد أن هذه الکتب وغیرها تفسد علیه دینه وأخلاقه . وأن یلاحظا من یصاحبه الولد من رفقاء وقرناء فإن وجدا أن الرفقة التی یصاحبها فاسدة فعلیهما أن یقطعا الصلة بینه وبینهم وأن یهیئا له من رفقاء الخیر واخلاء التقوى ، وأن یلاحظا ما ینتمی إلیه من أحزاب ومنظمات ، فإن وجدها مفسدة فعلیهما أن یحزما فی منعه وأن یکثرا من مراقبته وأن ینتهزا الفرصة فی إقناعه وتوجیهه. ( علوان ، 1981م ، ص736 ) ج2

الطریقة السابعة : أسلوب الأحداث :-

أی استغلال الحوادث التی تقع فی وقتها للتوجیه والتربیة وغرس الفضائل والتنفیر من الرذائل ، ولقد قام القرآن الکریم وهو یربی الأمة الإسلامیة فی منشئها باستغلال الأحداث فی تربیة النفوس استغلالاً عجیباً عمیق الأثر ، ففی العهد المکی کان استغلال اضطهاد الکفار للمسلمین وتعذیبهم لتدریب المسلمین على الصبر على الأذى واحتمال المکروه ، أما فی العهد المدنی فکان التوجیه إلى رد العدوان ومجابهة المعتدین بالقوة ورفض الخضوع والمذلة .( قطب ، 1982م ، ص205)

الوسائط المؤثرة فی اکتساب القیم :-

هناک العدید من الوسائط التی تؤثر فی حیاة الناشئة وتساهم فی رسم معالم تکوینهم الخلقی والاجتماعی وتربیتهم ، ومن أهم الوسائط المؤثرة فی تکوین القیم وتوجیه السلوک الناشئة فی حیاتهم الیومیة ما یلی :-

1-            الأسرة .

2-            المدرسة .

3-            جماعة الرفاق .

4-            المجتمع .

8-    الاجابة على السؤال السابع :-

تعریف التربیة من أجل العمل :-

هی عملیة توعیة وتوجیه الطلبة إلى عالم الأعمال ومساعدتهم على اختیار الأعمال المناسبة لقدراتهم وامکانیاتهم .

تربیة الأبناء على اتقان العمل :-

الإتقان هو الکیفیة التی یحبها الله فی أداء الأعمال ، سواءً کانت تلک الأعمال دنیویة أو أخرویة ،" حَدَّثَنِی أَبِی کُلَیْبٍ أَنَّهُ شَهِدَ مَعَ أَبِیهِ جَنَازَةً شَهِدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا غُلامٌ أَعْقِلُ وَأَفْهَمُ ، فَانْتَهَى بِالْجَنَازَةِ إِلَى الْقَبْرِ وَلَمْ یُمْکِنْ لَهَا ، قَالَ : فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ یَقُولُ : سَوُّوا لَحْدَ هَذَا حَتَّى ظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُ سُنَّةٌ ، فَالْتَفَتَ إِلَیْهِمْ ، فَقَالَ : أَمَا إِنَّ هَذَا لا یَنْفَعُ الْمَیِّتَ وَلا یَضُرُّهُ ، وَلَکِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ مِنَ الْعَامِلِ إِذَا عَمِلَ أَنْ یُحْسِنَ" ( البیهقی ، 2003م ، حدیث رقم4932 ، ص234 ) ج7

و عَنْ عَائِشَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ یُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُکُمْ عَمَلا أَنْ یُتْقِنَهُ" . ( الطبرانی ، 1995م ، الجزء الأول ، حدیث رقم 916 )

وفی العبادات یُعلمنا حدیث ( المسیء صلاته ) المشهور کیف أن المسلم إذا لم یتقن صلاته فکأنه لم یؤدها أصلاً ،هذا فضلاً عن العقاب الذی یناله فی الأخرة ،عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ - رضی الله عنه -: ((أَنَّ النَّبِیَّ صلى الله علیه وسلم دَخَلَ الْمَسْجِدَ , فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى , ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِیِّ صلى الله علیه وسلم  فَقَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ , فَإِنَّک لَمْ تُصَلِّ. فَرَجَعَ فَصَلَّى کَمَا صَلَّى , ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِیِّ - صلى الله علیه وسلم – فَقَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ , فَإِنَّک لَمْ تُصَلِّ - ثَلاثاً - فَقَالَ: وَاَلَّذِی بَعَثَکَ بِالْحَقِّ لا أُحْسِنُ غَیْرَهُ , فَعَلِّمْنِی , فَقَالَ: إذَا قُمْتَ إلَى الصَّلاةِ فَکَبِّرْ , ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَیَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ , ثُمَّ ارْکَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاکِعاً , ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِماً , ثُمَّ اُسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِداً, ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِساً. وَافْعَلْ ذَلِکَ فِی صَلاتِکَ کُلِّهَا )). ( أبو محمد تقی الدین ، 1988م ، حدیث رقم101 ، ص78 )

والإتقان فی العمل یکون ببذل أقصى جهد ممکن بُغیة الوصول إلى أعلى إنتاجیة ، والتمیز فی نوعیته والارتقاء بدرجته ، باعتبار أن الجودة قیمة أساسیة من قیم العمل فی الإسلام ، وتکون الجودة بالبحث المتواصل لابتکار أفضل الأسالیب لتحسین المنتج وزیادة عائده ، والتقلیل من تکلفته والتحول من الجید إلى الأجود بلوغاً لأعلى تنمیة ممکنة ، وسبیل ذلک العلم والمعرفة المستدامة الهادفة الى زیادة إنتاجیة الفرد ، وتعظیم التنمیة فی المجتمع .

فحب العمل واتقانه من القیم الأساسیة فی حیاة الأفراد ، حیث تعتبر القیم هی المحرک الأساسی لسلوک الفرد والجماعة ، وهی التی تشکل إطاراً عاماً للفرد ومرجعاً أساسیاً فی تفسیر حرکته وتبریر تصرفاته ، فالقیم التی یتبناها الفرد تعتبر المرتکز الأساسی لتحقیق أهدافه وتطویر أداءه ، وتبعاً لنوع القیم ( إیجابیة أو سلبیة ) یکون اتجاه الأداء ، ولقد               کانت القیم محور اهتمام العلماء والباحثین والدارسین منذ القدم ، حیث تم دراسة القیم فی  شتى المیادین واکتشاف علاقتها بمتغیرات مختلفة : کالأداء ، والطموح ، والنجاح ، والتفوق .. الخ .

أسرار الإتقان :-

التعود علیه منذ نعومة أظافرنا ، وغرسه فی نفوس الناشئة لیشبوا وجوارحهم لا تحسن إلا العمل المتقن ، وهذه خطوات عملیة نعود من خلالها أبناءنا على إتقان العمل :-

1. ربط جمیع تصرفاتنا برضا الله سبحانه وتعالى عنا ورؤیته لنا . لا بد ان تتحقق فی أولیاء الأمور والمربین القدوة الحقیقیة الصالحة فیما نأمرهم به من قیم ، فلا بد أن یروا أباءهم ومعلمیهم وهم یتقنون العمل ویحسنونه .
2. التدرج مع الأبناء فی طلب الأعمال مع مراعاة الفروق الفردیة بینهم ، فیکلف کل طفل بحسب قدراته وامکانیاته .
3. عدم إعطاء الطفل أوامر عامة مجملة عند قیامه بعمل معین ، وإنما لا بد من الشرح بالتفصیل للمطلوب حتى یتمکن من أداءه دون ملل أو ضجر .
4. تقدیم نماذج عملیة لبعض الأعمال وإتقانها ، لأن الطفل إذا رأى النموذج الصحیح للعمل المتقن سار على نهجه .
5. تحدید الهدف والفائدة من العمل مع وضع جوائز تحفیزیة وتشجیعیة على اتقان العمل.
6. عند الخطأ فی العمل ، أو عدم الإسراع فی التنفیذ من قبل الأبناء ، فعلى الآباء والمربین عدم المبادرة بالتوبیخ ، وإنما علیهم القیام بإعادة المطلوب مع الشرح حتى یتموه على أکمل وأحسن وجه .
7. لا بد من کثرة التدریب والتکرار ، فهی الطریقة الأمثل لإتقان العمل .
8. لا بد من الإکثار من کلمات الثناء والمدیح للأبناء أثناء أداءهم للعمل مع الترکیز على الجوانب الإیجابیة، والتغاضی عن الإهمال والتقصیر البسیط.
9. فی حالة الوعد بمنحهم عطایا معینة على الإنجاز، لا بد من الوفاء بالوعد والحدیث عن إتقانهم لعملهم وإنجازاتهم أمامهم عند الآخرین ، لأن هذا یعد حافزاً جیداً للاستمرار فی اتقان العمل .

9-    الاجابة على السؤال الثامن :-

مؤشرات القیم : -

هناک مؤشرات تدل على القیم ، وتمیز بینها وبین العادات وتتمثل هذه المؤشرات فی ظهور اهتمامات الشخص بالقیمة واتجاهاته نحوها ، بالإضافة إلى الآمال والتطلعات والمشاعر والمعتقدات والقناعات وأوجه النشاط والأفعال والهموم والمشکلات التی یبرز من خلالها جمیعا أن هذا الشخص یتبنى القیمة الفلانیة ، ومن خلال هذه المؤشرات یتضح العمق الثقافی للقیم بالإضافة إلى المکونات الثلاث المعرفی والوجدانی والسلوکی .

المؤشرات الدالة على وجود قیمة العمل لدى الأبناء :-

-                یعتنی بلباسه ومکان نومه وأدواته المدرسیة .

-                ینجز واجباته المدرسیة .

-                یساعد أخاه أو أحد والدیه فی عملهم أثناء أوقات الفراغ .

-                ینجز أعمال حره وابداعات شخصیة کالرسم والنحت .... الخ .

-                ینظم وقته بین انجاز الواجبات والأنشطة الترفیهیة .

-                یحفظ نصوص وحکم تمجد العمل .

-                یعرف ثواب وأجر العمل الصالح .

-                یستحضر مواقف ومشاهد تبرز الآثار الإیجابیة للعمل وعواقب التواکل والکسل .

-                یمیز بین الأخذ بالأسباب لکسب الرزق والتواکل .

-                ینخرط فی الأعمال التطوعیة التی تقام فی المؤسسة التعلیمیة .

-                ینخرط فی الأنشطة الحرفیة والمهنیة التدریبیة التی تنجزها المؤسسة التعلیمیة .

-                یُعرف غیره بقیمة العمل فی وضعیات تعلیمیة بوسائل مختلفة .

-                یحدد الآثار الاجتماعیة والاقتصادیة للعمل .

-                یشتغل بمشاریع صغیرة مدرة للدخل فی أوقات الفراغ والإجازات .

10-        الاجابة على السؤال التاسع :-

التصور المقترح لدور التربیة فی تنمیة القیم :-

لابد من غرس القیم المرغوبة فی الطفل منذ بدایة حیاته ومنذ نعومة أظفاره ، ومن الخطأ الفادح تخلی الأسرة عن هذا الدور وتعتبره فقط من مسئولیات المدرسة ، أو أن تعتبر الطفل قبل سن المدرسة غیر قادر على تعلُّم القیم وتمثلها ومراعاتها .

ویمکن غرس قیمة العمل وتطویرها لدى الناشئة بعدة طرق مجتمعة وهی :-

1-             إشباع حاجات الطفل البیولوجیة وبطریقة سلیمة : -

فإذا لم تشبع هذه الحاجات یحدث لدى الطفل اضطرابات جسمیة ونفسیة وعقلیة ، ویصبح من الصعب غرس القیم المرغوبة لدیه ، ویجب أن یصاحب غرس القیم عملیة إشباع هذه الحاجات ، فحین تقوم الأم بإرضاع طفلها مثلاً مع اقتران ذلک بالحنان والرعایة وعدم العصبیة والمداعبة ، فإنها لا ترضعه لبناً فحسب بل تغذیه بحنانها وتسکب فی شخصیتیه أمناً نفسیاً وحباً لها وتعلقاً بالحیاة فما یجعله فیما بعد یتبنى قیم الرحمة والعطف والحنان وحب الخیر للآخرین ، وحین توکل عمل معین لطفلها مع اقتران ذلک بالتشجیع والتحفیز واشعاره بافتخارها به وعدم العصبیة عند التقصیر ، فإنها لا تعلمه حب العمل فقط بل تغرس فی نفسه الثقة بها مما یجعله یتبنى قیم حب العمل واتقانه .

2-    التنشئة الاجتماعیة : -

من خلال السلطة الوالدیة " خاصة من جانب الأم فی الطفولة الأولى " فلسبب حاجة الطفل لأمه ولخدماتها له وحنوها علیه وإعجابه بها وحبه لها ، دور فی تقمصه لشخصیتها ، لذلک لابد ان تکون الأم أو الأب أو المعلم قدوة حسنة فی حب العمل واتقانه واداءه فی وقته حتى یکتسب الناشئ ذلک منه ، غیر أن أولیاء الأمور لیسوا النماذج الوحیدة التی یمکن للأطفال أن یقتدوا بها ، فهناک الأخوة والأخوات والأتراب والرفاق والزملاء وما یعرض فی وسائل الاعلام وغیرها لا بد من متابعة الناشئة فی جمیع الأوقات وتقویم سلوکیاتهم العملیة .

3-    استخدام أسلوب التشجیع والعقاب المادی والمعنوی :-

فهذه الجزاءات سواءکانت مادیة بدنیة ، أو نفسیة ، أو اقتصادیة لها أثر کبیر فی سلوک الناشئة ، ومن أمثلة ذلک أن یقول المربی للناشئ أدی العمل المطلوب منک وفق الخطوات التالیة ویحدد له الخطوات تحدیداً دقیقاً وبعد تحدید الخطوات یلزمه باتباعها ویضع له تشجیعاً مادیاً کأن یحدد جائزة مادیة لإنجاز العمل فی الوقت المحدد ووفق الخطوات المحددة ، کما یحذره من فقدان الجائزة إذا أخفق فی انجاز عمل ، أو أنه سیحرم من المشارکة فی نشاط ما اذا اخفق فی انجاز العمل ، " ویمکن أن یکون الجزاء نفسیاً کالتوبیخ إذا کان عقاباً ، والمدح والثناء إذا کان ثواباً ".(العادلی ، د.ت ،81)

4-    ممارسة الخبرات التی تؤدی إلى إکساب القیم :-

یتعلم الطفل فی مرحلتی الطفولة المبکرة والدراسة الإلزامیة ، القیم الصالحة من خلال الخبرات التی تنظم أو تهیأ له بصورة مستمرة من أجل مساعدته على اکتسابها ، فالقیم هنا مثلها کمثل المفاهیم تشتق وتستخلص من الخبرات ذات العلاقة ، ویکتشف الطفل القیم ویکتسبها بممارستها أو ممارسة أعمال تتسق معها أو تمهد لاکتسابها ، وینطبق هذا القول على جمیع القیم ، فمن الممکن تنظیم خبرات للأطفال تساهم فی تنشئة حب العمل والإتقان والأمانة ، کما یمکن تنظیم خبرات تساعد على غرس الجذور الأولى لقیم أکثر تعقیداً أو تجریداً کالتعلم الدائم والتفکیر الاستقرائی ، ویتوقف هذا کله على نوعیة الخبرات التی تنظم ومدى مناسبتها للمراحل النمائیة المختلفة .

5-    الاختیار العقلانی للقیم الصالحة :-

وذلک بعد النظر فی الأبدال الممکنة مع الاعتزاز بالقیمة وممارستها ، ویمکن تلخیص هذه الطریقة على النحو التالی :

أ‌-  استکشاف الأبدال الممکنة أو التعرض لها .

ب-التفکیر فی عواقب کل بدیل .

ج- الاختیار الحر لأحذ الأبدال الذی یشکل بنفسه قیمة صالحة .

د-الاعتزاز بالقیمة والتمسک بها .

هـ إعلان هذا الاختیار وهذا التمسک على الملأ .

و-ترجمة القیمة إلى ممارسة .

ز-تکرار الممارسة باعتبارها نمطاً من أنماط الحیاة .

ومن میزات هذه الطریقة أن القیمة تکون صادرة من تفکیر الفرد واختیاره وأنها أشد استجابة للتعلم والتقییم وأنها أکثر قابلیة للدوام على مر الزمن ، ومن الواضح أن استخدام هذه الطریقة یزداد اتساعاً وعمقاً بعد نمو قدرة الطفل على النظر فی آثار الأبدال وبعد أن یکتسب الطفل القدرة على التفکیر التجریدی . ( الناشف ، 1981م ، ص13-17 )

حکم وأمثال فی قیمة العمل :-

-          والمرء لیس بصادقٍ فی قوله حتى یؤید قوله بفعاله .

-          العمل أبلغ خطاب .

-          الأفعال أبلغ من الأقوال .

-          زیادة القول تحکی النقص فی العمل ومنطق المرء قد یهدیه للزلل .

-          یقول فان کوخ : لو أراد الإنسان أن یعیش حقاً فعلیه أن یعمل ویکون جرئیاً .

-          یقول سعد زغلول : الرجل بصراحته فی القول وإخلاصه فی العمل .

-          یقول أرسطو :  الاستمتاع بالعمل یضفی علیه المثالیة .

-          یقول هنری فورد: لا توظف أحداً یعمل من أجل المال ، وانما یعمل لأنه یحب العمل .

-          یقول هنری فورد : من الملاحظ أن الناجح هو من أحسن استقلال  الوقت فی حین ضیعه غیره .

-          یقول زیج زیجلر : یقول الناس ان التحفیز لا یستمر تأثیره طویلاً ، حسناً کذلک الاستحمام ، لهذا ننصح به بشکل یومی .  .

-          یقول أفلاطون:قلیل من العلم مع العمل به أنفع من کثیر من العلم مع قلة العمل به .

-          یقول أفلاطون : لا تهتم بسرعة العمل بل بجودته ، لأن الناس لا یسألونک کم فرغت منه بل ینظرون إلى اتقانه وجودة صنعه .

-          هناک من یتوهم أن التفوق والنجاح ضربة حظ ، وصدفة عمیاء ، غیر أن الثقة بالنفس هی طاقة دافعة نحو النجاح والتفوق .

التوصیات :-

-       ضرورة حرص المربین على تعوید النشء أن یسلکوا فی حیاتهم السلوک المرغوب فیه ، الناتج عن تمثل الفرد للقیم الصحیحة والمنطلق من الرقابة الذاتیة ولیس خشیة من العقاب أیاً کان .

-       ضرورة حرص المربین على تدریب النشء على تحمل المسؤولیة والاعتماد على النفس وخلق الدوافع الإیجابیة عندهم نحو العمل .

-       یجب حرص المربین على تعوید النشء على حب الجماعة والعمل التعاونی وتنظیم الأعمال الجماعیة .

-       ینبغی حرص المربین على غرس الثقة بالنفس فی نفوس النشء لأهمیتها فی دفع النشء إلى حب العمل والإنتاج .

-       ضرورة تضمین البرامج التعلیمیة والتدریبیة بقضایا تعزز القیم الإسلامیة المرغوب فیها والمحفزة للنجاح والتفوق وحب العمل بما یخدم الأهداف التربویة العامة .

-       یتلقى الأطفال أول دروس القیم فی حیاتهم من خلال التقلید ، فلذلک یجب أن یتجنب الأهل قول شیء وفعل عکسه . 

-       تشجیع الطفل على خوض التحدیات، فالتحدیات جزء لا یتجزأ من الحیاة. یمکن أنیؤدی تشجیع الطفل على خوض تحدیات مفیدة مثل زراعة حدیقة مع أطفالک حتى یتعلمواقیمة العمل بالید والحفاظ على الزرع وعدم تقطیعه.

-       المناقشة وتجنب أسلوب النصیحة الصریحة ، معظم الأشخاص وخاصة الأطفال یکونون أکثر تقبلا للمعلومات التی یتم مشارکتها خلال النقاش عوضا عن المعلومات التی توجه إلیهم بصیغة الأمر .

-         التعزیز بالتحفیز :هی من أفضل الطرق المستحدثة لصغار السن ، حیث تعتمد على تعزیز القیم لدیهم بالتحفیز عن طریق الهدایا والمدح.

-       تعلم القیم یختلف عن تعلم المفردات الدراسیة ذلک لأن القیم تعتمد بالدرجة الأولى على وجود وسط اجتمــاعی ومناخ تربوی صالح یعمل بشکل مؤثر فی إکساب القیم والمثـــل العلیا وتقدیمها على أنها عمل وسلوک یترجم الأخلاق الفاضلة0 لا على أنها مجرد معلومات تُقدم فی إطار نظری ولا تتعداه إلى مرحلة المعایشة والعمل0

-       تدریب المعلمین ما قبل الخدمة واثنائها على برامج خاصة فی غرس القیم الإسلامیة التی تقوم على التحاب والتعاون والتسامح وغیرها من الأخلاق الإسلامیة .

-       الاهتمام بالقیم الإسلامیة فی جمیع المراحل الدراسیة لجعلها أکثر وظیفیة لتحقیق الغایة المرجوة من خلال ترجمة القیم المکتسبة إلى سلوک ظاهر لدى الطلبة.

بحوث مقترحة :-

-          تطویر دور ریاض الأطفال فی غرس قیمة العمل واتقانه فی نفوس الناشئة فی ضوء التربیة الإسلامیة " تصور مقترح " .

-          رؤیة مستقبلیة  لدور مدارس التعلیم العام فی تنمیة قیمة العمل واتقانه فی نفوس الطلاب فی ضوء الکتاب والسنة "  " .

-          تصور مقترح لدور الجامعات فی ترسیخ قیمة العمل واتقانه فی نفوس الخریجین فی ضوء التنمیة المستدامة " " .

-          دور مؤسسات التربیة فی تنمیة قیمة العمل واتقانه فی ضوء رؤیة 2030 للمملکة العربیة السعودیة " تصور مقترح " .

المصادر والمراجع :-

القرآن الکریم .

-      ابن الجوزی ، عبدالرحمن علی - ( 1996مـ ) . مدارج السالکین بین منازل إیاک نعبد وإیاک نستعین . بیروت : دار الکتاب العربی ، ط3

-   ابن جماعة ، بدر الدین محمد بن إبراهیم- ( د . ت ) . تذکرة السامع والمتکلم فی آداب العالم والمتعلم . تحقیق: محمد بن مهدی العجمی ، بیروت : دار البشائر الإسلامیة .

-   ابن ماجة ، أبو عبدالله محمد بن یزید القزوینی – ( د . ت ) . سنن ابن ماجة . تحقیق : محمد فؤاد عبدالباقی ، فیصل عیسى البابی الحلبی : دار احیاء الکتب العربیة.

-      ابن منظور ، محمد بن مکرم بن علی أبو الفضل جمال الدین  – ( 1994م ) . لسان العرب . بیروت : دار صادر ، ط3 .

-   أبو محمد تقی الدین ، عبدالغنی بن عبدالواحد بن علی بن سرور المقدسی–( 1988م) .عمدة الأحکام من کلام خیر الأنام . تحقیق: محمود الأرناؤوط، دمشق: مؤسسة قرطبة، ط2.

-      أبی داود ، سلیمان بن الأشعث بن اسحاق بن بشیر بن شداد بن عمرو الأزدی السجستانی–( د . ت) .

-   اسماعیل ، فائزة عبدالله قحطان – ( 2002م ) . القیم التربویة الممارسة لدى طالبات جامعة تعز الیمنیة . رسالة ماجستیر غیر منشورة ، الأردن – أربد : جامعة الیرموک .

-      الأشقر ، عمر سلیمان .( 1982م ).خصائص الشریعة الإسلامیة . الکویت : مکتبة الفلاح 0

-      البخاری ، محمد بن اسماعیل أبو عبدالله – ( 2002م ) . صحیح البخاری . تحقیق : محمد زهیر ناصر الناصر ، دار طوق النجاة.

-      بنی یونس ، محمد.( 2004م ).مقدمة فی علم النفس . عمان : دار الشروق للنشر والتوزیع .

-   البیهقی، أبو بکر احمد بن الحسین بن علی بن الخُسْرَوْجِردی الخرسانی– ( 2003م ) . شعب الإیمان . تحقیق : مختار احمد الندوی ، الریاض : مکتبة الرشد.

-   الترمذی ، محمد بن عیسى بن سورة بن موسى بن الضحاک – ( 1998م ) . الجامع الکبیر سنن الترمذی . تحقیق بشار عواد ، بیروت : دار الغرب الإسلامی .

-      جمعة ، عماد علی–( 2008م ) . أصول الفقه المیسر. الأردن : دار النفائس للنشر والتوزیع.

-      الجمل ، علی أحمد .( 2002م ) . القیم ومناهج التاریخ الإسلامی . القاهرة : عالم الکتب للنشر والتوزیع .

-   الجوابرة ، فاطمة محمد – ( 2010م ) . دور مدیر المدرسة فی تغییر الهویة الثقافیة لدى طلبة المرحلة الثانویة فی ظل تحدیات العصر . مجلة کلیة التربیة  ، مصر : جامعة المنصورة ، السنة الثانیة .

-   الحباری ، أمل عبدالله – ( 2007م ) . الدور التربوی للمدرسة الثانویة الحکومیة للبنات بمدینة الریاض فی تعزیز قیم العمل التطوعی لدة الفتاة السعودیة من وجهة نظر المعلمات . رسالة ماجستیر غیر منشورة ، الریاض : جامعة محمد بن سعود الإسلامیة .

-   خالد ، سعدیة – ( 2004م ) . التغیر الاجتماعی والقیمی لدى فئة الشعب المصری . رسالة دکتوراه غیر منشورة ، جامعة عین شمس : کلیة البنات للآداب والعلوم التربویة .

-      سنن أبی داود . تحقیق : محمد محی الدین عبدالحمید ، بیروت : المکتبة العصریة0

-   الشیبانی ، أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد – ( 2001م ) .               مسند الإمام أحمد بن حنبل ، تحقیق :شعیب الأرناؤوط وآخرون0

-   صعدی ، إبراهیم عبدة و أبو الحسن ، أحمد صلاح الدین – ( 2013م ) . تقییم النسق القیمی لدى طلاب قسم التربیة الخاصة بکلیة التربیة . المجلةالدولیة التربویة المتخصصة ، الأردن ، المجلد الثانی ، العدد 10 .

-   الطبرانی ، سلیمان بن أحمد بن أیوب أبو القاسم – ( 1985م ) . الروض الدنی           ( المعجم الصغیر ) . تحقیق : محمد شکور محمود الحاج امریر ، بیروت : المکتب الإسلامی ، ط1 .

-   الطبرانی ، سلیمان بن أحمد بن ایوب ابو القاسم – ( 1995م ) . المعجم الأوسط . تحقیق : طارق بن عوض الله وعبدالمحسن الحسینی ، القاهرة : دار الحرمین .

-   الطبرانی ، سلیمان بن أحمد بن أیوب بن مطیر اللخمی الشامی أبو القاسم –                ( 1994م ) 0 المعجم الکبیر . تحقیق : حمدی بن عبدالمجید السلفی ، القاهرة : مکتبة ابن تیمیة ، ط2 .

-      طهطاوی ، سید أحمد - ( 1996م ) . القیم التربویة فی القصص القرآنی . القاهرة : دار الفکر العربی  ، بتصرف .

-      العادلی ، فاروق محمد-( د . ت ).التربیة وغرس القیم. قطر:مجلة التربیة ، العدد (72).

-      عبد الوهاب ، هاشم سعید - (1986م ) . دور المعاهد التقنیة فی مجتمع عربی متغیر .المجلة العربیة لبحوث التعلیم العالی . العدد 5-6 .

-      عبداللطیف ، مدحت عبدالحمید . ( 1990م ) . الصحة النفسیة والتفوق الدراسی . بیروت : دار النهضة العربیة .

-      عبدالله وآخرون ، صالح – ( د . ت ) . نضرة النعیم فی مکارم اخلاق الرسول الکریم . جدة : دار الوسیلة للنشر والتوزیع ، ط4 .

-   علوان ، عبدالله ناصح - (1981م ) .تربیة الأولاد فی الإسلام.
بیروت : دار السلام للطباعة والنشر والتوزیع ، ج2 .

-      علی ، سعید إسماعیل وآخرون - ( 2005م ) . أصول التربیة الإسلامیة المفهومات والتطبیقات . الریاض : مکتبة الرشد ، ط2 .

-      الغزالی ، أبو حامد محمد بن محمد –( د . ت).إحیاء علوم الدین . بیروت :               دار المعرفة0

-      الفیومی ، أحمد بن محمد . ( 2010م ) . المصباح المنیر فی غریب الشرح الکبیر . بیروت : المکتبة العلمیة ، باب ( قام ) .

-   القرنشاوی ، عبد الجلیل وآخرون - (1963) .الموجز فی أصول الفقه .
 القاهرة : جامعة الأزهر – کلیة الشریفة .

-   القرنی ، علی حسن – ( 2015م ) . إدارة التغیر القیمی والمعرفی فی سلوک واتجاهات الشباب الجامعی بمنطقة تبوک : آلیات مقترحة . المجلةالدولیة التربویة المتخصصة ، الأردن ، المجلد الرابع ، العدد 11 0

-      قطب ، سید-(1978م) .خصائص التصور الإسلامی ومقوماته. بیروت: دار الشروق ،ط4.

-      قطب ، محمد - (1982) . منهج التربیة الإسلامیة . بیروت : دار الشروق ، ط6 .

-   الکَسّی ، أبو محمد عبدالحمید بن حمید بن نصر – ( 2003م ) . المنتخب من مسند عبد بن حمید . تحقیق : الشیخ مصطفى العدوی ، دار بلنسیة للنشر والتوزیع ، ط2 .

-   متولی ، عباس ابراهیم – ( 1990م ) . المسؤولیة الاجتماعیة وعلاقتها بالقیم لدى الشباب الجامعی . المؤتمر السنوی السادس لعلم النفس فی مصر ، الجمعیة المصریة للدراسات النفسیة بالاشتراک مع قسم علم النفس التعلیمی ، کلیة التربیة ، جامعة المنصورة.

-   المجلس القومی للتعلیم والبحث العلمی والتکنولوجی . ( 1993م ) . تأصیل القیم الدینیة فی نفوس الطلاب . مجلة دراسات تربویة ، المجلد 8 ، العدد 55 ، ص214-232 .

-      مسعود ، عبدالمجید - ( 1998م ) . القیم الإسلامیة التربویة والمجتمع المعاصر . قطر : وزارة الأوقاف.

-      مسلم ، الحجاج ابو الحسن القشیری النیسابوری – ( د.ت ) . صحیح مسلم . بیروت : دار احیاء التراث العربی .

-      مصطفى ، علی خلیل – ( 1980م ) . القیم الإسلامیة والتربیة . بیروت : دار طیبة ، ط1.

-      مصطفى،ابراهیم وآخرون–(د .ت).المعجم الوسیط .القاهرة :مجمع اللغة العربیة ،               دار الدعوة .

-      الناشف، عبد الملک - (1981م ) . القیم وطرائق تعلیمها وتعلمها. عمان – الأردن : دائرة التربیة والتعلیم بوکالة الغوث .

-      ناصر ، إبراهیم - ( 1992م ) . علم الاجتماع التربوی . عمّان : مکتبة الرائد العلمیة.

-   النسائی ، أبو عبدالرحمن أحمد بن شعیب بن علی الخراسانی – ( 1986م ) . مجتبى من السنن { السنن الصغرى للنسائی } . تحقیق : عبدالفتاح أبو غدة ، حلب : مکتب المطبوعات الإسلامیة ، ط2 .

-      نورهان ، منیر حسین - ( 2008م ) . القیم الاجتماعیة والشباب . الإسکندریة : دار الفتح للجلید الفنی  ، ص32-33.